طبقات علماء الحديث

ابن عبد الهادي

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر الطَّبعَة الثَّانِيَة 1417 هـ - 1996 م مؤسَّسَة الرسَالة للطباعةِ والنشر والتوزيع مؤسَّسَة الرسَالة - بيروت - وطى المصيطبة - مبْنى عبد الله سليت تلفاكس: 815112 - 319039 فاكس: 603243 - ص. ب: 117460 - برقيًا - بيوشران

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بين يدي الكتاب

بين يدي الكتاب للعملِ في المخطوطات متعةٌ لا يعرفها إلا من ذاقها، إنها في أيسر حالاتها تنميةٌ لحسِّ الزمن في أعماقنا، وإرهافٌ لرعشة الماضي في وجداننا، تعيشه كأنه الحاضر .. رؤيةً ورؤيا .. هذه المخطوطة بخط الإِمام الغزالي .. وتلك بخط الإمام الذَّهبي .. وهذه سمعها صلاحُ الدِّين .. وتلك كان يملكها الملك المعظَّم .. وتتلاحقُ الأزمنة أمامك، وأنت تقف في زمنك، وتعيش الفكر والوجدان معًا، ها هم أولاء أعلامنا .. وأكاد أحيانًا أمدُّ يدي لأصافحهم من خلال خطوطهم ... وتقرأ لاهثًا .. وأنت ملاحقٌ بهذا الإِحساس، لتَرْدِمَ خَنْدقًا حفره الزمن خلال قرونٍ عديدة، وتحاول أن تلملم صورةً بعثرتها النكبات والأحداث ومزقتها .. ولكي تلملمَ بقايا الصورة؛ عليك أن تعاني مشقَّة السؤال والحرمان .. فلكي تكتب عن دمشق مثلًا، عليك أن تبحث عنها في مكتبات ليدن، أو لندن، أو برلين ... تراثنا ما زال أسيرًا في ديار الغُرْبة .. وثمة من يطالبنا بالابتعاد عنه! .. وتمضي السَّاعات .. وأنت تسعى بين الكتب وراء فتحةٍ أو ضمة تتوِّجُ بها كلمة .. أو تكشفُ عن معنى .. أو تعيدُ الحياةَ إلى كلمة عَدَتْ

عليها عوادي الرُّطوبة .. وتشعر بلذَّةٍ غريبة حين يشعُّ في ذهنك معنى .. أو تستسلم لك كلمة .. وتحس أنك تعيد اكتشاف التراث من جديد، أنك تردِمُ فجوةً بين الماضي والحاضر .. وهذا الكتاب يبيِّن جانبًا من جوانب ثقافتنا، هو تأريخ لهذه الفئة من العلماء الذين أخلصوا في خدمة الحديث النَّبوي الشَّريف، ومنحوه قلبهم وعقلهم وجهدهم، هذه الفئة التي كان من أهمِّ أهدافها ألا نبتعدَ عن اليَنْبُوع الثَّاني في ديننا الحنيف، عن المصدر الثاني -بعد القرآن الكريم- في تكوين نظرتنا إلى الحياة والكون، ويدهشنا حقًّا هذا الإِيمان الكبير الذي سَكَنَ قلوبهم، وهذا الدَّأْبُ على العِلْم مع الفاقة في كثيرٍ من الأحيان، فكان منهم في كل عصر ثوابت مبصرة، تبعدنا عن الانحراف وراء يونان أو فُرْس .. تذكِّرنا دائمًا بكلماتِ المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي مضمخة بعبق الإِيمان، وبعزيمة الحياة ... وهو يعرِّفنا بمؤلفاتٍ لم نسمع بها من قبل .. مؤلفاتٍ شاملةٍ لأكثر المعارف، من حديثٍ .. وتاريخ، وأدب ونحو وتصوُّف. وقد قدَّمْتُه بمقدِّمة تعرِّف بالمؤلف وعصره، وأتبعتها بدراسةٍ عن ثقافته ونقده ومؤلفاته، واستقصيت -ما أمكن- التآليف التي من بابته، وأجريتُ مقارنةً بينه وبين تذكرة الحفَّاظ لوحدة موضوعِهما .. وعصرِهِما .. وقد قمتُ بتحقيقه مع الأخ الصَّديق الأستاذ أكرم البوشي، فجزأنا الكتاب، فكان من نصيبه الجزء الأول والثاني، وكان من نصيبي الجزء الثالث والرابع .. وقد اتفقنا على منهجٍ في التحقيق بيَّنْتُه في آخر هذه المقدِّمة.

وبعد .. هل تكفي كلمةُ شكرٍ أُزْجيها لأُستاذي وشيخي شعيب الأرنؤوط؟ وهل تجزئُ عني كلمةُ ثناء أكتبها له بحروف المحبَّة والصِّدْق؟ .. إن ما بعنقي له أوسع من الشكر، وأجزل من الثناء، إنَّ ما فتح عليه عيني من أمور الحياة، وأنا أَتَلمَّس طريقي بعقل غضٍّ وقلب مُرْهف جعل أيامي معه سنين في عُمْقها وغِنَاها، ثمّ أخذ بيدي في عالم التحقيق، فمنحني ثِقَته وما أغلاها، وأنار دَرْبي بعلْمِهِ وما أغزره، فلَكَ يا أستادي شكرٌ أوسعُ من الشُّكر، وثناء أعظمُ من الثَّناء، والله يتولَّى عني حُسْن جزائك. وليس لي وراءَ الله مَرْمى .. دمشق: 17 جمادى الآخرة 1406 هـ 27 شباط 1986 م إبراهيم الزيبق

[المصنف والكتاب]

محمَّد بن أحمد بن عبد الهادي (705 - 744 هـ) حياته، ثقافته، مؤلفاته بقلم إبراهيم الزيبق

"لو عاش كان عجبًا" صلاح الدين الصفدي

1 - دمشق

1 - دمشق عاشتْ دمشق في النِّصف الأوَّل من القرن الثامن الهجري أجمل أيامها، فقد أَمِنَتْ من التَّتار بعد هزيمتهم في شَقْحب سنة (702 هـ) (¬1)، وعاد إلى السلطة الملكُ الناصر محمد بن قَلاوون للمرة الثالثة سنة (709 هـ) (¬2)، وتولى أمر نيابتها أمير ذوهمة عالية هو تنكز، وذلك سنة (712 هـ) (¬3)، وقد بَسَطَ الملك الناصر سلطتَه على مِصْر والشَّام بحزمٍ وقوة؛ مما مكَّن تنكز في دمشق أن يقوم بحملة إصلاح واسعة شَمِلَتْ مناحي الحياة كافَّة، ابتداءً من كفِّ ظلم الولاة عن الناس، ومنع الأمراء من تسخير الفلاحين والمزارعين في أعمالهم، وانتهاءً بإحياء ما اندثر من الأوقاف بإعادة عمارة المدارس والمساجد، وقد أَنْصَفَ العامة والتجار بخلاص حقوقهم من الأمراء على ما يقتضي الشرع الحنيف، وأصلحَ تقاسيم المياه بعدما كانت فاسدة، ونظَّف مجاريها، ¬

_ (¬1) "البداية والنهاية": 14/ 25 - 26. (¬2) "النجوم الزاهرة": 8/ 277، 9/ 3 وما بعدها، وكان قد ولي السلطنة للمرة الأولى سنة (693 هـ) وهو صبي فخلع منها، ثم أعيد سنة (698 هـ)، ثم عزل نفسه حتى عاد في المرة الثالثة. (¬3) "الوافي بالوفيات": 10/ 421.

ووضَّحَ طُرُقَها، وهدم الأملاك التي استجدَّها الناس، وضيَّقوا بها الشوارع والطرق المسلوكة، وأزال الفواحش والخمارات، وشدد العقوبة على السكير حتى القتل، فتعذَّر في أيامه وجود الخمر، واستجد ديوانًا للزكاة، وصرفها للفقراء والمساكين (¬1)، فأَمِنَ الناس، وعاشوا في غاية الرُّخص والصِّيانة (¬2)، وعمت المَدَنية قرى دمشق، فَبُنِيَ فيها الحمامات والمساجد الجامعة والأسواق، وصار سكانُها كأهل الحاضرة (¬3)، وقد حقَّقَتْ خُطَّة تنكز في إحياء الأوقاف عدالةً اجتماعية لم تشهدها دمشق من قبل ومن بعد، ويأخذنا العجب والدهشة والانبهار ونحن نقرأ مصارف الأوقاف وأنواعها، مما خطَّه ابنُ بطوطة في رحلته، وتتجلى بين السطور روعةُ المدنية التي كان يعيشها أسلافنا، فمن أوقاف للعاجزين عن الحج، إلى أوقاف لتجهيز البنات إلى أزواجهن، إلى فَكَاك الأسرى، وتعديل الطرق ورَصْفها. ومما يثير إعجابنا حقًّا وقف الأواني، وهو سموٌّ إلى الخير لم نر مثيلًا له عند الأمم الأخرى، وقد روى لنا ابن بطوطة حادثة تتعلَّق به، قال: "مررت يومًا ببعض أزقَّة دمشق، فرأيت مملوكًا صغيرًا قد سقطت من يده صَحْفَة من الفخار الصَّيني -وهم يسمونها الصحن- فتكسرت، واجتمع الناس عليه، فقال بعضهم: اجمع شققها، واحملها معك لصاحب أوقاف الأواني. فجَمَعَها، وذهب الرجل معه إليه، فأراه إياها، فدفع له ما اشترى به مثل ذلك الصحن، وهذا من أحسن الأعمال؛ فإن سيد الغلام لا بدَّ له أن يضربه على كسر الصحن أو ينهره، وهو أيضًا ¬

_ (¬1) انظر "السلوك" للمقريزي: ج 2 / ق 2/ 510 - 511. (¬2) "البداية والنهاية": 14/ 187، و "الوافي بالوفيات": 10/ 423. (¬3) "رحلة ابن بطوطة": 1/ 117.

ينكسر قلبه ويتغير لأجل ذلك، فكان هذا الوقف جبرًا للقلوب، جزى الله خيرًا من تسامت هِمَّتُه في الخير إلى مثل هذا" (¬1). في ظل هذا الأمن والرخاء قامت نهضة عُمْرانية رائعة، تنافس فيها أهل دمشق في عمارة المساجد والزوايا والمدارس والمشاهد (¬2)، وعاش الناس في بُحْبُوحة، فكلُّ إنسان -حتى الغرباء- يتأتَّى له وَجْهٌ من المعاش (¬3). هذه الصُّورة المشرقة سرعان ما كَسَفَتْ، ولاحَتْ بوادر الانهيار، فقد قُتِلَ الأمير تنكز سنة (741 هـ) (¬4)، ومات قاتلُهُ الملك النَّاصر بعده بأشهر (¬5)، وانتشر مرض الطَّاعون في العالم القديم كلِّه، فراح يحصُدُ الآلاف، وعدم الخبز، وقلَّ القوت، وعَلَتْ وجوه الناس صفرةٌ ظاهرة (¬6)، وبلغ عدد الموتى كل يوم في دمشق ألفين وأربع مئة (¬7)، وغرقت البلاد في فوضى، فما يتولى سُلْطان حتى يقتل، ولا يتولَّى نائب حتى يعزل، فما بين سنة (741 هـ) وسنة (784 هـ)، تولى السلطنة أثنا عشر سُلْطانًا، أغلبهم تتراوح أعمارهم بين السادسة والحادية عشرة، ثمانية منهم من أولاد الناصر، وأربعة من حَفَدَته، وتولى نيابة دمشق في الفترة نفسها أربعة وعشرون نائبًا بين تعيين وإعادة، ابتداءً من الطنبغا الناصري الذي تولاها ¬

_ (¬1) "رحلة ابن بطوطة": 1/ 118. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) "البداية والنهاية": 14/ 188. (¬5) "السلوك" للمقريزي: ج 2 / ق 2/ 523. (¬6) "النجوم الزاهرة": 10/ 203. (¬7) "رحلة ابن بطوطة": 2/ 749.

سنة (741 هـ)، بعد مقتل تنكز، وانتهاءً ببيدمر الذي دخلها للمرة السَّادسة سنة (783 هـ). ورغم تولي السلطنة سنة (784 هـ) الملك الظاهر برقوق، وهو ممن أوتي حُنْكة ومِرَاسًا في الحكم، فقد ظل الاضطراب مستشريًا في جسم الدولة، حتى إن ثورة أطاحت به بعد سبع سنوات من توليه السلطنة، ولكنه سرعان ما عاد، واستطاع بحنكته أن يعيد إليها بعض الاستقرار. وكانت وفاته سنة (801 هـ)، وتولي ابنه الناصر فرج وله من العمر عشر سنوات بدايةَ النهاية، إذ استفحل عبثُ المماليك واقتتالهم على السُّلْطة، حتى انتهى بهم الأمر إلى الانسحاب من أمام جيش تيمور، وهو يحاصر دمشق، لتقع تحت سيفه غنيمة سهلة، ويقع الشعب قتيلًا وأسيرًا بعد أن خُدِعَ أبشع خديعة، وحلَّ بدمشق من البلاء ما لا يوصف، وجرى على أهل دمشق من العذاب ما جَعَلَ المعاقَب يحسد رفيقه الذي هلك تحت العقوبة (¬1)، واستمر هذا البلاء والعذاب بأهل دمشق تسعة عشر يومًا (¬2)، ثم طُرِحَتِ النار، فعمَّ الحريق جميع البلد، حتى صار لهيب النار يكاد يرتفع إلى السَّحاب، وعملت النار في البلد ثلاثة أيام بلياليها (¬3)، وذهبت مساجدُ دمشق ودُورها وقياسرها وحماماتها، وصارت أطلالًا بالية ورسومًا خالية، ولم يبق بها دابَّة تدبُّ إلا أطفالٌ يتجاوز عددهم الآلاف فيهم من مات، وفيهم من سيموت من الجوع (¬4)، وكان ¬

_ (¬1) "النجوم الزاهرة": 12/ 244. (¬2) "النجوم الزاهرة": 12/ 245. (¬3) المصدر السابق. (¬4) "النجوم الزاهرة": 12/ 246.

2 - الصالحية

أمرًا بلغ مبالغه في الشَّناعة والقبح على حدِّ تعبير ابن خلدون، شاهد هذه المأساة (¬1). بهذه الصُّورة القاتمة يختتم قَرْن، ويبدأ قرن، وتتباين صورتا دمشق بين أوَّل القرن وآخره، في أوله خرجت منتصرة على جيوش التتار في شقحب سنة (702 هـ)، وفي آخره (803 هـ)، سقطت منهزمة، مخذولة، مدمَّرة. 2 - الصَّالحية كانت الصالحية يوم انتقل إليها المقادسة سنة (555 هـ) جبلًا أجردَ، في ناحيته الغربية يقوم دير أبي العَبَّاس الكهفي، وبجانبه دار فيها اربعة من العلماء الزُّهاد، وفي ناحيته الشرقية دير رهبان مهجور، سكنه أولاد معبد بن مستفاد، وما بين الناحيتين عُزْلة موحشة، وصمت رهيب، ومقابر .. وكان أول نزول المقادسة -بعد هجرتهم من جَمَّاعيل قريتهم في نابلس- في مسجد أبي صالح بالباب الشَّرْقي، وذلك سنة (551 هـ)، وقد أنزلهم به بنو الحنبلي؛ وهم القيِّمون على وَقْفه وإمامته، ونُمِيَ خبرهم إلى السُّلْطان نور الدين بن زنكي، فكتب لهم كتابًا بتسليم الوقف والمسجد إليهم، ولكن أحمد بن محمد بن قدامة وهو العالِمُ الخطيب، ما كان ليرضى أن يتخلَّص من ظُلْم الصليبيين ليقع في ظلم أشد، فقال: "أنا هاجرت حتى أنافس الناس على دنياهم؟ ! ما بقيت أريد أسكن ها هنا" (¬2). ¬

_ (¬1) "التعريف بابن خلدون": 374. (¬2) القلائد الجوهرية": 1/ 37.

فاختار راضيًا أن يسكن في بقعةٍ مهجورةٍ، على أن يكون سببًا في إيذاء مسلم. بهذه الرُّوح الإِسلامية عمرت الصالحية، ونزعت الأشواك من أرضها، وقلع قصبها، وكان أول ما بني بيت أحمد بن محمد بن قدامة، وبيت ابنه أبي عمر، ثم بني بعد ذلك بيت ابنه الموفق (¬1). وبات السكان الجدد يحرُسُون بيوتهم ليلًا، خوفًا من اللصوص، وخوفًا من أهل وادي التيم الذين يأخذون الناس ويبيعونهم في بلاد الفرنج .. وخوفًا من الذئاب والسباع (¬2). ثم بنى الشيح أبو عمر مدرسته المعروفة "بالعمرية"، وكان موضعها آنذاك مقصبة .. وكان ثَمَّ ضفادع تنق ولا تسكت (¬3). بنيت المدرسة لَبِنَة لبنة، وكانت همة أبي عمر وعزيمته لا تفتر؛ فبنى مع المدرسة مصنعَ ماءٍ جعله تحتها (¬4). وتوفي الشيح أحمد سنة (558 هـ)، أي بعد هجرته بسبع سنوات، وله سبع وستون سنة (¬5)، وقد خلَّف عِدَّة أولاد أشهرهم أبو عمر محمد، وعبد الله الموفق. والذي يقرأ سيرة أبي عمر يأخذه العجب بهذه الشخصية الفذَّة التي تحلت بأخلاق الإِسلام، علمًا وورعًا وحِلْمًا وشجاعة وزُهْدًا، وتفانيًا ¬

_ (¬1) "القلائد الجوهرية": 1/ 38. (¬2) "القلائد الجوهرية": 1/ 39. (¬3) "القلائد الجوهرية": 1/ 169. (¬4) المصدر السابق. (¬5) انظر "العبر": 4/ 164، و"القلائد الجوهرية": 1/ 166.

في خدمة المسلمين ورعاية لمصالحهم، وبُعْدًا عن التزلف لأصحاب السلطة، كان يحضر الغزوات مع صلاح الدين (¬1)، ويجمع الشّيح من الجبل، ويحمله إلى بيوت الأرامل واليتامى، ويحمل إليهم في الليل الدراهم والدقيق ولا يعرفونه، ومتى أتاه شيء من الدنيا آثر به أقاربه وغيرهم، وتصدَّق بثيابه، وربما خرج الشتاء وعلى جسده جُبَّة بغير ثوب، ويبقى مدة طويلة بغير سراويل، وعِمَامته قطعة من بطانة، فإن احتاج أحد إلى خِرْقة، أو مات صغير يحتاج إلى كفن قَطَعَ له منها قطعة. وكان ينام على الحصير، ويأكل خبز الشعير، وثوبه خام إلى أنصاف ساقيه، وما نَهَرَ أحدًا، ولا أوجع قلب أحد، وكان يقول: أنا زاهد، ولكن في الحرام (¬2). ومن ثَمَّ قال أبو شامة: بهم سُمِّيت الصالحيةُ لصلاحهم (¬3)، ولكن أبا عمر كان يوري ذلك عنهم، ويقول: إنما هي نسبة إلى مسجد أبي صالح لأنَّا نزلنا فيه أولًا، لا أنَّا من الصالحين (¬4). وتوفي أبو عمر سنة (607 هـ) عن ثمانين سنة، لم يخلِّف دينارًا ولا درهمًا ولا قليلًا ولا كثيرًا (¬5)، وبارك الله في نسله، فأغلب المقادسة من حفدة أحمد هم من ذريَّتِهِ. لقد غدت هذه البقعة العزلاء بعد أقل من قرن مدينةً فيها الأسواق العامة، والمساجد، والمكتبات. ورغم أنها تعرضت لمحنة سنة (699 هـ) على يد قازان سلطان التتار من قَتْلٍ وأسر ونهبٍ للكتب (¬6)، إلا أنها ¬

_ (¬1) "ذيل الروضتين": 71. (¬2) المصدر السابق. (¬3) "القلائد الجوهرية": 1/ 26. (¬4) المصدر السابق. (¬5) "ذيل الروضتين": 74. (¬6) "البداية والنهاية": 14/ 8.

3 - أسرته

سرعان ما استعادت عافيتها، حتى إن ابن بطوطة قال عنها حين زارها سنة (726 هـ): "وهي مدينة عظيمة، لها سوق لا نظير لحسنه، وفيها مسجد وجامع ومارَسْتان، وبها مدرسة تُعرف بمدرسة أبي عمر (¬1)، موقوفة على من أراد أن يتعلَّم القرآن الكريم من الشيوخ والكهول، وتجري لهم ولمن يعلمهم كفايتهم من المآكل والملابس" (¬2). وقد بدأ اتصال الصالحية بدمشق في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري حتى غدت الآن حيًّا كبيرًا من أحيائها (¬3). 3 - أسرتُهُ هو محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قُدامة. لم يهاجر جدُّه يوسف مع أخيه أحمدَ يوم هاجر إلى دمشق، بل إن ابنيه: عبد الملك وعبد الهادي ظلا يترددان بين جَمَّاعيل والصَّالحية سنين طويلة (¬4)، حتى عزم عبد الهادي أمره أخيرًا، وقَدِمَ دمشق مهاجرًا مع ابنيه محمد (¬5) وعبد الحميد (¬6) نحو سنة (582 هـ)، أي بعد هجرة عَمِّه أحمد ¬

_ (¬1) في الأصل: ابن عمر، وهو وهم لم يشر المحقق إليه. (¬2) انظر "رحلة ابن بطوطة": 1/ 114 - 115. (¬3) "دمشق في مطلع القرن العشرين": 20 - 21. (¬4) "القلائد الجوهرية": 1/ 33. (¬5) قدم دمشق شابًّا، ولم يستوطنها، كان يؤم بقرية الساوية من جبل نابلس. وقتل ثمة بيد التتار سنة (658 هـ). انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 23/ 342 - 343. (¬6) قدم دمشق صبيًّا، وكان قد ولد بجماعيل حوالي سنة (573 هـ). انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 23/ 339 - 340.

بنحو ثلاثين سنة، وقبل فتح صلاح الدين بيت المقدس بسنة واحدة. وقد أصبح عبد الحميد -فيما بعد- من كبار علماء عَصْره، وتخرَّج به كثير من المحدِّثين، ممن صار بعضهم شيخًا لحفيده محمد، وقد افتتح مكتبًا في القصَّاعين (¬1) للتعليم، وتوفي سنة (658 هـ) مخلِّفًا ثلاثة أولاد هم: أحمد ومحمد وعبد الهادي. أما أحمد فقد كان من أعيان المُسْنِدين في زمانه، وقُصد بالزِّيارة، وتوفي سنة (700 هـ)، وله ثمان وثمانون سنة (¬2). وأما عبد الهادي، فهو الجدُّ الأدْنى للمؤلِّف (¬3)، توفي شابًّا سنة (682 هـ) (¬4) عن بضع وثلاثين سنة، مخلفًا ولدين: محمدًا (¬5)، وأحمد. وأحمد هو والد المؤلِّف، وكان زاهدًا مقرئًا مسندًا، سمع منه ابن رافع والحسيني (¬6)، وابن رجب (¬7)، توفي سنة (752 هـ)، وله إحدى وثمانون سنة، أي بعد وفاة ابنه محمد (المؤلف) بثماني سنين، وقد ¬

_ (¬1) حارة في دمشق تقع الآن بين باب الجابية وسوق الصوف. (¬2) "القلائد الجوهرية": 2/ 303. (¬3) وهو أول من ولد في الصالحية من أسرة المؤلف. (¬4) انظر ص 1753 من الجزء الرابع في هذا الكتاب. (¬5) كان محتسب الصالحية في زمانه، وقد خلف ابنتين محدثتين: فاطمة وعائشة؛ وهي زوج محمد المؤلف. انظر "الضوء اللامع": 12/ 81، 103. (¬6) "الدرر الكامنة": 1/ 208. (¬7) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 439.

خلف من الأولاد: عبد الرحمن (¬1)، وأبا بكر (¬2)، وإبراهيم (¬3)، وحسنًا (¬4)، وتوفي عبد الرحمن سنة (789 هـ) وأبو بكر سنة (799 هـ) وهو ممن أجاز لابن حجر، وإبراهيم سنة (800 هـ)، سمع منه ابن حجر أيضًا (¬5). ¬

_ (¬1) "الدرر الكامنة": 2/ 430. (¬2) "الدرر الكامنة": 1/ 468. (¬3) "الدرر الكامنة": 1/ 11. (¬4) هو الجد الأعلى ليوسف بن حسن بن أحمد، المعروف بابن المبرد، شيخ ابن طولون، وصاحب المصنفات الغزيرة، ولد سنة (840 هـ)، وتوفي سنة (909 هـ)، وإليه تنصرف أذهان كثير من الناس حين يطلق اسم ابن عبد الهادي، ولقد رأيت غير واحد يخلط بينه وبين مؤلف كتابنا، وبينهما أكثر من قرن ونصف! .. انظر "الكواكب السائرة": 1/ 316. (¬5) أسرة آل قدامة بفرعيها: فرع أحمد بن محمد بن قدامة، وفرع يوسف بن محمد بن قدامة من أكبر الأسر العلمية في دمشق، حملت أمانة العلم أكثر من ثمانية قرون، وقد اقتصرت في هذه المقدمة على أجداد المؤلف وإخوته طلبًا للإِيجاز. ولحسين بن عبد اللطيف العمري من آل عبد الهادي، وهو مؤرخ، دمشقي، مولود سنة (1162 هـ)، ومتوفى سنة (1216 هـ) تأليف في تراجم أسلافه سماه "المواهب الإحسانية في ترجمة الفاروق وذريته بني عبد الهادي وأصولهم العربية"، وهو ما زال مخطوطًا في دار الكتب المصرية، رقمه 113 / م. انظر "الأعلام" للزركلي: 2/ 241، و"حلية البشر": 1/ 556، و"فهرس الكتب العربية بدار الكتب المصرية" فهرس التاريخ: 5/ 374. وللدكتور شاكر مصطفى دراسة قيمة عن "آل قدامة والصالحية" نشرها في حوليات كلية الآداب، جامعة الكويت الحولية الثالثة، الرسالة الرابعة عشرة سنة 1982 - 1402.

4 - سيرة حياته

4 - سِيرَةُ حَيَاتِهِ في هذه الأسرة العريقة عِلْمًا وفَضْلًا وصلاحًا ورواية ولد محمد بن أحمد بن عبد الهادي سنة (705 هـ) على أرجح الأقوال (¬1)، في الصَّالحية (¬2)، لأبٍ من العلماء المسندين المقرئين، وكشأن كلِّ أبٍ عالم يطمح في أن يكون ابنه محدِّثًا ذا إسناد عالٍ، سعى به إلى كبار مسندي عصره، فسمع من زينب ابنة الشيخ كمال الدين الصالحية، وكانت قد تفرَّدت بغالب إجازاتها، وهي آخر من روى في الدنيا عن سِبْط السِّلَفي، وحين توفيت نزل الناس بموتها درجة (¬3). وسمع من عيسى المطعم المتوفى سنة (717 هـ)، وله إحدى وتسعون سنة (¬4)، ومن أبي بكر أحمد بن عبد الدائم الصالحي، وهو شيخ لابن تيمية أيضًا، المتوفى سنة (718 هـ)، وله ثلاث وتسعون سنة (¬5)، ومن سعد الدين يحيى بن ¬

_ (¬1) هذا قول لدات ابن عبد الهادي من معاصريه كابن كثير، والصفدي والحسيني، أما الإمام الذهبي فقال في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1508 "ولد سنة خمس أو ست وسبع مئة"، وانفرد ابن رجب في تحديد سنة (704 هـ)، ونَصَّ أنه بلغ الأربعين، وتابعه ابن العماد في شذرات الذهب: 6/ 141، وقد أجمع أغلب معاصريه على أنه لم يبلغ الأربعين. (¬2) قال محقق المحرر في الحديث: 1/ 36 "ولد بقرية جماعيل"، وهو وهم، إذ ليس لدينا نص يؤيد ذلك، أما كونه جماعيلي الأصل، فهذا لا يعني أنه ولد بها، وقد بينت عندما تحدثت عن أسرته أن جده عبد الهادي هو أول من ولد في الصالحية. (¬3) "الدرر الكامنة": 2/ 209 - 210، وفي "أعلام النساء": 2/ 47 - 50 سرد للكتب التي أسمعتها بالإجازة. (¬4) "الدرر الكامنة": 3/ 282. (¬5) "الدرر الكامنة": 1/ 468.

محمد بن سعد، المتوفَّى سنة (721 هـ)، وقد جاوز التسعين (¬1)، وكلهم ممن تفرد بأجزاء من العوالي. وسمع أيضًا من أحمد بن أبي طالب الصالحي الحَجَّار، وهو من المعمَّرين رحل الناس إليه سنة (717 هـ)، ولما توفي سنة (730 هـ) نزل الناس بموته درجة (¬2)، وأكثر عن محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء، ابن الزرَّاد، وهو ممن تفرد، مات سنة (726 هـ) (¬3)، وقرأ بنفسه "صحيح مسلم" (¬4) على القاضي شرف الدين عبد الله بن الحسن، وهو من حفدة المحدث عبد الغني المقدسي، وممن تفرد وعمر، توفي سنة (732 هـ) (¬5). أما في الفِقْه، فإنه حفظ "المقنع" (¬6) -وهو دون العاشرة- على القاضي سليمان بن حمزة، المتوفى سنة (715 هـ) (¬7)، ثم أتمَّ دراسته على إمامين كبيرين برعا في المذهب الحنبلي، هما: القاضي محمد بن مسلم بن مالك المتوفى سنة (726 هـ) (¬8)، وإسماعيل بن محمد الحَرَّاني المتوفى سنة (729 هـ) (¬9). ¬

_ (¬1) "الدرر الكامنة": 5/ 201 - 202. (¬2) "الدرر الكامنة": 1/ 152 - 153. (¬3) "الدرر الكامنة": 3/ 466. (¬4) "وفيات ابن رافع": 1/ 458. (¬5) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 380 - 381. (¬6) "الوافي بالوفيات": 2/ 161. (¬7) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 364 - 366. (¬8) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 380 - 381. (¬9) "الدرر الكامنة": 1/ 403 - 404.

وأخذ القراءات عن شيخ القراء في عصره ابن بَصْخَان (¬1)، وقرأ النحو على أبي العباس الأندرشي، وهو ممن شرح "التسهيل" لابن مالك (¬2). ونحو سنة (721 هـ) -وهو بعد في السادسة عشرة- بدأ يتردد إلى عالمين كبيرين في عصره، هما: المِزِّي وابن تيمية (¬3)، عند الأول تعلم علل الحديث بعد أن أدرك إسناده، وعند الثاني فهم روح الشرع بعد أن حفظ فقهه. وقد تميَّزت علاقته بابن تيمية -على قصرها- تميزًا واضحًا، وطبعت حياته بطابَعِها، فرغم أن مدَّتها لم تتجاوز سنواتٍ خمسًا إلا أنها كانت عميقة الجذور، واضحة المعالم، إن عقلًا ذكيًّا كعقل ابن عبد الهادي لا يقنعه إلا مثل عقل ابن تيمية الحاد الواضح، إن ما بين التلميذ والأستاذ من التشابه في منهج الرؤيا، وطريقة التفكير، أبعد من أن يكون مجرَّد تقليد تلميذ لأستاذه، إنه أكثر من ذلك بكثير وأعمق، إنه تلاقٍ بين عقلين جبارين، يدركان من أسرار الشرع والفهم له ما لا يدركه ذلك الإِنسان الذي يسعى وراء صحة إسناد أو إظلامه .. ولكن امتدَّ عمر ابن تيمية فَخُلِّدَ، ومات ابن عبد الهادي شابًّا فَنُسِيَ، ومن ثَمَّ تتبدى لنا كلمة الصَّفدي الحزينة والصَّادقة التي قالها في ابن عبد الهادي: "لو عاش كان عجبًا" (¬4) .. ومن ثم -أيضًا- ندرك سرَّ تعلقه الكبير بابن تيمية، ¬

_ (¬1) "الوافي بالوفيات": 2/ 159 - 161. (¬2) "الدرر الكامنة": 1/ 145. (¬3) "العقود الدرية": 326. (¬4) "أعيان العصر" (خ): 121.

هذا التعلُّق الذي تجلى أروع ما يكون في الدِّفاع عنه في مسألة الزيارة (¬1)، وفي تأليف كتاب في سيرة حياته (¬2)، ومن يدري ربما ختم كتابه هذا بترجمته، وكأنه يختِمُ به الحُفَّاظ والتاريخ. وفي "العقود الدرية" نصٌّ يصوِّر جانبًا من هذه العلاقة في مرحلتها الأولى، نلمح من خلاله اهتمامَ الشيخ ابن تيمية بالفتى ابن عبد الهادي، وفَرَحَ ابن عبد الهادي بهذا القرب المتمثل بالتشديد على ياء المتكلِّم، يقول: "وكنت أتردد إليه في هذه المدة أحيانًا، وقرأت عليه قطعة من الأربعين للرازي، وشرحها لي، وكتب لي على بعضها شيئًا ... ولقد حضرتُ معه يومًا في بستان الأمير فخر الدين بن الشمس لؤلؤ، وكان قد عمل وليمة، وقرأت على الشيخ في ذلك اليوم أربعين حديثًا ... " (¬3). أما شيخه المِزِّي فقد تميَّز عن معاصريه بعِلْمين: الحديث والعربية، وقد استغرقته معرفة الحديث حتى صار إمامًا فيه، جعل بعضهم يرفعه فوق الدارقطني (¬4)، فهذا الاستحضار الرائع لأسماء الرجال، ولمعرفة العلل، وضبط المُشْكل والمبهم، ومعرفة الطُّرُق والأسانيد (¬5) جعلت كبار أئمة ذلك العصر يقرؤون بين يديه، ويجبنون بحضرته، ولم يكن يَسْلَم واحد منهم من ردِّه عليه، حتى ابن تيمية ¬

_ (¬1) انظر ص 38 وما بعدها من هذه المقدمة. (¬2) سماه "العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية"، وقد طبع بالقاهرة سنة 1356 هـ-1938 م بتحقيق محمد حامد الفتي. (¬3) انظر "العقود الدرية": 326 - 327. (¬4) "طبقات الشافعية" للسبكي: 10/ 398. (¬5) "طبقات الشافعية" للسبكي: 10/ 397.

نفسه (¬1)، وقد توَّج هذه المعرفة بكتابٍ لم يسبقْ إلى مثله، هو "تهذيب الكمال" (¬2)، أوضح فيه من المشكلات والمعضلات ما لم يتعرَّض غيره لها. وبرع أيضًا في علم العربية، حتى قيل فيه: لم ير بعد أبي حيان النحوي مثله في العربية، وخصوصًا في التصريف (¬3). إلى جانب علمه نرى عند المِزِّي أخلاق العلماء، فرغم أنه كان عبوسًا مهيبًا (¬4)، في مجلسه يخيم سكوت وسكون (¬5) إلا أنه كان كثير التواضع، فيه صبر وحِلْم وقناعة وتودُّد (¬6)، صبر على فقره طوال حياته، حتى إنه اضطر إلى بيع أصل كتابه بخطِّه (¬7)، وظل يتوجَّه إلى الصالحية ماشيًا على قدميه وهو في عَشْر التسعين (¬8). هذه الصِّفات الهادئة المهيبة جعلته لا يعرف قدرَه إلا مَنْ أكثر من مجالسته (¬9)، وقد لازمه ابن عبد الهادي نحو عشر سنين حتى برع عليه في عِلْم الرِّجال والعِلل (¬10)، بل إنه كثيرًا ما كان يقف في مجلسه -وقد ¬

_ (¬1) "طبقات الشافعية" للسبكي: 10/ 429. (¬2) انظر ترجمته رقم (1155) من هذا الكتاب. (¬3) "الدرر الكامنة" 5/ 235. (¬4) "طبقات الشافعية" للسبكي: 10/ 398. (¬5) "طبقات الشافعية" للسبكي " 10/ 430. (¬6) "الدرر الكامنة": 5/ 233. (¬7) "الدرر الكامنة" 5/ 236. (¬8) المصدر السابق. (¬9) المصدر السابق. (¬10) "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: 49، و"ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 436.

خيم سكوت وسكون- يرُدُّ عليه بعض أسماء الرجال (¬1)، فيقبل المزي منه (¬2) بكل تواضع العالم ونزاهته. وقد تميز ابن عبد الهادي -من بعد- بعلم الرجال والعلل، حتى صار إمامًا فيه، وظل يعترف بفضل شيخه عليه، فيقول فيه: "هو شيخي الذي انتفعت به كثيرًا في هذا العلم" (¬3). أما عن تأثير الإِمام الذهبي به، فلم يكن بعمق ما لمسناه عند المِزِّي وابن تيمية، ولم تتحدثِ المصادر التي بين أيدينا عن علاقة مميزة بين الرجلين، ولعل تلمذته للذهبي هي من نوع التلمذة بين الأقران -على ما بينهما من فارق في السن- هي علاقة من تلك العلاقات المتبادلة؛ كلاهما يستفيد من الآخر ويقرأ عليه، بل إن استفادة الذهبي تبدو أجلى وأوضح حين يقول: "ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه" (¬4)، ونراه يحضر درسًا له في المدرسة الصَّدْرية (¬5)، بل يترجم له في آخر كتابه "تذكرة الحفاظ" مع شيوخه الذين سمع منهم (¬6)، ويروي عن المِزِّي عن السروجي عنه (¬7). ¬

_ (¬1) "الوافي بالوفيات": 2/ 161 - 162. (¬2) "طبقات الحفاظ": 521. (¬3) انظر ترجمته رقم (1155) من هذا الكتاب. (¬4) "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: 50. (¬5) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 437. (¬6) "تذكرة الحفاظ": 4/ 1508. (¬7) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 437، والسروجي: هو محمد بن علي بن أيبك، توفي شابًّا سنة (744 هـ)، وكان من الحفاظ الأذكياء. انظر "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: 63.

وهكذا .. لم تكن تلمذته للذهبي تلقيًا كحاله مع ابن تيمية والمزي، بل مدارسة ومكاتبة. * * * مع نهاية تلمذته للمِزِّي -وهو بعد في الخامسة والعشرين أو أشفّ- تكتمل عنده أدوات العالم الباحث، فيشرع بالتأليف ويتصدَّر للتدريس، ويحقق خلال ثلاثة عشر عامًا ما لا يحققه أناس في أعمار متطاولة، فمؤلَّفاته تزيد على السبعين كتابًا، بلغ بعضها ثمانِ مجلدات، ويتصدر للتدريس في أكبر مدارس عصره كالعمرية والضِّيائية، والمصادر التي بين أيدينا لا تسعفنا في تحديد السنة التي ابتدأ فيها بالتدريس، ولا متى كان تدريسه في كل مدرسة، إلا المدرسة العمرية التي نص ابنُ كثير أنه جلس للتدريس بها في سنة (741 هـ) ولا ريب أن تدريسه في المدارس الأخرى كان قبل هذا التاريخ، بل ربما جمع في وقت واحد التدريس في غير مدرسة على عادة علماء ذلك العصر. وفي ذِكْرِ ابن كثير لخبر تدريس ابن عبد الهادي في هذه المدرسة في حوادث سنة (741 هـ) (¬1)، مغزى لا يخفى، إذْ يدلنا هذا على أن ابن عبد الهادي بلغ قمة عطائه -وهو بعد في السادسة والثلاثين- يوم تربع للتدريس في هذه المدرسة الكبيرة، وقد حضر درسه المقادسة وكبار الحنابلة، ولولا المطر والوحل يومئذٍ لحضر أهل المدينة (¬2)، وهذا يدلنا أيضًا على مدى الشهرة التي أصابها وقتئذٍ، والمطَّلع على تاريخ هذه المدرسة يعرف أن كبار العلماء كان يدرِّس بها، وقد بلغت حدًّا كبيرًا في ¬

_ (¬1) "البداية والنهاية": 14/ 189. (¬2) المصدر السابق.

الغنى من كثرة ما وقف عليها من أوقاف (¬1). وقد درَّس أيضًا بالمدرسة الضيائية (¬2)، نسبة إلى بانيها ضياء الدين المقدسي، سِبْط أحمد بن محمد بن قدامة، وكان بها خزانة كتب عامة (¬3). ويبدو أنه درس بالمدرسة الصبابية (¬4) بعد سنة (738 هـ)، لأنها فتحت في هذه السنة، وقد أنشأها تاجر اسمه تقي الدين بن الصباب، قبلي العادلية الكبرى في باب البريد، وكان مكانها خربة شنيعة (¬5). ودرس أيضًا في المدرسة الصدرية، وقد سمع منه الذهبي حديثًا فيها (¬6). وقد انفرد الحسيني بذكر مدرستين درَّس بهما، هما: المنصورية والغياثية (¬7)، أما المدرسة الغياثية، فلم أقع لها على ذكر في المصادر ¬

_ (¬1) لم يبق من المدرسة العمرية في عصرنا إلا أطلال تشهد على عظمتها التي كانت، وقد سعى المرحوم الأستاذ أحمد قدامة جاهدًا لإعادة بنانها، وكم حدثني -رحمه الله- بحماسة عن مشروعه هذا، ولكن مات الأستاذ، وبقيت المدرسة أطلالًا! ! ... (¬2) "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: 50. (¬3) "تنبيه الطالب" (الدارس): 2/ 91 - 99، "منادمة الأطلال": 242 - 243. (¬4) "ذيل العبر" للحسيني: 239. (¬5) "تنبيه الطالب" (الدارس): 1/ 128، "البداية والنهاية": 14/ 181، "منادمة الأطلال": 68 - 69. (¬6) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 437. (¬7) "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: 50، وقد تابعه السيوطي في "ذيل طبقات الحفاظ": 351، لكن في "طبقات الحفاظ": 521 رسمت "الضيائية" والنص في كلا الكتابين واحد، مما يؤكد ما ذهبنا إليه.

5 - وفاته

التي بين يدي، وأرجح أنها مصحفة عن الضيائية، بدليل أن الحسيني نفسه لم يذكرها في "ذيل العبر" حين ترجم لابن عبد الهادي، واكتفى بذكر الضيائية. أما المنصورية، فإنها تثير تساؤلًا لم أجد له جوابًا أيضًا في المصادر التي بين يدي .. هذا التساؤل: هل سافر ابن عبد الهادي إلى مصر ودرس بالمدرسة المنصورية؟ ومتى كان ذلك؟ فالمنصورية -كما هو معروف- من مدارس القاهرة المشهورة، وقد بناها والقبة التي تجاهها والبيمارَسْتَان الملك المنصور قلاوون قبل سنة (690 هـ) (¬1). لا أحب أن أرجمَ بالغيب في هذه المسألة، ويبقى التساؤل قائمًا حتى يأتي نص يؤيِّدُ أو ينفي. ولعل العمرية هي آخر مدرسة درس بها، فقد آثر أن يترك ما بيده من المدارس، وأن يتفرَّغ للتأليف والتحصيل (¬2)، والذي يطلع على أسماء مؤلفاته يدرك الطموح الذي كان يدفع ابن عبد الهادي لكتابة ما يكتب، بعض هذا الطموح أن يكتب التفسير المُسْنَد، والأحكام الكبرى، ولكن لم يمتَّع بالعمر، إذ توفي شابًّا دون أن يدرك ما كان يؤمِّلُه. 5 - وفاتُه أجمع المترجمون له أن وفاته كانت يوم الأربعاء عاشر جُمَادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبع مئة، وله تسع وثلاثون سنة، وكان قد مرض قريبًا من ثلاثة أشهر بقرحة وحمَّى سل، ثم تفاقم أمره، وأفرط به ¬

_ (¬1) "خطط المقريزي": 2/ 379 - 381، و "الخطط التوفيقية": 2/ 89. (¬2) "الوافي بالوفيات": 2/ 161.

إسهال، وتزايد ضعفه إلى أن توفي يومئذٍ قبل أذان العصر، وكان آخر كلامه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، اللهم اجعلني من التوَّابين، واجعلني من المتطهرين (¬1). وصُلِّي عليه يوم الخميس بالجامع المظفَّري، وقد حضر جِنازتَه قضاةُ البلد وأعيان الناس من العلماء والأمراء والتجار والعامة (¬2)، وكان ممن حضر جنازته الإمام الذهبي، وكان يومئذٍ يبكي ويقول: ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه (¬3)، وتأسف الناس عليه (¬4)، ودفن في سفح قاسيون في مقبرة الرَّوْضة، إلى جانب قبر سيف الدين بن عيسى، حفيد الموفق (¬5). رحمه الله، اجتث يافعًا، ولم يجد له من الحِمام مانعًا (¬6). وقد خلَّف ابنًا من زوجته عائشة (¬7)، أصبح فيما بعد من شيوخ الحافظ ابن حجر، هو عمر بن محمد، وقد توفي سنة (803 هـ) في كائنة ¬

_ (¬1) "البداية والنهاية": 14/ 210. (¬2) المصدر السابق. (¬3) "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: 50. (¬4) المصدر السابق. (¬5) "البداية والنهاية": 14/ 210. (¬6) "أعيان العصر" (خ): ورقة 121. (¬7) عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي، صارت مسندة الدنيا في زمانها، وقد تفردت عن جل شيوخها بالسماع والإِجازة في سائر الآفاق، أخذ عنها الأئمة، وممن أكثر عنها الحافظ ابن حجر، وهي آخر من حدث بالبخاري عاليًا بالسماع، توفيت سنة (816 هـ)، ولها ثلاث وتسعون سنة. "الضوء اللامع": 12/ 81.

6 - ثقافته

تيمور، وله أربع وستون سنة (¬1). 6 - ثقافَتُه يدهش المرء حقًّا من كثرة تحصيل ابن عبد الهادي، بل يكاد يشكُّ المرء للوهلة الأولى أن يكون هذا الإمام الكبير في كثير من العلوم قد مات شابًّا، بل إننا نرى من شك فعلًا في تاريخ وفاته، وقد رأى تبجيل الأقدمين له، وكثرة مؤلفاته، حتى وقع على نص تبين من خلاله ما لم يتبين له من قبل (¬2)، وبرأيي أن من تتبَّع سيرةَ حياةِ ابنِ عبد الهادي يجد أن الأمر منسجمٌ مع المنطق، متساوق مع الحال، وأول ما نَلْمَسُه في هذه الشخصية العظيمة ما وهبها الله من صفات عقلية، فقد كان أحد الأذكياء (¬3) -وهو تعبيرٌ كان القدامى يطلقونه على مَنْ نَصِفُه نحن بالعبقري- عنده قدرة فذَّة على المحاكمات العقلية المبنية على أسس سليمة، وهو ما يجمله الأقدمون بقولهم "صحيح الذِّهْن" (¬4)، وله قدرة على معالجة أي موضوع بطريقة قريبة إلى الأفهام، سهلة المأخذ، وهو ما عناه الصفدي بقوله: "مليح الأخذ والإِيراد" (¬5)، ثم هذه الطلاقة في التعبير، فكأنما الكلمات عبيد لأفكاره يستحضرها متى شاء، هذه ¬

_ (¬1) ولد عمر في ذي القعدة سنة (739 هـ)، انظر ترجمته في "الضوء اللامع": 6/ 115 - 116. وما أدري هل له ابن أو أبناء آخرون غير عمر؟ فالمصادر التي بين يدي لم تذكر غيره، ولعل عبد الله -الذي تكنى باسمه- لم ينبه في العلم فيذكر في كتب التراجم. (¬2) انظر "الأعلام" للزركلي: 5/ 326. (¬3) "الدرر الكامنة": 3/ 421. (¬4) "البداية والنهاية": 14/ 210. (¬5) "أعيان العصر" (خ): ورقة 121.

الطلاقة الي تكسب ثقة متبادلة بين المتكلِّم والمستمع على حدٍّ سواء، وهي ما عبَّر عنها الذهبي بقوله: له "ذِهْنٌ سَيَّال" (¬1)، وما عناه الصفدي بقوله "سَيل يتحدَّر" (¬2). هذا الصَّفاء الذهني (¬3)، وهذا الاستعداد الفطري، آزرهما تخرجه بكبار علماء عصره: المِزِّي وابن تيمية، مع مشايخه الآخرين الذين تفردوا بعلو الإِسناد، ثم قراءته على نفسه، وشغفه الكبير بالمطالعة الذي تجلَّى في نهاية حياته، حين آثر أن ينزل عن وظائفه بالمدارس ويتفرَّغ لعلمه (¬4). هذه المكونات مجتمعة، جعلته إمامًا في علوم: كالتفسير والقراءات والحديث والأصول والفِقْه واللغة والعربية (¬5)، وجعلته يحصِّل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ الكبار (¬6). ولكن العلم الذي تفوَّق به، وتفنن فيه، هو علم الرجال والعلل، فقد تبحر في هذا العلم حتى كاد يصل به إلى الغاية، بل إنه ضيق على المِزي فيه المجال على حد تعبير معاصره الصفدي (¬7)، ومؤلفاته التي تركها -ومعظمها ويا للأسف لم يصلْنا منه سوى عنوانه- تشهد بهذا ¬

_ (¬1) "تذكرة الحفاظ": 4/ 1508. (¬2) "أعيان العصر" (خ): ورقة 121. (¬3) "الوافي بالوفيات": 2/ 162. (¬4) "الوافي بالوفيات": 2/ 161. (¬5) "الرد الوافر": 30. (¬6) "البداية والنهاية": 14/ 210. (¬7) "أعيان العصر" (خ): الورقة 121.

التبحر، فقارئ كتابه "الصَّارم المُنْكي" يُدْهش حقًّا من هذا الاستحضار الرائع لرواة الحديث وطرقه، وهذا التعليل في تضعيفه أو تقويته، على منهج دراية ورواية واضحين، يحيط بهما الحديثَ من كل جانب، حتى إنه لا يدع سؤالًا قد يتوهمه سائلٌ إلا أجاب عنه. وقد أفرد تأليفًا علَّق فيه على أهم كتاب في "العلل" لابن أبي حاتم (¬1)، وانتقى من "علل" الدَّارَقُطْني (¬2)، وانتقى أيضًا من "تهذيب الكمال" للمِزي (¬3)، وناقش الإِمام ابن خُزَيمة في أحاديثَ أخرجها في "مختصر المختصر" (¬4)، وألف "الإِعلام في ذكر مشايخ الأئمة الأعلام" (¬5). وفي الفقه، فإنه شرع في تأليف كتاب "العلل" على ترتيب كتب الفقه، وقف ابن حجر على المجلَّد الأول منه (¬6)، وكتب تعليقة على الأحكام لأبي البركات بن تيمية (¬7)، وله كتاب كبير بلغ ثمانية مجلدات ولم يكمل هو "الأحكام الكبرى" (¬8). وفي التفسير، فإنه تصدَّى لتأليف تفسيرٍ مسند (¬9)، وبرأيي أن ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 439. (¬2) المصدر السابق. (¬3) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 438. (¬4) المصدر السابق. (¬5) المصدر السابق. (¬6) "الدرر الكامنة": 3/ 422. (¬7) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 439. (¬8) "الوافي بالوفيات": 2/ 161. (¬9) "طبقات المفسرين" للداودي: 2/ 80.

تفسيره لو كمل ووصلنا لكان الأول في بابته بعد تفسير الطبري، لأنه -وهو المحدث- سيكون خاليًا من الأحاديث الموضوعة والإِسرائيليات. وقد قام صديقُه ابن كثير بهذه المهمة، فكان تفسيره من أعظم التفاسير وأشهرها، فهو يصحح ويضعِّفُ، ويعدِّل ويجرِّح، وينبه على الإسرائيليات. وفي النحو والعربية، فقد شرح أهم كتابين في النحو "التسهيل" و"الألفية"، وكلاهما لابن مالك (¬1)، وله مع إمام النحو أبي حَيَّان مناقشات فيما اعترض به على ابن مالك في "الألفية" (¬2). ونرى الصفدي -وهو من كبار أدباء ذلك العصر- يقف ليسأله في النحو والعربية، فكان يراه سَيْلًا يتحدَّر (¬3)، ومن ثَمَّ يشهد له بأنه "قد أتقن العربية، وغاص في لجتها على فوائدها ونكتها الأدبية" (¬4). أما القراءات فكان فيها رأسًا على حد تعبير الحسيني (¬5)، وقد ألف فيها جُزْءًا في تحقيق الهمز والإبدال (¬6)، وكان إبَّان طلبه للعلم قد حفظ الشاطبية عن ظهر قلب (¬7). ¬

_ (¬1) "الدرر الكامنة": 3/ 422، و "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 439. (¬2) "الدرر الكامنة": 3/ 422. (¬3) "أعيان العصر" (خ) الورقة: 121. (¬4) المصدر السابق. (¬5) "ذيل العبر" للحسيني: 239. (¬6) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 439. (¬7) "الوافي بالوفيات": 2/ 161.

7 - نقده

وبرع أيضًا في الأصلين (¬1): عِلْمَي المعقول والمنقول (¬2)، وبرع في التاريخ (¬3). وكان ابنَ الوَرْدي أراد أن يختصر هذا كلَّه في مختصره فقال عنه: "كان بحرًا زاخرًا في العلم" (¬4). واستشف الصفدي مستقبله، وقد خَبَرَ حاضره فقال عنه بحزنٍ وألم: "لو عاش كان عجبًا" (¬5). 7 - نَقْدُه شُغل ابن عبد الهادي بالرد على معاصريه وغيرهم، حتى عدَّه ابنُ ناصر الدين في طبقة النُّقَّاد المتأخرين (¬6)، وقد هيأت له ثقافته الموسوعية، وبراعته في فن الرجال والعلل، وما فطر عليه من الجرأة في الحق، وما وهبه الله من صحة الذِّهْن (¬7) منزلةً سامية بين معاصريه .. ولا شك أنه يتصف بأغلب صفات الناقد -إن لم نقل كلها- التي بسطها ابن ناصر الدين، فليس كل ردٍّ نقدًا يؤخذ به ويحترم إن لم يكن صادرًا عن متكلِّم عارف بمراتب الرجال وأحوالهم في الانحراف والاعتدال، ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 436. (¬2) "كشاف اصطلاحات الفنون": 1/ 22، 87. (¬3) "البداية والنهاية": 14/ 210. (¬4) "تتمة المختصر": 2/ 480. (¬5) "اعيان العصر" (خ): الورقة 121، وانظر "الوافي بالوفيات": 2/ 161. (¬6) "الرد الوافر": 18. (¬7) "البداية والنهاية": 14/ 210.

ومراتبهم من الأقوال والأفعال، عدل في نفسه، متقن، مجانب للعصبية والهوى (¬1). وقد تبوأ ابن عبد الهادي في النقد منزلة رفيعة، جعلته عمدة المحدثين (¬2) في عصره. واتسعت رقعة نقده لتشمل معاصريه كالسبكي .. والذهبي (¬3)، وتتعدى إلى أئمة أعلام سبقوه كابن خزيمة (¬4)، وابن حَزْم (¬5)، والخطيب البغدادي (¬6). بل تعددت لديه أوجه النقد، فلم يقتصر -وهو المحدِّث- على نقد الحديث، بل شمل النحو والفقه، فردَّ على أبي حيان -إمام النحو في عصره- فيما خطأ فيه ابن مالك (¬7)، ورد على كبير فقهاء الشافعية الكيا الهراسي (¬8). وللأسف لم يصلنا من كتبه إلا القليل .. وبالتالي لم نستطع أن نتبين منهج نقده في الكتب السالفة .. ولعل "الصَّارم المنكي" -وهو أحد أهم كتبه النقدية- يوضح جانبًا منه. ¬

_ (¬1) انظر "الرد الوافر": 14. (¬2) "الرد الوافي": 29. (¬3) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 439. (¬4) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 438. (¬5) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 437 - 438. (¬6) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 437. (¬7) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 439. (¬8) "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 438.

والكتاب ردٌّ على قاضي قضاة الشَّافعية الإِمام تقي الدين السُّبْكي في رَدِّه على ابن تيمية في مسألة الزيارة. وقد أثارث هذه المسألة في عصره فتنةً طار شررها في الآفاق على حد تعبير ابن عبد الهادي (¬1)، وكانت سببًا في سجن ابن تيمية في قلعة دمشق حتى وفاته، وفي إيذاء جماعة من أصحابه. وكان ابن تيمية قد أجاب عن سؤال: في رجل نوى السَّفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين مثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وغيره، فهل يجوز له في سفره أن يَقْصُرَ الصَّلاة؟ وهل هذه الزِّيارة شرعية؟ وقد أجاب ابن تيمية جوابًا مفصَّلًا دقيقًا، معتمدًا فيه على أقوال الأئمة، ذكره بطوله ابنُ عبد الهادي في "العقود الذرية" (¬2)، وما يهمنا هنا أن ابن تيمية فرَّق بين أمرين: السَّفر إلى زيارة القبور مسألة -وهي تتضمن شد الرحال وإعمال المَطِيِّ- وزيارة القبور من غير سفر إليها مسألة إخرى، أما الأولى: فمنهيٌّ عنها، وهي بِدْعة، وأما الثانية: فمستحبَّة. وبرأيي أن ابن تيمية أراد من توضيح هذه المسألة على هذا النحو أن يبيِّن للنَّاس أن على المُسْلم أن تكون أعماله لله تعالى، وأن تكون متفقة مع الشَّرْع الحنيف، فمخالفةُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم حتى فيما ظاهره عبادة هو معصية. ¬

_ (¬1) "العقود الدرية": 328. (¬2) "العقود الدرية": 332 - 340.

ولكن الناس خلطوا بين المسألتين، وجعلوهما مسألةً واحدة، وعَمِلَ الحسد ما لم يعمله الجهل .. فسُجِن ابنُ تيمية .. وكان ما كان. وقد رَدَّ على ابن تيمية كثيرٌ من العلماء، منهم قاضي قضاة الشافعية تقي الدين السُّبكي في كتابه "شفاء السّقام في زيارة خير الأنام" (¬1) وهو على الأرجح قد ألفه في مصر قبل توليه قضاءَ الشام سنة (739 هـ). وقد انتصر ابنُ عبد الهادي لشيخه وللحقِّ في كتابه "الصَّارم المنكي"، ألفه على الأرجح بعد سنة (739 هـ)، فقد أشار في مقدمته إلى السبكي على أنه ولي قضاء الشام (¬2). بَيَّنَ ابنُ عبد الهادي في مقدِّمة كتابه ما وقع فيه السبكي من انحراف عن منهج النقد القويم، وأخذ عليه أمورًا منها: 1 - أنه صحح الأحاديثَ الضعيفة والموضوعة. 2 - قوَّى الآثار الواهية والمكذوبة. 3 - ضعَّف الأحاديث الصحيحة الثابتة والآثار القوية المقبولة. 4 - حَرَّف الأحاديثَ عن مواضعها، وصَرَفها عن ظاهرها بالتأويلات المستنكرة المردودة. 5 - اتَّبَعَ هواه فيما كتب. وأوضح أنه أحب أن ينبِّه على ما وقع فيه السبكي من الأمور المنكرة والأشياء المردودة لئلا يغتر بذلك من يقف عليه ممن لا خِبْرَةَ له بحقائق الدين، مع أن كثيرًا مما فيه من الوهم والخطأ يعرفه خلْقٌ من ¬

_ (¬1) طبع في القاهرة بمطبعة بولاق سنة (1318 هـ). (¬2) "الصارم المنكي": 5.

8 - مؤلفاته

المبتدئين في العلم بأدنى تأمل (¬1). وقد اتبع ابن عبد الهادي في كتابه منهجًا واضحًا .. فكان يورد كلامَ السبكي والحديث الذي استشهد به، ثم يورد رَدَّه هو متكلِّمًا على رجال الحديث وعلله بأسلوب هادئ متزنٍ ممتع، ويستقصي فيما يكتب، حتى إنه لا يدع سؤالًا لسائل .. وتتجلي في رَدِّه براعته في هذا الفن من العلم: علم الرجال والعلل. ولولا خوف الإِطالة لنقلتُ مناقشته لأحد الأحاديث (¬2). 8 - مُؤَلَّفَاته ترك ابن عبد الهادي مؤلفات قيمة، تشهد بثقافته الواسعة، وعلمه الغزير، وهو يُعَدّ بحق من المكثرين في التصنيف، ولم يكمل كثيرًا من مؤلفاته، لهجوم المنية عليه شابًّا، وهذا تعريف بمصنفاته، مخطوطِها ومطبوعِها، وما لم يُذْكر عنه شيءٌ فهو مما ذكرته مصادرُ ترجمته فقط. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) أثيرت القضية مجددًا في الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري على إثر طبع كتاب السبكي "شفاء السقام في زيارة خير الأنام" سنة (1318 هـ)، وذلك بطبع كتاب ابن عبد الهادي أيضًا "الصارم المنكي في الرد على السبكي" سنة (1319 هـ)، فقام الشيخ إبراهيم السمنودي -من علماء المنصورة- بتأليف كتاب يرد فيه على ابن عبد الهادي، سماه "نصرة الإِمام السبكي يرد الصارم المنكي"، وطبع على نفقته في العام نفسه. وقد ذكر في مقدمه أن ابن علان الصديقي المكي (ت 1057 هـ) -مؤلف كتاب "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين"- ألف كتابًا في الرد على ابن عبد الهادي سماه "المبرد المنكي في رد الصارم المنكي"، ولم أجد من أشار إليه، ولعله لم يتمه.

1 - اجتماع الضميرين. قال ابن رجب: جزء. 2 - أحاديث الجمع بين الصلاتين في الحضر. قال ابن رجب: جزء. 3 - أحاديث حياة الأنبياء في قبورهم. قال ابن رجب: جزء. 4 - أحاديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". 5 - الأحكام الكبرى. يقع في ثمانِ مجلدات، ولم يكمل. ذكره الصفدي في "الوافي بالوفيات"، وابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وابن حجر في "الدرر الكامنة"، والسيوطي في "طبقات الحفاظ". 6 - الإِعلام في ذكر مشايخ الأئمة الأعلام: (أصحاب الكتب الستة). قال ابن رجب: عدة أجزاء، وذكره البغدادي في "هدية العارفين". 7 - إقامة البرهان على عدم وجوب صوم يوم الاثنين من شعبان. قال ابن رجب: جزء، وذكره البغدادي في "هدية العارفين". 8 - الأكل من الثمار التي لا حائط عليها. قال ابن رجب: جزء. 9 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال ابن رجب: جزء.

10 - تحريم الربا. قال ابن رجب: جزء. 11 - تحقيق الهمز والإِبدال في القراءات. قال ابن رجب: جزء. 12 - تراجم الحُفَّاظ. ذكره الصفدي في "الوافي بالوفيات" وابن ناصر الدين في "الرد الوافر"، والسيوطي في "بغية الوعاة"، والزركلي في "الأعلام"، وهو كتاب "طبقات علماء الحديث" الذي نقدم له. 13 - ترجمة الشيخ تقي الدين بن تيمية. انظر: "العقود الدرية". 14 - تعليقة على "الأحكام لأبي البركات بن تيمية". لم يكمل. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، والبغدادي في "هدية العارفين". 15 - تعليقة على التسهيل في النحو. انظر: شرح التسهيل. 16 - تعليقة على "سنن البيهقي الكبرى". كمل منه مجلدان. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". والبغدادي في هدية العارفين".

17 - تعليقة على "العلل لابن أبي حاتم". كمل منه مجلدان. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". 18 - تعليقة في "الثقات". كمل منه مجلدان. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، والبغدادي في "هدية العارفين". 19 - التفسير المسند. لم يكمل. ذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة"، والسيوطي في "طبقات الحفاظ" و"ذيل طبقات الحفاظ"، وابن ناصر الدين في "الرد الوافر"، والداودي في "طبقات المفسرين". 20 - تملك الأب من مال ولده ما شاء. ذكره ابن رجب، وقال: جزء. 21 - تنقيح التحقيق في أحاديث "التعليق" لابن الجوزي. مجلدان وهو مطبوع بالقاهرة سنة (1954 م) بتحقيق محمد حامد الفقي. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وابن حجر في "الدرر الكامنة"، والسيوطي في "طبقات الحفاظ"، و "ذيل طبقات الحفاظ"، والداودي في "طبقات المفسرين"، وابن ناصر الدين في "الرد الوافر"، والبغدادي في "إيضاح المكنون" (¬1). ¬

_ (¬1) وهم الدكتور صلاح الدين المنجد في نسبة الكتاب إلى أحمد بن حسن بن عبد الهادي، المتوفى سنة (895 هـ). انظر "معجم المخطوطات المطبوعة": 1/ 28.

ويعيد تحقيقه الأستاذ عامر حسن صبري في مكة المكرمة. انظر نشرة "أخبار التراث العربي": العدد 6/ 18. 22 - الجد والأخوة. ذكره ابن رجب في "طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 23 - جزء قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} [التوبة: 9/ 108]. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". 24 - حجب الأم بالأخوة، وأنها تحجب بدون الثلاثة. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة" وقال: جزء. 25 - حواشي على كتاب "الإِلمام" (¬1). ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". 26 - الرد على أبي بكر الخطيب في مسألة الجهر بالبسملة (¬2). مجلد. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". 27 - الرد على ابن دحية. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". ¬

_ (¬1) "الإلمام بأحاديث الأحكام" لابن دقيق العيد، وهو مطبوع في دار الفكر بدمشق سنة 1383 هـ- 1963 م. (¬2) في المكتبة الظاهرية بدمشق مختصر كتاب الخطيب تحت رقم (مجموع 55).

28 - الرد على أبي حيان النحوي. فيما رده على ابن مالك وأخطأ فيه. جزء، ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وابن حجر في "الدرر الكامنة"، وابن ناصر الدين في "الرد الوافر"، السيوطي في "بغية الوعاة". 29 - الرد على السبكي في رده على ابن تيمية. انظر: الصارم المنكي. 30 - الرد على ابن طاهر. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". 31 - الرد على الكيا الهراسي. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء كبير. 32 - رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة. طبع بتحقيق محمد عيد العباسي سنة 1980 بدمشق. ومنه نسخة خطية في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم (حديث 405) ق 213 - 228، ونسخة أخرى في مكتبة كوبريلي باستنبول رقم 1080/ 6 ورقة 136 آ- 243 آ. ششن: 1/ 130. 33 - زوال الترح في شرح منظومة ابن فرح. (مصطلح الحديث). ذكره سركيس في "معجم المطبوعات العربية والمعروبة": 1/ 167 وقد طبع في ليدن 1895 م باعتناء الأستاذ فليشر، ومنه

نسخة خطية في مكتبة رئيس الكتاب في المكتبة السليمانية باستنبول تحت رقم (1153) من ورقة 280 آ- 288 ب. شثن: 1/ 130. 34 - شرح ألفية ابن مالك. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة" وقال: جزء. 35 - شرح كتاب "العلل" على ترتيب كتب الفقه. مجلدان. ذكره البغدادي في "هدية العارفين". 36 - الصارم المنكي في الرد على السبكي. (في مسألة شد الرحل لزيارة القبور). مطبوع في مصر سنة (1319 هـ)، وفي حيدرآباد بالهند، وفي بيروت بدار الكتب العلمية سنة (1985 م). ومنه نسخة خطية في المكتبة الظاهرية بدمشق في "الكواكب" (581 ق 76 - 206 آ). وقد ذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة"، والسيوطي في "طبقات الحفاظ" و "ذيل طبقات الحفاظ"، والداودي في "طبقات المفسرين"، والبغدادي في "هدية العارفين"، والزركلي في "الأعلام"، وبركلمان في "ذيل تاريخ الأدب العربي"، وسركيس في "معجم المطبوعات العربية والمعربة". 37 - الصبر. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء.

38 - صفة الجنة. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 39 - صلاة التراويح. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء كبير. 40 - الطرفة، مختصر في النحو. ذكره البغدادي في "هدية العارفين". 41 - العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية. طبع في القاهرة سنة (1938 م) بتحقيق محمد حامد الفقي. ومنه نسخة خطية في كوبريلي باستنبول تحت رقم (1142) كتبت سنة (758 هـ) (ورقة 1 - 166)، ششن: 1/ 129. 42 - العقيقة. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 43 - العلل على ترتيب كتب الفقه. وقف ابن حجر على المجلد الأول منه. وذكره في "الدرر الكامنة"، والسيوطي في "طبقات الحفاظ"، و "ذيل طبقات الحفاظ"، والداودي في "طبقات المفسرين". 44 - العمدة في الحفاظ. كمل منه مجلدان. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، والبغدادي في "هدية العارفين".

45 - فصل النزاع بين الخصوم في الكلام على أحاديث أفطر الحاجم والمحجوم. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: مجلد لطيف، والبغدادي في "هدية العارفين". 46 - فضائل الحسن البصري. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 47 - فضائل الشام. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. ومنه نسخة خطية في دار الكتب المصرية، انظر "ذيل تاريخ الأدب العربي لبروكلمان" النسخة الألمانية: 2/ 128. 48 - قواعد أصول الفقه. مطبوع. ذكره سركيس في "معجم المطبوعات العربية"، وبروكلمان في "ذيل تاريخ الأدب العربي" النسخة الألمانية: 2/ 128، والزركلي في "الأعلام": 5/ 326. 49 - الكلام على أحاديث البحر هو الطهور ماؤه. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء كبير. 50 - الكلام على أحاديث مس الذكر. ذكره ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء كبير، والبغدادي في "هدية العارفين"، باسم "لطيف الكلام على أحاديث مس الذكر".

51 - الكلام على أحاديث القلتين. ذكره أن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 52 - الكلام على أحاديث مختصر ابن الحاجب، مختصر ومطوَّل. ذكرهما ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وابن حجر في "الدرر الكامنة"، والصفدي في "الوافي بالوفيات"، وابن ناصر الدين في "الرد الوافر"، والسيوطي في "طبقات الحفاظ"، و"ذيل طبقات الحفاظ"، و "بغية الوعاة"، والداودي في "طبقات المفسرين". 53 - الكلام على أحاديث كثيرة فيها ضعف من "المستدرك للحاكم". ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". 54 - الكلام على أحاديث الزيارة. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 55 - الكلام على أحاديث محلل السباق. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 56 - الكلام على أحاديث لبس الخفين للمحرم (¬1). ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء كبير. 57 - الكلام على حديث الطواف بالبيت صلاة. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". ¬

_ (¬1) في الأصل: للحرم، وهو تصحيف.

58 - الكلام على حديث معاذ في الحكم بالرأي. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء كبير. 59 - الكلام على حديث أصحابي كالنجوم. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 60 - الكلام على حديث أبي سفيان ثلاث أعطيتهن يا رسول الله، والرد على ابن حزم في قوله: إنه موضوع. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة". 61 - الكلام على حديث أفرضكم زيد. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 62 - ما أخذ على تصانيف أبي عبد الله الذهبي الحافظ. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: عدة أجزاء. 63 - المحرر في الحديث. اختصره من الإلمام فجوده جدًّا. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وابن ناصر الدين في "الرد الوافر" باسم "المحرر في الأحكام"، وابن حجر في "الدرر الكامنة"، والسيوطي في "طبقات الحفاظ"، و"ذيل طبقات الحفاظ"، و "بغية الوعاة"، والداودي في "طبقات المفسرين". طبع الكتاب غير مرة آخرها في بيروت سنة 1985 م بتحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي ورفاقه، وقد صحف في "كشف الظنون" إلى "المحمدي". وتابعه البغدادي في "هدية العارفين".

64 - المراسيل. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 65 - مسافة القَصْر. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء. 66 - مصنف في الزيارة. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: مجلد. 67 - المعجزات والكرامات. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء كبير. 68 - المغني في الفقه. ذكره البغدادي في "هدية العارفين"، وأرجح أنه ملتبس عليه بكتاب المغني للموفق بن قدامة، وذكرته بين مؤلفات ابن عبد الهادي للتنبيه عليه. 69 - منتخب من "سنن البيهقي". ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: مجلد. 70 - منتخب من "سنن أبي داود". ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: مجلد لطيف. 71 - منتخب من "مسند الإمام أحمد". ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: مجلدان. 72 - منتقى من "علل الدارقطني". ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: مجلد.

9 - كتب تراجم الحفاظ

73 - منتقى من "مختصر المختصر لابن خزيمة"، ومناقشته على أحاديث أخرجها فيه، فيها مقال. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: مجلد. 74 - منتقى من "تهذبب الكمال" للمزي. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة" وقال: كمل منه خمسة أجزاء. 75 - مولد النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"، وقال: جزء كبير. 9 - كتبُ تراجم الحُفَّاظ على الرَّغم من أن فنَّ الترجمة قد نشأ مع بداية حركة التصنيف عند المسلمين، فقد تأخر تأليفُ كتبٍ خاصة بتراجم الخفّاظ والمحدِّثين، تشمل عصورًا وبلادًا مختلفة، وقد سبقها ظهورُ كتب في أسماء رواة الحديث، وفي الجَرْح والتَّعْديل. وغالبًا ما كانت تَرِدُ تراجم المحدِّثين والحُفَّاظ في كتب التراجم العامَّة مع القضاة والفُقهاء والأُمراء، وغالبًا -أيضًا- ما كانت تنال النصيبَ الأوفى من الكتاب، كتاريخ بغداد للخطيب، وكتب الأندلسيين، كابن الفَرَضي، وابن بَشْكُوال. ولعل كتاب "طبقات الحفاظ من أهل الحديث" (¬1) لابن الدَّبَّاغ المتوفَّى سنة (546 هـ) (¬2) هو أقدم كتابٍ اقتصر فيه مؤلِّفُه على ذكر الحفاظ ¬

_ (¬1) "هدية العارفين": 2/ 552. (¬2) انظر ترجمته رقم (1065) من هذا الكتاب.

من أهل الحديث دون غيرهم، وقد اطلع عليه ابن عبد الهادي، وأفاد منه في كتابه هذا، وقال فيه: "رأيت له جُزْءًا لطيفًا في أسماء الحُفاظ، وكتبتُه، بدأ فيه بالزُّهْري، وختم بالسِّلفي، وعليه مؤاخذات في التقديم والتأخير" (¬1) .. وكان كثيرًا ما يعقب في التراجم التي استفادها منه بقوله: "ذكره ابن الدَّبَّاغ ... ". ولابن الدَّبَّاغ أيضًا كتابٌ آخر في طبقات المحدِّثين (¬2). هذا في الأندلس، أما في المشرق فلعل ابن الجوزي المتوفى سنة (597 هـ) (¬3) هو أقدم مَنْ ألَّف في تراجم الحفاظ كتابًا مفردًا دون غيرهم في "ذكر كبار الحفاظ" .. ذكر فيه تراجم مختصرة لكبار حفاظ الحديث حتى عصره مرتبة على الحروف (¬4). ثم أتى بعدهما علي بنُ المفضَّل المتوفى سنة (611 هـ) (¬5)، فألَّفَ كتاب "الأربعون في طبقات الحفاظ"، وهذا الكتاب هو الذي حَرَّك هِمَّةَ الذَّهبي إلى جَمْعِ الحفاظ وأحوالهم (¬6)، فكان كتابه "تذكرة الحفاظ". وللذهبي كتابان آخران في علماء الحديث هما: "المعين في طبقات المحدثين" (¬7)، وهو كتاب مختصر جدًّا يكاد يقتصر فيه على ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) "الإعلان بالتوبيخ": 565. (¬3) انظر ترجمته رقم (1076) من هذا الكتاب. (¬4) منه نسخة خطية في دار الكتب الظاهرية بدمشق تاريخ (220)، ضمن مجموع 135 - 142. (¬5) انظر ترجمته رقم (1098) من هذا الكتاب. (¬6) سير أعلام النبلاء: 22/ 67. (¬7) طبع في عمان بدار الفرقان (1984 م) بتحقيق همام عبد الرحيم سعيد.

الأسماء، والثاني "طبقات الشيوخ"، وهو يشتمل على المحدِّثين الذين هم دون الحفاظ مرتبة (¬1). ثم يؤلِّف ابنُ عبد الهادي كتابين في علماء الحديث هما: "طبقات علماء الحديث"، وهو هذا الذي نقدِّم له، والثاني "العُمْدة في الحفاظ" كمل منه مجلدان (¬2)، ولم نعثر عليه حتى الآن. ثم كتاب ابن الملقن المتوفى سنة (804 هـ) "طبقات المحدثين" (¬3). ثم كتاب ابن حجر المتوفى سنة (852 هـ) "تحفة أهل التحديث عن شيوخ الحديث" (¬4). ثم السيوطي المتوفى سنة (911 هـ) في كتابه "طبقات الحفاظ" (¬5)، وهو مختصر من كتاب الذهبي "تذكرة الحفاظ"، ومن ذيول الحسيني وابن فهد، وقد ذيَّل عليهما (¬6) واستدرك. هذه أهم كتب تراجم الحفاظ، أما ما عداها فلا يعدو أن يكون ذيلًا للتذكرة أو نظمًا لها، أو شرحًا لهذا النظم. ¬

_ (¬1) انظر "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام": 177. (¬2) "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 438. (¬3) "الضوء اللامع": 6/ 101. (¬4) "كشف الظنون": 1/ 363. (¬5) طبع في القاهرة سنة (1973 م) بتحقيق علي محمد عمر. (¬6) طبع الذيل في دمشق سنة (1347 هـ).

فممن ذيل على "تذكرة الحفاظ" ونظمها: 1 - الحسيني المتوفى سنة (765 هـ)، وجملة ما زاده على شيخه الذهبي اثنتان وعشرون ترجمة (¬1). 2 - ابن فهد الهاشمي المكي المتوفى سنة (871 هـ) سماه "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ" (¬2)، وقد استدرك فيه على الإمام الذهبي اثنتي عشرة ترجمة، وعلى الحسيني ثمانيًا، وذيَّل طبقة صغيرة، فكان مجموع ما أضافه اثنتين وثلاثين ترجمة. 3 - نظم ابنه عمر المتوفى سنة (885 هـ)، الأصل والذيول على حروف المعجم (¬3). 4 - ونظم عماد الدين إسماعيل بن محمد بن بَرْدِس البَعْلَبَكِّي الحنبلي؛ كاتب الذهبي المتوفى سنة (786 هـ) وَفَيات الحفاظ الواردة تراجمهم في التذكرة بحروف الجمَّل، سماه "الإعلام في وفيات الإعلام" (¬4). 5 - ونظم الحافظ ابن ناصر الدين الدِّمَشْقي المتوفى سنة (842 هـ) " تذكرة الحفاظ" بمنظومة سماها "بديعة البيان في وفيات الأعيان"، ¬

_ (¬1) طبع في دمشق سنة (1347 هـ). (¬2) طبع في دمشق سنة (1347 هـ)، وقد أصلح الأوهام الواقعة في هذه الذيول الثلاثة الشيح أحمد رافع الطهطاوي في كتابه "التنبيه والإيقاظ لما في ذيول تذكرة الحفاظ"، طبع في دمشق سنة (1348 هـ). (¬3) "الإعلان بالتوبيخ": 565. (¬4) "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام": 164، وانظر ترجمة ابن بردس في "لحظ الألحاظ": 166 - 167.

وشرحها في مجلد سماه "التبيان لبديعة البيان"، وجملة ما زاده على الإِمام الذهبي ست وعشرون ترجمة (¬1). 6 - ذيَّل ابن حجر المتوفى سنة (852 هـ) على ابن ناصر الدين بكُرَّاسة فيها ثمانٍ وعشرون ترجمة (¬2). 7 - وذيل عليه سِبْطُه يوسف بن شاهين المتوفَّى سنة (899 هـ)، وسماه "رونق الألفاظ بمعجم الحفاظ"، وكان جَدُّه ابن حجر قد أعطاه نصف ترتيبه لطبقات الحفاظ للذهبي، وأرشده للتكميل عليه (¬3). 8 - وللسَّخَاوي المتوفى سنة (902 هـ) زياداتٌ أيضًا (¬4). 9 - وألَّف يوسف بن حسن بن عبد الهادي المتوفى سنة (909 هـ) كتابًا مختصرًا سمَّاه تذكرة الحفاظ وتبصرة الأيقاظ" (¬5). 10 - وأخيرًا عَمِلَ محمد بن عبد العزيز بن عمر المتوفى سنة (954 هـ) ذيلًا على كتاب والد جده "لحظ الألحاظ"، سماه "تحفة الأيقاظ بتتمة ذيل طبقات الحفاظ" (¬6). ¬

_ (¬1) "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام": 165. (¬2) "الإعلان بالتوبيخ": 565. (¬3) الضوء اللامع": 10/ 314. (¬4) الإعلان بالتوبيخ": 565. (¬5) "المنتخب من مخطوطات الحديث" في دار الكتب الظاهرية: 73. (¬6) "تاريخ النور السافر": 241 - 242، و "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام": 163.

10 - طبقات علماء الحديث

10 - طبقات علماء الحديث في حديثي عن الكتاب سأتوقف أمام عِدَّة أمور، أولها عنوانه. فقد ورد في المصادر باسم تراجم الحفاظ (¬1)، وطبقات الحفاظ (¬2)، وهو اسمٌ يدل على موضوع الكتاب أكثر مما يدل على العنوان الذي وضعه له مؤلفه، وهذه عادة جَرَتْ عند المؤرخين القدامى في إطلاق موضوع الكتاب عنوانًا له. والذي في عنوان الكتاب ما يلي: "كتاب مختصر في طبقات علماء الحديث اختصره الإِمام العالم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الهادي الحنبلي رحمه الله بمنِّه وكرمه". وهنا تثار عِدَّة أسئلة، هل هذا الكتاب مُخْتَصر؟ وعن أي كتاب اخْتصر، ولمَن؟ وما يجلو بعض الغموض -الذي تثيره هذه الأسئلة- أن ابن عبد الهادي لم يشر في مقدِّمته القصيرة التي افتتح بها كتابه إلى اسم كتابٍ هذا مختصره، وقد كانت العادة المتبعة في عصره وفي غيره من العصور أن يشير المختصِر إلى اسم الكتاب المُخْتَصَرِ ومؤلفه، وهو واجب تمليه الأمانة العلمية على المختصر .. وهذا يدُلُّ أن لفظ الاختصار مُنْصَرِفٌ إلى مضمون الكتاب نفسه، أي أنه لم يتوسَّعْ في مادَّة تراجمه، بل أتى بها مختصرة (¬3) .. ولهذا الأمر نَفْسِه أشار الذهبي في ¬

_ (¬1) "الوافي بالوفيات": 2/ 161. (¬2) "الرد الوافر": 30، 58. (¬3) لابن عبد الهادي كتاب آخر بعنوان "العمدة في الحفاظ"، يشي عنوانه بأنه قد استقصى في أخبار الحفاظ، وعبارة ابن رجب "كمل منه مجلدان" تفيد أنه لم يكمله، ومن يدري لعل كتابه هذا مختصر من كتابه "العمدة في الحفاظ"؟

(أ) الطبقات

عنوان كتابه "تذكرة الحفاظ "؛ ففي كلمة " تذكرة" إشارة إلى مضمون الاختصار الذي أراده المؤلف، وقد افتتح ابن خَلِّكَان كتابه "وَفَيات الأعيان" -وهو كتاب كبير كما هو معروف- بقوله: "هذا مختصر في التاريخ" (¬1). ومن ثَمَّ آثرت حذف لفظ "مختصر"، إذ ليس هو من العنوان، وإنما يتعلّق بمنهج المؤلف في إيراد تراجمه. ويتضمن عنوان "طبقات علماء الحديث" أمرين: أولهما: مصطلح "الطبقات"، وثانيهما: "علماء الحديث". (أ) الطبقات: مفهوم الطبقة اصطلاح إسلامي بحت، تطوَّر في أوائل القرن الثاني الهجري مع تطور نقد عِلْم الحديث للإِسناد (¬2)، ولم تُستعمل الطبقة وحدة زمنية ثابتة، بل كانت تعني اللقيا في الأغلب (¬3)، وقد اختلف مفهومها من مؤلِّف لآخر، ومن كتاب لآخر حتى عند المؤلِّف الواحد. ولهذه الطريقة في التصنيف عيوبها، وأهم هذه العيوب صعوبة العثور على مكان الترجمة في الكتاب، لاسيما وأن عدد الطبقات يختلف بين مؤلِّف وآخر (¬4). ¬

_ (¬1) "وفيات الأعيان" 1/ 19. (¬2) انظر "علم التاريخ عند المسلمين": 134. (¬3) "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام": 280. (¬4) "مقدمة سير أعلام النبلاء": 1/ 106.

(ب) علماء الحديث

وقد اختار ابنُ عبد الهادي أن يرتِّب كتابه هذا على حسب الطبقات، مبديًا فيه متابعة للذهبي في كتابه "تذكرة الحفاظ"، وقد أشار إلى بَدْء الطبقة وانتهائها حتى الطبقة السَّادسة، ثم أغفل في ذكْرها في باقي الكتاب إلا ما كان يرد أحيانًا على هامشه بخط مغاير لخط الناسخ، وربما أدَّى عدم تحديد سنة الولادة والوفاة بدقَّة للرُّواة الأول إلى حرصه على تحديد طبقتهم .. ثم تلاشتْ مع الزَّمن فائدة ذكر الطبقة. (ب) علماء الحديث: رأينا أن المؤلِّفين الذين أفردوا كتبًا لتراجم علماء الحديث اقتصروا في بعض كتبهم على الحُفاظ منهم، وفي بعضها الآخر على المحدِّثين، فابن الدَّبَّاغ يسمي كتابه "طبقات الحفاظ من أهل الحديث"، ويؤلف كتابًا آخر في "طبقات المحدِّثين"، وكذلك الإمام الذهبي له " تذكرة الحفاظ"، وله أيضًا "المعين في طبقات المحدثين". ولكن هل ينطبق مصطلح حفاظ -وهو اصطلاح متأخر- على كل ما ذكر في التذكرة؟ .. وفيهم بعض الصحابة، وبعض التابعين؟ وقد قال الخطيب فيمن يستحق لقب الحافظ: "غير أن المستحقين لها يقل معدودهم ويعزّ، بل يتعذَّر وجودهم" (¬1)، فمن صفات الحافظ أن يكون عارفًا بسُنَنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصيرًا مميزًا لأسانيدها، يحفظ منها ما أجمع أهل المعرفة على صحته، وما اختلفوا فيه للاجتهاد في حال نَقَلَتهِ، يعرف فَرْقَ ما بين قولهم فلان حُجَّة، وفلان ثِقَة، ومقبول، ووسط، ولا بأس به، وصَدُوق، وصالح، وشيخ، وليِّن، ¬

_ (¬1) "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع": 2/ 172.

وضعيف، ومتروك، وذاهب الحديث، ويميز الروايات بتغاير العبارات، نحو: عن فلان، وأن فلانًا، ويعرف اختلاف الحكم في ذلك، بين أن يكون المسمّى صحابيًّا أو تابعيًّا، والحكم في قول الراوي: قال فلان، وعن فلان، وأن ذلك غير مقبول من المدلِّسين دون إثبات السماع على اليقين، ويعرف اللفظة في الحديث تكون وهمًا، وما عداها صحيحًا، ويميِّز الألفاظ التي أدرجت في المتون، فصارت بعضها لاتصالها بها، ويكون قد أنعم في حال الرواة بمعاناة علم الحديث دون سواه، لأنه علم لا يعلق إلا بمن وقف نفسه عليه، ولم يضم غيره من العلوم إليه (¬1). صفات الحافظ هذه، وقد بسطها الخطيب .. جعلت عالمًا كالمِزِّي يتحرَّج أن يطلق لقب حافظ على عالم كابن دقيق العيد، وهو ممن شارك مشاركةً جيدة في علم الحديث (¬2). ومن ثَمَّ يتبين لنا لِمَ نأى ابنُ عبد الهادي عن أن يسمي كتابه بما يشير إلى الحفاظ، واكتفى بلفظ أرحب هو "علماء الحديث"، ينضوي تحته المحدِّث والحافظ على السواء، وقد عرف ابن سيد الناس المحدِّث بقوله: "من اشتغل بالحديث رواية ودراية، وجَمْع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه، واشتهر فيه ضبطه" (¬3). ¬

_ (¬1) "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع": 2/ 173. (¬2) "تدريب الراوي": 1/ 48. (¬3) انظر المصدر السابق.

(ج) منهج المؤلف في الكتاب

(ج) منهج المؤلف في الكتاب: اتبع ابن عبد الهادي منهجًا قريبًا مما وصل إليه عصره في فنِّ الترجمة، وهي تنقسم عنده إلى ستة أقسام. القسم الأول: 1 - يذكر اسم شهرة المترجم له، ويجعلها عنوانًا للترجمة، وقد وضع رموزًا فوق أسماء المترجَمين إشارة إلى من خرج له من أصحاب الكتب الستة، وهذ الرموز هي: (أ) صحيح البُخَاري: خ (ب) صحيح مسلم: م (ج) سنن أبي داود: د (د) سنن النسَائي: س (هـ) سنن الترْمذِي: ت (و) سنن ابن ماجه: ق (ز) السنن الأربع كلها: 4 (ح) الأمهات الست جميعًا: ع 2 - يذكر ألفاظًا تدلُّ على منزلة المترجم العلمية، نحو الإمام، الحافظ، المقرئ .. 3 - يذكر كنيته أو لقبه. 4 - ثم اسم المترجم له، فأسماء آبائه، وفي بعض الأحيان يسرُدُ نسبه مطوَّلًا. 5 - ثم يذكر نسبَ المترجم إلى القبيلة، ثم المدينة أو البلد، ثم مذهبه الفقهي، وحرفته.

6 - ثم يعرِّفه بكتاب له مشهور. 7 - ويذكر إذا كان من المعدَّلين. القسم الثاني: 1 - يذكر تاريخ مَوْلده، وقد بذل في ذكره عناية فائقة لما له من أهمية بالنسبة للمحدِّثين، وأحيانًا كان يذكره في آخر الترجمة، قبل ذكر سنة الوفاة. 2 - يذكر سنة طلبه للعلم، ومتى بدأ بالسَّماع. القسم الثالث: يذكر مشايخ المترجم له، بتوسُّع أحيانًا، وباقتضاب في أحايين كثيرة، ويذكر البلد التي سمع بها، كما يعني بذكر صيغ التحمُّل. القسم الرابع: يذكر مشاهير تلامذته، ومن روى عنه. القسم الخامس: ينقل أخبارًا -ويعلِّق عليها أحيانًا- يوضح من خلالها منزلة المترجم له العلمية، وهي غالبًا نُقُول عن تلاميذ المترجم له أو رفقائه، وتتجلى في هذه النقول دقَّة ابن عبد الهادي، وحُسْن إيراده، ونزاهته، فمن خيوطها تنسج صورة المترجم له، فإذا هي بسطور قليلة تضجُّ بالحياة، واضحة، محددة، نعرف ما له وما عليه، ومن خلال هذه الدقة في الاختيار وحُسْن الإِيراد تتفاوت فنية الترجمة في تراثنا بين مؤلّف وآخر.

(د) قيمة الكتاب

القسم السادس: في نهاية الترجمة يذكر تاريخ وفاة المترجم له، وأحيانًا يورد عقبه بعض أسماء من توفي في السنة نفسها من الأمراء والعلماء والأدباء. وطبعًا .. هذا المنهج يتوافر في أغلب تراجم الكتاب، وربما نَدَّ بعض التراجم عنه، لقِلَّة معلومات المؤلف عنها. (د) قيمة الكتاب: بكلماتٍ قليلة أُجمل رأيي في قيمة الكتاب، وقد رافقتُه قريبًا من سنتين .. وأُولى هذه الكلمات أنه يُعرفنا بمؤلِّف ضاع أكثرُ إنتاجه فيما ضاع من تراثنا، ولم يُطْبع له مما بقي إلا القليل .. وهو مؤلِّف تفرَّد بعلِمْ الحديث على معاصريه بما كَسَبَه من علم، وما وهبه من عقلية منهجية سليمة. ويُعرفنا بمؤلَّف .. هو خطوة متقدمة في فنه .. فلا ريب أن منهج ابن عبد الهادي في إيراد الترجمة يعدُّ إضافة مهمة في فن التراجم بعد الإمام الذهبي. ثم ما أضافه ابنُ عبد الهادي من زيادات وتعليقات تُغني الباحثين في دراستهم للجانب العِلْمِي من تراثنا، وخاصة تاريخ علم الحديث، فقد كان اعتمادُ الباحثين في هذا الجانب على كتاب "تذكرة الحفاظ" للذهبي على ما فيه من تصحيفات وتحريفات في طبعته الأخيرة، وقد أُغفل كتاب ابنُ عبد الهادي إغفالًا تامًّا، حتى كأنه لا وجود له، وقديمًا

11 - بين طبقات علماء الحديث وتذكرة الحفاظ

قيل: "فربَّ راغب عن كلمةٍ غيرُهُ متهالك عليها، وزاهد عن نكتةٍ غيرُهُ مشعوف بها، ينضي الركاب إليها" (¬1). وأخيرًا .. يُعَدُّ ابن عبد الهادي آخر من ألف في تراجم علماء الحديث بأصالة .. أما ما كتب بعده فلا يعدو أن يكون تلخيصًا للتذكرة أو تذييلًا واستدراكًا عليها. 11 - بين طبقات علماء الحديث وتذكرة الحفاظ لستُ أرمي -بادئ ذي بَدْء- إلى المفاضلة بين الكتابين، وإلى تبيان من اتكأ في عمله على الآخر .. وإنما هي محاولة لتلمُّس العلاقة بين كتابين أُلِّفا في موضوع واحد .. وفي عصر واحد .. والمطَّلع على الكتابين تتبدَّى أمامه عِدَّة أسئلة .. مَنِ السابق في التأليف؟ .. وما مدى اعتماد أحدهما على الآخر؟ .. وما مدى الأصالة عند كل منهما في هذا الموضوع؟ .. ومبعث هذه الأسئلة -في رأيي- هو فهمنا الخاص لطبيعة التأليف في عَصْرنا، والتي تختلف تمامًا عن طبيعة التأليف عند القدامى .. والتي يميزها غلبة النَّقْل على الإِنشاء، وخاصة في العصور المتأخرة .. إن كتابًا كالكامل في التاريخ لابن الأثير لا يفقد قيمته حتى حين نعرف المصادر التي نقل منها، ولا يمكن أن نجرد ابن الأثير من كامله وأن نغفل بصماته منه، وإن معجمًا كلسان العرب أيضًا لا يفقد ¬

_ (¬1) "معجم البلدان": 1/ 14.

قيمته حين نعرف أن ابن منظور نثر فيه كتب اللغة التي قبله، إن شخصية ابن منظور واضحة في معجمه حتى وهو ينقل نصوص غيره، ومثل ذلك يقال في كتب النحو .. والرِّجال .. وما أكثر ما أُلِّفَ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويبقى لكل سيرة سِيمَةٌ خاصة تميزها عن غيرها رغم وحدة الموضوع، هذا الشيء الخاص هو من مؤلِّف السيرة نفسه، فسيرة ابن إسحاق هي غير سيرة ابن هشام مع أنه هذَّبها فقط، والسيرة الحلبية هي غير الروض الأنف للسُّهيلي .. فهل يسمَّى هذا تكرارًا كما يحلو للبعض أن يقول؟ ! .. وفي كتابينا هذين يتبدَّى الأمر نفسه، ثمة تشابه في الموضوع، وفي ترتيب التراجم، بل تشابه إلى حد بعيد في النُّقُول، ولكن يبقى ثمة شيء يباعد بين الكتابين، هو شيء نابع من اختلاف الذَّهبي عن ابن عبد الهادي تكوينًا، وثقافة ومنهجًا. إن وحدة الموضوع وحَّدَتْ طبيعة مصادرهما ومراجعهما، إن ما يجب أن يكتب عن ابن مَنْده محدِّثًا مثلًا لا يمكن أن يختلف كثيرًا عما يمكن أن يكتبه مؤرِّخ آخر غير الذهبي وابن عبد الهادي، إن مادة الترجمة مُلْك مُشَاع لكل مؤرخ، ولكن ما يفرق بين مؤلف وآخر دقة النَّقْل، وتحرِّي الصَّواب، وحُسْن الإِيراد .. وشيء في أعماق التصور يجعله يقدِّم نقلًا على نقل، بحيث تترابط أجزاء الصورة لتكون وحدة .. إن النقل وحده لا يكفي، بل إيراد النُّقول على نَسَقٍ ما هو الذي يحدِّد أصالة مؤلِّف عن آخر، ويحدِّد المنهج الذي يتبعه لرسم صورة المترجَم له، بل إن طبيعة النُّقول، وعمن ينقل تحدِّد فلسفته وموقفه تجاه من يترجم له، ومن ثَمَّ ينأى كتاب عن آخر رغم أنَّ طريقهما واحدة ..

وخُذْ أي ترجمتين شئت من الكتابين، وقارن بينهما على ضوء ما قلتُ تَرَ الفرق واضحًا بين المنهجين .. ومن ثَمَّ بين الكتابين. وتبقى معرفةُ من السابق منهما في التأليف .. رجمًا بالغيب، رغم أن ثمة إشاراتٍ كثيرةً في كتب الذهبي تفيد أنه السابق .. ولكن كيف كانت صورة كتابه الأولى؟ .. وصورته النهائية؟ .. أتداولته الأيدي مُسَوَّدَة؟ أم بيَّضَه؟ عِلْمًا بأنه أضاف إليه ترجمة ابن عبد الهادي نفسه المتوفَّى سنة (744 هـ). أما هل استفاد ابن عبد الهادي من الذهبي في تأليف الكتاب؟ أقول: استفاد ولا أقول: اعتمد، فلا أستبعد هذه الاستفادة، بل أكاد أجزم بها، فمثل ابن عبد الهادي لا يزهد بأي كتاب قد يفيده في إثراء مادته، ومثل الذهبي، وهو إمام المؤرِّخين، لا يمكن أن يُغفل وقد ملأ سمع العالم الإسلامي وبصره بمؤلفاته القيمة كتاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء، ومختصراته التي اختصرها من أمهات الثقافة الإِسلامية: كالأنساب للسَّمْعاني، وتاريخ بغداد للخطيب، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ مِصْر لابن يونس، وتاريخ نَيسَابور للحاكم، والتكملة لكتاب الصِّلة لابن الأبار .. وغيرهم كثير .. ولكن .. استفاد ابن عبد الهادي من تاريخ الإسلام خاصة؟ أم من المختصرات؟ أم من تذكرة الحفاظ؟ هنا نعود إلى الرَّجْم بالغيب، ويتسع مجال الافتراض .. وبرأيي أنه اطلع على كتب الذهبي جميعها. وعندي أن كلًّا منهما قد اطلع على كتاب الآخر، فإذا كان الذهبي سبق في تأليف تذكرة الحفاظ، فمما لا شك فيه أن ابن عبد الهادي ألَّف طبقات علماء الحديث والذَّهبي حي، وعالِمٌ مثل الإمام الذَّهبي وقَفَ

حياتَه على كتب التراجم لا بد من أن يطَّلع على كتاب في التراجم مؤلفه ابن عبد الهادي الذي صرَّح عنه بأنه ما اجتمع به قط إلا استفاد منه، ولو اكتشف الإمام الذهبي تعويل ابن عبد الهادي عليه لقال ذلك، بل لما أثنى عليه هذا الثناء الكبير .. ثم إننا نرى عالمًا في القرن التاسع الهجري قد اطلع على كلا الكتابين، هو ابن ناصر الدين، ونقل عن ابن عبد الهادي من كتابه طبقات علماء الحديث، ونظم تذكرة الحفاظ كما مَرّ، ولم يشر أدنى إشارة إلى ما يمكن أن يظن من اتكاء ابن عبد الهادي على الذّهبي، وهو الذي وصف ابنَ عبد الهادي بعمدة المحدِّثين. فطبيعة فهمنا الخاص للتأليف .. والتي تختلف عن طبيعة التأليف عند القدامى، تجعلنا نبحث عن خطوط الاتصال والانفصال بين الكتابين. ونرى القدامى -في الوقت نفسه- لم يقفوا ليبحثوا عما نبحث عنه من تفرد مؤلف عن آخر. وحسبي أن شير إلى أن تراثنا الإِسلامي يتمم بعضه بعضًا، ونحن بحاجةٍ إلى غير كتاب في الفن الواحد، لتتبدَّى لنا الصورة كاملة، واضحة.

12 - وصف المخطوطة

12 - وصف المخطوطة اعتمدنا في تحقيق الكتاب على نسخةٍ مصوَّرة من المكتبة الأحمدية بحلب، وهي النسخة الوحيدة للكتاب، يبلغ عدد أوراقها (279) ورقة، مكتوبة بخط نسخي مقروء، وكتبت أسماء المترجمين بخط نسخي كبير، وقد أُعجمت كلماتها، وضبط بعضها. عدد الأسطر في الصفحة (25) سطرًا، وعدد الكلمات في السطر يتراوح بين (12 - 14) كلمة، ومقاسها 17.5/ 25 سم، وقد كتب الناسخ اسمه في آخر المخطوطة، وهو: محمد بن محمد بن محمد الأنصاري الحنفي الحِمْصي، ورغم أنني لم أعثر له على ترجمة إلا أنه يبدو من العلماء المتقنين. لم يذكر تاريخ النسخ، وإن كنت أرجح من رسم الحروف وقطع الورق أنها من القرن التاسع الهجري. والدوائر المنقوطة دليل على أن هذه النسخة قوبلت على نسخة أخرى مضبوطة (¬1). وفي صفحة العنوان إلى الشمال كُتِبَ تعريف موجز بالمؤلف، بخط مغاير لخط الناسخ. وكتب في آخر النسخة "تم الكتاب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة دائمة إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، علقه بيده الفانية فقير ¬

_ (¬1) انظر "تدريب الراوي": 2/ 73.

13 - منهج التحقيق

عفو الله محمد بن محمد بن محمد الأنصاري الحنفي الحمصي، عفا الله عنه، وعن جميع المسلمين، آمين". 13 - منهج التحقيق اتبعنا في تحقيق الكتاب المنهج التالي: 1 - قابلنا المنسوخ على كتاب "تذكرة الحفاظ" للإمام الذهبي، وكان لنا كنسخة ثانية، وأثبتنا الاختلافات بين الكتابين، وتتبعنا ما وقع في التذكرة من تصحيف وتحريف وأوهام لكي تتم الفائدة من كلا الكتابين، وثمة استدراكات على هامش أصلنا لم تظهر واضحة في التصوير أثبتناها من التذكرة بين حاصرتين. 2 - وضعنا رقمًا متسلسلًا لكل ترجمة، تيسيرًا للمراجعة. 3 - أثبتنا المصادر التي ذكرت أخبار المترجم له، سواء منها المتقدمة عصر المؤلف أو التي ألفت بعده، متوخين الاستيعاب ما أمكننا، ورتبنا هذه المصادر حسب تسلسلها الزمني. 4 - وثقنا نصوص الكتاب وأخباره على الموارد التي نقل عنها المؤلف ما أمكننا الوقوف عليه، سواء المخطوط منها والمطبوع، والنصوص والأخبار التي لم نقف على مواردها وثقناها من المصادر التي ألفت بعد عصر المؤلف دون أن نشير إلى ذلك في الحواشي، وقد أعاننا ذلك على تدارك ما وقع للناسخ من سقط أو وهم أو اضطراب، وما أضفناه على الأصل ميزناه بوضعه بين حاصرتين.

14 - مصادر ترجمته

5 - عرفنا بالأعلام والأماكن والأنساب المغمورة، وذلك تجنبًا لإثقال الحواشي بمعلومات يمكن القارئ أن يعرفها بأبسط جهد. 6 - نبهنا على التصحيف والتحريف والوهم الذي ورد في أصل الكتاب، إذ النسخة -على جودتها- لم تخل من تصحيف أو تحريف أو وهم، ووثقنا ما أثبتناه من تصحيح بالإِحالة على المراجع المعتمدة. 7 - نبهنا على ما وقع من تحريف أو تصحيف في بعض المصادر التي رجعنا إليها مما لا يحسن السكوت عنه. 8 - وضعنا الكتب الواردة في المتن بين قوسين " "، وأشرنا في الحاشية إلى المطبوع منها، ومظان المخطوط ما وسعنا ذلك. 9 - قمنا بتخريج الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة من دواوين السنة ومصادرها. 10 - صنعنا فهرسًا للمترجمين على ترتيب حروف المعجم، وآخر للكتب الواردة في متن الكتاب. 14 - مصادر ترجمته 1 - تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي: 4/ 1508 2 - تتمة المختصر في أخبار البشر لابن الوردي: 2/ 480 3 - الوافي بالوفيات للصفدي: 2/ 161 - 162 4 - أعوان النصر في أعيان العصر للصفدي (خ): ورقة 121 5 - ذيل العبر للحسيني: 238 - 239 6 - ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني: 49 - 50

7 - البداية والنهاية لابن كثير: 14/ 210 8 - الوفيات لابن رافع السلامي: 1/ 457 - 459 9 - ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/ 436 - 439 10 - الرد الوافر لابن ناصر الدين: 29 - 31 11 - السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي: ج 2 / ق 3/ 659 - 660 12 - الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة: 3/ 421 - 422 13 - طبقات الحفاظ للسيوطي: 351 - 352 14 - ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي: 520 - 521 15 - بغية الوعاة للسيوطي: 1/ 29 - 30 16 - الدارس في تاريخ المدارس (تنبيه الطالب) للنعيمي: 2/ 88 - 89 17 - طبقات المفسرين للداودي: 2/ 79 - 80 18 - القلائد الجوهرية لابن طولون: 2/ 313 - 316 19 - درة الحجال في أسماء الرجال لابن القاضي: 2/ 44 - 45 20 - كشف الظنون لحاجي خليفة: 1/ 158، 406، 2/ 1618 21 - شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي: 6/ 141 22 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني: 2/ 108 - 109 23 - التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول للقنوجي: 410 - 411 24 - إيضاح المكنون للبغدادي: 1/ 330 25 - هدية العارفين للبغدادي: 2/ 151

26 - الرسالة المستطرفة للكتاني: 188 27 - منادمة الأطلال ومسامرة الخيال لعبد القادر بن بدران: 239 - 240 28 - معجم المطبوعات العربية لسركيس: 1/ 166 - 167 29 - Brock.G.A.L.S.2: 128 30 - الأعلام للزركلي: 5/ 326 31 - معجم المؤلفين لعمر كحالة: 8/ 287 32 - معجم المؤرخين الدمشقيين للمنجد: 157 - 158 * * * وبعد .. {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}. والحمد لله رب العالمين .. إبراهيم الزيبق

صورة صفحة العنوان

صورة الصفحة الأولى من الكتاب

طبقات علماء الحديث تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي (المتوفى سنة 744 هـ) تحقيق أكرم البوشي إبراهيم الزيبق [الجزء الأول]

1 - أبو بكر الصديق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وهو حسبي ونعم الوكيل، به ثقتي. الحمد لله العليم القدير، الحكيم الخبير، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وصلَّى اللهُ على رسوله البشير النذير، الداعي إلى الله بإذنه، والسراج المنير. وبعد: فهذا كتاب مختصر يشتمل على جملة من الحفاظ من أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلّم والتابعين ومن بعدهم، لا يسع من يشتغل بعلم الحديث الجهل بهم، واللَّه المسؤول التوفيقَ لما يحبُّه ويرضاه وأن يجعلهُ خالصًا لوجهه، إنه على كل شيء قدير. 1 - أبو بكر الصّديق * (ع) عبدُ اللهِ بنُ أبي قحافة عثمان القرشيّ التَّيمي، خليفةُ رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم، ومؤنسُه في الغار، وصديقُه الأكبر. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 3/ 169، مسند أحمد: 1/ 1، التاريخ الصغير: 1/ 32، ثقات العجلي: ص 491، المعرفة والتاريخ: 3/ 290، تاريخ الطبري: 3/ 223، مروج =

2 - عمر بن الخطاب

توفي لثمانٍ بقين من جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة، وله ثلاث وستون سنة. رضي اللَّهُ عنه. 2 - عُمَر بن الخطَّاب * (ع) أميرُ المؤمنين، أبو حفص العَدَوي، الفاروق. أيَّد اللهُ به الإسلام، وفتح به الأمصار. استشْهدَ (¬1) في أواخر ذي الحِجَّة من سنةِ ثلاثٍ وعشرين، وله ثلاثٌ وستّون سنة. رضي اللَّهُ عنه. ¬

_ = الذهب: 2/ 305، مشاهير علماء الأمصار: ت 2، حلية الأولياء: 1/ 28، الاستيعاب: ت 1633، طبقات الشيرازي: ص 36، أسد الغابة: 3/ 309، وفيات الأعيان: 3/ 64، تهذيب الكمال: ورقة 701، تذكرة الحفاظ: 1/ 2، العبر: 1/ 16، تهذيب التهذب: 5/ 315، الإصابة: 6/ 155، تاريخ الخلفاء: ص 27، طبقات الحفاظ: ص 3، خلاصة تذهيب الكمال: ص 206، شذرات الذهب: 1/ 24، (أبو بكر الصديق) لمحمد رضا. * طبقات ابن سعد: 3/ 265، مسند أحمدة 1/ 14، التاريخ الصغير: 1/ 44، ثقات العجلي: ص 356، المعرفة والتاريخ: 3/ 295، تاريخ الطبري: 3/ 428، الجرح والتعديل: 6/ 105، مروج الذهب: 2/ 312، مشاهير علماء الأمصار: ت 3، حلية الأولياء: 1/ 38، الاستيعاب: ت 1878، طبقات الشيرازي: ص 38، أسد الغابة: 4/ 145، تهذيب الكمال: ورقة 1010، تذكرة الحفاظ: 1/ 5، العبر: 1/ 27، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 591، تهذيب التهذب: 7/ 438، الإصابة: 7/ 74، النجوم الزاهرة: 1/ 78، طبقات الحفاظ: ص 3، تاريخ الخلفاء: ص 108، خلاصة تذهيب الكمال: ص 282، شذرات الذهب: 1/ 33، (الفاروق عمر بن الخطاب) لمحمد رضا. (¬1) انظر خبر مقتله مفصلًا في "طبقات ابن سعد" 3/ 340 - 342، وغيرها من المصادر التاريخية.

3 - عثمان بن عفان

3 - عثمان بن عفَّان * (ع) أميرُ المؤمنين، أبو عمرو الأمويّ، ذو النُّورَين. جمع الأُمَّةَ على مُصحفٍ، وافتتح نوابُه إقليمَ خُراسان والمغرب. قتله سُودان بن حُمران (¬1) يومَ الجمعة ثامن عشر ذي الحِجَّة سنةَ خمسٍ وثلاثين، وله بضعٌ وثمانون سنة. رضي اللَّهُ عنه. 4 - عليُّ بنُ أبي طالب * * (ع) أميرُ المؤمنين، أبو الحسن الهاشميّ، خَتَن رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلم، وفارسُ الإسلام. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 3/ 53، مسند أحمد: 1/ 57، التاريخ الصغير: 1/ 58، ثقات العجلي: ص 328، المعرفة والتاريخ: 8/ 303، تاريخ الطبري: حوادث سنة 35، مروج الذهب: 2/ 340، مشاهير علماء الأمصار: ت 4، حلية الأولياء: 1/ 55، الاستيعاب: ت 1778، طبقات الشيرازي: ص 40، أسد الغابة: 3/ 584، الكامل في التاريخ: حوادث سنة 35، تهذيب الكمال: ورقة 920، تذكرة الحفاظ: 1/ 8، العبر: 1/ 36، معرفة القراء الكبار: 1/ 24، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 507، تهذيب التهذيب: 7/ 139، الإصابة: 6/ 391، النجوم الزاهرة: 1/ 92، طبقات الحفاظ: ص 4، تاريخ الخلفاء: ص 147، خلاصة تهذيب الكمال: ص 261، شذرات الذهب: 1/ 40، (الخليفة المفترى عليه عثمان بن عفان) لمحمد الصادق عرجون. وقد طبعت ترجمة عثمان - رضي الله عنه - من "تاريخ ابن عساكر" في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1984، بتحقيق سكينة الشهابي. (¬1) انظر "طبقات ابن سعد": 3/ 72 - 75. * * طبقات ابن سعد: 3/ 19، مسند أحمد: 1/ 75، التاريخ الصغير: 1/ 74، ثقات العجلي: ص 347، المعرفة والتاريخ: 3/ 311، تاريخ الطبري: 4/ 427، الجرح والتعديل: 7/ 191، مروج الذهب: 2/ 358، مشاهير علماء الأمصار: ت 5، حلية =

5 - عبد الله بن مسعود

استشْهِدَ في سابع عشر رمضان سنةَ أربعين، وله بضع وستون سنة. رضي اللَّهُ عنه. 5 - عَبدُ اللَّه بن مسعود * (ع) الإمامُ الربَّانيُّ، أبو عبد الرحمن الهذَليّ، ابن أمِّ عبد، أحد السَّابقين الأوّلين. ¬

_ = الأولياء: 1/ 61، الاستيعاب: ت 1855، تاريخ بغداد: 1/ 133، طبقات الشيرازي: ص 41، أسد الغابة: 4/ 91، تهذيب الكمال: ورقة 975، تذكرة الحفاظ: 1/ 10، العبر: 1/ 46، معرفة القراء الكبار: 1/ 25، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 546، تهذيب التهذيب: 7/ 334، الإصابة: 7/ 57، النجوم الزاهرة: 1/ 119، طبقات الحفاظ: ص 4، تاريخ الخلفاء: ص 166، خلاصة تذهيب الكمال: ص 274، شذرات الذهب: 1/ 49، (الإِمام علي بن أبي طالب) لمحمد رضا. * طبقات ابن سعد: 3/ 150، مسند أحمد: 1/ 374، تاريخ خليفة: 166، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 2، التاريخ الصغيرة 1/ 60، ثقات العجلي: ص 278، المعارف: ص 249، المعرفة والتاريخ: 1/ 245 و 2/ 533، الجرح والتعديل: 5/ 149، مشاهير علماء الأمصار: ت 21، ثقات ابن حبان: 3/ 208، حلية الأولياء: 1/ 124، الاستيعاب: ت 1659، تاريخ بغداد: 1/ 147، طبقات الشيرازي: ص 43، أسد الغابة: 3/ 384، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 288، تهذيب الكمال: ورقة 740، تاريخ الإسلام 2/ 24، دول الإسلام: 1/ 54، تذكرة الحفاظ: 3/ 11، سير أعلام النبلاء: 1/ 461 - 500، العبر: 1/ 33، معرفة القراء الكبار: 1/ 32، الكاشف: 2/ 116، مرآة الجنان: 1/ 87، مجمع الزوائد: 9/ 286، العقد الثمين: 5/ 283، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 458، الإصابة: 6/ 214، تهذيب التهذيب: 6/ 27، النجوم الزاهرة: 1/ 89، طبقات الحفاظ: ص 5، خلاصة تذهيب الكمال: ص 214، كنز العمال: 13/ 460، شذرات الذهب: 1/ 38.

6 - أبي بن كعب

قال فيه عمر: كُنَيفٌ مُلِئَ عِلمًا (¬1). مات بالمدينة سنةَ اثنتين وثلاثين، وله نحو من ستين سنة. رضي الله عنه. 6 - أُبيُّ بنُ كعب * (ع) أبو المنذر الأنصاريُّ الخزْرجيُّ النجَّاريّ، سيِّد القرّاء. شهد بدرًا، والمشاهدَ كُلَّها، ولما تُوفيَ قال عمر: اليومَ مات سَيِّدُ المسلمين (¬2). ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 3/ 156. والكنيف: تصغير كنف، وهو الوعاء، وهو تصغير تعظيم. انظر "اللسان": مادة (كنف). * طبقات ابن سعد: 3/ 498، مسند أحمد: 5/ 113، تاريخ خليفة: ص 167، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 39، المعارف: ص 261، المعرفة والتاريخ: 1/ 315، الجرح والتعديل: 2/ 290، ثقات ابن حبان: 3/ 5، مشاهير علماء الأمصار: ت 12، حلية الأولياء ة 1/ 250، الاستيعاب: ت 6، طبقات الشيرازي: ص 44، تاريخ ابن عساكر: 2/ 292، أسد الغابة: 1/ 61، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 108، تهذيب الكمال: 2/ 262 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 1/ 389 - 402، تاريخ الإسلام: 2/ 27، دول الإسلام: 1/ 16، تدكرة الحفاظ: 1/ 16، العبر: 1/ 23، الكاشف: 1/ 52، تذهيب التهذيب: 1 / ورقة 47، معرفة القراء الكبار: 1/ 28، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 31، تهذيب التهذيب: 1/ 187، الإصابة: 1/ 26، طبقات الحفاظ: ص 5، خلاصة تذهيب الكمال: ص 24، شذرات الذهب 1/ 32، كنز العمال: 13/ 261، تهذيب ابن عساكر: 2/ 325. (¬2) الذي عليه أكثر مصادر الترجمة أن وصف عمر - رضي الله عنه - لأبيّ بأنه سيد المسلمين كان أثناء حياة أبيّ، أما وصفه له بذلك يوم مات ففيه نظر، إذ اختلف في وفاته: هل هي في خلافة عمر أم في خلافة عثمان؟ علمًا بأن ابن سعد يرجح القول الثاني، وذلك أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أمره بأن يجمع القرآن.

7 - أبو ذر الغفاري

تُوفي بالمدينةِ -في قول الهيثم بن عدي وغيرِه- سنةَ تسع عشرة، وقال الواقديُّ وابنُ نمير والذُّهلي وغيرُهم: سنة اثنتين وعشرين. رضي الله عنه. 7 - أَبُو ذَرٍّ الغِفَارِي * (ع) جُنْدُبُ بنُ جُنادَة، أحدُ السابقين الأوَّلين. أسلم في أوَّل المبعث خامسَ خمسة، ثم رجع إلى بلاد قومه، ثم بعدَ حينٍ هاجر. ولم يشهد بدرًا. وكان قويًّا في الحق. انقطع بالرَّبَذَةِ (¬1) مدةً حتى توفي سنةَ اثنتين وثلاثين. رضي اللَّهُ عنه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 4/ 219، تاريخ ابن معين: 704، مسند أحمد: 5/ 144، تاريخ خليفة: ص 166، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 221، المعارف: ص 252 وغيرها، أنساب الأشراف: 4/ 541، تاريخ الطبري: 4/ 283، معجم الطبراني الكير: 2/ 155، المستدرك: 3/ 337، حلية الأولياء 1/ 156، الاستيعاب: ت 339، تاريخ ابن عساكر: 4/ 7، جامع الأصول: 9/ 50، أسد الغابة: 1/ 357 و 6/ 99، تهذيب الكمال: ورقة 1602، تاريخ الإِسلام: 2/ 111، سير أعلام النبلاء: 2/ 46 - 78، تذكرة الحفاظ: 1/ 17، العبر: 1/ 33، مجمع الزوائد: 9/ 327، تهذيب التهذيب: 12/ 90، الإصابة: 11/ 118، طبقات الحفاظ: ص 6، خلاصة تذهيب الكمال: ص 449، شذرات الذهب: 1/ 39، كنز العمال: 13/ 311. (¬1) الربذة: بفتح أوله وثانيه، من قرى المدينة على ثلاثة أيام، قرية من ذات عرق، (معجم البلدان): 3/ 24.

8 - معاذ بن جبل

8 - مُعَاذُ بن جَبل * (ع) أبو عبد الرحمن الأنصاريُّ، الخَزْرجيُّ، العالم الربَّانيُّ. شَهِدَ العقبة وهو ابنُ ثمان عشرةَ سنةً أو دُونها، وشهد بدرًا، والمشاهِدَ كلَّها. قال له النبي صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم: "يا معاذُ واللَّهِ إنِّي لأُحِبُّكَ" (¬1). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 3/ 583، مسند أحمد: 5/ 227، تاريخ خليفة: 97، 138، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 359، التاريخ الصغير: 1/ 41، 47، 52، المعارف: ص 254، الجرح والتعديل: 8/ 244، مشاهير علماء الأمصار: ت 321، حلية الأولياء: 1/ 228، الاستيعاب: ت 2416، طبقات الشيرازي: ص 45، تاريخ ابن عساكر: 16/ 304، أسد الغابة: 5/ 194، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 98، تهذيب الكمال: ورقة 1337، سير أعلام النبلاء: 1/ 443 - 461، دول الإسلام: 1/ 15، تاريخ الإسلام: 2/ 319، العبر: 1/ 22، تذكرة الحفاظ: 1/ 19، مجمع الزوائد: 9/ 311، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 301، تهذيب التهذيب: 10/ 186، الإصابة: 9/ 219، طبقات الحفاظ: ص 6، خلاصة تذهيب الكمال: ص 379، كنز العمال: 13/ 583، شذرات الذهب: 1/ 29. (¬1) قطعة من حديث أخرجه أبو داود (1522) في الصلاة: باب الاستغفار، والنسائي: 3/ 53 في السهو: باب نوع آخر من الدعاء، من طريق حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ قال: لقيني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا معاذ! إني لأحبك في الله" قلت: وأنت -والله يا رسول الله- أحبك في الله. قال: "أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: ربِّ أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك". قال الأستاذ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح، وصححه الحاكم: 3/ 273، ووافقه الذهبي.

9 - سعد بن أبي وقاص

اسْتُشْهِدَ في الطاعون بالغَوْرِ في سنة ثمان عشرة، وله خمسٌ وثلاثون سنة. رضي اللهُ عنه. 9 - سَعْدُ بنُ أبي وَقَّاص * (ع) الأمير، أبو إسحاق الزهري، أحدُ العشرة المشهودِ لهم بالجنَّة، وأوَّلُ مَن رَمى بسهم في سبيل الله. كان مُجابَ الدَّعوة، واعتزل الفتنة، فلم يُقاتِلْ مع علي ولا معاوية. تُوفي سنة خمسٍ وخمسين. رضي اللهُ عنه. 10 - أبو مُوسى الأشعري * * (ع) عبدُ اللَّه بن قيس بن سُليم بن خضَّار. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 3/ 137، نسب قريش: ص 263، تاريخ خليفة: ص 223، مسند أحمد: 1/ 168، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 34، التاريخ الصغير: 1/ 99، المعارف: ص 241، فتوح البلدان: 315، مشاهير علماء الأمصار: ت 10، حلية الأولياء: 1/ 92، الاستيعاب: ت 963، تاريخ بغداد: 1/ 144، تاريخ ابن عساكر: 7/ 66، جامع الأصول: 9/ 10، أسد الغابة: 2/ 366، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 213، تهذيب الكمال: ورقة 478، سير أعلام النبلاء: 1/ 92 - 124، تذكرة الحفاظ: 1/ 22، دول الإسلام: 1/ 40، تاريخ الإسلام: 2/ 281، العبر: 1/ 60، نكت الهميان: ص 155، مجمع الزوائد: 9/ 153، العقد الثمين: 4/ 537، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 304، تهذيب التهذب: 3/ 483، الإصابة: 4/ 160، النجوم الزاهرة: 1/ 147، تاريخ الخلفاء: ص 250، طبقات الحفاظ: ص 5، خلاصة تذهيب الكمال: 135، كنز العمال: 13/ 212، شذرات الذهب: 1/ 61، تهذيب ابن عساكر: 6/ 95. * * طبقات ابن سعد: 2/ 344 و 4/ 105 و 6/ 16، تاريح ابن معين: 326، مسند أحمد: 4/ 391، تاريخ خليفة: ص 178 وغيرها، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 22 =

11 - أبو الدرداء

هاجر إلى النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلم، فَقَدِمَ مع جعفر زمنَ فتح خيبر، واستعمله النبي صلَّى اللهُ عليه وسلم مع معاذٍ على اليمن، ثم وَليَ لِعُمَرَ الكوفة والبصرة. واليه المنتهى في حسن الصَّوت بالقرآن (¬1)، وأقرأ أهلَ البصرة، وفَقَّههم، وكان من العلماء العاملين. تُوفي في ذي الحجة سنةَ أربع وأربعين. 11 - أبو الدَّرداء، (ع) عُويمِر بن زيد، ويُقال: عُويمر بنُ عبد اللَّه، ويُقال: ابنُ ثعلبة، الأنصاري، الخَزْرجيّ. الإمام الربّاني، حكيم الْأمة. ¬

_ = المعرفة والتاريخ: 1/ 267، أخبار القضاة: 1/ 283، الجرح والتعديل: 5/ 138، مشاهير علماء الأمصار: ت 216، المستدرك: 3/ 464، الاستيعاب: ت 1639، تاريخ ابن عساكر: 422، جامع الأصول: 9/ 79، أسد الغابة: 3/ 367، تهذيب الكمال: ورقة 724، سير أعلام النبلاء: 2/ 380 - 402، تذكرة الحفاظ: 1/ 23، تاريخ الإسلام: 2/ 255، العبر: 1/ 52، الكاشف: 2/ 106، معرفة القراء الكبار: 1/ 39، مرآة الجنان: 1/ 120، مجمع الزوائد: 9/ 358، طبقات القراء لابن الجزرى: 1/ 442، تهذيب التهذيب: 5/ 249، الإصابة: 6/ 194، خلاصة تذهيب الكمال: ص 210، طبقات الحفاظ: ص 7، حسن المحاضرة: 1/ 245، كنز العمال: 13/ 606، شذرات الذهب: 1/ 53 وغيرها. (¬1) ورد في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي موسى- وقد أعجب بحسن صوته بالقرآن: "يا أبا موسى! لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود". * طبقات ابن سعد: 7/ 391، مسند أحمد: 5/ 94 و 6/ 440، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 76، المعارف: ص 268، الجرح والتعديل: 7/ 26، ثقات ابن حبان: 3/ 285، مشاهير علماء الأمصار: ت 322، المستدرك: 3/ 336، حلية الأولياء: =

12 - عبد الله بن سلام

قيل: إن إسلامَه تأخَّر إلى يوم بدر، ثم شهد أُحُدًا، وأبلى يومئذٍ بلاءً حسنًا، وحَفِظَ القرآنَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم، وكان عَالِمَ أهلِ الشام، ومقرئَ أهلِ دمشق، وفقيهَهم، وقاضِيَهم. كان إذا دخل المسجد، دخل معه من الأتباع مثلُ ما يكون مع السلطان، وهم يسألونه عن العلم. توفي سنة اثنتين وثلاثين. رضي اللَّهُ عنه. 12 - عَبْدُ اللَّهِ بنُ سَلام * (ع) ابن الحارث، أبو يوسف الإِسرائيلي، الحَبْرُ، حليف الأنصار. ¬

_ = 1/ 208، الاستيعاب: ت 2006 و 2940، طبقات الشيرازي: ص 47، تاريخ ابن عساكر: 13/ 366، أسد الغابة: 6/ 97، تهذيب الكمال: ورقة 1068، سير أعلام النبلاء: 2/ 335 - 353، تذكرة الحفاظ: 1/ 24، تاريخ الإسلام: 2/ 107، العبر: 1/ 33، الكاشف: 2/ 308، معرفة القراء الكبار: 1/ 40، مرآة الجنان: 1/ 88، مجمع الزوائد: 9/ 367، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 606، تهذيب التهذيب: 8/ 175، الإصابة: 7/ 182، النجوم الزاهرة: 1/ 89، حسن المحاضرة: 1/ 244، طبقات الحفاظ: ص 7، خلاصة تذهيب الكمال: ص 298، كنز العمال: 13/ 550، شذرات الذهب: 1/ 39. * طبقات ابن سعد: 2/ 352، تاريخ ابن معين 2/ 311، مسند أحمد: 5/ 450، تاريخ خليفة: ص 56، 206، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 18، المعرفة والتاريخ: 1/ 264، الجرح والتعديل: 5/ 62، مشاهير علماء الأمصار: ت 52، المستدرك: 3/ 413، ، الاستيعاب: ت 1561، جامع الأصول: 9/ 81، أسد الغابة: 3/ 264، تهذيب الكمال: ورقة 691، سير أعلام النبلاء: 2/ 413 - 426، تذكرة الحفاظ: 1/ 26، تاريخ الإسلام: 2/ 230، العبر: 1/ 51، مجمع الزوائد: 9/ 326، تهذيب التهذيب: 5/ 249، الإصابة: 6/ 108، النجوم الزاهرة: 1/ 125، خلاصة تذهيب الكمال: ص 200، شذرات الذهب: 1/ 53.

13 - عائشة

كان اسمه الحُصَين، فسمّاه رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلم: عبد الله (¬1). [أسلم] (¬2) وقت مقدم النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم المدينة، وشَهِدَ له رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم بالجنّة. ونزل فيه -فيما قيل: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} (¬3)، وقوله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (¬4). مات سنة ثلاثٍ وأربعين. رضي اللَّه عنه. 13 - عَائشة * (ع) أم المؤمنين، وأم عبد الله، وحبيبة رسول الله صلَّى الله عليه ¬

_ (¬1) انظر "المستدرك": 3/ 413. (¬2) سقط في الأصل، استدركناه من "التذكرة" وغيرها. (¬3) الأحقاف: الآية 10. وانظر "تفسير ابن كثير": 4/ 156. (¬4) الرعد: الآية 43. وانظر "تفسير ابن كثير": 2/ 521. * طبقات ابن سعدة 8/ 58، تاريخ ابن معين: 2/ 73، مسند أحمد: 6/ 29، تاريخ خليفة: ص 225، طبقات خليفة: ت 3251، المعارف: ص 134، المعرفة والتاريخ: 3/ 268، المستدرك: 4/ 4، حلية الأولياء: 2/ 43، الاستيعاب: ت 4029، طبقات الشيرازي: ص 47، جامع الأصول: 9/ 132، أسد الغابة: 7/ 188، تهذيب الكمال: ورقة 1688، سير أعلام النبلاء: 2/ 135 - 201 ترجمة مطولة، تذكرة الحفاظ: 1/ 27، العبر: 1/ 62، تاريخ الإسلام: 2/ 294، البداية والنهاية: 8/ 91، مجمع الزوائد: 9/ 225، تهذيب التهذيب: 12/ 433، الإصابة: 13/ 38، خلاصة تذهيب الكمال: ص 493، طبقات الحفاظ: ص 8، كنز العمال: 13/ 693، شذرات الذهب: 1/ 61، أعلام النساء: 3/ 9 - 131.

14 - عمران بن حصين

وسلم، وبنتُ خليفة رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلم، والمبرّأة مِن فوق سبع سماوات. بنى بها النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم في شوال بعدَ وقعة بدر، فأقامت في صُحبته ثمانيةَ أعوام وخمسةَ أشهر، وكانت أحبَّ نسائه إليه، وكانت غزيرةَ العلمِ، ومِن أكبر فقهاء الصحابة. قال عُروة: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بالطِّب منها (¬1). وقال أَيضًا: ما رأيتُ أحدًا مِن الناس أعلمَ بالقرآن، ولا بفريضةٍ، ولا بحلال وحرام، ولا بشعرٍ، ولا بحديثِ العربِ، ولا النسب مِن عائشةَ. رضي اللَّهُ عنها (¬2). توفيت سنةَ سبعٍ وخمسين، وقيل: سنة ثمانٍ وخمسين. 14 - عِمران بن حُصين * (ع) أبو نُجيد الخُزاعي. أسلم مع أبي هريرة، وكان مِمن بعثهم عمرُ بنُ الخطّاب إلى أهل ¬

_ (¬1) "أسد الغابة" 7/ 191. (¬2) المصدر السابق. * طبقات ابن سعد: 4/ 287، تاريخ ابن معين: 2/ 436، مسند أحمد: 4/ 426، تاريخ خليفة: 218، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 408، المعارف: ص 309، أخبار القضاة: 1/ 291، الجرح والتعديل: 6/ 296، مشاهير علماء الأمصار: ت 218، المستدرك: 3/ 470، الاستيعاب: ت 1969، أسد الغابة: 4/ 281، تهذيب الكمال: ورقة 1057، سير أعلام النبلاء: 2/ 508 - 512، تذكرة الحفاظ: 1/ 29، تاريخ الإسلام: 6/ 302، العبر: 1/ 157، محمع الزوائد: 9/ 381، تهذيب التهذيب: 8/ 125، الإصابة: 7/ 155، النجوم الزاهرة: 1/ 143، طبقات الحفاظ: ص 8، خلاصة تذهيب الكمال: ص 295، شذرات الذهب: 1/ 62.

15 - زيد بن ثابت بن الضحاك

البصرةِ ليفقههم. وكان من ألِبَّاء الصحابة وفضلائهم، وممن تُسَلِّم عليه الملائكة. وكان الحسنُ يحلِف باللهِ: ما قَدِمَ البصرةَ أحدٌ خير لهم من عِمران بن حُصَين. تُوفي سنة اثنتين وخمسين. توفي معه في هذا العام: أبو أيّوب الأنصاريّ، وأبو بكرة الثقفيّ، وكعب بن عُجرة، ومعاوية بن حُديج الأمير، وخمستُهم من الصحابة الذين اعتزلوا صِفِّين (¬1)، رضي اللَّهُ عنهم، لكنْ في أبي أيّوب خلاف. واللهُ أعلم. 15 - زَيدُ بنُ ثابت بن الضَّحَّاك * (ع) أبو سعيد، وأبو خارجة، الأنصاريُّ، الخَزْرجيُّ، النجّاريّ، المقرئ، الفرضيُّ، كاتبُ الوحي. ¬

_ (¬1) صفين: بكسرتين وتشديد الفاء، موضع بقرب الرقة، على شاطئ الفرات من الجانب الغربي، بين الرقة وبالس، كانت فيها وقعة صفين بين علي - رضي الله عنه - ومعاوية في سنة 37 هـ في غرة صفر - (معجم البلدان) -3/ 414. وانظر حول هذه الوقعة "الكامل في التاريخ" لابن الأثير: 3/ 276، وغيره من المصادر التاريخية. * طبقات ابن سعد: 2/ 358، مسند أحمد: 5/ 181، تاريخ خليفة: 207، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 380، المعارف: ص 260، المعرفة والتاريخ: 1/ 300، 483، أخبار القضاة: 1/ 107، الجرح والتعديل: 3/ 558، ثقات ابن حبان: 3/ 135، مشاهير علماء الأمصار: ت 22، معجم الطبراني الكبير: 5/ 111، المستدرك: 3/ 421، الاستيعاب: ت 840، طبقات الشيرازي: ص 46، تاريخ ابن عساكر: 6 / الورقة 278، أسد الغابة: 2/ 278، تهذيب الكمال: ورقة 452، =

قدم النبي صلّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ وعمرُهُ إحدى عشرة سنة، فأسلم، وأَمَرَهُ النبي صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أن يتعلَّم خطَّ اليهود، فجوَّد الكتابة، وكتب الوحي، وحفظ القرآن، وأتقنَه، وأحكم الفرائض، وشَهِد الخندق وما بعدَها. واسْتَنْدَبَهُ الصِّدِّيقُ لجمع القرآن فَتَتَبَّعَه، وتَعِب على جمعِه، ثمّ عيَّنَهُ عثمانُ لكتابة المصحَف، وثوقًا بحفظِه، ودينِه، وأمانتِه، وحُسنِ كتابتِه. قرأ عليه القرآنَ جماعة، منهم: ابنُ عباس، وأبو عبد الرحمن السُّلميُّ. وكان عمر يستخلِفُه على المدينة إذا حَجَّ. وقال ابن عباس: كان مِن الراسخين في العلم، وكان يَأْخُذ له بالرِّكاب (¬1). ولما ماتَ، قال أبو هريرة: مات حَبْرُ الأمَّة، ولعلَّ الله أن يجعلَ في ابن عباسٍ منه خَلفًا (¬2). ¬

_ = سير أعلام النبلاء: 2/ 426 - 441، تاريخ الإِسلام: 2/ 225، تذكرة الحفاظ: 1/ 30، العبر: 1/ 53، الكاشف: 1/ 264، معرفة القراء الكبار: 1/ 36، مجمع الزوائد: 9/ 345، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 296، تهذيب التهذيب: 1/ 272، الإصابة: 4/ 41، النجوم الزاهرة: 1/ 130، طبقات الحفاظ: ص 8، خلاصة تذهب الكمال: ص 127، كنز العمال: 13/ 393، شذرات الذهب: 1/ 54، تاريخ التراث العربي: 2/ 18. (¬1) "طبقات ابن سعد": 2/ 360. (¬2) "طبقات ابن سعد: 2/ 362.

16 - أبو هريرة

توفي سنةَ خمس وأربعين، وقيل: سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة خمسٍ وخمسين. رضي اللهُ عنه. 16 - أبو هُرَيرَة (ع) الدَّوسِي، اليَمَانيُّ، الحافظُ، الفقيه. صاحبُ رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم. اسمُه عبدُ الرحمن بنُ صخر على الأصحِّ (¬1)، وكان اسمُه في الجاهلية عبد شَمْس. قدم مهاجرًا ليالي فتح خيبر بعدما فرغوا مِن القتال. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 2/ 362 و 4/ 325، مسند أحمد: 2/ 228 و 5/ 114، تاريخ خليفة: 225 وغيرها، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 132، المعارف: ص 277، المعرفة والتاريخ: 1/ 486 و 3/ 160، أخبار القضاة: 1/ 111، مشاهير علماء الأمصار: ت 46، المستدرك: 3/ 506، الاستيعاب: ت 3208، حلية الأولياء: 1/ 376، أنساب السمعاني: 5/ 362، تاريخ ابن عساكر: 19/ 105، جامع الأصول: 9/ 95، أسد الغابة: 6/ 318، تهذيب الكمال: ورقة 1654، سير أعلام النبلاء: 2/ 578 - 632 ترجمة مطولة، تذكرة الحفاظ: 1/ 32، تاريخ الإسلام: 2/ 333، العبر: 1/ 63، معرفة القراء الكبار: 3/ 41، البداية والنهاية: 8/ 103، مجمع الزوائد: 9/ 361، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 371، تهذيب التهذيب: 12/ 262، الإصابة: 12/ 63، النجوم الزاهرة: 1/ 151، حسن المحاضرة: 1/ 250، طبقات الحفاظ: ص 9، خلاصة تذهيب الكمال: ص 462، شذرات الذهب: 1/ 63. (¬1) قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 578: اختلف في اسمه على أقوال جمة أرجحها: عبد الرحمن بن صخر. وقيل: ابن غنم. وقيل: كان اسمه عبد شمس، وعبد الله. وقيل: سكين. وقيل: عامر. وقيل: برير. وقيل: عبد بن غنم. وقيل: عمرو. وقيل: سعيد.

17 - عبد الله بن عمر بن الخطاب

قال البخاريُ: روى عنه ثمان مئة نفس أو أكثر (¬1). وقال الشافعيُّ: أبو هريرة أحفظُ مَنْ روى الحديث في دهره (¬2). مات سنة ثمانٍ وخمسين في قول جماعة، وقال آخرون: سنة تسع، وقيل: سنة سبعٍ. رضي الله عنه. 17 - عَبد اللَّهِ بن عمر بن الخطاب * (ع) أبو عبد الرحمن العدويُّ، المدنيُّ، الفقيه. أحدُ الأئمة في العلم والعمل. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1655. (¬2) تاريخ ابن عساكر: 9/ 117. * طبقات ابن سعد: 2/ 373 و 4/ 142، نسب قريش: ص 350، مسند أحمد: 2/ 2، الزهد: 189، المحبر: 24، 442، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 2، التاريخ الصغير: 1/ 154، 155، ثقات العجلي: ص 269، المعارف: ص 185 وغيرها، المعرفة والتاريخ: 1/ 249 و 490، الجرح والتعديل: 5/ 107، مشاهير علماء الأمصار: ت 55، المستدرك: 3/ 556، حلية الأولياء: 1/ 292 و 2/ 7، جمهرة أنساب العرب: 152، الاستيعاب: ت 1612، تاريخ بغداد: 1/ 171، طبقات الشيرازي: ص 94، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 238، تاريخ ابن عساكر (مصورة المجمع): 11/ 165، جامع الأصول: 9/ 64، أسد الغابة: 3/ 340، وفيات الأعيان: 3/ 28، تهذيب الكمال: ورقة 713، سير أعلام النبلاء: 3/ 203 - 239 ترجمة مطولة، تذكرة الحفاظ: 1/ 37، تاريخ الإسلام: 3/ 177، العبر: 1/ 83، تذهيب التهذيب 2/ 168 / ب، نكت الهميان: ص 183، مرآة الجنان: 1/ 154، البداية والنهاية: 9/ 4، مجمع الزوائد: 9/ 346، العقد الثمين: 5/ 215، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 437، تهذيب التهذب: 5/ 328، الإِصابة: 6/ 167، النجوم الزاهرة: 1/ 192، طبقات الحفاظ: ص 9، خلاصة تذهيب الكمال: ص 175، شذرات الذهب: 1/ 81.

18 - عبد الله بن عباس

شَهِدَ الخندق، وهو من أهل بيعة الرِّضوان. وصفهُ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم بالصَّلاح (¬1). وقال الثوريّ: يُقتدى بعمرَ في الجماعة، وبابنه في الفُرْقَة. وقال ابن الحنفيَّة: كان ابنُ عمر حَبْرَ (¬2) هذه الأمَّة. وقال جابر: ما منَّا إلّا من مالت به الدنيا ومال بها إلَّا عبدَ اللَّهِ بنَ عمر (¬3). تُوفي في أول سنة أربعٍ وسبعين. رضي اللَّهُ عنه. 18 - عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاس * (ع) ابن عبد المطّلب. الإِمام الحَبْر، والبحر، أبو العباس الهاشميّ، ابن عمّ رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم، وأبو الخلفاء. ¬

_ (¬1) أخرج البخاري في "صحيحه" أن ابن عمر قال: رأيت في النوم كأن في كفي سَرَقة من حرير، لا أهوي بها إلى مكان في الجنة إلا طارت بي إليه. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن أخاكِ رجل صالح"، أو قال: "إن عبد الله رجل صالح". انظر "جامع الأصول": 2/ 541. (¬2) كذا الأصل و "التذكرة" وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 3/ 212 بلفظ "خير" بدل "حبر". (¬3) حلية الأولياء: 1/ 294. * طبقات ابن سعد: 2/ 365، نسب قريش: ص 26، مسند أحمد: 1/ 214، الزهد: 188، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 3، التاريخ الصغير: 1/ 126، ثقات العجلي: ص 263، المعارف: ص 123 وغيرها، المعرفة والتاريخ: 1/ 241، 493، الجرح والتعديل: 5/ 116، ثقات ابن حبان: 3/ 207، مشاهير علماء الأمصار: ت 17، المستدرك: 3/ 533، حلية الأولياء: 4/ 314، جمهرة أنساب العرب: 19 وغيرها، الاستيعاب: ت 1588، تاريخ بغداد: 1/ 173 طبقات الشيرازي: ص 48، الجمع=

مات النبي صلى اللَّه عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة، وقال: "اللَّهم فَقِّهْهُ في الدِّين وعَلِّمْهُ التَّأويلَ" (¬1). وقال ابن مسعود: نِعْمَ ترجمان القرآن ابنُ عباس، لو أدركَ أسناننا ما عَشِرَهُ منّا أحد (¬2). وقال أبو وائل: استعمل عليٌّ ابنَ عباس على الحجّ، فخطب يومئذٍ خُطْبَةً لو سمعها التركُ والرومُ لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورةَ النُّور، فجعل يُفسِّرها (¬3). ¬

_ = بين رجال الصحيحين: 1/ 239، تاريخ ابن عساكر: 9/ 238/ ب، جامع الأصول: 9/ 63، أسد الغابة: 3/ 290، الحلة السيراء: 1/ 20، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 274، وفيات الأعيان: 3/ 62، تهذيب الكمال: ورقة 698، سير أعلام النبلاء: 3/ 331، تاريخ الإسلام 3/ 30، تذكرة الحفاظ: 1/ 40، تذهيب التهذيب: 2 / ورقة 156، العبر: 1/ 76، الكاشف: 2/ 90، معرفة القراء الكبار: 1/ 45، نكت الهميان: ص 180، مرآة الجنان: 1/ 143، البداية والنهاية: 8/ 295، العقد الثمين: 5/ 190، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 425، الإصابة: 6/ 130، تهذيب التهذيب: 5/ 276، المطالب العالية: 4/ 114، النجوم الزاهرة: 1/ 182، حسن المحاضرة: 1/ 214، طبقات الحفاظ: ص 10، خلاصة تذهيب الكمال: ص 172، طبقات المفسرين: 1/ 232، شذرات الذهب: 1/ 75، تاريخ التراث العربي: 1/ 43. (¬1) أخرجه بإسناد صحيح، وبلفظ "اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين" أحمد في "مسنده" 1/ 266 و 314 و 328 و 335، والطبراني (10587)، والفسوي: 1/ 494، وابن سعد: 2/ 365، والبلاذري: 3/ 28، وصححه الحاكم: 3/ 534، ووافقه الذهبي. (¬2) الخبر في "طبقات ابن سعد": 2/ 366، و"تاريخ الفسوي": 1/ 495، و"المستدرك": 3/ 537 من طرق عن الأعمش به. ومعنى قوله: ما عشره منا أحد، يعني: ما بلغ عشر علمه. (¬3) "تاريخ الفسوي": 1/ 495.

19 - عبد الله بن عمرو بن العاص

وقال قتادة عن مُطَرِّف: سمعت ابنَ عباسٍ يقول: مذاكرةُ العلم ساعةً خيرٌ مِن إحياء ليلة. مات بالطَّائف سنةَ ثمانٍ وستِّين، وصلى عليه محمدُ بنُ الحنفيَّة، وقال: اليومَ مات ربَّانيُّ هذه الأمة (¬1). رضي اللَّهُ عنه. 19 - عبدُ اللَّهِ بنُ عَمْرو بن العاص * (ع) الإِمامُ الربَّانيُّ، أبو محمد وأبو عبد الرحمن، القرشيُّ السَّهمي. هاجَر هو وأبوه قبلَ الفتح، وأبوه أكبرُ منه بأحدَ عشرَ عامًا. وكان عبدُ اللَّه صوَّامًا قوَّامًا، تاليًا لكتاب اللَّه. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 2/ 368. * طبقات ابن سعد: 2/ 373 و 4/ 261 و 7/ 494، نسب قريش: ص 411، مسند أحمد: 2/ 158، المحبر: 293، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 5، المعارف: ص 286، المعرفة والتاريخ: 1/ 251، الجرح والتعديل: 5/ 116، مشاهير علماء الأمصار: ت 377، المستدرك: 3/ 525، حلية الأولياء: 1/ 283، جمهرة أنساب العرب: 163، الاستيعاب: ت 1618، طبقات الشيرازي: ص 50، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 239، تاريخ ابن عساكر: (مصورة المجمع): 205، أسد الغابة: 3/ 349، الحلة السيراء: 1/ 17، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 281، تهذيب الكمال: ورقة 716، سير أعلام النبلاء: 3/ 79 - 94، تاريخ الإسلام: 3/ 37، تذكرة الحفاظ: 1/ 41، العبر: 1/ 72، تذهيب التهذيب: 2/ 169 / ب، مجمع الزوائد: 9/ 354، العقد الثمين: 5/ 223، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 439، الإِصابة: 6/ 176، تهذيب التهذيب: 5/ 337، النجوم الزاهرة: 1/ 171، طبقات الحفاظ: ص 10، خلاصة تذهيب الكمال: ص 176، شذرات الذهب: 1/ 73، تاريخ التراث العربي: 1/ 119.

20 - عقبة بن عامر الجهني

وكان أبو هريرة يعترف له بالإِكثار مِن العلم، وقال: فإنَّه كان يكتب وكنت لا أكتب. كان يلومُ أباه على القيام زمنَ الفتنة، ويتأثَّم من القُعود عنه خوفَ العُقوق. وحضر صِفِّين (¬1) ولم يَسُلَّ سيفًا. وكان أصاب جُملةً مِن كتب أهلِ الكتاب، وأدمن النظرَ فيها، ورأى فيها عجائبَ. وخلَّف له أبوه أموالًا عظيمة، وكان له عبيدٌ وخدم، وله بستان بالطائف يُسمى الوَهَط، قيمتُه ألفُ ألف درهم. تُوفي بمصر في سنة خمسٍ وستين -على الصحيح- ليالي حِصار الفسْطَاط، ولم يقدروا أن يخرجوا بجنازته لمكان الحرب بينَ مروان بن الحكم، وعسكر ابن الزبير، فدُفِنَ بداره. رضي اللَّهُ عنه. 20 - عُقبَةُ بنُ عامر الجُهَنيّ * (ع) صاحبُ رسول اللَّه صلَّي اللَّهُ عليه وسلم. ¬

_ (¬1) تقدم التعريف بصفين ضمن الترجمة رقم (14). * طبقات ابن سعد: 4/ 343، تاريخ ابن معين: 409، مسند أحمد: 4/ 143، تاريخ خليفة: ص 197، 225، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 430، المعارف: ص 279، الجرح والتعديل: 6/ 313، مشاهير علماء الأمصار: ت 378، المستدرك: 3/ 467، الاستيعاب: ت 1824، طبقات الشيرازي: ص 52، أنساب السمعاني: 3/ 394، تاريخ ابن عساكر: 11/ 348، أسد الغابة: 4/ 53، تهذيب الكمال: ورقة 947، سير أعلام النبلاء: 2/ 467 - 469، تذكرة الحفاظ: 1/ 42، تاريخ الإسلام: 2/ 306، العبر: 1/ 62، تهذيب التهذيب: 7/ 242، الإصابة: 7/ 21، طبقات الحفاظ: ص 10، حسن المحاضرة: 1/ 220 و 485، خلاصة تذهيب الكمال: ص 269، كنز العمال: 13/ 495، شذرات الذهب: 1/ 64.

21 - جابر بن عبد الله

كان فقيهًا عالمًا، قارئًا لكتاب اللَّه، بصيرًا بالفرائض، فصيحًا، مُفَوَّهًا، شاعرًا، كبير القدر، كثير الحديث. قال ابنُ يونس: مصحفُه بخطِّه، وهو الآن (¬1) موجود. وَلِي إمرة مصر لمعاوية، ثم عزله، وأغزاه البحر سنةَ سبعٍ وأربعين. ومات سنةَ ثمانٍ وخمسين. رضي اللَّهُ عنه. 21 - جابرُ بنُ عبد اللَّه * (ع) ابن عمرو بن حرام، أبو عبد اللَّه الأنصاريّ، مفتي المدينة في زمانه. كان آخر من شَهِدَ بيعةَ العقبة في السبعين من الْأَنصار، ولم يشهد ¬

_ (¬1) قول ابن يونس: "وهو الآن موجود"، يعني في أوائل القرن الرابع الهجري، حيث أن ابن يونس توفي سنة 347. * طبقات خليفة: ت 623، مسند أحمد: 3/ 292، المحبر: 298، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 207، الجرح والتعديل: 2/ 492، مشاهير علماء الأمصار: ت 25، المستدرك: 3/ 564، الاستيعاب: ت 286، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 72، تاريخ ابن عساكر: 3/ 311، جامع الأصول: 9/ 86، أسد الغابة: 1/ 256، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1/ 142، تهذيب الكمال: 4/ 443 طبعة محققة، سير أعلام النبلاء: 3/ 189 - 194، تاريخ الإِسلام: 3/ 143، الكاشف: 1/ 122، تذكرة الحفاظ: 1/ 43، تذهيب التهذيب: 1 / ورقة 100، العبر: 1/ 89، تهذيب التهذيب: 2/ 42، الإِصابة: 2/ 45، نكت الهميان: ص 132، النجوم الزاهرة: 1/ 198، طبقات الحفاظ: ص 11، خلاصة تذهيب الكمال: ص 50، شذرات الذهب: 1/ 84، تهذيب ابن عساكر: 3/ 389، تاريخ التراث العربي: 1/ 120.

22 - أبو سعيد الخدري

بدرًا، ولا أُحُدًا، كان أبوه يُخَلِّفُه على أخواته. وقيل: إنه شهِد بدرًا، وقال: "كنت أَمِيحُ الماءَ يومَ بدر". كذلك رواه أبو داود (¬1). شَهِدَ الخندقَ وبيعةَ الرِّضوان، وأكثرَ الرواية عن النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وعُمِّر أربعًا وتسعين سنة، وأضرَّ. وتوفي سنةَ ثمانٍ وسبعين. رضي اللَّهُ عنه. 22 - أبو سَعيد الخدْريُّ * سعدُ بن مالك بن سنان، الأنصاريُّ، الخَزْرجيُّ، المدنيّ. كان من علماء الصَّحابة، وممن شهد بيعة الرّضوان، وروى حديثًا كثيرًا، وأفتى مدَّة. ¬

_ (¬1) برقم (2731) في الجهاد: باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة. وانظر تخريجه في "سير أعلام النبلاء" 3/ 191، و "تهذب الكمال": 4/ 448، ولفظهما: "كنت أمتح الماء ... ". قال الخطابي: المائح: هو الذي ينزل إلى أسفل البئر فيملأ الدلو ويرفعها إلى الماتح: وهو الذي ينزع الدلو. * طبقات خليفة: ت 601، المحبر: 291، 429، المعارف: ص 268، مشاهير علماء الأمصار: ت 26، المستدرك: 3/ 563، جمهرة أنساب العرب: 362، معجم الطبراني الكبير: 6/ 40، الاستيعاب: ت 954، تاريخ بغدادة 1/ 180، طبقات الشيرازي: ص 51، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 158، تاريخ ابن عساكر: 7/ 90، أسد الغابة: 2/ 365 و 6/ 142، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 2 / 237، تهذيب الكمال: ورقة 476، سير أعلام النبلاء: 3/ 168 - 172، تاريح الإسلام: 3/ 220، تذكرة الحفاظ: 1/ 44، العبر: 1/ 84، تذهيب التهذيب: 2/ 10 / ب، الوافي بالوفيات: 15/ 148، مرآة الجنان: 1/ 155، البداية والنهاية 9/ 3، الإِصابة 4/ 165، تهذيب التهذيب: 3/ 479، النجوم الزاهرة: 1/ 192، طبقات الحفاظ: ص 11، خلاصة تذهيب الكمال: ص 115، شذرات الذهب: 1/ 81، تهذيب ابن عساكر: 6/ 110.

23 - أنس بن مالك

وأبوه مِن شهداء أُحُد. وعاش أبو سعيد سِتًّا وثمانين سنة، ومات في أوَّلَ سنةِ أربعٍ وسبعين. رضي اللَّهُ عنه. 23 - أنسُ بن مالك * (ع) ابن النضر بن ضمضم، أبو حمزة الأنصاريُّ، النجَّاريُّ، المدنيّ. خدَمَ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم، ولازَمَه، وصحِبهُ منذُ هاجرَ إلى أن مات. وحدَّث عنه كثيرًا، وعُمِّرَ دهرًا، وكان آخرَ الصحابة موتًا. مات -في قول الجمهور- سنة ثلاثٍ وتسعين، وقيل: سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين، وقيل: سنة تسعين. رضي اللَّهُ عنه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 17، طبقات خليفة: ت 575، مسند أحمد: 3/ 98، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 27، التاريخ الصغير: 1/ 209، ثقات العجلي: ص 73، المعارف: ص 308، الجرح والتعديل: 2/ 286، مشاهير علماء الأمصار: ت 215، المستدرك: 3/ 573، الاستيعاب: ت 84، طبقات الشيرازي: ص 51، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 35، تاريخ ابن عساكر: 3/ 76، جامع الأصول: 9/ 88، أسد الغابة: 1/ 151، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 127، نهاية الأرب: 18/ 223، تهذيب الكمال: 3/ 353 - 378 طبعة محققة، سير أعلام النبلاء: 3/ 395 - 406، تاريخ الإسلام: 3/ 339، تذكرة الحفاظ: 1/ 44، العبر: 1/ 107، تذهيب التهذيب: 1/ 73، مرآة الجنان: 1/ 182، البداية والنهاية: 9/ 88، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 172، مجمع الزوائد: 9/ 325، تهذيب التهذيب: 1/ 376، الإِصابة: 1/ 112، النجوم الزاهرة: 1/ 224، طبقات الحفاظ: ص 11، خلاصة تذهيب الكمال: ص 35، شذرات الذهب: 1/ 100، تهذيب ابن عساكر: 3/ 143.

24 - علقمة بن قيس

24 - عَلْقَمةُ بنُ قَيس * (ع) أبو شِبْل النَّخَعيُّ، الكُوفيُّ، فقية العِراق، وخالُ إبراهيم النَّخَعِيِّ، وعمُّ الأسود. وُلِد في حياة رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلم، وَلَحِق الجاهليَّة، وجوَّد القُرآن على ابنِ مسعود، وتفقَّه به. قال عبدُ الرحمنِ بنُ يزيد: قال ابنُ مسعود: ما أقرأُ شيئًا، وما أعلمُ شيئًا إلَّا علقمةُ يقرُؤهُ أو يعلَمُه (¬1). مات سنةَ اثنتين وستين، رحمه اللَّه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 86، تاريخ خليفة: 196، 236، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 41، التاريخ الصغير: 1/ 123، المعارف: ص 431، المعرفة والتاريخ: 2/ 552، الجرح والتعديل: 6/ 404، مشاهير علماء الأمصار: ت 741، حلية الأولياء: 2/ 98، تاريخ بغداد: 12/ 269، طبقات الشيرازي: ص 79، أنساب السمعاني: 12/ 61، تاريخ ابن عساكر: 11/ 404، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 342، تهذيب الكمال: ورقة 957، سير أعلام النبلاء: 4/ 53 - 61، تاريخ الإسلام: 3/ 50، تذكرة الحفاظ: 1/ 48، العبرة 1/ 66، الكاشف: 2/ 242، معرفة القراء الكبار: 1/ 51، مرآة الجنان: 1/ 137، البداية والنهاية: 8/ 217، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 516، تهذيب التهذيب: 7/ 276، النجوم الزاهرة: 1/ 157، طبقات الحفاظ: ص 12، خلاصة تذهيب الكمال: ص 271، شذرات الذهب: 1/ 70. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 958.

25 - أبو مسلم الخولاني

25 - أبو مُسْلم الخَوْلاني (¬1) * (م، 4) الفقيهُ الزاهدُ العابد، ريحانةُ الشام. ألقاه الأسودُ العَنْسيُّ في النَّارِ فنجا منها، ذكر ذلك شُرَحْبِيلُ بنُ مسلم (¬2). هاجر في خِلافة أبي بكرٍ. وروى عن: عُمَرَ، ومعاذ، وأبي عُبيدة، والكِبار. وحدَّث عنه: أبو إدريس الخوْلاني، وغيرُه. ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "السير": 4/ 8: "اسمه على الأصح: عبد الله بن ثُوب، وقيل: اسمه: عبد الله بن عبد الله. وقيل: عبد الله بن ثواب. وقيل: ابن عبيد. ويقال: اسمه: يعقوب بن عوف". وانظر في ذلك أيضًا "تاريخ ابن عساكر": 9/ 12. * طبقات ابن سعد: 7/ 448، طبقات خليفة: ت 2888، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 58، ثقات العجلي: ص 511، المعرفة والتاريخ: 2/ 308 و 382، مشاهير علماء الأمصار: ت 856، حلية الأولياء: 2/ 22، الاستيعاب: ت 1479، أنساب السمعاني: 5/ 212، تاريخ ابن عساكر: 9/ 12 / ب، أسد الغابة: 3/ 192، اللباب: 1/ 472، تهذيب الكمال: ورقة 1653، سير أعلام النبلاء: 4/ 7 - 14، تذكرة الحفاظ: 1/ 49، تاريخ الإسلام: 3/ 102، العبر: 1/ 67، فوات الوفيات: 1/ 209، البداية والنهاية: 8/ 146، تهذيب التهذيب: 12/ 235، طبقات الحفاظ: ص 13، شذرات الذهب: 1/ 70، تهذيب ابن عساكر: 7/ 314. (¬2) الخبر مطولًا في "تاريخ ابن عساكر": 9/ 15. والأسود العنسي: هو عيهلة -وقيل: عبهلة- بن كعب بن عوف المذحجي، متنبيء مشعوذ، من أهل اليمن. أسلم لما أسلمت اليمن، وارتد في أيام النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان أول من ارتد في الإسلام. ادعى النبوة وضلّ به كثير من مذحج. اغتيل قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بشهر واحد. انظر "أعلام الزركلي": 5/ 299.

26 - مسروق بن الأجدع

ومناقبُهُ وكراماتُهُ كثيرة. مات قريبًا مِن سنة اثنتين وستِّين. قال ابنُ سعد وغيرُه: مات في دولة يزيد. رحمه الله. 26 - مَسروقُ بنُ الْأجْدَع * (ع) أبو عائشة الهَمْدَانيُّ، الكوفيُّ، الفقيه، أحدُ الأعلام. كان أبوه فارسَ أهلَ اليمن في زمانه. ومسروق: هو ابنُ أخت البطلِ عَمرِو بنِ معدي كَرِب (¬1). أخذ عن: عُمرَ، وعليٍّ، ومعاذٍ، وابنِ مسعود، وأُبيٍّ. وعنه: إبراهيمُ، والشَّعبيُّ، وأبو الضُّحى، وأبو إسحاق، وخلق. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 76، طبقات خليفة: ت 1066، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 35، ثقات العجلي: ص 426، المعارف: ص 432، الجرح والتعديل: 8/ 396، مشاهير علماء الأمصار: ت 746 حلية الأولياء: 2/ 95، تاريخ بغداد: 13/ 232، طبقات الشيرازي: ص 79، أنساب السمعاني: 12/ 345، تاريخ ابن عساكر: 16/ 207 / ب، أسد الغابة: 5/ 156، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 2 / 88، تهذيب الكمال: ورقة 1321، سير أعلام النبلاء: 4/ 63 - 69، تاريخ الإِسلام: 3/ 75، تذكرة الحفاظ: 1/ 49، العبر: 1/ 68، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 294، الإصابة: 10/ 25، تهذيب التهذيب: 10/ 109، النجوم الزاهرة: 1/ 161، طبقات الحفاظ: ص 14، خلاصة تذهيب الكمال: ص 374، شذرات الذهب: 1/ 71. (¬1) هو أبو ثور، عمرو بن معد يكرب الزبيدي، كان من فرسان العرب المشهورين في الجاهلية والإِسلام، حتى غدا مضرب الأمثال في الشجاعة فقالوا: "فارس ولا كعمرو". انظر "مقدمة ديوانه" بتحقيق الأستاذ مطاع الطرابيشي.

27 - عبيدة بن عمرو السلماني

كانت عائشةُ قد تبَنَّته. وكان يُصلِّي حتى تتورَّم قدماه. قال ابنُ المديني: ما أقَدِّمُ على مسروقٍ أحدًا مِن أصحاب عبد اللَّه، وقد صلَّى خلفَ أبي بكر الصِّدِّيق (¬1). توفي سنةَ ثلاثٍ وستِّين. رحمه اللَّه. 27 - عَبِيدَةُ بنُ عَمرو السَّلْماني * (ع) المُراديُّ، الكوفي، الفقيه. كاد أن يكون صحابيًّا، أسلم زمن فتح مكَّة باليمن. وسلمانُ المنسوب إليه عَبيدة هو سلمانُ بنُ ناجيةَ بن مُراد. أخذ عن: عليٍّ، وابن مسعود. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 233. * طبقات ابن سعد: 6/ 93، طبقات خليفة: ت 1045، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 82، ثقات العجلي: ص 325، المعارف: ص 425، أخبار القضاة: 2/ 399، الجرح والتعديل: 6/ 91، مشاهير علماء الأمصار: ت 735، الاستيعاب: ت 1754، تاريخ بغداد: 11/ 117، طبقات الشيرازي: ص 80، أنساب السمعاني: 7/ 109، اللباب: 2/ 271، أسد الغابة: 3/ 552، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 317، تهذيب الكمال: ررقة 902، سير أعلام النبلاء: 4/ 40 - 44، تاريخ الإسلام: 3/ 191، تذكرة الحفاظ: 1/ 50، العبر: 1/ 79، البداية والنهاية: 8/ 328، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 498، الإصابة: 7/ 261، تبصير المنتبه: 3/ 193، تهذيب التهذيب: 7/ 84، النجوم الزاهرة: 1/ 189، طبقات الحفاظ: ص 14، خلاصة تذهيب الكمال: ص 256، شذرات الذهب: 1/ 78، تاج العروس: مادة (سلم).

28 - عبيد بن عمير

وعنه: ابنُ سيرين، والشعبيُّ، والنخعيُّ، وغيرُهم. قال العِجْلي: كان عَبيدةُ أحدَ أصحاب عبد اللَّه (¬1) الذين يُقْرِئون ويفتون الناس (¬2). مات سنة اثنتين وسبعين على الصحيح. رحمه اللَّه. 28 - عُبَيدُ بنُ عُمَير * (ع) ابن قَتادة اللَّيثيّ، أبو عاصم المكِّي. روى عن: عمر، وأُبيّ، وأبي ذرّ، وعليّ، وعائشة، وجماعة. وعنه: عطاء، وابن أبي مُلَيكَة، وعمرو بنُ دينار، وأبو الزُّبير، وغيرهم. وكان إمامًا، واعظًا، كبير القدر. مات سنة أربع وسبعين. رحمه الله. ¬

_ (¬1) يعني: ابن مسعود. (¬2) ثقات العجلي: ص 325. * طبقات ابن سعد: 5/ 463، طبقات خليفة: ت 2524، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 455، ثقات العجلي: ص 321، المعارف: ص 434، المعرفة والتاريخ: 2/ 24، الجرح والتعديل: 5/ 409، مشاهير علماء الأمصار: ت 592، حلية الأولياء: 3/ 266، الاستيعاب: ت 1736، أسد الغابة: 3/ 545، تهذب الكمال: ورقة 899، سير أعلام النبلاء: 4/ 156 - 157، تذكرة الحفاظ: 1/ 50، تاريخ الإسلام: 3/ 190، تذهيب التهذيب: 3/ 23 / ب، البداية والنهاية: 9/ 5، العقد الثمين: 5/ 543، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 496، الإصابة: 7/ 228، تهذيب التهذيب: 7/ 71، النجوم الزاهرة: 1/ 197، طبقات الحفاظ: ص 14، خلاصة تذهيب الكمال: ص 255. وكان أبو عاصم قاصّ أهل مكة، وقد تصحفت لفظة "قاص" إلى "قاضي" في بعض هذه المصادر.

29 - كعب الأحبار

29 - كعب الأحبار * (خ، د، ت، س) هو كعب بن ماتع الحِمْيَري. من أوعية العلم، ومن كبار علماء أهل الكتاب. أسلم في زمن أبي بكر، وقدم من اليمن في دولة أمير المؤمنين عمر، فأخذ عنه الصَّحابةُ وغيرهم. وأخذ هو من الكتاب والسنَّة عن الصَّحابة. وتوفي في خلافة عثمان. وروى عنه جماعةٌ من التابعين مُرْسلًا. وله شيء في "صحيح البخاري" وغيره. رحمه الله. 30 - الأسودُ بنُ يزيدَ بنِ قَيْس * * (ع) الإِمام، أبو عَمْرو النَّخَعيُّ، الفقيهُ، الزَّاهد، العابد، عالمُ الكوفة، وابنُ أخي عالمها عَلْقمة، وخالُ إبراهيمَ النَّخَعيِّ الفقيه، وأخو عبد الرَّحمن بن يزيد. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 445، طبقات خليفة: ت 2895، المحبر: 131، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 223، التاريخ الصغير: 1/ 62، المعارف: ص 430، الجرح والتعديل: 7/ 161، مشاهير علماء الأمصار: ت 911، جمهرة أنساب العرب: 434، تاريخ ابن عساكر: 14/ 280، أسد الغابة: 4/ 487، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 2 / 68، تهذيب الكمال: ورقة 1146، سير أعلام النبلاء: 3/ 489 - 494، تذكرة الحفاظ: 1/ 52، العبر: 1/ 35، تذهيب التهذيب: 3/ 170، الإصابة: 8/ 334، تهذيب التهذيب: 8/ 438، النجوم الزاهرة: 1/ 90، خلاصة تذهيب الكمال: ص 273، شذرات الذهب: 1/ 40. * * طبقات ابن سعد: 6/ 70، طبقات خليفة: ت 1055، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 449، التاريخ الصغيرة 1/ 154، ثقات العجلي: ص 67، المعارف: =

31 - عبد الرحمن بن غنم الأشعري

أخذ عن: عمر، وعليّ، ومعاذ، وابن مسعود، وحُذَيفة، وبلال، والكبار. وعنه: ابنُهُ عبد الرحمن، وإبراهيم، وأبو إسحاق، وعدَّة. قال أبو طالب عن أحمد: ثقة، من أهل الخير (¬1). وقال ابنُ عليَّة عن مَيْمون أبي حمزة: سافرَ الأسودُ بنُ يزيد ثمانين حجَّة وعمرةً لم يجمع بَينهما (¬2). مات في سنة خمسٍ وسبعين أو قريبًا منها. رحمة الله عليه. 31 - عبدُ الرحمنِ بنُ غَنْم الْأَشْعريّ * (م، 4) الفقيه، شيخُ أهل فلسطين، وفقيهُ الشام. ¬

_ = ص 432، المعرفة والتاريخ: 2/ 559، الجرح والتعديل: 2/ 291، ثقات ابن حبان: 4/ 31، مشاهير علماء الأمصار: ت 742، حلية الأولياء: 2/ 102، الاستيعاب: ت 53، طبقات الشيرازي: ص 79، أسد الغابة: 1/ 107، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 122، تهذيب الكمال: 3/ 233 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 4/ 50 - 53، تاريخ الإِسلام: 3/ 137، تذكرة الحفاظ: 1/ 50، العبر: 1/ 86، الكاشف: 1/ 80، معرفة القراء الكبار: 1/ 50، الوافي بالوفيات: 9/ 256، البداية والنهاية: 9/ 12، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 171، الإِصابة: 1/ 172، تهذيب التهذيب: 1/ 342، طبقات الحفاظ: ص 15، خلاصة تذهيب الكمال: ص 37، شذرات الذهب: 1/ 82. (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 292. (¬2) تهذيب الكمال: 3/ 234. * طبقات ابن سعد: 7/ 441، طبقات خليفة: ت 2883، التاريخ الصغير: 1/ 190، ثقات العجلي: ص 297، المعرفة والتاريخ: 2/ 309، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 584، 596، 597، الجرح والتعديل: 5/ 274، مشاهير علماء الأمصار: =

32 - كثير بن مرة الحضرمي

روى عن: عمر، ومعاذ بن جَبَل، وجماعة. وعنه: أبو سلَّام مَمْطُور، ورجاءُ بنُ حَيوَة، ومكحول، وإسماعيلُ بنُ عُبَيد اللَّه، وعدَّة. بعثه عمرُ إلى الشام ليفقِّهَ الناس. وكان مولدُهُ في حياة النبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم. ولأبيه غَنْمٍ صُحْبةٌ، وقيل: لعبد الرحمن أيضًا صُحْبة. قال أبو مُسْهِر الغسَّاني: هو رأس التابعين (¬1). مات مع جابر بن عبد اللَّه في سنة ثمان وسبعين. رحمة اللَّه عليه. 32 - كَثِيرُ بنُ مُرَّة الحَضْرميّ * (م، 4) الحمصيُّ، الفقيه، عالمُ أهل حمص. ¬

_ = ت 851، الاستيعاب: ت 1449، تاريخ ابن عساكر: 10/ 73، أسد الغابة: 3/ 487، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 302، تهذيب الكمال: ورقة 813، سير أعلام النبلاء: 4/ 45 - 46، تاريخ الإِسلام: 3/ 188، تذكرة الحفاظ: 1/ 51، العبرة 1/ 89، البداية والنهاية: 9/ 29، الإصابة: 7/ 255، تهذيب التهذيب: 6/ 250، النجوم الزاهرة. 1/ 198، طبقات الحفاظ: ص 15، خلاصة تذهيب الكمال: ص 233، شذرات الذهب: 1/ 84. (¬1) سير أعلام النبلاء: 4/ 46. * طبقات ابن سعد: 7/ 488، طبقات خليفة: ت 2917، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 208، التاريخ الصغير: 1/ 191، ثقات العجلي: ص 397، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 597، الجرح والتعديل: 7/ 157، تاريخ ابن عساكر: 14/ 258، أسد الغابة: 4/ 461، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 2 / 66، تهذيب الكمال: ورقة 1145، سير أعلام النبلاء: 4/ 46 - 47، تاريخ الإسلام: 4/ 203، تذكرة الحفاظ: 1/ 51، الإِصابة: 8/ 326، تهذيب التهذيب: 8/ 428، طبقات الحفاظ: ص 15، خلاصة تذهيب الكمال: ص 320.

33 - جبير بن نفير

كان إمامًا، طلَّابةً للعلم. أدرك سبعين بدريًّا. وحدَّث عن معاذٍ، وأبي الدَّرْداء، وعُبادة بنِ الصَّامت، وطبقتِهم. وعنه: أبو الزَّاهريَّة، وخالدُ بن مَعْدان، ومكحولٌ، وسُليم بنُ عامِرٍ، وعبدُ الرحمن بن جُبير، وعِدَّة. قال النَّسَائي: لا بأس به (¬1). 33 - جُبَيرُ بنُ نُفَيْر * (م، 4) الحضرميُّ الحِمصيُّ. وُلِدَ في حياة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1145. * طبقات ابن سعد: 7/ 440، طبقات خليفة: ت 2896، العلل لأحمد: 1/ 364، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 223، ثقات العجلي: ص 95، المعرفة والتاريخ: 2/ 307، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 597 وغيرها، الجرح والتعديل: 2/ 512، مشاهير علماء الأمصار: ت 854، حلية الأولياء: 5/ 133، الاستيعاب: ت 314، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 77، أسد الغابة: 1/ 324، تهذيب الكمال: 4/ 509 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 4/ 76 - 78، تذكرة الحفاظ: 1/ 52، تاريخ الإِسلام: 3/ 145، العبر: 1/ 91، الكاشف: 1/ 125، البداية والنهاية: 9/ 33، الإصابة: 2/ 122، تهذيب التهذيب: 2/ 64، النجوم الزاهرة: 1/ 200، طبقات الحفاظ: ص 16، خلاصة تذهيب الكمال: ص 61، شذرات الذهب: 1/ 88.

34 - أسلم

وحدَّث عن: أبي بكرٍ، وعُمَرَ، وأبي ذرٍّ، وأبي الدَّرْداء، وغيرِهم. وعنه: ابنُه عَبْدُ الرحمن، وخالدُ بنُ مَعْدان، ومكحولٌ، وسُليمُ بنُ عامر، وآخرون. وكان مِن جِلَّةِ العلماء، ولم يُخرِّج له البخاريُّ، لأنه ربَّما دلَّس عن قُدماء الصَّحابة. مات سنةَ ثمانين. رحمة اللَّه عليه. 34 - أسْلم * (ع) أبو زيد (¬1) العدوي. عن مولاه عمر بنِ الخطَّاب، وأبي بكرٍ الصِّدِّيق، ومعاذٍ، وأبي عُبيدة، وغيرهم. وهو حبشيٌّ، اشتراه عُمَرُ سنةَ إحدى عشرة لما حجَّ، وقيل: هو مِن سَبْي عَينِ التمر (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 10، تاريخ البخاري: 2/ 23، ثقات العجلي: ص 63، الجرح والتعديل: 2/ 306، مشاهير علماء الأمصار: ت 519، تاريخ ابن عساكر: 2/ 405 / ب، أسد الغابة: 1/ 94، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 117، تهذيب الكمال: 2/ 529 (طبعة محققة)، سير أعلام الملاء: 4/ 98 - 100، تاريخ الإسلام: 3/ 138، تذكرة الحفاظ: 1/ 52، العبر: 1/ 91، الإصابة: 1/ 58، تهذيب التهذيب: 1/ 266، طبقات الحفاظ: ص 16، خلاصة تذهيب الكمال: ص 31، شذرات الذهب: 1/ 88. (¬1) ويقال: أبو خالد. (¬2) عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة، افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد في سنة 12 للهجرة. (معجم البلدان) 4/ 176.

35 - علقمة بن وقاص

روى عنه: ابنُه زيدُ بن أسلم، ونافع، ومسلمُ بن جُنْدَب. تُوفِّيَ سنةَ ثمانين بالمدينة. رحمة اللَّهِ عليه. 35 - عَلقمةُ بن وقَّاص * (ع) اللَّيثيُّ العُتوارِيُّ المدنّي. ثقةٌ نبيل. حدَّث عن: عُمَرَ، وعائشَة، وابنِ عبّاس. وعنه: ابناه عمرو وعبدُ اللَّه، والزُّهري، ومحمدُ بنُ إبراهيم التَّيمي، وابنُ أبي مُليكة. وثَّقه ابنُ سعد. ومات بعدَ الثَّمانين. رحمة اللهِ عليه. 36 - سُوَيد بن غَفَلة * * (ع) النَّخَعِيُّ الكْوفيُّ المُعَمَّر، العابد الزاهد، أبو أُميَّة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 60، طبقات خليفة: ت 2017، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 40، ثقات العجلي: ص 342، الجرح والتعديل: 6/ 405، مشاهير علماء الأمصار: ت 459، الاستيعاب: ت 1852، أسد الغابة: 4/ 88، تهذيب الكمال: ورقة 958، سير أعلام النبلاء: 4/ 61 - 62، تاريخ الإسلام: 3/ 193، تذكرة الحفاظ: 1/ 53، الكاشف: 1/ 242، الإِصابة: 7/ 232، تهذيب التهذيب: 7/ 280، طبقات الحفاظ: ص 16، خلاصة تذهيب الكمال: ص 271. * * طبقات ابن سعد: 6/ 68، طبقات خليفة: ت 1049، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 142، ثقات العجلي: ص 212، المعارف: ص 427، الجرح والتعديل: 4/ 234، مشاهير علماء الأمصار: ت 739، حلية الأولياء: 4/ 174، الاستيعاب: =

37 - أم الدرداء

وُلِدَ عامَ الفيل أو بعدَه بعامين، وأسلمَ وقد شاخ، فقدم المدينةَ وقد فرغوا من دفن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وشَهِدَ اليرموك. وحدَّث عن: أبي بكرٍ، وعُمَرَ، وأُبيٍّ، وغيرهم. وعنه: النَّخعيُّ، وسلمةُ بنُ كُهيل، وعَبْدةُ بن أبي لُبابة، وعدَّة. مات سنة إحدى وثمانين، رحمة اللَّهِ عليه. 37 - أمُّ الدَّرْداء * (ع) هُجيمةُ (¬1) الأوصابيّة الحِمْيَرِيَّة، زوجة أبي الدَّرداء. كانت فقيهةً، عالمةً، عابدةً، مليحةً جميلة، واسعة العلم، وافِرةَ العقل. ¬

_ = ت 1120، أسد الغابة: 2/ 492، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 240، تهذيب الكمال: ورقة 562، سير أعلام النبلاء: 4/ 69 - 73، تاريخ الإسلام: 3/ 252، العبر: 1/ 93، تذكرة الحفاظ: 1/ 53، البداية والنهاية: 9/ 37، الإِصابة: 4/ 302، تهذيب التهذيب: 4/ 278، النجوم الزاهرة: 1/ 203، طبقات الحفاظ: ص 17، خلاصة تذهيب الكمال: ص 159، شذرات الذهب: 1/ 90. * المعرفة والتاريخ: 2/ 327، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 76، 333، 334، 347، 382 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 463، أنساب السمعاني: 1/ 387، اللباب: 1/ 94، تهذيب الكمال: ورقة 1709، سير أعلام النبلاء: 4/ 277 - 279، تذكرة الحفاظ: 1/ 53، تاريخ الإِسلام: 3/ 316، العبر: 1/ 93، تذهيب التهذيب: 4/ 277، البداية والنهاية: 9/ 47، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 354، تهذيب التهذيب: 12/ 465، طبقات الحفاظ: ص 17، خلاصة تذهيب الكمال: ص 498، أعلام النساء: 5/ 204. (¬1) ويقال: جهيمة.

38 - سعيد بن المسيب

روت الكثيرَ عن أبي الدَّرداء، وعن سلمانَ، وعائشة. وعنها: مكحولٌ، وسالمُ بنُ أبي الجَعْد، وزيدُ بنُ أسلم، وإسماعيلُ بن عُبيد الله، وأبو حازِم المَديني، وعطاءٌ الكَيخاراني (¬1)، وعدَّة. حجَّت في سنة إحدى وثمانين. وقد خطبها معاويةٌ، فأبت. رحمها اللَّه. 38 - سَعيد بن المسَيِّبْ * (ع) الإِمامُ، شيخُ الإِسلام، وفقيهُ المدينة، وسيدُ التابعين، أبو محمد المَخْزومي. وُلِدَ لسنتين مضتا مِن خلافة عُمَر. وسمع مِن عمرَ شيئًا وهو يخطب، وسَمِعَ من عثمان، وزيدِ بنِ ثابت، وعائشةَ، وسعدٍ، وأبي هُريرة -وكان زوجَ ابنتِه- وخَلْقٍ. ¬

_ (¬1) هذه النسبة إلى (كيخاران) موضع باليمن، انظر "أنساب السمعاني" 10/ 523. * طبقات ابن سعد: 5/ 119، طبقات خليفة: ت 2096، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 510، ثقات العجلي: ص 188، المعارف ص 437، المعرفة والتاريخ: 1/ 468، الجرح والتعديل: 4/ 59، مشاهير علماء الأمصار: ت 426، حلية الأولياء: 2/ 161، طبقات الشيرازي: ص 57، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 219، وفيات الأعيان: 2/ 375، تهذيب الكمال: ورقة 505، سير أعلام النبلاء: 4/ 217 - 246، ترجمة مطولة، تاريخ الإِسلام: 4/ 4 و 188، تذكرة الحفاظ: 1/ 54، العبر: 1/ 110، تذهيب التهذيب: 2/ 28، البداية والنهاية: 9/ 99، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 308، تهذيب التهذيب: 4/ 84، النجوم الزاهرة: 1/ 228، طبقات الحفاظ: ص 17، خلاصة تذهيب الكمال: ص 143، شذرات الذهب: 1/ 102.

وكان واسعَ العِلم، فقيهَ النَّفس، قوَّالًا بالحق. قال ابنُ عمر: هو -واللَّهِ- أحدُ المُفتين (¬1). وقال قتادة: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ مِن سعيد بن المُسَيِّب. وكذا قال الزُهريُّ، ومكحولٌ، وغيرُهم (¬2). وقال ابنُ المديني: لا أعلمُ في التابعين أوسعَ علمًا مِن سعيد، هو عندي أجلُّ التابعين (¬3). وكان سعيدٌ يَسْرُدُ الصومَ، وحجَّ أربعين حجةً. وكان لا يقبلُ جوائزَ السلطان، وله أربع مئة دينار يتَّجِرُ فيها في الزيت وغيرِه. ومراسيلُهُ صحيحة، قاله أحمدُ بنُ حنبل وغيرُه. ومناقبُه كثيرةً رضي الله عنه. وقد اختلفوا في وفاته على أقوال (¬4)، فأقواها سنة أربعٍ وتسعين، وقيل: سنة إحدى أو اثنتين، وقيل: سنة تسعٍ وثمانين. وقال ابنُ المديني، وابنُ مَعين، والمدائني: سنةَ خمسٍ ومئة وهو أضعفُها، وإن كان الحاكم قد قال: أكثر أئمةِ الحديث على هذا. ¬

_ (¬1) المعرفة والتاريخ: 1/ 469. (¬2) انظر "الجرح والتعديل": 4/ 60. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 506. (¬4) انظرها في "سير أعلام النبلاء": 4/ 245 - 246.

39 - أبو إدريس الخولاني

39 - أبو إدريس الخولاني * (ع) عائِذُ اللهِ بنُ عبد الله الدِّمشقيُّ الفقيه، أحدُ مَن جمع بينَ العلم والعمل. وُلِدَ عامَ حُنَين. وسماعُهُ مِن معاذٍ صحيحٌ، قاله ابنُ عبدِ البَرِّ (¬1). وروى عن أبي الدَّرداء، وأبي ذرٍّ، وحُذيفة، وعُبادَةَ بنِ الصامت، وعوفِ بنِ مالك، وأبي هُريرة، وغيرهم. وعنه: الزُّهريُّ، ومكحول، وربيعةُ القصير، ويحيى بنُ يحيى الغسَّاني، ويونسُ بنُ مَيسرة، وآخرون. وكان واعظَ أهلِ دمشق، وقاصَّهم، وقاضِيَهم. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 448، طبقات خليفة: ت 2900، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 83، ثقات العجلي: ص 246، المعرفة والتاريخ: 2/ 319، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 200، 329، 584، 585، 597 وغيرها، أخبار القضاة: 3/ 202، الجرح والتعديل: 7/ 37، مشاهير علماء الأمصار: ت 852، حلية الأولياء: 5/ 122، الاستيعاب: كنى ت 2834، طبقات الشيرازي: ص 74، أنساب السمعاني: 5/ 212، تاريخ ابن عساكر: 8/ 418 / ب، أسد الغابة: 6/ 288، تهذيب الكمال: ورقة 646 و 1578، سير أعلام النبلاء: 4/ 272 - 277، تذكرة الحفاظ: 1/ 56، تاريخ الإِسلام: 3/ 215، العبر: 1/ 91، تذهيب التهذيب: 2/ 118 / ب، البداية والنهاية: 9/ 34، الإِصابة: 7/ 199، تهذيب التهذيب: 5/ 85، النجوم الزاهرة: 1/ 201، طبقات الحفاظ: ص 18، خلاصة تذهيب الكمال: ص 185، شذرات الذهب: 1/ 88، تاج العروس: مادة (عوذ)، تهذيب ابن عساكر: 7/ 206. (¬1) انظر "الاستيعاب": 4/ 1594.

40 - زر بن حبيش

قال أبو داود: سَمِعَ من أبي الدَّرداء وعُبادة. وقال مكحولٌ: ما رأيتُ أعلَم مِن أبي إدريس (¬1). وقال الزُّهري: كان مِن فقهاء الشام (¬2). وقال سعيدُ بن عبد العزيز: كان عالمَ أهلِ الشام بعد أبي الدَّرداء (¬3). مات سنة ثمانين. رحمه الله. 40 - زِرُّ بنُ حُبَيْش * (ع) الإِمامُ، أبو مريم (¬4)، الأسديّ، الكُوفيّ. عاش مئةً وعِشرين سنة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 646. (¬2) تاريخ ابن عساكر: 8/ 424 / ب. (¬3) تاريخ ابن عساكر: 8/ 424 / ب. * طبقات ابن سعد: 6/ 104، طبقات خليفة: ت 983، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 447، ثقات العجلي: ص 165، المعارف: ص 427، الجرح والتعديل: 3/ 622، مشاير علماء الأمصار: ت 740، حلية الأولياء: 4/ 181، الاستيعاب: ت 869، تاريخ ابن عساكر: 6/ 207، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 196، تهذيب الكمال: ورقة 429، سير أعلام النبلاء: 4/ 166 - 170، تذكرة الحفاظ: 1/ 57، تاريخ الإِسلام: 3/ 249، العبر: 1/ 95، تذهيب التهذيب: 1/ 235 / ب، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 294، الإِصابة: 4/ 79، تهذيب التهذيب: 3/ 321، طبقات الحفاظ: ص 19، خلاصة تذهيب الكمال: ص 130، شذرات الذهب: 1/ 91، تهذيب ابن عساكر: 5/ 377. (¬4) ويكنى أيضًا أبا مطرّف.

41 - عبد الرحمن بن أبي ليلى

وحدَّث عن: عُمَرَ، وأُبيٍّ، وعبدِ الله، وعليٍّ، وحُذيفةَ. وعنه: عاصمُ بنُ بَهْدَلة، وقرأ عليه القُرآن، وأثنى عليه، وقال: كان زِرٌّ مِن أعربِ الناس، كان ابنُ مسعود يسألُه عن العربية. وروى عنه أيضًا الأعمشُ، وابن أبي خالدٍ، وعِدة. مات سنةَ اثنتين وثمانين، رحمة اللَّهِ عليه. 41 - عبدُ الرحمن بنُ أبي ليلى * (ع) الإِمام، أبو عيسى الأنصاريُّ، الكُوفيُّ، الفقيه. رأى عُمَرَ يَمْسَحُ على خُفَّيه. وروى عن: عُثمانَ، وعليٍّ، وابنِ مسعود، وأبي ذَرٍّ، وجماعة. ومولده في أثناءِ خِلافة عُمَرَ بالمدينة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 109، طبقات خليفة: ت 1080، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 368، ثقات العجلي. ص 298، المعرفة والتاريخ: 2/ 617، أخبار القضاة: 6/ 402، ضعفاء العقيلي: ت 934 (ط 2/ 337)، الجرح والتعديل: 5/ 301، مشاهير علماء الأمصار: ت 758، حلية الأولياء: 4/ 350، تاريخ بغداد: 10/ 199، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 303، وفيات الأعيان: 3/ 126، تهذيب الكمال: ورقة 817، سير أعلام النبلاء: 4/ 262 - 267، ميزان الاعتدال: 2/ 584، تذكرة الحفاظ: 1/ 55، تاريخ الإسلام: 3/ 272، العبر: 1/ 96، تذهيب التهذيب: 2/ 226، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 376، الإصابة: 6/ 319، تهذيب التهذيب: 6/ 260، النجوم الزاهرة: 1/ 206، طبقات الحفاظ: ص 19، خلاصة تذهيب الكمال: ص 234، طبقات المفسرين: 1/ 269، شذرات الذهب: 1/ 92.

42 - أبو عبد الرحمن السلمي

قال ابنُ سِيرين: جلستُ إليه وأصحابُه يُعظِّمونَه كأنَّه أمير (¬1). وقد استعمله الحجَّاجُ على القضاء، ثم عزله، وضربه لِيَسُتَّ عليًّا رضي اللهُ عنه، فكان يُوَرِّي ولا يُصَرِّحُ. ثم إنه خرج مع ابن الأشعث، وغَرِقَ ليلَة دُجيل سنةَ اثنتين أو ثلاث وثمانين، رحمه الله. 42 - أبو عبد الرحمن السُّلَميّ * (ع) مقرئُ الكوفة، وعالمُها، عبدُ اللَّهِ بنُ حبيب بن رُبَيِّعَة الكوفيّ. قرأ على عُثمان، وعليّ، وابنِ مسعود، وسَمِعَ منهم، ومن عُمَرَ، وتصدّر للإِقراء مِن خلافة عُثمان إلى أن مات في سنة ثلاثٍ وسبعين أو بعدَها في إِمرة بِشْرِ بنِ مروان على العراق. قرأ عليه عاصمٌ. وحدَّث عنه: النَّخَعِيُّ، والسُّدِّيُّ، وسعيدُ بنُ جُبير، وغيرُهم. وكان إمامًا، ثقة، رفيع المحلّ. رحمة الله عليه. ¬

_ (¬1) المعرفة والتاريخ: 2/ 618. * طبقات ابن سعد: 6/ 172، طبقات خليفة: ت 1102، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 72، ثقات العجلي: ص 253، المعارف: ص 528، المعرفة والتاريخ: 2/ 589، الجرح والتعديل: 5/ 37، مشاهير علماء الأمصار: ت 753، حلية الأولياء: 4/ 191، تاريخ بغداد: 9/ 430، تهذيب الكمال: ورقة 1628، سير أعلام النبلاء: 4/ 267 - 272، تاريخ الإِسلام: 3/ 222، تذكرة الحفاظ: 1/ 58، تذهيب التهذيب: 2 / ورقة 137، العبر: 1/ 96، معرفة القراء الكبار: 1/ 52، الكاشف: 2/ 71، نكت الهميان: ص 178، البداية والنهاية: 9/ 6، العقد الثمين: 8/ 66، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 413، تهذب التهذيب: 5/ 183، النجوم الزاهرة: 1/ 206، طبقات الحفاظ: ص 19، شذرات الذهب: 1/ 92.

43 - شريح بن الحارث بن قيس

43 - شُرَيحُ بنُ الحارث بن قَيس * (س) القاضي، أبو أُميَّة الكِنديُّ الكُوفيُّ الفقيه. مِن المُخَضْرَمين. استقضاه عُمَرُ على الكوفة، ثم عليٌّ فَمَنْ بعدَه. وحدَّث عن: عُمر، وعليٍّ، وابنِ مسعود. وعنه: الشَّعبيُّ، والنَّخَعيُّ، وابنُ سِيرين، وعِدَّة. استعفى مِن القضاء قبلَ موته بسنةٍ من الحَجَّاجِ. وعاش مئةً وعشرين سنة. وكان فقيهًا، شاعرًا (¬1)، قائفًا، فيه دُعابة. مات سنة ثمانٍ وسبعين، وقيل: سنة ثمانين. رحمه الله. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 131، طبقات خليفة: ت 1037، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 228، ثقات العجلي: ص 216، المعارف: ص 433، المعرفة والتاريخ: 2/ 586، أخبار القضاة: 2/ 189 - 402، الجرح والتعديل: 4/ 332، مشاهير علماء الأمصار: ت 736، حلية الأولياء: 4/ 132، الاستيعاب: ت 1172، طبقات الشيرازي: ص 80، تاريخ ابن عساكر: 8/ 19، أسد الغابة: 2/ 517، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 243، وفيات الأعيان: 2/ 460، تهذيب الكمال: ورقة 576، سير أعلام النبلاء: 4/ 100 - 106، تاريخ الإسلام: 3/ 160، العبر: 1/ 89، تذكرة الحفاظ: 1/ 59، البداية والنهاية: 9/ 22 و 74، الإِصابة: 5/ 65، تهذيب التهذيب: 4/ 326، النجوم الزاهرة: 1/ 194، طبقات الحفاظ: ص 20، خلاصة تذهيب الكمال: ص 165، شذرات الذهب: 1/ 85، تاريخ التراث العربي: 2/ 19. (¬1) ومما روي له قوله: رأيت رجالًا يضربون نساءهم ... فشلّت يميني حين أضرب زينبا أأضربها من غير ذنب أتت به ... فما العدل مني ضرب من ليس مذنبا فزينب شمس والنساء كواكب ... إذا طلعت لم تُبقِ منهن كوكبا انظر "العقد الفريد": 5/ 290 و 6/ 94 - 95، و "وفيات الأعيان" 2/ 462.

44 - شريح بن هانيء

44 - شُرَيحُ بنُ هانيء * (م، 4) أبو المِقدام، المَذْحِجيُّ الكُوفيّ. مُخَضْرَم. روى عن: عليٍّ، وعائشةَ، وعُمَرَ بنِ الخطّاب، وعِدَّة. وعنه: ابناه محمدٌ، والمقدام، والشعبيُّ، وغيرُهم. وهو مِن أمراء جيشِ علي. عاش مئةً وعشرين سنة، وقُتِلَ بِسِجسْتَانَ في سنة ثمانٍ وسبعين. رحمه الله. 45 - أبو وائل * * (ع) شقيقُ بنُ سلمةَ الأسَدِيُّ الكوفيّ، شيخُ الكوفة وعالمُها. مُخَضْرَمٌ جليل. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 128، طبقات خليفة: ت 1065، المعمرون والوصايا: ص 49، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 228، الجرح والتعديل: 4/ 333، مشاهير علماء الأمصار: ت 763، الاستيعاب: ت 1175، تاريخ ابن عساكر: 8/ 33، أسد الغابة: 2/ 519، تهذيب الكمال: ورقة 578، سير أعلام النبلاء: 4/ 107 - 109، الكاشف: 2/ 9، تذكرة الحفاظ: 1/ 59، العبر: 1/ 89، تاريخ الإِسلام: 3/ 162، البداية والنهاية: 9/ 29، الإِصابة: 5/ 104، تهذيب التهذيب: 4/ 330، النجوم الزاهرة: 1/ 201، طبقات الحفاظ: ص 20، خلاصة تذهيب الكمال: ص 165، شذرات الذهب: 1/ 86. * * طبقات ابن سعد: 6/ 96 و 180، طبقات خليفة: ت 1114، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 245، ثقات العجلي: ص 221، المعارف: ص 449، المعرفة والتاريخ: 2/ 574، الجرح والتعديل: 4/ 371، مشاهير علماء الأمصار: ت 732، حلية الأولياء: 4/ 101، الاستيعاب: ت 1201، تاريخ بغداد: 9/ 268، تاريخ ابن =

46 - قبيصة بن ذؤيب

روى عن: عُمَرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وابنِ مسعود، وعائشةَ، وجماعة. وعنه: الأعمشُ، ومنصورٌ، وحصين، وخلق. يقال: أسلمَ في حياة النبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم. قال إبراهيمُ النَّخَعيّ: إني لأحسب أبا وائل ممّن يُدْفَعُ عنَّا به (¬1). وقال محمد بن فُضيل، عن أبيه، عن شقيق: إنه تعلَّم القرآن في شهرين (¬2). وهذا غايةُ الذكاء. ومات سنة اثنتين وثمانين. رحمه اللَّه. 46 - قَبِيصَةُ بنُ ذُؤَيْب * (ع) الفقيه، أبو سعيد الخُزاعيُّ، المدنيُّ، ثم الدِّمشقيّ. ¬

_ = عساكر: 8/ 53 / ب، أسد الغابة: 2/ 527، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 247، وفيات الأعيان: 2/ 476، تهذيب الكمال: ورقة 586، سير أعلام النبلاء: 4/ 161 - 166، تذكرة الحفاظ: 1/ 60، تاريخ الإِسلام: 3/ 255، تذهيب التهذيب: 2/ 80 / ب، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 328، الإِصابة: 5/ 107، تهذيب التهذيب: 4/ 361، النجوم الزاهرة: 1/ 201، طبقات الحفاظ: ص 20، خلاصة تذهيب الكمال: ص 167، تهذيب ابن عساكر: 6/ 336. (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 268. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 587. * طبقات ابن سعد: 5/ 176 و 7/ 447، طبقات خليفة: ت 2916، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 174، ثقات العجلي: ص 388، المعارف: ص 447، المعرفة والتاريخ: 1/ 404 و 557، الجرح والتعديل: 7/ 125، مشاهير علماء الأمصار: ت 433، الاستيعاب: ت 2100، طبقات الشيرازي: ص 62، تاريخ ابن عساكر: =

كان على خاتم الخليفة عبدِ الملك. وحدَّث عن: أبي بكرٍ، وعُمَرَ، وأبي الدَّرداء، وعِدَّة. وعنه: مكحولٌ، والزُّهريُّ، ورجاءُ بن حَيوَة، وأبو قِلابة، وآخرون. قال ابنُ لَهِيعَةَ عن الزُّهري: كان قَبيصةُ بنُ ذُؤَيبٍ مِن علماء هذه الأمَّة (¬1). وقال مكحولٌ: ما رأيتُ أعلمَ منه (¬2). وعن الشعبي قال: كان قَبِيصَةُ أعلمَ الناس بقضاء زيدِ بن ثابت (¬3). قيل: إنه وُلِدَ، فأُتيَ به النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم ليدعوَ له. ومات سنة سِت وثمانين، رحمه اللَّه. ¬

_ = 14/ 197، أسد الغابة: 4/ 382، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 2 / 56، تهذيب الكمال: ورقة 1121، سير أعلام النبلاء: 4/ 282 - 283، تذكرة الحفاظ: 1/ 60، تاريخ الإسلام: 3/ 290، العبر: 101/ 1، تذهيب التهذيب: 3/ 154، البداية والنهاية: 8/ 313 و 9/ 73، العقد الثمين: 7/ 37، الإصابة: 8/ 225، تهذيب التهذيب: 8/ 346، النجوم الزاهرة: 1/ 214، طبقات الحفاظ: ص 21، خلاصة تذهيب الكمال: ص 314، شذرات الذهب: 1/ 97، تاريخ التراث العربي: 2/ 20. (¬1) تاريخ ابن عساكر: 14/ 198 / ب. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1121. (¬3) الجرح والتعديل: 7/ 125.

47 - صفوان بن محرز

47 - صَفوانُ بنُ مُحْرِز * (خ، م، ت، س، ق) المازنيُّ البَصريُّ، أحدُ العلماء العاملين. روى عن: أبي موسى الأشعري، وعِمران بنِ حُصين، وحكيمِ بن حِزَام. وعنه: ثابتٌ البُناني، وقَتادةُ، وبكرٌ المُزني، وعاصِمٌ الأحول، وجامعُ بنُ شَدَّادٍ، وعِدَّة. قال ابنُ سعد: ثقة له فضل وورع (¬1). رحمه اللَّه. 48 - قيسُ بنُ أبي حَازم * * (ع) الإِمامُ، أبو عبد اللَّه الْأَحْمَسيُّ البَجَلِيُّ الكُوفيّ، محدثُ الكوفة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 147، طبقات خليفة: ت 1540، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 305، ثقات العجلي: ص 229، المعارف: ص 458، المعرفة والتاريخ: 2/ 84، الجرح والتعديل: 4/ 423، مشاهير علماء الأمصار: ت 652، حلية الأولياء: 2/ 213، سير أعلام النبلاء: 4/ 286، تاريخ الإسلام: 4/ 14، تذكرة الحفاظ: 1/ 60، تذهيب التهذيب: 2/ 95 / ب، الكاشف: 2/ 28، الإصابة: 5/ 177، تهذيب التهذيب: 4/ 430، طبقات الحفاظ: ص 21، خلاصة تذهيب الكمال: ص 174. (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 147. * * طبقات ابن سعد: 6/ 67، طبقات خليفة: ت 1087، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 145، ثقات العجلي: ص 392، الجرح والتعديل: 7/ 102، مشاهير علماء الأمصار: ت 756، الاستيعاب: ت 2126، تاريخ بغداد: 12/ 452، تاريخ ابن عساكر: 14/ 235، أسد الغابة: 4/ 417، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 2 / 61، تهذيب الكمال: ورقة 1134، سير أعلام النبلاء: 4/ 198 - 202، تاريخ الإِسلام: =

49 - أبو العالية الرياحي

سار لِيدركَ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم ويبايعَه، فتُوفي النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم وهو في الطريق. سمع أبا بكرٍ، وعُمَرَ، وعثمانَ، وعليًّا، وأبا عُبيدة، وابنَ مسعود، وغيرَهم مِن الكبار. وكان عثمانيًّا. حدَّث عنه: بيانُ بن بِشر، والأعمشُ، وإسماعيل بنُ أبي خالد، ومجالدٌ، وآخرون. احتج بحديثه سائرُ الأئمة. ومات سنةَ سبعٍ وتسعين، وقيل: سنة ثمان. رحمه الله. 49 - أبو العَالية الرِّيَاحي * (ع) رُفَيْعُ بنُ مِهران البصريّ، الفقيهُ المقرئ، مولى امرأةٍ من بني رِياح - بطنٍ من تميم. ¬

_ = 4/ 46، تذكرة الحفاظ: 1/ 61، العبر: 1/ 115، تذهيب التهذيب: 3/ 162، الإصابة: 8/ 237، تهذيب التهذيب: 8/ 386، النجوم الزاهرة: 1/ 241، طبقات الحفاظ: ص 22، خلاصة تذهيب الكمال: ص 317، شذرات الذهب: 1/ 112. * طبقات ابن سعد: 7/ 112، طبقات خليفة: ت 1634، الزهد لأحمد: 302، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 326، ثقات العجلي: ص 503، المعارف: ص 454، المعرفة والتاريخ: 1/ 237 و 2/ 35 و 3/ 23، الجرح والتعديل: 3/ 510، مشاهير علماء الأمصار: ت 697، حلية الأولياء: 2/ 217، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 314، طبقات الشيرازي: ص 88، أنساب السمعاني: 6/ 199، تاريخ ابن عساكر: 6/ 131، اللباب: 2/ 46، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1 / 251، تهذيب الكمال: ورقة 417 و 1625، سير أعلام النبلاء: 4/ 207 - 213، تذكرة الحفاظ: 1/ 61، تاريخ =

50 - عروة بن الزبير بن العوام

رأى أبا بكرٍ، وقرأ القرآنَ على أُبيٍّ، وغيرِه، وسَمِعَ مِن: عُمَرَ، وابن مسعود، وعليٍّ، وعائشةَ، وعِدَّة. وعنه: قَتادةُ، وخَالدٌ الحذَّاء، وداودُ بنُ أبي هند، وعوفٌ الأعرابي، والرَّبيعُ بنُ أنس، وأبو عمروٍ بنُ العلاء، وجماعة. قال أبو بكر بنُ أبي داود: ليسَ أحدٌ بعدَ الصَّحابة أعلمَ بالقرآن مِن أبي العالية، ثم سعيد بن جُبير (¬1). مات سنةَ ثلاثٍ وتسعين على الصحيح، وقيل: سنةَ تسعين. رحمه الله. 50 - عُروة بنُ الزبير بنِ العَوام * (ع) أبو عبد الله القُرشيُّ الأسديُّ المَدَنيّ، عالمُ المدينة. ¬

_ = الإسلام: 3/ 319 و 4/ 79، تذهيب التهذيب: 1/ 226 / ب و 4/ 219 / ب، العبر: 1/ 108، الكاشف: 1/ 242، ميزان الاعتدال: 2/ 54 و 4/ 543، معرفة القراء الكبار: 1/ 60، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 284، الإصابة: (الكنى) 11/ 275، تهذيب التهذيب: 3/ 284، لسان الميزان: 6/ 548، طبقات الحفاظ: ص 22، خلاصة تذهيب الكمال: ص 119، طبقات المفسرين: 1/ 172، شذرات الذهب: 1/ 102. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 417. * طبقات ابن سعد: 5/ 178، طبقات خليفة: ت 2066، الزهد لأحمد: 371، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 31، جمهرة نسب قريش: 262، 283، ثقات العجلي: ص 331، المعارف: ص 222، المعرفة والتاريخ: 1/ 364 و 550، الجرح والتعديل: 6/ 395، مشاهير علماء الأمصار: ت 428، حلية الأولياء: 2/ 176، طبقات الشيرازي: ص 58، تاريخ ابن عساكر: 11/ 280 / ب، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 331، وفيات الأعيان: 3/ 255، تهذيب الكمال: ورقة 932، سير=

روى عن أبيه يسيرًا، وعن زيدِ بنِ ثابت، وأسامةَ بن زيد، وسعيدِ بنِ زيد، وحكيمِ بنِ حِزام، وعائشةَ وبها تفقه، وأبي هُريرة وخلقٍ. حدَّث عنه بنوه: هشامٌ، ومحمدٌ، وعُثمانُ، ويحيى، وعبدُ الله، وحفيدُه عُمَرُ بنُ عبد الله، والزُّهري، وأبو الزِّناد، وابنُ المنكدر، وصالحُ بنُ كيسان، ويتيمُهُ أبو الأسْوَد، وخلق. وكان عالمًا بالسِّيرة، حافظًا، ثبتًا. قال الزُّهري: رأيتُهُ بحرًا لا يَنْزِف (¬1). وقال هشام: كان أبي يصومُ الدَّهرَ، ومات صائمًا (¬2). وُلِدَ في خلافة عثمان، وقيل: في آخر خلافة عمر، ومات سنةَ أربعٍ وتسعين، رحمه اللَّه. ¬

_ = أعلام النبلاء: 4/ 421 - 437، تاريخ الإسلام: 4/ 31، تذكرة الحفاظ: 1/ 62، العبر: 1/ 110، تذهيب التهذيب: 3/ 38 / ب، البداية والنهاية: 9/ 101، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 511، تهذيب التهذيب: 7/ 180، النجوم الزاهرة: 1/ 228، طبقات الحفاظ: ص 23، خلاصة تذهيب الكمال: ص 265، شذرات الذهب: 1/ 103، تاريخ التراث العربي: 1/ 447. (¬1) المعرفة والتاريخ: 1/ 552 ولفظه فيه: "كان بحرًا لا تكدره الدلاء". وانظر أيضًا: تاريخ ابن عساكر: 11/ 284، وتهذيب الكمال: ورقة 933. (¬2) تاريخ ابن عساكر: 11/ 288.

51 - أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف

51 - أبو سَلَمَةَ بنُ عبد الرحمن بن عوف * (ع) الزُّهريُّ المدنيُّ الحافظُ. اسمُه كنيتُه، قاله مالك، وقيل: عبدُ الله. روى عن أبيه يسيرًا، وعن عثمان، وأبي قتادَة، وأبي أسَيدٍ، وعائشةَ، وأبي هُريرة، وحسَّانَ بنِ ثابت، وغيرِهم. وعنه سالمٌ أبو النَّضر، وسعدُ بن إبراهيم القاضي، وأبو الزِّناد، والزُّهري، ويحيى بنُ سعيد، ويحيى بن أبي كثير، ومحمدُ بنُ عَمرو، وخلق. وكان مِن كبار أثمة التَّابعين يُناظر ابنَ عباس ويراجعُه. قال الزُّهري: أربعةٌ وجدتُهم بحورًا: عروةُ، وابنُ المسيِّب، وأبو سلمة، وعُبيدُ اللهِ بن عبد اللَّه بن عُتبة (¬1). مات سنةَ أربعٍ وتسعين، وقيل: سنةَ أربعٍ ومئة. رحمه اللَّه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 155، ثقات العجلي: ص 499، المعارف: ص 238، المعرفة والتاريخ: 1/ 558، أخبار القضاة: 1/ 116، الجرح والتعديل: 5/ 93، مشاهير علماء الأمصار: ت 430، طبقات الشيرازي: ص 61، تاريخ ابن عساكر نسخة (ع) 9/ 149، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1 / 240، تهذيب الكمال: ورقة 1616، سير أعلام النبلاء: 4/ 287 - 292، تاريخ الإسلام: 4/ 76، تذكرة الحفاظ: 1/ 63، العبرة 1/ 112، تذهيب التهذيب: 4/ 214 / ب، البداية والنهاية: 9/ 116، تهذيب التهذيب: 12/ 115، طبقات الحفاظ: ص 23، خلاصة تذهيب الكمال: ص 451، شذرات الذهب: 1/ 105. (¬1) طبقات الشيرازي: ص 61.

52 - أبو بكر بن عبد الرحمن

52 - أبو بكر بن عبد الرحمن * (ع) ابن الحارث بن هشام القُرشيُّ، المخزوميُّ، المَدَنيُّ، الفقيه. أحدُ الفقهاء السَّبعة (¬1). اسمه كنيتُه على الصَّحيح، ويقال: اسمُه محمد. وله عِدة إخوة. روى عن أبيه، وعمَّارِ بن ياسر، وأبي مسعودٍ البدري، وعائشةَ، وأبي هُريرة، وعبدِ الرحمن بن مُطيع، وجماعة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 207، نسب قريش: ص 303، 304، طبقات خليفة: ت 2097، تاريخ البخاري الكبير: 9/ 9، ثقات العجلي: ص 292، المعارف: ص 282، الجرح والتعديل: 9/ 336، مشاهير علماء الأمصار: ت 434، حلية الأولياء: 2/ 187، طبقات الشيرازي: ص 59، تاريخ ابن عساكر: (باريس) 86 / ب، تهذيب الكمال: ورقة 1588، سير أعلام النبلاء: 4/ 416 - 419، تاريخ الإسلام: 4/ 72، تذكرة الحفاظ: 1/ 63، العبر: 1/ 111، تذهيب التهذيب: 4/ 201 / ب، الكاشف: 3/ 132، نكت الهميان: ص 131، البدابة والنهاية: 9/ 115، تهذيب التهذيب: 9/ 295 و 12/ 30، طبقات الحفاظ: ص 24، خلاصة تذهيب الكمال: ص 444، شذرات الذهب: 1/ 104. (¬1) الفقهاء السبعة هم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن مسعود. وقد نظمهم بعضهم فقال: إذا قيل: مَن في العلم سبعة أبحر ... روايتهم ليست عن الحق خارجة؟ فقل: هم: عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجة قال السلفي -فيما نقله ابن خلكان: "إنما قيل لهم الفقهاء السبعة وخصوا بهذه التسمية لأن الفتوى بعد الصحابة- رضوان الله عليهم- صارت إليهم وشهروا بها، وقد كان في عصرهم جماعة من العلماء التابعين، لكن الفتوى لم تكن إلا لهؤلاء السبعة".

53 - مطرف بن عبد الله بن الشخير

وعنه الحكمُ بن عُتيبة، وَسُمَيٌّ مولاه، والزُّهري، وعمرو بنُ دينار، وبنوه عبدُ الله، وعبدُ الملك، وعُمَرُ، وسلمة، وابنُ أخيه (¬1) القاسمُ بن بن عبد الرحمن، وعبدُ الواحد بن أيمن، وآخرون. اسْتُصْغِرَ يومَ الجمل، فَرُدَّ مِن عكر طلحةَ والزبير هو وعروة. وكان إمامًا عابدًا، متألِّهًا، سخيًّا. كان يُقالُ له: راهب قريش. قال ابن سعد: وكان مكفوفًا (¬2). مات بالمدينة في سنةِ الفقهاء، وهي سنة أربعٍ وتسعين. رحمه اللَّه. 53 - مُطَرِّفُ بنُ عبد اللَّه بن الشِّخِّير * (ع) الإِمامُ، أبو عبد الله العامِريُّ الحَرَشيُّ (¬3) البَصريّ. ¬

_ (¬1) تحرفت في "السير" إلى: ابن أخته. (¬2) طبقات ابن سعد: 5/ 208 ولفظه فيه: "وكان قد ذهب بصره". * طبقات ابن سعد: 7/ 141، طبقات خليفة: ت 1570، الزهد لأحمد: 238، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 396، ثقات العجلي: ص 431، المعارف: ص 436، المعرفة والتاريخ: 2/ 80، 90، الجرح والتعديل: 8/ 312، مشاهير علماء الأمصار: ت 645، حلية الأولياء: 2/ 198، تاريخ ابن عساكر: 16/ 282 / ب، تهذيب الكمال: ورقة 1336، سير أعلام النبلاء: 4/ 187 - 195، تاريخ الإسلام: 4/ 56، تذكرة الحفاظ: 1/ 64، العبر: 1/ 113، تذهيب التهذيب: 4/ 43 / ب، البداية والنهاية: 9/ 69 و 140، تهذيب التهذيب: 10/ 173، الإصابة: 9/ 321، النجوم الزاهرة: 1/ 214، طبقات الحفاظ: ص 24، خلاصة تذهيب الكمال: ص 378، شذرات الذهب: 1/ 110. (¬3) الحرشي: بفتح الحاء المهملة والراء وفي آخرها الشين المعجمة: نسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس. وأكثرهم نزلوا البصرة، ومنها تفرقت إلى البلاد. (أنساب السمعاني) 4/ 108.

54 - عمرو بن ميمون

كان رأسًا في العلم والعمل، سيِّدًا كبيرَ القدر. حدَّث عن أبيه، وعليٍّ، وعمّارٍ، وعِمران بن حُصين، وعائشة، وعِياض بن حِمَار، وعبدِ اللَّه بن مُغَفَّل، وعدَّة. وعنه أخوه يزيدُ أبو العلاء، وحُمَيدُ بنُ هلال، وثابت البُناني، وقتادةُ، وجماعة. قال ابنُ سعد: روى عن أُبيِّ بنِ كعب، وكان ثقةً، له فضلٌ وورع [ورواية] وعقل وأدب (¬1). وقال العِجلي: لم يَنْجُ مِن فتنةِ ابنِ الْأَشعث بالبصرة إلّا مطرفُ بنُ الشِّخِّير، وابنُ سِيرين، ولم ينجُ منها بالكوفة إلّا خيثمةُ بنُ عبد الرحمن، وإبراهيمُ النَّخَعيُّ (¬2). وقال ابنُ حِبَّان: كان مُطَرِّفٌ مِن أهل العبادة والزُّهد والتقشُّف، ممّن لزم الورع الخفيَّ (¬3). مات سنةَ خمسٍ وتسعين، رحمه الله. 54 - عمرو بنُ ميمون * (ع) الإِمامُ، أبو عبد اللَّه الْأَوْديُّ المَذْحجِيُّ اليماني، نزيل الكوفة. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 141 - 142 وما بين حاصرتين منه. (¬2) ثقات العجلي: ص 431. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 88. * طبقات ابن سعد: 6/ 117، طبقات خليفة: ت 1050، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 367، ثقات العجلي: ص 371، المعارف ص 426، الجرح والتعديل: 6/ 258، مشاهير علماء الأمصار: ت 733، حلية الأولياء: 4/ 148، الاستيعاب: =

55 - أبو عثمان النهدي

قَدِمَ زمنَ الصِّدِّيق مع معاذ، فروى عنه، وعن عُمَرَ، وعليٍّ، وابنِ مسعود. وعنه: أبو إسحاق، وحُصين، وعَبْدَةُ بنُ أبي لُبابة، ومحمد بن سُوقة، وغيرُهم. قال أبو إسحاق: حجَّ واعتمر مئةَ مرَّة، وكان إذا روى ذكر اللَّهَ تعالى (¬1). مات سنة خمس، أو أربع وسبعين، رحمه اللَّه. 55 - أبو عثمان النَّهْدي * (ع) عبد الرحمن بن ملٍّ (¬2) البَصري. ¬

_ = ت 1959، أنساب السمعاني: 1/ 382، تاريخ ابن عساكر: 13/ 322، أسد الغابة: 4/ 275، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 34، تهذيب الكمال: ورقة 1056، سير أعلام النبلاء: 4/ 158 - 161، تذكرة الحفاظ: 1/ 65، تاريخ الإِسلام: 3/ 197، العبر: 1/ 85، تذهيب التهذيب: 3/ 111، العقد الثمين: 6/ 417، طبقات لابن الجزري: 1/ 603، تهذيب التهذيب: 8/ 109، الإِصابة: 7/ 283، النجوم الزاهرة: 1/ 195، طبقات الحفاظ: ص 24، خلاصة تذهيب الكمال: ص 294، شذرات الذهب: 1/ 82. (¬1) انظر "الحلية": 4/ 148. * طبقات ابن سعد: 7/ 97، طبقات خليفة: ت 1670، ثقات العجلي: ص 505، المعارف: ص 426، الجرح والتعديل: 5/ 283، مشاهير علماء الأمصار: ت 734، الاستيعاب: ت 1461، تاريح بغداد: 10/ 202، أسد الغابة: 3/ 497، تهذيب الكمال: ورقة 1632، سير أعلام النبلاء: 4/ 175 - 178، تاريخ الإِسلام: 4/ 82، تذكرة الحفاظ: 1/ 65، العبر: 1/ 119، تذهيب التهذيب: 2/ 228، البداية والنهاية 9/ 15 و 190، تهذيب التهذيب: 6/ 277، الإِصابة: 7/ 256، طبقات الحفاظ: ص 25، خلاصة تذهيب الكمال: ص 235، شذرات الذهب: 1/ 118. (¬2) ملّ: بميم مثلثة ولام ثقيلة. ويقال: ابن ملي.

56 - أبو رجاء العطاردي

أدرك زمانَ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وارتحل زَمنَ عُمَرَ، فسمع منه، ومن ابنِ مسعود، وحُذيفة، وجماعة. وعنه قتادةُ، وخالدٌ الحذَّاء، وحُميدٌ، وداودُ بنُ أبي هِند، وسليمانُ التَّيمي، وخلق. شهد يومَ اليرموك، وقد حجَّ في الجاهلية مرَّتين، ثم أسلم، وأدَّى الصدقة إلى عُمَّالِ النبيِّ صلّى اللَّهُ عليه وسلم، وصَحِبَ سلمانَ الفارسيَّ ثنتي عشرة سنة، وكان عالمًا صوَّامًا قوَّامًا، يُصلي حتى يُغشى عليه. قال سليمانُ التَّيمي: إني لْأَحسِبُه لا يُصيب ذَنْبًا (¬1). مات سنة مئة أو بعدها بقليل، رحمه الله. 56 - أبو رَجَاءٍ العُطَاردي * (ع) عِمران بنُ مِلحان البصري. مُخَضْرَمٌ، مِن كبار علماء التابعين. ¬

_ (¬1) في "السير": 4/ 177 ... لا يصيب دنيا. * طبقات ابن سعد: 7/ 138، طبقات خليفة: ت 1564، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 410، ثقات العجلي: ص 498، المعارف: ص 427، المعرفة والتاريخ: 2/ 151 و 3/ 72، الجرح والتعديل: 6/ 303، مشاهير علماء الأمصار: ت 640، حلية الأولياء: 2/ 304، أسد الغابة: 4/ 279 و 6/ 108، اللباب: 2/ 346، تهذيب الكمال: ورقة 1063، سير أعلام النبلاء: 4/ 253 - 257، تاريخ الإِسلام: 4/ 217، تذهيب التهذيب: 3/ 115، تذكرة الحفاظ: 1/ 66، العبرة 1/ 129، معرفة القراء الكبار: 1/ 58، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 604، الإِصابة: (الكنى) 11/ 141، تهذيب التهذيب: 8/ 140، النجوم الزاهرة: 1/ 243، طبقات الحفاظ: ص 25، خلاصة تذهيب الكمال: ص 296، شذرات الذهب: 1/ 130.

57 - زيد بن وهب الجهني

أسلم زمنَ الفتح، ولم يرَ النبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، ثم رحل، وسَمِعَ من عمر، وعليٍّ، وعِمران بنِ حُصين، وأبي موسى، وجماعة. وتلقَّنَ القُرآن من أبي موسى، وعَرَضَه على ابنِ عباسٍ. تلا عليه أبو الأشهب العُطارِديُّ وغيرُه. وحدَّث عنه: أيوبُ، وابنُ عونٍ، وعوفٌ، وسَلْمُ بنُ زَرِيرٍ، وجريرُ بنُ حازم، وسعيد بن أبي عروبة، وصخرُ بنُ جُوَيرِيَة، ومَهديُّ بنُ ميمون، وآخرون. وكان شيخًا عابدًا، كثيرَ الصلاة والتِّلاوة. عاش مئةً وعشرين سنة. ومات سنةَ سبعٍ ومئة، وقيل: سنةَ ثمان، وقيل: سنةَ خمس، رحمه الله. 57 - زَيدُ بنُ وهب الجُهَنيّ * (ع) أبو سُليمان الكوفي. إمامٌ مُخَضْرَمٌ، قَدِمَ المدينةَ بعد وفاة النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأيام. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 102، طبقات خليفة: ت 1149، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 407، ثقات العجلي: ص 171، الجرح والتعديل: 3/ 574، مشاهير علماء الأمصار: ت 752، حلية الأولياء: 4/ 171، الاستيعاب: ت 861، أسد الغابة: 2/ 301، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 205، تهذيب الكمال: ورقة 458، سير أعلام النبلاء: 4/ 196، تاريخ الإسلام: 3/ 251 و 369، تذهيب التهذيب: 1/ 255، تذكرة الحفاظ: 1/ 66، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 299، تهذيب التهذيب: 3/ 427، الإصابة: 4/ 90، النجوم الزاهرة: 1/ 201، طبقات الحفاظ: ص 25، خلاصة تذهيب الكمال: ص 129.

58 - المعرور بن سويد

وسَمِعَ عُمَرَ، وعليًّا، وابنَ مسعود، وأبا ذرّ، وحذيفة، وجماعة. وعنه حُصين، وعبدُ العزيز بنُ رُفيع، والأعمشُ، وإسماعيلُ بنُ أبي خالد، وعِدَّة. وكان ثقة، كثيرَ العلم، احتج به الأئمَّة. ومات قريبًا مِن سنة أربعٍ وثمانين، رحمه الله. 58 - المعرورُ بن سُوَيد * (ع) أبو أمية الأسديُّ الكُوفيّ. من الثقات المُعمَّرين، عاش مئةً وعشرين سنة. وحدَّث عن عُمَرَ، وأبي ذرٍّ، وابنِ مسعود. وعنه عاصمُ بنُ بَهْدلَة، والأعمشُ، وواصلُ الأحدبُ، والمغيرةُ اليَشْكُرِيّ. وثقه الإِمامُ يحيى بنُ معين، وغيرُه، رحمه الله. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 118، طبقات خليفة: ت 1095، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 39، ثقات العجلي: ص 434، المعارف: ص 432، الجرح والتعديل: 8/ 415، مشاهير علماء الأمصار: ت 827، تهذيب الكمال: ورقة 1353، سير أعلام النبلاء: 4/ 174، تذكرة الحفاظ: 1/ 67، تاريخ الإسلام: 3/ 306، تذهيب التهذيب: 4/ 54 / ب، تهذيب التهذيب: 10/ 230، طبقات الحفاظ: ص 25، خلاصة تذهيب الكمال: ص 397.

59 - مرة الطيب

59 - مُرَّة الطَّيِّب * (ع) ويقال: مُرَّة الخير، وهو مُرَّة بن شراحيل الهَمْدَانيُّ الكُوفيُّ، المُفسِّرُ العابد. روى عن أبي بكر، وعُمَرَ، وأبي ذرٍّ، وابنِ مسعود، وأبي موسى. وعنه: أسلمُ الكوفي، وإسماعيلُ السُّدِّي، وزُبَيدٌ اليَامِي، وعطاءُ بنُ السائب، وإسماعيلُ بنُ أبي خالد، وحُصين بنُ عبد الرحمن، وآخرون. وثقه يحيى بنُ مَعين. يقال: إنه سجد حتى أكلَ الترابُ جبهتَه. وكان بصيرًا بالتفسير. مات في حدود سنة تسعين، وهو مخضرم. 60 - مَالك بن أَوْس بن الحَدَثان * * (ع) أبو سعيد النَّصريُّ المدنيّ. مُخَضْرَم، رأى الصِّدِّيق، وقيل: له صُحبة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 116، طبقات خليفة: ت 1071، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 5، ثقات العجلي: ص 424، الجرح والتعديل: 8/ 366، مشاهير علماء الأمصار: ت 754، حلية الأولياء: 4/ 161، تهذيب الكمال: ورقة 1316، سير أعلام النبلاء: 4/ 74 - 75، تاريخ الإِسلام: 3/ 303، تذكرة الحفاظ: 1/ 67، تهذيب التهذيب: 10/ 88، طبقات الحفاظ: ص 26، خلاصة تذهيب الكمال: ص 372، طبقات المفسرين: 2/ 317. * * طبقات ابن سعد: 5/ 56، طبقات خليفة: ت 2020، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 305، المعارف: ص 427، المعرفة والتاريخ: 1/ 397، الجرح والتعديل: =

61 - أبو عمرو الشيباني

وروى عن عُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وطلحةَ، وجماعةٍ. روى عنه ابنُ المنكدِر، وعِكرمةُ بنُ خالد، والزُّهريُّ، وغيرُه. وهو مِن العلماء الأثبات، ومِن فُصحاء العرب. شهد فتح بيت المقدس. وتوفي سنةَ اثنتين وتسعين. رحمه الله. 61 - أبو عمرو الشَّيباني * (ع) شيبان بن ثعلبة بن عُكابة (¬1)، واسمُه سعدُ بن إياس الكوفي. ¬

_ = 8/ 203، الاستيعاب: ت 2253، أنساب السمعاني: 12/ 92، تاريخ ابن عساكر: 16/ 84 / ب، أسد الغابة: 5/ 11، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1 / 79، تهذيب الكمال: ورقة 1298، سير أعلام النبلاء: 4/ 171 - 172، تذكرة الحفاظ: 1/ 68، تاريخ الإسلام: 4/ 49، العبرة 1/ 106، تذهيب التهذيب: 4/ 16 / ب، الإصابة: 9/ 35، تهذيب التهذيب: 10/ 10، النجوم الزاهرة: 1/ 190، طبقات الحفاظ: ص 26، خلاصة تذهيب الكمال: ص 366، شذرات الذهب: 1/ 99. * طبقات ابن سعد: 6/ 104، طبقات خليفة: ت 1131، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 47، ثقات العجلي: ص 506، المعارف: ص 426، الجرح والتعديل: 4/ 78، مشاهير علماء الأمصار: ت 738، الاستيعاب: ت 919، أنساب السمعاني: 7/ 438، أسد الغابة: 2/ 338، تهذيب الكمال: ورقة 471، سير أعلام النبلاء: 4/ 173 - 174، تذهيب التهذيب: 2/ 7 / ب، العبر: 1/ 116، تاريخ الإِسلام: 4/ 83، تذكرة الحفاظ: 1/ 68، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 303، الإصابة: 5/ 8، تهذيب التهذيب: 3/ 468، النجوم الزاهرة: 1/ 208، طبقات الحفاظ: ص 26، خلاصة تذهيب الكمال: ص 134، شذرات الذهب: 1/ 113. (¬1) يعني: نسبته إلى شيبان بن ثعلبة بن عكابة. انظر "أنساب السمعاني": 7/ 438.

62 - عبد الله بن محيريز

قال: بُعِثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وأنا أرعى إبلًا بكاظمة (¬1). وقال: كنتُ يومَ القادسيّة ابنَ أربعين سنة (¬2). حدَّث عن عليٍّ، وابن مسعود، وحُذيفة. روى عنه منصورٌ، والأعمشُ، وابنُ أبي خالد، وسليمانُ التَّيمي، والوليدُ بنُ العَيزار، وعمرو بنُ عبد اللَّه أبو معاوية النَّخعي، وعدَّة. عاش مئةً وعشرين سنة. ومات سنة ثمانٍ وتسعين، رحمه اللَّه. 62 - عبد اللَّه بن مُحيريز * (ع) ابن جُنادة بن وهب القرشيُّ الجُمَحيُّ، أبو مُحَيريز المكيّ، أحدُ الأعلام. سكن بيتَ المقدس. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 6/ 104. (¬2) المصدر السابق، ولفظه فيه: "تكامل شبابي يوم القادسية، فكنت أبن أربعين سنة". * طبقات ابن سعد: 7/ 447، طبقات خليفة: ت 2753، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 193، ثقات العجلي: ص 277، المعرفة والتاريخ: 2/ 335، 364، الجرح والتعديل: 5/ 168، مشاهير علماء الأمصار: ت 904، حلية الأولياء: 5/ 138، الاستيعاب: ت 1652، تاريخ ابن عساكر: المجلدة 29/ 69، أسد الغابة: 3/ 378، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 287 / 1، تهذيب الكمال: ورقة 340، سير أعلام النبلاء: 4/ 494 - 496، تاريخ الإسلام: 4/ 21، تذكرة الحفاظ: 1/ 68، العبر: 1/ 117، تذهيب التهذيب: 2/ 185 / ب، البداية والنهاية: 9/ 185، العقد الثمين: 5/ 246، تهذيب التهذيب: 6/ 32، الإصابة: 7/ 314، طبقات الحفاظ: ص 27، خلاصة تذهيب الكمال: ص 214، شذرات الذهب: 1/ 116.

63 - أبو رافع الصائغ

وحدَّث عن عُبادة بنِ الصَّامت، وأبي محذورة المؤذِّن، ومعاوية، وأبي سعيد، وجماعة. روى عنه مكحولٌ، والزُّهْرِي، وحسانُ بنُ عَطِيَّة، وإبراهيمُ بن أبي عَبْلَة. وكان إمامًا عابدًا. قال رجاءُ بن حَيوَةَ: إنْ يفخرْ علينا أهلُ المدينة بعابدهم ابنِ عمر، فإنا نَفْخَرُ عليهم بعابدنا ابنِ مُحيريز، واللَّهِ إن كنتُ أَعُدُّ بقاءَهُ أمانًا لأهل الأرض (¬1). بقي حيًّا إلى دولة سُليمان بن عبد الملك، ولعله تُوفي سنةَ تسعٍ وتسعين. رحمه الله. 63 - أبو رافع الصَّائغ * (ع) نُفَيْع المدنيّ، مولى آل عمر رضي اللَّهُ عنه. أدرك الجاهلية. وحدَّث عن أُبيِّ بنِ كعب، وعُمرَ بنِ الخطّاب، وأبي موسى، وأبىِ هُريرة، وكعب الأحبار، وعدَّة. ¬

_ (¬1) انظر "المعرفة التاريخ": 2/ 335. * طبقات ابن سعد: 7/ 122، طبقات خليفة: ت 2013، ثقات العجلي: ص 452، الجرح والتعديل: 8/ 489، الاستيعاب: ت 2947، أسد الغابة: 6/ 107، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1 / 230، تهذيب الكمال: ورقة 1427، 1610، سير أعلام النبلاء: 4/ 414 - 415، تاريخ الإسلام: 4/ 74، تذكرة الحفاظ: 1/ 69، تذهيب التهذيب: 4/ 104 / ب، الإصابة: (كنى) 11/ 140، تهذيب التهذيب: 10/ 472، طبقات الحفاظ: ص 27، خلاصة تذهيب الكمال: ص 404.

64 - ربعي بن حراش

روى عنه الحسنُ، وثابتٌ البُنَاني، وعطاءُ بن أبي ميمونة، وقَتَادة، وعليُّ بنُ زيد بن جُدْعان. وثقه أحمدُ بنُ عبد اللَّه العِجْلي (¬1)، وغيرُه. وموتُه قريبٌ مِن موت أنسِ بن مالك (¬2). رضي اللَّهُ عنه. 64 - رِبعيُّ بنُ حِرَاش * (ع) الغَطَفَانيُّ، العَبْسيُّ، الكُوفيُّ، العالم العامل. سمع عُمَرَ، وكان معه بالجابية، وعليًّا، وحُذيفة، وأبا موسى، وغيرَهم. روى عنه منصورٌ، وعبدُ الملك بن عُمير، وأبو مالك الْأَشجعي، وغيرهم. ¬

_ (¬1) في "تاريخ الثقات": ص 452. (¬2) تقدم في ترجمة أنس بن مالك أن وفاته كانت -على الأصح- سنة ثلاث وتسعين. * طبقات ابن سعد: 6/ 127، طبقات خليفة: ت 1104، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 327، ثقات العجلي: ص 152، الجرح والتعديل: 3/ 509، مشاهير علماء الأمصار. ت 760، حلية الأولياء: 4/ 367، تاريخ بغداد: 8/ 433، أنساب السمعاني: 8/ 367، تاريخ ابن عساكر: 6/ 99 / ب، أسد الغابة: 2/ 204، وفيات الأعيان: 2/ 300، تهذيب الكمال: ورقة 402، سير أعلام النبلاء: 4/ 359 - 362، تاريخ الإِسلام: 4/ 111، تذكرة الحفاظ: 1/ 69، العبر: 1/ 121، تذهيب التهذيب: 1/ 215 / ب، تهذيب التهذيب: 3/ 236، النجوم الزاهرة: 1/ 253، طبقات الحفاظ: ص 27، خلاصة تذهيب الكمال: ص 114، شذرات الذهب: 1/ 121، تهذيب ابن عساكر: 5/ 300. وقد تصحف في بعض هذه المصادر إلى (خراش).

ورد أنَّه لم يكذبْ قطُّ، وكان قد آلى على نفسه أن لا يضحكَ حتى يعلم أفي الجنَّة هو أو في النّار؟ (¬1). متَّفق على ثقته، وإمامته، والاحتجاج به. توفي سنة إحدى ومئة، رحمه اللَّه. * * * ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ ابن عساكر": 6/ 101 - 102.

65 - الحسن بن أبي الحسن يسار

الطبقة الثالثة وهي الوسطى من التابعين، ورأسُها الحسنُ البصري، وغالبُها كان في دولة يزيد وهشام رحمهم الله 65 - الحَسَنُ بنُ أبي الحَسن يسار * الإِمام، شيخُ الإِسلام، أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت، وقيل: مولى جميل بن قُطبة. وأمُّهُ خيرة مولاة أمِّ سلمة. نشأ بالمدينة، وحَفِظ كتابَ الله عزَّ وجلَّ في خلافة عثمان، وسمعه ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 156 - 178، طبقات خليفة: ت 1726، الزهد لأحمد: 258، تاريخ البخاري الكبير. 2/ 289، ثقات العجلي: ص 113، المعارف: ص 440، المعرفة والتاريخ: 2/ 32 و 3/ 338، أخبار القضاة: 2/ 3، الجرح والتعديل: 3/ 40، مشاهير علماء الأمصار: ت 642، حلية الأولياء: 2/ 131، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 254، فهرست النديم: ص 202، طبقات الشيرازي: ص 87، الحسن البصري لابن الجرزي، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 161، وفيات الأعيان: 2/ 69، تهذيب الكمال: ورقة 256، سير أعلام النبلاء: 4/ 563 - 588، تاريخ الإسلام: 4/ 98، تذكرة الحفاظ: 1/ 71، تذهيب التهذيب: 1/ 133، معرفة القراء الكبار: 1/ 65، العبر: 1/ 136، البداية والنهاية: 9/ 266، 268، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 235، تهذيب التهذيب: 2/ 263، النجوم الزاهرة: 1/ 267، طبقات الحفاظ: ص 28، خلاصة تذهيب الكمال: ص 77، طبقات المفسرين: 1/ 147، شذرات الذهب: 1/ 136، هدية العارفين: 1/ 265، تاريخ التراث العربي: 1/ 49.

يخطُبُ، وكان يومَ الدار ابنَ أربع عشرةَ سنة، فلما كَبِرَ لازم الجهادَ والعملَ والعلمَ. وكان أحدَ الشجعان، يُذكر مع قَطَرِيِّ بنِ الفُجاءة (¬1). وصار كاتبًا في دولة معاوية لوالي خراسان الرَّبيع بن زياد، وكان مِن بحور العلم، كبيرَ الشأن، عديمَ النظيرِ، مليحَ التذكير، بليغَ الموعظة. وحدَّث عن: عثمان، وعِمران بن حُصين، والمُغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سَمُرةَ، وسَمُرَةَ بن جُندب، وأبي بكرة، وخلق. وعنه: قتادةُ، وأيوبُ، وابنُ عون، ويونس، وخالد الحذَّاء، وهشامُ بن حسَّان، وحُميدٌ الطويل، وجريرُ بن حازم، وشيبان النَّحْوي، ويزيدُ بن إبراهيم التُّسْتَرِي، ومباركُ بن فَضالة، والربيعُ بن صَبيح، وأبان العطّار، وقُرَّة بن خالد، وأُمم. قال ابنُ سعد: كان الحسنُ جامعًا، عالمًا، رفيعًا، ثقةً، حجةً، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كثيرَ العلم، فصيحًا، جميلًا، وسيمًا، إلى أن قال: وما أرسَلَهُ فليسَ بحُجَّة (¬2). ¬

_ (¬1) يعني في الشجاعة. وقطري بن الفجاءة: هو شاعر الخوارج وفارسها وخطيبها، كان يكنى في السلم أبا محمد، وفي الحرب أبا نعامة. خاض معارك قاسية ضد جيوش الزبير بين أولًا ثم الأمريين. وقد حفلت المصادر التاريخية بأخبار حروبه، وترجم له ابن خلكان في "وفياته": 4/ 93 - 95. وانظر أيضًا "شعر الخوارج" للدكتور إحسان عباس: ص 105 - 121. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 157 - 158.

66 - أبو الشعثاء

وقال أبو حاتِم بنُ حِبَّانَ: رأى الحسنُ عشرين ومئةً مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مِن علماء التّابعين بالقرآن والفقه والأدب، وكان من عُبَّادِ أهل البصرة وزهّادِهم، وكان مُعرَّى عما قُذِفَ به من القدر، على تدليس كان منه في الروايات (¬1). مات سنةَ عشرٍ ومئة، وله ثمان وثمانون سنة. رحمة الله عليه. 66 - أبو الشعثَاء * (ع) جابرُ بنُ زيد الأَزديُّ البصريّ (¬2)، أحدُ الأعلام، وصاحبُ ابن عبّاس. ¬

_ (¬1) مشاهير علماء الأمصار: ص 88. * طبقات ابن سعد: 7/ 179، طبقات خليفة: ت 1729، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 204، ثقات العجلي: ص 93، المعارف: ص 453، المعرفة والتاريخ: 2/ 12، الجرح والتعديل: 2/ 494، مشاهير علماء الأمصار: ت 646، حلية الأولياء: 3/ 85، طبقات الشيرازي: ص 88، أنساب السمعاني: 3/ 374، معجم البلدان: 2/ 187، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 141، تهذيب الكمال: ورقة 179 و 1620، سير أعلام النبلاء: 4/ 481 - 483، تاريخ الإسلام: 4/ 77، تذكرة الحفاظ: 1/ 72، العبر: 1/ 108، تذهيب التهذيب: 1/ 99، البداية والنهاية: 9/ 93، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 189، تهذيب التهذيب: 2/ 38، النجوم الزاهرة: 1/ 252، طبقات الحفاظ: ص 28، خلاصة تذهيب الكمال: ص 59، شذرات الذهب: 1/ 101. (¬2) زاد الذهبي في "السير" 4/ 481: "الخوفي -بخاء معجمة- والخوف ناحية من عمان" ونص على ذلك في "المشتبه" وغيره، وتابعه على ذلك ابن حجر في "التبصير". مع أن السمعاني ذكره في (الجوفي) وقال: "هذه النسبة إلى درب الجوف- وهي محلة بالبصرة" وكذا نسبه إليها ياقوت في "معجمه": 2/ 187. انظر "الإكمال" لابن ماكولا: 2/ 193 حاشية رقم (3)، و "أنساب السمعاني": 3/ 374 حاشية رقم (4)، و"سير أعلام النبلاء": 4/ 481 حاشية رقم (2).

67 - أبو الخير مرثد بن عبد الله

روى عنه: قَتادة، وأيُّوب، وعمرو بنُ دينار، وغيرهم. قال ابنُ عباس: لو أنَّ أهلَ البصرة نزلوا عندَ قول جابر بن زيد لأوسعهم علمًا عمَّا في كتاب اللَّه (¬1). وقال عمرو بن دينار، ما رأيتُ أحدًا أعلَم بالفُتيا من جابر بن زيد (¬2). وقال ابنُ حِبَّان: كان مِن علماء التابعين بالقرآن، وفُقهاء أهلِ البصرة في الدين، مات هو وأنسُ بن مالك في جمعةٍ واحدة سنةَ ثلاثٍ وتسعين (¬3). وكذلك قال أحمد، والفلَّاس، والبخاري: مات سنة ثلاث وتسعين. وكذلك الواقدي وابن سعد: مات سنة ثلاث ومئة. رحمة الله عليه. 67 - أبُو الخير مَرثد بن عَبد الله * (ع) اليَزَنيُّ المصريُّ الفقيه، مفتي أهلِ مصر. وَيزَن: من حِمْيَر. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 179 - 180. (¬2) المعرفة والتاريخ: 2/ 13. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 89. * طبقات ابن سعد: 7/ 511، طبقات خليفة: ت 2735، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 416، ثقات العجلي: ص 423، المعرفة والتاريخ: 2/ 491 و 499، الجرح والتعديل: 8/ 299، مشاهير علماء الأمصار: ت 936، طبقات الشيرازي: ص 78، أنساب السمعاني: 12/ 402، اللباب: 3/ 411، تهذيب الكمال: ورقة 1315 و 1608، تذكرة الحفاظ: 1/ 73، سير أعلام النبلاء: 4/ 284 - 285، تاريخ الإسلام: 3/ 303، العبر: 1/ 105، تذهيب التهذيب: 4/ 29، تهذيب التهذيب: 10/ 82، النجوم الزاهرة: 1/ 221، طبقات الحفاظ: ص 29، حسن المحاضرة: 1/ 296، خلاصة تذهيب الكمال: ص 372، شذرات الذهب: 1/ 99.

68 - إبراهيم التيمي

روى عن: أيّوب الأنصاري، وأبي بَصرة الغِفاري، وعُقبة بن عامر الجُهني وتفقَّه عليه، وزيدِ بن ثابت، وعبدِالله بن عَمرو، وعِدَّة. وعنه: عبد الرحمن بن شُمَاسَةَ، وجعفرُ بنُ ربيعة، ويزيدُ بن أبي حبيب، وغيرُهم. قال ابنُ يونس: كان مفتي أهلِ مصرَ في زمانه (¬1). وتوفي سنة تسعين. رحمة الله عليه. 68 - إبراهيمُ التَّيميّ * (ع) هو ابنُ يزيد بن شَريكٍ التَّيميّ -تَيْم الرِّبَاب- الكُوفيّ، العالم العابد، أبو أسماء. روى عن أبيه، والحارثِ بن سُويد، وعمرو بن ميمون الْأَودِي، وغيرهم. وعنه: بيانُ بنُ بشر، ويونسُ بنُ عبيد، والْأَعمش، وجماعة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1315. * طبقات ابن سعد: 6/ 285، طبقات خليفة: ت 1124، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 333، المعرفة والتاريخ: 2/ 573 و 3/ 146، 234، الجرح والتعديل: 2/ 145، مشاهير علماء الأمصار: ت 749، أنساب السمعاني: 3/ 118، اللباب: 1/ 233، تهذيب الكمال: 2/ 232 طبعة محققة، سير أعلام النبلاء: 5/ 60 - 62، تذكرة الحفاظ: 1/ 73، ميزان الاعتدال: 1/ 74، العبر: 1/ 106، تاريخ الإِسلام: 3/ 337، تذهيب التهذيب: 1/ 45، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 29، تهذيب التهذيب: 1/ 176، النجوم الزاهرة: 1/ 225، طبقات الحفاظ: ص 29، خلاصة تذهيب الكمال: ص 23، شذرات الذهب: 1/ 100.

69 - إبراهيم النخعي

وكان مِن الثقات. قتله الحجّاجُ -وقيل: بل مات في حبسه- ولم يبلغ الأربعين. قال الأعمش: سمعتُه يقول: رُبما أتى عليَّ شهرانِ لا أطعم فيهما (¬1). لا يَسْمَعَنَّ هذا منك أحد. مات قبلَ أنس، وذلك في سنة اثنتين وتسعين. 69 - إبراهيمُ النَّخَعي * (ع) فقيهُ العِراق، أبو عِمران بن يزيد بن قيس بن الأسود الكوفي. روى عن علقمةَ، ومسروقٍ، والأسود، وطائفة، ودخل علي أمِّ المؤمنين عائشة وهو صبيٌّ. ¬

_ (¬1) مثله في "التذكرة"، ولكن الذهبي أورده في "السير" بلفظ (شهر). والذي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 573 و"تهذيب الكمال": إني لأمكث ثلاثين يومًا لا آكل (لا أذوق شيئًا). * طبقات ابن سعد: 6/ 270، طبقات خليفة: ت 1140، تاريخ البخاري: 1/ 333، ثقات العجلي: ص 56، المعارف: ص 463، المعرفة والتاريخ: 2/ 100، 604، الجرح والتعديل: 2/ 144، مشاهير علماء الأمصار: ت 748، حلية الأولياء: 4/ 219، طبقات الشيرازي: ص 82، اللباب: 3/ 304، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 104، وفيات الأعيان: 1/ 25، تهذيب الكمال: 2/ 233، طبعة محققة، سير أعلام النبلاء: 4/ 520 - 529، تذكرة الحفاظ: 1/ 73، تاريخ الإسلام: 3/ 335، ميزان الاعتدال، 1/ 74، العبر: 1/ 113، تذهيب التهذيب: 1/ 45، البداية والنهاية: 9/ 140، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 29، تهذيب التهذيب: 1/ 177، طبقات الحفاظ: ص 29، خلاصة تذهيب الكمال: ص 23، شذرات الذهب: 1/ 111، تاريخ التراث العربي: 2/ 20.

70 - علي بن الحسين

أخذ عنه حمّاد، والحكمُ، وسماكٌ، وابنُ عون، والأعمش، ومنصورٌ، وخلق. قال مُغيرة: كنّا نهابُ إبراهيمَ كما نهابُ الأمير (¬1). وقال الأعمش: رُبما رأيتُ إبراهيم يُصلي، ثم يأتينا فيبقى ساعةً كأنَّه مريض (¬2). وقال أيضًا: كان إبراهيم صيرفيًّا في الحديث، وكان يتوقَّى الشُّهرة، ولا يجلِسُ إلى أسطوانة (¬3). وقال الشعبيُّ لما بلغه موتُه: ما خلَّف بعدَه مثلَه (¬4). وقال سعيدُ بنُ جُبَير: تستفتوني وفيكم النَّخَعيّ (¬5)؟ مات في آخِر سنة خمسٍ وتسعين كهلًا. رحمه الله. 70 - عليُّ بنُ الحسَين * (ع) ابن أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب، زينُ العابدين، أبو الحسن الهاشميُّ المدنيّ. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 6/ 271. (¬2) طبقات ابن سعد: 6/ 279. (¬3) الأسطوانة: هي السارية. والخبر بنحوه في "طبقات ابن سعد": 6/ 273، و "الحلية": 4/ 219 - 220. (¬4) طبقات ابن سعد: 6/ 284. (¬5) طبقات ابن سعد: 6/ 270. * طبقات ابن سعد: 5/ 211، طبقات خليفة: ت 2044، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 266، ثقات العجلي: ص 344، المعارف: ص 214، المعرفة والتاريخ: =

حضر كربلاء مريضًا، فقال عُمرُ بنُ سعد: لا تعَرَّضوا لهذا. وكان يومئذٍ ابنَ نَيِّفٍ وعشرين سنة (¬1). روى عن أبيه، وعمِّه الحسن، وعائشةَ، وأبي هُريرة، وابن عبّاس، وابن عمر، وعِدَّة. وعنه بنوه: أبو جعفر محمدُ بنُ علي، وزيدٌ، وعُمر، وعبدُ الله، وزيدُ بنُ أسلم، والزُّهري، وغيرهم. قال الزهري: ما رأيتُ أحدًا كان أفقهَ من عليِّ بن الحسين، لكنَّه قليلُ الحديث، وكان من أفضل أهل بيتِه، وأحسنِهم طاعةً، وأحبِّهم إلى عبد الملك (¬2). وقال أبو حازم الأعرج: ما رأيتُ هاشميًّا أفضل منه (¬3). ¬

_ = 1/ 360 و 544، الجرح والتعديل: 6/ 178، مشاهير علماء الأمصار: ت 423، حلية الأولياء: 3/ 133، طبقات الشيرازي: ص 63، تاريخ ابن عساكر: 12/ 15 / ب، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 343، وفيات الأعيان: 3/ 266، تهذيب الكمال: ورقة 965، سير أعلام النبلاء: 4/ 386 - 401، تاريخ الإسلام: 4/ 34، تذكرة الحفاظ: 1/ 74، العبر: 1/ 111، تذهيب التهذيب: 3/ 57، البداية والنهاية: 9/ 103، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 534، تهذيب التهذيب: 4/ 307، النجوم الزاهرة: 1/ 229، طبقات الحفاظ: ص 30، خلاصة تذهيب الكمال: ص 272، شذرات الذهب: 1/ 104. (¬1) طبقات ابن سعد: 5/ 212. (¬2) طبقات ابن سعد: 5/ 215. (¬3) تاريخ ابن عساكر: 12/ 22.

71 - يحيى بن يعمر

وقال مالك: بلغني أنَّه كان يُصلِّي في اليوم واللَّيلة ألفَ ركعةٍ إلى أن مات. قال: وكان يُسمَّى زينَ العابدين لعبادته (¬1). وقد جاء عنه أنَّه كان كثيرَ الصَّدقةِ في السِّرِّ (¬2)، رضي الله عنه. مات في ربيع الأول سنةَ أربعٍ وتسعين. 71 - يَحْيى بنُ يَعْمَر * (ع) القاضي، أبو سليمان، ويقال: أبو عديّ، العَدْوانِيُّ البصريُّ الفقيه، قاضي مرو. روى عن: أبي ذرٍّ، وعمارٍ، وعائشةَ ولم يسمع منهم، وأبي هريرة، وابنِ عبّاس، وابن عمر، وأبي الأسود الدِّيلي، وغيرِهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 966. (¬2) نقل ابن سعد في "طبقاته" 5/ 222 عن شيبة بن نعامة قال: كان علي بن الحسين يبخّل، فلما مات وجدوه يقوت مئة أهل بيت بالمدينة في السر. * طبقات ابن سعد: 7/ 368، طبقات خليفة: ت 1649، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 311، أخبار القضاة: 3/ 305، الجرح والتعديل: 9/ 196، مشاهير علماء الأمصار: ت 990، معجم المرزباني: 485، طبقات النحويين واللغويين: 27، فهرست النديم: ص 46، 47، معجم الأدباء: 20/ 42، نزهة الألباء (بتحقيق السامرائي): 8، إنباه الرواة: 8/ 14، وفيات الأعيان: 6/ 173، تهذيب الكمال: ورقة 1529، سير أعلام النبلاء: 4/ 441 - 443، تاريخ الإِسلام: 4/ 68، تذكرة الحفاظ: 1/ 75، تذهيب التهذيب: 4/ 171، معرفة القراء الكبار: 1/ 67، مرآة الجنان: 1/ 271، البداية والنهاية: 9/ 73، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 381، تهذيب التهذيب: 11/ 305، النجوم الزاهرة: 1/ 217، بغية الوعاة: 2/ 345، طبقات الحفاظ: ص 30، خلاصة تذهيب الكمال: ص 429، شذرات الذهب: 1/ 175.

72 - سعيد بن جبير

وعنه: عبدُ الله بن بُريدة، وقتادةُ، ويحيى بن عُقيل، وعطاءُ الخُراساني، وسليمان التَّيمي، وإسحاقُ بنُ سويد العدوي. قال أبو داود: ولم يسمع مِن عائشة. وقيل: إنه أوَّل من نقَّط المصحف (¬1). وكان أحدَ الفصحاء الفقهاء، أخذ العربية عن أبي الأسود. وكان الحجّاج قد نفاه، فقبله قتيبةُ بنُ مسلم، وولَّاه قضاء خُراسان، وكان له عِدَّة نُوّاب، ثم عزله قُتيبةُ لما بلغه عنه شرب المُنَصَّف (¬2). متفق على حديثه وثقته. 72 - سعيدُ بنُ جُبَير * (ع) الوالبيُّ مولاهم، الكُوفيُّ، المقرئ الفقيه، أحدُ الأعلام. ¬

_ (¬1) انظر كتاب "المصاحف" لابن أبي داود ص 141. (¬2) المنصف من الشراب: الذي يطبخ حتى يذهب نصفه. "اللسان" مادة: نصف. * طبقات ابن سعد: 6/ 256، طبقات خليفة: ت 2534، الزهد لأحمد: 370، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 461، ثقات العجلي: ص 181، المعارف: ص 445، المعرفة والتاريخ: 1/ 712، أخبار القضاة: 2/ 411، الجرح والتعديل: 4/ 9، مشاهير علماء الأمصار: ت 591، حلية الأولياء: 4/ 272، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 324، طبقات الشيرازي: ص 82، أنساب السمعاني: 12/ 213، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 216، وفيات الأعيان: 2/ 371، تهذيب الكمال: ورقة 480، سير أعلام النبلاء: 4/ 321 - 343، تاريخ الإسلام: 4/ 2، تذكرة الحفاظ: 1/ 76، العبر: 1/ 112، تذهيب التهذيب: 2/ 13 / ب، معرفة القراء الكبار: 1/ 68، البداية والنهاية: 9/ 96 و 98، العقد الثمين: 4/ 549، طبقات القراء لابن الجزري: =

سَمِعَ: ابنَ عباس، وعديَّ بنَ حاتِم، وابنَ عمر، وعبد اللَّه بن مُغَفَّلٍ، وطائفة. وعنه: أبو بشر جعفرُ بنُ إياس، وأيّوب، والأعمش، وخلق. قتله الحجاجُ (¬1) -قاتله اللَّه- في شعبانَ سنةَ خمسٍ وتسعين، وله تسعٌ وأربعون سنةً على الْأَشْهَر. وقيل: بل عاش بضعًا وخمسين وقيل: كان أسودَ اللون. وكان ابنُ عباس إذا حجَّ أهلُ الكوفة وسألوه يقول: أليس فيكم سعيدُ بنُ جُبير؟ . وقيل: إنه قام ليلةً في جوفِ الكعبة، فقرأ القرآن في ركعة (¬2). وقال ميمون بن مِهْران: مات سعيدُ بنُ جُبير وما على ظهر الأرض رجل إلَّا ويحتاج إلى علمه (¬3). ¬

_ = 1/ 305، تهذيب التهذيب: 4/ 11، النجوم الزاهرة: 1/ 228، طبقات الحفاظ: ص 31، خلاصة تذهيب الكمال: ص 136، طبقات المفسرين: 1/ 181، شذرات الذهب: 1/ 108، تاريخ التراث العربي: 1/ 47. (¬1) خبر مقتله في "الحلية" 4/ 291 - 294، و"سير أعلام النبلاء": 4/ 328 - 332. (¬2) الزهد لأحمد: 370. (¬3) طبقات ابن سعد: 6/ 266.

73 - محمد بن سيرين

73 - محمدُ بنُ سِيرِين * (ع) الإِمامُ الرَّبَّانيّ، أبو بكر، مولى أنسِ بن مالك، وأصلُ سِيرين من جَرْجَرَايا (¬1). سَمِعَ: أبا هريرة، وعِمْرَانَ بنَ حُصين، وابنَ عبّاس، وابن عمر، وغيرهم. وعنه: أيّوب، وابنُ عون، وقُرَّةُ بنُ خالد، وأبو هلال محمد بن سُليم، وعوفٌ، وهشامُ بن حسَّان، ويونس، ومهديُّ بن ميمون، وجريرُ بن حازم، وخلق. وكان إمامًا غزيرَ العلم، ثبتًا، علَّامةً في التعبير، رأسًا في الورع، وأمُّه صفيَّةُ مولاة لأبي بكر الصِّدِّيق. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 193، طبقات خليفة: ت 1728، الزهد لأحمد: 306، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 90، ثقات العجلي: ص 405، المعارف: ص 442، المعرفة والتاريخ: 2/ 54، الجرح والتعديل: 7/ 280، مشاهير علماء الأمصار: ت 643، حلية الأولياء: 2/ 263، تاريخ بغداد: 5/ 331، طبقات الشيرازي: ص 88، تاريخ ابن عساكر: 15/ 210، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 82، وفيات الأعيان: 4/ 181، تهذيب الكمال: ورقة 1207، سير أعلام النبلاء: 4/ 606 - 622، تاريخ الإسلام: 4/ 192، تذكرة الحفاظ: 1/ 77، العبر: 1/ 135، تذهيب التهذيب: 3/ 210 / ب، نكت الهميان: ص 197، الوافي بالوفيات: 3/ 146، مرآة الجنان: 1/ 232، البداية والنهاية: 9/ 267 و 274، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 151، تهذيب التهذيب: 9/ 214، النجوم الزاهرة: 1/ 268، طبقات الحفاظ: ص 31، خلاصة تذهيب الكمال: ص 340، شذرات الذهب: 1/ 138. (¬1) جرجرايا: بفتح الجيم وسكون الراء الأولى: بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي. (معجم البلدان): 2/ 123.

قال مُورِّق العِجْلي: ما رأيتُ أحدًا أفقهَ في ورعه، ولا أورعَ في فقهِهِ مِن ابن سِيرين (¬1). وقال ابنُ عون: لم تر عيناي مثلَ ابنِ سِيرين، والقاسم، ورجاء بن حَيوَة (¬2). وقال أبو عَوانة: رأيتُ ابنَ سِيرين في السوق، فما رآه أحدٌ إلَّا ذكر الله تعالى (¬3). وقيل: كان إذا ذكر الموت، مات كُلُّ عضوٍ منه. وقال يونس: كان ابنُ سِيرين صاحبَ ضحكٍ ومُزاح. وقال ابنُ حِبّان: كان مِن أورعِ التّابعين، وفقهاء البصرة، وعبَّادهم، وكان يَعْبُرُ الرُّؤيا. رأى ثلاثين مِن أصحاب رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم (¬4). تُوفي بعدَ الحسن بمئة يومٍ في شوّال سنة عشرٍ ومئة. قال ابنُ حِبَّان: وقبرُه بإزاء قبرِ الحسن بالبصرة مشهور يُزار، وقد زرتُهما غيرَ مرَّة (¬5). ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 196. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 336. (¬3) الخبر بنحوه في "المعرفة والتاريخ": 2/ 63، و"تاريخ بغداد": 5/ 337. (¬4) مشاهير علماء الأمصار: ص 88. (¬5) المصدر السابق.

74 - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة

74 - عُبَيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ * (ع) ابن مسعود، الإِمام، أبو عبد الله الهُذليُّ المدنيُّ الضَّرير. أحدُ الفقهاء السَّبعة (¬1). أخذ عن: عائشةَ، وأبي هُريرة، وابنِ عبّاس، وأبي سعيد الخُدْري، وعِدَّة. وعنه: عِراكُ بنُ مالك رفيقُه، والزُّهريّ، وصالحُ بن كَيسَانَ، وأبو الزِّناد. وكان مع إمامتِه في الفقه والحديثِ شاعرًا (¬2) مُحْسنًا، وهو مؤدِّبُ عُمَرَ بنِ عبد العزيز. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 250، طبقات خليفة: ت 2087، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 385، ثقات العجلي: ص 317، المعارف: ص 250، المعرفة والتاريخ: 1/ 560، الجرح والتعديل: 5/ 319، مشاهير علماء الأمصار: ت 429، حلية الأولياء: 2/ 188، طبقات الشيرازي: ص 60، تهديب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 312، وفيات الأعيان: 5/ 113، تهذيب الكمال: ورقة 884، سير أعلام النبلاء: 4/ 475 - 479، تاريخ الإِسلام: 4/ 30، تذكرة الحفاظ 1/ 78، العبر: 1/ 116، تذهيب التهذيب: 2/ 265 / ب، نكت الهميان: ص 197، تهذيب التهذيب: 7/ 23، النجوم الزاهرة: 1/ 236، طبقات الحفاظ: ص 32، خلاصة تذهيب الكمال: ص 251، شذرات الذهب: 1/ 114. (¬1) تقدم التعريف بالفقهاء السبعة في ترجمة أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي. رقم الترجمة (52). (¬2) قال ابن عبد البر: كان أحد الفقهاء العشرة ثم السبعة الذين تدور عليهم الفتوى. وكان تقيًّا شاعرًا محسنًا، لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا - فيما علمت - فقيه أشعر منه، ولا شاعر أفقه منه. وكان له زوجة يقال لها: عثمة، فعتب عليها في بعض الأمر=

75 - الشعبي

قال الزهري: كان مِن بحور العلم (¬1). مات سنةَ ثمانٍ وتسعين على الصحيح. رحمه الله. 75 - الشَّعْبِيُّ * علَّامةُ التابعين، أبو عَمْرو، عامرُ بنُ شَراحيل الهَمْدَانيُّ الكوفيّ، شَعْب هَمْدَان. ¬

_ = فطلقها، وله فها أشعار كثيرة منها قوله: شققتِ القلبَ ثم ذررتِ فيه ... هواكِ فَلِيمَ فالْتام الفطور تغلغل حبُّ عثمةَ في فؤادي ... فباديه مع الخافي يسير تغلغل حيث لم يبلغ شرابُ ... ولا حزن ولم يبلغ سرور انظر "ديوان الحماسة" بشرح المرزوقي: 3/ 1354، و "مجالس ثعلب" 1/ 236. (¬1) انظر "المعرفة والتاريخ": 1/ 561. * طبقات ابن سعد: 6/ 246، طبقات خليفة. ت 1144، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 450، التاريخ الصغير: 1/ 243، 253، 254، ثقات العجلي: ص 243، المعارف: ص 449، المعرفة والتاريخ: 2/ 592، أخبار القضاة: 2/ 413، الجرح والتعديل: 6/ 322، مشاهير علماء الأمصار: ت 750، حلية الأولياء: 4/ 310، طبقات العبادي: 58، تاريخ بغداد: 12/ 227، طبقات الشيرازي: ص 81، الجمع بين رجال الصحيحين: 377، تاريح ابن عساكر: (عاصم - عايذ) 138، أنساب السمعاني: 7/ 341، طبقات فقهاء اليمن: 70، الباب: 2/ 198، معجم البلدان: 3/ 348، وفيات الأعيان: 3/ 12، تهذيب الكمال: ورقة 642، سير أعلام النبلاء: 4/ 294 - 319، ترجمة مطولة، تاريخ الإسلام: 4/ 130، تذكرة الحفاظ: 1/ 79، العبر: 1/ 127، تذهيب التهذيب: 4/ 112، البداية والنهاية: 9/ 230، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 350، طبقات المعتزلة: 130، 139، تهذيب التهذيب: 5/ 65، النجوم الزاهرة: 1/ 253، طبقات الحفاظ: ص 32، خلاصة تذهيب الكمال: ص 184، شذرات الذهب: 1/ 126، تهذيب ابن عساكر: 7/ 141، هدية العارفين: 1/ 435، تاريخ التراث العربي: 1/ 445.

مولده في أثناء خلافةِ عمَر سنةَ سبع عشرة. كان إمامًا، حافظًا، فقيهًا، متفنِّنًا، ثبتًا، متقنًا. وكان يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدَّثني رجلٌ بحديثٍ قطُّ إلَّا حفظتُه، ولا أحببتُ أن يُعيدَه علَيّ (¬1). وروى عن: عليٍّ، وعِمران بنِ حصين، وجريرِ بن عبد الله، وأبي هُريرة، وابنِ عبّاس، وعائشة، وعبدِ الله بن عَمرو، وعديِّ بنِ حاتم، والمغيرة بنِ شعبة، وفاطمةَ بنتِ قيس، وخلق. وعنه: إسماعيلُ بن أبي خالد، وداودُ بنُ أبي هند، وزكريّا بن أبي زائدة، ومجالد، والأعمش، وأبو حنيفة وهو أكبر شيخٍ له، وابنُ عونٍ، ويونُس بن أبي إسحاق، والسّرِيُّ بن يحيى، وخلق. قال العِجلي: مرسلُ الشعبيِّ صحيح، لا يكاد يُرسل إلَّا صحيحًا (¬2). وقد شهد الشعبيُّ وقعةَ الجماجم (¬3) مع ابنِ الأشعث، ثم نجا من سيفِ الحجّاج، وعفا عنه. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 229. (¬2) ثقات العجلي: ص 244. (¬3) هي الوقعة الشهيرة التي كانت سنة (83 هـ بين الحجاج بن يوسف الثقفي وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وذلك في دير الجماجم -موضع بظاهر الكوفة- والتي كسر فيها ابن الأشعث، وقُتل القراء. أخبارها مبثوثة في المصادر التاريخية، انظر مثلًا "تاريخ الطبري": 6/ 357 و "معجم البلدان": 2/ 504.

76 - سالم بن عبد الله

وقال: أدركت خمسمئةٍ مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (¬1). وقال مكحول: ما رأيتُ أعلَم مِن الشَّعبي (¬2). وقال سليمانُ التَّيميُّ عن أبي مِجْلَز: ما رأيتُ أحدًا أفقه من الشَّعبيّ؛ لا سعيد بن المسيِّب، ولا طاووس، ولا عطاء، ولا الحسن، ولا ابن سِيرين (¬3). وقال ابنُ عُيينة: العلماءُ ثلاثة: ابنُ عبّاسٍ في زمانه، والشعبيُّ في زمانه , والثوريُّ في زمانه (¬4). ورُوي عن الشعبي أنه قال: ما أروي شيئًا أقلَّ مِن الشعر، ولو شئتُ لأنشدتُكم شهرًا لا أُعيد (¬5). مات سنةَ أربعٍ ومئة على المشهور. 76 - سالم بن عبد الله * (ع) ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، أبو عمر، ويقال: أبو عبيد اللَّه العدوي، العُمَري، المدنيُّ، الفقيهُ، الحجَّة، أحدُ من جمع بين العلمِ والعمل، والزُّهد والشرف. ¬

_ (¬1) أخبار الفضاة لوكيع: 2/ 428. (¬2) ابن عساكر (عاصم - عايذ) 167. (¬3) الخبر بنحوه في "تاريخ بغداد": 12/ 320. (¬4) تاريخ بغداد: 12/ 229. (¬5) ابن عساكر: (عاصم- عايذ) 160. * طبقات ابن سعد: 5/ 195، طبقات خليفة: ت 2113، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 115، ثقات العجلي: ص 174، المعارف: ص 186، المعرفة والتاريخ: =

سمع أباه، وعاثشة، وأبا هُريرة، ورافِعَ بن خَدِيج، وسَفينة، وسعيدَ بن المسيب. وعنه: عمرو بن دينار، والزُّهريُّ، وعبيدُ الله بن عمر، وصالحُ بن كَيسان، وموسى بنُ عقبة، وحنظلةُ بنُ أبي سفيان، وخلق. وكان شديدَ الْأُدْمَة، عظيمَ الخُلق، خَشِنَ العيش، يَلْبَسُ الصُّوف تواضعًا، ومناقبُه كثيرة، وكان أبوه معجبًا به. قال مالك: لم يكن أحدٌ في زمانه أشبَه مِه بمن مضى من الصَّالحين في الزُّهد والفضل (¬1). وقيل: إنه دخل في ثيابٍ رثَّةٍ غليظةٍ على سليمان، فأجلسه معه على سريرِ الخلافة (¬2). مات سنةَ ستٍّ ومئة. رحمه الله. ¬

_ = 1/ 554، الجرح والتعديل: 4/ 184، مشاهير علماء الأمصار: ت 438, حلية الأولياء: 2/ 193، طبقات الشيرازي: ص 62، تاريخ ابن عساكر: 7/ 12، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 207، وفيات الأعيان: 2/ 349، تهذيب الكمال: ورقة 461، سير أعلام النبلاء: 4/ 457 - 467، تاريخ الإسلام: 4/ 115، تذكرة الحفاظ: 1/ 88، العبر: 1/ 130، تذهيب التهذيب: 2/ 2 / ب، البداية والنهاية: 9/ 234، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 301، تهذيب التهذيب: 3/ 436، النجوم الزاهرة: 1/ 256، طبقات الحفاظ: ص 33، خلاصة تذهيب الكمال: ص 131، شذرات الذهب: 1/ 133، تهذب ابن عساكر: 2/ 56. (¬1) انظر "المعرفة والتاريخ": 1/ 556. (¬2) انظر "ابن عساكر": 7/ 16.

77 - أبو صالح السمان

77 - أبو صالح السَّمَّان * (ع) ذكوان المدنيّ، مولى جُويرية الغَطفانيَّة. كان يجلِبُ الزيت والسَّمن إلى الكوفة. شهد الدَّار، وحصارَ عثمان رضي الله عنه. وسأل سعدَ بنَ أبي وقّاص، وسمع أبا هريرة، وعائشة، وابنَ عباس، وغيرَهم من الصحابة. وعنه: ابنُه سُهيلٌ، والأعمش، وسُمَيٌّ، وزيدُ بنُ أسلم، وبُكير بن الأشجّ، ويحيى بنُ سعيد، وعدَّة. قال أحمد: ثقة ثقة، مِن أجلِّ الناسِ وأوثقِهم (¬1). وقال الأعمشُ: سمعت من أبي صالح ألفَ حديث (¬2). مات سنةَ إحدى ومئة، رحمة الله عليه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 301، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 260، التاريخ الصغير: 1/ 239، ثقات العجلي: ص 150، المعرفة والتاريخ: 1/ 415، الجرح والتعديل: 3/ 450، مشاهير علماء الأمصار: ت 530، أنساب السمعاني: 7/ 129، اللباب: 2/ 135، تهذيب الكمال: ورقة 397، سير أعلام النبلاء: 5/ 36 - 37، تاريخ الإسلام: 4/ 219، العبر: 1/ 121، تذكرة الحفاظ: 1/ 89، تهذيب التهذيب: 3/ 219، طبقات الحفاظ: ص 33، خلاصة تذهيب الكمال: ص 112. (¬1) الجرح والتعديل: 3/ 451. (¬2) سير أعلام النبلاء: 6/ 230 ضمن ترجمة الأعمش.

78 - طاووس بن كيسان

78 - طاووسُ بنُ كيسان * (ع) الإِمام، أبو عبد الرحمن اليمانيُّ الجَنَدِيّ، من الْأَبناء. سمع: زيدَ بنَ ثابت، وعائشةَ، وأبا هُريرة، وزيدَ بن أرقم، وابنَ عبَّاس، وعِدَّة. وعنه: ابنُه عبدُ الله، والزُّهريّ، وإبراهيمُ بن مَيسَرة، وأبو الزُّبير، وعبدُ الله بن أبي نَجيح، وحنظلةُ بنُ أبي سُفيان وجماعة. قال ابنُ عبّاس: إنِّي لأظنُّ طاووسًا مِن أهل الجنَّة (¬1). وقال عمرو بن دينار: ما رأيتُ أحدًا مثلَ طاووس (¬2). وقال إبراهيمُ بن مَيسرة: ما رأيت أحدًا الشريفُ والوضيعُ عنده بمنزلةٍ إلَّا طاووسًا (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 537، تاريخ خليفة: 236، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 365، التاريخ الصغير: 1/ 252، ثقات العجلي: ص 234، المعرفة والتاريخ: 1/ 705، الجرح والتعديل: 4/ 500، مشاهير علماء الأمصار: ت 955، حلية الأولياء: 4/ 3، طبقات الشيرازي: ص 73، أنساب السمعاني: 3/ 320، الباب: 1/ 297، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 251، وفيات الأعيان: 2/ 509، تهذيب الكمال ورقة 622، سير أعلام النبلاء: 5/ 38 - 49، تاريخ الإسلام: 4/ 126، تذكرة الحفاظ: 1/ 90، العبرة 1/ 130، تهذيب التهذيب: 1/ 101 / ب، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 341، تهذيب التهذيب: 5/ 8، النجوم الزاهرة: 1/ 260، طبقات الحفاظ: ص 34، خلاصة تهذيب الكمال: ص 181، شذرات الذهب: 1/ 133. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 622. (¬2) الجرح والتعديل: 4/ 500. (¬3) المعرفة والتاريخ: 1/ 705.

79 - عطاء بن يسار

وقد كان طاووس رأسًا في العلم والعملِ والزُّهد. بعث إليه أميرُ اليمن بخمسمِئة دينار، فلم يقبلْها. وكان شيخ أهلِ اليمن ومفتيَهم، وكان كثيرَ الحجّ، فاتفق موتُه بمكَّة قبل التَّرويةِ بيوم، سنةَ ستٍّ ومئة، وصلَّى عليه هشامُ بنُ عبد الملك. وقد استقصى شيخُنا أبو الحجَّاج أخبارَه في "التهذيب" (¬1). 79 - عطَاءُ بنُ يَسَار * (ع) الإِمامُ الرَّبانيُّ أبو محمدٍ المدني، مولى أمِّ المؤمنين ميمونة، أخو الفقيه سُليمان (¬2)، وعبد الله، وعبدِ الملك. روى عن: زيدِ بن ثابتٍ، وأبي أيّوب، وعائشة، وأسامةَ بنِ زيد، وأبي هريرة، وعِدَّة. وعنه: زيدُ بن أسلم، وعمرو بنِ دِينارٍ، وصفوانُ بن سُلَيم، وهِلال بنُ أبي ميمونة، وشريك بن أبي نمِرٍ. وكان مِن كبار العُلماء. مات سنةَ ثلاثٍ ومثةٍ، وقيل: سنة بِضْعٍ وتسعين. رحمه الله. ¬

_ (¬1) ورقة 622 - 624. * طبقات ابن سعد: 5/ 173، طبقات خليفة: ت 2132، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 461، ثقات العجلي: ص 334، المعارف: ص 459، المعرفة والتاريخ: 1/ 564، الجرح والتعديل: 6/ 338، مشاهير علماء الأمصار: ت 474، تاريخ ابن عساكر: 11/ 335، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 335، تهذيب الكمال: ورقة 940، سير أعلام النبلاء: 4/ 448 - 449، تاريخ الإِسلام: 4/ 34 - 155، تذكرة الحفاظ: 1/ 90، العبر: 1/ 125، تهذيب التهذيب: 3/ 43، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 513، تهذيب التهذيب: 7/ 217، النجوم الزاهرة: 1/ 229، طبقات الحفاظ: ص 34، خلاصة تهذيب الكمال: ص 267، شذرات الذهب: 1/ 125. (¬2) صاحب الترجمة التالية.

80 - سليمان بن يسار

80 - سُليمان بنُ يسّار * (ع) المدنيُّ الفقيه. روى عن: عائشةَ، وأبي هريرة، وزيدِ بن ثابتٍ، وابنِ عبّاسٍ، وميمونَة، وطائفةٍ. وعنه: عمرو بن دِينار، والزُّهريُّ، وسالمُ أبو النضر، ويحيى بنُ سعيد، وصالحُ بنُ كَيسانَ، وآخرون. وكان مِن كبار الأئمة. قال الحسن بن محمد بن الحنفيَّة: هو أفهمُ عندنا من سعيد بن المسيِّب (¬1). وقال مالك: كان مِن علماء النَّاسِ (¬2). مات سنة أربعٍ ومئةٍ، وقيل: سنة سبعٍ، وقيل: غير ذلك. رحمة الله عليه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 174، طبقات خليفة: ت 2131، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 41، ثقات العجلي: ص 207، المعرفة والتاريخ: 1/ 549، الجرح والتعديل: 4/ 149، مشاهير علماء الأمصار: ت 432، حلية الأولياء. 2/ 190، طبقات الشيرازي: ص 60، تاريخ ابن عساكر (أحمد الثالث) صورة رقم 648، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 234، وفيات الأعيان: 2/ 399، تهذيب الكمال: ورقة 549، سير أعلام النبلاء: 4/ 444 - 448، تاريخ الإِسلام: 4/ 120، تذكرة الحفاظ: 1/ 91، العبر: 1/ 131، تهذيب التهذيب: 2/ 57، البداية والنهاية: 9/ 244، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 318، تهذيب التهذيب: 4/ 228، النجوم الزاهرة: 1/ 252، طبقات الحفاظ: ص 35، خلاصة تهذيب الكمال: ص 155، شذرات الذهب: 1/ 134. (¬1) المعرفة والتاريخ: 1/ 549. (¬2) المصدر السابق.

81 - مجاهد بن جبر

81 - مجاهدُ بنُ جَبْر * (ع) الإِمامُ، أبو الحجَّاج المخزوميُّ مولاهم المكيُّ، المقرئُ، المفسِّر، الحافظ، مولى السائبِ بن أبي السائب المخزومي. سمع: سعدًا، وعائشَة، وأبا هريرة، وأمَّ هانئ، وعبدَ الله بن عمرو، وابنَ عبّاس ولزمه مدَّةً، وقرأ عليه القرآن. وكان أحدَ أوعيةِ العلم. روى عنه: قتادةُ، والحكُم، وعمرو بنُ دينار، ومنصورٌ، والأعمشُ، وأيوبٌ، وابن عون، وعُمَرُ بن ذرّ، وخلق. قال مجاهد: عَرضتُ على ابنِ عبّاسٍ القرآنَ ثلاث عرضاتٍ أَقِفُهُ عند كلِّ آيةٍ أسأله فيمَ أُنزلت؟ وكيف كانت (¬1)؟ . قرأ على مجاهدٍ ابنُ كثير، وأبو عمرو بنُ العلاء، وابن مُحَيْصِن. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 466، طبقات خليفة: ت 2535، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 411، ثقات العجلي: ص 420، المعارف: ص 444، المعرفة والتاريخ: 1/ 711، الجرح والتعديل: 8/ 319، مشاهير علماء الأمصار: ت 590، حلية الأولياء: 3/ 279، طبقات الشيراري: ص 69، تاريخ ابن عساكر: 16/ 125 / ب، معجم الأدباء: 17/ 77، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1 / 83، تهذيب الكمال: ورقة 1306، سير أعلام النبلاء: 4/ 449 - 457، ميزان الاعتدال: 3/ 439، تاريخ الإِسلام: 4/ 190، تذكرة الحفاظ: 1/ 92، العبر: 1/ 125، تهذيب التهذيب: 4/ 22، معرفة القراء الكبار: 1/ 66، البداية والنهاية: 9/ 224، العقد الثمين: 7/ 132، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 41، تهذيب التهذيب: 10/ 42، طبقات الحفاظ: ص 35، خلاصة تهذيب الكمال: ص 369، طبقات المفسرين: 2/ 305، شذرات الذهب: 1/ 125. (¬1) حلية الأولياء: 3/ 279 - 280.

82 - خالد بن معدان

قال قَتادة: أعلم مَنْ بَقِيَ بالتفسير مجاهد (¬1). وقال ابن جُريج: لأن أكونَ سمعتُ من مجاهدٍ أحبُّ إليَّ من أهلي ومالي (¬2). تُوفي سنةَ ثلاثٍ ومئةٍ وقد بلغ ثلاثًا وثمانينَ سنةً. وقد ذكَر الحافظُ أبو نعيم في "الحليةِ" (¬3) من روايةِ محمد بن حُميد الرَّازي عن عبد الله بن عبد القُدوس، عن الأعمش، أن مجاهدًا رأى هاروتَ وماروتَ كالجبلين، وكاد يَهْلِكُ. 82 - خالدُ بنُ مَعْدان * (ع) أبو عبد الله الكَلَاعيُّ الحِمصيّ، الإِمامُ العالمُ العابد. ¬

_ (¬1) المعرفة والتاريخ: 1/ 642. (¬2) تاريخ ابن عساكر: 16/ 128. (¬3) 3/ 288. * طبقات ابن سعد: 7/ 455، طبقات خليفة: ت 2928، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 176، ثقات العجلي: ص 142، المعارف: ص 625، المعرفة والتاريخ: 2/ 385، تاريخ أبي زرعة الدمئسقي: 1/ 243 وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 351، مشاهير علماء الأمصار: ت 865، حلية الأولياء: 5/ 210، أنساب السمعاني: 10/ 515، تاريخ ابن عساكر: 5/ 257، تهذيب الكمال: ورقة 364، سير أعلام النبلاء: 4/ 536 - 541، تاريخ الإِسلام: 4/ 109، تذكرة الحفاظ: 1/ 93، العبر: 1/ 126، تهذيب التهذيب: 1/ 192، البداية والنهاية: 9/ 230، تهذيب التهذيب: 3/ 118، النجوم الزاهرة: 1/ 252، طبقات الحفاظ: ص 36، خلاصة تهذيب الكمال: ص 103، شذرات الذهب: 1/ 126، تهذيب ابن عساكر: 5/ 89.

83 - أبو قلابة

سمع: ثَوبانَ، ومُعاويةَ، وأبا أُمامةَ، والمقدامَ بن معدي كَرِب، وجُبيرَ بن نُفير، وكثيرَ بنَ مُرَّة، وخلقًا. وأرسل عن معاذٍ، والكبار. روى عنه: بُجَيرُ بن سعد، وثَوْرُ بن يزيد، وحَرِيزُ بنُ عثمان، وصَفْوان بنُ عمرو، وَعَبْدَةُ ابنتُه، وعِدَّة. قال صَفْوان: سمعته يقول: لَقِيتُ سبعين صحابيًّا (¬1). وقال بُجَير: ما رأيتُ أحدًا ألزمَ للعلم منه، وكان عِلْمُه في مُصحفٍ له أزرارٌ وعُرى (¬2). وقال الثوري: ما أُقَدِّمُ على خالِدِ بنِ مَعْدان أحدًا. ويُروى أنَّه كان يُسبِّحُ في اليوم أربعينَ ألفَ مرّةٍ (¬3). مات سنة أربعٍ ومئةٍ، وقيل: سنةَ ثلاثٍ. رحمة الله عليه. 83 - أبو قِلابة * (ع) عبدُ اللهِ بن زيد الجَرْمِيُّ البصريّ، أحدُ الأئمَّة الأعلام. ¬

_ (¬1) أورده ابن عساكر في "تاريخه": / 5/ 258 ب والفسوي في "المعرفة والتاريخ": 2/ 385 كلاهما من طريق أم الضحاك بنت راشد مولاة خالد بن معدان. (¬2) تاريخ ابن عساكر: 5/ 258. (¬3) انظر "الحلية": 5/ 210. * طبقات ابن سعد: 7/ 183، طبقات خليفة: ت 1730، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 92، المعارف: ص 446، المعرفة والتاريخ: 2/ 65، الجرح والتعديل: 5/ 57، مشاهير علماء الأمصار: ت 649، تاريخ داريا: 72، حلية الأولياء: 2/ 282، طبقات الشيرازي: ص 89، أنساب المعاني: 3/ 235، تاريخ ابن =

روى عن: سَمُرة بن جُنْدب، وثابتِ بن الضحّاك، وأنس بن مالك النَّجاري، وأنسِ بنِ مالك الكعبيّ، وزَهْدَمِ بنِ مضرِّب، وعَمْرِو بن سَلِمة، وخلقٍ. وأرسل عن حُذيفةَ، وعائشةَ، وجماعة. روايتُه عن عائشة في مسلم. روى عنه: أيّوب، وحُميد، ويحيى بن أبي كثير، وخالدُ الحَذَّاء، وعاصمٌ الأحْول، وداودُ بنُ أبي هِنْد، وآخرون. طُلب للقضاء فامتنع، وتَغَرَّبَ، فَقَدِمَ الشام ونزل دَارَيَّا، وكان عظيمَ القَدْرِ، وكان عُمَرُ بنُ عبد العزيز يُعظِّمه. وكان ممن ابتُلي في بَدَنيِ ودينهِ، فإنّه أُرِيدَ على القضاءِ بالبصرة فهرب إلى الشام، فمات بعريشِ مصر سنةَ أربع وقيل: سنة سبعٍ ومئةٍ، وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصرُه، وهو مع ذلك حامد شاكر. رحمة الله عليه. قال ابنُ حِبَّان (¬1): أبو قِلابةَ من عُبَّاد التَّابعين وزُهَّادِهم، ممن هَرَبَ من البصرة مخافةَ أن يُولَّى القضاء، فدخل الشام يأوي الرّبَاطات، ويكونُ ¬

_ = عساكر: 9/ 156، تهذيب الكمال: ورقة 685 و 1645، سير أعلام النبلاء: 4/ 468 - 475، تاريخ الإِسلام: 4/ 221، تذكرة الحفاظ: 1/ 94، العبر: 1/ 127، تهذيب التهذيب: 2/ 146، البداية والنهاية: 9/ 231، تهذيب التهذيب: 5/ 224، النجوم الزاهرة: 1/ 254، طبقات الحفاظ: ص 36، خلاصة تهذيب الكمال: ص 198، شذرات الذهب: 1/ 126، تهذيب ابن عساكر: 7/ 429. (¬1) في "مشاهير علماء الأمصار": ص 89.

84 - أبو بردة بن أبي موسى الأشعري

في الثغورِ، ومعه بُنيّ له، إلى أن اعتلَّ عِلَّةً صعبةً، فذهبت يداه ورجلاه وبصَرُه، فما كان يزيد على "اللهم أوزعني أن أحمدَك حمدًا أُكافئ به شُكْرَ نعمتك التي أنعمتَ بها عليّ، وفضَّلتني على كثيرٍ ممَّن خلقته تفضيلًا". 84 - أبو بُردة بن أبي موسى الأشعري * (ع) أحدُ الفقهاء الأثبات. اسمُه: عامر، ويقال: الحارث. وَلِي قضاء الكوفة بعد شُرَيح. وروى عن: أبيه، وعليِّ بن أبي طالب، والزبيرِ بن العوامِ، وحذيفة، وأبي هريرة، وغيرِهم. وعنه: ابنُه بلالٌ الأمير، وحفيدُه بُرَيدُ بن عبد الله، وبُكَيرُ بن الأشَجّ، وثابتٌ البُنَاني، وقتادةُ، وأبو إسحاق الشَّيباني، وأبو إسحاق السَّبِيعي، وخلقٌ. وكان عَلَّامةً كثيرَ الحديث. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 268، طبقات خليفة: ت 1153، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 447، التاريخ الصغير: 1/ 248، ثقات العجلي: ص 491، المعارف: ص 589، أخبار القضاة: 2/ 408، مشاهير علماء الأمصار: ت 776، تاريخ ابن عساكر (عاصم عايذ) 371، وفيات الأعيان: 3/ 10، تهذيب الكمال: ورقة 1578، سير أعلام النبلاء: 4/ 343 - 346، تاريخ الإِسلام: 4/ 216، تذكرة الحفاظ: 1/ 95، العبر: 1/ 128، تذهيب التهذيب: 4/ 199، البداية والنهاية: 9/ 231، تهذيب التهذيب: 12/ 18، النجوم الزاهرة: 2/ 251، طبقات الحفاظ: ص 36، خلاصة تذهيب الكمال: ص 443، شذرات الذهب: 1/ 126.

85 - عكرمة البربري

قال العِجلي: كُوفيٌّ تابعيٌّ ثقة (¬1). وقال ابنُ عُيينة: سَأَلَ عُمَرُ بنُ عبد العزيز أبا بُرْدة بن أبي موسى: كم أَتى عليك؟ قال: أَشُدَّان -يعني أربعين وأربعين (¬2). مات سنةَ أربعٍ ومئةٍ في قولِ أبي نُعيم، وخليفةَ، وأبي عُبيد، وابنِ حِبَّان وغيرِهم. وقال الواقديّ: سنة ثلاثٍ. رحمة اللهِ عليه. 85 - عِكْرِمة البَرْبَري * (خ، 4، م مقرونًا) أبو عبد الله المَدنيُّ الهاشميُّ، مولى ابن عباس، الإِمام الحَبْر. روى عن: مولاه، وعائشةَ، وأبي هُريرة، وعُقبة بنِ عامر، وأبي سعيد، وعِدَّة. وروايتُه عن عليٍّ في النَّسَائي، وذلك ممكن. ¬

_ (¬1) ثقات العجلي: ص 491. (¬2) ابن عساكر: (عاصم عايذ) 389. * طبقات ابن سعد: 5/ 287، طبقات خليفة: ت 2537، التاريخ الصغير: 1/ 257، ثقات العجلي: ص 339، المعارف: ص 445، المعرفة والتاريخ: 2/ 5، الجرح والتعديل: 7/ 7، مشاهير علماء الأمصار: ت 593، حلية الأولياء: 3/ 326، طبقات الشيرازي: ص 70، معجم الأدباء: 12/ 181، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 340، وفيات الأعيان: 3/ 265، تهذيب الكمال: ورقة 954، سير أعلام النبلاء: 5/ 12 - 36، تهذيب التهذيب: 3/ 49 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 95، ميزان الاعتدال: 3/ 93، العبر: 1/ 131، تاريخ الإسلام: 4/ 156، العقد الثمين: 6/ 123، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 515، تهذيب التهذيب: 7/ 263، النجوم الزاهرة: 1/ 263، طبقات الحفاظ: ص 37، خلاصة تهذيب الكمال: ص 270، طبقات المفسرين: 1/ 380، شذرات الذهب: 1/ 130.

86 - القاسم بن محمد

حدَّثَ عنه خلائق، منهم أيّوب، وثورُ بن زيد، وثورُ بن يزيد، وخالدٌ الحَذَّاء، وداودُ بن أبي هند، وعاصمٌ الأحول. وأفتى في حياة ابن عبّاس. قال أبو الشَعْثَاء: هو أَعْلَمُ الناس (¬1). وقال قتادة: أعلمُ الناس بالتفسير عِكْرمة (¬2). وعن شَهْر بن حَوشب قال: عِكْرِمة حَبْرُ الْأُمّة (¬3). وقال طاووس: لو تركَ من حديثه، واتَّقَى الله، لشُدَّت إليه الرِّحال (¬4). وقد احتج بعكرمةَ أحمدُ، ويحيى، والبخاريُّ، والجمهور. وأعرض عنه مالك، ومسلم لرأيه. مات سنةَ خمسٍ ومئةٍ بالمدينة، وقيل: سنة ستٍّ، وقيل: سنة سبعٍ، وقيل غير ذلك. رحمة اللهِ عليه. 86 - القاسِم بنُ محمد * (ع) ابن أبي بكر الصديق، الإِمام، أبو محمد، وأبو عبد الرحمن، القُرشيُّ التَّيميُّ المدنيّ. ¬

_ (¬1) المعرفة والتاريخ: 2/ 10. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 955. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 954. (¬4) طبقات ابن سعد: 5/ 289 - 290. * طبقات ابن سعد: 5/ 187، تاريخ خليفة: 338، التاريخ الصغير: 1/ 241، ثقات العجلي: ص 387، الجرح والتعديل: 7/ 118، مشاهير علماء الأمصار: ت 427، =

سمع عَمَّتَه عائشة، وابنَ عبّاس، ومعاويةَ، وفاطمةَ بنتَ قيس، وابنَ عمر، وطائفة. وعنه: ابنُه عبدُ الرّحمن، والزُّهري، وابنُ المنكدر، وابنُ عَوْن، وربيعةُ الرَّأي، وأفلحُ بن حُميد، وحنظلةُ بن أبي سُفيان، وأيّوبُ السَّخْتيَاني، وخلق. قُتل أبوه، فَربِّي يتيمًا في حِجْر عمَّته، فتفقَّه بها. قال ابن عُيينة: كان القاسمُ أَعْلَمَ أهلِ زمانه (¬1). وقال ابنُ المَديني: له مئتا حديث (¬2). وقال ابنُ سعد (¬3): كان إمامًا، فقيهًا، ثقةً، رفيعًا، وَرِعًا، كثيرَ الحديث. وقال السَّخْتيَانِي: ما رأيت رجلًا أفضل من القاسم، لقد ترك مئة ألفٍ وهي له حلال (¬4). مات في آخر سنة ستٍّ ومئةٍ، أو أول سنة سبعٍ. رحمة اللهِ عليه. ¬

_ = حلية الأولياء: 2/ 183، طبقات الشيرازي: ص 59، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 55، وفيات الأعيان: 4/ 59، تهذيب الكمال: ورقة 1118، تهذيب التهذيب: 3/ 150 / ب، سير أعلام النبلاء: 5/ 54 - 60، تاريخ الإِسلام: 4/ 182، تذكرة الحفاظ: 1/ 96، العبر: 1/ 132، نكت الهميان: ص 230، تهذيب التهذيب: 8/ 323، طبقات الحفاظ: ص 38، خلاصة تهذيب الكمال: ص 313، شذرات الذهب: 1/ 135. (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 118 بلفظ: كان القاسم أفضل أهل زمانه. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1118. (¬3) في "طبقاته": 5/ 194. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1118.

87 - عبد الرحمن بن هرمز الأعرج

87 - عَبد الرحمن بنُ هُرْمُز الْأَعرج (ع) أبو داود، الحافظُ المقرئ، مولى ربيعة (¬1) بن الحارث بن عبد المطَّلب الهاشميّ المدنيّ، كاتبُ المصاحف. سَمعَ: أبا هريرة، وأبا سعيدٍ الخُدْري، وعبدَ الله بنَ بُحَينة، وعِدَّة. حدَّث عنه: الزُّهْرِيُّ، وأبو الزِّناد، وصالحُ بنُ كَيسان، ويحيى بنُ سعيد، وابنُ لَهِيعة، وغيرُهم. وكان ثقةً، ثبتًا، عالمًا، مُقرئًا. تحوَّل في آخر عُمرِه إلى ثغر الإِسكندريّةِ مُرابطًا، فتُوفي سنةَ سبعَ عشرةَ ومئة. رحمة اللهِ عليه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 283، تاريخ خليفة: 348، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 360، ثقات العجلي: ص 300، المعرفة والتاريخ: 1/ 242 و 2/ 215، 737، الجرح والتعديل: 5/ 297، مشاهير علماء الأمصار: ت 559، أخبار النحويين البصريين! 21، فهرست النديم: ص 45، أنساب السمعاني: 1/ 312، تاريخ ابن عساكر: 23/ 463، اللباب: 1/ 75، إنباه الرواة: 2/ 172، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 305، تهذيب الكمال: ورقة 824، سير أعلام النبلاء: 5/ 69، تاريخ الإسلام: 4/ 275، تذكرة الحفاظ: 1/ 97، تذهيب التهذيب: 2/ 232، الكاشف: 2/ 189، العبر: 1/ 145، معرفة القراء الكبار: 1/ 77، اللغة في تاريخ أئمة اللغة: 126، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 381، تهذيب التهذيب: 6/ 290، النجوم الزاهرة: 1/ 276، بغية الوعاة: 2/ 91، حسن المحاضرة: 1/ 485، طبقات الحفاظ: ص 38، خلاصة تذهيب الكمال: ص 236، شذرات الذهب: 1/ 153. (¬1) كذا الأصل و "التذكرة" و"تهذيب الأسماء واللغات"، وفي أكثر مصادر الترجمة: مولى محمد بن ربيعة بن الحارث ...

88 - عطاء بن أبي رباح

88 - عطاء بنُ أبي رَبَاح * (ع) مُفتي أهلِ مكَّة ومحدِّثُهم، الإِمام أبو محمد بن أسلم القرشيّ مولاهم المكيُّ الأسود. وُلِدَ في خلافةِ عثمان، وقيل: في خلافة عُمر. سَمِعَ: عاثشةَ، وأبا هريرةَ، وابنَ عبّاس، وأبا سعيد، وأمَّ سلمة، وطائفة. وعنه: أيّوب، وحُسينٌ المعلّم، وابنُ جُرَيج، وابنُ إسحاق، والأوزاعي، وأبو حَنيفة، وهمَّام بن يحيى، وجَريرُ بنُ حازم، وخلق. وكان أسودَ مفلفلًا، فَصيحًا، كثيرَ العلم، من مُوَلَّدي الجَنَد. قال أبو حنيفة: ما رأيتُ أحدًا أفضلَ مِن عطاء (¬1). وقال ابن جُرَيج: كان المسجدُ فراشَه عشرينَ سنة. قال: وكان مِن أحسن النَّاس صلاةً (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 467، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 463، ثقات العجلي: ص 332، المعرفة والتاريخ 1/ 701، الجرح والتعديل: 6/ 330، مشاهير علماء الأمصار: ت 589، حلية الأولياء: 3/ 310، طبقات الشيرازي: ص 69، وفيات الأعيان: 3/ 261، تهذيب الكمال: ورقة 938، سير أعلام النبلاء: 5/ 78 - 88، تذكرة الحفاظ: 1/ 98، تهذيب التهذيب: 3/ 41، تاريخ الإِسلام: 4/ 278، ميزان الاعتدال: 3/ 70، العبر: 1/ 141، نكت الهميان: ص 199، البداية والنهاية: 9/ 306، العقد الثمين: 6/ 84، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 513، تهذيب التهذيب: 7/ 199، النجوم الزاهرة: 1/ 273، طبقات الحفاظ: ص 39، خلاصة تهذيب الكمال: ص 266، شذرات الذهب: 1/ 147. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 939. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 939.

89 - ميمون بن مهران

قال الأوزاعي: مات عطاءٌ يومَ مات وهو أرضى أهلِ الأرض عندَ النَّاس (¬1). وقال ابنُ عبّاس: يا أهلَ مكة تجتمعون عليَّ وعندكم عطاء؟ ! (¬2). وعن أبي جَعفر البَاقر قال: ما بقي على وجهِ الأرض أعلمُ بمناسك الحجِّ مِن عطاء (¬3). ومناقبُه كثيرةٌ رحمه اللهُ. مات على الأصحِّ في رمضان سنةَ أربعَ عشرةَ ومئة، وقيل: سنةَ خمسَ عشرةَ بمكة. 89 - مَيمونُ بنُ مِهْران * (م، 4) الإِمامُ أبو أيّوب الرَّقِّيّ، عالم أهلِ الجزيرة، أعتقته امرأةٌ بالكُوفة فنشأ بها، واستوطن الجزيرة. ¬

_ (¬1) المعرفة والتاريخ: 1/ 702. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 938. (¬3) طبقات ابن سعد: 5/ 468. * طبقات ابن سعد: 7/ 477، طبقات خليفة: ت 3066، التاريخ الصغير: 1/ 284، ثقات العجلي: ص 445، المعرفة والتاريخ: 2/ 389، الجرح والتعديل: 8/ 233، مشاهير علماء الأمصار: ت 908، حلية الأولياء: 4/ 82، طبقات الشيرازي: ص 77، تهذيب الكمال: ورقة 1399، سير أعلام النبلاء: 5/ 71 - 78، تهذيب التهذيب: 4/ 86 / ب، العبر: 1/ 147، تاريخ الإِسلام: 5/ 8، تذكرة الحفاظ: 1/ 98، البداية والنهابة: 9/ 314، تهذيب التهذيب: 10/ 390، طبقات الحفاظ: ص 39، خلاصة تهذيب الكمال: ص 394، شذرات الذهب: 1/ 154.

روى عن: عائشة، وأبي هريرةَ، وابنِ عباسٍ، وابنِ عُمَر، وطائفة. وأرسل عن عمر، والزبير وغيرِهما. حدَّث عنه: أبو بِشْر، وخُصَيْف، وجعفرُ بن بُرقان، وحجَّاجُ بن أَرطأة، وسالمُ بن أبي المُهاجر، والأوزاعي، وأبو المليح الرَّقِّي، ومَعْقِلُ بنُ عُبيد الله، وخلق. قال أحمدُ بنُ حنبل: هو أوثقُ من عِكْرمة (¬1). وقال أبو المليح: ما رأيت رجلًا أفضلَ من ميمون (¬2). وقد استعمله عمرُ بن عبد العزيز على خَراجِ الجزيرة وقضائها، ثم قال: ودِدْتُ أن أصبعي قُطِعت، وأني لم ألِ لا لعمر بن عبد العزيز، ولا غيرِه (¬3). ويُروى أنه صلَّى في سبعةَ عشرَ يومًا سبعةَ عشرَ ألف ركعة. تُوفي سنةَ سبعَ عشرةَ ومئةٍ، وكان من أبناء الثمانين. رحمة اللهِ عليه. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 234. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1400. (¬3) المصدر السابق.

90 - نافع

90 - نَافع * (ع) الإِمام، أبو عبد الله العدويُّ المدنيّ. حدَّث عن: مولاه ابنِ عُمَرَ، وعائشة، وأبي هريرة، وأمِّ سلمة، ورافع بن خَدِيجٍ، وأبي لُبابة، وطائفة. وعنه: أيّوب، وعبدُ الله بنُ عمر، وابنُ عَوْن، وابنُ جُرَيجٍ، والأوزاعيُّ، ومالك، واللَّيث، وعُقيل، وخلق. قال البخاريُّ وغيره: أصحُّ الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر (¬1). وقال أحمد: إذا اختلف نافعٌ وسالمٌ ما أقدمُ عليهما (¬2). ¬

_ * تاريخ خليفة: 206، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 84، التاريخ الصغير: 2/ 59، ثقات العجلي: ص 447، المعارف: ص 460، المعرفة والتاريخ: 1/ 645، الجرح والتعديل: 8/ 451، مشاهير علماء الأمصار: ت 578، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 123، وفيات الأعيان: 5/ 367، تهذيب الكمال: ورقة 1407، سير أعلام النبلاء: 5/ 95 - 101، تاريخ الإسلام: 5/ 10، تذكرة الحفاظ: 1/ 99، العبر: 1/ 147، تهذيب التهذيب: 4/ 91، مرآة الجنان: 1/ 251، البداية والنهاية: 9/ 319، تهذيب التهذيب: 10/ 412، طبقات الحفاظ: ص 40، خلاصة تهذيب الكمال: ص 400، شذرات الذهب: 1/ 154. (¬1) إطلاق الأصحية على الأسانيد يتفاوت بين حافط وآخر: فقد قال أحمد وإسحاق: أصحها الزهري، عن سالم، عن أبيه. وقال ابن المديني والفلّاس: أصحها محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي. وقال ابن معين: أصحها الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 452 ولفظه: ... ما أتقدم عليهما.

91 - وهب بن منبه

وقد كان نافع كثيرَ الحديثِ، متواضعًا، وكان لا يُفتي في حياة سالم. قال ليونس بن يزيد: من يعْذِرُني من زُهريِّكم؟ يأتيني فأُحدِّثه عن ابن عمر، ثم يذهبُ إلى سالم، فيقول: سمعتَ هذا مِن أبيك؟ فيقول: نعم، فيحدِّث به عن سالم، ويَدَعُني، والسِّياق من عندي (¬1). وقال ابنُ حِبَّان: كان نافع من المُتقِنين (¬2). مات سنةَ سبعَ (¬3) عشرةَ ومئة. رحمه اللهُ. 91 - وهب بن مُنبِّه * (ع) الحافظ، أبو عبد الله الصَّنْعانيُّ، عالم أهل اليمن. وُلدَ في سنة أربعٍ وثلاثين. ¬

_ (¬1) المعرفة والتاريخ: 1/ 645. (¬2) مشاهير علماء الأمصار: ص 80. (¬3) اختلف في سنة وفاته على أقوال جزم الذهبي أن أصحها سنة سبع عشرة ومئة، ونقل عن ابن عيينة وأحمد أن وفاته كانت سنة تسع عشرة ومئة. انظر "السير": 5/ 101. * طبقات ابن سعد: 5/ 543، طبقات خليفة: ت 2652، الزهد لأحمد: 371، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 164، ثقات العجلي: ص 467، المعارف: ص 459، الجرح والتعديل: 9/ 24، مشاهير علماء الأمصار: ت 956، حلية الأولياء: 4/ 23، طبقات الشيرازي: ص 74، أنساب السمعاني: 6/ 19، ناريخ ابن عساكر: 17/ 474، طبقات فقهاء اليمن: 57، معجم الأدباء: 19/ 259، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1 / 149، وفيات الأعيان: 6/ 37، تهذيب الكمال: ورقة 1484، سير أعلام النبلاء: 4/ 544 - 557، تاريخ الإِسلام: 5/ 14، تذكرة الحفاظ: 1/ 100، العبر: 1/ 143، تهذيب التهذيب: 4/ 143، البداية والنهاية: 9/ 276، تهذيب التهذيب: 11/ 166، طبقات الحفاظ: ص 41، خلاصة تهذيب التهذيب: ص 419، شذرات الذهب: 1/ 150.

وروى عن: أبي هُريرة يسيرًا، وعن عبدِ الله بن عَمْرو، وابنِ عباس، وأبي سعيد، وجابر بنِ عبد الله، وغيرِهم. وعنده مِن علم الكتاب شيءٌ كثير، وحديثهُ في "الصَّحيحين" عن أخيه همّام. ولهمَّام عن أبي هريرة نسخة مشهورة أكثرها في الصَّحيح، رواها عنه معمر. وطال عُمْرُ همّام، وعاش إلى سنة نَيِّفٍ وثلاثين ومئةٍ. حدَّث عن وهب: ابنُ أخيه عبدُ الصمد، وأقاربُه، وعمرو بنُ دينار، وإسرائيلُ أبو موسى، وسِمَاكُ بن الفضل، وعَوْفٌ الأعرابي، وآخرون. وكان واسعَ العلم. قال العِجْليُّ: كان ثقةً، تابعيًّا، على قضاء صَنْعاء (¬1). وقال مُثنى بنُ الصبَّاح: لَبِثَ وهبٌ عشرين سنةً لم يجعل بين العشاء والصُّبح وضوءًا (¬2). وله ترجمةٌ طويلةٌ في "تاريخ دمشق". مات في أول سنةِ أربعَ عشرةَ ومئة. وقيل: إنَّ أباه أسلم في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم. رحمة اللهِ عليه. ¬

_ (¬1) ثقات العجلي: ص 467. (¬2) طبقات ابن سعد: 5/ 543.

92 - عبد الله بن عبيد الله

92 - عبد الله بنُ عُبَيد الله * (ع) ابن أبي مُليكة زُهير بن عبد الله بن جُدْعَان، القرشيُّ التَّيميُّ المكِّيّ، أبو بكر، وأبو محمد الأحول. الإِمام، شيخُ الحرم، وقاضي مكَّة زمنَ ابن الزُّبير، ومُؤذِّن الحرم. روى عن: جدِّه، وعاثشة، وأمِّ سلمة، وعبد الله بن عَمْرو بن العاص، وابنِ عبّاس، وابنِ عُمر، وطائفةٍ. وعنه: عمرو بن دِينار، وأيُّوب، وابنُ جُرَيج، ويزيد بن إبراهيم، وجَرير بن حازم، ونافعُ بن عمر الجُمَحِي، وأبو عامر الخزَّاز، وعبدُ الواحد بنُ أيمن، والليثُ بنُ سعد، وخلق. وكان إمامًا، فقيهًا، حجةً، فصيحًا. روى عنه أيوب، قال: بعثني ابنُ الزبير على قضاء الطائف، فكنتُ أسأل ابن عباس (¬1). تُوفي سنةَ سبعَ عشرةَ ومئة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 473، طبقات خليفة: ت 2545، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 137، التاريخ الصغير: 1/ 283، ثقات العجلي: ص 268، الجرح والتعديل: 5/ 99، تهذيب الكمال: ورقة 708، سير أعلام النبلاء: 5/ 88 - 90، العبر: 1/ 145، تذكرة الحفاظ: 1/ 101، تاريخ الإِسلام: 4/ 267، تهذيب التهذيب: 2/ 146، الكاشف: 2/ 95، العقد الثمين: 5/ 204، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 430، تهذيب التهذيب: 5/ 306، النجوم الزاهرة: 1/ 276، طبقات الحفاظ: ص 41، خلاصة تذهيب الكمال: ص 205، شذرات الذهب: 1/ 153. (¬1) انظر "طبقات ابن سعد": 5/ 472.

93 - عبد الله بن بريدة

93 - عَبْدُ الله بن بُرَيدة * ابن الحُصَيْب، الحافظ، أبو سهل الْأَسلميُّ المَرْوَزيّ، قاضي مرو، وعالمُ خراسان. حدَّث عن: أبيه، وعائشة، وسَمُرَةَ بن جُندب، وعِمْرانَ بنِ حُصين، وأبي موسى الأشعري، وأبي الأسود الدِّيلي، والمغيرةَ بنِ شُعبة، وعبدِ الله بن مُغفَّل. وقيل: إنه لقي ابنَ مسعود. مَولده في خلافة عمر. حدَّث عنه: الجُرَيري، وحُسينٌ المعلِّم، ومُقاتِلُ بن حَيَّان، والحسينُ بنُ واقد، وخلق. وهو متَّفَقٌ على الاحتجاج به. وقد عاش مئةَ سنةٍ. تُوفي سنةَ خمسَ عشرةَ ومئةٍ، وقد نشر علمًا كثيرًا. رحمه اللهُ. * * * ¬

_ * طبقات خليفة: ت 1739، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 51، التاريخ الصغير: 2/ 139، ثقات العجلي: ص 250، الجرح والتعديل: 5/ 13، مشاهير علماء الأمصار: ت 983، تاريخ ابن عساكر: (عبادة- عبد الله) ص 416، تهذيب الكمال: ورقة 667، سير أعلام النبلاء: 5/ 50 - 52، تاريخ الإسلام: 4/ 263، تذكرة الحفاظ: 2/ 101، تهذيب التهذيب: 2/ 131 / ب، العبر: 1/ 143، تهذيب التهذيب: 5/ 157، طبقات الحفاظ: ص 40، خلاصة تذهيب الكمال: ص 192، شذرات الذهب: 1/ 151، تهذيب ابن عساكر: 7/ 309.

94 - مكحول

الطبقة الرابعة وهي الثالثة من التابعين (رضي اللهُ عنهم) 94 - مكحول * (م، 4) عالمُ أهلِ دمشق، أبو عبد الله بن أبي مسلم الهذليّ، الفقيهُ، الحافظُ، مولى امرأة من هُذَيل، وأصله من كَابُل، ومل: هو من أولاد كِسرى، ودارهُ بدمشق. يُرْسِلُ كثيرًا، ويدلِّسُ عن أُبي بن كعب، وعُبَادةَ بنِ الصَّامت، وعائشة، والكِبَار. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 453، طبقات خليفة: ت 2925، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 21، التاريخ الصغير: 1/ 272، ثقات العجلي: ص 439، المعارف: ص 452، المعرفة والتاريخ: 2/ 389، 399، 410، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: انظر الفهرس، الجرح والتعديل: 8/ 407، مشاهير علماء الأمصار: ت 870، حلية الأولياء: 5/ 177، طبقات الشيرازي: ص 75، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 113، وفيات الأعيان: 5/ 280، تهذيب الكمال: ورقة 1371، سير أعلام النبلاء: 5/ 155 - 160، ميزان الاعتدال: 4/ 177، تاريخ الإِسلام: 5/ 3، تذكرة الحفاظ: 1/ 107، العبر: 1/ 140، نذهيب التهذيب: 4/ 67، البداية والنهاية: 5/ 309، تهذيب التهذيب: 10/ 289، النجوم الزاهرة: 1/ 272، طبقات الحفاظ: ص 42، حسن المحاضرة: 1/ 119، خلاصة تهذيب الكمال: ص 386، شذرات الذهب: 1/ 146، تاريخ التراث العربي: 2/ 21.

وروى عن: أبي أُمامة، وواثِلَة، وأنسٍ، ومحمودِ بن الربيع، وعبدِ الرحمن بن غَنْم، وأبي إدريس الخَوْلاني، وأبي سلَّام ممطورٍ، وخلق. وعنه: أيوبُ بنُ موسى، والعلاءُ بن الحارث، وثورُ بن يزيد، وحجّاج بن أرطاة، والأوزاعيُّ، وسعيدُ بن عبد العزيز، وآخرون. قال ابن إسحاق: سَمِعتُ مكحولًا يقول: طُفْتُ الأرضَ في طلب العلم (¬1). وقال أبو حاتم: ما أعلمُ بالشام أفقَه من مكحول (¬2). وقال سعيد بن عبد العزيز: قال مكحول: ما استودعت صدري شيئًا إلا وجدتُه حين أُريد (¬3). قال سعيد: كان مكحول أفقَهَ من الزُّهْرِيّ، وكان بريئًا من القدر (¬4). مات سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئةٍ، وقيل: سنةَ اثنتي عشرة، وقيل غير ذلك. رحمة الله عليه. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 407. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 407 - 408. (¬3) ميزان الاعتدال: 4/ 178. (¬4) انظر "تهذيب الكمال": ورقة 1372.

95 - الزهري

95 - الزُّهْرِيّ * (ع) عَلَمُ الحفّاظ، أبو بكر، محمدُ بنُ مسلم بن عُبَيد الله بن عبد الله بن شِهاب بن عبد الله بن الحارث بن زُهرة بن كِلاب القرشيُّ الزُّهْرِيُّ المدنيُّ الإِمامُ. وُلد سنة خمسين. وحدَّث عن: ابنِ عُمر، وسهلِ بن سعد، وأنسٍ، ومحمود بن الربيعِ، وابن المسيِّب، وأبي أُمامة بن سهل، وطبقتِهم. وعنه: عُقيل، ويونس، والزُّبيدي، وصالحُ بنُ كَيسان، وَمَعْمَرٌ، وشُعيبُ بنُ أبي حمزة، والأوزاعي، واللَّيث، ومالك، وابنُ أبي ذئب، وعَمْرو بن الحارث، وابنُ عُيينة، وإبراهيمُ بنُ سعد، وخلق. ¬

_ * طبقات خليفة: ت 302، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 220، التاريخ الصغير: 1/ 320، ثقات العجلي: ص 412، المعارف: ص 472، المعرفة والتاريخ: 1/ 620، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: انظر الفهرس ص 990، الجرح والتعديل: 8/ 71، مشاهير علماء الأمصار: ت 444، معجم المرزباني: 345، حلية الأولياء: 3/ 360، طبقات الشيرازي: ص 63، أنساب السمعاني: 6/ 328، تاريخ ابن عساكر: ترجمة مطولة أفردت بالطبع كما سنبين في نهاية الترجمة، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 90، وفيات الأعيان: 4/ 177، تهذيب الكمال: ورقة 1268، سير أعلام النبلاء: 5/ 326 - 350، تاريخ الإِسلام: 5/ 136، تذكرة الحفاظ: 1/ 108، ميزان الاعتدال: 4/ 40، العبر: 1/ 158، البداية والنهاية: 9/ 340، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 262، تهذيب التهذيب: 9/ 445، النجوم الزاهرة: 1/ 294، طبقات الحفاظ: ص 42، خلاصة تهذيب الكمال: ص 359، شذرات الذهب: 1/ 162، تاريخ التراث العربي: 1/ 450.

قال أبو داود: حديثُه ألفانِ ومئتان، النصفُ منها مسندٌ (¬1). وقال مَعْمَرٌ: سَمِع الزهريُّ من ابنِ عمر حديثَين (¬2). وقال الزُّهْرِي: جالستُ ابن المسيِّب ثمانِ سنين (¬3). وقال أبو الزِّناد: كنا نطوف مع الزُّهْرِيِّ على العلماء ومعه الألواحُ والصحفُ يكتب كُلَّ ما سمع (¬4). وقال الليث: ما رأيتُ عالمًا قطُّ أجمعَ من الزُّهْري (¬5). وقال الليث: قال الزهريُّ: ما صبر أحدٌ على العلم صبري، ولا نشره أحدٌ نشري (¬6). وروى الليث عنه قال: ما استودعتُ قلبي علمًا فنَسِيتُه (¬7). وقال عُمَرُ بنُ عبد العزيز: لم يبقَ أحدٌ أعلَم بسنةٍ ماضيةٍ من الزُّهري (¬8). وقال مالك: بقي ابنُ شهاب وما له في الدنيا نظير. وقال أيوب السَّخْتيَاني: ما رأيتُ أعلمَ منه (¬9). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1269. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) المعرفة والتاريخ: 1/ 631. (¬6) المعرفة والتاريخ: 1/ 623. (¬7) المعرفة والتاريخ: 1/ 625. (¬8) المعرفة والتاريخ: 1/ 639. (¬9) المعرفة والتاريخ: 1/ 637.

وقال عَمرو بنُ دِينار: ما رأيتُ الدينار والدرهَم عنذ أحد أهون منه عند الزُّهْرِيّ، كأنها بمنزلة البَعْر (¬1). قال الليثُ: كان مِن أسخى الناس (¬2). ورُوي عن الزهريّ: أنه حفظ القرآن في ثمانينَ ليلة (¬3). وعن الزهريِّ قال: ما استَعَدْتُ عالمًا قطُّ. وقال الليث: كان ابنُ شهاب يكثرُ شرب العسل، ولايأكل التفّاح (¬4). وعن الزُّهْريِّ قال: من سرَّه أن يحفظ الحديثَ فليأكل الزَّبيب. وعنه قال: الحافظ لا يُولد إلَّا في كل أربعين سنة مرَّة. وعنه قال: ما عُبِدَ اللهُ بشيء أفضلَ من العلم. ومناقبُه وأخبارهُ كثيرة جدًّا، وقد طوَّل ذلك ابنُ عساكر (¬5) تُوفي سنة أربعٍ وعشرينَ ومئة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1269. (¬2) المعرفة والتاريخ: 1/ 624. (¬3) المعرفة والتاريخ: 1/ 633. (¬4) المعرفة والتاريخ: 1/ 625. (¬5) وقد استلت ترجمة الزهري من "تاريخ ابن عساكر" وأفردت بالطبع بعناية شكر الله بن نعمة الله قوجاني سنة 1982 م. طبع مؤسسة الرسالة.

96 - عمرو بن دينار

96 - عمرو بنُ دِينَار * (ع) الحافظُ، الإِمامُ، عالمُ الحرم، أبو محمد الجُمَحِيُّ مولاهم المكِّيّ. وُلِدَ سنةَ ستٍّ وأربعين أو نحوها. وسَمع: ابن عباس، وابنَ عمر، وجابرَ بنَ عبد الله، وبَجَالةَ بن عَبَدَة، وأنسَ بنَ مالك، وأبا الشَّعثاء، وطاووسًا، وعِدَّة. وحدَّث عنه: شعبة، وابنُ جُريج، والحمَّادانِ، والسفيانان، وورقاء، وخلق. قال شعبة: لم أر مثلَ عمرو بنِ دينار (¬1). وقال القطَّان وأحمد: هو أثبتُ مِن قَتادة (¬2). وقال ابن عُيينة: كان لا يَدَعُ المسجد، كان يُحمل على حمار، ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 479، طبقات خليفة: ت 2554، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 328، التاريخ الصغير: 1/ 169، ثقات العجلي: ص 363، المعارف: ص 468، المعرفة والتاريخ: 2/ 18 و 207، الجرح والتعديل: 6/ 231، مشاهير علماء الأمصار: ت 613، طبقات الشيرازي: ص 70، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 27، تهذيب الكمال: ورقة 1035، سير أعلام النبلاء: 5/ 300 - 307، تذكرة الحفاظ: 1/ 113، العبر: 1/ 163، تاريخ الإسلام: 5/ 114، تهذيب التهذيب: 3/ 97 / ب، العقد الثمين: 6/ 374، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 600، تهذيب التهذيب: 8/ 28، طبقات الحفاظ: ص 43، خلاصة تذهيب الكمال: ص 288، شذرات الذهب: 1/ 171. (¬1) المعرفة والتاريخ: 2/ 21. (¬2) الجرح والتعديل: 6/ 231.

97 - أبو إسحاق السبيعي

وما رأيتُه إلَّا وهو مُقْعَد، وكان فقيهًا، وكان يُحدِّث على المعنى، ويقول: أُحرِّج على من يكتب عني، فكنت أتحفَّظُ حديثه (¬1). وقال ابن أبي نجيح: ما رأيتُ أحدًا قطُّ أفقهَ من عمرو، لا عطاء ولا مجاهدًا ولا طاووسًا (¬2). وقال ابن عُيينة: ثقة ثقة ثقة (¬3) كان قد جزَّأ الليل، فثلثًا ينام، وثلثًا يَدْرُسُ حديثه، وثلثًا يُصلي. وقال الدَّارقُطني: عمرو بن دينار مِن الحُفَّاظ. وقال ابن حِبِّان: كان مِن مُتقني التَّابعين، وأهلِ الفضل في الدِّين (¬4). قال الواقديّ: عاش ثمانينَ سنةً. توفي في أول سنة ستٍّ وعشرين ومئة. 97 - أبو إسحاق السَّبِيعيُّ * (ع) عمرو بنُ عبد الله الهَمْدانيُّ الكوفيُّ الحافظ، أحدُ الأعلام. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 5/ 479 - 480. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1036. (¬3) الجرح والتعديل: 6/ 231، وانظر "السير": 5/ 302. (¬4) مشاهير علماء الأمصار: ص 84. * طبقات ابن سعد: 6/ 313، طبقات خليفة: ت، 121، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 347، التاريخ الصغير: 1/ 326، ثقات العجلي: ص 366، المعرفة والتاريخ: 2/ 621، الجرح والتعديل: 6/ 242، مشاهير علماء الأمصار: ت 847، أنساب السمعاني: 7/ 36، تهذيب الكمال: ورقة 1044، سير أعلام النبلاء: 5/ 392 - =

رأى عليًّا رضي الله عنه وهو يَخْطُب. وروى عن: زيدِ بنِ أرقم، وعبدِ الله بن عمرو، وعَديِّ بنِ حاتم، والبراءِ بنِ عازب، ومسروقٍ، وخلقٍ كثير. وعنه: الأعمشُ، وشعبةُ، والثوريُّ، وإسرائيل، وزُهير، وأبو الأحوص، وزائدة، وشريك، وأبو بكر بنُ عيَّاش، وابنُ عُيينة، وخلائق. وقرأ القرآنَ على أبي عبد الرحمن السُّلمي، والأسودِ بن يزيد. عرض عليه حمزة. وقد غزا الرومَ في خلافة معاوية. وقال: سألني معاوية كم عطاءُ أبيك؟ قلت: ثلاث مئة، ففرضها لي. وقيل: إنَّه سمع من ثمانيةٍ وثلاثين صحابيًّا. قال أبو حاتِم: ثقة، يشبه الزُّهريَّ في الكثرة (¬1). وقال أحمد بن عَبْدة: سمعت أبا داود الطَّيالسيَّ يقول: وجدنا الحديثَ عند أربعة: الزُّهريّ، وقَتادة، وأبي إسحاق، والأعمش، فكان قتادةُ أعلَمَهم بالاختلاف، والزُّهريُّ أعلمهم بالإِسناد، وأبو إسحاق ¬

_ = 401، تهذيب التهذيب: 3/ 103، تاريخ الإِسلام: 5/ 116، تذكرة الحفاظ: 1/ 114، ميزان الاعتدال: 270/ 3، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 602، تهذيب التهذيب: 8/ 63، طبقات الحفاظ: ص 43، خلاصة تذهيب الكمال: ص 291، شذرات الذهب: 1/ 147. (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 243.

98 - حبيب بن أبي ثابت

أعلمهم بحديثِ عليٍّ وابنِ مسعود، وكان عند الأعمش من كل هذا، ولم يكن عند واحد من هؤلاء إلّا ألفين ألفين (¬1). وقد كان أبو إسحاقَ صوَّامًا قوَّامًا متبتِّلًا كثيرَ الحديث، ومناقبُهُ كثيرة. تُوفي سنةَ سبعٍ وعشرين ومئة في قول الجمهور، وشَذَّ أبو نعيم فقال: سنة ثمانٍ وعشرين، رحمه اللهُ. 98 - حبيبُ بنُ أبي ثابت * (ع) أبو يحيى الكُوفيّ، الفقيه، الحافظ. روى عن: ابنِ عباس، وابنِ عمر، وأنس، وأبي عبد الرحمن السُّلمي، وأبي وائل، وسعيدِ بن جُبَير، وعِدَّة. وعنه: مِسْعَر، وشعبةُ، والثوريُّ، وأبو بكر بن عيَّاش، وآخرون. وذكر ابنُ المديني أنه سمع مِن عائشة. وأما البخاري فقال: لم يسمع مِن عُروة. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 5/ 401. * طبقات ابن سعد: 6/ 320، طبقات خليفة: ت 1175، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 323، التاريخ الصغير: 1/ 286، ثقات العجلي: ص 105، المعرفة والتاريخ: 4/ 202، الجرح والتعديل: 3/ 107، مشاهير علماء الأمصار: ت 823، طبقات الشيرازي: ص 83، تهذيب الكمال: ورقة 227، سير أعلام النبلاء: 5/ 288 - 291، تاريخ الإسلام: 4/ 240، العبر: 1/ 150، تهذيب التهذيب: 1/ 118 / ب، نذكرة الحفاظ: 1/ 116، تهذيب التهذيب: 2/ 178، النجوم الزاهرة: 1/ 283، طبقات الحفاظ: ص 44، خلاصة تذهيب الكمال: ص 70، شذرات الذهب: 1/ 156.

99 - الحكم بن عتيبة

وقال غيرُه: كان هو وحمادُ بنُ أبي سليمان فقيهيّ أهلِ الكوفة. وقال أبو يحيى القتَّات: قَدِمْتُ مع حبيبِ بن أبي ثابت الطائف، فكأنما قَدِم عليهم نبيّ (¬1). قال البخاري وغيرُه: مات سنةَ تسعَ عشرةَ ومئة، وقيل: سنة اثنتين وعشرين ومئة. رحمه اللهُ. 99 - الحكم بن عُتَيبة * (ع) الحافظُ الفقيه، أبو عُمر الكِنديُّ مولاهم الكُوفيّ. حدَّث عن: أبي جُحَيفَةَ السُّوائي، وشُرَيحٍ القاضي، وأبي وائل، وإبراهيم، وابنِ أبي ليلى، وسعيدِ بنِ جُبَير، وخلق. وعنه: مِسْعرٌ، والأوزاعيُّ، وحمزة الزيّات، وشعبة، وأبو عَوانة، وآخرون. قال عَبْدَة بنُ أبي لبابة: ما بينَ لابَتَيها (¬2) أفقهُ من الحكم (¬3). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 227. * طبقات ابن سعد: 6/ 331، طبقات خليفة: ت 1213، التاريخ الصغير: 1/ 276، ثقات العجلي: ص 126، المعرفة والتاريخ: 2/ 176، 583، 656 وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 123، مشاهير علماء الأمصار: ت 2/ 8، طبقات الشيرازي: ص 82، تهذيب الكمال: ورقة 313، سير أعلام النبلاء: 5/ 208 - 213، تاريخ الإِسلام: 4/ 242، العبر: 1/ 143، تذكرة الحفاظ: 1/ 117، تذهيب التهذيب: 1/ 167 / ب، تهذيب التهذيب: 2/ 432، طبقات الحفاظ: ص 44، خلاصة تذهيب الكمال: ص 89، شذرات الذهب: 1/ 151. (¬2) اللَّابة واللُّوبة: الحرّة. قال الأصمعي: هي الأرض التي قد ألبستها حجارة سود. وفي الحديث: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرَّم ما بين لابتي المدينة" وهما حرّتان تكتنفانها. (لسان العرب) مادة: لوب. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 124.

100 - رجاء بن حيوة

وقال أحمد بن حنبل: الحكمُ أثبتُ الناس في إبراهيم (¬1). وقال ابن عُيينة: ما كان بالكُوفة مثل الحكم وحمّاد (¬2). وقال العجلي: ثقةٌ ثبتٌ فقيه، صاحبُ سُنة واتِّبَاعٍ (¬3). وقال ليث بن أبي سُليم: كان الحَكَمُ أفقهَ مِن الشَّعبي. مات سَنة خمس عشرة ومئة، وقيل: سنة أربع عشرة، رحمه اللهُ. 100 - رَجَاءُ بنُ حَيْوة * (م، 4) الإِمام، أبو نصر، وأبو المِقدام، الكِنديُّ الشاميّ، شيخُ أهلِ الشام، وكبيرُ الدولة. روى عن: معاوية، وعبدِ الله بن عمرو، وأبي أُمامة، وجابرِ بن عبد الله، وقَبيصة بن ذُؤيب، وعِدَّة. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 3/ 124 - 125. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 124. (¬3) ثقات العجلي: ص 126 - 127. * طبقات ابن سعد: 7/ 454، طبقات خليفة: ت 2924، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 312، ثقات العجلي: ص 160، المعارف: ص 472، المعرفة والتاريخ: 2/ 329 و 368، الجرح والتعديل: 1/ 503، مشاهير علماء الأمصار: ت 901، حلية الأولياء: 5/ 170، طبقات الشيرازي: ص 75، أنساب السمعاني: 10/ 488، تاريخ ابن عساكر: 6/ 116، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 190، وفيات الأعيان: 2/ 301، تهذيب الكمال: ورقة 411، سير أعلام النبلاء: 4/ 557 - 561، تاريخ الإِسلام: 4/ 249، تذكرة الحفاظ: 1/ 118، العبر: 1/ 138، تهذيب التهذيب: 1/ 223، البداية والنهاية: 9/ 304، تهذيب التهذيب: 3/ 265، النجوم الزاهرة: 1/ 271، طبقات الحفاظ: ص 45، خلاصة تهذيب الكمال: ص 117، شذرات الذهب: 1/ 145، تهذيب ابن عساكر: 5/ 315.

101 - عمر بن عبد العزيز

وعنه: ابن عَون، وثورُ بن يزيد، وابنُ عَجْلان، وغيرُهم. قال مَطَر الورَّاق: ما رأيتُ شاميًّا (¬1) أفقهَ منه. وقال مكحولٌ: رجاء سيِّد أهلِ الشام في أنفسهم (¬2). وقال مَسلمة الأمير: برجاء وبأمثاله نُنْصَرُ (¬3). وقال ابنُ سعد: كان ثقةً فاضلًا، كثير العلم (¬4). وكان رجاء -رحمه اللهُ- أشار على سليمان بن عبد الملك باستخلاف عمر بن عبد العزيز. مات سنةَ اثنتي عشرة ومئة وقد شاخ. رحمة اللهُ عليه. 101 - عمرُ بنُ عبد العَزيز * (ع) ابن مروان بن الحكم، الإِمام، أميرُ المؤمنين، أبو حفص القرشيُّ الْأُمويّ. ¬

_ (¬1) في الأصل "شيئًا"، والمثبت في أكثر مصادر الترجمة، انظر مثلًا "طبقات الشيرازي": ص 75. (¬2) تاريخ ابن عساكر: 6/ 118 / آ. (¬3) تاريخ ابن عساكر: 6/ 117 / ب. (¬4) طبقات ابن سعد: 7/ 454. * سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم، طبقات ابن سعد: 5/ 330، تاريخ خليفة: 321، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 174، المعرفة والتاريخ: 1/ 568، 620، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 340، تاريخ الطبري: 6/ 565، 573، الجرح والتعديل: 6/ 122، مشاهير علماء الأمصار: ت 1411، الأغاني: 9/ 254، حلية الأولياء: 5/ 253، طبقات الشيرازي: ص 64، سيرة عمر بن عبد العزبز لابن الجوزي، تاريخ ابن الأثير: 5/ 58، تهذيب الكمال: ورقة 1020، سير أعلام النبلاء: 5/ 114 - =

مولده بالمدينة زمنَ يزيد، ونشأ بمصر في ولاية أبيه عليها. وحدَّث عن: عبد الله بن جعفر، وأنسِ بنِ مالك، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وابنِ المسيِّب، وعُبيدِ الله بن عبد الله بن عُتبة، وجماعة. وعنه: ابناه عبدُ الله، وعبدُ العزيز، والزُّهري، وحُميد، وأيّوب، وإبراهيمُ بنُ أبي عَبْلةَ، وأبو بكر بن حزم، وأبو سلمة بنُ عبد الرحمن وهُما مِن شيوخه. وأمُّه هي أمُّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب. وكان إمامًا، مجتهدًا، ثَبْتًا، حُجَّة، حافظًا، قانتًا لله، أوَّاها مُنيبًا، كبيرَ الشَّأن يُضرب المَثَلُ بعدله وزهده - رضي اللهُ عنه. كان جميلَ الشكل، نحيفًا، حسن اللِّحية، بجبهته أَثَرُ حافرِ فرس شجَّه في صِغَرِه، فلهذا كان يقال له: أشجُّ بني أميّة. قال الشافعيُّ وغيرُه: الخلفاءُ الراشدون خمسةٌ: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعمر بن عبد العزيز (¬1). ¬

_ = 148، تهذيب التهذيب: 3/ 88 / ب، تاريخ الإِسلام: 4/ 164، تذكرة الحفاظ: 1/ 118، العبر: 1/ 120، فوات الوفيات: 3/ 133، البداية والنهاية: 9/ 192، 219، سيرة عمر بن عبد العزيز للآجري، العقد الثمين: 6/ 331، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 593، تهذيب التهذيب: 7/ 475، النجوم الزاهرة: 1/ 246، طبقات الحفاظ: ص 46، تاريخ الخلفاء: 228، خلاصة تهذيب الكمال: ص 284، شذرات الذهب: 1/ 119. (¬1) انظر "سير أعلام النبلاء": 5/ 130 - 131.

وعن أبي جعفر الباقر قال: إنَّ نجيبَ بني أميّة عمر بن عبد العزيز، إنه يُبعث يومَ القيامة أمةً وحدَه (¬1). وقال ميمون بن مِهْران: ما كانت العلماءُ عندَ عمر بن عبد العزيز إلَّا تلامذة (¬2). وقال مالكُ بنُ دينار: يقولون إني زاهدٌ، إنَّما الزاهدُ عمرُ بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها (¬3). ومناقبه، وفضائلُه كثيرة جدًّا. ولما أتته الخلافةُ، اشتدَّ زهدُه، وكان قد شَدَّد على أقاربه، وانتزع كثيرًا ممّا في أيديهم، فتبرَّموا به، وسمُّوه. ومات بَدَيْرِ سَمْعان (¬4)، وقبرُه هناك يُزار، ومات في رجب سنةَ إحدى ومئة، وله أربعون سنةً سوى ستَّة أشهر، رحمة الله عليه. ولما بلغ الحسنَ موتُه قال: مات خيرُ الناس (¬5). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1021. (¬2) سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي: ص 27، وقد أورده ابن سعد في "طبقاته" والفسوي في "تاريخه" عن عمرو بن ميمون به. (¬3) سير أعلام النبلاء: 5/ 134. (¬4) يقال: بكسر السين وفتحها، وهو دير بنواحي دمشق في موضع نزه وبساتين محدقة به، وعنده قصور ودور. (معجم البلدان): 2/ 517. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 1022.

102 - عمرو بن مرة

102 - عَمْرو بنُ مُرَّة * (ع) الحافظ، أبو عبد الله المُراديُّ، ثم الجَمَليُّ (¬1)، الكوفيُّ، الضَّرير. سمِعَ: عبدَ الله بن أبي أوفى، وابنَ المسيِّب، وابن أبي ليلى، ومرَّة الطيّب، وغيرهم. وعنه: زيدُ بن أبي أُنَيسَة، ومِسْعَر، وشُعبة، وسفيان، وقيسُ بنُ الرَّبيع. وكان إمامًا ثبتًا، له نحوٌ من مئتي حديث. قال مِسْعر: ما أدركتُ أحدًا أفضلَ منه (¬2). وعن ابنِ مهدي قال: هو مِن حُفَّاظ الكوفة (¬3). وقال شعبة: ما رأيتُ عمرو بنَ مرَّة يُصلِّي فظننتُ أنه ينصرفُ حتى يُغفَر له (¬4). ¬

_ * تاريخ خليفة: 349، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 368، التاريخ الصغير: 1/ 78، ثقات العجلي: ص 370، المعرفة والتاريخ: 2/ 610، الجرح والتعديل: 6/ 257، مشاهير علماء الأمصار: ت 764، جمهرة أنساب العرب: 445، أنساب السمعاني: 3/ 303، تهذيب الكمال: ورقة 1054، سير أعلام النبلاء: 5/ 196 - 200، تذكرة الحفاظ: 1/ 121، ميزان الاعتدال: 3/ 288، تهذيب التهذيب: 3/ 110، العبر: 1/ 234، نكت الهميان: ص 221، تهذيب التهذيب: 8/ 102، طبقات الحفاظ: ص 46، خلاصة تهذيب الكمال: ص 293، شذرات الذهب: 1/ 152. (¬1) الجملي: بفتح الجيم والميم وبعدها اللام، هذه النسبة إلى "جمل" وهو بطن من مراد. (الأنساب): 3/ 303. (¬2) المعرفة والتاريخ: 2/ 616. (¬3) الجرح والتعديل: 6/ 257. (¬4) المعرفة والتاريخ: 2/ 615 - 616.

103 - القاسم بن مخيمرة

وقال عبدُ الملك بن مَيسرة يوم دفنه: إني لأحسبُهُ خيرَ أهل الأرض (¬1). تُوفي سنة ست عشرةَ ومئة. رحمة الله عليه. 103 - القَاسمُ بنُ مُخَيْمِرَة * (م، 4، خت) الإِمام، أبو عُروة الهَمْدانيُّ، الكُوفيّ، نزيل دمشق. حدَّث عن: أبي سعيد الخُدْري، وعَلقمةَ بنِ قيس، وشُريح بن هانئ، وغيرهم. وعنه: حسَّان بن عطيَّة، وعمر بنُ أبي زائدة، والأوزاعي، وعبدُ الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيدُ بن عبد العزيز، وغيرُهم. وثقه ابنُ مَعِين وغيرُه. ولم يُخرِّجْ له البخاري. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1054. * طبقات ابن سعد: 6/ 303، تاريخ خليفة: 325، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 167، ثقات العجلي: ص 387، المعرفة والتاريخ: 2/ 407، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 71، 354، 355، وغيرها، الجرح والتعديل: 7/ 120، مشاهير علماء الأمصار: ت 893 و 1447، تاريخ ابن عساكر: 10/ 170/ ب، تهذيب الكمال: ورقة 1117، سير أعلام النبلاء: 5/ 201 - 204، تذكرة الحفاظ: 1/ 122، العبر: 1/ 227، تذهيب التهذيب: 3/ 152، تاريخ الإِسلام: 4/ 294، تهذيب التهذيب: 8/ 337، طبقات الحفاظ: ص 47، خلاصة تهذيب الكمال: ص 314، شذرات الذهب: 1/ 144.

104 - قتادة بن دعامة

وكان مِن العلماء العاملين، وكان يؤدِّب، ويتقنَّع بالقليل. وقال: ما أغلقتُ بابي ولي خلفَه همّ (¬1). مات سنةَ إحدى عشرةَ ومئة، قاله الهيثم بنُ عَديّ (¬2). رحمة الله عليه. 104 - قتادةُ بن دِعامة (¬3) * (ع) ابن قتادة بن عزيز. الحافظُ العلّامة، أبو الخطاب السَّدُوسيُّ البصريُّ، الضَّرير الأكمه، المفسِّر. ¬

_ (¬1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 355. (¬2) وقال الفلَّاس والمفضل الغلابي: سنة مئة. وقال ابن معين: سنة إحدى ومئة. انظر "سير أعلام النبلاء": 5/ 204. (¬3) دِعامة: رسمت في الأصل بفتح الدال، والذي في مصادر الترجمة بكسرها. * طبقات ابن سعد: 7/ 229، تاريخ خليفة: 332، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 185، التاريخ الصغير: 1/ 282، ثقات العجلي: ص 389، المعارف: ص 462، المعرفة والتاريخ: 2/ 277، الجرح والتعديل: 7/ 133، مشاهير علماء الأمصار: ت 702، جمهرة أنساب العرب: 318، طبقات الشيرازي: ص 89، أنساب السمعاني: 7/ 58، معجم الأدباء: 9/ 17، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 57، وفيات الأعيان: 4/ 85، تهذيب الكمال: ورقة 1123، سير أعلام النبلاء: 5/ 269 - 283، تهذيب التهذيب: 3/ 155 / ب، تاريخ الإِسلام: ، / 295، تذكرة الحفاظ: 1/ 122، ميزان الاعتدال: 3/ 385، العبر: 1/ 146، نكت الهميان: ص 230، البداية والنهاية: 9/ 313، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 25، تهذيب التهذيب: 8/ 351، النجوم الزاهرة: 1/ 276، طبقات الحفاظ: ص 47، خلاصة تذهيب الكمال: ص 315، طبقات المفسرين: 2/ 43، شذرات الذهب: 1/ 153.

حدَّث عن: عبد الله بن سَرجِس، وأنسِ بن مالك، وابن المسيِّب، ومعاذة (¬1)، وأبي الطُّفيل، وخلق. وعنه: مِسْعر، وابن أبي عَروبة، وشيبان، وشعبة، ومَعْمَرٌ، وأَبانُ بنُ يزيد، وأبو عَوانة، وحمّادُ بن سلمة، وخلائق. قال ابنُ سِيرين: قتادة أحفظُ الناس (¬2). وقال معمر: أقام قتادةُ عندَ سعيد بن المسيِّب ثلاثةَ أيام، فقال له في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى فقد أَنْزَفْتَني (¬3). وقال قتادة: ما قلتُ لمحدِّث قطُّ: أَعِدْ عليَّ، وما سَمِعَتْ أذناي شيئًا قطُّ إلَّا وعاه قلبي (¬4). وقال أحمد بن حنبل: قتادةُ عالمٌ بالتفسير، وباختلاف العلماء، ووصفَهُ بالفقه والحفظ، وأطنَب في ذكره، وقال: قلَّ أن تَجِدَ منْ يتقدَّمُه (¬5). ¬

_ (¬1) هي معاذة بنت عبد الله العدوية، أم الصهباء البصرية، ثقة. (تقريب التهذيب): 2/ 614. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1123. (¬3) أورده ابن سعد في "طبقاته": 7/ 230، وفيه أنه أقام عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال له في اليوم الثامن ... وأورده المزي في "تهذيبه" بلفظ: أقام عنده ثمانية أيام، فقال له في اليوم الثالث ... وقوله: أنزفتني، يعني: لقد أخذت مني علمي كله ولم يبق منه شيء. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1124. (¬5) الجرح والتعديل: 7/ 134.

وقال الثَّوري: وكان في الدنيا مثلُ قتادة (¬1)؟ ! وقال ابنُ مَعِين: لم يسمع من سعيد بن جُبير، ولا مِن مجاهد (¬2). وقال بكرُ بنُ عبد الله: من سَرَّه أن ينظرَ إلى أحفظ من أدركناه، فلينظرْ إلى قتادة (¬3). وقال ابن المسيِّب: ما أتانا عِراقيٌّ أحفظ مِن قتادة (¬4). وقد كان قتادة مع حفظه وعلمه بالحديث رأسًا في العربيَّة، واللغة، وأيام العرب، والنسب. وكان مُدَلِّسًا يرى القدرَ، فإنَّه قال: كُل شيء بقدر إلَّا المعاصي (¬5). وقال ابنُ حِبَّان: وُلدَ قتادة وهو أعمى، وغُنِيَ بالعلم، فصار من حفَّاظ أهلِ زمانه وعلمائهم بالقرآن والفقه، وكان مدلِّسًا (¬6). مات بواسط في الطَّاعون سنةَ ثماني عشرةَ ومئة، وقيل: سنة سبعَ عشرة، وله سبعٌ وخمسون سنة. وقد أجمع الأئمة على الاحتجاجِ به. رحمة الله عليه. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) سير أعلام النبلاء: 5/ 277. (¬3) الجرح والتعديل: 7/ 133. (¬4) المصدر السابق. (¬5) انظر التعليق على "السير": 5/ 277. (¬6) مشاهير علماء الأمصار: ص 96. وسيرد التعريف بالتدليس ضمن ترجمة مبارك بن فضالة.

105 - محمد بن إبراهيم بن الحارث

105 - محمد بنُ إبراهيمَ بن الحارث * (ع) التَّيميُّ المدنيُّ الإِمام، أبو عبد الله. روى عن: أبي سعيد الخُدْري، وجابرِ بن عبد الله، وعلقمَة بنِ وقّاص، وعيسى بنِ طلحة، وغيرِهم. وعنه: يحيى بنُ سعيد الأنصاري، ومحمدُ بن عمرو، وهشامُ بن عُروة، والأوزاعي، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم. وكان ثَبْتًا، فقيهًا، جليلَ القدر. وهو صاحبُ حديث "الأعمال بالنِّيات" (¬1). مات سنة عشرين ومئة. ¬

_ * طبقات خليفة: ت 2238، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 22، ثقات العجلي: ص 400، الجرح والتعديل: 7/ 184، مشاهير علماء الأمصار: ت 560، تهذيب الكمال: ورقة 1155، سير أعلام النبلاء: 5/ 294 - 296، تذكرة الحفاظ: 1/ 124، العبر: 1/ 152، تاريخ الإسلام: 4/ 298، تهذيب التهذيب: 3/ 177 / ب، ميزان الاعتدال: 3/ 445، الكاشف: 3/ 14، تهذيب التهذيب: 9/ 5، طبقات الحفاظ: ص 48، خلاصة تهذيب الكمال: ص 324، شذرات الذهب: 1/ 157. (¬1) نصه بتمامه: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه". أخرجه البخاري: 1/ 7، 5، ومسلم برقم (1907)، وأبو داود (2201)، والترمذي (1647)، وابن ماجه (2427)، والنساني: 1/ 58 - 60، وأحمد في "مسنده" 1/ 25، 43، ومالك في "موطئه" برواية محمد بن الحسن. قال الحفاظ: لم يرو هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من رواية عمر بن الخطاب، ولا عن عمر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التيمي، ولا عن محمد إلا من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، وعن يحيى انتشر، فرواه جمع من الأنمة. فهو غريب في أوله، مشهور في آخره.

106 - أبو جعفر الباقر

106 - أبو جَعفر البَاقر * (ع) محمدُ بن عليِّ بن الحسين، الإِمامُ الثَّبْتُ الهاشميُّ العلويُّ المدنيّ، أحدُ الأعلام. روى عن: أبيهِ، وجابر، وأبي سعيد، وابنِ عُمر، وعبدِ الله بن جعفر، وعِدَّة. وأرسل عن عائشة، وأمِّ سلمة، وابنِ عباس. حدَّث عنه: ابنُه جعفرُ بنُ محمد الصادق، وعمرو بنُ دينار، والأعمشُ، والأوزاعي، وابنُ جُريج، وقُرَّةُ بن خالد، وخلق. وُلد سنة ستٍّ وخمسين، وكان سيِّد بني هاشم في زمانه، وقيل: كان يُصلِّي في اليوم والليلة مئةً وخمسين ركعة. قال أبو نُعيم وجماعة: مات سنة أربعَ عشرةَ ومئة، وقيل: سنة سبعَ عشرة. رحمه الله. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 320، طبقات خليفة: ت 2233، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 183، التاريخ الصغير: 1/ 274، ثقات العجلي: ص 410، المعارف: ص 215، المعرفة والتاريخ: 1/ 360، الجرح والتعديل: 8/ 26، مشاهير علماء الأمصار: ت 420، حلية الأولياء: 3/ 180، طبقات الشيرازي: ص 64، تاريخ ابن عساكر: 15/ 350 / ب، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1/ 87، تهذيب الكمال: ورقة 1244 و 1597، سير أعلام النبلاء: 1/ 404 - 409، تذكرة الحفاظ: 1/ 124، العبر: 1/ 142 و 148، تاريخ الإِسلام: 4/ 299، البداية والنهاية: 9/ 309، طبقات الفراء لابن الجزري: 2/ 202، تهذيب التهذيب: 9/ 350، النجوم الزاهرة: 1/ 273، طبقات الحفاظ: ص 49، خلاصة تهذيب الكمال: ص 352، طبقات المفسرين: 2/ 537، شذرات الذهب: 1/ 149.

107 - ثابت بن أسلم البناني

107 - ثابتُ بنُ أسلم البُنَاني * (ع) أبو محمد البصري، الإِمامُ القُدوة. روى عن: ابن عمر، وعبد الله بن مُغَفَّل المُزَني، وابنِ الزبير، وأنسِ بن مالك، وعِدَّة. وعنه: شعبةُ، وحمّادُ بن سلمة، وهمَّامُ بنُ يحيى، وجعفرُ بن سليمان، وحمّادُ بنُ زيد، وخلق. قال ابنُ المديني: له نحو مئتين وخمسين حديثًا (¬1). وقال بكر بن عبد الله: من أرادَ أن ينظر إلى أَعْبَدِ أهلِ زمانه فلينظر إلى ثابتٍ البُناني (¬2). وقال شعبةُ: كان ثابتٌ البنانيُّ يقرأ القرآن في كل يومٍ وليلة، ويصومُ الدَّهر (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 232، طبقات خليفة: ت 1771، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 159، التاريخ الصغير: 1/ 318، ثقات العجلي: ص 89، المعرفة والتاريخ: 2/ 98 وغيرها، الجرح والتعديل: 2/ 449، مشاهير علماء الأمصار: ت 650، الكامل لابن عدي: 2/ 526، حلية الأولياء: 3/ 180، أنساب المعاني: 2/ 307، اللباب: 1/ 178، تهذيب الكمال: 4/ 342 طبعة محققة، سير أعلام النبلاء: 5/ 220 - 225، تهذيب التهذيب: 1/ 96، الكاشف: 1/ 115، تاريخ الإِسلام: 5/ 50، تذكرة الحفاظ: 1/ 125، ميزان الاعتدال: 1/ 362، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 188، تهذيب التهذيب: 2/ 2، النجوم الزاهرة: 1/ 273، طبقات الحفاظ: ص 49، خلاصة تهذيب الكمال: ص 56، شذرات الذهب: 1/ 161. (¬1) تهذيب الكمال: 4/ 346. (¬2) سير أعلام النبلاء: 5/ 224. (¬3) انظر "السير": 5/ 224 حاشية رقم (1).

108 - عبد الله بن دينار

وقال حمّاد بن زيد: رأيتُ ثابتًا يبكي حتى تخْتَلِفَ أضلاعُه (¬1). وقال جعفر بن سليمان: بكى ثابتٌ حتى كادت عينُه تذهب، فكُلِّم في ذلك، فقال: ما خيرهما إن لم تبكيا؟ ! وأَبَى أن يُعالج (¬2). مات سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئة، وقيل: سنة سبع، وقد جاوز الثمانين. وقال ابن حِبَّان: ثابت بن أسلم البُناني من ولد بُنانة بن سعد بن لُؤي بن غالب، أبو محمد، ممّن صَحِبَ أنس بن مالك أربعين سنة، وكان مِن أَعْبدِ أهلِ البصرة، وأكثرِهم صبرًا على كثرة الصلاة ليلًا ونهارًا، مع الوَرَعِ الخفيّ، ومات سنةَ سبعٍ وعشرين ومئة، وهو ابنُ ستٍّ وثمانين سنة (¬3)، رحمه الله. 108 - عَبدُ الله بنُ دينار * (ع) الإِمام، أبو عبد الرحمن العُمَرِيُّ المدنيّ. حدَّث عن: مولاه عبدِ الله بن عُمَرَ، وأنسِ بن مالك، وسليمانَ بنِ يسار، وأبي صالح السَّمان. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 5/ 224. (¬2) انظر "السير": 5/ 224 حاشية رقم (2). (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 89. * طبقات خليفة: ت 2323، التاريخ الصغير: 2/ 31، ثقات العجلي: ص 254، المعرفة والتاريخ: 1/ 425، الجرح والتعديل: 5/ 46، مشاهير علماء الأمصار: ت 577، تهذيب الكمال: ورقة 679، سير أعلام النبلاء: 5/ 253 - 255، تذهيب التهذيب: 2/ 142، تاريخ الإِسلام: 5/ 265، تذكرة الحفاظ: 1/ 125، ميزان الاعتدال: 2/ 417، العبر: 1/ 164، تهذيب التهذيب: 5/ 201، طبقات الحفاظ: ص 50، خلاصة تذهيب الكمال: ص 196، شذرات الذهب 1/ 173.

109 - عبد الرحمن بن القاسم

وعنه: شعبةُ، ومالك، والسفيانان، وورقاء، وإسماعيلُ بن جعفر، وخلق. وكان مِن الثِّقات الأثبات. قال ابنُ حِبَّان: هو من متقني أهل المدينة وقرائهم (¬1). تُوفي سنة سبع وعشرين ومئة. رحمة الله عليه. 109 - عَبدُ الرحمن بنُ القاسِم * (ع) ابن محمد بن أبي بكر الصديق، الفقيه، أبو محمد القُرشيُّ التَّيميُّ المدنيّ. سَمِعَ: أباه، وأسلمَ مولى عُمر، ومحمَّدَ بن جعفر بن الزُّبير. وعنه: شُعبةُ، وسفيانُ، والأوزاعيُّ، ومالك، وابن عُيينة. وكان إمامًا، ورعًا، كبيرَ القدرِ، وهو خالُ جعفر الصّادق. قال ابن عُيينة: كان مِن أفضل أهلِ زمانه (¬2). ¬

_ (¬1) مشاهير علماء الأمصار: ص 79. * طبقات خليفة: ت 2388، التاريخ الصغير: 1/ 321، ثقات العجلي: ص 298، الجرح والتعديل: 5/ 278، مشاهير علماء الأمصار: ت 999، طبقات الشيرازي: ص 65، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 303، تهذيب الكمال: ورقة 814، سير أعلام النبلاء: 6/ 5 - 6، تذكرة الحفاظ: 1/ 126، تاريخ الإسلام: 5/ 102، العبر: 1/ 163، تهذيب التهذيب: 6/ 254، طبقات الحفاظ: ص 50، خلاصة تذهيب الكمال: ص 233، شذرات الذهب: 1/ 171. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 814.

110 - أبو الزبير

وقال أبو حاتم بن حِبَّان: هو من سادات أهل المدينة، ومتقنيهم، وعبَّاد قريش، وصالحيهم (¬1). مَولدُه في حياة عائشة. ومات بحَوْرَان (¬2) إذ وفد على الوليد بن يزيد ليستفتيَه في سنة ستٍّ وعشرين ومئة. 110 - أبو الزبير * (ع) محمد بن مسلم بن تَدْرس المكيُّ، الحافظ، مولى حكيم بن حِزام القرشي الأسديّ. حدَّث عن: ابن عبّاس، وابن عمر، وجابر، وأبي الطفيل، وسعيد بن جُبَير، وعِدَّة. وحديثُه عن عائشة في "مسلم" وكأنَّه منقطع. روى عنه: أيّوب، وشعبةُ، وسفيانُ، وحمادُّ بنُ سلمة، ومالك، واللَّيث، وخلقٌ آخِرُهم ابنُ عُيينة. ¬

_ (¬1) مشاهير علماء الأمصار: ص 128. (¬2) أكثر مصادر الترجمة على هذا، وقد شذ ابن حبان فقال: مات بالمدينة. وحوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة، ذات قرى كثيرة ومزارع وحرار، وقصبتها بصرى. انظر "معجم البلدان": 2/ 317. * طبقات ابن سعد: 5/ 481، طبقات خليفة: ت 2555، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 221، ثقات العجلي: ص 413، المعرفة والتاريخ: 2/ 22، الجرح والتعديل: 8/ 74، مشاهير علماء الأمصار: ت 452، تهذيب الكمال: ورقة 1266، سير أعلام النبلاء: 5/ 380 - 386، تاريخ الإسلام: 5/ 152، ميزان الاعتدال: 4/ 37، تذكرة الحفاظ: 1/ 126، العبر: 1/ 168، العقد الثمين: 2/ 354، تهذيب التهذيب: 9/ 440، طبقات الحفاظ: ص 50، خلاصة تذهيب الكمال: ص 358، شذرات الذهب: 1/ 175.

111 - محمد بن المنكدر

قال يعلى بنُ عطاء: حدَّثنا أَبو الزُّبَير، وكان أكملَ الناسِ عقلًا وأحفظَهم (¬1). وقال عطاءُ بن أبي رَبَاح: كنَّا نكونُ عند جابر فيُحدِّثنا، فإذا خرجنا نذاكرنا، فكان أَبو الزُّبير أحفظَنا للحديث (¬2). وقد كان أَبو الزُّبير حافظًا، كثيرَ الحديث، مدلِّسًا. وقد وثقه ابنُ مَعين، والنَّسائي، وغيرُهما. وأكثر مسلمٌ الاحتجاجَ به، وأخرج له البخاريُّ مقرونًا بغيره. وقال أَبو زُرعة وأَبو حاتِم: لا يُحتج به (¬3). وكان أيّوبُ يقول: حدَّثنا أَبو الزُّبير، وأَبو الزُّبير أَبو الزُّبير. قال أحمدُ بن حنبل: يعني يُضعِّفه بذلك (¬4). قال الفلَّاس وغيرُه: مات سنةَ ثمانٍ وعشرين ومئة. 111 - محمد بن الْمُنْكَدِر * (ع) ابن عبد الله بن الهُدَيْر، الإمام الثقة، العالمُ، العامل، أَبو عبد الله، القُرشيُّ التَّيميُّ المدنيُّ، أخو أبي بكر، وعمر. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1267. (¬2) طبقات ابن سعد: 5/ 481. (¬3) الجرح والتعديل: 8/ 76. (¬4) الجرح والتعديل: 8/ 75. * طبقات خليفة: ت 2389، تاريخ البخاري الكبير: 9/ 211، التاريخ الصغير: 1/ 287 و 2/ 32، ثقات العجلي: ص 414، المعارف: ص 461، الجرح والتعديل: 8/ 97، مشاهير علماء الأمصار: ت 435، حلية الأولياء: 3/ 146، تهذيب الكمال: ورقة 1277، سير أعلام النبلاء: 5/ 343 - 361، تاريخ الإسلام: 5/ 155، تذكرة الحفاظ: 1/ 127، العبر: 1/ 170، تهذيب التهذيب: 9/ 473، طبقات الحفاظ: ص 51، خلاصة تذهيب الكمال ص 360، شذرات الذهب: 1/ 177.

سمع: أبا هُريرة، وابن عبّاس، وجابرًا، وأنسًا؛ وابن المسيِّب، وغيرَهم. وعنه: ابنُه المُنْكَدِر، وشعبةُ، ومعْمرٌ، وروْحٌ بن القاسم، والسُّفيانانِ، ومالكٌ، وخلق. قال ابنُ عُيينة: كان من معادِنِ الصِّدق، يجتمعُ إليه الصَّالحون (¬1). وقال الحميديُّ: ابن المنكدر حافظ (¬2). وقال البخاريُّ: سَمِعَ من عائشة (¬3). وقال مالك: كان سيِّدَ القرّاء، لا يكاد أحدٌ يسأله عن حديثٍ إلَّا كان يبكي (¬4). وقيل: إنه تهجَّد ليلة، فاشتد بكاؤه، فسأله إخوانُه، فقال: تلوتُ هذه الآية: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (¬5). قال الواقديّ: تُوفي سنةَ ثلاثين ومئة. وهو من طبقة عطاء، لكنَّه تأخَّر موته، رحمه اللَّهُ. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 98. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1278. (¬4) سير أعلام النبلاء: 5/ 355. (¬5) الزمر: الآية 47، والخبر في "السير": 5/ 355.

112 - يحيى بن أبي كثير

112 - يحيى بنُ أبي كثير (ع) الإمام، أَبو نصر، الطَّائيُّ مولاهم اليمامي، أحدُ الأعلام. روايتُه عن أبي أُمامة في مسلم، وعن أَنس في النَّسائي، وذلك مرسل. وروى عن: أبي سَلمة بنِ عبد الرحمن، وأبي قِلابة، وعِمران بن حِطَّان، وهِلال بن أبي ميمونة، وغيرِهم. وعنه: ابنُه عبدُ اللَّه، وعِكْرِمةُ بنُ عمَّار، ومَعْمَرٌ، وهِشام الدَّسْتُوائي، والأوزاعي، وهمَّام بنُ يحيى، وأبان بنُ يزيد، وأيوب بن عُتبة، وخلق. قال شعبة: هو أحسنُ حديثًا من الزُّهْري (¬1). وقال أحمد بن حنبل: إذا خالفه الزُّهريُّ فالقول قول يحيى (¬2). وقال أَبو حاتم: ثقة، إمام، لا يروي إلَّا عن ثقة (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 555، طبقات خليفة: ت 1780، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 308، التاريخ الصغير: 2/ 28، ثقات العجلي: ص 475، ضعفاء العقيلي: 4/ 423، الجرح والتعديل: 9/ 141، مشاهير علماء الأمصار: ت 1537، تهذيب الكمال: ورقة 1518، سير أعلام النبلاء: 6/ 27 - 31، تاريخ الإسلام: 5/ 179، ميزان الاعتدال: 2/ 404، العبر: 1/ 169، تهذيب التهذيب: 11/ 268، طبقات الحفاظ: ص 51، خلاصة تذهيب الكمال: ص 427، شذرات الذهب: 1/ 176. (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 141. (¬2) الجرح والعديل: 9/ 142. (¬3) المصدر السابق.

113 - يزيد بن أبي حبيب

وقال أيوب السَّخْتيَاني: ما بقي على وجه الأرض مثلُ يحيى بن أبي كثير (¬1). وقال الدَّارقطنيُّ في كتاب "العلل": يحيى بنُ أبي كثير معروف بالتدليس. مات سنةَ تسعٍ وعشرين ومئة. رحمه الله. 113 - يزيد بنُ أبي حبيب * (ع) الإِمام، أَبو رجاء الأَزْدِي مولاهم البصري، الفقيه. روى عن: عبد الله بنِ الحارث الزُّبيدي، وأبي الطفيل، وسعيدِ بن أبي هند، وعِراك بن مالك، وخلق. وعنه: سعيدُ بن أبي أيوب، وحَيوة بنُ شُريح، ويحيى بنُ أيوب، ومحمدُ بنُ إسحاق، واللَّيث، وخلق. قال ابنُ يونس: كان مفتي أهلِ مصر، وكان حليمًا عاقلًا، ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 5/ 555. * طبقات ابن سعد: 7/ 513، طبقات خليفة: ت 2764، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 324، التاريخ الصغير: 2/ 10، ثقات العجلي: ص 478، الجرح والتعديل: 9/ 267، ثقات ابن حبان: 3/ 295، مشاهير علماء الأمصار: ت 953، تهذيب الكمال: ورقة 1534، سير أعلام النبلاء: 6/ 31 - 33، تاريخ الإسلام: 5/ 184، تذكرة الحفاظ: 1/ 129، العبر: 1/ 168، تهذيب التهذيب: 11/ 318، حسن المحاضرة: 1/ 299، طبقات الحفاظ: ص 52، خلاصة تذهيب الكمال: ص 430، شذرات الذهب: 1/ 175.

114 - أيوب بن أبي تميمة كيسان

وهو أول من أظهر العلم بمصر، والمسائل، والحلال والحرام، وقبل ذلك كانوا يتحدَّثون في الترغيب، والملاحم، والفِتن (¬1). وقال اللّيث: يزيدُ عالمنا وسيِّدنا (¬2). وكان يزيدُ أسودَ نوبيًّا (¬3). وُلِدَ سنة ثلاث وخمسين. قال ابن لَهِيعة: كان يزيد؛ كأنَّه فحمة، وقد كان ثقةً، حافظًا، كثيرَ الحديث. مات سنةَ ثمانٍ وعثرينَ ومئة، رحمه اللهُ. 114 - أيوبُ بنُ أبي تميمة كَيْسان * (ع) الإمام، أَبو بكر السَّخْتِيَانيُّ البصريُّ الحافظ، أحد الأئمّة الأعلام، كان من الموالي. وسمع: عَمرو بنَ سلمة الجرْمي، وأبا العالية الرِّياحي، وسعيدَ بنَ جُبَير، وأبا قِلابة، وعبدَ اللَّه بن شقيق، وابنَ سيرين، وعِدَّة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1534. (¬2) المصدر السابق. (¬3) انظر "أنساب السمعاني": 12/ 150. * طبقات ابن سعد: 7/ 246، التاريخ الصغير: 2/ 24، 25، المعارف: ص 471، المعرفة والتاريخ: 2/ 231، الجرح والتعديل: 2/ 255، مشاهير علماء الأمصار: ت 1183، حلية الأولياء: 2/ 3، طبقات الشيرازي: ص 89، أنساب السمعاني: 7/ 53، تهذيب الكمال: 3/ 457، طبعة محققة، سير أعلام النبلاء: 6/ 15 - 26، تذكرة الحفاظ: 1/ 130، العبر: 1/ 172، تهذيبب التهذيب: 1/ 397، طبقات الحفاظ: ص 52، خلاصة تذهيب الكمال: ص 42، شذرات الذهب: 1/ 181.

وعنه: شعبةُ، ومَعْمَرٌ، والحَمَّادانِ، والسُّفيانانِ، ومُعْتَمِر بنُ سليمان، وابنُ عُلَيَّة، وخلق. قال ابن المديني. له نحو ثمان مئة حديث (¬1). وقال شعبة: كان أيوبُ سيِّدَ العلماء (¬2). وقال ابن عُيينة: لم ألق مثلَه (¬3). وقال حمادُ بن زيد: هو أفضل من جالست، وأشدُّه اتباعًا للسُّنَّة (¬4). وقال الحسن: أيوبُ سيدُ شباب أهلِ البصرة (¬5). وقال ابنُ سعد: كان أيوب ثقةً، ثَبْتًا في الحديث، جامعًا، كثيرَ العلم، حُجةً، عدلًا (¬6). وقال أَبو حاتِم: ثقة، لا يُسأل عن مثله (¬7). وقال هشام بن عروة: لم أر بالبصرة مثلَ أيوب (¬8). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 3/ 460. (¬2) مثله في "التذكرة" وأورده الشيرازي في "طبقاته" والمزي في "تهذيبه" بلفظ: كان أَيوب سيد الفقهاء. (¬3) تهذيب الكمال: 3/ 461. (¬4) المصدر السابق. (¬5) المصدر السابق. (¬6) طبقات ابن سعد: 7/ 246. (¬7) الجرح والتعديل: 2/ 256. (¬8) المعرفة والتاريخ: 2/ 233.

115 - زيد بن أسلم

وقال سعيد بن عامر الضُّبَعي، عن سلام قال: كان أيوب السَّخْتِيَاني يقوم الليل كُلَّه ويُخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفعَ صوتَه كأنَّه قام تلك الساعة (¬1). وقال حماد: ما رأيتُ رجلًا قطُّ أشدَّ تبسُّمًا في وجوه الناس من أيوب (¬2). مات أيوب سنة إحدى وثلاثين ومئة في الطاعون، وله ثلاث وستُّون سنة. 115 - زيدُ بنُ أسلم * (ع) الإمام، أَبو عبد الله العُمريُّ، المدنيُّ، الفقيه. روى عن: مولاه عبدِ اللَّه بن عمر، وسلمةَ بنِ الأكوع، وجابرِ بنِ عبد الله، وأنسِ بن مالك، وعطاءِ بن يَسار، وعليِّ بنِ الحسين، وعِدَّة. ¬

_ (¬1) انظر "حلية الأولياء": 3/ 8. (¬2) المعرفة والتاريخ: 2/ 240. * طبقات خليفة: ت 2324، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 287، التاريخ الصغير: 2/ 32، 40، المعرفة والتاريخ: 1/ 675، الجرح والتعديل: 3/ 555، مشاهير علماء الأمصار: ت 579، حلية الأولياء: 3/ 221، تهذيب الكمال: ورقة 449، سير أعلام النبلاء: 5/ 316 - 317، تذهيب التهذيب: 1/ 248، تاريخ الإسلام: 5/ 251، تذكرة الحفاظ: 1/ 132، ميزان الاعتدال: 2/ 98، العبر: 1/ 183، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 296، تهذيب التهذيب: 3/ 395، طبقات الحفاظ: ص 53، خلاصة تذهيب الكمال: ص 126، طبقَات المفسرين: 1/ 176، شذرات الذهب: 1/ 194، تهذيب ابن عساكر: 5/ 442، تاريخ التراث العربي: 2/ 24.

وعنه: مالكٌ، وهِشام بن سعد، والسفيانان، والدَّراورْدي، وخلق. وكانت له حَلقةٌ للعلم بمسجد النبي صلى اللَّه عليه وسلم. قال أَبو حازم الأعرج: لقد رأيتُنا في مجلس زيدٍ بن أسلم أربعين فقيهًا أدنى خَصلةٍ فينا التواسي بما في أيدينا، وما رأيتُ فيه مُتَماريين، ولا مُتَنَازِعَين في حديثٍ لا يَنْفَعُنا (¬1). وكان أَبو حازم يقول: لا أراني اللهُ يومَ زيد، إنه لم يبق أحدٌ أرضى لدينه ونفسه منه. فأتاه نعيُّ زيدٍ، فَعُقِرَ، فما شهده (¬2). ولزيدٍ "تفسيرٌ" يرويه عنه ابنه عبد الرحمن. وكان زيدٌ من العلماء العاملين. قال مالك: قال ابنُ عَجْلان ما هِبْتُ أحدًا هيبتي زيدَ بن أسلم (¬3). وقال ابن معين: لم يسمع مِن أبي هريرة، ولا من جابر (¬4). وقال ابن حِبَّان: زيدُ بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب، أَبو أسامة، من المتقنين (¬5). مات سنةَ ستٍ وثلاثين ومئة. رحمةُ اللهِ عليه. ¬

_ (¬1) أورده الفسوي في "المعرفة والتاريخ": 1/ 676 - 677 ضمن ترجمة أبي حازم. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المعرفة والتاريخ: 1/ 675. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 449. (¬5) مشاهير علماء الأمصار: ص 80.

116 - أبو حازم

116 - أَبو حَازم * (ع) سلمةُ بنُ دينار المخزومي مولاهم المديني، الأعرج، القاصُّ، الواعظ الزاهد، عالمُ المدينة. سَمِعَ: سهلَ بن سعد السَّاعدي، وابن المسيِّب، والنعمانَ بن أبي عيّاش، وأبا صالح السَّمان، وعِدَّة. وعنه: مالك، والسّفيانانِ، والحمّادانِ، وأبو ضَمْرة، وخلق. قال ابنُ خزيمة: لم يكن في زمانه أحدٌ مثلَه (¬1). وقد كان -رحمه اللهُ- ثَبْتًا كثيرَ العلم، كبيرَ القدر، ومناقبُه كثيرة، وكان فارسيًّا، وأُمُّه روميّة. وقال ابن حِبَّان: أَبو حازم الأعرج مِن عُبَّاد أهلِ المدينة، وزهادهم، ممن كان يتقشَّف، ويلزم الورع الخفيَّ، والتخلِّي بالعبادة، ورفض الناس وما هم فيه. أصلُه مِن فارس، وكان يَقصُّ بالمدينة (¬2). مات سنةَ أربعين ومئة (¬3). رحمه اللَّهُ. ¬

_ * طبقات خليفة: ت 2333، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 78 التاريخ الصغير: 2/ 47، ثقات العجلي: ص 196، المعرفة والتاريخ: 1/ 676 وغيرها، الجرح والتعديل: 4/ 159، مشاهير علماء الأمصار: ت 575، حلية الأولياء: 3/ 229، أنساب السمعاني: 1/ 311، تهذيب الكمال: ورقة 524، سير أعلام النبلاء: 6/ 96 - 103، العبرة 1/ 189، تذكرة الحفاظ: 1/ 133، تهذيب التهذيب: 4/ 143، النجوم الزاهرة: 1/ 342، طبقات الحفاظ: ص 53، خلاصة تهذيب الكمال: ص 147، شذرات الذهب: 1/ 208، تهذيب ابن عساكر: 6/ 216. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 524. (¬2) مشاهير علماء الأمصار: ص 79. (¬3) اختلف في سنة وفاته على أقوال. انظر "السير": 6/ 101.

117 - صفوان بن سليم

117 - صفوانُ بن سُليم * (ع) الإمام، أَبو عبد اللَّه، وقيل: أَبو الحارث، الزُّهريّ مولاهم المدنيُّ، الفقيهُ، أحدُ الأعلام. روى عن: ابنِ عمر، وجابر بن عبد الله، وأنس، وابنِ المسيِّب، ومولاه حُميد بن عبد الرحمن، وعِدَّة. وعنه: ابنُ جُريج، ومالكٌ، والسّفيانان، وإبراهيمُ بن سعد، وأَبو ضَمْرة، وخلق. قال أحمدُ بن حنبل: ثقة، من خِيار عِبَاد الله، ممن يُسْتَسْقَى بحديثه، وينزل القَطْرُ من السماء بذكره (¬1). وقيل: إنَّ جبهتَه نَقِبَتْ (¬2) من كثرة السجود. وقال ابن حِبَّان: هو من عُبَّاد أهل المدينة وقُرائهم (¬3). مات سنةَ اثنتين وثلاثين ومثة. رحمه اللهُ. ¬

_ * تاريخ خليفة: 404، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 307، التاريخ الصغير: 2/ 19، ثقات العجلي: ص 228، المعرفة والتاريخ: 1/ 661، الجرح والتعديل: 4/ 423، مشاهير علماء الأمصار: ت 1069، حلية الأولياء: 3/ 158، تهذيب الكمال: ورقة 607، سير أعلام النبلاء: 4/ 365 - 369، تذكرة الحفاظ: 1/ 134، العبر: 1/ 176، تذهيب التهذيب: 2/ 93 / ب، تاريخ الإسلام: 5/ 262، تهذيب التهذيب: 4/ 425، طبقات الحفاظ: ص 54، خلاصة تذهيب الكمال: ص 174، شذرات الذهب: 1/ 189، تهذيب ابن عساكر: 6/ 435. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 607. (¬2) تحرفت في "السير": 5/ 367 إلى: بقيت. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 135.

118 - أبو الزناد

118 - أَبو الزِّنَاد * (ع) فقيهُ المدينة، أَبو عبد الرحمن، عبدُ اللَّه بن ذَكْوان المدنيّ. سَمِعَ أنس بن مالك، وأبا أُمامة بنَ سهل، وعبدَ اللَّه بن جعفر، وابنَ المسيِّب، والأعرج وهو راويتُه. حدَّث عنه: مالك، وشعيبُ بنُ حمزة، واللَّيث، والسُّفيانانِ، وابنُه عبد الرحمن، وخلق. قال الليث بنُ سعد: رأيتُ خلفه ثلاث مئة تابعٍ من طالب فِقه، وطالب شعرٍ، وصنوف. قال: ثم لم يلبث أنَّ بقيَ وحدَه، وأقبلوا على ربيعة الرَّأي (¬1). وقال أحمد: هو أعلمُ مِن ربيعة. قال: وكانَ سفيان يُسمِّي أبا الزِّناد أميرَ المؤمين في الحديث (¬2). وقال مُصعب الزُّبيري: هو كان فقيهَ أهل المدينة، وكان صاحبَ ¬

_ * طبقات خليفة: ت 2275، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 83، التاريخ الصغير: 2/ 27، ثقات العجلي: ص 254، الجرح والتعديل: 5/ 49، مشاهير علماء الأمصار: ت 1062، طبقات الشيرازي: ص 65، تهذيب الكمال: ورقة 680، سير أعلام النبلاء: 5/ 445 - 451، تذكرة الحفاظ: 1/ 134، العبر: 1/ 173، تاريخ الإسلام: 5/ 265، تذهيب التهذيب: 2/ 142 / ب، ميزان الاعتدال: 2/ 418، تهذيب التهذيب: 5/ 203، طبقات الحفاظ: ص 54، خلاصة تذهيب الكمال: ص 196، شذرات الذهب 1/ 182، تهذيب ابن عساكر: 7/ 279، تاريخ التراث العربي: 2/ 23. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 680. (¬2) المصدر السابق.

119 - عبد الملك بن عمير

كتابة وحساب، وفد على هشام بحساب ديوان المدينة، وكان يُعْانِدُ ربيعة (¬1). قال إبراهيمُ بن المنذر: هو كان سبَب جلد ربيعة، فولي بعدُ أمير، فطيَّن على أبي الزِّناد بيتًا، فشفع فيه ربيعة (¬2). وقال أَبو حاتِم بن جبَّان: كان أَبو الزَّناد من فُقهاء أهل المدينة وعُبَّادهم، وكان صاحبَ كتاب لا يحفظ، كذا قال ابنُ حبان (¬3). تُوفي أَبو الزِّناد سنة إحدى وثلاثين ومئة، وقيل: سنة ثلاثين. رحمةُ اللَّهِ عليه. 119 - عَبدُ الملك بنُ عُمَير * (ع) الإمام، أَبو عمر (¬4) الكوفي. حدَّث عن: جابر بن سَمُرَة، وجُنْدب بن عبد اللَّه، وعديِّ بن حاتم، وابن الزُّبير، ورِبعيّ بن حِراش، وخلق. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) سير أعلام النبلاء: 5/ 448. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 135. * طبقات خليفة: ت 1217، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 426، التاريخ الصغير: 2/ 39، ثقات العجلي: ص 311، أخبار القضاة: 3/ 3، الجرح والتعديل: 5/ 360، مشاهير علماء الأمصار: ت 838، أنساب السمعاني: 10/ 50، تهذيب الكمال: ورقة 862، سير أعلام النبلاء: 5/ 438 - 441، تذهيب التهذيب: 2/ 252، تاريخ الإسلام: 5/ 271، ميزان الاعتدال: 2/ 660، التذكرة: 1/ 135، العبر: 1/ 184، الكاشف: 2/ 187، تهذيب التهذيب: 6/ 411، طبقات الحفاظ: ص 56، خلاصة تذهيب الكمال: ص 245. (¬4) ويقال: أَبو عمرو.

120 - عبيد الله بن أبي جعفر

وعنه: زائدةُ، والسّفيانان، وإسرائيل، وجَرير، وعبيدةُ بن حُميد، وزيَاد البَكَّائي، وآخرون. ولي قضاءَ الكُوفة بعد الشَّعبيّ، وكان من العلماء الأعلام، واحتجَّ به الشَّيخانِ. وقيل: إنه اخْتُلِطَ، وليس بصحيح، وإنما تَغَيَّر تغيُّر الكِبَر، فإنَّه عاش أزيدَ من مئة سنة. قال النَّسائي: ليس به بأس (¬1). وقال أَبو حاتِم: ليس بحافظ (¬2). وتكلَّم فيه أحمدُ لغلطه. مات سنة ست وثلاثين ومئة. رحمه اللَّهُ. 120 - عُبيدُ الله بنُ أبي جَعفر * (ع) الإمام، أَبو بكر، الليثيُّ مولاهم المصريّ، المغربيُّ الأب، الفقيهُ القُدوة. سمع: أبا سلمة بن عبد الرحمن، والأعرج، وحمزةَ بنَ عبد اللَّه بن عمر، وعطاءَ بن أبي رَبَاح، وطائفة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 863. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 361. * طبقات ابن سعد: 4/ 517، طبقات خليفة: ت 2781، الجرح والتعديل: 5/ 310، تهذيب الكمال: ورقة 879، سير أعلام النبلاء: 8/ 6 - 10، تذكرة الحفاظ: 1/ 136، ميزان الاعتدال: 3/ 4، العبر: 1/ 178، تهذيب التهذيب: 7/ 5، طبقات الحفاظ: ص 56، حسن المحاضرة: 1/ 299، خلاصة تذهيب الكمال: ص 211، شذرات الذهب: 1/ 190.

121 - يحيى بن سعيد

قال ابنُ يونس: كان عالمًا، زاهدًا، عابدًا. وُلدَ سنةَ ستِّين. وقد حدَّثَ عنه: حَيْوةُ بن شُريح، وعمرو بنُ الحارث، وسعيدُ بن أبي أيوب، واللَّيث، وابنُ لَهِيعة، وغيرهم. وقال ابن سعد: كان [ثقةً] بقية في زمانه (¬1). وقال أَبو حاتمٍ: هو ثقةٌ، بابة يزيد بن أبي حبيب (¬2). وقال سليمان بن أبي داود: ما رأتْ عيني عالمًا زاهدًا إلَّا عُبيدَ الله بن أبي جعفر (¬3). مات سنة ستٍ، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومئة. 121 - يحيى بن سعيد * (ع) ابن قيس بن عمرو، الحافظ، شيخُ الإسلام، أَبو سعيد (¬4) ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 514، والزيادة منه. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 311. وقوله: بابة يزيد ... يعني: أنه في وزنه ومنزلته. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 879. * طبقات خليفة: ت 2417، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 275، ثقات العجلي: ص 472، المعارف: ص 480، المعرفة والتاريخ: 1/ 648، أخبار القضاة: 3/ 241، الجرح والتعديل: 9/ 147، مشاهير علماء الأمصار: ت 581، تاريخ بغداد: 14/ 101، طبقات الشيرازي: ص 66، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 153، تهذيب الكمال: ورقة 1503، سير أعلام النبلاء: 5/ 468 - 481، تذكرة الحفاظ: 1/ 137، العبر: 1/ 195، تذهيب التهذيب: 6/ 154 / ب، تاريخ الإسلام: 6/ 149، تهذيب التهذيب: 11/ 221، النجوم الزاهرة: 1/ 351، طبقات الحفاظ: ص 57، خلاصة تذهيب الكمال: ص 424، شذرات الذهب: 1/ 212، تاريخ التراث العربي: 2/ 26. (¬4) عامة الناس كنوه هكذا، وشذ ابن المديني -كما سيأتي- فقال: كنيته أَبو نصر. انظر "السير": 5/ 471.

الأنصاريُّ النَّجاريُّ المدنيّ، قاضي المدينة، ثم قاضي القضاة للمنصور. حدَّث عن: أنسِ بن مالك، والسائبِ بنِ يزيد، وأبي أُمامةَ بن سهل، وابنِ المسيِّب، والقاسِم بن محمد، وخلق. وعنه: شعبةُ، ومالكُ، والسّفيانان، والحمَّادان، وابنُ المبارك، ويحيى القطّان، وخلق. قال أيوب السَّختياني: ما تركت بالمدينة أحدًا أفقهَ مِن يحيى بن سعيد (¬1). وقال القطَّان: هو مقدَّم على الزُّهريّ، اختلِفَ على الزُّهريِّ ولم يُخْتَلَفْ عليه (¬2). وقال الثوريُّ: كانَ مِن الحفَّاظ (¬3). وقال أَبو حاتِم: ثقة، يُوازي الزُّهري (¬4). وقال ابنُ المديني: له نحوٌ من ثلاث مئة حديث (¬5)، وكنيتُه أَبو نصر. وقال العِجلي: ثقةٌ، فقيه، رجلٌ صالح (¬6). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 104. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 105. (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 148. (¬4) الجرح والتعديل: 9/ 149. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 1504. (¬6) ثقات العجلي: ص 472.

122 - زيد بن أبي أنيسة

وقال أحمدُ بنُ حنبل: هو أثبتُ الناس (¬1). وقال هِشام بن عُروة: هو العدلُ الرِّضَى الأمين (¬2). وقال جريرُ بن عبد الحميد: ما رأيت شيخًا أنبلَ من يحيى بن سعيد (¬3). وقال حمادُ بنُ زيد: كان يحيى بنُ سعيد يقول في مجلسه: "اللهم سَلِّمْ سَلِّمْ" (¬4). ورُوي عن يزيد بن هارون أنّه قال: حفظت ليحيى بن سعيد ثلاثةَ آلاف حديثٍ، فمرضتُ فنسيتُ نصفَها (¬5). مات بالهاشميّة (¬6) في سنةِ ثلاثٍ وأربعين ومئة. رحمةُ اللهِ عليه. 122 - زَيدُ بنُ أبي أُنيسَة * (ع) الإمامُ الحافظ، أَبو أسامة الرُّهاوي، أحدُ الأثْباتِ. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1505. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 148. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1504. (¬4) سير أعلام النبلاء: 5/ 473. (¬5) سير أعلام النبلاء: 5/ 474. (¬6) هي المدينة التي بناها السفاح بالكوفة. (معجم البلدان): 5/ 389. * طبقات ابن سعد: 7/ 481، طبقات خليفة: ت 3072، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 388، التاريخ الصغير: 1/ 321، ثقات العجلي: ص 170، الجرح والتعديل: 3/ 556، مشاهير علماء الأمصار: ت 1481، تهذيب الكمال: ورقة 449، سير أعلام النبلاء: 6/ 88 - 89، تذكرة الحفاظ: 1/ 139، العبر: 1/ 161، تهذيب التهذيب: 3/ 397، طبقات الحفاظ: ص 57، خلاصة تذهيب الكمال: ص 127، شذرات الذهب: 1/ 166.

123 - عبد الكريم بن مالك الجزري

روى عن: سعيدٍ المَقْبُرِي، وشهْرِ بنِ حَوْشب، والحكم، وطلحة بن مُصَرِّف، وطائفة. حدَّث عنه أَبو حنيفة، ومِسْعرٌ، ومالك، وعُبيدُ الله بن عَمرو، وخالدُ بن أبي يزيد، وعِدَّة. مات شابًّا لم يكتهل سنةَ أربعٍ أو خمسٍ وعشرين ومئة بالجزيرة، وهو مِن طبقة الأوزاعي، وإنما ذُكر في هذه الطبقة لتقدُّمِ وفاته. رحمةُ اللهِ عليه. 123 - عَبدُ الكريمِ بنُ مَالك الجَزَري * (ع) الحافظُ الفقيهُ، أَبو سعيد الحرّاني، من موالي بني أُميّة. حدَّث عن سعيد بن المسيِّب، وسعيدِ بن جُبَير، وطاووس، وعِدَّة. وعنه معْمَرُ، وسفيان، ومالك، وابنُ عُيينة. وثقه النَّسائي وغيرُه. ووُصِفَ بالحفظ. مات سنة سبعٍ وعشرين ومئة. رحمةُ اللَّهِ عليه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 481 وتحرف اسمه في المطبوع منه إلى: عبد الله. طبقات خليفة: ت 3074، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 88، التاريخ الصغير: 2/ 6، تقات العجلي: ص 307، الجرح والتعديل: 6/ 58، المجروحين والضعفاء: 2/ 145، تهذيب الكمال: ورقة 852، سير أعلام النبلاء: 6/ 80 - 83 العبر: 1/ 165، ميزان الاعتدال: 2/ 645، تذكرة الحفاظ: 1/ 140، تهذيب التهذيب: 6/ 373، طبقات الحفاظ: ص 58، خلاصة تذهيب الكمال: ص 242، شذرات الذهب: 1/ 173.

124 - علي بن زيد بن جدعان

فأمّا: عَبد الكريم بنُ أبي المُخَارق (¬1) أَبو أمية، فشيخُ بصريّ، مؤدِّب، وهو ضعيف عندهم. روى عن: أَنسِ بن مالك، ومجاهد، وسعيد بن جُبَير. وحدَّث عنه: السّفيانانِ، وحمَّادُ بن سلمة، ومالك، وغيرهم. وكان فقيهًا مرجئًا، وهومن طبقة سَمِيِّة فذكر معه للتَّمييز. 124 - عَلُّي بنُ زَيد بن جُدعَان * (4، م مقرونًا) الإمام، أَبو الحسن التَّيميُّ القرشيُّ البصريُّ الأعمى، عالمُ البصرة. روى عن: أَنس بنِ مالك، وابنِ المسيِّب، وأبي عثمان النَّهدي، وعروةَ بنِ الزُّبَير، وخلق. وعنه: شعبةُ، والسّفيانان، والحمَّادان، وعبدُ الوارث، وابنُ عُليَّة. وُلدَ أعمى، وكان من أوعية العلم، وفيه تَشَيُّعُ. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 6/ 83، وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته. * طبقات ابن سعد: 2/ 257، طبقات خليفة: ت 1789، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 275، التاريخ الصغير: 1/ 318، نقات العجلي: ص 346، الجرح والتعديل: 6/ 186، المجروحين والضعفاء: 2/ 103، الكامل لابن عدي: 5/ 1840، تهذيب الكمال: ورقة 971، سير أعلام النبلاء: 6/ 205 - 208، تذهيب التهذيب: 3/ 61 / ب، تاريخ الإسلام: 5/ 111، تذكرة الحفاظ: 1/ 140، ميزان الاعتدال: 3/ 127، العبر: 1/ 169، نكت الهميان: ص 212، العقد الثمين: 6/ 174، تهذيب التهذيب: 7/ 322، طبقات الحفاظ: ص 58، خلاصة تذهيب الكمال: ص 274، شذرات الذهب: 1/ 176.

125 - منصور بن زاذان

قال أَبو زرعة وأَبو حاتِم: ليس بقوي (¬1). وقال أحمد ويحيى: ضعيف (¬2). وقال التّرمذي: صدوقٌ، ربما رفع الموقوف (¬3). وقال منصور بن زاذان: قلنا لِعليِّ بن زيد لمّا مات الحسن: اجلس موضعَه (¬4). قرنه مسلم بغيره (¬5). ومات سنة تسع وعشرين ومثة وقيل: سنة إحدى وثلاثين ومئة. رحمة اللَّهِ عليه. 125 - مَنصُورُ بنُ زَاذَان * (ع) الثقفيُّ، مولاهم، أَبو المغيرة الواسطي، الإمامُ، أحدُ الأعلام. روى عن: أنس، وأبي العالية، والحسن، ومحمد، وعطاء، وغيرِهم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 187. (¬2) الجرح والتعديل: 6/ 186. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 972. (¬4) المصدر السابق. (¬5) أي أنَّ مسلمًا أخرج حديثه مقرونًا بغيره. * طبقات ابن سعد: 7/ 311، طبقات خليفة: ت 1814 و 3180، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 346، ثقات العجلي: ص 440، الجرح والتعديل: 8/ 172، مشاهير علماء الأمصار: ت 1397، حلية الأولياء: 3/ 57، تهذيب الكمال: ورقة 1376، سير أعلام النبلاء: 5/ 441 - 442، تذكرة الحفاظ: 1/ 141، العبر: 1/ 174، تذهيب التهذيب: 4/ 71، تاريخ الإسلام: 5/ 303، تهذيب التهذيب: 10/ 306، طبقات الحفاظ: ص 58، خلاصة تذهيب الكمال: ص 387، شذرات الذهب: 1/ 181.

126 - منصور بن المعتمر

وعنه: شُعبة، وهُشيم، وأَبو عَوانة، وخلفُ بنُ خليفة، وآخرون. وكان ثقةً، حجةً، صالحًا، متعبدًا، كبيرَ الشأن. قال هُشيم: كان لو قيل له: إنَّ ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل. وكان يُصلِّي من طلوع الشمس إلى أنَّ يُصلي العصر، ثم يُسبِّح إلى المغرب (¬1). وصحّ عنه أنَّه صلَّى فيما بينَ المغرب والعشاء، فقرأ القرآن وبلغ في الثانية إلى النحل (¬2). وقال عَبَّاد بن العوّام: شهدتُ جنازة منصور بن زَاذان فرأيتُ النصارى على حدة، والمجوس على حدة، واليهود على حدة، وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزِّحام (¬3). مات سنةَ إحدى وثلاثين ومئة. رحمه الله. 126 - مَنْصورُ بنُ المُعْتَمِر * (ع) الحافظُ الإمامُ الحجّة، أَبو عتَاب السَّلميُّ الكوفيّ، أحدُ الأعلام. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1376. (¬2) سير أعلام البلاء: 5/ 442. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1376. (*) طبقات ابن سعد: 6/ 337، تاريخ خليفة: 404، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 346، ثقات العجلي: ص 440، المعارف: ص 474، أخبار القضاة: 3/ 145، الجرح والتعديل: 8/ 177، مشاهير علماء الأمصار: ت 1321، حلية الأولياء: 5/ 40، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 114، تهذيب الكمال: ورقة 1378، سير أعلام النبلاء: 5/ 402 - 412، تذكرة الحفاظ: 1/ 142، العبر: 1/ 176، تذهيب التهذيب: 4/ 72 / ب، تاريخ الإسلام: 5/ 305، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 314، تهذيب التهذيب: 10/ 312، طبقات الحفاظ: ص 49، خلاصة تذهب الكمال: ص 388، شذرات الذهب: 1/ 189.

حدَّث عن التابعين، كأبي وائل، ورِبْعيِّ بن جراش، وإبراهيم، وسعيد بن جُبَير، ومجاهد، والشَّعبي، وأبي حازم الأشجعي، وطبقتِهم. وعنه: شعبة، وشيبانُ، والسّفيانان، وشريك، وفُضيل بن عِياض، وخلائق. حكى عنه شعبةُ، قال: ما كتبتُ حديثًا قطّ (¬1). وقال ابن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظَ من منصور (¬2). وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة، وقام ليلَها، وكان يبكي الليل كُلَّه، فإذا أصبح، كحل عينيه، وبرَّق شفتيه، ودهن رأسه قال: فتقول له أمه: قتلت قتيلًا! ! فيقول: أنا أعلم بما صنعت نفسي (¬3). أخذه يوسفُ بن عمر أميرِ العراق ليولِّيه قضاء الكوفة، فامتنع، فدخَلتُ عليه وقد جيئ بالقَيد ليقيّده، ثم خلَّى عنه. وقال العجلي: كان منصور أثبتَ أهلِ الكوفة، لا يختلِف فيه أحد، صالحُ متعبد، أُكْرِهَ على القضاء، فقضى شهرين. قال: وفيه تَشَيُّعٌ قليل، وكان قد عَمِشَ مِن البكاء (¬4). مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة رحمه اللَّه. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1379. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) ثقات العجلي: ص 441.

127 - مغيرة بن مقسم

127 - مُغيرة بنُ مِقْسَم * (ع) الفقيهُ الحافظ، أَبو هشام الضَّبِيُّ مولاهم الكُوفيّ، الأعمى، ولد أعمى، وكان آيةً في الذكاء. حدَّث عن: أبي وائل، والشَّعبي، والنَّخَعي، ومجاهد، وعِدَّة. وعنه: شعبةُ، وزائدةُ، وإسرائيل، وأبو عَوانة، وجَرير، وابن فُضيل، وهُشَيم، وخلق. قال شعبةُ: كان (¬1) أحفظَ مِن حمّاد بن أبي سليمان. وروى جَرير عن مُغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيتُه (¬2). وضعّف أحمد روايتَه عن إبراهيم فقط. وقال: ذكيٌّ حافظ، صاحبُ سنة (¬3). وقال العِجلي: ثقة يُرسِلُ عن إبراهيم، فإذا وُقِّفَ ممّن سمعه، يُخبِرهُم. وكان من فُقهاء أصحاب إبراهيم، وكان عثمانيًّا، ويحمل على عليّ بعضَ الحمل (¬4). رحمه اللَّه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 337، طبقات خليفة: ص 165، طبعة دار طيبة، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 324، التاريخ الصغير: 2/ 28، ثقات العجلي: ص 437، الجرح والتعديل: 8/ 228، تهذيب الكمال: ورقة 1365، سير أعلام النبلاء: 6/ 10 - 13، ميزان الاعتدال: 4/ 165، العبر: 1/ 180، تذكرة الحفاظ: 1/ 143، نكت الهميان: ص 295، تهذيب التهذيب: 10/ 269، طبقات الحفاظ: ص 59، خلاصة تذهيب الكمال: ص 385، شذرات الذهب: 1/ 191. (¬1) في الأصل: ما كان، والصواب ما أثبتناه. انظر: تهذيب الكمال: ورقة 1365 وغيره من المصادر. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 229. (¬3) المصدر السابق. (¬4) ثقات العجلي: ص 437.

128 - حصين بن عبد الرحمن السلمي

128 - حُصَينْ بن عَبْد الرحمن السُّلَمي * (ع) الكوفي، الحافظ، أَبو الهُذَيل، ابنُ عمِّ منصور بن المعتمر. حدَّث عن: جابر بن سَمُرَة، وعِمارة بن رُويبَة، وابنِ أبي ليلى، وأبي وائل، وزيدِ بنِ وهب، وعِدَّة. وعنه: شعبةُ، وأَبو عَوانة، وعَبْثر، وعليُّ بن عاصم، وآخرون. وكان ثقةً، حجةً، حافظًا عاليَ الإِسناد. عاش ثلاثًا وتسعين سنةً، ومات سنةَ ستٍّ وثلاثين ومئة. 129 - هشَامُ بنُ عُروَة * (ع) ابن الزُّبَير بن العوَّام، الإِمام الحافط الحجَّة، أَبو المنذر القرشيُّ المدنيُّ الفقيه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 338، طبقات خليفة: ت 1235، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 3، ثقات العجلي: ص 122، الجرح والتعديل: 3/ 193، مشاهير علماء الأمصار: ت 849، تهذيب الكمال: ورقة 302، سير أعلام النبلاء: 5/ 422 - 424، تاريخ الإسلام: 5/ 237، تذكرة الحفاظ: 1/ 143، ميزان الاعتدال: 1/ 551، العبر: 1/ 183، تهذيب التهذيب: 1/ 382، طبقات الحفاظ: ص 61، خلاصة تهذيب الكمال ص 86، شذرات الذهب: 1/ 193. * * نسب قريش: ص 248، طبقات ابن سعد: 1/ 327، طبقات خليفة: ت 2379 و 3202، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 193، التاريخ الصغير: 2/ 83، ثقات العجلي: ص 459، الجرح والتعديل: 9/ 63، ثقات ابن حبان: 3/ 280، مشاهير علماء الأمصار: ت 583، تاريخ بغداد: 14/ 37، وفيات الأعيان: 6/ 80، تهذيب الكمال: ورقة 1445، سير أعلام النبلاء: 6/ 34 - 47، تاريخ الإسلام: 6/ 145، تذكرة الحفاظ: 1/ 144، ميزان الاعتدال: 4/ 301، العبر: 1/ 206، مرآة الجنان: 1/ 302، تهذيب التهذيب: 11/ 48، النجوم الزاهرة: 2/ 6، طبقات الحفاظ: ص 61، خلاصة تهذيب الكمال: ص 410، شذرات الذهب: 1/ 218، تاريخ التراث العربي: 1/ 127.

حدَّث عن: عمِّه ابنِ الزُّبير، وأبيه، وزوجتِه فاطمَة بنتِ المنذر، وطائفة. وعنه: شعبةُ، ومالك، والسُّفيانان، والحمّادان، وابنُ نُمير، ويحيى القطَّان، وأَبو أسامة، وعُبيدُ اللَّهِ بنُ موسى، وخلق. قال هشام: مسح ابنُ عمر رأسي، ودعا لي. وقال وهيب: قَدِمَ علينا هشام بن عُروة، فكان مثلَ الحسن، وابن سِيرين (¬1). وقال ابنُ سعد: كان ثِقةً ثَبْتًا، كثيرَ الحديثِ، حُجّة (¬2). وقال أَبو حاتِم: ثقة إمامٌ في الحديث (¬3). وقال يعقوبُ بن شيبة: هشامُ بن عروة ثقة، ثَبْت، لم يُنكر عليه شيء إلّا بَعْدَما صار إلى العراق، فإنَّه انبسط في الرِّواية، فأنْكَر ذلك عليه أهلُ بلده، فإنَّه كان لا يُحدِّثُ عن أبيه إلّا ما سمعه منه، ثم تَسهَّلَ، فكان يُرسِلُ عن أبيه (¬4). وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: هشام أحبُّ إليك أو الزهري؛ فقال: كلاهما، ولم يُفَضِّل (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 38. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 321. (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 64. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 40. (¬5) الجرح والتعديل: 9/ 64.

130 - يونس بن عبيد

وقال ابن حِبَّان: هشام بن عُروة أَبو المنذر، وقد قيل: أَبو بكر، جالس الزُّبير، ورأى جابرًا، وابنَ عمر. من حُفّاظ أهلِ المدينة ومتقنيهم، وأهلِ الورع والفضلِ في الدِّين (¬1). تُوفي هشام ببغداد سنة ستٍّ وأربعين ومئة، وله ثمانون سنة. رحمه الله. 130 - يونسُ بنُ عُبَيد * (ع) الإمام، أَبو عبد الله العبديُّ مولاهم البصريُّ، الحافظ، أحدُ الأئمَّة الأعلام. رأى أنسًا، وسَمِعَ الحسن، وابنَ سِيرين، وإبراهيمَ التَّيمي، وحُمَيد بنَ هلال، وزيادَ بن جُبَير، وعِدَّة. وعنه: شعبة، والحمّادانِ، والسُّفيانانِ، وعبدُ الوارث، وبِشرُ بنُ المفضّل، وهُشيم، وابن عُليَّة. وكان يقول: ما كتبتُ شيئًا قطّ. ¬

_ (¬1) مشاهير علماء الأمصار: ص 80. * طبقات ابن سعد: 7/ 260، طبقات خليفة: ت 1826، التاريخ الصغير: 2/ 49، الجرح والتعديل: 9/ 242، مشاهير علماء الأمصار: ت 1184، حلية الأولياء: تهذيب الكمال: ورقة 1571، سير أعلام النبلاء: 6/ 288 - 296، تاريخ الإسلام: 5/ 319، تذهيب التهذيب: 4/ 194، تذكرة الحفاظ: 1/ 145، العبر: 1/ 188، الكاشف: 3/ 266، تهذيب التهذيب: 11/ 442، طبقات الحفاظ: ص 62، خلاصة تذهيب الكمال: ص 441، شذرات الذهب: 1/ 207.

131 - داود بن أبي هند

قال أبو حاتم: هو أكبرُ من سليمان التَّيمي، ولا بلغ (¬1) التيميُّ منزلة يونس. وقال سعيدُ بن عامر: ما رأيتُ رجلًا قطُّ أفضلَ من يونس بن عُبَيد (¬2). وقال حمادُ بن زيد: مرض يونس بنُ عبيد فقال أيوب: ما في العيش بعدَك من خير (¬3). وعن هشام بن حسَّان قال: ما رأيتُ أحدًا يطلُبُ بالعلم وجهَ الله إلا يونسَ بن عُبيد (¬4). قاد معاذ بن معاذ: في سنة تسع وثلاثين ومئة صلَّيتُ على يونس بن عُبيد. رحمه اللَّه. 131 - داود بنُ أبي هِنْد * (خت، م، 4) الإِمامُ الثبتُ أَبو محمد البصري. ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وفي "الجرح والتعديل": 9/ 242: ولا يبلغ التيمي ... (¬2) عبر الذهبي: 1/ 189. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1573، ولفظه: قبح الله العيش بعدك. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1572. * طبقات ابن سعد: 7/ 255، تاريخ خليفة: 418، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 231، التاريخ الصغير: 2/ 49، ثقات العجلي: ص 148، الجرح والتعديل: 3/ 411، مشاهير علماء الأمصار: ت 1187، أنساب السمعاني: 10/ 154، تهذيب الكمال: ورقة 392، سير أعلام النبلاء: 6/ 376 - 379، تاريخ الإسلام: 5/ 243، تذهيب التهذيب: 1/ 210، العبر: 1/ 189، تذكرة الحفاظ: 1/ 146، تهذيب التهذيب: 3/ 204، طبقات الحفاظ: ص 62، خلاصة تذهيب الكمال: ص 11، شذرات الذهب 10/ 208.

رأى أنس بنَ مالك. وروى عن: أبي العالية، وابن المسيِّب، وأبي عثمان النَّهدي والشّعبي، وعِكرمة. وعنه: شعبة، والحمّادانِ، وابنُ عُليَّة، ويحيى القطَّان، ويزيدُ بن هارون. وكان من حفاظ أهل البصرة. استشهدَ به البخاريُّ، واحتجَّ به الباقون. قال يزيد بن زُريع: كان مفتيَ أهلِ البصرة (¬1). وقد ناظر داودُ غيلانَ القدريّ، فقطعه. وقال ابنُ أبي عَدِي (¬2): صام داوُد بن أبي هند أربعينَ سنةً لا يعلم به أهلُه، كان خزازًا، وكان يحمل معه غداءَه مِن عندهم، فيتصدَّق به في الطَّريق، ويرجِعُ عشيًّا، فيُفطر معهم. قيل: مولد داود بسَرْخَس. ومات في أول سنة أربعين ومئة راجعًا من الحجّ، وكان -رحمه الله- رأسًا في العلم والعمل. رحمه اللَّه. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 6/ 377. (¬2) في الأصل و"التذكرة": ابن عدي، خطأ، والتصويب من "السير": 6/ 378، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، أَبو عمرو البصري، سترد ترجمته برقم (286) من هذا الكتاب.

132 - موسى بن عقبة

132 - مُوسَى بنُ عُقْبَة * (ع) المدنيُّ الحافظ، مولى آل الزُّبير بن العوَّام. روى عن: أمِّ خالد بنت خالد الصحابيّة، وعن عُروة، وسالم، وأبي سلمة بنِ عبد الرحمن، والأعرج، وغيرهم. وصنَّف "المغازي". وحدَّث عنه: ابنُ جُريِج، ومالك، وابن عُيينة، وحاتِمُ بن إسماعيل، وابن المبارك، وأَبو ضمرة، ومحمد بن فُليح، وخلق. قال الواقدي: كان موسى فقيهًا، مفتيًا (¬1). وقال أحمدُ بنُ حنبل (¬2): عليكم بمغازي موسى بنِ عقبة، فإنَّه ثقة. وقال أَبو حاتم: صالح. مات سنة إحدى وأربعين ومئة. رحمة اللَّهِ عليه. ¬

_ * تاريخ خليفة: 411، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 292، التاريخ الصغير: 2/ 70، ثقات العجلي: ص 444، الجرح والتعديل: 8/ 154، ثقات ابن حبان 3/ 248 مشاهير علماء الأمصار: ت 584، أنساب السمعاني: 11/ 366، اللباب: 3/ 224، تهذيب الكمال: ورقة 1392، سير أعلام النبلاء: 6/ 114 - 118، ميزان الاعتدال: 4/ 214، تذكرة الحفاظ: 1/ 148، العبر: 1/ 192، الوافي بالوفيات: 2/ 137، تهذيب التهذيب: 10/ 360، النجوم الزاهرة: 1/ 345، طبقات الحفاظ: ص 63، خلاصة تهذيب الكمال: ص 392، شذرات الذهب: 1/ 209، هدية العارفين: 2/ 477، تاريخ التراث العربي: 1/ 457. (¬1) انظر "تهذيب الكمال": ورقة 1393. (¬2) مثله في "التذكرة": 1/ 148، وهو في "الجرح والتعديل": 8/ 154، و"تهذيب الكمال: ورقة 1393، و"أنساب السمعاني": 11/ 366 - 367 من قول مالك.

133 - صالح بن كيسان

133 - صَالح بنُ كَيسَان * (ع) الحافظ، أحدُ علماء المدينة، وكان مُؤدِّب أولادِ عمرَ بن عبد العزيز. رأى عبدَ اللَّهِ بنَ عمر، ولم يسمع منه. وحدَّث عن: عُروة بن الزُّبير، ونافعٍ، وسالمٍ، ونافعٍ مولى أبي قتادة، وعُبيدِ الله بن عبد الله، والزُّهري، وجماعة. وكان رفيقَ الزُّهريِّ في طلب العلم، وإنما طلب في الكُهولة. حدَّث عنه: ابنُ جُريج، ومالك، وسليمانُ بن بلال، وإبراهيمُ بنُ سعد فأكثر، وسفيانُ بنُ عُيينة. سئل أحمدُ بنُ حنبل عنه، فقال: بخٍ بخٍ (¬1). ويقال: إنَّه جاوز المئة. قال الواقديُّ: مات بعد الأربعين ومئة. رحمه الله. ¬

_ * طبقات خليفة: ت 2328، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 288، ثقات العجلي: ص 226، المعارف: ص 486، المعرفة والتاريخ: 1/ 637، 642، الجرح والتعديل: 4/ 410، مشاهير علماء الأمصار: ت 1068، تهذيب الكمال: ورقة 600، سير أعلام النبلاء: 5/ 454 - 456، تاريخ الإسلام 6/ 82، تذكرة الحفاظ: 1/ 148، تهذيب التهذيب: 2/ 88، ميزان الاعتدال: 2/ 299، تهذيب التهذيب: 4/ 399، طبقات الحفاظ: ص 63، خلاصة تذهيب الكمال: ص 171، شذرات الذهب: 1/ 208. (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 411. وقوله: "بخ بخ" للمدح والإعجاب.

134 - خالد الحذاء

134 - خالد الحَذَّاءُ * (ع) هو ابن مِهران، أَبو المُنازل البصري، الحافظُ الثَّبْت، محدِّث البصرة، ولم يكن حَذَّاءً، بل كان يجلس عندَهم (¬1). حدَّث عن: عبد الله بن شَقيق، وأبي عثمان النَّهْدي، وعبدِ الرَّحمن بن أبي بكرة، وحفصة بنتِ سِيرين، وأخيها محمد، وعِدَّة. وعنه: ابنُ سيرين شيخه، وبِشرُ بنُ المفضّل، وأَبو إسحاق الفَزاريُّ، وابن عُيينة، وابن عُليَّة، وخلق آخِرُهُم وفاةً عبدُ الوهَّاب بن عطاء. وكان من الثِّقات الأثبات. وثَّقهُ أحمدُ بن حنبل، وابنُ مَعين، وغيرهما، واحتج به أصحابُ الصِّحاح. وقال أَبو حاتِم: لا يُحتجُّ به (¬2). ولم يُقْبَلْ هذا القولُ منه فيه، ولا في غيره من الأثبات. مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومئة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 23، تاريخ خليفة: 420، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 173، التاريخ الصغير: 2/ 57، ثقات العجلي: ص 142، الجرح والتعديل: 3/ 352، مشاهير علماء الأمصار: ت 1205، أنساب السمعاني: 4/ 86، تهذيب الكمال: ورقة 369، سير أعلام النبلاء: 6/ 190 - 193، ميزان الاعتدال: 1/ 642، العبر: 1/ 192، تذهيب التهذيب: 1/ 193، تذكرة الحفاظ: 1/ 149، تهذيب التهذيب: 3/ 120، طبقات الحفاظ: ص 64، خلاصة تذهيب الكمال: ص 103، شذرات الذهب: 1/ 210. (¬1) قال السمعاني في "الأنساب" 4/ 86 - 87: وأما خالد بن مهران الحذاء البصري، يقال: إنه ما حذا نعلًا قط ولا باعها، ولكنه تزوج امرأة فنزل عليها في الحذائين فنسب إليها. ويقال: إنه كان يجلس على دكان حذاء فنسب إلى ذلك. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 353.

135 - عاصم بن سليمان

135 - عَاصِم بنُ سُليمَان * (ع) الحافظ، أَبو عبد الرحمن البصري، الأحول، قاضي المدائن. حدَّث عن: عبد اللَّه بن سَرْجِس، وأنسِ بنِ مالك، وأبي العالية، ومُعاذة العدوَيَّة، وخلق. وعنه: شعبة، وابن المبارك، وأَبو معاوية، ويزيد بن هارون، وخلق. وكان من الثِّقات المُكْثِرين. وثقه ابنُ المديني، وغيرُه. وقال الثَّوري: حفاظُ الناس أربعة: إسماعيل بن أبي خالد، وعاصمٌ الأحول، ويحيى بنُ سعيد الأنصاري، وعبدُ الملك بن أبي سليمان (¬1). ولم يجعل -رحمه اللَّه - الأعمش معهم. وقد قيل: إن عاصمًا الأحول ربما كان صائمًا فيفطر، فإذا صلَّى العشاء تنحّى فلا يزال يصلِّي حتى يطلع الفجر. مات سنة اثنتين وأربعين ومئة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 256، طبقات خليفة: ت 1825، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 485، التاريخ الصغير: 2/ 70، ثقات العجلي: ص 241، أخبار القضاة: 4/ 203، الجرح والتعديل: 6/ 343، مشاهير علماء الأمصار: ت 722، أنساب السمعاني: 1/ 149، تهذيب الكمال: ورقة 633، سير أعلام النبلاء: 6/ 13 - 15، تذكرة الحفاظ: 1/ 149، ميزان الاعتدال: 2/ 350، العبر: 1/ 193؛ تهذيب التهذيب: 5/ 42، طبقات الحفاظ: ص 64، خلاصة تذهيب الكمال: ص 182، شذرات الذهب: 1/ 210. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 634.

136 - سليمان بن طرخان

136 - سُليمَانُ بنُ طَرخان * (ع) التَّيمي، أَبو المعتمر القيسي مولاهم البصري، الإمامُ الحافظ، شيخ الإسلام، لم يكن تيميًّا بل نزل فيهم. روى عن: أَنس، وأبي عثمان النَّهدي، والحسن، وطاووس، وعِدَّة. وعنه: شعبة، والسُّفيانان، وابنُ المبارك، ويزيدُ بنُ هارون، والأنصاري، وهَوْذَةُ بنُ خليفة، وخلق. قال شعبة: ما رأيت أحدًا أصدقَ من سليمان التَّيمي، كان إذا حدَّث عن رسول اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم تغيَّر لونُه (¬1). وقال مُعْتَمِر: مكثَ أبي أربعينَ سنةً يصومُ يومًا ويفطر يومًا، ويصلِّي صلاة الفجر بوضوء العشاء (¬2). وعاش سبعًا وتسعين سنة. وقال يحيى القَطَّان: ما رأيت أخوفَ للهِ منه (¬3). ¬

_ (*) طبقات ابن سعد: 7/ 252، تاريخ خليفة: 420، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 20، التاريخ الصغير: 2/ 74، ثقات العجلي: ص 203، المعارف: ص 475، المعرفة والتاريخ: 2/ 130، 268، وغيرها، الجرح والتعديل: 4/ 124، ثقات ابن حبان: 3/ 89. مشاهير علماء الأمصار: ت 685، أنساب السمعاني: 3/ 119، تهذيب الكمال: ورقة 541، سير أعلام النبلاء: 6/ 196 - 202، تذكرة الحفاظ: 1/ 150، العبر: 1/ 194، تذهيب التهذيب: 2/ 50 / ب، ميزان الاعتدال: 2/ 212، تهذيب التهذيب: 4/ 201، خلاصة تذهيب الكمال: ص 152، شذرات الذهب: 1/ 212. (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 124 - 125. (¬2) سير أعلام النبلاء: 6/ 197. (¬3) التاريخ الصغير: 2/ 74.

137 - حميد الطويل

وقال سعيد بن عامر الضُّبَعي: كان سليمان التَّيميُّ يسبِّح اللهَ في كل سجدةٍ سبعينَ تسبيحة (¬1). وقال رقَبَة بنُ مَصْقَلَة: رأيت ربَّ العزَّة في المنام فقال: وعزَّتي وجلالي لأكرمنَّ مثوى سليمان التَّيمي (¬2). وقال ابن حِبَّان: كان من عُبَّاد أهلِ البصرة وصالحيهم ثقةً، وإتقانًا، وحفظًا، ممّن كان يَذُبُّ عن السّنن، ويقوي مَن انتحلها، صلَّى أربعين سنةً صلاة الغداة بوضوء عشاء الآخرة، وكان يرى الوضوء من قليل النُّعاس، وكثيره (¬3). مات في ذي القعدة سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئة. رحمة اللَّهِ عليه. 137 - حُمَيدٌ الطويل * (ع) المحدِّثُ الحافظُ الثقة، أَبو عُبَيدَة بن أبي حُمَيد تِيرُوْيَه (¬4) البصري. ¬

_ (¬1) المعرفة والتاريخ: 2/ 268. (¬2) سير أعلام النبلاء: 6/ 197. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 93. * طبقات ابن سعد: 7/ 252، طبقات خليفة: ت 1834، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 348، التاريخ الصغير: 2/ 72، ثقات العجلي: ص 136، المعارف: ص 481، الجرح والتعديل: 3/ 224، ثقات ابن حبان: 3/ 10، مشاهير علماء الأمصار: ت 684، أنساب السمعاني: 8/ 269، اللباب: 2/ 290، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 170، تهذيب الكمال: ورقة 336، سير أعلام النبلاء: 6/ 163 - 169، تاريخ الإسلام: 6/ 57، تذكرة الحفاظ: 1/ 152، العبر: 1/ 194، تذهيب التهذيب: 1/ 178، ميزان الاعتدال: 1/ 610، تهذيب التهذيب: 3/ 38، لسان الميزان: 6/ 536، طبقات الحفاظ: ص 65، خلاصة تذهيب الكمال: ص 94، شذرات الذهب: 1/ 211. (¬4) في اسم أبي حميد أقوال أشهرها: تيرويه. وقل: تير. وقيل: داور، ومهران، وطرخان، ومخلد، وعبد الرحمن. انظر "السير": 6/ 163.

روى عن: أَنسٍ، وعبد اللَّه بن شَقيق، والحسنِ، وابن أبي مُلَيكة، وبكر بن عبد الله، وجماعةٍ. وعنه: شعبة، ومالك، وسفيان، والحمّادان، وابنُ عُليَّة، ويحيى القطَّان، والأنصاري، وخلق. قال حمَّاد بن سلمة: لم يدع حُميدٌ لثابت البُنانيّ علمًا إلَّا وعاه عنه، وسمعه منه، وعامةُ ما يرويه عن أَنسٍ سمعه من ثابت (¬1). وقد قيل: إنَّه سمع من أَنسٍ بضعةً وعشرين حديثًا. وقال الأصمعي: رأيتُهُ ولم يكن بطويل، ولكن كان طويل اليدين (¬2). وقيل: كان في جيرانه رجلٌ قصيرٌ اسمُهُ حُميد، فقالوا: حميد الطويل، ليتميَّز من القصير (¬3). وقال ابنُ حبَّان: وإنَّما عُرِفَ بالطَّويل لأنَّه كان قصيرَ القامة، كما تُسمِّي العربُ الأشياءَ بالأضداد، وتسمي المهلكةَ مفازة (¬4). قال ابنُ حِبَّان: وكان حُميدٌ يدلس (¬5). وعن يونس قال: أكثرَ اللَّهُ فينا مثلَ حُميد. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 337. (¬2) المصدر السابق. (¬3) انظر المصدر السابق. (¬4) مشاهير علماء الأمصار: ت 93. (¬5) المصدر السابق.

138 - أبو إسحاق الشيباني

وقيل: إنَّه كان قائمًا يصلِّي، فمات فجأة -رحمه الله- في آخر سنةِ اثنتينِ وأربعين ومئة. رحمه اللَّه. 138 - أَبو إسحاق الشيباني * (ع) الإمام، سليمان بن فَيروز الكوفيّ الحافظ، مولى بني شَيبان. حدَّث عن: عبد الله بن أبي أوفى، وزِرّ بن حُبش، والشَّعبي، والنَّخعي، وعِكرمة، وطائفة. وعنه: شعبة، وسفيان، وجريرُ بنُ عبد الحميد، وعليُّ بن مُسْهِر، وابنُ عُيينة، وجعفرُ بنُ عون، وغيرُهم. وحدَّث عنه من شيوخه: أَبو إسحاق السَّبِيعي. وكان من الثقات. مات سنة ثمان، وقيل: سنة تسعٍ وثلاثين، وقيل: سنة إحدى وأربعين ومئة (¬1). رحمة اللهِ عليه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 345، طبقات خليفة: ت 1242، التاريخ الصغير: 2/ 57، ثقات العجلي: ص 202، الجرح والتعديل: 4/ 122، ثقات ابن حبان: 3/ 90، مشاهير علماء الأمصار: ت 844، أنساب السمعاني: 7/ 438، تهذيب الكمال: ورقة 542، سير أعلام النبلاء: 6/ 193 - 195، العبر: 1/ 192، تهذيب التهذيب: 2/ 49 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 153، تهذيب التهذيب: 4/ 197، طبقات الحفاظ: ص 66، خلاصة تذهيب الكمال: ص 153، شذرات الذهب: 1/ 207. (¬1) انظر أقوالًا أخرى في تاريخ وفاته نقلها الذهبي في "السير": 6/ 194.

139 - إسماعيل بن أبي خالد

139 - إسَمَاعيلُ بنُ أبي خَالد * (ع) الإمامُ الحافظ، أَبو عبد الله البَجَليُّ مولاهم الكوفي. سمع: ابنَ أبي أوفى، وأبا حُجَيفَة السَّوائي، وطارقَ بن شهاب، وقيسَ بن أبي حازم، وعمرو بن حُريث، وزِرّ بن حُبش، وعِدَّة. وعنه: شعبة، والسُّفيانان، وأَبو أسامة، ويزيدُ بنُ هارون، وابن نُمير، ويحيى القطّان، ويعلى بنُ عبيد، وعبيد اللَّه بن موسى، وخلق. وكان حُجَّةً، متقنًا، مُكثرًا، عالمًا عاملًا. وكان طَحَّانًا. قال أَبو إسحاق السَّبِيعي: إسماعيل شرب العلم شُربًا (¬1). وروى مجالدٌ عن الشعبيِّ قال: إسماعيل هذا يزدرد العلم ازدرادًا (¬2). وقال يحيى بن سعيد: كان سفيان به مُعجبًا (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 344، طبقات خليفة: ت 1263، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 351، التاريخ الصغير: 2/ 85، ثقات العجلي: ص 64، الجرح والتعديل: 2/ 174، ثقات ابن حبان: 3/ 6، مشاهير علماء الأمصار: ت 845، أنساب السمعاني: 2/ 88، تهذيب الكمال: 3/ 69 طبعة محققة، سير أعلام النبلاء: 6/ 176، العبر: 1/ 203، تذهيب التهذيب: 1/ 62 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 153، الكاشف: 1/ 72، تهذيب التهذيب: 1/ 291، طبقات الحفاظ: ص 66، خلاصة تذهيب الكمال: ص 32، شذرات الذهب: 6/ 211. (¬1) طبقات ابن سعد: 6/ 344. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 174. (¬3) تهذيب الكمال: 3/ 73.

140 - سليمان بن مهران

وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقةً ثَبْتًا (¬1). وقال أَبو حاتم: لا أُقدِّم عليه أحدًا من أصحاب الشعبي (¬2). مات في سنة خمسٍ وأربعين ومئة، وقيل: سنة ستّ. رحمه اللَّه. 140 - سُليمَانُ بن مِهران * (ع) أَبو محمد الأسديُّ الكَاهِلِيُّ مولاهم الكوفيُّ الأعمش، الإمام الحافظ، شيخ الإسلام. أصلُه من بلاد الرَّي. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 3/ 75. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 175. (*) طبقات ابن سعد: 6/ 342، تاريخ خليفة: 424، طبقات خليفة: ت 1228، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 37، التاريخ الصغير: 1/ 92، ثقات العجلي: ص 204، المعارف: ص 489، المعرفة والتاريخ: 2/ 634، الجرح والتعديل: 4/ 146، ثقات ابن حبان: 4/ 302، مشاهير علماء الأمصار: ت 848، حلية الأولياء: 5/ 46، تاريخ بغداد: 9/ 3، أنساب السمعاني: 10/ 336، اللباب: 3/ 79، وفيات الأعيان: 2/ 400، تهذيب الكمال: ورقة 548، سير أعلام النبلاء: 6/ 226 - 248 ترجمة مطولة، تذهيب التهذيب: 2/ 54 / ب، تاريخ الإسلام: 6/ 75، تذكرة الحفاظ: 1/ 154، العبر: 9/ 201، الكاشف: 1/ 320، ميزان الاعتدال: 2/ 224، معرفة القراء الكبار: 1/ 94 وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته، مرآة الجنان: 1/ 305، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 315، تهذيب التهذيب: 4/ 222، لسان الميزان: 6/ 569، النجوم الزاهرة: 2/ 10، طبقات الحفاظ: ص 67، خلاصة تذهيب الكمال: ص 155، شذرات الذهب: 1/ 220، روضات الجنات: 4/ 75.

رأى أنس بنَ مالك، وحفظ عنه (¬1). وروى عن: ابن أبي أوفى، وأبي وائل، وزِرٍّ، وأبي عمرو الشَّيباني، والمعرور بن سُويد، والنَّخَعيّ، وخلق. وعنه: شعبة، والسُّفيانان، وزائدة، ووكيع، وعُبيد اللَّه بن موسى، ويعلى بنُ عبيد، وأَبو نُعيم، وخلائق. قال ابنُ المديني: له نحوٌ من ألفٍ وثلاث مئة حديث (¬2). وقال ابن عُيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض (¬3). وقال الفلّاس: كان الأعمش يُسمَّى المصحف من صدقه (¬4). وقال يحيى القطَّان: الأعمشُ علّامة الإِسلام (¬5). وقال الخُريبي: ما خلَّف الأعمش أَعْبَد للَّهِ منه (¬6). ¬

_ (¬1) قال الخطيب في "تاريخه": رأى أنس بن مالك، ولم يسمع منه شيئًا مرفوعًا. وقال السمعاني في "الأنساب": رأى أنس بن مالك بواسط ومكة، روى عنه شبيهًا بخمسين حديثًا، ولم يسمع منه إلا أحرفًا معدودة. وانظر "سير أعلام النبلاء": 6/ 239، فقد أفرد الذهبي فصلًا خاصًّا عن رواية الأعمش عن أنس. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 548. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 8. (¬4) تاريخ بغداد: 9/ 11. (¬5) تاريخ بغداد: 9/ 8. (¬6) المصدر السابق.

141 - سعيد بن إياس

وقال وكيع: بقي الأعمشُ قريبًا من سبعين سنةً لم تفتهُ التكبيرةُ الْأُولى (¬1). ومناقبُه وفضائلهُ كثيرة، وكان رأسًا في العلم والعمل. مات -رحمه اللَّه- في ربيع الأول سنةَ ثمانٍ وأربعين ومئة، وله سبع وثمانون سنة. 141 - سَعيدُ بنُ إياس (¬2) * (ع) أَبو مسعود الجُرَيرِيُّ البصريُّ الحافظ. حدَّث عن: أبي الطُّفيل، وأبي عثمان النَّهدي، وأبي نضرة، وعبد الله بن شَقيق، وعبد اللَّه بن بُريدة، وغيرِهم. وعنه: ابنُ المبارك، وبشرُ بن المُفَضَّل، وابن عُليَّة، وأَبو أسامة، ويزيدُ بنُ هارون، وغيرهم. قال أحمد بن حنبل: هو محدِّث أهل البصرة (¬3). ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) في الأصل: سعيد بن أبي إياس. والتصويب من مصادر الترجمة. (*) طبقات ابن سعد: 7/ 261، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 456، التاريخ الصغير: 2/ 78، ثقات العجلي: ص 181، الجرح والتعديل: 4/ 1، مشاهير علماء الأمصار: ت 1206، الكامل لابن عدي: 3/ 1228، أنساب السمعاني: 3/ 244، اللباب: 1/ 276، تهذيب الكمال: ورقة 479، سير أعلام النبلاء: 6/ 153، تاريخ الإسلام: 6/ 69، تذكرة الحفاظ: 1/ 155، ميزان الاعتدال 2/ 127، العبر: 1/ 196، تهذيب التهذيب: 4/ 5، طبقات الحفاظ: ص 68، خلاصة تذهيب الكمال: ص 136، شذرات الذهب: 1/ 215. (¬3) الجرح والتعديل: 4/ 2.

142 - عبد الملك بن أبي سليمان

وقال أَبو حاتم: تغير حفظُه قبل موته (¬1). وقال أحمد: سألتُ ابنَ عُليَّة: أكان الجريري اختلط؟ فقال: لا، كبرَ الشيخ فَرَقَّ (¬2). وأما ابن أبي عَديٍّ فقال: لا نَكْذب اللَّه، سمعنا من الجُرَيري وهو مختلط (¬3). وأما يزيد فقال: دخلت البصرة سنة اثنتين وأربعين ومئة، فسمعت من الجُرَيري، ولم نُنكر منه شيئًا (¬4). توفي سنةَ أربعٍ وأربعين ومئة. رحمة اللهِ عليه. 142 - عَبْدُ الملك بنُ أبي سُليمان * (خت، م، 4) العَرْزميُّ الكوفيّ، الثقة الكبير، المحدِّث. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 4، وتمام قوله: فمن كتب قديمًا فهو صالح، وهو حسن الحديث. (¬2) الجرح والتعديل: 4/ 2. (¬3) الكامل لابن عدي: 3/ 1228 نقلًا عن ابن أبي عدي. (¬4) طبقات ابن سعد: 7/ 261. (*) طبقات ابن سعد: 6/ 350، تاريخ خليفة: 423، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 417، التاريخ الصغير: 2/ 83، ثقات العجلي: ص 309، ضعفاء العقيلي: 3/ 31، الجرح والتعديل: 5/ 366، مشاهير علماء الأمصار: ت 1323، تاريخ بغداد: 10/ 393، الإكمال لابن ماكولا: 7/ 49، أنساب السمعاني: 8/ 428، اللباب: 2/ 334، تهذيب الكمال: ورقة 858، سير أعلام النبلاء: 7/ 106 - 109، تذكرة الحفاظ: 1/ 155، العبر: 1/ 204، ميزان الاعتدال: 2/ 656، تذهيب التهذيب: 2/ 249، تهذيب التهذيب: 6/ 396، خلاصة تذهيب الكمال: ص 244، شذرات الذهب: 1/ 216.

حدَّث عن: أنسِ بنِ مالك، وسعيد بن جُبَير، وعطاء بن أبي رَبَاح، وطائفة. وعنه: جرير الضَّبِّي، وإسحاق الأزرق، وحفصُ بن غِياث، ويحيى القطّان، وابن نُمير، وعبد الرزّاق، وخلق. وكان من الحفاظ الأَثْبات. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبةً يعجبُ من حفظ عبد الملك (¬1). وقد تَكلَّم فيه شعبة لأجل "حديث الشفعة" (¬2) فلم يلتفت إليه. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 394. (¬2) أخرج أَبو داود (3518)، والرمذي (1369)، وابن ماجة (2494) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الجار أحق بشفعة جاره، ينتظر بها وإن كان غائبًا إذا كان طريقهما واحدًا" وهذا سند قوي. قال الترمذي: حسن غريب. ونقل الخطيب في "تاريخه" 10/ 395 عن شعبة قال: لو روى عبد الملك بن أبي سليمان حديثًا آخر مثل حديث الشفعة طرحت حديثه. وقال ابن الجوزي في "التنقيح" فيما نقله عه الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 174: واعلم أنَّ حديث عبد الملك بن أبي سليمان حديث صحيح، وطعن شعبة في عبد الملك بسب هذا الحديث لا يقدح فيه فإنه ثقة، وشعبة لم يكن من الحذاق في الفقه ليجمع بين الأحاديث إذا ظهر تعارضها، إنما كان حافظًا، وغير شعبة إنما طعن فيه تبعًا لشعبة. وأصل الشفعة -لغة- هو الزيادة، وهو أن يشفِّعك فيما يشتري حتى تضمه إلى ما عندك فتزيده وتشفعه بها، أي: كان واحدًا فضممت إليه ما زاد وجعلته به شفعًا. انظر "جامع الأصول": 1/ 583، و"اللسان" مادة: شفع.

143 - ربيعة بن أبي عبد الرحمن

وقد وثق عبدَ الملك أحمدُ بن حنبل، والنَّسائي، وغيرهما. ولم يحتجُّ به البخاري، بل استشهد به. تُوفي سنةَ خمس وأربعين ومئة، وقد شاخ. رحمة الله عليه. 143 - رَبيعَة بنُ أبي عَبْدِ الرحمن * (ع) فَرُّوخ، الإمام، أَبو عثمان التَّيميُّ المدنيُّ الفقيه، مولى آل المُنكدر. روى عن: أنسِ بنِ مالك، والسائب بن يزيد، وحنظلة بن قيس، وابن المسيِّب، والقاسم. وعنه: سفيان، ومالك، والأوزاعي، وسليمانُ بنُ بلال، وإسماعيلُ بنُ جعفر، وأَبو ضَمْرة أَنس بن عِياض، وخلق. وكان إمامًا، فقيهًا، عالمًا، حافظًا للفقه والحديث. قال الليث عن يحيى بن سعيد: ما رأيتُ أحدًا أفطن من ربيعة (¬1) ¬

_ * طبقات خليفة: ت 2392، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 286، التاريخ الصغير: 2/ 32، ثقات العجلي: ص 158، المعارف: ص 496، الجرح والتعديل: 3/ 475، ثقات ابن حبان: 3/ 65، مشاهير علماء الأمصار: ت 588، تاريخ بغداد: 8/ 420، طبقات الشيرازي: ص 65، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 189، وفيات الأعيان: 2/ 288، تهذيب الكمال: ورقة 409، سير أعلام النبلاء: 6/ 89 - 96، تذكرة الحفاظ: 1/ 157، ميزان الاعتدال: 2/ 44، العبر: 1/ 183، تهذيب التهذيب: 3/ 258، طبقات الحفاظ: ص 68، خلاصة تذهيب الكمال: ص 116، شذرات الذهب: 1/ 194، تاريخ التراث العربي: 2/ 25. (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 423.

وقال معاذ بن معاذ: سمعتُ سَوَّار بن عبد الله القاضي يقول: ما رأيت أحدًا أعلمَ من ربيعة الرَّأي، قلت: ولا الحسن، وابن سِيرين، قال: ولا الحسن، وابن سِيرين (¬1). وقال أحمدُ وغيرُه: ثقة. وقال أَبو حاتم ابن حِبَّان: ربيعة من فقهاء أهل المدينة وحفَّاظهم، وعلمائهم بأيام الناس، وفصحائهم، وعنه أخذ مالكٌ الفقه (¬2). وقال مصعب الزبيري: هو يحب الفتوى بالمدينة، كان يجلسُ إليه وجوهُ الناس، وبه تفقَّه مالك (¬3). وقال ابنُ الماجشون: ما رأيتُ أحدًا أحفظَ لسنَّةٍ من ربيعة (¬4). وقال عبيدُ اللهِ بنُ عمر: ربيعة هو صاحبُ مُعضلاتِنا، وعالمُنا، وأفضلُنا (¬5). وقال مالك: لما مات القاسم، وسالم، أَفْضى الأمر إلى ربيعة، ولما قدم على السَّفاح (¬6) أمر له بمال فلم يقبله. وأخبار ربيعة مستوفاة في "تاريخ بغداد" و"تاريخ دمشق". تُوفي سنة ستٍّ وثلاثين ومئة. رحمة اللهِ عليه. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) مشاهير علماء الأمصار: ص 81. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 421. (¬4) تاريخ بغداد: 8/ 424. (¬5) تاريخ بغداد: 8/ 423. (¬6) هو أَبو العباس، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب؛ أول خلفاء بني العباس. ترجمته في المصادر التاريخية الكبرى كالطبري والمسعودي وابن الأثير ... وخبر قدوم ربيعة على السفاح في "تاريخ بغداد": 8/ 425.

144 - عبد الله بن عون

الطبقة الخامسة وهم بضع وسبعون 144 - عَبد اللَّهِ بن عَوْن * (ع) ابن أَرْطَبان، أَبو عون المزنيُّ مولاهم البصري، الإِمام الحافظ، شيخ أهل البصرة. حدَّث عن: سعيد بن جُبَير، وأبي واثل، والنَّخَعي، ومجاهد، والحسن، والقاسم بن محمد، وخلق. وعنه: حمَّاد بنُ زيد، وابن عُليَّة، وإسحاق الأزرق، ويزيدُ بن هارون، وأَبو عاصم، والأنصاري، ومسلم بن إبراهيم، وخلق. وكان إمامًا، عالمًا عاملًا، رأسًا في التَّألُّه والعبادة، كبير الشأن. قال ابن مهدي: ما كان بالعراق أعلم بالسنة من ابنِ عَوْن (¬1). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 261، طبقات خليفة: ت 1838، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 163، التاريخ الصغير: 2/ 111، ثقات العجلي: ص 318، المعارف: ص 487، الجرح والتعديل: 5/ 130، مشاهير علماء الأمصار: ت 1185، حلية الأولياء: 3/ 37، تهذيب الكمال: ورقة 720، سير أعلام النبلاء: 6/ 364 - 375، تذكرة الحفاظ: 1/ 156، تذهيب التهذيب: 2/ 171، تاريخ الإسلام: 6/ 211، العبر: 1/ 215، تهذيب التهذيب: 5/ 346، طبقات الحفاظ: ص 69، خلاصة تذهيب الكمال: ص 209، شذرات الذهب: 1/ 230. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 721.

145 - عبيد الله بن عمر بن حفص

وقال قُرَّة: كنّا نعجبُ من ورع ابن سِيرين، فأنساناهُ ابنُ عون (¬1). وقال شعبة: ما رأيتُ مثلَ أيّوب، وابن عَوْن، ويونس (¬2). وقال هشام بن حسَّان: لم تر عيناي مثل ابن عَوْن (¬3). وقال ابنُ المبارك: ما رأيتُ أحدًا أفضلَ من ابن عَوْن (¬4). وقال شعبة: شَكُّ ابنِ عَوْن أحبُّ إليَّ من يقين غيره (¬5). وقال الأوزاعي: إذا مات ابن عَوْن وسفيان استوى الناس (¬6). وقال ابنُ مَعين: ثقةٌ في كلِّ شيء (¬7). مات سنة إحدى وخمسين ومئة في رجب في قول جماعة، فينبغي أنَّ يُؤَخَّر عن هذه الطبقة. رحمه اللَّه. 145 - عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عُمَر بنِ حفص * (ع) ابن عاصم بن عمر بن الخَطّاب، الإِمام الحافظ الحجّة، أَبو عثمان العدويُّ المدنيّ، أخو عبد اللَّه، وعاصم، وأبي بكر. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) تهذيب الكمال: 3/ 461 (طبعة محققة) ضمن ترجمة أيوب السختياني. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 265. (¬4) تاريخ البخاري الصغير: 2/ 111. (¬5) سير أعلام النبلاء: 6/ 365. (¬6) سير أعلام النبلاء: 6/ 367. (¬7) سير أعلام النبلاء: 6/ 368. * طبقات خليفة: ت 2402، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 395، التاريخ الصغير: 1/ 322، ثقات العجلي: ص 318، المعارف: ص 188، الجرح والتعديل: 5/ 326، ثقات ابن حبان: 3/ 146، مشاهير علماء الأمصار: ت 1038، أنساب السمعاني: 9/ 59، الكامل في التاريخ: 5/ 374، تهذيب الكمال: ورقة 889، سير أعلام النبلاء: 6/ 304 - 307، تذهيب التهذيب: 3/ 19، تذكرة الحفاظ: 1/ 160، العبر: 8/ 201، تهذيب التهذيب: 7/ 38، طبقات الحفاظ: ص 70، خلاصة تذهيب الكمال: ص 252، شذرات الذهب: 1/ 219.

روى عن أمِّ خالد بنت خالد الصحابيَّة حديثًا واحدًا، وعن القاسم، وسالم، وعطاء، ونافع، والمقبري، والزُّهري، وغيرهم. وعنه: شعبة، والسُّفيانان، وبشرُ بن المُفَضَّل، وأَبو أسامة، ويحيى القطان، وعبدُ الوهَّاب الثقفي، وعبد الرَّزاق، وخلق. وكان صالحًا، عابدًا، كثيرَ العلم، اعتزل فتنة ابن حسن (¬1). قال ابنُ مَعين: عُبيدُ اللَّه، عن القاسم، عن عائشة: الذهبُ المشبَّك بالدُّرّ (¬2). وقال النَّسائي: ثقةٌ ثَبْت. وقال أَبو حاتم: سألتُ أحمدَ بنَ حنبل عن مالك، وأيّوب، وعبيد الله: أيّهم أثبتُ في نافع؟ فقال: عُبيد اللَّه أثبتُهم، وأحفظُهم، وأكثرُهم رواية (¬3). وقال أحمدُ بنُ صالح: عبيدُ اللَّهِ أحبُّ إلي من مالك في نافع (¬4). ¬

_ (¬1) هو محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الهاشمي، الحسني، المدني، الأمير الواثب على المنصور هو وأخوه إبراهيم. وخبر فتنته مبثوث في المصادر التاريخية. قال ابن سعد: ولزم عبيد الله بن عمر ضيعة له، وخرج أخواه عبد الله وأَبو بكر، فعفا عنهما المنصور. انظر "سير أعلام النبلاء": 6/ 210 - 225، و"شذرات الذهب": 1/ 213 - 214. (¬2) يعني: أنَّ هذا الإسناد كالذهب المشبّك بالدر. والخبر في "تهذيب الكمال": ورقة 890. (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 326. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 890.

146 - عقيل بن خالد

وسُئِل عنهما ابن معين: فقال: كلاهما، ولم يُفَضِّل (¬1). وقال ابن حِبَّان: عبيدُ اللهِ بنُ عمر، أَبو عثمان، من أشراف قريش، وأفاضل أهل المدينة، ومُتْقِنيهم (¬2). مات سنة سبعٍ وأربعين ومئة (¬3) بالمدينة. رحمه اللَّه تعالى. 146 - عُقيلُ بنُ خَالد * (ع) ابن عَقيل، الحافظ الحجة، أَبو خالد، الأمويُّ الأَيليّ، من موالي عثمان، رضي اللَّهُ عنه. حدَّث عن: القاسم، وسالم، وعِكرمة، وعِراك بنِ مالك، وعمرو بنِ شعيب، وأكثرَ عن الزُّهْرِيّ. روى عنه: ابنُ أخيه سلامة بن روح، ويحيى بنُ أيّوب، واللَّيث، ومُفضَّل بن فَضالة، وابن لَهيعة، والمصريّون. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 327. (¬2) مشاهير علماء الأمصار: ص 132. (¬3) هذا قول الهيثم بن عدي. وقال غيره: مات سنة خمس وأربعين أو في التي قبلها. (*) طبقات ابن سعد: 7/ 519، طبقات خليفة: ت 2777، التاريخ الصغير: 2/ 98، ثقات العجلي: ص 338، الجرح والتعديل: 7/ 43، مشاهير علماء الأمصار: ت 1454، الإكمال لابن ماكولا: 1/ 127، أنساب السمعاني: 1/ 405، تهذيب الكمال: ورقة 950، سير أعلام النبلاء: 6/ 301 - 303، تذكرة الحفاظ: 1/ 161، العبر: 1/ 197، تذهيب التهذيب: 3/ 48، ميزان الاعتدال: 3/ 89، تهذيب التهذيب: 7/ 255، طبقات الحفاظ: ص 70، حسن المحاضرة: 1/ 345، خلاصة تذهيب الكمال: ص 306، شذرات الذهب: 1/ 216.

147 - يونس بن يزيد

وَزَامَلَ الزُّهْرِيَّ في المِحمل مرّات (¬1). قال رفيقه يونس (¬2): ما أحدٌ أعلمَ بحديث الزُّهريِّ من عُقيل. وقال أحمدُ بن حنبل: عُقيلٌ أقلُّ خطأً من يونس (¬3). وقال ابنُ مَعين وغيرُه: ثقة. مات بمصر فجأةً في سنةِ أربعٍ وأربعينَ ومئة، وقيل: سنة اثنتين. رحمه الله. 147 - يونس بن يزيد * (ع) أَبو يزيد الْأيلي، الحافظ الثِّقة المُكثر، مولى معاوية بن أبي سفيان. ¬

_ (¬1) المزاملة: المعادلة على البعير. والمحمل -بكسر الميم الأولى- شقان على البعير يحمل فيهما العديلان. ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": 7/ 43 عن يونس بن يزيد الأيلي قال: كان عقيل يصحب الزهري في سفره وحضره. (¬2) هو يونس بن يزيد الأيلي -صاحب الترجمة القادمة- والخبر في "ميزان الاعتدال": 3/ 89. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1576 ضمن ترجمة يونس. * طبقات ابن سعد: 5/ 520، طبقات خليفة: ت 2797، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 406، التاريخ الصغير: 2/ 133، ثقات العجلي: ص 488، الجرح والتعديل: 9/ 247، مشاهير علماء الأمصار: ت 1452، أنساب السسعاني: 1/ 404، اللباب: 1/ 98، تهذيب الكمال: ورقة 1576، سير أعلام النبلاء: 6/ 297 - 301، تذكرة الحفاظ: 1/ 162، العبر: 1/ 218، تذهيب التهذيب: 4/ 196، ميزان الاعتدال: 4/ 484، تهذيب التهذيب: 11/ 450، النجوم الزاهرة: 2/ 20، طبقات الحفاظ: ص 71، حسن المحاضرة: 1/ 345، خلاصة تذهيب الكمال: ص 441، شذرات الذهب: 1/ 233.

148 - محمد بن الوليد الزبيدي

حدَّث عن: عِكرمة، والقاسم، وسالم، والزُّهري، وغيرِهم. وعنه: جريرُ بنُ حازم، واللَّيث، وابنُ وهب، وعثمانُ بنُ عمر بن فارس، وآخرون. قال أحمدُ بنُ صالح: نحن لا نقدِّم في الزُّهريِّ على يونس أحدًا (¬1). وكان الزُّهريُّ إذا قدم أيلة نزل عنده، ثم يزامله (¬2) إلى المدينة. وقال أحمد: ثقة. قال ابنُ يونس: مات سنةَ اثنتين وخمسين ومئة (¬3). رحمه الله تعالى. 148 - محمد بن الوليد الزُّبَيدي * (ع) أَبو الهُذَيل الحمصي، القاضي، الحافظ، المتقن، عالم أهل الشام. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 249. (¬2) تقدم تعريف المزاملة في الترجمة السابقة. (¬3) اعتمد الذهبي هذا التاريخ في "عبره" وتابعه في ذلك صاحب "الشذرات". وانظر "السير": 6/ 300، فقد نقل الذهبي فيه أقوالًا أخرى في وفاة صاحب الترجمة. * طبقات ابن سعد: 7/ 465، طبقات خليفة: 3014، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 254، التاريخ الصغير: 2/ 52، ثقات العجلي: ص 415، المعرفة والتاريخ: 1/ 131، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 258 وغيرها، الجرح والتعديل: 8/ 111، مشاهير علماء الأمصار: ت 1442، أنساب السمعاني: 6/ 249، تاريخ ابن عساكر: 11/ 120 / ب، تهذيب الكمال: ورقة 1284، سير أعلام النبلاء: 6/ 281 - 284، تذكرة الحفاظ: 2/ 162، مشتبه النسبة: 1/ 333، العبر: 1/ 210، الكاشف: 3/ 92، الوافي بالوفيات: 5/ 174، تهذيب التهذيب: 9/ 502، طبقات الحفاظ: ص 71، خلاصة تذهيب الكمال: ص 363، شذرات الذهب: 1/ 224.

حدَّث عن: أزهر بن سعيد الحَرَازي (¬1)، وراشد بن سعد المُقْرَائيّ (¬2)، ومكحول، وعمر وبن شعيب، والزهري، وخلق. وهو من أثبتِ أصحاب الزهري أو أثبتهم. حدَّث عنه: الأوزاعي، ويحيى بنُ حمزة، ومحمدُ بنُ حرب، وبقيَّة، ومُنبِّهُ بنُ عثمان، وغيرهم. قال الزُّهري: قد احتوى هذا ما بين جنبيّ من العلم (¬3). وقال الأوزاعي: ما أحدٌ أثبتَ في الزهري من الزُّبَيدي (¬4). وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ (¬5). وقال الزُّبيدي: أقمتُ بالرُّصافة (¬6) مع الزُّهريِّ عشرَ سِنين. وقال ابنُ سعد: كان أعلمَ أهلِ الشام بالفتوى والحديث (¬7). قيل: مات في المحرّم سنة تسع وأربعين ومئة، وله سبعون سنة، رحمه اللَّه تعالى. ¬

_ (¬1) بفتح الحاء والراء المخففة المهملتين وفي آخرها الزاي: هذه النسبة إلى "حراز" وهو بطن من ذي الكلاع من حِمير. (أنساب السمعاني): 4/ 92. (¬2) بضم الميم -وقيل بفتحها- وسكون القاف وفتح الراء وبعدها الهمزة: هذه النسبة إلى "مقراء" قرية بدمشق. (اللباب): 3/ 247. (¬3) الجرح والتعديل: 8/ 112. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1284. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 1285. (¬6) يعني: رصافة هشام بن عبد الملك في غربي الرقة، بناها هشام لما وقع الطاعون بالشام، وكان يسكنها في الصيف. والخبر في "تاريخ أبي زرعة الدمشقي": 1/ 432. (¬7) طبقات ابن سعد: 7/ 465.

149 - هشام بن حسان

149 - هشام بنُ حَسَّان * (ع) الإمام الحافظ، أبو عبد اللَّه الأزدي القُرْدُوسيُّ مولاهم البصري. عن: الحسن، وابن سِيرين، وعِكرمة، وحميد بن هلال، وحفصة، وعطاء، وعِدَّة. وعنه: السُّفيانان، والحمّادان، وروحُ بنُ عُبادة، وأبو عاصم، ومكيُّ بن إبراهيم، وعبدُ الرَّزاق، وخلق. قال ابن عيينة: كان أعلمَ الناسِ بحديث الحسن (¬1). وكان حمّاد بن سلمة لا يختارُ عليه أحدًا في حديثِ ابن سِيرين (¬2). وقيل: كان له ألف حديث. قال الفلّاس: كان من البَكائين (¬3). وروي عنه أنّه قال: ليتَ حظِّي من العلم لا عَليَّ ولا لي (¬4). قال مكيُّ بنُ إبراهيم: مات في أول صفر سنة ثمانٍ وأربعين ومئة. رحمه اللَّه تعالى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 271، طبقات خليفة: ت 1839، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 197، التاريخ الصغير: 2/ 85، ثقات العجلي: ص 457، الجرح والتعديل: 9/ 54، مشاهير علماء الأمصار: ت 1191، أنساب السمعاني: 10/ 93، اللباب: 3/ 24 تهذيب الكمال: ورقة، 144، سير أعلام النبلاء 6/ 355 - 363، تاريخ الإسلام: 6/ 144، تذكرة الحفاظ: 1/ 163، العبر: 8/ 201، تذهيب التهذيب: 4/ 113 / ب، ميزان الاعتدال: 4/ 295، تهذيب التهذيب: 1/ 341، طبقات الحفاظ: ص 71، خلاصة تذهيب الكمال: ص 409، شذرات الذهب: 1/ 219. (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 54. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 55. (¬3) ميزان الاعتدال: 4/ 297. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1441.

150 - هشام الدستواي

150 - هشام الدسْتُوايّ * (ع) هو الحافظ الحجّة، أبو بكر بن أبي عبد اللَّه سَنْبَر الربَعيّ مولاهم البصريّ، التاجر، كان يبيعُ الثِّياب المجلوبة من دَسْتُواء -إحدى كُور الأهواز- ولذلك يُقال له: صاحب الدسْتوائي. حدَّث عن: قَتادة، ويحيى بنِ أبي كثير، وحمّاد بن أبي سليمان، ومطر الورّاق، وغيرِهم. وعنه: محمد بن أبي عدي، وعبد الرّحمن بن مهدي، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وأبو عمر الحَوْضي، وخلق. قال شعبة: ما من الناس أحد أقول إنَّه طلبَ الحديثَ يريدُ به اللهَ إلَّا هشام الدستوائي، وهو أعلم بقَتادة مني، وبحديثه (¬1). وقال أبو داود الطَّيالسي: هشام الدَّسْتوائيُّ أمير المؤمنين في الحديث (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 279، طبقات خليفة: ت 1851، تاريخ خليفة: 426، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 198، التاريخ الصغير: 2/ 116، 118، ثقات العجلي: ص 458، المعارف: ص 512، الجرح والتعديل: 9/ 59، مشاهير علماء الأمصار: ت 1253، حلية الأولياء: 6/ 278، أنساب السمعاني: 5/ 310، اللباب: 2/ 501، معجم البلدان: 2/ 455، تهذيب الكمال: ورقة 1443، سير أعلام البلاء: 7/ 149 - 156، تاريخ الإسلام: 6/ 311، تذكرة الحفاظ: 1/ 164، العبر: 1/ 221، تذهيب التهذيب: 4/ 116، ميزان الاعتدال: 4/ 300، تهذيب التهذيب: 11/ 43، طبقات الحفاظ: ص 84، خلاصة تذهيب الكمال: ص 410، شذرات الذهب: 1/ 235. (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 59. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 60.

151 - محمد بن عجلان

وقال أحمد بن حنبل: ما يكون أحدٌ أثبتَ منه، أما مثله فعسى (¬1). وقال شاذُ بن فيّاض: بَكى هشام الدّسْتُوايُّ حتى فسدتْ عَينُه (¬2). وكان هشام يقول: ليتَنا ننجو من الحديث (¬3). وعنه قال: عجبتُ للعالِم كيف يضحك. وقال ابنُ سعد: كان ثقةً حُجة، إلَّا أنَّه يرى القدَر (¬4). تُوفي سنةَ ثلاثٍ وخمسين ومئة، وقيل: سنة أربع. رحمة اللَّه عليه. 151 - محمد بنُ عَجْلان * (خت، م، 4) الإِمام القدوة، أبو عبد الله المدني. روى عن: أنس، وأبيه عَجْلان، وعِكرمة، ومحمد بن كعب، ونافع، وعمرو بن شعيب، وغيرِهم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل 9/ 60. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1444. (¬3) المصدر السابق. (¬4) طبقات ابن سعد: 7/ 279. * طبقات خليفة: ت 2421، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 196، التاريخ الصغير: 1/ 219، ثقات العحلي: ص 410، الجرح والتعديل: 8/ 49، مشاهير علماء الأمصار: ت 1106، تهذيب الكمال: ورقة 1241، سير أعلام النبلاء: 6/ 317 - 322، تذكرة الحفاظ: 1/ 165، العبرة 1/ 211، ميزان الاعتدال: 3/ 644، تذهيب التهذيب: 3/ 131 / ب، الوافي بالوفيات: 4/ 92، تهذيب التهذيب: 9/ 341، طبقات الحفاظ: ص 72، خلاصة تذهيب الكمال: ص 351، شذرات الذهب: 1/ 224.

وعنه: السُّفيانان، وبكرُ بنُ مضر، وبشرُ بن المفضل، وعبدُ اللَّه بن إدريس، ويحيى القطّان، وأبو عاصم، وخلق. وكان عالمًا، عاملا، كبير القدر، له حَلَقَة في مسجد النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم. وثقه ابنُ عُيينة، وغيرُه. وفي حفظه شيء (¬1). ورُوي عن ابن المبارك أنه قال: لم يكنْ بالمدينة أحدٌ أشبهَ بأهل العلم من ابن عَجْلان، كنتُ أُشبِّههُ بالياقوتةِ بين العلماء (¬2). وقال ابن حِبَّان: محمد بن عَجْلان من خِيار أهل المدينة (¬3). ورُوي أن ابنَ عَجْلان خرج مع ابنِ حسن (¬4)، فلما قُتل أراد والي المدينة أن يجلدَ ابنَ عَجْلان، فقيل له: أرأيتَ -أصلحك اللَّه- لو أنّ الحسنَ البصري فعل مثل هذا أكنتَ ضاربَه؟ قال: لا، قيل له: فابنُ عَجْلان في أهل المدينة كالحسن، فعفا عنه (¬5). ¬

_ (¬1) قال أبو عبد الله الحاكم: ... وقد تكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه. وقال الذهبي: ومع كون ابن عجلان متوسطًا في الحفظ، فقد ورد ما يدل على جودة ذكائه. انظر "ميزان الاعتدال": 3/ 644، 645. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 49. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 140. (¬4) تقدم الكلام عن فتنة ابن حسن في ترجمة عبد الله بن عمر بن حفص. (¬5) سير أعلام النبلاء: 6/ 318.

152 - جعفر بن محمد

وقد حملت أمُّ عَجْلان به ثلاث سنين، وقيل أكثر (¬1). ولم يرو له البخاريُّ ومسلم أصلًا (¬2). وتُوفي سنة ثمان وأربعين ومئة. رحمه اللَّه تعالى. 152 - جَعْفَر بن مُحمد * (م، 4) ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، الإِمام، أبو عبد الله، العلويُّ، المدني الصادق، أحد السادة الأعلام، وابنُ بنت القاسم بن محمد، وأُم أمِّهِ هي أسماء بنتُ عبد الرحمن بن أبي بكر، فلذلك كان يقول: وَلَدَني أبو بكرٍ الصدِّيق مرَّتين. ¬

_ (¬1) قال الواقدي: سمعت عبد الله بن محمد بن عجلان يقول: حمل بأبي أكثر من ثلاث سنين. وقال أيضًا: سمعت مالكًا يقول: قد يكون الحمل سنتين أو أكثر، أعرف من حمل به كذلك -يعني نفسه. انظر "السير": 6/ 318 - 319. (¬2) ذكر الحافظ في "التقريب" أن مسلمًا روى له، وكذا البخاري معلقًا. * تاريخ خليفة: 424، طبقات خليفة: ت 2409، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 198، التاريخ الصغير: 2/ 91، ثقات العجلي: ص 98، المعارف: ص 215، تاريخ الطبري: حوادث سنة 145، الجرح والتعديل: 2/ 487، مشاهير علماء الأمصار: ت 997، حلية الأولياء: 3/ 192، أنساب السمعاني: 8/ 8، اللباب: 2/ 229، وفيات الأعيان: 1/ 327، الكامل في التاريخ: حوادث سنة 145، تهذيب الكمال: ورقة 200، سير أعلام النبلاء: 6/ 255 - 270، تاريخ الإسلام: 6/ 45، تذكرة الحفاظ: 1/ 166، العبر: 1/ 209، تذهيب التهذيب: 1/ 109، ميزان الاعتدال: 1/ 414، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 196، تهذيب التهذيب: 2/ 103، طبقات الحفاظ: ص 72، خلاصة تذهيب الكمال: ص 63، شذرات الذهب: 1/ 220.

حدَّث عن: جدِّه القاسم، وعن أبيه أبي جعفر الباقر، وعبيد اللَّه بن أبي رافع، وعروةَ بنِ الزُّبير، وعطاء، ونافع، وعِدّة. وعه: مالك، والسّفيانان، وحاتم بن إسماعيل، ويحيى القطّان، وأبو عاصم النَّبيل، وخلق. قيل: مولدُه سنةَ ثمانين، فَيحتمل أن يكون رأى سهلَ بنَ سعد. وثقه الشافعي، وابنُ مَعين، وغيرهما. وقال أبو حاتم: ثقة، لا تسأل عن مثله (¬1). وقال ابنُ حِبَّان: هو من ساداتِ أهلِ البيتِ، وعبَّادِ أتباع التابعين، وعلماءِ أهلِ المدينة (¬2). وعن أبي حنيفة قال: ما رأيتُ أفقهَ من جعفر بن محمد (¬3). وقال هيّاج بن بِسْطام: كان جعفر الصّادق يُطْعمُ حتى لا يبقى لعياله شيء (¬4). ومناقبُهُ وفضائله كثيرة، منها أنَّه كان يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئًا إلّا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكرٍ مثله، لقد ولدني مرَّتين. تُوفي سنةَ ثمانٍ وأربعين ومئة. لم يحتج به البخاري، واحتجَّ به سائر الأئمة. رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 487. (¬2) مشاهير علماء الأمصار: ص 127. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 200. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 201.

153 - أبو حنيفة

153 - أبو حَنِيفَة * (ت، س) النعمانُ بنُ ثابت بن زُوطا (¬1) التَّيمي مولاهم الكوفيّ، الإمام، فقيه العراق. مولده سنةَ ثمانين. رأى أنس بنَ مالك غير مرّة لما قَدِمَ عليهم الكوفة. رواه ابن سعد عن سيف بن جابر أنّه سمع أبا حنيفة يقوله. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 322، طبقات خليفة: ت 1267 و 3203، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 81، التاريخ الصغير: 2/ 43، ثقات العجلي: ص 450، المعارف: ص 495، الجرح والتعديل: 8/ 449، المجروحين والضعفاء: 3/ 61، الكامل لابن عدي: 7/ 2472، فهرست النديم: ص 255، تاريخ بغداد: 13/ 323 - 424 ترجمة مطولة، طبقات الشيرازي: ص 86، تهذيب الأسماء واللغات: 6/ 212، وفيات الأعيان: 5/ 405، تهذيب الكمال: ورقة 1418، سير أعلام النبلاء: 6/ 390 - 403، تذهيب التهذيب: 4/ 98، تذكرة الحفاظ: 1/ 168، ميزان الاعتدال: 4/ 265، العبر: 4/ 211، مرآة الجنان: 9/ 301، البداية والنهاية: 10/ 107، الجواهر المضيئة: 1/ 49، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 342، تهذيب التهذيب: 1/ 4490، النجوم الزاهرة: 2/ 12، طبقات الحفاظ: ص 73، خلاصة تذهيب الكمال: ص 402، شذرات الذهب: 1/ 227، هدية العارفين: 2/ 495، تاريخ التراث العربي: 2/ 31. (¬1) قال ابن خلكان: وجده زوطى من أهل كابل، وقيل: من أهل بابل، وقيل: من أهل الأنبار، وقيل: من أهل نسا، وقيل: من أهل ترمذ وهو الذي مسّه الرق فأعتق، وولد ثابت على الإسلام. وزوطى: بضم الزاي وسكون الواو وفتح الطاء المهملة وبعدها ألف مقصورة، وهو اسم نبطي.

وحدَّث عن: عطاء، ونافع، وعبد الرّحمن بن هُرمز الأعرج، وعَديِّ بنِ ثابت، وسلمةَ بنِ كُهيل، وأبي جعفر محمد بن علي، وقَتادة، وعمرو بن دينار، وأبي إسحاق، وخلق. تفقَّهَ به زُفر بنُ الهُذَيل، وداود الطائي، وأبو يوسف، ومحمد وأسد بن عمرو، والحسنُ بنُ زياد اللؤلؤي، ونوح الجامع، وأبو مطيع البلخي، وعِدَّة. وكان قد تفقَّهَ بحماد بن أبي سليمان، وغيره. وحدَّث عنه: وكيع، ويزيدُ بنُ هارون، وسعدُ بن الصلت، وأبو عاصم، وعبدُ الرَّزّاق، وعبيدُ اللَّهِ بن موسى، وأبو نعيم، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وخلق. وكان إمامًا، ورعًا، عالمًا، عاملًا، مُتعبدًا، كبير الشأن، لا يقبل جوائز السلطان. بل يَتَّجِرُ وَيَتكَسَّبُ. قال ضِرارُ بنُ صُرَد: سئل يزيد بن هارون: أيّما أفقه الثوري أو أبو حنيفة؟ فقال: أبو حنيفة أفقه، وسفيان أحفظُ للحديث (¬1). وقال ابنُ المبارك: أبو حنيفة أفقه (¬2). وقال الشافعي: الناسُ في الفقه عِيال على أبي حنيفة (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 342. (¬2) انظر "تهذيب الكمال": ورقة 1419. (¬3) تاريخ بغداد: 13/ 346.

154 - عبد الملك بن عبد العزيز

وقال يزيد: ما رأيتُ أحدًا أورع ولا أعقلَ من أبي حنيفة (¬1). وقال أبو داود: رحم الله أبا حنيفة، كان إمامًا. وروى بشرُ بنُ الوليد عن أبي يوسف قال: كنتُ أمشي مع أبي حنيفة، فقال رجلٌ لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال: واللَّهِ لا يُتَحَدَّثُ عني بما لم أفعل، فكان يُحْيي الليلَ صلاةً، ودعاءً، وتضرعًا (¬2). ومناقبُهُ وفضائلُهُ كثيرة. وكان موتُه في رجب سنةَ خمسينَ ومئة. رحمه اللَّه تعالى. 154 - عَبْدُ الملكِ بنُ عَبد العزيز * (ع) ابن جُرَيج، الإِمامُ الحافظ، فقيهُ الحرم، أبو الوليد، ويقال: أبو خالد الرومي الأمويُّ مولاهم المكي، صاحب التصانيف. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 364. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 355. * طبقات ابن سعد: 5/ 491، طبقات خليفة: ت 2580، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 422، التاريخ الصغير: 2/ 98، ثقات العجلي: ص 310، المعارف: ص 488، الجرح والتعديل: 5/ 356، مشاهير علماء الأمصار: ت 1146، تاريخ بغداد: 10/ 400، طبقات الشيرازي: ص 71، وفيات الأعيان: 3/ 163، تهذيب الكمال: ورقة 857، سير أعلام النبلاء: 6/ 325 - 336، تذهيب التهذيب: 2/ 249 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 169، ميزان الاعتدال: 2/ 659، العبر: 1/ 213، تاريخ الإسلام: 6/ 96، العقد الثمين: 5/ 508، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 496، تهذيب التهذيب: 2/ 406، لسان الميزان: 6/ 623، طبقات الحفاظ: ص 74، خلاصة تذهيب الكمال: ص 244، طبقات المفسرين: 1/ 352، شذرات الذهب: 1/ 226.

حدّث عن: أبيه، ومجاهد يسيرًا، وعطاء بن أبي رَبَاح فأكثر، وميمون بن مِهْران، وعَمرو بن شُعيب، ونافع، والزُّهري، وخلق. روى عنه: السفيانان، ومسلم بن خالد، وابن عُليَّة، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم، وروح، ووكيع، وعبد الرَّزاق، وخلق. ولد سنة نَيِّفٍ وسبعين، وأدرك صغار الصَّحابة، لكن لم يحفظ عنهم. قال أحمد بن حنبل: كان من أوعية العلم، وهو وابن أبي غروبة أول من صنَّف الكتب (¬1). وقال عبدُ الرزاق: ما رأيت أحدًا أحسنَ صلاةً من ابن جُريج، كنتَ إذا رأيته يصلي علمتَ أنه يخشى الله (¬2). وقال أحمد: لم يسمع من عمرو بن شعيب، ولا من أبي الزِّناد. وقال يحيى القطّان: لم يكن ابنُ جُريج عندي بدون مالك في نافع (¬3). وقال جرير: كان ابنُ جُريج يرى المتعة، تزوج ستين امرأة (¬4). وقال ابنُ المديني: لم يكن في الأرض أعلم بعطاءٍ من ابن جُريج (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 401 و 402. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 403. (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 357. (¬4) سير أعلام النبلاء: 1/ 336 و 9/ 11. وانظر حول نكاح المتعة "زاد المعاد" 5/ 111 - 112 و 3/ 343 - 345. (¬5) الجرح والتعديل: 5/ 357.

155 - محمد بن عبد الرحمن

وقال: لم أسمع من الزُّهري، وإنما أعطاني جزءًا كتبتُه، وأجازه لي (¬1). وقيل: سَمِع من مجاهد حرفين في القراءات. وقال عبد الوهّاب بن همّام: قال ابن جريج: لزمتُ عطاء ثمانيةَ عشرَ عامًا (¬2). مات سنةَ خمسين ومئة في قول جماعة. وقال ابنُ المديني: سنة تسع وأربعين، وهو وهم. وكان ابن جريج قد قدم في آخر أيامه البصرة، وحدَّث بها. رحمة الله عليه. 155 - محمد بن عبد الرحمن * (4) ابن أبي ليلى. الإِمامُ الفقيهُ المقرئ، أبو عبد الرحمن، مفتي الكوفة وقاضيها. ¬

_ (¬1) لتعريف الرواية بالإجازة انظر "الإلماع" للقاضي عياض: ص 89 وما بعدها. (¬2) انظر "تاريخ بغداد": 10/ 402. * طبقات ابن سعد: 6/ 358، طبقات خليفة: ت 1261، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 162، التاريخ الصغير: 2/ 91، ثقات العجلي: ص 407، المعارف: ص 494، أخبار القضاة: 3/ 129، الجرح والتعديل: 7/ 322، المجروحين والضعفاء: 2/ 243، فهرست النديم: ص 256، طبقات الشيرازي: ص 84، وفيات الأعيان: 4/ 179، تهذيب الكمال: ورقة 1230، سير أعلام النبلاء: 6/ 310 - 316، تذكرة الحفاظ: 1/ 171، تاريخ الإسلام: 6/ 123، ميزان الاعتدال: 3/ 613، تذهيب التهذيب: 3/ 224، العبر: 1/ 211، الوافي بالوفيات: 3/ 221، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 165، تهذب التهذيب: 9/ 301، النجوم الزاهرة: 2/ 10، طبقات الحفاظ: ص 74، خلاصة تذهيب الكمال: ص 348، طبقات المفسرين: 1/ 269، شذرات الذهب: 1/ 224، تاريخ التراث العربي: 2/ 222.

حدّث عن: الشعبي، وعطاء، والحكم، ونافع، وعمرو بن مرَّة، وطائفة. وكان أبوه (¬1) من كبار التابعين، فلم يدرك الأخذ عنه. حدَّث عنه: شعبة، والسُّفيانان، وزائدة، ووكيع، والخُرَيبي، وأبو نعيم، وخلق. قال أحمدُ بنُ يونس: كان ابنُ أبي ليلى أفقهَ أهلِ الدنيا (¬2). وقال العجلي: كان فقيهًا، صدوقًا، صاحب سنة، جائز الحديث، قارئًا، عالمًا بالقرآن، قرأ عليه حمزة (¬3). وقال أبو زرعة: ليس هو بأقوى ما يكون (¬4). وقال أحمد: مُضطرب الحديث (¬5). وقال أبو حفص الأبَّار عنه: دخلتُ على عطاء، فجعل يسألني، فكأن أصحابَه أنكروا ذلك، فقال: وما تنكرون: هو أعلم مني (¬6). ومناقبُهُ كثيرةٌ. مات في شهر رمضان سنةَ ثمانٍ وأربعين ومئة. رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) هو الإمام الحافظ أبو عيسى -ويقال: أبو محمد- الأنصاري الكوفي الفقيه. تقدمت ترجمته برقم (41). (¬2) الجرح والتعديل: 7/ 322. (¬3) ثقات العجلي: ص 407. (¬4) الجرح والتعديل: 7/ 323. (¬5) المصدر السابق. (¬6) طبقات الشيرازي: ص 84.

156 - جعفر بن برقان

156 - جَعفر بن بُرقان * (4) مفتي الجزيرة، ومُحدِّثها، الإِمام أبو عبد اللَّه الكِلابي مولاهم الرقي. حدَّث عن يزيد بن الأصم، وميمون بن مِهران، وعطاء بن أبي رباح، وابن شِهاب. حدَّث عنه: السُفيانان، وزهير بن معاوية، ووكع، وكثير بن هشام وأبو نعيم، وغيرهم. وقد تُكلِّم في سماعِه من الزُّهري (¬1). وعن الثّوري قال: ما رأيتُ أفضل منه (¬2). وقال النسائي: ليس به بأس (¬3). مات سنة أربع وخمسين ومئة. رحمه اللَّه تعالى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 482، طبقات خليفة: ت 3080، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 186، التاريخ الصغير: 2/ 120، ثقات العجلي: ص 96، المعرفة والتاريخ: 1/ 141 و 2/ 455، الجرح والتعديل: 2/ 474، المراسيل: ص 32، مشاهير علماء الأمصار: ت 1480، تهذيب الكمال: ورقة 193 وكنيته في أبو عبد الرحمن، تذكرة الحفاظ: 1/ 171، ميزان الاعتدال: 1/ 403، العبر: 1/ 222، الكاشف: 1/ 128، تهذيب التهذب: 2/ 84، خلاصة تذهيب الكمال: ص 62، طبقات الحفاظ: ص 75، شذرات الذهب: 1/ 236. (¬1) انظر "ميزان الاعتدال" للذهبي: 1/ 403. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 194. (¬3) يعني في غير الزهري، فقد نقل المزي في "تهذيبه": ورقة 194 عن النسائي أنه قال فيه: ليس بالقوي في الزهري، وفي غيره لا بأس به.

157 - محمد بن إسحاق

157 - محمد بنُ إسحاق * (خت، 4، م متابعة) ابن يسار، الإِمام الحافظ، أبو بكر المطَّلبي، المدنيّ، مُصنِّف المغازي، مولى قيس بن مَخرمة بن المطَّلب بن عبد مناف. رأى أنس بنَ مالك. وحدَّث عن: أبيه، وعمِّهِ موسى، وفاطمة بنت المنذر، والقاسم، وعطاء، والأعرج، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وعَمرو بن شعيب، ونافع، وأبي جعفر الباقر، والزُّهري، وخلائق. حدّث عنه: جريرُ بنُ حازم، والحمّادان، وإبراهيم بن سعد، وزياد بن عبد الله البَكّائي، وسلمة الأبرش، وعبد الأعلى السّامي ومحمد بن سلمة الحرّاني، ويونس بن بُكير، ويزيدُ بنُ هارون، وأحمد بن خالد الوهبي، ويعلى بن عبيد، وعدَّة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 321، طبقات خليفة: ت 2432 و 3204، تاريخ خليفة: 16، 426، تاريخ البخاري الكبير 1/ 40، التاريخ الصغير: 2/ 111، ثقات العجلي: ص 400، المعارف: ص 491، المعرفة والتاريخ: 2/ 27، ضعفاء العقيلي: خ: 370، الجرح والتعديل 7/ 191، مشاهير علماء الأمصار: ت 1105، الكامل لابن عدي: 6/ 2116، فهرست النديم: ص 105، تاريخ بغداد: 1/ 214، معجم الأدباء: 18/ 5، وفيات الأعيان: 4/ 276، مقدمة عيون الأثر: 1/ 7، تهذيب الكمال: ورقة 1166، سير أعلام النبلاء: 7/ 33 - 55، تذهيب التهذيب: 3/ 183، تاريخ الإسلام: 6/ 275، تذكرة الحفاظ: 1/ 172 ميزان الاعتدال: 3/ 468، العبر: 1/ 216، الوافي بالوفيات: 2/ 188، تهذيب التهذيب: 9/ 38، طبقات الحفاظ: ص 75، خلاصة تذهيب الكمال: ص 326، شذرات الذهب: 1/ 230، هدية العارفين: 2/ 7، تاريخ التراث العربي: 1/ 460.

وكان حَبْرًا في معرفة المغازي والسِّير، صادقًا في نفسه، مَرْضِيًّا، وهو حسنُ الحديث. قال ابنُ مَعِين: قد سَمِعَ من أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبان بن عثمان. وقال: هو ثقة، وليس بحُجة (¬1). وقال أحمد بنُ حنبل: حسنُ الحديث (¬2). وقال ابنُ المَديني: حديثُه عندي صحيح (¬3). وقال النسائي: ليس بالقوي (¬4). وقال الدَّارقُطني: لا يُحتجُّ به (¬5). وقال ابنُ حِبان: كان ابن إسحاق ممن عُني بعلم السّنن، وواظب على تعاهد العلم، وكثرتْ عنايته فيه، وجمعه له على الصدق والإتقان. يروي عن مشايخ قد رآهم، ويروي عن مشايخ عن أولئك، وربما روى عن أقوام رووا عن مشايخ يروون عن مشايخه، يدل ما وصفت من تَوقِّيه على صدقه، وكان من أحسن الناس سِياقًا للأخبار، وأحفظهم لمتونها (¬6). وقال شعبة: هو أميرُ المؤمنينَ في الحديث (¬7). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 1/ 231 - 232. (¬2) تاريخ بغداد: 1/ 223. (¬3) تاريخ بغداد: 1/ 229. (¬4) الضعفاء والمتروكين: ص 91. (¬5) تاريخ بغداد: 1/ 232. (¬6) مشاهير علماء الأمصار: ص 139 - 140. (¬7) الجرح والتعديل: 7/ 192.

158 - مقاتل بن حيان

وأما مالك فإنَّه بالغ في الكلام فيه (¬1). وقال يزيد بن هارون: لو كان لي سلطان لأمَّرتُ ابنَ إسحاق على المحدِّثين (¬2). وقال ابنُ عُيينة: ما رأيتُ أحدًا يتهم ابنَ إسحاق (¬3). وقيل: كان قدريًّا (¬4). وقال ابنُ أبي عَدي: كان يلعب بالدُّيوك. مات سنة إحدى وخمسين ومئة، وقيل: سنة اثنتين. رحمه اللَّه. 158 - مُقَاتِلُ بنُ حَيَّان * (م، 4) الحافظ، أبو بسطام البلخيُّ الخزّاز، عالم خراسان. ¬

_ (¬1) نقل ابن عدي في "كامله" 6/ 2116 عن مالك يقول في ابن إسحاق: هو كذاب. ويقول أيضًا: هو دجال من الدجاجلة. (¬2) لفظه كما في "تاريخ بغداد" 1/ 227: لو سوِّد أحد في الحديث لسوّد محمد بن إسحاق. (¬3) تاريخ بغداد: 1/ 227. (¬4) أفرد الخطيب في "تاريخه" 1/ 225 فصلًا خاصًّا في رمي العلماء لمحمد بن إسحاق بالقدر. * طبقات ابن سعد: 7/ 374، طبقات خليفة: ت 3116، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 13، التاريخ الصغير: 2/ 11، الجرح والتعديل: 8/ 353، مشاهير علماء الأمصار: ت 1566، أنساب السمعاني: 12/ 30، اللباب: 3/ 295، تهذب الكمال: ورقة 1365، سير أعلام النبلاء: 6/ 340 - 341، تذكرة الحفاظ: 1/ 174، تذهيب التهذيب: 4/ 64 / ب، ميزان الاعتدال: 4/ 171، تهذيب التهذيب: 10/ 277، طبقات الحفاظ: ص 76، خلاصة تذهيب الكمال: ص 386، طبقات المفسرين: 2/ 329.

حدَّث عن: الشعبي، وعكرمة، ومجاهد، وعبد الله بن بريدة، وسالم بن عبد الله، ومسلم بن هيصم، والضحّاك، وغيرهم. حدَّث عنه: علقمة بن مَرْثَد أحد شيوخه، وبُكير بن معروف، وإبراهيم بن أدهم، وابن المبارك، والمُحاربي، وعيسى غُنجار، وآخرون. وكان إمامًا، صادقًا، ناسكًا، خَيِّرًا، صاحبَ سنة واتّباع، كبير القدر. هرب في أيام خروج أبي مسلم الخُراساني (¬1) إلى كابُل، فدعا خلقًا إلى الإسلام فأسلموا. وثقه ابن معين، وأبو داود. وقال النَّسائي: ليس به بأس. فأما مقاتل بن سليمان المفسِّر (¬2) فكان في هذا الوقت، وكان من ¬

_ (¬1) هو عبد الرحمن بن مسلم، ويقال: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخراساني، الأمير، صاحب الدعوة، وهازم جيوش الدولة الأموية، ومنشئ الدولة العباسية، وخبر خروجه مبثوث في الكتب التاريخية. انظر "سير أعلام النبلاء 6/ 48 - 73 وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته. (¬2) ذكره ابن حبان في "المجروحين" 3/ 14 فقال: "مقاتل بن سليمان الخراساني، مولى الأزد، أصله من بلخ، وانتقل إلى البصرة وبها مات بعد خروج الهاشمية. كنيته أبو الحسن. كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتهم، وكان شبهيًا يشبه الرب بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث ... ". وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 7/ 201 - 202.

159 - حسين بن ذكوان

أئمّة التفسير، لكنَّه رمي بالتشبيه، واتهِمَ بالكذب، وكان يحدِّث عمن لم يلقه، وأجمعوا على عدم الاحتجاج به. 159 - حُسَينُ بن ذكوان * (ع) العَوْذي (¬1) مولاهم البصري، المعلِّم، أحد الحفّاظ الثقات. حدَّث عن: ابن بُريدة، وعطاء بن أبي رَباح، وعَمرو بن شعيب، وقَتادة، ويحيى بن أبي كثير، وعدَّة. روى عنه: إبراهيم بن طَهْمان، وابنُ المبارك، وعبد الوارث، ويحيى القطان، وغُندر، ويزيدُ بن زريع، وروح بن عُبادة، وخلق. وثقه ابن مَعين، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرُهم (¬2). وتُوفي سنة بضع وأربعين ومئة فيما قيل. رحمةُ اللَّهِ تعالى عليه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 270، تاريخ خليفة: 424، طبقات خليفة: ت 1843، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 387، ثقات العجلي: ص 122، ضعفاء العقيلي: 1/ 250، الجرح والتعديل: 3/ 52: مشاهير علماء الأمصار: ت 1212، تهذيب الكمال: ورقة 288، سير أعلام النبلاء: 6/ 345 - 346، ميزان الاعتدال: 1/ 534، تذهيب التهذيب: 1/ 148، تذكرة الحفاظ: 1/ 174، تهذيب التهذيب: 2/ 338، طبقات الحفاظ: ص 76، خلاصة تذهيب الكمال: ص 83. (¬1) العوذي: بفتح العين المهملة وسكون الواو وفي آخرها ذال معجمة: هذه النسبة إلى بني عوذ، وهو بطن من الأزد. (أنساب السمعاني): 9/ 86. (¬2) وذكره العقيلي في "الضعفاء" فقال: مضطرب الحديث، فتعقبه الذهبي في "ميزانه" بقوله: ضعَّفه العقيلي بلا حجة.

160 - ثور بن يزيد

160 - ثورُ بنُ يزيد * (خ، 4) الحافظُ الثبت، أبو خالد الكَلاعِيُّ (¬1) الحِمصيّ القدريّ. حدَّث عن: خالد بن مَعْدان، وراشد بن سعد، ورجاء بن حَيوة، وعمرو بن شعيب، وحبيب بن عُبيد، وعِدَّة. وعنه: ابن عُيينة، وبقيَّة، وعيسى بن يونس، ويحيى القطان، وأبو عاصم، وعبد الرَّزَّاق، وخلق. قال القطّان: ما رأيت شاميًّا أوثق منه (¬2). وقال أبو حاتم: صدوق حافظ (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 467، تاريخ خليفة: 427، طبقات خليفة: ت 3018، العلل: 1/ 165 وغيرها، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 181، التاريخ الصغير: 2/ 99، ثقات العجلي: ص 92، المعارف: ص 505، المعرفة والتاريخ: 2/ 386 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي (انظر الفهرس)، الجرح والتعديل: 2/ 468، مشاهير علماء الأمصار: ت 1438، الكامل لابن عدي: 2/ 529، الجمع لابن القيسراني: 1/ 67، أنساب السمعاني: 6/ 92، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 141، تهذيب الكمال: 4/ 418 (طبعة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 6/ 344 - 345، تذكرة الحفاظ: 1/ 175، الكاشف: 1/ 120، تذهيب التهذيب: 1/ 98 / ب، ميزان الاعتدال: 1/ 374، العبر: 1/ 219، تهذيب التهذيب: 2/ 33، طبقات الحفاظ: ص 77، خلاصة تذهيب الكمال: ص 58، شدرات الذهب: 1/ 234، تهذيب ابن عساكر 3/ 386. (¬1) بفتح الكاف، وفي آخرها العين المهملة: هذه النسبة إلى قبيلة يقال لها: كلاع، نزلت الشام، وأكثرهم نزل حمص. (أنساب السمعاني) 10/ 514، وقد ترجم السمعاني ثورًا في (الرحبي) 6/ 92 - 93. (¬2) تهذيب الكمال: 4/ 423. (¬3) الجرح والتعديل: 2/ 469.

161 - معاوية بن صالح

وقال وكيع. صحيح الحديث، وكان أعبدَ من رأيت (¬1). وقال أحمد: كان يرى القدر، فنفاه أهل حمص لذلك، وليس به بأس (¬2). مات سنة ثلاثٍ وخمسين ومئة، وقيل: سنة خمس. رحمةُ اللَّهِ عليه. 161 - معاوية بنُ صَالح * (م، 4) الإمامُ الفقيه، أبو عمرو الحضرميُّ الحمصيّ، قاضي الأندلس، انهزم إليها مع عبد الرحمن بن معاوية (¬3) والي الأندلس، وحَجَّ في أواخر عمره. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 4/ 423. (¬2) تهذيب الكمال: 4/ 426. * طبقات ابن سعد: 7/ 521، طبقات خليفة: ت 2792، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 335، التاريخ الصغير: 2/ 175، ثقات العجلي: ص 432، المعرفة والتاريخ: 2/ 426 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 214 وغيرها. ضعفاء العقيلي: خ: 413، الجرح والتعديل: 8/ 382، مشاهير علماء الأمصار: ت 1530، الكامل لابن عدي: 6/ 2400، تاريخ علماء الأندلس: 2/ 138، جذوة المقتبس: 318، بغية الملتمس: 443، تهذيب الكمال: ورقة 1344، سير أعلام النبلاء: 7/ 158 - 163، تذهيب التهذيب: 4/ 51، تاريخ الإسلام: 6/ 291، تذكرة الحفاظ: 1/ 176، ميزان الاعدال: 4/ 135، العبر: 1/ 229، العقد الثمين: 7/ 237، تهذيب التهذيب: 10/ 209، طبقات الحفاظ: ص 77، خلاصة تذهيب الكمال: ص 381. (¬3) هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ... أمير الأندلس وسلطانها، أبو المطرف، الأموي المرواني المشهور بالداخل، لأنه حين انقرضت خلافة بني أمية من الدنيا وقتل مروان الحمار وقامت دولة بني العباس، هرب عبد الرحمن، فنجا ودخل إلى الأندلس فتملكها، وكان دخوله إلى الأندلس سنة ثمان وثلاثين ومئة، واستعمل معاوية بن صالح -صاحب الترجمة- على القضاء سنة اثنتين وأربعين ومئة. انظر "سير أعلام النبلاء": 8/ 244 - 246.

162 - حريز بن عثمان

وحدَّث عن: شُريح بن عبيد، ومكحول، وزياد بن أبي سَودة، وأبي الزَّاهرية، وعبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير، وربيعة القصير، وجماعة. وعنه: الليث، وابن وهب، وابنُ مهدي، ومعن، وأسد بن موسى، وأبو صالح الكاتب، وعدَّة. صادفوه بمنى، وكان من العلماء الصادقين. ولم يحتجّ به البخاري، واحتجَّ به غيرُه، ومن تَكَلَّمَ فيه لم يأت بحجة. وقد وثَّقه أحمدُ، وغيره. وقال ابنُ عَدي: هو عندي صدوق (¬1). توفي بعد قضاء حَجِّهِ سنةَ ثماني وخمسين ومئة. 162 - حَرِيزُ بنُ عُثمان * (خ، 4) الحافظ، أبو عثمان الرَّحَبي المشرقيُّ الحِمصيّ، مُحدِّثُ حمص، ¬

_ (¬1) الكامل: 6/ 2402 ولفظه بتمامه: هو عندي صدوق، إلا أنه يقع في أحاديثه إفرادات. * تاريخ البخاري الكبير: 3/ 103، التاريخ الصغير: 2/ 155، ثقات العجلي: ص 112، المعرفة والتاريخ: 3/ 205 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 154، وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 289، المجروحين والضعفاء: 1/ 268، تاريخ بغداد: 8/ 265، الإكمال لابن ماكولا: 2/ 85، أنساب السمعاني: 6/ 92، اللباب: 2/ 19، تهذيب الكمال: ورقة 248، سير أعلام النبلاء: 7/ 79 - 81، تذهيب التهذيب: 1/ 128، تذكرة الحفاظ: 1/ 176، ميزان الاعتدال: 1/ 475، العبر: 1/ 241، مشتبه النسبة: 1/ 311، تبصير المنتبه: 1/ 249، تهذيب التهذيب: 2/ 237، طبقات الحفاظ: ص 78، خلاصة تذهيب الكمال: ص 75، شذرات الذهب: 1/ 257، تهذيب ابن عساكر: 4/ 116.

عِداده في صغار التَّابعين على نَصْبٍ (¬1) فيه. سمع: عبدَ اللَّه بنَ بُسْر المازني، وخالدَ بنَ مَعْدان، وراشدَ بنَ سعد، وعبد الرحمن بن ميسرة، وحبيب بن عُبيد، وجماعة. وعنه: بقيَّة، ويحيى القطّان، وحجّاج الأعور، وأبو اليمان، وعليّ بن عيّاش، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن صالح، وعليُّ بن الجَعْد، وخلق. وحدَّث بالشام، والعراق، وله نحو مئتي حديث. قال أبو حاتم: لا يصح عندي ما يقال في رأيه، ولا أعلم بالشام أحدًا أثبت منه (¬2). وقال أحمد: حَرِيز ثقة ثقة (¬3). وقال أبو اليمان: كان يَنَالُ من رجلٍ ثم ترك ذلك. وعن عليِّ بن عيّاش، عن حريز وقال لرجل: أنا أشتم عليًّا! ؟ واللَّهِ ما شتمتُه قطّ (¬4). مات سنة اثنتين -أو ثلاث- وستين ومئة. رحمة اللَّهِ تعالى عليه. ¬

_ (¬1) يعني: بغضه لعلي رضي الله عنه، من نصبَ فلان لفلان نصبًا إذا قصد له، وعاداه، وتجرد له. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 289. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تاريخ بغداد: 8/ 268.

163 - سعيد بن أبي عروبة

163 - سَعيد بن أبي عَرُوبة * (ع) مِهران، الإمام الحافظ، أبو النَّضر العدوي مولاهم البصري، أحد الأعلام. حدَّث عن: الحسن، ومحمد بن نضرة العبدي، وأبي رجاء العُطاردي، والنضر بن أنس، وقَتادة، ومَطَر الورّاق، وخلق. وعنه: بشرُ بن المفضَّل، وابن علَيَّة، وغُندر، ويحيى بن سعيد، وروحُ بن عُبادة، وعبدُ الوهّاب بن عطاء، وسعيدُ بن عامر الضُّبَعِي، وأبو عاصم الأنصاري، وخلق. وثَّقه ابنُ مَعين، والنَّسائي، وغيرُهما. وهو أول من صَنَّفَ الأبواب بالبصرة. وقال أحمد: لم يكن له كتابٌ، إنما كان يحفظ (¬1). وقال ابنُ مَعين: هو أثبت الناس في قَتادة، ومعه هشام، وشعبة (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 273، طبقات خليفة: ت 1844، التاريخ الصغير: 2/ 40، ثقات العجلي: ص 187، الجرح والتعديل: 4/ 65، مشاهير علماء الأمصار: ت 1249، تهذيب الكمال: ورقة 500، تذكرة الحفاظ: 1/ 177، العبر: 1/ 225، ميزان الاعتدال: 2/ 151، الكاشف: 1/ 292، تهذيب التهذيب: 4/ 63، طبقات الحفاظ: ص 78، خلاصة تذهيب الكمال: ص 141، شذرات الذهب: 1/ 239. (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 65. (¬2) انظر "تاريخ ابن معين" 2/ 205.

164 - عبد الرحمن بن عمرو

وقال أبو عَوانة: لم يكن عندنا في ذلك الزمان أحفظُ من سعيد (¬1). وقال أحمد: كان قَتادةُ وسعيد يقولان بالقدر، ويكتمانه. وقيل: إنَّه تغير حفطه قبل موته بعشر سنين. مات سنة ثمانٍ وخمسين ومئة. رحمه الله تعالى. 164 - عبد الرحمن بن عمرو * (ع) ابن يُحْمِد الأوزاعي، أبو عمرو الدِّمشقيّ، شيخُ الإسلام، وُلدَ سنة ثمانٍ وثمانين. وحدث عن: عطاء بن أبي رَبَاح، والقاسم بن مخَيمرة، وشدّاد أبي عمار، وربيعة بن يزيد، والزُّهري، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويحيى بن أبي كثير، وخلق. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 65. * طبقات ابن سعد: 7/ 488، طبقات خليفة: ت 3021، تاريخ خليفة: 428، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 326، التاريخ الصغير: 2/ 124: ثقات العجلي: ص 296، المعارف: ص 496، المعرفة والتاريخ: 2/ 390 - 397 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 262 - 267 و 2/ 720 وغيرها، أخبار القضاة: 3/ 207، الجرح والتعديل: 1/ 184 و 5/ 266، مشاهير علماء الأمصار: ت 1425، فهرست النديم: ص 284، حلية الأولياء: 6/ 135، طبقات الشيرازي: ص 76، أنساب السمعاني: 1/ 384، تاريخ ابن عساكر: خ: 10/ 34، اللباب: 1/ 93، وفيات الأعيان: 3/ 127، تهذيب الكمال: ورقة 810، سير أعلام النبلاء: 7/ 107 - 134، تذهيب التهذيب: 2/ 220، تاريخ الإسلام: 6/ 225، تذكرة الحفاظ: 1/ 178، ميزان الاعتدال: 2/ 580، العبر: 1/ 226، البداية والنهاية: 10/ 115، تهذب التهذيب: 6/ 238، طبقات الحفاظ: ص 79، خلاصة تذهيب الكمال: ص 232، شذرات الذهب: 1/ 241، هدية العارفين: 1/ 511، تاريخ التراث العربي: 2/ 220.

ورأى محمد بن سِيرين مريضًا، ويُقال: إنه سَمِع منه. حدَّث عنه: شعبة، وابنُ المبارك، والوليدُ بن مسلم، والهِقْلُ بنُ زياد وهو ثَبْتٌ فيه، ويحيى بنُ حمزة، ويحيى القطَّان، وأبو عاصم، وأبو المغيرة، ومحمد بن يوسف الفِرْيابي، وخلق. وسكن في آخر عمره بيروت مرابطًا، وبها توفي. وأصلُه من سَبي السند. قال الوليد بن مَزْيد: ولدَ ببعْلبكّ، ورُبِّي يتيمًا فقيرًا في حِجْر أمِّه، فعجزتِ الملوكُ أن تؤدِّب أولادها أدبه في نفسه، ما سمعتُ منه كلمةً فاضلة إلَّا احتاج مستمعُها إلى إثباتها عنه، ولا رأيتُه ضاحكًا يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول: تُرى في المجلس قلبٌ لم يَبْكِ (¬1)؟ ! . وقال أيوبُ بنُ سُويد: خرج الأوزاعيّ في بَعْثٍ إلى اليمامة، فقال له يحيى بن أبي كثير: بادر إلى البصرة لتُدركَ الحسنَ وابنَ سِيرين، قال: فانطلقتُ، فإذا الحسن قد مات، ، وعُدْتُ ابنَ سِيرين وهو مريض (¬2). وقال الهِقْل: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة (¬3). وقال إسماعيل بن عيَّاش: سمعتهم يقولون سنةَ أربعين ومئة: الأوزاعي اليوم عالم الْأمَّة (¬4). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 1/ 202 و 217. (¬2) سير أعلام النبلاء: 7/ 111، وانظر "تاريخ أبي زرعة": 2/ 722 - 723. (¬3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 2/ 721. (¬4) المعرفة والتاريخ: 2/ 408.

وقال الخُريبي: كان الأوزاعي أفضلَ أهلِ زمانه (¬1). وقال أبو إسحاق الفَزَاري: لو خُيِّرتُ لهذه الأمّة لاخترتُ لها الأوزاعي (¬2). وقال أبو مُسْهِر: كان الأوزاعي يُحْيي الليلَ صلاةً وقرآنًا وبكاءً (¬3). وقال محمدُ بن كثير المَصّيصي: سمعتُ الأوزاعي يقول: كنا -والتابعون متوافرون- نقول: إنَّ اللهَ تعالى فوق عرشه، ونؤمنُ بما وردتْ به السُّنَّة من صفاته (¬4). وقال الحاكم: الأوزاعي إمامُ عصرِه عمومًا، وإمامُ أهلِ الشام خصوصًا. وقد كان أهل الشام وأهل الأندلس على مذهب الأوزاعي مدةً من الدَّهر، وكان المنصور يُعطفه، ويُصغي إلى وعظِه. ومات في ثاني صفر سنةَ سبع وخمسين ومئة، رحمةُ اللهِ عليه. قال عُقبة بن عَلقمة البَيرُوتي: دخل الأوزاعي حمامًا في بيته، وأدخلت معه زوجتُه كانونًا فيه فحم ليدفأ به، ثم أغلقت عليه، وتشاغلت عنه، فهاج الفحم، فمات. قال عقبة: فوجدناه متوسِّدًا ذراعه إلى القِبلة (¬5). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 7/ 113. (¬2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 266. (¬3) سير أعلام النبلاء: 7/ 120. (¬4) سير أعلام النبلاء: 7/ 121. (¬5) سير أعلام النبلاء: 7/ 127.

165 - عبد الرحمن بن يزيد

قال أبو مُسْهِر: أغلقتْ عليه غير متعمِّدة، فمات، فأمرها سعيد بنُ عبد العزيز بعتق رقبة. ولم يُخَلِّف إلا ستةَ دنانير فَضَلَت من عطائه، وكان قد كُتب في ديوان الساحل. 165 - عبد الرحمن بن يزيد * (ع) ابن جابر، الإمام الفقية الحافظ، أبو عتبة الأزديُّ الدمشقيُّ الدَّاراني. روى عن: أبي سلّام مَمْطُور، وأبي الأشعث الصّنعاني، وعبدِ الله بن عامر اليَحْصُبي، والزهري، وخلق. وعنه: ابنُ المبارك، والوليد، ومحمد بن شعيب بن شابور، وعمر بن عبد الواحد، وحُسين الجُعفي، وغيرُهم. وقد وَفَد على المنصور لمَّا طلبه، وكان كبير القدر، من أئمَّة الشاميِّين. وثقهُ ابنُ معين، وأبو حاتم، وغيرهما. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 466، تاريخ خليفة: 427، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 365، التاريخ الصغير: 2/ 117، ثقات العجلي: ص 300، المعرفة والتاريخ: 1/ 140 و 2/ 386 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 261 وغيرها، الجرح والتعديل: 5/ 299، مشاهير علماء الأمصار: ت 1426، تاريخ داريا: ص 82، طبقات الشيرازي: ص 76، تاريخ ابن عساكر: ح: 10/ 123 / ب، تهذيب الكمال: ورقة 827، سير أعلام النبلاء: 7/ 176 - 177، تاريخ الإسلام: 6/ 238، تذكرة الحفاظ: 1/ 183، ميزان الاعتدال: 2/ 598، تذهيب التهذيب: 2/ 233، العبر: 1/ 222، تهذيب التهذيب: 6/ 297، طبقات الحفاظ: ص 79، خلاصة تذهيب الكمال: ص 236، شذرات الذهب: 1/ 236.

166 - عمرو بن الحارث

وقد كان يركبُ مع أبيه في أيام الوليد بن عبد الملك. قال أبو مسْهِر: قد رأيته (¬1). توفي سنةَ ثلاثٍ وخمسين ومئة. رحمة اللهِ عليه. 166 - عمرو بن الحارث * (ع) ابن يعقوب، الإِمام العلم، أبو أمية المصري، الفقيه الحافظ، مولى قيس بن سعد بن عبادة. حدَّث عن: أبي يونس مولى أبي هريرة، وابن أبي مُليكة، وعمرو بن دينار، وأبي عُشَّانة (¬2) المَعافري، وقَتادة، ويزيد بن أبي حبيب، وعِدَّة. وعنه: مالك، واللَّيث، وبكرُ بن مضر، وابنُ وهب، وغيرُهم. وأفتى في شبيبته. قال سعيدُ بنُ أبي مريم عن خاله: كان عمرو بن الحارث ¬

_ (¬1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 261، وتمامه ... ولم أسمع منه شيئًا. * طبقات ابن سعد: 7/ 515، طبقات خليفة: ت 2790، التاريخ الصغير: 2/ 96، ثقات العجلي: ص 362، المعرفة والتاريخ: 1/ 133 وغيرها، الجرح والتعديل: 6/ 225، مشاهير علماء الأمصار: ت 1498، طبقات الشيرازي: ص 78، تهذيب الكمال: ورقة 1032، تذكرة الحفاظ: 18311، ميزان الاعتدال: 3/ 252، العبر: 1/ 210، تهذيب التهذيب: 4/ 18، طبقات الحفاظ: ص 79، حسن المحاضرة: 1/ 300، خلاصة تذهيب الكمال: ص 244، شذرات الذهب: 1/ 223. (¬2) عُشَّانة: بضم العين المهملة وتشديد الشين المعجمة. واسم أبي عشانة: حي بن يُؤمِن، وهو مصري ثقة، مشهور بكنيته. (تقريب التهذيب) 1/ 208.

167 - حيوة بن شريح

المصري يخرج فيجد الناس صفوفًا يسألونه عن القرآنِ، والحديثِ، والفقهِ، والشعرِ، والعربيّةِ، والحساب. وكان صالح بن علي الأمير قد جعله مؤدِّبًا لولده الفضل، فنال حشمةً بذلك. وقال أبو حاتم الرازي: كان عمرو بن الحارث أحفظَ الناسِ في زمانه، لم يكن له نظير في الحفظ (¬1). وقال ابنُ وهب: ما رأيتُ أحفظَ منه (¬2). وقال أحمد بن صالح: لم يكن بعد عمرو بن الحارث مثل الليث بمصر (¬3). مات في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين ومئة. وفي مولده اختلاف: قيل: سنة اثتين وتسعين، وقيل: سنة أربع وتسعين. رحمهُ اللَّهُ تعالى. 167 - حَيوَةُ بن شُرَيْح * (ع) الإمام القدوة: أبو زُرعة التُّجيبيّ المصري، شيخ الدِّيار المصريَّة. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 225. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1033. (¬3) المصدر السابق. * طبقات ابن سعد: 7/ 515، طبقات خليفة: ت 2789، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 120، التاريخ الصغير: 2/ 96، ثقات العجلي: ص 138، المعرفة والتاريخ: 2/ 455 وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 306، مشاهير علماء الأمصار: ت 1499، تهذيب الكمال: ورقة 347، سير أعلام النبلاء: 4/ 406 - 406، تذكرة الحفاظ: 1/ 185، تذهيب التهذيب: 1/ 183، العبر: 1/ 229، تهذيب التهذيب: 3/ 69، طبقات الحفاظ: ص 80، حسن المحاضرة: 1/ 300، خلاصة تذهيب الكمال: ص 96، شذرات الذهب: 1/ 243.

روى عن: ربيعة بن يزيد القصير، وعقبة بن مسلم، ويزيد بن أبي حبيب، وأبي يونس سُليم بن جُبير، وطبقتِهم. وعنه: ابن المبارك، وابنُ وهب، وأبو عاصم، وأبو عبد الرحمن المُقرئ، وعبدُ اللهِ بنُ يحيى البُرُلُّسي، وهانئ بن المتوكل الإسكندراني، وغيرهم. وثقهُ أحمدُ، وغيرُه. وكان كبيرَ الشأن. قال ابنُ المبارك: وُصفَ لي حَيوَة، فكانت رؤيتُه أكبرَ من صفته (¬1). وقال ابن وهب: كان حَيْوَةُ يأخذ عطاءه في السنة ستِّين دينارًا، فما يأتي منزلَه حتى يتصدَّق بها، ثم يجيء إلى منزله فيجدها على فراشه. وبلغ ذلك ابن عمٍّ له، فتصدق بعطائه، وبادر إلى تحت فراشه، فلم يجد شيئًا، فشكا إلى حَيْوَة، فقال: أنا أعطيتُ ربي بيقين، وأنت أعطيتَه تَجرِبة (¬2). وقال أحمد بن سهل الأُردنيّ، عن خالد بن الفِزْر: كان حَيوَةً بن شُريح دَعَّاء من البكَّائين، وكان ضيِّقَ الحال جدًّا، فجلستُ إليه ذاتَ يوم وهو مُتَخلٍّ وحدَه يدعو، فقلت: رحمك الله، لو دعوتَ اللهَ أن يُوسِّع عليكَ في معيشتك، فالتفتَ يمينًا وشمالًا فلم يرَ أحدًا، فأخذ حصاةً من الأرض، فقال: اللهم اجعلها ذهبًا، فإذا هي -والله- تِبْرة ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 348. (¬2) سير أعلام النبلاء: 6/ 405.

168 - حجاج بن أرطاة

في كفِّه ما رأيتُ أحسنَ منها، فرمى بها إليَّ وقال: ما خيرٌ في الدنيا إلَّا للآخرة. ثم التفت إليَّ فقال: هو أعلمُ بما يُصلح عباده، فقلت: ما أصنع بهذه؟ فقال: استنفقها، فهبتُه -والله- أن أُراده (¬1). مات سنة ثمانٍ وخمسين ومئة على الصحيح، وقيل: سنة تسع وخمسين. رحمهُ اللَّهُ تعالى. 168 - حَجَّاجُ بنُ أَرْطاة * (4، م تبعًا) الإمام، مُفتي العراق، أبو أرطاة النَّخَعِيُّ الكوفي، أحدٌ الأعلام. سَمِعَ من الشعبيِّ حديثًا واحدًا. وروى عن: الحكم، وعطاء بن أبي رَبَاح، وعمرو بن شُعيب، وجماعة. وعنه: سفيان، وشعبة، وحمّاد بن زيد، وابن المبارك، وغُندر، ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 348. * طبقات ابن سعد: 6/ 359، تاريخ خليفة: 369، طبقات خليفة: ت 1270، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 378، التاريخ الصغير: 2/ 110، ثقات العجلي: ص 107، المعرفة والتاريخ: 3/ 802، ضعفاء العقيلي: 1/ 277، الجرح والتعديل: 3/ 154، المجروحين والضعفاء: 1/ 225، الكامل لابن عدي: 2/ 641، تاريخ بغداد: 8/ 230، أنساب السمعاني 1/ 632، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 152، وفيات الأعيان: 2/ 54، تهذيب الكمال: ورقة 235، سير أعلام النبلاء: 7/ 68 - 75، نذكرة الحفاظ: 1/ 186، تاريخ الإسلام: 6/ 51، ميزان الاعتدال: 1/ 458، الكاشف: 1/ 147، تذهيب التهذيب: 1/ 122، تهذيب التهذيب: 2/ 196، طبقات المدلسين: 17، طبقات الحفاظ: ص 81، خلاصة تذهيب الكمال: ص 72، شذرات الذهب: 1/ 229.

وحفص بن غِياث، وعبد الرَّزَّاق، وغيرُهم. وحدّث عنه شيحُه منصور بن المُعْتَمِر. وأفتى وله ست عشرةَ سنة. وولي قضاء البصرة، وكان من أوعية العلم، لكنه يدلِّس، وليس بالمتقن لحديثه. وكان فيه تيهٌ وسؤدد، فكان يقول: أهلكني حُبُّ الشرف (¬1). قال يحيى القطَّان: هو، وابن إسحاق عندي سواء (¬2). وقال أبو حاتم: صدوق يدلِّس (¬3). وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني، وغيره: لا يُحتجُّ بحديثه. وقال حمّاد بن زيد: كان حجّاج أسردَ (¬4) للحديث من الثوري. وقال ابن مَعين: صدوق، ليس بالقوي (¬5). وقال الثَّوري: ما بقي أحدٌ أعرفَ بما يخرجُ من رأسه من حجَّاج (¬6). ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ بغداد": 8/ 231. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 155. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 156. (¬4) في "تاريخ بغداد" 3/ 232 و"السير" 7/ 69: أقهر. (¬5) الجرح والتعديل: 3/ 156. (¬6) تاريخ بغداد: 8/ 232.

169 - مسعر بن كدام

وقال يحيى بن آدم: حدثنا أبو شهاب عبدُ ربِّه بن نافع قال: قال لي شعبة: عليك بحجّاج بن أرطاة وابن إسحاق، فإنهما حافظان (¬1). مات سنة تسع وأربعين ومئة فيما قيل. رحمهُ الله تعالى. 169 - مِسْعَرُ بنُ كِدَام * (ع) الإِمام الحافظ، أبو سلمة الهِلاليّ الكوفيّ الأحول، أحد الأعلام. حدَّث عن: عَديِّ بن ثابت، والحكم بن عتيبة، وقَتادة، وعَمرو بن مرَّة، وطبقتِهم. وعنه: ابن عُيينة، ويحيى القطَّان، ومحمد بن بِشْر، ويحيى بن آدم، وأبو نُعيم، وخلّاد بن يحيى، وخلق. قال محمد بنُ بشر: كان عند مِسْعَر نحو ألف حديث، فكتبتها سوى عشرة (¬2). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 232. * طبقات ابن سعد: 6/ 364، طبقات خليفة: ت 1272، تاريخ خليفة: 426، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 13، التاريخ الصغير: 2/ 121، ثقات العجلي: ص 426، المعارف: ص 481، المعرفة والتاريخ: 1/ 141 و 2/ 658 و 3/ 175 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 164 وغيرها، الجرح والتعديل: 8/ 368، مشاهير علماء الأمصار: ت 1344، حلية الأولياء: 7/ 209، أنساب السمعاني: 8/ 321، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 89، تهذيب الكمال: ورقة 1322، سير أعلام النبلاء: 7/ 163 - 173، تاريخ الإسلام: 6/ 287، تذكرة الحفاظ: 1/ 188، ميزان الاعتدال: 4/ 99، تذهيب التهذيب: 4/ 34، العبر: 1/ 224، تهذيب التهذيب: 10/ 113، طبقات الحفاظ: ص 81، خلاصة تذهيب الكمال: ص 374، شذرات الذهب: 1/ 238. (¬2) سير أعلام النبلاء: 7/ 164.

وقال يحيى القطَّان: ما رأيتُ أثبتَ من مِسْعَر (¬1). وقال أحمد بن حنبل: الثقةُ مثل شعبة، ومِسْعر (¬2). وقال وكيع: شكُّ مسعرٍ كيقين غيره (¬3). وقال شعبة: كنا نسمي مِسْعَرًا المُصحفَ، من إتقانه، هو عند الكُوفيِّين كابن عَونٍ عند البصريِّين (¬4). وقال محمد بن مِسْعَر: كان أبي لا ينام إلّا أن يقرأ نصفَ القرآن. وعن الخريبي قال: ما من أحدٍ إلّا وقد أُخِذَ عليه إلا مِسْعر (¬5). وقال غيرُه (¬6): كان قد جمع العلم، والورع. وقال معن: ما رأيت مِسْعَرًا إلا ويزداد كل يوم خيرًا. وقال ابنُ مَعين: لم يرحلْ مسعر في حديث قطّ (¬7). ولبعض العلماء (¬8): ¬

_ (¬1) انظر "الجرح والتعديل": 8/ 368 - 369. (¬2) انظر "الجرح والتعديل": 8/ 369. (¬3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 472، ولفظه فيه: كيقين رجل. (¬4) سير أعلام النبلاء: 7/ 166. (¬5) المصدر السابق. (¬6) هو يعلى بن عبيد، والخبر في "السير": 7/ 166. (¬7) سير أعلام النبلاء: 7/ 166. (¬8) قال الذهبي في "السير": 7/ 170: هذان البيتان أظنهما لابن المبارك. وقال في "تاريخ الإسلام" 6/ 290: لبعضهم. وقال في "التذكرة" 1/ 189: لابن المبارك أو غيره. ونسبهما صاحب "الحلية" 7/ 219 لعبد الله بن محمد بن عبيد.

170 - معمر بن راشد

منْ كانَ مُلْتَمِسًا جَلِيسًا صَالحًا ... فأياتِ حلقةَ مِسْعرِ بنِ كِدَام فيها السَّكينَةً والوقارُ وأهلُها ... أهل العَفافِ وعِلْيَةُ الْأقوام مات مسعر سنةَ خمسين ومئة. رحمة اللهِ عليه. 170 - مَعْمَرُ بنُ راشِد * (ع) الإمام الحُجة، أبو عروة الأزديُّ مولاهم البَصري، أحد الأعلام، وعالم اليمن. حدَّث عن: الزُّهري، وقَتادة، وعمرو بن دينار، وزياد بن عِلاقة، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن زياد الجمَحي، وغيرِهم. وعنه: السُّفيانان، وابن المبارك، وغُندر، وابن عُليَّة، ويزيد بن زُريع، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهشام بن يوسف، وعبد الرَّزاق، وخلق. وحدث عنه من شيوخه أيّوب، وأبو إسحاق. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 546، طبقات خليفة: ت 2665، تاريخ خليفة: 426، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 378، التاريخ الصغير 2/ 115، ثقات العجلي: ص 435، المعارف: ص 506، المعرفة: والتاريخ: 1/ 139 و 2/ 200 وغيرها: الجرح والتعديل: 8/ 255، مشاهير علماء الأمصار: ت 1543، فهرست النديم: ص 106، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 107، تهذيب الكمال: ورقة 1356، سير أعلام النبلاء: 7/ 5 - 18، تاريخ الإسلام: 6/ 294، تذكرة الحفاط: 1/ 190، ميزان الاعتدال: 4/ 154: تذهيب التهذيب: 4/ 57، العبر: 1/ 220، تهذيب التهذيب: 10/ 243، طبقات الحفاظ: ص 82، خلاصة تذهيب الكمال: ص 384، شذرات الذهب: 1/ 235، هدية العارفين: 2/ 466، تاريخ التراث العربي: 1/ 464.

قال أحمد: ليس تضم مَعْمَرًا إلى أحدٍ إلَّا وجدته فوقَه (¬1). وقال ابن مَعين: هو من أثبت الناس في الزُّهري (¬2). وقال عبد الرَّزّاق: كتبت عن مَعْمَرٍ عشرة آلاف حديث (¬3). وعن مَعْمَر قال: طلبت العلمَ سنةَ مات الحسن، وسمعتُ من قَتادة ولي أربع عشرة سنة، فما سمعتُه إذ ذاك كأنه مكتوبٌ في صدري، وجئتُ الزهري بالرصافة (¬4). وقال ابن حِبَّان: أدرك جنازةَ الحسن، وطلب العلم في تلك السنة، من الفقهاء المُتْقِنين، والحفاظ المتورِّعين (¬5). وعن ابن جُريج قال: عليكم بمَعْمَر فإنَّه لم يبق في زمانه أعلمُ منه (¬6). وقال عبد الرَّزَّاق: بعثَ معنُ بنُ زائدة إلى معْمر بذهبٍ فرَدَّه، وكتم ذلك. مات سنة ثلاثٍ وخمسين ومئة على الأصح، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة اثنتين، ولم يبلغ ستين سنة. وكان أول من صَنَّفَ باليمن. ¬

_ (¬1) المعرفة والتاريخ: 2/ 200. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 257. (¬3) سير أعلام النبلاء: 7/ 11. (¬4) الجرح والتعديل: 8/ 256. (¬5) مشاهير علماء الأمصار: ص 192. (¬6) الجرح والتعديل: 8/ 257.

171 - محمد بن عبد الرحمن

171 - محمدُ بن عبد الرحمن * (ع) ابن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب هشام بن شعبة القُرشيّ، أبو الحارث، العامريُّ المدنيّ، الإِمامُ الفقيهُ العابدُ الثَّبْت. حدَّث عن: عِكرمة، وشعبة مولى ابن عبّاس، وسعيد المَقْبُري، وشرحبيل بن سعد، والزُّهري، ونافع، وصالح مولى التوْأَمَة، وخلق. وعنه: ابنُ المبارك، ويحيى القطَّان، وأبو نعيم، والقعنبي، وأسد بن موسى، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجَعْد، وخلق. قال أحمد بنُ حنبل: كان ابنُ أبي ذئب يُشَبَّهُ بسعيد بن المسيِّب، فقيل لأحمد: أخلَّف مِثلَه؟ قال: لا. وقال: كان أفضلَ من مالك إلّا أنَّ مالكًا كان أشدَّ تنقية للرِّجال هنه (¬1). وقال الواقدي: وُلد سنةَ ثمانين، وكان من أورع الناس، وأفضلهم، ورُمي بالقَدَر، وما كان قدريًّا، لقد كان يَعيبُهم، وكان يصلِّي ¬

_ * طبقات خليفة: ت 2459، تاريخ خليفة: 429، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 152، التاريخ الصغير: 2/ 132، المعارف: ص 485، المعرفة والتاريخ: 1/ 146 و 2/ 163 وغيرها: الجرح والتعديل: 3/ 317، مشاهير علماء الأمصار: ت 1107، فهرست الديم: ص 281، تاريخ بغداد: 2/ 296، طبقات الشيرازي: ص 67، وفيات الأعيان: 4/ 183، تهذيب الكمال. ورقة 1231، سير أعلام النبلاء: 7/ 139 - 149، تذهيب التهذيب: 3/ 225، تاريخ الإسلام: 6/ 281، تذكرة الحفاظ: 1/ 191، العبر: 1/ 231، ميزان الاعتدال: 3/ 620، الوافي بالوفيات: 3/ 223، تهذيب التهذيب: 9/ 303، طبقات الحفاظ: ص 82، خلاصة تذهيب الكمال: ص 348، شذرات الذهب: 1/ 245، هدية العارفين: 2/ 7. (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 298.

الليلَ أجمع، ويَجتهدُ في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدًا، ما كان فيه مزيدُ اجتهاد. وأخبرني أخوه قال: كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، ثم سَرَدَ الصَّوم، وكان خَشِنَ العيش، يتعشَّى الخبزَ بالزَّيت، وله قميصٌ وطَيلسان يشتو فيه ويصيف. وكان من رجال العالم صرامةً وقولًا بالحق. وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب، وكان يُبكِّرُ إلى الجمعة فيصلِّي حتى يخرج الإمام. ورأيتُه يأتي دارَ أجداده عند الصَّفا، فيأخذ كراءها. وكان لا يُغيَر شَيبَه. ولما خرج ابنُ حسن (¬1) لزم بيتَه. قال: وكان الحسنُ بنُ زيد الأمير يُجري على ابنِ أبي ذئب كلَّ شهرٍ خمسةَ دنانير، ولما ولي جعفر بن سليمان المدينة بعثَ إليه بمئة دينار فاشترى منها ساجًا كرديًّا بعشرة دنانير، فلبسه بقيَّة عُمره، وقَدِمَ به عليهم بغداد، وما زالوا به حتى قبِل منهم، فأعطوه ألف دينار، فلمّا رجع مات بالكوفة (¬2). وقال أحمد: هو أورع وأقوم بالحق من مالك، دخل على المنصور فلم يَهلْهُ أن قال له الحق، وقال: الظلم ببابك فاش، وأبو جعفر أبو جعفر (¬3). وقال ابن حِبَّان: كان ابنُ أبي ذئب من عُبَّاد أهلِ المدينة وقُرائهم، وفُقهائهم، وكان من أَقْولِ أهل المدينة بالحقّ (¬4). ¬

_ (¬1) تقدم التعريف بابن حسن في ترجمة عبد الله بن عمر بن حفص. وانظر "السير" 7/ 21 حاشيه رقم (1). (¬2) الخبر بطوله في "السير": 7/ 140 - 142، وانظر "تاريخ بغداد" 2/ 301 - 302. (¬3) تاريخ بغداد: 2/ 302. (¬4) مشاهير علماء الأمصار: ص 140.

وقال مصعب الزبيري: كان ابنُ أبي ذئب [فقيه المدينة (¬1). وقال أبو نعيم: حججت عام حجَّ أبو جعفر، ومعه ابن أبي ذئب] (¬2) ومالك، فدعا ابنَ أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة، فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد؟ قال: إنَّه ليتحرَّى العدل، فقال له: ما تقول فيّ؟ -وأعاد عليه، فقال: وربِّ هذه البنيَّة (¬3) إِنَّك لجائر، قال: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كفَّ يا ابن اللَّخناء، وأمر له بثلاث مئة دينار (¬4). وقيل: إن المهدي حجّ فدخلَ مسجد النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم، فلم يبقَ إلا مَنْ قام إلَّا ابن أبي ذئب، فقيل له: قم فهذا أميرُ المؤمنين، فقال: إنَّما يقوم الناسُ لربِّ العالمين، فقال المهدي: دعوه، فقد قامت كل شعرةٍ في رأسي (¬5). مات سنةَ تسعٍ وخمسين ومئة. رحمه الله. ¬

_ (¬1) نسب قريش: ص 423. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك في الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة". (¬3) البنية: الكعبة، سميت بذلك لشرفها إذ هي أشرف مبنى. وقوله: ورب هذه البنية، قسم. (¬4) تاريخ بغداد: 2/ 298. (¬5) تاريخ بغداد: 2/ 298.

172 - شعبة بن الحجاج

172 - شُعْبَةُ بن الحجَّاج * (ع) ابن الورد، الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، أبو بِسْطام الأزديُّ العَتَكيُّ مولاهم الواسطي، نزيل البصرة ومُحدِّثها. سَمِع من الحسن مسائل. وروى عن: معاوية بن قُرَّة، وعمرو بن مُرَّة، والحكم، وسلمة بن كُهَيْلٍ، وأنس بن سِيرين، ويحيى بن أبي كثير، وقتادة، وخلقٍ. وعنه: أيوب السخْتِياني، والثوري، وابنُ المبارك، وغُنْدر، وآدم، وعفَّان، وأبو داود، وسليمانُ بن حَرْب، وعلي بن الجَعْد، وخلائق. قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث (¬1). وكان الثَّوري يقول: شعبة أميرُ المؤمنين في الحديث (¬2) ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 280، طبقات خليفة: ت 1868، تاريخ خليفة: 301، 430، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 244، التاريخ الصغير: 2/ 135، ثقات العجلي: ص 220، المعارف: ص 501: المعرفة والتاريخ 2/ 283 - 287 وغيرها، الجرح والتعديل: 1/ 126 و 4/ 369، مشاهير علماء الأمصار: ت 1399، حلية الأولياء: 4/ 147، تاريخ بغداد: 9/ 255، أنساب السمعاني: 8/ 388، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 244، وفيات الأعيان: 2/ 469، تهذيب الكمال: ورقة 580، سير أعلام النبلاء: 2/ 207 - 228، تاريخ الإسلام: 6/ 190، العبر: 1/ 234، تذهيب التهذيب: 2/ 76، تذكرة الحفاظ: 1/ 193، تهذيب التهذيب: 4/ 338، طبقات الحفاظ: ص 83، خلاصة تذهيب الكمال: ص 166، شذرات الذهب: 1/ 247. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 581. (¬2) الجرح والتعديل: 1/ 126.

وقال الشافعي: لولا شعبةُ لما عُرِفَ الحديثُ بالعراق (¬1). وقال أبو بحر البكراوي: ما رأيتُ أحدًا أعْبَدَ للهِ من شعبة، لقد عَبَدَ اللَّه حتى جَفَّ جِلدُه على عظمِه واسودّ (¬2). وقال عمر بن هارون: كان شُعبة يصوم الدَّهر (¬3). وقال أبو قَطَن: ما رأيتُ شُعبة قد ركع إلَّا ظننت أنه نسي، ولا سجد إلَّا قلت نسي (¬4). وقال يحيى القطَّان: كان شُعبة رقيقًا يُعطي السائل ما أمكنه (¬5). وقال الحاكم في ترجمة شعبة: رأى أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة، وسمع من أربعمئة من التابعين. وحدَّث عنه من التابعين سعدُ بنُ إبراهيم، ومنصور بن المُعتمر، والأعمش، وأيّوب، وداود بن أبي هند (¬6). وقال أبو زيد الهَرَوي: وُلد شعبة سنةَ ثنتين وثمانين. وقال أبو قتيبة: قدمتُ الكوفة، فقال لي سفيان: ما فعل أستاذنا شعبة؟ (¬7). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 1/ 127. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 263. (¬3) سير أعلام النبلاء: 7/ 209. (¬4) سير أعلام النبلاء: 7/ 207. (¬5) تاريخ بغداد: 9/ 262. (¬6) سير أعلام النبلاء: 7/ 206. (¬7) تاريخ بغداد: 9/ 258.

وكان حماد بنُ زيد إذا حدَّث عن شعبة قال: حدَّثنا الضخمُ عن الضِّخام، شُعبة الخير أبو بِسْطام (¬1). وكان شُعبة يقول: لأن أقعَ من السَّماء فانقطع أحب إليَّ من أن أُدلِّس (¬2). وكان يقول: مَنْ طلب الحديث أَفلس، بِعت طِسْت أُمي بسبعة دنانير. وقال أحمد بن حنبل: كان شُعبة أمَّةً وحدَهُ في هذا الشأن -يعني الرجال وبصره بالحديث (¬3). وقال ابنُ المديني: شعبة أحفظُ للمشايخ، وسفيان أحفظ للأبواب. وقال الأصمعي: لم نَر أحدًا قط أعلمَ بالشِّعر من شعبة، قال لي: كنت ألزم الطِّرِماح أسألُه عن الشِّعر (¬4). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 264، والقول فيه من كلام يعقوب بن إسحاق الحضرمي. (¬2) الخبر بنحوه في "تاريخ بغداد" 9/ 260. وقد ورد عنه أيضًا قال: كل شيء ليس في الحديث "سمعت" فهو خلّ وبقل. يعني: لا قيمة له ولا يساوي شيئًا. وسيأتي تعريف التدليس ضمن ترجمة مبارك بن فضالة. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 263، وتمام قوله في: ... وتثبته، وتنفيته للرجال. (¬4) تاريخ بغداد: 9/ 257، والطرماح: هو أبو نفر، الحكم بن حكيم الطائي، شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، ثم استوطن الكوفة، وعمل مؤدبًا في الري، واعتقد مذهب الشراة من الأزارقة. وله ديوان شعر مطبوع. ومعنى الطرماح: الطويل، وكل شيء طولته فقد طرمحته، انظر "الاشتقاق" ص 392، و "أعلام الزركلي": 3/ 225.

173 - المسعودي

وقال أبو داود قال شعبة: لولا الشعرُ لجئتكم بالشعبي (¬1). وقال أبو زيد الأنصاري: وهل العلماء إلا شعْبة من شعبة (¬2). وقال أبو قَطَن: قال شعبة: ما شيء أخوف عندي أن يدخلني النارَ الحديث (¬3). وعنه قال: وددتُ أني وقّاد حمّام ولم أعرف الحديث. ومناقبُهُ وفضائلُهُ كثيرة. مات سنةَ ستّين ومئة. رحمة اللهِ عليه. هشام الدستوائي تقدَّم (¬4)، وذكره هنا أولى. 173 - المسعودي * (خت، 4) الإِمام الفقيه، أبو محمد، عبد الرحمن بنُ عبدِ اللَّه بن عُتبة بن عبد الله بن مسعود الهُذَليُّ الكوفي، وهو أخو أبي العُميس عتبة. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 257. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 266. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 281. (¬4) برقم (150). * طبقات ابن سعد: 6/ 366، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 315: ثقات العجلي: ص 294، المعرفة والتاريخ: 1/ 148 و 2/ 163، الجرح والتعديل: 5/ 250، مشاهير علماء الأمصار: ت 755، تاريخ بغداد: 10/ 218، أنساب السمعاني: 11/ 307، اللباب: 3/ 210، تهذيب الكمال: ورقة 801، سير أعلام النبلاء: 7/ 93 - 95، تاريخ الإسلام: 6/ 224، تذكرة الحفاظ: 1/ 197، تذهيب التهذيب: 2/ 216، ميزان الاعتدال: 2/ 574، العبرة 1/ 235، تهذيب التهذيب: 6/ 210، طبقات المدلسين: 13، طبقات الحفاظ: ص 84، خلاصة تذهيب الكمال: ص 230، شذرات الذهب: 1/ 248.

حدَّث عن: عَون بن عبد الله، وعليِّ بن الأقمر، وعلقمة بن مَرْثَد، وسعيد بن أبي بُردة، وزِياد بن عِلاقة، وعَمرو بن مرّة، وغيرِهم. وعنه: ابنُ المبارك، وابنُ عُيينة، وابنُ مهدي، وأبو المغيرة الحِمصي، ويزيدُ بن هارون، وجعفرُ بنُ عَون، وأبو داود، وأبو نعيم، والمقرئ، وعلي بن الجَعْد، وخلق. وكان مُداخلًا للدَّولة، يلبس قَباءً أسود، وفي وسطه خِنْجر، وعلى رأسه الطَّويلة، فتوقف بعضُ العلماء في الأخذ عنه لذلك، وقد تغيَّر بعض حفظه في الآخر. وثَّقه أحمد، وابنُ مُعين، وابن المَديني. وقال ابنُ نُمير: ثقة، واختلط بأخَرَة (¬1). وقال النسائي: ليس به بأس (¬2). وقال أبو حاتم: كان أعلمَ أهلِ زمانه بحديث ابن مسعود، تَغَيَّرَ قبل موته بسنةٍ أو سنتين (¬3). وقال شعبة: هو صدوق (¬4). مات سنة ستّين ومئة. رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 802. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 251 - 252. (¬4) الجرح والتعديل: 5/ 251.

174 - زياد بن سعد

174 - زياد بن سعد * (ع) الحافظ، أبو عبد الرحمن الخُراسانيُّ ثم المكيّ، شريك بن جُريج، سكن اليمن. حدَّث عن: عمرو بن دينار، والزهري، وعمرو بن مسلم الجَنَدي. وعنه: مالك، وابنُ عُيينة، وأبو معاوية، وغيرهم. ومات كهلًا. قال النَّسائي: ثقة ثَبْت (¬1). وقال ابنُ عُيينة: كان عالمًا بحديث الزهري (¬2). رحمه الله تعالى. 175 - قُرَّةُ بن خالد * * (ع) السَّدوسي، الحافظ البَصري. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 3/ 358، ثقات العجلي: ص 168، المعرفة والتاريخ: 1/ 647، الجرح والتعديل. 3/ 533، مشاهير علماء الأمصار: ت 1150، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 198، تهذيب الكمال: ورقة 442، سير أعلام النبلاء: 7/ 285 - 287، تذكرة الحفاظ: 1/ 198، تذهيب التهذيب: 4/ 241، العقد الثمين: 4/ 453، تهذيب التهذيب: 3/ 369، طبقات الحفاظ: ص 85، خلاصة تذهيب الكمال: ص 125. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 442. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 533. * * طبقات ابن سعد: 7/ 275، طبقات حليفة: ت 1866، تاريخ خليفة: 427، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 183، الجرح والتعديل: 7/ 130، مشاهير علماء الأمصار: ت 1233، أنساب السمعاني: 7/ 59، تهذيب الكمال: ورقة 1128، سير أعلام النبلاء: 7/ 95 - 97، تذكرة الحفاظ: 1/ 198، تاريخ الإسلام: 6/ 270، تذهيب التهذيب: 3/ 160، العبر: 1/ 223، تهذيب التهذيب: 8/ 371، طبقات الحفاظ: ص 85، خلاصة تذهيب الكمال: ص 316، شذرات الذهب: 1/ 237.

176 - جرير بن حازم

عن: ابن سِيرين، وأبي رجاء العُطَاردي، والحسن البصري، ويزيد ابن الشِّخِّير، وعِدَّة. وعنه: حَرَميُّ بنُ عُمارة، وزيد بن الحبَاب، وأبو عامر العقَدي، ويحيى القطان، وبكرُ بنُ بكّار، ومسلم بن إبراهيم، وخلق. قال القطان: كان من أثبت شيوخِنا (¬1). مات سنة أربع وخمسين ومئة. رحمه الله تعالى. 176 - جرير بن حازم * (ع) الإمام الحافظ، أبو النَّضر الأزديُّ مولاهم البصري، مُحدث البَصْرة. روى عن: أبي رجاء العُطَاردي، والحسن، وابن سِيرين، وطاووس، وعطاء، وابن أبي مُلَيكة، ونافع، وحُميد بن هلال. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 131. * طبقات ابن سعد: 7/ 287، طبقات خليفة: ت 1880، تاريخ خليفة: 448، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 213، التاريخ الصغير: 2/ 181، ثقات العجلي: ص 96، المعارف: ص 502، المعرفة والتاريخ: 2/ 286، 666 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 2/ 198، الجرح والتعديل: 2/ 504، مشاهير علماء الأمصار: ت 1255، الكامل لابن عدي: 2/ 548، السابق واللاحق: ص 54، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 74، تهذيب الكمال: 4/ 524 (طبعة محققة فيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 7/ 98 - 103، تذكرة الحفاظ: 1/ 199، ميزان الاعتدال: 1/ 392، العبر: 1/ 258، الكاشف: 1/ 126، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 190، تهذيب التهذيب: 2/ 69، طبقات المدلسين: 5، طبقات الحفاظ: ص 85، خلاصة تذهيب الكمال: ص 61، شذرات الذهب: 1/ 270.

وعنه: ابنُه وهب، وشيخُه أيوب السَّخْتِياني، والسفيانان، وابنُ وهب، وشيبان بن فَرّوخ، وأبو الربيع الزّهراني، وأبو نصر التمّار وخلق. قال موسى بن إسماعيل: ما رأيت حمّاد بن سلمة يُعظِّم أحدًا تعظيمَهُ جرير بن حازم (¬1). وقال وهب (¬2): كان شعبة يأتي أبي يسأله. وقال وهب عن أبيه: جلستُ إلى الحسن سبعَ سِنين لم أَخْرِمْ منها يومًا واحدًا. وقال أيضًا: قرأ أبي على أبي عمرو بن العلاء، فقال له: أنت أفصح من مَعَد (¬3). مات سنة سبعين ومئة، وهو في عشر التّسعين، فإنَّه قال: لما توفي أنس كان لي خمس سنين. وذكر أنه حَجَّ فشهد جنازة أبي الطفيل بمكة (¬4). رحمه اللَّه تعالى. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 4/ 528. (¬2) يعني: ابن جرير، والخبر في "الجرح والتعديل" 2/ 505 ولفظه بتمامه: "كان شعبة يأتي أبي فيسأله عن أحاديث الأعمش، فإذا حدثه قال: هكذا -والله- سمعته من الأعمش". (¬3) ميزان الاعتدال: 1/ 392. (¬4) قال الذهبي في "السير" 7/ 99: قيل إنه روى عن أبي الطفيل -عامر بن واثلة- والمحفوظ أنه رأى جنازته بمكة.

177 - يزيد بن إبراهيم

177 - يزيد بن إبراهيم * (ع) التُّسْتَرِي (¬1)، الحافظ، أبو سعيد البصري. حدَّث: عن الحسن، ومحمد (¬2)، وابن أبي مُليكة، وعطاء، وأبي الزبير، وقَتادة. وعنه: وكيع، وابنُ مهدي، وعفّان، وأبو الوليد، والقَعْنبي، وأبو سلمة المِنْقَرِي، وهدْبة، وشيبان، وخلق. وثقهُ أحمد، وغيرُه. وكان عفان يرفع أمره. وقال ابنُ المديني: هو ثَبْتٌ في الحسن، وابنِ سيرين (¬3). قال ابن قانع: تُوفي سنةَ اثنتين وستِّين ومئة وقيل: سنةَ إحدى وستين. رحمة اللهِ عليه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 278، طبقات خليفة: ت 1869، تاريخ خليفة: 437، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 318، ثقات العجلي: ص 477، المعرفة والتاريخ: 2/ 53، 60 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 252، مشاهير علماء الأمصار: ت 1254، تهذيب الكمال: ورقة 1532، سير أعلام النبلاء: 7/ 292 - 294، تذكرة الحفاظ: 1/ 200، العبر: 1/ 239، تذهيب التهذيب: 4/ 172، ميزان الاعتدال: 4/ 418، تهذيب التهذيب: 11/ 311، طبقات الحفاظ: ص 86، خلاصة تذهيب الكمال: ص 430، شذرات الذهب: 1/ 256. (¬1) هذه النسبة إلى (تستر) بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان، يقول لها الناس: شوشتر. (أنساب السمعاني) 3/ 54. (¬2) يعني: ابن سيرين. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1532.

178 - مبارك بن فضالة

178 - مُبارَكُ بنُ فَضَالة * (خت، د، ت، ق) الإمام الكبير، أبو فَضَالة القرشيُّ العدويُّ مولاهم البصري، من كبار علماء البصرة. رأى أنس بن مالك يُصلِّي. وحدَّث عن: الحسنِ، وبكرِ بن عبد اللَّه، ومحمد بن المنْكدر، وثابت، وعِدَّة. وعنه: وكيع، وعفّان، ومسلم، وسليمان بن حَرْب، وسعدويه، وهُدْبة، وشيبان، وخلق. وكان يحيى القطان يُحسن الثناء عليه. وقال ابن مَعين: صالح (¬1). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 277، طبقات خليفة: ت 1874، تاريخ خليفة: 438، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 426، ثقات العجلي: ص 419، المعارف: ص 190، المعرفة والتاريخ: 2/ 633 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 4/ 224، الجرح والتعديل: 8/ 338، مشاهير علماء الأمصار: ت 1252، الكامل لابن عدي: 6/ 2320، تاريخ بغداد: 13/ 211، تهذيب الكمال: ورقة 1302، سير أعلام النبلاء: 7/ 281 - 285، ميزان الاعتدال: 3/ 431، العبر: 1/ 244، تذهيب التهذيب: 4/ 20، تذكرة الحفاظ: 1/ 200، طبقات المدلسين: 14، طبقات الحفاظ: ص 86، خلاصة: تذهيب الكمال: ص 368، شذرات الذهب: 1/ 259. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1303.

وقال أبو داود الطيالسي: شديد التدليس، فإذا قال: حدثنا، فهو ثبت (¬1). وكان عفان يرفعُهُ ويوثِّقُه ويقول: كان من النُّسَّاك (¬2). وقال أحمد: ما رواه عن الحسنِ يُحتجُّ به (¬3). وقال مبارك: جالستُ الحسنَ ثلاثَ عشرةَ سنة (¬4). وقال أبو حاتم: هو أحب من الرّبيع بن صَبيح (¬5). ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 3/ 431. وأصل الدليس في اللغة: كتمان عيب السلعة في البيع. وعند المحدثين فله ثلاثة أنواع: أولها: أن يسقط المحدث اسم شيخه الذي سمع منه، ويرتقي إلى من فوقه بلفظ يوهم السماع ولا يقتضي الاتصال كأن يقول: عن فلان، أو قال فلان ... موهمًا بذلك أنه سمعه ممن رواه عنه. ثانيها: أن يسقط ضعيفًا بين ثقتين، فيستوي الإسناد كله ثقات, وهو شر أنواع التدليس. وثالثها: أن يسمي شيخه الذي سمع منه بغير اسمه المعروف، أو ينسبه، أو يصفه بما لم يشتهر به تعمية لأمره، وتوعيرًا للوقوف على حاله. وسمى هذا النوع من الدليس تدليس الشيوخ. فأما إذا صرح بالسماع أو التحديث ويكن قد سمعه من شيخه ولم يقرأه عليه، فلا يعد ذلك مدلسًا، بل هو كاذب فاسق، يرد حدثه ولا يقبل مطلقًا. انظر "الإيضاح": ص 109 - 110. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 213. (¬3) تاريخ بغداد: 13/ 214. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1303 وتمامه: أو أربع عشرة. (¬5) الجرح والتعديل: 8/ 339.

179 - همام بن يحيى

وقال النّسائي: ضعيف (¬1). وقال ابنُ عدي: عامةُ أحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة (¬2). تُوفِّي سنةَ أربع وستّين ومئة، قاله غير واحد. وقال ابنُ سعد: سنة خمس. رحمة الله عليه. 179 - هَمَّامُ بن يحيى (ع) الإِمام الحافظ، أبو عبدِ الله، ويقال: أبو بكر العَوْذيُّ مولاهم البَصْرِيّ. عن: الحسن، وعطاء، ونافع، وأبي جَمْرة الضُّبَعي، ويحيى بن أبي كثير، وعِدَّة. وعنه: ابنُ مهدي، وحِيّان، وعفّان، وحجّاج بن مِنهال، وموسى بنُ إسماعيل، وهُدْبة، وشيبان بن فَرُّوخ. قال أَحْمد: هو ثَبْتٌ في كل المشايخ (¬3). ¬

_ (¬1) الضعفاء والمتروكين: ص 99. (¬2) الكامل لابن عدي: 6/ 2322. * طبقات ابن سعد: 7/ 282، طبقات خليفة: ت 1876، تاريخ خليفة: 437، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 8/ 237، التاريخ الصغير: 2/ 154، ثقات العجلي: ص 461، المعرفة والتاريخ: 1/ 150 و 2/ 67 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 4/ 367، الجرح والتعديل: 9/ 107، أنساب السمعاني: 9/ 86، اللباب: 2/ 363، تهذيب الكمال: ورقة 1452، سير أعلام النبلاء: 7/ 296 - 301، تذكرة الحفاظ: 1/ 201، العبر: 1/ 242، تذهيب التهذيب: 4/ 122، ميزان الاعتدال: 4/ 309، تهذيب التهذيب: 11/ 671، طبقات الحفاظ: ص 86، خلاصة تذهيب الكمال: ص 411، شذرات الذهب: 1/ 258. (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 108.

180 - أبان بن يزيد

ووثقه غيرُ واحدٍ، وكان من أركان الحديثِ بالبَصْرَة. وقال أبو حاتم: ثِقَةٌ، في حفظهِ شيء (¬1). وقال التَّبُوذَكي: سمعت همّامًا يقول: ما من أعمال البِرِّ شيء إلَّا وأنا أرجو أن أريدَ به الله تعالى إلَّا هذا الحديث (¬2). مات في رمضان سنة أربع وستين ومئة. رحمة اللهِ عليه. 180 - أَبَان بن يزيد * (ع) الثقةُ الحافظ، أبو يزيد البَصْرِيّ العطّار. روى عن الحسنِ يسيرًا، وعن أبي عمران الجَوْني، وقَتادة، وعَمرو بن دينار، ويحيى بن أبي كثير، وبُدَيل بن ميسرة. وعنه: أبو داود، وحبّان، ومسلم، وعفّان، وموسى التَّبُوذَكي، وهُدْبة، وشَيبان بن فَرُّوخ، وخلق. ¬

(¬1) الجرح والتعديل: 9/ 109. (¬2) ميزان الاعتدال: 4/ 309. * طبقات ابن سعد: 7/ 284، طبقات خليفة: ت 1886، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 1/ 454، ثقات العجلي: ص 51، الجرح والتعديل: 2/ 299، مشاهير علماء الأمصار: ت 1250، الكامل لابن عدي: 1/ 381، تهذيب الكمال: 2/ 24 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 7/ 431 - 433، تذكرة الحفاظ: 1/ 201، ميزان الاعتدال: 1/ 16، تهذيب التهذيب: 1/ 32، الوافي بالوفيات: 5/ 301، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 4، تهذيب التهذيب: 1/ 101، طبقات الحفاظ: ص 83، خلاصة تذهيب الكمال: ص 14.

181 - حماد بن سلمة

قال أَحْمد: كان ثَبتًا في كل المشايخ (¬1). وقال ابن مَعين، والنَّسائيّ: ثِقَةٌ. وقال العِجلي: ثِقَة، يرى القَدَر، ولا يَتكلمُ به (¬2). وقال أَحْمد بن زُهير: سُئل ابن معين عن أَبان وهمَّام فقال: كان يحيى بن سعيد يروي عن أَبان، وكان أحب إليه من همّام، وأنا همّام أحب إليّ (¬3). وقال أبو حاتم: صالح الحديث (¬4). يُنظر في وفاته (¬5). 181 - حَمَّادُ بنُ سَلَمَة * (خت، م، 4) ابن دينار، الإِمام الحافظ، شيخ الإِسلام، أبو سَلَمَة الرَّبَعي مولاهم البصريُ البزّار، النحويُّ المُحدِّث. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 299. (¬2) ثقات العجلي: ص 51. (¬3) تهذيب الكمال: 2/ 24. (¬4) سير أعلام النبلاء: 7/ 432، ولم أقف عليه في "الجرح والتعديل". (¬5) قال الذهبي في "السير": 7/ 432 - 433: "لم أقع بتاريخ وفاته، وهو قريب من موت رفيقه همام بن يحيى". قلت: كان موت همام سنة (164) على أغلب الأقوال، فالله أعلم. * طبقات ابن سعد: 7/ 282، طبقات خليفة: ت 1878، تاريخ خليفة: 439، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 3/ 22، التاريخ الصغير: 2/ 168، ثقات العجلي: ص 131، المعارف: ص 305، المعرفة والتاريخ: 2/ 193، الجرح والتعديل: 3/ 140، مشاهير علماء الأمصار: ت 1243، طبقات النحوين واللغويين: 51، حلية الأولياء: =

سَمعَ خاله حميدًا الطَّويل، وابنَ أبي مليكة، وأبا جَمْرة الضبَعي، ومحمَّد بن زياد الجُمَحيّ، وأنس بنَ سيرين، وأبا عمران الجَوْني، وقَتادة، وسماكَ بنَ حرب، وثَابتًا البُنَاني، وخلقًا. وعنه: ابن المبارك، والقطّان، وابنُ مهدي، وعفّان، والقَعْنبي، وعبد الأعلى بن حمّاد، وشيبان بنُ فَرُّوخ، وهُدْبة، وخلق. قال شعبة: كان حمّاد بن سلمة يُفيدني عن عمَّار بن أبي عمّار (¬1). وقال وهيب: حمّاد بن سلمة سيِّدُنا، وأعلمُنا (¬2). وقال أحمدُ بنُ حَنْبل: حماد بن سلمة أعلم النَّاس بثابت البُناني، وأَثْبتهم في حُميد (¬3). وقال ابنُ مَعِين: ثِقَةٌ (¬4). ¬

_ = 6/ 249، فهرست النديم: ص 283، نزهة الألباء: 40، معجم الأدباء: 10/ 254، اللباب: 2/ 16، إنباه الرواة: 1/ 329، تهذيب الكمال: ورقة 326، سير أعلام النبلاء: 7/ 444 - 456، تذهيب التهذيب: 1/ 173، تذكرة الحفاظ: 1/ 202، ميزان الاعتدال: 1/ 590، العبر: 1/ 248، مرآة الجنان: 1/ 353، الجواهر المضية: 2/ 149، البلغة في تاريخ أئمة اللغة: 73، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 258، تهذيب التهذيب: 3/ 11، النجوم الزاهرة: 2/ 56، طبقات الحفاظ: ص 87، بغية الوعاة: 1/ 548، خلاصة تذهيب الكمال: ص 92، شذرات الذهب: 1/ 262. (¬1) الجرح والتعديل: 3/ 141. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق.

وقال شِهاب بن مُعَمّر: كان حمّاد بن سلمة يُعدُّ من الأبدال (¬1). وقد كان حماد بن سلمة -رحمه الله- أول من صَنَّفَ التصانيف مع ابن أبي عَرُوبة، وكان بَارعًا في العربيّة، فقيهًا، فصيحًا، مفوهًا، صاحب سنة. قال ابنُ مهدي: لو قيل لحمّاد بن سلمة -رحمه الله- إنك تموتُ غدًا ما قَدَرَ أن يزيدَ في العمل شيئًا (¬2). وقال عفَّان: قد رأيتُ مَنْ هو أعبد من حمّاد بن سلمة، ولكن ما رأيتُ أشدَّ مواظبةً على الخير، وقراءة القرآن، والعمل للهِ منه (¬3). وقال يونس المُؤدّب: مات حمّاد بن سلمة في الصَّلاة (¬4). وقال غيرُ واحد: إذا رأيتَ الرجلَ ينال من حمّاد بن سلمة فاتهمه على الإِسلام (¬5). ومناقبهُ وفضائلهُ كثيرةٌ، رضي الله عنه. وتُوفي بعد عيد النحر سنةَ سبعٍ وستّين ومئة، وقد قارب الثمانين. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 328. (¬2) المصدر السابق. (¬3) سير أعلام النبلاء: 7/ 447. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 328. (¬5) معجم الأدباء: 10/ 255.

182 - سفيان بن سعيد بن مسروق

182 - سُفْيان بن سعيد بن مسروق * (ع) الإِمام، شيخ الإِسلام، وسيِّد الحفّاظ، أبو عبد الله الثَّوريّ -ثور مضر لا ثور هَمْدان (¬1) - الكُوفيُّ الفقيه. حدَّث عن: أَبيه، وزُبيد بن الحارث، وحبيب بن أبي ثابت، والأسود بن قيس، وزياد بن علاقة، ومُحارب بن دِثَار، وغيرِهم. وعنه: ابن المبارك، ويحيى القطّان، وابنُ وهب، ووكيع، والفِرْيابي، وقَبيصة، وأبو نُعيم، ومحمَّد بن كثير، وأحمدُ بنُ يونس، وخلق. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 1/ 376، طبقات خليفة: ت 1285، تاريخ خليفة: 319، 437، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 4/ 92، التاريخ الصغير: 2/ 154، ثقات العجلي: ص 190، المعارف: ص 497، المعرفة والتاريخ: 1/ 713، تاريخ الطبري: 8/ 58، الجرح والتعديل: 1/ 55 و 4/ 222، مشاهير علماء الأمصار: ت 1349، حلية الأولياء: 6/ 356 حتَّى 7/ 144، فهرست النديم: ص 281، تاريخ بغداد: 9/ 151، طبقات الشيرازي: ص 84، أنساب السمعاني: 3/ 146، الكامل لابن الأثير: 6/ 56، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 222، وفيات الأعيان: 2/ 386، تهذيب الكمال: ورقة 513، سير أعلام النبلاء: 7/ 229 - 279، تذكرة الحفاظ: 1/ 203، العبر: 1/ 235، تذهيب التهذيب: 2/ 33، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 308، تهذيب التهذيب: 4/ 111، طبقات المدلسين: 9، النجوم الزاهرة: 2/ 39، طبقات الحفاظ: ص 88، خلاصة تذهيب الكمال: ص 145، طبقات المفسرين: 1/ 186، شذرات الذهب: 1/ 250، هدية العارفين: 1/ 387، الرسالة المستطرفة: ص 41، تاريخ التراث العربي: 2/ 223. (¬1) انظر "أنساب السمعاني": 3/ 145 - 146.

قال شعبة، وابن مَعين، وغيرُ واحد: سفيان أمير المُؤْمنين في الحديث (¬1). وقال ابن المبارك: كتبتُ عن أَلْفٍ ومئة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان (¬2). وكان شعبة يقول: سفيان أحفظ مني (¬3). وقال ورقاء: لم ير الثَّوري مثلَ نفسه (¬4). وقال أَحْمد: لم يتقدَّمْهُ في قلبي أحد (¬5). وقال القطَّان: ما رأيت أحفظ منه، كنتُ إذا سألتُه عن حديث ليس عنده اشتدَّ عليه. وقال عبد الرَّزّاق: قال سفيان: ما استودعتُ قلبي شيئًا قط فخانني (¬6). وقال الأَوْزَاعِيّ: لم يبقَ مَنْ تجتمعُ عليه الأمَّة بالرِّضا والصِّحة إلَّا سفيان (¬7). ¬

_ (¬1) انظر "الجرح والتعديل": 1/ 118 - 119. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 156. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 165. (¬4) تاريخ بغداد: 9/ 155. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 514. (¬6) الجرح والتعديل: 1/ 63. (¬7) الجرح والتعديل: 1/ 56.

وقال ابن المبارك: لا أعلمُ على وجه الأرض أعلمَ من سفيان (¬1). وقال وكيع: كان سفيان بَحْرًا (¬2). وقال القطَّان: سفيان فوقَ مالك في كل شيء (¬3). وقال أبو أُسامة: مَنْ أَخْبَركَ أنَّه رأى مثل سفيان فلا تصدِّقه (¬4). وقال الثَّوريّ: وَدِدْتُ أني نجوتُ من العلم لا عَلَى ولا لي، وما من عمل أنا أخوفُ عليّ منه -يعني الحديث- (¬5). وقال أَيضًا: ما من عملٍ أفضل من طلب الحديث إذا صحَّتِ النية فيه. ومناقبُهُ وفضائلُه كثيرة جدًّا، وقد جمعها ابن الجوزي في مجلد. قال صالح جَزَرة: سفيان أحفظُ وأكثر حديثًا من مالك لكن مالكًا ينتقي الرجال، وسفيان أحفظ من شعبة، يبلغ حديثه ثلاثين ألفًا، وحديث شعبة نحو عشرة آلاف (¬6). مولد سفيان في سنةِ سبع وتسعين، وطلبَ العلم وهو صغير، فإن أباه كان من علماء الكُوفة. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 7/ 254. (¬2) الجرح والتعديل: 1/ 56. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 164. (¬4) سير أعلام النبلاء 7/ 255. (¬5) الجرح والتعديل: 1/ 61. (¬6) تاريخ بغداد: 9/ 170 - 171.

183 - مالك بن أنس

ومات بالبصرة -في الاختفاء (¬1) من المهدي، فإنَّه كان شديدَ الإنكار، قَوّالًا بالحق- في شعبان سنةَ إحدى وستِّين ومئة. رضي الله عنه. 183 - مالك بن أنس * (ع) ابن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث، الإِمام الحافظ، ¬

_ (¬1) خبر اختفائه وموته في أكثر المصادر التاريخية التي ترجمت له، انظر مثلًا "طبقات ابن سعد": 6/ 372 - 374. * جماع العلم للشافعي: 242، تاريخ ابن معين: 2/ 543، طبقات خليفة: ت 2479، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 7/ 310، التاريخ الصغير: 2/ 220، ثقات العجلي: ص 417، المعارف: ص 498، المعرفة والتاريخ (انظر الفهرس)، المنتخب من كتاب ذيل المذيل: 106، الجرح والتعديل: 1/ 11 و 8/ 204، مروج الذهب: 3/ 350، مشاهير علماء الأمصار: ت 1110، فهرست النديم: ص 251، أنساب العرب: 1/ 435، فهرست الطوسي: ت 740، الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء: 9، طبقات الشيرازي: ص 67، ترتيب المدارك: 1/ 102، أنساب السمعاني: 1/ 287، صفة الصفوة: 2/ 177، الكامل لابن الأثير: 6/ 147، اللباب: 1/ 69، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 75، وفيات الأعيان: 4/ 135، تهذيب الكمال: ورقة 1297، سير أعلام النبلاء: 8/ 48 - 135 وفي استقصاء لمصادر ترجمته، تذكرة الحفاظ: 1/ 207، العبر: 1/ 272، الكاشف: 3/ 99، تذهيب التهذيب: 4/ 14 / ب، مرآة الجنان: 1/ 373، البداية والنهاية: 10/ 174، الديباج المذهب: 1/ 55، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 35، تهذيب التهذيب: 10/ 5، النجوم الزاهرة: 2/ 96، طبقات الحفاظ: ص 89، شرح البُخَارِيّ للقسطلاني: 1/ 6، خلاصة تذهيب الكمال: ص 366، طبقات المفسرين: 2/ 293، مفتاح السعادة: 2/ 12، 84، تاريخ الخميس: 2/ 333، طبقات الشعراني: 45، شذرات الذهب: 2/ 12، هدية العارفين: 1/ 2، الرسالة المستطرفة: ص 13، تاريخ التراث العربي: 2/ 120.

شيخُ الإِسلام، وفقيهُ الأمّة، أبو عبد الله الأصْبَحي المدنِيُّ الفقيه، إمامُ دار الهجرة، وهم حلفاء عثمان بن عبيد الله التَّيمي أخي طلحة. حدَّث عن: نافع، والمَقْبُري، ونُعيم المجْمِر، والزُّهري، وعامر بن عبد الله بن الزُّبير، وابن المنْكَدر، وعبد الله بن دينار، وخلق. وعنه: ابن المبارك، والقطَّان، وابنُ مهدي، وابنُ وهب، وابن القاسم، والقَعنبي، وعبد اللهِ بنُ يوسف، وسعيدُ بنُ منصور، ويحيى بنُ يحيى النَّيسابوري، ويحيى بنُ يحيى الأَنْدلسيّ، ويحيى بنُ بُكير، وقُتيبة، وأبو مصعب الزّهري، وخلائق خاتمتهم أبو حُذافة السَّهْميّ. وقد رأى مالكٌ عطاءَ بنَ أبي رَبَاح لمّا قدم المدينة. قال عبد اللهِ بنُ أَحْمد: قلتُ لأبي: من أثبتُ أصحاب الزُّهري؟ قال: مالك أثبتُ في كل شيء (¬1). وكان ابن مهدي لا يقدم على مالك أحدًا ويقول: هو أفقهُ من الحكم، وحمّاد (¬2). وقال الشَّافعيّ: إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ولولا مالك وابنُ عُيينة لذهب عِلم الحجاز (¬3). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 1/ 15. (¬2) الجرح والتعديل: 1/ 12. (¬3) قوله: "إذا ذكر العلماء فمالك النجم" في "سير أعلام النبلاء": 8/ 57، وهو في الجرح والتعديل: 1/ 12، 14 و 8/ 206 بلفظ: إذا جاء الأثر فمالك النجم ...

وقال ابنُ وهب: لولا مالك، والليث لضللنا (¬1). وقال شعبة: قدمتُ المدينةَ بعد موتِ نافع بسنَةٍ، فإذا لمالك حلقة (¬2). وقال مالك: ما أفتيتُ حتَّى شَهِدَ لي سبعون أني أهل لذلك. وقال الشَّافعيّ: ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابًا من "موطأ" مالك (¬3). وقال ابنُ عيينة لمّا بلغه نَعيُّ مالك: ما تركَ على ظهر الأرض مثله (¬4) وقال ابنُ مَعِين: مالك أحب إليّ في نافع مِن أيّوب وعبيد الله (¬5). وقال وهيب: إمامُ أهلِ الحديث مالك. وقال إسماعيلُ بن أبي أُويس: كان خالي مالك لا يفتي حتَّى يقول: لا حولَ ولا قوةَ إلَّا بالله (¬6). وقال أبو بكر الشَّافعيّ عن إسماعيل القاضي: سمعتُ أَبا مصعب يقول: لم يشهد مالك الجماعة خمسًا وعشرين سنة فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافةَ أن أرى منكرًا فأحتاج أن أغيِّره (¬7). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1154 ضمن ترجمة الليث. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 205. (¬3) الجرح والتعديل: 1/ 12، وأورده الذهبي في "السير" 8/ 111، ثم عقب عليه بقوله: هذا قاله قبل أن يؤلف الصحيحان. (¬4) سير أعلام النبلاء: 8/ 110. (¬5) الجرح والتعديل: 8/ 205. (¬6) انظر "سير أعلام النبلاء": 8/ 66. (¬7) سير أعلام النبلاء: 8/ 66.

وقال ابنُ وهب: حججتُ سنة ثمانٍ وأربعين [ومئة] (¬1)، وصالحٌ يصبح: لا يُفتي النَّاسَ إلَّا مالك، وعبد العزيز الماجِشون (¬2). وقال أبو حاتم ابن حِبَّان البُسْتي: كان مالك -رحمه الله- من سادات أتباع التّابعين، وجِلَّة الفقهاء والصّالحين، ممَّن كثرتْ عنايتهُ بالسنن، وجَمْعِه لها، وذَبِّه عن حريمها، وقَمْعِه من خالفها أو رَامَ مبايَنَتَها، مؤثرًا لسنةِ رسول اللهِ -صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ- على غيرها من المخترعات الداحضة، قائلًا بها دون الاعتماد على المقايسات الفاسدة (¬3). وقال معن: كان مالك يتحفَّظُ من الياء والتاء في حديث رسول اللهِ -صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ - (¬4). عاش مالك ستًّا وثمانين سنة. وولدَ سنة ثلاث وتسعين على الأصح، وقيل: سنة اثنتين، وقيل: سنة ست. ومات سنةَ تسع وسبعين ومئة. رحمة اللهِ عليه. ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 437 ضمن ترجمة عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 140. (¬4) ترتيب المدارك: 1/ 163.

184 - إبراهم بن طهمان

184 - إبراهم بن طَهمان * (ع) الإِمام الحافظ، أبو سعيد الهرويُّ ثم النَّيسابوريّ، عالم خراسان. حدّث عن: سماك بن حرب، وعَمرو بن دينار، ومحمَّد بن زياد الجُمَحيّ، وأبي جمرة، وثابت البُناني، وأبي إسحاق، وطبقتهم. وعنه: ابن المبارك، وحفصُ بنُ عبد الله، ومَعْن بنُ عيسى، وخالد بنُ نزار الأيلي، ومحمَّد بن سِنان العَوَقي، وأبو حُذيفة النهدي، وسعد (¬1) بن يزيد الفرّاء. وحدث عنه من شيوخه: أبو حنيفة، وصفوان بنُ سُلَيم. قال إسحاق بنُ راهويه: كان صحيحَ الحديث، ما كان بخراسان أحدٌ أكثرَ حديثًا منه (¬2). ¬

_ * طبقات خليفة: ت 3135، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 1/ 294، ثقات العجلي: ص 52، ضعفاء العقيلي: 1/ 56، الجرح والتعديل: 2/ 107، مشاهير علماء الأمصار: ت 1602، فهرست النديم: ص 284، تاريخ بغداد: 6/ 105، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 16، الكامل لابن الأثير: 6/ 62، تهذيب الكمال: 2/ 108 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 7/ 378 - 385، تذهيب التهذيب: 1/ 37، تذكرة الحفاظ: 1/ 312، ميران الاعتدال: 1/ 38، العبر: 1/ 241، الكاشف: 1/ 38، الوافي بالوفيات: 6/ 23، الجواهر المضية: 1/ 85، العقد الثمين: 3/ 215، تهذيب التهذيب: 1/ 129، طبقات الحفاظ: ص 90، خلاصة تذهيب الكمال: ص 18، طبقات المفسرين: 1/ 10، الطبقات السنية: 1/ 229، شذرات الذهب: 1/ 257، هدية العارفين: 1/ 1، تاريخ التراث العربي: 133. (¬1) تصحف في "التذكرة" إلى "سعيد". وانظر "السير" 1/ 480. (¬2) تهذيب الكمال: 2/ 111.

وقال أبو حاتم: ثِقَةٌ، مرجئ (¬1). وقال أَحْمد: كان مرجئًا شديدًا على الجَهْمية (¬2). وقال أبو زُرعة: كنتُ عند أَحْمد بن حنبل، فَذُكر إبراهيم بن طهمان، وكان متكئًا من علّة، فجلس وقال: لا ينبغي أن يُذكر الصالحون فَيُتكأ (¬3). جاور إبراهيم بمكَّة في أواخر عمره. ومات سنةَ ثلاثٍ وستّين ومئة، ¬

_ (¬1) الذي في "الجرح والتعديل" أن أَبا حاتم قال فيه: صدوق، حسن الحديث. وقد نقل الذهبي في "السير" 7/ 381 عن أبي حاتم قال: شيخان بخراسان مرجئان: أبو حمزة السكري، وإبراهيم بن طهمان، وهما ثقتان. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 108. والإرجاء على أنواع: فقد يطلق على أهل السنة والجماعة من مخالفيهم المعتزلة الذين يزعمون تخليد صاحب الكبيرة في النَّار: لأنهم لا يقطعون بعقاب الفساق الذين يرتكبون الكبائر، ويفوضون أمرهم إلى الله، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم. ويطلق على من يقول بعدم دخول الأعمال في الإيمان, وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص. ويطلق على من يقول: الإيمان هو معرفة الله، ويجعل ما سوى الإيمان من الطاعات، وما سوى الكفر من المعاصي غير مضرة ولا نافعة. وهذا القسم الأخير من الإرجاء هو المذموم صاحبه، والمتهم في دينه. والجهمية: نسبة إلى جهم بن صفوان، وقد: نشأ جهم في سمرقند بخراسان، ثم قضى فترة من حياته الأولى في ترمذ. وقد أطبق السلف على ذمه بسب تغاليه في التنزيه، وإنكار صفات الله، وتأويلها المفضي إلى تعطيلها. وأول من حفظ عنه مقالة التعطيل في الإِسلام هو الجعد بن درهم، ثم أخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت إليه. وقد قتل سنة 128 هـ. انظر "تاريخ الجهمية والمعتزلة" للقاسمي: 10 وما بعدها. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 110.

185 - إسرائيل بن يونس

185 - إسرائيل بن يونس * (ع) ابن أبي إسحاق السبيعي، الإِمام الحافظ، أبو يوسف الكُوفيّ. سمع جدَّه، وَجَوّد حديثه وأتقنَه، وزياد بنَ عِلاقة، وسِماكَ بن حرب، ومنصور بن المُعْتَمِر، وعدّة. وعنه: ابنُ مهدي، وأبو نعيم، ومحمَّد بن يوسف الفِريابي، وعبد اللهِ بنُ رجاء الغُدَاني، وأحمدُ بنُ يونس، وعليُّ بن الجَعْد، وخلق. وكان حافظًا حجّة، ولا التفات إلى من تكلم فيه (¬1). قال عيسى بنُ يونس: قال لي أخي إسرائيل: كنتُ أحفظُ حديثَ أبي إسحاق كما أحفظُ السُّورة من القرآن (¬2). وقال ابن معين، وغيره: إسرائيل ثِقَةٌ (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 374، طبقات خليفة: ت 1279، تاريخ خليفة: 437، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 2/ 56، التاريخ الصغير: 2/ 136، ثقات العجلي: ص 63، ضعفاء العقيلي: 1/ 131، الجرح والتعديل: 2/ 330، مشاهير علماء الأمصار: ت 1343، الكامل لابن عدي: 1/ 411، تاريخ بغداد: 7/ 20، أنساب المعاني: 7/ 36، اللباب: 2/ 102، تهذيب الكمال: 2/ 515 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 7/ 355 - 361 تذكرة الحفاظ: 1/ 214، ميزان الاعتدال: 1/ 208، تذهيب التهذيب: 1/ 59، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 159، تهذيب التهذيب: 1/ 261، طبقات الحفاظ: ص 90، خلاصة تذهيب الكمال: ص 31. (¬1) انظر أقوال بعض العلماء فيه في "ميزان الاعتدال": 1/ 209. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 330. (¬3) المصدر السابق.

186 - زائدة بن قدامة

وقال يحيى القطَّان: إسرائيل فوق أبي بكر بن عيّاش (¬1). مات سنة اثنتين وستين ومئة، وقيل: سنة إحدى وستين (¬2). رحمة الله عليه. 186 - زائِدَة بن قُدامَة * (ع) الإِمام الحجّة، أبو الصَّلت الثَّقَفيّ الكُوفيّ. حدَّث عن: زياد بن عِلاقة، وعبد الملك بنِ عمير، ومنصور، وسِماك، وموسى بن أبي عائشة، وطبقتهم. وعنه: ابن عُيينة، وحسين الجُعْفيّ، وابن مهدي، ومعاوية بن عمرو، وأبو نُعيم، وطلقُ بن غنّام، وأبو حذيفة النَّهدي، وأَحمد بن يونس، وخلق. وكان من نظراء شعبة في الإِتقان. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) وقيل غير ذلك. انظر "الكامل لابن الأثير": 6/ 50. * طبقات ابن سعد: 6/ 378، طبقات خليفة: ت 1291، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 3/ 432، ثقات العجلي: ص 163، المعرفة والتاريخ: 3/ 188، الجرح والتعديل: 3/ 613، مشاهير علماء الأمصار: ت 1355، فهرست النديم: ص 282، الكامل لابن الأثير: 6/ 56، تهذيب الكمال: ورقة 422، سير أعلام النبلاء: 7/ 375 - 378، العبر: 1/ 236، تذهيب التهذيب: 1/ 231، تذكرة الحفاظ: 1/ 215، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 288، تهذيب التهذيب: 3/ 306، النجوم الزاهرة: 2/ 39، طبقات الحفاظ: ص 91، خلاصة تذهيب الكمال: ص 120، طبقات المفسرين: 1/ 174، شذرات الذهب: 1/ 251، هدية العارفين: 1/ 372.

187 - الحسن بن صالح

قال أبو داود الطَّيالسي: كان لا يحدِّث صاحبَ بدعة (¬1). وقال أبو أُسامة: كان من أصدق النَّاس وأبرِّهم (¬2). وقال أبو حاتم الرّازي: ثِقَةٌ، صاحب سنَّة (¬3). وقيل: مات مرابطًا بأرض الرُّوم. تُوفِّي في أول سنةِ إحدى وستِّين ومئة، وقد شاخ، رحمة الله عليه. 187 - الحسنُ بنُ صالح (م، 4) ابن حي، الإِمام القدوة، أبو عبد الله الهَمْدانيّ الكُوفيّ، الفقيه العابد. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 423، ولفظه بتمامه: كان لا يحدث قدريًّا ولا صاحب بدعة يعرفه. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 613. * تاريخ ابن معين: 2/ 114، طبقات ابن سعد: 6/ 375، طبقات خليفة: ت 1284، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 2/ 295، ثقات العجلي: ص 115، المعارف: ص 509، المعرفة والتاريخ: 2/ 805، ضعفاء العقيلي: 1/ 229، الجرح والتعديل: 3/ 18، مشاهير علماء الأمصار: ت 1351، الكامل لابن عدي: 2/ 722، فهرست النديم: ص 227، حلية الأولياء: 7/ 327، تهذيب الكمال: 6/ 177 - 191 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 7/ 361 - 371، تذهيب التهذيب: 1/ 138، تذكرة الحفاظ: 1/ 216، ميزان الاعتدال: 1/ 496، العبرة 1/ 249، تهذيب التهذيب: 2/ 285، طبقات الحفاظ: ص 92، خلاصة تذهيب الكمال: ص 78، شذرات الذهب: 1/ 262، هدية العارفين: 1/ 265.

ولد سنة مئةٍ كإسرائيل. وهو أخو المحدِّث عليِّ بن صالح (¬1)، كانا توأمًا. حدَّث عن: سلمة بن كُهيل، وعبد الله بن دينار، ومنصور بن المعتمر، وإسماعيلَ بنِ عبد الرَّحْمَن السُّدِّي، وسِماك بن حرب، وخلق. حدَّث عنه: وكيع، ويحيى بن آدم، ويحيى بن فضيل، وعبيد الله بن موسى، وأبو نُعيم، وقَبيصة، وأَحمد بنُ يونس، وعليُّ بن الجَعْد، وغيرهم. قال أبو نُعيم: كتبت عن ثمان مئة محدِّث، فما رأيتُ أفضلَ من الحسن بن صالح (¬2). وقال أبو حاتم: ثِقَةٌ حافظٌ متقن (¬3). وقال أَحْمد: ثِقَةٌ (¬4). وقال أبو زرعة: اجتمع في الحسن بن حي إتقان، وفقهٌ، وعبادة، وزهد (¬5). وكان وكيع يشبِّهُهُ بسعيد بن جبير (¬6). ¬

_ (¬1) ترجمته في "السير": 7/ 371 - 372. (¬2) سير أعلام النبلاء: 7/ 368. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 18. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 266. (¬5) الجرح والتعديل: 3/ 18. (¬6) انظر "السير": 7/ 367.

188 - شيبان بن عبد الرحمن

وقال ابنُ عدي: لم أر له حديثًا منكرًا مجاوزَ المقدار (¬1). مات الحسن سنةَ سبع وستِّين ومئة، ومات أخوه علي كهلًا سنة أربع وخمسين ومئة. 188 - شيبانُ بن عَبد الرَّحْمَن * (ع) الإِمام الحافظ، أبو معاوية التّميمي مولاهم النحويُّ البَصْرِيّ، نزيل الكوفة، ومؤدِّب أولاد الأمير داود بن عليّ. قيل في نسبته "النَّحويّ" إلى نحو بن شُمْس- بطن من الأزد. وقال ابنُ أبي داود، وغيرُه: بل كان نحويًّا (¬2). روى عن الحسن قليلًا، وعن: قَتادة، والحكم، وهلال الوزّان، ويحيى بن أبي كثير، وزياد بن عِلاقة، ومنصور بن المعْتمر. حدَّث عنه: الحسنُ بنُ موسى الأشيب، وحسين المرّوذي، ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي: 2/ 729، وتمام قوله فيه: وهو عندي من أهل الصدق. * طبقات ابن سعد: 6/ 377، طبقات خليفة: ت 1287، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 4/ 254، ثقات العجلي: ص 224، المعارف: ص 549، الجرح والتعديل: 4/ 355، ثقات ابن حبان: 6/ 449، مشاهير علماء الأمصار: ت 1350، تاريخ بغداد: 9/ 271، أنساب السمعاني: 12/ 53، نزهة الألباء: 30، معجم الأدباء: 11/ 275، اللباب: 3/ 301، إنباه الرواة: 2/ 72، تهذيب الكمال: ورقة 590، سير أعلام النبلاء: 7/ 406 - 408، تذكرة الحفاظ: 1/ 218، ميزان الاعتدال: 2/ 285، العبر: 1/ 243، تذهيب التهذيب: 2/ 84، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 329، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة: 2/ 2، تهذيب التهذيب: 4/ 373، طبقات الحفاظ: ص 92، خلاصة تذهيب الكمال: ص 168، شذرات الذهب: 1/ 259. (¬2) راجع "أنساب السمعاني": 12/ 53 - 54 بتحقيقنا.

189 - سعيد بن عبد العزيز

وعبيد الله بن موسى، ويونُس بن محمَّد المؤدّب، وآدمُ بنُ أبي إياس، وعليّ بن الجَعْد، وغيرهم. وثقه ابنُ مَعين، وغيره. وقال أحمدُ بنُ حنبل: هو ثبتٌ في كلِّ المشايخ (¬1). وقال يعقوب السَّدوسي: كان صاحبَ حروف وقراءات، مشهورًا بذلك (¬2). تُوفِّي سنةَ أربعٍ وستّين ومئة، وهو في عشر الثمانين. رحمه الله تعالى. 189 - سعيد بن عبد العزيز * (م، 4) أبو محمَّد التَّنوخيّ الدِّمشقي الإِمام، فقيهُ أهل دمشق. قرأ القرآنَ على ابن عامر، وحجَّ فسأل عطاءَ بنَ أبي رباح، وسمع مكحولًا، ونافعًا، وربيعةَ بنَ يزيد [والزهري، وقتادة، وبلال بن سعد، وعدة. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 357. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 273. * طبقات ابن سعد: 7/ 468، طبقات خليفة: ت 3024، تاريخ خليفة: 439، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 3/ 497، التاريخ الصغير: 2/ 167، ثقات العجلي: ص 186، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 273، 274 وغيرها، الجرح والتعديل: 4/ 42، ثقات ابن حبان: 6/ 369، مشاهير علماء الأمصار: ت 1466، حلية الأولياء: 6/ 124، طبقات الشيرازي ص 76، أنساب السمعاني: 3/ 95، تاريخ ابن عساكر: 7/ 148 / ب، تهذيب الكمال: ورقة 498، سير أعلام النبلاء: 8/ 32 - 38، تذكرة الحفاظ: 1/ 219، العبر: 1/ 250، ميزان الاعتدال: 2/ 149، تذهيب التهذيب: 2/ 24، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 307، تهذيب التهذيب: 4/ 59، طبقات الحفاظ: ص 93، خلاصة تذهيب الكمال: ص 119، شذرات الذهب: 1/ 263، تهذيب ابن عساكر: 6/ 152.

وعنه: ابن المبارك، وابن مهدي] (¬1) وعبد الرَّزّاق، ويحيى الوحاظي، وأبو عاصم، وأبو المغيرة الحمصي، وأبو مسْهِر الغسّاني، وأبو نصر التمّار، ويحيى بن بشر الجريري، وآخرون. مولدُهُ سنةَ تسعين. وكان يقول: ما كتبتُ حديثًا قطّ. قال ابنُ معين: هو حجّة (¬2). وقال أَحْمد: ليس بالشَّام أصح حديثًا منه (¬3). وقال الحاكم: هو لأهل الشَّام كمالكٍ لأهل الحجاز في التقدُّم والفِقه [والأمانة] (¬4). وقال أبو النضر الفراديسي: كنتُ أسمعُ وقوعَ دموعِهِ على الحصير في الصّلاة (¬5). وعن سعيد أنَّه قال: ما قمتُ إلى صلاة إلّا مثلت لي جهنَّم (¬6). وكان -رحمه الله- يُحْيي الليل ويقول: لا خيرَ في الحياةِ إلَّا لصموتٍ واع، وناطقٍ عارف (¬7). ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة". (¬2) انظر "السير": 8/ 34. (¬3) الجرح والتعديل: 4/ 43. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 499، والزيادة منه. (¬5) المصدر السابق. (¬6) المصدر السابق. (¬7) تهذيب ابن عساكر: 6/ 153.

190 - سليمان بن المغيرة

وكان إذا فاتَتْهُ الصلاةُ في جماعةٍ بكى. مات سنة سبع وستَين ومئة على الأصحّ، وقيل: سنة ثلاثٍ وستين. رحمه الله. 190 - سلَيمان بن المُغِيرة * (ع) الإِمام الحافظُ الثَّبت، أبو سعيد القَيسيُّ مولاهم البَصْريّ. حَدث عن: الحسن، وابنِ سِيرين، وحميد بن هلال، وثابت البُنَاني، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، والقطان، وابن مَهْدي، وأبو سلمة، وأسد بنُ موسى، والقَعْنبي، وشيبانُ بنُ فرّوخ، وخلق. قال ابنُ مَعين: هو ثِقَة ثِقَةٌ (¬1). وقال أَحْمد: ثبت ثبت (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 280، طبقات خليفة: ت 1870، تاريخ خليفة: 445، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 4/ 38، التاريخ الصغير: 2/ 162، ثقات العجلي: ص 204، الجرح والتعديل: 4/ 144، مشاهير علماء الأمصار: ت 1241، أنساب السمعاني: 1/ 292، تهذيب الكمال: ورقة 547، سير أعلام النبلاء: 7/ 415 - 419، تذكرة الحفاظ: 1/ 220، العبر: 1/ 245، تذهيب التهذيب: 2/ 54، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 315، تهذيب التهذيب: 4/ 220، طبقات الحفاظ: ص 93، خلاصة تذهيب الكمال: ص 154، شذرات الذهب: 1/ 260. (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 145. (¬2) المصدر السابق.

191 - شعيب بن أبي حمزة

وقال شعبة: هو سيِّدُ أهلِ البصرة (¬1). وقال الخرَيبي: ما رأيتُ بصريًّا أفضلَ منه (¬2). وقال سليمانُ بن حرب: حَدَّثَنَا سليمانُ بن المغيرة، العدلُ الرضى، الأمين المأمون. مات سنةَ خمس وستِّين ومئة. رحمة الله عليه. 191 - شُعَيبُ بن أبي حَمْزة * (ع) الإِمام الحجَّة المتقين، أبو بشر الأمويُّ مولاهم الحِمصيُّ الكاتب (¬3). روى عن نافع، والزهري، وابنِ المنكدر، وعبد الوهّاب بن بخْت، وعكرمةَ بنِ خالد، وغيرهم. حدّث عنه: ابنُه بشر، وبقيّة، والوليدُ بنُ مسلم، وأبو اليمان، وعليّ بنُ عيّاش، وغيرهم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 144. (¬2) انظر "تهذيب الكمال": ورقة 547. * طبقات ابن سعد: 7/ 468، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 4/ 222، التاريخ الصغير: 2/ 154، ثقات العجلي: ص 221، تاريخ أبي زرعة الدِّمشقيّ: 1/ 433، 434 وغيرها، الجرح والتعديل: 4/ 344، مشاهير علماء الأمصار: ت 1443، تهذيب الكمال: ورقة 584، سير أعلام النبلاء: 7/ 187 - 192، تذهيب التهذيب: 2/ 79، تذكرة الحفاظ: 1/ 221، العبر: 1/ 242، تهذيب التهذيب: 4/ 351، طبقات الحفاظ: ص 94، خلاصة تذهيب الكمال: ص 166، شذرات الذهب: 1/ 257. (¬3) واسم أَبيه دينار.

192 - عبد العزيز بن عبد الله

وكان مليحَ الضبط، حسنَ الخط، كتب للخليفة هشام بن عبد الملك شيئًا كثيرًا بإملاء الزُّهري عليه. وقال: رافقتُ الزُّهْرِيّ إلى مكة، فكنتُ أدرسُ أنا وهو القرآن جميعًا (¬1). قال أَحْمد بنُ حنبل: هو فوق عُقيل ويونس، هو مثل الزُّبيدي، وكان قليلَ السقط (¬2). وقال علي بنُ عيّاش الحمصي: كان شعيب عندنا من كبار النّاس، وكان ضنينًا بالحديث، وكان من صنفٍ آخر في العبادة (¬3). قال يحيى الوحاظي: تُوفِّي سنةَ ثلاثٍ وستِّين ومئة. وقال يزيد بن عبد ربه: مات سنة اثنتين وستين. 192 - عبد العزيزِ بنُ عبدِ الله * (ع) ابن أبي سلمة التَّيميُّ مولاهم المدنِيُّ، الفقية الإِمام، مولى ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 7/ 188. (¬2) تاريخ أبي زرعة الدِّمشقيّ: 1/ 433. (¬3) المصدر السابق. * تاريخ ابن معين: 2/ 366 , طبقات ابن سعد: 7/ 323، طبقات خليفة: ت 2481، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 6/ 13، التاريخ الصغير: 2/ 165، ثقات العجلي: ص 305، المعارف: ص 462، الجرح والتعديل: 5/ 386، مشاهير علماء الأمصار: ت 1112، ذكر أخبار أَصبهان: 2/ 124، تاريخ بغداد: 10/ 436، طبقات الشيرازي: ص 67، أنساب السمعاني: 11/ 59، وفيات الأعيان: 6/ 377 ضمن ترجمة عمه يعقوب، تهذيب الكمال: ورقة 841، سير أعلام النبلاء: 7/ 309 - 312، تذكرة الحفاظ: 1/ 222، تذهيب التهذيب: 2/ 241، العبر: 1/ 244، تهذيب التهذيب: 6/ 343، النجوم الزاهرة: 2/ 48، طبقات الحفاظ: ص 94، خلاصة تذهيب الكمال: ص 240، شذرات الذهب: 1/ 259.

آل الهُدَير، أبو عبد الله الماجِشُون (¬1). حدّث عن: الزُّهْرِيّ، وعبد الله بن دينار، وسعد بن إبراهيم، ووهب بن كَيسان، وعبد الرَّحمن بن القاسم، وجماعة. وعنه: ابن مهدي، وأبو نُعيم، وحجّاج بن مِنْهال، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعليُّ بن الجعد، ويحيى بنُ بُكير، وأحمدُ بن يونس، وخلق. وكان من العلماء الربّانيِّين. نظر مرة إلى شيء من كلام جَهْم فقال: هذا هدمٌ بلا بناء، وصفة بلا معنى (¬2). قال ابنُ وهب: حججتُ فسمعت مناديًا ينادي: لا يفتي النَّاس إلّا مالك، وعبد العزيز بن أبي سلمة (¬3). وقال أَحْمد بنُ كامل: له كتب مصنفة رواها عنه ابنُ وهب (¬4). ¬

_ (¬1) الماجشون -بكسر الجيم، وقال بعضهم: بتثليثها- معرب (ماه كون) ومعناه: يشبه القمر أو الورد. قال السمعاني: "هذا لقب أبي سلمة يوسف بن يعقوب ... وإنما قيل له الماجشون لحمرة خديه، وهذه لغة أهل المدينة. وقال أبو حاتم بن حبان: الماجشون -بالفارسية- المورّد". انظر "الأنساب" 11/ 58، و"ابن خلكان": 3/ 166، و "تاج العروس" مادة: مجش. (¬2) انظر "سير أعلام النبلاء": 7/ 312. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 437، وقد تقدم في ترجمة مالك بن أنس. (¬4) تاريخ بغداد: 10/ 439.

وقال ابنُ مَعين، وغيره: ثِقَةٌ. وقال أبو الوليد الطَّيالسي: كان يصلُح للوزارة (¬1). وقال ابنُ حِبّان: كان من فقهاء أهل المدينة، ممن كان يحفظُ مذاهب الفقهاء بالحرمَين، ويذب عن أقاويلهم، ويفرِّع على أصولهم. مات بالعراق سنة ستٍّ وستِّين ومئة (¬2). وقال غيرُه: مات سنةَ أربع وستِّين. رحمه الله (¬3) ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 7/ 311. (¬2) مشاهير علماء الأمصار: ص 140. (¬3) في هامش الأصل ما نصه: "قال الدارقطني في كتاب "العلل" بعد أن تكلم على حديث بئر بُضاعة في مسند أبي سعيد الخُدرِيّ: الماجشون: يعقوب بن أبي سلمة. من ولده يوسف بن يعقوب، وعبد العزيز بن يعقوب. فأما يوسف: فيروي عن الزُّهْرِيّ، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرَّحْمَن بن عوف، وصالح بن كيسان، وأبيه يعقوب، وغيرهم. وأما أخوه عبد العزيز بن يعقوب: فيروي عن محمَّد بن المنكدر أحاديث مراسيل حدث بها عنه أَحْمد بن حنبل، ومحمود بن خداش، والحسن الزعفراني. وعبد العزيز هذا يُكنى أَبا الأصبغ. وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون -أخو يعقوب- يروي عن عبد الله بن عمر، وعن عبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج، ونافع مولى أبي قتادة، وغيرهم. وابنه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الفقيه: يروي عن زيد بن أسلم، وعمرو بن أبي عمرو، ومحمَّد بن المنكدر، والزهري، وغيرهم. وابنه عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: كان فقيهًا، من أصحاب مالك، أستاذ أَحْمد بن المعدَّل. وأخوه يوسف بن عبد العزيز: حدث عن الزُّبير بن بكار. فهذا ما حضرني في أولادهم. وإنما لقب بالماجشون لحمرة في وجهه".

193 - فليح بن سليمان

193 - فُلَيحُ بنُ سُلَيمان * (ع) الإِمام المحدِّث، أبو يحيى العدويّ مولاهم المَدني، ويقال: اسمُه عبد الملك. حدَّث عن: نُعيم المُجْمِر، ونافع مولى ابنِ عمر، والزهري، وعبّاس بن سهل السَّاعدي، وسعيد بن الحارث، وعبدة بن أبي لُبابة، وعدة. وعنه: أبو داود الطَّيالسي، وسُريج بن النُّعمان، ويحيى بن صالح الوُحَاظي، وسعيدُ بنُ منصور، وأبو الرَّبيع الزَّهراني، وابنُه محمَّد، ومحمدُ بن جعفر الوَرْكاني، وخلق. وكان عالمًا صادقًا، صاحبَ حديث، وليس بذاك الثَّبت. قال ابن معين: ليس بقوي (¬1). وقال أبو داود: لا يحتج به (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 415، طبقات خليفة: ت 2491، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 7/ 133، التاريخ الصغير: 2/ 176 , الضعفاء والمتروكين للنسائي: ص 87، ضعفاء العقيلي: 3/ 466، الجرح والتعديل: 7/ 84، مشاهير علماء الأمصار: ت 1117، الكامل لابن عدي: 6/ 2055، تهذيب الكمال: ورقة 1109، سير أعلام النبلاء: 7/ 352 - 355، ميزان الاعتدال: 3/ 365، العبر: 1/ 254، تذهيب التهذيب: 3/ 145، تذكرة الحفاظ: 1/ 223، تهذيب التهذيب 8/ 303، طبقات الحفاظ: ص 94، خلاصة تذهيب الكمال: ص 311، شذرات الذهب: 1/ 266، تاريخ التراث العربي: 1/ 134. (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 85. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1109.

194 - الليث بن سعد

وقال الدَّارقطني: لا بأس به (¬1). وقال ابنُ حبان: من متقني أهل المدينة، وحفَّاظهم (¬2). واحتج به جماعة. ومات سنةَ ثمانٍ وستِّين ومئة بالمدينة. رحمة الله عليه. 194 - اللَّيثُ بنُ سَعْد * (ع) الإِمام الحافظ، شيخُ الإِسلام، وعالم الدِّيار المصرية ورئيسها، أبو الحارث الفَهْمي مولاهم الأَصْبهانِيّ الأصل المصري. حدَّث عن: عطاء بن أبي رَباح، وابن أبي مليكة، ونافع، وسعيد ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 3/ 366، ولفظه بتمامه: يختلفون فيه، ولا بأس به. (¬2) مشاهير علماء الأمصار: ص 141. * طبقات ابن سعد: 7/ 517، تاريخ خليفة: 449، طبقات خليفة: ت 2799، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 7/ 246، التاريخ الصغير: 2/ 209، ثقات العجلي: ص 399، المعارف: ص 505، المعرفة والتاريخ: 2/ 441 وغيرها، الجرح والتعديل: 7/ 179، مروج الذهب: 3/ 349، مشاهير علماء الأمصار: ت 1536، فهرست النديم: ص 252، حلية الأولياء: 7/ 318، ذكر أخبار أَصبهان: 2/ 168، تاريخ بغداد: 1/ 33، طبقات الشيرازي: ص 78، أنساب السمعاني: 9/ 353، صفة الصفوة: 4/ 281، اللباب: 2/ 448، وفيات الأعيان: 4/ 127، تهذيب الكمال: ورقة 1152، مشاهير أعلام النبلاء: 8/ 136 - 163، تذكرة الحفاظ: 1/ 224، ميزان الاعتدال: 3/ 423، العبر: 1/ 266، الجواهر المضية: 2/ 720، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 34، تهذيب التهذيب: 8/ 459 النجوم الزاهرة: 2/ 82، طبقات الحفاظ: ص 95، حسن المحاضرة: 1/ 301، خلاصة تذهيب الكمال: ص 323، شذرات الذهب: 1/ 285، هدية العارفين: 1/ 842، تاريخ التراث العربي: 2/ 225.

المَقبري، والزُّهري، وأبي الزُّبير، ومِشْرَح بن هاعان، وأبي قَبيل المَعَافري، ويزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة، وخلق. حدّث عنه: شيخُه محمدُ بن عجلان، وابنُ وهب، وسعيدُ بن أبي مريم، وكاتبُهُ عبد الله بن صالح، ويحيى بنُ بكير، ويحيى بنُ يحيى النَّيسَابُورِيّ، ويحيى بنُ يحيى القرطبي، وقتيبة بنُ سعيد، ومحمَّد بن رُمح، وعيسى بنُ حماد، وأبو الجَهْم الباهليّ، وخلائق. وحجَّ سنةَ ثلاث عشرة، وله تسعة عشر عامًا، فلحق الكبار. وكان الشافعيُّ يتأسف على فواته، وكان يقول: هو أفقهُ من مالك إلَّا أنَّ أصحابه لم يقوموا به. وقال أَيضًا: كان أتبع للأثر من مالك (¬1). وقال يحيى بنُ بُكير: هو أفقه من مالك، لكن الحظوة لمالك (¬2). وقال محمَّد بنُ رمح: كان دخل الليث في السَّنة ثمانين أَلْف دينار، فما أوجب الله عليه زكاة قط (¬3). وروي عن سعيد بن أبي أيّوب قال: لو أن مالكًا والليث اجتمعا لكان مالك عند اللَّيث أبكم، ولباع الليثُ مالكًا فيمن يزيد (¬4). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1154. (¬2) الجرح والتعديل: 7/ 180. (¬3) تاريخ بغداد: 13/ 11. (¬4) تاريخ بغداد: 6/ 13. وقد عقب الذهبي في "السير" 8/ 147 على الخبر فقال: لا يصح إسنادها لجهالة من حدث عن سعيد بها، أو أن سعيدًا ما عرف مالكًا حق المعرفة.

195 - قيس بن الربيع

وقال الأثرم: قال أَحْمد: ما في هؤلاء المصريِّين أثبت من اللَّيث، لا عمرو بن الحارث، ولا أحد (¬1). وقال يحيى بن مَعين: أثبت النَّاس في سعيد المقبُري الليثُ بنُ سعد. وقال الدَّارقطني: هو أحفظ الجماعة عن المقبري. ومناقبُهُ: وفضائلُهُ كثيرة، ذكرها الخَطيب في "التاريخ" وغيره. ومات ليلةَ الجمعة النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومئة، وله إحدى وثمانون سنة. رحمه الله. 195 - قَيس بن الرّبيع * (د، ت، ق) الحافظ، أبو محمَّد الأسدي الكُوفيّ، أحدٌ الأعلام على ضعفٍ فيه. حدّث عن: عمرو بن مُرَّة، وحبيب بن أبي ثابت، وعلقمة بن مَرْثَد وزياد بن عِلاقة، ومحارب بن دثار، وطبقتهم من الكوفيين. ولم يرتحل. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 179. * طبقات ابن سعد: 6/ 377، طبقات خليفة: ت 1288، تاريخ خليفة: 439، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 7/ 156، التاريخ الصغير: 2/ 170، 172، الضعفاء الصغير: ص 95، الضعفاء والمتروكين: ص 89، ضعفاء العقيلي: 3/ 469، الجرح والتعديل: 7/ 96، المجروحين والضعفاء: 2/ 216، الكامل لابن عدي: 6/ 2063، تاريخ بغداد: 12/ 456، تهذيب الكمال: ورقة 1135، سير أعلام النبلاء: 8/ 41 - 44، تذكرة الحفاظ: 1/ 226، ميزان الاعتدال: 3/ 393، المغني في الضعفاء: 2/ 526، العبر: 1/ 253، تذهيب التهذيب: 3/ 162 / ب، الكاشف: 2/ 347، تهذيب التهذيب: 8/ 391، طبقات الحفاظ: ص 96، خلاصة تذهيب الكمال: ص 317، شذرات الذهب: 1/ 266.

حدّث عنه: سفيان، وشعبة -وهما من طبقته- وإسحاق السلولي، وعاصم بنُ علي، ومحمَّد بن بكّار بن الرَّيَّان، وعليّ بنُ الجعد، ويحيى الحِماني، وخلق. كان شعبةُ يُثني عليه. وقال عفّان: كان ثِقَةً (¬1). وقال يعقوب بنُ شيبة: هو عند جميع أصحابنا صدوق، وكتابهُ صالح، وهو رديء الحفظ جدًّا (¬2). وليَّنهُ أَحْمد. وقال ابنُ مَعين: ليس بشيء (¬3). وقال النَّسائي: متروك (¬4). وقال ابنُ عدي: لا بأس به، عامة رواياتِه مستقيمة، والقول فيه ما قال شعبة (¬5). وقال أبو الوليد: شهد جنازة قيس بن الرَّبيع شريكٌ فقال: ما ترك بعدَهُ مثله (¬6). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1136. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ ابن معين: 2/ 490. (¬4) الضعفاء والمتروكين: ص 89. (¬5) الكامل لابن عدي: 6/ 2070. (¬6) تهذيب الكمال: ورقة 1136.

196 - يحيى بن أيوب

وقال محمَّد بن عبيد الطنافسي: لم يكن قيس عندنا بدون الثَّوريّ، وإنما ولي شيئًا، فأقام على رجلٍ حدًّا، فمات فطُفئ أمره. قال: وكان يعلِّق النساء بثُديهنّ، ويرسل عليهنَّ الزنابير (¬1). وقال أبو الوليد (¬2): كتبتُ عن قيسٍ ستة آلاف حديث. مات سنةَ سبعٍ -أو ثمانٍ- وستِّين ومئة. وكأنهم تكلَّموا فيه لظلمه. والله أعلم. 196 - يحيى بنُ أَيُّوب * (ع) الإِمام، أبو العباس الغافقي المصري، فقيه أهل مصر. حدَّث عن: أبي قَبيل حُيَي بن هانيء، ويزيد بن أبي حبيبة وبُكير بن الأشجّ، وجعفر بن ربيعة، وحميد الطَّويل، وربيعة الرأي، وخلق. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 8/ 43. (¬2) يعني الطَّيالِسيّ، والخبر في "تهذيب الكمال" ورقة 1136 وتمامه: هي أحب الي من ستة آلاف دينار. * طبقات ابن سعد: 7/ 516، طبقات خليفة: ت 2795، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 8/ 260، التاريخ الصغير: 2/ 158، المعرفة والتاريخ: 2/ 445 وغيرها، الضعفاء والمتروكين: ص 108، ضعفاء العقيلي: 4/ 391، الجرح والتعديل: 9/ 127، مشاهير علماء الأمصار: ت 1528، الكامل لابن عدي: 7/ 2671، تهذيب الكمال: ورقة 1493، سير أعلام النبلاء: 8/ 5 - 10، تذكرة الحفاظ: 1/ 277، ميزان الاعتدال: 4/ 362، العبر: 1/ 243، الكاشف: 3/ 220، المغني في الضعفاء: 2/ 731، تذهيب التهذيب: 4/ 149، تهذيب التهذيب: 1/ 1861، طبقات الحفاظ: ص 96، حسن المحاضرة: 1/ 300، خلاصة تذهيب الكمال: ص 362، شذرات الذهب: 1/ 258.

197 - حماد بن زيد

وعنه: ابنُ وهب، وزيد بن الحُباب، وأبو عبد الرَّحْمَن المقرئ، وسعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عُفير، وخلق. وروى عنه شيخُهُ ابنُ جُرَيج. قال ابن عدي: هو من فقهاء مصر، وعلمائهم. ويقال: كان قاضيًا بها، وهو عندي صدوق (¬1). وقال ابن يونس: كان أحد الطلّابين للعلم. حدث عن أهل الحرمين، والشَّام، ومصر، والعراق (¬2). وقال ابنُ مَعين: صالح الحديث (¬3). وقال أَحْمد: سيئ الحفظ (¬4). مات سنةَ ثمانٍ وستين ومئة. رحمه الله تعالى. 197 - حَمَّادُ بن زَيد * (ع) ابن درهم، الإمام الحافظ، شيخ الإِسلام، أبو إسماعيل الأَزدِيّ ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي: 7/ 2673. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1493. (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 128. (¬4) المصدر السابق. * طبقات ابن سعد: 7/ 286، طبقات خليفة: ت 1895، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 3/ 25، التاريخ الصغير: 2/ 218، ثقات العجلي: ص 130، المعارف: ص 50، المعرفة والتاريخ: (انظر الفهرس)، الجرح والتعديل: 1/ 176 و 3/ 137، مشاهير علماء الأمصار: ت 1244، حلية الأولياء: 6/ 257، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 167، تهذيب الكمال: ورقة 328، سير أعلام النبلاء: 7/ 456 - 466، تذهيب التهذيب: 1/ 173، تذكرة الحفاظ: 1/ 228، ميزان الاعتدال: 3/ 365، العبر: 1/ 274، نكت الهميان: ص 147، البداية والنهاية: 10/ 174، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 258، تهذيب التهذيب: 3/ 9، طبقات الحفاظ: ص 96، خلاصة تذهيب الكمال: ص 92، شذرات الذهب: 1/ 292.

مولاهم البَصْرِيّ الأزرق الضَّرير. ودرهم -جدّه- من سبي سِجِسْتان، من موالي آل جرير بن حازم. حدَّث عن: أبي عمران الجَوْني، ومحمَّد بن زياد، وأبي جمرة الضُّبَعي، وأنس بن سِيرين، وعمرو بن دينار، وثابت البُناني، وخلق، ولم يلحقْ قتادة. روى عنه ابنُ مهدي، ومسدَّد، والقَواريري، ومحمَّد بن أبي بكر المُقَدَّمي، وابن المدينيّ، وأَحمد بن المقدام، وخلائق. قال ابنُ مهدي: أئمة النَّاس في زمانهم أربعة: الثَّوريّ، ومالك، والأوزاعي، وحمّاد بن زيد (¬1). وقال ابنُ مَعين: ليس أحد [في أَيُّوب] أثبت من حمّاد بن زيد (¬2). وقال يحيى بنُ يحيى: ما رأيتُ شيخًا أحفظَ منه (¬3). وقال أَحْمد: هو من أئمة المسلمين، من أهل الدّين، وهو أحبُّ إليَّ من حمّاد بن سلمة (¬4). وقال ابنُ مهدي: لم أر أحدًا قطُ أعلم بالسنة منه. وقال أَيضًا: ما رأيتُ أعلم منه، ومن مالك، وسفيان، وما رأيتُ بالبصرة أفقهَ منه (¬5). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل 1/ 177 و 3/ 138. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 139 وما بين حاصرتين منه. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 138. (¬4) المصدر السابق. (¬5) الجرح والتعديل: 1/ 181 و 3/ 138 - 139.

وقال الحسنُ بنُ على المعمري: سمعتُ سليمانَ بن أَيُّوب -صاحب البَصْرِيّ- سمعت عبد الرَّحْمَن بن مهدي يقول: ما رأيت أحدًا أعلمَ من حمَّاد بن زيد: لا سفيان، ولا مالك (¬1). وقال يزيد بن زريع: هو سيد المسلمين (¬2). وقال ابن حبان: كان ضريرًا، وكان يحفظُ حديثَه كلَّه (¬3). وقال ابن الطبّاع: ما رأيتُ أعقلَ من حمّاد بن زيد (¬4). وقال ابن خِراش: لم يخطئ في حديثٍ قطّ (¬5). وقال العِجْليّ: كان له أربعة آلاف حديثٍ كان يحفظها, ولم يكن له كتاب (¬6). وقال أبو حاتم الرَّازيّ: حَدَّثَنَا سليمان بنُ حرب قال: سمعتُ حماد بن زيد يقول: إنّما يدورون (¬7) على أن يقولوا ليس في السماء إله. وقال إبراهيمُ بنُ سعيد الجَوْهريّ: سمعتُ أَبا أُسامة يقول: كنت إذا رأيت حمّادَ بنَ زيدٍ قلت: أدَّبه كِسْرى، وفقَّهه عمر رضي الله عنه (¬8). ولد حماد سنةَ ثمانٍ وتسعين. ومات في رمضان سنةَ تسعٍ وسبعين ومئة. رحمة اللهِ عليه. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 326. (¬2) المصدر السابق. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 157. (¬4) الجرح والتعديل: 1/ 182. (¬5) سير أعلام النبلاء: 7/ 458. (¬6) ثقات العجلي: ص 131. (¬7) يعني الجهمية، والخبر في "السير" 7/ 461. (¬8) المصدر السابق.

198 - أبو حمزة السكري

198 - أبو حَمْزة السُّكري * (ع) الإِمام المحدِّث، شيخ خراسان، محمَّد بن مَيمون المَرْوَزيّ. حدَّث عن: زياد بن عِلاقة، وأبي إسحاق، وعبد الملك بن عُمير، ومنصور بن المُعْتمر، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، وعبدان بنُ عثمان، ونُعيم بن حمّاد، وغيرهم. وكان ثقةً، ثبتًا، نبيلًا، سمحًا، جوادًا، حلوَ الكلام، ولذلك لُقِّب بالسُّكَّري (¬1). وثَّقه ابنُ مَعين، وغيرُه. وقال أبو حمزة: ما شبعتُ منذ ثلاثينَ سنةً إلَّا أن يكون لي ضيف (¬2). وقال العباس بنُ مصعب: كان أبو حمزة مجابَ الدعوة (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 373، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 1/ 234، التاريخ الصغير: 2/ 174، الجرح والتعديل: 8/ 81، مشاهير علماء الأمصار: ت 1581، تاريخ بغداد: 3/ 266، أنساب السمعاني: 7/ 95، اللباب: 2/ 123، تهذيب الكمال: ورقة 1279، سير أعلام النبلاء: 7/ 385 - 387، ميزان الاعتدال: 4/ 53، العبر: 1/ 251، تذهيب التهذيب: 4/ 4، تذكرة الحفاظ: 1/ 230، تهذيب التهذيب: 9/ 486، طبقات الحفاظ: ص 97، خلاصة تذهيب الكمال: ص 361، شذرات الذهب: 1/ 264. (¬1) انظر حول تسميته بالسكري: "أنساب السمعاني" 7/ 95 - 96. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 268. (¬3) المصدر السابق.

199 - ورقاء بن عمر بن كليب

وقال ابن حبّان: أبو حمزة السكَّري من أهل مرو، من جلَّة المحدِّثين بها (¬1). مات سنة سبعٍ وستِّين ومئة. رحمة الله عليه. 199 - وَرْقاء بنُ عمر بن كُلَيب * (ع) الإِمام الثقة، أبو بشر اليَشْكُريُّ الكُوفيّ، نزيل المدائن. حدّث عن: عمرو بن دينار، ومحمَّد بن المنكدر، وأبي إسحاق، وعبيد الله بن أبي يزيد المكيّ، ومنصور بن المعتمر، وعدة. وعنه: إسحاق الأزرق، وشَبَابَة، وأبو داود، وقَبيصة، وأبو عبد الرَّحْمَن المُقْرئ، وأبو غسّان النَّهْدي، والفريابي، وعليّ بنُ الجعد. قال أَحْمد: ثِقَةٌ، صاحبُ سنَّة (¬2). وقال أبو داود: قال لي شعبة: عليكَ بوَرْقاء فإنك لن تلقى مثلَه حتَّى ترجع (¬3). ¬

_ (¬1) مشاهير علماء الأمصار: ص 197. * تاريخ البُخَارِيّ: 8/ 188، ضعفاء العقيلي: 4/ 327، الجرح والتعديل: 9/ 50، مشاهير علماء الأمصار: ت 1390، الكامل لابن عدي: 7/ 2552، تاريخ بغداد: 13/ 484، أنساب السمعاني: 12/ 412، اللباب: 3/ 414، تهذيب الكمال: ورقة 1464، سير أعلام النبلاء: 7/ 419 - 422، تذكرة الحفاظ: 1/ 230، ميزان الاعتدال: 4/ 323، العبر: 1/ 273، تذهيب التهذيب: 4/ 130، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 358، تهذيب التهذيب: 11/ 113، طبقات الحفاظ: ص 97، خلاصة تذهيب الكمال: ص 419، شذرات الذهب: 1/ 251، تاريخ التراث العربي: 1/ 62. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 486. (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 51.

200 - نافع بن عمر القرشي

وقال أبو داود السجِسْتاني: ورقاء صاحبُ سنَّة إلَّا أن فيه إرجاء (¬1). وقد روي عن يحيى القطّان أنَّه تكلم فيه. وقال أبو المنذر إسماعيلُ بنُ عمر: دخلنا على وَرْقاء وهو يموت، فجعل يكبِّر، ويهلِّل، ويذكر الله، فلما كثر النَّاس قال لابنه: اكفني ردَّ السّلام، لا يشغلوني عن ربِّي (¬2). تُوفِّي سنةَ بضعٍ وستِّين ومئة. رحمة الله عليه. 200 - نافِعُ بنُ عمرَ القرشيّ * (ع) الجُمَحيّ المكيُّ الحافظ، محدثُ مكَّةَ في زمانه. سمع: ابنَ أبي مُليكة، وسعيد بن أبي هند، وعمرو بن دينار. وعنه: يحيى بن سعيد، وابنُ مهدي، وخلّادُ بنُ يحيى، وسعيدُ بن أبي مريم، ومُحْرِزُ بنُ سلمة، وداودُ بنُ عمر، والضبِّيُّ، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 486، وقد تقدم التعريف بالإرجاء في ترجمة إبراهيم بن طهمان. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 487. * طبقات ابن سعد: 5/ 494، طبقات خليفة: ت 2582، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 8/ 86، التاريخ الصغير: 2/ 178، ثقات العجلي: ص 447، الجرح والتعديل: 8/ 456، مشاهير علماء الأمصار: ت 1174، تهذيب الكمال: ورقة 1406، سير أعلام النبلاء: 7/ 433 - 434، ميزان الاعتدال: 4/ 241، العبر: 1/ 257، تذهيب التهذيب: 4/ 90، تذكرة الحفاظ: 1/ 231، العقد الثمين: 7/ 326، تهذيب التهذيب: 10/ 409، طبقات الحفاظ: ص 98، خلاصة تذهيب الكمال: ص 399، شذرات الذهب: 1/ 270.

201 - شريك بن عبد الله

قال ابنُ مهدي: كان من أثبتِ النَّاس (¬1). وقال أَحْمد: ثبت ثبت (¬2). قال ابنُ سعد: مات بمكَّة سنةَ تسعٍ وستِّين ومئة. 201 - شرِيك بنُ عبدِ الله * (خت، م، 4) القاضي، أبو عبد الله النَّخَعيُّ الكُوفيّ، أحد الأئمّة الأعلام. حدَّث عن: أبي صخرة جامعِ بنِ شدّاد، وجامعِ بنِ أبي راشد، وسلمة بنِ كُهيل، وأبي إسحاق، وزياد بن علاقة، وسِماك بن حرب، وعدَّة. وعنه: أبانُ بنُ تغلب، ومحمدُ بنُ إسحاق. وهما من شيوخه، ومن المتأخِّرين قُتيبة، وعلي بن حُجْر، وإسحاقُ بنُ أبي إسرائيل، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وهنّادُ بن السَّري، وخلق. وذكر إسحاق الأزرق أنَّه أخذ عنه تسعةَ آلاف حديث. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1406. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 456. * طبقات ابن سعد: 6/ 378، طبقات خليفة: ت 1295، ثقات العجلي: ص 217، المعارف: ص 508، المعرفة والتاريخ: 1/ 168 وغيرها، أخبار القضاة: 1/ 149، ضعفاء العقيلي: 2/ 193، الجرح والتعديل: 4/ 365، مشاهير علماء الأمصار: ت 1353، الكامل لابن عدي: 4/ 1321، تاريخ بغداد: 9/ 279، طبقات الشيرازي: ص 86، أنساب السمعاني: 12/ 62، وفيات الأعيان: 2/ 464، تهذيب الكمال: ورقة 579، سير أعلام النبلاء: 8/ 200 - 216، ميزان الاعتدال: 2/ 270، العبر: 1/ 270، تذكرة الحفاظ: 1/ 232، البداية والنهاية: 10/ 171، تهذيب التهذيب: 4/ 333، طبقات الحفاظ: ص 98، خلاصة تذهيب الكمال: ص 169، شذرات الذهب: 1/ 287.

202 - زهير بن معاوية

وقال ابن المبارك: هو أعلم بحديثِ أهل بلده من سُفيان (¬1). وقال النَّسائيّ: ليس به بأس (¬2). وقال عيسى بنُ يونس: ما رأيتُ أحدًا قطّ أورعَ في علمه من شَريك (¬3). وقال الجوزجاني: كان سيِّيءَ الحفظ (¬4). وقد كان -رحمه الله- إمامًا، فقيهًا، محدّثًا مكثرًا، حسن الحديث. استشهد به البُخَارِيّ، وأخرج له مسلم متابعة. ووثَّقه ابنُ مَعين. ومات في ذي القعدة سنةَ سبعٍ وسبعين ومئة، وله اثنتان وثمانون سنة. 202 - زهَيرُ بنُ مُعَاويَة * (ع) ابن حُدَيج، الحافظ، أبو خيثمة الجعْفي الكوفيّ، محدِّث الجزيرة، وهو أخو الرحيل، وحُدَيج. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 366. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 580. (¬3) الجرح والتعديل: 4/ 366. (¬4) تاريخ بغداد: 9/ 284. * طبقات ابن سعد: 6/ 376، طبقات خليفة: ت 1281، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 3/ 427، ثقات العجلي: ص 166، الجرح والتعديل: 3/ 588، مشاهير علماء الأمصار: ت 1482، أنساب السمعاني: 3/ 269، تهذيب الكمال: ورقة 439، سير أعلام النبلاء: 8/ 181 - 187، ميزان الاعتدال: 2/ 286، العبر: 1/ 263، تذهيب التهذيب: 1/ 241، تذكرة الحفاظ: 1/ 233، تهذيب التهذيب: 3/ 351، طبقات الحفاظ: ص 98، خلاصة تذهيب الكمال: ص 123، شذرات الذهب: 1/ 282.

حدّث عن: الأسود بن قَيس: وأبي إسحاق، وسماك بن حرب، وحُميد الطَّويل، وأبي الزُّبير، وزياد بن عِلاقة، وطبقتهم. وعنه: أبو داود (¬1)، والحسن بنُ موسى الأشيب، وأبو نُعيم، وأبو جعفر النُّفَيلي، وأَحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى التّميمي، وخلق. وكان من علماء الحديث. قال ابنُ عُيَينة: ما بالكوفة مثله (¬2). وقال معاذ بن معاذ: واللهِ ما كان الثَّوريُّ عندي بأثبتَ من زهير (¬3). وقال شعيبُ بنُ حرب: هو أحفظ عندي من عشرين مثل شعبة (¬4). وقال أَحْمد: زُهَير من معادن العلم (¬5). وقال أبو زرعة: سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وهو ثِقَةٌ (¬6). يقال: نزل زهيرٌ الجزيرةَ سنة أربعٍ وستِّين، وأصابه الفالج سنةَ اثنتين وسبعين. وبه تخرَّج النُّفَيْلي، وقال: تُوفِّي في رجب سنة ثلاثٍ وسبعين ومئة. رحمة الله عليه. ¬

_ (¬1) يعني الطَّيالِسيّ. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 588. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) الجرح والتعديل: 3/ 589. (¬6) المصدر السابق.

203 - سليمان بن بلال

203 - سُليمانُ بنُ بِلال * (ع) الحافظ، أبو محمَّد، وأبو أيّوب، التّيمي، المدنيّ، مولى آل أبي بكر الصِّدِّيق. حدَّث عن: عبد اللهِ بنِ دينار، وزيدِ بني أسلم، وخُثَيم بن عِرَاك، وأبي حازم الأعرج، وربيعة الرأي، وأبي طُوالة، وسُهيل بن أبي صالح، وعدَّة. وعنه: القَعْنَبِيّ، وخالد بنُ مخلد: وسعيدُ بنُ أبي مريم، وأبو بكر عبد الحميدِ بنُ أوَيس، وسعيدُ بن غفَير، ولُوين، وإسماعيل بنُ أبي أُوَيس، ويحيى بنُ يحيى التَّميمي، وخلق. قال ابن سعد: كان بَرْبريًّا جميلًا، حسن الهيئة، ثِقَةً، عاقلًا، يفتي بالمدينة، وولي الخَرَاج بها (¬1). وقال ابنُ مَعين: ثِقَةٌ صالح (¬2). وقال ابنُ حِبّان: هو من أهل الإتقان والورع في السرِّ والإِعلان (¬3). مات سنةَ اثنتينِ وسبعين ومئة. رحمه الله. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 420، طبقات خليفة: ت 2482، تاريخ خليفة: 448، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 4/ 4، التاريخ الصغير: 2/ 213، الجرح والتعديل: 4/ 103، مشاهير علماء الأمصار: ت 1111، تهذيب الكمال: ورقة 535، سير أعلام النبلاء: 7/ 425 - 427، تذهيب التهذيب: 2/ 46، تذكرة الحفاظ: 1/ 234، العبر: 1/ 261، تهذيب التهذيب: 4/ 175، النجوم الزاهرة: 2/ 71، طبقات الحفاظ: ص 99، خلاصة تذهيب الكمال: ص 150، شذرات الذهب: 1/ 280. (¬1) طبقات ابن سعد: 5/ 420. (¬2) الجرح والتعديل: 4/ 103. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 140.

204 - أبو معشر السندي

204 - أبو مَعْشَر السِّندي * المدنيُّ الفقيه، صاحب المغازي، هو نَجِيح بنُ عبد الرَّحْمَن. رأى أَبا أُمامة بنَ سهل. وروى عن: محمَّد بن كعب القُرَظي، وموسى بن يسار، ونافع، وابن المنكدر، ومحمَّد بن قَيس، وجماعة. وروى عن ابن المسيِّب في "التِّرْمِذِيّ" ولم يدركه، وكأنَّه المَقْبُري فإنَّه مكثرٌ عنه. حدَّث عنه: ابنُه محمَّد، وعبد الرَّزّاق، وأبو نُعيم، ومحمَّد بن بكار، ومنصور بن أبي مُزاحم، وغيرهم. قال ابنُ مَعين: ليس بقوي (¬1). وقال أَحْمد: كان بصيرًا بالمغازي، صدوقًا، وكان لا يقيم الإِسناد (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 418، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 8/ 114، التاريخ الصغير: 2/ 172، 205، المعارف: ص 504، المعرفة والتاريخ: 2/ 166 و 3/ 206 وغيرها، الضعفاء والمتروكين: ص 102، ضعفاء العقيلي: 4/ 308، الجرح والتعديل: 8/ 493، المجروحين والضعفاء: 3/ 60، الكامل لابن عدي: 7/ 2516، فهرست النديم: ص 105، تاريخ بغداد: 13/ 427، أنساب السمعاني: 7/ 169، اللباب: 2/ 148، تهذيب الكمال: ورقة 1409، سير أعلام النبلاء: 7/ 435 - 440، ميزان الاعتدال: 4/ 246، العبر: 1/ 258، تذهيب التهذيب: 4/ 92، تذكرة الخفاظ: 1/ 234، تهذيب التهذيب: 10/ 419، النجوم الزاهرة: 2/ 66، طبقات الحفاظ: ص 100، خلاصة تذهيب الكمال: ص 471، شذرات الذهب: 1/ 278، هدية العارفين: 2/ 489، تاريخ التراث العربي: 1/ 466. (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 494. (¬2) المصدر السابق.

205 - وهيب بن خالد

وقال أبو نعيم: كان أبو معشر سِنْديًّا أَلْكَنَ يقول: حَدَّثَنَا محمَّد بن قعب (¬1). وقال أبو زرعة: صدوق (¬2). وقال النَّسائي: ليس بالقوي (¬3). مات في رمضان سنةَ سبعينَ ومئة. رحمه الله. 205 - وُهَيبُ بنُ خالد * (ع) ابن عَجْلان، الإِمام الحافظ المثبت، أبو بكر الباهليّ مولاهم البَصْرِيّ الكَرَابيسي. حدَّث عن: منصورِ بنِ المعتمر، وأيّوب، وعبدِ اللهِ بنِ طاووس، وسهيلِ بنِ أبي صالح، وطبقتهم. وعنه: ابنُ عُليَّة، وعفّان، ومسلمُ بنُ إبراهيم، وعارم، وهُدْبَة بنُ خالد، وغيرهم. ¬

_ (¬1) يعني: بالقاف بدل الكاف (كعب) والخبر في "ميزان الاعتدال" 4/ 246. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1410. (¬3) انظر "الضعفاء والمتروكين" ص 102. * طبقات ابن سعد: 7/ 287، طبقات خليفة: ت 1896، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 8/ 127، التاريخ الصغير: 2/ 162، ثقات العجلي: ص 467، الجرح والتعديل: 9/ 34، مشاهير علماء الأمصار: ت 1265، تهذيب الكمال: ورقة 1482، سير أعلام النبلاء: 8/ 223 - 226، تذكرة الحفاظ: 1/ 235، تذهيب التهذيب: 4/ 144 / ب، العبر: 1/ 246، تهذيب التهذيب: 11/ 169، خلاصة تذهيب الكمال: ص 419, شذرات الذهب: 1/ 261.

206 - أبو عوانة

قال ابنُ مَهْدي: كان من أبصر أصحابِهِ بالحديث والرِّجال (¬1). وقال أبو حاتم: يقال: إنَّه لم يكن أحدٌ بعدَ شعبةَ أعلمَ بالرِّجال منه (¬2). وقال ابن سعد: سُجن وهيبٌ فذهبَ بصرُه، وكان ثِقَةٌ حجّة، يُملي من حِفظِه، قال: وكان أحفظَ من أبي عَوَانة (¬3). وقال أَحْمد بن حنبل: عاش ثمانيًا وخمسين سنة. وروى البخاري عن أَحْمد بن أبي رجاء الهرويِّ أن وُهَيبًا تُوفِّي سنةَ خمس وستِّين ومئة. رحمة الله عليه. 206 - أبو عَوَانَة * (ع) الوضَّاحُ بنُ عبدِ الله، مولى يزيد بن عطاء اليَشْكريّ، الواسطيّ، البزَّاز، الحافظ، أحد الثِّقات. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 35. (¬2) المصدر السابق. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 287. * تاريخ ابن معين: 2/ 629، طبقات ابن سعد 7/ 287، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 8/ 181، التاريخ الصغير: 2/ 212، ثقات العجلي: ص 464، المعرفة والتاريخ: 1/ 168 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 41، مشاهير علماء الأمصار: ت 1264، تاريخ جرجان: 481، تاريخ بغداد: 13/ 460، أنساب السمعاني: 12/ 412، تاريخ ابن الأثير: 6/ 134، تهذيب الكمال: ورقة 1465، سير أعلام النبلاء: 8/ 217 - 222، تذكرة الحفاظ: 1/ 236، تذهيب التهذيب: 4/ 130، العبر: 1/ 269، ميزان الاعتدال: 4/ 334، تهذيب التهذيب: 11/ 116، طبقات الحفاظ: ص 100، خلاصة تذهيب الكمال: ص 420، شذرات الذهب: 1/ 287.

رأى الحسنَ، وابنَ سِيرين. وحدَّث عن: قَتادة، والحكم بن عتَيبة، وزياد بن عِلاقة، وأبي بشر، وسِمَاك بن حرب، وطبقتهم. حدَّث عنه: حَبَّانُ بنُ هلال، وعفّان، وسعيدُ بنُ منصور، ومسدَّد، ومحمَّد بنُ أبي بكر المقدمي، وقتيبة، وشيبانُ بنُ فرُّوخ، وخلق. قال عفّان: هو أصح حديثًا عندنا من شعبة (¬1). وقال أَحْمد بنُ حنبل: هو صحيح الكتاب، وإذا حدَّث من حفظه ربما يهم (¬2). وقال عفّان: كان كثير الضبط والنَّقط (¬3). وقال يحيى القطَّان: ما أشبَه حديثه بحديثِ شعبةَ وسفيان (¬4). وقال عفّان: قال لنا شعبة: إنْ حدَّثكم أبو عَوانة عن أبي هريرة فصدقوه (¬5). وقال ابنُ مَعين: كان أبو عَوانة يقرأُ ولا يكتب (¬6). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1466. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 40. (¬3) المصدر السابق، ولفظه فيه: كان كثير العجم والنقط. (¬4) المصدر السابق. (¬5) تاريخ بغداد: 13/ 462. (¬6) تاريخ ابن معين: 2/ 629.

207 - عبد الله بن لهيعة

وقال يحيى القطّان: أبو عَوانة من كتابه أحبّ إليَّ من شعبةَ من حِفظه (¬1). مات في شهر ربيع الأول سنةَ ستٍّ وسبعينَ ومئة بالبصرة. رحمه الله. 207 - عبد اللهِ بنُ لَهيعَة * (د، ت، ق) ابن عُقبة بن فُرْعان، الإِمام الكبير، قاضي الديار المصريّة، وعالمُها ومحدِّثُها، أبو عبد الرَّحْمَن الحَضْرميّ المصري. حدَّث عن: عطاء بن أبي رباح، وعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الأعرج، وعمرو بن شعيب، ومِشْرَح بن هاعان، وأبي يونس مولى أبي هريرة، ويزيد بن أبي حبيب، وأبي الأسود يتيم عرْوة، وخلق. حدَّث عنه: ابن المبارك، وابنُ وهب، وأبو عبد الرَّحْمَن المقرئ، ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 462. * طبقات ابن سعد: 7/ 516، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 5/ 182، التاريخ الصغير: 2/ 207، الضعفاء الصغير: ص 66، المعارف: ص 505، الضعفاء والمتروكين: ص 65، ضعفاء العقيلي: 2/ 293، الجرح والتعديل: 5/ 145، المجروحين والضعفاء: 2/ 10، الولاة والقضاة: 368، الكامل لابن عدي: 4/ 1462، أنساب السمعاني: 7/ 301، اللباب: 1/ 74، تذهيب الأسماء واللغات: 1/ 283، وفيات الأعيان: 3/ 38، تهذيب الكمال: ورقة 728، سير أعلام النبلاء: 8/ 11 - 31، تذكرة الحفاظ: 1/ 237، ميزان الاعتدال: 2/ 475، الكاشف: 2/ 109، المغني في الضعفاء: 1/ 352، تذهيب التهذيب: 2/ 176، العبرة 1/ 264، تهذيب التهذيب: 5/ 373، رفع الإصر: 287، النجوم الزاهرة: 2/ 77، طبقات الحفاظ: ص 101، حسن المحاضرة: 1/ 301، خلاصة تذهيب الكمال: ص 211، شذرات الذهب: 1/ 283، تاريخ التراث العربي: 1/ 136.

وأبو صالح الكاتب، وقُتيبة، ويحيى بنُ بُكَير، ومحمَّد بن رُمْح، وكاملُ بنُ طلحة، وخلائق، وروى عنه من القدماء الأَوْزَاعِيّ، وعمرو بنُ الحارث، وسفيان، وشعبة. وكان واسعَ العلم، لكنَّه غيرُ متقنٍ لحديثه، فأكثر فيه الوهم. وقال أَحْمد بن حنبل: ومَنْ كان مثلَ ابنَ لهيعة بمصر في كثرة حديثه، وضبطه، وإتقانه؟ ! حدَّثني إسحاقُ بنُ عيسى أنَّه لَقيَهُ سنةَ أربعٍ وستين [ومئة] وأن كتبَه احترقتْ سنة تسعٍ وستِّين ومئة (¬1). وأما سعيد بن أبي مريم فقال: لم يحترق له كتاب. وكان يضعفه (¬2). وقال أبو داود: سمعت أَحْمد بنَ حنبل يقول: ما كان محدِّث مصر إلَّا ابن لَهِيعة (¬3). وقال أَحْمد بن صالح: كان ابنُ لهيعة صحيحَ الكتاب، طلَّابًا للعلم (¬4). وقال زيد بن الحُباب: قال سفيان الثَّوري، عند ابنِ لَهيعة الأصول، وعندنا الفروع (¬5). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 729. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 730. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 729 - 730. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 729.

208 - القاسم بن معن

وقال عثمانُ بنُ صالح: احترقتْ داره وكتبُه، وسلِمَتْ أصولُه، كتبتُ كتابَ عُمَارة بن غَزِيَّةَ من أصله (¬1). وضعَّفه يحيى القطّان، وجماعة. وقال ابنُ مَعين: ليس بذاك القوي (¬2). وقال قُتيبة: لما احترقتْ كتبه بعث إليه اللَّيث بألف دينار من الغد، ولما مات سمعت اللّيثَ يقول: ما خلَف مثلَه (¬3). قال ابن يونس: ولد سنةَ سبع وتسعين، ومات في نصف ربيع الأول سنةَ أربع وسبعين ومئة، رحمه الله. والصحيح أن حديثَه في الرُّتبة الوسطى من الحسن، ولا يحتجُّ به في الأصول. 208 - القاسِمُ بنُ مَعْن * (د، س) ابن عبد الرَّحْمَن بن صاحب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 729. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 147. (¬3) ميزان الاعتدال: 2/ 478. * طبقات ابن سعد: 6/ 384، طبقات خليفة: ت 1286، تاريخ البُخَارِيّ الكبير: 7/ 170، التاريخ الصغير: 2/ 242، ثقات العجلي: ص 387، المعارف: ص 249، أخبار القضاة: 3/ 175، الجرح والتعديل: 7/ 120، مشاهير علماء الأمصار: ت 1348، طبقات الزبيدي: 94، فهرست النديم: ص 76، معجم الأدباء: 17/ 5، إنباه الرواة: 3/ 30، تهذيب الكمال: ورقة 1118، سير أعلام النبلاء: 8/ 190 - 191، تذكرة الحفاظ: 1/ 239، تذهيب التهذيب: 3/ 152 / ب، العبر: 1/ 268، الجواهر المضية: 2/ 708، تهذيب التهذيب: 8/ 338، طبقات الحفاظ: ص 101، بغية الوعاة: 2/ 263، خلاصة تذهيب الكمال: ص 314، شذرات الذهب: 1/ 286، الفوائد البهية: ص 154، هدية العارفين: 1/ 825.

209 - بكر بن مضر

عبد الله بن معود، الإمامُ العلَّامة، قاضي الكوفة، أبو عبد الله الهُذَليُّ المسعوديُّ الكوفي، أحدُ الأعلام، وهو أخو أبي عبيدة بن مَعْن. حدَّث عن: حُصَين بن عبد الرَّحمن، وعبد الملك بن عُمَير، ومنصور بن المعتمر، وهشام بن عُروة، وطبقتهم. وعنه: ابنُ مهدي، وأبو نُعيم، وعبد اللهِ بنُ الوليد العَدني، وأبو غسّان النَّهْدي، وغيرهم. قال أحمد بنُ حنبل: كان لا يأخذُ على القضاء رزقًا (¬1). وقال أبو حاتم: ثقة، من أروى النّاس للحديث والشعر، وأعلمهم بالعربيّة، والفقه (¬2). توفي سنة خمسٍ وسبعين ومئة. رحمة الله عليه. 209 - بَكرُ بنُ مُضَر * (ع سوى ق) الإمامُ المحدِّثُ الصَّادقُ العابد، أبو عبد الملك المصري. ولد سنة مئة. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 121. (¬2) الجرح والتعديل: 7/ 120 - 121. * طبقات ابن سعد: 7/ 517، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 95، التاريخ الصغير: 2/ 208، ثقات العجلي: ص 85، المعرفة والتاريخ: 1/ 165 و 2/ 446، الجرح والتعديل: 2/ 392، مشاهير علماء الأمصار: ت 1534، تهذيب الكمال، 4/ 227 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 8/ 195 - 197، تذهيب التهذيب: 1/ 190، تذكرة الحفاظ: 1/ 240، العبر: 1/ 265، الكاشف: 1/ 108، تهذيب التهذيب: 1/ 487، طبقات الحفاظ: ص 101، حسن المحاضرة: 1/ 346، خلاصة تذهيب الكمال: ص 52، شذرات الذهب: 1/ 284.

210 - جعفر بن سليمان

وحدَّث عن: أبي قَبيل المَعَافري، ويزيد بن الهاد، وجعفر بن ربيعة، وابن عَجْلان، وطائفة. وعنه: ابنه إسحاق، وابنُ وَهْب، وقُتيبة، وعبد الرّحمن بن القاسم، وغيرُهم. وهو من موالي شُرَحْبيل بن حَسَنَة. قال الحارثُ بن مسكين: كان ابنُ القاسِم لا يقدِّم عليه أحدًا من أهل الفُسْطاط، وقد رأيتُه وأنا حَدَث. حدَّثني ابنُهُ إسحاق قال: ما كان أبي يجلسُ على طِنْفِسَة، وكان طويل الحُزن، خازنًا للسانه، وربما جاءه المحدثون فيقول لهم: تعلَّموا الورع (¬1). توفي بكرةَ يومِ عَرَفَةَ سنةَ أربعٍ وسبعين ومئة. وكان حجَّة. 210 - جَعْفر بنُ سُلَيمان * (م، 4) الإِمام العابد، أبو سليمان الضَّبَعيُّ البصري، من ثقات الشِّيعة وزهّادهم. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 8/ 196. (*) تاريخ ابن معين: 2/ 86، طبقات ابن سعد: 7/ 288، طبقات خليفة: ت 1898، التاريخ الصغير: 2/ 29، 216، ثقات العجلي: ص 97، المعرفة والتاريخ: 1/ 169 وغيرها، الجرح والتعديل: 2/ 481، ثقات ابن حبان: 6/ 140، مشاهير علماء الأمصار: ت 1263، أنساب السمعاني 8/ 141، اللباب: 2/ 260، تهذيب الكمال: ورقة 197، سير أعلام النبلاء 8/ 197 - 200، تذكرة الحفاظ: 1/ 241، ميزان الاعدال: 1/ 408، تذهيب التهذيب: 1/ 108، العبرة 1/ 271، تهذيب التهذيب: 2/ 95، طبقات الحفاظ: ص 105، خلاصة تذهيب الكمال: ص 63، شذرات الذهب: 1/ 288.

211 - عبيد الله بن عمرو

روى عن ثابت البُنَاني، وأبي عمران الجَوْني، ويزيد الرِّشْك، ومالك بن دينار، والجَعْد أبي عثمان، وعدَّة. وعنه: سيَّارُ بن حاتم، وعبدُ الرزّاق، وعنه أخذ التشيُّع، وقُتيبة، وبشر بن هِلال الصّواف، وإسحاقُ بنُ أبي إسرائيل، ومسدَّد، ولُوَين، وغيرهم. وثقة ابنُ مَعين. وكان راوية ثابت البُنَاني. وقال ابن سعد (¬1): كان ثقة، فيه ضعف. مات سنة ثمان وسبعين ومئة. رحمه اللَّه. 211 - عُبيدُ اللَّهِ بنُ عَمرو * (ع) الإِمام الحافظ، مفتي الجزيرة، أبو وهب الرّقِّي. حدَّث عن: زيد بن أبي أُنَيسَة، وعبد الملك بن عُمير، وأيوب السّخْتِياني، وعبد الكريم بن مالك، وجماعة. ¬

_ (¬1) في "الطبقات" 7/ 288. * تاريخ ابن معين: 2/ 384، طبقات ابن سعد: 7/ 484، طبقات خليفة: ت 3097، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 392، التاريخ الصغير 2/ 221، ثقات العجلي: ص 319، المعرفة والتاريخ: 1/ 171، الجرح والتعديل: 5/ 328، تاريخ الرقة: ص 97، تهذيب الكمال: ورقة 891، سير أعلام النبلاء: 8/ 310 - 312، تذكرة الحفاظ: 1/ 241، تذهيب التهذيب: 3/ 20/ ب، العبرة 1/ 276، تهذيب التهذيب: 7/ 42، طبقات الحفاظ: ص 102، خلاصة تذهيب الكمال: ص 252، شذرات الذهب: 1/ 293.

212 - أبو غسان محمد بن مطرف

وعنه: عبدُ اللَّهِ بنُ جعفر الرَّقِّي، والعلاء بن هِلال، وأبو تَوْبة الحلبي، وعلي بنُ حُجر، وعبد الجبّار بن عاصم، ولُوين، وخلق. قال ابنُ سعد (¬1): كان ثقة، ربما أخطأ، ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره. مولده سنة إحدى ومئة. ومات سنة ثمانين ومئة. رحمه اللَّه. 212 - أبو غَسَّان محمدُ بنُ مُطَرِّف * (ع) المدني الحافظ. روى عن: محمد بن المُنْكدر، وحسّان بن عَطِيَّة، وصفوان بن سُليم، وأبي حازم الأعرج. روى عنه: الثَّوري مع تقدُّمِه، وابنُ وَهْب، وآدمُ بنُ أبي إياس، وعليُّ بنُ عيّاش الحِمصي، وسعيدُ بنُ أبي مريم، وعليُّ بنُ الجَعْد، وغيرهم. ¬

_ (¬1) في "طبقاته": 7/ 484. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 236، الجرح والتعديل: 8/ 100، مشاهير علماء الأمصار: ت 1431، تاريخ بغداد: 3/ 295، تهذيب الكمال: ورقة 1272، سير أعلام النبلاء: 7/ 295 - 296، العبر: 1/ 243، ميزان الاعتدال: 4/ 43، تذكرة الحفاظ: 1/ 242، الوافي بالوفيات: 5/ 34، تهذيب التهذيب: 9/ 461، طبقات الحفاظ: ص 102، خلاصة تذهيب الكمال: ص 359، شذرات الذهب: 1/ 258.

213 - معاوية بن سلام

وقدم على المهدي بغداد فأكرَمَه. ووثقه أحمد، وغيره. مات قبل السَّبعين ومئة (¬1). رحمه الله. 213 - مُعاويَةُ بنُ سَلَّام * (ع) ابن أبي سَلَّام مَمْطور الحبشيّ الشاميّ الحافظ. روى عن أبيه، وأخيه زيد بن سَلَّام، والزُّهري، ويحيى بن أبي كثير، وغيرهم. وعنه: يحيى بنُ حسّان التِّنِّيسي، ويحيى بن صالح الوُحَاظي، ويحيى بن يحيى التَّميمي، وأبو مُسْهِر الغسَّاني، ويحيى بن بشر الحَريري، ومروان بن محمد الطَّاطَري، وآخر أصحابه أبو تَوْبةَ الربيعُ بن نافع الحلبي. كان يكون بحمص ثمَّ نزلَ دمشق. وثقه النَّسائي، وغيرُه. ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "السير" 7/ 296: "ما ظفرت له بوفاة، وكأنه توفي سنة بضع وستين ومئة". وترجمه الذهبي نفسه في "العبر" ضمن وفيات 163 هـ. * تاريخ البخاري الكبير: 7/ 335، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 6/ 161، 373 وغيرها، الجرح والتعديل: 8/ 383، مشاهير علماء الأمصار: ت 1465، تاريخ ابن عساكر: 6/ 332 / ب، تهذيب الكمال: ورقة 1345، سير أعلام النبلاء: 7/ 397، تذكرة الحفاظ: 1/ 242، تذهيب التهذيب: 4/ 51، العبر: 1/ 262، تهذيب التهذيب: 10/ 218، طبقات الحفاظ: ص 102، خلاصة تذكرة الكمال: ص 381، شذرات الذهب: 1/ 270.

214 - مهدي بن ميمون

وقال ابن مَعين: أعدُّهُ محدِّثَ أهل الشام (¬1). عاش إلى سنة سبعين ومئة، ففي هذا الحين لقيَهُ يحيى بنُ يحيى، وأبو تَوْبة، واللَّه أعلم. 214 - مَهْدي بن مَيمون * (ع) الحافظ، أبو يحيى الأزديُّ المِعْوَليُّ مولاهم البصري. حدَّث عن: محمد بن سِيرين، وأبي رجاء العُطَاردي، وغَيلان بن جرير، وأبي الوازع جابر بن عمرو الراسبي، والحسن البصري، وواصل الأحدب، وواصل مولى أبي عُيينة. وعرض القرآن على شعيب بن الحَبْحاب. حدَّث عنه: يحيى العطّار، وابن مَهدي، وعارِم، وأبو الوليد، وأبو سلمة المنقري، وهدبة بن خالد، ومسدَّد، وعبدُ اللهِ بنُ محمد بن أسماء، وخلق. وقد حدَّث عنه هشامُ بنُ حسّان وهو أكبر منه. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 383. * طبقات ابن سعد: 7/ 280، طبقات خليفة: ت 1890، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 425، ثقات العجلي: ص 442، الجرح والتعديل: 8/ 335، مشاهير علماء الأمصار: ت 1262، أنساب السمعاني: 11/ 411، تهذيب الكمال: ورقة 1382، سير أعلام النبلاء: 8/ 10 - 11، تذكرة الحفاظ: 1/ 243، العبر: 1/ 262، تذهيب التهذيب: 4/ 75، الكاشف: 3/ 158، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 316، تهذيب التهذيب: 10/ 326، طبقات الحفاظ: ص 103، خلاصة تذهيب الكمال: ص 333، شذرات الذهب: 1/ 281.

وثقه: شعبة وأحمد. قال ابن سعد: كان كرديًّا (¬1). مات سنة اثنتين وسبعين ومئة. رحمة اللَّه عليه. * * * ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 280، وتمامه: وهو مولى يزيد بن المهلب.

215 - الفضيل بن عياض

الطبقة السادسة 215 - الفُضَيل بنُ عِيَاض * (ع) الإِمام القدوة، شيخ الإِسلام، أبو علي التَّميميُّ اليَرْبوعيُّ المروزيُّ، شيخ الحرم. روى عن: منصور بن المُعْتمر، وبَيَان بن بِشر، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العَبْدي، وخصَين بن عبد الرّحمن، وطبقتهم بالكوفة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 500، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 123، التاريخ الصغير: 2/ 241، ثقات العجلي: ص 384، المعارف: ص 511، المعرفة والتاريخ: 1/ 179 وغيرها، الجرح والتعديل: 7/ 73، مشاهير علماء الأمصار: ت 1179، طبقات الصوفية: ص 6، حلية الأولياء: 8/ 84، الرسالة القشيرية: ص 9، تاريخ ابن عساكر: 14/ 129، صفة الصفوة: 2/ 134، التوابون: 27، وفيات الأعيان: 4/ 47، تهذيب الكمال: ورقة 1106، سير أعلام النبلاء: 8/ 421، تذكرة الحفاظ: 1/ 245، العبر: 1/ 298، تذهيب التهذيب: 3/ 141 / ب، ميزان الاعتدال: 3/ 361، روض الرياحين: 41، الجواهر المضية: 2/ 700، العقد الثمين: 7/ 13، تهذيب التهذيب: 8/ 294، النجوم الزاهرة: 2/ 121، 143، طبقات الحفاظ: ص 104، خلاصة تذهيب الكمال: ص 310، شذرات الذهب: 1/ 316، تاريخ التراث العربي: 2/ 432.

روى عنه: ابن المبارك، ويحيى القطّان، والقَعْنبي، والشّافعي، وأسدُ بن موسى، وقُتيبة، وبشر الحَافي، ومسدَّد، ويحيى بنُ يحيى التَّميمي، وأحمدُ بنُ المِقدام، وخلق. سكن مكَّة، وكان إمامًا ربانيًّا قانتًا لله، ثقة، ثبتًا، كبير الشأن. قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض أفضلُ من الفُضيل (¬1). وقال ابن سعد: ولد بخراسان، وسمع بالكوفة، ثم تعبَّد ونزل مكَّة، وكان ثقةً، نبيلًا، فاضلًا، عابدًا، كثير الحديث (¬2). وقال النَّسائي: ثقة مأمون (¬3). وقال ابنُ مَهدي: فضيل صالح، ولم يكن بحافظ (¬4). وقال هارون الرشيد: ما رأيتُ في العلماء أهيبَ من مالك، ولا أورعَ من الفُضيل (¬5). وقال شَريك: لم يزل لكل قومٍ حجةٌ في زمانهم، وإنّ فضيلَ بن عِياض حجةٌ لأهل زمانه (¬6). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1106. (¬2) طبقات ابن سعد 5/ 500. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1106. (¬4) الجرح والتعديل: 7/ 73، وقال الذهبي في "السير" 8/ 448 متعقبًا: "وأما قول ابن مهدي: لم يكن بالحافظ، فمعناه: لم يكن في علم الحديث كهؤلاء الحفاظ البحور، كشعبة، ومالك، وسفيان، وحماد، وابن المبارك، ونظرائهم، لكنه ثبت قيِّم بما نقل، ما أخذ عليه في حديث فيما علمت". (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 1106. (¬6) المصدر السابق.

216 - إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى

وقال إبراهيمُ بن الأشعث: رأيتُ ابنَ عُيينة يقبِّل يد الفُضيل بن عِياض مرَّتين (¬1). وقال عبد الله بن خُبَيْق: قال الفُضيل: تباعدْ من القُرّاء، فإنَّهم إنْ أحبُّوك مدحوك بما ليس فيك، وإن غَضِبُوا شهدوا عليك، وقُبِل منهم (¬2). قال إبراهيمُ بنُ شَمَّاس: مولد الفُضيل بسَمَرْقند، ونشأ بأبِيورد (¬3). وتوفي -فيما قيل- يوم عاشوراء سنةَ سبعٍ وثمانين ومئة، وقد نيَّف على الثمانين. رحمهُ اللَّهُ. 216 - إبراهيمُ بنُ محمد بن أبي يَحْيى * (ق) الفقيهُ المحدِّث، أبو إسحاق الأسلميُّ المدني، أحدُ الأعلام. روى عن: الزُّهري، وابن المنكدر، وصفوان بن سُليم، وصالح مولى التَّوْأمة، وخلق. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 8/ 438. (¬2) طبقات السلمي: ص 11. (¬3) المصدر السابق. * طبقات ابن سعد: 5/ 425، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 323، التاريخ الصغير: 2/ 257، ثقات العجلي: ص 55، المعرفة والتاريخ: 3/ 33، 55 وغيرها، الجرح والتعديل: 2/ 125، المجروحين والضعفاء: 1/ 105، الكامل لابن عدي: 1/ 219، تهذيب الكمال: 2/ 184 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 8/ 450 - 454، تذكرة الحفاظ: 1/ 246، العبر: 1/ 288، تذهيب التهذيب: 1/ 42، ميزان الاعتدال: 1/ 57، تهذيب التهذيب: 1/ 158، طبقات الحفاظ: ص 104، خلاصة تذهيب الكمال: ص 21، شذرات الذهب: 1/ 306.

حدَّث عنه: ابن جريج وهو من شيوخه، والشافعي فأكثر، والحسن بن عَرفة، وجماعة. وكان من أوعية العلم، وعمل "موطأ" كبيرًا، لكنَّه غير محتجٍّ به عند الجمهور، وقد رُمي بغير لون من البدع. وكان الشافعي يوثِّقه، ويروي عنه، وقال: كان قَدَريًّا. وقال أبو همّام السَّكُوني: سمعتُه يشتِمُ بعض السَّلف (¬1). وقال يحيى القطّان: سألتُ مالكًا عنه: أكان ثقةً في الحديث؟ قال: لا، ولا في دينه (¬2). وقال أحمد: كان جَهْميًّا قَدَريًّا، كلّ بلاءٍ فيه، ترك الناسُ حديثَه (¬3). وقال ابن معين: وأبو داود: رافضيٌّ كذّاب (¬4). وقال البخاري: جَهْمي، تركه ابن المبارك والناس، كان يرى القَدَر (¬5). وقال ابنُ عدي: لم أجدْ له حديثًا منكرًا إلَّا عن شيوخ يُحْتَملون، وقد حدَّث عنه الكبار، وموطؤه أضعافُ موطّأ مالك (¬6). توفي سنة أربع وثمانين ومئة. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 8/ 451. (¬2) الجرح والتحديل: 2/ 126. (¬3) ميزان الاعتدال: 1/ 58، وقد تقدم تعريف الجهمية في ترجمة إبراهيم بن طهمان. (¬4) انظر المصدر السابق. (¬5) التاريخ الصغير: 2/ 257. (¬6) الكامل لابن عدي: 1/ 226.

217 - عبد الرحمن بن أبي الزناد

217 - عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الزِّناد * (4) الإمام الحافظ، أبو محمد المدني. سمع: أباه، وعمرو بنَ أبي عمرو، وسُهيلَ بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وطبقتَهم. وعنه: أحمد بنُ يونس، وسعيدُ بنُ منصور، وعليُّ بنُ حُجْر، وهناد بن السَّري، وخلق. وحدّث عنه من شيوخه ابن جريج. قال ابن معين: هو أثبتُ الناس في هشام بن عروة (¬1). وضعَّفه ابن مهدي. واحتجَّ به النَّسائي وأهل السّنن. وقال ابنُ سعد: كان مفتيًا فقيهًا (¬2). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 347، طبقات ابن سعد: 7/ 324، طبقات خليفة: ت 2484، تاريخ خليفة: 248، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 315، طبقات العجلي: ص 292، ضعفاء العقيلي: 2/ 340، الجرح والتعديل: 2/ 252، المجروحين والضعفاء: 2/ 56، الكامل لابن عدي: 4/ 1585، فهرست النبلاء: ص 282، تاريخ بغداد: 10/ 228، تهذيب الكمال: ورقة 788، سير أعلام النبلاء: 8/ 167 - 170، تذكرة الحفاظ: 1/ 247، ميزان الاعتدال: 2/ 111، تذهيب التهذيب: 2/ 210، العبر: 1/ 265، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 372، تهذيب التهذيب: 6/ 170، طبقات الحفاظ: ص 106، خلاصة تذهيب الكمال: ص 194، شذرات الذهب: 1/ 284، هدية العارفين: 1/ 512. (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 228. (¬2) لم أجده في المطبوع من "الطبقات"، لكن نقل المزي في "تهذيبه" عن ابن سعد قوله في ابن أبي الزناد: كان يفتي.

218 - هشيم بن بشير

وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عَرْضًا (¬1) عن أبي جعفر القارئ. وقال يعقوب بن شَيبة: سمعتُ ابنَ المديني يقول: حديثُه بالمدينة مقارب، وما حدَّث به بالعراق فهو مضطرب (¬2). وقال صالح جَزَرَة: قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره (¬3). وتكلَّم فيه مالكٌ لروايته كتاب "السبعة الفقهاء" عن أبيه، وقال: أين كنّا نحن من هذا (¬4). مات ببغداد سنة أربع وسبعين ومئة. رحمةُ الله عليه. 218 - هُشَيمُ بنُ بَشير * (ع) ابن أبي خازم قاسمِ بنِ دينار، الحافظُ الكبير، محدِّثُ العصر، أبو معاوية الواسطيّ، نزيل بغداد. ¬

_ (¬1) القراءة على الشيخ حفظًا أو من كتاب تسمى عندهم عرضًا، والرواية بها سائغة عند العلماء. انظر "الباعث الحثيث": 110. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 229. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 230. (¬4) تاريخ بغداد: 10/ 230، وقد تقدم التعريف بالفقهاء السبعة في ترجمة أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي. * طبقات ابن سعد: 7/ 325، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 242، التاريخ الصغير: 2/ 230، 231، 232، ثقات العجلي: ص 459، المعرفة والتاريخ: 1/ 174 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 115، مشاهير علماء الأمصار: ت 1402، مقاتل الطالبيين: 359، فهرست النديم: ص 284، تاريخ بغداد: 14/ 85، الكامل لابن الأثير: 6/ 165، تهذيب الكمال: ورقة 1449، سير أعلام النبلاء: 8/ 287 - =

سمع: الزُّهري، وعمرو بنَ دينار، ومنصور بن زاذان، وحُصَين بن عبد الرحمن، وأبا بشر، وأيّوب السّخْتِياني، وخلقًا. حدَّث عنه: شعبة، ويحيى القطّان، وابنُ مَهْدي، وأحمد بن حنبل، وقُتيبة، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرقي، والحسن بنُ عَرفة، وخلق. قال عمرو بن عون: كان هُشيم سمع من الزُّهري، وأبي الزبير، وعمرو بمكَّة أيام الموسم (¬1). وقال يعقوب الدَّورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث (¬2). وقال وهبُ بنُ جرير: قلنا لشعبة: نكتب عن هشيم؟ قال: نعم، ولو حدَّثكم عن ابن عمر فصدِّقوه (¬3). وقال أحمد بن حنبل: لزمتُ هشيمًا أربع سنين ما سألته عن شيء إلا مرَّتين هيبةً له، وكان كثير التَّسبيح بين الحديث، يقول: لا إله إلَّا اللَّه، يمدُّ بها صوتَه (¬4). ¬

_ = 294، تذكرة الحفاظ: 1/ 248، ميزان الاعتدال: 2/ 257، تذهيب التهذيب: 4/ 120 / ب، العبر: 1/ 286، مرآة الجنان: 1/ 393، تهذيب التهذيب: 11/ 59، طبقات المدلسين: 18، طبقات الحفاظ: ص 105، خلاصة تذهيب الكمال: ص 414، طبقات المفسرين: 2/ 352، شذرات الذهب: 1/ 303، هدية العارفين: 2/ 510، تاريخ التراث العربي: 1/ 64. (¬1) انظر "تهذيب الكمال": ورقة 1450. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 88. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 89.

وعن ابن مهدي قال: كان هثيم أحفظَ للحديث من الثَّوري (¬1). وقال يزيد بن هارون: ما رأيتُ أحدًا أحفظ من هشيم إلا سفيان إن شاء الله (¬2). وقال أحمد: لم يسمع هُشيم من يزيد بن أبي زياد، ولا من عاصم بن كُليب، ولا من أبي خلدة، ولا من عليِّ بن جُدعان، ثم سمَّى جماعة. يعني أنَّ هشيمًا كان يدلِّس، يروي عن جماعة لم يسمع منهم (¬3). وعن حمّاد بن زيد قال: ما رأيتُ في المحدِّثين أنبلَ من هُشيم (¬4)، وقال أبو حاتم: لا يسأل عنه في صِدقه، وأمانته، وصلاحِه (¬5). وقال ابنُ المبارك: من غيَّر الدهرُ حفظَه، فلم يغيِّر حفظَ هُشيم (¬6). مولد هشيم سنة أربع ومئة. ومات في شعبان سنة ثلاثٍ وثمانين ومئة. رحمهُ اللَّهُ. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 90. (¬2) المصدر السابق. (¬3) انظر "سير أعلام النبلاء": 8/ 289. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 88. (¬5) لم أقف عليه في "الجرح والتعديل"، لكن أورده الذهبي في "السير": 8/ 290. (¬6) تاريخ بغداد: 14/ 91.

219 - أبو الأحوص

219 - أبو الأحوص * (ع) سَلَّام بنُ سُليم الثَّقفيُّ مولاهم الكوفي، الحافظ الثبت. حدَّث عن: زياد بن عِلَاقة، وسِمَاك بن حرب، ومنصور بن المعتمر، وآدم بن علي، وأبي إسحاق، وخلق. وعنه: مسدَّد، وقُتيبة، وخلف بن هشام، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وهنّاد بن السَّري، وخلائق. وقرأ القرآن على حمزة، وهو خال سُليم (¬1) المقرئ. قال ابنُ مَعين: ثقةً متقن (¬2). وقال العِجْلي: ثقة، صاحب سنَّة واتِّباع، كان إذا مُلئت داره من المحدِّثين يقول لابنه: انظر فمن رأيتَه يَشْتِمُ الصحابةَ فأَخرِجْه (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 379، طبقات خليفة: ت 1297، تاريخ خليفة: 451، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 135، التاريخ الصغير 2/ 218، ثقات العجلي: ص 212، المعارف: ص 509، المعرفة والتاريخ: 1/ 171 وغيرها، الجرح والتعديل: 4/ 259، مشاهير علماء الأمصار: ت 1363، تهذيب الكمال: ورقة 565، سير أعلام النبلاء: 8/ 281 - 284، تذكرة الحفاظ: 1/ 250، ميزان الاعتدال: 2/ 176، تذهيب التهذيب: 2/ 66، العبر: 1/ 274، تهذيب التهذيب: 4/ 282، طبقات الحفاظ: ص 106، خلاصة تذهيب الكمال: ص 160، شذرات الذهب: 1/ 292. (¬1) هو أبو عيسى -ويقال: أبو محمد- سليم بن عيسى بن سليم بن عامر الحنفي مولاهم الكوفي المقرئ. ضابط محرر حاذق، وهو أخص أصحاب حمزة وأضبطهم وأقومهم بحرفه. ترجمته في "غاية النهاية" 1/ 318. (¬2) الجرح والتعديل: 4/ 260. (¬3) ثقات العجلي: ص 212.

220 - إسماعيل بن جعفر

وكان حديثه نحوًا من أربعة آلاف حديث. مات سنة تسع وسبعين ومئة مع مالك وحمّاد وهو أصغر منهما قليلًا. رحمهم اللَّه. 220 - إسماعيلُ بنُ جَعْفر * (ع) ابن أبي كثير، الإمام العالم، أبو إسحاق الأَنْصاريُّ مولاهم المقرئ المدنيُّ الثقة. حدَّث عن: عبد الله بن أبي كثير، والعلاء بن عبد الرحمن، وأبي طُوالة، وربيعة الرَّأي، وطبقتهم. وقرأ القرآن على شيبة بن نِصَاح، ثم على نافع. حدَّث عنه: محمد بن سلام البيكَنْدي، وقُتيبة، وعليُّ بنُ حُجر، وإبراهيم بنُ عبد اللَّه الهروي، وأبو همَّام السَّكوني، ومحمد بن زُنْبور، وأبو عمر الدُّوري، وخلق. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 327، طبقات خليفة: ت 3206، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 349، الجرح والتعديل: 2/ 162، مشاهير علماء الأمصار: ت 1115، تاريخ بغداد: 6/ 218، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 24، تهذيب الكمال: 3/ 56 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 8/ 228 - 230، تذكرة الحفاظ: 1/ 250، العبر: 1/ 275، معرفة القراء الكبار: 1/ 144 وفيه استقصاء لمصادر ترجمته، تذهيب التهذيب: 1/ 62 / ب، الكاشف: 1/ 71، الوافي بالوفات: 9/ 104، البداية والنهاية: 10/ 275، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 163، النشر في القراءات العشر: 1/ 179، تهذيب التهذيب: 1/ 287، طبقات الحفاظ: ص 106، خلاصة تذهيب الكمال: ص 33، التحفة اللطيفة: 1/ 294، شذرات الذهب: 1/ 293، تاريخ التراث العربي: 1/ 136.

221 - المفضل بن فضالة

وأخذ عنه القراءة الكِسَائي، وسُليمان بن داود الهاشمي، والدُّوري. ونزل بغداد، فأدَّب بها عليَّ بنَ المهدي. قال ابن معين: ثقةٌ مأمون (¬1). مات سنة ثمانين ومئة. رحمةُ اللَّهِ عليه. 221 - المُفَضَّل بنُ فَضَالة * (ع) الإِمام الحجّة القدوة، قاضي مصر، أبو معاوية القِتْبانيُّ المصري. حدَّث عن: يزيد بن أبي حبيب، وعياش بن عبّاس القِتْباني، وعَقيل بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو صالح كاتب اللَّيث، وزكريّا بنُ يحيى كاتب العُمري، ومحمد بن رُمْح، ويزيدُ بنُ موهب الرّملي، وغيرهم. وثَّقه ابن مَعين، وغيرُه (¬2). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 163. * تاريخ ابن معين: 2/ 582، طبقات ابن سعد: 7/ 517، تاريخ البخاري الصغير: 2/ 223، أخبار القضاة: 3/ 237، الجرح والتعديل: 8/ 317، الولاة والقضاة: 377، حلية الأولياء: 8/ 321، أنساب السمعاني: 10/ 60، تهذيب الكمال: ورقة 1367، سير أعلام النبلاء 8/ 171 - 172، تذكرة الحفاظ: 1/ 251، العبرة 1/ 282، تذهيب التهذيب: 4/ 64، ميزان الاعتدال: 4/ 170، البداية والنهاية: 10/ 179، تهذيب التهذيب: 10/ 273، طبقات الحفاظ: ص 107، حسن المحاضرة: 2/ 301، خلاصة تذهيب الكمال: ص 386، شذرات الذهب: 1/ 297. (¬2) وشذ ابن سعد فقال: منكر الحديث.

222 - إبراهيم بن سعد

وقال أبو داود: كان مجابَ الدّعوة (¬1). وقال لَهِيعة بنُ عيسى: دعا المفضّل أن يذهب عنه الأمل، فأذهبَهُ اللهُ عنه، فكاد أن يُخْتلسَ عقلُه، فدعا اللهَ، فردَّ إليه الأمل (¬2). مات سنة إحدى وثمانين ومئة، عن أربع وسبعين سنة. رحمةُ اللهِ عليه. 222 - إبراهيم بن سعد * (ع) ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، الإمام الحافظ، أبو إسحاق المدني. سمع أباه، والزهري، وصفوان بن سُليم، ويزيد بن عبد اللَّه بن الهاد، وصالح بن كَيسان، وابنَ إسحاق، وجماعة. وعنه: ابناه يعقوب وسعد، وأحمدُ بن حنبل، ومنصورُ بنُ أبي مزاحم، والحسين بن سيّار الحرَّاني، وخلق. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1367. (¬2) المصدر السابق. * طبقات بن سعد: 7/ 322، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 188، التاريخ الصغير: 2/ 221، ثقات العجلي: ص 52، المعرفة والتاريخ: 1/ 174 وغيرها، الجرح والتعديل: 2/ 101، مشاهير علماء الأمصار: ت 1116، تاريخ بغداد: 6/ 81، تهذيب الكمال: 2/ 88 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 4/ 308 - 310، تذكرة الحفاظ: 1/ 252، العبر: 1/ 288، تذهيب التهذيب: 1/ 36، ميزان الاعتدال: 1/ 33، تهذيب التهذيب: 1/ 121، طبقات الحفاظ: ص 107، خلاصة تذهيب الكمال: ص 17، شذرات الذهب: 1/ 305، تاريخ التراث العربي: 1/ 138.

223 - إسماعيل بن عياش

ولي قضاء المدينة. وعاش خمسًا وسبعين سنة. وقد روى عنه من الكبار شعبة، واللَّيث بن سعد، وأجمعوا على الاحتجاج به. وقال إبراهيم بن حمزة الزّبيري: كان عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحوٌ من سبعةَ عشرَ ألف حديث في الأحكام سوى المغازي (¬1). قال ابن حبّان: كان من متقني أهل المدينة وساداتهم (¬2). مات سنة ثلاث -أو أربع- وثمانين ومئة. رحمةُ اللهِ عليه. 223 - إسماعيلُ بنُ عَيَّاش * (4) الإمام، محدّث الشام، أبو عتبة العَنْسيُّ الحِمْصي، أحد الأعلام. روى عن: شُرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد الألهاني، ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 83. (¬2) مشاهير علماء الأمصار: ص 141. * طبقات خليفة: ت 3038، تاريخ خليفة: 32، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 369، التاريخ الصغير: 2/ 226، المعرفة والتاريخ: 1/ 172 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 215، 277، ضعفاء العقيلي: 1/ 88، الجرح والتعديل: 2/ 191، المجروحين والضعفاء: 1/ 124، الكامل لابن عدي: 1/ 288، تاريخ بغداد: 6/ 221، أنساب السمعاني: 9/ 81، تهذيب الكمال: 3/ 163 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 2/ 318 - 328، ميزان الاعتدال: 1/ 240، العبر: 1/ 278، تذهيب التهذيب: 1/ 66، تذكرة الحفاظ: 1/ 233، تهذيب التهذيب: 1/ 321، طبقات الحفاظ: ص 108، خلاصة تذهيب الكمال: ص 35، شذرات الذهب: 1/ 294، تهذيب ابن عساكر: 3/ 39.

وأبي طُواله، وبَحِير بن سعد، وتميم بن عطيَّة، وسهيل بن أبي صالح، وطبقتهم. وعنه: أبو مُسْهِر، وأبو اليَمان، ومحمد بن بكّار بن الريّان، وداود بن عمرو الضَّبيّ، والحسن بن عرفة، وعثمانُ بنُ أبي شيبة، وخلائق. وحدَّث عنه من القدماء الأعمش، وغيره. وفد على المنصور، فولّاه خزانةَ الثياب. وكان نبيلًا جوادًا صادقًا، وكان من العلماء العاملين. قال أبو اليمان: كان إسماعيل جارنا، فكان يُحيي الليل، وربما قرأ، ثم قطع، ثم رجع، فسألته عن ذلك، فقال: أتذكَّر الحديث في الباب فأقطع الصَّلاة وأعلِّقه (¬1). وقال يحيى الوُحاظي: ما رأيت أكبر نفسًا من إسماعيل بن عيّاش، كنا إذا أتيناه لا يرضى لنا إلَّا بالخروف والحلواء (¬2). وقال ابن معين والفلّاس: هو ثقة فيما روى عن الشَّاميِّين (¬3). وقال يزيد بنُ هارون: ما رأيتُ شاميًّا ولا عراقيًّا أحفظَ من إسماعيل بن عيّاش، ما أدري ما الثوري (¬4)؟ . وقال غير واحدٍ من الأئمّة: ما حدَّث به عن أهل بلده صحيح، ¬

_ (¬1) الخبر مطولًا في "تهذيب الكمال": 3/ 169 - 170. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 222، وفي "الخبيص" لدل "الحلواء". (¬3) انظر المصدر السابق. (¬4) تهذيب الكمال: 3/ 172، وهو في "الجرح والتعديل" 2/ 191 دون قوله: ما أدري ما الثوري.

224 - مسلم بن خالد

وما حدَّث به عن غير أهل الشَّام فليس بصحيح، وكأنَّه كان يعتمد على حفظه، فوقع الخللُ في حديثه لذلك. وقال النَّسائي: ضعيف (¬1) مع أنَّه روى له. عاش ثمانين سنة، ومات سنةَ اثنتين وثمانين ومئة على الصّحيح، وقيل: سنة إحدى. ويقال: إنَّه ولد سنة ستٍّ ومئة. رحمه اللهُ. 224 - مسلمُ بنُ خالد * (د، ق) الإِمام الفقيه، شيخ الحرم، أبو خالد المخزوميُّ مولاهم المكِّي، المشهور بالزَّنْجِي. حدَّث عن ابنِ أبي مُليكة، وابنِ شهاب، وعمرو بن دينار، وزيد بن أَسلم، وهشام بن عُروة، وطبقتهم. ولازم ابنَ جريج مدَّة، وتفقَّه، وأفتى، وتصدَّر للعلم، وحمل الحروف عن عبد الله بن كثير، وهو الَّذي أذن للشافعيِّ في الإِفتاء. ¬

_ (¬1) الضعفاء والمتروكين: ص 16. * طبقات ابن سعد: 5/ 499، طبقات خليفة: ت 2597، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 260، التاريخ الصغير: 2/ 263، المعارف: ص 511، المعرفة والتاريخ: 3/ 51، ضعفاء العقيلي: 4/ 150، الجرح والتعديل: 8/ 183، مشاهير علماء الأمصار: ت 1177، الكامل لابن عدي: 6/ 2310، طبقات الشيرازي: ص 71، أنساب السمعاني: 6/ 310، تهذيب الكمال: ورقة 1326، سير أعلام النبلاء: 8/ 176 - 178، تذهيب التهذيب: 4/ 37، تذكرة الحفاظ: 1/ 255، ميزان الاعتدال: 2/ 104، العبر: 1/ 277، العقد الثمين: 7/ 187، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 297، تهذيب التهذيب: 1/ 128، النجوم الزاهرة: 2/ 101، طبقات الحفاظ: ص 109، خلاصة تذهيب الكمال: ص 375، شذرات الذهب: 1/ 294.

حدَّث عنه: الشَّافعي، ومروان الطّاطَري، والحُمَيدي، ومسدّد، والحكمُ بنُ موسى، وإبراهيمُ بنُ موسى الحافظ، وهشام بن عمّار، وغيرهم. قال الأزرقي: كان فقيهًا، عابدًا، يصوم الدَّهر (¬1). وقال ابنُ مَعين: ليس به بأس (¬2). وقال ابن عدي: حسن الحديث، أرجو أنَّه لا بأس به (¬3). وقال أبو داود: ضعيف الحديث (¬4). وقال البخاري: منكر الحديث (¬5). وقال أبو حاتم: لا يحتج به (¬6). وقال إبراهيم الحربيّ: كان فقيهَ مكة (¬7). قال سويد: سمِّيَ الزَّنْجيَّ لسَواده. وأما ابنُ سعد وغيره فقالوا: كان أشقر، لُقِّب بالزَّنْجي بالضِّد (¬8). مات سنةَ ثمانين ومئة، وله ثمانون سنة. رحمهُ اللَّهُ. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 5/ 499. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1326. (¬3) الكامل لابن عدي: 6/ 2313. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1326. (¬5) التاريخ الكبير: 7/ 260. (¬6) الجرح والتعديل: 8/ 183. (¬7) تهذيب الكمال: ورقة 1326 - 1327. (¬8) انظر حول تسميته بالزنجي "أنساب السمعاني" 6/ 310.

225 - يزيد بن زريع

225 - يزيدُ بنُ زُرَيْع * (ع) الحافظ الثِّقة، محدِّثُ البصرة، أبو معاوية العَيشيُّ البصري. حدّث عن: أيُّوب السّخْتِيَاني، وخالد الحذَّاء، وحبيب المعلّم، وحسين المعلّم، ويونس، والجُرَيري، وروح بن القاسم. وعنه: ابنُ المَديني، وأميّة بن بسطام، ومحمد بن المنهال الضَّرير، ومحمد بن منهال أخو حجّاج، وأحمدُ بنُ المقدام، ونصرُ بنُ علي الجَهْضمي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان ريحانةَ البصرة، ما أتقنَه، وما أحفظَه (¬1)! . وقال أبو حاتم: ثقة إمام (¬2). وقال أبو عَوانة: صحبتُ يزيدَ بنَ زريع أربعين سنةً يزداد في كلِّ سنة خيرًا (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 289، طبقات خليفة: ت 1901، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 335، التاريخ الصغير: 2/ 228، ثقات العجلي: ص 478، المعارف: ص 508، المعرفة والتاريخ: 1/ 173 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 263، مشاهير علماء الأمصار: ت 1280، تهذيب الكمال: ورقة 1535، سير أعلام النبلاء: 8/ 296 - 299، العبر: 1/ 284، تهذيب التهذيب: 4/ 175، تذكرة الحفاظ: 1/ 256، تهذيب التهذيب: 11/ 325، طبقات الحفاظ: ص 110، خلاصة تذهيب الكمال: ص 371، شذرات الذهب: 1/ 298. (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 264. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 265. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1536.

226 - عبد الوارث بن سعيد

وقال بشر الحافي: كان يزيد متقنًا، حافظًا، ما أعلمُ أني رأيت مثلَه ومثلَ صحةِ حديثه (¬1). وقال يحيى القطّان: لم يكن ها هنا أحدٌ أثبتَ منه (¬2). وقال نصر بن علي: رأيتُ يزيدَ بنَ زريع في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: دخلتُ الجنَّة، قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصَّلاة (¬3). مات سنة اثنتين وثمانين ومئة، وله إحدى وثمانون سنة، وكان أبوه والي الْأُبُلَّة (¬4). رحمة اللَّهُ. 226 - عبدُ الوارثِ بنُ سَعيد * (ع) الحافظ الثبت، أبو عبيدة العنبريُّ مولاهم التَّنوريُّ البصري. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) المصدر السابق. (¬3) سير أعلام النبلاء: 8/ 297. (¬4) الأبلّة: بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الَّذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة. "معجم البلدان": 1/ 76 - 77. * طبقات ابن سعد: 7/ 289، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 118، التاريخ الصغير: 2/ 221، ثقات العجلي: ص 314، المعرفة والتاريخ: 1/ 171 وغيرها، الجرح والتعديل: 6/ 75، مشاهير علماء الأمصار: ت 1267، تهذيب الكمال: ورقة 872، سير أعلام النبلاء: 8/ 300 - 304، معرفة القراء الكبار: 1/ 163، الكاشف: 2/ 192، ميزان الاعتدال: 2/ 677، العبر: 1/ 276، تذكرة الحفاظ: 1/ 257، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 478، تهذيب التهذيب: 6/ 441، طبقات الحفاظ: ص 110، خلاصة تذهيب الكمال: ص 247، شذرات الذهب: 1/ 193.

حدَّث عن: أيّوب السَّخْتياني، ويزيد الرِّشْك، والجَعْد أبي عثمان، وشعيب بن الحَبْحاب، وأيّوب بن موسى، وعدّة. وعنه: مسدَّد، وقُتيبة، وبِشر بنُ هلال، وحميد بن مسعدة، وابنُه عبدُ الصَّمد، وخلق. وكان من أئمة هذا الشَّأن على بِدعةٍ فيه. قرأ على أبي عَمرو بن العلاء. قال محمود بن غَيلان: قيل لأبي داود: لِمَ لا تحدِّثُ عن عبد الوارث؟ قال: أحدِّثك عمَّن كان يزعمُ أن يومًا من عمرو بن عُبيد أكبرُ من عمر أيّوب، ويونس، وابن عَوْن؟ ! (¬1). وقال الحسنُ بنُ الرّبيع، كنّا نسمع من عبد الوارث، فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصلِّ خلفَه (¬2). وقيل لابن المبارك: لِمَ رويتَ عن عبد الوارث، وتركتَ عمرو بن عبيد؟ قال: إنَّ عَمرًا كان داعيًا. (¬3) ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 8/ 302. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الخبر في "تهذيب الكمال": ورقة 1045 ضمن ترجمة عمرو بن عبيد. وقول المؤلف: كان داعيًا، يعني: أنَّه كان يدعو إلى بدعة الاعتزال. وعمرو بن عبيدة هو أبو عثمان عمرو بن عبيد بن كيسان بن باب، ويقال: عمرو بن كيسان بن باب. قال ابن سعد في ترجمته: "معتزلي، صاحب رأي، ليس بشيء في الحديث". وانظر "المجروحين": 2/ 69 - 71.

227 - عبد الواحد بن زياد

وقال أبو عمر الجَرْمي: ما رأيتُ فقيهًا أفصحَ من عبد الوارث، وكان حمّاد بنُ سلمة أفصحَ منه (¬1). وقد أجمع الأئمة على الاحتجاج بعبد الوارث، وإنْ كان فيه بدعة، فإنه لم يكنْ داعيةً إليها، والله أعلم. مات سنةَ ثمانين ومئة في المحرَّم. ومولدُه سنةَ اثنتين ومئة. رحمةُ الله عليه. 227 - عبدُ الواحدِ بنُ زياد * (ع) الإمام الثِّقة، أبو بشر، ويقال: أبو عبيدة العَبْديُّ مولاهم البصري. حدَّث عن: كُلَيْب بن وائل، وحَبيب بن أبي عَمْرة، وعاصم الأحول، وعُمارة بن القَعْقاع، والأعمش، ومختار بن فُلْفُل، وعدّة. وعنه: أبو داود، وعفّان، ومسدَّد، وعُبيد الله القَواريري، ويحيى بن يحيى، وقُتيبة، وخلق. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 872. * طبقات ابن سعد: 7/ 289، طبقات خليفة: ت 1897، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 59، التاريخ الصغير: 2/ 218، ثقات العجلي: ص 313، المعارف: ص 513، الجرح والتعديل: 6/ 20، مشاهير علماء الأمصار: ت 1266، تهذيب الكمال: ورقة 867، سير أعلام النبلاء: 9/ 7 - 9، تذكرة الحفاظ: 1/ 258، ميزان الاعتدال: 2/ 672، الكاشف: 2/ 191، تذهيب التهذيب: 2/ 256 / ب، دول الإسلام: 1/ 115، العبر: 1/ 269، تهذيب التهذيب: 6/ 434، النجوم الزاهرة: 2/ 87، طبقات الحفاظ: ص 110، خلاصة تذهيب الكمال: ص 247، شذرات الذهب: 1/ 310.

228 - عبثر بن القاسم

وثقه أحمد، وغيره. وأما ابنُ مَعين فقال: ليس بشيء. قال الفلّاس وغيره: توفي سنة ستٍّ وثمانين (¬1) ومئة، وقال أحمد: سنة أربع. رحمهُ اللهُ. 228 - عَبْثَر بنُ القاسم * (ع) الحافظ، أبو زُبَيْد الزُّبَيديُّ الكوفي. روى عن: حُصين بن عبد الرحمن، ومطرِّف بن طريف، ومغيرة الضبيّ، والعلاء بن المسيَّب، وأشعث بن سَوَّار، وعدّة. وعنه: خلفُ بنُ هشام، وأحمد بن إبراهيم المَوْصِلي، وقُتيبة، وهنّاد بن السَّري، وأبو حَصين عبد الله بن أحمد اليَرْبوعي، وغيرهم. وهو مُجْمَع على ثقته. ذكره أبو داود فقال: ثقة ثقة (¬2). مات سنة ثمانٍ وسبعين ومئة. رحمهُ الله. ¬

_ (¬1) مثله في "التذكرة" و"الشذرات"، أما في "السير" و"طبقات ابن سعد" و"المعارف"، فوفاته سنة سبع وسبعين. * طبقات ابن سعد: 6/ 382، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 361 و 7/ 94، التاريخ الصغير: 2/ 216، المعرفة والتاريخ: 3/ 122، 145، الجرح والتعديل: 7/ 43، تاريخ بغداد: 12/ 310، تهذيب الكمال: ورقة 662، سير أعلام النبلاء: 8/ 227 - 228، العبر: 1/ 271 تذهيب التهذيب: 2/ 128 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 259، تهذيب التهذيب: 5/ 136، النجوم الزاهرة: 2/ 92، طبقات الحفاظ: ص 111، خلاصة تذهيب الكمال: ص 304، شذرات الذهب: 1/ 228. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 312.

229 - خالد بن عبد الله

229 - خالدُ بنُ عبدِ اللَّه * (ع) ابن عبد الرّحمن بن يزيد، الإمام الحافظ، أبو الهيثم، وأبو محمد الواسطيُّ الطَّحَّان. حدّث عن: حُصين بن عبد الرحمن، وسُهيل بن أبي صالح، والجُريري، وعبد الملك بن أبي سُليمان، ويونس بن عبيد، وخالد الحذَّاء. وعنه: ابنُه محمد، وعمرو بنُ عَوْن، وسعيدُ بنُ منصور، ومسدّد، وإسحاقُ بنُ شاهين، وخلق. وكان إمامًا، قانتًا لله، صالحًا. قال أحمد بن حنبل: كان ثقةً صالحًا في دينه، بلغني أنَّه اشترى نفسَه من الله ثلاث مرّات أو أربعًا، فتصدَّق بوزن نفسِه فضَّة (¬1). وقال التِّرمذي: خالدٌ ثقةٌ، صالحُ، حافظ (¬2). قال خليفة، وابن سعدة مات سنة اثنتين وثمانين ومئة. وأما عبد الحميد بن بَيَان فقال: مات في جمادى الأُولى سنة تسع وسبعين ومئة. رحمه اللَّه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 313، طبقات خليفة: ت 3190، تاريخ خليفة: 456، المعرفة والتاريخ: 1/ 171 وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 340، مشاهير علماء الأمصار: ت 1403، تاريخ بغداد: 8/ 294، أنساب السمعاني: 8/ 214، اللباب: 2/ 275، تهذيب الكمال: ورقة 358، سير أعلام النبلاء: 8/ 277 - 279، تذكرة الحفاظ: 1/ 259، تهذيب التهذيب: 1/ 189 / ب، العبر: 1/ 273، تهذيب التهذيب: 3/ 100، النجوم الزاهرة: 2/ 97، طبقات الحفاظ: ص 111، خلاصة تذهيب الكمال: ص 101، شذرات الذهب: 1/ 292. (¬1) الجرح والتعديل: 3/ 340. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 358.

230 - عباد بن عباد

230 - عَبَّاد بنُ عبَّاد * (ع) ابن حبيب بن المُهَلَّب بن أبي صفرة، الإمام الصّادق، أبو معاوية الأزديُّ المهلَّبيُّ. [العتكي] (¬1) البصري. حدَّث عن: أبي جمرة الضُّبَعي، وهشام بن عُروة، وعاصم الْأَحول، وطائفة. وعنه: أحمد بنُ حنبل، وقُتيبة، ومسدَّد، وابنُ مَعين، وأحمد بن مَنيع، والحسنُ بن عرفة، وجماعة. وكان شريفًا، نبيلًا، جليلًا، ثقةً، من العقلاء. قال ابنُ مَعين: ثقة، وهو أوثقُ وأكثرُ حديثًا من عبّاد بن العوّام (¬2). وقال ابنُ سعد: ثقة، ربّما غلط (¬3). وقال يعقوبُ بنُ شيبة: ثقةٌ صدوق (¬4). مات في رجب سنةَ إحدى وثمانين ومئة. رحمه اللَّه. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 327: تاريخ البخاري الكبير: 6/ 40، التاريخ الصغير: 2/ 219، الجرح والتعديل: 6/ 82، مشاهير علماء الأمصار: ت 1275، تاريخ بغداد: 11/ 101، أنساب السمعاني: 8/ 391، تهذيب الكمال: ورقة 651، سير أعلام النبلاء: 8/ 294 - 296، ميزان الاعتدال: 3/ 367: العبر: 1/ 280، تذكرة الحفاظ: 1/ 260، تهذيب التهذيب: 5/ 95، طبقات الحفاظ: ص 112، خلاصة تذهيب الكمال: ص 186، شذرات الذهب: 1/ 295. (¬1) زيادة من مصادر الترجمة، وبهذه النسبة ترجمه السمعاني في "الأنساب". (¬2) صاحب الترجمة التالية، والخبر في "تاريخ بغداد": 11/ 103. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 327. (¬4) تاريخ بغداد: 11/ 103.

231 - عباد بن العوام

231 - عَبَّادُ بنُ العَوَّام * (ع) الإِمامُ المحدّث، أبو سَهْل الواسِطي [الكِلابي] (¬1). حدَّث عن: أبي مالك الأشْجَعي، وعبد الله بن أبي نجيح، والجُريري، وأبي إسحاق الشَّيباني، وابن عَوْن، وطبقتهم. وعنه: أحمدُ بنُ حنبل، وعمرو النَّاقد، وزياد بن أيّوب، والحسنُ بن عرفة، وعليُّ بنُ مسلم الطُّوسي، وخلق. وثقه أبو داود، وغيره. وقال ابن سعد: كان من نبلاء الرِّجال في كلِّ أمره، وكان يتشيَّع، فحبسَهُ الرَّشيد زمانًا، ثم خلَّى عنه، فأقام ببغداد (¬2). وأثنى عليه وكيع، وغيره. وقد اختلف في وفاته بعد سنة ثمانين ومئة على أقوال: ثلاث، وخمس، وست، وسبع وثمانين. رحمه اللَّه. ¬

_ * طبقات ابن سعد 7/ 330، طبقات خليفة: ت 3210، تاريخ خليفة: 457، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 46، التاريخ الصغير: 2/ 238، ثقات العجلي، ص 247، الجرح والتعديل: 6/ 83، مشاهير علماء الأمصار: ت 1404، تاريخ بغداد: 11/ 104، تهذيب الكمال: ورقة 652، سير أعلام النبلاء: 8/ 511 - 512، تذكرة الحفاظ: 1/ 261 تهذيب التهذيب: 2/ 121 / ب، العبر: 1/ 293، تهذيب التهذيب: 5/ 99، طبقات الحفاظ: ص 112، خلاصة تذهيب الكمال: ص 187، شذرات الذهب 1/ 310. (¬1) زيادة من مصادر الترجمة. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 330.

232 - سفيان بن عيينة

232 - سُفيانُ بنُ عُيَينة * (ع) ابن مَيمون، الإمامُ العلّامةُ الحافظ، شيخ الإسلام، أبو محمد الهِلاليُّ الكوفي، محدِّثُ الحرم، مولى محمد بن مُزاحم أخي الضحّاك بن مُزاحم. ولد سنةَ سبعٍ ومئة، وطلب العلم في صغره. سمع: عمرو بنَ دينار، والزُّهري، وزياد بن عِلَاقة، وأبا إسحاق، والأسود بنَ قيس، وزيدَ بنَ أسلم، وعبد الله بن دينار، ومنصورَ بن المعتمر، وعبد الرّحمن بن القاسم، وخلقًا. حدَّث عنه: الأعمش، وابنُ جُريج، وشعبة، وغيرهم من شيوخه، وابنُ المبارك، وابن مَهْدي، والشَّافعي، وأحمدُ بنُ حنبل، وابنُ مَعين ¬

_ * طبقات ابن سعد: 5/ 497، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 94، التاريخ الصغير: 2/ 283، ثقات العجلي: ص 194، المعارف: ص 506، المعرفة والتاريخ: 1/ 185، 186 وغيرها، تاريخ الطبري: 1/ 10، الجرح والتعديل: 1/ 32 و 4/ 225، مشاهير علماء الأمصار: ت 1181، فهرست النديم: ص 282، حلية الصفوة: 7/ 270، تاريخ بغداد: 9/ 174، أنساب السمعاني: 12/ 356، صفة الصفوة: 2/ 130، اللباب: 3/ 396، وفيات الأعيان: 2/ 391، تهذيب الكمال: ورقة 515، سير أعلام النبلاء: 8/ 454 - 475، تهذيب التهذيب: 2/ 36، ميزان الاعتدال: 2/ 170، العبر: 1/ 321، تذكرة الحفاظ: 1/ 262، العقد الثمين: 4/ 591، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 308، تهذيب التهذيب: 4/ 117، طبقات الحفاظ: ص 113، خلاصة تذهيب الكمال: ص 145، طبقات المفسرين: 1/ 190، الطبقات الكبرى للشعراني: 40، الكواكب الدرية للمناوي: ص 117، شذرات الذهب: 1/ 354، هدية العارفين: 1/ 387، الرسالة المستطرفة: ص 41، إغاثة الشيعة: 35/ 151، تاريخ التراث العربي: 1/ 139.

وابن راهويه، وابن نُمَير، وأحمدٌ بنُ صالح، وأبو خَيثمة، والفلّاس، والزَّعفراني، ويونسُ بنُ عبد الأعلى، وسعدانُ بنُ نصر، وعليُّ بنُ حرب، ومحمدُ بنُ عيسى بن حَيّان المدائني، وزكريّا بن يحيى المَرْوزي، وأحمد بنُ شيبان الرّملي، وخلائق. وكان المحدِّثون يحجُّون، والباعثُ لهم على ذلك لقيُّ ابنِ عُيَينة، وكانوا يزدحمون عليه في أيّام الحجّ. وكان -رحمه الله- إمامًا، حجُّة، حافظًا، واسعَ العلم، كبير القَدْر. قال الشافعي: لولا مالكٌ وسفيانُ لذهب عِلْمُ الحجاز (¬1). وعن الشَّافعيِّ قال: وجدتُ أحاديثَ الْأَحكام كلَّها عند مالكٍ سوى ثلاثين حديثًا، ووجدتُها كلَّها عند ابنِ عُيينة سوى ستَّةِ أحاديث (¬2). وقال ابنُ مَهْدي: كان ابنُ عُيَينة من أعلم النّاس بحديث أهل الحجاز (¬3). وقال البخاري: ابنُ عُيَينة أحفظ من حمّاد بن زيد (¬4). وقال حرملة: سمعتُ الشّافعيَّ يقول: ما رأيتُ أحدًا فيه من آلة العلم ما في سفيان، وما رأيتُ أحدًا أكفَّ عن الفتيا منه، وما رأيتُ أحدًا أحسنَ لتفسير الحديث منه (¬5). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 1/ 32. (¬2) سير أعلام النبلاء: 8/ 457. (¬3) الجرح والتعديل: 1/ 32. (¬4) سير أعلام النبلاء: 8/ 457 - 458. (¬5) الجرح والتعديل: 1/ 32 - 33.

وقال ابن وهب: لا أعلمُ أحدًا أعلمَ بالتفسير منه (¬1). وقال أحمد: ما رأيتُ أعلمَ بالسّنن منه (¬2). وقال ابن المديني: ما في أصحاب الزُّهريِّ أتقنُ من ابنِ عُيَينة (¬3). وقال العِجْلي: كان ابنُ عُيَينة ثبتًا في الحديث، وحديثُهُ نحو من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب (¬4). وقال ابنُ مَعين: هو أثبتُ النّاس في عَمرو بنِ دينار (¬5). وكان سفيان يقول: سمعتُ من عمرو بن دينار ما لبث نوحٌ في قومه (¬6). حجَّ -رحمه اللَّه- سبعين حجَّة. ومات في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين ومئة. رحمة اللَّهِ عليه ورضوانه. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 1/ 33. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الجرح والتعديل: 1/ 52. (¬4) ثقات العجلي: ص 194 - 195. (¬5) تاريخ بغداد: 9/ 181. (¬6) تاريخ بغداد: 9/ 181، وأورده الذهبي في "السير": 8/ 460، وقال: يعني تسع مئة وخمسين سنة.

233 - أبو بكر بن عياش

233 - أبو بكر بنُ عَيَّاش * (خ، 4) الإِمام القدوة، شيخ الإسلام، الكوفيُّ المقرئ، مولى واصل الأحدب، الأسَديُّ الحنَّاط. في اسمه أقوالٌ (¬1) أصحُّها كنيتُه أو شعبة، وقال النَّسائي: محمد. عرض القرآن ثلاثَ مرَّاتٍ على عاصم. قرأ عليه الكِسَائي، ويحيى العُلَيمي، وأبو يوسف الأعمش، وجماعة. وقد سمع من: إسماعيل السُّدِّي، وعثمانَ بنِ عاصم، وأبي إسحاق السَّبيعي، وعبد الملك بن عُمير، وخلق. حدَّث عنه: ابن المبارك، وأبو داود الطيالسي، وأحمد بنُ حنبل، وأبو كُريب، وابنُ نُمَير، والحسنُ بنُ عرفة، وأحمد بن عبد الجبّار العُطَاردي، وخلق. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 696، طبقات ابن سعد: 6/ 386، طبقات خليفة: ت 1299، تاريخ خليفة: 466، تاريخ البخاري الكبير: 9/ 14، التاريخ الصغير: 2/ 272، ثقات العجلي: ص 492، المعرفة والتاريخ: 1/ 150، 182 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 348، مشاهير علماء الأمصار: ت 1373، حيلة الأولياء: 7/ 303، تاريخ بعداد: 14/ 371، أنساب السمعاني: 4/ 239، تهذيب الكمال: ورقة 1590، سير أعلام النبلاء: 8/ 495 - 508، تذهيب التهذيب: 4/ 202، تذكرة الحفاظ: 1/ 265، ميزان الاعتدال: 4/ 499، العبر: 1/ 311، معرفة القراء الكبار: 1/ 134، طبقات الفراء لابن الجزري: 1/ 325، تهذيب التهذيب: 12/ 34، النجوم الزاهرة: 2/ 144، طبقات الحفاظ: ص 113، خلاصة تذهيب الكمال: ص 445، شذرات الذهب: 1/ 334. (¬1) انظر هذه الأقوال في "السير": 8/ 495.

قال أحمد بن حنبل: ثقة، ربما غلط، وهو صاحب قرآنٍ وخير (¬1). وقال ابن المبارك: ما رأيتُ أحدًا أسرعَ إلى السنّة من أبي بكر بن عيّاش (¬2). وقال يعقوث بنُ شيبة: أبو بكر معروفٌ بالصَّلاح البارع، وكان له فقهٌ وعلمٌ بالأخبار، وفي حديثه اضطراب (¬3). وقال أبو داود: ثقة (¬4). وقال يزيد بن هارون: كان خيِّرًا، فاضلًا، لم يضع جَنْبَهُ إلى الأرض أربعينَ سنة (¬5). وقال يحيى الحِمّاني: حدَّثني أبو بكرٍ قال: جئت ليلةً إلى زمزم، فاستقيت منها دلوًا عسلًا ولبنًا (¬6). وقال أبو هشام الرّفاعي: سمعت أبا بكر بنَ عيّاش يقول: الخلق أربعةٌ: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور: فالمعذورُ البهائم، والمخبورُ بنو آدم، والمجبورُ الملائكة، والمثبورُ إبليس (¬7). ولد أبو بكر سنةَ ستٍّ وتسعين. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 349 - 350. (¬2) ميزان الاعتدال: 4/ 501. (¬3) سير أعلام النبلاء: 8/ 501. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 379. (¬5) تاريخ بغداد: 14/ 380. (¬6) المصدر السابق. (¬7) ميزان الاعتدال: 4/ 502.

234 - معتمر بن سليمان

ومات في جمادى الأُولى سنة ثلاثٍ وتسعين ومئة. قال يحيى الحِمّاني: لما احتُضِرَ أبو بكرٍ بكتْ أختُه، فقال: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزّاوية، ختمتُ فيها ثمانيةَ عشرَ ألف ختمة (¬1). رحمة اللَّهِ عليه. 234 - مُعْتَمِرُ بنُ سُليمان * (ع) الإمام الحافظ الثقة، أبو محمد التَّيميُّ البصري، محدِّثُ البصرة. حدَّث عن: أبيه، وعبد الملك بن عُمير، ومنصور بن المُعْتمر، وأيوب السّخْتياني، والرُّكين بن الربيع، وليث بن أبي سليم، وعمرو بن دينار القَهْرمان (¬2)، وعدّة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن مَعين، والفلّاس، وخليفة بن خيّاط، وأبو كُرَيب، والحسنُ بنُ عرفة، ويعقوب الدَّوْرقي، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 383. * طبقات ابن سعد: 7/ 290، طبقات خليفة: ت 1903، التاريخ الصغير: 2/ 241، ثقات العجلي: ص 433، المعرفة والتاريخ: 1/ 178 وغيرها، الجرح والتعديل: 2/ 408، مشاهير علماء الأمصار: ت 1271، أنساب السمعاني: 3/ 118، تهذيب الكمال: ورقة 1350، تذهيب التهذيب: 4/ 54 / ب، العبر: 1/ 298، سير أعلام النبلاء: 8/ 477 - 479، ميزان الاعتدال: 4/ 142، تذكرة الحفاظ: 1/ 266، تهذيب التهذيب: 10/ 227، طبقات الحفاظ: ص 114، خلاصة تذهيب الكمال: ص 397، شذرات الذهب: 6/ 311، الرسالة المستطرفة: ص 110. (¬2) هو أبو يحيى، عمرو بن دينار البصري الأعور، قهرمان آل الزبير بن شعيب. ترجمته في "الجرح والتعديل": 6/ 232. والقهرمان في اللغة: هو الوكيل الحافظ لما تحت يديه والقائم بأمور الرجل، واللفظ فارسي معرب. انظر "اللسان" مادة: قهرم.

235 - يحيى بن زكرياء

مولده سنةَ ستٍّ ومئة. وكان موصوفًا بالثِّقة والإِتقان والعبادة والورع، حتَّى قال خالد: ما معتمرٌ عندنا بدونِ سليمانَ التَّيمي. وقال سعيد بن عيسى الكُرَيزي: مات معتمرٌ يومَ قُتِلَ زبَّان الطَّليقي (¬1)، فكان الناسُ يقولون: مات اليومَ أعبدُ النّاس، وقُتِلَ أشطرُ النّاس. مات في صفر سنةَ سبعٍ وثمانين ومئة. رحمة اللَّهِ عليه. 235 - يحيى بن زكرياء * (ع) ابن أبي زائدة، الحافظُ الثبت المتقنُ الفقيه، أبو سعيد الهَمْدانيُّ الوادعيُّ مولاهم الكوفي، صاحب أبي حنيفة. روى عن: أبيه، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وهشام بن عُروة، وعبيد اللَّه بن عمر، وليثِ بنِ أبي سُليم، وأبي مالك الأشجعي. ¬

_ (¬1) زبان الطليقي: بصري كان يدعى الشطارة. انظر "الإكمال" لابن ماكولا: 4/ 115، والخبر فيه. * طبقات ابن سعد: 6/ 393، تاريخ خليفة: 118، 158، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 273، التاريخ الصغير: 2/ 231، ثقات العجلي: ص 471؛ الجرح والتعديل: 9/ 144، مشاهير علماء الأمصار: ت 1381، فهرست النديم: ص 282، تاريخ بغداد: 14/ 114، تهذيب الكمال: ورقة 1465، سير أعلام النبلاء: 8/ 337 - 341، تذهيب التهذيب: 4/ 153 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 267، ميزان الاعتدال: 4/ 374، العبر: 1/ 283، مرآة الجنان: 1/ 382، الجواهر المضية: 2/ 211، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 370، تهذيب التهذيب: 11/ 208، طبقات الحفاظ: ص 114، خلاصة تذهيب الكمال: ص 423، مفتاح السعادة: 2/ 119، شذرات الذهب: 1/ 298، الفوائد البهية: ص 224، هدية العارفين: 2/ 513.

236 - عبد العزيز بن أبي حازم

وعنه: أحمدُ بنُ حنبل، وإبراهيمْ بنُ موسى الفرّاء، وأبو كريب، وزياد بنُ أيّوب، ويعقوب بنُ إبراهيم، والحسن بن عرفة، وغيرهم. وكان إمامًا، صاحبَ تصانيف. قال ابن المديني: لم يكنْ بالكوفة بعدَ سفيان الثَّوري أثبت منه. وقال أيضًا: انتهى العلمُ إلى يحيى بنِ أبي زائدة في زمانه (¬1). وقال ابن عُيَينة: ما قدم علينا أحدٌ يشبه هذين: ابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة (¬2). وقال يحيى القطان: ما بالكوفة أحدٌ يخالفني أشدّ عليَّ من ابنِ أبي زائدة (¬3). وَلِيَ يحيى قضاءَ المدائن، وبها توفي سنةَ اثنتين وثمانين ومئة، وقيل: سنة ثلاث، وله ثلاثٌ وستُّون سنة. 236 - عبد العزيز بنُ أبي حازم * (ع) سلمة بن دينار، الإمامُ الفقيه، أبو تمّام المَديني. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 115. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 117. (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 144. * طبقات ابن سعد: 5/ 424، طبقات خليفة: ت 2494، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 26، التاريخ الصغير: 2/ 236، ثقات العجلي: ص 304، المعارف، ص 479، المعرفة والتاريخ: 1/ 429، 685، ضعفاء العقيلي: 3/ 10، الجرح والتعديل: 5/ 382، مشاهير علماء الأمصار: ت 1119، تهذيب الكمال: ورقة 839، سير أعلام النبلاء: 8/ 363 - 364، ميزان الاعتدال: 2/ 626، العبر: 1/ 289، تذهيب التهذيب: 2/ 239 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 268، تهذيب التهذيب: 6/ 233، طبقات الحفاظ ص 114، خلاصة تذهيب الكمال: ص 239، شذرات الذهب: 1/ 306.

حدَّث عن: أبيه، وزيد بنِ أسلم، وسهيل، والعلاء بن عبد الرحمن، ويزيد بن الهَاد، وموسى بن عُقبة، وعدّة. وعنه: الحُمَيدي، وأبو مصعب، وعليُّ بنُ حُجر، وعمرو الناقد، ويعقوب الدَّوْرقي، ويحيى بنُ أكثم، وغيرهم. وكان فقيهًا، كبيرَ الشَّأن. قال ابنُ مَعين: صدوق (¬1). وقال مصعب الزُّبيري: أوصى إليه سليمانُ بنُ بلال (¬2) بكتبه، فكانت عنده قد بال عليها الفأر، فكان يقرأ ما استبان له منها، ويدع ما لا يعرف. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعدَ مالكٍ أفقهُ من ابن أبي حازم (¬3). وقال أبو حاتم: هو أفقهُ من الدَّراوَرْدي (¬4). وقال أحمد بنُ أبي خَيثمة: سمعتُ يحيى بنَ مَعين يقول: ابنُ أبي حازم ليس بثقةٍ في حديث أبيه، ولم يُتَابَع ابنُ مَعين على هذا، بل هو ثقةٌ في أبيهِ وفي غيره (¬5). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 383. (¬2) تقدمت ترجمته برقم (203). (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 382. (¬4) الدراوردي: هو صاحب الترجمة القادمة، والخبر في "الجرح والتعديل": 5/ 383 وتمامه، والدراوري أوسع حديثًا. (¬5) سير أعلام النبلاء: 8/ 364.

237 - عبد العزيز بن محمد بن عبيد

وقد وثقه غيرُ واحدٍ من الأئمَّة، واحتجَّ به أصحابُ الصحيح. وقال ابن حِبّان: هو من خيار أهل المدينة، ومتقنيهم (¬1). قال ابن سعد: ولد سنة سبع ومئة. وتوفي ساجدًا في سنة أربعٍ وثمانين ومئة. 237 - عبد العزيز بنُ محمد بنِ عُبيد * (م، 4، خ مقرونًا) الإمامُ المحدِّث، أبو محمد الجُهَنيُّ مولاهم المدنيُّ الدَّرَاوَرْدي، ودَرَاوَرْد: من قرى خُراسان. حدَّث عن: صفوان بن سُليم، ويزيد بن الهَاد، وأبي طُوَالة، وثور بن زيد، وسُهيل بن أبي صالح، وعدّة. وعنه: شعبة، وسفيان مع تقدُّمِهما، وإسحاق بنُ راهويه، وعليُّ بنُ خَشْرم، وأحمدُ بنُ عبدة الضَّبِّي، ويعقوب الدَّوْرَقي، وأبو حُذافة السَّهْمي، وخلق. ¬

_ (¬1) مشاهير علماء الأمصار: ص 142. * تاريخ ابن معين: 2/ 367، طبقات ابن سعد: 5/ 424، طبقات خليفة: ت 2493، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 26، التاريخ الصغير 2/ 236، ثقات العجلي: ص 306، المعرفة والتاريخ: 1/ 429 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 3/ 20، الجرح والتعديل: 5/ 395، مشاهير علماء الأمصار: ت 1120، ذكر أخبار أصبهان: 2/ 125، أنساب السمعاني: 5/ 295، معجم البلدان: 2/ 447، اللباب: 1/ 496، تهذيب الكمال: ورقة 846، سير أعلام النبلاء: 8/ 366 - 369، العبر: 1/ 297، تذهيب التهذيب: 2/ 243 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 269، ميزان الاعتدال: 2/ 633، تهذيب التهذيب: 6/ 353، طبقات الحفاظ: ص 115، خلاصة تهذيب الكمال: ص 241، شذرات الذهب: 1/ 316.

238 - عبد العزيز بن عبد الصمد

قال ابن مَعين: هو أثبتُ من فُلَيح (¬1). وقال أبو زرعة: هو سيِّئُ الحفظ (¬2). وقال ابنُ حِبّان: كان من فقهاءِ أهل المدينة، وساداتهم (¬3). وقال معن بنُ عيسى: يصلح الدَّرَاورديُّ أن يكونَ أميرَ المؤمنين (¬4). روى له الجماعة، البخاريُّ مقرونًا بغيره. وتوفي سنةَ سبعٍ وثمانين ومئة. رحمه اللَّه. 238 - عبد العزيز بنُ عبد الصَّمد * (ع) العَمِّيُّ (¬5) البصريُّ الحافظ، أبو عبد الصَّمد. حدَّث عن: أبي عِمران الجَوْني، ومطر الورّاق، ومنصور بن المُعْتمر، وحُصَين بن عبد الرحمن، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين: 2/ 367، وقد تقدمت ترجمة فليح برقم (193). (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 396 وتمامه: فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 142. (¬4) ميزان الاعتدال: 2/ 634. * طبقات خليفة: ت 1910، ثقات العجلي: ص 305، الجرح والتعديل: 5/ 388، أنساب السمعاني: 64/ 9، تهذيب الكمال: ورقة 844، سير أعلام النبلاء: 8/ 369 - 370، العبر: 1/ 297، الكاشف: 2/ 177، تذهيب التهذيب: 2/ 242، تذكرة الحفاظ: 1/ 270، تهذيب التهذيب: 6/ 346، طبقات الحفاظ: ص 115، خلاصة تذهيب الكمال: ص 240، شذرات الذهب: 1/ 316. (¬5) هذه النسبة إلى (العم) وهو بطن من تميم، وقد ذكره جرير في شعره فقال: سيروا بني العم فالأهواز منزلكم ... ونهر تيرى فلم تعرفكم العرب

239 - عبد السلام بن حرب

وعنه: أحمد، وإسحاق، وزياد بنُ يحيى الحسَّاني، وبُنْدار، والفلّاس، والحسن بنُ عرفة، وآخرون. قال عبيدُ اللهِ القَواريري: حدَّثنا عبد العزيز العَمّي وكان حافظًا (¬1). وقال أحمد بن حنبل: ثقة (¬2). وقال الفلّاس: سمعتُ عبد الرحمن (¬3) يقول يومَ ماتَ عبدُ العزيز بن عبد الصَّمد: ما مات لكم شيخٌ مذ ثلاثينَ سنةً مثله. مات سنةَ سبع وثمانين ومئة. رحمه اللَّه. 239 - عبد السَّلام بنُ حَرْب * (ع) الحافظ، أبو بكر البصريُّ ثم الكوفيُّ المُلَائي، شَريك أبي نُعَيم في بيع المُلاء. سمع: أيّوب السّخْتياني، وعطاءَ بنَ السّائب، وخالدًا الحَذّاء، وإسحاق بن أبي فروة، وغيرهم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 389. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 388. (¬3) يعني: ابن مهدي، والخبر في "الجرح والتعديل" 5/ 389. * طبقات ابن سعد: 6/ 386، ثقات العجلي: ص 303، ضعفاء العقيلي: 3/ 69، الجرح والتعديل: 6/ 47، مشاهير علماء الأمصار: ت 1366، الكامل لابن عدي: 5/ 1967، أنساب السمعاني: 11/ 551، اللباب: 3/ 277، تهذيب الكمال: ورقة 834، سير أعلام النبلاء: 8/ 335 - 336، تذهيب التهذيب: 2/ 236 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 271 ميزان الاعتدال: 2/ 614، العبر 1/ 297، تهذيب التهذيب، 6/ 316، طبقات الحفاظ: ص 115، خلاصة تذهيب الكمال: ص 238، شذرات الذهب: 1/ 316.

وعنه: أبو بكر بنُ أبي شيبة، وهنّاد، وأبو سعيد الأشجّ، والحسنُ بنُ عرفة، وخلق. وكان مسندًا، معمَّرًا، ثقة. وُلد في حياة الصَّحابة. قال أبو حاتم الرّازي: كتب عنه أبو نُعيم ألوفًا من الحديث (¬1). وقال التّرمذي: ثقةٌ حافظ (¬2). وذكر الخطيب أنَّ ابنَ إسحاق روى عنه (¬3). وقال يعقوبُ بن شيبة: هو ثقة، وفي حديثه لين (¬4). وقال ابنُ مَعين: عبد السَّلام ثقة. والكوفيُّون يوثِّقونه (¬5). وقال القَواريري: أتيتُ عبد السَّلام بنَ حرب فقلت: حدَّثني، فإني غريب من البصرة، قال: كأنَّك تقول: جئتُ من السّماء. فلم بحدِّثني (¬6). وقال ابن المديني: كان يجلسُ في السَّنة مرة مجلسًا عامًّا (¬7). مات سنةَ سبعٍ وثمانين ومئة، وله ست وتسعون سنة. رحمه الله. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 834، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين. (¬2) المصدر السابق. (¬3) انظر "السابق واللاحق" ص 273. (¬4) ميزان الاعتدال: 2/ 615. (¬5) المصدر السابق. (¬6) سير أعلام النبلاء: 8/ 336. (¬7) المصدر السابق.

240 - جرير بن عبد الحميد

240 - جريرُ بنُ عبد الحميد * (ع) الحافظ الثقة، أبو عبد الله الضَّبِّي الكوفي، محدِّث الرَّي. ولد سنة عشرٍ مئة. وروى عن: منصور بن المُعْتمر، وحُصَين بن عبد الرحمن، وبَيَان بن بشر، وسُهيل، والأعمش، وعدّة. وقرأ القرآنَ على حمزة. حدَّث عنه: ابنُ المديني، وإسحاق، وقُتيبة، ويوسفُ بنُ موسى القطان، وأحمد بن حنبل، وعليُّ بنُ حُجر، وعثمانُ بنُ أبي شيبة، ومحمد بن حميد، وخلق. رحل إليه المحدِّثون لثقتِه، وحفظِه، وسَعَةِ علمه. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 1/ 82، طبقات ابن سعد: 7/ 381، طبقات خليفة: ت 1300 و 3167، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 212، ثقات العجلي: ص 96، ضعفاء العقيلي: 1/ 200، الجرح والتعديل: 2/ 505، تاريخ بغداد: 7/ 253، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 74، أنساب السمعاني: 8/ 144، تهذيب الكمال: 4/ 540 - 551 (طبعة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 9/ 9 - 18، تذهيب التهذيب: 1/ 105 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 271 ميزان الاعتدال: 1/ 394، العبر: 1/ 299، الكاشف: 1/ 127، دول الإسلام: 1/ 119، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 190، تهذيب التهذيب: 2/ 75، النجوم الزاهرة: 2/ 127، طبقات الحفاظ: ص 116، خلاصة تذهيب الكمال: ص 61، شذرات الذهب: 1/ 319.

241 - أبو خالد الأحمر

قال ابن مَعين: سمعتُه يقول: عُرض عليَّ بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القُرَّاء، فأبيتُ، ثم جئت [اليوم] أطلبُ ما عندهم (¬1). قال ابن مَعين: طلب جريرٌ الحديثَ خمسَ سنين فقط (¬2). توفي بالرَّيِّ في سنة ثمانٍ وثمانين ومئة. 241 - أبو خالد الأحمر * (ع) الحافظ، سليمانُ بنُ حيّان الأزديّ الكوفي. ولد سنة أربعَ عشرةَ ومئة. وحدّث عن: سليمان التَّيمي، وليث بن أبي سُليم، وهشام بن عُروة، وحُمَيد الطَّويل، وعدّة. وعنه: أحمد بن حنبل، وابنُ نُمير، وأبو كُريب، وسعيد بن الْأشجّ، ويوسف بن موسى القطّان، وإسحاق بنُ راهويه، وهنّاد بنُ السري، وحميدُ بنُ الرّبيع، وجماعة. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين: 2/ 81 والزيادة منه. (¬2) المصدر السابق. * تاريخ ابن معين: 2/ 229، طبقات ابن سعد: 6/ 391، طبقات خليفة: ت 1330، تاريخ خليفة: 458، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 4، ثقات العجلي: ص 201، ضعفاء العقيلي: 2/ 124، الجرح والتعديل: 4/ 106، مشاهير علماء الأمصار: ت 1361، تاريخ جرجان: ص 216، تهذيب الكمال: ورقة 537، سير أعلام النبلاء: 9/ 19 - 21، ميزان الاعتدال: 2/ 200، العبر: 1/ 303، تذهيب التهذيب: 1/ 46 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 272، الكاشف: 1/ 312، تهذيب التهذيب: 4/ 181، طبقات الحفاظ: ص 116، خلاصة تهذيب الكمال: ص 151، شذرات الذهب: 1/ 325.

242 - أبو إسحاق الفزاري

وثقه غيرُ واحد. وقال أبو حاتم: صدوق (¬1). مات سنة تسع وثمانين ومئة. رحمه الله. 242 - أبو إسحاق الفَزَاري * (ع) الإمام الحجَّة، شيخ الإسلام، إبراهيم بنُ محمد بن الحارث بن أسماء الكوفي، المرابط بثغر المِصِّيصة. حدَّث عن: عبد الملك بن عُمير، وعطاء بن السّائب، وسُهيل بن أبي صالح، وعُبيد اللَّه بن عمر، وطبقتهم. وعنه: ابنُ المبارك، وعبدُ اللَّهِ بنُ عَون الخرّاز، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهْم، ومحمد بن سلام البِيكَنْدي، وعليُّ بنُ بكار المِصِّيصي خاتمة أصحابه. وهو ابن عمِّ مروان بن معاوية الفَزَاري (¬2). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 107. * طبقات ابن سعد: 7/ 488، طبقات خليفة: ت 3053، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 321، التاريخ الصغير: 2/ 238، ثقات العجلي: ص 54، المعرفة والتاريخ: 1/ 177، الجرح والتعديل: 2/ 128، مشاهير علماء الأمصار: ت 1446، الكامل لابن الأثير: 6/ 174، تهذيب الكمال: 2/ 167 - 170 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 8/ 539 - 543، تذهيب التهذيب: 1/ 40 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 273، العبر: 1/ 290، تهذيب التهذيب: 1/ 151، طبقات الحفاظ: ص 117، خلاصة تذهيب الكمال: ص 20، شذرات الذهب: 1/ 307. (¬2) سترد ترجمة مروان برقم (256).

وقال ابنُ مَعين: ثقةٌ ثقة (¬1). وقال الفُضيل بنُ عِيَاض: ربّما اشتقتُ إلى المِصِّيصة ما بي فضل الرِّباط بل لأرى أبا إسحاق (¬2). وقال ابن سعد: أبو إسحاق ثقة، صاحب سنَّةٍ وغَزْو (¬3). وقال أبو حاتم: عظيم الغَناء في الإسلام ثقة مأمون (¬4). وقيل: إن الرّشيدَ أخذ زنديقًا ليقتلَه، فقال (¬5): أين أنتَ من ألفِ حديث وضعتها؟ قال: فأين أنتَ - يا عدوَّ اللَّه - من أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك يتخلّلانها فيُخرجانها حرفًا حرفًا. وقال أبو داود الطَّيالسي: مات أبو إسحاق الفَزَاري وليس على وجه الأرض أفضلُ منه (¬6). وعن ابن عُيَينة قال: واللَّهِ ما رأيتُ أحدًا أُقدِّمُهُ على أبي إسحاق الفَزَاريّ (¬7). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 129. (¬2) تهذيب الكمال: 2/ 169. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 844. (¬4) انظر "الجرح والتعديل" 2/ 129. (¬5) يعني: الرجل. والخبر في "السير": 8/ 542. (¬6) المصدر السابق. (¬7) المصدر السابق.

وقال ابن مَهْدي: إذا رأيتَ شاميًّا يُحبُّ الأوزاعيَّ وأبا إسحاق فاطمئِنَّ إليه (¬1). وقال ابن عُيَينة: قال لي أبو إسحاق الفَزَاري: دخلتُ على هارون، فقال: يا أبا إسحاق إنَّك في موضعٍ وفي شرف، فقلت، يا أميرَ المؤمنين ذلك لا يغني عنِّي في الآخرة شيئًا (¬2). وقال أبو أسامة: سمعتُ فُضيلَ بن عِيَاض يقول: رأيتُ النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - في النّوم وإلى جَنبِه فُرْجة، فذهبتُ لأجلسَ، فقال: هذا مجلسُ أبي إسحاق الفَزَاري (¬3). وقال الأوزاعي: أبو إسحاق - واللهِ - خير مني (¬4). وقال عليُّ بنُ بكار: لقيت ابنَ عَوْن فمَنْ بعدَه، ما رأيتُ فيهم أفقهَ من أبي إسحاق الفَزَاري (¬5). مات سنةَ خمسٍ -وقيل: سة ستٍّ- وثمانين ومئة. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) السير 8/ 542. (¬2) تذكرة الحفاظ: 1/ 274، وقد ورد الخبر في "السير" 8/ 542 وسقط منه قول سفيان: "قال لي أبو إسحاق الفزاري" فصار الكلام لابن عيينة. وهذا غلط بيّن. (¬3) سير أعلام النبلاء: 8/ 542 - 543. (¬4) جزء من خبر أورده الذهبي في "السير" 8/ 543 ولفظه بتمامه: "قال عطاء الخفاف: كنت عند الأوزاعي، فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق الفزاري، فقال لكاتبه: ابدأ به، فإنه - والله - خير مني. (¬5) المصدر السابق.

243 - عبد الله بن المبارك

243 - عبد اللَّه بنُ المُبارك * (ع) ابن واضح، الإِمامُ الحافظُ العلّامة، شيخ الإسلام، فخرُ المجاهدين، قدوةُ الزَّاهدين، أبو عبد الرّحمن الحَنْظَليُّ مولاهم المروزيُّ، التركيُّ الأب، الخوارزميُّ الأم، التاجر السَّفَّار، صاحبُ التَّصانيف النافِعَة، والرّحلات الشّاسِعَة. ولد سنةَ ثماني عشرة أو بعدها، وأفنى عمره في الأسفار حاجًّا، ومجاهدًا، وتاجرًا. سمع: سُليمانَ التَّيمي، وعاصمًا الأحوَل، وحُميدًا الطَّويل، ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 328، طبقات ابن سعد: 7/ 372، طبقات خليفة: ت 3137، تاريخ خليفة: 146، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 212، التاريخ الصغير: 2/ 225، ثقات العجلي: ص 275، المعارف: ص 511، المعرفة والتاريخ (انظر الفهرس)، الجرح والتعديل: 5/ 179، مشاهير علماء الأمصار: ت 1564، الولاة والقضاة: 368، فهرست النديم: ص 284، حلية الأولياء: 8/ 162، الانتقاء: 132، تاريخ بغداد: 10/ 152، طبقات الشيرازي: ص 94، ترتيب المدارك: 1/ 300، أنساب السمعاني: 4/ 251، صفة الصفوة: 4/ 134، الباب 1/ 396، وفيات الأعيان: 3/ 32، تهذيب الكمال: ورقة 731، سير أعلام النبلاء: 8/ 378 - 421 (ترجمة مطولة)، تذهيب التهذيب: 2/ 177 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 274، العبر: 1/ 280، الجواهر المضية: 2/ 324، الديباج المذهب، 130، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 446، تهذيب التهذيب: 5/ 382، النجوم الزاهرة: 2/ 103، طبقات الحفاظ: ص 117، خلاصة تهذيب الكمال: ص 211، طبقات المفسرين: 1/ 243، طبقات الشعراني: 50، شذرات الذهب: 1/ 295، الفوائد البهية: ص 103، هدية العارفين: 1/ 438، الرسالة المستطرفة: ص 48، تاريخ التراث العربي: 1/ 137.

والرّبيع بنَ أنس، وهشامَ بنَ عُروة، والجُرَيري، وإسماعيلَ بنَ أبي خالد، وخالدًا الحَذَّاء، وبُرَيد بن عبد الله بن أبي بُردة، وخلقًا. حدَّث عنه: ابنُ مَهْدي، وابنُ مَعين، وحِبّانُ بنُ موسى، وأبو بكرٍ وعثمانُ ابنا أبي شَيبة، وأحمدُ بنُ منيع، وأحمد بنُ جميل المَرْوزي، والحسنُ بنُ عيسى بن ماسَرْجس، والحسينُ بنُ الحسن المَرْوزي، والحسنُ بنُ عرفة، وخلائق. قال ابن مَهْدي: الأئمَّةُ أربعة: مالك، والثَّوري، وحمّاد بنُ زيد، وابنُ المبارك (¬1). وقال أيضًا: حدثنا ابن المبارك، وكان نسيجَ وَحْدِه (¬2). وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمانِ ابنِ المبارك أطلبُ للعلم منه (¬3). وقال شعبة: ما قدم علينا مثلُ ابن المبارك (¬4). [وقال أبو إسحاق الفَزاري: ابنُ المبارك] (¬5) إمام المسلمين (¬6). وقال ابن مَعين: كان ثقةً متثبتًا، وكانت كتبُهُ التي حدَّث بها نحوًا من عشرين ألف حديث (¬7). ¬

_ (¬1) طبقات الشيرازي: ص 94. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 161. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 732. (¬4) سير أعلام النبلاء: 8/ 384. (¬5) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، وما أثبتاه من "التذكرة". (¬6) تاريخ بغداد: 10/ 163. (¬7) تاريخ بغداد: 10/ 164.

وعن إسماعيل بن عيّاش قال: ماعلى وجهِ الأرض مثلُ ابنِ المبارك (¬1). وقال العبّاس بن مصعب، جمعَ ابن المبارك الحديثَ، والفقهَ، والعربيةَ، وأيامَ النّاس، والشَّجاعةَ، والسَّخاءَ، ومحبةَ الفِرق له (¬2). وقال أبو أسامة: هو أميرُ المؤمنين في الحديث (¬3). وقال الحسنُ بن عيسى بن ماسَرْجس: اجتمع جماعةٌ من أصحاب ابن المبارك، فقالوا: عدُّوا خصال ابنِ المبارك. فقالوا: جمع العلم، والفقه، والأدب، والنَّحو، واللُّغة، والزُّهد، والشَّجاعة، والشعر، والفَصاحة، وقيام اللَّيل، والعِبادة، والحجِّ، والغَزو، والفُروسيّة، [والقوة]، وترك الكلام فيما لا يَعنيه، والإنصاف، وقلَّة الخلاف على أصحابه (¬4). وقال شعيبُ بن حرب: لو جهدتُ جَهدي أن أكونَ في السنة ثلاثةَ أيّام على ما عليه ابن المبارك لم أقدِرْ (¬5). وقال ابن مَعين: ابن المبارك سيِّدٌ من سادات المسلمين (¬6). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 732. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 155. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 156. (¬4) سير أعلام النبلاء: 8/ 397 والزيادة منه. (¬5) الخبر بلفظه في "التذكرة" 1/ 276، وقد أورده الخطيب في "تاريخه" 10/ 162 والذهبي في "السير" 8/ 389 وفيهما أن شعيب بن حرب نقل هذا القول عن سفيان الثوري، فلعل قول شعيب: "قال سفيان" سقط من أصل "التذكرة"؟ ! (¬6) تاريخ بغداد: 10/ 165.

وقال محمدُ بنُ أعين (¬1): سمعتُ الفُضيل يقول: وربِّ هذا البيت ما رأتْ عيناي مثل ابن المبارك. وقال نعيم بنُ حماد، ما رأيت أعقلَ من ابنِ المبارك، ولا أكثرَ اجتهادًا في العبادة منه (¬2). وروى الحاكم بإسناده عن ابن المبارك قال: قدمتُ على سفيان الثوري، فقلت: ما بكَ؟ فقال: أنا مريضٌ وشارب دواء، وفي غمرة، فقلت: هاتوا بصلة، فشققتُها، وقلت: شُمَّها، فشمَّها، فعطس، وقال: الحمد لله ربِّ العالمين، فسكن الغمُّ الَّذي به، فقال: بخ بخٍ، فقيه وطبيب! مناقبُ ابن المبارك وفضائلُهُ كثيرة جدًّا، وهي مذكورة في "تاريخ نيسابور"، و"تاريخ بغداد" و"تاريخ دمشق"، وفي "الحلية"، وغيرها. قال أحمد بن عبد الله بنِ يونس: سمعتُ ابنَ المبارك قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال: من زَعم أن هذا مخلوق فقد كفرَ باللَّهِ العظيم (¬3). مات بهِيت (¬4) في رمضان سنةَ إحدى وثمانين ومئة. رحمة الله عليه ورضوانه. ¬

_ (¬1) وقع في "التذكرة" محمد بن عين، تصحيف. (¬2) سير أعلام النبلاء: 8/ 405. (¬3) سير أعلام النبلاء: 8/ 403. (¬4) هيت: بكسر الهاء وسكون الياء وآخره تاء مثناة من فوقها: مدينة على الفرات فوق الأنبار، من أعمال العراق، وهي ذات نخل كثير وخيرات واسعة. "معجم البلدان" 5/ 420 - 421.

244 - عيسى بن يونس

244 - عيسى بن يونس * (ع) ابن الإِمام أبي إسحاق عَمرو بن عبد اللَّه (¬1)، الإِمامُ القدوةُ الحافظ، أبو عَمرو الكوفيّ، نزيل الثَّغر بالحَدَثِ (¬2) مرابطًا. رأى جدَّه، وسمع: أباه، وهشامَ بنَ عُروة، وحسينًا المعلِّم، والأعمش، وابن أبي خالد، والجُرَيري، ومجالدًا، وزكريّا بنَ أبي زائدة، وعمر مولى غُفْرة، وطبقتهم. حدَّث عنه: حمّادُ بنُ سلمة مع تقدُّمِه، وإسحاقُ بنُ راهويه، ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 488، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 406، التاريخ الصغير: 2/ 143، ثقات العجلي: ص 380، الجرح والتعديل: 1/ 296، مشاهير علماء الأمصار: ت 1487، تاريخ بغداد: 11/ 152، أنساب السمعاني: 7/ 36، تهذيب الكمال: ورقة 1089، سير أعلام النبلاء: 8/ 489 - 490، تذهيب التهذيب: 3/ 13 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 279، العبر: 1/ 300، ميزان الاعتدال: 3/ 328، تهذيب التهذيب: 8/ 737، طبقات الحفاظ: ص 118، خلاصة تهذيب الكمال: ص 304، شذرات الذهب: 1/ 320. (¬1) السبيعي، تقدمت ترجمته برقم (97). (¬2) الحدث -بالتحريك وآخره ثاء مثلثة: قلعة حصينة بين ملطية وسمسيطاء ومرعش، وهي من الثغور الشامية، ويقال لها: الحمراء، لأن تربتها جميعًا حمراء. وقلعتها على جبل يقال له: الأحيدب. وقد ذكرها المتنبي في شعره حيث قال مادحًا سيف الدولة وذاكرًا بناءه لها سنة 343 بعد أن خربت بسبب وقعاته مع الروم: هل الحَدَثُ الحمراء تعرف لونها ... وتعلم أيّ الساقيين الغمائم سقتها الغمام الغرُّ قبل نزوله ... فلما دنا منها سقتها الجماجم بناها فأعلى والقنا تقرع القنا ... وموجُ المنايا حولها متلاطم انظر "معجم البلدان": 2/ 227 - 228، و"ديوان المتنبي": 4/ 96.

وإبراهيمُ بن موسى الفرّاء، وأبو بكر بنُ أبي شيبة، وسفيانُ بنُ (¬1) وكيع، وعليُّ بنُ حُجر، وعلي بن خَشْرم، ونصرُ بنُ علي، والحسنُ بنُ عرفة، وخلق. سُئل عنه ابن المديني فقال: بخٍ بخٍ، ثقة مأمون (¬2). وقال أحمد بن جَناب: غزا عيسى خمسًا وأربعين غَزوة، وحجَّ خمسًا وأربعين حجّة (¬3). وقال الوزير جعفر بن يحيى البَرْمكي: ما رأيت في القرّاء مثلَ عيسى بن يونس، وذكر أنَّه عرض عليه مئة ألف درهم، فردَّها وقال: واللهِ لا يتحدثُ أهلُ العلم أنِّي أكلت للسُّنَّةِ ثمنًا (¬4). وقال ابن سعد (¬5): كان ثقة ثبتًا. وقال الوليد بن مسلم: ما أُبالي منْ خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس، فإنِّي رأيت أخذه أخذًا مُحكمًا (¬6). وهو أفضلُ من بقي من علماء العرب، وأبو إسحاق الفَزَاري، ومخلد بن الحسين. ¬

_ (¬1) في "السير" 8/ 491: سفيان ووكيع، وهو تحريف. وسفيان بن وكيع: هو أبو محمد الرؤاسي الكوفي. ترجمته في "السير": 12/ 152. (¬2) الجرح والتعديل: 6/ 292. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1090. (¬4) الخبر مطولًا في "تاريخ بغداد" 11/ 154. وجعفر البرمكي: هو أبو الفضل جعفر بن بحيى بن خالد بن برمك ... وزير هارون الرشيد، كان من علو القدر وجلالة المنزلة عند الرشيد بحالة انفرد بها، وكان جوادًا سخيًّا، ومن ذوي الفصاحة والمشهورين باللسن والبلاغة. انظر "وفيات الأعيان": 1/ 132. (¬5) في "الطبقات": 7/ 488. (¬6) هنا ينتهي قول الوليد بن مسلم كما في "الجرح والتعديل" 6/ 292، و"تاريخ بغداد": 11/ 155، و"السير": 8/ 494. وتتمة الخبر - دون فاصل - في "التذكرة": 1/ 280.

245 - عبد الله بن إدريس

وقال محمد بن عبد الله بن عمّار؛ عيسى حجّة، أثبتُ من أخيه إسرائيل (¬1). وقال أبو زرعة: حافظ (¬2). وقال عبد اللَّه بن أحمد: سألتُ أبي عن عيسى بنِ يونس، فقال: عيسى يُسأل عنه؟ ! (¬3). قال أحمد بن جَناب وجماعة: مات عيسى سنةَ سبعٍ وثمانين. وقيل: سنة ثمان. وقيل: غير ذلك. رحمه اللَّه تعالى. 245 - عَبدُ اللَّهِ بنُ إدريس * (ع) ابن يزيد بن عبد الرّحمن، الإمامُ القدوةُ الحجّة، أبو محمد الأُوْديُّ (¬4) الكوفي، أحد الأعلام ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 155. (¬2) الجرح والتعديل 61/ 292. (¬3) المصدر السابق. * تاريخ ابن معين: 5/ 292، طبقات ابن سعد: 6/ 389، طبقات خليفة: ت 1303، تاريخ خليفة: 460، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 47، التاريخ الصغير: 2/ 269، ثقات العجلي: ص 249، المعارف: ص 511، الجرح والتعديل: 5/ 8، مشاهير علماء الأمصار: ت 1376، تاريخ بغداد: 5/ 419، أنساب السمعاني 60/ 278 وانظر أيضًا: 1/ 383، تهذيب الكمال؛ ورقة 666، سير أعلام النبلاء: 2/ 49 - 48، تذهيب التهذيب: 2/ 130، العبر: 1/ 308، الكاشف: 2/ 64، دول الإسلام: 1/ 121، تذكرة الحفاظ: 1/ 282، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 409، تهذيب التهذيب: 5/ 144، طبقات الحفاط: ص 118، خلاصة تذهيب الكمال: ص 190، شذرات الذهب: 1/ 330. (¬4) الزعافري: نسبة إلى "الزعافر" واسمه: عامر بن حرب بن سعد بن منبه بن أود - بطن من أود. وقد ترجم له السمعاني فيها.

حدَّث عن: أبيه: وسُهيل بن أبي صالح، وحُصين بن عبد الرحمن، وأبي إسحاق الشَّيباني، وهشام بن عُروة، والْأعمش، وابن جُريج، وخلق. وعنه: مالك، وابنُ المبارك، وأحمد، وإسحاق، ويحيى، وابنا أبي شيبة، والحسنُ بنُ عَرفة، وأبو كُريب، وأحمد بنُ عبد الجبّار العُطاردي، وخلائق. أقدمَهُ الرَّشيد ليولِّيَه القضاء، فأبى. قال بشر الحافي: ما شربَ أحدٌ ماءَ الفُرات فسلم إلَّا عبد اللَّه بن إدريس (¬1). وقال أحمد بن حنبل: كان ابنُ إدريس نسيجَ وحدِه (¬2). وقال يعقوبُ بنُ شيبة: كان عابدًا، فاضلًا، يسلك في كثير من فتياهُ ومذاهبِه مسلكَ أهلِ المدينة، ويخالف الكوفيِّين، وكان صديقًا لمالك. قال: وقيل: إنَّ جميعَ ما يرويه مالك في "الموطأ": بلغني عن عليٍّ [فيرسلها] أنَّه سمعة من ابنِ إدريس (¬3). وقال أبو حاتم: هو إمامٌ من أئمَّة المسلمين حجَّة (¬4). وقال الحسنُ بن عرفة: لم أرَ بالكوفة أفضلَ منه (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 418. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 420 والزيادة فيه. (¬4) الجرح والتعديل: 5/ 9. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 666.

246 - الهقل بن زياد

وقال الكِسَائي: قال لي الرَّشيد: مَنْ أقرأ النّاس؟ قلت: عبدُ اللَّهِ بنُ إدريس، ثم حسين الجُعْفي (¬1). وقال ابن عمّار: وكان ابنُ إدريس إذا لحق أحدٌ في كلامه لم يُحدِّثْه (¬2). ومناقبُهُ وفضائلُهُ كثيرة جدًّا، رحمه اللَّه. مولده سنةَ عشرين، ومات في ذي الحجّة سنةَ اثنتين وتسعين ومئة. رحمه الله تعالى. 246 - الهِقْلُ (¬3) بنُ زيَاد * (م، 4) الإِمام الثِّقة، أبو عبد اللَّه الدِّمشقي (¬4)، كاتبُ الأَوزاعي. حدَّث: عنه، وعن هشام بنِ حسّان، والمثنَّى بن الصبَّاح، وطلحة بن عمرو المكي، وحَرِيز بن عثمان. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 418. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 419. (¬3) قال ابن عساكر: "اسمه: محمد، وقيل، عبد الله، ولقبه الهقل". وقال الحكم بن موسى - فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 123: حدثنا هقل، واسمه: محمد بن زياد ... * ثقات العجلي: ص 460، المعرفة والتاريخ: 2/ 460، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 251 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 122، أنساب السمعاني: 7/ 98، تهذيب الكمال: ورقة 1451، سير أعلام النبلاء: 8/ 370 - 371، تذكرة الحفاظ: 1/ 284، تذهيب التهذيب: 4/ 121 / ب، العبر: 1/ 274، تهذيب التهذيب: 11/ 64، طبقات الحفاظ: ص 119، خلاصة تذهيب الكمال: ص 414، شذرات الذهب: 1/ 292. (¬4) السكسكي: نسبة إلى "السكاسك" بطن من كندة. وقد ترجم له السمعاني فيها.

247 - الهيثم بن حميد

روى عنه: أبو مُسْهِر، وأبو صالح الكاتب، وعليُّ بنُ حُجر، وسليمان بن بنتِ شرحبيل، وهشام بن عمّار، ومن القدماء الليثُ بن سعد، وغيرُه. وقال ابن مَعين: ما كان بالشام أحد أوثقَ من الهِقْل (¬1). وقال مروان الطَّاطَري: كان أعلمَ الناسِ بالأوزاعي، وبمجلسِهِ وفُتياه (¬2). قال أبو مُسهر وغيرُه: توفي الهِقلُ سنةَ تسعٍ وسبعين ومئة. رحمه الله تعالى. 247 - الهيثم بن حُميد * (4) الغسّانيُّ مولاهم الدمشقي، الفقيهُ الحافظ. روى عن: يحيى بن الحارث الذِّماري، وثور بن يزيد، والعلاء بن الحارث، والمُطْعِم بن المِقْدام، وداود بن أبي هند، وزيد بن واقد، وجماعة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1451. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 123. * المعرفة والتاريخ: 2/ 395، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 221 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 82، تهذيب الكمال: ورقة 1458، سير أعلام النبلاء: 8/ 353 - 354، تذهيب التهذيب: 4/ 126، تذكرة الحفاظ: 1/ 285، ميزان الاعتدال: 4/ 321، تهذيب التهذيب: 11/ 92، لسان الميزان: 7/ 422، طبقات الحفاظ: ص 119، خلاصة تذهيب الكمال: ص 412.

248 - يحيى بن يمان

حدَّث عنه: أبو مُسْهِر، وأبو تَوْبة الحلبي، وعبدُ اللهِ بنُ يوسف التِّنِّيسي، والحكمُ بنُ موسى، ومحمد بنُ عائذ، وعليُّ بنُ حُجر، وغيرهم. قال دُحَيم: كان أعلمَ الأوَّلين والآخرين بقول مَكْحول (¬1). وقال أبو داود: قَدَريٌّ ثقة (¬2). وقال النَّسائي: ليس به بأس (¬3). رحمه اللَّه تعالى (¬4). 248 - يحيى بنُ يَمان * (م، 4) الحافظ الصَّدوق، أبو زكريّا العِجْلي الكوفي. حدَّث عن: هشام بن عُروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والمِنْهال بن خليفة، والثّوري. وقرأ القرآنَ على حمزة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1458، وقد تقدمت ترجمة مكحول برقم (94). (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) قال الذهبي في "السير" 8/ 353: "ما ذكر ابن عساكر له وفاة، وقد عاش إلى قريب من سنة تسعين ومئة". * طبقات ابن سعد: 1/ 396، طبقات خليفة: ت 1326، تاريخ خليفة: 458، ثقات العجلي: ص 477، المعرفة والتاريخ: 1/ 721 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 4/ 433، الجرح والتعديل: 9/ 199، تهذيب الكمال: ورقة 1530، سير أعلام النبلاء: 8/ 356 - 357، العبرة 1/ 304، ميزان الاعتدال: 4/ 416، تذهيب التهذيب: 4/ 171 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 286، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 381، تهذيب التهذيب: 11/ 306، طبقات الحفاظ: ص 119، خلاصة تهذيب الكمال: ص 429، شذرات الذهب: 1/ 325.

249 - يحيى بن حمزة

حدَّث عنه: ابنُه داود، وبشرُ بنُ الحارث، وأبو كُريب، وسفيان بنُ وكيع، والحسن بن عرفة، وعليُّ بنُ حَرب، وخلق. قال ابن المديني: صدوق، فُلِجَ فتغيَّر حفظُه (¬1). وعن وكيعٍ قال: ما كان أحدٌ من أصحابنا أحفظَ للحديث من يحيى بن يَمان، كان يحفظُ في المجلس الواحد خمسمئة حديث، ثم نسيَ (¬2). وقال محمد بنُ عبيدِ الله بن نمير: كان سريعَ الحفظ، سريعَ النِّسيان (¬3). وقال أحمد: ليس بحجَّة (¬4). توفي سنةَ تسع وثمانين ومئة. رحمه الله تعالى. 249 - يحيى بنُ حمزة * (ع) الإمام، قاضي دمشق وعالمها، أبو عبد الرّحمن الحَضْرميُّ البَتلْهيُّ (¬5) الدِّمشقي. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1530. (¬2) المصدر السابق. (¬3) ميزان الاعتدال: 4/ 416. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1530. * طبقات ابن سعد: 7/ 469، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 268، التاريخ الصغير: 2/ 224، ثقات العجلي: ص 470، المعرفة والتاريخ: 1/ 174، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 173، 174 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 4/ 397، الجرح والتعديل: 9/ 136، تاريخ ابن عساكر: 18/ 29 / ب، تهذيب الكمال: ورقة 1497، سير أعلام النبلاء: 8/ 354 - 355، تذهيب التهذيب: 4/ 152، تذكرة الحفاظ: 1/ 286، العبر: 1/ 288، ميزان الاعتدال: 4/ 369، مرآة الجنان: 6/ 391، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 369، تهذيب التهذيب: 11/ 200، طبقات الحفاظ: ص 119، خلاصة تذهيب الكمال: ص 422، قضاة دمشق لابن طولون: ص 13، شذرات الذهب: 1/ 305. (¬5) هذه النسبة إلى (بيت لهيا) وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق. ذكرها ياقوت في =

حدَّث عن: عُروة بن رُويم، وعمرو بن مُهاجر، ومحمد بن الوليد الزُّبيدي، ويزيد بن أبي مريم، والْأوزاعي، وعدّة. وعنه: أبو مُسْهر الغسّاني، ومحمد بنُ عائِذ، والحكم بنُ موسى، وهشام بنُ عمّار، وعليُّ بنُ حُجر، وغيرهم. قال دُحيم: ثقة عالمٌ عالم (¬1)، ولا أشكُّ أنَّه لقي عليَّ بن يزيد. وقال أحمد: ليس به بأس (¬2). وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة، وهو صدوق (¬3). بقيَ في القضاء نحوًا من ثلاثينَ سنة. وتوفي سنة ثلاثٍ وثمانين ومئة. رحمه اللَّه تعالى. ¬

_ = "معجمه" 1/ 522 وقال: للشعراء فيها أشعار كثيرة منها قول أحمد بن منير الأطرابلسي: سقاها وروى من النيّرين ... إلى الغيضتين وحمُّورية إلى بيت لهيا إلى برزة ... دلاح مكفكفة الأوعية (¬1) سقطت كلمة (عالم) الثانية من "التذكرة"، والخبر في "تهذيب الكمال" ورقة 1497 بلفظ: ... لا أشك إلا أنَّه لقي علي ... (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 137. (¬3) المصدر السابق.

250 - المعافى بن عمران

250 - المُعَافى بنُ عِمْران * (خ، د، س) الإمامُ القدوةُ الحافظ، شيخ الجزيرة، أبو مسعود الأزديُّ المَوْصِلي. روى عن: ثَور بن يزيد، وجعفر بن بُرْقان، وهشام بن حسّان، وحَنظلة بن أبي سفيان، وابن جُريج، وابن أبي عَرُوبة، والأَوزاعي، وخلق. وعنه: بشر الحافي، ومحمدُ بنُ جعفر الوَرْكاني، وإبراهيمُ بنُ عبد الله الهَرَوي، ومحمدُ بنُ عبد الله بن عمّار، وعبدُ اللَّهِ بنُ أبي خِداش، وعدّة. وثقه ابنُ مَعين. وقال ابن سعد: كان ثقةً، فاضلًا، خيِّرًا، صاحبَ سنة (¬1). وكان ابنُ المبارك يقول: حدَّثني ذاك الرجُل الصَّالح (¬2). ¬

_ (*) طبقات ابن سعد: 7/ 487، طبقات خليفة: ت 3102، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 60، ثقات العجلي: ص 432، الجرح والتعديل: 8/ 399، مشاهير علماء الأمصار: ت 1489، تاريخ بغداد: 13/ 226، أنساب السمعاني: 11/ 523، تهذيب الكمال: ورقة 1342، سير أعلام النبلاء: 9/ 80 - 86، تذهيب التهذيب: 4/ 48 / ب، العبر: 1/ 291، ميزان الاعتدال: 4/ 134، الكاشف: 3/ 137، دول الإسلام: 1/ 118، تذكرة الحفاظ: 1/ 287، تهذيب التهذيب: 10/ 199، النجوم الزاهرة: 2/ 117، طبقات الحفاظ: ص 120، خلاصة تذهيب الكمال: ص 380، شذرات الذهب: 1/ 308، منية الأدباء: 119. (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 487. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 228.

وقال الثوري فيه: ذاك ياقوتة العُلَماء (¬1). وقال ابنُ عمَّار، لم أرَ أحدًا قطُّ أفضلَ منه (¬2). وساق أبو زكريّا يزيدُ بنُ محمد الأزديُّ ترجمتَه في "تاريخه" في بضع وعشرين ورقة، وقال: صنَّف المعافى في الزُّهد، والأدب [والسنن] والفتن، وغير ذلك (¬3). وقال بشرُ بنُ الحارث: قال الأوزاعي، وقد اجتمع عنده المعافى، وابن المبارك، وموسى بن أعين: هؤلاء أئمَّة النّاس، لكنْ لا أقدِّم على المَوْصليِّ أحدًا (¬4). وقال بشر: كان يحفظُ الحديثَ والمسائل، وكان في الفرح والحزن واحدًا، قتلت الخوارجُ له وَلَدين فما تبيَّن عليه شيء، ثم جمع أصحابَه وأطعَمَهُمْ وقال: أجَرَكم اللهُ في فلانٍ وفلان. قال: وكان صاحبَ دنيا واسعة، وضياعٍ كثيرة، وإذا جاء الغَلُّ بعثَ إلى أصحابه كفايتَهُم، وكانوا أربعةً وثلاثين رجلًا (¬5). وقيل لبشر الحافي: نراك تعشقُ المعافى! فقال: وما لي لا أعشقهُ، وقد كان سفيانُ يسمِّيه الياقوتَة (¬6). قال ابن عمَّار: مات سنةَ خمسٍ وثمانين ومئة، وقال غيرُه: سنة أربع. وكان من أبناء الستِّين. رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 228. (¬2) المصدر السابق. (¬3) سير أعلام النبلاء: 9/ 81، والزيادة منه ومن "التذكرة". (¬4) سير أعلام النبلاء: 9/ 82. (¬5) سير أعلام النبلاء: 9/ 83 - 84. (¬6) سير أعلام النبلاء: 9/ 83.

251 - بقية بن الوليد

251 - بقيَّة بنُ الوليد * (م، 4) الإمام الحافظ، محدِّث الشّام، أبو يُحْمِد الكَلَاعيُّ الحِمْيَريُّ المَيتَميُّ (¬1) الحِمْصيّ. حدَّث عن: محمد بن زياد الْألْهَاني، والزُّبيدي، وبَحِير بن سعد، وعبد اللَّه بن عمر، وثَور بن يزيد، وخلائق حتَّى أنّه روى عن إسحاق بن راهويه. حدَّث عنه: الأوزاعي، وشعبة، والحمّادان، ونُعيم بن حماد، وداود بن رُشَيد، وعليُّ بنُ حُجر، وعمرو بن عثمان، وأبو التَّقِيِّ اليَزَني، ومحمد بن مُصفَّى، وأبو عُتبة أحمدُ بنُ الفرج، وخلائق. قال ابن مَعين، وأبو زرعة، وغيرُهما: إذا روى بقيَّة عن ثقةٍ فهو حجّة (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 469، طبقات خليفة: ت 3044، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 150، التاريخ الصغير: 2/ 281، ثقات العجلي: ص 83، المعرفة والتاريخ: 2/ 424، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 69 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 1/ 162، الجرح والتعديل: 2/ 434، المجروحين والضعفاء: 1/ 200، الكامل لابن عدي: 2/ 504، تاريخ بغداد: 7/ 123، أنساب السمعاني: 10/ 516، الكامل لابن الأثير: 6/ 277، تهذيب الكمال: 4/ 192 - 200 (طبعة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 8/ 518 - 534، ميزان الاعتدال: 1/ 331، العبر: 1/ 323، تذهيب التهذيب: 1/ 87 / ب، تذكرة الحفاظ: ص 120، خلاصة تذهيب الكمال: ص 54، شذرات الذهب: 1/ 348، تهذيب ابن عساكر: 3/ 276. (¬1) هذه النسبة إلى (ميتم) بطن من ذي الكلاع من حِمير. وقد تصحفت في "الميزان" إلى "المتيمي" وتابعه على ذلك محقق "المجروحين". (¬2) انظر "الجرح والتعديل": 2/ 435.

وقال ابن المبارك: أعناني بقيّة، يسمِّي الكنى، ويكنِّي الأسماء (¬1). وقال أبو مُسْهر: أحاديثُ بقيّة ليستْ نقيَّة، فكنْ منها على تقيَّة (¬2). وقال النَّسائي: إذا قال: "حدَّثنا وأخبرنا" فهو ثقة، وإن قال: عن، فلا (¬3). وروي أنَّ هارون الرّشيد كتب عن بقيَّة، وقال له: إني لأحبُّك. وقال حجّاج بن الشّاعر: سألوا سفيانَ بنَ عُيينة عن حديث من المُلَح، فقال: أبو العجب أخبرنا بقيّةُ بن الوليد أخبرنا (¬4). وقال أبو التقِي: سمعتُ بقيَّةَ يقول: ما أرحمني ليوم الثلاثاء، ما يصومُه أحد (¬5)! وقال ابن مَعين: كان شعبةُ مبجِّلًا لبقيةَ لمّا قدم عليه (¬6). تفقَّهَ بقية بالأوزاعي. وروى له مسلم متابعةً حديثًا (¬7)، وأصحاب السّنن. وتوفي سنةَ سبع وتسعين ومئة. رحمه اللَّه تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 7/ 124. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 435. (¬3) تهذيب الكمال: 4/ 198 وتمامه ... فلا يؤخذ عنه، لأنَّه لا يُدرى عمن أخذه. (¬4) سير أعلام النبلاء: 8/ 523، وانظر "المجروحين": 1/ 201. (¬5) سير أعلام النبلاء: 8/ 531. (¬6) الجرح والتعديل: 2/ 435. (¬7) هو لي باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، رقم (1429) (101) ومتنه: "مَن دُعي إلى عرس أو نحوه فليجب".

252 - علي بن مسهر

252 - عليُّ بنُ مُسْهِر * (ع) الإمام الحافظ، أبو الحسن القرشيُّ مولاهم الكوفي، قاضي المَوْصل. حدّث عن: داود بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي مالك الأشْجعي، وزكريّا بن أبي زائدة، وعاصم الاحول، وخلق. وعنه: بشرُ بنُ آدم، وسُويد بن سعيد، وابنا أبي شيبة، وعليُّ بن حُجر، وهنَّاد بن السّري، وخلق. قال أحمد بن حنبل: هو أثبتُ من أبي معاوية في الحديث (¬1). وقال العِجْلي: كان ممن جمع بين الفقه والحديث، ثقة (¬2). وروى عبَّاسٌ عن يحيى قال: كان ثبتًا، ولي قضاء إِرْمينية (¬3). وقال ابنُ نُمير: دفن على كتبه (¬4). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 422، طبقات ابن سعد: 6/ 388، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 297، ثقات العجلي: ص 351، أخبار القضاة: 3/ 219، الجرح والتعديل: 6/ 204، مشاهير علماء الأمصار: ت 1357، تهذيب الكمال: ورقة 995، سير أعلام النبلاء: 8/ 484 - 487، العبر: 3/ 301، تذكرة الحفاظ: 1/ 290، تذهيب التهذيب: 3/ 74 / ب، نكت الهميان: ص 219، تهذيب التهذيب: 7/ 383، طبقات الحفاظ: ص 121، خلاصة تذهيب الكمال: ص 277، شذرات الذهب: 1/ 325. (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 204. (¬2) ثقات العجلي: ص 351. (¬3) تاريخ ابن معين: 2/ 423. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 995.

253 - عمر بن علي بن عطاء

وقال ابن مَعين: اشتكى عينَه بإِرْمينية، فقال قاض كان قبلَه للكحَّال: أذهبْ بصرَهُ وأعطيكَ مالًا، ففعل، ورجعَ إلى الكوفة أعمى (¬1). مات سنة تسعٍ وثمانين ومئة. 253 - عمرُ بنُ عليِّ بنِ عَطاء * (ع) ابن مقدَّم، الإِمام الثقة، أبو حفص المُقَدَّمي البصري، مولى ثقيف، وهو أبو عاصم، ومحمد، وعمُّ محمد بن أبي بكر المُقَدّمي. يروي عن: هشام بن عُروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي حازم المَديني، وخالد الحذاء. وعنه: خليفة بن خياط، وأحمد بن عَبْدَة، والفلّاس، وبُنْدار، وأبو الأشعث العِجْلي، وغيرهم. قال ابنُ مَعين: ما به بأس (¬2). وقال ابن سعد: ثقة، يدلِّس تدليسًا شديدًا، يقول: سمعت وحدثنا، ثم يسكت، ويقول: هشام بن عُروة (¬3). مات في جمادى الأُولى سنة تسعين ومئة. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين: 2/ 423، ونقله الصفدي في "نكت الهميان" ص 219. * طبقات ابن سعد: 7/ 291، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 180، التاريخ الصغير: 2/ 250، 251، ثقات العجلي: ص 360، ضعفاء العقيلي: 3/ 179، الجرح والتعديل: 6/ 124، مشاهير علماء الأمصار: ت 1274، أنساب السمعاني: 11/ 443، تهذيب الكمال: ورقة 1021، سير أعلام النبلاء: 8/ 513 - 514، ميزان الاعتدال: 3/ 214، العبر: 1/ 306، تذكرة الحفاظ 1/ 292، تهذيب التهذيب: 7/ 485، طبقات الحفاظ: ص 122، خلاصة تذهيب الكمال: ص 285، شذرات الذهب: 1/ 326. (¬2) الجرح والتعديل: 6/ 124. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 291.

254 - القاضي أبو يوسف

254 - القاضي أبو يوسف * (ع) الإمام العلّامة، فقيهُ العِراقَين، يعقوبُ بن إبراهيم الأنصاريُّ الكوفي، صاحبُ أبي حنيفة. روى عن: هشام بن عُروة، وأبي إسحاق الشَّيباني، وعطاء بن السَّائب، وطبقتهم. وعنه: محمد بن الحسن الفقيه، وأحمد بنُ حنبل، وابنُ مَعين، وبشر بن الوليد، وعلي بنُ الجَعْد، وعليُّ بنُ مسلم الطوسي، وخلق. نشأ في طلب العِلم، وكان أبوه فقيرًا، فكان أبو حنيفة يتعاهدُ أبا يوسف بمئةٍ بعدَ مئة. وقال المزني: أبو يوسف أتبعُ القوم للحديث (¬1). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 330، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 397، التاريخ الصغير: 2/ 228، المعارف: ص 499، المعرفة والتاريخ: 1/ 133 وغيرها، أخبار القضاة: 3/ 254، الجرح والتعديل: 9/ 201، مشاهير علماء الأمصار: ت 1356، فهرست النديم: ص 256، تاريخ جرجان: ص 487، الاستيعاب: ص 584 ضمن ترجمة سعد بن حبتة، الانتفاء: 172، تاريخ بغداد: 14/ 242، طبقات الشيرازي: ص 134، أنساب السمعاني: 2/ 86، وفيات الأعيان: 6/ 378، سير أعلام النبلاء: 8/ 535 - 539، ميزان الاعتدال: 4/ 474، العبر: 1/ 284، تذكرة الحفاظ: 1/ 292، مرآة الجنان: 1/ 382، الجواهر المضية: 2/ 220 (طبعة الهند)، النجوم الزاهرة: 2/ 107، تاج التراجم: 60، طبقات الحفاظ: ص 121، مفتاح السعادة: 2/ 100، شذرات الذهب: 1/ 298، الفوائد البهية: ص 225، مناقب الإمام أبي حنيفة: 2/ 143، هدية العارفين: 2/ 536، الرسالة المستطرفة: ص 52، طبقات الأصوليين: 1/ 108، تاريخ التراث العربي: 2/ 49. (¬1) ميزان الاعتدال: 4/ 447.

وقال يحيى بنُ يحيى التَّميمي: سمعتُ أبا يوسفَ يقول عند وفاته: كلُّ ما أَفتيتُ به فقد رجعتُ عنه إلَّا ما وافق الكتاب والسُّنة (¬1). وفي لفظ: إلَّا ما في القرآن، واجتمع عليه المسلمون. وروى إبراهيم بنُ أبي داود البُرُلُّسي، عن ابن مَعين قال: ليس في أصحاب الرَّأي أحدٌ أكثرَ حديثًا ولا أثبتَ من أبي يوسف (¬2). وروى عبّاس، عن ابن مَعين قال: أبو يوسف صاحب حديث، وصاحب سنَّة (¬3). وقال أبو سَماعة: كان أبو يوسف يصلِّي بعدما وليَ القضاء في كل يوم مئتي ركعة (¬4). وقال أحمد: كان منصفًا في الحديث (¬5). وقال الفلّاس: صدوق (¬6). مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومئة، عن سبعين سنة إلَّا سنَة. وأكبرُ شيخ له حُصين بنُ عبد الرحمن، ولم يلقَ عبدَ اللهِ بنَ دينار، بل بينهما رجل. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 254. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 259. (¬3) سير أعلام النبلاء: 8/ 537. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 255. (¬5) تاريخ بغداد: 14/ 260. (¬6) المصدر السابق.

255 - أبو معاوية

255 - أبو معاوية * (ع) الحافظ الثبت، محدِّثُ الكوفة، محمد بن خازم الكوفي الضرير. حدَّث عن هشام بن عُروة، والأعمش، وليث بن أبي سُليم، وأبي إسحاق الشَّيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بنُ حنبل، وابنُ مَعين، وأبو خَيثمْة، والحسنُ بنُ عرفة، وهنّاد، وسعدانُ بنُ نصر، والحسنُ بنُ محمد الزَّعفراني، وأحمد بنُ عبد الجبّار، وخلق. ولد سنةَ ثلاث عشرة ومئة. قال أبو نعيم: سمعتُ الأعمش يقول لأبي معاوية: أمّا أنتَ فقد ربطتَ رأسَ كيسِك (¬1). وقيل: إنَّ شعبةَ كان إذا حدَّث بحضرة أبي معاوية يراجعه في حديث الأعمش ويقول: أليس كذا أليس كذا؟ (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 392، طبقات خليفة: ت 1304، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 74، ثقات العجلي: ص 403، المعارف: ص 510، الجرح والعديل: 7/ 246، مشاهير علماء الأمصار: ت 1304، تاريخ بغداد: 5/ 242، أنساب السمعاني: 7/ 82، تهذيب الكمال: ورقة 1191، سير أعلام النبلاء: 9/ 73 - 78، تذهيب التهذيب: 3/ 200، ميزان الاعتدال: 4/ 470، العبر: 1/ 318، تذكرة الحفاظ: 1/ 294، الكاشف: 3/ 33، دول الإسلام: 1/ 123، نكت الهميان: ص 247، شرح العلل لابن رجب: 2/ 669، تهذيب التهذيب: 9/ 137، النجوم الزاهرة: 2/ 148، طبقات الحفاظ: ص 122، خلاصة تذهيب الكمال: ص 334، شذرات الذهب: 1/ 343. (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 244. (¬2) المصدر السابق.

256 - مروان بن معاوية

قال أبو نعيم. لزم أبو معاويةَ الأعمشَ عشرين سنة (¬1). وقال أحمد بن حنبل: كان أبو معاوية إذا سئل عن حديث الأعمش يقول: قد صار في فمي علقمًا. قال أحمد: وكان - واللَّه - حافظًا للقرآن، ويضطرب في غير حديث الأعمش (¬2). قال ابن المديني: كتبت عن أبي معاوية، عن الأعمش ألفًا وخمسمئة حديث (¬3). وقيل: كان الرَّشيد يبجِّل أبا معاوية، ويحترمُه. مات -في قول الجماعة- سنةَ خمس وتسعين ومئة، وقيل: سنة أربع. رحمهُ اللَّه. 256 - مروان بن مُعَاوية * (ع) ابن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عُيينة بن حِصن، الحافظ الثقة، أبو عبد اللَّه الفَزَاريُّ الكوفي، نزيلُ مكَّة ثم دمشق. ¬

_ (¬1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 303. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1191. (¬3) تاريخ بغداد: 5/ 246. * تاريخ البخاري الكبير: 7/ 372، التاريخ الصغير: 2/ 274، ثقات العجلي: ص 424، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 637 وغيرها، الجرح والتعديل: 8/ 272، مشاهير علماء الأمصار: ت 1367، تاريخ بغداد: 13/ 149، أنساب السمعاني: 9/ 297، تهذيب الكمال: ورقة 1318، سير أعلام النبلاء: 9/ 51 - 53، العبر: 1/ 311، ميزان الاعتدال: 4/ 93، الكاشف: 3/ 117، تذهيب التهذيب: 4/ 31 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 295، تهذيب التهذيب: 1/ 960، =

حدَّث عن عاصم الاحول، وحُميد الطَّويل، وأبي مالك سعد بن طارق، إسماعيل بن أبي خالد، وموسى الجُهني، ومحمد بن سُوقة، وعدَّة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو خَيثمة، والحسين بن حُريث، ودُحيم، وأبو كُريب، وابنُ عرفة، ومحمد بن هشام بن مَلَّاس النّميري، وخلق. قال أحمد بن حنبل: ثبت، حافظ، كان يحفظ حديثَه كلَّه (¬1). وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المَعْروفين (¬2). وقال ابن مَعين: كان يلتقطُ شيوخًا من السِّكك (¬3). قيل: مات فجأةً بمكَّة في عشر ذي الحجّة سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئة. وقيل: كان فقيرًا، فكان الناس يبرُّونَه. رحمهُ اللَّهُ تعالى. ¬

_ = طبقات الحفاظ: ص 123، خلاصة تذهيب الكمال: ص 373، شذرات الذهب: 1/ 333. (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 151. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الخبر في "الجرح والتعديل" 8/ 273 و"أنساب السمعاني" 9/ 297 و"تهذيب الكمال" ورقة 1318 من قول ابن نمير.

257 - مروان بن شجاع

257 - مروان بنُ شجاع * (خ، د، ت، ق) الحافظ، أبو عَمرو الجَزَري، مولى بني أميَّة، حرّانيُّ سكن بغداد، وكان عالمًا بخُصَيف (¬1). حدَّث: عنه (¬2)، وعن إبراهيم بنِ أبي عَبْلَة، وسالم الْأَفْطَس. وعنه: أحمد بن حنبل، وسُريج بنُ يونس، وأحمد بن مَنيع، وأبو عبيد، ويعقوب الدَّوْرقي، والحسن بنُ عَرفة، وعدّة. وثقه ابنُ مَعين، وغيره. وقال ابن سعد: كان راويةً لخُصَيف (¬3). وقال خليفة: مات سنة أربع وثمانين ومئة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 485، طبقات خليفة: ت 3091، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 372، التاريخ الصغير: 2/ 234، الجرح والتعديل 8/ 273، المجروحين والضعفاء: 3/ 13، تاريخ بغداد: 13/ 147، أنساب السمعاني: 5/ 138، اللباب: 1/ 450، تهذيب الكمال: ورقة 1315، سير أعلام النبلاء: 9/ 34، العبر: 1/ 289، ميزان الاعتدال: 4/ 91، تهذيب التهذيب: 4/ 31، تذكرة الحفاظ: 1/ 296، الكاشف: 3/ 117، تهذيب التهذيب: 10/ 94، طبقات الحفاظ: ص 123، خلاصة تهذيب الكمال: ص 373، شذرات الذهب: 6/ 301. (¬1) خصيف: هو الإمام الفقيه، خصيف بن عبد الرحمن الخِضرمي الجزري الحراني، مولى بني أمية. وثقه ابن معين. وقال النسائي: صالح. وقال أحمد بن حنبل: ليس بحجة. وقال أبو حاتم: سيء الحفظ. انظر "سير أعلام النبلاء": 6/ 145. (¬2) يعني: عن خصيف. قال السمعاني: "الخصيفي: نسبة لأبي عمرو مروان بن شجاع الخصيفي الجزري القرشي الأموي مولاهم. نسب إلى خصيف بن عبد الرحمن الجزري لكثرة روايته عنه" انظر "الأنساب": 5/ 138. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 485.

258 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى

258 - عبد الْأعلى بنُ عبد الْأعلى * (ع) المحدِّث العالم، أبو محمد القرشي السَّاميُّ (¬1) البصري. روى عن: حُميد الطَّويل، والجُريري، ويونس بن عُبيد، وداود بن أبي هند، وغيرهم. وعنه: إسحاقُ بنُ راهويه، والفلّاس، وأبو بكر بنُ أبي شَيبة، ونصرُ بن علي، وبُنْدار، وخلق. وثقه غيرُ واحد. أما ابنُ سعدٍ فقال (¬2): لم يكن بالقوي. مات في شعبان سنةَ تسعٍ وثمانين ومئة. رحمة اللَّهُ تعالى. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 339، طبقات ابن سعد: 7/ 290، طبقات خليفة: ت 1906، تاريخ خليفة: 458، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 73، التاريخ الصغير: 2/ 246، ثقات العجلي: ص 284، المعرفة والتاريخ: 1/ 180، ضعفاء العقيلي: 3/ 58، الجرح والتعديل: 6/ 28، مشاهير علماء الأمصار: ت 1268، الإكمال لابن ماكولا: 4/ 557، تهذيب الكمال: ورقة 760، سير أعلام النبلاء: 9/ 242 - 243، العبر: 1/ 303، ميزان الاعتدال: 2/ 531، تذهيب التهذيب: 2/ 197 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 296، الكاشف: 2/ 130، تهذيب التهذيب: 6/ 96، طبقات الحفاظ: ص 123، خلاصة تذهيب الكمال: ص 220، شذرات الذهب: 1/ 324. (¬1) في الأصل "الشامي" خطأ، والتصويب من مصادر الترجمة. (¬2) في "الطبقات": 7/ 290.

259 - الفضل بن موسى

259 - الفضل بنُ موسى * (ع) الإمام الحافظ، أبو عبد الله المَرْوَزي السِّيناني، أحد أئمَّة خراسان. وسِينان: من قرى مرو. رحل، وسمع من: هشام بن عُروة، وخُثيم بن عِراك، وإسماعيل بن أبي خالد، ومَعْمر، وحسين المعلّم، وطبقتهم. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعليُّ بنُ حُجر، ويحيى بنُ أكثم، والحسين بن حُريث، وعليُّ بنُ خَشْرم، ومحمود بن غَيلان، ومحمود بنُ آدم، وعدة. قال أبو نعيم: هو أثبتُ من ابن المبارك (¬1). وقال وكيع: أعرفُه، ثقة، صاحب سنَّة (¬2). وقال ابن حِبّان: من جلَّة أهل مرو، ومتقني المحدِّثين [بها] (¬3). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 475، طبقات ابن سعد: 7/ 372، طبقات خليفة: ت 3138، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 117، التاريخ الصغير: 2/ 268، المعارف: ص 422، الجرح والتعديل: 7/ 68، مشاهير علماء الأمصار: ت 1586، أنساب السمعاني: 7/ 230، معجم البلدان: 3/ 300، اللباب: 2/ 169، تهذيب الكمال: ورقة 1104، سير أعلام النبلاء: 5/ 104 - 105، تذكرة الحفاظ: 1/ 296، العبر: 7/ 301، ميزان الاعتدال: 3/ 360، الكاشف: 2/ 330، تذهيب التهذيب: 3/ 140 / ب، دول الإسلام: 1/ 121، تهذيب التهذيب: 8/ 286، طبقات الحفاظ: ص 124، خلاصة تذهيب الكمال: ص 309، شذرات الذهب: 1/ 329. (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 69. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1104. (¬3) مشاهير علماء الأمصار: ص 197 والزيادة منه.

260 - حفص بن غياث

وقال إسحاقُ بنُ راهويه: لم أكتبْ عن أحدٍ أوثق في نفسي من الفضل بن موسى، ويحيى بن يحيى (¬1). ولد سنةَ خمس عشرة ومئة. ومات في حادي عشر ربيع الأول سنةَ اثننين وتسعين ومئة، ليلةَ دخول هَرثمة (¬2) على ولاية خُراسان. رحمهُ الله تعالى. 260 - حفصُ بن غِيَاث * (ع) الإمام الحافظ، أبو عمر النَّخعيُّ الكوفي، قاضي بغداد، ثم قاضي الكوفة. حدَّث عن: جدِّه طَلْق بن معاوية، وعاصم الأحول، وليث بن أبي سُليم، وهشام بن عُروة، وعبيد اللَّه بن عمر، وخلق. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 9/ 105. (¬2) هو هرثمة بن أعين، استعمله الرشيد على ولاية خراسان بعد أن عزل علي بن عيسى عنها. راجع أخباره في "المعارف" ص 385 - 389، و"الأخبار الطوال": ص 391، 399، 400. (*) تاريخ ابن معين: 2/ 121، طبقات ابن سعد: 6/ 389، طبقات خليفة: ت 1307، تاريخ خليفة: 466، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 370، التاريخ الصغير: 2/ 278، ثقات العجلي: ص 125، المعارف: ص 510، أخبار القضاة: 3/ 184، الجرح والتعديل: 3/ 185، مشاهير علماء الأمصار: ت 1370، تاريخ بغداد: 8/ 188، أنساب السمعاني: 12/ 61، تهذيب الكمال، ورقة 307، سير أعلام النبلاء: 9/ 22 - 34، تذهيب التهذيب: 1/ 165، تذكرة الحفاظ: 1/ 297، العبر: 1/ 314، ميزان الاعتدال: 1/ 567، الكاشف: 1/ 180، شرح العلل: 2/ 593، تهذيب التهذيب: 2/ 415، طبقات الحفاظ: ص 124، خلاصة تذهيب الكمال: ص 88، شذرات الذهب: 1/ 340.

حدَّث عنه: ابنُه عمر بن حفص، وأحمد، وإسحاق، وابنُ المديني، وابنُ مَعين، وابنا أبي شَيبة، وعمرو النّاقد، ويعقوب الدَّوْرقي، والحسن بنُ عَرفة، وأحمد العُطَاردي، وخلق. ولد سنةَ سبع عشرة ومئة. قال يحيى القطّان: حفصٌ أوثق أصحاب الْأعمش (¬1). وقال سَجَّادة (¬2): كان يقال: خُتِمَ القضاءُ بحفص بن غياث. وقال حفص بن غياث: واللهِ ما وليتُ القضاءَ حتَّى حلَّت لي الميتة. ومات وعليه دين تسعمئة درهم (¬3). وقال ابن مَعين: جميع ما حدَّث به حفص ببغداد وبالكوفة، فمن حِفْظه، لم يُخْرِج كتابًا، كتبوا عنه ثلاثةَ آلاف أو أربعة آلاف حديث من حِفظه (¬4). وقال المُسْنَدي (¬5): كان حفصُ بنُ غياث من أَسخى العرب. توفي في آخر سنة أربعٍ وتسعين ومئة. رحمهُ اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 197. (¬2) سجادة: لقب الحسن بن حماد بن كسيب الحضرمي البغدادي، المتوفى سنة إحدى وأربعين ومئتين. والخبر في "تاريخ بغداد": 8/ 193. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 308. (¬4) تاريخ بغداد: 8/ 195. (¬5) المسندي: هو أبو جعفر، عبد الله بن محمد الجعفي المسندي، قيل له ذلك لأنَّه كان يطلب المسند ويترك ما سواه. "اللباب" 3/ 213.

261 - يحيى بن سعيد

261 - يحيى بن سعيد * (ع) ابن فرُّوخ، الإمام العلم، سيِّد الحفّاظ، أبو سعيد التَّميميُّ مولاهم البصريُّ القطّان. ولد سنةَ عشرين ومئة. وسمع: هشام بنَ عُروة، وعطاء بن السّائب، وحسينًا المعلِّم، وخُثيم بن عِراك، وحميدًا الطَّويل، وسليمان التَّميمي، ويحيى الأنصاري، والأعمش، وخلقًا. وعنه: ابن مَهْدي، وعفّان، ومسدَّد، وأحمد، وإسحاق، ويحيى، وعلي، والفلَّاس، وبُنْدار، وإسحاق الكَوْسج، ومحمد بن شدَّاد المسْمَعي، وخلائق. قال أحمد: ما رأيتُ بعينيَّ مثلَ يحيى بن سعيد القطّان (¬1). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 645، طبقات ابن سعد: 7/ 293، طبقات خليفة: ت 1909، تاريخ خليفة: 468، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 276، التاريخ الصغير: 2/ 283، ثقات العجلي: ص 472، المعارف: ص 514، المعرفة والتاريخ: 1/ 188 وغيرها، الجرح والتعديل: 1/ 232 و 9/ 150، مشاهير علماء الأمصار: ت 1278، حلية الأولياء: 8/ 380، تاريخ بغداد: 14/ 135، أنساب السمعاني: 10/ 184، اللباب: 3/ 44، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 154، تهذيب الكمال: ورقة 1501، سير أعلام النبلاء: 9/ 175 - 188، تذهيب التهذيب: 4/ 154 / ب، العبر: 1/ 327، الكاشف: 3/ 225، دول الإسلام: 1/ 125، تذكرة الحفاظ: 1/ 298، شرح العلل لابن رجب: 1/ 192، تهذيب التهذيب: 11/ 16، طبقات الحفاظ: ص 125، خلاصة تذهيب الكمال: ص 423، شذرات الذهب: 1/ 355، هدية العارفين: 2/ 513. (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 139.

وقال ابن مَعين: قال لي عبدُ الرحمن: لا ترى بعينك مثل يحيى القطَّان (¬1). وقال ابن المديني: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بالرِّجال منه (¬2). وقال بُنْدار: هو إِمام أهلَ زمانه (¬3). وقال ابنُ عمّار: كنتُ إذا نظرتُ إلى يحيى بن سعيد ظننت أنَّه لا يُحسن شيئًا، كان يشبه التجّار، فإذا تكلَّم أنصتَ له الفقهاء (¬4). وقال أحمدُ بنُ محمد بن يحيى: لم يكن جدِّي يمزح، ولا يضحكُ إلّا تبسُّمًا، ولا دخل حمّامًا، وكان يخضِب (¬5). وقال ابنُ مَعين: أقام يحيى القطّان عشرينَ سنةً يختم كلَّ ليلة (¬6). وقال بُنْدار: اختلفتُ إليه عشرينَ سنةً، فما أظنُّ أنَّه عصى اللَّهَ قطّ (¬7). وقال ابن مَعين: لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعينَ سنة (¬8). ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين: 2/ 647. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 138. (¬3) تاريخ بغداد: 14/ 139. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 140. (¬5) تاريخ بغداد: 14/ 141. (¬6) المصدر السابق. (¬7) المصدر السابق. (¬8) تاريخ ابن معين: 2/ 647.

وقال العِجْلي: كان نقيَّ الحديث، لا يحدّث إلّا عن ثقة (¬1). وقال أبو قُدامة السَّرخسي: سمعتُ يحيى بنَ سعيدٍ يقول: كلُّ مَنْ أدركتُ يقولون: الإِيمانُ قولٌ وعمل، ويكفِّرون الجَهْميّة، ويقدِّمون أبا بكر، وعمر (¬2). وقال ابنُ مَعين: كان يحيى إذا قُرئ عنده القرآنُ سقطَ حتَّى يصيبَ وجهُهُ الأرض (¬3). وقال: ما دخلت كَنيفًا قطّ إلَّا ومعيَ امرأة (¬4). قال ابنُ مَعين: كان ضعيفَ القلب، وكان له جارٌ، فوقع فيه وشتَمه، فجعل يحيى يبكي ولقول: صدق، مَنْ أنا؟ وما أنا؟ . قال: وكان له مسبحةٌ يسبِّح بها (¬5). وقال ابن سعد: كان ثقةً، حجَّة، رفيعًا، مأمونًا (¬6). وقال النَّسائي: أمناءُ اللَّهِ تعالى على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالك، وشعبة، ويحيى القطّان (¬7). ¬

_ (¬1) ثقات العجلي: ص 472. (¬2) سير أعلام النبلاء: 9/ 179، وانظر تعليق حققه على قول القطان: ويكفرون الجهمية. (¬3) تاريخ ابن معين: 2/ 647. (¬4) قال الذهبي: يعني من ضعف قلبه. "سير أعلام النبلاء" 9/ 180. والكنيف: الخلاء. (¬5) تاريخ ابن معين: 2/ 646 - 647. (¬6) طبقات ابن سعد: 7/ 293. (¬7) سير أعلام النبلاء: 9/ 181.

262 - محمد بن جعفر

وقال أحمد: إلى يحيى القطان المُنتهى في التَّثبت (¬1). وقال عفّان: رأى رجلٌ في النوم بَشِّرْ يحيى القطّان بأمانٍ من اللَّه يومَ القيامة (¬2). مات في صفر سنةَ ثمانٍ وتسعين ومئة. رحمة اللَّهُ تعالى. 262 - محمد بنُ جعفر * (ع) غُنْدَر، أبو عبد الله الهُذَليُّ مولاهم البصري، الحافظ المتقن. سمع: حسينًا المعلِّم، وعبدَ اللَّه بنَ سعيد بن أبي هند، وعوفًا الأعرابي، ومَعْمَرَ بن راشد، وسعيد بنَ أبي عَرُوبة، وأكثر عن شعبة. حدَّث عنه: أحمد، وعلي، وإسحاق، ويحيى، وأبو خَيثمة، وأبو بكر بنُ أبي شيبة، والفلّاس، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ومحمد بن الوليد البُسْري، وغيرهم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 150. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 142. * تاريخ ابن معين: 2/ 508، طبقات ابن سعد: 7/ 296، طبقات خليفة: ت 1920، تاريخ خليفة: 466، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 57، التاريخ الصغير: 2/ 395، ثقات العجلي: ص 402، المعارف: ص 513، المعرفة والتاريخ: 1/ 182، 188 وغيرها، الجرح والتعديل: 7/ 221، أنساب السمعاني: 9/ 181، تهذيب الكمال: ورقة 1182، سير أعلام النبلاء: 9/ 98 - 102، العبر: 1/ 311، ميزان الاعتدال: 3/ 502، الكاشف: 3/ 26، تذهيب التهذيب: 3/ 194 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 300، دول الإسلام: 1/ 124، تهذيب التهذيب: 9/ 96، طبقات الحفاظ: ص 125، خلاصة تذهيب الكمال: ص 330، شذرات الذهب: 1/ 333.

263 - الوليد بن مسلم

قال ابن مَعين: كان غُنْدر أصحَّ الناس كتابًا، أراد بعض الناس أن يُخطِّئَهُ فلم يقدِرْ (¬1). وقال أحمد: قال غُنْدر: لزمتُ شعبة عشرينَ سنة (¬2). وقال ابن مَعين: كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا منذ خمسينَ سنة (¬3). وقال ابن مَهْدي: كنّا نستفيدُ من كتب غُنْدر في حياة شعبة (¬4). وقد كان غُنْدر -رحمهُ اللَّه- تاجرًا، وفيه تغفُّل مع إتقانه. مات في أول ذي القعدة سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئة. 263 - الوليد بنُ مُسْلم * (ع) الإِمام الحافظ، عالم أهلِ دمشق، أبو العبّاس الأمويُّ مولاهم الدِّمشقي. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين: 2/ 508. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1182. (¬3) تاريخ ابن معين: 2/ 508. (¬4) سير أعلام النبلاء: 9/ 100. * تاريخ ابن معين: 2/ 634، طبقات ابن سعد: 7/ 470، طبقات خليفة: ت 3046، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 153، التاريخ الصغير: 2/ 276، 277، ثقات العجلي: ص 466، المعرفة والتاريخ: 2/ 420، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: (انظر الفهرس)، الجرح والتعديل: 9/ 16، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 147، تهذيب الكمال: ورقة 1478، سير أعلام النبلاء: 9/ 211 - 220، تذهيب التهذيب: 4/ 140 / ب، العبر: 1/ 319، تذكرة الحفاظ: 1/ 312، ميزان الاعتدال: 4/ 347، الكاشف: 3/ 213، شرح العلل لابن رجب: 2/ 608، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 360، تهذيب التهذيب: 11/ 151، النجوم الزاهرة: 2/ 148، طبقات الحفاظ: ص 126، خلاصة تهذيب الكمال: ص 417، شذرات الذهب: 1/ 344، هدية العارفين: 2/ 500.

ولد سنةَ تسع عشرة ومئة. وسمع: يحيى بنَ الحارث الذِّمَاري، وقرأ عليه، وثور بن يزيد، وابن عَجْلان، وابنَ جُريج، والمثنَّى بنَ الصبّاح، ويزيدَ بنَ أبي مريم، وصفوانَ بنَ عمرو، والأوزاعي، وخلقًا. حدَّث عنه: أحمد بنُ حنبل، ودُحَيم، وهشام بنُ عمّار، وأبو خيثمة، وعليٌّ بنُ محمد الطَّنافسي، وكثير بن عُبيد، ومحمد بن مصفَّى، ومحمود بن غَيلان، وموسى بنُ عامر، وخلق. صنَّف التَّصانيف، والتواريخ. قال أحمد: ما رأيتُ في الشاميِّين أعقلَ منه (¬1). وقال ابن جَوْصا: لم نزل نسمعُ أنَّه منْ كَتَب مصنفاتِ الوليد صَلُح أنْ يَلي القضاء، وهي سبعون كتابًا (¬2). وقال أبو مُسْهر، وغيرُه: كان الوليد مدلِّسًا، وربما دلَّس عن الكذَّابين (¬3). وقد قرأ على الوليد الربيعُ بنُ ثعلب، وهشام بنُ عمّار. وحدّث عنه من شيوخه الليث بن سعد، ومن أقرانه: بقيّة، وابنُ وهب. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1479. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1480. (¬3) سير أعلام النبلاء: 9/ 216، وقد تقدم التحريف بالتدليس في ترجمة المبارك بن فضالة.

264 - عبد الله بن وهب

وقال ابن سعد: والوليد ثقةٌ، كثيرُ الحديثِ والعلم (¬1). وقال أبو اليَمَان: ما رأيتُ مثلَ الوليد بنِ مسلم (¬2). وقال ابن المديني: سمعتُ من الوليد، وما رأيتُ من الشَّاميِّين مثلَه، وقد أغربَ بأحاديثَ صحيحةٍ لم يشركْهُ فيها أحد (¬3). وقال مرّة: الوليد رجلُ أهل الشام، وعنده علمٌ كثير، ولم أستمكن منه (¬4). وقال أبو حاتم: صالح الحديث (¬5). وقال ابن عدي: ثقة (¬6). مات في المحرّم سنةَ خمسٍ وتسعين ومئة. رحمهُ اللهُ تعالى. 264 - عبد اللَّه بنُ وَهْب * (ع) ابن مسلم، الإمام الحافظ، أبو محمد الفِهْريُّ مولاهم المصري الفقيه، أحد الأعلام. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 471. (¬2) ميزان الاعتدال: 4/ 347. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1479. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1479. (¬5) الجرح والتعديل: 9/ 17. (¬6) انظر "السير" 9/ 214. * تاريخ ابن معين: 2/ 336، طبقات ابن سعد: 8/ 517، طبقات خليفة: ت 2805، تاريخ خليفة: 197، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 215، ثقات العجلي: ص 283، الجرح والتعديل: 5/ 189، الكامل لابن عدي: 4/ 1518، الانتفاء: 48، طبقات =

ولد سنةَ خمس وعشرين ومئة. ويقال: ولاؤه للأنصار. وقال ابن يونس: طلبَ العلمَ وله سبع عشر سنة. وقال: دعوتُ يونس بنَ يزيد لوليمة عُرْسي (¬1). قال ابنُ يونس: جمع ابنُ وهبٍ بينَ الفقه، والحديث، والعبادة (¬2). وقد حدَّث ابنُ وهبٍ عن يونس، وابن جُريج، وحنظلة بن أبي سفيان، وأُسامة بن زيد اللَّيثي، وحُيَيّ بن عبد الله المَعَافري، وعمر بن محمد العُمري، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري، وأبي صخر حُميد بن زياد، وعمرو بن الحارث، ومالك، واللَّيث، وخلق كثير بمصر، والحَرَمين. وصنَّف "موطأ" كبيرًا. روى عنه شيخه اللَّيث، وأَصْبَغُ بنُ الفرج، وحرملَة، وأحمدُ بنُ ¬

_ = الشيرازي: ص 150، ترتيب المدارك: 2/ 421، أنساب السمعاني: 9/ 352، وفيات الأعيان: 3/ 36، تهذيب الكمال: ورقة 754، سير أعلام النبلاء: 9/ 223 - 234، ميزان الاعتدال: 2/ 521، العبر: 1/ 322، تذكرة الحفاظ: 1/ 304، تذهيب التهذيب: 2/ 194، الكاشف: 2/ 126، دول الإسلام: 1/ 124، الديباج المذهب: 132، طبقات القراء لأبي الجزري: 1/ 463، تهذيب التهذيب: 6/ 71، النجوم الزاهرة: 2/ 155، طبقات الحفاظ: ص 126، حسن المحاضرة: 1/ 302، خلاصة تذهيب الكمال: ص 218، شذرات الذهب: 1/ 347، هدية العارفين: 1/ 438، تاريخ التراث العربي: 2/ 134. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 755. (¬2) حسن المحاضرة: 1/ 302.

صالح، وسحْنُون (¬1) بنُ سعيد، والحارثُ بنُ مِسْكين، وأبو الطّاهر أحمدُ بنُ السَّرْح، وعبد الملك بن شُعيب، وبَحْر بنُ نَصْر، وإبراهيم بنُ مُنقذ، وابنُ أخيه أحمدُ بنُ عبد الرحمن، والرّبيع بن سليمان المُرادي، ويونس بنُ عبد الأَعلى، وخلائق. قال أحمد بن صالح: ما رأيت أحدًا أكثرَ حديثًا منه، حدَّث بمئة ألف حديث، وقد وقعَ عندنا سبعون ألف حديث (¬2). وقال خالد بن خِدَاش: قُرِئَ على ابن وهبٍ كتابه في "أهوال القيامة" فخرَّ مغشيًّا عليه، فلم يتكلَّم بكلمةٍ حتَّى مات بعد أيام (¬3). وقال ابنُ وهب: رأيتُ هشام بن عروةَ جالسًا في المسجد، ثم جئتُهُ منزلَه، فقالوا: نام، فلمّا رجعت من الحجَّ وجدتُهُ قد مات، ورأيتُ عبيدَ اللهِ بنَ عمرو قد عَمِي، وقطعَ الحديث. وقال أبو زرعة: نظرتُ في نحو ثلاثينَ ألف حديث لابنِ وهب، ولا أعلمُ أنِّي رأيتُ له حديثًا لا أصلَ له، وهو ثقة. وسمعتُ يحيى بنَ بُكير يقول: هو أفقهُ من ابنِ القاسم (¬4). ¬

_ (¬1) سحنون: بفتح السين المهملة وضمها: لقب أبي سعيد، عبد السلام بن سعيد التنوخي، الفقيه المالكي، انتهت إليه الرئاسة في العلم بالمغرب، وصنف كتاب "المدونة" في مذهب الإمام مالك، ولقب سحنون باسم طائر حديد بالمغرب يسمونه سحنونًا لحدة ذهنه وذكائه. انظر "وفيات الأعيان": 3/ 180 - 182. (¬2) الانتقاء لابن عبد البر: 49. (¬3) المصدر السابق. (¬4) الجرح والتعديل: 5/ 191.

265 - وكيع بن الجراح

وعن سحْنون قال: كان ابنُ وهبٍ قد قسم دهرَه أثلاثًا: ثلثًا في الرِّباط، وثلثًا يعلِّم الناس، وثلثًا في الحجّ. قيل: حجَّ ستًّا وثلاثين حجَّة (¬1). وكان مالك يكتب إليه: إلى عبد الله مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مع غيره. وذكر هو وابنُ القاسم عند مالك، فقال: ابن القاسم فقيه، وابن وهب عالم (¬2). وقال أبو الطّاهر: جاء نعيُّ ابنِ وهب ونحن في مجلس ابن عُيَينة، فقال: إنا لِلّه وإنّا إليه راجعون، أُصيب المُسلمون به عامّة، وأصبتُ به خاصّة (¬3). وقال النسائي: ابنُ وهبٍ ثقة، ما أعلمُه روى عن ثقةٍ حديثًا منكرًا (¬4). مات في شعبان سنةَ سبعٍ وتسعين ومئة. رحمهُ اللهُ تعالى. 265 - وَكيع بن الجرَّاح * (ع) ابن مَليح، الإمام الحافظ الثَّبت، محدِّث العراق، أبو سفيان الرُّؤاسيُّ الكوفي، ورُؤاس: بطنٌ من قيس عيلان. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 9/ 226. (¬2) وفيات الأعيان: 3/ 36. (¬3) ترتيب المدارك: 2/ 432. (¬4) وقال في موضع آخر: كان يتساهل في الأخذ، ولا بأس به. انظر "تهذيب التهذيب": 6/ 74. * تاريخ ابن معين: 2/ 630، طبقات ابن سعد: 6/ 394، تاريخ خليفة: 467، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 179، التاريخ الصغير: 2/ 281، ثقات العجلي: ص 464، =

ولد سنةَ تسعٍ وعشرين ومئة. وسمع: هشام بن عُروة، والأعمش، وإسماعيلَ بنَ أبي خالد، وابنَ عَوْن، وابن جُريج، وسفيان، والأوزاعي، وخلقًا. وعنه: ابنُ المبارك مع تقدُّمه، وأحمد، وابن المديني، وابن مَعين، وإسحاق، وزهير، وابنا أبي شَيبة، وأبو كُريب، وعبد اللَّه بن هاشم، وعلي بنُ حَرْب، وإبراهيم بنُ عبد اللَّه القصّار، وخلائق. وكان أبوه (¬1) على بيت المال. ¬

_ = المعارف: ص 507، المعرفة والتاريخ: 1/ 175 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 303، 462 وغيرها، الجرح والتعديل: 1/ 219 و 9/ 37، مشاهير علماء الأمصار: ت 1374، فهرست النديم: ص 283، حلية الأولياء: 8/ 368، تاريخ بغداد: 13/ 466، طبقات الحنابلة: 1/ 391، أنساب السمعاني: 6/ 174، اللباب: 2/ 40، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 144، تهذيب الكمال: ورقة 1467، سير أعلام النبلاء: 9/ 140 - 168، تذهيب التهذيب: 4/ 31، العبر: 1/ 324، تذكرة الحفاظ: 1/ 306، الكاشف: 3/ 208، دول الإسلام: 1/ 124، ميزان الاعتدال: 4/ 335، الجواهر المضية: 8/ 202 (طبعة الهند)، شرح العلل: 1/ 200، تهذيب التهذيب: 11/ 123، النجوم الزاهرة: 2/ 153، طبقات الحفاظ: ص 127، خلاصة تذهيب الكمال: ص 415، طبقات المفسرين: 2/ 357، مفتاح السعادة: 2/ 117، شذرات الذهب: 1/ 349، هدية العارفين: 2/ 500، الرسالة المستطرفة: ص 40، تاريخ التراث العربي: 1/ 140. (¬1) هو الجراح بن مليح، كان على بيت المال بمدينة السلام في دولة الرشيد، وكان على دار الضرب بالري، وكان من أصحاب الحديث، وثقه أبو داود وابن معين، وضعفه غيرهما، توفي سنة خمس -أو ست- وسبعين ومئة. انظر "سير أعلام النبلاء": 9/ 168 - 169.

وأراد الرَّشيد أن يُولي وكيعًا قضاء الكوفة فامتَنَع (¬1). قال يحيى بنُ يمان: لما مات سفيانُ جلس وكيعٌ موضعَه (¬2). وقال القَعْنبي: كنّا عند حمّاد بن زيد، فلمّا خرج وكيعٌ قالوا: هذا راوية سُفيان، فقال: هذا - إن شئتم - أرجحُ من سفيان (¬3). وعن يحيى بن أيّوب المَقَابري قال: ورثَ وكيعٌ من أمِّهِ مئةَ ألفِ درهم (¬4). وقال يحيى بنُ أكثم: صحبتُ وكيعًا في السَّفَر والحَضَر، فكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآنَ كل ليلَة (¬5). وقال ابنُ مَعين: وكيعٌ في زمانه كالأوزاعي في زمانه (¬6). وقال أحمد: ما رأيتُ أوعى للعلم، ولا أحفظَ من وكيع (¬7). وقال يحيى (¬8): ما رأيتُ أفضلَ منه، يقوم الليل، ويسردُ الصوم، ويُفتي بقول أبي حَنيفة، وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضًا. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 467. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 469. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) تاريخ بغداد: 13/ 470. (¬6) تاريخ بغداد: 13/ 474. (¬7) المصدر السابق. (¬8) يعني ابن معين، والخبر في "تاريخ بغداد" 13/ 470 - 471.

وقال ابنُ المبارك: رجل المصريِّين اليوم ابنُ الجرّاح (¬1). وقال مروان الطَّاطَري: ما رأيتُ أخشعَ من وكيع (¬2). وقال سعيد بنُ منصور: قدم وكيع مكَّة، وكان سمينًا، فقال له الفُضيل بن عِياض: ما هذا السِّمَن، وأنت راهب العراق؟ قال: هذا مِن فرحي بالإسلام. فأُفحمَه (¬3). وقال ابنُ عمّار: ما كان بالكوفة في زمان وكيعُ أفقهُ ولا أعلمُ بالحديث منه (¬4). وقال أبو داود: ما رُئيَ لوكيعٍ كتابٌ قطّ (¬5). وقال أحمد بن حنبل: ما رأتْ عيني مثلَ وكيع قطّ، يحفظُ الحديث [جيدًا] ويذاكرُ بالفقه فيُحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلَّم في أحد (¬6). وقال يحيى بنُ يمان: إنَّ لهذا الحديثِ رجالًا خلقَهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ يوم خلق السَّمواتِ والأرض، وإنَّ وكيعًا منهم (¬7). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 476. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1470. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تاريخ بغداد: 13/ 475. (¬5) المصدر السابق. (¬6) تاريخ بغداد: 13/ 474، والزيادة منه. (¬7) الجرح والتعديل: 1/ 222.

وقال ابنُ مَعين: مَنْ فضَّل عبد الرحمن على وكيعٍ فعليه كذا وكذا، ولَعَن (¬1). وقال أبو حاتم: وكيعٌ أحفظُ من ابنِ المبارك (¬2). وقال أحمد: عليكم بمصنَّفات وكيع (¬3). وقال ابن المديني: كان وكيعٌ يلحَن، ولو حدَّثت عنه بألفاظه لكانت عجبًا، يقول: عن عَيشة (¬4). ومناقب وكيع كثيرة، وترجمته طويلة في "تاريخ دمشق"، و"تاريخ بغداد". توفي بفَيْد (¬5) راجعًا من الحجِّ سنةَ سبعٍ وتسعين ومئة، يوم عاشوراء. رحمة الله تعالى. ¬

_ (¬1) يعني أنه قال: فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. والخبر في "تاريخه" 2/ 359 ضمن ترجمة عبد الرحمن بن مهدي، و"سير أعلام النبلاء" 9/ 152 وقال الذهبي معلقًا عليه: "قلت: هذا كلام رديء! فغفر الله ليحيى، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن، وبكل حال هما إمامان نظيران". (¬2) الجرح والتعديل: 1/ 221. (¬3) تاريخ بغداد: 13/ 476. (¬4) سير أعلام النبلاء: 9/ 154 - 155. (¬5) بالفتح ثم السكون وآخرها دال مهملة. بليدة في نصف طريق الحاج من الكوفة إلى مكة. "معجم البلدان" 4/ 282.

266 - خالد بن الحارث

266 - خالد بنُ الحارث * (ع) الحافظ الثقة، أبو عثمان الهُجَيمي (¬1) البصري. حدَّث عن: أيُّوب السّخْتِياني، وحُميد الطَّويل، وعبيد الله بن عُمر، وهشام بن عُروة، وابنِ عود، وطبقتهم. وعنه: ابنُ راهويه، والقَواريري، والفلّاس، وابنُ عَرفة، وأحمد بنُ المِقْدام، ومحمد بن مثنى، وخلق. وحدّث عنه من شيوخه شعبة. قال أحمد بن حنبل: إليه المُنتهى في التثبُّتِ بالبصرة (¬2). وقال أبو حاتم الرازي: ثقةٌ إمام (¬3). وقال الترمذي: ثقةٌ مأمون (¬4). مات سنة ستٍّ وثمانين ومئة. رحمة اللهُ تعالى. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 142، طبقات ابن سعد: 7/ 291، طبقات خليفة: ت 1908، تاريخ خليفة: 457، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 145، التاريخ الصغير: 2/ 201، 238، الجرح والتعديل: 3/ 325، مشاهير علماء الأمصار: ت 1272، تهذيب الكمال: ورقة 351، سير أعلام النبلاء: 9/ 126 - 128، العبر 1/ 293، الكاشف: 1/ 201، تذهيب التهذيب: 1/ 186، تذكرة الحفاظ: 1/ 309، دول الإسلام: 1/ 118، تهذيب التهذيب: 3/ 82، طبقات الحفاظ: ص 127، خلاصة تذهيب الكمال: ص 99، شذرات الذهب: 1/ 309. (¬1) هذه النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو الهجيم بن عمرو بن تميم بن مر بن أد، بطن من تميم، فنسبت المحلة إليهم. "اللباب": 3/ 382. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 325. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تهذيب التهذيب: 3/ 83.

267 - بشر بن المفضل

267 - بِشْرُ بنُ المُفَضَّل * (ع) ابن لاحق، الإِمامُ الحافظ، أبو إسماعيل الرَّقَاشيُّ مولاهم البصري. حدَّث عن: سُهيل بن أبي صالح، وحُميد الطَّويل، والجُرَيري، وخالد الحذَّاء، والطبقة. وعنه: ابنُ المديني، وابنُ راهويه، وأحمد، ونصرُ بنُ علي، والفلّاس، وأحمد بن المِقْدام، وخلق. قال أحمد: إليه المُنْتهى في التثبُّتِ بالبصرة (¬1). وقال ابنُ المديني: كاد يصلِّي كلَّ يوم أربعمئة ركعة، ويصومُ يومًا، ويفطرُ يومًا (¬2). ورُوي أنّه ذُكرَ عنده جَهْميٌّ، فقال: لا تذكروا ذاك الكافر (¬3). توفي سنةَ ستٍّ -أو سبع- وثمانين ومئة. رحمة اللَّهِ عليه. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 59، طبقات ابن سعد: 7/ 290، تاريخ خليفة: 458، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 84، التاريخ الصغير: 2/ 244، المعارف: ص 513، الجرح والتعديل. 2/ 366، مشاهير علماء الأمصار: ت 1276، الجمع لابن القيسراني: 1/ 52، أنساب السمعاني: 6/ 146 - 147، تهذيب الكمال: 4/ 147 - 151 (طبعة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 9/ 36 - 39، العبر: 1/ 296، الكاشف: 1/ 104، تذهيب التهذيب: 1/ 85 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 309، تهذيب التهذيب 1/ 458، طبقات الحفاظ: ص 128، خلاصة تذهيب الكمال: ص 128، شذرات الذهب: 1/ 310. (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 366. (¬2) تهذيب الكمال: 4/ 150. (¬3) المصدر السابق، وقد تقدم تعريف الجهمية في ترجمة إبراهيم بن طهمان.

268 - محمد بن حرب

268 - محمد بن حرب * (ع) الفقيه الثَّبت، أبو عبد الله الخَوْلانيُّ الحِمْصيُّ الأبرش، كاتب الزُّبيري. روى عن: الزُّبيدي، وبَحِير بن سعد، ومحمد بن زياد الأَلهاني، وعمر بن رُوْبة، والأوزاعي، وعدّة. وعنه: أبو مُسْهر، وإسحاقُ بنُ راهويه، ومحمد بنُ وهب بن عَطيَّة، وكَثير بنُ عُبيد، وأبو التَّقِيِّ اليَزَني، ومحمد بن مصفَّى، وأبو عتبة الحِجازي، وخلق. وذكر ابن سعد أنَّه وليَ قضاءَ دمشق (¬1). وقال ابنُ مَعين وغيرُه: ثقة (¬2). قال يزيد بنُ عبد ربِّه: مات سنةَ أربعٍ وتسعين ومئة. رحمهُ اللَّه تعالى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 470، طبقات خليفة: ت 3051، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 69، التاريخ الصغير: 2/ 275، ثقات العجلي: ص 402، المعرفة والتاريخ: 1/ 385 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 240 وغيرها، الجرح والتعديل: 7/ 237، تهذيب الكمال: ورقة 1185، سير أعلام النبلاء: 9/ 57 - 59، العبر: 1/ 315، تذهيب التهذيب: 3/ 196 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 310، الكاشف: 3/ 28، تهذيب التهذيب: 9/ 109، النجوم الزاهرة: 2/ 146، طبقات الحفاظ: ص 128، خلاصة تذهيب الكمال: ص 332، قضاة دمشق لابن طولون: ص 17، شذرات الذهب: 1/ 341. (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 407، وانظر "قضاة دمشق" ص 17. (¬2) انظر "الجرح والتعديل": 7/ 237.

269 - عبيدة بن حميد

269 - عَبِيدة بنُ حُميد * (خ، 4) الكوفي الحذّاء، الحافظُ الثَّبت. حدَّث عن: الأسود بن قَيس، وعبد العزيز بن رُفيع، وعبد الملك بن عُمير، ومنصور، والأعمش، وعدّة. وعنه: الثوريُّ مع تقدُّمِه، وأحمد بنُ حنبل، وأحمد بن مَنيع، والحسنُ بنُ الصبّاح البزّار، والحسن بنُ محمد الزَّعفراني، وعمرو النّاقد، ومحمد بنُ سعيد بن غالب العطَّار، وغيرهم. وكان عالمًا نبيلًا، صاحب حديث، ونحو، وقرآن. وكان مؤدِّب الأمين (¬1). قال أحمد، وابنُ مَعين: ثقة (¬2). وقال أحمد: أتيناهُ فأَملى علينا، ثم كثرَ عليه النّاسُ حتَّى غُلبنا عنه، وكثرَ الزِّحام. وعاش نيفًا وثمانين سنة، وتوفي سنةَ تسعين ومئة. رحمهُ الله تعالى. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 387، طبقات ابن سعد: 7/ 329، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 25، التاريخ الصغير: 2/ 252، ثقات العجلي: ص 324، المعرفة والتاريخ: 2/ 171، الجرح والتعديل: 6/ 92، مشاهير علماء الأمصار: ت 1360، تاريخ بغداد: 11/ 120، أنساب السمعاني: 4/ 87، تهذيب الكمال: ورقة 902، سير أعلام النبلاء: 8/ 508 - 510، تذكرة الحفاظ: 1/ 311، ميزان الاعتدال: 3/ 25، تذهيب التهذيب: 3/ 25، العبر: 306، مشتبه النسبة: 2/ 437، تهذيب التهذيب: 7/ 81، النجوم الزاهرة: 2/ 134، طبقات الحفاظ: ص 129، خلاصة تذهيب الكمال: ص 256، شذرات الذهب: 1/ 326. (¬1) انظر "طبقات ابن سعد": 7/ 329. (¬2) انظر "تاريخ بغداد": 11/ 121.

270 - عبيد الله بن عبيد الرحمن

270 - عُبيد اللَّهِ بن عُبيد الرحمن * (خ، م، ت، س، ق) الأشجعي، أبو عبد الرحمن الكوفي، الإمامُ الحافظ. سمع: إسماعيل بن أبي خالد: ، وهشام بنَ عُروة، وغيرهما. ثم لزم الثَّوري مدَّةً، فكان يقول: سمعتُ من سفيان ثلاثين ألف حديث (¬1). وقال ابنُ مَعين: ما بالكوفة أعلم بسفيانَ من الأشجعي (¬2). حدّث عنه: يحيى بنُ آدم، وأبو النّضر، وابن مَعين، وأبو خَيثمة، وأبو كُرَيب، وعثمان بنُ أبي شَيبة، ويعقوب الدَّورقي، وغيرهم. قال ابن مَعين: صالحٌ ثقة. وقال: كان أعلم بسفيان من عبد الرحمن، ومن يحيى بن سعيد، ومن أبي أحمد الزّبيري؛ وقَبيصة، وأبي حُذيفة (¬3). وقال قَبيصة: لمّا مات الثَّوريُّ جلسَ الأشجعيُّ موضعَه (¬4). وقد تحوَّل الأشجعيُّ بعد ذلك إلى بغداد. ومات في أول سنةِ اثنتين وثمانين ومئة. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 328، ثقات العجلي: ص 318، الجرح والتعديل: 5/ 323، تاريخ بغداد: 10/ 311، أنساب السمعاني: 1/ 271، تهذيب الكمال: ورقة 888، تذكرة الحفاظ: 1/ 311، العبر: 1/ 282، تهذيب التهذيب: 7/ 34، طبقات الحفاظ: ص 129، خلاصة تذهيب الكمال: ص 252، شذرات الذهب: 1/ 297. (¬1) تاريخ بعداد: 10/ 311. (¬2) تاريخ بغداد 10/ 312. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق.

271 - عبدة بن سليمان

271 - عَبدة بن سليمان * (ع) الإمام الحافظ، أبو محمد الكِلَابيُّ الكوفي. حدَّث عن: عاصم الأحول، وهشام بنِ عُروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم. وعنه: ابنُ راهويه، وأبو خَيثمة، وأبو كُرَيب، وأبو سعيد الأشجّ، وغيرهم. قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة وزيادة، مع صلاحٍ وشدَّة فقر، عليه فروة خَلقة لا تساوي كبير شيء (¬1). مات في رجب سنةَ ثمانٍ وثمانين ومئة. رحمه اللهُ تعالى. 272 - عبد الرحمن بن محمد * * (ع) ابن زياد، أبو محمد المُحَاربيُّ، الكوفيُّ، الحافظ. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 379، طبقات ابن سعد: 6/ 390، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 115، التاريخ الصغير: 2/ 243، ثقات العجلي: ص 315، المعرفة والتاريخ: 2/ 167، الجرح والتعديل: 6/ 89، تهديب الكمال: ورقة 874، سير أعلام النبلاء: 8/ 511، تهذيب التهذيب: 2/ 261 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 312، العبر: 1/ 299، تهذيب التهذيب: 6/ 458، النجوم الزاهرة: 2/ 1217، طبقات الحفاظ: ص 129، خلاصة: تذهيب الكمال: ص 249، شذرات الذهب: 1/ 320. (¬1) انظر "الجرح والتعديل" 6/ 89، و "تاريخ الفسوي" 2/ 167. * * تاريخ ابن معين: 2/ 357، طبقات ابن سعد: 6/ 392، طبقات خليفة: ت 1316، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 347، ثقات العجلي: ص 299، ضعفاء العقيلي: 2/ 347، الجرح والتعديل: 5/ 282، مشاهير علماء الأمصار: ت 1372، تهذيب الكمال: ورقة 819، سير أعلام النبلاء: 9/ 136 - 138، العبر: 1/ 319، ميزان =

حدَّث عن: عبد الملك بن عُمير، وليث بن أبي سُليم، وإسماعيل بن أبي خالد، وفُضيل بن غَزْوان، وعدَّة. وعنه: أحمد بنُ حنبل، وأبو كرَيب، وهنّاد، وأبو سعيد الأشجّ، وعلي بنُ حرب، والحسنُ بنُ عَرفة، وخلق. قال وكيع: ما كان أحفظه للطِّوال (¬1)! وقال ابن مَعين: ثقة (¬2). وقال أبو حاتم: صدوق، يروي عن المجهولين مناكيرَ، فيفسد حديثُه بذلك (¬3). وقال عبد الله بن أحمد: كان يدلِّس (¬4). توفي سنةَ خمسٍ وتسعين ومئة، رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ = الاعتدال: 2/ 585، تذهيب التهذيب: 2/ 227 / ب، الكاشف: 2/ 163، تذكرة الحفاظ: 1/ 312، تهذيب التهذيب: 6/ 265، النجوم الزاهرة: 2/ 148، طبقات الحفاظ: ص 129، خلاصة تذهيب الكمال: ص 234، شذرات الذهب: 1/ 343. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 819. (¬2) تاريخ ابن معين: 2/ 357. (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 282. (¬4) ميزان الاعتدال: 2/ 585.

273 - أبو عبيدة الحداد

273 - أبو عبيدة الحدَّاد * (ع) عبدُ الواحدِ بنُ واصل السَّدوسيُّ مولاهم البصري، الحافظ، نزيل، بغداد. روى عن: سعيد بن أبي عَروبة، وعُيينة بن عبد الرَّحمن، ومعاذ بن العلاء، وشعبة، وبَهْز بن حكيم، وعوف الْأَعرابي، وخلق. وعنه: أحمد، وابن مَعين، وأبو خَيثمة، وعمرو النّاقد، وزياد بن أيّوب، وعدَّة. قال يحيى بنُ مَعين: أبو عبيدةَ كان من المتثبِّتين، ما أعلمُ أنّا أخذنا عليه خطأً البتَّة، جيِّد القراءة لكتابه (¬1). وقال العجليُّ وغيرُه: ثقة (¬2). قال أحمد: أبو عبيدةَ صاحبُ شيوخ، وكتابُهُ صحيح، وأبو داود أعرفُ منه بالحديث (¬3). قال أبو قِلابة: يومَ ولدتُ ماتَ أبو عبيدةَ سنةَ تسعين ومئة (¬4). رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 329، ثقات العجلي: ص 3104، المعرفة والتاريخ: 2/ 163، الجرح والتعديل: 6/ 24، تاريخ بغداد: 11/ 3، تهذيب الكمال: ورقة 871، ميزان الاعتدال: 2/ 677، العبر: 1/ 306، تذكرة الحفاظ: 1/ 313، تهذيب التهذيب: 6/ 440، طبقات الحفاظ: ص 130، خلاصة تذهيب الكمال: ص 247، شذرات الذهب: 1/ 326، هدية العارفين: 1/ 633. (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 11. (¬2) ثقات العجلي: ص 314. (¬3) تاريخ بغداد: 11/ 5. (¬4) المصدر السابق.

274 - محمد بن فضيل بن غزوان

274 - محمد بن فُضَيل بن غَزْوان * (ع) الحافظ، أبو عبد الرّحمن الضَّبِّي مولاهم الكوفي، مصنِّفُ كتاب "الزهد" وكتاب "الدعاء" وغير ذلك. حدث عن: أبيه، وبَيان بن بشر، وإبراهيم الهَجَري، وحَبيب بن أبي عَمْرة، وحُصين بن عبد الرحمن، وعاصم الأحول، وخلق. حدث عنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بن بُديل، والحسن بن عَرفْة، وأبو سعيد الأشجّ، والفلّاس، وعليُّ بنُ جرب، وأحمد بن عبد الجبّار العُطاردي، وخلائق. وكان من علماء هذا الشأن. وثقه ابن مَعين، وغيره ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 534، طبقات ابن سعد: 6/ 389، طبقات خليفة: ت 1310، تاريخ خليفة: 466، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 207، التاريخ الصغير: 2/ 276، ثقات العجلي، ص 411، المعارف: ص 510، ضعفاء العقيلي: 4/ 118، الجرح والتعديل: 8/ 57، مشاهير علماء الأمصار: ت، 1369، فهرست النديم: ص 282، أنساب السمعاني: 8/ 145، تهذيب الكمال: ورقة 1258، سير أعلام النبلاء: 9/ 173 - 175، تذكرة الحفاظ: 1/ 315، العبر: 1/ 319، ميزان الاعتدال: 4/ 9، المغني في الضعفاء: 2/ 624، الكاشف: 3/ 79، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 229. تهذيب التهذيب 9/ 405. النجوم الزاهرة: 2/ 148، طبقات الحفاظ: ص 130، خلاصة تذهيب الكمال: ص 356، طبقات المفسرين: 2/ 223، شذرات الذهب: 2/ 344، هدية العارفين: 2/ 9، تاريخ التراث العربي: 1/ 139.

275 - محمد بن شعيب

وقال أحمد: حسنُ الحديث، شيعيّ (¬1). وقال أبو داود: كان شيعيًّا محترقًا (¬2). وقد قرأ القرآنَ على حمزة. ودخل على منصور ليسمع منه، فوجدَهُ مريضًا. ومات سنة خمسٍ وتسعين ومئة، وقيل: سنة أربع. رحمه الله تعالى. 275 - محمد بن شُعَيب * (4) ابن شابور، الإمام المحدِّث، أبو عبد اللَّه الدِّمشقي، نزيل بيروت، من موالي بني أميّة. حدَّث عن: عُروة بن روَيم، ويحيى بن الحارث الذِّماري، وأبي زرعة يحيى بن أبي عَمرو السيباني، وعثمان بن أبي العاتكة، والأوزاعي، وعَمرو بن الحارث المصري، وعدَّة. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 57. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1258، وقد أورده الذهبي في "السير" 9/ 174 بلفظ: متحرّقًا، ثم علق على ذلك بقوله: "تحرقه على من حارب أو نازع الأمر عليًّا رضي الله عنه، وهو معظم للشيخين رضي الله عنهما". * طبقات خليفة: ت 3040، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 113، ثقات العجلي: ص 405، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 227 وغيرها، الجرح والتعديل: 7/ 286، تهذيب الكمال: ورقة 1209، سير أعلام النبلاء: 9/ 376 - 378، تذهيب التهذيب: 3/ 212 / ب، العبر: 1/ 331، ميزان الاعتدال: 3/ 580، تذكرة الحفاظ: 1/ 315، الكاشف: 3/ 47، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 154، تهذيب التهذيب: 9/ 222، النجوم الزاهرة: 2/ 165، طبقات الحفاظ: ص 132، خلاصة تذهيب الكمال: ص 341، شذرات الذهب: 1/ 375.

276 - محمد بن سلمة

وعنه: سليمانُ بنُ عبد الرحمن، ودُحَيم، وكَثير بن عُبيد، ومحمد بن مصفَّى، ومحمود بن خالد السُّلَمي، وخلق. وثقه دُحَيم. وقال أحمد: ما أرى به بأسًا، كان رجلًا عاقلًا (¬1). وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءةَ عرضًا عن يحيى الذماري، وكان يُفتي في مجلس الأوزاعي (¬2). قال هشام بنُ عمّار: توفي سنةَ ثمانٍ وتسعين ومئة. وقال ابن مصفّى: سنة تسع. 276 - محمد بنُ سَلَمة * (م، 4) الإِمامُ المفتي، أبو عبد الله الحرَّاني. روى عن خاله أبي عبد الرحيم خالدِ بنِ أبي يزيد، وخُصيف، وابن عَجْلان، وهشام بن حسان، وابن إسحاق، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1210. (¬2) انظر: "طبقات القراء" لابن الجزري: 2/ 154. * تاريخ ابن معين: 2/ 519، طبقات ابن سعد: 7/ 485، طبقات خليفة: ت 3096، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 107، التاريخ الصغير: 2/ 267، ثقات العجلي: ص 404، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 155، الجرح والتعديل: 7/ 276، تهذيب الكمال: ورقة 1203، سير أعلام النبلاء: 9/ 49، العبر: 1/ 307، تذهيب التهذيب: 3/ 207/ ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 316، الكاشف: 3/ 43، تهذيب التهذيب: 9/ 193، طبقات الحفاظ: ص 130، خلاصة تذهيب الكمال: ص 338، شذرات الذهب: 1/ 329.

277 - النضر بن شميل

وعنه: أحمد بن حنبل، والنُّفَيلي، محمد بن الصباح الجَرْجَرَائي، وخلق. قال ابن سعد: كان ثقةً، فاضلًا، له روايةً وفتوى (¬1). قال النُّفَيلي: توفي في أول سنةِ اثنتين وتسعين ومئة. رحمه الله تعالى 277 - النَّضْرُ بنُ شُمَيل * (ع) الإمامُ الحافظُ العلّامة، أبو الحسن المازني البصريُّ اللُّغوي، عالم أهل مرو. قال أحمد بن بن سعيد الدارمي: سمعتهُ يقول: خرج بي أبي من ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 485. * طبقات ابن سعد: 7/ 373، طبقات خليفة: 3145، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 90، التاريخ الصغير: 2/ 302، المعارف: 542، الجرح والتعديل: 8/ 477، مرات النحويين: 66، طبقات النحويين واللغويين: 53، فهرست النديم: ص 57، جمهرة الأنساب: 211، أنساب السمعاني: 11/ 71، نزهة الألباء: 85، معجم الأدباء: 19/ 238، اللباب: 3/ 145، إنباه الرواة: 3/ 348، وفيات الأعيان: 5/ 397، تهذيب الكمال: 1413، سير أعلام النبلاء: 9/ 328 - 332، تذهيب التهذيب: 4/ 95 / ب، العبر: 1/ 342، ميزان الاعتدال: 4/ 258، تذكرة الحفاظ: 1/ 314، الكاشف: 3/ 179، دول الإسلام: 1/ 127، مرآة الجنان: 2/ 8، البداية والنهاية: 10/ 255، طبقات القراء الابن الجزري: 2/ 341، الفلاكة والمفلوكون: ص 87، تهذيب التهذيب: 10/ 437، طبقات الحفاظ: ص 131، بغية الوعاة: 2/ 316، خلاصة تذهيب الكمال: ص 401، شذرات الذهب: 2/ 7، هدية العارفين: 2/ 494.

مرو الرُّوذ وأنا ابنُ خمس أو ست سنين إلى البصرة وقتَ الفِتنة، يعني فتنةَ ظهور أبي مُسلم سنةَ ثمانٍ وعشرين ومئة (¬1). روى عن: هشام بن عروة، وحُميد الطَّويل، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عَوْن، وهشام بن حسّان، وخلق. وعنه: إسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، ومحمد بنُ رافع، وأبو محمد الدّارمي، وسعيدُ بنُ مسعود المروزي، وخلائق. قال أبو حاتم: ثقة، صاحبُ سنَّة (¬2). وقال ابن المبارك: ذاكَ أحدُ الأحدين، لم يكنْ أحدٌ من أصحاب الخليل يُدانيه (¬3). وقال العبَّاس بنُ مصعب: كانا إمامًا في العربيّة والحديث، وهو أول من أظهر السنَّة بمرو، وبُخراسان، وكان أروى الناسِ عن شعبة. ألَّف كتبًا كثيرة لم يُسبَقْ إليها، وولي قضاء مرو (¬4). وقال محمد بن عبد اللَّه بن قُهْزاذ: مات النَّضْرُ في آخر يوم من سنةِ ثلاثٍ ومئتين، ودفن في أول يومٍ من سنةِ أربع. رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) الخبر في "سير أعلام النبلاء" 9/ 330: 331، وأبو مسلم: هو عبد الرحمن بن مسلم الخراساني، الأمير، هازم جيوش الدولة الأموية، والقائم بإنشاء الدولة العباسية. أخباره في المصادر التاريخية الشهيرة. انظر مثلًا "وفيات الأعيان" 3/ 145 - 155. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 477. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1414. (¬4) المصدر السابق.

278 - علي بن عاصم

278 - علي بنُ عاصم، (د، ت، ق) ابن صُهيب، مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصِّديق، مسند العراق، الإمام الحافظ، أبو الحسن الواسطي. مولدُه سنةَ خمس ومئة. وسمع من: سُهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ويحيى البكار، وبَيَان بن بِشر، وحُصين بن عبد الرّحمن، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وليث بن أبي سُليم، وحُميد الطَّويل. حدَّث عنه: أحمد، والذّهلي، وعبدٌ، ويعقوبُ بن شيبة، والحارثُ بنُ أبي أسامة، وخلق. وحدَّث عنه من القدماء يزيدُ بنُ زرَيع. قال ابنُ شَيبة: كان من أهل الدِّين، والصَّلاح، والخير البارع، وكان شديدَ التوقِّي، ومنهم مَنْ أنكر عليه كثرة الغلط والخطأ (¬1). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 421، طبقات ابن سعد: 7/ 313، طبقات خليفة: ت 3191، تاريخ خليفة: 470، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 290، التاريخ الصغير: 2/ 295، الضعفاء الصغير: ص 82، المعارف: ص 516، الضعفاء والمتروكين: ص 77، ضعفاء العقيلي: 3/ 245، الجرح والتعديل: 6/ 198، المجروحين والضعفاء: 2/ 113، الكامل لابن عدي: 5/ 1835، تاريخ بغداد: 11/ 446، ، تهذيب الكمال: ورقة 980، سير أعلام النلاء: 9/ 249 - 265، تذهيب التهذيب: 3/ 66، العبر: 1/ 336، تذكرة الحفاظ: 1/ 316، الكاشف: 2/ 251، دول الإسلام: 1/ 126، ميزان الاعتدال: 3/ 135، شرح العلل: 2/ 786، تهذيب التهذيب: 7/ 344، النجوم الزاهرة: 2/ 170، طبقات الحفاظ: ص 131، خلاصة تذهيب الكمال: ص 275، شذرات الذهب: 2/ 2. (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 446 - 447.

279 - يزيد بن هارون

وقال وكيع: ما زلنا نعرفُهُ بالخير، فخذوا الصّحاح من حديثه، ودعوا الغَلط (¬1). وقال علي بن عاصم: دفع إليَّ أبي مئةَ ألفِ درهم، وقال: اذهب فلا أرى لك وجهًا إلَّا بمئةِ ألف حديث (¬2). وقال أحمد: أمّا أنا فأحدث (¬3) عنه، لم يكن متَّهمًا. وقال يحيى بن جعفر البيكندي: كان يجتمع عند عليِّ بنِ عاصم أكثر من ثلاثينَ ألفًا (¬4). توفي سنةَ إحدى ومئتين. رحمه الله تعالى. 279 - يزيد بنُ هارون * (ع) ابن زاذي، الإِمام الحافظ، شيخ الإسلام، أبو خالد السلمي مولاهم الواسِطي. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 448. (¬2) تاريخ بغداد: 11/ 447. (¬3) كذا الأصل، ومثله في "تاريخ بغداد" 11/ 448، ولفظ "التذكرة" و"السير": فأخذت عنه. (¬4) تاريخ بغداد: 11/ 454. * تاريخ ابن معين: 2/ 677، طبقات ابن سعد: 7/ 314، طبقات خليفة: ت 3193، تاريخ خليفة: 472، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 368، التاريخ الصغير: 2/ 307، ثقات العجلي: ص 481، المعارف: ص 515، المعرفة والتاريخ: 1/ 195، الجرح والتعديل: 9/ 295، مشاهير علماء الأمصار: ت 1406، تاريخ بغداد: 14/ 337، تهذيب الكمال: ورقة 1547، سير أعلام النبلاء: 9/ 358 - 371، العبر: 1/ 350، الكاشف: 3/ 251، تذهيب التهذيب: 4/ 181، دول الإسلام: 1/ 128، تذكرة الحفاظ: 1/ 317، تهذيب التهذيب: 11/ 366، طبقات الحفاظ: ص 132، خلاصة تذهيب الكمال: ص 435، شذرات الذهب: 2/ 16.

ولد سنةَ ثماني عشرة ومئة. روى عن: عاصم الأحول، ويحيى بنِ سعيد، وسليمان التّيمي، والجُريري، وداود بن أبي هند، . وابن عَوْن، وخلق. روى عنه أحمد، وابنُ المديني، وأبو خَيثمة، وأبو بكر بنُ أبي شَيبة، وعبد بنُ حُميد، وأحمد بن الفرات، وأبو قلابة الرقاشي، والحارث بن أبي أُسامة، وعبد الله بن روح المدائني، وخلق آخرُهم موتًا إدريس بنُ جعفر العطّار. قال ابن المديني: ما رأيتُ أحفظ من يزيدَ بنِ هارون (¬1). وقال يحيى بن يحيى: يزيدُ أحفظُ من وكيع (¬2). وقال أحمد: كان يزيدُ حافظًا متقنًا (¬3). وقال عليُّ بن شعيب: سمعتُ يزيدَ يقول: أحفظُ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فَخر، وأحفظُ للشَّاميِّين عشرينَ ألفًا لا أسألُ عنها (¬4). وقال أحمد: يزيد له فِقهٌ، ما كان أذكاه وأفهمَه، وأفطَنَه (¬5)! . ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 339. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 295. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 339 - 340. (¬5) تاريخ بغداد: 14/ 340.

وقال أحمد بن سِنَان: كما رأيت أحسن صلاةً منه (¬1). وعن: عاصم بن علي قال: كان يزيد يقوم اللَّيل، وصلَّى الصبحَ بوضوء العتمة نيفًا وأربعينَ سنَة (¬2). وقال يحيى بنُ أبي طالب: سمعتُ من يزيد ببغداد، وكان يقال: في مجلسه سبعونَ ألفًا (¬3). وقال العجْلي: يزيد ثقةٌ ثبتٌ متعبِّدٌ، حسن الصَّلاة جدًّا، يصلِّي الضُّحى ستَّ عشرة ركعةً بها من الجودة غيرُ قليل، وكان قد عَمِي (¬4). وقال ابنُ أبي شيبة: ما رأينا أتقن حفظًا من يزيد (¬5). وقال أبو حاتم: يزيد ثقة إمام، لا يسألُ عن مثله (¬6). وقال يزيد: ما دلّسَتُ قطُّ إلّا في حديثٍ، فما بورك لي فيه. مات سنةَ ستٍّ ومئتين في ربيع الآخر بواسِط. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 340. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 341. (¬3) تاريخ بغداد: 14/ 346. (¬4) ثقات العجلي: ص 481. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 1548. (¬6) الجرح والتعديل: 9/ 295.

280 - إسحاق بن يوسف

280 - إسحاق بن يوسف * (ع) ابن مرداس، أبو محمد القرشي الواسطي الأزرقُ الحافظ. حدَّث عن: الأعمش، وابن عَوْن، وفُضيل بن غَزْوان، ومِسْعَر، وعدَّة. وعنه: أحمد بن حنبل، وابنُ مَعين، وأحمد بن مَنيع، ومحمد بن مثنَّى، وسعدانُ بنُ نصر، وخلق. وكان من الأئمَّة العبَّاد. ولد سنةَ سبع عشرة ومئة. ويقال: مكثَ عشرينَ سنةً لم يرفع رأسَه إلى السَّماء (¬1). وكان أعلمَ الناسِ بشَريك، فإنَّه أكثرَ عنه. وقرأ القرآنَ على حمزة. مات سنةَ خمس وتسعين ومئة. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 315، طبقات خليفة: ت 3194، تاريخ خليفة: 466، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 406، ثقات العجلي: ص 62، الجرح والتعديل: 2/ 238، مشاهير علماء الأمصار: ت 1405، تاريخ بغداد: 6/ 319، تهذيب الكمال: 2/ 496 - 500 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 9/ 171 - 172، العبر: 1/ 318، الكاشف: 1/ 66، تذهيب التهذيب: 1/ 59، تذكرة الحفاظ: 1/ 320، دول الإسلام: 1/ 123، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 158، تهذيب التهذيب: 1/ 257، طبقات الحفاظ: ص 133، خلاصة تذكرة الكمال: ص 31، شذرات الذهب: 1/ 343. (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 320.

281 - عبد الوهاب

281 - عبد الوهاب (ع) ابنُ عبد المجيد بنِ الصَّلت بنِ عبيد (¬1) الله بن الحكم بنِ أبي العاص، الإمام الحافظ، أبو محمد الثقفي البصري. حدَّث عن: أيُّوب السّخْتِياني، ومالك بن دينار، وخالد الحذاء، وحُميد الطويل، والطَّبقة. وعنه: أحمد بن حنبل، وابنُ راهويه، والفلّاس، وبُنْدار، وحفص الرَّبالي، والحسن بن عَرفة، وخلق. كان ثبتًا، سريًّا، جليلَ القدر. فعن الفلاس قال: كانت غَلّةً عبد الوهّاب في السنة نحوَ أربعينَ ألفًا ينفقُها كلّها على المحدِّثين (¬2). وقال ابن المديني ويحيى: ثقة (¬3). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 378، طبقات ابن سعد: 7/ 289، طبقات خليفة: ت 1905، تاريخ خليفة: 466، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 97، التاريخ الصغير: 2/ 272، ثقات العجلي: ص 314، المعارف: ص 514، ضعفاء العقيلي: 3/ 75، الجرح والتعديل: 6/ 71، مشاهير علماء الأمصار: ت 1269، تاريخ بغداد: 11/ 18، أنساب السمعاني: 3/ 134، اللباب: 1/ 241، تهذيب الكمال: ورقة 874، سير أعلام النبلاء: 9/ 237 - 240، تذهيب التهذيب: 2/ 259 / ب، العبر: 1/ 314، تذكرة الحفاظ: 1/ 321، ميزان الاعتدال: 2/ 680، الكاشف: 2/ 194، دول الإسلام: 1/ 123، تهذيب التهذيب: 6/ 449، طبقات الحفاظ: ص 133، خلاصة تذهيب الكمال: ص 248، شذرات الذهب: 1/ 340. (¬1) في "التذكرة" و "السير": عبد الله. (¬2) تاريخ بغداد: 11/ 20. (¬3) انظر المصدر السابق.

282 - أبو أسامة

وقال قتيبة: ما رأيت مثلَ هؤلاء الفقهاء الأربعة: مالك، واللَّيث، وعبّاد بن عبّاد، وعبد الوهّاب الثّقفي (¬1). وقال ابن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد أصح من كتاب عبد الوهاب (¬2). توفي سنةَ أربع وتسعين ومئة، وله أربع وثمانون سنة. رحمه اللهُ تعالى. 282 - أبو أسامة * (ع) الإمامُ الحافظُ الثَّبت، حمّادُ بن، أسامةَ الكوفيّ، مولى بني هاشم. حدَّث عن: هشام بن عُروة، وبُريد بن عبد اللَّه، وبَهْز بن حكيم، والأعمش، والجريري، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) تهذيب التهذيب: 6/ 450. (¬2) المعرفة والتاريخ: 1/ 650. * تاريخ ابن معين: 2/ 128، طبقات ابن سعد: 6/ 394، طبقات خليفة: 1315، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 28، التاريخ الصغير: 2/ 294، ثقات العجلي: ص 130، المعارف: ص 218، الجرح والتعديل: 3/ 132، مشاهير علماء الأمصار: ت 1379: تهذيب الكمال: ورقة 323، سعر أعلام النبلاء: 9/ 277 - 279، تذهيب التهذيب: 1/ 172، تذكرة الحفاظ: 1/ 321، العبر: 1/ 335، ميزان الاعتدال: 1/ 588، الكاشف: 1/ 186، دول الإسلام: 1/ 126، شرح العلل: 2/ 679، تهذيب التهذيب: 2/ 3، طبقات الحفاظ: ص 134، خلاصة تذهيب الكمال: ص 91، شذرات الذهب: 2/ 2.

وعنه: ابنُ مهدي، أحمد، وإسحاق، وعلي، والكَوْسج، وأحمد الدوْرقي، وسلَمة بن شَبيب، ومحمدُ بن عبد الله المخرِّمي، والحسنُ بن علي بن عفّان، وخلائق. قال أحمد: ثقة، كان أعلمَ النّاس بأمور الناس، وأخبار الكوفة، ما كان أرواه عن هشام بن عروة (¬1)! . وقال ابنُ الفُرات: كان عنده عن هام ستُّمئة ألف حديث (¬2). وقال أحمد: كان ثبتًا، لا يكاد يُخطئ (¬3). وقال مُشْكُدانة (¬4): سمعتُه يقول: كتبتُ بأصبعيَّ هاتين مئةَ ألف حديث. وقال ابنُ عمّار: كان أبو أسامة يعَدُّ من النُّسّاكِ في زمن الثّوري (¬5). عاش أبو أسامةَ ثمانينَ سنة. ومات في ذي القعدة سنةَ إحدى ومئتين. رحمه اللَّه. ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 1/ 588. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 323. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 133. (¬4) مشكدانة: بضم الميم والكاف بينهما شين معحمة ساكنة، لقب عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي، والمشكدانة بالفارسية: وعاء المسك. والخبر في "تهذيب الكمال" ورقة 323. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 323.

283 - محمد بن بشر

283 - محمد بنُ بِشْر * (ع) الحافط الثقة، أبو عبد اللَّه العَبْدي الكوفي. حدَّث عن: هشام بن عُروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعُبيد الله بن عمر، وزكريّا بن أبي زائدة، وخلق. روى عنه: عليّ، وإسحاق، وأبو كُريب، وعبد، وابنُ الفُرات، ومحمد بنُ عاصم الثَّقفي، وخلق. قال أبو عُبيد الآجُرِّي: سألتُ أبا داود عن سَماع محمد بن بشر من ابنِ أبي عَروبة، فقال: هو أحفظُ مَنْ كان بالكوفة (¬1). وقال ابن معين، وغيره: ثقة (¬2). مات سنةَ ثلاثٍ ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 505، طبقات ابن سعد: 6/ 394، طبقات خليفة: ت 317، تاريخ خليفة: 471، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 45، التاريخ الصغير: 2/ 299، ثقات العجلي: ص 401، الجرح والتعديل: 7/ 210، مشاهير علماء الأمصار: ت 1375، تهذيب الكمال: ورقة 1177، سير أعلام النبلاء: 9/ 265 - 267، العبر: 1/ 341، تذهيب التهذيب: 3/ 191 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 322، الكاشف: 3/ 22، تهذيب التهذيب: 9/ 73، طبقات الحفاظ: ص 135، خلاصة تذهيب الكمال: ص 328، شذرات الذهب: 2/ 7. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1177. (¬2) انظر "الجرح والتعديل" 7/ 211.

284 - إسماعيل بن علية

284 - إسماعيل بن عليّة * (ع) الحافظُ الثَّبت العلّامة، أبو بشر، هو إسماعيلُ بن إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي مولاهم البصري، أحد الأعلام. وعُلَيّة: هي أمُّه. روى عن: أيوب السّخْتِيَاني، وابن جُدعان، ومحمد بن المُنْكدر، وعبد اللَّه بن أبي نَجِيح، والجُريري، وعطاء بن السّائب، وحُميد، وخلق. وعنه: ابن جُريج، وشعبة، وهما من شُيوخه، وابنُ مهْدي، وابنُ المديني، وأحمد، وإسحاق، وبُنْدار، وموسى بنُ سَهل الوشّاء، وخلق. ولد سنةَ عشرٍ ومئة. وكان يقول: سمعتُ من ابنِ المنكدر أربعةَ أحاديث. وهو أكبر شيخ له. ¬

_ * العلل لأحمد: 122، 123، طبقات ابن سعد: 7/ 325، طبقات خليفة: ت 1902 و 3211، تاريخ خليفة: 466، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 342، التاريخ الصغير: 2/ 275، المعرفة والتاريخ 1/ 181 و 2/ 242 وغيرها، المعارف: 384، 507، الجرح والتعديل: 2/ 153، مشاهير علماء الأمصار: ت 1277، تاريخ بغداد: 6/ 229، طبقات الحنابلة: 1/ 99، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 120، تهذيب الكمال: 3/ 23 - 33 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 9/ 107 - 120، تذهيب التهذيب: 1/ 60 / ب، العبر: 1/ 310، ميزان الاعتدال: 1/ 216، الكاشف: 1/ 69، دول الإسلام: 1/ 122، تذكرة الحفاظ: 1/ 322، نهذب التهذيب: 1/ 275، النجوم الزاهرة: 2/ 144، طبقات الحفاظ: ص 133، خلاصة تذهيب الكمال: ص 32، شذرات الذهب: 1/ 333.

285 - أنس بن عياض

قال غُنْدَر؛ نشأتُ في الحديث وليس يُقَدَّم فيه أحدٌ على ابن عُلَيَّة (¬1). وقال أبو داود: ما أحدٌ إلّا وقد أخطأ إلا ابن عُلية، وبشر بن المفضّل (¬2). وقال ابن معين: كان ابن عُلَية ثقةً، ورعا، تقيًّا (¬3). وقال شعبة: ابنُ عُلَية سيِّد المحدِّثين (¬4) مات في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين ومئة: رحمه الله تعالى. 285 - أنس بنُ عِيَاض * (ع) الإمامُ الثِّقة، محدِّث المدينة النبويّة، أبو ضَمرة الليثي المدني. مولدُه سنةَ أربعٍ ومئة. روى عن: أبي حازم الأعرج، وصَفْوان بن سُليم، وربيعة الرَّأي، ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 231. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 233. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 234. (¬4) تاريخ بغداد: 6/ 235. * طبقات ابن سعد: 5/ 436، طبقات خليفة: ت 2497، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 32، التاريخ الصغير: 2/ 288، المعرفة والتاريخ: 1/ 190، الجرح والتعديل 2/ 289، مشاهير علياء الأمصار: ت 1122، تهذيب الكمال: 3/ 349 - 353 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 9/ 86 - 87، العبر: 1/ 332، دول الإسلام: 1/ 126، تذهيب التهذيب: 1/ 73، تذكرة الحفاظ: 1/ 323، الكاشف: 1/ 88 تهذيب التهذيب: 1/ 375، طبقات، الحفاظ: ص 135، خلاصة تذهيب الكمال: ص 40، شذرات الذهب: 1/ 358.

286 - محمد بن أبي عدي

وسُهيل بن أبي صالح، وهشام بن عُروة، وشرِيك بن أبي نَمِر، وخلق. وعنه: ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح، ومحمد بنُ عبد الله بنِ عبد الحكم، وخلائق. ومن القدماء بقيةُ بن الوليد. قال يونسُ بنُ عبد الأعلى: ما رأيتُ شيخًا أحسن خلقًا منه، ولا أسمحَ بعلمه، قال لنا: واللَّهِ لو تهيَّأَ في أن أحدِّثكم بكلِّ ما عندي في مجلسٍ لفَعَلْتُ (¬1). وقال أبو زرعة، والنّسائي: لا بأس به (¬2) توفي سنةَ مئتين. رحمه الله. 286 - محمد بنُ أبي عَدي * (ع) الحافظُ الثّقة، أبو عَمرو، محمدُ بن إبراهيم بن أبي عدي، وقيل: بل هي كنيةُ إبراهيم. حدَّث عن: حميد الطويل، وداود ابن أبي هند، وابنِ عَوْنْ، وعوْف الأعرابي، وحسين المعلِّم، وطبقتِهِم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 3/ 352. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 289. * تاريخ ابن معين: 2/ 503، طبقات أبو سعد: 7/ 293، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 23، التاريخ الصغير: 2/ 274، 275، ثقات العجلي: ص 410، الجرح والتعديل: 7/ 186، تهذيب الكمال: ورقة 1158، سير أعلام النبلاء: 9/ 220 - 221، تذهيب التهذيب: 3/ 179، تذكرة الحفاظ: 1/ 324، العبر: 1/ 315، ميزان الاعتدال: 3/ 647، الكاشف: 3/ 15، شرح العلل: 2/ 567، تهذيب التهذيت: 9/ 12، النجوم الزاهرة: 2/ 146، طبقات الحفاظ: ص 136، خلاصة تذهيب الكمال: ص 324، شذرات الذهب: 1/ 341.

287 - معاذ بن معاذ

وعنه: أحمد بن حنبل، والفلّاس، وبُندار، ومحمد بن المثنى، والحسنُ الزَّعفراني، وغيرُهم. وثقه أبو حاتم الرّازي، وغيره (¬1). توفي سنةَ أربعٍ وتسعين ومئة [وهو في عشر الثمانين] (¬2) رحمه الله تعالى. 287 - مُعَاذ بنُ معَاذ * (ع) ابن نصر بن حسّان، الإِمامُ الحافظُ العلّامة، أبو المثنّى العَنْبري التَّميمي البصري. حدَّث عن: سليمان التَّيمي، وحُميد الطَّويل، وبَهْز بن حَكيم، وابن عَوْن، وعوف بن أبي جَميلة، ومحمد بن عَمرو، وشُعبة، وخلق. ¬

_ (¬1) انظر "الجرح والتعديل": 7/ 186. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة". * تاريخ ابن معين: 2/ 572، طبقات ابن سعد: 7/ 293، طبقات خليفة: ت 1917، تاريخ خليفة: 466، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 365، التاريخ الصغير: 2/ 278، المعارف: ص 512، المعرفة والتاريخ: 2/ 202 وغيرها، الجرح والتعديل: 8/ 248، مشاهير علماء الأمصار: ت 1270، تاريخ بغداد: 13/ 131، أنساب السمعاني: 9/ 71، تهذيب الكمال: ورقة 1341، سير أعلام النبلاء: 9/ 54 - 57، العبر: 1/ 320، الكاشف: 3/ 136، تذهيب التهذيب: 4/ 48، تذكرة الحفاظ: 1/ 324، دول الإسلام: 1/ 124، تهذيب التهذيب: 10/ 194، طبقات الحفاظ: ص 136، خلاصة تذهيب الكمال: ص 380، شذرات الذهب: 1/ 345.

288 - معاذ بن هشام

وعنه: ابناه عبيدُ اللهِ والمثنَّى، وأحمد، وإسحاق، وبُنْدار، وعبدُ اللهِ بنُ هاشم، الطُّوسي، وسعدانُ بنُ نصر، وخلائق. قال أحمد: إليه المنْتهى في التثبتِ بالبصرة (¬1). ما رأيتُ أحدًا أعقلَ منه (¬2). وقال يحيى القطّان: ما بالبصرة، ولا بالكوفة، ولا بالحجاز أثبت من مُعاذ بنِ مُعاذ، وما أُبالي إذا تابعني (¬3) مَنْ خالفني، وهو أكبرُ منِّي بشهرين، ولد في آخر سنة تسع عشرة. وقال المرّوذي: سمعتُ أبا عبد اللَّه يقول: معاذُ بنُ معاذ قرةُ عينٍ في الحديث (¬4). مات في ربيع الآخر سنةَ ستٍّ وتسعين ومئة. رحمه الله تعالى. 288 - مُعاذُ بنُ هِشَام * (ع) ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي البصري، صدوق، صاحبُ حديث. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 249. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 133. (¬3) يعني: إذا تابعه معاذ. والخبر في "الجرح والتعديل": 8/ 249، و"تاريخ بغداد": 13/ 133. (¬4) تاريخ بغداد: 13/ 133. * تاريخ ابن معين: 2/ 572، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 366، التاريخ الصغير: 2/ 289، الجرح والتعديل: 8/ 249، الكامل لابن عدي: 6/ 2427، أنساب السمعاني: 5/ 311، تهذيب الكمال: ورقة 1342، سير أعلام النبلاء: 9/ 372 - 374، العبر: 1/ 334، ميزان الاعتدال: 4/ 133، تذهيب التهذيب: 4/ 48، تذكرة الحفاظ: 1/ 325، الكاشف: 3/ 137، تهذيب التهذيب: 10/ 196، طبقات الحفاظ: ص 136، خلاصة تذهيب الكمال: ص 380، شذرات الذهب: 1/ 359.

289 - يحيى بن سعيد

روى عن: أبيه، وابنِ عَوْن، وأشعث الحُمراني، وغيرهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وعلي، وبُنْدار، والفلّاس، وخلق. وهو محتجُّ به في جميع الكتب. وقال ابن معين: صدوق، وليس بحجّة (¬1). وقال العباس بن عبد العظيم: كان عندَه بن والده عشرةُ آلف حديث (¬2). وقال ابن عدي: ربما يغلط، وأرجو أنَّه صدوق (¬3). توفي سنةَ مئتين. رحمه اللَّه تعالى. 289 - يحيى بنُ سعيد * (ع) ابن أَبان بن سعيد بن العاص بنّ أبي أحَيحة سعيد بن العاص بن أمية. المحدِّثُ الثِّقة، أبو أيّوب القرشيُّ الأموي الكوفي، أحدُ الأخوة. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين: 2/ 572. (¬2) انظر "تهذيب الكمال": ورقة 1342. (¬3) الكامل لابن عدي: 6/ 2427. * تاريخ ابن معين: 2/ 644، طبقات ابن سعد: 7/ 339، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 277، التاريخ الصغير: 2/ 275، المعارف: ص 514، الجرح والتعديل: 9/ 151، مشاهير علماء الأمصار: ت 1391، تاريخ بغداد: 14/ 132، تهذيب الكمال: ورقة 1498، سير أعلام النبلاء: 9/ 139 - 140، العبر: 1/ 315، ميزان الاعتدال: 4/ 380، الكاشف: 3/ 225، تذهيب التهذيب: 4/ 154 / ب تذكرة الحفاظ: 1/ 325، تهذيب التهذيب: 11/ 231، طبقات الحفاظ: ص 136، خلاصة تذهيب الكمال: ص 423، شذرات الذهب: 1/ 341.

290 - يحيى بن سليم

حدُّث عن: يحيى بن سعيد سعيد الأنصاري، وهشام بن عُروة، وبُريد بن عبد الله بن أبي بردة، والأعمش، وابن إسحاق، وعدة. وعنه: ابنُه سعيدُ بنُ يحيى صاحب المغازي، وأحمد بن حنبل، وسُريج بن يونس، وحُميد بن الرَّبيع، وخلق. قال أحمد: عندَهُ عن الأعمش غرائب، وليس به بأس (¬1) وقال ابن مَعين: ثقة، سكن بغداد، وكان يلقَّب جَمَلًا (¬2). ومات في شعبان سنةَ أربع وتسعين ومئة. رحمه الله تعالى. 290 - يحيى بن سُلَيم * (ع) الحافظ، أبو زكريّاء القرشيُّ الطائفيُّ الحذّاءُ الخرّاز (¬3)، نزيل مكة. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 134. (¬2) المصدر السابق، وهو في "تاريخ ابن معين": 2/ 644 دون قوله: سكن بغداد. * تاريخ ابن معين: 2/ 648، طبقات ابن سعد: 5/ 500، طبقات خليفة: ت 2499، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 279، التاريخ الصغير: 2/ 278، ثقات العجلي: ص 473، المعرفة والتاريخ: 3/ 51 وغيرها، الضعفاء والمتروكين: ص 109، ضعفاء العقيلي: 4/ 406، الجرح والتعديل: 9/ 156، تهذيب الكمال: ورقة 1505، سير أعلام النبلاء: 9/ 307 - 308، العبر، 1/ 320، ميزان الاعتدال: 4/ 383، تذهيب التهذيب: 4/ 157، الكاشف: 3/ 226، تذكرة الحفاظ: 1/ 326، تهذيب التهذيب: 11/ 226، طبقات الحفاظ ص 137، خلاصة تذهب الكمال: ص 424، شذرات الذهب: 1/ 344. (¬3) تصحف في "السير" إلى (الخزاز). انظر التعليق على "الإكمال" 2/ 190.

291 - يونس بن بكير

روى عن: إسماعيل بن أميّة، وموسى بن عقبة، وعبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، وعُبيد اللَّه بن عمر، وابن جُريج، وعدّة. وعنه: الشافعي، وابنُ راهويه، وعليُّ بن مسلم الطوسي، وابنُ عَرفة، والحسنُ الزَّعفراني. وسمع منه أحمدُ بنُ حنبل حديثًا واحدًا. قال ابن سعد (¬1): ثقة، كثير الحديث. وعن الشافعيِّ قال: كان يحيى بنُ سُليم فاضلًا، كنّا نعدُّه من الأبدال، وكان إذا ركبَ حمارًا لا يقول له: اغدُ، وإنَّما يقول: لا إله إلَّا الله (¬2). قال البَزِّي: مات يحيى بنُ سُليم سنةَ خمسٍ وتسعين ومئة. رحمه اللَّهُ تعالى. 291 - يونس بنُ بُكير * (خت، م، د، ت، ق) ابن واصل، الحافظُ المؤَرِّخ، أبو بكر الشيبانيُّ الكوفيُّ الحمّال، صاحب المغازي. ¬

_ (¬1) في "طبقاته" 5/ 500. (¬2) سير أعلام النبلاء: 9/ 307. * تاريخ ابن معين: 2/ 687، طبقات ابن سعد: 6/ 399، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 411، ثقات العجلي: ص 487، ضعفاء العقيلي: 4/ 461، الجرح والتعديل: 9/ 236، تهذيب الكمال: ورقة 1569، سير أعلام النبلاء: 9/ 245 - 248، تذكرة الحفاظ: 1/ 326، ميزان الاعتدال: 4/ 477، تذهيب التهذيب: 4/ 193، العبر: 1/ 331، الكاشف: 3/ 264، تهذيب التهذيب: 11/ 434، النجوم الزاهرة: 2/ 165، طبقات الحفاظ: ص 137، خلاصة تذهيب الكمال: ص 440، شذرات الذهب: 1/ 357.

292 - شجاع بن الوليد

حدَّث عن: الأعمش، وهشام بنِ عُروة، وعمر بن ذرّ، وابنِ إسحاق، وكَهْمَس بنِ الحسن، وخلق. وعنه: ابنُه عبدُ اللَّه، وابنُ مَعين، وأبو كرَيب، وابنُ نُمَير، وأبو سعيد الأشْجّ، ومحمد بنُ عثمان بن كرامة، وأحمد بنُ عبد الجبار العُطَاردي، وغيرهم. قال ابن مَعين: كان صدوقًا (¬1). وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق (¬2). وقال أبو داود: ليسَ بحجّة (¬3). روى له مسلم متابعة، واستَشهد به البخاري. وقال مطيَّن: توفي سنةَ تسع وتسعين ومئة. رحمه اللَّه تعالى. 292 - شُجَاعُ بنُ الوليد * (ع) الحافظ، أبو بدر السكوني الكوفي، الرجلُ الصّالح. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين: 2/ 687. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 236. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1565. * طبقات ابن سعد: 7/ 333، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 261، التاريخ الصغير: 2/ 306، ثقات العجلي: ص 215، الجرح والتعديل: 4/ 378، مشاهير علماء الأمصار: ت 1395، تاريخ بغداد: 9/ 247، أنساب السمعاني: 7/ 101، تهذيب الكمال: ورقة 574، سير أعلام النبلاء: 9/ 353 - 355، ميزان الاعتدال: 2/ 264، العبر: 1/ 346، تذهيب التهذيب: 2/ 71، تذكرة الحفاظ: 1/ 328، الكاشف: 2/ 5، تهذيب التهذيب: 4/ 313، طبقات الحفاظ: ص 138، خلاصة تذهيب الكمال: ص 163، شذرات الذهب: 2/ 12.

293 - عبد الله بن نمير

حدّث عن: عطاء بن السّائب، ومغيبرة بن مِقْسم، وقابوس بن أبي ظَبْيَان، وخُصَيف، والأعمش، وهشام بن عُروة، وعدّة. وعنه: ابنه أبو همّام، وأحمد، وإسحاق، ويحيى، وعليّ، وأبو بكر الصاغاني، ويحيى بنُ أبي طالب، وخلق. قال أحمد: صدوق (¬1). وقال ابن سعد: كان أبو بدرٍ كثيرَ الصَّلاة، وَرِعًا (¬2). وقال الثوري: لم يكنْ بالكوفة أعبد مِن أبي بَدر (¬3). وقال أحمدُ بن زهير، وغيره: عن يحيى بن مَعين: ثقة (¬4). وأمّا أبو حاتم فقال: ليِّن الحديث (¬5). مات سنةَ أربعٍ ومئتين رحمه اللَّه. 293 - عبدُ اللهِ بنُ نُمَير * (ع) الإمام الحافظ، أبو هشام الهمدانيُّ، ثم الخارفي (¬6) الكوفي، والد الحافظ الكبير محمد. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 249. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 333. (¬3) تاريخ بغداد 9/ 248. (¬4) الجرح والتعديل: 4/ 379. (¬5) المصدر السابق. * تاريخ ابن معين: 2/ 334، طبقات ابن سعد: 6/ 394، طبقات خليفة: ت 1329، تاريخ خليفة: 470، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 216، التاريخ الصغير: 2/ 286، ثقات العجلي: ص 282، الجرح والتعديل: 5/ 186، مشاهير علماء الأمصار: ت 1377، تهذيب الكمال: ورقة 749، سير أعلام النبلاء: 9/ 244 - 245، العبر: 1/ 330، الكاشف: 2/ 122، تذهيب التهذيب: 2/ 190 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 327، تهذيب التهذيب 6/ 57. النجوم الزاهرة: 2/ 165، طبقات الحفاظ: ص 137، خلاصة تذهيب الكمال: ص 217، شذرات الذهب: 1/ 357. (¬6) هذه النسبة إلى "خارف" وهو بطن من همدان نزل الكوفة. "الأنساب" 5/ 14.

294 - عبد الرحمن بن مهدي

حدَّث عن: هشام بن عُروة، والأعمش، وأشعث بن سَوَّار، وإسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن أبي زياد، وعبيد الله بن عمر، وعدّة. وعنه: أحمد، وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، والحسن بن علي بن عفان، وخلق. وثقة ابن معين وغيره. وكان من كبار أصحاب الحديث. توفي سنةَ تسعٍ وتسعين ومئة، وله أربع وثمانون سنة: رحمه الله تعالى. 294 - عبد الرحمن بن مهدي * (ع) الإمام الحافظ، الكبير الناقد، أبو سعيد البصري، مولى الأزد، وقيل: مولى بني العنبر. مولده سنة خمس وثلاثين ومئة. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 359، طبقات ابن سعد: 7/ 297، طبقات خليفة: ت 1933، تاريخ خليفة: 468، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 254، التاريخ الصغير: 2/ 283، 285، ثقات العجلي: ص 299، المعارف: ص 513، الجرح والتعديل: 1/ 251 - 261 و 5/ 288 حلية الأولياء: 9/ 3، تاريخ بغداد 10/ 240، طبقات الشيرازي: ص 91، أنساب السمعاني: 11/ 39، اللباب: 3/ 135، تهذيب الكمال: ورقة 823، سير أعلام النبلاء: 9/ 192 - 209، العبر: 1/ 326، تذكرة الحفاظ: 1/ 329، الكاشف: 2/ 165، دول الإسلام: 1/ 125، تذهيب التهذيب: 2/ 229، شرح العلل لابن رجب: 1/ 196، تهذيب التهذيب: 6/ 279، النجوم الزاهرة: 2/ 159، طبقات الحفاظ: ص 139، خلاصة تذهيب الكمال: ص 235، شذرات الذهب: 1/ 355.

سمع: أيمنَ بنَ نابِل، وهشامًا الدَّسْتُوائي، ومعاويةَ بنَ صالح، وأبا خَلْدة، وشُعبة، وسُفيان، وخلقًا. حدَّث عنه: ابن المبارك، وأحمدُ، وإسحاقُ، وابنُ المديني، وبُنْدار، وعبد الرحمن رُسْتَة، ومحمدُ بنُ يحيى، وعبدُ الرحمنِ بن محمد بن منصور الحارثي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: هو أفقهُ من يحيى القطّان، وهو أثبتُ من وكيع لأنه أقربُ عهدًا بالكتاب، اختلفا في نحوٍ من خمسين حديثًا للثَّوري، فنظرنا فإذا عامة الصَّواب مع عبد الرحمن (¬1). وقال أيّوب بنُ المتوكِّل: كنّا إذا أردنا أن ننظرَ إلى الدِّينِ والدُّنيا، ذهبنا إلى دار عبدِ الرحمنِ بنِ مَهْدي (¬2). وقال محمد بنُ أبي بكر المقدَّمي: ما رأيتُ أحدًا أتقنَ لما سمع، ولما لم يسمع، ولحديث الناسِ من عبد الرحمن بن مَهْدي (¬3). إمام ثبت، أثبت من يحيى بن سعيد، وكان عَرَضَ حديثَه على سُفيان (¬4). وقال القواريري: أملى عليَّ ابنُ مَهْدي عشرينَ ألف حديث حفظًا (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 243 - 244. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 247. (¬3) الجرح والتعديل: 1/ 253. (¬4) هذا القول لأبي حاتم. انظر "الجرح والتعديل": 1/ 255 و 5/ 290. (¬5) سير أعلام النبلاء: 9/ 195.

وقال عبيد الله بن سعيد: سمعتُ ابنَ مهدي يقول: لا يجوزُ أن يكونَ الرجلُ إمامًا حتى يعلمَ ما يصح ممّا لا يصح (¬1). وقال ابن المديني: لو حلفتُ بينَ الركنِ والمَقام لحلفتُ أنِّي لم أرَ مثلَ عبد الرحمن (¬2). وكان يقول: أعلمُ الناسِ بقولِ الفقهاء السبعة الزهريُّ، ثم بعدَه مالك، ثم بعدَه ابنُ مَهْدي (¬3). وقال أيضًا: علمُ عبد الرحمن في الحديث كالسِّحر (¬4). وقال نُعيم بن حمّاد: قلتُ لابنِ مَهْدي: كيف يعرف الكذّاب؟ قال: كما يعرف الطَّبيب المجنون (¬5). وقال ابنُ نُمَير: سمعت ابنَ مَهْدي يقول: معرفةُ الحديثِ إلهام (¬6). وقد كان عبدُ الرحمنِ بنُ مَهْدي من كبار الفُقهاء، بصيرًا بالفتوى، عظيم الشَّأن. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 9/ 195. (¬2) الجرح والتعديل: 1/ 252. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 242 - 243، وقد تقدم تعريف الفقهاء السبعة في ترجمة أبي بكر بن عبد الرحمن، رقم الترجمة (52). (¬4) تاريخ بغداد: 10/ 246. (¬5) المصدر السابق. (¬6) سير أعلام النبلاء: 9/ 203.

295 - معن بن عيسى

مات: في جمادى الآخرة سنةَ ثمانٍ وتسعيبنَ ومئة، وورثَه بنوه، وأبوه مَهْدي، وكان عاميًّا (¬1). رحمه اللَّه تعالى. 295 - معنُ بنُ عيسى * (ع) الثِّقة الحافظ، أبو يحيى المدنيّ القزّازُ الأشجعي مولاهم. أخذ عن: ابنِ أبي ذئب، ومعاويةَ بنِ صالح، ومالك، وموسى بنِ عليّ، وطبقتهم. روى عنه: أبو خَيثمة، وهارون الحمّال، ويونس بن عبد الأعلى: وخلق. قال أبو حاتم: هو أحب إليَّ من ابن وهب، وهو أثبت أصحاب مالك (¬2). مات في شوّال سنةَ ثمانٍ وتسعين ومئة. رحمه الله. ¬

_ (¬1) يعني أباه. قال الذهبي في وصفه: "وكان شيخًا عاميًّا، ربما كان يمزح بجهل، ويشير إلى الجماعة إلى ابنه، وشير إلى مناعه فيقول: هذا خرج من هذا". انظر "سير أعلام النبلاء" 9/ 206. * تاريخ ابن معين: 2/ 578، طبقات ابن سعد: 5/ 437، طبقات خليفة: ت 2498، تاريخ خليفة: 468، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 390، التاريخ الصغير: 2/ 284، 285، الجرح والتعديل: 8/ 277، الانتقاء: 61، طبقات الشيرازي: ص 148، ترتيب المدارك: 1/ 367، أنساب السمعاني: 1/ 270، تهذيب الكمال: ورقة 1357، سير أعلام النبلاء: 9/ 304 - 306، العبر: 1/ 327، الكاشف: 3/ 147، تذهيب التهذيب: 4/ 59، تذكرة الحفاظ: 1/ 332، الديباج المذهب: 347، تهذيب التهذيب: 10/ 252، طبقات الحفاظ: ص 139، خلاصة تذهيب الكمال: ص 384، شذرات الذهب: 1/ 355. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 278.

296 - محمد بن عبيد

296 - محمد بن عُبَيْد * (ع) ابن أبي أميّة، الثقةُ الحافظ، أبو عبد الله الإيادي الكوفي الطنافسي الْأحدب، مولى بني حَنِيفة. ولد سنةَ سبع وعشرين ومئة. وسمع: هشام بنَ عُروة، والْأعمش، وإسماعيل، وعُبيد الله، وابن إسحاق، ومسعرًا. حدَّث عنه: أخوه يَعْلى، وأحمد، وابنُ معين، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وعباس الدُّوري، وأحمد بنُ الفُرات، وخلق. سكن بغداد مدَّة. وكان أحد المُتْقنين. وكان يعلى أكبَر منه بتسع (¬1) سنين. رواه أبو أميّة الطَّرسوسي عن يَعلى. قال الأثرم: سألتُ أبا عبد اللَّه (¬2) عن يَعلى، ومحمد، وعمر، فوثَّقهم. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 529، طبقات ابن سعد: 6/ 397، تاريخ خليفة: 472، طبقات خليفة: ت 1313، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 173، التاريخ الصغير: 2/ 301، ثقات العجلي: ص 410، المعارف: ص 517، الجرح والتعديل: 8/ 10، مشاهير علماء الأمصار: ت 1383، تاريخ بغداد: 2/ 365، أنساب السمعاني: 8/ 252، اللباب: 2/ 285، تهذيب الكمال: ورقة 1237، سير أعلام النبلاء: 9/ 436 - 438، العبر: 1/ 348، ميزان الاعتدال: 3/ 639، تذهيب التهذيب: 3/ 229 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 333، الكاشف: 3/ 66، تهذيب التهذيب: 9/ 327، طبقات الحفاظ: ص 140، خلاصة تذهيب الكمال: ص 350، شذرات الذهب: 2/ 14. (¬1) في "الجرح والتعديل": بسبع سنين، خطأ. وانظر "تاريخ بغداد": 2/ 366. (¬2) يعني: أحمد بن حنبل: والخبر في "تاريخ بغداد": 2/ 368.

وسئل ابنُ مَعين عن بني عُبيد الثلاثة، فوثقهم وقال: أثبتهم يعلى (¬1). وقال ابن عمّار: كلُّهم ثبت، وأحفظُهم يَعلى، وأبصرهم بالحديث محمد الأحدب، وعمرُ شيخهم (¬2). وقال يعقوب السدُوسي: محمدُ بنُ عُبيد، مولى لإِياد، مكث ببغداد دهرًا، ثم رجعَ إلى الكوفة، فمات بها سنةَ أربع ومئتين، وكان ممن يقدِّم عثمان، وقلَّ مَنْ يذهبُ إلى هذا من الكوفيِّين، عامَّتُهم يقدم عليًّا، أو يقفُ عند عثمان وعليّ (¬3). سمعت عليَّ بن المديني، وذكر محمد بن عبيد فقال: كان كيِّسًا (¬4). وقال العِجْلي: كوفيّ ثقة عثماني، كان حديثُهُ أربعةَ آلافٍ يحفَظُها (¬5). وقال ابن سعد: ثقة، كثيرُ الحديث، صاحب سنة، مات سنةَ أربع (¬6). وقال خليفة، ومطيَّن: سنةَ خمس ومئتين. ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ الدارمي عن ابن معين" ص 156. (¬2) تاريخ بغداد: 2/ 368. (¬3) تاريخ بغداد: 2/ 369. (¬4) المصدر السابق. (¬5) ثقات العجلي: ص 410، وقد تصحفت في المطبوع من لفظة عثماني. فوردت: كان عمانيًّا. (¬6) طبقات ابن سعد: 6/ 397.

297 - يعلى بن عبيد

297 - يَعلى بن عُبَيد * (ع) الحافظ الثبت، أبو يوسف الطّنافسيُّ، أخو محمد المذكور، تقدَّم أَنَّه أكبر منه بتسع سنين. سمع: يحيى الأنصاري، وأبا حيّان يحيى بنَ سعيد التَّيمي، وعبدَ الملكِ بنَ أبي سُليمان، وزكريّا بنَ أبي زائدة، والأعمش، وطبقتَهُم. وعنه: إسحاق بنُ راهويه، وابنُ نمَير، ومحمودُ بنُ غيلان، ومحمدُ بنُ يحيى، وعبدُ بنُ حُميد، وأحمد بنُ الفُرات، وعليُّ بنُ حرب، وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان صحيحَ الحديث، صالحًا في نفسه (¬1). وقال ابنُ مَعين: ثقة (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 397، طبقات خليفة: ت 1312، تاريخ خليفة: 473، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 419، التاريخ الصغير: 2/ 314، ثقات العجلي: ص 484، المعارف: ص 517، الجرح والتعديل: 9/ 304، مشاهير علماء الأمصار: ت 1382، أنساب السمعاني: 8/ 253، تهذيب الكمال: ورقة 1559، سير أعلام النبلاء: 9/ 476 - 477، تذهيب التهذيب: 4/ 188، العبر: 1/ 357، الكاشف: 3/ 258، دول الإسلام: 1/ 129، تذكرة الحفاظ: 1/ 314، شرح العلل لابن رجب: 2/ 669، تهذيب التهذيب: 11/ 402، طبقات الحفاظ: ص 140، خلاصة تذهيب الكمال: ص 438، شذرات الذهب: 2/ 23. (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 305. (¬2) تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي عن ابن معين: ص 156.

298 - وهب بن جرير

وقال سعيد بن أيّوب البخاري: كان يَعلى يحفظُ عامَّة حديثه، أو جميعَ ما عندَه، وما رأيتُ أحفظ من وكيع (¬1). وقال أبو حاتم: أثبت أولادِ أبيه في الحديث (¬2). وقال أحمد بنُ يونس: ما رأيت أفضلَ من يعلى بنِ عُبيد، وما رأيتُ أحدًا يريدُ بعلمِهِ الله إلَّا يعلى (¬3). وقال ابنُ الفرات: ما رأيتُ يعلى ضاحكًا (¬4). قال ابن سعد: توفي يَعلى في خامس شوَّال سنةَ تسع ومئتين (¬5). رحمه الله تعالى. 298 - وَهْبُ بنُ جَرير * (ع) ابن حازم، المحدَّثُ الحافظ، أبو العباس الأزدي مولاهم البصري، أحدُ الأثبات. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 9/ 477. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 305. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1559. (¬4) سير أعلام النبلاء: 9/ 477. (¬5) طبقات ابن سعد: 6/ 397. * تاريخ ابن معين: 2/ 635، طبقات ابن سعد: 7/ 298، طبقات خليفة: ت 1936، تاريخ خليفة: 472، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 169، التاريخ الصغير: 2/ 307، 309، ثقات العجلي: ص 466، المعارف: ص 502، الجرح والتعديل: 9/ 28، تهذيب الكمال: ورقة 1482، سير أعلام النبلاء: 9/ 442 - 445، العبر: 1/ 250، الكاشف: 3/ 215، تذهيب التهذيب: 4/ 142 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 336، ميزان الاعتدال: 4/ 350، تهذيب التهذيب: 11/ 161، طبقات الحفاظ: ص 140، خلاصة تذهيب الكمال: ص 418، شذرات الذهب: 2/ 16.

299 - عبد الله بن داود

سمع: أباه، وهشام بنَ حسّان، وابنَ عَوْن، وقُرة، وشُعبة، وغيرَهُم. وعنه: أحمد، واسحاق، وابنُ المديني، وأبو خَيثمة، وعمرو بنُ علي، ومحمد بنُ رافع، ومحمدُ بنُ أحمد بن أبي العوّام، وخلق. وثقه ابنُ مَعين. وقال العِجْلي: بصري ثقة، كان عفّان يتكلَّم فيه، ومات منصرِفًا من الحجّ (¬1). قال ابن سعد: ماتَ سنةَ ست ومئتين. وقال غيرُه: في عشر الثمانين. 299 - عبد اللَّه بنُ داود * (خ، 4) ابن عامر الهمداني الشعبي الكوفيّ، أبو عبد الرحمن الخُرَيبيّ، الإمامُ الحافظُ القدوة، كان يسكنُ محلَّةَ الخُرَيبَة بالبصرة. ¬

_ (¬1) ثقات العجلي: ص 466، وقد تصحف في المطبوع منه لفظ (عفان) إلى (عمار). * تاريخ ابن معين: 2/ 303، طبقات ابن سعد: 7/ 295، طبقات خليفة: ت 1928، تاريخ خليفة: 474، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 82، التاريخ الصغير: 2/ 363، المعارف: ص 520، الجرح والتعديل: 5/ 47، مشاهير علماء الأمصار: ت 1286، الإكمال لابن ماكولا: 3/ 285، أنساب السمعاني: 5/ 99، معجم البلدان: 2/ 363، تهذيب الكمال: ورقة 678، سير أعلام النبلاء: 9/ 347 - 352، تذهيب التهذيب: 2/ 141 / ب، العبر: 1/ 364، الكاشف: 2/ 75، دول الإسلام: 1/ 130، تذكرة الحفاظ: 1/ 337، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 418، تهذيب التهذيب: 5/ 199، طبقات الحفاظ: ص 141، خلاصة تذهيب الكمال: ص 196، شذرات الذهب: 2/ 29.

300 - بشر بن عمر

سمع: هشام بنَ عُروة، والأعمش، وثورَ بنَ يزيد، وابنَ جُريج، والْأوزاعي، وطبقَتَهم. حدَّث عنه: الحسنُ بنُ صالح، وابنُ عُيينة -وهما من شيوخه- ومسدَّد، وبُنْدار، والفلّاس، والكُدَيمي، وبشرُ بن موسى، وخلق. قال ابن سعد: كان ثقةً، عابدًا، ناسكًا (¬1). وقال ابنُ مَعين: ثقة مأمون (¬2). وعن وكيعٍ قال: النظرُ إلى وجهِ عبد اللَّهِ بن داود عبادة. وكان الخُرَيبي يقول: ليتَني لبنةٌ في حائط، متى أدخل أنا الجنة؟ وكان قد قطعَ الرواية، فلهذا لم يسمع منه البخاري، وروى عن أصحابه. مات سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئتين في شوّال. رحمه اللَّه. 300 - بِشْرُ بنُ عُمر * (ع) الثِّقة الحافظ، أبو محمد الزَّهْرانيُّ البصري. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 295. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 47. * طبقات ابن سعد: 7/ 300، طبقات خليفة: ت 1941، تاريخ خليفة: 473، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 80، ثقات العجلي: ص 81، الجرح والتعديل: 2/ 361، ثقات ابن حبان: 8/ 141، تهذيب الكمال: 4/ 148 - 140 (طبعة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 9/ 417 - 418، تذكرة الحفاظ: 1/ 337، الكاشف: 1/ 103، تهذيب التهذيب: 1/ 455، طبقات الحفاظ: ص 141، خلاصة تذهيب الكمال: ص 49، شذرات الذهب: 2/ 18.

301 - يعقوب بن إبراهيم

سمع: عِكرمةَ بن عمار، وشعبة، وعاصم بنَ محمد العُمَري، وهمّام بن يحيى، ومالكًا، وطبقَتَهُم. وعنه: إسحاقُ بن راهويه، وإسحاق الكَوْسَج، والذُّهلي، ونصرُ بن علي، ومحمدُ بنُ يحيى القُطَعي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق (¬1). وقال ابن سعد: ثقة، قال: وتوفيَ سنةَ سبع ومئتين (¬2) -يعني في أولها- فقد أرخ غيرُه موتَه في آخر يومٍ من سنة ستّ. رحمه الله تعالى. 301 - يعقوبُ بنُ إبراهيم * (ع) ابن سعد، الإمامُ الحافظ، أبو يوسف الزهريُّ المدنيّ، نزيل بغداد. حدَّث عن: أبيه، وعاصم بن محمد العمَري، ومحمد بن أخي الزهري، وشُعبة، واللَّيث، وغيرهم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 361. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 300، وقد تصحف في المطبوع منه لفظ (سبع) إلى (تسع). * تاريخ ابن معين: 2/ 680، طبقات ابن سعد: 7/ 343، طبقات خليفة: ت 3224، تاريخ خليفة: 473، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 396، التاريخ الصغير: 2/ 313، ثقات العجلي: ص 484، الجرح والتعديل: 9/ 202، تاريخ بغداد: 14/ 268، تهذيب الكمال: ورقة 1551، سير أعلام النبلاء: 9/ 491 - 493، العبر: 1/ 356، الكاشف، 3/ 254، تذهيب التهذيب: 4/ 184، تذكرة الحفاظ: 1/ 335، تهذيب التهذيب: 11/ 380، طبقات الحفاظ: ص 141، خلاصة تذهيب الكمال: ص 436، شذرات الذهب: 2/ 22.

302 - عبد الوهاب بن عطاء

وعنه: أحمد، وإسحاق، وعبد، والذهلي، وعبّاس، ويعقوبُ بنُ شيبة، وأبو بكر الصَّغاني، وخلق. ذكره ابنُ سعدٍ فقال: ثقة، جليل القدر، مقدَّم على أخيه سعد في الفَضلَ والورعَ والإتقان (¬1). وقال ابن معين، وغيره: ثقة (¬2). مات بفم الصِّلح في صحبة الحسنِ بنِ سهل الوزير (¬3) في شوّال سنةَ ثمانٍ ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. 302 - عبد الوهّاب بنُ عَطَاء * (م، 4) أبو نصر الخفّاف، أحدٌ علماء البصرة. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 343، وفيه: (والحديث) بدل (والإتقان). (¬2) انظر "تاريخ بغداد": 4/ 268 - 269. (¬3) هو الوزير الكامل، أبو محمد، الحسن بن سهل بن عبد الله السرخسي، حمو المأمون، تولى وزارة المأمون بعد أخيه ذي الرئاستين الفضل بن سهل. وكان الحسن عالي الهمة، كثير العطاء للشعراء وغيرهم. أخباره في "وفيات الأعيان": 2/ 120 - 123، و "السير": 11/ 171 - 172. وفم الصلح: نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبل، عليه عدة قرى، وعليه كانت دار الحسن بن سهل. * تاريخ ابن معين: 2/ 379، طبقات ابن سعد: 7/ 333، طبقات خليفة: ت 3217، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 98، التاريخ الصغير: 2/ 302، ضعفاء العقيلي: 3/ 77، الجرح والتعديل: 6/ 72، تاريخ بغداد: 11/ 21، أنساب السمعاني: 5/ 157، تهذيب الكمال: ورقة 872، سير أعلام النبلاء: 9/ 451 - 454، العبر: 1/ 346، ميزان الاعتدال: 2/ 681، تذهيب التهذيب: 2/ 260، تذكرة الحفاظ: 1/ 339، الكاشف: 2/ 194، تهذيب التهذيب: 6/ 450، طبقات الحفاظ: ص 141، خلاصة تذهيب الكمال: ص 248، شذرات الذهب: 2/ 13.

303 - عبد الرحمن بن غزوان

روى عن: حُميد، وخالد الحذَّاء، والجُريري، وسُليمان التَّيمي، ومحمد بن عَمرو، وابن عون. ولازمَ سعيدَ بنَ أبي عَروبة. وأخذ القراءةَ عن أبي عَمرو بن العَلاء. روى عنه: أحمد، والزعفراني، وعبّاس الدُّوري، وعَمرو النّاقد، والحارثُ بنُ أبي أُسامة، ويحيى بنُ أبي طالب، وخلق. قال ابن سعد: كان كثيرَ الحديث، عرفَ بصُحبةِ ابنِ أبي عَروبة (¬1). وقال ابن مَعين، والدَّارَقُطني: ثقة (¬2). وقال البخاري: ليسَ بالقوي (¬3). وقال أحمد: كان عالمًا بسعيد (¬4). وقال غيره: كان صالحًا، خيِّرًا، بكاءً. مات في آخر سنةِ أربعٍ ومئتين، وقيل: سنة ست. رحمه الله تعالى. 303 - عبد الرحمنِ بنُ غزوان * (خ، د، ت، س) أبو نوح الخُزَاعيّ، المعروف بقُرَاد، الحافظ. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 333. (¬2) انظر "تاريخ بغداد": 11/ 24. (¬3) تاريخ بغداد: 11/ 23. (¬4) يعني: ابن أبي عروبة. والخبر في "تاريخ بغداد": 11/ 22. * تاريخ ابن معين: 2/ 355، طبقات ابن سعد: 7/ 335، العلل لأحمد: 257، الجرح والتعديل: 5/ 274، المجروحين والضعفاء: 2/ 305، تاريخ بغداد: 10/ 252، تهذيب الكمال: ورقة 813، سير أعلام النبلاء: 9/ 518 - 519، =

304 - عمر بن هارون

حدَّث عن: عوف، ويونس بن أبي إسحاق، وشُعبة، وعدّة. وعنه: أحمد، وابنُ مَعين، والجُوزجاني، وأبو بكر الصّاغاني، والحارثُ التَّميمي، وخلق. وثقة ابنُ المديني وغيره. وكان يسردُ من حِفْظِه. مات سنةَ سبع ومئتين. رحمه اللَّه. 304 - عمر بنُ هارون * (ت، ق) الحافظُ المكثر، عالمُ خُراسان، [أبو حفص] (¬1) الثَّقفيُّ مولاهم البَلْخي، من أوعية العلم على ضَعفِه. ¬

_ = العبر: 1/ 352، ميزان الاعتدال: 2/ 581، تذهيب التهذيب: 2/ 224 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 339، الكاشف: 2/ 160، تهذيب التهذيب: 6/ 247، النجوم الزاهرة: 2/ 185، طبقات الحفاظ: ص 142، خلاصة تذهيب الكمال: ص 233، شذرات الذهب: 2/ 17. * تاريخ ابن معين: 2/ 435، طبقات ابن سعد: 7/ 374، العلل لأحمد: 368، طبقات خليفة: ت 3144، الضعفاء والمتروكين: ص 85، ضعفاء العقيلي: 3/ 194، الجرح والتعديل: 6/ 140، المجروحين والضعفاء: 2/ 90، الكامل لابن عدي: 5/ 1688، تاريخ بغداد: 11/ 187، تهذيب الكمال: ورقة 1028، سير أعلام النبلاء: 9/ 267 - 276، تذكرة الحفاظ: 1/ 340، العبر: 1/ 316، ميزان الاعتدال: 3/ 228، تذكره التهذيب: 3/ 93، الكاشف: 2/ 279، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 598، تهذيب التهذيب: 7/ 50، طبقات الحفاظ: ص 142، خلاصة تذهيب الكمال: ص 286، شذرات الذهب: 1/ 341. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة" وغيرها.

روى عن: ابن جريج، وثَوْر بن يزيد، وابنِ أبي عَروبة، والْأوزاعي، وشعبة، وخلق. وعنه: عفان، وقُتيبة، وأحمد، ونصرُ بنُ علي، وسُريج بنُ يونس، وغيرُهم. روى الخطيب بإسناده: عن أبي عاصم أنّه ذكر عمرَ بنَ هارون، فقال: عمرُ عندنا أحسنُ أخذًا للحديث من ابن المبارك (¬1). وقال المروذي: سُئِل أبو عبد اللَّه عن عمر بن هارون، فقال: ما أقدرُ أن أتعلق بشيء، كتبتُ عنه كثيرًا. فقيل له: قد كانتْ له قصة مع ابن مَهْدي، قال: بلغني أنّه كان يحمل عليه (¬2). وقال أحمد بن سيّار: كان كثيرَ السماع، كان قُتيبة يُطْريه ويُوثِّقه (¬3). وقد روى له ابنُ خُزيمة في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وكذا ابنُ مَعين، وقال مرَّة: ليس بشيء. وقال أبو داود: ليس بثِقَة (¬4). وقال النسائي (¬5)، وغيره: متروك. وقد كان إمامًا في حروف القراءات. مات سنةَ أربعٍ وتسعين ومئة. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 188. (¬2) الخبر مطولًا في "تاريخ بغداد": 11/ 188. (¬3) تاريخ بغداد: 11/ 189. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1029. (¬5) في "الضعفاء والمتروكين": ص 85.

305 - بهز بن أسد

305 - بَهْز بن أسَد * (ع) الحافظ المتقن، أبو الأسود العَمِّي البصريّ، أخو مُعَلَّى. سمع: شعبة، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَري، وأبا بكر النَّهْشَلي، وحمّاد بنَ سلمة. روى عنه: أحمد، وبنْدار، وأحمد بنُ سِنَان، وعبد اللَّه بنُ هاشم الطوسي، وعبد الرحمنِ بنُ بشر العبدي، وغيرهم. وكان من جلَّة العُلماء. قال عبد الرحمن بن بشر: ما رأيت رجلًا خيرًا من بَهْز (¬1). مات سنةَ سبع وتسعين ومئة. رحمه الله تعالى. 306 - أَزهرُ بن سَعد * * (خ، م، د، ت، س) الإمامُ الثِّقة، أبو بكر الباهلي مولاهم البصري السمّان، أحدُ الأعلام. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 64، طبقات ابن سعد: 7/ 298، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 143، ثقات العجلي: ص 87، المعرفة والتاريخ: 2/ 140 وغيرها، تاريخ أبو زرعة الدمشقي: 1/ 457، الجرح والتعديل: 2/ 431، أنساب السمعاني: 9/ 64، تهذيب الكمال: 4/ 257 - 259 (طبعة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 9/ 192، ميزان الاعتدال: 1/ 353، تذهيب التهذيب: 1/ 91، تذكرة الحفاظ: 1/ 341، الكاشف: 1/ 110، تهذيب التهذيب: 1/ 497، طبقات الحفاظ: ص 142، خلاصة تذهيب الكمال: ص 53. (¬1) تهذيب الكمال: 4/ 259. * * طبقات ابن سعد: 7/ 294، طبقات خليفة: ت 1919، تاريخ خليفة: 472، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 460، المعارف: ص 513، المعرفة والتاريخ: 2/ 241 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 1/ 132، الجرح والتعديل: 2/ 315، مشاهير علماء =

307 - عبد الله بن بكر

حدّث عن: سليمان التيمي، ويونس بن عُبيد، وابن عَوْن، وعدّة. وعنه: ابنُ المديني، وإسحاق، وبندار، والذُّهلي، وعبّاس الدوري، وابنُ الفُرات، وخلق. وحدَّث عنه من القدماء مثل ابنِ المبارك. وكان من نبلاء الأئمة، أوصى إليه ابنُ عَوْن، وعُمر دهرًا. مات سنةَ ثلاثٍ ومئتين، وله أربعة وتسعون عامًا. رحمه اللَّهُ تعالى. 307 - عبد اللَّه بنُ بكر * (ع) الحافظ، أبو وهب السَّهْميُّ البصري، نزيل بغداد. سمع أباه بكرَ بنَ حَبيب، وحُميدًا الطّويل، وابنَ عوْن، وهشام بنَ حسان، وحاتم بنَ أبي صَغيرة. ¬

_ = الأمصار: ت 1279، أنساب السمعاني: 7/ 130، تهذيب الكمال: 2/ 323 - 325 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 9/ 441 - 442، العبر: 1/ 339، ميزان الاعتدال: 1/ 172، تذهيب التهذيب: 1/ 50، تذكرة الحفاظ: 1/ 342، الكاشف: 1/ 56، تهذيب التهذيب: 1/ 202، طبقات الحفاظ: ص 143، خلاصة تذهيب الكمال: ص 25، شذرات الذهب: 2/ 5. * طبقات ابن سعد: 7/ 334، طبقات خليفة: ت 1927، تاريخ خليفة: 473، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 52، التاريخ الصغير: 2/ 314، ثقات العجلي: ص 251، المعارف: ص 516، الجرح والتعديل: 5/ 16، مشاهير علماء الأمصار: ت 1285، تاريخ بغداد: 9/ 421، أنساب السمعاني: 7/ 200، الكامل لابن الأثير: 6/ 387، تهذيب الكمال: ورقة 668، سير أعلام النبلاء: 9/ 450 - 451، العبر: 1/ 354، دول الإسلام: 1/ 128، تذهيب التهذيب: / 12/ 33 ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 343، الكاشف: 2/ 67، تهذيب التهذيب: 5/ 162، خلاصة تذهيب الكمال: ص 192، شذرات الذهب: 2/ 20.

308 - عبد الصمد بن عبد الوارث

وعنه: أحمد، وابنُ المديني، وابنُ أبي شَيبة، وعبد الله بنُ نُمير المروزي، والحارث بنُ أبي أُسَامة، ومحمد بنُ الفرج الأزرق، وخلق. وثقه أحمد، وجماعة. وكان رأسًا في الحديثِ والفِقْه، وكان أبوه (¬1) من أئمَّة العربيَّة. عاش عبدُ اللَّهِ بضعًا وثمانينَ سنة، ومات في أول سنة ثمانٍ ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. 308 - عبد الصَّمدِ بنُ عبد الوارث * (ع) ابن سعيد، الحافظُ الثِّقة، أبو سَهْل التَّميميُّ مولاهم البصري التَّنوري، محدِّث البصرة. روى عن أبيه عِلْمَه، وعن هشام الدسْتُوائي، وعكرمة بن عمّار، وربيعةَ بنِ كلثوم، وحرب بن ميمون، وحرب بن أبي العاليَة، وحرب بن شدّاد، وغيرِهم. ¬

_ (¬1) هو بكر بن حبيب السهمي. قال القفطي في ترجمته: "كان عالمًا بالعربية في طبقة أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر، وهو أكبر من الخليل بن أحمد، ولم يكن له شهرته". (إنباه الرواة) 1/ 244. * تاريخ ابن معين: 2/ 364، طبقات ابن سعد: 7/ 300، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 105، التاريخ الصغير: 2/ 307، ثقات العجلي: ص 303، الجرح والتعديل: 6/ 50، تهذيب الكمال: ورقة 837، سير أعلام النبلاء: 9/ 516 - 517، العبر: 1/ 352، الكاشف: 2/ 173، تذهيب التهذيب: 2/ 238 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 344، تهذيب التهذيب: 6/ 327، النجوم الزاهرة: 2/ 184، طبقات الحفاظ: ص 143، خلاصة تذهيب الكمال: 239، شذرات الذهب: 2/ 17.

309 - عبد الملك بن عمرو

وعنه: ابنُ مَعين، وابنُ راهويه، وبُنْدار الذهلي، وعبد، وابنُهُ عبدُ الوارثِ بنُ عبد الصَّمد. قال أبو حاتم: صدوق (¬1). وقال ابن سعد: ماتَ سنةَ سبع ومئتين (¬2). رحمه الله تعالى. 309 - عبد الملكِ بنُ عَمرو * (ع) القَيسي، أبو عامر العَقَديُّ البصري، الإمامُ الحافظ. روى عن: قرة بنِ خالد، وأفلح بن حُميد، وزكريا بن إسحاق، وأيمن بن نابِل، وشُعبة، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وزُهير، وإسحاق الكَوْسَج، وأحمد بنُ الفرات، ومحمد بن شدّاد المِسْمَعي، والذُّهلي، والكُدَيمي، وخلق. كان أحد حفَّاظ البصرة. ¬

_ (¬1) لم أقف عليه في "الجرح والتعديل" لكن ذكره المزي في "تهذيبه": ورقة 838. (¬2) كذا في جميع مصادر الترجمة التي نقلت عن ابن سعد، لكن الذي في المطبوع من "الطبقات". توفي سنة أربع وعشرين ومئتين! * طبقات ابن سعد: 7/ 299، طبقات خليفة: ت 1937، تاريخ خليفة: 472، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 425، التاريخ الصغير: 2/ 304، ثقات العجلي: ص 310، المعارف: ص 521، الجرح والتعديل: 5/ 359، الإكمال لابن ماكولا: 6/ 351، أنساب السمعاني: 9/ 16، اللباب: 2/ 348، تهذيب الكمال: ورقة 861، سير أعلام النبلاء: 9/ 469 - 471، العبر: 1/ 347، الكاشف: 2/ 186، تذهيب التهذيب: 3/ 6، تذكرة الحفاظ: 1/ 347، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 469، تهذيب التهذيب: 6/ 409، طبقات الحفاظ: ص 144، خلاصة تذهيب الكمال: ص 245، شذرات الذهب: 2/ 14.

310 - محمد بن إسماعيل بن مسلم

وقال النسائي: ثقة مأمون (¬1). وقال محمد بن سِنان القزّاز: هو مولى للعَقَدِيِّين من بني قيس، كان لا يَخْضِب (¬2). قال ابن سعد: ماتَ سنةَ أربع ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 310 - محمد بنُ إسماعيلَ بنِ مسلم * (ع) الحافظُ الكبير، محدِّثُ المدينة، أبو إسماعيل بن أبي فُدَيك دينار الدِّيلي (¬3) المدني. روى عن: سلَمَةَ بنِ وَردان، وابنِ أبي ذئب، والضّحّاك بن عثمان، وإبراهيم بن الفَضل، وعدّة. وعنه: أحمدُ بنُ الأزهر، وسلَمةُ بن شَبيب، وعبدُ بنُ حميد، وأبو عتبة، وأحمدُ بنُ الفرج، ومحمد بنُ عبد الله بن عبد الحكم، والحسينُ بن عيسى البِسْطامي، وخلق. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 862. (¬2) المصدر السابق. * تاريخ ابن معين: 2/ 505، طبقات ابن سعد: 5/ 437، طبقات خليفة: ت 2501، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 37، التاريخ الصغير: 2/ 289، الجرح والتعديل: 7/ 188، أنساب السمعاني: 5/ 402، تهذيب الكمال: ورقة 1174، سير أعلام النبلاء: 9/ 486 - 487، العبر: 1/ 333، ميزان الاعتدال: 3/ 483، تذهيب التهذيب: 3/ 189 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 345، الكاشف: 3/ 20، تهذيب التهذيب: 9/ 61، طبقات الحفاظ: ص 145، خلاصة تذهيب الكمال: ص 328، شذرات الذهب: 1/ 359. (¬3) تصحف في "التذكرة" إلى: الديلمي.

311 - هشام بن يوسف

وقيل: إن الشافعي إذا قال: حدَّثنا الثقة عن ابنِ أبي ذئب، فإنما يُريد ابنَ أبي فُدَيك. وقال أبو داود: قد سمع من محمد بنِ عَمرو بن عَلْقمة حديثًا واحدًا (¬1). وقال غيرُ واحد: كان ثقة. وأما ابنُ سعدٍ فقال: ليس بحجَّة (¬2). قال البخاري: ماتَ سنةَ مئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. 311 - هشام بن يوسف * (خ، 4) الثِّقةُ المُتقن، قاضي صَنْعاء، أبو عبد الرّحمن الصَّنْعاني. حدَّث عن: ابن جُريج، ومَعمر، والقاسم بن فيّاض، وغيرهم. وعنه: ابن المديني، وإبراهيمُ بنُ موسى الفرّاء، وإسحاق، وابنُ مَعين، وعبد اللَّه المُسْنَدي، وغيرهم. ¬

_ (¬1) انظر "تهذيب الكمال" ورقة 1174. (¬2) طبقات ابن سعد: 5/ 437، والذي يستفاد من "الميزان" أن ابن سعد تفرد بهذا الحكم. * تاريخ ابن معين: 2/ 620، طبقات ابن سعد: 5/ 548، طبقات خليفة: ت 2670 تاريخ البخاري الكبير: 8/ 194، ثقات العجلي: ص 459، المعرفة والتاريخ: 1/ 721 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 70، تهذيب الكمال: ورقة 1449، سير أعلام النبلاء: 9/ 580 - 582، العبر: 1/ 324، تذكرة الحفاظ: 1/ 346، تذهيب التهذيب: 4/ 120، الكاشف: 3/ 198، مرآة الجنان: 1/ 457، تهذيب التهذيب: 11/ 57، طبقات الحفاظ: ص 145، خلاصة تذهيب الكمال: ص 410، شذارت: الذهب: 1/ 349.

312 - يحيى بن الضريس

قال ابنُ مَعين: هو أثبتُ من عبد الرزّاق في ابنِ جُريج (¬1). وقال أبو حاتم: ثقة متقن (¬2). قال أبو زرعة: هشام أصحُّ الناسَ كتابًا (¬3). توفي سنة سبع وتسعين ومئة. 312 - يحيى بنُ الضُّرَيس * (م، ت) الحافظ، أبو زكريّا البَجَليُّ مولاهم الرّازي، قاضي الرَّي. حدَّث عن: ابنِ جُريج، ومحمد بن إسحاق، وعِكْرمةَ بن عمار، وسُفيان، وزائِدة، والطبقة. وعنه: ابنُ معين، وابنُ راهويه، ومحمدُ بنُ حُميد، وإسحاق بنُ الفَيض، وخلق. وثقه ابن معين. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين: 2/ 364 ضمن ترجمة عبد الرزاق بن همام. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 71. (¬3) المصدر السابق. * طبقات ابن سعد: 7/ 380، طبقات خليفة: ت 3169، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 282، التاريخ الصغير: 2/ 299، الجرح والتعديل: 9/ 158، أنساب السمعاني: 2/ 86، تهذيب الكمال: ورقة 1503، سير أعلام النبلاء: 9/ 499 - 500، تذهيب التهذيب: 4/ 158، تذكرة الحفاظ: 1/ 347، الكاشف: 3/ 227، تهذيب التهذيب: 11/ 232، طبقات الحفاظ: ص 145، خلاصة تذهيب الكمال.

313 - حسين الجعفي

وقال أبو حاتم: كان عندَهُ عن حمّاد عشرةُ آلاف حديث (¬1). وقال وكيع: هو من حفّاظ النّاس، وقد خلَط في حديثين (¬2). وقال إبراهيم بنُ موسى: منه تعلّمنا علم الحديث (¬3). رحمه الله تعالى. 313 - حُسين الجُعفي * (ع) هو الحسينُ بنُ عليِّ بن الوليد، شيخ الإسلام، أبو علي (¬4) الجُعفيُّ مولاهم الكوفي، الحافظُ المقرئُ الزاهد. قرأ على حمزة. وسمع من: أبي عَمرو بن العلاء، والأعمش، وجعفر بن بُرقان، وسفيان، وعدّة. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 159. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 159، وأورده الذهبي. في "سيره" 9/ 500 ثم قال معلقًا: "لو خلط في عشرين حديثًا في سعة ما روى لما عُدَّ إلا ثقة". (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 159. * طبقات ابن سعد: 6/ 396، طبقات خليفة: ت 1318، تاريخ خليفة: 471، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 381، ثقات العجلي: ص 120، المعرفة والتاريخ: 1/ 195 وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 55، أنساب السمعاني: 3/ 269، تهذيب الكمال: ورقة 293، سير أعلام النبلاء: 9/ 397 - 401، تذهيب التهذيب: 1/ 157 / ب، العبر: 1/ 339، تذكرة الحفاظ: 1/ 349، الكاشف: 1/ 171، دول الإسلام: 1/ 127، معرفة القراء الكبار: 1/ 164، مرآة الجنان: 2/ 8، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 247، تهذيب التهذيب: 2/ 357، لسان الميزان: 2/ 302، النجوم الزاهرة: 2/ 174، طبقات الحفاظ: ص 146، خلاصة تذهيب الكمال: ص 84، شذرات الذهب: 2/ 5. (¬4) كذا الأصل و "التذكرة"، وفي أكثر مصادر الترجمة: أبو عبد الله - ويقال: أبو محمد.

314 - روح بن عبادة

وعنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى، وابن الفرات، وعبد، وعبّاس الدوري، ومحمد بن عاصم، وخلق. وثقه ابنُ مَعين، وغيره. وقال محمد بن رافع: ذاكَ راهبُ أهل الكوفة (¬1). وقال قُتيبة: قيل لابن عُيَينة: قدم حسين، فوثبَ وأَتى فقبّلَ يَده وقال: قدمَ أفضلُ رجلٍ يكون قط (¬2). وقال يحيى بن يحيى النَّيسابوري: إنْ بقيَ من الأبدال أحدٌ فحسين الجُعفي (¬3). وقال العِجْلي: كانَ ثقةً، لم أر أفضلَ منه، ولم أره إلا مُقْعَدًا، وكان جميلًا لبّاسًا (¬4). عاش أربعًا وثمانينَ سنة، وماتَ سنةَ ثلاثٍ ومئتين. رحمه الله تعالى. 314 - رَوْح بنُ عُبَادة * (ع) ابن العلاء بن حسّان، أبو محمد القَيسيُّ البصريُّ الحافظ. سمع: ابنَ عَوْن، وحسينًا المعلِّم، وابنَ أبي عَرُوبة، وطبقتَهُم، وعني بهذا الشأن. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 293. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) ثقات العجلي: ص 120. * تاريخ ابن معين: 2/ 168، طبقات ابن سعد: 7/ 296، طبقات خليفة: ت 1925، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 309، التاريخ الصغير: 2/ 304، ثقات العجلي: ص 162، ضعفاء العقيلي: 2/ 59، الجرح والتعديل: 3/ 498، تاريخ بغداد: =

وعنه: أحمدُ، وإسحاقُ، وبُنْدار، وإسحاق الكَوْسَج، وبشرُ بنُ موسى، وخلق. قال الكُدَيمي: سمعتُ عليَّ بنَ المَديني يقول: نظرتُ لرَوْحٍ في أكثَر مِن مئةِ ألفِ حديث، كتبتُ منها عشرةَ آلاف (¬1). وقال يعقوبُ بنُ شَيبة: كان رَوْح يتحمّل الحَمالات (¬2)، وكان سَريًّا مريًّا، كثيرَ الحديث جدًّا، سمعتُ ابن المديني يقول: ما زال في الحديث لم يُشغَلْ عنه (¬3). وقال الخطيب: صنَّف الكتبَ في السُّنن، والأحكام، وجمع تفسيرًا، وكان ثقةً (¬4). ¬

_ = 8/ 401، أنساب السمعاني: 10/ 293، اللباب: 3/ 69، تهذيب الكمال: ورقة 419، سير أعلام النبلاء: 2/ 409 - 407، تذهيب التهذيب: 1/ 229، العبر: 1/ 347، ميزان الاعتدال: 2/ 58، دول الإسلام 1/ 127، تذكرة الحفاظ: 1/ 349، الكاشف: 1/ 244، تهذيب التهذيب: 3/ 293، النجوم الزاهرة: 2/ 179، طبقات الحفاظ: ص 146، خلاصة تذهيب الكمال: ص 118، شذرات الذهب: 2/ 13، هدية العارفين: 1/ 371، تاريخ التراث العربي: 1/ 66. (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 401. (¬2) الحمالات: جمع حمالة، وهي ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية وغرامة، مثل أن تقع حرب بين فريقين، تسفك فيها الدماء، فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين. (اللسان) مادة: حمل. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 403 - 404. (¬4) تاريخ بغداد: 8/ 401.

315 - حجاج بن محمد

وقال أحمد بنُ الفُرات: طعنَ على روحٍ اثنا عشر، فلم ينفُذْ قولُهُم فيه (¬1). وقال النَّسائي: ليس بالقوي (¬2). مات في جمادى الأولى سنةَ خمسٍ ومئتين، وقد نيَّف على الثمانين. 315 - حَجّاج بنُ محمد * (ع) الحافظ، أبو محمد المِصَيصيُّ الأعور، أحدُ الأثبات، ترمذيُّ الأصل، ولاؤه لسُلَيمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور. سمع: ابن جُريج، وعمر بن ذّر، وحَرِيز بن عثمان، وطبقتهم. وعنه: أحمد، والزَّعْفراني، وهلالُ بنُ العلاء، ويوسف بنُ سعيد بن مسلم، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 420، وانظر "ميزان الاعتدال": 2/ 59 - 60. (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 402. * تاريخ ابن معين: 2/ 102، طبقات ابن سعد: 7/ 333، طبقات خليفة: ت 3056، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 380، التاريخ الصغير: 2/ 308، ثقات العجلي: ص 108، الجرح والتعديل: 3/ 166، تاريخ بغداد: 8/ 236، تهذيب الكمال: ورقة 237، سير أعلام النبلاء: 9/ 447 - 450، تذهيب التهذيب: 1/ 124، العبر: 1/ 349، ميزان الاعتدال: 1/ 464، تذكرة الحفاظ: 1/ 345، الكاشف: 1/ 149، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 203، تهذيب التهذيب: 2/ 205، النجوم الزاهرة: 2/ 181، طبقات الحفاظ: ص 147، خلاصة تذهيب الكمال: ص 73، طبقات المفسرين: 1/ 127، شذرات الذهب: 2/ 15.

316 - عبد الرحمن بن القاسم

قال أبو داود: بلغني أنّ ابنَ مَعين كتبَ عنه نحوًا من خمسينَ ألف حديث (¬1). وقال ابنُ مَعين: كان أثبتَ أصحابِ ابني جُريج (¬2). وقال أحمد: ما كان أضبَطَه، وأصحَّ حديثه، وأشدَّ تعاهدَهُ للحروف، ورَفع أمره جدًّا (¬3). وقال بعضهم (¬4): حجّاج بنُ محمد نائمًا أوثقُ من عبد الرزاق يقظان. مات في ربيع الأول سنةَ ست ومئتين. رحمه الله تعالى. 316 - عبد الرحمن بنُ القاسم (خ، س) الإمام الفقيه، فقيه الدِّيار المصريَّة أبو عبد اللَّه العتَقِي مولاهم المصري. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 237. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 237 - 238. (¬4) هو إبراهيم بن عبد الله السلمي الخُشْك، والخبر في "تاريخ بغداد": 8/ 238. * طبقات خليفة: ت 2388، تاريخ خليفة: 398، الجرح والتعديل: 5/ 279، الانتقاء: 50، طبقات الشيرازي: ص 150، ترتيب المدارك: 2/ 433، أنساب السمعاني: 8/ 385، اللباب: 2/ 321، تهذيب الأسماء واللغات 3/ 301، وفيات الأعيان: 3/ 129، تهذيب الكمال: ورقة 814، سير أعلام النبلاء: 9/ 120 - 125، تذهيب التهذيب: 2/ 225، تذكرة الحفاظ: 1/ 356، العبر: 1/ 307، الكاشف: 2/ 160، دول الإسلام: 1/ 121، الديباج المذهب: 1/ 465، تهذيب التهذيب: 6/ 252، حسن المحاضرة: 1/ 303، طبقات الحفاظ: ص 148، خلاصة تذهيب الكمال: ص 233، شذرات الذهب: 1/ 329.

317 - زيد بن الحباب

سمعِ: مالكَ بنَ أنس، وتفقَّه به، وعبد الرحمن بنَ شُريح، وبكر بن مُضر، ونافع بن أبي نُعيم. حدَّث عنه: أصبع بن الفرج، والحارثُ بنُ مِسْكين، وعيسى بنُ مثرود، ومحمدُ بنُ عبد الله بن عبد الحكم، وغيرهم. وأنفقَ أموالًا كثيرةً في طلب العلم. قال النسائي: ثقة مأمون، أحدُ العلماء (¬1). ويُروى عن ابن القاسم [أنه كان] في الورع والزهد شيئًا عجبًا. [قال الحارثُ بن مِسْكين]: سمعتُه يقول في دعائه: اللهم امنعِ الدُّنيا مني، وامنعني منها (¬2). مات في صَفر سنةَ إحدى وتسعين ومئة، وله ثمان وخمسون سنة وأشهر. رحمه اللَّهُ تعالى. 317 - زيد بن الحُبَاب (م، 4) الحافظ، أبو الحسين العُكْلي الكوفي. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 814، وجاء فيه (أحد الفقهاء) بدل (أحد العلماء). (¬2) ما بين حاصرتين استفدناه من "التذكرة" 1/ 356، وانظر "السير" 9/ 121. * طبقات ابن سعد: 2/ 406، طبقات خليفة: ت 1335، تاريخ خليفة: 471، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 391، التاريخ الصغير: 2/ 298، ثقات العجلي: ص 171، المعارف: ص 517، الجرح والتعديل: 3/ 561، تاريخ بغداد: 8/ 442، أنساب السمعاني: 9/ 32، اللباب: 2/ 352، تهذيب الكمال: ورقة 453، سير أعلام النبلاء: 9/ 393 - 395، العبر: 1/ 339، الكاشف: 1/ 265، ميزان الاعتدال: 2/ 100، تذهيب التهذيب: 1/ 250 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 350، شرح العلل: 2/ 671، تهذيب التهذيب: 2/ 403، طبقات الحفاظ: ص 148، خلاصة تذهيب الكمال: ص 127، شذرات الذهب: 2/ 6.

318 - سعيد بن عامر

سمع: قُرَّةَ بنَ خالد، وأيمنَ بن نابِل، وخلقًا. وعنه: أحمد، ومحمد بنُ رافع، وسلمةُ بن شَبيب، ويحيى بن أبي طالب، وخلق. وثقه ابنُ المديني، وغيره. وقال أحمد: كان صاحبَ حديث، كيِّسًا، رحّالًا، ما كانَ أصبَرَهُ على الفقر، ضربَ إلى الأندلُسِ في الحديث، كتبت عنه هنا، وبالكوفة. كذا قال الإِمام أحمد أنّه ضربَ في الحديث إلى الأندلس، وإنَّما أراد بذلك روايَتَهُ عن مُعاوية بن صالح (¬1)، وزيدٌ إنَّما سمع منه بمكة (¬2). وقد حدَّث عن زيدٍ يزيدُ بنُ هارون، وهو أكبرُ منه، وابن وَهْب. قال مطيَّن: مات سنةَ ثلاثٍ ومئتين. رحمه اللَّه. 318 - سَعيد بن عامر * (ع) الإمام، أبو محمد الضُّبَعي البصري. روى عن: حَبيب بنِ الشَّهيد، ويونس بن عُبيد، ومحمد بن عَمرو، وابنِ أبي عَروبة. ¬

_ (¬1) هو أبو عمرو، معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي، قاضي الأندلس. تقدمت ترجمته برقم (161). (¬2) انظر "تاريخ بغداد": 8/ 443. * طبقات ابن سعد: 7/ 296، العلل لأحمد: 281، طبقات خليفة: ت 1923، تاريخ خليفة: 473، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 503، التاريخ الصغير: 2/ 313، الجرح والتعديل: 4/ 48، تهذيب الكمال: ورقة 496، سير أعلام النبلاء: 9/ 385 - 387، تذكرة الحفاظ: 1/ 351، العبر: 1/ 354، تذكره التهذيب: 2/ 22 / ب، الكاشف: 1/ 289، دول الإسلام: 1/ 128، تهذيب التهذيب: 4/ 50، طبقات الحفاظ: ص 149، خلاصة تذهيب الكمال: ص 139، شذرات الذهب: 2/ 20.

319 - الطيالسي البصري

وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنُ مَعين، وعبد، والحارث بنُ أبي أُسامة، وخلق. قال يحيى القطّان: هو شيخُ العصر منذ أربعينَ سنةً، إني لأغبطُ جيرانَه (¬1). وقال ابنُ الفُرات: ما رأيتُ بالبصرة مثله (¬2). وقال أحمد، ما رأيتُ أفضلَ منه، ومن حسين الجعفي (¬3). وقال أبو حاتم: صدوق يغلط (¬4). وقال ابنُ مَعين: ثقة مأمون (¬5). قيل: مات في شوَّال سنةَ ثمانٍ ومئتين عن ستّ وثمانين سنة. رحمه اللَّهُ تعالى. 319 - الطيالِسيُّ البصري * (م، 4) الحافظُ الكبير، سُليمانُ بنُ داود بنِ الجارود، الفارسيُّ الأصل الطيالسي البصري. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 496. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 293 ضمن ترجمة الجعفي. (¬4) الجرح والتعديل: 4/ 49. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 496. * تاريخ ابن معين: 2/ 229، طبقات ابن سعد: 298/ 7، طبقات خليفة: ت 1934، تاريخ خليفة: 24، 472، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 10، التاريخ الصغير: 2/ 299، ثقات العجلي: ص 201، المعارف: ص 520، المعرفة والتاريخ: =

سمع ابنَ عَوْن، وأيمنَ بن نابِل، وهشامًا الدسْتُوائي، وشُعبة، والطبقة. وعنه: أحمد، والفلاس، وبُنْدار، وابنُ الفرات، وعبّاس الدُّوري وخلق. قال الفلّاس: ما رأيتُ أحفظ منه. وكذلك قال ابنُ المديني (¬1). وقال ابنُ مَهْدي: هو أصدقُ النّاس (¬2). وقال وكيع: ما بقيَ أحدٌ أحفظَ لحديثٍ طويل من أبي داود. فبلغَهُ ذلك، فقال: ولا قصير (¬3). وقال عمر بنُ شَبَّة: كتبوا عن أبي داود من حِفظه أربعينَ ألف حديث (¬4). وقد قيل: إنَّه غَلِطَ في أحاديثَ عدَّة، لأنَّه كان يتَّكِلُ على حِفظه. مات سنةَ أربع ومئتين، وكان من أبناء الثَّمانين. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ = 2/ 101 وغيرها: الجرح والتعديل: 4/ 111، الكامل لابن عدي: 3/ 1127، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 332، تاريخ بغداد: 9/ 24، أنساب السمعاني: 8/ 282، اللباب: 2/ 393، تهذيب الكمال: ورقة 537، سير أعلام النبلاء: 9/ 378 - 384، تذهيب التهذيب: 2/ 47، العبر: 1/ 345، ميزان الاعتدال: 2/ 203، الكاشف: 1/ 313، تذكرة الحفاظ: 1/ 351، شرح العلل لابن رجب: 2/ 596، تهذيب التهذيب: 4/ 176، طبقات الحفاظ: ص 149، خلاصة تذهيب الكمال: ص 151، شذرات الذهب: 2/ 12، هدية العارفين: 1/ 395، الرسالة المستطرفة: ص 61، تاريخ التراث العربي: 1/ 142. (¬1) تاريخ بغداد 9/ 27. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 28. (¬3) الجرح والتعديل: 4/ 112. (¬4) تاريخ بغداد: 9/ 27.

320 - بشر بن السري

320 - بِشْرُ بنُ السَّري (ع) الحافظُ الواعظ، أبو عَمرو البصري، المعروف بالأفْوَه (¬1). سكن مكة. وحدّث عن مِسْعَر، وسُفيان، وزائِدَة، وحمّاد بن سَلَمة، وعدَّة. وعنه: أحمدُ بن حنبل، وابنُ المديني، والفلّاس، وخلق. قال أحمد: كان مُتقِنًا للحديث عَجبًا (¬2). وقال أبو حاتم: ثبت صالح (¬3). وقال ابن معين: ثقة (¬4). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 59، طبقات ابن سعد: 5/ 500، العلل لأحمد: 102، 232، طبقات خليفة: ت 2603، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 75، ثقات العجلي: ص 80، ضعفاء الحقيلي: 1/ 143، الجرح والتعديل: 2/ 358، ثقات ابن حبان: 8/ 139، الكامل لابن عدي: 2/ 449، تهذيب الكمال: 4/ 122 - 126 (طبعة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 9/ 332 - 334، تذهيب التهذيب: 1/ 84 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 355، العبر: 1/ 318، ميزان الاعتدال: 1/ 317، الكاشف: 1/ 102، العقد الثمين: 3/ 396، تهذيب التهذيب: 1/ 450، طبقات الحفاظ: ص 150، خلاصة تذهيب الكمال: ص 48؛ شذرات الذهب: 1/ 343. (¬1) الأفوه -لغة- كالفيِّه والمفوّه: الرجل إذا كان حسن الكلام بليغه. وقال البخاري: بشر بن السري صاحب مواعظ، متكلم، فسمي الأفوه. (¬2) العلل لأحمد: 1/ 102، وفيه (متفهمًا) بدل (متقنًا) والمثبت في الأصل ومصادر الترجمة التي نقلت هذا القول. (¬3) الجرح والتعديل: 2/ 358. (¬4) المصدر السابق.

321 - ضمرة بن ربيعة

وقد قيل: إنَّه كان جَهْميًّا ثم رجع (¬1). مات سنةَ خمسٍ -أو ستٍّ- وتسعين ومئة. 321 - ضَمرَة بنُ رَبيعة * (4) الحافظ، أبو عبد اللَّه القرشيُّ مولاهم الدِّمَشقي ثم الرَّملي، الرجل الصالح. سمع إبراهيمَ بنَ أبي عَبْلة، وابنَ شَوْذَب، والْأوزاعي، ومولاه علي بنَ أبي حَمَلَة (¬2)، وعدَّة. وعنه دُحيم، وعمرو بن عثمان، وأبو عُمير عيسى بنُ النحاس وخلق. وثقه ابن مَعين وغيرُه. وقال أحمد: هو أحبُّ إليَّ من بقيَّة (¬3). ¬

_ (¬1) انظر "ميزان الاعتدال": 1/ 318، وقد تقدم التعريف بالجهمية في ترجمة إبراهيم بن طهمان. * طبقات ابن سعد: 7/ 471، العلل لأحمد 380، طبقات خليفة: ت 3048، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 337، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 206 وغيرها: الجرح والتعديل: 4/ 467، تهذيب الكمال: ورقة 619، تذهيب التهذيب: 2/ 100، سير أعلام النبلاء: 9/ 325 - 327، العبر: 1/ 337، ميزان الاعتدال: 2/ 330، تذكرة الحفاظ: 1/ 353، الكاشف: 2/ 34، تهذيب التهذيب: 4/ 460، طبقات الحفاظ: ص 150، خلاصة تذهيب الكمال: ص 137، شذرات الذهب: 2/ 3، تهذيب ابن عساكر: 7/ 36. (¬2) تصحف في "التذكرة" إلى: جملة. انظر "مشتبه النسبة": 1/ 177. (¬3) العلل لأحمد: 380.

322 - القاسم بن يزيد

وقال آدم: ما رأيتُ أحدًا أعقلَ لما يخرجُ من رأسِه منه (¬1). وقال ابنُ سعد: ثقةٌ مأمون خيِّر، لم يكنْ هناك أفضل منه (¬2). مات في رمضان سنةَ اثنتين ومئتين، وكان من أبناء الثَّمانين. وقال ابنُ يونس: كان فقيههم في زمانِه (¬3). رحمه الله تعالى. 322 - القاسم بنُ يزيد * (س) الجرميُّ المَوْصليّ، عالم المَوْصل وزاهِدُها. سمع من ابن أبي ذئب، وثور بن يزيد، وحَريزِ بنِ عثمان، والثَّوري. وعنه: محمدُ بنُ عبد اللَّه بن عمّار، وعلي بنُ حَرب، وجماعة. وثَّقه أبو حاتم. وقال يزيد بنُ محمد الأزدي: زاهدٌ وَرِع، من أصحاب سُفيان، وكان حافظًا للحديث متفقِّهًا (¬4). مات سنةَ أربع وتسعين ومئة، رحمه اللَّه. ¬

_ (¬1) تهذيب ابن عساكر: 7/ 37. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 471. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 619. * تاريخ البخاري الكبير: 7/ 170، الجرح والتعديل: 7/ 123، أنساب السمعاني: 3/ 233، تهذيب الكمال: ورقة 1120، سير أعلام النبلاء: 1/ 289 - 283، تذهيب التهذيب: 3/ 153 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 352، الكاشف: 2/ 340، تهذيب التهذيب: 8/ 341، طبقات الحفاظ: ص 151، خلاصة تذهيب الكمال: ص 314، شذرات الذهب: 1/ 341. (¬4) سير أعلام النبلاء: 9/ 282.

323 - عبيد الله بن موسى

323 - عبيدُ اللهِ بن موسى * (ع) الحافظُ الثبت، أبو محمد العَبْسيُّ مولاهم الكوفي، المُقرئ العابد. من كبار علماء الشِّيعَة. ولد بعد العشرين ومئة. وهو من أقران وكيع، وإنما أُخِّر لتأخُّر وفاتِه. سمع هشامَ بنَ عُروة، إسماعيلَ بنَ أبي خالد، والأعمش، وابنَ جُريج، وحَنْظَلة بنَ أبي سفيان، والأوزاعي، وطبقتهم. وقرأ على حمزة. روى عنه البخاري بغير واسطة، وروى هو والباقون عنه بواسطة. وحدَّث عنه أحمد، وإسحاق، وَيحيى، وابن أبي شَيبَة، وعبّاس الدوري، والدَّارمي، والحارثُ التّميمي، والكُدَيمي، وخلائق. وثقه ابنُ مَعين. وتكلَّم أحمدُ فيه لأحاديثَ يَرويها في الفضائل. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 384، طبقات ابن سعد: 6/ 400، طبقات خليفة: ت 1321، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 401، التاريخ الصغير: 2/ 326، ثقات العجلي: ص 319، المعارف: ص 519 و 532، المعرفة والتاريخ: 1/ 198 وغيرها: ضعفاء العقيلي: 3/ 127، الجرح والتعديل: 5/ 334، مشاهير علماء الأمصار: ت 1385، أنساب السمعاني: 8/ 367، اللباب: 2/ 315، تهذيب الكمال: ورقة 891، سير أعلام النبلاء: 9/ 553 - 557، العبر: 1/ 364، ميزان الاعتدال: 3/ 16، تذكرة الحفاظ: 1/ 353، تذهيب التذيب: 3/ 22، الكاشف: 2/ 205، دول الإسلام: 1/ 130، معرفة القراء الكبار: 1/ 168 وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته، مرآة الجنان: 2/ 75، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 493، تهذيب التهذيب: 7/ 50، النجوم الزاهرة: 2/ 207، طبقات الحفاظ: ص 151، خلاصة تذهيب الكمال: ص 253، شذرات الذهب: 2/ 29، الرسالة المستطرفة: ص 62.

324 - إسحاق بن سليمان الرازي

وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. وقال: وأبو نُعيم أتقنُ منه، وعبيدُ اللَّه أثبتُهُم في إسرائيل (¬1) وقال العِجْلي: كان عالمًا بالقران، رأسًا فيه. ما رأيتهُ رافعًا رأسَه، وما رُئِيَ ضاحكًا قطّ (¬2). وقال أبو داود: كان شيعيًّا مُحْترقًا (¬3). وقال أحمدُ بنُ يوسف السُّلمي: كتبتُ عنه ثلاثين ألف حديث (¬4). قال ابن سعد: مات في ذي القعدة (¬5) سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 324 - إسحاقُ بنُ سُليمان الرازي * (ع) الإمام، أبو يحيى الكوفي، أحد الأعلام. حدَّث عن حَنْظَلة بن أبي سفيان، وابن أبي ذئب، وحريز بن عثمان، وغيرهم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 335. (¬2) ثقات العجلي: ص 319. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 892. (¬4) التذكرة: 1/ 354، وقد أعاده الذهبي فيها ضمن ترجمة السلمي: 2/ 565. (¬5) الذي في المطبوع من "طبقات ابن سعد" 6/ 400 أنه توفي بالكوفة في آخر شوال سنة ثلاث عشرة ومئتين. فالظاهر أنه توفي في آخر يوم من شوال، ودفن في اليوم الأول من ذي القعدة، علمًا بأن الفسوي أرخ وفاته في "المعرفة والتاريخ" في سنة أربع عشرة. فالله أعلم. * طبقات ابن سعد: 7/ 381، ثقات العجلي: ص 61، الجرح والتعديل: 2/ 223، تاريخ بغداد: 6/ 324، تهذيب الكمال: 2/ 429 - 431 (طبعة محققة)، تذكرة الحفاظ: 1/ 354، العبر: 1/ 329، الكاشف: 1/ 62، تهذيب التهذيب: 1/ 324، طبقات الحفاظ: ص 151، خلاصة تذهيب الكمال: ص 28، شذرات الذهب: 1/ 356.

325 - أبو أحمد الزبيري

وعنه: أحمدُ بن حنبل، ومحمدُ بن رافع. وكان ثقةً، حجَّةً، زاهدًا، صالحًا، خاشعًا. قال ابنُ الفُرات: رأيتُهُ يحدِّث، فضحكَ غلامٌ، فأخرجَه. ثم قال: ويقال: إنَّهُ كان من الأبدال (¬1). وقال إسحاقُ الكَوْسَج: ما كان أبينَ خشوعَه، كان يبكي كلّ ساعة (¬2). قيل: مات سنةَ تسعٍ وتسعين. وقيل سنة مئتين. رحمه الله تعالى. 325 - أبو أحمد الزُّبَيري * (ع) محمدُ بنُ عبد اللَّه بن الزبير بن عمر، الحافظُ الثَّبتُ الأسدي الزُّبيري مولاهم الكوفي الحَبَّال. روى عن: يونس بن أبي إسحاق، وعيسى بنِ طَهْمان، وفِطْر، وسُفيان، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 2/ 430. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 325. * تاريخ ابن معين: 2/ 523، طبقات ابن سعد: 6/ 402، طبقات خليفة: ت 1334، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 133، التاريخ الصغير 2/ 298، ثقات العجلي: ص 406، المعارف: ص 517، الجرح والتعديل: 7/ 297، أنساب السمعاني: 6/ 252، اللباب: 2/ 61، تهذيب الكمال: ورقة 1218، سير أعلام النبلاء: 9/ 529 - 532، تذهيب التهذيب: 3/ 217 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 357، ميزان الاعتدال: 3/ 595، العبر: 1/ 341، الكاشف: 3/ 53، الوافي بالوفيات: 3/ 303، شرح العلل لابن رجب: 2/ 539، تهذيب التهذيب: 9/ 254، طبقات الحفاظ: ص 152، خلاصة تذهيب الكمال: ص 344، شذرات الذهب 2/ 7.

326 - يحيى بن آدم

وعنه: أحمد، ومحمود بنُ غَيلان، وأحمدُ بنُ الفرات، ومحمدُ بن رافع، وخلق. كان أبو أحمد يقول: لا أُبالي أن يُسرقَ مني كتابُ سُفيان، إنِّي أحفظُهُ كله (¬1). وقال بُنْدار: ما رأيتُ رجلًا قطُّ أحفظ من أبي أحمد. وقال العِجْلي: ثقة يتشيع (¬2). وقال أبو حاتم: حافظ، عابد، مجتهد، له أوهام (¬3). وقيل: كان يصومُ الدَّهر. قال أحمد: مات بالأهواز سنةَ اثنتين ومئتين. 326 - يحيى بنُ آدم * (ع) الحافط العلّامة، أبو زكريّا القرشي مولاهم الكوفي الأحوَل، صاحب التصانيف. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1218. (¬2) ثقات العجلي: ص 406. (¬3) الجرح والتعديل: 7/ 297. * تاريخ ابن معين: 2/ 639، طبقات ابن سعد: 6/ 402، طبقات خليفة: ت 1331، تاريخ خليفة: 471، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 261، التاريخ الصغير: 2/ 298، ثقات العجلي: ص 468، الجرح والتعديل: 9/ 128، فهرست النديم ص 283، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 150، تهذيب الكمال: ورقة 1488، سير أعلام النبلاء: 9/ 522 - 529، تذهيب التهذيب: 4/ 164 / ب، العبر: 1/ 343، تذكرة الحفاظ: 1/ 359، الكاشف: 3/ 218، معرفة القراء الكبار: 1/ 166 وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته، دول الإسلام: 1/ 127، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 363، تهذيب التهذيب: 11/ 175، طبقات الحفاظ: ص 152، خلاصة تذهيب الكمال: ص 420، طبقات المفسرين: 2/ 360، شذرات الذهب: 2/ 8، هدية العارفين: 2/ 514، تاريخ التراث العربي: 2/ 226.

327 - أبو النضر

روى عن: يونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طَهْمان، ومِسْعَر، والثوري، وخلق. وعنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى، وعبد، والحسنُ بن علي بن عفّان وخلق. وثَّقه ابنُ مَعين، والنسائي. وقال أبو داود: ذاكَ واحدٌ الناس (¬1). وقال يعقوبُ بنُ شَيبَة: ثقة، فقيه البدن، سمعت عليّ بنَ عبد اللَّه يقول: يرحم اللَّهُ يحيى بنَ آدم، أيّ علم كان عندَه؟ ! وجعل يُطريه (¬2). وقال أبو أُسامة: ما رأيت يحيى بنَ آدم إلّا ذكرتُ الشعبي (¬3). توفي في ربيع الأول سنةَ ثلاثٍ ومئتين بفم الصِّلح. رحمه اللَّه. 327 - أبو النَّضْر * (ع) هاشم بن القاسم الخُرساني ثم البغداديّ الحافظ، ويقال له: قَيصر (¬4). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1488. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. * تاريخ ابن معين. 5/ 612، طبقات ابن سعد: 7/ 335، طبقات خليفة: ت 3220، تاريخ خليفة: 472، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 235، التاريخ الصغير: 2/ 303، ثقات العجلي: ص 454، الجرح والتعديل: 9/ 105، تاريخ بغداد: 14/ 63، أنساب السمعاني: 10/ 477، اللباب: 3/ 111، تهذيب الكمال: ورقة 1432، سير أعلام النبلاء: 9/ 545 - 549، تذهيب التهذيب: 4/ 110 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 359، العبر: 1/ 353، ميزان الاعتدال: 4/ 290، الكاشف: 3/ 191، تهذيب التهذيب: 11/ 18، طبقات الحفاظ: ص 152، خلاصة تذهيب الكمال: ص 408، شذرات الذهب: 2/ 19. (¬4) انظر سبب إطلاق هذا اللقب عليه في "تاريخ بغداد": 14/ 64.

328 - محمد بن إدريس

روى عن: شعبة، وابنِ أبي ذِئب، وحَرِيز بن عثمان، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وعبد، وعبّاس الدُوري، وابنُ الفُرات، وخلق. قال أحمد: كان من الآمرينَ بالمعروف والنَّاهينَ عن المُنْكر (¬1). وقال ابنُ المديني: ثقة (¬2). وقال العِجْلي: ثقة، صاحبُ سنَّة، يفتخرُ به أهلُ بغداد (¬3). قيل: مولدُهُ سنة أربعٍ وثلاثين ومئة. ومات في ذي القعدة سنةَ سبعٍ ومئتين على الصَّحيح. رحمه الله تعالى. 328 - محمد بنُ إدريس * (م، 4) بنِ العبّاس بنِ عثمان بنِ شافع بنِ السَّائب بنِ عُبيد بنِ عبد يزيد بنِ هاشم بنِ المُطلب بنِ عبد مَنَاف بنِ قُصَي بنِ كِلاب القرشيّ، أبو عبد الله المُطَّلبيّ، الشّافعيُّ المكيّ، الإمام، نسيبُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، وناصر سُنَّتِه. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 64. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 105. (¬3) ثقات العجلي: ص 454. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 42، التاريخ الصغير 2/ 302، الجرح والتعديل: 7/ 201، حلية الأولياء: 9/ 63، فهرست النديم: ص 263، مناقب الشافعي للبيهقي، الانتقاء: 65، تاريخ بغداد: 2/ 56، طبقات الشيرازي: ص 71، طبقات الحنابلة: 1/ 280، ترتيب المدارك: 2/ 382، أنساب السمعاني: 7/ 251، تاريخ =

ولد سنة خمسين ومئة بغَزَّة، فلمّا فُطم حُمِلَ إلى مكَّة فنشأَ بها، وأقبل على العلوم، فتفقَّه بمسلم بن خالد الزَّنجيِّ وغيرِه. وحدَّث عن: عمِّه محمد بن علي، وعبد العزيز الماجشون، ومالك الإمام، وإسماعيلَ بن جَعفر، وابن عُيَينَة، وإبراهيم بن أبي يَحيى، وخلق. وعنه: أحمد، والحُمَيدي، وأبو عُبيد، والبُوَيطي، وأبو ثَوْر، والربيع المرادي، والزعفراني، وخلائق. وكان من أَحذق قريش بالرَّمي، كان يُصيب من العشرة عشرة. وكان أولًا قد بَرَعَ في ذلك، وفي الشِّعر، واللُّغة، وأيّام العرب، ثم أقبلَ على التفقُّه والحديث. ¬

_ = ابن عساكر: 14/ 395 و 15/ 1، صفة الصفوة: 2/ 95، مناقب الشافعي للرازي، معجم الأدباء: 17/ 281، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 44، وفيات الأعيان: 4/ 163، المختصر في أخبار البشر: 2/ 28، تهذيب الكمال: ورقة 1162، سير أعلام النبلاء: 10/ 5 - 99 ترجمة مبسوطة، وفيه استقصاء لمصادر ترجمته، تذهيب التهذيب: 3/ 108 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 361، الكاشف: 3/ 16، عيون التواريخ: 7 / ورقة 172، الوافي بالوفيات: 2/ 171، مرآة الجنان: 2/ 13، طبقات الشافعية للسبكي (انظر الجزء الأول)، البداية والنهاية: 10/ 251، الديباج المذهب: 2/ 156، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 95، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة: 1/ 21، تهذيب التهذيب: 9/ 25، توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس، النجوم الزاهرة: 2/ 176، طبقات الحفاظ: ص 152، حسن المحاضرة: 1/ 303، خلاصة تذهيب الكمال: ص 326، طبقات المفسرين: 2/ 98، مفتاح السعادة: 2/ 88، تاريخ الخميس: 2/ 335، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 11، شذرات الذهب: 2/ 9، هدية العارفين: 2/ 9، الرسالة المستطرفة: ص 17، طبقات الأصوليين: 1/ 127، تاريخ التراث العربي: 2/ 165.

وجوَّد القرآن على إسماعيل بن قسْطَنْطين (¬1) مقرئ مكّة. وكان يختم في رمضان ستين مرّة. ثم حفظَ "الموطأ" وعرضهُ على مالك، وأَذنَ له مسلم بن خالد في الفتوى وهو ابنُ عشرين سنةً أو دونها. وكتبَ عن محمد بن الحسن الفقيه وقْرَ بُخْتيّ (¬2). روى ذلك ابنُ أبي حاتم عن الرّبيع عنه (¬3). وكان مع فَرط ذكائِه وسَيلانِ ذِهنه يستعملُ اللّبانَ (¬4) ليقويَ حفظَه، فأعقَبَهُ رميَ الدّم سنةً. قال إسحاقُ بنُ راهويه: قال لي أحمدُ بنُ حنبل بمكَة: تعال حتى أريَكَ رجلًا لم تَرَ عيناكَ مثلَه، فأَقامني على الشَّافعي (¬5). وقال أبو ثَوْر: ما رأيتُ مثلَ الشَّافعي، ولا رأى هو مثلَ نفسِه (¬6). وقال حرملة: سمعتُ الشَّافعيّ يقول: سُمِّيتُ ببغداد ناصرَ الحدث (¬7). ¬

_ (¬1) هو أبو إسحاق، إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المخزومي مولاهم المكي، المعروف بالقسط. ترجمته في "غاية النهاية": 1/ 165. (¬2) يعني: حمل جمل. والبختي: لفظ أعجمي معرب. (¬3) انظر "آداب الشافعي" لابن أبي حاتم. والربيع: هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي مولاهم، المؤذن المصري، صاحب الشافعي، وراوي كتبه. ستأتي ترجمته برقم (580). (¬4) ويسمى الكندر، وهو نبات يفرز صمغًا. انظر فوائده في "المعتمد في الأدوية المفردة" 434. (¬5) تاريخ بغداد: 2/ 66. (¬6) تاريخ ابن عساكر: 14/ 411 / 2. (¬7) تاريخ بغداد: 2/ 68.

وقال الفضلُ بنُ زياد: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقول: ما أحد مسَّ محبرةً ولا قلمًا إلّا وللشّافعيِّ في عُنُقه مِنَّة (¬1). وقال ابنُ راهويه: الشافعي إمام، ما أحدٌ تكلَّم بالرَّأي إلّا والشافعي أكثرُهم اتباعًا وأقلهم خطأ (¬2). وقال أبو داود: ما أعلمُ للشَّافعي حديثًا خطأ (¬3). وصحَّ عن الشَّافعيِّ أنّه قال: إذا صحَّ الحديثُ فاضرِبوا بقولي الحائِط (¬4). وقال الربيع: سمعتُهُ يقول: إذا رويتُ حديثًا صحيحًا فلم آخذْ به فأُشهدكم أن عقلي قد ذهب (¬5). ومناقبُ الشَّافعيِّ كثيرة جدًّا، وهي في "تاريخ ابن عساكر" وغيره من الأمهات (¬6). توفي -رحمه اللَّه ورضي عنه- في أول شعبان سنةَ أربع ومئتين بمصر، وكان قد انتقَل إليها في سنةِ تسع وتسعين ومئة. ¬

_ (¬1) وفيات الأعيان: 4/ 165. (¬2) طبقات الشيرازي: ص 72. (¬3) تاريخ ابن عساكر: 15/ 12 / 1. (¬4) تاريخ ابن عساكر: 15/ 9 / 2. (¬5) تاريخ ابن عساكر: 15/ 10 / 1. (¬6) نقل صاحب "كشف الظنون" عن ابن الملقن قوله. "إن التآليف في مناقب الإمام الشافعي تبلغ نحو أربعين مؤلفًا فأكثر". انظر "الكشف" 2/ 1840.

329 - عبد الرزاق بن همام

329 - عبد الرَّزّاق بن همَّام * (ع) ابن نافع، الحافظُ الكبير، أبو بكر الحِميَريُّ مولاهم الصَّنْعاني، صاحبُ التصانيف. روى عن: عُبيد الله بن عمر قليلًا، وعن ابن جُريج، وثَوْر بن يزيد، ومَعمر، والأوزاعي، والثوري، وخلائق. رحل في تجارة إلى الشام ولقيَ الكبار. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنُ مَعين، والذهلي، وأحمد بنُ صالح، والرَّمادي، وإسحاق الدَّبَري، وخلائق. وكان يقول: جالست مَعمرًا سبعَ سنين. قال أحمد: كان عبد الرّزاق يحفظُ حديثَ معمر (¬1). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 362، طبقات ابن سعد: 5/ 548، طبقات خليفة: ت 2673، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 130، التاريخ الصغير: 2/ 320، ثقات العجلي: ص 302، ضعفاء العقيلي: 3/ 107، الجرح والتعديل: 6/ 38، الكامل لابن عدي: 5/ 1948، فهرست النديم: ص 284، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 191، وفيات الأعيان: 3/ 216، تهذيب الكمال: ورقة 831، سير أعلام النبلاء: 9/ 563 - 580، العبر: 1/ 360، ميزان الاعتدال: 2/ 609، تذكرة الحفاظ: 1/ 364، تذكره التهذيب: 2/ 230، الكاشف: 2/ 171، دول الإسلام: 1/ 129، عيون التواريخ: 7/ 276، نكت الهميان: ص 191، البداية والنهاية: 10/ 265، شرح العلل لابن رجب: 2/ 577، تهذيب التهذيب: 6/ 310، النجوم الزاهرة: 2/ 202، طبقات الحفاظ: ص 154، خلاصة تذهيب الكمال: ص 238، طبقات المفسرين: 1/ 296، شذرات الذهب: 2/ 27، هدية العارفين: 1/ 566، الرسالة المستطرفة: ص 40، تاريخ التراث العربي: 1/ 144. (¬1) انظر "تاريخ أبي زرعة الدمشقي": 1/ 457.

330 - الأسود بن عامر

وقد وثَّقه غيرُ واحد. وله أحاديث يتفرّد بها، ونقموا عليه التشيُّعَ، ولم يكن يَغْلو فيه، بل كان يحبُّ عليًّا رضي الله عنه ويبْغض مَنْ قاتَلَه. وقد قال سلمةُ بنُ شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: واللهِ ما انشرحَ صدري قط أن أفضِّل عليًّا على أبي بكر وعمر (¬1). عاش عبد الرزاق خمسًا وثمانين سنةً. وقال ابنُ سعد (¬2): مات باليمين في نصف شوّال سنة إحدى عشرة ومئتين. رحمه الله. 330 - الْأسْوَد بنُ عامر * (ع) أبو عبد الرحمن، الحافظ، شاذان، أحد الثِّقات. حدّث عن: هشام بن حسّان، وطلحةَ بنِ عمرو، وشُعبة، والثوري، وجرير بن حازم، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وعليّ، وأبو ثَوْر، وأحمد بن الخليل البُرجلاني، ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 834. (¬2) في "طبقاته" 5/ 548. * طبقات ابن سعد 7/ 336، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 348، التاريخ الصغير: 2/ 314، الجرح والتعديل: 2/ 294، تاريخ بغداد: 7/ 34، تهذيب الكمال: 3/ 226 - 228 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 112 - 114، العبر: 1/ 354، تذهيب التهذيب: 1/ 340، تذكرة الحفاظ: 1/ 369، الكاشف: 1/ 80، تهذيب التهذيب: 1/ 340، طبقات الحفاظ: ص 155، خلاصة تذهيب الكمال: ص 37، شذرات الذهب: 2/ 20.

331 - الحسن بن موسى الأشيب

والحارث بن أبي أُسامة وأبو محمد الدارمي، وخلق. وروى عنه بقيَّة مع تقدُّمِه. ووثَّقه عليٌّ وغيره (¬1). مات في أول سنة ثمانٍ ومئتين ببغداد، رحمه اللَّه تعالى. 331 - الحسنُ بنُ موسى الْأشْيَب * (ع) الإمام، أبو علي البغدادي الحافظ. ولي قضاءَ الموصل، وقضاءَ طبرستان، وقضاءَ حمص. وكان كبير الشَّأن. سمع: ابنَ أبي ذئب، وحَرِيز بن عثمان، وشُعبة، والحمّادَين، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وأبو خَيثمة، والجوزجاني، وحجّاج بن الشّاعر، وعبدٌ بن حميد، وبشر بن موسى، واسحاق الحَربي، وخلق. وثقة ابن مَعين وغيره. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 294، وعلي: هو ابن المديني. (*) طبقات ابن سعد: 7/ 337، طبقات خليفة: ت 3226، تاريخ خليفة: 473، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 306، التاريخ الصغير: 2/ 286، الجرح والتعديل: 3/ 73، تاريخ بغداد: 7/ 426، أنساب السمعاني: 1/ 285، اللباب: 1/ 68، تهذيب الكمال: ورقة 284، سير أعلام النبلاء: 9/ 559 - 560، العبر: 1/ 357، ميزان الاعتدال: 1/ 524، الكاشف: 1/ 167، تذهيب التهذيب: 1/ 146، تذكرة الحفاظ: 1/ 369، دول الإسلام: 1/ 128، تهذيب التهذيب: 2/ 323، طبقات الحفاظ: ص 155، خلاصة تذهيب الكمال: ص 81، شذرات الذهب: 2/ 22.

332 - أبو عاصم

وقال ابنُ عمّار: كان بالموصل عندنا بِيعةٌ قد ضربتْ، فاجتمع النصارى، وجمعوا للأشيب مئةَ ألفٍ على أن يحكُم لهم ببنائها، فقال: ادفعوا المال إلى أحد الشّهود، فلمّا حضروا الجامع قال: اشهدوا على أني قد حكمتُ بأن لا تُبْنى، فنفر النَّصارى، وردَّ عليهم المال (¬1). قال أبو حاتم: حضرتُ جنازتَه بالرَّي (¬2). وقال ابن سعد: مات بالري سنةَ تسعٍ ومئتين (¬3)، رحمه اللَّهُ تعالى. 332 - أبو عاصم * (ع) الضَّحّاكُ بنُ مَخْلَد الشَّيباني البصري الحافظ، شيخ الإسلام. سمع جعفَر بنَ محمد، ويزيدَ بن عُبيد، وسُليمان التَّيمي، وابن جُريج، وبَهْزَ بن حَكيم، والكِبار. ولولا تأخُّرُ موتهِ لذُكر مع وَكيع. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 7/ 427. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 38. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 338. * طبقات ابن سعد: 7/ 295، طبقات خليفة: ت 1921، تاريخ خليفة: 474، تاريخ البخاري الكبير: 4/ 336، التاريخ الصغير 2/ 324، ثقات العجلي: ص 231، المعارف: ص 520، الجرح والتعديل: 4/ 463، أنساب السمعاني: 12/ 31، اللباب: 3/ 296، تهذيب الكمال: ورقة 616، سير أعلام النبلاء: 9/ 480 - 485، تذهيب التهذيب: 2/ 98، تذكرة الحفاظ: 1/ 336، العبر: 1/ 362، ميزان الاعتدال: 2/ 325، الكاشف: 2/ 33، دول الإسلام: 1/ 366، تهذيب التهذيب: 4/ 450، طبقات الحفاظ: ص 156، خلاصة تذهيب الكمال: ص 177، شذرات الذهب: 2/ 28.

روى عنه: أحمد، وبُنْدار، والدّارمي، والبُخاري، والحارثُ بن أبي أُسامة، وأبو مُسلم الكَجِّي، وخلق. وكان يُلقَّب بالنبيل لنبْله وعَقْله، وقيل غير ذلك (¬1). ولم يحدثْ قط إلا مِن حِفْظِه. قال عمر بنُ شبّة: واللهِ ما رأيت مثلَه (¬2). وقال البخاري وغيرُه: سمعناه يقول: ما اغتبت أحدًا منذُ علمتُ أنَّ الغِيبةَ تضرُّ أهلَها (¬3). وقال أبو داود: كان أبو عاصم يحفظُ نحوَ ألفِ حديث من جيِّد حديثه (¬4). وقال الخطيب: لم يرو عن جعفر بن محمد سوى حديثٍ واحد (¬5). ¬

_ (¬1) انظر "أنساب السمعاني" 12/ 31 - 32 بتحقيقنا. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 616. (¬3) التاريخ الكبير: 4/ 336. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 616. (¬5) ذكره الخطيب في "تاريخه" 10/ 88 - 89 فقال. أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن مضر الثقفي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب: والله ما أدري ما أصنع في المجوس؟ ! فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسئل عنهم فقال: "سنتهم كسنة أهل الكتاب". ثم قال الخطيب: لم يرو أبو عاصم عن جعفر سوى هذا الحديث، ويقال: إنه لم يسمع منه غيره. وانظر تخريج الحديث في "سير أعلام النبلاء" 6/ 267 ضمن ترجمة جعفر بن محمد.

333 - محمد بن عبد الله

وقال ابن سعد: كان ثقةً فقيهًا. مات بالبصرة لأربع عشرة خلتْ من ذي الحجَّة سنةَ اثنتي عشرة ومئتين (¬1). عاش تسعين سنةً وأشهرًا. رحمه الله تعالى. 333 - محمد بنُ عبد الله * (ع) ابن المثَنَّى بن عبد الله بن أنس بن مالك بن النَّضر. الإمام، أبو عبد الله الأنصاري، شيخُ البصرة وقاضيها. سمع: سُليمان التّيمي، وحميدًا، وابنَ عَوْن، والجريري، وابنَ جُريج، وابنَ أبي عَرُوبة، وخلقًا. وعنه: البخاري، وأحمد، ويحيى، وبُنْدار، وسَمّويه، وأبو حاتم، وإسماعيل القاضي، وأبو مُسْلم الكَجِّي خاتمةُ أصحابه، وخلائق. وثَّقه ابنُ مَعين وغيرُه. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 295، وفي وفاة أبي عاصم أقوال كثيرة. انظر "السير" 9/ 483 - 484. * طبقات ابن سعد: 7/ 294، التاريخ الصغير: 2/ 331، المعارف: ص 520، أخبار القضاة: 2/ 154 - 155، 157 - 160، ضعفاء العقيلي: 4/ 90، الجرح والتعديل: 7/ 305، مشاهير علماء الأمصار: ت 1287، تاريخ بغداد: 5/ 408، طبقات الشيرازي: ص 139، تهذيب الكمال: ورقة 1224، سير أعلام النبلاء: 9/ 532 - 538، تذهيب التهذيب 3/ 221، تذكرة الحفاظ: 1/ 371، العبر: 1/ 367، الكاشف: 3/ 57، دول الإسلام: 1/ 131، ميزان الاعتدال: 3/ 600، الوافي بالوفيات: 3/ 303، تهذيب التهذيب: 9/ 274، طبقات الحفاظ: ص 156، خلاصة تذهيب الكمال: ص 346، شذرات الذهب: 2/ 35.

334 - عبد الله بن يزيد

وقال أبو حاتم: لم أرَ مِن الأئمَّة إلّا ثلاثة: أحمد، والأنصاري، وسُليمان بن داود الهاشمي (¬1). وقال السّاجي: رجلٌ جليلٌ عالم، غلبَ عليه الرَّأي، ولم يكنْ من فرسان الحديث مثل يحيى القطان (¬2). وقال الأنصاري: ولدتُ سنةَ ثمان عشرة ومئة، وما أتيتً سلطانًا قط إلَّا وأنا كاره (¬3). قال ابن سعد: مات في رجب سنةَ خمس عشرة ومئتين (¬4). رحمه الله تعالى. 334 - عبدُ اللهِ بن يزيد * (ع) الإمام، أبو عبد الرحمن العُمَريُّ العَدَويُّ مولاهم المكِّيّ المُقْرئ، شيخ الإِسلام. ولد في حدود سنة عشرين ومئة. وسمع من: ابنِ عَوْن، وأبي حَنِيفة، وكَهمس، وشُعبة، ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة: 122. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 410 - 411. (¬3) تاريخ بغداد: 5/ 411. (¬4) طبقات ابن سعد: 7/ 295. * تاريخ ابن معين: 2/ 338، طبقات ابن سعد: 5/ 501، طبقات خليفة: ت 1939 و 2604، تاريخ خليفة: 474، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 288، التاريخ الصغير: 2/ 326، الجرح والتعديل: 5/ 201، أنساب السمعاني: 11/ 447، تهذيب الكمال: ورقة 758، سير أعلام النبلاء: 10/ 166 - 169، تذهيب التهذيب: 2/ 196، تذكرة الحفاظ: 1/ 367، العبر: 1/ 364، البداية والنهاية: 10/ 267؛ العقد الثمين: 5/ 298، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 463، تهذيب التهذيب: 6/ 83، طبقات الحفاظ: ص 156، خلاصة تذهيب الكمال: ص 219، شذرات الذهب: 2/ 29.

335 - عبد القدوس

والإفريقي، وسعيد بن أبي أيّوب، وحَرمَلَةَ بنِ عمران، ويحيى بنِ أيوب، وطبقتهم. وعُني بهذا الشأن، وأخذ الحروفَ عن نافعٍ وغيره، وكان صاحب حديثٍ وقراءات. روى عنه: البخاري، وأحمد، وإسحاق، وعبّاس الدوري، والحارثُ بنُ محمد، وبشر بنُ موسى، وغيرهم. وثقه النَّسائي وغيرُه. وقال محمدُ بن عاصم: سمعتُ المُقرئَ يقول: أنا ما بينَ التِّسعين إلى المئة، أقرأت القرآنَ بالبصرةِ ستًّا وثلاثينَ سنَة، وهنا بمكَّةَ خمسًا وثلاثينَ سنَة (¬1). مات سنةَ ثلاث عشرة ومئتين. 335 - عبد القُدوس * (ع) أبو المغيرة الخَوْلانيُّ الحمصيّ، محدِّث الشّام. روى عن: صفوان بن عَمرو، وحَرِيز بن عثمان، وأرطاة بنِ المُنْذر، والأوْزاعي، وعبد الله بنِ العلاء بن زَبْر، والطبقة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 758. * طبقات ابن سعد: 7/ 472، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 120، التاريخ الصغير: 2/ 324، ثقات العجلي: ص 307، الجرح والتعديل: 6/ 56، المعجم المشتمل: ص 174، تهذيب الكمال: ورقة 850، سير أعلام النبلاء: 10/ 223 - 225، العبر: 1/ 363، الكاشف: 2/ 180، تهذيب التهذيب: 2/ 246، ميزان الاعتدال: 2/ 643، تذكرة الحفاظ: 1/ 386، تهذيب التهذيب: 6/ 369، طبقات الحفاظ: ص 157، خلاصة تذهيب الكمال: ص 242، شذرات الذهب: 2/ 28.

336 - مروان بن محمد

وعنه: أحمد، والبخاري، والذهلي، وأبو محمد الدّارمي، ومحمدُ بنُ عون، وآخرون. وكان من الثقات العلماء. قال ابنُ زَنْجويه: ما رأيت أخشعَ من أبي المُغيرة (¬1). وقال البخاري: مات بحمص سنةَ اثنتي عشرة، وصلَّى عليه أحمدُ بنُ حنبل (¬2). رحمه اللَّهُ تعالى. 336 - مروان بنُ محمد * (م، 4) الحافظ، أبو بكر الدَّمشقيُّ الطَّاطَري (¬3) التّاجر. روى عن: معاويةَ بنِ سلام، وعبدِالله بن العَلاء، وسعيد بنِ عبد العزيز، ومالك، والطّبقة. وعنه: أبو محمد الدّارمي، وأحمد بن الأزهر، ومحمود بنُ خالد، وخلق. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 10/ 224. (¬2) انظر "التاريخ الكبير": 6/ 120. * تاريخ ابن معين: 2/ 556، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 373، التاريخ الصغير: 2/ 317، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 284، 285، الجرح والتعديل: 8/ 275، أنساب السمعاني: 8/ 173، تاريخ ابن عساكر: 11/ 180 / 1، اللباب: 2/ 268، تهذيب الكمال: ورقة 1317، سير أعلام النبلاء: 9/ 510 - 512، العبر: 1/ 359، تذهيب التهذيب: 4/ 30 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 348، ميزان الاعتدال: 4/ 93، تهذيب المهذب: 10/ 95، طبقات الحفاظ: ص 157، خلاصة تذهيب الكمال: ص 319، شذرات الذهب: 2/ 24. (¬3) قال الطبراني في "المعجم الصغير": كل من يبيع الكرابيس -يعني الثياب- بدمشق يقال له: الطاطري.

337 - يونس بن محمد المؤدب

وثقه أبو حاتم. وكان أحمدُ بنُ حنبل يُثني عليه وعلى علمِه ويقول: هو صاحبُ حديث (¬1). وعن أحمد بن أبي الحَواري قال: ما رأيتُ شاميًّا خيرًا من مروان بن محمد (¬2). وقال أيضًا: سمعتُه يقول: لا غنى لصاحبِ الحديث عن ثلاثة: صدق، وحفظ، وصحة كتب، فإنْ كان فيه ثنتان لم يضرّه: صدق، وصحة كتب، وإذا لم يحفظْ رجع إلى كتبٍ صحيحة. مات سنة عشرٍ ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. 337 - يونس بنُ محمد المُؤَدِّب * (ع) من كبار الحفّاظ ببغداد. سمع: شيبانَ النّحوي، وحمّاد بنَ سَلَمة، وفليحَ بنَ سُليمان، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) انظر "الجرح والتعديل" 8/ 275. (¬2) ميزان الاعتدال: 4/ 93، وأورده المزي في "تهذيبه" ورقة 1318 من قول أبي سليمان الداراني. * طبقات ابن سعد: 7/ 337، طبقات خليفة: ت 3223، تاريخ خليفة 473، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 410، التاريخ الصغير: 2/ 313، الجرح والتعديل: 9/ 246، تاريخ بغداد: 14/ 350، تهذيب الكمال: ورقة 1575، سير أعلام النبلاء: 9/ 473 - 476، العبر: 1/ 356، تهذيب التهذيب: 4/ 195 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 361، الكاشف: 3/ 266، تهذيب التهذيب: 11/ 447، ، طبقات الحفاظ: ص 158، خلاصة تذهيب الكمال: ص 441، شذرات الذهب: 2/ 22.

338 - حفص بن عبد الله

وعنه: أحمد، وابنُ المَديني، والرمادي، والحارثُ بنُ أبي أسامة، وخلق. وثَّقه ابنُ مَعين وغيرُه. ومات في صفر سنةَ ثمانٍ ومئتين ولم يعمَّر. رحمه اللَّهُ تعالى. 338 - حفص بن عبد اللَّه * (خ، د، س، ق) ابن راشد، أبو عَمرو السُّلَمي، ويقال: أبو سهل. عالمُ نَيسابور، وقاضيها، وشيخُ الأثر بها. صحب إبراهيمَ بنَ طَهْمان وأكثرَ عنه، وارتحلَ فسمع من يونس بنِ أبي إسحاق، وابن أبي ذِئب، وعمر بن ذرّ، والثَّوري، وعدَّة. روى عنه: ابنُه أحمد، وقَطَنُ بنُ إبراهيم، ومحمد بنُ عَقيل، وخلقٌ آخرُهم وفاةً محمدُ بن عَمرو قَشْمرد. قال النسائي: ليس به بأس (¬1). وقال محمد بن عَقيل: كان قاضِيَنا عشرينَ سنةً بالأثر، ولا يَقضي بالرّأي البتّة (¬2). قال أحمد: مات أبي في شعبانَ سنةَ تسعٍ ومئتين (¬3). رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ * الجرح والتعديل: 3/ 175، تهذيب الكمال: ورقة 304، سير أعلام النبلاء: 9/ 485 - 486، تذهيب التهذيب: 1/ 163، تذكرة الحفاظ: 1/ 368، العبر: 1/ 357، الكاشف: 1/ 178، تهذيب التهذيب: 2/ 403، طبقات الحفاظ: ص 158، خلاصة تذهيب الكمال: ص 87، شذرات الذهب: 2/ 22. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 304. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق.

339 - علي بن الحسن بن شقيق

339 - علي بنُ الحسن بن شَقِيق * (ع) الإمامُ الحافظ، محدثُ مرو، أبو عبد الرحمن العَبْدي المروزي. سمع: الحسينَ بن واقد، وأبا حمزةَ السكري، وأبا المُنيب عبيد الله العَتَكي، وإبراهيمَ بنَ طَهْمان، وإسرائيل، وقيس بنَ الرّبيع. وعنه: البخاري، والباقون عن رجلٍ عنه، وأحمد، وابنُ مَعين، وأحمد بن سيّار، وعبّاس الدُّوري، وولدُهُ محمدُ بن علي، وخلق. قال أحمد: لم يكنْ به بأس، رجعَ عن الإِرجاء (¬1). وقال ابنُ مَعين: ما قدم علينا من خراسان أفضلُ منه. كان عالمًا بابنِ المبارك، وقد سمع منه الكتبَ مرارًا (¬2). وقال العبّاس بنُ مصعب: كان جامعًا، يعدُّ من أحفظهم لكتب عبد الله، وكان في أوَّل أمرِه منازعًا لأهل الكتاب حتى كتبَ التوراة ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 673، طبقات خليفة: ت 3153، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 268، التاريخ الصغير: 2/ 333، الجرح والتعديل: 6/ 180، تاريخ بغداد: 11/ 370، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 353 أنساب السمعاني: (الشقيقي) 7/ 368، المعجم المشتمل: ص 189، اللباب: 2/ 204، تهذيب الكمال: ورقة 962، تفسير أعلام النبلاء: 10/ 349 - 352، العبر: 1/ 368، تذهيب التهذيب: 3/ 56، تذكرة الحفاظ: 1/ 370، الكاشف: 2/ 245، تهذيب التهذيب: 7/ 298، طبقات الحفاط: ص 158، خلاصة تذهيب الكمال: ص 272، شذرات الذهب: 2/ 35، وهو في بعض هذه المصادر: علي بن الحسين ... (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 371. (¬2) المصدر السابق.

340 - أبو كامل

والإنجيل، ثم كبرَ وصار لا يمكنُهُ أن يقرأ، فبقي يحدِّثُ بالحديثين والثلاثة (¬1). عاش ثمانيًا وتسعين سنة، ومات سنةَ خمس عشرة ومئتين. رحمه الله تعالى. 340 - أبو كامل * (ت، س) الحافظُ الكبير، مظفَّر بن مدرِك الخُراسانيُّ ثم البغدادي. روى عن: شيبان النَّحوي، وعاصم بن محمد العُمَري، وعبد العزيز الماجِشُون، وحمّاد بن سلَمة وطبقتهم، ولم يلحقْ شُعبة. وعنه: أحمد، وابنُ معين، ومحمدُ بنُ عبد الله المُخَرمي، وآخرون. قال أحمد: كان من أصحاب الحديث هنا أبو كامل، وأبو سَلَمة الخُزاعي، والهيثم بنُ جميل، فالهيثم أحفظُهم، وكان أبو كامل أتقنَ منهم، وله عقلٌ سَديد، ووقار وهيبَة (¬2). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 372. * طبقات ابن سعد: 7/ 337، تاريخ ابن معين: 2/ 571، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 74، التاريخ الصغير: 2/ 278، الجرح والتعديل: 8/ 442، تاريخ بغداد: 13/ 125، المعجم المشتمل: ص 292، تهذيب الكمال: ورقة 1338، سير أعلام النبلاء: 10/ 124 - 127، تهذيب التهذيب: 4/ 45 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 357، الكاشف: 3/ 134، تهذيب التهذيب: 10/ 183، طبقات الحفاظ: ص 159، خلاصة تهذيب الكمال: ص 397، شذرات الذهب: 2/ 18. (¬2) الخبر مطولًا في "تهذيب الكمال" ورقة 1338، وقد أورده الخطيب في "تاريخه" 14/ 56 - 57 ضمن ترجمة الهيثم بن جميل.

341 - أبو عبيدة

وقال ابنُ مَعين: كنت آخذُ عنه هذا الشأن. وكان رجلًا صالحًا، قَلَّ مَنْ رأيت يشبهُهُ (¬1). وقال أبو خَيثَمة: ما كان عندنا بدونِ وكيع (¬2). وقال أبو داود: ثقة ثقة (¬3). وقال النسائي: ثقة مأمون (¬4). توفي كهلًا فلم يشتهر اسمُه. قال إبراهيمُ الحَربي: مات سنةَ سبعٍ ومئتين (¬5). رحمه اللَّهُ تعالى. 341 - أبو عُبَيدة * (خت، د) (¬6) مَعمَرُ بنُ المثنَّى التَّيميُّ البصري اللغوي الحافظ، صاحبُ التصانيف. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1338. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 126. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) المصدر السابق. * تاريخ خليفة: 19، المعارف: ص 543، مراتب النحويين: 71، أخبار النحويين البصريين: 67، طبقات النحويين واللغويين: 124، فهرست النديم: ص 58، تاريخ بغداد: 13/ 252، نزهة الألباء: 104، معجم الأدباء: 19/ 154، الكامل لابن الأثير: 6/ 390، إنباه الرواة: 3/ 276 وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته، وفيات الأعيان: 5/ 235، تهذيب الكمال: ورقة 1357، سير أعلام النبلاء: 9/ 445 - 447، ميزان الاعتدال: 4/ 155، العبر: 1/ 359، تذكرة الحفاظ: 1/ 371، عيون التواريخ: وفيات سنة 210، مرآة الجنان: 2/ 44، الفلاكة والمفلوكون: ص 101، تهذيب التهذيب: 10/ 246، النجوم الزاهرة: 2/ 184، بغية الوعاة: 2/ 294، طبقات المفسرين: 2/ 326، شذرات الذهب: 2/ 24، هدية العارفين: 2/ 466. (¬6) ليس هذا الرمز في الأصل ولا "التذكرة" إنما استفدناه من "تهذيب التهذيب" وغيره.

342 - يحيى بن زياد الفراء

روى عن: هشام بن عُروة، وأبي عَمرو بن العلاء. وليس هو بصاحب حديث. روى عنه: ابنُ المديني، وعمر بن شَبَّة، وأبو عثمان المازني، وأبو العَيناء، وخلق. قال الجاحظ: لم يكنْ في الأرضِ خارجي ولا جماعي أعلمَ بجميع العلوم من أبي عبيدة (¬1). وذكره ابنُ المديني فصحَّحَ رواياتِه. مات سنة عشرٍ ومئتين. وقيل: سنة تسع. رحمه اللَّهُ. 342 - يحيى بنُ زياد الفَرَّاء * (خت) (¬2) أخباري علّامة نحوي. كان رأسًا في الحِفظ، أملَّ تصانيفَهُ كلَّها حِفْظًا. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 252. * مراتب النحويين: 86، أخبار النحويين البصريين: 51، طبقات النحويين واللغويين: 143، فهرست النديم: ص 73، تاريخ بغداد: 14/ 149، أنساب السمعاني: 9/ 247، نزهة الألباء: 98، معجم الأدباء: 20/ 9، اللباب: 2/ 414، إنباه الرواة: 4/ 1، وفيات الأعيان: 6/ 176، المختصر في أخبار البشر: 2/ 30، سير أعلام النبلاء: 10/ 118 - 121، تذكرة الحفاظ: 1/ 372، تذهيب التهذيب: 4/ 153 / ب، العبر: 1/ 354، مرآة الجنان: 2/ 38، البداية والنهاية: 10/ 261، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 371، تهذيب التهذيب: 11/ 212، بغية الوعاة: 2/ 333، خلاصة تذهيب الكمال: ص 423، مفتاح السعادة: 1/ 178، شذرات الذهب: 2/ 19، روضات الجنات: 4/ 235، هدية العارفين: 2/ 514. (¬2) هذا الرمز ليس في الأصل ولا "التذكرة" واستفدناه من "تهذيب التهذيب" لابن حجر، وقد ورد فيه قوله: علق عنه البخاري في موضعين: في تفسير الحديد والعصر، ولم يذكره المزي.

343 - أبو نعيم

مات بطريق مكَّة سنةَ سبع ومئتين عن ثلاث وستِّين سنةً، رحمه الله تعالى. 343 - أبو نُعَيْم * (ع) الفضلُ بنُ دُكَين، واسم دُكين: عمرو بن حماد. الحافظُ الثَّبت، الكوفي المُلائيُّ التّاجر. من موالي طَلَحةَ بنِ عُبيد اللَّه التيمي. سمع: الأعمش، وزكريّا بن أبي زائدة.، وعمر بن ذرّ، وشُعبة، وخلقًا. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنُ مَعين، والذهلي، والبخاري، والدَّارمي، ومحمد بنُ جعفر القَتّات، وعدَّة. وعنه ابنُ المُبارك مع تقدُّمِه. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 474، طبقات ابن سعد: 6/ 400، طبقات خليفة: ت 1324، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 118، التاريخ الصغير: 2/ 340، ثقات العجلي: ص 383، المعرفة والتاريخ: 1/ 202 و 2/ 633 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 147 وانظر الفهرس ص 781، الجرح والتعديل: 7/ 61، فهرست النديم: ص 283، تاريخ بغداد: 12/ 346، أنساب السمعاني: (الملائي) 11/ 551، الكامل لابن الأثير: 6/ 445، اللباب: 3/ 277، تهذيب الكمال: ورقة 1099، سير أعلام النبلاء: 10/ 142 - 157، العبر: 1/ 377، الكاشف: 2/ 328، تذهيب التهذيب: 3/ 137، تذكرة الحفاظ: 1/ 372، ميزان الاعتدال: 3/ 350، تهذيب التهذيب: 8/ 270، طبقات الحفاظ: ص 159، خلاصة تذهيب الكمال: ص 308، شذرات الذهب: 2/ 46، هدية العارفين: 2/ 818، الرسالة المستطرفة: ص 46، تاريخ التراث العربي: 1/ 147.

قال حنْبَل: قال أبو نُعيم: كتبتُ عن أزيدَ من مئة شيخ ممَّن كتبَ عنهم الثوري (¬1). وقال أحمد: هو أقل خطأ من وكيع (¬2). وقال: هو أعلمُ بالشُّيوخ وأنسابهم وبالرِّجال، ووكيع أفقهُ منه (¬3). وقال أبو زرعةَ الدِّمشقي: سمعتُ ابنَ مَعين يقول: ما رأيت أثبتَ من رجلين -يعني من الأحياء- أبي نُعيم وعفّان (¬4). وقال أحمد بن صالح: ما رأيتً محدِّثًا أصدقَ من أبي نُعيم (¬5). وقال يعقوب الفَسوي: أجمعَ أصحابُنا أن أبا نُعيم كان غايةً في الإتقان (¬6). وقال أبو حاتم: حافظ متقن (¬7). وقال محمد بنُ عبد الوهّاب الفرّاء: كنّا نهابُ أبا نُعيم أشدّ من هيبة الأمير (¬8). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 348. (¬2) الجرح والعديل: 7/ 62. (¬3) تاريخ بغداد: 12/ 353. (¬4) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 463. (¬5) تاريخ بغداد: 12/ 354. (¬6) المعرفة والتاريخ: 2/ 633 وتمامه ... والحفظ، وأنه حجة. (¬7) الجرح والتعديل: 7/ 62. (¬8) سير أعلام النبلاء: 10/ 151.

344 - محمد بن يوسف

وقال يحيى القطّان: إذا وافَقَني هذا الأحولُ ما أبالي مَنْ خَالفني (¬1). ولد سنةَ ثلاثين ومئة، ومات شهيدًا بالخوانيق وبورشكين في سلخ شعبان سنةَ تسع عشرة ومئتين (¬2)، رحمه اللهُ تعالى. 344 - محمد بنُ يوسف * (ع) ابن واقد الضَّبيُّ مولاهم، أبو عبد الله الفِريابي التركي، الحافظُ العابد، شيخُ الشام، نزلَ قَيساريَّة من مدائن فلسطين. روى عن: عمر بن ذرّ، والأوْزاعي، والثَّوري، وجَرير بن حازم، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 352. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 356، والورشْكين: هو الحمرة أو بنت الحمرة - أحد أنواع الطواعين. * تاريخ ابن معين: 2/ 543، طبقات ابن سعد: 7/ 489، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 264، التاريخ الصغير: 2/ 324، ثقات العجلي: ص 416، المعرفة والتاريخ: 1/ 197، 198 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 280، 281 وغيرها، الجرح والتعديل: 8/ 119، الكامل لابن عدي: 6/ 2236، فهرست النديم: ص 285، الجمع بن رجال الصحيحن: 2/ 452، أنساب السمعاني: 9/ 290، تاريخ ابن عساكر: 16/ 75 / ب، المعجم المشتمل: ص 283، اللباب: 2/ 427، تهذيب الكمال: ورقة 1293، سير أعلام النبلاء: 10/ 114 - 118، العبر: 1/ 363، ميزان الاعتدال: 4/ 71، تذهيب التهذيب: 4/ 13، تذكرة الحفاظ: 1/ 376، الكاشف: 3/ 98، تهذيب التهذيب: 9/ 535، طبقات الحفاظ: ص 159، خلاصة تذهيب الكمال: ص 365، شذرات الذهب: 2/ 28، هدية العارفين 2/ 10، الرسالة المستطرفة: ص 67، تاريخ التراث العربي: 1/ 67.

345 - يحيى بن إسحاق

وعنه: البخاري، وابنُ وارَة، وعبّاس التَّرْقُفي، وعبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن سعيد بن أبي مريم، وخلق. قال البخاري: كان من أفضلِ أهل زمانِه (¬1). وقال ابنُ زنجويه: ما رأيتُ أورعَ منه (¬2). وقال محمد بن سَهل بن عسكر: استسقى بنا الفريابيّ، فما أرسلَ يدَيه حتّى مُطِرنا (¬3). وقال الدّارقطني: هو مقدَّمٌ على قَبيصة في الثَّوريِّ لفضلِهِ ونسُكِه (¬4). مات في أول سنة اثنتي عشرة ومئتين. وقد ارتحلَ إليه أحمدُ بنُ حنبل، فبلَغَهُ موتُه، فرجعَ من حمص. رحمه اللَّهُ تعالى. 345 - يحيى بنُ إسحاق * (م، 4) الحافظ الرَّحّال، أبو زكريّا البجَلي السَّيلَحيني (¬5). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1294. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. * طبقات ابن سعد: 7/ 340، طبقات خليفة: ت 3228، تاريخ خليفة: 473، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 259، التاريخ الصغير: 2/ 317، الجرح والتعديل: 9/ 126، تاريخ بغداد: 14/ 157، أنساب المسعاني: 7/ 226، معجم البلدان: 3/ 172، اللباب: 2/ 168، تهذيب الكمال: ورقة 1484، سير أعلام النبلاء: 9/ 505 - 507، تذهيب التهذيب: 4/ 147، تذكرة الحفاظ: 1/ 376، الكاشف: 3/ 219، تهذيب التهذيب: 11/ 176، طبقات الحفاظ: ص 160، خلاصة تذهيب الكمال: ص 421، شذرات الذهب: 2/ 27. (¬5) ويقال: السالحيني. وقد ذكره السمعاني في الموضعين وقال: سيلحين: قرية معروفة من سواد بغداد قديمة. انظر "الأنساب": 7/ 11 و 226، و"معجم البلدان": 3/ 172.

346 - معلى بن منصور

حدث عن: حمّاد بن سَلَمة، وأَبان بن يزيد، وسعيد بنِ عبد العزيز، ويحيى بنِ أيوب المصري، وموسى بن عُليّ، وطبقتِهِم. وعنه: أحمد، وهارون الحَمَّال، وأحمد بنُ زُهير، وبِشر بنُ موسى، والحارث بنُ محمد، وخلق. قال أحمد: شيخ صالحٌ ثقة (¬1). وقال ابن سعد: كان ثقةً، حافظًا لحديثه (¬2). مات في شعبان سنةَ عشرٍ ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 346 - مُعَلَّى بنُ مَنْصور * (ع) الحافظ، أبو يَعْلى الرّازي ثم البغداديُ الفقيه، أحدُ الأعلام. سمع: مالكًا، وسليمانَ بنَ بلال، واللَيث، وشريكًا، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 158. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 340. * طبقات ابن سعد: 7/ 341، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 395، التاريخ الصغير: 2/ 323، ثقات العجلي: ص 435، ضعفاء العقيلي: 4/ 215، الجرح والتعديل: 8/ 334، الكامل لابن عدي: 6/ 2372، تاريخ بغداد: 13/ 188، طبقات الشيرازي: ص 137، تهذيب الكمال: ورقة 1355، سير أعلام النبلاء: 10/ 365 - 370، تذكرة الحفاظ: 1/ 377، ميزان الاعتدال: 4/ 150، المغني في الضعفاء: 2/ 670، تذهيب التهذيب: 4/ 56، العبر: 1/ 361، الكاشف: 3/ 145، الجواهر المضية: 2/ 177 (طبعة الهند)، تهذيب التهذيب: 10/ 238 طبقات الحفاظ: ص 160، خلاصة تهذيب الكمال: ص 388، شذرات الذهب: 2/ 27، الفوائد البهية: ص 215، هدية العارفين: 2/ 166، تاريخ التراث العربي: 2/ 73.

347 - عثمان بن عمر

وعنه: أبو ثَوْر، وأبو خيثَمة، والرمادي، وعبّاس الدوري، وخلق. وثَّقه ابنُ مَعين وغيرُه. وقال العِجْلي: ثقة نبيل، صاحبُ سنَّة، طلبوه للقضاء غيرَ مرة فيأبى (¬1). وقال يعقوب السَّدَّوسي: ثقة مُتْقِن فقيه (¬2). وقال ابنُ عدي: لم أَرَ له حديثًا منكرًا (¬3). قال ابن سعد: ماتَ سنة إحدى عشرة ومئتين (¬4) -رحمه الله- تعالى. 347 - عثمانُ بنُ عمر * (ع) ابن فارس، الحافظ البصري، أبو محمد - ويقال: أبو عدي. روى عن: هشام بن حسّان، ويونسَ بنِ يزيد الأيلي، وأسامةَ بنِ زيد الليثي، وابنِ أبي ذِئب، وشُعبة، وخلق. ¬

_ (¬1) ثقات العجلي: 435. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1335. (¬3) الكامل لابن عدي: 6/ 2372. (¬4) طبقات ابن سعد: 7/ 341. * طبقات ابن سعد: 7/ 296، طبقات خليفة: ت 1924، تاريخ خليفة: 473، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 240، ثقات العجلي: ص 329، الجرح والتعديل: 6/ 159، تاريخ بغداد: 11/ 280، تهذيب الكمال: ورقة 922، سير أعلام النبلاء: 9/ 557 - 559، العبر: 1/ 347، ميزان الاعتدال: 3/ 49، الكاشف: 2/ 222، تذهيب التهذيب: 3/ 33 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 378، دول الإسلام: 1/ 129، تهذيب التهذيب: 142/ 7، طبقات الحفاظ: ص 160، خلاصة تهذيب الكمال: ص 261، 262 شذرات الذهب: 2/ 22.

348 - مكي بن إبراهيم

وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو خَيثَمة، والفلَّاس، والرَّمادي، وعباس الدُّوري، والكُدَيمي، وعدّة. قال أحمد: ثقة، رجل صالح (¬1). وقال العِجْلي: ثقة ثَبْت (¬2). مات في ربيع الأول سنةَ تسع ومئتين. رحمه الله تعالى. 348 - مَكّيُّ بنُ إبراهيم * (ع) الإمام الحافظ، شيخ خُراسان، أبو السكن التميمي الحنْظَلي البَلْخي. حدث عن: يزيد بن أبي عُبيد، وجعفر الصَّادق، وبَهْزِ بنِ حَكيم، وأبي حَنِيفة، وهشام بنِ حسّان، وابنِ جُريج، وخلق. وعنه: البخاري، وأحمد، وابنُ مَعين، والذُّهلي، وعبّاس الدوري، والكُدَيمي، وخلق آخرُهم وفاةً معمَرُ بن محمد بن مُعَمر البَلْخي. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 281. (¬2) ثقات العجلي: ص 329. * طبقات ابن سعد: 7/ 373، طبقات خليفة: ت 3143، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 71، التاريخ الصغير: 2/ 333، ثقات العجلي: ص 439، الجرح والتعديل: 8/ 441، تاريخ بغداد: 13/ 115، أنساب السمعاني: (البرجمي) 2/ 129، اللباب: 1/ 133، تهذيب الكمال: ورقة 1372، سير أعلام النبلاء: 9/ 549 - 553، العبر: 1/ 368، دول الإسلام: 1/ 131، تذهيب التهذيب: 4/ 68 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 365، الكاشف: 3/ 152، تهذيب التهذيب: 10/ 293، طبقات الحفاظ: ص 160، خلاصة تذهيب الكمال: ص 398، شذرات الذهب: 2/ 35.

349 - حسين بن محمد

قال عبد الصَّمدِ بنُ الفَضل: سمعتُه يقول: حججتُ ستِّين حجَّةً، وتزوَّجتُ ستِّين امرأةً، وجاورتُ عشر سِنين، وكتبتُ عن سبعةَ عشرَ من التَّابعين (¬1). وقال ابن سعد: ثقة ثبت (¬2). وقال الدّارقطني: ثقة مأمون (¬3). وقال النَّسائي: لا بأس به (¬4). وعن مكّيّ قال: ولدتُ سنةَ ست وعشرين ومئة، وطلبت الحديثَ ولي سبع عشرة سنة. قال ابن سعد: مات ببلخ في شعبان سنةَ خمسَ عشرة ومئتين (¬5). رحمه اللهُ تعالى. 349 - حسين بنُ محمد * (ع) أبو أحمد (¬6) المرُّوذيُّ المُؤَدِّب الحافظ، نزيل بغداد. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 116. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 373. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1373. (¬4) تاريخ بغداد: 13/ 118. (¬5) طبقات ابن سعد: 7/ 373. * تاريخ ابن معين: 2/ 119، طبقات ابن سعد: 7/ 338، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 390، ثقات العجلي: ص 121، الجرح والتعديل: 3/ 64، تاريخ بغداد: 8/ 88، تهذيب الكمال: ورقة 295، سير أعلام النبلاء: 10/ 216 - 217، العبر: 1/ 366، ميزان الاعتدال: 1/ 547، تذهيب التهذيب: 1/ 158 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 406، الكاشف: 1/ 172، تهذيب التهذيب: 2/ 366، طبقات الحفاظ: ص 161، خلاصة تذهيب الكمال: ص 84، شذرات الذهب: 2/ 34. (¬6) ويقال: أبو علي. انظر "التهذيب" ورقة 295.

350 - قبيصة بن عقبة

سمع: جريرَ بنَ حازم، وإسرائيل، وابنَ أبي ذِئب، وشَيبان، وأبا غسّان محمد بن مطرِّف. وعنه: أحمد، ويحيى، وأبو خَيثمة، وعبّاس الدوري، وإبراهيم الحربي، وحنبل، وعدّة. وحدث عنه من القدماء رفيقُهُ عبدُ الرحمنِ بنُ مَهْدي. وثقه ابن سعد وغيرُه. وقال النسائي: ليس به بأس (¬1). قال مُطَيِّن: مات سنةَ أربع عشرة ومثتين (¬2). رحمه الله تعالى. 350 - قَبِيصَة بنُ عُقْبة * (ع) ابن محمد، الحافظ المُكثر، أبو عامر السُّوَائيُّ الكوفي. سمع: شعبة، والثَّوري، وإسرائيل، وورقاء، وفِطْرَ بنَ خليفة، ومسعرًا. وسمعَ من عيسى بنِ طَهْمان. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 89. (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 90، وقال الذهبي في "السير" 10/ 217: اختلفوا في وفاته، فقال حنبل: مات سنة ثلاث عشرة ومئتين، وقال مطين: سنة أربع عشرة. * تاريخ ابن معين: 2/ 484، طبقات ابن سعد: 3/ 403، طبقات خليفة: ت 1332، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 177، التاريخ الصغير 2/ 333، ثقات العجلي: ص 388، الجرح والتعديل: 7/ 126، تاريخ بغداد: 12/ 473 - 476، أنساب السمعاني: 7/ 182، اللباب: 2/ 152، تهذيب الكمال: ورقة 1121، سير أعلام النبلاء: 10/ 130 - 135، العبر: 1/ 368، ميزان الاعتدال: 3/ 383، تذهيب التهذيب: 3/ 154 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 373، الكاشف: 2/ 340، تهذيب التهذيب: 8/ 347، طبقات الحفاظ: ص 161، خلاصة تذهيب الكمال: ص 314، شذرات الذهب: 2/ 35.

روى عنه: البخاري، وعبدُ بن حُميد، وأبو زرعة، وأبو بكر الصَّغّاني، والحارثُ بنُ أبي أسامة، وخلق. قال أحمد بن حنبل: كانَ قَبيصةُ ثقةً، رجلًا صالحًا، لا بأس به، وأيّ شيءٍ لم يكن عندَه؟ ! ولكنَّه كثرُ الغَلَط (¬1). وقال عبد اللَّه بنُ أحمد: سمعتُ أبي يذكر أبا حُذيفة النهْدي، فقال: قبيصةُ أثبتُ منه جدًّا- يعني في سفيان (¬2). وقال ابنُ مَعين: قبيصة ثقة في كلِّ شيءٍ إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، سمع منه وهو صغير (¬3). وقال الفَسَوي: سمعتُ قَبيصةَ يقول: صلَّيتُ بسفيانَ الفريضة (¬4). وقال ابنُ نُمير: لو حدَّثَنا قبيصةُ عن النَّخعيِّ لقبلْنا منه (¬5). وسئل أبو زرعةَ عن قَبيصةَ وأبي نعيم، فقال: كان قبيصةُ أفضلَ الرجلين، وأبو نُعيم أتقنهما (¬6). وقال أبو حاتم: لم أرَ من المحدِّثين مَنْ يحفظُ ويأتي الحديث على لفظٍ واحدٍ لا يُغيِّره سوى قَبيصة، وأبي نُعيم في حديث الثوري، وسوى يحيى الحِمَّاني في شَريك، وسوى عليِّ بن الجعد في حديثه (¬7). وقال إسحاق بن سيّار: ما رأيت في الشُّيوخ أحفظَ من قَبيصة (¬8). مات سنةَ خمسَ عشرةَ ومئتين، في عشر الثَّمانين. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 474. (¬2) الجرح والتعديل: 7/ 126. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المعرفة والتاريخ: 1/ 717. (¬5) تاريخ بغداد: 12/ 475. (¬6) الجرح والتعديل: 7/ 127. (¬7) الجرح والتعديل: 7/ 126. (¬8) تاريخ بغداد: 12/ 475.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

351 - منصور بن سلمة

351 - مَنْصور بنُ سَلَمَة * (خ، م، س) الإمامُ الحافظ، أبو سَلَمة الخُزاعي، محدِّث بغداد. روى عن: عبد العزيز المَاجِشون، وحمّاد بن سَلَمة، ومالك، والطَّبقة. وعنه: أحمد، وأبو بكر الْأَعين، وصاعقة، وأبو بكر الصَّاغاني، وأحمد بنُ أبي خَيثمة وعدّة. وثقه ابنُ مَعين والنّاس. وقال أحمد بنُ أبي خَيثمة: قال لي أبي - وقد قمنا من عند أبي سَلَمة الخُزاعي: كتبت اليومَ عن كبشٍ نَطَّاح (¬1). وقال الدّارقطني: أبو سَلَمة أحدُ الحفّاظ الرُّفعاء الذين كانوا يُسألونَ عن الرِّجال، ويُؤخذ بقوله فيهم. أخذَ عنه أحمدُ بنُ حنبل وابن مَعين علمَ ذلك (¬2). وقال ابنُ سعد: خرجَ إلى الثَّغر، فمات بالمصِّيصة سنةَ عشرٍ ومئتين، وكان ثقةً يتمنَّع بالحديث (¬3). رحمهُ اللَّهُ تعالى. ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 587، طبقات ابن سعد: 7/ 345، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 348، التاريخ الصغير: 5/ 312، الجرح والتعديل: 8/ 173، تاريخ بغداد: 13/ 70، تهذيب الكمال: ورقة 1377، سير أعلام النبلاء: 9/ 560 - 562، تذهيب التهذيب: 4/ 71 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 358، الكاشف: 3/ 155، تهذيب التهذيب: 10/ 308، طبقات الحفاظ: ص 161، خلاصة تذهيب الكمال: ص 387. (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 70. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 70 - 71. (¬3) طبقات ابن سعد: 7/ 345.

352 - الهيثم بن جميل

352 - الهيثم بنُ جَميل * (ق) الحافظُ الكبير، محدِّث أنطاكية، أبو سهل البغدادي. حدَّث عن: حمّاد بن سَلَمة، ومالك، واللَّيث، وزُهير بن مُعاوية، وشَريك بن عبد اللَّه، ومُنْدَل بن علي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، والذُّهلي، ومحمد بن عَوْف، والطّائي، ويوسف بن سعيد بن مُسَلَّم، وآخرون. قال العِجْلي: ثقةٌ، صاحبُ سنَّة (¬1). وقال أحمد بن حنبل: كان أصحاب الحديثِ عندنا: أبو كامل، وأبو سَلَمة الخُزاعي، والهَيثم بن جميل، فالهَيثم أحفظُهم (¬2). وقال الدارقطني: هو ثقةٌ حافظ (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 490، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 216، التاريخ الصغير: 2/ 331، ثقات العجلي: ص 461، الجرح والتعديل: 9/ 86، الكامل لابن عدي: 7/ 2562، تاريخ بغداد: 14/ 56، تهذيب الكمال: ورقة 1457، سير أعلام النبلاء: 10/ 396، ميزان الاعتدال: 4/ 320، العبر: 1/ 365، تذهيب التهذيب: 4/ 125، تذكرة الحفاظ: 1/ 363، الكاشف: 3/ 202، تهذيب التهذيب: 11/ 90، طبقات الحفاظ: ص 162، خلاصة تذهيب الكمال: ص 412، شذرات الذهب: 2/ 29. (¬1) ثقات العجلي: ص 461. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 56 - 57، وقد تقدم الخبر في ترجمة أبي كامل رقم الترجمة (340). (¬3) تاريخ بغداد: 14/ 57.

353 - حبان بن هلال

وقال ابنُ عدي: يغلطُ على الثِّقات (¬1). قال ابنُ قانع: ماتَ سنةَ ثلاث عشرة ومئتين (¬2). رحمهُ الله تعالى. 353 - حَبَّان بنُ هِلال * (ع) البصري الحافظ، أبو حَبيب. سمع: شعبة، وأبانَ بنَ يزيد، وحمّاد بن سَلَمة، وطبقتهم. ولم يرحل. وعنه: عبدٌ، والدّارمي، ويعقوب الفسوي، وخلق. قال أحمد: إليه المُنتهى في التَّثبت بالبصرة (¬3). وقال ابنُ سعد: كان ثقةً، حجةً، ثبتًا. امتنع من التَّحديث قبلَ موته. قال: ومات بالبصرة سنةَ ستَّ عشرةَ ومئتين (¬4). ولامتِناعِهِ لم يتهيَّأْ للبخاريِّ الأخذُ عنه. رحمهُ اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي: 7/ 2562. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 57. * طبقات ابن سعد: 7/ 299، التاريخ الصغير: 2/ 331، ثقات العجلي: ص 105، المعارف: ص 521، الجرح والتعديل: 3/ 297، الإكمال لابن ماكولا: 2/ 303، تهذيب الكمال: ورقة 226، سير أعلام النبلاء: 10/ 239 - 240، العبر: 1/ 369، تذهيب التهذيب: 1/ 117، تذكرة الحفاظ: 1/ 364، الكاشف: 1/ 143، تهذيب التهذيب: 2/ 170، طبقات الحفاظ: ص 162، خلاصة تذهيب الكمال: ص 70، شذرات الذهب: 2/ 36. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 297. (¬4) طبقات ابن سعد: 7/ 299.

354 - عثمان بن الهيثم

354 - عثمانُ بنُ الهَيثم * (خ) ابن جَهْم بن عيسى بن حسّان بن أشجِّ عبد القَيس. الإمامُ المحدِّث، أبو عمرو العَبْديُّ العَصَريُّ (¬1) البصريُّ المُؤَذِّن، مؤذنُ جامعِ البصرة. روى عن: ابن جُريج، وعَوْف الأعرابي، وهشام بن حسّان، ومبارك بن فَضَالة، وغيرهم. وعنه: البخاري، والذُّهلي، وأبو مسلم الكَجِّي، والحارثُ بنُ محمد التَّميمي، وأبو خليفة الجُمَحي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق، غيرَ أنَّه كان بأخرة يُلَقَّن (¬2). مات سنةَ عشرين ومئتين. ¬

_ * طبقات خليفة: ت 1954، تاريخ خليفة: 476، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 256، التاريخ الصغير: 2/ 340، الجرح والتعديل: 6/ 172، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 351، المعجم المشتمل: ص 186، تهذيب الكمال: ورقة 926، سير أعلام النبلاء: 10/ 209 - 210، الكاشف: 2/ 225، المغني في الضعفاء: 2/ 429، العبر: 1/ 380، تذهيب التهذيب: 3/ 35، تذكرة الحفاظ: 1/ 375، ميزان الاعتدال: 3/ 59، تهذيب التهذيب: 7/ 157، طبقات الحفاظ: ص 162، خلاصة تذهيب الكمال: ورقة 263، شذرات الذهب: 2/ 47. (¬1) هذه النسبة إلى (عَصَر) بطن من عبد القيس، وهو عصر بن عوف بن عمرو بن عوف بن جذيمة. "الأنساب" 8/ 465. (¬2) الجرح والتعديل: 6/ 172.

355 - موسى بن داود الضبي

355 - موسى بنُ داود الضَّبِّيّ * (م، د، س، ق) الحافظ، أبو عبد الله الكوفي، قاضي طَرَسُوس. سمع: شعبة، وسُفيان، ومُبارك بنَ فَضَالة، وجَرير بنَ حازم، ومالكًا، واللَّيث، وطبقتهم. وعنه: أحمد، والذُّهلي، وعبّاس الدُّوري، وبشرُ بنُ موسى، وإسحاق بن بُهْلول، ومحمد بنُ أحمد بن النَّضر الأزدي، وغيرُهم. قال الدّارقطني: كان مصنِّفًا مُكثرًا مأمونًا (¬1). وقال ابن سعد: ثقة، صاحب حديث. مات قاضيًا بَطَرسُوس سنةَ سبعَ عشرةَ ومئتين (¬2). رحمة الله تعالى. 356 - عبد الْأعلى بنُ مُسْهِر * * (ع) أبو مُسْهِر الغَسّانيُّ الدِّمشقيُّ الحافظ. شيخُ أهلِ الشّام وعالمُهُم، ويعرف بابن أبي درامة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 345، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 283، ثقات العجلي: ص 444، الجرح والتعديل: 8/ 141، تاريخ بغداد: 13/ 33، أنساب السمعاني: (الخلقاني) 5/ 164، تهذيب الكمال: ورقة 1387، سير أعلام النبلاء: 10/ 136 - 137، العبر: 1/ 371، الكاشف: 3/ 161، تهذيب التهذيب: 4/ 78 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 378، ميزان الاعتدال: 4/ 204، تهذيب التهذيب: 10/ 342، طبقات الحفاظ: ص 163، خلاصة تذهيب الكمال: ص 390، شذرات الذهب: 2/ 38، هدية العارفين: 2/ 477، تاريخ التراث العربي: 1/ 146. (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 34. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 345. * * تاريخ ابن معين: 2/ 339، طبقات ابن سعد: 7/ 473، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 73، التاريخ الصغير: 2/ 339، ثقات العجلي: ص 285، تاريخ أبي زرعة=

وُلد سنةَ أربعين ومئة. وحدَّث عن: سعيد بنِ عبد العزيز، وعبد اللَّه بن العلاء بن زَبْر، ومالك بن أنس، وخلق. وعنه: أحمد، والذُّهلي، وإبراهيمُ بنُ دِيزِيل، وعبدُ الرحمنِ بنُ القاسم الرَّواس، وأبو زُرعة الدِّمشقي، وطائفة. قال أبو داود: سمعتُ أحمد بنَ حنبل يقول: رحمَ الله أبا مُسْهِر، ما كان أَثْبتَه؟ ! وجعل يُطريه (¬1). وقال ابن مَعين: منذ خرجتُ من بَغدادَ إلى أن رجعتُ لم أرَ مثلَ أبي مُسْهر (¬2). وقد كان أبو مُسْهِر -رحمهُ اللهُ- ممَّن امتحنَهُ المأمونُ، وأكرَهَهُ على أن يقول: القرآنُ مخلوق، فامتنعَ، فوضَعَهُ على النِّطع ليضربَ عُنُقَه، فأجاب وقال: القرآنُ مخلوق، فنزل، فرجعَ في الحال، فسجنَه المأمونُ نحوًا من مئةِ يوم، وجاءَهُ الأجل، فمات في سنة ثماني عشرة ومئتين (¬3). رضي الله عنه. ¬

_ = الدمشقي: انظر الفهرس ص 771، الجرح والتعديل: 6/ 29، تاريخ بغداد: 11/ 72، ترتيب المدارك: 2/ 416، أنساب السمعاني: 9/ 149، مناقب الإمام الأحمد: 486، تهذيب الكمال: ورقة 762، سير أعلام النبلاء: 228/ 10 - 238، تذهيب التهذيب: 2/ 198، العبر: 1/ 374، الكاشف: 2/ 131، عيون التواريخ: 7 / لوحة 314، تذكرة الحفاظ: 1/ 381، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 355، تهذيب التهذيب: 6/ 98، طبقات الحفاظ: ص 163، خلاصة تذهيب الكمال: ص 221، شذرات الذهب: 2/ 44، تاريخ التراث العربي: 1/ 147. (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 73. (¬2) الجرح والتعديل: 6/ 29. (¬3) للتوسع في محنة أبي مسهر انظر "سير أعلام النبلاء" 10/ 233 - 235.

357 - عفان بن مسلم

357 - عَفَّانُ بنُ مُسْلم * (ع) الحافظُ الثَّبت، أبو عثمان الأنصاري مولاهم البصريُّ الصَّفّار، محدِّثُ بغداد. ولد بعد الثلاثين ومئة. وسمع من: شعبة، وهشام الدَّسْتُوائي، وحمّاد بن سلمة، ووُهيب، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأحمد، وإسحاق، وعليّ، وابنُ مَعين، والفلّاس، وهلالُ بنُ العلاء، وحنبلُ بن إسحاق، وأبو زُرعةَ الدِّمشقي، وخلائق. قال يحيى القطّان: إذا وافَقَني عفّان لا أُبالي مَنْ خالفَني (¬1). وقال العِجلي: عفان ثقةٌ ثبت، صاحبُ سنَّة، كان على مسائل ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 407، طبقات ابن سعد: 7/ 336، طبقات خليفة: ت 1942، تاريخ خليفة: 476، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 72، التاريخ الصغير: 2/ 342، ثقات العجلي: ص 336، المعارف: ص 524، الجرح والتعديل: 7/ 30، الكامل لابن عدي: 5/ 2021، تاريخ بغداد: 12/ 269، المعجم المشتمل: ص 186، تهذيب الكمال: ورقة 946، سير أعلام النبلاء: 10/ 242 - 255، ميزان الاعتدال: 3/ 81، العبر: 1/ 380، تذهيب التهذيب: 3/ 44، تذكرة الحفاظ: 1/ 379، الكاشف: 2/ 236، تهذيب التهذيب: 7/ 230، طبقات الحفاظ: ص 163، خلاصة تذهيب الكمال: ص 268، شذرات الذهب: 2/ 47، تاريخ التراث العربي: 1/ 149. (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 30.

358 - أبو الوليد الطيالسي

معاذ بنِ معاذ القاضي، فجعل له عشرةَ آلاف دينار على أن يقفَ عن تعديل رجلٍ وعن جَرْحِهِ فأبى، وقال: لا أُبطلُ حقًّا من الحقوق (¬1). وقال ابنُ مَعين: أصحابُ الحديث خمسة: مالك، وابنُ جُريج، والثَّوري، وشُعبة، وعفّان (¬2). وقال أبو حاتم: عفان ثقةٌ، متقنٌ، متين (¬3). وكان عفّان -رحمهُ اللهُ- ممَّن لم يُجِبْ في المحنة. وقال أبو خَيثمة وابنُ مَعين: أنكرنا عفّان في صفر سنة تسع عشرة، ومات بعد أيام. وفي رواية: سنةَ عشرين ومئتين، وهو أصحّ (¬4). رحمهُ الله تعالى. 358 - أبو الوليد الطَّيالسي * (ع) هشامُ بنُ عبد الملك البصريُّ الحافظ، أحد الأعلام. ولد سنة 133. ¬

_ (¬1) ثقات العجلي: ص 336. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 947. (¬3) الجرح والتعديل: 7/ 30. (¬4) انظر "تاريخ بغداد" 12/ 277. * تاريخ ابن معين: 2/ 618، طبقات ابن سعد: 7/ 300، طبقات خليفة: ت 1945، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 195، التاريخ الصغير: 2/ 355، ثقات العجلي: ص 458، المعارف: ص 521، المعرفة والتاريخ: 1/ 147 وغيرها، الجرح والتعديل: 9/ 65، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 548، أنساب السمعاني: 8/ 283، المعجم المشتمل: ص 312، تهذيب الكمال: ورقة 1444، سير أعلام النبلاء: 10/ 341 - 547، العبر: 1/ 399، ميزان الاعتدال: 4/ 301، الكاشف: 3/ 197، تذهيب التهذيب: 4/ 116 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 382، عيون التواريخ: 8 / لوحة 123، تهذيب التهذيب: 11/ 45، طبقات الحفاظ: ص 164، خلاصة تذهيب الكمال: ص 410، شذرات الذهب: 2/ 62.

وحدَّث عن: عكرمةَ بنِ عمّار، وعمرَ بنِ أبي زائدة، وشُعبة، وهشام الدَّسْتُوائي، وطبقتهم. وعنه: البخاري، والدارمي، وعبدٌ، وأبو داود، وتمتام، وأبو مسلم الكَجِّي، ومحمد بن الضُّرَيس، وخلق. قال الميموني - عن أحمد بن حنبل: أبو الوليد اليوم شيخُ الإسلام، ما أقدِّم عليه أحدًا من المحدِّثين، أبو الوليد متقن (¬1). وقال العِجْلي: ثقةٌ ثبت، كانت إليه الرِّحلةُ بعد أبي داود الطَّيالسي (¬2). وقال أحمد بنُ سِنان: حدَّثنا أبو الوليد أميرُ المحدِّثين (¬3). وقال ابنُ وارَة: ما أظنُّني أدركتُ مثلَه (¬4). وقال أبو حاتم: أبو الوليد فقيهٌ، عاقلٌ، ثقةٌ، حافظ، ما رأيتُ في يده كتابًا قط (¬5). وقال الفسوي: سمعتُ أبا الوليد يقول: مَنْ لم يَعْقِدْ قلبَهُ على أنَّ القرآنَ ليس بمخلوق فهو خارجٌ من الإسلام (¬6). عاش أبو الوليد أربعًا وتسعين سنة، ومات في ربيع الآخر سنةَ سبعٍ وعشرين ومئتين. رحمهُ الله تعالى. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1445. (¬2) ثقات العجلي: ص 458. (¬3) الجرح والتعديل: 9/ 66. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1445. (¬5) الجرح والتعديل: 9/ 66. (¬6) الذي وقفت عليه في "المعرفة والتاريخ" 3/ 393 قول أبي الولد: "القرآن كلام الله، والكلام في القرآن الكلام في الله".

359 - بدل بن المحبر

359 - بَدَل بن المُحَبَّر * (خ، 4) الحافظُ الثِّقة، أبو المُنير اليَرْبُوعيُّ الواسِطيّ ثم البصري. حدّث عن: شعبة، وجَسر بن فرقد، وزائدة، وعدَّة. وعنه: البخاري، وأبو يحيى بنُ أبي مَسَرَّة، وبُنْدار، والكُدَيمي، وخلق. وثَّقه أبو زُرْعة. وقال أبو حاتم: هو أرجح من بهز وحبان وعفان (¬1). فُقِدَ في حدود سنة خمس عشرة ومئتين، وقد قارب الثمانين. رحمهُ اللَّهُ تعالى. 360 - عبدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمة * * (خ، م، د، ت، س) ابن قَعْنَب. الحافظ، شيخ الإِسلام، أبو عبد الرحمن الحارثيُّ القَعْنَبيُّ المَدني، نزيل البصرة ثم مكَّة. ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 439، الإكمال لابن ماكولا: 1/ 225 و 7/ 209، المعجم المشتمل: ص 85، تهذيب الكمال: 4/ 28 - 31 (طبعة محققة)، ميزان الاعتدال: 1/ 300، مشتبه النسبة: 2/ 571، تذكرة الحفاظ: 1/ 383، الكاشف: 1/ 97، تهذيب التهذيب: 1/ 423، تبصير المنتبه: 4/ 1254، طبقات الحفاظ: ص 164، تاج العروس: (حبر) 10/ 519. (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 439. * * طبقات ابن سعد: 7/ 302، طبقات خليفة: ت 1957، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 212، التاريخ الصغير: 2/ 345، ثقات العجلي: ص 279، المعارف: ص 524، الجرح والتعديل: 5/ 181، الانتقاء: 61، ترتيب المدارك: 1/ 397، أنساب السمعاني: 10/ 208، المعجم المشتمل: ص 161، اللباب: 3/ 50، =

ولد بعد الثّلاثين ومئة. وسمع: أَفلحَ بنَ حُميد، وابنَ أبي ذِئب، وسَلَمة بنَ وردان، ومالك بنَ أنس، وشُعبة، وخلقًا. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والذُّهلي، وعبدٌ، وأبو زُرعة، وأبو خليفة الجُمَحِي، وخلق. قال أبو زُرْعة: ما كتبتُ عن أحدٍ أجلّ في عيني من القَعْنَبي (¬1). وقال أبو حاتم: ثقةٌ حجَّة، لم أرَ أخشعَ منه (¬2). وقال ابنُ مَعين: ما رأينا من يحدِّث لله إلّا وَكيعًا والقَعْنَبي (¬3). وقال الخُرَيبي: حدَّثني القَعْنَبي عن مالك، وهو -واللَّهِ- خيرٌ من مالك (¬4). وقال الفلاس: كان القَعْنَبيُّ مجابَ الدَّعوة (¬5). ¬

_ = وفيات الأعيان: 3/ 40، تهذيب الكمال: ورقة 743، سير أعلام النبلاء: 10/ 257 - 264، تذهيب التهذيب: 2/ 188، تذكرة الحفاظ: 1/ 383، العبر: 1/ 382، الكاشف: 2/ 117، مرآة الجنان: 2/ 81، الديباج المذهب: 1/ 411، العقد الثمين: 5/ 285، تهذيب التهذيب: 6/ 31، طبقات الحفاظ: ص 165، خلاصة تذهيب الكمال: ص 215، شذرات الذهب: 2/ 49، شجرة النور الزكية: 1/ 57. (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 181. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 743. (¬4) ترتيب المدارك: 1/ 399. (¬5) سير أعلام النبلاء: 10/ 261.

361 - علي بن عياش

وقال نصر بنُ مرزوق: أثبتُ النّاس في "الموطَّأ" القَعْنَبي (¬1). وقال إسماعيل القاضي: كان القَعْنَبيُّ لا يَرْضى قراءةَ حَبيب، فما زال حتّى قرأَ لنفسِه على مالك "الموطَّأ" (¬2). وقيل: كان القَعْنَبيُّ إذا مرَّ بمجلسٍ، يقولون: لا إله إلَّا الله (¬3). وعن الحُنَيني قال: قدم القَعْنَبيُّ من سفر، فقال مالك: قوموا بنا إلى خيرِ أهلَ الأرض (¬4). مات في المحرَّم سنةَ إحدى وعشرين ومئتين. رحمهُ الله تعالى. 361 - عليُّ بنُ عَيّاش * (خ، 4) الإمامُ الحافظُ القدوة، أبو الحسن الْأَلْهَاني (¬5) الحِمْصي. روى عن: حَريز بن عثمان، وشُعيب بن أبي حمزة، والمثنّى بن ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 10/ 262 وتمامه ... وعبد الله بن يوسف بعده. (¬2) سير أعلام النبلاء: 10/ 262، وحبيب: هو ابن أبي حبيب، كاتب مالك، ضعيف. ترجمه الذهبي في "الميزان" 2/ 451، وانظر أيضًا "ترتيب المدارك" 1/ 378. (¬3) سير أعلام النبلاء: 10/ 263. (¬4) ترتيب المدارك: 1/ 398. * طبقات ابن سعد: 7/ 473، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 290، ثقات العجلي: ص 349، المعرفة والتاريخ: 3/ 201 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 283 وغيرها، الجرح والتعديل: 6/ 199، المعجم المشتمل: ص 195، تهذيب الكمال: ورقة 990، سير أعلام النبلاء: 10/ 338 - 341، الكاشف: 2/ 254، تذهيب التهذيب: 3/ 71 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 384: العبر: 1/ 376، تهذيب التهذيب: 7/ 368، طبقات الحفاظ: ص 165، خلاصة تذهيب الكمال: ص 276، شذرات الذهب: 2/ 45. (¬5) هذه النسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك. (أنساب السمعاني) 1/ 343.

362 - يحيى بن أبي بكير

الصبَّاح، وعبد الرَّحمن بن ثابت بن ثوبان، وغسّان المَديني، وعُفَير بن مَعْدان، وخلق. وعنه: البخاري، وأحمد، والجوزجاني، وإبراهيم بنُ الهيثم، والذُّهلي، ومحمد بن عَوف، وغيرهم. وثَّقه النَّسائي والنّاس. وقال أبو حاتم: كنتُ أُفيد الناسَ عنه (¬1). وقال يحيى بنُ أكثم: أدخلتُ عليَّ بن عيّاش على المأمون، فتبسَّم ثم بكى، فقال المأمون: أدخلتَ عليَّ مجنونًا؟ ! قلتُ: أدخلتُ عليك خيرَ أهل الشام وأعلمَهُم بالحديث ما خلا أبا المُغيرة (¬2). توفي سنةَ تسع عشرة ومئتين، وقد قارب الثَّمانين. رحمهُ الله تعالى. 362 - يحيى بن أبي بُكَير * (ع) القاضي الحافظُ الثِّقة، أبو زكريّا العَبْديُّ الكوفيُّ ثم البغدادي (¬3)، قاضي كَرْمان. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 199. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 991. * تاريخ البخاري الكبير: 8/ 264، ثقات العجلي: ص 468، الجرح والتعديل: 9/ 132، تاريخ بغداد: 14/ 155، تهذيب الكمال: ورقة 1490، سير أعلام النبلاء: 9/ 497 - 498، العبر: 1/ 356، تذكرة الحفاظ: 1/ 385، الكاشف: 3/ 221، تذهيب التهذيب: 4/ 150، تهذيب التهذيب: 11/ 190، خلاصة تذهيب الكمال: ص 421، شذرات الذهب: 2/ 22. (¬3) قال الخطيب في "تاريخه" 14/ 155: "اسم والده نسر، وقيل: بشر، وقيل: بشير".

363 - محمد بن المبارك الصوري

سمع: شعبة، وإسرائيل، وزائدة، وأبا جعفر الرّازي، والطَّبقة. وعنه: حفيدُه عبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن يحيى، وعيسى بنُ أبي حَرْب، وعبّاس الدُّوري، والحارثُ بنُ أبي أسامة، وأحمدُ بنُ عُبيد اللَّه النَّرسي، وعدّة. أخطأ في إسناد حديث. وقد وثَّقوه. قال أحمد: كان كيِّسًا (¬1). وقال ابنُ مَعين: ثقة (¬2). قال محمد بنُ المثنَّى: مات سنةَ ثمانٍ ومئتين. وقال ابنُ قانع: سنةَ تسع (¬3). رحمة اللَّهُ تعالى. 363 - محمد بنُ المبارَك الصُّوري * (ع) الإِمامُ، شيخ الإسلام، أبو عبد الله القرشيُّ القَلانِسيّ. سمع: سعيدَ بنَ عبد العزيز، ومعاويةَ بنَ سَلّام، ومالكَ بنَ أنس، وصدقةَ بنَ خالد، وإسماعيل بنَ عيّاش. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 157. (¬2) تاريخ الدارمي عن ابن معين: ص 228. (¬3) تاريخ بغداد: 14/ 157. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 241، التاريخ الصغير: 2/ 331، ثقات العجلي: ص 412، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 282 وغيرها، الجرح والتعديل: 8/ 104، أنساب السمعاني: 8/ 104، اللباب: 2/ 250، تهذيب الكمال: ورقة 1262، سير أعلام النبلاء: 10/ 390 - 391، العبر: 1/ 367، الكاشف: 3/ 82، تذكرة الحفاظ: 1/ 386، عيون التواريخ: 7 / لوحة 306، تهذيب التهذيب: 9/ 423، طبقات الحفاظ: ص 165، خلاصة تذهيب الكمال: ص 357، شذرات الذهب: 2/ 35.

364 - هشام بن عبيد الله

وعنه: ابن مَعين، والذُّهلي، ومحمد بنُ عوف، والدّارمي، وعبّاس التَّرْقُفي، وأبو زُرعةَ النَّصْري، وعدَّة. قال ابنُ مَعين: كان شيخَ دمشقَ بعد أبي مُسْهِر (¬1). وقال أبو داود: كان رجلَ الشِّام بعد أبي مُسْهِر (¬2). ووثَّقهُ غيرُ واحد. ومن كلامِه: اعمل للَّه فإنَّه أنفعُ لك من العمل لنفسِك. وعنه: علامةُ المحبَّة مراقبةُ المحبوب وتحرِّي رضاه. وعنه: كذَب مَن ادَّعى معرفةَ اللهِ ويدُهُ في قِصَاع المُتْرفين. قال أبو زرعة: شهدتُ جنازة محمد بن المبارك بدمشق سنةَ خمس عشرة ومئتين، فصلَّى عليه أبو مُسْهِر، وجعلَ يُثني عليه (¬3). 364 - هشام بن عُبيد الله (¬4) * (ع) الرازي، الفقيه، أحدُ الأعلام. ¬

_ (¬1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 282. (¬2) سير أعلام النبلاء: 10/ 390. (¬3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 282. (¬4) في "التذكرة": هشام بن عبد الله، تحريف. * الجرح والتعديل: 9/ 67، المجروحين والضعفاء: 3/ 90، طبقات الشيرازي: ص 138، أنساب السمعاني: (السني) 7/ 177 و 178، اللباب: 2/ 150، سير أعلام النبلاء: 10/ 446 - 447، ميزان الاعتدال: 4/ 300، العبر: 1/ 383، مشتبه النسبة: 1/ 375، تذكرة الحفاظ: 1/ 387، عيون التواريخ: 8 / لوحة 65، الجواهر المضية: 2/ 205 (طبعة الهند)، تهذيب التهذيب: 11/ 47، لسان الميزان: 6/ 195، تبصير المنتبه: 2/ 756، طبقات الحفاظ: ص 164، شذرات الذهب: 2/ 49، الفوائد البهية: ص 223، تاريخ التراث العربي: 2/ 73.

365 - عمرو بن عاصم

روى عن: ابن أبي ذِئب، وعبد العزيز بن المُخْتار، ومالك بن أنس، وحمّاد بن يزيد. وعنه: الحسن بنُ عَرَفَة، وابنُ الفُرات، وأبو حاتم، وحَمْدان بنُ المغيرة، ومحمد بن سعيد العطّار، وغيرُهم. قال موسى بنُ نصر: سمعتُه يقول: لقيتُ ألفًا وسبع مئة شيخ، وخرج منِّي في طلب العلم سبعُ مئة ألف درهم (¬1). وذكره أبو حاتم فقال: صدوق (¬2)، ما رأيتُ أحدًا في بلدٍ أعظم ولا أجلَّ قدرًا من هشام بن عبيد اللَّه بالرَّيّ، ومن أبي مُسْهِر بدمشق. وقد كان هشام داعيةً إلى السُّنَّة، شديدًا على الجَهْميَّة. وقد ليَّنوه في الحديث. وفي داره مات محمد بن الحسن (¬3). مات سنةَ إحدى وعشرين ومئتين. 365 - عمرو بن عاصم * (ع) الكِلابيُّ القَيسيُّ البصري، الحافظُ الثِّقة. ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 4/ 300. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 67. (¬3) طبقات الشيرازي: ص 138، ومحمد بن الحسن: هو أبو عبد الله الشيباني الكوفي، صاحب أبي حنيفة، توفي سنة تسع وثمانين ومئة. * طبقات ابن سعد: 7/ 305، تاريخ خليفة: 189، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 355، التاريخ الصغير: 2/ 327، الجرح والتعديل: 6/ 250، تاريخ بغداد: 12/ 202، =

سمع: شعبة، وجَرير بنَ حازم، وهمّام بنَ يحيى، وجدَّه عبيدَ الله بنَ الوازع، وطبقتهم. وعنه: البخاري، والدّارمي، وعبدٌ، ويعقوب الفَسَوي، والكُدَيمي، وخلق. وثَّقه ابنُ مَعين. وقال النَّسائي: ليس به بأس (¬1). وقال إسحاق بنُ سيّار: سمعتُه يقول: كتبتُ عن حمّاد بن سَلَمة بضعةَ عشرَ ألف حديث (¬2). قال البخاري: توفي سنةَ ثلاث عشرة ومئتين (¬3). رحمهُ الله تعالى. ¬

_ = أنساب السمعاني: 10/ 512، المعجم المشتمل: ص 204، اللباب: 3/ 122، تهذيب الكمال: ورقة 1041، سير أعلام النبلاء: 10/ 256 - 257، تذهيب التهذيب: 3/ 102، الكاشف: 2/ 288، العبر: 1/ 364، المغني في الضعفاء: 2/ 485، تذكرة الحفاظ: 1/ 392، ميزان الاعتدال: 3/ 269، تهذيب التهذيب: 8/ 58، طبقات الحفاظ: ص 166، خلاصة تذهيب الكمال: ص 290، شذرات الذهب: 2/ 29. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1041. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ البخاري الكبير: 6/ 355.

366 - سليمان بن حرب

366 - سليمانُ بنُ حرب * (ع) الإمامُ الحافظُ الثَّبت، أبو أيّوب الواشِحيُّ الأَزديُّ البصريّ، قاضي مكَّة. سمع: شعبة، والحمّادَين، ومُبارك بنَ فَضَالة، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، وأحمد، وإسحاق، وأبو زُرعة، وأبو حاتم، وأبو خَليفة الجُمَحي، وخلق. قال أبو حاتم: إمامٌ، لا يدلِّس، ويتكلَّم في الرِّجال والفقه، ليس هو بدون عفّان، وقد ظهر من حديثه نحو من عشرة آلاف حديث، وما رأيتُ في يده كتابًا قطّ، حضرتُ مجلسَه ببغداد فحُزِرَ بأربعين ألفًا، بُني له شبهُ منبرٍ بجنب قصر المأمون، فصَعِدَهُ، وحضر المأمونُ والأمراء، وأُرسل للمأمون سترٌ شفاف، وبقي يكتب ما يُملى (¬1). وقال يحيى بنُ أكثم: قال لي المأمون: مَن تركتَ بالبصرة؟ ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 300، طبقات خليفة: ت 1946، تاريخ خليفة: 438 تاريخ البخاري الكبير: 4/ 8، التاريخ الصغير: 2/ 351، المعارف: ص 526، المعرفة والتاريخ: انظر الفهرس: الجرح والتعديل: 8/ 104، تاريخ بغداد: 9/ 33، أنساب السمعاني: 12/ 204، المعجم المشتمل: ص 133، اللباب: 3/ 348، وفيات الأعيان: 2/ 418، تهذيب الكمال: ورقة 536، سير أعلام النبلاء: 10/ 330 - 335، الكاشف: 1/ 312، العبر: 1/ 390، تذكرة الحفاظ: 1/ 393، العقد الثمين: 4/ 601، تهذيب التهذيب: 4/ 178، طبقات الحفاظ: ص 166، خلاصة تذهيب الكمال: ص 151، شذرات الذهب: 2/ 54. (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 108.

367 - مسلم بن إبراهيم

فوصفْتُ له مشايخ منهم سليمانُ بنُ حرب، وقلتُ: هو ثقةٌ، حافظٌ للحديث، عاقل، في نهاية السّتر والصِّيانة فأمرَ بحملِهِ إليه (¬1). وقال يعقوبُ بنُ شيبة: كان ثقةً، ثبتًا، صاحبَ حفظ (¬2). وذُكر لابن المَديني، فجعلَ يُثني عليه، ثم قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد القطّان قال: حدَّثني سليمانُ بنُ حرب، عن حمَّاد بن زيد (¬3). مات سنةَ أربعٍ وعشرين ومثتين. رحمهُ اللَّهُ تعالى. 367 - مسلم بنُ إبراهيم * (ع) الحافظُ المسنِد، أبو عَمرو الأزديُّ الفَراهيديُّ مولاهم البصري. سمع من ابن عَوْنٍ حديثًا واحدًا، وروى عن: وُهيب، وشُعبة، ومالك بن مِغْول، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 35. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 36. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 34. * طبقات ابن سعد: 7/ 304، طبقات خليفة: ت 1944، تاريخ خليفة: 476، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 254، التاريخ الصغير 2/ 346، ثقات العجلي: ص 427، المعارف: ص 522، الجرح والتعديل: 8/ 180، أنساب السمعاني: 9/ 256، اللباب: 2/ 417، تهذيب الكمال: ورقة 1324، سير أعلام النبلاء: 10/ 314 - 318، الكاشف: 3/ 122، العبر: 1/ 385، تذهيب التهذيب: 4/ 35 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 394، نكت الهميان: ص 290، تهذيب التهذيب: 10/ 121، طبقات الحفاظ: ص 167، خلاصة تذهيب الكمال: ص 374، شذرات الذهب: 2/ 50، تاريخ التراث العربي: 1/ 151.

368 - أسد بن موسى

وعنه: البخاري، وأبو داود، وعبدٌ، والدّارمي، وأبو مسلم الكَجِّي، وأبو خليفة الجُمَحي، وخلق. قال ابن مَعين: ثقة مأمون (¬1). وقال أبو إسماعيل التّرمذي: سمعتُه يقول: كتبت عن ثمان مئة شيخٍ ما جُزت الجسر (¬2). وقال أبو داود: ما رحل مسلمٌ إلى أحد، وكان يحفظُ حديثَ قُرَّة بنِ خالد، وحديث هشام الدَّسْتُوائي، وحديث أبان بن يزيد يَهُذُّه هذًّا (¬3). مات في صفر سنةَ اثنتين وعشرين ومئتين. رحمهُ الله تعالى. 368 - أَسدُ بنُ موسى * (د، س) ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، الأمويُّ الحافظ، المعروف بأسد السُّنَّة. نزل مصر، وصنَّف التَّصانيف. مولدُه سنةَ اثنتين وثلاثين ومئة، عام زوال دولتِهِم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 181. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1325. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1325، وقوله: يهذه هذًّا، يعني: يسرده سردًا سريعًا. * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 49، ثقات العجلي: ص 62، الجرح والتعديل: 2/ 338، جمهرة أنساب العرب: 90، تهذيب الكمال: 2/ 512 - 514 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 162 - 164، تذكرة الحفاظ: 1/ 402، العبر: 1/ 361، ميزان الاعتدال: 1/ 207، الكاشف: 1/ 66، تذهيب التهذيب: 1/ 59، عيون التواريخ: 7 / لوحة 282، تهذيب التهذيب: 10/ 260، طبقات الحفاظ: ص 167، حسن المحاضرة: 1/ 346، خلاصة تذهيب الكمال: ص 31، شذرات الذهب: 2/ 27، هدية العارفين: 1/ 203، الرسالة المستطرفة: ص 61.

369 - سعيد بن أبي مريم

سمع: شعبة، وشَيبان المسعودي، وابنَ أبي ذئب، وحمّاد بنَ سَلَمة، وعبد العزيز بن الماجَشُون، وطبقتهم. وأكبرُ شيخٍ لقيَهُ يونسُ بنُ أبي إسحاق. روى عنه: أحمد بنُ صالح، وعبدُ الملكِ بن حبيب، والرّبيع بن سُليمان المُرادي، والمقدام بنُ داود الرُّعَيني، وأبو يزيد يوسف القَراطيسي، وعدَّة. وثَّقه العِجْليُّ، والبَزّارُ، وغيرهُما. وتكلَّم فيه ابنُ حَزْمٍ بلا حجَّة (¬1). وقال البخاري: هو مشهور الحديث (¬2). وقال النَّسائي: ثقة، ولو لم يصنِّف كان خيرًا له (¬3). ووثَّقه ابنُ يونس وقال: توفي في المحرَّم سنةَ اثنتي عشرة ومئتين. رحمهُ الله تعالى. 369 - سَعيدُ بنُ أبي مريم * (ع) الحافظ المكثر، وهو ابنُ الحكم بن محمد بن سالم، أبو محمد، الجُمحيُّ مولاهم المصري، محدِّث بلده. ¬

_ (¬1) انظر "المحلى" لابن حزم: 7/ 472. (¬2) التاريخ الكبير: 2/ 49. (¬3) تهذيب الكمال: 2/ 514. * طبقات ابن سعد: 7/ 518، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 512، التاريخ الصغير: 2/ 350، ثقات العجلي: ص 182، الجرح والتعديل: 4/ 13، المحدث الفاصل: ص 274، المعجم المشتمل: ص 126، تهذيب الكمال: ورقة 484، سير أعلام النبلاء: 10/ 327 - 330، العبر: 1/ 390، تذهيب التهذيب: 2/ 16، تذكرة الحفاظ: 1/ 392، الكاشف: 1/ 283، تهذيب التهذيب: 4/ 17، طبقات الحفاظ: ص 167، حسن المحاضرة: 1/ 346، خلاصة تذهيب الكمال: ص 137، شذرات الذهب: 2/ 53.

370 - الحكم بن نافع

سمع: يحيى بنَ أيّوب، ونافعَ بنَ يزيد، ومالكًا، واللَّيث، وأبا غسّان محمدَ بنَ مطرِّف، ومحمد بنَ جعفر بن أبي كَثير، وجماعة. وعنه: البخاري، وابن مَعين، والذُّهلي، وعثمان الدّارمي، ويحيى بنُ عثمان بن صالح، وخلق. قال أبو داود: هو عندي حجَّة (¬1). وقال العِجْلي: ثقة (¬2). وقال ابنُ يونس: كان فقيهًا، وُلد سنةَ أربعٍ وأربعين ومئة، ومات سنةَ أربعٍ وعشرين ومئتين (¬3). رحمهُ اللَّهُ تعالى. 370 - الحكمُ بنُ نافع * (ع) أبو اليَمان البَهْرانيُّ الحِمْصي، الحافظُ الثبت، من موالي بَهْراء (¬4). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 485. (¬2) ثقات العجلي: ص 182 - 183. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 485. * طبقات ابن سعد: 7/ 472، تاريخ ابن معين: 2/ 127، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 344، تاريخ البخاري الصغير: 2/ 346، ثقات العجلي: ص 127، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 284 وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 129، المعجم المشتمل: ص 110، تهذيب الكمال: ورقة 316، سير أعلام النبلاء: 10/ 319 - 325، العبر: 1/ 384، تذهيب التهذيب: 1/ 168 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 412، الكاشف: 1/ 184، تهذيب التهذيب: 2/ 441، طبقات الحفاظ: ص 168، خلاصة تذهيب الكمال: ص 90، شذرات الذهب: 2/ 50، تهذيب ابن عساكر: 4/ 413، تاريخ التراث العربي: 1/ 150. (¬4) قال السمعاني: في "الأنساب" 2/ 345: البهراني: نسبة إلى (بهراء) وهي قبيلة من قضاعة نزل أكثرها بلدة حمص.

سمع: حَريز بنَ عثمان، وصفوانَ بنَ عَمرو، وأرطاة بنَ المُنذر، وأبا بكر بنَ أبي مريم، وعُفَير بن مَعْدان، وشُعيب بن أبي حَمزة، وغيرهم. وعنه: البخاري، وأحمد بنُ حنبل، وابنُ مَعين، والذُّهلي، ومحمدُ بنُ عَوْف الطّائي، وأبو زُرْعة النَّصري، وعليُّ بن محمد الجَكَّاني (¬1)، وخلق. استقدمَهُ المأمونُ ليولِّيَهُ قضاءَ حمص. وقال أبو حاتم: ثقةٌ نبيل (¬2). وقال أبو زُرْعة: لم يسمعْ من شُعيب إلّا حديثًا واحدًا، والباقي إجازة (¬3). توفي سنةَ إحدى وعشرين ومئتين. وقال: مولدي سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومئة. رحمهُ اللَّهُ تعالى. ¬

_ (¬1) كذا الأصل -بالجيم- ومثله في "معجم البلدان" 2/ 148، وهذه النسبة إلى (جكان) محلة على باب مدينة هراة. وقد تصحفت هذه اللفظة في "التذكرة" إلى (الحسكاني) وفي "السير" إلى (الحكاني). وانظر أيضًا التعليق على "الأنساب" 3/ 275. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 129. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 316، وانظر "ميزان الاعتدال": 1/ 581 - 582.

371 - آدم بن أبي إياس

371 - آدم بنُ أبي إياس * (خ، ت، س، ق) الإِمام المحدِّث الزّاهد، أبو الحسن الخُراسانيُّ المروزي ثم العَسْقلاني. سمع: ابنَ أبي ذئب، وحَريز بن عثمان، وشُعبة، وإسرائيل، واللَّيث، وطبقَتَهم بالشّام، ومصر، والعراق، والحجاز. روى عنه: البخاري، وأبو زُرْعة الدِّمشقي، وأبو حاتم، وهاشم بن مَرْثَد الطَّبراني، وسمّويه، وخلق. قال أبو حاتم: ثقة، مأمون، متعبِّد، من خيار عباد الله (¬1). وقال أحمد: كان مكينًا (¬2) عند شُعبة، وكان من الستَّة الذين يضبطون الحديثَ عند شعبة (¬3). قال ابن سعد: مات في جمادى الآخرة سنةَ عشرين ومئتين، عن ثمان وثمانين سنة (¬4). رحمهُ اللَّهُ تعالى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 490، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 39، التاريخ الصغير: 2/ 342، ثقات العجلي: ص 58، الجرح والتعديل: 2/ 268، تاريخ بغداد: 7/ 27، أنساب السمعاني: 8/ 449، المعجم المشتمل: ص 72، صفة الصفوة: 4/ 308، اللباب: 2/ 339، تهذيب الكمال: 2/ 301 - 307 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 335 - 338، العبر: 1/ 379، تذهيب التهذيب: 1/ 48 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 409، الكاشف: 1/ 54، تهذيب التهذيب: 1/ 196، طبقات الحفاظ: ص 168، خلاصة تذهيب الكمال: ص 14، شذرات الذهب: 2/ 47. (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 268. (¬2) مثله في "تاريخ بغداد" و"تهذيب الكمال" ووقع في "التذكرة": مكتبًا. (¬3) تاريخ بغداد: 7/ 28. (¬4) طبقات ابن سعد: 7/ 490.

372 - عبد الله بن صالح

372 - عبدُ اللهِ بنُ صالح * (خ، د، ت، ق) ابن محمد بن مسلم، الإمامُ المحدِّث، أبو صالح الجُهَنيُّ مولاهم المصري، كاتب اللَّيث على أملاكه وتلميذه. ولد سنة سبعٍ وثلاثين ومئة، ورأى عَمرو بن الحارث. وسمع من: موسى بن علي، ومعاوية بن صالح، وعبد العزيز بن الماجَشون، وسعيد بن عبد العزيز الدِّمشقي، واللَّيث بن سعد، ونافع بن يزيد، وطبقتهم. وهو خاتمةُ أصحاب معاوية. حدَّث عنه البخاري في "الصحيح" على الصحيح، وأبو حاتم، وابنُ مَعين، وسمّويه، والدّارمي، ومحمدُ بنُ إسماعيل التّرمذي، وإبراهيم بن دَيزيل، ومحمدُ بنُ عثمان بن أبي السَّوَّار، وخلائق، حتى إنَّ شيخَهُ الليث روى عنه. وهو من المكثرين، وله مناكير في سَعة ما روى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 518، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 121، الضعفاء والمترركين: ص 63، ضعفاء العقيلي: 2/ 267، الجرح والتعديل: 5/ 86، المجروحين والضعفاء: 2/ 40، الكامل لابن عدي: 4/ 1522، تاريخ بغداد: 9/ 478، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 268، المعجم المشتمل: ص 155، تهذيب الكمال: ورقة 693، سير أعلام النبلاء: 10/ 405 - 416، تذهيب التهذيب: 2/ 152 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 388، العبر: 1/ 387، ميزان الاعتدال: 2/ 440، الكاشف: 2/ 86، المغني في الضعفاء: 1/ 343، تهذيب التهذيب: 5/ 256، مقدمة فتح الباري: 411، طبقات الحفاظ: ص 169، حسن المحاضرة: 1/ 346، خلاصة تذهيب الكمال: ص 201، شذرات الذهب: 2/ 51، تاريخ التراث العربي: 1/ 152.

373 - عبد الله بن صالح

قال ابنُ مَعين: أقلُّ أحوالِهِ أنَّه قرأ هذه الكتب على اللَّيث (¬1). وقال النسائي: ليس بثقة (¬2). وقال ابنُ عدي: هو عندي مستقيمُ الحديث، لا يتعمَّد الكذب (¬3). مات يوم عاشوراء سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئتين. رحمهُ الله تعالى. 373 - عبدُ اللَّهِ بن صالح * (خ، 4) (¬4) ابن مسلم العِجْليُّ الكوفيُّ المقرئ المحدِّث، والدُ الحافظ أحمد بن عبد الله. قرأ القرآن على حَمْزة الزيَّات. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 87. (¬2) الضعفاء والمتروكين: ص 63. (¬3) الكامل لابن عدي: 4/ 1524 - 1525. * ضعفاء العقيلي: 2/ 267، الجرح والتعديل: 5/ 85، تاريخ بغداد: 9/ 477، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 265، المعجم المشتمل: ص 155، تهذيب الكمال: ورقة 694، سير أعلام النبلاء: 10/ 403 - 405، تذهيب التهذيب: 2/ 153، ميزان الاعتدال: 2/ 445، تذكرة الحفاظ: 1/ 390، معرفة القراء الكبار: 1/ 165، العبر: 1/ 360، الكاشف: 2/ 86، مرآة الجنان: 2/ 53، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 423، تهذيب التهذيب: 5/ 261، لسان الميزان: 7/ 264، طبقات الحفاظ: ص 169، خلاصة تذهيب الكمال: ص 201، شذرات الذهب: 2/ 27. (¬4) رمز البخاري هذا ليس في الأصل، إنما نقلناه عن "التذكرة" ونص عليه ابن عساكر في "المعجم المشتمل"، لكن الذهبي صرح في أكثر من موضع بأن المترجم ليس له رواية في الكتب الستة. انظر "السير" 10/ 405 و"معرفة القراء" 1/ 166.

وحدَّث عن أبي بكر النَّهْشَلي، وفُضيل بن مرزوق، وشَبيب بن شَيبة، وحمّاد بن سَلَمة، وعبد العزيز الماجَشُون، وخلق. وعنه: ابنُه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحَرْبي، وتَمْتام، وبشرُ بنُ موسى، وغيرُهم. ولم يسمع منه البخاري. وثَّقه ابنُ مَعين. وقال أبو حاتم: صدوق (¬1). وقال ابنُ حِبَّان: مستقيمُ الحديث (¬2). وفي تفسير "الفتح" من البخاري (¬3): حدَّثنا عبدُ الله، حدَّثنا عبدُ العزيز بن أبي سلمة ... فقال غيرُ واحد: عبدُ اللَّه هو ابنُ صالح العِجْلي. وقال أبو علي بنُ السَّكن: هو القَعْنَبي. وقال أبو مسعود في "الأطراف": هو ابنُ رجاء. وقال أبو علي الغَسّاني وغيرُه: هو كاتبُ اللَّيث، وهو الصَّحيح لوجوهٍ مذكورةٍ في غير هذا الموضع. يقال: توفي العِجْليُّ سنةَ إحدى عشرة ومئتين. والأَشبهُ سنةَ إحدى وعشرين، (¬4) واللهُ أعلم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 86. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 695. (¬3) 8/ 449. (¬4) انظر لزامًا "سير أعلام النبلاء" 10/ 404 - 405.

374 - زكريا بن عدي

374 - زكريّا بن عَدِي * (خ، م، ت، س، ق) ابن الصَّلْت بن بِسْطام، الحافظُ، العبدُ الصّالح، أبو يَحْيى التيمي مولاهم الكوفي، نزيل بغداد، ولاؤه لبني تيم الله. كان أبوه نَضرانيًّا -وقيل يَهُوديًّا- فأسلم، وهو أخو يوسف بن عَدي نزيل مصر. حدَّث عن: حمّاد بن زيد، وشَريك القاضي، وأبي المليح الرَّقِّي، وابن المبارك، ويزيدَ بنِ زُرَيع، وجعفر بن سُليمان، وطبقتهم بالعراق والجزيرة. وعنه: البخاري خارج "صحيحه"، وابنُ راهويه، والدَّارمي، ومُعاوية بنُ صالح الأشعري، وعبّاس الدُّوري، وعبدٌ بنُ حُميد، وخلق. وحديثُه في الكتب سوى سنن أبي داود. وكان أحد الأثبات. استخفَّ بأمره أبو نُعيم فقال: ما له وللحديث؟ ! ذاك بالتَّوراة أعلم (¬1). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 407، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 424، ثقات العجلي: ص 165، الجرح والتعديل: 3/ 600، ثقات ابن حبان: 8/ 253، تاريخ بغداد: 8/ 455، تهذيب الكمال: ورقة 431، سير أعلام النبلاء: 10/ 442 - 445، العبر: 1/ 362، تذهيب التهذيب: 1/ 237 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 395، الكاشف: 1/ 252، تهذيب التهذيب: 3/ 331، طبقات الحفاظ: ص 169، خلاصة تذهيب الكمال: ص 122، شذرات الذهب: 2/ 28. (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 455.

وقال ابنُ مَعين: لا بأس به (¬1). وكان أبوه يهوديًّا فأسلمَ. وقال العِجْلي: زكريًا ثقة، أرفعُ من أخيه يوسف، كان متقشِّفًا، حسنَ الهَيئة، له نفس (¬2). وقال ابنُ خِراش: ثقةٌ، جليلٌ، وَرع (¬3). وقال ابنُ سعد: ثقةٌ، صالح، كثيرُ الحديث. مات سنة إحدى عشرة ومئتين (¬4). وقال المنذرُ بنُ شاذان: ما رأيتُ أحفظَ من زكريّا بنِ عَدي، جاءه أحمدُ ويحيى فقالا: أَخرج إلينا كتابَ عُبيد اللَّه بن عَمْرو، فقال: ما تصنعونَ به؟ ! خذوا حتّى أُمليَ عليكم كلّه. قال: وكان يحدِّث عن عدَّةٍ من أصحاب الْأَعمش، فيميِّزُ ألفاظَهُم (¬5). وقيل: إنَّ زكريا لما احتُضِرَ قال: اللهمَّ إنِّي إليك مشتاق. قال إسماعيلُ بنُ أبي الحارث، وأبو بكر بنُ خلف: مات ليومين مَضَيَا من جمادى الآخرة سنةَ اثنتي عشرة ومئتين (¬6). رحمهُ الله تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 455. (¬2) ثقات العجلي: ص 165. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 456. (¬4) طبقات ابن سعد: 6/ 407. (¬5) الجرح والتعديل: 3/ 600. (¬6) تاريخ بغداد: 8/ 456.

375 - أبو النعمان

375 - أبو النُّعمان * (ع) محمد بنُ الفضل السَّدوسيُّ البصري، الحافظُ الثَّبت، عارِم. روى عن: جَرير بن حازم، والحمّادَين، ومحمد بن راشد المكحولي، وجماعة. وعنه: البخاري، وعبدٌ، وأبو زُرْعة، وابنُ وارَة، ويعقوب الفسوي، وخلق. قال ابنُ وارة: حدَّثنا عارمٌ الصدوقُ الأمين (¬1). وقال أبو حاتم: إذا حدَّثك عارمٌ فاختِم عليه، عارمُ لا يتأخَّر عن عفَّان. وكان سليمانُ بنُ حرب يقدَّم عارِمًا على نفسِه. ثم قال أبو حاتم: اختلطَ عارمٌ في آخر عمره، وزال عقلُه (¬2). وقال بعضهم: ما رأيتُ أحسنَ صلاة من عارم، وهو أخشعُ مَنْ رأيت (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 305، طبقات خليفة: ت 1947، تاريخ خليفة: 478، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 208، التاريخ الصغير: 2/ 351، ثقات العجلي: ص 411، المعارف: ص 522، ضعفاء العقيلي: 4/ 121، الجرح والتعديل: 8/ 58، المجروحين والضعفاء: 2/ 294، أنساب السمعاني: 7/ 59، المعجم المشتمل: ص 268، تهذيب الكمال: ورقة 1257، سير أعلام النبلاء: 10/ 265 - 270، العبر: 1/ 392، ميزان الاعتدال: 4/ 7، تذكرة الحفاظ: 1/ 410، الكاشف: 3/ 79، تهذيب التهذيب: 9/ 402، طبقات الحفاظ: ص 170، خلاصة تذهيب الكمال: ص 356، شذرات الذهب: 2/ 55. (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 58. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 58 - 59. (¬3) انظر "ميزان الاعتدال": 4/ 9.

376 - محمد بن عيسى

وقال الدّارقطني: لم يظهرْ له بعدَ اختلاطِهِ شيءٌ منكر (¬1). مات في صفر سنةَ أربع وعشرين ومئتين. رحمهُ اللَّهُ تعالى. 376 - محمد بنُ عيسى * (د، س، ق) ابن الطَّباع، الحافظ الكبير، أبو جعفر البغدادي، نزيلُ أَذَنَة (¬2). روى عن: مالك، وجُوَيرية بن أسماء، وشَريك، وحمّاد بن زيد، وعدّة. وعنه: أبو داود، وأبو حاتم، وعبد الكريم الدَّيرعاقُولي، وخلق. قال أبو حاتم: ثقةٌ، [مأمون، ما رأيت من المحدثين أحفظَ للأبواب منه (¬3). وقال، أبو داود: كان محمد] (¬4) يتفقَّه، وكان يحفظُ نحوًا من أربعين ألف حديث (¬5). ¬

_ (¬1) انظر "ميزان الاعتدال": 4/ 8. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 203، الجرح والتعديل: 8/ 38، تاريخ بغداد: 2/ 395، أنساب السمعاني: 8/ 196، تاريخ دمشق لابن عساكر: 15/ 426، المعجم المشتمل: ص 266، اللباب: 2/ 272، تهذيب الكمال: ورقة 1255، العبر: 1/ 392، تذكرة الحفاظ: 1/ 411، الكاشف: 3/ 77، تهذيب التهذيب: 2/ 399، طبقات الحفاظ: ص 170، خلاصة تذهيب الكمال: ص 355، شذرات الذهب: 2/ 55. (¬2) أذنة: بلدة من الثغور، من مشاهير البلدان بساحل الشام، محمد طرسوس. (¬3) الجرح والتعديل: 8/ 39. (¬4) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة" وغيرها. (¬5) تاريخ بغداد: 2/ 396.

377 - أبو غسان

وقال النسائي: ثقة (¬1). وقال الأثرم: قال أحمد بنُ حنبل: إنَّ ابنَ الطَّباع لثبتٌ، كيِّس - يعني: محمد بن عيسى (¬2). وقال البخاري: سمعتُ عليًّا قال: سمعتُ عبد الرحمن ويحيى يسألان ابن الطَّباع عن حديث هُشَيم، وما أعلمُ أحدًا أعلمَ به منه (¬3). مات سنة أربعٍ وعشرين ومئتين، وهو في عشر الثَّمانين. رحمهُ الله تعالى. 377 - أبو غسَّان * (ع) الحافظُ الثِّقة، مالك بنُ إسماعيل النَّهْدي مولاهم الكوفي. سمع: إسرائيل، وفُضيل بن مَرْزوق، وعبدَ العزيز الماجِشون، وأسباط بن نصر، ووَرْقاء، وطبقتَهُمْ فأكثر. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد 2/ 396. (¬2) تاريخ بغداد: 2/ 395. (¬3) تاريخ البخاري الكبير: 1/ 203. * تاريخ ابن معين: 2/ 543، طبقات ابن سعد: 6/ 404، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 315، التاريخ الصغير: 2/ 339، ثقات العجلي: ص 417، الجرح والتعديل: 8/ 206، الكامل لابن عدي: 6/ 203، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 481، أنساب السمعاني: 12/ 171، المعجم المشتمل: ص 284، تهذيب الكمال: ورقة 1296، سير أعلام النبلاء: 10/ 430 - 432، تذكرة الحفاظ: 1/ 402، العبر: 1/ 378، الكاشف: 3/ 99، تذهيب التهذيب: 4/ 14 / ب، ميزان الاعتدال: 3/ 424، تهذيب التهذيب: 10/ 3، طبقات الحفاظ: ص 171، خلاصة تذهيب الكمال: ص 366، شذرات الذهب: 2/ 46.

وعنه: البخاري، وعبَّاس الدُّوري، وابنُ مُلاعِب، وأَبَوا زُرْعة، وخلق. قال ابنُ مَعين لأحمد بن حنبل: إنْ سرَّكَ أنْ تكتبَ عن رجلٍ ليس في قلبِكَ منه، فاكتُبْ عن أبي غسَّان (¬1). وقال أبو حاتم: قال ابنُ مَعين: ليسَ بالكوفة أتقن منه (¬2). وقال يعقوبُ بنُ شَيبة: ثقةٌ متثبِّت، صحيحُ الكتاب، من العابدين (¬3). وقال ابنُ نُمير: أبو غسَّان من أئمَّة المحدِّثين (¬4). وقال أبو حاتم: لم أر بالكوفة أتقن منه، لا أبو نُعيم ولا غيره، وكنت إذا نظرت إليه كأنَّه خرجَ من قبر. وكان له فضلٌ وعبادةٌ واستقامة (¬5). وقال أبو داود: جيِّدُ الأخذ (¬6)، شديدُ التشيُّع. قال ابن سعد: ماتَ سنة تسع عشرة ومئتين (¬7). رحمهُ الله تعالى. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1297. (¬2) الجرح والتعديل: 8/ 206. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1297. (¬4) الجرح والتعديل: 8/ 206. (¬5) الجرح والتعديل: 8/ 207. (¬6) تهذيب الكمال: ورقة 1297.وانظر ما قاله الذهبي ونقله عن وصفه بالتشيع في "السير" 10/ 432. (¬7) طبقات ابن سعد: 6/ 405.

378 - حجاج بن منهال

378 - حَجّاج بنُ مِنْهَال * (ع) الحافظُ الثِّقة، أبو محمد البصريُّ الْأَنْماطي (¬1). روى عن: شُعبة، وقُرَّة بن خالد، ويزيد بن إبراهيم، وهمّام، وعبد العزيز الماجَشون، وجماعة. وعنه: البخاري، وأحمدُ بنُ الفُرات، وعبدٌ، والدّارمي، والذُّهلي، وإسماعيل القاضي، وأبو مُسْلم الكَجِّي، وخلق. قال أبو حاتم: ثقة فاضل (¬2). وقال العِجْلي: ثقة، رجلٌ صالح. وكان سِمْسارًا يأخذُ من كلِّ دينارٍ حبَّة (¬3). وقال كُرْدوس: كان صاحبَ سنَّة يُظْهِرها (¬4). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 301، طبقات خليفة: ت 1943، تاريخ خليفة: 475، العلل لأحمد: 353، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 380، التاريخ الصغير: 2/ 338، ثقات العجلي: ص 109، الجرح والتعديل: 3/ 166، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 99، المعجم المشتمل: ص 94، تهذيب الكمال: 5/ 457 - 459 (طبقة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 10/ 352 - 354، العبر: 1/ 371، تذهيب التهذيب: 1/ 123 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 403، الكاشف: 1/ 149، تهذيب التهذيب: 2/ 206، طبقات الحفاظ: ص 171، خلاصة تذهيب الكمال: ص 72، شذرات الذهب: 2/ 38. (¬1) الأنماطي: نسبة إلى بيع الأنماط، وهي الفرش التي تبسط. "الأنساب" 1/ 376. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 167. (¬3) ثقات العجلي: ص 109. (¬4) تهذيب الكمال: 5/ 459، وكردوس: لقب أبي الحسين خلف بن محمد بن عيسى الواسطي الخشاب، الثقة، المتوفى بواسط سنة أربع وسبعين ومئتين. ترجمته في "تاريخ بغداد" 8/ 330.

379 - عبد الله بن رجاء

قال البخاري: مات في شوال سنةَ سبع عشرة ومئتين (¬1). رحمهُ الله تعالى. 379 - عبدُ اللَّهِ بنُ رَجَاء * (خ، س، ق) الحافظ، أبو عَمْرو الغُذانيُّ (¬2) البصري. روى عن: شُعبة، وعاصم بن محمد العُمَري، وعكرمةَ بنِ عمَّار، وإسرائيل، وعدّة. وعنه: البخاري، وإبراهيم الحَرْبي، وأبو بكر الْأَثْرم، وأبو مُسْلم الكَجِّي، وعثمانُ بنُ عمر الضَّبِّي، وأبو خليفة، وخلق. وروى البخاري أيضًا عن رجلٍ عنه. قال أبو حاتم: ثقةٌ رضىً (¬3). ¬

_ (¬1) التاريخ الكبير: 2/ 380. * طبقات خليفة: ت 1961، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 91، ثقات العجلي: ص 256، الجرح والتعديل: 5/ 55، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 267، المعجم المشتمل: ص 153، تهذيب الكمال: ورقة 681، سير أعلام النبلاء: 10/ 376 - 379، تذهيب التهذيب: 2/ 143، ميزان الاعتدال: 2/ 421، المغني في الضعفاء: 2/ 338، العبر: 1/ 380، تذكرة الحفاظ: 1/ 404، الكاشف: 1/ 76، دول الإسلام: 1/ 133، تهذيب التهذيب: 5/ 209، خلاصة تذهيب الكمال: ص 197، شذرات الذهب: 2/ 47. (¬2) الغداني: نسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم. "الأنساب" 9/ 127. (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 55.

380 - عبد الله بن يوسف

وقال ابنُ المَديني: أجمعَ أهلُ البصرة على عدالةِ رجلَين: أبي عمر الحَوْضي، وابن رجاء (¬1). وقال الفلّاس: صدوقٌ، كثيرُ الغَلَطِ والتَّصحيف (¬2). مات في آخر يوم من سنة تسع عشرة ومئتين. رحمهُ الله. 380 - عبدُ اللهِ بن يوسف * (خ، د، ت، س) الحافظُ الثَّبت، أبو محمد الكَلاعيُّ الدِّمشقيُّ ثم التِّنِّيسي. روى عن: سعيد بنِ عبد العزيز، وعبد الرّحمن بن يزيدَ بن جابر، ومالك، واللَّيث، والطَّبقة. وعنه: البخاري، وأبو حاتم، والذُّهلي، ويحيى بنُ عثمان بن صالح، وبكرُ بنُ سَهْل الدِّمْياطي، ويوسفُ بن يزيد القَراطيسي، وخلق. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 680، وستأتي ترجمة الحوضي برقم (381). (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 55. * تاريخ البخاري الكبير: 5/ 233، التاريخ الصغير: 2/ 338، ثقات العجلي: ص 284، الجرح والتعديل: 5/ 205، الكامل لابن عدي: 4/ 1521، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 268، أنساب السمعاني: 3/ 96، تاريخ دمشق لابن عساكر: 29/ 186، المعجم المشتمل: ص 163، تهذيب الكمال: ورقة 759، سير أعلام النبلاء: 10/ 357 - 358، العبر: 1/ 373، ميزان الاعتدال: 2/ 528، تذهيب التهذيب: 2/ 196 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 404، الكاشف: 2/ 129، تهذيب التهذيب: 6/ 86، طبقات الحفاظ: ص 172، حسن المحاضرة: 1/ 346، خلاصة تذهيب الكمال: ص 219، شذرات الذهب: 2/ 44.

381 - أبو عمر الحوضي

قال ابنُ مَعين: هو والقَعْنبيُّ أثبتُ النّاس في "الموطأ". وقال: ما بقيَ أوثقُ في "الموطأ" من ابن بوسف (¬1). وقال البخاري: كان من أثبتِ الشَّاميِّين (¬2). وقال أبو حاتم: ثقة (¬3). مات سنةَ ثماني عشرة ومئتين. رحمهُ اللهُ تعالى. 381 - أبو عُمر الحَوْضي * (خ، د، س) الحافظُ الثِّقة، حفصُ بنُ عمر بن الحارث بن سَخْبَرة الأزديُّ البصري، من ولد النَّمِر بن غَيمان. روى عن: هشام الدَّسْتُوائي، وأبي حُرَّة واصل، وشُعبة، ومحمد بن راشد المكْحولي، ويزيد بن إبراهيم، وعدّة. وعنه: البخاري، وأبو داود، وابنُ الفُرات، والكَجِّي، وإسماعيلُ ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 759. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 205. * طبقات ابن سعد: 7/ 306، العلل لأحمد: 189، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 366، التاريخ الصغير: 2/ 352، الجرح والتعديل: 3/ 182، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 93، أنساب السمعاني: 4/ 271، المعجم المشتمل: ص 108، اللباب: 1/ 401، 402، تهذيب الكمال: ورقة 304، سير أعلام النبلاء: 10/ 354 - 356، العبر: 1/ 393، ميزان الاعتدال: 1/ 566، تذهيب التهذيب: 1 /، 162، تذكرة الحفاظ: 5/ 401، الكاشف: 1/ 178، تهذيب التهذيب: 2/ 405، طبقات الحفاظ: ص 172، خلاصة تذهيب الكمال: ص 87، شذرات الذهب: 2/ 56.

382 - أبو الجماهر

القاضي، وعبدُ اللَّهِ بنُ أحمد الدَّورقي، وابن الضُّرَيس، وأبو خَلِيفة، وخلق. قال أبو طالب - عن أحمد بن حنبل: ثبتٌ متقِن، لا يُؤخذُ عليه حرفٌ واحد (¬1). وقال عُبيدُ اللَّهِ بنُ جرير: متقِن، صاحبُ كتاب (¬2). وقال أبو حاتم: صدوقٌ متقِن، أعرابيٌّ فصيح (¬3). مات سنةَ خمسٍ وعشرين ومئتين. رحمهُ الله تعالى. 382 - أبو الجُمَاهِر * (د، ق) الحافظ، محدِّث دمشق، محمد بنُ عثمان التَّنوخيُّ الكَفرسوسي (¬4)، ويُكنى أبا عبد الرحمن، وأبو الجُماهر: كاللَّقب له. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 3/ 182. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 305. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 182. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 181، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 283 وغيرها: الجرح والتعديل: 8/ 25، تاريخ دمشق لابن عساكر: 15/ 332 / ب، المعجم المشتمل: ص 261، معجم البلدان: 4/ 469، تهذيب الكمال: ورقة 1241، سير أعلام النبلاء: 10/ 448 - 449، العبر: 1/ 392، تذهيب التهذيب: 3/ 231، تذكرة الحفاظ: 1/ 407، الكاشف: 3/ 68، تهذيب التهذيب: 9/ 339، طبقات الحفاظ: ص 173، خلاصة تذهيب الكمال: ص 351، شذرات الذهب: 2/ 55. (¬4) الكفرسوسي: نسبة إلى (كفرسوسة) قرية من غوطة دمشق. "معجم البلدان" 4/ 469.

383 - خالد بن مخلد

سمع: سعيد بنَ بَشير، وخُلَيد بن دَعْلَج، وسعيدَ بنَ عبد العزيز، وسُليمان بن بلال، وطبقتهم. وعنه: أبو داود، وأَبَوا زُرْعة، وعثمان الدّارمي، وأحمدُ بنُ إبراهيم البُسْري، وخلق. قال أبو حاتم: ثقة (¬1). وقال عثمان الدّارمي: كان أوثقَ مَنْ لقِينا بدمشق، ورأيتُ أهلَ بلده مجمعين على صلاحِه، ورأيتُهُم يقدِّمونه على هشام، وعلى أبي أيّوب - يعني: سليمان بن عبد الرحمن (¬2). عاش بضعًا وثمانين سنة. وقال أبو زُرْعة: مات سنةَ أربعٍ ومئتين (¬3). رحمهُ الله تعالى. 383 - خالدُ بنُ مَخْلَد * (خ، م، ت، س، ق) الإمام المحدِّث، أبو الهَيثم القَطَوانيُّ الكوفي. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 25. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1241. (¬3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 283. * طبقات ابن سعد: 6/ 406، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 174، التاريخ الصغير: 2/ 331، ثقات العجلي: ص 141، ضعفاء العقيلي: 2/ 15، الجرح والتعديل: 3/ 354، ثقات ابن حبان: 8/ 224، الكامل لابن عدي: 3/ 906، أنساب السمعاني: 10/ 197، المعجم المشتمل: ص 114، معجم البلدان: 4/ 375، اللباب: 3/ 47، تهذيب الكمال: ورقة 364، سير أعلام النبلاء: 10/ 217 - 219، العبر: 1/ 364، ميزان الاعتدال: 1/ 640، تذهيب التهذيب: 1/ 192، تذكرة الحفاظ: 1/ 406، الكاشف: 1/ 208، تهذيب التهذيب: 3/ 116، طبقات الحفاظ: ص 173، خلاصة تذهيب الكمال: ص 102، شذرات الذهب: 2/ 29.

384 - الوحاظي

سمع: مالكًا، وسُليمان بنَ بلال، وعليّ بن صالح بن حيٌ، وأبا الغُصْن ثابتَ بنَ قيس، ونافع بنَ أبي نُعيم، وعدَّة. وعنه: البخاري، والدّارمي، وعبدٌ، وأبو أميَّة الطَّرَمُوسي، وغيرهم حتى إن عبيدَ الله بنَ موسى قد روى عنه. قال أحمد: له أحاديثُ مناكير (¬1). وقال ابنُ مَعين: ما به بأس (¬2). وقال أبو داود: صدوق، ولكنَّه يتشيَّع (¬3). وقال ابن عدي: هو من المكثرين في محدِّثي أهل الكوفة، وهو عندي -إن شاء الله- لا بأس به (¬4). قال مطيَّن: مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (¬5). رحمهُ الله تعالى. 384 - الوُحَاظِي * (خ، م، د، ت، ق) الإمام الحافظ، عالم الشّام، أبو زكريّا، يحيى بنُ صالح الحِمْصي الفقيه، ويكنى -أيضًا- أبا صالح. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 3/ 354. (¬2) تاريخ الدارمي عن ابن معين: ص 105. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 364. (¬4) الكامل لابن عدي: 3/ 906 - 907. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 364. * طبقات ابن سعد: 7/ 473، العلل لأحمد: 187، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 282، التاريخ الصغير: 2/ 346، المعرفة والتاريخ: 1/ 206 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 284 وانظر الفهرس، ضعفاء العقيلي: 3/ 408، الجرح والتعديل: =

روى عن عُفير بن مَعْدان، وسعيد بن عبد العزيز، وفُلَيح بن سُلَيمان، ومالك، ومعاوية بن سَلَام، وعدَّة. وعنه: البخاري، والذُّهلي، وأبو حاتم، وعثمان الدّارمي، وعبد الرحمن بنُ القاسم بن الروّاس، وخلائق. قال ابنُ مَعين: ثقة (¬1). وقال أبو عَوَانة: حسنُ الحديث، صاحبُ رأي، وكان عديل محمد بن الحسن الفقيه إلى مكَّة (¬2). وقال أحمدُ بنُ صالح: حدَّثنا يحيى بنُ صالح بثلاثةَ عشرَ حديثًا عن مالك، ما وجدناها عند غيره (¬3). وقد وثَّقه غيرُ واحد. وتُكُلِّم فيه لأجل بِدعة. ¬

_ = 9/ 158، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 562، طبقات الحنابلة: 1/ 402، أنساب السمعاني: 12/ 224، تاريخ دمشق لابن عساكر: 12/ 288/ 1، المعجم المشتمل: ص 319، اللباب: 3/ 354، تهذيب الكمال: ورقة 1506، سير أعلام النبلاء: 10/ 453 - 456، العبر: 1/ 385، ميزان الاعتدال: 4/ 386، تذهيب التهذيب: 4/ 157، تذكرة الحفاظ: 1/ 408، الكاشف: 3/ 227، تهذيب التهذيب: 11/ 229، مقدمة فتح الباري: 452، طبقات الحفاظ: ص 173، خلاصة تذهيب الكمال: ص 425، شذرات الذهب: 2/ 50، تاريخ التراث العربي: 1/ 151. (¬1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 462. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1507، وقوله: كان عديل محمد بن الحسن، يعني: كان رفيقه في المحمل، ففي "اللسان": عدل الرجل في المحمل وعادله: ركب معه. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1507.

385 - عبدان

قال العُقَيلي: حمصيٌّ جَهْميٌ (¬1). وقال أحمد بنُ حنبل: كأنّه يميلُ إلى رأي جَهْم. أخبرني إنسانٌ عنه أنَّه قال: لو تركَ أصحابُ الحديث عشرةَ أحاديث، يعني: التي في الرُّؤية (¬2). مات سنة اثنتين وعشرين ومئتين، وقد نيَّف على الثّمانين. 385 - عَبْدَان * (خ، م، د، ت، س) الحافظ، أبو عبد الرّحمن، عبدُ اللَّهِ بنُ عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوِّاد. روى عن شُعبةَ أحاديث، وعن: أبي حمزة السُّكَّري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وعدَّة. وعنه: البخاري، والذُّهلي، ويعقوب الفسوي، وعبيدُ اللهِ بنُ واصل. قال أحمدُ بنُ عَبْدَة الآمُلي: تصدَّقَ عَبْدان في حياتِهِ بألف ألف درهم (¬3). ¬

_ (¬1) ضعفاء العقيلي: 3/ 408، وقد تقدم تعريف الجهمية في ترجمة إبراهيم بن طهمان. (¬2) العلل لأحمد: 187، وانظر "ضعفاء العقيلي": 3/ 408. * تاريخ البخاري الصغير: 2/ 345، الجرح والتعديل: 5/ 113، المعجم المشتمل: ص 157، تهذيب الكمال: ورقة 710، سير أعلام النبلاء: 10/ 270 - 272، العبر: 1/ 382، الكاشف: 2/ 96، تذهيب التهذيب: 2/ 165، تذكرة الحفاظ: 1/ 401، دول الإسلام: 1/ 134، تهذيب التهذيب: 5/ 313، طبقات الحفاظ: ص 173، خلاصة تذهيب الكمال: ص 206، شذرات الذهب: 2/ 49. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 710.

386 - عاصم بن علي

مات في شعبان سنةَ إحدى وعشرين ومئتين. 386 - عاصمُ بنُ علي * (خ، ت، ق) ابن عاصم بن صُهيب، الإمامُ الحافظُ الثِّقة، أبو الحسين التَّيميُّ مولاهم الواسِطي. سمع: أباه، وابنَ أبي ذِئب، وعكرمةَ بنَ عمّار، وعاصمَ بنَ محمد العُمَري، وشُعبة، والمسعودي، وطبقتَهُم. وعنه: البخاري، وأحمد بنُ حنبل، وإبراهيم الحَرْبي، وأبو حاتم الرّازي، وعلي بنُ عبد العزيز، وعمرُ بنُ حفص السَّدُوسي، وخلائق. قدم بغداد، وأَملَى بها، وتزاحموا عليه. قال أحمد بنُ حنبل: هو صحيحُ الحديث، قليلُ الغَلَط (¬1). وقال أبو حاتم: صدوق (¬2). ¬

_ * طبقات خليفة: ت 3199، العلل لأحمد: 186، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 491، التاريخ الصغير: 2/ 346، ثقات العجلي: ص 242، المعارف: ص 516، ضعفاء العقيلي: 3/ 337، الجرح والتعديل: 6/ 348، الكامل لابن عدي: 5/ 1875، تاريخ بغداد: 12/ 247، تهذيب الكمال: ورقة 635، سير أعلام النبلاء: 9/ 262 - 265، ميزان الاعتدال: 2/ 354، الكاشف: 2/ 46، العبر: 1/ 382، تذهيب التهذيب: 2/ 111 / ب، تذكرة الحفاظ: 1/ 397، شرح العلل لابن رجب: 2/ 788، تهذيب التهذيب: 5/ 49، مقدمة فتح الباري: 410، طبقات الحفاظ: ص 174، خلاصة تذهيب الكمال: ص 182، شذرات الذهب: 2/ 48. (¬1) انظر "تاريخ بغداد" 12/ 250. (¬2) الجرح والتعديل: 6/ 348.

387 - أحمد بن عبد الله بن يونس

وقال أبو الحسين بنُ المنادي: كان مجلسُه يُحزرُ بأكثر من مئةِ ألف إنسان، وكان يَستملي عليه هارون مُكْحلة (¬1). وعن أحمد بن عيسى قال: أُتيتُ في منامي، فقيلَ لي: عليكَ بمجلسِ عاصم، فإنَّه غيظٌ لأهل الكفر (¬2). وكان عاصمٌ ممَّن ذبَّ عن السُّنَّة في محنة القرآن. تفرد عن شُعبة بثلاثة أحاديث تُستنكر، ذكرَها ابنُ عديٍّ ثم قال: ولم أرَ بحديثه بأسًا (¬3). مات في رجب سنةَ إحدى وعشرين ومئتين. رحمهُ الله تعالى. 387 - أحمدُ بنُ عبد اللَّه بنِ يونس * (ع) الحافظ، أبو عبد الله اليَرْبوعيُّ الكوفي. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 247 - 248، وهارون مكحلة: هو أبو سفيان، هارون بن سفيان بن راشد، المستملي البغدادي. ترجمته في "تاريخ بغداد" 14/ 24. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 248. (¬3) الكامل لابن عدي: 5/ 1875 - 1876. * طبقات ابن سعد: 6/ 405، طبقات خليفة: ت 1338، تاريخ خليفة: 478، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 5، التاريخ الصغير: 2/ 355، ثقات العجلي: ص 48، الجرح والتعديل: 2/ 57، الجمع بن رجال الصحيحين: 1/ 5، أنساب السمعاني: 12/ 395، المعجم المشتمل: ص 51، تهذيب الكمال: 1/ 375 - 378 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 457 - 459، العبر: 1/ 398، تذهيب التهذيب: =

ولد سنة 132. وسمع من: سُفيان، وإسرائيل، وعاصم بن محمد العُمَري، وعبد العزيز الماجَشون. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وتَمْتام، وأبو حَصين الوادعي، وخلائق. قال أبو داود: نهاني أحمدُ بنُ يونس أن أصلِّيَ خلفَ مَنْ يقول: القرآنُ مخلوق. وقال: هؤلاء كفّار (¬1). قال الفضلُ بنُ زياد: سمعتُ أحمد بنَ حنبل يقول لرجل: ارحلْ إلى أحمد بن يونس، فإنَّه شيخُ الإسلام (¬2). وقال أبو حاتم: كان ثقةً متقنًا (¬3). قال البخاري: مات في ربيع الآخر سنةَ سبعٍ وعشرين ومئتين (¬4) رحمة اللهُ تعالى. ¬

_ = 1/ 16 / ب، طبقات الحفاظ: 1/ 400، الكاشف: 1/ 22، تهذيب التهذيب: 1/ 50، طبقات الحفاظ: ص 174، خلاصة تذهيب الكمال: ص 8، شذرات الذهب: 2/ 59. (¬1) سير أعلام النبلاء: 10/ 458. (¬2) تهذيب الكمال: 1/ 377. (¬3) الجرح والتعديل: 2/ 57. (¬4) التاريخ الكبير: 2/ 5.

388 - إسماعيل بن أبي أويس

388 - إسماعيل بنُ أبي أوَيسّ (خ، م، د، ت، ق) الحافظ، محدِّث المدينة، أبو عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أُوَيس بن مالك بن أبي عامر الأَصْبَحيُّ (¬1) المدني. قرأ القرآنَ على نافع الإمام، فكان بقيَّةَ أصحابِه. وحملَ عن: خالِهِ مالك بن أنس، وعبد العزيز الماجَشون، وسُليمان بن بلال، وسَلَمَةَ بن وَرْدان، وخلق. روى عنه: الشيخان، ومحمد بنُ نصر الصّائغ، وعليُّ بنُ جَبَلة الأَصْبهاني، وأبو محمد الدّارمي، والحسنُ بنُ علي السُّرِّي، وخلق. قال أحمد: لا بأسَ به (¬2). وكذلك قال ابنُ مَعين في رواية عنه. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 364، التاريخ الصغير: 2/ 354، الضعفاء والمتروكين: ص 18، ضعفاء العقيلي: 1/ 87، الجرح والتعديل: 2/ 180، الكامل لابن عدي: 1/ 317، طبقات الشيرازي: ص 149، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 25، ترتيب المدارك: 1/ 369، المعجم المشتمل: ص 81، تهذيب الكمال: 3/ 124 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 391 - 395، تذهيب التهذيب: 1/ 64، تذكرة الحفاظ: 1/ 409، العبر: 1/ 396، ميزان الاعتدال 1/ 222، المغني في الضعفاء: 1/ 79، الكاشف: 1/ 75، الديباج المذهب: 1/ 281، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 162، تهذيب التهذيب: 1/ 310، مقدمة فتح الباري: 388، طبقات الحفاظ: ص 175، خلاصة تذهيب الكمال: ص 35، شذرات الذهب: 2/ 58، شجرة النور الزكية: 1/ 56. (¬1) الأصبحي: نسبة إلى (أصبح) واسمه: الحارث بن عوف بن مالك بن زيد بن سداد بن زرعة، وهو من يعرب بن قحطان. "أنساب السمعاني" 1/ 287. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 181.

389 - علي بن الجعد

وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق، وكان مغفَّلًا (¬1). وقال النَّسائي: ضعيف (¬2). وقال مرَّةً: ليس بثقة. وقال الدّارقطني: لا أختاره في الصَّحيح (¬3). وقال ابنُ عدي: روى عن خالهِ مالك أحاديثَ غرائب لا يُتابعُهُ أحدٌ عليها (¬4). وقد حدَّث عنه الناس، وأَثنى عليه ابنُ مَعين، وأحمد، والبخاريُّ يحدِّث عنه الكثير. مات سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين، وله ثمان وثمانون سنة. رحمهُ الله. 389 - عليُّ بنُ الجَعْد * (خ، د) الحافظُ الثَّبتُ المسند، شيخ بغداد، أبو الحسن الهاشميُّ مولاهم الجَوْهري. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 181. (¬2) الضعفاء والمتروكين: ص 18. (¬3) ميزان الاعتدال: 1/ 223. (¬4) الكامل لابن عدي: 1/ 318. * طبقات ابن سعد: 7/ 338، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 266، التاريخ الصغير: 2/ 359، ضعفاء العقيلي: 3/ 224، الجرح والتعديل: 6/ 178، تاريخ بغداد: 11/ 360، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 355، المعجم المشتمل: ص 188، تهذيب الكمال: ورقة 961، سير أعلام النبلاء: 10/ 459 - 468، تذكرة الحفاظ: 1/ 399، الكاشف: 2/ 244، العبر: 1/ 406، تذهيب التهذيب: 3/ 54، ميزان الاعتدال: 3/ 116، تهذيب التهذيب: 7/ 289، مقدمة فتح الباري: 429، طبقات الحفاظ: ص 175، خلاصة تذهيب الكمال: ص 272، شذرات الذهب: 2/ 68، هدية العارفين: 1/ 669، الرسالة المستطرفة: ص 91، تاريخ التراث العربي: 1/ 155.

ولد سنة أربع وثلاتين ومئة (¬1). وحدَّث عن: ابن أبي ذئب، وعاصم بنِ محمد العُمَري، وشُعبة، وحَرِيز بن عثمان، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، وأبو زرْعة، وأبو حاتم، وأبو يَعْلى المَوْصلي، وأبو القاسم البَغَوي، وخلائق. وقد رأى الْأَعْمَش. عن موسى بن داود قال: ما رأيتُ أحفظَ من عليِّ بن الجَعْد، أَملى علينا ابنُ أبي ذئب عشرينَ حديثًا، فحفِظَها وسَرَدَها علينا (¬2). وقال صالح جَزَرَة: سمعتُ خلفَ بنَ سالم يقول: صرتُ أنا وأحمدُ وابنُ مَعين إلى عليِّ بن الجَعْد، فأَخرجَ إلينا كتبَهُ وذهب، ظَنَنَّا أنَّه يتَّخِذُ لنا طعامًا، فلم نجدْ في كُتبه إلّا خطأ واحدًا، فلما فرغنا من الطَّعام قال: هاتوا، فحدَّث بكل شيء كتبناهُ من حِفْظِه (¬3). وقال عبدوس النَّيسابوري: ما أعلمُ أنِّي رأيتُ أحفط من عليِّ بن الجَعْد (¬4). ¬

_ (¬1) أكثر مصادر الترجمة على هذا، لكن ابن سعد نقل في "طبقاته" 7/ 338 عن المترجم قوله: ولدت سنة ست وثلاثين ومئة ... ثم قال ابن سعد: وتوفي ببغداد سنة ثلاثين ومئتين، وكان له يوم توفي ست وتسعون سنة. قلت: كلام ابن سعد فيه اضطراب، إذ لا يكون للمترجم ست وتسعون سنة إلا إذا كانت ولادته سنة أربع وثلاثين ومئة. (¬2) تاريخ بغداد: 11/ 361. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تاريخ بغداد: 11/ 363.

390 - أبو عمر الضرير

وقال أبو حاتم: صدوق، ما كان أحفظَه لحديثِه (¬1). وقال ابنُ مَعين: هو أثبتُ البغداديِّين في شُعبة، وهو صدوق (¬2). وقيل: إنَّه مكثَ ستِّين سنةً يصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا. وكان عالمًا، نبيلًا، متموّلًا، لكن فيه بِدْعة، كان ينالُ من بعض السَّلف كابن عُمر ومُعاوية. وقال: مَنْ قال: القرآنُ مخلوق، لم أُعَنِّفْه. ولمثل هذا ما خرَّج له مسلم في "صحيحه". مات في رجب سنةَ ثلاثين ومئتين. 390 - أبو عمر الضَّرير * (د) الحافظُ العلَّامة، حفصُ بنُ عمر البَصْري. حدَّث عن: حمّاد بن سَلَمة، وجَرِير بن حازم، ومُبارك بن فَضَالة. ولم يَلْقَ شُعبة. روى عنه: أبو داود، وأبو زُرْعة، والكَجِّي، وأبو خَلِيفة، وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق، يحفظُ عامَّةَ حديثِه (¬3). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 178. (¬2) تاريخ بغداد: 11/ 365. * ضعفاء العقيلي: 1/ 275، الجرح والتعديل: 3/ 183، أنساب السمعاني: 8/ 154، المعجم المشتمل: ص 109، تهذيب الكمال: ورقة 306، ميزان الاعتدال: 1/ 565، الكاشف: 1/ 179، تذكرة الحفاظ: 1/ 406، تهذيب التهذيب: 2/ 411، طبقات الحفاظ: ص 175، خلاصة تذهيب الكمال: ص 88، شذرات الذهب: 2/ 48. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 183.

391 - سعيد بن سليمان

وقال ابنُ حِبَّان: كان من العلماء بالفِقه، والْأَخبار، والفرائض، والحساب، والشِّعر، وأيّام العرب. ووُلد أعمى (¬1). قال ابنُ عساكر: مات في شعبان سنةَ عشرين ومئتين، رحمهُ اللَّهُ تعالى. 391 - سعيدُ بنُ سُليمان * (ع) الحافظُ المسند، أبو عثمان الضَّبِّي البزّاز، سَعْدويه الواسِطي. سمع: مبارك بن فَضَالة، وعبدَ العزيز بنَ الماجَشون، وحمّاد بنَ سَلَمة، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، وإبراهيم الحَرْبي، وخلف بنُ عمرو العُكْبَري، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وخلق. قال أبو حاتم: ثقةٌ مأمون، لعلّه أوثقُ من عفَّان (¬2). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 306. * طبقات ابن سعد: 7/ 340، العلل لأحمد: 140، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 481، التاريخ الصغير: 2/ 352، ثقات العجلي: ص 185، الجرح والتعديل: 4/ 26، تاريخ بغداد: 9/ 84، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 165، المعجم المشتمل: ص 127، تاريخ واسط: 215، تهذيب الكمال: ورقة 493، سير أعلام النبلاء: 10/ 481 - 483، ميزان الاعتدال: 2/ 141، العبر: 1/ 394، تذهيب التهذيب: 2/ 21، تذكرة الحفاظ: 1/ 398، الكاشف: 1/ 287، تهذيب التهذيب: 4/ 43، مقدمة فتح الباري: 403، النجوم الزاهرة: 2/ 243، طبقات الحفاظ: ص 176، خلاصة تذهيب الكمال: ص 139، شذرات الذهب: 2/ 56. (¬2) الجرح والتعديل: 4/ 26.

392 - داود بن يحيى

وقال ابنُ سعد: ثقة، كثير الحديث (¬1). ولما دُعي سَعْدويه للمِحْنة قال لغلامِهِ لمّا خرج من دار الأمير: يا غلام، قدِّم الحمارَ فإنَّ مولاكَ كَفَر (¬2). وقال صالح جَزَرَة: سمعت سعدويه -وقيل له: لِمَ لا تقول: حدَّثنا- فقال: كلُّ شيءٍ أحدِّثكم به فقد سمعتُه، ما دلَّسْتُ حديثًا قطٌ، ليتَني أحدِّث بماقد سمعت. وسمعتُه يقول: حججتُ ستِّين حجَّة (¬3). وقد قيل: إنَّه رأى في أولاهن معاويةَ بنَ صالح (¬4) بمكَّة، ولم يسمعْ منه. مات في ذي الحجّة سنةَ خمسٍ وعشرين ومئتين. رحمة اللَّهُ تعالى. 392 - داود بنُ يحيى * ابن يمان العِجْليُّ الكوفي، من الحفّاظ المبَرِّزين الْأَثبات. طلبَ في حدود السَّبعين ومئة. وحدَّث عن أبيه وغيرِه. ¬

_ (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 340. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 86. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تقدمت ترجمته برقم (161). * الجرح والتعديل: 3/ 428، تذكرة الحفاظ: 1/ 363، طبقات الحفاظ: ص 177، شذرات الذهب: 2/ 6. وانظر "سير أعلام النبلاء" 8/ 357 ضمن ترجمة والده.

393 - موسى بن إسماعيل

ولم يشتهر لأنَّهُ مات كهلًا. حدَّث عنه رفيقُه معاويةُ بن عَمرو الأزدي. ولو طال عمره لكان له نَبَأ. مات سنة ثلاثٍ ومئتين. رحمهُ الله تعالى. 393 - موسى بن إسماعيل * (ع) الحافظُ الثِّقة، أبو سَلَمة التَّبُوذَكيُّ المِنْقَريُّ مولاهم البصري. سمع من شُعبة حديثًا واحدًا، وسمع من حمّاد بن سَلَمة تصانيفَه، ومن: جرير بن حازم، ويزيدَ بنِ إبراهيم التُّسْتَري، وطبقتهم فأكثر. وعنه: البخاري، وأبو داود، والذُّهلي، وأبو حاتم، وأحمد بنُ أبي خَيثمة، وخلق. قال عبَّاس عن يحيى بن مَعين: ما جلستُ إلى شيخٍ إلَّا هابني أو عَرفَ لي، ما خلا هذا الْأَثرم التَّبُوذكي (¬1). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 306، طبقات خليفة: ت 1952، تاريخ خليفة: 206، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 280، التاريخ الصغير: 2/ 349، ثقات العجلي: ص 443، الجرح والتعديل: 8/ 136، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 484، أنساب السمعاني: 3/ 23، المعجم المشتمل: ص 296، تهذيب الكمال: ورقة 1384، سير أعلام النبلاء: 10/ 360 - 365، تذكرة الحفاظ: 1/ 394، ميزان الاعتدال: 4/ 200، العبر: 1/ 388، تذهيب التهذيب: 4/ 76، الكاشف: 3/ 159، تهذيب التهذيب: 10/ 333، مقدمة فتح الباري: 446، طبقات الحفاظ: ص 176، خلاصة تذهيب الكمال: ص 389، شذرات الذهب: 2/ 52. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1384.

394 - الحميدي

وقال ابنُ المديني: مَنْ لم يكتبْ عن أبي سَلَمة يكتب عن رجلٍ عنه (¬1). وقال أبو حاتم: لا أعلمُ بالبصرة ممَّن أدركنا أحسنَ حديثًا من أبي سَلَمة. وإنَّما سُمِّي التَّبُوذكي لأنَّه اشترى بتَبُوذَك دارًا (¬2). وقال أحمدُ بن زهير: سمعتُه يقول: لا جُزيَ خيرًا مَنْ سَمَّاني تَبُوذكي، أنا مولى بني مِنْقَر، وإنَّما نزل داري قومٌ من تَبُوذك (¬3). مات في رجب سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئتين. رحمهُ الله تعالى. 394 - الحُمَيدي * (خ، د، ت، س) الإمام، أبو بكر، عبدُ الله بنُ الزُّبير القرشيُّ الأسديُّ المكي، الفقيهُ الحافظ، من كبار الأئمَّة. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 136 ولفظه فيه: من لم يكتب عن أبي سلمة كتب عن رجل عنه ضرورة. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1384، وانظر نسبة التبوذكي في "الأنساب" 3/ 23. * تاريخ ابن معين: 2/ 308، طبقات ابن سعد: 5/ 502، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 96، التاريخ الصغير: 2/ 339، الجرح والتعديل: 5/ 56، الانتقاء: 104، طبقات الشيرازي: ص 99، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 265، ترتيب المدارك: 2/ 522، أنساب السمعاني: 4/ 231، المعجم المشتمل: ص 153، اللباب: 1/ 392، تهذيب الكمال: ورقة 682، سير أعلام النبلاء: 10/ 616 - 621، تذهيب التهذيب: 2/ 144 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 413، العبر: 1/ 377، الكاشف: 2/ 77، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 140، طبقات الإسنوي: 1/ 19، البداية والنهاية: 10/ 282، العقد الثمين: 5/ 160، تهذيب التهذيب: 5/ 215، النجوم الزاهرة: 2/ 231، طبقات الحفاظ: ص 178، حسن المحاضرة: 1/ 347، خلاصة تذهيب الكمال: ص 197، طبقات ابن هداية الله: 15، شذرات الذهب: 2/ 45، هدية العارفين: 1/ 439، الرسالة المستطرفة: ص 67.

395 - السوريني

روى عن: ابن عُيَينة، ومسلم بن خالد، وفُضيل بن عِياض، والدَّراوَرْدي، وهو معدود في كبار أصحاب الشّافعي، وكان قد تهيَّأ للجلوس في حلقة الشّافعي بعده، فتعصَّب عليه ابنُ عبد الحكم. روى عنه: البخاري، والذُّهلي، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وبشرُ بنُ موسى، وخلق. قال أحمد بن حنبل: الحُمَيديُّ عندنا إمام (¬1). وقال أبو حاتم: أثبتُ النّاس في سفيان بنِ عُيَينة الحُمَيدي (¬2). وقال الفسوي: ما لقيت أحدًا أنصح للإِسلام وأهله من الحميدي (¬3). توفي بمكَّة سنةَ تسع عشرة ومئتين. رحمهُ اللهُ تعالى. 395 - السُّوريني * الحافظُ البارع، مفيدُ نَيسابور، أبو إسحاق، إبراهيمُ بنُ نصر المُطَّوِّعي. رحلَ وتعب، وصنَّف المسند. سمع: ابنَ المبارك، وجريرَ بنَ عبد الحميد، وأبا بكر بنَ عيّاش، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 682. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 57. (¬3) طبقات الشيرازي: ص 100. * الجرح والتعديل: 2/ 141، أنساب السمعاني: 7/ 186، معجم البلدان: 3/ 279، اللباب: 2/ 153 - وهو فيها جميعًا "السورياني". قال السمعاني: هذه النسبة إلى سوريان، وظني أنها قرية من قرى نيسابور- سير أعلام النبلاء: 10/ 397، تذكرة الحفاظ: 2/ 414، طبقات الحفاظ: ص 180، الرسالة المستطرفة: ص 61.

396 - يحيى بن يحيى

مات في الكهولة فلم ينتشر حديثُه. حدث عنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمدُ بنُ يوسف السُّلَمي. وكان أبو زُرْعة يقدِّمُه في حفظ المسند، ويثْني عليه. استُشْهدَ في سبيل الله في وقعة بابك الخُرَّمي (¬1) التي بالدِّينَوَر في سنةِ عشرين ومئتين. وقيل: قتلَ سنةَ ثلاث عشرة ومئتين. رحمهُ الله. ذكره الحاكم. وذكره ابنُ أبي حاتم (¬2) مختصرًا فقال: إبراهيمُ بنُ نصر السُّورياني النَّيسابوري. روى عن مروان الفَزَاري، والوليد بن القاسم، وعمرو العَنْقزي، وعبد الصَّمد بن عبد الوارث. روى عنه أبو زرعة. 396 - يَحْيى بنُ يَحْيى * (خ، م، ت، س) الإمامُ الحافظ، شيخُ خُراسان، أبو زكريّا التَّميميُّ المِنْقَريُّ النَّيسابوري. ¬

_ (¬1) أخباره مبثوثة في كتب التاريخ. انظر مثلًا "الأخبار الطوال" للدينوري: ص 402 - 404، و"تاريخ الطبري": 9/ 23 - 27، و "سير أعلام النبلاء" 10/ 293 - 297. (¬2) في "الجرح والتعديل": 2/ 141 - 142. * تاريخ البخاري الكبير: 8/ 310، التاريخ الصغير: 2/ 354، الجرح والتعديل: 9/ 197، الجمع بين رجال الصجحين: 2/ 565، أنساب السمعاني: 11/ 503، المعجم المشتمل: ص 323، اللباب: 3/ 264، تهذيب الكمال: ورقة 1527، سير أعلام النبلاء: 10/ 512 - 519، تذكرة الحفاظ: 2/ 415، العبر: 1/ 397، الكاشف: 3/ 237، عيون التواريخ: 8 / لوحة 117، تهذيب التهذيب: 11/ 296، النجوم الزاهرة: 2/ 248، طبقات الحفاظ: ص 178، خلاصة تذهيب الكمال: ص 429، شذرات الذهب: 2/ 59.

قال الحاكم: هو إمامُ عصرِهِ بلا مُدافعَة. ولد سنةَ اثنتين وأربعين ومئة. وسمع من: كثير بن سُلَيم الْأُبُلِّي، ومالك، واللَّيث، وزُهَير بن معاوية، وسُليمان بن بلال، وخارجة بن مصعب، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وإسحاق، والذُّهلي، ومحمد بن أسلم، وداود بن الحسين البَيهقي، وإبراهيم بن علي الذُّهلي، وخلائق. قال ابن راهويه: ما رأيتُ مثلَ يحيى بن يحيى، ولا أظنُّه رأى مثلَ نفسِه (¬1). وقال أحمد بنُ حنبل: ما رأى يحيى بن يحيى مثلَ نفسِه (¬2). وقال أحمد بنُ سَلمة: سمعتُ إسحاق بن راهويه يقول: مات يحيى بن يحيى يوم مات وهو إمامٌ لأهلِ الدُّنيا (¬3). وقال يحيى بن الذهلي: ما رأيت أحدًا أجلَّ ولا أخوفَ لربِّه من يحيى بن يحيى. وعن ابن راهويه قال: ظهر ليحيى بن يحيى نيفٌ وعشرون ألف حديث. وقال الذهلي: لو أشاءُ لقلت: هو رأسُ المحدِّثين في الصِّدق. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1528. (¬2) سير أعلام النبلاء: 10/ 513. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1528.

397 - سعيد بن منصور

وقال عبد الله بن أحمد: سمعتُ أبي يُثْني على يحيى بن يحيى ويقول: ما أخرجتْ خُراسان مثلَه، كنَّا نسمِّيه يحيى الشَّكّاك من كثرة ما كان يشكُّ في الحديث (¬1). ومناقبه كثيرة. مات في صفر سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين. 397 - سعيدُ بنُ مَنْصور * (ع) ابن شعبة. الإمامُ الحافظُ الثَّبت، أبو عثمان المروزي -ويقال: الطّالقاني- ثم البَلْخي المجاور، صاحبُ السُّنن. سمع: مالكًا، وفُليح بن سُليمان، واللَّيث بن سعد، وعُبيد الله بن إياد، وأبا معْشَر، وأبا عَوَانة، وطبقتهم. وعنه: أحمد بنُ حنبل حدَّث عنه وهو حي، ومسلم، والْأَثرم، وأبو داود، وبشرُ بنُ موسى، وأبو شعب الحرّاني، ومحمدُ بنُ علي الصَّائغ، وخلق. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 197. * طبقات ابن سعد: 5/ 502، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 516، التاريخ الصغير: 2/ 358، الجرح والتعديل: 4/ 68، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 170، المعجم المشتمل: ص 129، تهذيب الكمال: ورقة 506، سير أعلام النبلاء: 10/ 586 - 590، تذهيب التهذيب: 2/ 29 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 416، ميزان الاعتدال: 2/ 159، العبر: 1/ 399، الكاشف: 1/ 296، العقد الثمين: 4/ 586، تهذيب التهذيب: 4/ 89، طبقات الحفاظ: ص 179، خلاصة تهذيب الكمال: ص 143، شذرات الذهب: 2/ 62، هدية العارفين: 1/ 388، الرسالة المستطرفة: ص 34، تاريخ التراث العربي: 1/ 153.

398 - أبو عبيد

قال سلمةُ بنُ شبيب: ذكرتُ سعيدَ بنَ منصور لأحمد بن حنبل. فأحسنَ الثَّناءَ عليه، وفخَّم أمره (¬1). وقال أبو حاتم: ثقة، من المتقنين الْأَثبات، ممَّن جمَع وصنَّف (¬2). وقال حرث الكِرْماني: أملى علينا نحوًا من عشرة آلاف حديثٍ من حفظهِ (¬3). مات بمكة في رمضان سنةَ سبعٍ وعشرين ومئتين، وهو في عشر التِّسعين. رحمه اللهُ تعالى. 398 - أبو عُبَيد * (د) الإِمامُ المجتهدُ البحر، القاسمُ بنُ سلام البغداديُّ اللغويُّ الفقيه، صاحبُ المصنَّفات. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 506. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 506، وانظر "الجرح والتعديل" 4/ 68. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 506. * تاريخ ابن معين: 2/ 479، طبقات ابن سعد: 7/ 355، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 397، التاريخ الصغير: 2/ 350، المعارف: ص 549، الجرح والتعديل: 7/ 111، تهذيب اللغة: 1/ 9، مراتب النحويين: 150، طبقات النحويين واللغوين: 217، فهرست الديم: ص 78، تاريخ بغداد: 12/ 403، طبقات الشيرازي: ص 92، طبقات الحنابلة: 1/ 259، نزهة الألباء: 136، صفة الصفوة: 4/ 130، معجم الأدباء: 16/ 254، الكامل لابن الأثير: 6/ 509، إنباه الرواة: 3/ 12، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 257، وفيات الأعيان: 4/ 60، المختصر في أخبار البشر: 2/ 34، تهذيب الكمال: ورقة 1112، سير أعلام النبلاء: 10/ 490 - 509، تهذيب التهذيب: 3/ 146، تذكرة الحفاظ: 2/ 417، العبر: 1/ 392، ميزان الاعتدال: 3/ 371، معرفة القراء الكبار: 1/ 170، الكاشف: 2/ 336، عيون =

سمع: إسماعيلَ بنَ جعفر، وشَريكًا القاضي، وهُشَيمًا، وابنَ عُيَينة، وعبّاد بن العوّام، وطبقتهم، ومَنْ بعدَهم إلى أن روى عن هشام بن عمّار ونحوه. وحدَّث عنه: الدّارمي، وأبو بكر بنُ أبي الدنيا، وعلي بنُ عبد العزيز، والحارثُ بنُ أبي أُسامة، ومحمدُ بنُ يحيى المروزي، وآخرون. مولده بَهَراة. وكان أبوه روميًّا. قال أحمدُ بنُ سلمة، سمعتُ إسحاقَ بنَ راهويه يقول: اللهُ يحبُّ الحق، أبو عُبيد أعلمُ منِّي وأفقَهُ. وقال أيضًا: نحنُ نحتاجُ إلى أبي عُبيد، وأبو عُبيد لا يحتاجُ إلينا (¬1). وقال أحمد بنُ حنبل، أبو عُبيد أستاذ، وهو يزدادُ كلَّ يوم خيرًا (¬2). وسئل عنه يحيى بنُ مَعين، فقال: أبو عُبيد يُسألُ عن الناس (¬3). ¬

_ = التواريخ: 7 / لوحة 94، مرآة الجنان: 2/ 83، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 153، البلغة في تاريخ أئمة اللغة: 186، العقد الثمين: 7/ 23، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 17، تهذيب التهذيب: 8/ 315، النجوم الزاهرة: 2/ 241، طبقات الحفاظ: ص 179، بغية الوعاة: 2/ 253، المزهر: 2/ 412 وغيرها، خلاصة تذهيب الكمال: ص 312، طبقات المفسرين: 2/ 32، مفتاح السعادة: 2/ 306، شذرات الذهب: 2/ 54، روضات الجنات: 526، هدية العارفين: 1/ 825، الرسالة المستطرفة: ص 46. (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 411. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 414. (¬3) المصدر السابق.

399 - أبو زرعة الجرجاني

وقال أبو داود: ثقة مأمون (¬1). ومناقبه كثيرة رحمه الله، ذكرها الخطيب وغيرُه. وقد كان حافظًا للحديثِ وعلَلِه، عارفًا بالفِقه والاختلاف، رأسًا في اللغة، إمامًا في القراءات له فيها مصنَّف. وَلي قضاءَ الثُّغور مدَّة. ومات بمكَّة سنة أربع وعشرين ومئتين. رضي اللهُ عنه. 399 - أبو زُرْعة الجُرْجاني * أحمدُ بنُ حميد، الحافظُ الصَّيدلاني. ذكره حمزة السَّهميُّ في "تاريخه" فقال: حافظٌ عارفٌ بالعِلَل، مات بمكَّة. سمع يحيى بن سعيد القطّان وطبقتَه. روى عنه موسى بنُ هارون الحمّال. سمعتُ الإسماعيلي، سمعتُ أبا عمران بن هانئ يقول: كان أبو زُرْعة الجُرْجاني أحفظَ من أبي زُرْعة الرّازي. 400 - نُعَيْم بن حمَّاد * * (خ، د، ت، ق) الإمامُ المشهور، أبو عبد الله الخُزاعيُّ المروزيُّ الفَرَضِيُّ الأعْور، نزيلُ مصر. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 415. * تاريخ جرجان: ص 61 - 62، تذكرة الحفاظ: 2/ 424. * * طبقات ابن سعد: 7/ 519، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 100، ثقات العجلي: ص 451، الضعفاء والمتروكين: ص 101، الكامل لابن عدي: 7/ 2482، تاريخ بغداد: 13/ 306، الجمع بين رجال الصحيحبن: 2/ 534، المعجم المشتمل: ص 302، تهذيب الكمال: ورقة 1422، سير أعلام النبلاء: 10/ 595 - 612، تذكرة الحفاظ: 2/ 418، ميزان الاعتدال: 4/ 267، الكاشف: 3/ 182، تذهيب =

رأى الحسينَ بنَ واقد، وسمع: إبراهيمَ بنَ طهْمان، وأبا حمزةَ السُّكَّري، وعيسى بنَ عبيد الكِنْدي، وخارجةَ بن مصعب، وابنَ المبارك، وهُشَيمًا، وخلقًا. وهو قديم ينبغي أن يكون في طبقة التَّبُوذكي. روى عنه: البخاري مقرونًا بغيره، والدّارمي، وأبو حاتم، وبكرُ بن سهل الدِّمْياطي، وخلقٌ خاتمتُهُم حمزةُ بنُ محمد الكاتب، سمع منه في السِّجن. وكان شديد الرد على الجَهْميَّة. وكان يقول: كنتُ جَهْميًّا، فلذلك عرفتُ كلامَهُم، فلمّا طلبتُ الحديثَ علمتُ أنَّ مآلهم إلى التَّعطيل (¬1). قال الخطيب: يقال: إنَّه أولُ مَنْ جمعَ المسند (¬2). وقال أحمد بنُ حنبل: هو ركنٌ من أركان سنَّةِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم. ذكرهُ أبو الفضل السُّليماني الحافظ عن أحمد. وقال ابنُ مَعين: كان نُعيمٌ صديقي، وهو صدوق، كتبَ بالبصرة عن رَوْحٍ خمسين ألف حديث (¬3). ¬

_ = التهذيب: 4/ 101 / ب، العبر: 1/ 405، تهذيب التهذيب: 10/ 458، مقدمة فتح الباري: 447، النجوم الزاهرة: 2/ 257، طبقات الحفاظ: ص 180، حسن المحاضرة: 1/ 347، خلاصة تذهيب الكمال: ص 403، شذرات الذهب: 2/ 67، هدية العارفين: 2/ 497، الرسالة المستطرفة: ص 62، تاريخ التراث العربي: 1/ 154. (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 207، وقد تقدم التعريف بالجهمية في ترجمة إبراهيم بن طهمان. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 306. (¬3) المصدر السابق.

401 - يحيى بن بكير

وقال أحمد والعِجْلي: ثقة (¬1). وقال أبو زُرْعة الدمشقي: وصلَ أحاديث تُوقفها الناس (¬2). وقال أبو حاتم: محلُّه الصدق (¬3). وقال النَّسائي: ضعيف (¬4). وقال ابنُ يونس: روى أحاديثَ مناكيرَ عن الثِّقات (¬5). وقد حُمل نُعيم من مصر مع البُوَيطي إلى بغداد في محنة القرآن مقيَّدَين، فحُبِسَا بسامَرَّا حتى مات نُعيم في جمادى الأولى سنةَ ثمانٍ وعشرين ومئتين، وقيل: سنة تسع، والأول أصح (¬6). رضي اللهُ عنه. 401 - يَحْيى بن بُكَير * (خ، م، ق) الإمامُ الحافط الثِّقة، محدِّث مصر، أبو زكريّا يحيى بنُ عبد الله بن ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 313، وثقات العجلي: ص 451. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1423. (¬3) الجرح والتعديل: 8/ 464. (¬4) الضعفاء والمتروكين: ص 101. (¬5) تاريخ بغداد: 13/ 314. (¬6) انظر "تاريخ بغداد" 13/ 311. * تاريخ البخاري الكبير: 8/ 284، الجرح والتعديل: 9/ 132، الولاة والقضاة: انظر الفهرس: الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 563، ترتيب المدارك: 1/ 528، المعجم المشتمل: ص 320، تهذيب الكمال: ورقة 1509، سير أعلام النبلاء: 10/ 612 - 615، تذكرة الحفاظ: 2/ 420، الكاشف: 3/ 228، العبر: 1/ 410، تذهيب التهذيب: 4/ 158، دول الإسلام: 1/ 139، ميزان الاعتدال: 4/ 391، تهذيب التهذيب: 11/ 237، مقدمة فتح الباري: 452، طبقات الحفاظ: ص 181، حسن المحاضرة: 1/ 347، خلاصة تذهيب الكمال: ص 425، شذرات الذهب: 2/ 71، هدية العارفين: 2/ 514.

402 - مسدد بن مسرهد

بُكَير المصري، مولى بني مخزوم، صاحبُ مالكٍ واللّيث، أكثر عنهما. روى عنه: البخاري، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وخلق. وكان من أوعية الحديث مع الصِّدق والْأَمانة. قال أبو حاتم: كان يفهمُ هذا الشَّأن، يُكتبُ حديثُه، ولا يُحتجُّ به (¬1). وقال النَّسائي: ضعيف (¬2). وقال مرة: ليس بثقة. وهذا إسرافٌ وتعنُّت من أبي حاتم والنَّسائي، فإن ابنَ بُكير من الثقات. وقد روى مسلم والبخاري أيضًا عن رجل عنه. وقال بقيُّ بنُ مَخْلد: سمع "الموطأ" من مالكٍ سبع عشرة مرّة (¬3). توفي في صفر سنةَ إحدى وثلاثين ومئتين. وقد روى عن حمّاد بن زيد ولقيَهُ بالمَوْسم. 402 - مُسَدَّد بنُ مُسَرْهَد * (خ، د، ت، س) الحافظُ الحجَّة، أبو الحسن الأسديُّ البصري. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 165. (¬2) الضعفاء والمتروكين: ص 108. (¬3) ترتيب المدارك: 1/ 529. * طبقات ابن سعد: 7/ 307، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 72، التاريخ الصغير: 2/ 357، ثقات العجلي: ص 425، الجرح والتعديل: 8/ 438، الإكمال لابن ماكولا: 7/ 249، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 522، طبقات الحنابلة: 1/ 341، المعجم المشتمل: ص 289، تهذيب الكمال: ورقة 1321، سير أعلام النبلاء: 10/ 591 - 595، العبر: 1/ 404، تذهيب التهذيب: 4/ 32 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 421، دول الإسلام: 1/ 138، الكاشف: 3/ 119، تهذيب التهذيب: 10/ 107، طبقات الحفاظ: ص 181، خلاصة تذهيب الكمال: ص 396، شذرات الذهب: 2/ 66، تاج العروس (سرهد): 8/ 191، هدية العارفين: 2/ 428، الرسالة المستطرفة: ص 62.

سمع: جُويريةَ بنَ أسماء، وحمّاد بنَ زيد، ويزيدَ بن زُريع، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وإسماعيل القاضي، وأبو خَليفة الجُمَحي، وخلق. قال يحيى القطّان: لو أَتيتُ مُسَدَّدًا لأحدِّثَهُ لكان أهلًا (¬1). وقال ابنُ مَعين: هو ثقةٌ ثقة (¬2). وقال أبو حاتم: أحاديثُهُ عن القطّان، عن عُبيد الله بن عمر كالدَّنانير، كأنَّك تسمعُها من النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم (¬3). مات مسدَّد سنةَ ثمانٍ وعشرين ومئتين، وقد شاخ. وله "مسند" (¬4). رضي اللهُ عنه. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 438. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1321. (¬3) المصدر السابق. (¬4) قال الذهبي: ولمسدد "مسند" في مجلد، رواه عنه معاذ بن المثنى، و"مسند" آخر صغير يرويه عنه أبو خليفة -يعني الفضل بن الحباب الجمحي. انظر "السير" 10/ 594، و"الرسالة المستطرفة" للكتاني: ص 62.

403 - محمد بن سلام

403 - محمدُ بنُ سَلَام * (خ) الحافظُ الثِّقة، محدِّث بُخارى، أبو عبد الله البيكَنْدي. رحَّال جوَّال. روى عن: إسماعيل بن جعفر، وأبي الْأحْوص، وهُشَيم، وأبي إسحاق الفَزَاري، والطَّبقة. وعنه: البخاري وتخرَّج به، والدّارمي، وعُبيد الله بنُ واصل، وخلقٌ من أهل ما وراء النهر. قال يحيى بنُ يحيى: بخُراسان كَنْزان: كنزٌ عند إسحاق، وكنزٌ عند محمد بن سَلام البِيكندي (¬1). وقال سهلُ بنُ المتوكِّل عنه: أنفقتُ في طلب العلم ونشرهِ ثمانينَ ألفًا (¬2). وقال عبيدُ اللهِ بن شُريح: سمعتُ محمدَ بنَ سَلام يقول: أحفظُ نحوًا من خمسةِ آلاف حديث (¬3). ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 110، التاريخ الصغير: 2/ 353، الجرح والتعديل: 7/ 278، الإكمال لابن ماكولا: 5/ 404، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 459، أنساب السمعاني: 2/ 374، المعجم المشتمل: ص 244، تهذيب الكمال: ورقة 1207، سير أعلام النبلاء: 10/ 628 - 630، الكاشف: 3/ 46، تذهيب التهذيب: 3/ 209 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 422، العبر: 1/ 395، تهذيب التهذيب: 9/ 212، طبقات الحفاظ: ص 182، خلاصة تذهيب الكمال: ص 341، شذرات الذهب: 2/ 57. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1207. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق.

404 - يحيى بن عبد الحميد

وذكر غُنْجار في "تاريخه" أن ابنَ سَلام كان له مصنَّفات في كلِّ باب من العلم (¬1). وقال سهلُ بنُ المتوكِّل: سمعتُه يقول: أنا محمدُ بن سَلام - بالتخفيف (¬2). وسمعتُ شيخنا أبا الحجّاج يرجح فيه التَّثْقيل. مات في صفر سنةَ خمسٍ وعشرين ومئتين، وله أربعٌ وستّون سنة. رحمه اللهُ تعالى. 404 - يحيى بنُ عبد الحميد * الحافظُ الكبير، أبو زكريّا بن أبي يحيى الحِمَّانيُّ الكوفي، صاحبُ المسند. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1207. (¬2) سير أعلام النبلاء: 10/ 629، وانظر "الإكمال" 4/ 405. * طبقات ابن سعد: 6/ 411، طبقات خليفة: ت 1339، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 291، التاريخ الصغير: 2/ 357، الضعفاء الصغير: ص 120، الضعفاء والمتروكين: ص 108، ضعفاء العقلي: 4/ 412، الجرح والتعديل: 9/ 168، الكامل لابن عدي: 7/ 2693، تاريخ بغداد: 14/ 167، أنساب السمعاني: 4/ 210، اللباب: 1/ 386، تهذيب الكمال: ورقة 1510، سير أعلام النبلاء: 10/ 526 - 540، تذكرة الحفاظ: 2/ 423، ميزان الاعتدال: 4/ 392، تذهب التهذيب: 4/ 159 / ب، المغني في الضعفاء: 2/ 739، العبر: 1/ 404، تهذيب التهذيب 11/ 243، طبقات الحفاظ: ص 182، خلاصة تذهيب الكمال: ص 425، شذرات الذهب: 2/ 67، هدية العارفين: 4/ 512، الرسالة المستطرفة: ص 62.

سمع من: عبد الرحمن بن الغَسِيل، وقيس بن الرّبيع، وسُليمان بن بلال، وأبي عَوَانة، وطبقتهم. وعنه: أبو حاتم، وابن أبي الدُّنيا، ومُطَيَّن، والبَغَوي، وخلق. وكان من أعيان الحفّاظ. قال أبو حاتم: سألتُ ابن مَعينٍ عن يحيى الحِمّاني، فقال: ما لهُ؟ وأجملَ القول فيه، وقال: كان يسرُدُ مسنده -أربعة آلاف- سَرْدًا، وحديث شَريك ثلاثة آلاف (¬1). وقال ابنُ عدي: هو أولُ من صنَّف المسند بالكوفة، ومسدَّد أولُ من صنَّف المسند بالبصرة. وقد تكلَّم في الحِمّاني أحمدُ وعليُّ وغيرُهما. ووثَّقه يحيى (¬2). وقال مطيَّن: سألتُ ابنَ نُميرٍ عن يحيى الحِمّاني، فقال: ثقة، هو أكبرُ من هؤلاء كلِّهم، فاكتُبْ عنه (¬3). مات في رمضان سنةَ ثمانٍ وعشرين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 168، وفيه: وحديث شريك ثلاثة آلاف وخمس مئة كمثل. (¬2) الكامل لابن عدي: 7/ 2693 - 2694. (¬3) تاريخ بغداد: 14/ 170.

405 - يزيد بن عبد ربه

405 - يزيدُ بنُ عبد ربِّه * (م، د، س، ق) الجُرْجُسِيُّ الحِمْصيُّ الزُّبيديُّ الحافظ، محدِّثُ حمص ومفيدُها ومؤذِّنُها. كان منزلُه عند كَنيسة جرجس (¬1)، فنُسب إليها. سمع: بقيَّة، والوليدَ بنَ مسلم، وطبقتهما. وعنه: أبو داود، وأحمد بنُ حنبل، ومحمدُ بنُ عوف، وغيرهم. أثنى عليه أحمدُ وقال: ما كان أثبتَه (¬2)! توفي في سنةِ أربع وعشرين ومئتين، وله ستُّ وخمسون سنة. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 475، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 349، ثقات العجلي: ص 479، تاريخ أبي زرعة الدشقي: انظر الفهرس ص 796، الجرح والتعديل: 9/ 279، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 578، أنساب السمعاني: 3/ 225، المعجم المشتمل: ص 325، اللباب: 1/ 271، تهذيب الكمال: ورقة 1540، سير أعلام النبلاء: 10/ 667 - 668، تذهيب التهذيب: 4/ 177 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 423، الكاشف: 3/ 246، تهذيب التهذيب: 11/ 344، طبقات الحفاظ: ص 182، خلاصة تذهيب الكمال: ص 433، شذرات الذهب: 2/ 56. (¬1) ضبطت في الأصل بفتح الجيم الأولى وكسر الثانية. وقال السمعاني في "الأنساب" 3/ 225: الجرجسي: بضم الجيمين بينهما راء ساكنة، هذه نسبة أبي الفضل يزيد بن عبد ربه الحمصي الجرجسي، كان ينزل بحمص عند كنيسة جرجس فنسب إليها. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 280.

406 - محمد بن سعد

406 - محمدُ بنُ سَعد * (د) الحافظُ العلامة، أبو عبد اللَّه البصري، مولى بني هاشم. مصنِّفُ "الطبقات الكبير والصغير"، ومصنِّف التاريخ. ويعرف بكاتب الواقدي. سمع: هُشيمًا، وابنَ عُيَينة، وابنَ عُلَيَّة، والوليدَ بنَ مسلم، وطبقتهم فأكثر، وعن الواقدي يروي كثيرًا، وينزلُ في الرواية إلى يحيى بنِ مَعين وأقرانِه. حدَّث عنه: ابن أبي الدنيا، وأحمدُ بنُ يحيى البَلاذُري، والحارثُ بن أبي أُسامة، والحسينُ بنُ فَهم، وآخرون. قال ابنُ فَهم: كان كثير العلم، كثيرَ الكتب، كتبَ الحديثَ والفقهَ والغريب. توفي في جمادى الآخرة سنةَ ثلاثين ومئتين، عن اثنتين وستِّين سنة (¬1). وقال إبراهيم الحَرْبي: كان أحمدُ بنُ حنبل يوجِّهُ في كلِّ جمعةٍ ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 364، الجرح والتعديل: 7/ 262، فهرست النديم: ص 111، تاريخ بغداد: 5/ 321، وفيات الأعيان: 4/ 351، تهذيب الكمال: ورقة 1200، سير أعلام النبلاء: 10/ 664 - 667، تذهيب التهذيب: 3/ 205 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 425، العبر: 1/ 407، الكاشف: 3/ 41، ميزان الاعتدال: 3/ 560، الوافي بالوفيات: 3/ 88، مرآة الجنان: 2/ 10، تهذيب التهذيب: 9/ 182، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 142، النجوم الزاهرة: 2/ 258، طبقات الحفاظ: ص 183، خلاصة تذهيب الكمال: ص 336، شذرات الذهب: 2/ 69، هدية العارفين: 2/ 11، الرسالة المستطرفة: ص 138، تاريخ الترات العربي: 1/ 480. (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 322. وانظر حول تاريخ وفاته "مقدمة الطبقات" 1/ 8 والتعليق على "السير" 11/ 69.

407 - محمد بن أبي يعقوب

بحنبل إلى ابن سعد يأخذ منه جزءَين من حديث الواقدي، ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردهما ويأخذُ غيرهما. قال إبراهيم: ولو ذهب سمعهما كان خيرًا له (¬1). وقال ابنُ أبي حاتم: سألتُ أبي عن محمد بن سعد، فقال: يُصَدَّق، رأيتُهُ جاء إلى القَواريري وسألهُ عن أحاديث، فحدَّثَه (¬2). رضي اللهُ عنه. 407 - محمدُ بن أبي يَعْقوب * إسحاق بن حَرْب، الإِمامُ الحافظ، أبو عبد الله البَلْخيُّ اللُّؤلُؤي. حدث عن: مالك، وخارجةَ بنِ مصعب، ويحيى بنِ يَمَان، وغيرهم. وعنه: ابنُ أبي الدنيا، والحسين بنُ أبي الأحْوص، وآخرون. قال أحمد بنُ سَيّار المَرْوزي: كان آيةً من الآيات في الحفظ، وكان لا يكلمُه أحدٌ إلّا عَلاهُ في كلِّ فنّ. وزعموا أنَّه ذاكرَ سليمانَ بنَ الشّاذكوني، فانتصفَ منه (¬3). وقد أشار الخطيب إلى تضعيفه. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 322. (¬2) الجرح والتعديل: 7/ 262. * تاريخ بغداد: 1/ 234، أنساب السمعاني: 11/ 41، سير أعلام النبلاء: 11/ 449، ميزان الاعتدال: 3/ 475، تذكرة الحفاظ: 2/ 426، الوافي بالوفيات: 2/ 189، لسان الميزان: 5/ 66، طبقات الحفاظ: ص 183. (¬3) تاريخ بغداد: 1/ 235 - 236.

408 - عمرو بن عون

408 - عَمرو بنُ عَوْن * (ع) الحافظُ الثبت، أبو عثمان السُّلَميُّ الواسِطيُّ البزاز. روى عن: حمّاد بن سَلَمة، وشَريك، وابن الماجَشُون، وهُشيم. وعنه: البخاري، وأبو داود، وأبو حاتم، وأبو زرْعة، وعليُّ بنُ عبد العزيز، وخلق. قال يزيد بنُ هارون: هو ممَّن يزدادُ كلَّ يوم خيرًا (¬1). وقال أبو زُرْعة: قلَّ مَنْ رأيتُ أثبتَ منه (¬2). وقال أبو حاتم: ثقة حجَّة (¬3). قال حاتم بنُ اللَّيث: مات سنةَ خمسٍ وعشرين ومئتين (¬4). ¬

_ * تاريخ ابن معين: 2/ 451، طبقات ابن سعد: 7/ 316، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 361، التاريخ الصغير: 2/ 352، ثقات العجلي: ص 368، الجرح والتعديل: 2/ 256، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 368، المعجم المشتمل: ص 205، تهذيب الكمال: ورقة 1049، سير أعلام النبلاء: 10/ 450 - 451، العبر: 1/ 387، الكاشف: 2/ 292، تذهيب التهذيب: 7/ 103، تذكرة الحفاظ: 2/ 426، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 602، تهذيب التهذيب: 8/ 86، طبقات الحفاظ: ص 183، خلاصة تذهيب الكمال: ص 292، شذرات الذهب: 2/ 52. (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 252. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1050.

409 - سعيد بن عفير

409 - سعيدُ بنُ عُفير * (خ، م، س) هو ابنُ كَثير بنِ عُفير بن مسلم، الإمام، أبو عثمان الأنصاريُّ مولاهم المصري، عالم الدِّيار المصريَّة. سمع: يحيى بنَ أيوب، ومالكًا، واللَّيث، وسُليمان بن بلال، وطبقتهم. وعنه البخاري، ورَوْح بنُ الفرج، وأحمدبن حمّاد زُغْبة، وأحمد بنُ محمد الرّشديني، ويحيى بنُ عثمان، وخلق كثير. وثّقه ابن عدي وغيرُه. وتكلَّم فيه الجوزجاني، فخطَّأهُ ابنُ عدي (¬1). وقال أبو حاتم: كان يقرأُ من كتب الناس، وهو صدوق (¬2). وقال ابن يونس: كان من أعلم النّاس بالأنساب، والأَخبار الماضيَة، وأيام العرب، والتواريخ، وكان في ذلك كلِّه عجَبًا. وكان أديبًا ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 3/ 309، الجرح والتعديل: 4/ 56، الكامل لابن عدي: 3/ 1246، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 168، المعجم المشتمل: ص 129، تهذيب الكمال: ورقة 502، سير أعلام النبلاء: 10/ 583 - 586، تذهيب التهذيب: 2/ 27، تذكرة الحفاظ: 2/ 427، ميزان الاعتدال: 2/ 155، العبر: 1/ 396، الكاشف: 1/ 294، تهذيب التهذيب: 4/ 74، مقدمة فتح الباري: 404، حسن المحاضرة: 1/ 308، طبقات الحفاظ: ص 184، خلاصة تذهيب الكمال: ص 142، شذرات الذهب: 2/ 58. (¬1) الكامل: 3/ 1246 - 1247، والجوزجاني: هو إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني السعدي، المتوفى سة 259. سترد ترجمته برقم (537). (¬2) الجرح والتعديل: 4/ 56.

410 - علي بن المديني

فصيحًا، حاضرَ الحجَّة، لا تُمَلُّ مجالستُه، ولا يُنزَف عِلمُه. وكان مليحَ النَّظم ... إلى أن قال: مولدُه في سنة ستٍّ وأربعين ومئة، وتوفي في شهر رمضان سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين (¬1). رحمه اللهُ تعالى. 410 - عليُّ بنُ المَدِيني * (خ، د، ت، س) الإمامُ الحافظُ المقدَّم على حفاظ وقته والمُقتدى به في علم هذا الشّأن، أبو الحسن، علي بنُ عبد الله بنِ جعفر بن نَجيح السَّعديُّ مولاهم المَدينيُّ ثم البصري. صاحب التصانيف. ولد سنةَ إحدى وستِّين ومئة. سمع: أباه، وحمّاد بنَ زيد، وهُشيمًا، وابنَ عُيَينة، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، والذُّهلي، وإسماعيل القاضي، وأبو يَعْلى البَغَوي، وخلائق. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 503. * تاريخ البخاري الكبير: 6/ 284، التاريخ الصغير: 2/ 363، ثقات العجلي: ص 349، المعرفة والتاريخ: 1/ 210 وغيرها، ضعفاء العقيلي: 3/ 235، الجرح والتعديل: 1/ 319 و 6/ 193، فهرست النديم: ص 286، تاريخ بغداد: 11/ 458، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 356، طبقات الشيرازي: ص 103، طبقات الحنابلة: 1/ 225، المعجم المشتمل: ص 193، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 350، تهذيب الكمال: ورقة 982، سير أعلام النبلاء: 11/ 41 - 60، تذهيب التهذيب: 3/ 67، تذكرة الحفاظ: 2/ 428، العبر: 1/ 418، ميزان الاعتدال: 3/ 138، الكاشف: 2/ 251، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 145، البداية والنهاية: 10/ 312، تهذيب التهذيب: 7/ 349، النجوم الزاهرة: 2/ 276، طبقات الحفاظ: ص 184، خلاصة تذهيب الكمال: ص 275، شذرات الذهب: 2/ 81، الرسالة المستطرفة: ص 127، تاريخ التراث العربي: 1/ 160.

قال أبو حاتم: كانَ ابنُ المديني [علمًا في النّاس في معرفة الحديث والعِلَل، وما سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل سمّاه قطُّ، إنَّما كان يكنيهِ تبجيلًا له (¬1). وعن ابن عُيَينة قال: يلومونَني على حبِّ عليِّ بن المَديني] (¬2) واللهِ لما أتعلَّمُ منه أكثرُ ممّا يتعلَّم مني (¬3). وقال ابنُ مَهْدي: عليُّ ابن المديني أعلمُ الناسِ بحديث رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم. وخاصة بحديث سُفيان بن عُيَينة (¬4). وقال القَواريري: سمعتُ يحيى القطّان يقول: أنا أتعلَّم من عليٍّ أكثرَ ممّا يتعلَّم مني (¬5). وقال النَّسائي: كأنَّ علي بن المديني خُلِقَ لهذا الشأن (¬6). وقال إبراهيم بنُ مَعْقل: سمعتُ البخاري يقول: ما استصغرتُ نفسي عند أحدٍ إلَّا عند عليِّ بن المديني (¬7). وقال أبو داود: ابنُ المديني أعلمُ من أحمدَ باختلاف الحديث (¬8). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 1/ 319 و 6/ 194. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، والمثبت من "التذكرة". (¬3) تاريخ بغداد: 11/ 459. (¬4) تاريخ بغداد: 11/ 460. (¬5) المصدر السابق. (¬6) تاريخ بغداد: 11/ 461. (¬7) تاريخ بغداد: 11/ 463. (¬8) تاريخ بغداد: 11/ 464.

411 - يحيى بن معين

ومناقبُه كثيرةٌ، ذكرها الخطيب وغيرُه. وقال أبو زكريا النَّواوي: لابنِ المَديني نحوٌ من مئتي مصنَّف (¬1). مات بسامَرَّا في ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 411 - يَحْيى بنُ مَعين * (ع) الإمامُ العلَم، سيِّد الحفّاظ، أبو زكريا المرِّي مولاهم البغدادي. ومولدُه في سنة ثمانٍ وخمسين ومئة. وكان أبوه من نبلاء الكتَّاب، فخلَّف له ألف ألف درهم فيما قيل. سمع: هُشيمًا، وابنَ المبارك، وإسماعيلَ بنَ مُجالد، ويحيى بنَ أبي زائدة، ومُعتمر بن سُليمان، وهذه الطَّبقة. ¬

_ (¬1) انظر "تهذيب الأسماء واللغات": 1/ 350. * طبقات ابن سعد: 7/ 354، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 307، التاريخ الصغير: 2/ 362، ثقات العجلي: ص 475، الجرح والنعدبل: 4/ 311 و 9/ 192، فهرست النديم: ص 287، تاريخ بغداد: 14/ 177، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 564، طبقات الحنابلة: 1/ 402، المعجم المشتمل: ص 322، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1 / 156، وفيات الأعيان: 6/ 139، تهذيب الكمال: ورقة 1522، سير أعلام النبلاء: 11/ 71 - 96، تذكرة الحفاظ: 2/ 429، العبر: 1/ 415، ميزان الاعتدال: 4/ 410، تذهيب التهذيب: 4/ 165، الكاشف: 3/ 235، مرآة الجنان: 2/ 108، تهذيب التهذيب: 11/ 280، النجوم الزاهرة: 2/ 273، طبقات الحفاظ: ص 185، خلاصة تذهيب الكمال: ص 428، شذرات الذهب: 2/ 79، هدية العارفين: 2/ 514، الرسالة المستطرفة: ص 129، تاريخ التراث العربي: 1/ 158.

وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأحمد، وهنّاد، وأبو زُرْعة، وأبو يَعْلى، وأحمد بنُ الحسين الصُّوفي، وخلائق. قال النَّسائي: أبو زكريّا الثقةُ المأمون، أحدُ الأئمَّة في الحديث (¬1). وقال ابنُ المديني: لا نعلمُ أحدًا من لدن آدم عليه السّلام كتب من الحديث ما كتبَ يحيى بنُ مَعين (¬2). وقال عبّاس الدُّوري: سمعتُ يحيى بنَ مَعين [يقول: لو لم نكتب الحديثَ خمسينَ مرّةً ما عرفناه (¬3). وعن يحيى بن مَعين] (¬4) قال: كتبتُ بيدي ألف ألف حديث (¬5). وقال ابنُ المديني: انتهى علمُ الناس إلى يحيى بنَ مَعين (¬6). وقال يحيى القطّان: ما قدم علينا مثلُ هذين: أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين (¬7). وقال أحمد بنُ حنبل: يحيى بنُ مَعين أعلمُنا بالرِّجال (¬8). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 184. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 182. (¬3) طبقات السيوطي: ص 185. ولفظه فيه: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهًا ما علقناه. (¬4) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة". (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 1522. (¬6) تاريخ بغداد: 14/ 179. (¬7) تهذيب الكمال: ورقة 1523. (¬8) المصدر السابق.

412 - أحمد بن حنبل

ومناقبُ يحيى وفضائلُه كثيرة جدًّا، وهو أشهر من ذلك. قال حُبشُ بنُ مُبَشِّر -أحد الثقات-: رأيتُ يحيى بنَ مَعين في النوم، فقلت: ما فعل اللهُ بك؟ فقال: أعطاني، وحَبَاني، وزوَّجني ثلاث مئة حوراء، ومهَّد لي بين البابَين (¬1). توفي في ذي القَعدة كريبًا بمدينة النبي صلى اللهُ عليه وسلم سنةَ ثلاثٍ وثلاثين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 412 - أحمدُ بن حَنْبَل * (ع) شيخُ الإسلام، وسيِّد المسلمين في عصره، الإمامُ الحافظُ ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 187 وفيه: ومهد لي بين الناس. وأورده المزي في "تهذيبه" بلفظ: ومهد لي بين المصراعين -يعني: ما بين بابي الجنة. * طبقات ابن سعد: 7/ 354، مقدمة كتابه "الزهد"، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 5، التاريخ الصغير: 2/ 375، ثقات العجلي: ص 49، المعرفة والتاريخ: 1/ 212 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 443 وغيرها، الجرح والتعديل: 1/ 292 و 2/ 68، فهرست النديم: ص 285، حلية الأولياء: 9/ 161، تاريخ بغداد: 4/ 212، طبقات الشيرازي: ص 91، طبقات الحنابلة: 1/ 4، المعجم المشتمل: ص 58، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 110، وفيات الأعيان: 1/ 63، تهذيب الكمال: 1/ 437 - 470 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 177 - 358 ترجمة مبسوطة، تذهيب التهذيب: 1/ 22، تذكرة الحفاظ: 2/ 431، العبر: 1/ 435، الكاشف: 1/ 26، الوافي بالوفيات: 6/ 363، مرآة الجنان: 2/ 132، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 27، البداية والنهاية: 10/ 325، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 112، تهذيب التهذيب: 1/ 72، النجوم الزاهرة: 2/ 304، طبقات الحفاظ: ص 186، خلاصة تذهيب الكمال: ص 11، طبقات المفسرين: 1/ 70، شذرات الذهب: 2/ 96، هدية العارفين: 1/ 48، الرسالة المستطرفة: ص 18، طبقات الأصوليين: 1/ 147، تاريخ التراث العربي: 2/ 196.

الحجَّة، أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حَنْبل بن هلال بن أسد الذُّهليُّ الشَّيبانيُّ المروزيُّ ثم البغدادي. ولد سنةَ أربعٍ وستِّين ومئة. وسمع: هُشيمًا، وإبراهيم بن سعد، وابنَ عُيَينة، وعبّاد بنَ عبّاد، ويحيى بنَ أبي زائدة، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، ومُطَيَّن، وابنُه عبدُ الله، وأبو القاسم البَغَوي، وخلائق. وكان أبوه جنديًّا من أبناء الدَّعوة، مات شابًّا. قال عبدُ اللهِ بنُ أحمد: سمعتُ أبا زُرْعة يقول: كان أبوكَ يحفظُ ألف ألف حديث، ذاكرتُه الأبواب (¬1). وقال حنبل: سمعتُ أبا عبد الله يقول: حفظتُ كل شيءٍ سمعتُه من هُشيم في حياته (¬2). وقال إبراهيم الحَرْبي: رأيتُ أحمد كانَّ اللهَ قد جمعَ له علم الأوَّلين والآخرين (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 419 - 420. (¬2) انظر "تهذيب الكمال": 1/ 477. (¬3) أورده ابن أبي يعلى في "طبقاته " 1/ 6 بلفظ: كان الله قد جمع له علم الأولين من كل صنف، يقول ما يرى، ويمسك ما شاء.

وقال حَرْملة: سمعتُ الشافعي يقول، خرجتُ من بغداد، فما خلفتُ بها رجلًا أفضلَ ولا أعلمَ ولا أفقهَ من أحمد بن حنبل (¬1). وقال علي بن المديني: إن اللهَ أيَّد هذا الدِّين بأبي بكر الصِّدِّيق يومَ الرِّدَّة، وبأحمدَ بنِ حنبل يوم المِحْنة (¬2). وقال أبو عُبيد: انتهى العلمُ إلى أربعةٍ أفقهُهُم أحمد (¬3). وقال عبّاس، عن ابنِ مَعين: أرادوا أنْ أكونَ مثلَ أحمد، واللهِ لا أكونُ مثلَه أبدًا (¬4). وقال أبو همّام السَّكُوني: ما رأى أحمدُ بنُ حنبل مثلَ نفسِه (¬5). وقال أبو ثَوْر: أحمدُ أعلم -أو قال: أفقه- من الثَّوري (¬6). وسيرة الإمام أحمد قد أفردها الدّارقطني، والبَيهقي، وشيخ الإسلام الْأَنصاري، وابنُ الجَوْزي، وغيرهم. وتوفي إلى رحمة اللهِ ورضوانه في يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنةَ إحدى وأربعين ومئتين، وله سبعٌ وسبعون سنةً. أدخله اللهُ الجنة برحمته ورضوانه. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 419، وتهذيب الكمال: 1/ 451. (¬2) تاريخ بغداد: 4/ 418، وطبقات الحنابلة: 1/ 13. (¬3) الجرح والتعديل: 1/ 293. (¬4) الجرح والتعديل: 1/ 298، وطبقات الحنابلة: 1/ 14. (¬5) سير أعلام النبلاء: 11/ 198. (¬6) الجرح والتعديل: 1/ 293.

413 - أبو بكر بن أبي شيبة

413 - أبو بكر بنُ أبي شَيبَة * (خ، م، د، س، ق) الحافظُ الثَّبت، العديم النَّظير، عبدُ اللهِ بنُ محمد بن أبي شَيبة إبراهيم بن عثمان بن خُواسْتَي العبسيُّ مولاهم الكوفي، صاحبُ "المسند" و "المصنف" وغير ذلك. سمع من: شَريك القاضي، وأبي الأَحْوص، وابن المبارك، وابنِ عُيَينة، وجَرير بن عبد الحميد، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابنُ ماجة، وأبو زُرْعة، وأبو بكر بنُ أبي عاصم، وبقي بنُ مَخْلَد، والبَغَوي، وجعفر الفِرْيابي، وخلائق. قال أحمد: أبو بكرٍ صدوق، هو أحبُّ إليَّ من أخيه عثمان (¬1). وقال العِجْلي: ثقةٌ حافظ (¬2). وقال الفلّاس: ما رأيتُ أحفظَ من أبي بكر بن أبي شَيبة. وكذا قال أبو زُرْعة الرّازي (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 413، طبقات خليفة: ت 1341، التاريخ الصغير: 2/ 365، ثقات العجلي: ص 276، الجرح والتعديل: 5/ 160، فهرست النديم: ص 285، تاريخ بغداد: 10/ 66، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 259، المعجم المشتمل: ص 158، تهذيب الكمال: ورقة 733، سير أعلام النبلاء: 11/ 122 - 127، تذكرة الحفاظ: 2/ 432، ميزان الاعتدال: 2/ 490، العبر: 1/ 421، تذهيب التهذيب: 2/ 183، الكاشف: 2/ 111، البداية والنهاية: 10/ 315، تهذيب التهذيب: 2/ 6، طبقات الحفاظ: ص 189، خلاصة تذهيب الكمال: ص 212، طبقات المفسرين: 1/ 246، شذرات الذهب: 2/ 85، هدية العارفين: 1/ 440، الرسالة المستطرفة: ص 40، تاريخ التراث العربي: 1/ 161. (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 160. (¬2) ثقات العجلي: ص 276. (¬3) انظر "تاريخ بغداد" 10/ 69.

414 - إسحاق بن إبراهيم

وقال أبو عُبيد: انتهى الحديثُ إلى أربعة، فأبو بكر بنُ أبي شَيبة أسردُهُم له، وأحمد أفقهُهُم فيه، وابنُ مَعين أجمعُهُم له، وابنُ المديني أعلمُهُم به (¬1). وقال صالح بنُ محمد: أعلمُ مَنْ أدركتُ بالحديث وعِلَلِه علي ابنُ المديني، وأحفظُهُم له عند المذاكرة أبو بكر بنُ أبي شَيبة (¬2). وقال الخطيب: كان أبو بكرٍ متقنًا حافظًا، صنَّف المسند، والأحكام، والتَّفسير (¬3). قال البخاري: مات في المحرم سنةَ خمسٍ وثلاثين ومئتين. 414 - إسحاق بن إبراهيم * (خ، م، د، ت، س) الإمامُ الحافظ، الفقيهُ الكبير، شيخُ أهل المشرق، أبو يعقوب ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 69. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 70. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 66. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 379، التاريخ الصغير: 1/ 368، الجرح والتعديل: 2/ 209، فهرست النديم: ص 286، حلية الأولياء: 9/ 234، تاريخ بغداد: 6/ 345، طبقات الشيرازي: ص 94، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 28، طبقات الحنابلة: 1/ 109، أنساب السمعاني: 6/ 60، المعجم المشتمل: ص 74، وفيات الأعيان: 1/ 199، تهذيب الكمال: 2/ 373 - 388 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 358 - 383، ميزان الاعتدال: 1/ 182، تذكرة الحفاظ: 2/ 433، العبر: 1/ 426، الكاشف: 1/ 59، الوافي بالوفيات: 8/ 386، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 83، البداية والنهاية: 10/ 317، تهذيب التهذيب 1/ 216، النجوم الزاهرة: 2/ 290، طبقات الحفاظ: ص 188، خلاصة تذهيب الكمال: ص 27، طبقات المفسرين: 1/ 102، شذرات الذهب: 2/ 89، هدية العارفين: 1/ 197، الرسالة المستطرفة: ص 65، تهذيب ابن عساكر: 2/ 409، تاريخ التراث العربي: 1/ 163.

التَّميميُّ الحَنْظَليُّ المروزي، ويعرف بابنِ راهويه (¬1)، نزيل نَيسابور. ولد سنةَ إحدى وستِّين ومئة. وسمع: ابنَ المبارك وهو صغير، وجَرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن عبد الصَّمد العَمِّي، وفُضيل بنَ عِيَاض، وعيسى بنَ يونس، والدَّراوَرْدي، وطبقتهم. وعنه: الجماعة سوى ابنِ ماجة، وأحمد، وابنُ مَعين، وشيخُه يحيى بنُ آدم، والحسنُ بنُ سُفيان، وأبو العبّاس السَّرّاج، وخلائق. قال محمدُ بنُ أسلم الطُّوسي -وبلغَهُ موتُ إسحاق: ما أعلمُ أحدًا كان أخشى للهِ من إسحاق، يقول الله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (¬2)، وكان أعلمَ النّاس، ولو كان الثَّوريُّ والحمّادان في الحياة لاحتاجوا إليه (¬3). وعن أحمد قال: لا أعلمُ لإسحاقَ بالعراق نظيرًا (¬4). وقال النَّسائي: ثقةٌ، مأمون، إمام (¬5). وقال أبو زُرْعة: ما رُئي أحفظ من إسحاق (¬6). ¬

_ (¬1) قال ابن خلكان في "وفياته" 1/ 200: "راهويه: لقب أبيه أبي الحسن إبراهيم، وإنما لقب بذلك لأنه ولد في طريق مكة، والطريق بالفارسية "راه" و"ويه" معناه: وُجد، فكأنه وجد في الطريق". وانظر أيضًا "أنساب السمعاني" 6/ 60. (¬2) سورة فاطر، الآية: 28. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 349. (¬4) المصدر السابق. (¬5) تاريخ بغداد: 6/ 350. (¬6) تاريخ بغداد: 6/ 353.

415 - إبراهيم بن محمد بن عرعرة

وقال أبو حاتم: العجبُ من إتقانِهِ وسلامَتِهِ من الغَلَطِ مع ما رُزِقَ من الحِفظ (¬1). وقال عبدُ الله بنُ أحمد بن شبّويه: سمعتُ أحمد بنَ حنبل يقول: إسحاق لم نلقَ مثلَه (¬2). ومناقبُه كثيرة رحمه الله. قال البخاري: مات ليلةَ نصف شعبان سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومئتين، وله سبعٌ وسبعون سنة. 415 - إبراهيمُ بنُ محمَّد بن عَرْعَرة * (م، س) ابن البِرِنْد، الحافظُ الصَّدوق، أبو إسحاق السَّامي (¬3) البصري. روى عن: جعفر بن سُليمان الضُّبَعي، وغُنْدر، ويحيى القطّان، وعدَّة. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 353. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 351. * طبقات ابن سعد: 7/ 359، الجرح والتعديل: 2/ 130، تاريخ بغداد: 6/ 148 وتصحفت في مطبوعه (البرند) إلى (اليزيد)، الإكمال لابن ماكولا: 4/ 557، أنساب السمعاني: 7/ 16، المعجم المشتمل: ص 68، الباب: 2/ 95، تهذيب الكمال: 2/ 178 - 182 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 479 - 483، ميزان الاعتدال: 1/ 56، العبر: 1/ 408، تذهيب التهذيب: 1/ 41، الكاشف: 1/ 46، تذكرة الحفاظ: 2/ 435، تهذيب التهذيب: 1/ 155، طبقات الحفاظ: ص 189، خلاصة تذهيب الكمال: ص 21، شذرات الذهب: 2/ 70. (¬3) في الأصل والشذرات (الشامي) خطأ، والتصويب من مصادر الترجمة. انظر مثلًا "أنساب السمعاني" 7/ 16.

416 - خليفة بن خياط

وعنه: مسلم، وأبو زُرْعة، وأبو يَعْلى، وأحمدُ بنُ الحسن الصُّوفي، وخلق. قال أبو حاتم: صَدوق (¬1). ونُقل عن الْأَثرم، عن أحمد أنَّه غمزَه (¬2). ووثقه ابنُ مَعين. وقال عثمان بن خُرَّزاذ: أحفظُ مَنْ رأيتُ أربعة، فذكر منهم إبراهيم (¬3). مات في رمضان سنةَ إحدى وثلاثين ومئتين. 416 - خَليفةُ بنُ خَيّاط * (خ) الإمام الحافظ، أبو عَمرو العُصْفُريُّ البصري، المعروف بشَبَاب. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 130. (¬2) انظر "تاريخ بغداد": 6/ 149. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 150. وانظر "تهذيب الكمال" ورقة 1278 ضمن ترجمة محمد بن المنهال. * مقدمة كتابه "الطبقات"، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 191، ضعفاء العقيلي: 2/ 22، الجرح والتعديل: 3/ 378، الكامل لابن عدي: 3/ 935، فهرست النديم: ص 288، أنساب السمعاني: 8/ 467، المعجم المشتمل: ص 116، اللباب: 2/ 344، وفيات الأعيان: 2/ 243، تهذيب الكمال: ورقة 378، سير أعلام النبلاء: 11/ 472 - 474، تذكرة الحفاظ: 2/ 436، العبر: 1/ 432، ميزان الاعتدال: 1/ 665، تذهيب التهذيب: 1/ 211، الكاشف: 1/ 216، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 275، تهذيب التهذيب: 3/ 160، طبقات الحفاظ: ص 190، خلاصة تذهيب الكمال: ص 106، شذرات الذهب: 2/ 94، هدية العارفين: 1/ 350، الرسالة المستطرفة: ص 139، تاريخ التراث العربي: 1/ 164.

417 - أبو خيثمة

صنف "التاريخ" و "الطبقات". وسمع: ابن عُيَينة، ويزيدَ بنَ زُريع، وغُنْدرًا، والطبقة. وعنه: البخاري، وبقي، وعَبْدان، وأبو يَعْلى، وغيرهم. قال ابنُ حبّان: كان متقنًا، عالمًا بأيام الناسِ وأنسابهم (¬1). وغمزَهُ ابنُ المديني. وقال ابنُ عدي: له حديث كثير، و"تاريخ" حسن، وكتابٌ في "طبقات الرِّجال" (¬2)، وهو مستقيم الحديث، صدوق، من متيقِّظي رواة الحديث (¬3). مات سنةَ أربعين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 417 - أبو خيثمة * (خ، م، د، س، ق) زُهير بنُ حرب النَّسائي، الحافظ الكبير، محدِّث بغداد. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 379. (¬2) لهذا الكتاب أكثر من طبعة، إحداها نشرت في دمشق بعناية الدكتور سهيل زكار، وهي التي اعتمدناها كمصدر لبعض تراجم كتابنا هذا. (¬3) انظر "الكامل" لابن عدي: 3/ 935. * تاريخ البخاري الكبير: 3/ 429، التاريخ الصغير: 2/ 362، المعرفة والتاريخ: 1/ 209، وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 591، فهرست النديم: ص 286، تاريخ بغداد: 8/ 482، أنساب السمعاني: 12/ 79، المعجم المشتمل: ص 123، تهذيب الكمال: ورقة 435، سير أعلام النبلاء: 11/ 489 - 492، تذهيب التهذيب: 1/ 240، تذكرة الحفاظ: 2/ 437، العبر: 1/ 416، الكاشف: 1/ 255، البداية والنهاية: 10/ 312، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 295، تهذيب التهذيب: 3/ 342، النجوم الزاهرة: 2/ 276، طبقات الحفاظ: ص 191، خلاصة تذهيب الكمال: ص 123، شذرات الذهب: 2/ 80، هدية العارفين: 1/ 375، الرسالة المستطرفة: ص 56، تاريخ التراث العربي: 1/ 159.

418 - سليمان بن عبد الرحمن

سمع: هُشيمًا، وابنَ عُيَينة، وجريرًا، وابنَ إدريس، وخلقًا. وعنه: ابنُه الحافظ أبو بكر أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابنُ ماجة، وأبو يَعْلى، والبَغَوي، وخلق. وثَّقه ابنُ مَعين، وغيرُه. وقال يعقوب بنُ شيبة: هو أثبتُ من أبي بكر بن أبي شَيبة (¬1). وقال النَّسائي: ثقة مأمون (¬2). وقال الفِرْيابي: سألتُ ابنَ نُمير عن أبي خَيثمة وأبي بكر بن أبي شَيبة، أيّما أحبُّ إليك أبو خيثمة أو أبو بكر؟ فقال: أبو خَيثمة. وجعل يَطْريه (¬3). توفي سنةَ أربعٍ وثلاثين ومئتين، عن أربعٍ وسبعين سنة. رحمه اللهُ تعالى. 418 - سليمانُ بنُ عبد الرّحمن * (خ، 4) الحافظ، أبو أيوب (¬4) الدمشقي، ابنُ بنتِ شُرحبيل بن مسلم الخَوْلاني. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 483. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. * تاريخ البخاري الكبير: 4/ 24، المعرفة والتاريخ: 1/ 209، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 285 وغيرها، الجرح والتعديل: 4/ 129، المعجم المشتمل: ص 135، تهذيب الكمال: ورقة 543، سير أعلام النبلاء: 11/ 136 - 139، تذكرة الحفاظ: 2/ 438، العبر: 1/ 413، ميزان الاعتدال: 2/ 212، تذهيب التهذيب: 2/ 52، الكاشف: 1/ 317، البداية والنهاية: 10/ 312، تهذيب التهذيب: 4/ 207، طبقات الحفاظ: ص 192، خلاصة تذهيب الكمال: ص 153، شذرات الذهب: 2/ 78. (¬4) في الأصل والتذكرة: أبو سليمان، خطأ. والتصويب من مصادر الترجمة.

سمع: إسماعيلَ بنَ عيّاش، ويحيى بنَ حمزة، والوليد بنَ مسلم، وابنَ عُيَينة، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، وأبوا زُرْعة، وجعفر الفِرْيابي، وغيرهم. مولده سنةَ ثلاث وخمسين ومئة. قال أبو زُرْعة النَّصْري: حدَّثنا سُليمان فقيهُ أهل دمشق (¬1). وقال ابنُ مَعين: ليس به بأس، له مناكير (¬2). وقال أبو داود: يُخطئ كما يُخطئ النّاس، وهو خيرٌ من هشام بن عمّار (¬3). وقال الدَّارقطني: ثقة، عنده مناكير عن الضعفاء (¬4). وقال الجوزجاني: لم يأذنْ لنا سليمانُ بنُ بنت شُرحبيل أيامًا، فلمّا دخلنا قال: بَلَغَني ورودُ هذا الغلام الرازي -يعني: أبا زُرْعة- فدرستُ للقائه ثلاث مئة ألف حديث (¬5). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 544. (¬2) انظر "الجرح والتعديل": 4/ 129. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 544. (¬4) "سؤالات الحاكم للدارقطني": ص 217. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 544.

419 - عبيد الله بن عمر بن ميسرة

وقد استخفَّ به أبو حاتم (¬1). مات في صفر سنةَ ثلاثٍ وثلاثين ومئتين بدمشق. رحمه اللهُ تعالى. 419 - عُبيد اللَّهِ بنُ عمر بن مَيسَرة * (خ، م، د، س) الحافظُ الكبير، أبو سعيد البصري القَواريري، مولى بني جُشَم. سمع: حمّاد بنَ زيد، وعبدَ الوارث، ومسلمًا الزَّنجي، والدَّراوردي، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وأبو يَعْلى، والبَغَوي، وخلق. قال ابن مَعين والنَّسائي: ثقة (¬2). ¬

_ (¬1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 129: "سمعت أبي يقول: سليمان بن شرحيل صدوق مستقيم الحديث، ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حد لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم، وكان لا يميز". * طبقات ابن سعد: 7/ 350، تاريخ البخاري الكبير: 5/ 395، التاريخ الصغير: 2/ 366، ثقات العجلي: ص 318، الجرح والتعديل: 5/ 327، تاريخ بغداد: 10/ 320، أنساب السمعاني: 10/ 255، المعجم المشتمل: ص 180، تهذيب الكمال: ورقة 890، سير أعلام النبلاء: 11/ 442 - 446، العبر: 1/ 422، الكاشف: 2/ 203، تذهيب التهذيب: 3/ 20، تذكرة الحفاظ: 2/ 438، البداية والنهاية: 10/ 315، تهذيب التهذيب: 7/ 40، طبقات الحفاظ: ص 192، خلاصة تذهيب الكمال: ص 252، شذرات الذهب: 2/ 85. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 321 و 322.

420 - محمد بن عبد الله بن نمير

وقال أحمد بنُ سيّار: لم أرَ مثلَ مسدِّدٍ بالبصرة، والقَواريري ببغداد، وذكر آخر (¬1). وقال صالح جَزَرَة: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بحديث البصرة من القَواريري، وابن المديني، وابن عَرْعَرة (¬2). وقال ثعلب: سمعتُ من القَواريري مئةَ ألف حديث (¬3). مات سنةَ خمسٍ وثلاثين ومئتين. 420 - محمدُ بنُ عبد الله بن نُمَير * (ع) الإمام الحافظ الثبت، أبو عبد الرحمن الهَمْدانيُّ الخارِفيُّ الكوفي، أحد الأعلام. ¬

_ (¬1) تتمة لفظه كما في "تاريخ بغداد"10/ 321: وصدقة بمرو. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 322. (¬3) تاريخ بغداد: 5/ 205 ضمن ترجمة ثعلب. * طبقات ابن سعد: 6/ 413، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 144، التاريخ الصغير: 2/ 364، ثقات العجلي: ص 406، المعرفة والتاريخ: 1/ 209، الجرح والتعديل: 1/ 320 و 7/ 307، الإكمال لابن ماكولا: 3/ 236، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 442، أنساب السمعاني: 5/ 14، المعجم المشتمل: ص 252، اللباب: 1/ 410، تهذيب الكمال: ورقة 1226، سير أعلام النبلاء: 11/ 455، تذكرة الحفاظ: 2/ 439، العبر: 1/ 418، الكاشف: 3/ 58، تهذيب التهذيب: 3/ 222، الوافي بالوفيات: 3/ 304، البداية والنهاية: 10/ 312، تهذيب التهذيب: 9/ 282، طبقات الحفاظ: ص 192، خلاصة تذهيب الكمال: ص 346، شذرات الذهب: 2/ 81.

سمع: أباه، والمُطَّلب بن زياد، وابنَ عُيَينة، وابنَ إدريس، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وبقيُّ بنُ مَخْلَد، ومطيَّن، وأبو يَعْلى، وخلائق. كان أحمدُ بنُ حنبل يعظِّم ابنَ نُميرٍ تعظيمًا عجبًا، ويقول: هو درَّةُ العراق (¬1). وقال ابنُ الجنيد: ما رأيتُ بالكوفة مثلَه، جمعَ العِلم والفَهم والسُّنَّة والزُّهد، وكان فقيرًا (¬2). وقال أبو حاتم: ثقة حجَّة (¬3). وقال النسائي: ثقة مأمون (¬4). وعن أحمد بن صالح قال: ما رأيتُ بالعراق مثلَ أحمدَ وابنِ نُمير (¬5). قال البخاري: مات في شعبان -أو في رمضان- سنةَ أربعٍ وثلاثين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 1/ 320 و 7/ 307. (¬2) الجرح والتعديل: 1/ 321. (¬3) الجرح والتعديل: 7/ 307. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 1226. (¬5) سير أعلام النبلاء: 11/ 457.

421 - أبو جعفر النفيلي

421 - أبو جعفر النُّفَيلي * (خ، 4) الحافظُ الثَّبتُ المسندُ الإمامُ العلّامة، عبدُ الله بنُ محمد بن علي بن نُفَيل بن زرّاع القُضاعيُّ الحَرّاني. لقي: محمدَ بنَ عمران الحُجُبيَّ المدني، ومالكًا، وزُهير بنَ معاوية، وعُفَير بنَ مَعْدان، وخلقًا. وعنه: أبو داود، وأحمد، وابنُ معَين، والذُّهلي، ومحمدُ بنُ إبراهيم البوشَنْجي، والفِرْيابي، وخلق، وروى البخاريُّ عن رجل عنه. قال أبو عبيد الآجُرِّي: سمعت أبا داود يقول: ما رأيتُ أحفظَ من النُّفيلي. قال: وكان الشّاذكوني لا يقرُّ لأحدٍ في الحفظ إلَّا للنُّفيلي. وكان أحمد بنُ حنبل إذا ذكره يعظِّمُه، وما رأيتُ بيده كتابًا قطّ (¬1). وقال أبو حاتم: ثقة مأمون (¬2). وقال ابنُ وارَة: أحمدُ بنُ حنبل ببغداد، وأحمدُ بنُ صالح بمصر، وابنُ نُمير بالكوفة، والنُّفيلي بحرّان، هؤلاء أركان الدِّين (¬3). ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 5/ 189، التاريخ الصغير: 2/ 364، المعرفة والتاريخ: 1/ 209، الجرح والتعديل: 5/ 159، أنساب السمعاني: 12/ 126، المعجم المشتمل: ص 161، اللباب: 3/ 320، تهذيب الكمال: ورقة 739، سير أعلام النبلاء: 10/ 634 - 637، العبر: 7/ 411، تهذيب التهذيب: 2/ 185، تذكرة الحفاظ: 2/ 440، الكاشف: 2/ 114، تهذيب التهذيب: 6/ 16، طبقات الحفاظ: ص 193، خلاصة تذهيب الكمال: ص 213، شذرات الذهب: 2/ 80. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 739. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 159. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 739.

422 - الدولابي

وأما ابنُ نُمير فرويَ عنه أنَّه قال: النُّفيلى رابعُ أربعة: وكيع، وابن مَهْدي، وأبو نُعيم (¬1). مات في أحد الرَّبيعين سنةَ أربع وثلاثين ومئتين. ولولا تأخُر موته لذُكر في الطّبقة الماضِيَة. رحمه اللهُ تعالى. 422 - الدّولابي * (ع) الحافظُ المتقن، أبو جعفر، محمدُ بنُ الصبَّاح البزّاز، مولى مُزَينة، ومصنِّف "السنن". سمع: إسماعيلَ بنَ زكريّا، وشريكًا، وهُشيمًا، وابنَ أبي الزِّناد، وإسماعيلَ بن جعفر، وغيرهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأحمد، وابنُه، وإبراهيم الحَرْبي، وخلقٌ آخرُهم أبو العلاء محمدُ بنُ أحمد بن جعفر الوَكيعي. وثقه أحمد، وعظَّمَه (¬2). وقال أبو حاتم: ثقةٌ حجَّة (¬3). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 739. * طبقات ابن سعد: 7/ 342، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 118، التاريخ الصغير: 2/ 356، ثقات العجلي: ص 405، الجرح والتعديل: 7/ 289، تاريخ بغداد: 5/ 365، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 440، أنساب السمعاني: 5/ 370، المعجم المشتمل: ص 245، تهذيب الكمال: ورقة 1211، سير أعلام النبلاء: 10/ 670 - 672، ميزان الاعتدال: 3/ 584، العبر: 1/ 399، تذهيب التهذيب: 3/ 213، تذكرة الحفاظ: 2/ 441، الكاشف: 3/ 48، تهذيب التهذيب: 9/ 229، طبقات الحفاظ: ص 193، خلاصة تذهيب الكمال: ص 342، شذرات الذهب: 2/ 62، هدية العارفين: 2/ 11، الرسالة المستطرفة: ص 35. (¬2) انظر "تاريخ بغداد" 5/ 366. (¬3) الجرح والتعديل: 7/ 289.

وقال تَمْتام: حدَّثنا محمدُ بنُ الصبّاح الدّولابي، الثقةُ المأمون (¬1). وقال ابنُ حِبّان: وُلد بقرية دولاب من الرَّيّ (¬2). وقال ابنُ مَعين: ثقةٌ مأمون (¬3). وقال يعقوب بنُ شَيبة: ثقة، صاحبُ حديث، عالمٌ بهُشَيم (¬4). وقال ابنُ سعد: مات بالكرخ في المحرّم سنة سبع وعشرين ومئتين (¬5). وقال ولده أحمد: عاش أبي سبعًا وسبعين سنةً غيرَ شهرٍ أو شهرين (¬6). وقد مات في سنة سبع: أحمدُ بنُ حاتم الطويل، وإبراهيمُ بنُ بشّار الرَّمادي، وأبو النَّضر إسحاقُ بنُ إبراهيم بن يزيد الفَراديسي الدِّمشقي، وبشرُ بنُ الحارث الحافي، وإسماعيلُ بنُ عَمرو البَجَلي مسندُ وقته بأصْبهان، وسهلُ بنُ بكّار البصري، وأبو الْأَحوص محمدُ بن حيّان البَغَوي ببغداد، وشُعيبُ بنُ محرز البصري، ومحمدُ بنُ عبد الوهاب الحارثي، والهيثمُ بنُ خارجة، ويحيى بنُ بشر الحَرِيري، والخليفةُ أبو إسحاق المعتصم، وأحمدُ بنُ يونس، وسعيدُ بنُ منصور. وقد مضيا (¬7). رحمهم اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1211. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 5/ 366. (¬4) المصدر السابق. (¬5) طبقات ابن سعد: 7/ 342. (¬6) تهذيب الكمال: ورقة 1211. (¬7) يعني الأخيرين: أحمد بن يونس برقم (387) وسعيد بن منصور برقم (397).

423 - شيبان بن فروخ

423 - شَيبانُ بنُ فَرُّوخ * (م، د، س) الإمامُ الثِّقةُ المسند، محدِّثُ البصرة، أبو محمد بن أبي شَيبة الحَبَطِيُّ مولاهم الْأُبُلي البصري. سمع: جَرير بن حازم، وأبا الْأَشهب العُطاردي، وحمّاد بنَ سلَمة، ومباركَ بنَ فَضَالة، وأبانَ بنَ يزيد، والطبقة. وعنه: مسلم، وأبو داود، وجعفر الفِرْيابي، وعَبْدان الأهوازي، وأبو يَعْلى المَوْصلي، والبَغَوي، ومطيَّن، وخلق. قال عَبْدان: كان عنده خمسون ألف حديث، وهو عندهم أثبتُ من هُدْبة (¬1). وقال أبو زُرْعة: صدوق (¬2). وقال أبو حاتم: قدري، اضطُرَّ الناسُ إليه بأَخَرة (¬3). مات سنةَ ستٍّ وثلاثين ومئتين، وله ستٌّ وتسعون سنة. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 4/ 254، الجرح والتعديل: 4/ 357، أنساب السمعاني: (الأبلي) 1/ 121، المعجم المشتمل: ص 141، تهذيب الكمال: ورقة 591، سير أعلام النبلاء: 11/ 101 - 103، تذكرة الحفاظ: 2/ 443، العبر: 1/ 421، ميزان الاعتدال: 2/ 285، تذهيب التهذيب: 2/ 84، الكاشف: 2/ 15، البداية والنهاية: 10/ 315، طبقات القراء لابن الجزري، 1/ 329، تهذيب التهذيب: 4/ 374، طبقات الحفاظ: ص 194، خلاصة تذهيب الكمال: ص 168، شذرات الذهب: 2/ 85، تاريخ التراث العربي: 1/ 162. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 591. (¬2) الجرح والتعديل: 4/ 357. (¬3) المصدر السابق.

424 - عثمان بن أبي شيبة

424 - عثمانُ بنُ أبي شَيبَة * (خ، م، د، س، ق) الحافظُ الكبير، أبو الحسن الكوفي، صاحب "المسند" و "التفسير". سمع شريكًا، وهشيمًا، وإسماعيل بنَ عيّاش، وابنَ المبارك، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وابنُه محمد، وأبو يعْلى، وأحمدُ بن الحسن الصُّوفي، وجعفر الفِرْيابي، والبَغَوي، وخلائق. قال ابنُ مَعين: ثقةٌ مأمون (¬1). وسئل عنه أحمدُ بنُ حنبل فقال: ما علمتُ إلَّا خيرًا (¬2). وقد نُقل عنه أنَّه كان يصحِّف. ¬

_ * طبقات خليفة: ت 1342، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 250، التاريخ الصغير: 2/ 369، ثقات العجلي: ص 329، ضعفاء العقيلي: 3/ 222، الجرح والتعديل: 6/ 166، فهرست النديم: ص 285، تاريخ بغداد: 11/ 283، المعجم المشتمل: ص 185، تهذيب الكمال: ورقة 924، سير أعلام النبلاء: 11/ 151 - 154، تذكرة الحفاظ: 2/ 444، العبر: 1/ 430، ميزان الاعتدال: 3/ 35، تذهيب التهذيب: 3/ 34، الكاشف: 2/ 223، تهذيب التهذيب: 7/ 149، النجوم الزاهرة: 2/ 301، طبقات الحفاظ: ص 193، خلاصة تذهيب الكمال: ص 262، طبقات المفسرين: 1/ 379، شذرات الذهب: 2/ 92، هدية العارفين: 1/ 651، الرسالة المستطرفة: ص 66. (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 287. (¬2) المصدر السابق.

425 - علي بن محمد

وقال إبراهيم بن أبي طالب: جئتُه، فقال: إلى متى لا يموتُ إسحاقُ بنُ راهويه؟ فقلت له: شيخٌ مثلك يتمنَّى هذا! قال: دعني، فلو مات لصَفَا لي جريرُ بنُ عبد الحميد (¬1). عاش عثمان بعد إسحاق خمسةَ أشهر، ومات في أول سنة تسعٍ وثلاثين ومئتين. 425 - عليُّ بنُ محمد * (ق) ابن إسحاق بن أبي شدّاد، وقيل بدل إسحاق: شَرْوَا، وقيل: نباتة، وقيل: عبد الرّحمن. الحافظُ الثَّبت، أبو الحسن الطَّنافِسيُّ الكوفي، محدِّث قَزوين وعالمُها. يروي عن: يَعْلى ومحمد ابني عُبيد وهما خالاه، وأبي معاوية، وابنِ عُيَينة، وابن وهب، والطّبقة. وعنه: ابن ماجة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بنُ أيوب الرازيّون، وخلق. وقد روى النَّسائيُّ عن زياد بن أيّوب عنه في "مسند" علي. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 287. * تاريخ البخاري الكبير: 6/ 295، الجرح والتعديل: 6/ 202، المعجم المشتمل: ص 196، تهذيب الكمال: ورقة 994، سير أعلام النبلاء: 11/ 459 - 461، العبر: 6/ 401، تذهيب التهذيب: 3/ 73، تذكرة الحفاظ: 2/ 445، الكاشف: 2/ 256، تهذيب التهذيب: 7/ 378، النجوم الزاهرة: 2/ 258، طبقات الحفاظ: ص 194، خلاصة تذهيب الكمال: ص 277، شذرات الذهب: 2/ 68.

426 - عمرو الناقد

قال أبو حاتم: ثقةٌ صدوق، هو أحبُّ إليَّ من أبي بكر بن أبي شَيبة في الفضل والصَّلاح، وأبو بكر أكثرُ حديثًا منه وأفهم (¬1). وقال أبو يَعْلى الخَليلي: أقام علي وأخوه بقَزْوين، وارتحلَ اليهما الكبار، ولهما محلٌّ عظيم. قال: وتوفي علي في سنة ثلاثٍ وثلاثين ومئتين (¬2). 426 - عَمْرو النَّاقد * (خ، م، د) هو الحافظ الكبير، أبو عثمان عَمْرو بنُ محمد بن بُكير بن شابور البغدادي، نزيل الرَّقة. سمع: هشيمًا، وأبا خالد الأحمر، ومُعْتمرًا، وابنَ عُيَينة، وعدَّة. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو يَعْلى، والبَغَوي، والفِرْيابي، وخلائق. قال أحمد بنُ حنبل وغيرُه: كان يتحرّى الصِّدق (¬3). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 202. (¬2) إرشاد الخليلي: ورقة / 125 ب، 126 / أ. * طبقات ابن سعد: 7/ 358، تاريخ البخاري الكبير: 6/ 375، التاريخ الصغير: 2/ 362، الجرح والتعديل: 6/ 262، تاريخ بغداد: 12/ 205، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 368، أنساب السمعاني: 12/ 20، المعجم المشتمل: ص 206، تهذيب الكمال: ورقة 1052، سير أعلام النبلاء: 11/ 147 - 148، ميزان الاعتدال: 3/ 287، تذهيب التهذيب: 3/ 109، تذكرة الحفاظ: 2/ 445، الكاشف: 2/ 294، تهذيب التهذيب: 8/ 96، النجوم الزاهرة: 2/ 265، طبقات الحفاظ: ص 194، خلاصة تذهيب الكمال: ص 293، شذرات الذهب: 2/ 75. (¬3) تاريخ بغداد: 12/ 206.

427 - قتيبة بن سعيد

وقال أبو حاتم: ثقةٌ أمين (¬1). وقال الحسينُ بنُ فَهْم: ثقة فقيه، صاحبُ حديث، من الحفاظ المعدودين (¬2). توفي لأربع خلون من ذي الحجّة سنةَ اثنتين وثلاثين ومئتين. 427 - قتَيبَةُ بن سَعيد * (ع) الإِمامُ الحافظ، محدِّث خُراسان، أبو رجاء الثَّقفي مولاهم البلخيُّ البَغْلاني. ولد سنة تسع وأربعين ومئة. وروى عن: مالك، واللَّيث، وابن لَهِيعة، وشريك، وطبقتهم. وعنه الجماعةُ سوى ابن ماجة، وموسى بنُ هارون، والحسنُ بنُ سفيان، والفِرْيابي وأبو العبَّاس السرّاج، وخلائق. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 262. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 206. * طبقات ابن سعد: 7/ 379، طبقات خليفة: ت 3161، تاريخ البخاري الكبير: 7/ 195، التاريخ الصغير: 2/ 372، المعرفة والتاريخ: 2/ 211، الجرح والتعديل: 7/ 140، تاريخ بغداد: 12/ 464، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 426، طبقات الحنابلة: 1/ 257، أنساب السمعاني: 2/ 257، المعجم المشتمل: ص 218، اللباب: 1/ 164، تهذيب الكمال: ورقة 1125، سير أعلام النبلاء: 11/ 13 - 24، العبر: 1/ 433، تذهيب التهذيب: 3/ 157، تذكرة الحفاظ: 2/ 446، الكاشف: 2/ 341، تهذيب التهذيب: 8/ 358، النجوم الزاهرة: 2/ 303، طبقات الحفاظ: ص 195، خلاصة تذهيب الكمال: ص 318، شذرات الذهب: 2/ 94، هدية العارفين: 1/ 835.

428 - محمد بن المنهال

وكان ثقة، عالمًا، صاحبَ حديثٍ ورحلات، وكان غنيًّا متموِّلًا. قال أحمد بن سيار: قال لي قُتيبة: أقم عندي هذه الشتوة حتى أُخرج إليك مئة ألف حديث عن خمسة. وقال ابنُ سيَّار: كان ثبتًا صاحبَ سنّة، كتب الحديث عن ثلاث طبقات (¬1). وقال ابنُ مَعين: ثقة (¬2). وقال النَّسائي: ثقة مأمون (¬3). مات في شعبان سنةَ أربعين ومئتين، عن إحدى وتسعين سنة. 428 - محمد بن المِنْهال * (خ، م، د، س) التَّميميُّ البصريُّ الضَّرير، الحافظُ الثِّقة، أبو جعفر. سمع: جعفر بنَ سُليمان، ويزيدَ بنَ زُرَيع، وأبا عَوَانة، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والدّارميّان، وأبو يَعْلى الموصلي، ويوسف القاضي، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 468 - 469. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 469. (¬3) المصدر السابق. * ثقات العجلي: ص 414، الجرح والتعديل: 8/ 92، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 451، المعجم المشتمل: ص 274، تهذيب الكمال: ورقة 1278، سير أعلام النبلاء: 10/ 642 - 644، تذكرة الحفاظ: 2/ 447، العبر: 1/ 410، الكاشف: 3/ 88، تذهيب التهذيب: 4/ 1 / ب، دول الإسلام: 1/ 139، نكت الهميان: ص 276، تهذيب التهذيب: 9/ 475، طبقات الحفاظ: ص 195، خلاصة تذهيب الكمال: ص 360، شذرات الذهب: 2/ 71.

قال العِجْلي: ثقةً بصري، لم يكنْ له كتاب، سألتُه: ألك كتاب؟ قال: كتابي صَدْري (¬1). وقال عثمان بن خُرَّزاذ: أحفظُ مَنْ رأيتُ أربعة: محمد بن المِنْهال الضَّرير، وابن عَرْعرة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم (¬2). وذكر أبو يَعْلى الموصليُّ ابنَ المِنْهال ففخّم أمرَه، وذكر أنَّه كان أحفظ مَنْ بالبصرة في وقته وأثبتَهُم في يزيدَ بين زُريع. قال: وتوفي في شعبان سنة إحدى وثلاثين ومئتين (¬3). فأما: محمد بنُ المِنْهال (¬4) البصريُّ العطار، فهو أخو حجّاج بن مِنْهال، وهو ثقةٌ معروف. يروي عن: جعفر بن سُليمان، ويزيدَ بنِ زريع أيضًا. وعنه: أبو زُرْعة، ومطيَّن، وأبو يَعْلى. مات مع صاحب الترجمة في سنةٍ واحدة. لكن هو بصير، والأوّل ضرير. ¬

_ (¬1) ثقات العجلي: ص 414. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1278. وقد تقدم الخبر في ترجمة إبراهيم بن محمد بن عرعرة. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1278. (¬4) ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 10/ 645.

429 - محمد بن مهران

429 - محمدُ بن مِهْران * (خ، م، د) الحافظُ الأوحد، أبو جعفر الرّازي الجَمَّال. سمع: مُعتمر بن سُليمان، والدَّراوَرْدي، وابنَ عُيَينة، وعيسى بنَ يونس، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وأبو العبّاس السراج، وموسى بنُ هارون، وعدَّة. قال أبو حاتم: كان الجمَّال أوسعَ حديثًا من إبراهيم بن موسى الفرّاء (¬1). وقال أبو بكر الْأعْيَن: مشايخ خُراسان ثلاثة: قُتيبة بنُ سعيد، ومحمدُ بنُ مِهْران، وعلي بنُ حُجر (¬2) مات سنةَ تسعٍ وثلاثين ومئتين. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 245، التاريخ الصغير: 2/ 370، الجرح والتعديل: 8/ 93، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 451، أنساب السمعاني: 3/ 294، تهذيب الكمال: ورقة 1278، سير أعلام النبلاء: 11/ 143 - 145، العبر: 1/ 430، الكاشف: 3/ 88، تذهيب التهذيب: 4/ 3، تذكرة الحفاظ: 2/ 448، الوافي بالوفيات: 5/ 81، تهذيب التهذيب: 9/ 478، طبقات الحفاظ: ص 195، خلاصة تذهيب الكمال: ص 361، شذرات الذهب: 2/ 92. (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 93، إبراهيم بن موسى: هو صاحب الترجمة القادمة. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1279.

430 - إبراهيم بن موسى

430 - إبراهيم بن موسى * (ع) الحافظُ الكبير، أبو إسحاق الرّازي الفرّاء. سمع: أبا الأحوص، وجَرير بن عبد الحميد، ويحيى بنَ أبي زائدة، والوليدَ بنَ مسلم، والطبقة. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، ومحمدُ بنُ إسماعيل التّرمذي، وخلق. قال أبو زرعة: هو أتقنُ من أبي بكر بن أبي شَيبة، وأصح حديثًا، وأحفظُ من صفوان بن صالح (¬1). وقال أبو زرعة: كتبتُ عن إبراهيم بن موسى مئة ألف حديث، وعن ابن أبي شَيبة كذلك (¬2). وقال النّسائي: ثقة (¬3). وقال أبو حاتم: هو من الثِّقات، هو أتقنُ من محمد بن مِهْران الجمّال (¬4). مات في حدود الثلاثين ومئتين، أو قبل ذلك. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 327، الجرح والتعديل: 2/ 137، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 18، المعجم المشتمل: ص 70، تهذيب الكمال: 2/ 219 - 220 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 140 - 143، الكاشف: 1/ 49، تذهيب التهذيب: 1/ 44، تذكرة الحفاظ: 2/ 449، العبر: 7/ 401، تهذيب التهذيب: 1/ 170، طبقات الحفاظ: ص 196، خلاصة تذهيب الكمال: ص 22، شذرات الذهب: 2/ 69. (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 137. (¬2) تهذيب الكمال: 2/ 220. (¬3) المصدر السابق. (¬4) الجرح والتعديل: 2/ 137.

431 - علي بن حجر

431 - عليُّ بنُ حُجْر * (خ، م، ت، س) ابن إياس، الحافظُ الكبير، أبو الحسن السَّعْديُّ المَرْوزي. سمع: شريكًا، وإسماعيلَ بنَ جعفر، وهُشيمًا، وابنَ المبارك، وخلقًا. وعنه الجماعة سوى أبي داود وابن ماجة، وابنُ خُزَيمة، والحسنُ بن سُفيان، وخلق. وكان حافظًا فاضلًا، تركَ بغداد ثم تحوَّل إلى مرو. وله تصانيف منها "أحكام القرآن". وقال النَّسائي: ثقة، مأمون، حافظ (¬1). وقال الخطيب: كان صادقًا، متقنًا، حافظًا (¬2). وقال السرّاج: حدَّثنا قتيبةُ قال: كتبَ إليَّ علي بنُ حُجر: إنْ أحببتَ أن تستمتعَ ببصرك فلا تنظرْ بعد العصر في كتاب. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 6/ 272، التاريخ الصغير: 2/ 379، الجرح والتعديل: 6/ 173، تاريخ بغداد: 11/ 461، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 358، طبقات الحنابلة: 1/ 222، أنساب السمعاني: 7/ 84، المعجم المشتمل: ص 188، الباب: 2/ 118، تهذيب الكمال: ورقة 963، سير أعلام النبلاء: 11/ 507 - 513، الكاشف: 2/ 244، تذهيب التهذيب: 3/ 55، تذكرة الحفاظ: 2/ 450، العبر: 1/ 443، تهذيب التهذيب: 7/ 293، طبقات الحفاظ: ص 196، خلاصة تذهيب الكمال: ص 272، طبقات المفسرين: 1/ 395، شذرات الذهب: 5/ 102، هدية العارفين: 1/ 672، تاريخ التراث العربي: 1/ 166. (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 418. (¬2) تاريخ بغداد: 11/ 417.

432 - هشام بن عمار

توفي في منتصف جمادى الأولى سنةَ أربعٍ وأربعين ومئتين، وقد كمل التِّسعين. رحمه اللهُ تعالى. 432 - هِشامُ بنُ عَمَّار * (خ، 4) الإمام، شيخ الإسلام، أبو الوليد السُّلمي الدِّمشقي، خطيبُ دمشق، ومقرِئُها، ومحدِّثُها، ومُفتيها. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين ومئة. وحدَّث عن مالك، ومسلم الزَّنجي، وإسماعيلَ بنِ عياش، والهَيثم بن حميد، وخلائق. ورحل في طلب العلم. حدَّث عنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو عُبيد، وجعفر الفِرْيابي، وعَبْدان، وخلائق. وعرض القرآنَ على عِراك بن خالد، وأيوب بن تميم. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 473، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 199، التاريخ الصغير: 2/ 382، ثقات العجلي: ص 459، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: انظر الفهرس ص 793، الجرح والتعديل: 9/ 66، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 548، المعجم المشتمل: ص 312، تهذيب الكمال: ورقة 1446، سير أعلام النبلاء: 11/ 420 - 435، تذكرة الحفاظ: 2/ 451، العبر: 1/ 445، ميزان الاعتدال: 4/ 302، الكاشف: 3/ 197، معرفة القراء الكبار: 1/ 195، البداية والنهاية: 10/ 345، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 354، تهذيب التهذيب: 11/ 51، النجوم الزاهرة: 2/ 321، طبقات الحفاظ: ص 197، خلاصة تذهيب الكمال: ص 412، شذرات الذهب: 2/ 109، تاريخ التراث العربي: 1/ 166.

وتصدَّر للإقراء والاشتغال. تلا عليه أبو عُبيد مع تقدُّمِه، وأحمد بنُ يزيد الحُلواني، وإسماعيلُ بنُ الحُويرس، وأحمدُ بن مامويه (¬1)، وعدّة. وروى عنه من شيوخه الوليدُ بنُ مسلم، ومحمدُ بنُ شعيب. وثقه ابنُ مَعين وغيرُه. وقال ابنُ مَعين أيضًا: كيِّس كيِّس (¬2). وقال الدّارقطني: صدوق، كبير المحل (¬3). وروى عنه عَبْدان، قال: ما أعددتُ خطبةً منذ عشرين سنة. ثم قال عَبْدان: ما كان في الدنيا مثله (¬4). وقال محمد بن خُريم: سمعتُ هشامًا يقول في خطبتِه: قولوا الحقَّ يُنزلْكم الحق منازلَ أهل الحقِّ يومَ لا يُقضى إلَّا بالحقّ (¬5). وقال أبو زُرْعة الرّازي: مَنْ فاته هشامُ بنُ عمّار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث (¬6). مات في المحرم سنةَ خمسٍ وأربعين ومئتين. ¬

_ (¬1) في "التذكرة" حاموية، تصحيف. انظر "السير" 11/ 422 و "طبقات ابن الجزري" 2/ 355. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 66. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1447. (¬4) المصدر السابق. (¬5) المصدر السابق. (¬6) تهذيب الكمال: ورقة 1189 ضمن ترجمة محمد بن حميد الرازي.

433 - سهل بن زنجلة

433 - سَهلُ بنُ زَنْجَلَة * (ق) الإمام الحافظ، أبو عَمرو الرّازي الخيّاطُ الْأَشتر، صاحب السُّنن، وهو سَهلُ بنُ أبي سَهل. سمع: ابنَ عُيَينة، وأبا معاوية، وحفصَ بنَ غياث، وأبا بكر بنَ عيّاش، وجَرير بن عبد الحميد، والطّبقة. روى عنه: ابنُ ماجة، وإدريسُ بنُ عبد الكريم، وإبراهيم الحَرْبي، وأبو يَعْلى المَوْصلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي. وله رحلةٌ واسعة. وحدَّث ببغداد في سنة إحدى وثلاثين ومئتين. قال أبو حاتم: صدوق (¬1). وقال الخَلِيلي: ثقةٌ حجَّة. ارتحل مرَّتين، وله تصانيف، ولا يُقدَّم عليه في الإتقان والدِّيانة من أقرانه في وقته (¬2). وابنُهُ محمد يَروي عن عَمرو بن خالد، والنُّفَيلي. ¬

_ * الجرح والتعديل: 4/ 198، تاريخ بغداد: 9/ 116، المعجم المشتمل: ص 138، تهذيب الكمال: ورقة 556، سير أعلام النبلاء: 10/ 692 - 693، العبر: 1/ 409، تذهيب التهذيب: 2/ 61، تذكرة الحفاظ: 2/ 452، الكاشف: 1/ 325، تهذيب التهذيب: 4/ 251، طبقات الحفاظ: ص 197، خلاصة تذهيب الكمال: ص 157، هدية العارفين: 1/ 411، الرسالة المستطرفة: ص 35. (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 198. (¬2) إرشاد الخليلي: ورقة 118.

434 - سهل بن عثمان

434 - سَهل بنُ عثمان * (م) الحافظ، أبو مسعود العَسْكري، أحد الأعلام. سمع: حمّاد بنَ زيد، وشَريكًا، وأبا الْأَحوص، وعليَّ بنَ مُسْهر، وطبقتهم. وعنه مسلم، وجعفرُ بنُ أحمد بن فارس، وعَبْدان الأهوازي، وعليُّ بنُ أحمد بنِ بِسْطام، وخلق. وروى عنه من الكبار ابن المَديني. قال أبو حاتم: صدوق (¬1). وقال ابنُ أبي عاصم: توفي سنةَ خمس وثلاثين ومئتين. 435 - إبراهيمُ بنُ يوسُف * * (س) الإمام الحافظ، أبو إسحاق الباهلي البَلْخي، ويعرف بالماكِيَاني، عالم بلخ، وهو أخو عصام ومحمد. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 4/ 102، الجرح والتعديل: 4/ 203، أنساب السمعاني: 8/ 453، المعجم المشتمل: ص 139، تهذيب الكمال: ورقة 557، سير أعلام النبلاء: 11/ 454 - 455، العبر: 1/ 414، الكاشف: 1/ 326، تذهيب التهذيب: 2/ 61، تذكرة الحفاظ: 2/ 452، البداية والنهاية: 10/ 312، تهذيب التهذيب: 4/ 255، طبقات الحفاظ: ص 197، خلاصة تذهيب الكمال: ص 157، شذرات الذهب: 2/ 78. (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 203. * * الجرح والتعديل: 2/ 148، أنساب السمعاني: 11/ 92، المعجم المشتمل: ص 71، اللباب: 3/ 150، تهذيب الكمال: 2/ 251 - 255 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 62 - 63، تذكرة الحفاظ: 1/ 453، الكاشف: 1/ 51، ميزان الاعتدال: 1/ 76، العبر: 1/ 429، تذهيب التهذيب: 1/ 46، الوافي بالوفيات: 6/ 172، الجواهر المضيئة: 1/ 119، تهذيب التهذيب: 1/ 184، خلاصة تذهيب الكمال: ص 24، شذرات الذهب: 2/ 91، الفوائد البهية: ص 11، مشايخ بلخ من الحنفية: 1/ 64.

436 - سويد بن سعيد

روى عن: حمّاد بن زيد، ومالك، وشريك، وأبي الْأَحوص، وإسماعيلَ بنِ جعفر، وهُشيم، وطبقتهم. وعنه: النَّسائي، وجعفر بنُ محمد بن سَوّار، ومحمد بنُ عبد الله الدَّوِيري، ومحمد بن المنذر شَكَّر، وأحمدُ بنُ قدامة البَلْخي، ومحمد بنُ محمد بن الصّديق، وزكريّا خيّاطُ السُّنَّة، وخلق. وثَّقه النَّسائي، وابنُ حِبّان وتال: كان ظاهرُ مذهبِه الإِرجاء، واعتقادُهُ في الباطن السُّنَّة (¬1). وقال ابنُ الصديق: سمعتُه يقول: مَنْ وقف في القرآن فهو جَهْميّ (¬2). مات في جمادى الأولى سنةَ تسعٍ وثلاثين ومئتين. وكان مقاطعًا لقُتَيبةَ بنِ سعيد لأنَّه آذاه عند مالك فقال: هذا مُرجئ، فأقامه من مجلِسِه، وما سمع من مالك غيرَ حديثٍ واحد. 436 - سُوَيد بنُ سَعيد * (م، ق) الحافظُ الرحّالُ المعفر، أبو محمد الهرويُّ الحَدَثاني، سكن حديثةَ النورة تحت عانة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 2/ 253. (¬2) تهذيب الكمال: 2/ 254. * التاريخ الصغير: 2/ 373، الجرح والتعديل: 4/ 240، المجروحين والضعفاء: 1/ 352، الكامل لابن عدي: 3/ 1263، تاريخ بغداد: 9/ 228، أنساب السمعاني: 4/ 80، المعجم المشتمل: ص 137، معجم البلدان: 2/ 230، اللباب: 1/ 348، تهذيب الكمال: ورقة 561، سير أعلام النبلاء: 11/ 410 =

وحدَّث عن: مالك بالموطأ، وعن حفص بن مَيسرة، وشَريك القاضي، وإبراهيم بن سَعد، وعلي بنِ مُسْهر، وابنِ عُيَينة، وعدَّة. وعنه: مسلم، وابن ماجة، ومطيَّن، وابنُ ناجيَة، وعبد اللهِ بنُ أحمد الباغَنْدي، والبَغَوي، وخلق. فال البَغَوي: كان من الحفّاظ، كان أحمدُ بنُ حنبل ينتقي عليه لوَلدَيه (¬1). وقد بالغ ابن مَعين في الحطِّ عليه (¬2). وقال أبو حاتم: صدوق، كثيرُ التَّدليس (¬3). وقال أبو زُرْعة: أمّا كتبُه فصِحَاح، وأمّا إذا حدَّث من حِفظه فلا (¬4). وقال البخاري: عَميَ فلُقِّن ما ليس من حديثه. فيه نظر (¬5). وقال النَّسائي: ليس بثقة (¬6). قال البخاري: مات في شوال سنةَ أربعين ومئتين. ¬

_ = 420، تذكرة الحفاظ: 2/ 454، العبر: 1/ 432، ميزان الاعتدال: 2/ 248، تذهيب التهذيب: 2/ 64، الكاشف: 1/ 329، نكت الهميان: ص 162، تهذيب التهذيب: 4/ 272، النجوم الزاهرة: 2/ 303، طبقات الحفاظ: ص 198، خلاصة تذهيب الكمال: ص 159، شذرات الذهب: 2/ 94. (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 231. (¬2) انظر "تاريخ بغداد" 9/ 230 - 231. (¬3) الجرح والتعديل: 4/ 240. (¬4) تاريخ بغداد: 9/ 230. (¬5) التاريخ الصغير: 2/ 372. (¬6) الضعفاء والمتروكين: ص 51.

437 - محمد بن حاتم

437 - محمد بنُ حاتم * (م، د) ابن ميمون السَّمين، الإِمامُ الحافظ، أبو عبد الله المَرْوزيُّ ثم البغدادي. سمع: ابنَ إدريس، وابنَ عُيَينة، وابنَ عُلَيَّة، ووكيعًا، والقطّان، وغيرهم. وعنه: مسلم، وأبو داود، والحسنُ بنُ سفيان، وأحمدُ بنُ الحسن الصُّوفي، وآخرون. وثّقه ابنُ عديّ والدّارقطني. وقال الفلّاس: ليس بشيء (¬1). وهذا قول مردود. وقال ابنُ سعد: جمع كتابًا في تفسير القرآن، كتَبَهُ الناسُ عنه ببغداد. وكان ينزل قطيعةَ الرّبيع (¬2). مات في آخر سنة خمسٍ وثلاثين ومئتين. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 359، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 70، التاريخ الصغير: 2/ 366، المعرفة والتاريخ: 1/ 210، الجرح والتعديل: 7/ 237، حلية الأولياء: 10/ 336، تاريخ بغداد: 2/ 266، أنساب السمعاني: 7/ 155، المعجم المشتمل: ص 232، تهذيب الكمال: ورقة 1183، سير أعلام النبلاء: 11/ 450 - 451، تذكرة الحفاظ: 2/ 455، ميزان الاعتدال: 3/ 503، تذهيب التهذيب: 3/ 195، الكاشف: 3/ 27، الوافي بالوفيات: 2/ 315، تهذيب التهذيب: 9/ 101، طبقات الحفاظ: ص 2199، خلاصة تذهيب الكمال: ص 331، طبقات المفسرين: 2/ 117، شذرات الذهب: 2/ 86، هدية العارفين: 2/ 12. (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 267. (¬2) طبقات ابن سعد: 7/ 359.

438 - أحمد بن حميد

فأما محمدُ ينُ حاتم المصِّيصي (¬1) العابد -ولقبُه حِبِّي- فمن طبقة السَّمين. وكذا محمدُ بنُ حاتم الزَّمِّي (¬2). ومحمدُ بنُ حاتم بن بَزيع (¬3)، بقي إلى قريب عام خمسين ومئتين. فأما محمدُ بن حاتم بن نعيم المصِّيصي (¬4) فهو من صغار شيوخ النَّسائي، وبقي حتى لحقه ابنُ عدي. 438 - أحمدُ بنُ حُميد * (خ) الحافظ، أبو الحسن الكوفي الطُّرَيثيثي (¬5)، خَتَنُ عُبيد اللَّه بن موسى، ويعرف بدار أُمِّ سَلَمة (¬6). ¬

_ (¬1) ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 11/ 451 - 452. (¬2) ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 11/ 452 - 453. (¬3) ترجمته في "تاريخ بغداد": 2/ 268. (¬4) ترجمته في "تاريخ بغداد": 2/ 269. * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 2، ثقات العجلي: ص 47، الجرح والتعديل: 2/ 46، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 9، المعجم المشتمل: ص 43، تهذيب الكمال: 1/ 298 - 299 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 509 - 510، تذهب التهذيب: 1/ 9 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 456، الكاشف: 1/ 16، تهذيب التهذيب: 1/ 26، طبقات الحفاظ: ص 199، خلاصة تذهيب الكمال: ص 5. (¬5) هذه النسبة إلى "طريثيث" وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور. (¬6) قيل: لقب بدار أم سلمة على اسم موضع كان ينزله بالكوفة، وقل: لقب بذلك لأنه جمع حديث أم سلمة. انظر التعليق رقم (2) على المطبوع من "تهذيب الكمال" 1/ 298.

439 - داود بن عمرو

سمع: ابنَ المبارك، وحفصَ بنَ غياث، ويحيى بنَ أبي زائدة، وعُبيد الله الأشجعي. وعنه: البخاري، والدّارمي، وعبّاس الدُّوري، وحَنْبل، وخلق. وثَّقه أبو حاتم. توفي سنة عشرين ومئتين. 439 - داودُ بنُ عَمرو * (م، س) ابن زهير بن عَمرو بن جميل، أبو سُليمان الضَّبيُّ البغدادي الثِّقة، محدِّث بغداد. روى عن: جُويرية بن أسماء، وحمّاد بن زيد، ونافع بن عمر الجُمَحي، وشَريك، وأبي مَعْشر السِّندي، وإسماعيل بن عيّاش، وعدَّة. وعنه: مسلم، وأحمد، وإبراهيم الحَرْبي، والبَغَوي، وأحمدُ بنُ الحسن، وآخرون. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 349، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 236، الجرح والتعديل: 3/ 420، تاريخ بغداد: 8/ 363، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 132، طبقات الحنابلة: 1/ 155، المعجم المشتمل: ص 118، تهذيب الكمال: ورقة 389، سير أعلام النبلاء: 11/ 130 - 133، العبر: 1/ 402، الكاشف: 1/ 223، تذهيب التهذيب: 1/ 207، تذكرة الحفاظ: 2/ 457، تهذيب التهذيب: 3/ 195، النجوم الزاهرة: 2/ 254، طبقات الحفاظ: ص 199، خلاصة تذهيب الكمال: ص 110، شذرات الذهب: 2/ 64.

440 - أصبغ بن الفرج

قال أبو الحسن بنُ العطّار: رأيتُ أحمدَ بنَ حنبل يأخذُ لداود بن عَمرو بالرِّكاب (¬1). وقال البَغَوي: حدَّثنا داودُ بنُ عَمرو الثِّقةُ المأمون (¬2). وقال ابنُ مَعين: ليس به بأس (¬3). توفي في ربيع الأول سنةَ ثمانٍ وعشرين ومئتين. 440 - أَصْبَغ بنُ الفَرَج * (خ، س، ت) الفقيهُ الحافظ، أبو عبد الله الْأُموي، مولى عمر بن عبد العزيز. ولد بعدَ الخمسين ومئة. وحدَّث عن عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلم، وقيل: إنَّه أخذ عن أُسامة بن زيد أيضًا. وسمع من: الدَّراوَرْدي، وحاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، وابن وَهب، وطبقتهم. وتفقَّهَ بابن القاسم، وابنِ وَهب. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 364. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 365. * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 36، ثقات العجلي: ص 70، الجرح والتعديل: 2/ 321، طبقات الشيرازي: ص 153، ترتيب المدارك: 2/ 561، المعجم المشتمل: ص 83، وفيات الأعيان: 1/ 240، تهذيب الكمال: 3/ 304 - 307 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 656 - 658، تذكرة الحفاظ: 2/ 457، العبر: 1/ 393، الكاشف: 1/ 84، تذهيب التهذيب: 1/ 71 / ب، الديباج المذهب: 1/ 299، تهذيب التهذيب: 1/ 361، حسن المحاضرة: 1/ 308، طبقات الحفاظ: ص 200، خلاصة تذهيب الكمال: ص 39، شذرات الذهب: 2/ 56، هدية العارفين: 1/ 224، شجرة النور الزكية: 1/ 66.

روى عنه: البخاري، وأحمدُ بنُ الفرات، وأبو الدَّرداء عبدُ العزيز المَرْوزي، وبكرُ بنُ سهل الدِّمياطي، وأبو يزيد القَراطيسي، ويحيى بنُ عثمان بن صالح، وخلق. قال ابنُ مَعين: كان من أعلم خلقِ اللهِ برأي مالك، يعرفُها مسألةً مسألةً، متى قالها مالك، ومَنْ خالفه فيها (¬1)، وقال العِجْلي: ثقة، صاحبُ سنَّة (¬2). وقال أبو حاتم: كان أجلَّ أصحابِ ابن وهب (¬3). وقال ابنُ يونس: ذُكر لقضاء الدِّيار المصريَّة عند عبد اللهِ بن طاهر، فسَبَقَهُ سعيدُ بن عُفير (¬4). وقد كان الرّبيعُ والمُزَني يتفقَّهانِ بأصبغ قبل قدوم الشّافعي (¬5). وقد كتب المعتصم ليُحْمل إليه أصبغ في المِحْنة، فهربَ، واختفى بحُلوان (¬6). ومات في شوال سنةَ خمسٍ وعشرين ومئتين. ¬

_ (¬1) ترتيب المدارك: 2/ 563. (¬2) ثقات العجلي: ص 70 - 71. (¬3) الجرح والتعديل: 2/ 321. (¬4) تهذيب الكمال: 3/ 306. (¬5) انظر "ترتيب المدارك": 2/ 563. (¬6) انظر "ترتيب المدارك": 2/ 565.

441 - الحسن بن الربيع

441 - الحسنُ بنُ الرّبيع * (ع) البُوراني، الحافظُ الثِّقة، أبو علي البَجَليُّ الكوفي الخشَّاب الحَصَّار. حدَّث عن: عُبيد الله بن إياد، وعبد الجبّار بن الورد، وحمّاد بن زيد، وأبي الْأَحوص، ومَهْدي بن ميمون، وأبي إسحاق خازم الحُمَيسي، والطّبقة. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وعليُّ بن عبد العزيز، وسمّويه، وخلق. قال العِجْلي: ثقةٌ صالحٌ متعبّد، كان يَبيع البَواري (¬1). وقال أبو حاتم: كان من أوثقِ أصحاب عُبيد الله بن إدريس (¬2). وقال ابنُ سعد: مات في رمضان سنةَ إحدى وعشرين ومئتين، وكان من أصحاب ابن المبارك (¬3). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 6/ 409، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 294، التاريخ الصغير: 2/ 341، ثقات العجلي: ص 114، المعرفة والتاريخ: 1/ 171 وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 13، تاريخ بغداد: 7/ 307، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 81، أنساب السمعاني: 2/ 324، المعجم المشتمل: ص 98، اللباب: 1/ 184، تهذيب الكمال: 6/ 147 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 399 - 400، العبر: 1/ 381، تذهيب التهذيب: 1/ 136 / ب، تذكرة الحفاظ: 8/ 400، الكاشف: 1/ 161، تهذيب التهذيب: 2/ 277، طبقات الحفاظ: ص 200، خلاصة تذهيب الكمال: ص 78، شذرات الذهب: 2/ 48. (¬1) ثقات العجلي: ص 114. والبواري: جمع بارية -وهي الحصير المنسوج، تبسط في الدور ويجلس عليها. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 14. (¬3) طبقات ابن سعد: 6/ 409.

442 - سنيد بن داود

442 - سُنَيد بنُ داود * (ق) الحافظ، أبو علي المِصِّيصي، واسمُه الحسين. كان أحدَ أوعية العلم. روى عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سُليمان، وابن المبارك، وأبي بكر بن عيّاش، وغيرهم. وعنه: الأثرم، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمدُ بنُ أبي خيثمة، وعبد الكريم الدَّيرعاقولي، وخلق. وقد قيل: إنَّ البخاريَّ روى عنه. غمزَهُ أحمدُ بنُ حنبل. وصدَّقه (¬1) أبو حاتم. وقال أبو داود: لم يكنْ بذاك (¬2). وأسرفَ النَّسائي فقال: ليس بثقة (¬3). ¬

_ * الجرح والتعديل: 4/ 326، تاريخ بغداد: 8/ 42، تهذيب الكمال: ورقة 556، سير أعلام النبلاء: 10/ 627 - 628، ميزان الاعتدال: 2/ 236، تذهيب التهذيب: 2/ 60، تذكرة الحفاظ: 2/ 459، الكاشف: 1/ 324، تهذيب التهذيب: 4/ 244، طبقات الحفاظ: ص 201، خلاصة تذهيب الكمال: ص 162، طبقات المفسرين: 1/ 209، شذرات الذهب: 2/ 59، هدية العارفين: 1/ 304، الرسالة المستطرفة: ص 67. (¬1) أي نعته بأنه صدوق. وانظر التعليق رقم (6) على "الجرح والتعديل": 4/ 326. (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 43. (¬3) المصدر السابق.

443 - محمد بن أسد

ووثَّقه ابنُ حِبّان وقال: كان قد صنَّف "التفسير" روى عنه ابنُه والنّاس، ربّما خالف. وقال الخطيب: لا أعلمُ أيَّ شيء غَمَصُوا (¬1) على سُنيد! وقد رأيتُ الأكابر من أهلِ العلم رَوَوْا عنه واحتجُّوا به، ولم أسمعْ عنهم فيه، إلَّا الخير، وقد كان له معرفة بالحديث، وضبطٌ [له]، فاللهُ أعلم (¬2). قال أبو بكر بنُ أبي عاصم: مات سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين. 443 - محمدُ بنُ أَسد * الإمام الحافظ، أبو عبد الله الخُوشِيُّ الإسْفَراييني. كان أحد أوعية العلم. رحل وسمع: الفُضيل بنَ عِيَاض، وابنَ المبارك، وابنَ عُيَينة، وبقيَّة، والوليد بن مسلم، وطبقتهم. وعنه: محمد بنُ عبد الوهّاب الفرّاء، وأبو حاتم، وإبراهيم الحَرْبي، وأبو بكر الصَّغَّاني، وأبو لَبيد السّامي (¬3)، وآخرون. ولمّا سمع إسحاقُ بنُ راهويه بوفاته قال: كان نصفَ خُراسان. وخوش -ويقال: خُش- قرية من قرى إسْفرايين. ¬

_ (¬1) أي: عابوا وطعنوا. (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 43، والزيادة منه. * الجرح والتعديل: 7/ 209، تاريخ بغداد: 2/ 81، إكمال ابن ماكولا: 3/ 265، أنساب السمعاني: 5/ 134، معجم البلدان: 2/ 406، اللباب: 1/ 448، سير أعلام النبلاء: 10/ 655 - 656، مشتبه النسبة: 1/ 218، تذكرة الحفاظ: 2/ 460، تبصير المنتبه: 2/ 554، طبقات الحفاظ: ص 198. (¬3) تصحف في "التذكرة" إلى: الشامي.

444 - صاحب البصري

444 - صاحبُ البَصْري * الحافظ البارع، أبو أيّوب، سُليمان بنُ أيّوب، أحد الأعلام. سمع: حمّاد بنَ زيد، ويحيى القطّان، وهارونَ بنَ دينار، وغيرهم. وعنه: إسماعيل القاضي، وصالح جَزَرَة، وأحمد بنُ الحسن الصُّوفي، والبَغَوي، وغيرهم. قال ابنُ مَعين: ثقة حافظ (¬1). وقال الحسين بن حِبان: قال يحيى: سليمان صاحبُ البصري من الحفّاظ الثِّقات، كان يتحفَّظُ عند يحيى بن سعيد، يأنفُ أن يكتب [عنده] (¬2). وقال عليُّ بنُ الجُنيد: كان من الحفّاظ، لم أرَ بالبصرة أنبلَ منه (¬3). قال مطيَّن: توفي سنةَ خمسٍ وثلاثين ومئتين (¬4). ¬

_ * تاريخ بغداد: 9/ 48، سير أعلام النبلاء: 11/ 453، تذكرة الحفاظ: 2/ 461، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 312، تهذيب التهذيب: 4/ 173. (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 48. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 49، والزيادة منه. (¬3) سير أعلام النبلاء: 11/ 453. (¬4) تاريخ بغداد: 9/ 49.

445 - الرقاشي

445 - الرَّقَاشي * (خ، م، س، ق) الإمامَ الثبتُ الحافظ، أبو عبد الله، محمدُ بنُ عبد الله بن محمد بن عبد الملك البصري. حدَّث عن: حمّاد بن زيد، ومالك بن أنس، وعدَّة. وعنه: ابنُه أبو قِلابة، والبخاري، ومحمدُ بنُ إسماعيل التّرمذي، وأبو حاتم. وقال: ثقةٌ رضىً (¬1). وقال العِجْلي: ثقة (¬2)، من عباد اللهِ الصّالحين. وقال يعقوب السَّدوسي: ثقةٌ ثبت (¬3). قال العِجْلي: يقال: إنَّه كان يُصلِّي في اليوم واللّيلة أربع مئة ركعة (¬4)، رحمهُ اللهُ. توفي سنة تسع عشرة ومئتين (¬5). رحمهُ اللهُ تعالى. ¬

_ * التاريخ الصغير: 2/ 343، ثقات العجلي: ص 407، الجرح والتعديل: 5/ 307، تاريخ بغداد: 5/ 413، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 442، أنساب السمعاني: 6/ 147، المعجم المشتمل: ص 251، اللباب: 2/ 33، تهذيب الكمال: ورقة 1225، الكاشف: 3/ 57، تذكرة الحفاظ: 2/ 461، تهذيب التهذيب: 9/ 277، طبقات الحفاظ: ص 176، خلاصة تذهيب الكمال ص 346. (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 305. (¬2) ثقات العجلي: ص 407. (¬3) تاريخ بغداد: 5/ 414. (¬4) ثقات العجلي: ص 407. (¬5) مثله في "التذكرة" و"تاريخ بغداد" أما في "الأنساب" و"اللباب" فوفاته سنة سبع عشرة ومئتين.

446 - معلى بن أسد

446 - مُعَلَّى بنُ أَسَد * (خ، م، ت، س، ق) الحافظُ الثِّقة، أبو الهَيْثم العَمِّي البصري، أخو بَهْز (¬1). روى عن: عبد العزيز بن المختار، ووُهيب بن خالد، وعبد الله بن المُثنَّى الأنصاري، ويزيد بن زُرَيع، وطبقتهم. روى عنه: البخاري، والدّارمي، وعثمان الدّارمي، وهلال بنُ العلاء، وعليُّ بنُ عبد العزيز، وحفصٌ بن عمر سَنْجَة ألْف (¬2)، وغيرهم. قال أبو حاتم: ما أعلمُ أنِّي عثرتُ له على حديثٍ خطأ غير حديثٍ واحد (¬3). مات سنةَ ثمان عشرة ومئتين، وقيل: سنةَ تسع عشرة. ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 306، طبقات خليفة: ت 1962، التاريخ الصغير: 2/ 343، ثقات العجلي: ص 435، الجرح والتعديل: 8/ 334، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 507، أنساب السمعاني: 9/ 64، المعجم المشتمل: ص 293، تهذيب الكمال: ورقة 1354، سير أعلام النبلاء: 10/ 626 - 627، تذهيب التهذيب: 4/ 55 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 462، العبر: 1/ 376، الكاشف: 3/ 144، تهذيب التهذيب: 10/ 236، طبقات الحفاظ: ص 201، خلاصة تذهيب الكمال: ص 383، شذرات الذهب: 2/ 45. (¬1) تقدمت ترجمة بهز برقم (305). (¬2) انظر حول ضبط هذا اللقب التعليق رقم (1) على "سير أعلام النبلاء" 13/ 406. (¬3) الجرح والتعديل: 8/ 335.

447 - أحمد بن عبد الملك

447 - أحمد بنُ عبد الملك * (خ، س، ق) ابن واقِد، الحافظُ الحجَّة، محدِّث الجزيرة، أبو يحيى الْأَسدي مولاهم الحَرّاني. روى عن: حمّاد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وزُهير بن معاوية، وأبي المَليح، وعُبيد الله بن عَمرو، وأبي عَوَانة. وعنه: البخاري، وأحمد، وأبو زرْعة، وأبو حاتم، وتَمْتام، وأبو شُعيب الحَرّاني، وخلق. قال أحمد: رأيتُهُ حافظًا لحديثه، صاحب سنَّة. فقيل له: أهل حرّان يتكلَّمون فيه، فقال: أهلُ حران قلَّما يرضَوْن عن أحد، هو يغشى السُّلطان بسبب ضَيعةٍ له (¬1). وقال أبو حاتم: كان نظير النُّفيلي في الصِّدق والإِتقان (¬2). قال أبو عَروبة: مات سنة إحدى وعشرين ومئتين. رحمهُ اللهُ تعالى. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 3، الجرح والتعديل: 2/ 61، تاريخ بغداد: 4/ 266، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 11، المعجم المشتمل: ص 52، تهذيب الكمال: 1/ 391 - 393 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 662 - 663، تذهيب التهذيب: 1/ 18، تذكرة الحفاظ: 2/ 463، الكاشف: 1/ 22، تهذيب التهذيب: 1/ 57، طبقات الحفاظ: ص 201، خلاصة تذهيب الكمال: ص 9. (¬1) الخبر مطولًا في "تاريخ بغداد" 4/ 266، و"تهذيب الكمال" 1/ 393. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 62.

448 - أحمد بن شبوية

448 - أحمد بنُ شَبُّويَة * (د) الإِمام القدوة، أبو الحسن، أحمد بنُ محمد بن ثابت بن عثمان الخُزاعيُّ المَرْوزيُّ الحافظ. سمع: ابنَ المبارك، والفضلَ بنَ موسى، وابنَ عُيَينة، والطَّبقة. وعنه: أبو داود، وأحمد بنُ أبي خَيثمة، وأبو زُرْعة الدِّمشقي، وغيرهم. وروى عنه رفيقُه يحيى بنُ مَعين. قال النَّسائي: ثقة (¬1). وقال عبدُ اللهِ بنُ أحمد بن شبُّوية: سمعتُ أبي يقول: مَنْ أراد علمَ القبر فعليه بالْأَثر، ومَنْ أراد علمَ الخُبز فعليه بالرّأي (¬2). عاش ستّين سنَة، ومات سنةَ ثلاثين ومئتين. وقد زعم الدّارقطني أنَّ البخاريَّ روى عنه، فاللهُ أعلم. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 5، التاريخ الصغير: 2/ 359، ثقات العجلي: ص 47، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: انظر الفهرس ص 753، الجرح والتعديل: 2/ 55، طبقات الحنابلة: 1/ 47، أنساب السمعاني: (الشبوي) 7/ 285 و (الماخواني) 11/ 61، المعجم المشتمل: ص 57، معجم البلدان: 5/ 33، اللباب: 3/ 142، تهذيب الكمال: 1/ 433 - 436 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 7 - 8، تذهيب التهذيب: 1/ 22، تذكرة الحفاظ: 2/ 464، الكاشف: 1/ 26، تهذيب التهذيب: 1/ 71، النجوم الزاهرة: 2/ 254، طبقات الحفاظ: ص 202، خلاصة تذهيب الكمال: ص 11. (¬1) تهذيب الكمال: 1/ 435. (¬2) المصدر السابق.

449 - هدبة بن خالد

449 - هُدْبة بنُ خالد * (خ، م، د) ابن أسود بن هُدْبة، الحافظُ الصّادق، محدِّث البصرة، أبو خالد القَيسي الثَّوْبانيُّ البصري، ويقال له: هَدّاب. شهدَ جنازةَ شُعبة وهو صبيّ. وسمع: مبارك بن فَضالة، وحمّاد بن سَلَمة، وجَرير بن حازم، وسُليمان بن المغيرة، وطبقتهم بالبصرة، ولم يرحل. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وبقيُّ بنُ مَخْلد، وابنُ أبي عاصم، وأبو يَعْلى، والحسنُ بنُ سفيان، وعَبْدان، والبَغَوي، وخلائق. وثَّقه ابنُ مَعين. وقال أبو حاتم: صدوق (¬1). وقال ابنُ عدي: لا بأسَ به، ولا أعرفُ له حديثًا منكرًا. سمعت ¬

_ * طبقات ابن سعد: 1/ 307، طبقات خليفة: ت 1964، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 247، ثقات العجلي: ص 455، الجرح والتعديل: 9/ 114، الكامل لابن عدي: 7/ 2598، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 556، أنساب السمعاني: 10/ 294، المعجم المشتمل: ص 310، تهذيب الكمال: ورقة 1438، سير أعلام النبلاء: 11/ 97 - 100، تذكرة الحفاظ: 2/ 465، العبر: 1/ 423، ميزان الاعتدال: 4/ 294، تذهيب التهذيب: 4/ 112، الكاشف: 3/ 193، البداية والنهاية: 10/ 315، تهذيب التهذيب: 11/ 24، طبقات الحفاظ: ص 202، خلاصة تذهيب الكمال: ص 413، شذرات الذهب: 2/ 86. (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 114.

450 - يعقوب بن حميد

أبا يَعْلى -وسئل عن هُدبة وشيبان- قال: هُدبةُ أفضلُهُما، وأوثقُهُما، وأكثرُهُما حديثًا (¬1). وقال النَّسائي: هو ضعيف (¬2). وهذا غيرُ مقبول من أبي عبد الرحمن. مات هُدبة سنةَ خمسٍ وثلاثين ومئتين، وهو من أبناء التِّسعين. وكان شديدَ التَّطويل في صلاتِه، رحمهُ اللهُ. 450 - يعقوبُ بنُ حُميد * (خ، ق) ابن كاسِب، الإمامُ المحدِّث، عالمُ المدينة، ونزيلُ مكَّة. سمع: إبراهيم بنَ سعد، وعبدَ العزيز بنَ أبي حازم، وابنَ وهب، وخلقًا. وعنه: البخاري، وابنُ ماجة، وعبدُ اللهِ بن أحمد، وإسماعيلُ القاضي، وابنُ أبي عاصم، وغيرهم. ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي: 7/ 2598 - 2599. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1438. * تاريخ البخاري الكبير: 8/ 410، التاريخ الصغير: 2/ 374، الضعفاء والمتروكين: ص 106، ضعفاء العقيلي: 4/ 446، الجرح والتعديل: 9/ 206، الكامل لابن عدي: 7/ 2608، المعجم المشتمل: ص 326، تهذيب الكمال: ورقة 1552، سير أعلام النبلاء: 11/ 158 - 161، تذهيب التهذيب: 4/ 185، تذكرة الحفاظ: 2/ 466، العبر: 1/ 436، ميزان الاعتدال: 4/ 450، الكاشف: 3/ 254، العقد الثمين: 7/ 474، تهذيب التهذيب: 11/ 383، طبقات الحفاظ: ص 202، خلاصة تذهيب الكمال: ص 436، شذرات الذهب: 2/ 99.

451 - عبد الأعلى بن حماد

قال البخاري: لم نرَ إلَّا خيرًا (¬1). وقال أبو حاتم: ضعيف (¬2). وأخرج البخاري له في شهداء بدر، وفي الصّلح (¬3)، فقال: حدَّثنا يعقوب، حدَّثنا إبراهيم بنُ سعد. هذا هو الصحيح، وهو أنَّ يعقوب هذا هو ابنُ كاسِب، ويقال: هو يعقوب الدَّورقي، وأخطأ مَنْ قال: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، فإن البخاري لم يدركْه، وكذلك مَنْ قال: هو يعقوبُ بنُ محمد الزُّهري أحد الضُّعفاء. مات ابنُ كاسِب في آخر سنة إحدى وأربعين ومئتين. 451 - عبد الأعلى بنُ حمّاد * (خ، م، د، س) الثِّقة الحافظ، مسند البصرة، أبو يحيى الباهليُّ مولاهم النَّرْسي، ابنُ عمِّ عباس بن الوليد النَّرسي. سمع: حمّاد بن سَلَمة، ومالكًا، ووُهيبَ بنَ خالد، وعبد الجبّار بنَ الورد، وسلّام بن أبي مطيع، ويزيدَ بنَ زُرَيع، وخلقًا. ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 4/ 450. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 206. (¬3) انظر التعليق على "السير" 11/ 160. * تاريخ البخاري الكبير: 6/ 74، التاريخ الصغير: 2/ 368، المعرفة والتاريخ: 1/ 211، الجرح والتعديل: 6/ 29، تاريخ بغداد: 11/ 75، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 321، أنساب السمعاني: 12/ 70، المعجم المشتمل: ص 164، اللباب: 3/ 306، تهذيب الكمال: ورقة 760، سير أعلام النبلاء: 11/ 28 - 29، العبر: 1/ 424، تذهيب التهذيب: 2/ 197، تذكرة الحفاظ: 2/ 467، الكاشف: 2/ 130، تهذيب التهذيب: 6/ 93، طبقات الحفاظ: ص 203، خلاصة تذهيب الكمال: ص 220، شذرات الذهب: 2/ 88.

452 - محمد بن أبي بكر

وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو حاتم، وابنُ ناجية، وأبو يَعْلى، والفِرْيابي، والبَغَوي، وخلق. وثَّقه أبو حاتم وغيرُه. مات في جمادى الآخرة سنةَ سبع وثلاثين ومئتين، عن نحوٍ من تسعين عامًا. رحمهُ اللهُ تعالى. 452 - محمد بنُ أبي بكر * (خ، م، س) ابن علي بن عَطاء بن مقدَّم، أبو عبد الله المقَدَّمي، الحافظُ الثبتُ البصري، مولى ثقيف. روى عن: عمِّه عُمر بن علي، وحمّاد بن زيد، وأبي عَوَانة، ويزيدَ بنِ زُرَيع، ويوسف بنِ الماجَشُون، وخلق. وعنه: الشيخان، وإسماعيلُ القاضي، وابنُ أبي عاصم، وأبو يَعْلى، والحسن بنُ سفيان، وأحمدُ بنُ علي المروزي، وعدَّة. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 49، التاريخ الصغير: 2/ 363، الجرح والتعديل: 7/ 213، أنساب السمعاني: 11/ 442، المعجم المشتمل: ص 229، اللباب: 3/ 247، تهذيب الكمال: ورقة 1178، سير أعلام النبلاء: 10/ 660 - 661، العبر: 1/ 419، تذهيب التهذيب: 3/ 191 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 467، الكاشف: 3/ 22، تهذيب التهذيب: 9/ 79، طبقات الحفاظ: ص 203، خلاصة تذهيب الكمال: ص 329، شذرات الذهب: 2/ 81.

453 - الزهراني

وثّقه ابنُ مَعين، وأبو زُرْعة. مات في أول سنة أربع وثلاثين ومئتين. رحمهُ اللهُ تعالى. 453 - الزَّهْراني * (خ، م، د) الحافظُ الثقة المقرئ، أبو الرّبيع، سُليمان بنُ داود الأَزديُّ العَتكيُّ البصري. سمع: جَرير بنَ حازم، وفُليح بنَ سليمان، ومالكًا، وحمّاد بن زيد، وأبا شهاب الحنّاط، وشَريك بن عبد الله، وغيرهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وإسحاق، وأحمد، وابنُ المديني، وأبو يَعْلى، والبَغَوي، وخلق. وثَّقه ابنُ مَعين، وأبو زُرْعة، [والنسائي. توفي سنة أربع وثلاثين ومئتين. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 4/ 11، التاريخ الصغير: 2/ 363، المعارف: ص 527، الجرح والتعديل: 4/ 113، تاريخ بغداد: 9/ 38، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 182، أنساب السمعاني: 6/ 327، المعجم المشتمل: ص 133، تهذيب الكمال: ورقة 537، سير أعلام النبلاء: 10/ 676 - 677، تذكرة الحفاظ: 2/ 468، الكاشف: 1/ 314، العبر: 1/ 417، تذهيب التهذيب: 2/ 49، دول الإسلام: 1/ 142، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 313، تهذيب التهذيب: 4/ 190، طبقات الحفاظ: ص 203، خلاصة تذهيب الكمال: ص 151، الرسالة المستطرفة: ص 40.

454 - الهيثم بن خارجة

454 - الهيثم بنُ خَارِجَة * (خ، س، ق) الحافظ الثقة المحدث، أبو أحمد -ويقال: أبو يحيى- المرّوزي ثم البغدادي. حدَّث عن: مالك، واللّيث، وحفص بنِ مَيسرة، ويعقوب العمّي، وخلقٍ لقِيَهُمْ بالعراق، والحجاز، ومصر، والشّام، وخُراسان. وعُني بهذا الشَّأن. حدَّث عنه: البخاري، وأحمد بنُ حنبل، وابنُه عبد الله بن أحمد، وأبو زُرْعة] (¬1)، وأبو يَعْلى، وأحمدُ بنُ الحسن الصُّوفي، وغيرهم. قال الصُّوفي. كان يُسمَّى شعبةَ الصَّغير (¬2). وقال ابنُ مَعين: ثقة (¬3). وقال النَّسائي: ليس به بأس (¬4). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 342، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 216، التاريخ الصغير: 2/ 356، الجرح والتعديل: 9/ 86، تاريخ بغداد: 14/ 58، الجمع بين الرجال الصحيحين: 2/ 555، المعجم المشتمل: ص 314، تهذيب الكمال: ورقة 1458، سير أعلام النبلاء: 10/ 477 - 479، العبر: 1/ 400، تذهيب التهذيب: 4/ 125 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 469، الكاشف: 3/ 203، تهذيب 11/ 93، طبقات الحفاظ: ص 204، خلاصة تذهيب الكمال: ص 412. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم نتبينه من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة". (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 58. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 59.

455 - علي بن بحر بن بري

وقال صالح جَزَرَة: كان يتزهَّد، وكان أحمد يُثني عليه، وكان ضيَّق الخلق (¬1). وقال البخاري: مات في ذي الحجَّة سنة سبع وعشرين ومئتين (¬2). رحمهُ اللهُ تعالى. 455 - عليُّ بنُ بَحْر بن بَرِّي * (د، ت) الحافظ الثقة، أبو الحسن القطانُ الفارسي ثم البغدادي. روى عن: حاتم بن إسماعيل، وجَرير بن عبد الحميد، وعيسى بن يونس، وهشام بن يوسف، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وأبو داود، وعبّاس الدُّوري، وإبراهيم الحَرْبي، وسمّويه، وهلال بن العلاء، وخلق. وثَّقه ابنُ مَعين، والعِجْلي، وغيرهما. وكانت له رحلةٌ إلى الحجاز واليمن والشّام. مات بناحية الْأَهواز في سنة أربعٍ وثلاثين ومئتين ببلد بابَسِير (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 58. (¬2) التاريخ الكبير: 8/ 216. * تاريخ البخاري الكبير: 6/ 263، ثقات العجلي: ص 344، الجرح والتعديل: 6/ 176، تاريخ بغداد: 11/ 352، المعجم المشتمل: ص 188، تهذيب الكمال: ورقة 957، سير أعلام النبلاء: 11/ 12، العبر: 1/ 417، تذهيب التهذيب: 3/ 53، تذكرة الحفاظ: 2/ 470، الكاشف: 2/ 213، تهذيب التهذيب: 7/ 248، طبقات الحفاظ: ص 204، خلاصة تذهيب الكمال: ص 271، شذرات الذهب: 2/ 81. (¬3) انظر "معجم البلدان" 1/ 308.

456 - إبراهيم بن المنذر

456 - إبراهيم بنُ المنذر * (خ، س، ق) الإمام المحدِّث الثقة، أبو إسحاق الحِزَاميُّ الأسديُّ المدني. سمع: ابنَ عُيينة، والوليد بنَ مسلم، ومعنَ بنَ عيسى، وابنَ وهب، وأبا ضَمْرة، والطّبقة. وعنه: البخاري، وابنُ ماجة، وبقيُّ بنُ مَخْلَد، ومحمد بنُ إبراهيم البُوشَنْجي، ومطيَّن، وخلائق. قال أبو حاتم وغيره: صدوق (¬1). وقيل: إنَّه رأى مالكًا، وضبط عنه مسألةً واحدة. قال الفسوي: مات سنةَ ستّ وثلاثين ومئتين في المحرّم (¬2). ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 331، التاريخ الصغير: 2/ 367، المعرفة والتاريخ: 1/ 210، الجرح والتعديل: 2/ 139، تاريخ بغداد: 6/ 179، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 20، أنساب السمعاني: 4/ 129، المعجم المشتمل: ص 70، اللباب: 1/ 362، تهذيب الكمال: 2/ 207 - 211 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 10/ 689 - 691، تذهيب التهذيب: 1/ 43، تذكرة الحفاظ: 2/ 470، ميزان الاعتدال: 1/ 67، العبر: 1/ 422، الكاشف: 1/ 48، الوافي بالوفيات: 6/ 150، تهذيب التهذيب: 1/ 166، مقدمة فتح الباري: 386، النجوم الزاهرة: 2/ 288، طبقات الحفاظ: ص 204، خلاصة تذهيب الكمال: ص 22، شذرات الذهب: 2/ 86. (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 139. (¬2) المعرفة والتاريخ: 1/ 210.

457 - أبو معمر الهذلي

457 - أبو مَعْمَر الهُذَلي * (خ، م، د، س) الحافظُ الثَّبت، إسماعيل بنُ إبراهيم بن مَعْمر الهَرويُّ القَطِيعي، محدِّث بغداد. سمع: إسماعيل بنَ جعفر، وخلف بن خليفة، وابنَ المبارك، وهُشيمًا، وإسماعيل بنَ عيّاش، وشَريكًا، وابنَ عُيَينة، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وصالح بنُ محمد، وأبو يَعْلى، وخلق. وروى البخاري أيضًا والنَّسائيُّ عن رجلٍ عنه. قال ابنُ سعد: ثقة ثبت، صاحب سنَّةٍ وفضل (¬1). وقال عُبيد بنُ شريك: كان من شدَّة إدلاله بالسنَّة يقول: لو تكلمتْ بغلتي لقالت: إنَّها سُنِّيَّة. فأُخذ في المحنة، فأجاب، فلما خرج قال: كَفَرنا وخَرَجنا (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 359، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 342، التاريخ الصغير: 2/ 366، الجرح والتعديل: 2/ 157، تاريخ بغداد: 6/ 266، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 23، أنساب السمعاني: 10/ 202، المعجم المشتمل: ص 78، اللباب: 3/ 48، تهذيب الكمال: 3/ 19 - 23 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 69 - 71، تذهيب التهذيب: 1/ 61، تذكرة الحفاظ: 2/ 471، العبر: 1/ 423، ميزان الاعتدال: 1/ 220، الكاشف: 1/ 69، تهذيب التهذيب: 1/ 273، طبقات الحفاظ: ص 205، خلاصة تذهيب الكمال: ص 32، شذرات الذهب: 2/ 86. (¬1) طبقات ابن سعد: 7/ 359. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 271.

458 - أبو توبة الحلبي

وقال أبو يَعْلى: حدَّث أبو مَعْمر بالمَوْصل بنحو ألفي حديثٍ من حفظه، فلمّا رجع إلى بغداد كتب إليهم بما أخطأ فيه، نحو ثلاثين حديثًا (¬1). وكان أبو مَعْمر يقول: آخرُ كلام الجَهْميّة أنه ليس في السَّماء إله (¬2). وقال عبد الله بنُ أحمد: سمعتُ أبا مَعْمر الهُذَلي يقول: مَنْ زعم أنَّ اللهَ لا يتكلَّم، ولا يسمع، ولا يُبصر، ولا يَرْضى، ولا يغضب، فهو كافر (¬3). مات في جمادى الأولى سنةَ ستٍّ وثلاثين ومئتين. 458 - أبو تَوْبَة الحَلَبي * (خ، م، د، س، ق) الحافظُ الثَّبت، الرَّبيع بنُ نافع، شيخ طَرَسوس. حدث عن: معاوية بن سَلّام، وأبي المَليح الرَّقي، وإبراهيم بن سعد، وشَريك، وابن المبارك، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 270. (¬2) انظر "سير أعلام النبلاء " 70/ 11 - 71 ففيه تعقيب للذهبي على هذا القول. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 271. * تاريخ البخاري الكبير: 3/ 279، المعرفة والتاريخ: 1/ 212، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 36 وغيرها، الجرح والتعديل: 3/ 470، المعجم المشتمل: ص 120، تهذيب الكمال: ورقة 409، سير أعلام النبلاء: 10/ 653 - 655، العبر: 1/ 436، تذهيب التهذيب: 1/ 119 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 472، الكاشف: 1/ 237، تهذيب التهذيب: 3/ 251، طبقات الحفاظ: ص 205، خلاصة تذهيب الكمال: ص 115، شذرات الذهب: 2/ 99، تهذيب ابن عساكر: 5/ 310.

459 - محمد بن أبي السري

وعنه: أبو داود، وأخرج الشيخان عن رجل عنه، وحدَّث عنه أحمد، والدّارمي، وأبو حاتم، ويعقوب الفَسوي، وخلق. قال أبو حاتم: ثقةٌ حجَّة (¬1). وقال أبو داود: كان يحفظُ الطِّوال يجيء بها، ورأيتُه يمشي حافيًا وعلى رأسِه طويلة. ويقال: إنَّه كان من الأبدال، رحمه الله (¬2). عُمِّر دهرًا. وتوفي سنة إحدى وأربعين ومئتين. وهو آخر مَنْ حدَّث عن معاوية بن سلّام. 459 - محمد بنُ أبي السَّري * (د) الحافظُ الصَّدوق، محدِّث فلسطين، أبو عبد الله بن المتوكل العَسْقلاني. سمع: فُضيل بنَ عِياض، ومُعتمر بن سُليمان، ورِشْدِين بنَ سعد، وابنَ عُيَينة، وابنَ وهب، والطَّبقة. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 3/ 471. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 409. * الجرح والتعديل: 8/ 105، أنساب السمعاني: 8/ 449، المعجم المشتمل: ص 269، تهذيب الكمال: ورقة 1263، سير أعلام النبلاء: 11/ 161 - 162، تذكرة الحفاظ: 2/ 473، العبر: 1/ 429، ميزان الاعتدال: 4/ 23، الكاشف: 3/ 82، الوافي بالوفيات: 3/ 86، البداية والنهاية: 10/ 317، تهذيب التهذيب: 9/ 424، النجوم الزاهرة: 2/ 292، طبقات الحفاظ: ص 206، خلاصة تذهيب الكمال: ص 357، شذرات الذهب: 2/ 91.

460 - محمود بن غيلان

وعنه: أبو داود، وبكرُ بنُ سهل الدِّمْياطي، والحسنُ بنُ سفيان، وعلي بنُ محمد الجكّاني، ومحمد بنُ الحسن بن قتيبة، وغيرهم. وثَّقه ابنُ مَعين. وقال ابن حبّان: كان من الحفّاظ (¬1). وقال ابن عدي: كثير الغلط (¬2). وقال أبو حاتم: ليِّن الحديث (¬3). مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومئتين. 460 - محمود بنُ غَيلان * (خ، م، ت، س، ق) الحافظُ الثبت، أبو أحمد العَدويُّ مولاهم المَرْوزي. روى عن: ابن عُيَينة، والفضل بن موسى السِّيناني، والوليد بن مسلم، وأبي معاوية، ووكيع، وعبد الرزّاق، وخلق. وعنه: الجماعة سوى أبي داود، ومطيَّن، والهيثم بنُ خلف الدُّوري، والحسن بنُ سفيان، والبَغوي، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1263. (¬2) ميزان الاعتدال: 4/ 24. (¬3) الجرح والتعديل: 8/ 105. * تاريخ البخاري الكبير: 4/ 407، التاريخ الصغير: 2/ 369، الجرح والتعديل: 8/ 291، تاريخ بغداد: 13/ 89، الجمع بين رجال الصحيحين: 5/ 502، طبقات الحنابلة: 1/ 340، المعجم المشتمل: ص 288، تهذيب الكمال: ورقة 1311، تذهيب التهذيب: 4/ 27، سير أعلام النبلاء: 12/ 223 - 224، العبر: 1/ 431، تذكرة الحفاظ: 2/ 475، الكاشف: 3/ 111، تهذيب التهذيب: 10/ 64، طبقات الحفاظ: ص 206، خلاصة تذهيب الكمال: ص 371، شذرات الذهب: 2/ 92.

461 - الحسن بن الصباح

قال أحمد بنُ حنبل: أعرفهُ بالحديث، صاحبُ سنَّة، قد حُبس بسبب محنة القرآن (¬1). وقال النَّسائي: ثقة (¬2). وعن محمود قال: سمع مني إسحاقُ بنُ راهويه حديثين (¬3). توفي في شهر رمضان سنةَ تسعٍ وثلاثين ومئتين، وقيل: سنة تسع وأربعين، وهو غلط (¬4). وقد أخطأ محمود في روايته عن عبد الرزاق، عن مَعْمر صلاة النبي صلى اللهُ عليه وسلم على ما عز. رواه عنه. البخاري. والصحيح أنَّه لم يصلِّ عليه (¬5). واللهُ أعلم. 461 - الحسنُ بنُ الصَّبَّاح * (خ، د، ت) ابن محمد، الإِمامُ الحافظُ القدوة، أبو علي الواسِطيُّ ثم البغدادي البزّار. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 89. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 90. (¬3) طبقات الحنابلة 1/ 340. (¬4) انظر "السير" 12/ 224. (¬5) انظر تفصيل هذه المسألة في "فتح الباري" 12/ 115 - 117 في كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة: باب الرجم بالمصلَّى. * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 295، الجرح والتعديل: 3/ 19، تاريخ بغداد: 7/ 330، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 83، طبقات الحنابلة: 1/ 133، أنساب السمعاني: 2/ 184، المعجم المشتمل: ص 99، تهذيب الكمال: 6/ 191 - 195 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 192 - 195، تذكرة الحفاظ: 2/ 476، ميزان الاعتدال: 1/ 499، العبر: 1/ 453، تذهيب التهذيب: 1/ 139، الكاشف: 1/ 162، البداية والنهاية: 4/ 11، تهذيب التهذيب: 2/ 289، طبقات الحفاظ: ص 207، خلاصة تذهيب الكمال: ص 78، شذرات الذهب: 2/ 119.

462 - هارون بن عبد الله

حدَّث عن: ابن عُيينة، وأبي معاوية، ومُبشر بن إسماعيل، وشُعيب بن حرب، ومعن بن عيسى، وإسحاق الْأَزرق، وخلق. وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وأبو يَعْلى المَوْصلي، والفِرْيابي، وابنُ بُجير، وابنُ صاعد، وخلائق آخرُهُم موتًا أبو عبد الله المَحَاملي. قال أبو حاتم: صدوق، له جلالةٌ عجيبةٌ ببغداد، كان أحمد يرفعُ من قدره ويُجِلُّه (¬1). وروى عبدُ اللهِ بنُ أحمد عن أبيه قال: ما يأتي على أبي علي بن البزّار يومٌ إلَّا وهو يعملُ فيه خيرًا. وقد كنّا نختلفُ إلى شيخ، فكنّا نقعدُ نتذاكر إلى خروج الشيخ، وابنُ البزّار قائم يصلِّي (¬2). مات في ربيع الآخر سنةَ تسعٍ وأربعين ومئتين. 462 - هارونُ بنُ عبد الله * (م، 4) ابن مروان، البغداديُّ البزّار، الأمامُ الحافظُ الثِّقة، أبو موسى، المعروف بالحَمَّال. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 3/ 19. (¬2) تاريخ بغداد: 7/ 331. * التاريخ الصغير: 2/ 378، الجرح والتعديل: 9/ 92، تاريخ بغداد: 14/ 22، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 551، أنساب السمعاني: 4/ 204، المعجم المشتمل: ص 308، اللباب: 1/ 384، تهذيب الكمال: ورقة 1433، سير أعلام النبلاء: 12/ 115 - 116، العبر: 1/ 441، تذهيب التهذيب: 4/ 109، تذكرة الحفاظ: 2/ 478، الكاشف: 3/ 189، تهذيب التهذيب: 11/ 8، النجوم الزاهرة: 2/ 243، طبقات الحفاظ: ص 207، خلاصة تذهيب الكمال: ص 407، شذرات الذهب: 2/ 104.

سمع: ابنَ عُيَينة، ومعنَ بنَ عيسى، وأبا أُسامة، وسيّار بنَ حاتم، وابنَ أبي فُدَيك، وطبقتهم. وعنه: مسلم، والأربعة، وابنُه موسى الحافظ، والبغَوي، وابنُ صاعد، وغيرهم. قال المروذي: سألتُ أبا عبد الله عن هارون الحمَّال أكتبُ عنه؟ قال: إي والله. قلتُ: إنَّهم حكوا عنكَ أنَّك سكتَّ حين سألوكَ عنه، قال: ما أعرفُ هذا (¬1). وقال إبراهيم الحَرْبي: لو كان الكذبُ حلالًا لتركَهُ هارون الحمّال تنزُّهًا (¬2). وقال النَّسائي: ثقة (¬3). وقال غيرُه (¬4): كان ثقةً، حافظًا، عارفًا. قال مطيَّن وغيرُه: توفي سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين، وقيل: سنة تسعٍ وأربعين. [حملَ رجلًا على ظهرِهِ انقطعَ بطريق مكة] (¬5). رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 22. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 23. (¬3) المصدر السابق. (¬4) هو الخطيب في "تاريخه" 14/ 22. وقد صرح الذهبي باسمه في "التذكرة" 2/ 478. (¬5) ما بين حاصرتين ليس في "التذكرة". وهو قول للدارقطني نقله الذهبي في "السير" 12/ 116. وقال السمعاني في "الأنساب" 4/ 204: "كان هارون بزازًا، فتزهد، فصار يحمل الأشياء بالأجرة ويأكل منها. وقل: إنه لقب بالحمال لكثرة ما حمل من العلم".

463 - دحيم

463 - دُحَيم * (خ، د، س، ق) عبدُ الرحمنِ بنُ إبراهيم بن عَمرو، الحافظُ الثَّبتُ الفقيه، أبو سعيد الأمويُّ مولاهم الدِّمشقي، الْأَوزاعيُّ المذهب، محدِّث الشّام. ولد سنةَ سبعين ومئة. وسمع: ابنَ عُيَينة، ومروانَ بنَ معاوية، والوليدَ بنَ مسلم، وإسحاقَ الأزرق، وطبقتهم بمصر، والشّام، والحجاز، والكوفة، والبصرة. حدث عنه: البخاري، وأبو داود، والنَّسائي، وابنُ ماجة، وبقيّ، وأبوا زُرْعة، وابناه عَمرو وإبراهيم، ومحمدُ بنُ محمد الباغَنْدي، وعدَّة. وكان من الأئمَّة المُتْقنين لهذا الشَّأن. ولي قضاءَ الأردن، وقضاء فلسطين، ثم طُلب لقضاء القضاة بمصر، فبغتَهُ الأجل. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 6/ 256، التاريخ الصغير: 2/ 382، ثقات العجلي: ص 287، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: انظر الفهرس ص 773، الجرح والتعديل: 5/ 211، تاريخ بغداد: 10/ 265، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 291، طبقات الحنابلة: 1/ 204، أنساب السمعاني: 5/ 285، تاريخ دمشق لابن عساكر: 9/ 421 / ب، المعجم المشتمل: ص 166، اللباب: 1/ 493، تهذيب الكمال: ورقة 773، سير أعلام النبلاء: 11/ 515 - 518، العبر: 1/ 445، تذهيب التهذيب: 2/ 203، تذكرة الحفاظ: 2/ 480، الكاشف: 2/ 137، البداية والنهاية: 10/ 346، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 361، تهذيب التهذيب: 6/ 131، طبقات الحفاظ: ص 208، حسن المحاضرة: 2/ 144، خلاصة تذهيب الكمال: ص 223، شذرات الذهب: 2/ 108.

464 - خلف بن سالم

قال الحسنُ بنُ عليِّ بن بحر: قدم دُحيم بغداد سنةَ اثنتي عشرة ومئتين، فرأيتُ أبي، وأحمد، وابنَ مَعِين، وخلفَ بنَ سالم قُعودًا بين يديه كالصِّبيان (¬1). وقال الخطيب: كان على مذهب الْأَوزاعي (¬2). وقال أبو حاتم: ثقة (¬3). وقال أبو داودة حجَّة، لم يكنْ بدمشق في زمانه مثله (¬4). وقال النَّسائي: ثقة (¬5) مأمون. مات بفلسطين سنةَ خمسٍ وأربعين ومئتين لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان. رحمه الله. 464 - خلفُ بنُ سالم * (س) الحافظ الثقة، أبو محمد السِّنْدي، مولى آل المهلَّب، من أعيان حفّاظ بغداد. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 266. وأورده الذهبي في "السير" 11/ 516 ثم قال معقبًا: "هؤلاء أكبر منه، ولكن أكرموه لكونه قادمًا، واحترموه لحفظه". (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 266. (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 212. (¬4) تاريخ بغداد: 10/ 266 - 267. (¬5) تاريخ بغداد: 10/ 267. * طبقات ابن سعد: 7/ 354، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 196، التاريخ الصغير: 2/ 360، الجرح والتعديل: 3/ 371، تاريخ بغداد: 8/ 328، أنساب السمعاني: 11/ 180، اللباب: 3/ 178، تهذيب الكمال: ورقة 379، سير أعلام النبلاء: 11/ 481 - 150، ميزان الاعتدال: 1/ 660، تذهيب التهذيب: 1/ 199، تذكرة الحفاظ: 2/ 481، الكاشف: 1/ 215، تهذيب التهذيب: 3/ 152، طبقات الحفاظ: ص 207، خلاصة تذهيب الكمال: ص 106.

465 - أحمد بن منيع

روى عن: هثيم، وأبي بكر بن عياش، وعبد الرزّاق، وطبقتهم. وعنه: أحمد بنُ أبي خَيثمة، والحسنُ بنُ علي المَعْمَري، وأحمد بنُ الحسن الصُّوفي، وأبو القاسم البَغَوي، وغيرهم. وروى النسائي عن رجل عنه. قال المرُّوذي: سالت أبا عبد الله، فقال: ما أعرفُه يكذِب. نَقَموا عليه تتبُّعَهُ هذه الأحاديث (¬1). وقال ابنُ مَعِين: صدوق (¬2). وقال يعقوب بنُ شَيبة: كان ثقةً ثبتًا، أثبت من مسدَّد والحُميدي (¬3). مات لسبعٍ بقين من رمضان من سنة إحدى وثلاثين ومئتين. رحمه الله تعالى. 465 - أحمدُ بنُ مَنيع * (ع) الحافظُ الحجَّة، أبو جعفر البَغَويُّ ثم البغداديُّ الأصمّ، صاحب "المسند". ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 328. (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 329. (¬3) المصدر السابق. * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 6، التاريخ الصغير: 2/ 379، الجرح والتعديل: 2/ 77، تاريخ بغداد: 5/ 160، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 7، طبقات الحنابلة: 1/ 76، أنساب السمعاني: 2/ 254، المعجم المشتمل: ص 61، تهذيب الكمال: 1/ 495 - 497 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 483 - 484، تذهيب التهذيب: 1/ 28، تذكرة الحفاظ: 2/ 481، العبر: 1/ 442، الكاشف: 1/ 29، الوافي بالوفيات: 8/ 192، البداية والنهاية: 10/ 346، طبقات القراء =

466 - أبو مصعب

روى عن: هشيم، وعبّاد بن العوّام، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وطبقتهم. وعنه الجماعة لكن البخاري بواسطة، وسبطُه أبو القاسم البَغَوي، وابنُ ناجية، وابنُ صاعد. قال سبطُه: أُخبرتُ عن جدِّي أنَّه قال: أنا من نحو أربعين سنةً أختمُ القرآنَ في كلِّ ثلاث (¬1). وثَّقه صالح جَزَرَة وغيره. قال البغوي: توفي في شوال سنةَ أربع وأربعين ومئتين، وعاش أربعًا وثمانين سنة (¬2). 466 - أبو مُصْعَب * (ع) الإِمام الفقيه، أحمدُ بنُ أبي بكر الزُّهري العَوْفيُّ المدني. أحدُ الأثبات، وشيخُ أهل المدينة وقاضيهم ومحدِّثهم. ¬

_ = لابن الجزري: 1/ 139، تهذيب التهذيب: 1/ 84، النجوم الزاهرة: 2/ 319، طبقات الحفاظ: ص 208، خلاصة تذهيب الكمال: ص 13، شذرات الذهب: 2/ 105، هدية العارفين: 1/ 48، الرسالة المستطرفة: ص 65. (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 161. (¬2) المصدر السابق. * الجرح والتعديل: 2/ 43، طبقات الشيرازي: ص 149، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 8، ترتيب المدارك: 2/ 511، المعجم المشتمل: ص 40، تهذيب الكمال: 1/ 278 - 281 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 436 - 440، تذكرة الحفاظ: 2/ 482، العبر: 1/ 436، ميزان الاعتدال: 1/ 84، تذهيب التهذيب: 1/ 8، الكاشف: 1/ 14، الوافي بالوفيات: 6/ 269، الديباج المذهب: 1/ 140، تهذيب التهذيب: 1/ 20، طبقات الحفاظ: ص 209، خلاصة تذهيب الكمال: ص 4، شذرات الذهب: 2/ 100.

467 - إبراهيم بن عبد الله

ولد سنةَ خمسين ومئة، ولزم مالكًا، وتفقَّه به. روى عن: مالك، وإبراهيم بن سعد، ويوسف بن الماجَشُون، وجماعة. وعنه الجماعة لكن النَّسائي بواسطة، وأبو زُرْعة، وبقى بنُ مخلَد، وخلقٌ آخرهم موتًا إبراهيمُ بنُ عبد الصَّمد الهاشمي. قال الدّارقطني: أبو مُصعب ثقة في "الموطأ" (¬1). وقال ابن حزم: آخرُ ما رُوي عن مالكٍ "موطأ" أبي مصعب، و"موطأ" أبي حذافة، وفيهما زيادة على الموطآت نحو من مئة حديث (¬2). وقال الزبيرُ بنُ بكّار: أبو مصعب هو فقيهُ أهل المدينة غيرَ مُدافَع (¬3). مات على القضاء في رمضان سنةَ اثنتين وأربعين ومئتين. 467 - إبراهيم بنُ عبد الله * (ت، ق) الحافظُ الكبير، أبو إسحاق الهَرَوي، نزيل بغداد. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 11/ 438. (¬2) سير أعلام النبلاء: 11/ 437 - 438. (¬3) تهذيب الكمال: 1/ 280. * الجرح والتعديل: 2/ 109، تاريخ بغداد: 6/ 118، المعجم المشتمل: ص 66، تهذيب الكمال: 9/ 112 - 123 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 478 - 479، ميزان الاعتدال: 1/ 42، العبر: 1/ 442، الكاشف: 1/ 39، تذهيب التهذيب: 1/ 38، تذكرة الحفاظ: 2/ 484، الوافي بالوفيات: 5/ 28، تهذيب التهذيب: 1/ 132، طبقات الحفاظ: ص 209، خلاصة تذهيب الكمال: ص 18، شذرات الذهب: 2/ 105.

سمع: إسماعيلَ بنَ جعفر، وعبدَ الرحمنِ بنَ أبي الزنّاد، وهشيمًا، والدَّراوردي، وطبقتهم. وعنه: التّرمذي، وابنُ ماجة، وابن أبي الدُّنيا، والفِرْيابي، وأبو يَعْلى، وخلائق. وكان صدوقًا، كبيرَ القدر، من أعلم النّاس بحديث هُشيم. روى عنه صالح جَزَرَة قال: ما من حديثٍ لهُشيم إلّا وقد سمعتُهُ منه عشرين مرَّة أو أكثر (¬1). وقال ابنُ مَعِين: أصحابُ هُشيم محمد بنُ الصباح الدّولابي، وإبراهيم الهَرَوي، وإبراهيم أكيَسُهُما (¬2). وقال إبراهيم الحَرْبي: كان إبراهيم الهروي حافظًا متقنًا تقيًّا، ما كان ها هنا أحدٌ مثلَه (¬3). وقال الدارقطني: ثقةٌ ثبت (¬4). وأما أبو داود فضعَّفَه (¬5). وقال النَّسائي: ليس بالقوي (¬6). مات في رمضان سنة أربع وأربعين ومئتين، وهو في عشر المئة. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 118. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 119. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 120. (¬4) تهذيب الكمال: 2/ 122. (¬5) تهذيب الكمال: 2/ 121. (¬6) تهذيب الكمال: 2/ 122.

468 - إسحاق بن أبي إسرائيل

468 - إسحاقُ بنُ أبي إسرائيل * (د، س) الإمامُ الحافظُ الكبير، محدِّث بغداد، أبو يعقوب بن إبراهيم المَرْوزي. روى عن: شريك، وحمّاد بن زيد، وجعفر بن سُليمان، وكثير بن عبد الله الأُبُلِّي، وخلق. وعنه: البخاري في الأدب، وأبو داود، وأبو العبّاس السرَّاج، وأبو يَعْلى المَوْصلي، وابنُ ناجية، وخلق. قال عبدوسُ بن عبد الله النَّيسابوري: حافظٌ جدًّا، لم يكن مثله في الحفظ والوَرع. واتُّهم بالوقف (¬1). وقال مصعب الزُّبيري: قال لي إسحاقُ بنُ أبي إسرائيل: أنا لم أقل على الشَّك -يعني في القرآن- ولكنِّي أسكتُ كما سكتَ القومُ قبلي (¬2). ¬

_ * طبقات ابن سعد: 7/ 353، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 380، التاريخ الصغير: 2/ 381، تاريخ الطبري: 9/ 213، الجرح والتعديل: 2/ 210، تاريخ بغداد: 6/ 356، المعجم المشتمل: ص 74، تهذيب الكمال: 2/ 398 - 407 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 476 - 478، ميزان الاعتدال: 1/ 182، العبر: 1/ 444، تذهيب التهذيب: 1/ 54، تذكرة الحفاظ: 2/ 484، الكاشف: 1/ 60، البداية والنهاية: 10/ 346، تهذيب التهذيب: 1/ 223، طبقات الحفاظ: ص 209، خلاصة تذهيب الكمال: ص 27، شذرات الذهب: 2/ 107. (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 360. وقوله: اتهم بالوقف، يعني أنه كان يقف في مسألة خلق القرآن، فلا يقول مخلوق أو غير مخلوق. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 361.

469 - حرملة بن يحيى

وقال أحمد بنُ حنبل: إسحاق بنُ أبي إسرائيل واقفيٌّ مشهور (¬1) إلَّا أنَّه صاحبُ حديث، كيِّس. وقال أبو القاسم البَغَوي: كان ثقةً مأمونًا، لكنَّه قليلُ العقل (¬2). وقال صالح جَزَرَة: صدوق، إلَّا أنَّه كان يقول: القرآن كلام الله، ويقف (¬3). وقال زكريّا السّاجي: صدوق، تركوه للوَقْف (¬4). قال ابن قانِع: مات في شعبان [بسر من رأى] سنةَ خمسٍ وأربعين ومئتين (¬5). رحمه اللهُ تعالى. 469 - حَرْمَلَةُ بنُ يحيى * (م، ق، س) الحافظُ العلّامة، أبو حفص التُّجِيبيُّ مولاهم المصريُّ الفقيه، صاحب الشّافعي. ¬

_ (¬1) كذا الأصل، والذي في مصادر الترجمة "مشؤوم". انظر "تاريخ بغداد" 6/ 360. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 361. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 360. (¬4) تاريخ بغداد: 6/ 360. (¬5) تاريخ بغداد: 6/ 360، والزيادة منه. * تاريخ ابن معين: 2/ 105، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 69، الجرح والتعديل 3/ 274، الكامل لابن عدي: 2/ 863، فهرست النديم: ص 265، إكمال ابن ماكولا: 7/ 105، طبقات الشيرازي: ص 99، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 112، أنساب السمعاني: (الزميلي) 6/ 301، المعجم المشتمل: ص 95 تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 155، وفيات الأعيان: 2/ 64، تهذيب الكمال: 5/ 548 - 552 (طبعة محققة فيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء 11/ 389 - 391، تذهيب التهذيب: 1/ 127، تذكرة الحفاظ: 2/ 486، العبر: =

روى مئةَ ألف حديثٍ عن ابن وهب، وروى عن أيّوب بن سُويد الشَّافعي، وبشر بن بكر التِّنِّيسي. وعنه: مسلم، وابنُ ماجة، وبقيّ، والحسن بنُ سفيان، وابنُ قتيبة العَسْقلاني، وعدَّة. قال ابنُ مَعين: شيخٌ بمصر -يقال له: حَرْملة- أعلمُ النّاس بابن وهب (¬1). وقال أبو عمر الكِنْدي: لم يكنْ بمصر أحدٌ أكتبَ عن ابن وهب منه، وذلك لأنَّ ابنَ وهب اختفى في منزلهم سنةً وأشهرًا لمّا طُلب للقضاء (¬2). وقال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به (¬3). وقال ابنُ عدي: فتَّشتُ حديثَ حَرْملة الكثير فلم أجدْ في حديثه ما يجب أن يُضَعَّف من أجله رجلٌ يوازي ابنَ وهب ويكون حديثُه كلُّه ¬

_ = 1/ 440، ميزان الاعتدال: 1/ 472، الكاشف: 1/ 154، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 127، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 257، البداية والنهاية: 10/ 345، تهذيب التهذيب: 2/ 229، طبقات الحفاظ: ص 210، حسن المحاضرة: 1/ 307، خلاصة تذهيب الكمال: ص 74، شذرات الذهب: 2/ 103، هدية العارفين: 1/ 264. (¬1) تهذيب الكمال: 5/ 550. (¬2) سير أعلام النبلاء: 11/ 390. (¬3) الجرح والتعديل: 3/ 274.

470 - يحيى بن جعفر

عنده، فليس يبعُد أن يُغرب على غيره. وقد سألتُ عبد الله بن محمد الفَرْهاذاني عنه، فقال: ضعيف (¬1). وقال ابنُ يونس: ولد سنة ست وستين ومئة، وتوفي سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين. وكان أملى الناس بما حدَّث ابنُ وهب (¬2). رحمه اللهُ تعالى. 470 - يحيى بنُ جعفر * (خ) ابن أَعين، الحافظُ الكبير، أبو زكريّا البخاريُّ البِيكَنْدي. سمع: ابنَ عُيينة، ووكيعًا، ويزيدَ بنَ هارون، وعبد الرزّاق، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وعُبيدُ اللهِ بنُ واصل، ومحمد بنُ أبي حاتم الورّاق، وغيرهم. توفي في شوال سنة ثلاثٍ وأربعين ومئتين. رحمه الله. ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي: 2/ 863، 866. (¬2) تهذيب الكمال: 5/ 552. * الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 567، أنساب السمعاني: 2/ 374، المعجم المشتمل: ص 317، تهذيب الكمال: ورقة 1495، سير أعلام النبلاء: 12/ 100 - 101، تذهيب التهذيب: 4/ 150 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 487، الكاشف: 3/ 221، تهذيب التهذيب: 11/ 193، طبقات الحفاظ: ص 211، خلاصة تذهيب الكمال: ص 422.

471 - عمرو بن علي

471 - عَمرو بن علي * (ع) ابن بَحر بن كَنِيز (¬1)، الإمامُ الحافظُ الثَّبت، أبو حفص الباهليُّ، البصري، الصَّيرفيُّ، الفلّاس، أحدُ الأعلام. مولده بُعيد السِّتِّين ومئة. وسمع: يزيدَ بنَ زريع، وعبدَ العزيزِ بنَ عبد الصّمد العَمِّي، وابنَ عُيينة، ومُعتمر بنَ سُليمان، وطبقتهم. وعنه: الجماعة، والنَّسائي أيضًا بواسطة، وعفّان وهو من شيوخه، وأبو زرْعة، ومحمدُ بنُ جَرير، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، وأبو رَوْق الهِزَّاني، وخلائق. قال النَّسائي: ثقة حافظ، صاحبُ حديث (¬2). وقال أبو حاتم: كان أرشقَ (¬3) من علي بن المديني. ¬

_ * التاريخ الصغير: 2/ 388، الجرح والتعديل: 6/ 249، ذكر أخبار أصبهان: 2/ 29، تاريخ بغداد: 12/ 207، إكمال ابن ماكولا: 7/ 89 و 162، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 367، أنساب السمعاني: 9/ 354، المعجم المشتمل: ص 205، اللباب: 2/ 449، تهذيب الكمال: ورقة 1048، سير أعلام النبلاء: 11/ 470 - 472، تذهيب التهذيب: 3/ 106، تذكرة الحفاظ: 2/ 487، العبر: 1/ 454، الكاشف: 2/ 290، تهذيب التهذيب: 8/ 80، النجوم الزاهرة: 2/ 330، طبقات الحفاظ: ص 211، خلاصة تذهيب الكمال: ص 291، طبقات المفسرين: 2/ 17، شذرات الذهب: 2/ 120. (¬1) كنيز: بفتح الكاف وكسر النون -كما في "الإكمال" و"التبصير"، وضبطه صاحب "الخلاصة" بضم الكاف وفتح النون. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 211. (¬3) كذا في "الجرح والتعديل" 6/ 249 وأكثر مصادر الترجمة، ووقع في "العبر": أوثق.

472 - سليمان بن داود

وقال عبّاس العَنْبري: ما تعلَّمتُ الحديثَ إلَّا منه (¬1). وقال حجّاج بنُ الشّاعر: عَمرو بنُ علي لا يبالي أحدَّث من حفظِه أو من كتابِه (¬2). وقال أبو زُرْعة: ذاكَ من فرسان الحديث، لم نَرَ بالبصرة أحفظَ منه ومن ابن المديني، والشّاذكوني (¬3). وقال ابنُ إشكاب: ما رأيتُ مثلَ الفلّاس، كان يحسنُ كلَّ شيء (¬4). وعنه قال: ما كنتُ فلّاسًا قطّ (¬5). مات بسامَرّا في ذي القَعدة سنة تسعٍ وأربعين ومئتين. وقد تردَّد إلى أصبهان مرّات. رحمه اللهُ تعالى. 472 - سُليمانُ بنُ داود * المِنْقري البصري، أبو أيّوب، المعروف بالشَّاذَكوني. من كبار الحفاظ على ضَعْفِه. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 249. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 210. (¬3) تاريخ بغداد: 12/ 208. (¬4) تاريخ بغداد: 12/ 211. (¬5) نقل ابن ماكولا في "إكماله" 7/ 89 عنه قال: "روى عني عفان بن مسلم حديثًا فسماني الفلاس، وما كنت فلاسًا قط". وانظر أيضًا "أنساب السمعاني" 9/ 354 - 355. * التاريخ الصغير: 2/ 364، المعارف: ص 527، ضعفاء العقيلي: 2/ 128، الجرح والتعديل: 4/ 114، الكامل لابن عدي: 3/ 1142، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 333، تاريخ بغداد: 9/ 40، أنساب السمعاني: 7/ 238، اللباب: 2/ 172، سير أعلام النبلاء: 10/ 679 - 684، تذكرة الحفاظ: 2/ 488، العبر: 1/ 416، المغني في الضعفاء: 1/ 279، ميزان الاعتدال: 2/ 205، دول الإسلام: 1/ 142، لسان الميزان: 3/ 84، طبقات الحفاظ: ص 212، شذرات الذهب: 2/ 80.

روى عن: حمّاد بن زيد، وعبد الوارث، وعبد الواحد بن زياد، والطّبقة. وعنه: أبو قِلابة الرَّقَاشي، وأبو مسلم الكجِّي، والحسنُ بنُ سفيان، وأبو يَعْلى، وكانا يدلِّسانه لا يزيدان على: حدَّثنا سُليمان أبو أيوب. قال عَمرو الناقد: قدم الشّاذكوني بغداد، فقال لي أحمدُ بنُ حنبل: اذهب بنا إلى سُليمان نتعلَّم منه نقدَ الرِّجال (¬1). وقال حَنبل: سمعتُ أبا عبد الله يقول: أعلمُنا بالرِّجال يحيى بنُ مَعين، وأحفظُنا للأبواب سُليمان الشّاذكوني، وكان ابن المديني أحفظَنا للطِّوال (¬2). وقال عبّاس العَنْبري: ابنُ الشّاذكوني أعلمُ بصغير الحديث، وعليٌّ بجليله (¬3). وقال زكريّا السّاجي: أحفظُهم الشّاذكوني (¬4). وسئل صالح بنُ محمد جَزَرَة عن الشّاذكوني، فقال: ما رأيتُ أحفظَ منه، لكنَّه يكذبُ في الحديث (¬5). وقال ابنُ مَعين: جرَّبتُ عليه الكذب (¬6). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 41. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) الخبر مطولًا في "تاريخ بغداد" 9/ 42. (¬5) تاريخ بغداد: 9/ 45. (¬6) تاريخ بغداد: 9/ 47.

473 - عبد الله بن محمد بن أسماء

وقال النَّسائي: ليس بثقة (¬1). وأما ابنُ عدي فقال: سألتُ عَبْدان عنه، فقال: معاذَ الله أن يُتَّهم، إنَّما كان قد ذهبتْ كتبُه، فكان يحدِّث حِفظًا (¬2). وقال ابنُ مَعين: قال لنا الشّاذكوني: هاتوا لي حرفًا من رأي الحسن لا أحفظُه (¬3). قال مطيَّن وغيرُه: مات سنةَ أربعٍ وثلاثين ومئتين. سامحَه الله. 473 - عبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن أسماء * (خ، م، د، س) الإِمامُ الحجَّة، الزّاهد العابد، أبو عبد الرحمن الضُّبَعيُّ البصري. سمع: عمَّه جويرية بنَ أسماء، ومَهْدي بنَ مَيمون، وابنَ المبارك، وغيرهم. وعنه: البخاري، ومسلم، ويوسف القاضي، وأبو خَليفة، وأبو يَعْلى، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 47. (¬2) الكامل لابن عدي: 3/ 1145. (¬3) الجرح والتعديل: 4/ 115. * تاريخ البخاري الكبير: 5/ 189، الجرح والتعديل: 5/ 159، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 259، المعجم المشتمل: ص 159، تهذيب الكمال: ورقة 733، سير أعلام النبلاء: 10/ 685 - 686، العبر: 1/ 409، تذهيب التهذيب: 2/ 183 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 489، الكاشف: 2/ 111، تهذيب التهذيب: 6/ 5، طبقات الحفاظ: ص 211، خلاصة تذهيب الكمال: ص 212، شذرات الذهب: 2/ 70.

474 - عبيد الله بن معاذ

وقال أبو حاتم: ثقة (¬1). وقال ابنُ وارَة: ذكرتُه لابن المديني، فعظَّم شأنَه (¬2). وقال أحمد بنُ إبراهيم الدَّورقي: لم أرَ بالبصرة أفضلَ منه (¬3). توفي سنة إحدى وثلاثين ومئتين. 474 - عُبيد اللهِ بنُ معاذ * (خ، م، د، س) ابن معاذ، الحافظُ الحجَّة، أبو عَمرو العَنْبريُّ البصري. حدَّث عن: أبيه، ومعتمر بن سُليمان، ويحيى القطّان، ووكيع، وعدَّة. وعنه: مسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وزكريّا السّاجي، وجعفر الفِرْيابي، والبَغَوي، وخلق. قال أبو داود: كان يحفظُ نحو عشرة آلاف حديث، منها أحاديثُ أشعث بمسائله المعقَّدة، وأحاديث مُعتمر، وأحاديث خالد. ورأيتُهُ يدرسُ حديثَ سُفيان على ولده. وكان فصيحًا (¬4). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 159. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 734. * تاريخ البخاري الكبير: 5/ 401، التاريخ الصغير: 2/ 368، الجرح والتعديل: 5/ 335، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 304، المعجم المشتمل: ص 181، تهذيب الكمال: ورقة 893، سير أعلام النبلاء: 11/ 384 - 385، تذكرة الحفاظ: 2/ 490، العبر: 1/ 425، تذهيب التهذيب: 3/ 21، الكاشف: 2/ 204، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 493، تهذيب التهذيب: 7/ 48، طبقات الحفاظ: ص 212، خلاصة تذهيب الكمال: ص 253، شذرات الذهب: 2/ 88. (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 893.

475 - محمد بن حميد بن حيان

وقال أبو حاتم: ثقة (¬1). قال البخاري: مات سنةَ سبعٍ وثلاثين ومئتين (¬2). رحمه الله تعالى. 475 - محمد بن حُميد بن حيَّان * (د، ت، ق) أبو عبد الله الرّازي، من الحفّاظ لكنَّه غيرُ محتجٍ به لكثرة المناكير في أحاديثه. روى عن: يعقوب القمِّي، وابن المبارك، وجَرير، والفضل السِّيناني، وخلق. وعنه أبو داود، والتّرمذي، وابنُ ماجة، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بنُ جَرير، والبَغوي، وخلق. قال عبدُ اللهِ بنُ أحمد: سمعتُ أبي يقول: لا يزالُ بالرَّي علمٌ ما دام محمدُ بنُ حُميد حيًّا (¬3). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 335. (¬2) التاريخ الصغير: 2/ 368. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 69، التاريخ الصغير: 2/ 386، ضعفاء العقيلي: 4/ 61، الجرح والتعديل: 7/ 232، المجروحين والضعفاء: 2/ 303، الكامل لابن عدي: 6/ 2277، تاريخ بغداد: 2/ 259، المعجم المشتمل: ص 236، تهذيب الكمال: ورقة 1189، سير أعلام النبلاء: 11/ 503 - 506، تذكرة الحفاظ: 2/ 490، العبر: 1/ 452، ميزان الاعتدال: 3/ 530، تذهيب التهذيب: 3/ 199، الكاشف: 3/ 32، الوافي بالوفيات: 3/ 28، تهذيب التهذيب: 9/ 127، طبقات الحفاظ: ص 212، خلاصة تذهيب الكمال: ص 333، شذرات الذهب: 2/ 118. (¬3) تاريخ بغداد: 2/ 259.

476 - المسندي

وقال أبو زَرْعة: مَنْ فاتَه ابن حُميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث (¬1). وقال البخاري: في حديثه نَظَر (¬2). وقال صالح جَزَرَة: كنّا نتَّهِمُه، ما رأيتُ أحدًا أحذقَ بالكذب من الشّاذكوني وابنِ حُميد (¬3). وقال ابنُ خُزيمة: لو عرفَهُ أحمدُ بنُ حنبل لما أَثنى عليه (¬4). وقال النَّسائي: ليس بثقة (¬5) (¬6). 476 - المُسْنَدي * (خ، ت) أبو جعفر، عبد الله بنُ محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليَمان الجُعْفي مولاهم البخاري، الحافظُ الثبت. عُرت بالمُسْنَدي لاعتنائِهِ بالأحاديث المُسْنَدَة. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1189. (¬2) التاريخ الصغير: 2/ 386. (¬3) تاريخ بغداد: 2/ 262. (¬4) انظر "ميزان الاعتدال": 3/ 530. (¬5) تاريخ بغداد: 2/ 263. (¬6) لم يذكر المؤلف -رحمه الله- له وفاة، وكذا الذهبي في "التذكرة"، أما بقية المصادر فقد أرخت موته في سنة ثمان وأربعين ومئتين. * تاريخ البخاري الكبير: 5/ 189، التاريخ الصغير: 2/ 358، الجرح والتعديل: 5/ 162، تاريخ بغداد: 10/ 64، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 266، أنساب السمعاني: 11/ 320، المعجم المشتمل: ص 160، اللباب: 3/ 213، تهذيب الكمال: ورقة 736، سير أعلام النبلاء: 10/ 658 - 660، العبر: 1/ 405، تذهيب التهذيب: 2/ 184، تذكرة الحفاظ: 2/ 492، الكاشف: 2/ 112، تهذيب التهذيب: 6/ 9، طبقات الحفاظ: ص 214، خلاصة تذهيب الكمال: ص 312، شذرات الذهب: 2/ 67.

477 - ابن أبي الأسود

سمع: ابنَ عُيينة، ومروان بنَ معاوية، وإسحاقَ الأزرق، ورحل إلى عبد الرزّاق إلى اليمن، وأقدمُ شيخٍ عنده الفُضيل بنُ عِياض. حدَّث عنه: البخاري، والذُّهلي، وأبو زُرْعة، وعُبيد اللهِ بنُ واصل، ومحمدُ بنُ نصر المروزي، وعدّة. قال أبو حاتم: صدوق (¬1). وقال البخاري: قال لي الحسنُ بنُ شجاع: من أين يفوتُكَ حديث وقد وقعت على هذا الكنْز -يعني: المُسنَدي (¬2). وقال الحاكم: هو إمامُ الحديث في عصره بما وراء النَّهر بلا مدافَعَة، وهو أستاذ البخاري (¬3). مات في ذي القعدة سنةَ تسعٍ وعشرين ومئتين. رحمه الله تعالى. 477 - ابنُ أبي الْأَسود * (خ، د، ت) هو الحافظ المجوّد، أبو بكر، عبدُ اللهِ بنُ محمد بن حُميد البصري، قاضي هَمَذان، ابنُ أخت عبد الرحمن بن مَهْدي. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 162. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 65. (¬3) سير أعلام النبلاء: 10/ 659. * تاريخ البخاري الكبير: 5/ 188، الجرح والتعديل: 5/ 159، تاريخ بغداد: 10/ 62، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 266، المعجم المشتمل: ص 159، تهذيب الكمال: ورقة 735، سير أعلام النبلاء: 10/ 648 - 649، العبر: 1/ 387، تذهيب التهذيب: 2/ 183 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 493، الكاشف: 2/ 112، تهذيب التهذيب: 6/ 6، طبقات الحفاظ: ص 215، خلاصة تذهيب الكمال: ص 212، شذرات الذهب: 2/ 52.

478 - أبو معمر

سمع: مالكًا، وأبا عَوَانة، وجعفرَ بنَ سليمان، ويزيدَ بنَ زُريع، وجدَّه أبا الأسود حُميد بنَ الأسود. وعنه: البخاري، وأبو داود، وابنُ أبي الدُّنيا، ويعقوب الفَسَوي، وخلق. قال أبو بكر الخطيب: كان حافظًا مُتقنًا (¬1). وقال ابنُ مَعين: لا بأس به، سمع من أبي عَوانة وهو صغير، وكان يطلب الحديث (¬2). مات في جمادى الآخرة سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئتين، وله ستون سنة. رحمه الله تعالى. 478 - أبو مَعْمر * (ع) الحافظُ الثَّبت، عبدُ اللهِ بنُ عمرو بن أبي الحجّاج المِنْقَري مولاهم البصري المُقْعَد. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 62. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 63. * تاريخ البخاري الكبير: 5/ 155، التاريخ الصغير: 2/ 351، ثقات العجلي: ص 511، الجرح والتعديل: 5/ 119، تاريخ بغداد 10/ 24، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 257، أنساب السمعاني: (المقعد) 11/ 448، المعجم المشتمل: ص 158، اللباب: 3/ 248، تهذيب الكمال: ورقة 716، سير أعلام النبلاء: 10/ 622 - 624، العبر: 1/ 391، تذهيب التهديب: 2/ 169 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 493، الكاشف: 2/ 101، تهذيب التهذيب: 5/ 335، مقدمة فتح الباري: 413، طبقات الحفاظ: ص 215، خلاصة تذهيب الكمال: ص 208، شذرات الذهب: 2/ 54.

479 - ابن عمار

روى عن: عبد الوارث، وأبي الأشهب العُطَاردي، وعَبْثَر، وغيرهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، والدَّارمي، وأبو زُرْعة، وخلق. وليس له في الكتب السِّتَّة شيء عن غير عبد الوارث، وهو أثبتُ الناس فيه. قال ابنُ مَعين: ثقةٌ ثبت (¬1). وقال أبو حاتم: صدوق متقن، غيرَ أنَّه لم يكن يحفظ (¬2). وأما أبو زرعة فقال: كان ثقةً حافظًا (¬3). وقال أبو داود: هو أثبتُ من عبد الصَّمد (¬4). وقال يعقوب بنُ شَيبة: ثقة، صحيح الكتاب، قَدَريّ (¬5). قال البخاري: مات سنةَ أربعٍ وعشرين ومئتين. رحمه اللَّه تعالى. 479 - ابن عمّار * (س) الإمامُ الحافظُ الحجَّة، أبو جعفر، محمدُ بن عبد الله بن عمّار المَوْصلي، شيخ الموصل. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 25/ 10. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 119. (¬3) المصدر السابق. (¬4) تاريخ بغداد: 10/ 25. (¬5) تاريخ بغداد: 10/ 24. * الجرح والتعديل: 7/ 302، الكامل لابن عدي: 6/ 2281، تاريخ بغداد: 5/ 416، المعجم المشتمل: ص 250، تهذيب الكمال: ورقة 1221، سير أعلام النبلاء: 11/ 469 - 470، ميزان الاعتدال: 3/ 596، تذهيب التهذيب: 3/ 219، الكاشف: 3/ 56، تذكرة الحفاظ: 2/ 494، الوافي بالوفيات: 3/ 304، تهذيب التهذيب: 9/ 265، طبقات الحفاظ: ص 215، خلاصة تذهيب الكمال: ص 345، شذرات الذهب: 2/ 101، هدية العارفين: 2/ 13.

سمع: أبا بكر بنَ عيّاش، وابنَ عُيينة، والمُعافى بنَ عمران، وعيسى بنَ يونس، وخلقًا. وله كتابٌ كبير في الرِّجال والعلل. وعنه: النَّسائي، وجعفر الفِرْيابي، والباغنْدي، وأبو يَعْلى، وغيرهم. وكان يتردَّدُ إلى بغداد للتِّجارة. وكان عُبيد العِجْل يعظِّم أمرَه، ويرفع قَدْره. وق ل النَّسائي: ثقة، صاحبُ حديث (¬1) وقال الخطيب: كان أحدَ أهل الفضل المتحقِّقين بالعلم، حسن الحفظ، كثير الحديث (¬2). وأما ابنُ عدي فقال: سمعتُ أبا يعْلى يُسيء القولَ في ابن عمّار، ويقول: شهد على خالي بالزُّور (¬3). مات سنةَ اثنتين وأربعين ومئتين، وله ثمانون سنة. رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 418. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 416. (¬3) الكامل لابن عدي: 6/ 2281.

480 - أحمد بن صالح

480 - أحمد بنُ صالح * (خ، د) الإمام الحافظ، أبو جعفر الطَّبريُّ ثم المصري، أحد الأعلام قال ابن يونس: كان صالح من أجناد طبرستان، فوُلد له أحمد بمصر في سنة سبعين ومئة. سمع: ابنَ عُيينة، وابنَ وهب، وابنَ أبي فُديك، وعبد الرزّاق، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، وصالح جَزَرَة، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو بكر بنُ أبي داود، وخلق. قال صالح جَزَرَة: لم يكن بمصر من يُحسن الحديثَ غيره، وكان جامعًا يعرفُ الفقهَ والحديثَ والنحو، ويتكلَّم في حديث الثَّوري وشُعبة والزُّهري، يدري ذلك (¬1). ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 6/ 2، التاريخ الصغير: 2/ 386، ثقات العجلي: ص 48، الجرح والتعديل: 2/ 56، الكامل لابن عدي: 1/ 184، تاريخ بغداد: 4/ 195، الجمع بين رجال الصحيحين: 10/ 1، طبقات الحنابلة: 1/ 48، المعجم المشتمل: ص 47، تهذيب الكمال: 1/ 340 - 354 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 160 - 177، تذهيب التهذيب: 1/ 11، تذكرة الحفاظ: 2/ 495، ميزان الاعتدال: 1/ 103، العبر: 1/ 450، الكاشف: 1/ 19، معرفة القراء الكبار: 1/ 184، الوافي بالوفيات: 6/ 424، مرآة الجنان: 2/ 154، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 6، الديباج المذهب: 1/ 143، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 62، تهذيب التهذيب: 1/ 39، النجوم الزاهرة: 2/ 328، طبقات الحفاظ: ص 216، حسن المحاضرة: 1/ 306، خلاصة تذهيب الكمال: ص 7، شذرات الذهب: 2/ 117. (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 200.

وقال ابنُ نُمير: إذا جاوزتَ الفُرات فليسَ أحدٌ مثلَ أحمد بن صالح (¬1). وقال أبو حاتم: ثقة (¬2). وقال البخاري: ثقة، ما رأيتُ أحدًا يتكلَّم فيه بحجَّة (¬3). وقال العِجْلي: ثقة، صاحبُ سنّة (¬4). وقال ابنُ وارة: أحمد بنُ صالح بمصر، وأحمد بنُ حنبل ببغداد، وابنُ نُمير بالكوفة، والنُّفيلي بحرّان، هؤلاء أركان الدِّين (¬5). وقال الفسوي: كتبتُ عن ألف شيخٍ وكسر كلّهم ثقات، ما أحدٌ منهم أتَّخذه عند اللَّه حجَّةً إلّا رجلين: أحمد بن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل بالعراق (¬6). وقال أبو داود: كان يقوِّم كل لحنٍ في الحديث (¬7). وقال ابن عدي: وأحمد بن صالح من حفّاظ الحديث (¬8). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 199. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 56. (¬3) تاريخ بغداد: 4/ 201. (¬4) ثقات العجلي: ص 48. (¬5) تاريخ بغداد: 4/ 199. (¬6) المعرفة والتاريخ: 3/ 368. (¬7) ميزان الاعتدال: 1/ 104. (¬8) الكامل لابن عدي 1/ 187 وتمام قوله: "ولولا أني شرطت في كتابي هذا أن أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم لكنت أُجلُّ أحمد بن صالح أن أذكره".

481 - أبو كريب

وقال الخطيب: احتجَّ سائر الأئمَّة بحديث أحمد بن صالح سوى أبي عبد الرحمن النَّسائي، فإنَّه ترك الرِّوايةَ عنه، وكان يُطلق لسانَه فيه، وليس الأمر على ما ذكر النَّسائي. ويقال: كان آفة أحمد بن صالح الكِبْر وشراسة الخُلق. ونال النسائي منه جفاءٌ في مجلسه، فذلك السَّبب الَّذي أفسد الحال بينهما (¬1). قال البخاري وغيره: توفي في ذي القعدة سنةَ ثمانٍ وأربعين ومئتين. رحمه اللَّه تعالى. 481 - أبو كُرَيب * (ع) محمد بنُ العلاء بن كرَيب الهَمْداني الكوفي، الحافظُ الثِّقة، محدّث الكوفة. سمع: ابنَ عُيينة، وابنَ المبارك، وهُشيمًا، وعمر بنَ عبيد، وحاتم بن إسماعيل، والطبقة. وعنه: الجماعة، وعبدُ الله بنُ أحمد، والفِرْيابي، وابنُ خُزيمة، وأبو عَرُوبة، ومحمد بنُ القاسم المحاربي، وخلائق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 200. * طبقات ابن سعد: 414/ 6، تاريخ البخاري الكبير: 1/ 205، التاريخ الصغير: 2/ 386، الجرح والتعديل: 8/ 52، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 447، المعجم المشتمل: ص 266، تهذيب الكمال: ورقة 1254، سير أعلام النبلاء: 11/ 394 - 398، تذكرة الحفاظ: 2/ 497، العبر: 1/ 453، الكاشف: 3/ 77، الوافي بالوفيات: 4/ 99، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 197، تهذيب التهذيب: 9/ 385، النجوم الزاهرة: 2/ 318، طبقات الحفاظ: ص 217، خلاصة تذهيب الكمال: ص 355، شذرات الذهب: 2/ 119.

قال ابنُ نُمير: ما بالعراق أحدٌ أكثر حديثًا من أبي كُريب، ولا أعرفَ بحديث بلدنا منه (¬1). وكان ابنُ عقدة يقدِّم أبا كُريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم، ويقول: ظهر له بالكوفة ثلاث مئة ألف حديث (¬2). وقال موسى بن إسحاق: سمعتُ من أبي كُريب مئة ألف حديث (¬3). وقال أبو حاتم: صدوق (¬4). وقال الحاكم: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم، سمعتُ إبراهيم بنَ أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى: مَن أحفظُ من رأيت بالعراق؟ قلت: لم أرَ بعد أحمد مثلَ أبي كُريب (¬5). وقال أبو عمرو النَّيسابوري الخفّاف: ما رأيتُ في المشايخ بعدَ ابن راهويه أحفظَ من أبي غريب (¬6). وعن أبي كُريب قال: أتيت بدمشقَ يحيى بنَ حمزة، فوجدت عليه سواد القضاء، فلم أسمع منه. قال مطيَّن: أوصى أبو كُريب بكتبه أن تُدفن [معه] (¬7) فدُفنت. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1254. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) الجرح والتعديل: 8/ 52. (¬5) تهذيب الكمال: ورقة 1254. (¬6) المصدر السابق. (¬7) زيادة من "التذكرة".

482 - صدقة بن الفضل

مات في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وأربعين ومئتين، وله سبع وثمانون سنة. رحمه اللَّه تعالى. 482 - صَدَقَة بنُ الفَضْل * (خ) الحافظُ الكبير، أبو الفضل المَروزي، شيخ مرو. روى عن: أبي حمزة السُّكَّري، وابن عُيينة، وابن وهب، وحفص بن غياث، والطّبقة. وعنه: البخاري، والدّارمي، وأبو الموجَّه محمدُ بنُ عمرو بن الموجَّه، وأهل خُراسان، وآخر أصحابه وفاةً محمدُ بنُ نصر المروزي الإمام. قال عبّاس النَّرْسي: كنا نقول: صَدقةُ بن الفضل بخراسان، وأحمد بن حنبل بالعراق (¬1) توفي سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين، وقيل: سنة ثلاث. رحمه اللَّه. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 4/ 298، الجرح والتعديل: 4/ 434، أنساب السمعاني: (الصدقي) 8/ 47، المعجم المشتمل: ص 144، معجم البلدان: 3/ 297، الباب: 2/ 237، تهذيب الكمال: ورقة 603، سير أعلام النبلاء: 10/ 489 - 490، العبرة 1/ 386، تذهيب التهذيب: 2/ 91 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 498، الكاشف: 2/ 25، تهذيب التهذيب: 4/ 417، طبقات الحفاظ: ص 217، خلاصة تذهيب الكمال: ص 173، شذرات الذهب: 2/ 51. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 604.

483 - محمد بن أبان

483 - محمد بنُ أبَان * (خ، 4) الحافظ الثَّبت، أبو بكر البَلْخي (¬1)، مستملي وكيع. سمع: ابنَ عُيينة، وأبا خالد الأَحمر، وابنَ وهب، وطبقتهم. حدَّث عنه الجماعة -مسلم في غير "الصحيح"- وابنُ خُزيمة، وأبو العبّاس السرَّاج، ومحمد بنُ عبد الله بن يوسف الدَّويري، وخلق. وكان من الأئمة، مشهورًا بالعلم والحفظ. قال محمد بنُ أبان البَلخي: حدَّثنا إبراهيم بنُ الحكم، عن أبيه قال: بلغني أن في الهواء مَلَكًا لو أُذن له لجعل السَّماواتِ والأرضَ في نقرة إبهامه. توفي ببلخ في المحرّم سنةَ أربعٍ وأربعين ومئتين. ¬

_ * التاريخ الصغير: 2/ 383، الجرح والتعديل: 7/ 200، تاريخ بغداد: 2/ 78، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 457، طبقات الحنابلة: 1/ 286، أنساب السمعاني: 11/ 229، المعجم المشتمل: ص 223، اللباب 3/ 209، تهذيب الكمال: ورقة 1156، سير أعلام النبلاء: 11/ 115 - 117، تذهيب التهذيب: 3/ 177، تذكرة الحفاظ: 2/ 498، ميزان الاعتدال: 3/ 454، العبر: 1/ 443، الكاشف: 3/ 14، الوافي بالوفيات: 1/ 334، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 43، تهذيب التهذيب: 3/ 9، طبقات الحفاظ: ص 217، خلاصة تذهيب الكمال: ص 324، شذرات الذهب: 2/ 105. (¬1) يعرف بحمدويه.

484 - عبيد الله بن سعيد

484 - عُبيد اللَّهِ بنُ سعيد * (خ، م، س) الحافظُ الأوحد، أبو قُدامة السَّرخسي، مولى بني يَشْكر، نزل نَيسابور. وحدَّث عن: ابن عُيينة، وإسحاق الْأَزرق، ويحيى القطَّان، وحفص بن غياث، وطبقتهم. وقيل: إنَّه لقي حمّاد بنَ زيد، ولم يصحّ ذلك. روى عنه: البخاري، ومسلم، والنسائي، وجعفر الفِرْيابي، وابنُ خُزيمة، والسرَّاج، وخلق. قال النّسائي: ثقةٌ مأمون، قلَّ مَنْ كتبنا عنه مثله (¬1). وقال إبراهيم بنُ أبي طالب: ما قدم علينا نَيسابور أثبتُ من قُدامة ولا أتقنُ منه (¬2). وقال ابن حبان: هو الَّذي أظهر السنَّة بسَرخس، ودعا الناسَ إليها (¬3). ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 5/ 383، التاريخ الصغير: 2/ 376، المعرفة والتاريخ: 1/ 212، الجرح والتعديل: 5/ 317، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 301، طبقات الحنابلة: 1/ 198، أنساب السمعاني: (اليشكري) 12/ 411، المعجم المشتمل: ص 180، اللباب: 3/ 413، تهذيب الكمال: ورقة 882، سير أعلام النبلاء: 11/ 405 - 406، العبر: 1/ 436، تهذيب التهذيب: 2/ 264، تذكرة الحفاظ: 2/ 500، الكاشف: 2/ 198، تهذيب التهذيب: 7/ 16، طبقات الحفاظ: ص 218، خلاصة تذهيب الكمال: ص 250، شذرات الذهب: 2/ 99. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 882. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق.

485 - العدني

وقال يحيى بنُ الذُّهلي: كان إمامًا فاضلًا خيِّرًا (¬1). مات بفِرَبْر في سنة إحدى وأربعين ومئتين. رحمه الله تعالى. 485 - العَدَني * (م، ت، س، ق) الحافظ المسند، أبو عبد اللَّه، محمدُ بن يحيى [بن] (¬2) أبي عمر، المجاور بمكّة. روى عن: ابن عُيينة، وفُضيل بن عِيَاض، والدَّراوردي، ومُعتمر، وطبقتهم. وصنَّف المسند، وعمِّر دهرًا، وحجَّ سبعًا وسبعين حجَّة، وصار شيخ الحرم في زمانه، وكان صالحًا، عابدًا، لا يفتر من الطواف. روى عنه: مسلم، والتِّرمذي، وابنُ ماجة، والمفضّل الجَنَدي، وعليُّ بنُ عبد الحميد الغَضَائري، وخلق (¬3). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 11/ 406. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 265، التاريخ الصغير: 2/ 379، الجرح والتعديل: 8/ 124، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 477، أنساب السمعاني: 8/ 408، المعجم المشتمل: ص 280، اللباب: 2/ 328، تهذيب الكمال: ورقة 1289، سير أعلام النبلاء: 12/ 96 - 98، تذكرة الحفاظ: 2/ 501، العبر: 1/ 441، الكاشف: 3/ 95، العقد الثمين: 2/ 387، تهذيب التهذيب: 8/ 519، طبقات الحفاظ: ص 218، خلاصة تذهيب الكمال: ص 364، شذرات الذهب: 2/ 104. (¬2) سقط من الأصل. (¬3) بعده في "التذكرة": وروى النسائي عن رجل عنه.

486 - عبد الله بن سعيد

قال أبو حاتم: صدوق صالح، وفيه غَفْلة، رأيتُ عنده حديثًا موضوعًا رواه عن سفيان (¬1). قال الحسنُ بنُ أحمد بن اللّيث: بلغَني أنَّه لم يقعدْ من الطّواف ستِّين سنةً (¬2). مات في آخر سنة ثلاثٍ وأربعين ومئتين. رحمه اللَّه تعالى. 486 - عبد اللَّه بنُ سعيد * (ع) ابن حُصَين الكِنْدي، أبو سعيد، شيخ الإسلام، الكوفيُّ الأشجُّ الحافظ، محدّث الكوفة، وصاحب التفسير والتصانيف. حدَّث عن: هشيم، وأبي بكر بن عيّاش، وعبد اللَّه بن إدريس، وعُقبة بن خالد، وخلق. وعنه: الجماعة، وابنُ خُزيمة، وأبو يَعْلى، وزكريّا السّاجي، وعمر البُجَيري، وابنُ أبي حاتم، وخلق. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 124 - 125. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1289. * الجرح والتعديل: 5/ 73، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 252، أنساب السمعاني: 1/ 270، المعجم المشتمل: ص 154، اللباب: 1/ 63، تهذيب الكمال: ورقة 689، سير أعلام النبلاء: 12/ 182 - 185، العبر: 2/ 15، تذهيب التهذيب: 2/ 149، تذكرة الحفاظ: 2/ 501، الكاشف: 2/ 82، تهذيب التهذيب: 5/ 236، طبقات الحفاظ: ص 218، خلاصة تذهيب الكمال: ص 199، طبقات المفسرين: 1/ 228، شذرات الذهب: 2/ 137، هدية العارفين: 1/ 441، تاريخ التراث العربي: 1/ 207.

487 - البحراني

قال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانِه (¬1). وقال محمدُ بنُ أحمد بن بلال الشَّطَوي: ما رأيتُ أحدًا أحفظَ منه (¬2). وقال النَّسائي: صدوق (¬3). مات في ربيع الأول سنةَ سبعٍ وخمسين ومئتين، وقد زاد على التِّسعين. رحمه الله تعالى. وفي هذه السَّنة تُوفي: أحمدُ بنُ منصور زاج المَرْوزي، وإسحاق بنُ إبراهيم بن حَبيب بن الشهيد البصري، والحسنُ بنُ عبد العزيز الجَرَوي، والحسنُ بنُ عرفة العَبْدي، وزهيرُ بن محمد بن نمير المَرْوزي، وزيد بن أَخْرم البصري، وسُليمانُ بنُ معبد السِّنْجيُّ المَرْوزي، وعبَّاس أبو الفضل الرِّياشي، وعليُّ بنُ خَشْرم المَرْوزي، ومحمدُ بنُ حسّان أبو جعفر البغداديُّ الأزرق، ومحمدُ بنُ عَمرو بن حَنَان الحمصي، ومحمدُ بن وزير الواسطي. 487 - البَحْراني * (ق) الإمامُ الحافظُ القاضي، أبو الفضل، العبّاسُ بنُ يزيدَ بن ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 73. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 689. (¬3) المصدر السابق. * الجرح والتعديل: 6/ 217، ذكر أخبار أصبهان: 2/ 140، تاريخ بغداد: 12/ 142، اإكمال لابن ماكولا: 1/ 422، أنساب السمعاني: 2/ 93، المعجم المشتمل: ص 151، اللباب: 1/ 123، تهذيب الكمال: ورقة 623، سير أعلام النبلاء: 12/ 101 - 102، ميزان الاعتدال: 2/ 387، تذهيب التهذيب: 2/ 128 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 503، الكاشف: 2/ 62، تهذيب التهذيب: 5/ 134، خلاصة تذهيب الكمال: ص 190، شذرات الذهب: 2/ 140.

أبي حبيب البصري. أحد من جمع بين علوِّ الرِّواية، ومعرفة الحديث. روى عن: يزيد بن زُريع، وغُنْدر، وابن عُيينة، ومروان بن معاوية، وعبد الوهاب الثَّقفي، وعبد الرّزاق، وخلق. وعنه: ابنُ ماجة، وابنُ صاعد، وابنُ أبي حاتم، والمَحَاملي، وابنُ مَخْلَد، وإسماعيل الورّاق، وغيرهم. قال ابنُ أبي حاتم: كتبتُ عنه مع أبي، وأفادنا عنه إبراهيم بنُ أُورمة، وكتبه لنا بخطِّه، ومحلُّه عندنا الصِّدق (¬1). وقال إبراهيم بنُ عمروس: سمعتُ محمدَ بنَ إسحاق المُسُوحي -وكان حافظًا أصبهانيًّا- قال: وافيتُ البصرة، فقال لي المحدِّثون بها: فيمَ جئتَ؟ قلت: أطلبُ الحديث، فقالوا: عندكم العبَّاس بن يزيد البحراني؟ فقلت: نعم، فقالوا: ما تصنعُ عندنا (¬2)؟ ! وقال أبو نعيم: بصري، من الحفّاظ، قدم أصبهان (¬3). وقال أبو القاسم الأزهري: سُئل أبو الحسن الدّارقطني عنه، فقال: تكلَّموا فيه (¬4). وقال أبو عبد الرحمن السُّلمي، عن الدَّارقطني: ثقة مأمون (¬5). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 217. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 142. (¬3) ذكر أخبار أصبهان: 2/ 140. (¬4) تاريخ بغداد: 12/ 142 - 143. (¬5) تاريخ بغداد: 12/ 143.

488 - أبو الطاهر

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربَّما أخطأ (¬1). وقد وليَ عباس قضاء هَمَذان مدَّة، وحدَّث بها وببغداد وأصبهان. وكان يُلقَّب عبّاسويه. وقال ابنُ مَخْلد: مات سنةَ ثمانٍ وخمسين ومئتين (¬2). رحمه اللَّهُ تعالى. 488 - أبو الطّاهر، (م، د، س، ق) أحمد بنُ عَمرو بن عبد الله بن عَمرو بن السّرْح، الحافظ الفقيه الأموي مولاهم المصري، المصنف "شرح الموطأ". حدَّث عن: ابن عُيينة، وابن وهب، وسعيد الْأَدَم، وغيرهم. وعنه: مسلم، وأبو داود، والنَّسائي، وابنُ ماجة، وابنُ أبي داود، وعبد الرحمن بنُ أحمد الرّشديني، وطاثفة. وكان من كبار العلماء. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 663. (¬2) المصدر السابق. * الجرح والتعديل: 2/ 65، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 14، المعجم المشتمل: ص 56، تهذيب الكمال: 1/ 415 - 417 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 62 - 63، تذهيب التهذيب: 1/ 20، تذكرة الحفاظ: 2/ 504، العبر: 1/ 455، الكاشف: 1/ 25، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 26، البداية والنهاية: 11/ 6، تهذيب التهذيب: 1/ 64، طبقات الحفاظ: ص 219، حسن المحاضرة: 1/ 309، خلاصة تهذيب الكمال: ص 10، شذرات الذهب: 2/ 120.

489 - الدورقي

مات في ذي القعدة سنةَ خمسين ومئتين. له حديث ينفرد به. قال ابنُ عدي: حدَّثَناه أبو العلاء الكوفي، والقاسم بنُ مَهْدي، والعباس بنُ محمد، ومحمد بنُ زَبَّان، وغيرهم قالوا: حدَّثنا ابنُ السَّرْح، حدَّثنا ابنُ وهب، عن عَمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم: "كلُّ بني آدم سيِّد، والرَّجُلُ سيِّد أهلِه، والمرأةُ سيِّدةُ بَيتها" (¬1). رواته ثقات. 489 - الدَّوْرَقي * (م، د، ت، ق) أحمد بن إبراهيم بن كثير، الحافظ المجوِّد، أبو عبد الله العَبْديُّ النُّكريُّ البغدادي، أخو يعقوب الدَّوْرَقي، نسبةً إلى عمل القلانس الدَّوْرَقية. كان والدهما ناسكًا عابدًا، فيقال: كان منْ تنسَّك في ذلك الوقت يُقال له: دَوْرَقي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في "كامله" 4/ 1520 - 1521 ضمن ترجمة ابن وهب، ورجاله ثقات كما قال المؤلف، وأبو يونس: هو سليم بن جبير المصري مولى أبي هريرة، وثقه النسائي وأخرج له مسلم في صحيحه. * طبقات ابن سعد: 1/ 367، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 6، التاريخ الصغير: 2/ 384، الجرح والتعديل: 2/ 39، تاريخ بغداد: 6/ 4، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 13، طبقات الحنابلة: 1/ 21، أنساب السمعاني: 5/ 353 و 6/ 358 و 12/ 138، المعجم المشتمل: ص 37، اللباب: 2/ 511، تهذيب الكمال: 1/ 249 - 252 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 130 - 133، العبر: 1/ 446، تذهيب التهذيب: 1/ 6، تذكرة الحفاظ: 2/ 505، الكاشف: 1/ 11، البداية والنهاية: 10/ 347، تهذيب التهذيب: 1/ 10، طبقات الحفاظ، ص 220، خلاصة تذهيب الكمال: ص 3، شذرات الذهب: 2/ 110، هدية العارفين: 1/ 11، تاريخ التراث العربي: 1/ 168.

490 - وأخوه يعقوب بن إبراهيم الدورقي

سمع أحمدُ: هُشيمًا، ويزيد بنَ زُريع، وجَريرًا، وحفص بنَ غياث، وطبقتهم. وعنه: مسلم، وأبو داود، والتِّرمذي، وابنُ ماجة، والهيثم بنُ خلف، ومحمد بنُ محمد الباهلي، وآخرون. جمع، وصنَّف، وكان حافظًا فهِمًا. قال أبو حاتم: صدوق (¬1). مات في شعبان سنة ست وأربعين ومئتين، وقد كمل الثَّمانين. 490 - وأخوه يعقوب بنُ إبراهيم الدَّوْرَقي * (ع) الحافظُ الكبيرُ المعمَّرُ الإمام، محدِّث العراق، أبو يوسف العَبْدي. رأى اللَّيث بنَ سعد ببغداد، وسمع: إبراهيم بنَ سعد، وهُشيمًا، وعيسى بنَ يونس، والدَّراوَرْدي، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 39. * طبقات ابن سعد: 7/ 360، التاريخ الصغير: 2/ 396، الجرح والتعديل: 9/ 202، تاريخ بغداد: 14/ 277، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 589، طبقات الحنابلة: 1/ 414، أنساب السمعاني: 5/ 353 و 8/ 356 و 12/ 138، المعجم المشتمل: ص 326، اللباب: 1/ 512، تهذيب الكمال: ورقة 1551، سير أعلام النبلاء. 12/ 141 - 144، العبر: 2/ 4، تذهيب التهذيب: 4/ 184، تذكرة الحفاظ: 2/ 505، الكاشف: 2/ 254، البداية والنهاية: 11/ 11، تهذيب التهذيب: 11/ 381، طبقات الحفاظ: ص 220، خلاصة تذهيب الكمال: ص 436، طبقات المفسرين: 2/ 377، شذرات الذهب: 2/ 126؛ هدية العارفين: 2/ 537، الرسالة المستطرفة: ص 69.

491 - هناد بن السري

وعنه: الجماعة، والنَّسائي أيضًا بواسطة، وقاسم المطرِّز، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، وابنُ مَخْلد، وخلائق. وثَّقه النَّسائيُّ وغيرُه. وقال الخطيب: كان ثقةً، حافظًا، متقنًا، صنَّف "المسند" (¬1). مات في سنة اثنتين وخمسين ومئتين، وقد ناطح التِّسعين. كان أسنَّ من أخيه بعامَين. 491 - هنّاد بن السَّري * (م، 4) ابن مصعب، الحافظُ القدوةُ الزّاهد، شيخ الكوفة، أبو السَّري التميمي الدارمي. روى عن: أبي الأحوص سلّام بن سليم، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن عياش، وعَبْثَر، وهُشيم، وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى البخاري، وأبو زُرْعة، وعَبْدان، وأبو العبّاس السرَّاج، وخلائق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 277. * تاريخ البخاري الكبير: 8/ 248، التاريخ الصغير: 2/ 380، الجرح والتعديل: 9/ 119، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 557، المعجم المشتمل: ص 313، تهذيب الكمال: ورقة 1453، سير أعلام النبلاء: 11/ 465 - 466، العبر: 1/ 441، تذهيب التهذيب: 4/ 123، تذكرة الحفاظ: 2/ 507، الكاشف: 3/ 199، تهذيب التهذيب: 11/ 70، النجوم الزاهرة: 2/ 316، طبقات الحفاظ: ص 220، خلاصة تهذيب الكمال: ص 414، شذرات الذهب: 4/ 102، هدية العارفين: 2/ 511، الرسالة المستطرفة: ص 51، تاريخ التراث العربي: 1/ 165.

492 - زياد بن أيوب

وسُئل أحمدُ بن حنبل: عمَّن نكتبُ بالكوفة؟ قال: عليكم بهنَّاد (¬1). قال قتيبة: ما رأيتُ وكيعًا يعظِّم أحدًا تعظيمَهُ هنّادًا، ثم يسأله عن الأهل (¬2). وقال النَّسائي: ثقة (¬3). توفي في ربيع الآخر سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين، عن إحدىوتسعين سنة. وكان كثيرَ الصَّلاة. يقال له: راهب الكوفة. وله مصنَّف في الزُّهد. رحمه اللهُ تعالى. 492 - زياد بنُ أيوب * (خ، د، ت، س) الحافظ الحجّة، أبو هاشم الطُّوسيُّ ثم البغدادي، دلّويه، وكان يقال له: شُعبة الصغير، لإتقانِهِ وحِفْظه. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 9/ 119 - 120. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1453. (¬3) المصدر السابق. * تاريخ البخاري الكبير: 3/ 345، التاريخ الصغير 2/ 395، الجرح والتعديل: 3/ 525، تاريخ بغداد: 8/ 479، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 148، طبقات الحنابلة: 1/ 156، المعجم المشتمل: ص 124، تهذيب الكمال: ورقة 438، سير أعلام النبلاء: 12/ 120 - 123، العبر: 2/ 3، تذهيب التهذيب: 1/ 242، تذكرة الحفاظ: 2/ 508، الكاشف: 1/ 256، البداية والنهاية: 11/ 11، تهذيب التهذيب: 3/ 355، طبقات الحفاظ: ص 221، خلاصة تهذيب الكمال: ص 124، شذرات الذهب: 2/ 126.

سمع: هشيمًا، وعبّاد بن العوّام، وأبا بكر بن عيّاش، وابنَ إدريس، ومروان بن شُجاع، والطّبقة. وعنه: البخاري، وأبو داود، والتِّرمذي، والنَّسائي، وابنُ خزيمة، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، وخلق، حتَّى إنّ أحمدَ بنَ حنبل حدَّث عنه. قال ابنُ أُورمة: ليس على بسيط الأرضِ أحدٌ أوثقَ من زياد بن أيُّوب (¬1). وقال أبو حاتم: صدوق (¬2). وقال المرُّوذي: قال لنا أحمدُ بنُ حنبل: اكتبوا عن زياد، فإنَّه شُعبةُ الصَّغير (¬3). ولد سنةَ ست وستّين ومئة. وطلب الحديث في سنة إحدى وثمانين ومئة. وتوفي في ربيع الأول سنةَ اثنتين وخمسين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 480. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 525. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 480.

493 - عمرو بن عثمان

493 - عَمرو بنُ عثمان * (د، س، ق) ابن سعيد (¬1) بن كثير بن دينار الحِمْصي، الحافظُ الثِّقة، محدِّث روى عن: إسماعيل بن عيّاش، وبقيَّة، وابن عُيينة. وعنه: أبو داود، والنّسائي، وابنُ ماجة، وابنُ أبي داود، وأبو عَرُوبة، وغيرهم. مات سنةَ خمسين ومئتين. وكان ممّن اجتمع له علوُّ الإِسناد، والمعرفة والإتقان. وكذلك أخوه يحيى بن عثمان (¬2)، كان ثقةً، عاليَ الإسناد. ¬

_ * التاريخ الصغير: 2/ 391، الجرح والتعديل: 6/ 249، المعجم المشتمل: ص 205، تهذيب الكمال: ورقة 1047، سير أعلام النبلاء: 12/ 305 - 306، العبر: 2/ 1، الكاشف: 2/ 289، تذهيب التهذيب: 3/ 106، تذكرة الحفاظ: 2/ 509، البداية والنهاية: 11/ 10، تهذيب التهذيب: 8/ 76، لسان الميزان: 4/ 371، طبقات الحفاظ ص 221، خلاصة تذهيب الكمال: ص 291، شذرات الذهب: 2/ 124. (¬1) تصحف في "التذكرة" إلى: سعد. (¬2) هو العبد الصالح، أبو سليمان: يحيى بن عثمان. قال فيه أبو حاتم: كان صالحًا صدوقًا. وقال النسائي: ثقة. توفي سنة خمس وخمسين ومئتين. انظر "سير أعلام النبلاء" 12/ 306 - 307 وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته.

494 - محمد بن رافع

494 - محمدُ بنُ رافع * (ع سوى ق) الحافظُ القدوة، أبو عبد الله القُشَيريُّ مولاهم النَّيسابوري، أحد الأعلام. سمع: ابن عُيَينة، وابنَ إدريس، والنَّضر بنَ شُميل، وعبد الرزّاق، وطبقتهم. روى عنه: الجماعة سوى ابن ماجة، وأبو زُرْعة، وابنُ خُزيمة، وآخرُ مَنْ زعم أنّه سمع منه حاجبُ بنُ أحمد الطوسي. قال جعفر بن أحمد الحافظ: ما رأيتُ في المحدِّثين أهيبَ من محمد بن رافع، كان يستندُ إلى شجرة الصَّنوبر في داره، فيجلس الغلمان (¬1) بينَ يديه على مراتبهم، وأولاد الطاهريَّة ومعهم الخدم كان على رؤوسهم الطَّير، فيأخذ الكتاب، ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحدٌ ولا يتبسَّم إجلالًا له، فإنْ نطقَ أحدٌ قام (¬2). ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 81، التاريخ الصغير: 2/ 383، الجرح والتعديل: 7/ 254، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 438، طبقات الحنابلة: 1/ 297، المعجم المشتمل: ص 239، تهذيب الكمال: ورقة 1195، سير أعلام النبلاء: 12/ 214 - 218، تذهيب التهذيب: 3/ 203، تذكرة الحفاظ: 2/ 509، العبر: 1/ 445، الكاشف: 3/ 37، الوافي بالوفيات: 3/ 68، البداية والنهاية: 10/ 346، تهذيب التهذيب: 9/ 160، النجوم الزاهرة: 2/ 321، طبقات الحفاظ: ص 221، خلاصة تهذيب الكمال: ص 336، شذرات الدهب: 9/ 102. (¬1) في "التذكرة" و"السير": العلماء. (¬2) سير أعلام النبلاء: 12/ 216.

495 - بندار

وقال مسلم والنَّسائي: ابنُ رافع ثقة مأمون (¬1). وبعث إليه الأمير طاهر بخمسة آلاف، فردَّها، وقال: الشمس قد بلغتْ رأسَ الحيطان، وبعدَ ساعةٍ تغرُب. ولم يقبل (¬2). وروي عن محمد بن رافع: سمعتُ عبد الرزّاق، سمعتُ مَعْمرًا يقول: رأيتُ باليمن عنقودَ عنَبٍ وقْرَ بغلٍ تامّ (¬3). قال زنجويه بن محمد: مات في ذي الحجّة سنةَ خمسٍ وأربعين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 495 - بُنْدار * (ع) الإمامُ الحافظُ الكبير، أبو بكر، محمد بنُ بشّار بن عثمان العَبْديُّ البصريُّ النَّسَّاج. كان عالمًا بحديث البصرة، متقنًا، مجوِّدًا، لم يرحلْ برًّا بأُمِّهِ، ثم ارتحل بعدها. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1196. (¬2) المصدر السابق. (¬3) سير أعلام النبلاء: 12/ 217. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 49، التاريخ الصغير 2/ 396، ثقات العجلي: ص 401، الجرح والتعديل: 7/ 214، تاريخ بغداد: 2/ 101، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 435، المعجم المشتمل: ص 228، تهذيب الكمال: ورقة 1176، سير أعلام النبلاء: 12/ 144 - 149، تهذيب التهذيب: 3/ 191، تذكرة الحفاظ: 2/ 511، ميزان الاعتدال: 3/ 490، العبر: 2/ 3، الكاشف؛ 3/ 21، الوافي بالوفيات: 2/ 249، البداية والنهاية: 11/ 11، تهذيب التهذيب: 9/ 70، مقدمة فتح الباري: 436، طبقات الحفاظ: ص 222، خلاصة تذهيب الكمال: ص 328، شذرات الذهب: 2/ 126، تاريخ التراث العربي: 1/ 171.

سمع: مرحوم بنَ عبد العزيز العطّار، وعبد العزيز العَمِّي، ومُعتمر بنَ سُليمان، وغُنْدَرًا، ويحيى بنَ سعيد، وعمرَ بنَ علي المقدَّمي، وطبقتهم. روى عنه الجماعة، والبَغوي، وابنُ خُزيمة، وابن صاعد، وابنُ أبي داود، وأبو العبّاس السَّراج، وخلائق. قال الْأرْغياني: سمعتُه يقول: كتب عنِّي خمسة قرون، وحدَّثت وأنا ابنُ ثماني عشرة سنة (¬1). وقال أبو حاتم: صدوق (¬2). وقال العِجْلي: ثقة، كثير الحديث، حائك (¬3). وقال أبو داود: كتبتُ عن بُنْدار خمسين ألف حديث، وأبو موسى أثبتُ مننه، ولولا سلامة في بُنْدار لتُركَ حديثُه (¬4). وقال ابنُ خُزيمة: سمعتُ بُنْدارًا يقول: ما جلستُ مجلسي هذا حتَّى حفظتُ جميعَ ما خرَّجته (¬5). وقال ابنُ خُزيمة أيضًا في كتاب "التوحيد": حدَّثنا إمام أهلِ زمانه في العلم والأخبار محمدُ بنُ بشّار (¬6). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 102. (¬2) الجرح والتعديل: 7/ 214. (¬3) ثقات العجلي: ص 401. (¬4) تاريخ بغداد: 2/ 102. (¬5) المصدر السابق. (¬6) المصدر السابق.

496 - محمد بن المثنى

وقال الدّارقطني: وكان بُنْدار من الحفَّاظ الأَثبات. توفي في رجب سنةَ اثنتين وخمسين ومئتين. ولا التفاتَ إلى قول مَنْ تكلَّم فيه وضعَّفَه. وكان يقول: وُلدتُ عامَ توفي حمّاد بنُ سَلَمة (¬1). وقد مات معه طائفةٌ من الحفّاظ منهم: [محمد بنُ منصور الجواز، وعبد الوارث بنُ عبد الصَّمد بن عبد الوارث، ومحمد بنُ يحيى بن] (¬2) عبد الكريم الأزدي، وأحمد بن عبد الله بن سويد بن مَنْجوف، والمستعين. رحمهم اللهُ تعالى. 496 - محمد بنُ المثنَّى * (ع) الحافظُ الحجَّة، أبو موسى العَنَزيُّ البصريُّ الزَّمِن، محدِّثُ البصرة. سمع: يزيد بنَ زُريع، ومُعتمر بنَ سُليمان، وابن عُيينة، وغُنْدَرًا. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 102 وتمامه: ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومئة. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم نتبينه من سوء التصوير، وما أثبتاه من "التذكرة". * التاريخ الصغير: 2/ 396، الجرح والتعديل: 8/ 95، تاريخ بغداد: 3/ 283، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 451، أنساب السمعاني: 9/ 76 و 78، المعجم المشتمل: ص 269، اللباب: 2/ 362، تهذيب الكمال: ورقة 1263، سير أعلام النبلاء: 12/ 123 - 126، تذكرة الحفاظ: 2/ 512، ميزان الاعتدال: 4/ 24، العبر: 2/ 4، الكاشف: 3/ 82، الوافي بالوفيات: 4/ 384، البداية والنهاية: 11/ 11، تهذيب التهذيب: 9/ 425، طبقات الحفاظ: ص 222، خلاصة تهذيب الكمال: ص 357، شذرات الذهب: 2/ 126.

497 - أبو ثور

وعنه الجماعة، والنَّسائي أيضًا بواسطة، وابنُ صاعد، وابنُ خُزيمة، والمَحَاملي، وخلق. قال صالح جَزَرَة: كُنْتُ أقدِّمه على بُنْدار، وكان في عقله شيء (¬1). وقال أبو عَرُوبة الحرّاني: ما رأيتُ بالبصرة أثبتَ من أبي موسى ويحيى بنِ حكيم (¬2). مات سنةَ اثنتين وخمسين. ومولدُه وموتُه وطلبُه مع بلديَّه بُنْدار. رحمهما اللهُ تعالى. 497 - أبو ثَوْر * (د، ق) الإِمامُ المجتهدُ الحافظ، إبراهيم بنُ خالد الكلبيُّ البغدادي، ويُكنى -أيضًا- أبا عبد الله. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 3/ 285. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 286. * التاريخ الصغير: 2/ 372، الجرح والتعديل: 2/ 97، ثقات ابن حبان 8/ 74، فهرست النديم: ص 265، تاريخ بغداد: 6/ 65، طبقات الشِّيرازي: ص 92، أنساب السمعاني: 10/ 452، المعجم المشتمل، ص 65، اللباب 3/ 104، وفيات الأعيان: 1/ 26، تهذيب الكمال: 2/ 80 - 83 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 72 - 76، تذهيب التهذيب: 1/ 35 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 512، ميزان الاعتدال: 1/ 29، العبر: 1/ 431، الكاشف: 1/ 36، الوافي بالوفيات: 5/ 344، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 74، البداية والنهاية: 10/ 322، تهذيب التهذيب: 1/ 118، النجوم الزاهرة: 2/ 301، طبقات الحفاظ: ص 223، خلاصة تذهيب الكمال: ص 17، طبقات المفسرين: 1/ 7، شذرات الذهب: 2/ 93، هدية العارفين: 1/ 2، تاريخ التراث العربي: 2/ 177.

روى عن: ابن عُيينة، وعَبيدة بن حُميد، وأبي معاوية، ووكيعٌ، والشافعي، وطبقتهم. وعنه: أبو داود، وابنُ ماجة، ومحمد بن إسحاق السّراج، وقاسم المطرِّز، ومحمد بنُ صالح بن ذَريح، وخلق. قال أبو بكر الأَعيَن: سألتُ أحمد عنه، فقال: أعرفُهُ بالسُّنَّة منذ خمسين سنة، هو عندي في مِسْلاخ الثَّوري (¬1). وقال النَّسائي: ثقةٌ مأمون، أحد الفقهاء (¬2). وقال ابنُ حِبّان: كان أحد أثفَة الدُّنيا فقهًا، وعلمًا، وورعًا، وفضلًا، وديانةً، وخيرًا. ممَّن صنَّف الكتب، وفرَّع على السُّنن، وذبَّ عن حَريمها، وقمع مخالفيها (¬3). وقال الخطيب: كان أحد الثِّقات المأمونين، ومن الأئمَّة الأعلام في الدِّين، وله كتبٌ مصنَّفة في الأحكام، جمع فيها بين الحديث والفقه (¬4). قال البَغوي وغيرُه: مات سنةَ أربعين ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 66، وقوله: هو عدي في مسلاخ الثوري، يعني: في سمته ومنزلته وأنه يشبهه تمام المشابهة. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 66. (¬3) ثقات ابن حبان: 8/ 74. (¬4) تاريخ بغداد: 6/ 65.

498 - إسحاق بن موسى

498 - إسحاق بنُ موسى * (م، ت، س، ق) الْأنصاريُّ الخَطْميُّ (¬1) المديني، الفقيهُ الحافظُ الثَّبت، أبو موسى، قاضي نَيسابور. سمع: ابنَ عُيينة، وعبد السَّلام بنَ حرب، ومعنَ بن عيسى، وطبقتهم. وكان صاحب سُنَّة. روى عنه: مسلم، والتِّرمذي، والنَّسائي، وابنُ ماجة، والفِرْيابي، وابنُ خُزيمة، وابنُهُ موسى بنُ إسحاق، وعدَّة. ذكره أبو حاتم الرّازي، فأطنبَ في الثَّناء عليه (¬2). ووثَّقه النَّسائيُّ وغيرُه. قيل: إنَّه توفي بخوسِيَة -بليدة من أعمال حمص- في سنة أربعٍ وأربعين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 235، تاريخ بغداد: 5/ 356، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 33، المعجم المشتمل: ص 77، تهذيب الكمال: 2/ 480 - 483 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 554 - 555، تذهيب التهذيب: 1/ 58، تذكرة الحفاظ: 2/ 513، العبر: 1/ 442، الكاشف: 1/ 65، الوافي بالوفيات: 8/ 427، البداية والنهاية: 10/ 346، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 158، تهذيب التهذيب: 1/ 251، طبقات الحفاظ: ص 223، خلاصة تذهيب الكمال: ص 30، شذرات الذهب: 2/ 105، تهذيب ابن عساكر: 2/ 456. (¬1) الخطمي: نسبة إلى بطن من الأنصار يقال له: خطمة بن جشم. (¬2) انظر: "الجرح والتعديل": 2/ 235.

499 - الحارث بن مسكين

499 - الحارثُ بنُ مِسْكين * (د، س) الحافظُ الفقيه، عالم الدِّيار المصريَّة وقاضيها، أبو عَمرو، مولى بني أميَّة. رأى اللَّيث، وسألَهُ عن مسألة، وتفقَّهَ بابن وهبٍ وابن القاسم، وحدَّث عنهما، وعن ابن عُيينة، وبشر بن عُمر، وأشْهَب، وعدَّة. وعنه: أبو داود، والنَّسائي، وأبو يَعْلى، ومحمد بنُ زَبَّان، وابنُ أبي داود، وخلق. أثنى عليه أحمدُ، وقال فيه قولًا جميلًا (¬1). وقال ابنُ مَعين: لا بأس به. وقال مرّة: هو خيرٌ من أَصْبَغ وأفضلُ (¬2). وقال النَّسائي: ثقةٌ مأمون (¬3). ¬

_ * التاريخ الصغير: 2/ 392، الجرح والتعديل: 3/ 90، تاريخ بغداد: 8/ 216، طبقات الشيرازي: ص 154، ترتيب المدارك: 2/ 569، المعجم المشتمل: ص 93، وفيات الأعيان: 2/ 56، تهذيب الكمال: 5/ 281 - 285 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 54 - 58، تذهيب التهذيب: 1/ 115 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 514، العبر: 1/ 455، الكاشف: 1/ 140، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 112، البداية والنهاية: 11/ 7، الديباج المذهب: 1/ 339، تهذيب التهذيب: 2/ 156، النجوم الزاهرة: 2/ 289، طبقات الحفاظ: ص 224، حسن المحاضرة: 1/ 308، خلاصة تذهيب الكمال: ص 69، شذرات الذهب: 2/ 121. (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 216 - 217. (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 217. (¬3) تهذيب الكمال: 5/ 283.

500 - يحيى بن حكيم

وقال الخطيب: كان فقيهًا، ثقةً، ثبتًا، حُمل إلى بغداد، وسُجِن في المحنة فلم يُجِبْ، فلم يزلْ محبوسًا إلى أن ولي المتوكِّل، فأطلقَهُ، ثم ولَّاه قضاءَ مصر، ثم استعفى من القضاء سنةَ خمس وأربعين، فأُعفي (¬1). مات في ربيع الأول سنةَ خمسين ومئتين، وله ستٌّ وتسعون سنةً. رحمه اللَّهُ تعالى. 500 - يحيى بنُ حكيم * (د، س، ق) الحافظ الحجَّة، أبو سعيد البصري المقوِّم (¬2). روى عن: ابن عُيينة، وغُنْدَر، والقطّان، والطّبقة. وعنه: أبو داود، والنَّسائي، وابنُ ماجة، وابنُ أبي داود، وابنُ خزيمة، وعمر بنُ بُجير، وخلق. قال أبو داود: كان حافظًا متقنًا (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 216. * الجرح والتعديل: 9/ 134، ثقات ابن حبان 9/ 266، أنساب السمعاني: 11/ 451، المعجم المشتمل: ص 317، الباب: 3/ 249، تهذيب الكمال: ورقة 1496، سير أعلام النبلاء: 12/ 298 - 300، العبر: 2/ 13، تذهيب التهذيب: 4/ 152، تذكرة الحفاظ: 2/ 515، الكاشف: 3/ 222. تهذيب التهذيب: 11/ 198، طبقات الحفاظ: ص 224، خلاصة تذهيب الكمال: ص 422، شذرات الذهب: 2/ 136، هدية العارفين: 2/ 516. (¬2) ويقال: المقوِّمي. وبهذه النسبة ذكره السمعاني. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1497.

501 - إبراهيم بن سعيد الجوهري

وقال النَّسائي: ثقةٌ حافظ (¬1). وقال أبو عَرُوبة: ما رأيتُ بالبصرة أثبتَ منه ومن ابن مثنَّى (¬2). ووصفه أبو موسى بالعبادة والوَرَع. وقال ابنُ حبّان: كان ممَّن جمع وصنَّف (¬3). توفي سنةَ ستٍّ وخمسين ومئتين، وكان ممَّن نيَّفَ على الثمانين. رحمه اللَّه تعالى. 501 - إبراهيم بنُ سعيد الجَوْهري * (م، 4) الحافظُ العلّامة، أبو إسحاق الطَّبريُّ ثم البغدادي. سمع: ابنَ عُيينة، وعبد الوهّاب الثَّقفي، ومروان بنَ معاوية، وأبا معاوية، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1497. (¬2) المصدر السابق. (¬3) ثقات ابن حبان: 9/ 266. * الجرح والتعديل: 4/ 102، تاريخ بغداد: 6/ 93، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 21، طبقات الحنابلة: 1/ 94، المعجم المشتمل: ص 66، تهذيب الكمال: 2/ 95 - 98 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 149 - 151، تذهيب التهذيب: 1/ 36، تذكرة الحفاظ: 2/ 515، ميزان الاعتدال: 1/ 35، العبر: 1/ 448، الكاشف: 1/ 37، الوافي بالوفيات: 5/ 354، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 15، تهذيب التهذيب: 1/ 123، طبقات الحفاظ: ص 225، خلاصة تهذيب الكمال: ص 17، شذرات الذهب: 2/ 113، هدية العارفين: 1/ 3، الرسالة المستطرفة: ص 63.

وعنه: الجماعة سوى البخاري، وأبو طاهر بن فيل، وابنُ جَوْصاء، وابنُ صاعد، وخلق. وثَّقه النَّسائيُّ وغيرُه. قال عبدُ اللهِ بنُ جعفر بن خاقان: سألت إبراهيم بنَ سعيد عن حديثٍ لأبي بكرٍ الصِّديق، فقال لجاريته: أَخرجي لي الجزءَ الثالث والعشرين من مسند أبي بكر، فقلتُ له: أبو بكر لا يصح له خمسون حديثًا، فمن أين هذا؟ قال: كل حديثٍ لا يكون عندي من مئة رجلٍ فأنا فيه يتيم (¬1). وقال الخطيب: كان ثبتًا، ثقة، مكثرًا، صنَّف "المسند" (¬2). وقال إبراهيم بنُ عبد اللَّه: كان أبوه سعيدٌ ثقةً، محتشمًا، نبيلًا، حجَّ معه أربع مئة نفس منهم هُشيم وإسماعيل بنُ عيّاش، وكنتُ أنا منهم (¬3). مات إبراهيم مرابطًا بعين زَرْبَة (¬4) سنةَ أربعٍ -وقيل: سنة سبعٍ- وأربعين ومئتين، وقيل: سنة تسع. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 94. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 93. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 94. (¬4) كذا رسمت في الأصل، وهي كذلك في أكثر مصادر الترجمة، والمشهور عد الجغرافيين أنها بالألف المقصورة "عين زَرْبى" وبهذا قيدها ياقوت في "معجمه" 4/ 177 وقال: بلد بالثغر من نواحي المصيصة.

502 - عمر بن شبة

502 - عمرُ بن شَبَّة * (ق) ابن عَبِيدة، الحافظُ الثقة العلَّامة، أبو زيد النميري البصري، صاحب التَّصانيف. روى عن: يوسف بن عطيَّة، وغُنْدَر، ويحيى القطّان، وعبد الوهّاب الثَّقفي، وعدَّة. روى عنه: ابن ماجة، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، ومحمد بنُ أحمد الأثرم، ومحمد بنُ مَخْلد، وخلق. وكان بصيرًا بالسِّيَر والمغازي وأيام النّاس، صنّف تاريخًا للبصرة، وكتابًا في أخبار المدينة، وغير ذلك. وثَّقه الدَّارَقُطني وغيره. مات بسامَرَّا في جمادى الآخرة سنةَ اثنتين وستِّين ومئتين، وله تسعون إلَّا سنة. وفيها توفي مسند أصبهان أبو جعفر محمدُ بنُ عاصم الثَّقفي، صاحب الجزء المشهور. رحمه اللَّه تعالى. ¬

_ * الجرح والتعديل: 6/ 116، فهرست النديم: ص 125، تاريخ بغداد: 11/ 208، المعجم المشتمل: ص 201، المنتظم: 5/ 41، معجم الأدباء: 16/ 60، وفيات الأعيان: 3/ 440، تهذيب الكمال: ورقة 1013، سير أعلام النبلاء: 12/ 369 - 372، العبر: 2/ 25، الكاشف: 2/ 272، تذهيب التهذيب: 3/ 86 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 516، البداية والنهاية: 11/ 35، تهذيب التهذيب: 7/ 460، لسان الميزان: 3/ 127، طبقات الحفاظ: ص 225، بغية الوعاة: 2/ 218، خلاصة تذهيب الكمال: ص 283، شذرات الذهب: 2/ 146، هدية العارفين: 1/ 780، الرسالة المستطرفة: ص 59، تاريخ التراث العربي: 1/ 555.

503 - زكريا بن يحيى

503 - زكريّا بنُ يحيى * (خ) ابن صالح، الحافظُ الفقيهُ الثَّبت، أبو يحيى البلْخيُّ اللُؤلُؤي، أحد الأعلام. روى عن: أبي مطيع الحكم بن عبد الله، ووكيع، وأبي أُسامة، وعبد الله بن نُمير، والطبقة. وعنه: البخاري، وأحمد بنُ سيّار، ويحيى بن منصور الهَرَوي، [و] (¬1) الفِرْيابي، وغيرهم. وهو أحد مَنْ قال فيه شيخُه قُتيبة: فتيان خُراسان أربعة: زكريّا بنُ يحيى البلخي، والحسن بنُ شجاع، والدّارمي، والبخاري. وقال ابن حبّان: كان ثقةً، صاحبَ سنَّة وفضل، وممّن يردُّ على أهل البِدع، وهو مصنِّف كتاب "الإيمان" (¬2). مات في ذي الحجّة سنة ثلاثين ومئتين في آخر الكهولة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين. رحمه الله تعالى. ¬

_ * الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 152، المعجم المشتمل: ص 122، تهذيب الكمال: ورقة 433، تذكرة الحفاظ: 2/ 517، الكاشف: 1/ 253، تهذيب التهذيب: 3/ 335، طبقات الحفاظ: ص 226، خلاصة تذهيب الكمال: ص 122، مشايخ بلخ من الحنفية: 1/ 75. (¬1) سقط من الأصل. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 433.

504 - إسحاق بن بهلول

504 - إسحاقُ بنُ بُهلول * ابن حسّان، الإِمامُ الحافظُ الناقد، أبو يعقوب التَّنوخي الأنباري. سمع: أباه، وابنَ عُيينة، وابنَ عُليَّة، وأبا معاوية، ووكيعًا، وطبقتهم. وعنهْ إبراهيم الحَرْبي، وجعفر الفِرْيابي، وابن صاعد، والمَحَاملي، وحفيدُهُ يوسفُ بنُ يعقوب الْأَزرق، وغيرهم. قال الخطيب: صنَّف كتابًا في الفقه، وله أقوالٌ اختارها، وصنَّف كتابًا في القراءات، وصنَّف المسند الكبير، وكان ثقة (¬1). قال بُهلول بنُ إسحاق: استدعى المتوكِّل أبي، وسمع منه، وأقطعه ما يغل في السَّنة اثني عشر ألفًا، ووصله بمال ... إلى أن قال: وحدَّث ببغداد بخمسين ألف حديث لم يُخطئ في شيء منها -وفي رواية أخرى: أنَّه حدَّث من حفظه بأَرْبعين ألفًا- وعُمِّر دهرًا (¬2). مات بالأنبار في ذي الحجّة سنةَ اثنتين وخمسين ومئتين، وله ثمان وثمانون سنة. رحمه الله تعالى. ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 214، تاريخ بغداد: 6/ 366، أنساب السمعاني: 1/ 354، العبر: 2/ 3، تذكرة الحفاظ: 2/ 518، سير أعلام النبلاء: 12/ 489 - 491، الوافي بالوفيات: 8/ 408، البداية والنهاية: 11/ 11، طبقات الحفاظ: ص 226، شذرات الذهب: 2/ 126، هدية العارفين: 1/ 198، الرسالة المستطرفة: ص 63. (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 366 - 367. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 368.

505 - نصر بن علي

505 - نَصْرُ بنُ علي * (ع) الحافظُ العلّامة، أبو عَمرو الأزديُّ الجَهْضَميُّ البصري. حدث عن: نوح بن قيس، ويزيد بن زُريع، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار، وبشر بن المفضَّل، وفُضيل بن سُليمان، وابن عُيَينة، وخلق. وعنه: الجماعة، وزكريّا السَّاجي، وابنُ خُزيمة، وابنُ أبي داود، وابنُ صاعد، ومحمد بن هارون الحَضْرمي، وخلق. قال أحمد: ما به بأس (¬1). وقال أبو حاتم: هو أحبُّ إليَّ من الفلّاس، وأحفظُ منه وأوثق (¬2). وقال النَّسائي: ثقة (¬3). وقال ابن أبي داود: بعثَ إليه المستعينُ يُشخِصُه للقضاء، فدعاه متولِّي البصرة فأخبره، فقال: أستخيرُ الله، فرجع وصلَّى ركعتين، وقال: ¬

_ (*) تاريخ البخاري الكبير: 8/ 106، التاريخ الصغير: 2/ 391، الجرح والتعديل: 8/ 471، تاريخ بغداد: 3/ 287، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 531، أنساب السمعاني: 1/ 393، المعجم المشتمل: ص 301، اللباب: 6/ 311، تهذيب الكمال: ورقة 1412، سير أعلام النبلاء: 12/ 133 - 136، تذكرة الحفاظ: 2/ 519، العبر: 1/ 457، تهذيب التهذيب: 4/ 94 / ب، الكاشف: 3/ 177، البداية والنهاية: 11/ 7، تهذيب التهذيب: 10/ 430، طبقات الحفاظ: ص 227، خلاصة تذهيب الكمال: ص 401، شذرات الذهب: 2/ 123. (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 471. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 13/ 288.

506 - محمد بن عبد الله

اللَّهمَّ إن كان لي عندكَ خيرٌ فاقبضْني إليك، ثم نام، فنبَّهوه فإذا هو ميت (¬1). مات في ربيع الآخر سنة خمسين ومئتين. رحمه الله تعالى. 506 - محمد بنُ عبد اللَّه * (خ، د، س) ابن المبارك القرشي مولاهم، أبو جعفر البغدادي المخرِّمي، الحافظُ الحجَّة، قاضي حُلْوان. سمع: وكيعًا، ويحيى القطّان، وأبا معاوية، وأبا أُسامة، وإسحاق الأزرق، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، والنَّسائي، وروى النّسائي -أيضًا- عن رجل عنه، وابنُ خُزيمة، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، وخلائق. قال عبد الله بن أحمد: قال لي أبي: في جانب المحرّم شابٌ بقال له: محمد بن عبد اللَّه، فاكتبْ عنه (¬2). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 289. * الجرح والتعديل: 7/ 305، تاريخ بغداد: 5/ 423، الإكمال لابن ماكولا 7/ 311، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 461، أنساب السمعاني: 11/ 180، المعجم المشتمل: ص 251، تهذيب الكمال. ورقة 1223، سير أعلام النبلاء: 12/ 265 - 268، تذكرة الحفاظ: 2/ 519، العبر: 2/ 6، تذهيب التهذيب: 3/ 220 / ب، الكاشف: 3/ 57، مشتبه النسبة: 2/ 577، تهذيب التهذيب: 9/ 272، تبصير المنتبه: 4/ 1347، طبقات الحفاظ: ص 227، خلاصة تذهيب الكمال: ص 346، شذرات الذهب: 2/ 129. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 424.

507 - أحمد بن سنان

وقال الباغَنْدي: كان حافظًا متقنًا (¬1). وقال النَّسائي وغيرُه: ثقة (¬2) وقال محمد بن عبد الله الفَرْهَياني: سمعتُهم يقولون: قدم عليُّ بنُ المديني بغداد، واجتمع النَّاس إليه، قال: فقيل له: مَن وجدتَ أكيسَ القوم؟ قال: الغلام المخرِّمي (¬3). وقال الخطيب: كان من أحفظ النَّاس للأثر، وأعلمهم بالحديث (¬4). توفي سنة أربع وخمسين ومئتين. رحمه الله تعالى. 507 - أحمدُ بنُ سِنَان (خ، م، د، س، ق) ابن أسد بن حِبّان، الحافظُ الثبت، أبو جعفر الواسطيُّ القطّان، صاحب "المسند". ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 425. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 425. (¬3) تاريخ بغداد: 5/ 424. (¬4) تاريخ بغداد: 5/ 423. * الجرح والتعديل: 2/ 53، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 7، سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي: ص 92، المعجم المشتمل: ص 46، تهذيب الكمال: 1/ 322 - 323 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 244 - 246، تذكرة الحفاظ: 2/ 521، تذهيب التهذيب: 1/ 11 / ب، العبر: 2/ 16، الكاشف: 1/ 19، الوافي بالوفيات: 6/ 407، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 5، البداية والنهاية: 11/ 31، تهذيب التهذيب: 1/ 34، طبقات الحفاظ: ص 227، خلاصة تذهيب الكمال: ص 6، شذرات الذهب: 2/ 137، هدية العارفين: 1/ 49، الرسالة المتطرفة: ص 67.

508 - الحلواني

سمع: أبا معاوية الضَّرير، ووكيعًا، وابن مَهْدي، والطَّبقة. وعنه: الجماعة سوى التِّرمذي، وولدُه جعفر بنُ أحمد، وابنُ خُزيمة، وابنُ صاعد، وعلي بن عبد اللَّه بن مبشِّر، وابن أبي حاتم، وقال: هو إمام أهل زمانِه (¬1). وقال أبو حاتم: ثقة صدوق (¬2). وقال جعفر: سمعتُ أبي - أحمد بن سنان - يقول: ليس في الدنيا مبتدعٌ إلا يبغضُ أصحاب الحديث، وإذا ابتدع الرجل بدعةً نُزعتْ حلاوةُ الحديث من قلبه (¬3). قيل: مات سنة ستٍّ وخمسين ومئتين، وقيل: بعدها. رحمه الله تعالى. 508 - الحُلْواني * (خ، م، د، ق، ت) الإِمامُ الحافظ، أبو محمد، الحسنُ بنُ علي بن محمد الخلَّال، محدِّث مكة. ¬

_ (¬1) ليس هذا القول ضمن ترجمته في "الجرح والتعديل" 2/ 53، وانظر "سير أعلام النبلاء" 12/ 245 حاشية رقم (1) و "تهذيب الكمال" 1/ 323 حاشية رقم (2). (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 53. (¬3) سير أعلام النبلاء: 12/ 245. * التاريخ الصغير: 2/ 378، الجرح والتعديل: 3/ 21، تاريخ بغداد: 5/ 367، أنساب السمعاني: 4/ 191، المعجم المشتمل: ص 100، معجم البلدان: 2/ 291، اللباب: 1/ 380، تهذيب الكمال: 6/ 259 - 263 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 11/ 398 - 400، تذكرة الحفاظ: 2/ 522، العبر: 1/ 437، تذهيب التهذيب: 1/ 142، الكاشف: 1/ 164، العقد الثمين: 4/ 165، تهذيب التهذيب: 2/ 302، طبقات الحفاظ: ص 228، خلاصة تذهيب الكمال: ص 79، شذرات الذهب: 2/ 100.

509 - محمد بن مسعود

حدَّث عن: أبي معاوية، ووكيع، ومعاذ بن هشام، وخلق، ورحل إلى عبد الرزّاق فأكثر. روى عنه الجماعة سوى النَّسائي، وأبو بكر بنُ أبي عاصم، وأبو العبَّاس السرّاج، ومحمد بنُ المجدَّر، وخلق. قال إبراهيم بنُ أُورمَة: بقي اليومَ في الدنيا ثلاثة: الذُّهلي بخُراسان، وابنُ الفرات بأصبهان، والحُلْواني بمكة (¬1). وقال أبو داود: كان عالمًا بالرجال، ولا يستعمِلُ علمَه (¬2). وقال يعقوب بنُ شيبة: كان ثقةً، ثبتًا، متقنًا (¬3). مات في ذي الحجّة سنةَ اثنتين وأربعين ومئتين. 509 - محمد بنُ مسعود * (د) ابن يوسف بن العَجمي، الإمامُ الحافظ، أبو جعفر، محدِّث طَرسُوس. ¬

_ (¬1) أورده المزي في "تهذيبه" 1/ 423 ضمن ترجمة ابن الفرات، وتمامه: فأكثرهم حديثًا محمد بن يحيى، وأرفعهم حديثًا الحسن بن علي، وأحسنهم حديثًا أبو مسعود. (¬2) تاريخ بغداد: 7/ 366. (¬3) المصدر السابق. (*) الجرح والتعديل: 8/ 106، تاريخ بغداد: 3/ 301، المعجم المشتمل: ص 270، تهذيب الكمال: ورقة 1266، سير أعلام النبلاء: 12/ 249 - 250، ميزان الاعتدال: 4/ 35، العبر: 1/ 449، تذكرة الحفاظ: 2/ 523، الكاشف: 3/ 84، تهذيب التهذيب: 9/ 438، طبقات الحفاظ: ص 228، خلاصة تذهيب الكمال: ص 358، شذرات الذهب: 2/ 116.

510 - العباس بن عبد العظيم

حدَّث عن: عيسى بن يونس، ويحيى القطان، وطبقتهما؛ وارتحل إلى عبد الرزّاق. وبرَّز في هذا الشّأن. حدَّث عنه: أبو داود، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن وضَّاح الأندلسي، وحاجبُ بنُ أرْكين، وأبو العبَّاس السرَّاج، وابنُ أبي داود، والمَحَاملي، وغيرهم. وثَّقه الخطيبُ وغيرُه. وذكره ابنُ وضّاح فقال: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بالحديث منه، وهو فاضل، رفيع الشَّأن، ليس بدون أحمد بن حنبل (¬1). بقي إلى سنة سبع وأربعين ومئتين. رحمه الله تعالى. 510 - العبّاسُ بنُ عبد العظيم * (م، 4) العَنْبري، أبو الفضل البصري، الإمامُ الحافظُ الثَّبت. سمع: يحيى القطّان، ومعاذ بن هشام، ويزيدَ بن هارون، وابنَ مَهْدي، وعبد الرزّاق، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 12/ 249. * تاريخ البخاري الكبير: 7/ 6، التاريخ الصغير: 2/ 384، الجرح والتعديل: 6/ 216، تاريخ بغداد: 12/ 137، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 361، طبقات الحنابلة: 1/ 235، أنساب السمعاني: 9/ 70، المعجم المشتمل: ص 149، تهذيب الكمال: ورقة 657، سير أعلام النبلاء: 12/ 302 - 303، العبر: 1/ 447، تذهيب التهذيب: 2/ 125 / ب، الكاشف: 2/ 59، تذكرة الحفاظ: 2/ 524، تهذيب التهذيب: 5/ 121، طبقات الحفاظ: ص 228، خلاصة تذهيب الكمال: ص 189، شذرات الذهب: 2/ 112.

511 - إسحاق بن منصور

وعنه الجماعة -البخاري تعليقًا- وبقيّ، وابنُ خُزيمة، وعمر بن بُجير، وزكريّا السّاجي، وغيرهم. قال النَّسائي: ثقة مأمون (¬1). وقال محمد بنُ المثنَّى السِّمْسار: كان من سادات المسلمين (¬2). مات سنةَ ستٍّ وأربعين ومئتين. رحمه الله تعالى. 511 - إسحاقُ بنُ منصور * (خ، م، ت، س، ق) أبو يعقوب المَرْوزي، الحافظُ الفقيه، المعروف بالكَوْسَج. نزيل نَيسابور. سمع: ابنَ عُيينة، ويحيى القطّان، ووكيعًا، وعبد الرزّاق، والفِرْيابي، وطبقتهم. وتخرَّج بأحمدَ وإسحاق. روى عنه الجماعة سوى أبي داود، وأبو العبّاس السرّاج، وابنُ خُزيمة، وأحمد بنُ حمدون الأعمشي، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 138. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 657. * تاريخ البخاري الكبير: 1/ 404، التاريخ الصغير: 2/ 393، الجرح والتعديل: 2/ 234، تاريخ بغداد: 6/ 362، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 30، طبقات الحنابلة: 1/ 113، أنساب السمعاني: 10/ 494، المعجم المشتمل: ص 77، اللباب: 3/ 117، تهذيب الكمال: 2/ 474 - 478 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 258 - 260، تذكرة الحفاظ: 2/ 524، تذهيب التهذيب: 1/ 58، العبر: 1/ 2، الكاشف: 1/ 65، الوافي بالوفيات: 8/ 426، تهذيب التهذيب: 1/ 249، النجوم الزاهرة: 2/ 333، طبقات الحفاظ: ص 229، خلاصة تذهيب الكمال: ص 30، شذرات الذهب: 2/ 123، الرسالة المستطرفة: ص 68.

512 - الحسن بن محمد بن الصباح

قال مسلم: ثقةٌ مأمون (¬1). وقال النَّسائي: ثقة ثبت (¬2). وقال الخطيب: هو الَّذي دوَّن عن أحمدَ بنِ حنبل وإسحاقَ المسائلَ في الفقه (¬3). وقال حسَّان بنُ محمد الفقيه: سمعت مشايخَنا يذكرون أن إسحاقَ الكوسَج بلغه أن أحمد بنَ حنبل رجع عن بعض تلك المسائل، فحملَها في جرابٍ على كتفه، وسافر راجلًا إلى أحمد، ثم عرض خطوط أحمدَ على كلِّ مسألةٍ استفتاة عنها، فأقرَّ له بها، وأُعجب به (¬4). توفي في جمادى الأُولى سنةَ إحدى وخمسين ومئتين. 512 - الحسنُ بنُ محمد بن الصَّبَّاح * (خ، 4) الحافظُ الفقيهُ الكبير، أبو علي البغداديُّ الزَّعْفَراني. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 364. (¬2) تهذيب الكمال: 2/ 476. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 363. (¬4) تاريخ بغداد: 6/ 364. * الجرح والتعديل: 3/ 36، فهرست النديم: ص 265، تاريخ بغداد: 7/ 407، طبقات الشِّيرازي: ص 100، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 84، طبقات الحنابلة: 1/ 138، أنساب السمعاني: 6/ 280، المعجم المشتمل: ص 102، المنتظم: 5/ 23، معجم البلدان: 3/ 141، اللباب: 2/ 69، وفيات الأعيان: 2/ 73، تهذيب الكمال: 6/ 310 - 313 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 262 - 265، تذهيب التهذيب: 1/ 145، تذكرة الحفاظ: 2/ 525، العبر: 2/ 20، الكاشف: 1/ 166، مرآة الجنان: 2/ 171، طبقات الشافعية للسبكي: =

حدَّث عن: ابن عُيينة، وعَبِيدة بن حُميد، ومحمد بن أبي عدي، وأبي معاوية الضَّرير، وابن عُليَّة. وتفقَّه بالشافعي، وحمل عنه قولَه القديم. روى عنه الجماعة سوى مسلم، وزكريّا السّاجي، وابنُ خزيمة، وأبو عَوانة الإسْفَراييني، ومحمد بنُ مَخْلد، وأبو سعيد بنُ الأعرابي، وخلائق. قال النَّسائي: ثقة (¬1). وقال ابن حِبَّان: كان يحضر عند الشافعي أحمدُ بنُ حنبل وأبو ثَوْر، وكان الزعفرانيُّ هو الَّذي يتولَّى القراءة عليه (¬2). وعنه: قال لهم الشافعي: التمِسُوا مَنْ يقرأُ لكم، فلم يجترئ أحدٌ أن يقرأ عليه غيري، وكنتُ أحدثَ القوم سنًّا، وما في وجهي شعرة (¬3). وقال ابن عدي: كان فصيحًا بليغًا. مات سنةَ ستِّين ومئتين ببغداد في سلخ شعبان، وهو في عشر التسعين. وقد أثنى عليه الشافعي. رحمه الله تعالى. ¬

_ = 2/ 114، البداية والنهاية: 11/ 32، تهذيب التهذيب: 2/ 318، النجوم الزاهرة: 3/ 32، طبقات الحفاظ: ص 230، خلاصة تذهيب الكمال: ص 80، طبقات المفسرين: 1/ 144، شذرات الذهب: 2/ 140، تاريخ التراث العربي: 2/ 178. (¬1) تاريخ بغداد: 7/ 409. (¬2) تهذيب الكمال: 6/ 312. (¬3) تاريخ بغداد: 7/ 408.

513 - يونس بن عبد الأعلى

513 - يونس بنُ عبد الأعلى * (م، س، ق) عالمُ الدِّيار المصريَّة، الإمام، أبو موسى الصَّدَفيُّ المصري، الحافظُ المقرئُ الفقيه. مولدُه في آخر سنة سبعين ومئة. قرأ القرآن على ورش وغيره. وسمع من: ابن عُيينة، والوليد بن مسلم، وابن وهب، ومعن بن عيسى، وأبي ضَمْرة، والشّافعي، وعدَّة. وتفقَّه بالشّافعي. أخذ عنه القراءةَ أُسامةُ التُّجيبى، وابنُ خُزيمة، وابنُ جَرير الطَّبري، وحدَّث عنه مسلم، والنَّسائي، وابنُ ماجة، وأبو بكر بنُ زياد، وابنُ أبي حاتم، وأبو طاهر المديني، وخلائق. روي عن الشافعي قال: ما رأيتُ بمصر أحدًا أعقلَ من يونس (¬1). وقال يحيى بنُ حسّان: هو ركنٌ من أركان الإسلام (¬2). ¬

_ * الجرح والتعديل: 9/ 243، الانتقاء: 111، طبقات الشِّيرازي: ص 99، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 585، أنساب السمعاني: 8/ 44، المعجم المشتمل: ص 330، المنتظم: 5/ 49، اللباب: 2/ 236، وفيات الأعيان: 7/ 249، تهذيب الكمال: ورقة 1570، سير أعلام النبلاء: 12/ 348 - 351، تذهيب التهذيب: 4/ 194، تذكرة الحفاظ: 2/ 527، ميزان الاعتدال: 4/ 481، العبر: 2/ 29، الكاشف: 3/ 265، معرفة القراء الكبار: 1/ 189، مرآة الجنان: 2/ 176، طبقات الشَّافعية للسبكي: 2/ 170، طبقات الإسنوي: 1/ 33، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 406، تهذيب التهذيب: 11/ 440، حسن المحاضرة: 1/ 309، طبقات الحفاظ: ص 230، خلاصة تهذيب الكمال: ص 441، شذرات الذهب: 2/ 149. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1571. (¬2) طبقات السبكي: 2/ 171.

514 - عبد الوهاب بن عبد الحكم

وقال النَّسائي وغيرُه: ثقة (¬1). وقال ابنُ أبي حاتم: سمعتُ أبي يوثِّق يونس ويرفعُ من شأنه (¬2). مات في ربيع الآخر سنة أربع وستِّين ومئتين. رحمه الله تعالى. 514 - عبد الوهَّاب بنُ عبد الحكم * (د، ت، س) ابن نافع الورَّاق، الإمامُ المحدِّث القدوة، أبو الحسن (¬3) النسائي ثم البغداديّ العابد. سمع: يحيى بنَ سُليم الطّائفي، ومعاذ بنَ معاذ، وأبا ضَمْرة، وعدَّة. وعنه: أبو داود، والتِّرمذي، والنِّسائي، وابنُ صاعد، والبَغَوي، والمَحَاملي، وغيرهم. وثَّقه النَّسائي. وقال أبو مزاحم الخاقاني: حدَّثني الحسنُ بنُ عبد الوهّاب الورَّاق قال: ما رأيتُ أبي ضاحكًا قط إلَّا تبسُّمًا، ولا رأيته مازحًا. رآني أضحكُ ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1571. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 243. * الجرح والتعديل: 6/ 74، تاريخ بغداد: 11/ 25، طبقات الحنابلة: 1/ 209، المعجم المشتمل: ص 177، تهذيب الكمال: ورقة 871، سير أعلام النبلاء: 12/ 323 - 324، تذهيب التهذيب: 2/ 259، تذكرة الحفاظ: 2/ 526، الكاشف: 2/ 193، تهذيب التهذيب: 6/ 448، النجوم الزاهرة: 2/ 331، طبقات الحفاظ: ص 229، خلاصة تذهيب الكمال: ص 248. (¬3) في "التذكرة" أبو أنس، تحريف.

515 - الزبير بن بكار

مع أمي فجعل يقول: صاحبُ قرآن يضحكُ هذا الضَّحِك؟ ! (¬1). وقال أحمد بنُ حنبل - وذكر عبد الوهّاب: عافاهُ اللَّه، قلَّ أن ترى مثلَه (¬2). وقال المرُّوذي: سمعتُ أحمدَ يقول: هو رجلٌ صالح، مثلُه يوفَّق لإصابة الحقّ (¬3). وقيل لأحمد: مَنْ نسألُ بعدَك؟ قال: سَلُوا عبد الوهّاب الورّاق. توفي في ذي القعدة سنةَ إحدى وخمسين ومئتين، وقد قارب الثمانين. 515 - الزُّبير بنُ بكَّار (ق) الإمامُ الحافظُ النَّسَّابة، قاضي مكَّة، أبو عبد اللهِ بن أبي بكر القرشيُّ الأسديُّ المكي. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 26. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 873. (¬3) تاريخ بغداد: 11/ 27. * مقدمة كتابه "جمهرة نسب قريش"، الجرح والتعديل: 3/ 585، الأغاني: 9/ 41، فهرست النديم: ص 123، تاريخ بغداد: 8/ 467، مصارع العشاق: 255، أنساب السمعاني: 6/ 250، المعجم المشتمل: ص 122، معجم الأدباء: 11/ 161، الكامل لابن الأثير: 7/ 217، اللباب: 2/ 60، وفيات الأعيان: 2/ 311، تهذيب الكمال: ورقة 424، سير أعلام النبلاء: 12/ 311 - 315، تذهيب التهذيب: 1/ 232، تذكرة الحفاظ: 2/ 528، دول الإسلام: 1/ 121، ميزان الاعتدال: 2/ 66، العبر: 2/ 12، الكاشف: 1/ 248، مرآة الجنان: 2/ 167، البداية والنهاية: 11/ 24، العقد الثمين: 4/ 427، تهذيب التهذيب: 3/ 312، النجوم الزاهرة: 3/ 25، طبقات الحفاظ: ص 230، خلاصة تذهيب الكمال: ص 120، شذرات الذهب: 2/ 133، هدية العارفين: 1/ 372، الرسالة المستطرفة: ص 59، تاريخ التراث العربي: 1/ 508.

516 - علي بن الحسن

حدَّث عن: ابن عُيينة، وأبي ضَمْرة أنس بن عياض، والنَّضر بن شُميل، وعبد الله بن نافع الصَّائغ، وخلائق. وعنه: ابنُ ماجة، وابنُ أبي الدنيا، وإسماعيل الورّاق، والقاضي المَحَاملي، ويوسف الأزرق، وغيرهم. قال الدّارقطني: ثقة (¬1). ولا التفاتَ إلى قول مَنْ تكلَّم فيه (¬2). وقال الخطيب: كان ثقةً، ثبتًا، عالمًا بالنَّسب وأخبار المتقدِّمين، له مصنَّف في "نسب قريش" (¬3). مات في ذي القعدة سنةَ ستٍّ وخمسين ومئتين. 516 - علي بنُ الحسن * الإِمام الحافظ، أبو الحسن الذُّهلي الأفطس، صاحب المسند، ومحدِّث نَيسابور. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 469. (¬2) ينوه المؤلف -رحمه اللَّه- بقول الحافظ أحمد بن علي السليماني فيه: "منكر الحديث". قال الذهبي في "السير": كذا قال، ولا يدري ما ينطق به. وقال: في "الميزان": لا يلتفت إلى قوله. وقال ابن حجر في "تهذيبه": هذا جرح مردود، فلعله استنكر إكثاره عن الضعفاء مثل محمد بن الحسن بن زَبالة، وعمر بن أبي بكر المؤملي، وعامر بن صالح الزيري وغيرهم، فإن في كتاب "النسب" عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 467، والاسم الكامل لكتابه "جمهرة نسب قريش وأخبارها" وقد نشر الجزء الأول منه بتحقيق وشرح الأستاذ العلامة محمود محمد شاكر سنة 1381 هـ. * تذكرة الحفاظ: 2/ 529، ميزان الاعتدال: 3/ 121، طبقات الحفاظ: ص 231 وهو فيه: علي بن الحسين، الرسالة المستطرفة: ص 64.

517 - أبو التقي

سمع: ابنَ عُيينة، وأبا خالد الأحمر، وابنَ إدريس، وجَرير بن عبد الحميد، والمُحَاربي، وطبقتهم. روى عنه: إبرإهيمُ بنُ محمد بن سفيان، ومحمد بنُ سليمان بن فارس، وجماعة. قال الحاكم: هو شيخ عصرِه بنَيسابور (¬1). كان في سنة إحدى وخمسين ومئتين حيًّا. وقال أبو حامد بنُ الشَّرقي: متروك الحديث (¬2). 517 - أبو التَّقيّ * (د، س، ق) الحافظ، هشامُ بنُ عبد الملك اليَزَنيُّ الحِمصي، محدِّث حمص. روى عن: إسماعيل بن عياش، وبقيَّة، ومحمد بن حرب الأبرش، وعدَّة. وعنه: أبو داود، والنَّسائي، وابنُ ماجة، وأبو عَروبة الحرّاني، وابنُ جَوْصاء، وخلق. ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 1/ 121. (¬2) المصدر السابق. (*) الجرح والتعديل: 9/ 66، أنساب السمعاني: 12/ 403، المعجم المشتمل: ص 312، تهذيب الكمال: ورقة 1444، سير أعلام النبلاء: 12/ 303 - 304، ميزان الاعتدال: 4/ 301، العبر: 1/ 2، تذهيب التهذيب: 4/ 117، تذكرة الحفاظ: 2/ 528، الكاشف: 3/ 196، البداية والنهاية: 11/ 10، تهذيب التهذيب: 11/ 45، طبقات الحفاظ: ص 231، خلاصة تذهيب الكمال: ص 410، شذرات الذهب: 2/ 124.

518 - الذهلي

قال النَّسائي: ثقة (¬1). وقال أبو حاتم: كان متقنًا في الحديث (¬2). مات سنة إحدى وخمسين ومئتين - فيما قيل. 518 - الذُّهْلي * (خ، 4) الإمام، شيخ الإِسلام، وحافظ نَيسابور، أبو عبد الله، محمدُ بنُ يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس النَّيسابوري، مولى بني ذهْل. ولد بعد السَّبعين ومئة. وسمع: ابنَ مَهْدي، وأسباطَ بنَ محمد، وأبا داود الطَّيالسي، وعبد الرزاق، وخلائق بالحرمين، والشام، ومصر، والعراق، والرَّي، وخُراسان، واليمن، والجزيرة. حدَّث عنه: البخاري والأربعة، وسعيد بنُ أبي مريم، والنُّفَيلي ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1444 وفيه: وقال في موضع آخر: لا بأس به. (¬2) الجرح والعديل: 9/ 66. * الجرح والتعديل: 8/ 125، تاريخ بغداد: 3/ 415، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 465، طبقات الحنابلة: 1/ 327، المعجم المشتمل: ص 279، المنتظم: 5/ 15، تهذيب الكمال: ورقة 1287، سير أعلام النبلاء: 12/ 273 - 285، تذهيب التهذيب: 4/ 9، تذكرة الحفاظ: 2/ 530، العبر: 2/ 17، الكاشف: 3/ 94، الوافي بالوفيات: 5/ 186، مرآة الجنان: 2/ 169، البداية والنهاية: 11/ 31، تهذيب التهذيب: 1/ 519، النجوم الزاهرة، 3/ 29، طبقات الحفاظ، ص 234، خلاصة تذهيب الكمال: ص 363، شذرات الذهب: 2/ 138، هدية العارفين: 2/ 16، الرسالة المستطرفة: ص 110، تاريخ التراث العربي: 1/ 207.

وهما من شيوخه، وأبو زُرْعة، وابنُ خُزيمة، والسرَّاج، وأبو حامد بنُ الشَّرقي، وأبو حامد بنُ بلال، وأبو علي المَيداني، ومحمد بنُ الحسين القطَّان، وخلائق. قال محمد بن سهل بن عسكر: كنّا عند أحمدَ بن حنبل، فدخل محمدُ بنُ يحيى الذُّهلي، فقام إليه أحمد، وتعجَّب الناس منه، وقال لأولاده وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتُبوا عنه (¬1). وقال محمدُ بنُ داود المصِّيصي: كنّا عندَ أحمدَ بن حنبل، فذكر الذُّهلي حديثًا فيه ضعف، فقال أحمد: لا تذكرْ مثلَ هذا، فخجلَ محمد، فقال أحمد: إنَّما قلت هذا إجلالًا لكَ يا أبا عبد اللَّه (¬2). وعن أحمد قال: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بحديث الزُّهري من محمد بن يحيى (¬3). وقال الذُّهلي: قال لي ابنُ المديني: أنتَ وارثُ الزَّهري (¬4). وقال أبو حاتم: هو إمام أهلَ زمانِه (¬5). وقال غيره (¬6): كان أميرَ المؤمنين في الحديث. وقال الحسينُ بنُ الحسن: سمعتُ محمد بنَ يحيى يقول: ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 3/ 416. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 3/ 417. (¬4) المصدر السابق. (¬5) تاريخ بغداد: 3/ 418. (¬6) هو ابن أبي داود، عبدُ الله بن سليمان. والخبر في "تاريخ بغداد" 3/ 419.

ارتحلتُ ثلاثَ رحلات، وأنفقتُ على العلم مئةً وخمسين ألفًا، وأتيتُ البصرة، فاستقبَلَتْني جنازةُ يحيى القطّان على باب البلد (¬1). وقال ابنُ خُزيمة: حدَّثنا محمد بنُ يحيى إمامُ عصرِه (¬2). وعن الدّارقطني قال: مَنْ أحبَّ أن يعرفَ قصور علمه فلينظرْ في علل حديث الزُّهري لمحمد بن يحيى (¬3). وقال أبو عمرو أحمدُ بنُ نصر الخفّاف: رأيتُ محمد بنَ يحيى (¬4)، فقلت: مافعل اللهُ بك؟ قال: غفر لي، قلت: فما فعل بحديثك؟ قال: كُتب بماء الذَّهب، ورُفع في عِلِّيِّين (¬5). مات الذُّهلي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وخمسين ومئتين، وهو في عشر التسعين. وفيها مات: أحمد بنُ بُديل اليامي الكوفي قاضي همذان، والمحدِّثُ أحمد بنُ سنان الواسطي القطّان، والمحدِّث أحمد بنُ حفص بن عبد الله السُّلمي النّيسابوري، والمحدِّث حميد بن الرّبيع الخزّاز الكوفي، وشيخ الصُّوفية يحيى بنُ معاذ الرازي الواعظ. ¬

_ (¬1) الخبر بنحوه في "تاريخ بغداد" 3/ 419. (¬2) سير أعلام النبلاء: 12/ 284. (¬3) المصدر السابق. (¬4) يعني في المنام. (¬5) تاريخ بغداد: 3/ 420.

519 - محمد بن أسلم

519 - محمدُ بنُ أَسْلَم * ابن سالم بن يزيد الكِنْديُّ مولاهم، الإِمام الرَّباني، شيخ المشرق، أبو الحسن الطُّوسي. سمع: يعلى بنَ عُبيد، وأخاه محمدًا، وجعفر بنَ عون، ويزيدَ بنَ هارون، وعُبيد اللَّهِ بنَ موسى المقرئ، وطبقتهم. وكان من الأئمَّة الأبدال. وأقدم شيخٍ له النّضر بنُ شميل. حدَّث عنه: إبراهيم بنُ أبي طالب، والحسين بنُ محمد القبّاني، وابنُ خُزيمة، وابنُ أبي داود، ومحمد بنُ وكيع الطُّوسي، وآخرون. قال محمد بن رافع: دخلتُ على محمد بن أسلَم الطوسي فما شبَّهْتُه إلا بأصحاب النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم (¬1). وقال ابنُ خُزيمة: حدَّثنا ربانيُّ هذه الأمَّة محمدُ بنُ أَسلم (¬2). وقال مرّة: حدَّثني مَنْ لم تَرَ عيناي مثلَه، محمدُ بنُ أسلَم (¬3). ¬

_ * التاريخ الصغير: 2/ 377، الجرح والتعديل: 7/ 207، حلية الأولياء: 9/ 238، سير أعلام النبلاء: 12/ 195 - 207، العبر: 1/ 437، تذكرة الحفاظ: 2/ 532، الوافي بالوفيات: 2/ 204، البداية والنهاية: 10/ 344، النجوم الزاهرة: 2/ 308، طبقات الحفاظ: ص 233، شذرات الذهب: 2/ 100، هدية العارفين: 2/ 13، الرسالة المستطرفة: ص 64. (¬1) سير أعلام النبلاء: 12/ 196. (¬2) سير أعلام النبلاء: 12/ 202. (¬3) سير أعلام النبلاء: 12/ 196.

وقال محمد بنُ يوسف البنَّاء الأصبهاني الزّاهد: حدَّثنا محمدُ بنُ القاسم الطوسي خادمُ محمد بن أسلَم قال: سمعتُ إسحاقَ بنَ راهويه يقول -وسُئلَ عن قوله عليه السَّلام: "فَعَلَيكُمْ بالسَّوادِ الْأعْظَم" (¬1) - فقال: هو محمد بنُ أسلمَ وأصحابُه ومَنْ تبعَه، لم أسمعْ عالمًا منذ خمسين سنةً أشدَّ تمسُّكًا بالأثر منه (¬2). وقال أحمد بن نصر النَّيسابوري: قيل لي: إنه صلَّى على محمد بن أسلَم ألفُ ألفِ إنسان (¬3). مات محمد بنُ أَسلَم في المحرّم سنةَ اثنتين وأربعين ومئتين. وكان يُشبَّه بأحمد بن حنبل. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) قطعة من حديث أخرجه ابن ماجه برقم (3950) في الفتن: باب السواد الأعظم، من طريق العباس بن عثمان الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا معان بن رفاعة السلامي، حدثني أبو خلف الأعمى قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم". قال البوصيري في "الزوائد" ورقة 246: في إسناده أبو خلف الأعمى -واسمه حازم بن عطاء- وهو ضعيف. وقد روي هذا الحديث من حديث أبي ذر، وأبي مالك الأشعري، وابن عمر، وأبي بصرة، وقدامة بن عبد الله الكلابي، وفي كلها نظر، قاله شيخنا العراقي. قال الأستاذ شعيب الأرنؤوط: لكن بمجموع هذه الطرق يتقوى الحديث فيكون حجَّة. انظر "سير أعلام النبلاء" 12/ 196 حاشية رقم (2). (¬2) حلية الأولياء: 9/ 238 - 239. (¬3) حلية الأولياء: 9/ 240.

520 - عبد بن حميد

520 - عَبْدُ بنُ حُميد * (م، ت) ابن نصر، الإمام الحافظ، أبو محمد الكشِّي، مصنِّف "المسند الكبير" و "التفسير" وغير ذلك. رحل على رأس المئتين، فسمع: يزيدَ بنَ هارون، ومحمد بنَ بشر العَبْدي، وعلي بنَ عاصم، وابن أبي فُديك، وحسين بنَ علي الجُعْفي، وأبا أُسامة، وعبد الرزّاق، وطبقتهم. روى عنه: مسلم، والتّرمذي، وعمر بن بُجير، وبكر بنُ المرزبان، وإبراهيم بن خُزيم الشّاشي، وخلق. وعلَّق له البخاري في دلائل النبوة من "صحيحه" (¬1)، فسمّاه عبد الحميد. وكان من الأئمة الثِّقات. مات سنة تسعٍ وأربعين ومئتين. وفيها مات: شيخ بغداد أبو علي الحسنُ بنُ الصبّاح البزّاز، ومحدِّث الجزيرة أبو سليمان أيوبُ بنُ محمد بن زياد الرَّقي الوزّان. رحمهم اللهُ تعالى. ¬

_ * الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 337، أنساب السمعاني: 10/ 429، المعجم المشتمل: ص 179، معجم البلدان: 4/ 460، اللباب: 3/ 98، تهذيب الكمال: ورقة 875، سير أعلام النبلاء: 12/ 235 - 239، العبر: 1/ 454، تذهيب التهذيب: 2/ 261، تذكرة الحفاظ: 2/ 534، الكاشف: 2/ 195، البداية والنهاية: 11/ 4، تهذيب التهذيب: 6/ 455، طبقات الحفاظ: ص 234، خلاصة تذهيب الكمال: ص 248، طبقات المفسرين: 1/ 368، شذرات الذهب: 2/ 120، هدية العارفين: 1/ 437، الرسالة المستطرفة: ص 66، تاريخ التراث العربي: 1/ 169. (¬1) انظر "سير أعلام النبلاء" 12/ 235 حاشية رقم (2).

521 - الدارمي

521 - الدَّارِمي * (م، د، ت) الإمامُ الحافظ، شيخ الإسلام بسَمَرقند، أبو محمد، عبد الله بنُ عبد الرحمن بن الفضل بن بَهْرام بن عبد الصَّمد التميمي الدَّارِمي السَّمرْقندي، صاحب "المسند". مولده سنةَ إحدى وثمانين ومئة. سمع النضر بن شُميل، ويزيد بنَ هارون، وسعيد بنَ عامر الضُّبعي، وجعفر بنَ عون، وزيد بنَ يحيى بن عبيد الدمشقي، ووهب بنَ جرير، وطبقتهم بالحرمين، وخُراسان، والشام، والعراق، ومصر. روى عنه: مسلم، وأبو داود، والتِّرمذي، ومطين، وجعفر الفِرْيابي، وعمر بن بُجير، والنَّسائي خارج سننه، وجعفر بنُ أحمد بن فارس الأصبهاني، وعبد الله بنُ أحمد بن حنبل، وعيسى بن عمر السَّمَرْقندي، وغيرهم. قال الخطيب: كان أحدَ الحفّاظ والرحّالين، موصوفًا بالثِقة والزُّهد ¬

_ * الجرح والتعديل: 5/ 99، تاريخ بغداد: 10/ 29، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 270، طبقات الحنابلة: 1/ 188، أنساب السمعاني: 5/ 251، المعجم المشتمل: ص 156، تهذيب الكمال: ورقة 703، سير أعلام النبلاء: 12/ 224 - 232، العبر: 2/ 8، تذهيب التهذيب: 2/ 160 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 534، الكاشف: 2/ 93، تهذيب التهذيب: 5/ 294، النجوم الزاهرة 3/ 22، طبقات الحفاظ: ص 235، خلاصة تذهيب الكمال: ص 204، طبقات المفسرين: 1/ 235، شذرات الذهب: 2/ 130، هدية العارفين: 1/ 441، الرسالة المستطرفة: ص 32، تاريخ التراث العربي: 1/ 172.

والورع، استُقْضيَ على سمرقند، فقضى قضيةً واحدة، ثم استَعْفى، فأُعفي ... إلى أن قال: وكان على غاية العقل، وفي نهاية الفضل، يُضرب به المثلُ في الدِّيانة والحِلْم والاجتهاد والعبادة والتقلُّل. صنَّف "المسند" و "التفسير" وكتاب "الجامع" (¬1). وقال أبو حاتم: ثقةٌ صدوق (¬2). وعن أحمد بن حنبل -وذكر الدَّارمي- فقال: عُرضت عليه الدُّنيا فلم يقبل (¬3). وقال رجاءُ بنُ مُرَجَّى: رأيتُ الشَّاذكوني وابنَ راهويه ... وسمَّى جماعةً، فما رأيتُ أحفظَ من عبد اللَّه الدَّارمي (¬4). وقال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: عبدُ اللهِ بنُ عبد الرحمن إمامُ أهل. زمانِه (¬5). مات الدّارمي يوم التَّروية سنةَ خمس وخمسين ومئتين. رحمه الله. وفيها مات: محدثُ نيسابور أبو عبد الرحمن عبدُ اللهِ بنُ هاشم الطُّوسي، ومحدث واسط محمدُ بنُ حرب النَّشائي، ومحدثُ دمشق ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 29. (¬2) الجرح والتعديل: 5/ 99. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 31. (¬4) المصدر السابق. (¬5) تاريخ بغداد: 10/ 32.

522 - أحمد بن الحسن بن جنيدب

موسى بنُ عامر بن عمارة بن خُريم المرّي الدِّمشقي راوية الوليد، وعبدُ الغني بن رفاعة اللَّخمي المصري بقيةُ مَنْ روى عن بكر بن مضر، ورأسُ الكرّامية محمدُ بن كَرَّام. رحمهم اللَّهُ تعالى ورضي عنهم. 522 - أحمد بنُ الحسن بن جُنيدب * (خ، ت) أبو الحسن، التِّرمذيُ الكبير، الحافظ. سمع: يَعْلى بنَ عُبيد، وأبا النَّضر، وعُبيد اللَّهِ بنَ موسى، وسعيد بنَ أبي مريم، وطبقتهم. روى عنه: البخاري، والتِّرمذي، وابنُ خُزيمة، وغيرهم. وسألوه عن العِلل، والرجال، والفقه. وكان من أصحاب أحمد بن حنبل، وروايةُ البخاري عنه عن أحمد في المغازي. مات سنة بضعٍ وأربعين ومئتين. ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 47، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 9، طبقات الحنابلة: 1/ 37، أنساب السمعاني: 3/ 45 وأسقط الناسخ من كنيته لفظ "الحسن"، فصار: أبو أحمد بن الحسن، المعجم المشتمل: ص 42، تهذيب الكمال: 1/ 290 - 293 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 156 - 157، تذهيب التهذيب: 1/ 9 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 536، الكاشف: 1/ 15، الوافي بالوفيات: 6/ 319، تهذيب التهذيب: 1/ 24 , طبقات الحفاظ: ص 235، خلاصة تذهيب الكمال: ص 5.

523 - عبد الملك بن حبيب

523 - عبدُ الملكِ بنُ حَبيب * الفقيهُ الكبير، عالمُ الأندلس، أبو مروان السُّلمي ثم المِرْداسي، الأندلسي القُرطبي. ولد بعد السَّبعين ومئة، وأخذ عن: صَعْصَعة بن سلّام، والغازي بن قيس، وزياد بن شَبَطون، وحجَّ فأخذ عن: عبد الملك بن الماجَشُون، وأسد السُّنَّة، وأَصْبَغ بن الفرج، وطبقتهم. ورجعَ إلى الأندلس بعلمٍ جمّ. روى عنه: بقيُّ بنُ مَخْلد، ومحمدُ بنُ وضّاح، ويوسف المُغَامي، ومطرِّف بن قيس، وآخرون. وكان رأسًا في مذهب مالك، وله تصانيف عدّة مشهورة. قال ابنُ الفَرَضي: كان فقيهًا، نحويًّا، شاعرًا، أخباريًّا، نسَّابة، طويلَ اللِّسان، متصرِّفًا في فنون العلم (¬1). ¬

_ * طبقات النحويين واللغويين: 176، تاريخ علماء الأندلس: 1/ 269، طبقات الشيرازي: ص 162، جذوة المقتبس: 282، مطمح الأنفس: 233، ترتيب المدارك: 3/ 30، بغية الملتمس: 377، معجم البلدان: (إلبيرة) 1/ 244، إنباه الرواة: 2/ 206، تذكرة الحفاظ: 2/ 537، ميزان الاعتدال: 2/ 652، سير أعلام النبلاء: 12/ 102 - 107، العبر: 1/ 427، مرآة الجنان: 2/ 122، البداية والنهاية: 10/ 318، الديباج المذهب: 2/ 8، تهذيب التهذيب: 6/ 390، لسان الميزان: 4/ 59، النجوم الزاهرة: 2/ 293، طبقات ابن قاضي شهبة: 2/ 100، طبقات الحفاظ: ص 233، بغية الوعاة: 9/ 102، طبقات المفسرين: 1/ 347, نفح الطيب: 2/ 5 وغيرها، شذرات الذهب: 2/ 90، هدية العارفين: 1/ 624, تاريخ التراث العربي: 1/ 586 و 2/ 137. (¬1) تاريخ علماء الأندلس: 1/ 272.

524 - عبيد الله بن فضالة

وقال ابنُ بَشْكُوال: قيل لسُحنون -فقيه المغرب-: مات ابنُ حبيب، فقال: مات عالم الأندلس، بل -واللَّه- عالمُ الدُّنيا (¬1). وقال أبو عمر الصَّدَفي في "تاريخه": كان ابنُ حَبيب كثيرَ الجمع، معتمدًا على الأخذ بالحديث، ولم يكن يُميِّزه ولا يدري الرِّجال (¬2). قيل: مات في آخر سنة تسع وثلاثين ومئتين. وقال سعيد بنُ فحلون: مات في رابع رمضان سنة ثمان. رحمه الله تعالى. 524 - عبيدُ اللَّهِ بنُ فضالة * (س) الحافظ، أبو قُديد النَّسائي. سمع: عبد الرزّاق باليمن، والأنصاري بالبصرة، والمقرئ بمكَّة، ويحيى بن يحيى بنَيسابور، وأبا اليمان بالشّام. روى عنه: النَّسائي، وابنُ أبي عاصم، والحسنُ بنُ سفيان، وآخرون. قال النَّسائي: ثقة مأمون (¬3). رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) إنباه الرواة: 2/ 206. (¬2) انظر "ترتيب المدارك" 3/ 37. * الجرح والتعديل: 5/ 331، المعجم المشتمل: ص 180، تهذيب الكمال: ورقة 891، تذكرة الحفاظ: 2/ 538، الكاشف: 2/ 203، تهذيب التهذيب: 7/ 43، طبقات الحفاظ: ص 236، خلاصة تذهيب الكمال: ص 252. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 891.

525 - الرباطي

525 - الرِّباطي * (خ، م، د، ت، س) الحافظ الإمام، أبو عبد الله، أحمدُ بنُ سعيد بن إبراهيم الخُراسانيُّ الْأشقر، نزيل نَيسابور. سمع: وكيعًا، وعبد الرّزاق، ووهب بنَ جَرير، وسعيدَ بنَ عامر، وإسحاق السَّلُولي، وطبقتهم. وعنه: الجماعة سوى ابن ماجة، وأبو العبَّاس السرّاج، وابنُ خُزيمة، وعدَّة. وكان قد ولّاه ابنُ طاهر أمرَ الرِّباط، فلهذا لمّا دخل إلى أحمدَ بنِ حنبل لم يبشَّ به، وقال: هل بدُّ من أن يُقال غدًا: أينَ ابنُ طاهر وأتباعُه؟ فانظر أين تكون (¬1). قيل: مات سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 6، التاريخ الصغير: 2/ 378، الجرح والتعديل: 2/ 54، تاريخ بغداد: 4/ 165، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 6، طبقات الحنابلة: 1/ 45، أنساب السمعاني: 6/ 71، المعجم المشتمل: ص 44، اللباب: 2/ 14، تهذيب الكمال: 1/ 310 - 312 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 207 - 209، تذهيب التهذيب: 1/ 11، تذكرة الحفاظ: 2/ 538، العبر: 1/ 439، الكاشف: 1/ 17، الوافي بالوفيات: 6/ 390، البداية والنهاية: 10/ 345، تهذيب التهذيب: 1/ 30، طبقات الحفاظ: ص 236، خلاصة تذهيب الكمال: ص 6، شذرات الذهب: 2/ 102. (¬1) انظر "طبقات الحنابلة": 1/ 45.

526 - محمد بن عميرة

قال الحاكم: سمعتُ أبا علي الحافظ يقول: كان الرِّباطي -واللَّهِ- من الأئمة المُقتدَى بهم (¬1). وقال الخليلي: كان حافظًا متقنًا (¬2). رحمه اللهُ تعالى. 526 - محمد بن عَمِيرة * الإمامُ الحافظ، محدِّث جُرْجان، أبو عبد اللَّه، نزيل هَراة. حدَّث عن: إسحاق الأزرق، ويزيدَ بن هارون، وعبد الرزاق، وطبقتهم. وعنه: محمد بنُ عبد الرحمن السّامي، ومحمد بنُ شاذان، وأبو يحيى البزّاز، وآخرون. قيل: إنَّه كان يحفظُ سبعين ألف حديث (¬3). رحمه اللَّه تعالى. 527 - زيدُ بنُ أَخْزم * * (خ، 4) الإمام الحافظ، أبو طالب الطَّائي البصري. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 12/ 209. (¬2) المصدر السابق. * تاريخ جرجان: ص 409، الإكمال لابن ماكولا: 6/ 281، سير أعلام النبلاء: 12/ 528، تذكرة الحفاظ: 2/ 539، طبقات الحفاظ: ص 242. (¬3) انظر "تاريخ جرجان": ص 209. * * الجرح والتعديل: 3/ 556، تاريخ بغداد: 8/ 446، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 145 المعجم المشتمل: ص 124، المنتظم: 5/ 4، تهذيب الكمال: ورقة 450، سير أعلام النبلاء: 12/ 260 - 261، تذهيب التهذيب: 1/ 247 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 540، العبر: 2/ 15، الكاشف: 1/ 263، تهذيب التهذيب: 3/ 393، طبقات الحفاظ: ص 236، خلاصة تذهيب الكمال: ص 126، شذرات الذهب: 2/ 136.

528 - أحمد بن نصر

سمع: يحيى القطّان، وابنَ مَهْدي، ومعاذ بنَ هشام، والطبقة. وعنه: الجماعة سوى مسلم، وأبو عَرُوبة، وعبد اللَّه بنُ محمد بن وهب، والبَغَوي، وابنُ صاعد، والمَحَاملي. وثَّقه النَّسائي. ذبَحَتْه الزنجُ لمّا استباحوا البصرة وقتلوا أهلَها سنةَ سبع وخمسين ومئتين (¬1). رحمة اللَّهِ عليه. 528 - أحمدُ بنُ نَصْر * (ت، س) الإمامُ الحافظ، أبو عبد اللَّه القرشيُّ النَّيسابوري، فقيه نَيسابور ومقرئُها وزاهدُها. حدَّث عن: ابن نُمير، والنَّضر بن شُميل، وابن أبي فُديك، وطبقتهم. وعنه: سلمة بن شَبيب، وابنُ خُزيمة، وأبو عَرُوبة، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 447. وخبر استباحة البصرة من قبل الزنج في "تاريخ الطبري" 9/ 476 وما بعدها، و "الشذرات" 2/ 136، وغيرها من كتب التاريخ. * تاريخ البخاري الكبير: 2/ 6، التاريخ الصغير: 2/ 383، الجرح والتعديل: 2/ 79، المعجم المشتمل: ص 61، تهذيب الكمال: 1/ 498 - 503 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 239، تذهيب التهذيب: 1/ 28، تذكرة الحفاظ: 2/ 540، الكاشف: 1/ 29، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 145، تهذيب التهذيب: 1/ 85، طبقات الحفاظ: ص 237، خلاصة تذهيب الكمال: ص 13.

529 - علي بن نصر

قال الحاكم: هو فقيهُ أهل الحديث في عصره بنَيسابور، وعليه تفقه ابنُ خُزيمة قبلَ أن يرحل (¬1). مات سنة خمس وأربعين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. ومات معه: أحمدُ بن عبدة الضَّبي البصري، ومقرئ مكَّة أبو الحسن أحمدُ بنُ محمد بن عون القوَّاس النَّبَّال، وإسماعيلُ بنُ موسى الفزاري -ابن بنت السُّدّي- الكوفي، وعبدُ الله بنُ عمران العابدي المكّي، وشيخ الصُّوفية ذو النُّون المصري. 529 - عليُّ بنُ نَصْر * (م، د، ت، س) ابن علي بن نصر بن علي بن صُهبان، الحافظ، أبو الحسن الجَهْضَمي، محدثُ البصرة، وابنُ محدثها. روى عن: أبي عاصم النَّبيل، ووهب بن جَرير، ويزيدَ بنِ هارون، وطبقتهم. وعنه: الجماعة سوى البخاري وابنِ ماجة، وجعفرُ الفِرْيابي، وابنُ أبي داود، والبخاري في "التاريخ" وخلق. ¬

_ (¬1) انظر "تهذيب الكمال" 1/ 502 - 503. * تاريخ البخاري الكبير: 6/ 299، التاريخ الصغير: 2/ 391، الجرح والتعديل: 6/ 207، المعجم المشتمل: ص 197، تهذيب الكمال: ورقة 997، سير أعلام النبلاء: 12/ 138 - 139، تذهيب التهذيب: 3/ 76، تذكرة الحفاظ: 2/ 541، الكاشف: 2/ 258، تهذيب التهذيب: 7/ 390، طبقات الحفاظ: ص 237، خلاصة تذهيب الكمال: ص 278.

530 - الحسن بن شجاع

قال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عنه، فوثَّقه، وأطنبَ في ذكره والثناء عليه (¬1). وقال التّرمذي: كان حافظًا، صاحبَ حديث (¬2). مات في سنة خمسين ومئتين. وفيها مات: أبوه -رحمهما اللَّهُ تعالى- والحارثُ بنُ مِسْكين القاضي، وأبو الطّاهر بنُ السَّرح، وأبو الحسن البزِّي المقرئ، وعبَّاد بنُ يعقوب الرَّواجني، وعمرو بن بَحْر الجاحظ. 530 - الحسنُ بنُ شجاع * (ت) الحافظُ الكبير، أبو علي البَلْخي. سمع: عبيدَ اللهِ بن موسى، ومكّيَّ بنَ إبراهيم، وأبا مُسْهر الغسَّاني، وأبا الوليد الطَّيالسي، وطبقتهم. وعنه: أبو زُرْعة، وأبو العبَّاس السرّاج، ومحمد بنُ زكريّا البَلْخي، وخلق. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 207. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 998. * المعجم المشتمل: ص 98، تهذيب الكمال: 6/ 172 - 176 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 187 - 190، العبر: 1/ 442، تذهيب التهذيب: 1/ 137 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 542، الكاشف: 1/ 162، تهذيب التهذيب: 2/ 282، طبقات الحفاط: ص 238، خلاصة تذهيب الكمال: ص 78، شذرات الذهب: 2/ 105، تهذيب ابن عساكر: 4/ 188، مشايخ بلخ من الحنفية: 1/ 65.

531 - رجاء بن مرجى

وقال البخاري في "صحيحه": حدَّثنا الحسن، حدثنا إسماعيل بن الخليل ... فالظاهر أنه هو (¬1). وحدَّث التّرمذي عن رجلٍ عنه. قال قُتيبة: فتيانُ خراسان أربعة: الدّارمي، والبخاري، وزكريّا اللؤلؤي، والحسنُ بنُ شجاع (¬2). وقال غيره: كان ابنُ شُجاع لا يُجارى في معرفة الأبواب. وعده أحمدُ بنُ حنبل في الحفظ من نظراء أبي زُرْعة، وإنما لم يشتَهر لموته كَهْلًا. عاش تسعًا وأربعين سنةً، ومات سنة خمس وأربعين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 531 - رَجَاء بنُ مُرَجَّى * (د, ق) الحافظ، أبو محمد المَرْوزي -ويقال: السّمَرْقندي- مفيدُ بغداد. سمع: النَّضر بن شُميل، ويزيدَ بنَ أبي حَكيم العَدَني، وأبا نُعيم، وأبا اليَمَان، والطَّبقة. ¬

_ (¬1) راجع التعليق على "السير" 12/ 188. (¬2) تقدم الخبر في ترجمة زكريا بن يحيى اللؤلؤي. رقم الترجمة (503). * التاريخ الصغير: 2/ 388، الجرح والتعديل: 3/ 503، تاريخ بغداد: 8/ 410، طبقات الحنابلة: 1/ 155، المعجم المشتمل: ص 120، تهذيب الكمال: ورقة 413، سير أعلام النبلاء: 12/ 98 - 100، تذكرة الحفاظ: 2/ 542، العبر: 1/ 454، تذهيب التهذيب: 1/ 125، الكاشف: 1/ 240، البداية والنهاية: 11/ 4، تهذيب التهذيب: 3/ 269، طبقات الحفاظ: ص 238، خلاصة تذهيب الكمال: ص 117، شذرات الذهب: 2/ 120.

532 - سلمة بن شبيب

وعنه: أبو داود، وابنُ ماجة، والسَّراج، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، وغيرهم. قال الدّارقطني: ثقة حافظ (¬1). وقال الخطيب: كان ثقةً، ثبتًا، إمامًا في علم الحديث وحفظِه والمعرفةِ به (¬2). قال البخاري: مات سنة تسع وأربعين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 532 - سَلَمة بنُ شَبيب * (م، 4) الحافظ، أبو عبد الرحمن النَّيسابوري، نزيل مكَّة. سمع: يزيدَ بنَ هارون، وأبا داود، وعبد الرزّاق، وطبقتهم. وعنه: الجماعة سوى البخاري، وأبو حاتم، وعبد اللَّه بنُ أحمد بن حنبل، ومحمد بنُ هارون الرُّوياني، وحاتم بنُ محبوب، وغيرهم. وقيل: إن أحمدَ بنَ حنبل حدَّث عنه. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 413. (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 411. * الجرح والتعديل: 4/ 164، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 336، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 192، طبقات الحنابلة: 1/ 168، المعجم المشتمل: ص 132، تهذيب الكمال: ورقة 525، سير أعلام النبلاء: 12/ 256 - 258، العبر: 1/ 449، تذهيب التهذيب: 2/ 42، تذكرة الحفاظ: 2/ 543، الكاشف: 1/ 306، العقد الثمين: 4/ 597، تهذيب التهذيب: 4/ 146، طبقات الحفاظ: ص 239، خلاصة تذهيب الكمال: ص 148، شذرات الذهب: 2/ 116. وقد تحرف اسمه في "العبر" و "طبقات الحفاظ" إلى: مسلمة.

533 - أحمد بن الفرات

قال النَّسائي: ليس به بأس (¬1). مات في شهر رمضان سنة سبع وأربعين ومئتين. وكان قد قدمَ مصر قبل بعام، وحملَ عنه المصريون. وفيها مات: شيخُ العربيّة أبو عثمان المازِني، والخليفة المتوكِّل على الله بن المعتصم بالله. 533 - أحمدُ بنُ الفرات * (د) الحافظ الثِّقة، أبو مسعود الرّازي، محدِّثُ أصبهان، وصاحب التصانيف. سمع: عبدَ اللَّهِ بنَ نُمير، وأبا أُسامة، ويزيدَ بنَ هارون، وابنَ أبي فُديك، وعبد الرزّاق، وخلائق. وعنه: أبو داود، وابنُ أبي عاصم، والفِرْيابي، وعبد الرحمن بنُ يحيى بن مَنْدة، وعبد الله بنُ جعفر بن فارس، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 525. * الجرح والتعديل: 2/ 67، الكامل لابن عدي: 1/ 193، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 82، تاريخ بغداد: 4/ 343، طبقات الحنابلة: 1/ 53، المعجم المشتمل: ص 57، تهذيب الكمال: 1/ 422 - 425 (طبقة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 480 - 488، تذهيب التهذيب: 1/ 20 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 544، ميزان الاعتدال: 1/ 127، العبر: 2/ 16، الكاشف: 1/ 25، الوافي بالوفيات: 7/ 280، مرآة الجنان: 2/ 169، تهذيب التهذيب: 1/ 66، النجوم الزاهرة: 3/ 29، طبقات الحفاظ: ص 239، خلاصة تذهيب الكمال: ص 11، طبقات المفسرين: 1/ 62، شذرات الذهب: 2/ 138، هدية العارفين: 1/ 49، الرسالة المستطرفة: ص 87، تهذيب ابن عساكر: 1/ 435، تاريخ التراث العربي: 1/ 208.

قال إبراهيم بن محمد الطيَّان: سمعتُ أبا مسعود يقول: كتبتُ عن ألفٍ وسبع مئة شيخ، وكتبتُ ألفَ ألفِ حديثٍ وخمس مئة ألف، فعملتُ من ذلك في تآليفي خمسَ مئة ألف حديث (¬1). وقال أبو عمران الطَّرسوسي: سمعت الأثرمَ يقول: سمعتُ أحمد بنَ حنبل يقول: ما تحتَ أديم السَّماء أحفظُ لأخبار رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم من أبي مسعود الرازي (¬2). وقد أخطأ مَنْ تكلَّم في أبي مسعود (¬3). وقال ابن عدي: لا أعلمُ له رواية منكرة، وهو من [أهل] (¬4) الصِّدق والحفظ (¬5). توفي في شعبان سنةَ ثمانٍ وخمسين ومئتين. وفيها مات: حفصُ بن عمرو الرَّبالي، والفضلُ بنُ يعقوب الرُّخامي، ومحمدُ بن إسماعيل الحسَّاني، ومحمدُ بنُ عمر بن أبي مَذْعور، وعبدةُ بن عبد الله الصفّار، وأبو عبيدة بنُ أبي السَّفَر. رحمهم اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) الخبر بنحوه في "تهذيب الكمال" 1/ 424 - 425. (¬2) طبقات الحنابلة: 1/ 53. (¬3) ينوه المصنف -رحمه الله- بابن خراش، حيث أن ابن خراش تكلم فيه كلامًا مشينًا، لذلك تناوله ابن عدي في "كامله". انظر "ميزان الاعتدال" للذهبي: 1/ 128. (¬4) سقط من الأصل. (¬5) الكامل لابن عدي: 1/ 193.

534 - أحمد بن الأزهر

534 - أحمدُ بنُ الْأزْهر * (س، ق) ابن مَنيع بن سَليط، الحافظ العَبْدوي، أبو الأزهر العَبْدي النَّيسابوري. حجَّ ورأى سُفيان ولم يمكنه أن يسمع منه. وسمع: ابنَ نُمير، ويَعلى ومحمد ابني عُبيد، وأَسباطَ بنَ محمد، وعبد الرزّاق، والطَّبقة. وعنه: النَّسائي، وابنُ ماجة، وابنُ خُزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، ومحمد بنُ الحسين القطّان، وعدّة. وحدث عنه من رفقائه محمدُ بنُ رافع، والذُّهلي. وكان يقول: كتبَ عني يحيى بنُ يحيى التميمي (¬1). قال أبو حاتم: صدوق (¬2). وقال النَّسائي والدَّارقطني: لا بأس به (¬3). وقال ابنُ الشرقي: قيل لي: لِمَ لا ترحلُ إلى العراق؟ قلت: ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 41، تاريخ بغداد: 4/ 39 وهو فيه: أحمد بن زاهر، المعجم المشتمل: ص 38، تهذيب الكمال: 5/ 255 - 261 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 363 - 369، تذهيب التهذيب: 1/ 6، تذكرة الحفاظ: 2/ 545، ميزان الاعتدال: 1/ 82، العبر: 2/ 26، الكاشف: 1/ 12، البداية والنهاية: 11/ 36، لسان الميزان: 1/ 136، تهذيب التهذيب: 1/ 11، طبقات الحفاظ: ص 240، خلاصة تذهيب الكمال: ص 3، شذرات الذهب: 2/ 146. (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 40. (¬2) الجرح والتعديل: 2/ 41. (¬3) تهذيب الكمال: 1/ 258.

535 - محمد بن عبد الله بن عبد الحكم

ما أصنع بها وعندنا من بنادرة (¬1) الحديث الذُّهلي، وأبو الْأزهر، وأحمد بنُ يوسف؟ ! وقد أنكر ابنُ مَعين على أبي الْأزهر حديثًا (¬2)، ثم عذَرَه. توفي سنة ثلاثٍ وستِّين ومئتين. 535 - محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن عبد الحَكم * (س) الإمامُ الحافظُ الفقيه، أبو عبد الله المصري. ¬

_ (¬1) البنادرة: جمع بندار، وهو الناقد -كما قال المزي في حاشية التهذيب. (¬2) أورده الخطيب في "تاريخه" 4/ 41 بسنده إلى ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عيه وسلم إلى علي فقال: "أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة، ومن أحبك فقد أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك من بعدي". ثم نقل الخطيب أن أبا الأزهر لما حدث بحديثه هذا أُخبر بذلك ابن معين، فبينا هو عنده في جماعة أهل الحديث، إذ قال يحيى بن معين: مَن هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا. فتبسم ابن معين وقال: أما إنك لست بكذاب -وتعجب من سلامته- وقال: الذنب لغيرك في هذا الحديث. وانظر ما قاله الذهبي تعقيبًا على هذا الحديث في "ميزان الاعتدال" 2/ 613. * الجرح والتعديل: 7/ 300، الانتقاء: 113، طبقات الشيرازي: ص 99، المعجم المشتمل: ص 249، المنتظم: 5/ 65، وفيات الأعيان: 4/ 193، تهذيب الكمال: ورقة 1220، سير أعلام النبلاء: 12/ 497 - 501، تذهيب التهذيب: 3/ 218، تذكرة الحفاظ: 2/ 546، ميزان الاعتدال: 3/ 611، العبر: 2/ 38، الكاشف: 3/ 55، الوافي بالوفيات: 3/ 338، مرآة الجنان: 2/ 181، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 67، البداية والنهاية: 11/ 42، الديباج المذهب: 2/ 163، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 179، تهذيب التهذيب: 9/ 260، النجوم الزاهرة: 3/ 44، طبقات الحفاظ: ص 241، حسن المحاضرة: 1/ 309، خلاصة تذهيب الكمال: ص 345، شذرات الذهب: 2/ 154.

ولد سنةَ اثنتين وثمانين ومئة. روى عن: ابن وهب، وأبي ضَمْرة، وابن أبي فُديك، والشّافعي، وأَشْهب، وإسحاق بن الفرات، وعدّة. وتفقَّه بأبيه، والشافعي. وعنه النّسائي، وابنُ خُزيمة، وابنُ صاعد، وابنُ أبي حاتم، وأبو بكر بن زياد، والأصمّ، وخلق. قال النَّسائي: ثقة. وقال مرَّة: لا بأس به (¬1). وقال ابنُ خُزيمة: ما رأيتُ في الفقهاء أعلمَ بأقاويل الصَّحابة والتّابعين منه (¬2). وقال ابنُ أبي حاتم: ثقة صدوق، أحد فقهاء مصر، من أصحاب مالك (¬3). وقال أبو إسحاق الشيرازي: حُمل في المحنة إلى ابن أبي داود (¬4)، فلم يُجبه، فردُّوه. وانتهت إليه الرئاسة بمصر في العلم (¬5). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1220. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الجرح والتعديل: 7/ 301. (¬4) تحرفت هذه اللفظة في المطبوع من "التذكرة" و "السير" إلى: داود. وابنُ أبي دواد -بضم الدال المهملة وفتح الواو وبعد الألف دال ثانية- هو أبو عبد الله أحمد بن أبي دواد الإيادي، قاضي القضاة في زمن المعتصم، وهو الذي امتحن الإمام أحمد بن حنبل وألزمه بالقول بخلق القرآن الكريم. انظر "وفيات الأعيان" 1/ 81 - 91 و 4/ 193. (¬5) طبقات الشيرازي: ص 99.

536 - أحمد بن سعيد بن صخر

وقال ابنُ خُزيمة: أما الإسنادُ فلم يكنْ يحفظُه (¬1) مات في سنة ثمانٍ وستين ومئتين. وله كتبٌ كثيرة منها: "الردُّ على الشافعي" وكتاب "أحكام القرآن" و"الردُّ على فقهاء العراق" وغير ذلك. رحمه الله تعالى. 536 - أحمدُ بنُ سَعيد بن صَخْر * (خ، م، د، ت، ق) الإمامُ الحافظ، أبو جعفر الدَّارمي السَّرخسي. سمع: النضرَ بنَ شُميل، وعبد الصَّمد بنَ عبد الوارث، وجعفر بنَ عون، وطبقتهم. وعنه: السِّتة سوى النَّسائي، وروى الترمذي -أيضًا- عن رجلٍ عنه. وحدث عنه من شيوخه محمدُ بنُ المثنى العَنزي، ومن المتأخرين ابنُ خُزيمة. ووليَ قضاءَ سَرخس. ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 3/ 611. * الجرح والتعديل: 2/ 53، تاريخ بغداد: 4/ 166، طبقات الحنابلة: 1/ 45، أنساب السمعاني: 4/ 250، المعجم المشتمل: ص 45، تهذيب الكمال: 1/ 314 - 317 (طبقة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 233 - 234، تذكرة الحفاظ: 2/ 548، العبر: 2/ 4، تذهيب التهذيب: 1/ 11، الكاشف: 1/ 18، الوافي بالوفيات: 6/ 390 , البداية والنهاية: 11/ 13، تهذيب التهذيب: 1/ 31، النجوم الزاهرة: 2/ 252، طبقات الحفاظ: ص 241، خلاصة تذهيب الكمال: ص 6، شذرات الذهب: 2/ 127.

537 - الجوزجاني

قال أحمد بن حنبل: ما قدمَ علينا خُراساني أفقه بَدَنًا منه (¬1). وقال أبو عمرو المُسْتملي: عُدناهُ في مرضه، فأوصى بعشرة آلاف درهم، وأعتق عَبيدًا (¬2). مات سنةَ ثلاثٍ وخمسين ومئتين. وفيها مات: زاهد العراق سريُّ بنُ المغلِّس السَّقَطي، وعلي بنُ شعيب السِّمسار، وعلي بنُ مسلم الطُّوسي، ومقرئ الرَّي محمدُ بنُ عيسى التَّيمي، ومحمد بنُ يحيى بن أبي حزم القُطَعي، ويوسف بن موسى القطّان الرازي، وهارونُ بنُ سعيد الأيلي، وأحمد بن سعيد الهَمْدانيُّ المصري. رحمهم الله تعالى ورضي عنهم. 537 - الجُوزجاني * (د، ت، س) الإمامُ الحافظ، أبو إسحاق، إبراهيم بنُ يعقوب السَّعدي، نزيلُ دمشق ومحدِّثُها. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 1/ 317. (¬2) سير أعلام النبلاء: 12/ 234. * الجرح والتعديل: 2/ 148، أنساب السمعاني: (الجريري) 3/ 243، المعجم المشتمل: ص 71، معجم البلدان: 2/ 182، تهذيب الكمال: 2/ 244 - 248 (طبعة محققة)، تذكرة الحفاظ: 2/ 549، ميزان الاعتدال: 1/ 75، العبر: 2/ 18، الكاشف 1/ 51، الوافي بالوفيات: 6/ 170، البداية والنهاية: 11/ 31، العقد الثمين: 3/ 274، تهذيب التهذيب: 1/ 181، طبقات الحفاظ: ص 244، خلاصة تذهيب الكمال: ص 23، شذرات الذهب: 2/ 139، هدية العارفين: 1/ 3، الرسالة المستطرفة: ص 147، تهذيب ابن عساكر: 2/ 313، تاريخ التراث العربي: 1/ 208. وقد وهم السمعاني في ترجمته له في (الجريري) فنبه على ذلك المعلمي اليماني في (الجوزجاني) من الكتاب، والدكتور بشار عواد في تعليقه على "تهذيب الكمال" 2/ 248 - 249.

سمع: الحسينَ بنَ علي الجُعْفي، ويزيدَ بنَ هارون، وجعفر بنَ عون، وشَبَابة، والطَّبقة. وتفقَّه بأحمد بن حنبل. وعنه: أبو داود، والتِّرمذي، والنَّسائي، وأبوا (¬1) زُرْعة، ومحمدُ بنُ جَرير، وابنُ جَوْصاء، وأبو بشر الدُّولابي، وغيرهم. وثقه النسائي. وقال ابنُ عدي: سكنَ دمشق، فكان يحدِّثُ على المنبر، ويكاتبُهُ أحمدُ بنُ حنبل، فيتقوّى بذلك، ويقرأ كتابَه على المنبر. قال: وكان يتحاملُ على عليٍّ رضي اللَّهُ عنه (¬2). وقال الدّارقطني: كان من الحفَّاظ الثِّقات المصنِّفين، وفيه انحرافٌ عن عليّ (¬3). قال أبو الدَّحْداح: مات في ذي القعدة سنةَ تسعٍ -وقال غيرُه: سنةَ ستٍّ- وخمسين ومئتين. وله كتاب في الضُّعفاء. رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) في "التذكرة": وأبو، تحريف. فقد روى عنه أبو زرعة الدمشقي، وأبو زرعة الرازي. انظر "تهذيب الكمال" 2/ 247. (¬2) لم يذكره الحافظ ابن عدي في "كامله" إنما أورد هذا الكلام في ترجمة إسماعيل بن أبان الوراق (الكامل: 1/ 304 - 305). انظر "تهذيب الكمال" 2/ 248 حاشية رقم (2) و 3/ 9 حاشية رقم (5). (¬3) تهذيب الكمال: 2/ 248.

538 - حجاج بن يوسف

538 - حجَّاج بن يوسف * (م، د) ابن حجّاج الثَّقفي البغدادي، أبو محمد، الحافظُ الثِّقة، ويعرفُ أبوهُ بِلَقْوة الشاعر (¬1). روى عن: أبي داود الطَّيالسي، ويعقوب بن إبرإهيم، وأبي النَّضر، وحجّاج الأعور، وغيرهم. وعنه: مسلم، وأبو داود، وبقيّ، وأبو يَعْلى، وابن أبي حاتم، والمَحَاملي، وخلق. قال ابنُ أبي حاتم: ثقة حافظ (¬2). وقال أبو داود: هو خيرٌ من مئةٍ مثل الرَّمادي (¬3). قال ابنُ قانع: مات في رجب سنةَ تسعٍ وخمسين ومئتين (¬4). ¬

_ * الجرح والتعديل: 3/ 168، تاريخ بغداد: 8/ 240، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 99، طبقات الحنابلة: 1/ 148، المعجم المشتمل: ص 94، المنتظم: 5/ 20، تهذيب الكمال: 5/ 466 - 469 (طبعة محققة وفيها استقصاء لمصادر ترجمته)، سير أعلام النبلاء: 12/ 301 - 302، تذكرة الحفاظ: 2/ 549، العبر: 2/ 19، ميزان الاعتدال: 1/ 466، تذهيب التهذيب: 1/ 124، الكاشف: 1/ 150، الوافي بالوفيات: 11/ 315، تهذيب التهذيب: 2/ 209، طبقات الحفاظ: ص 244، خلاصة تذهيب الكمال: ص 73، شذرات الذهب: 2/ 139. (¬1) هو أبو يعقوب، يوسف بن الحجاج الصيقل، الثقفي الواسطي، من الشعراء الظرفاء، صحب أبا نواس، وأخذ عنه وروى له، وكان متهمًا بالمجاهرة في الملاذ، وفي شعره رقة وسهولة. "أعلام الزركلي": 8/ 224. (¬2) الجرح والتعديل: 3/ 168. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 241. (¬4) المصدر السابق.

539 - حميد بن زنجويه

وفيها مات: إسحاقُ بنُ وهب العلاف الواسطي، وبشرُ بن مطر السَّامري، وعلي بنُ معبد الرَّقي نزيل مصر، ومحمود بنُ آدم المروزي، وإسحاقُ بنُ إبراهيم -لؤلؤ- البَغَوي. رحمهم الله تعالى. 539 - حُميد بنُ زنْجويه * (د، س) الحافظُ البارع، أبو أحمد الْأزديُّ النَّسائي، مصنِّف كتاب "الأموال" وكتاب "الترغيب والترهيب". سمع النَّضر بنَ شُميل، ويزيدَ بنَ هارون، وجعفرَ بنَ عون، والطبقة. وعنه: أبو داود، والنسائي، وإبراهيمُ الحَرْبي، وابنُ صاعد، ومحمدُ بنُ خُرَيم، وعبد اللَّه بنُ عتّاب الدِّمشقيان، والمَحَاملي، وخلق. قال أبو عُبيد (¬1): ما قدم علينا من فتيان خُراسان مثلُ ابن زَنْجويه، وأحمد بن شبّويه. ¬

_ * الجرح والتعديل: 3/ 223، تاريخ بغداد: 8/ 160، طبقات الحنابلة: 1/ 150، أنساب السمعاني: (النسائي) 12/ 76، المعجم المشتمل: ص 111، معجم البلدان: 5/ 282، تهذيب الكمال: ورقة 340، سير أعلام النبلاء: 12/ 19 - 22، العبر: 2/ 1، تذهيب التهذيب: 1/ 180، تذكرة الحفاظ: 2/ 550، الكاشف: 1/ 193، تهذيب التهذيب: 3/ 48، طبقات الحفاظ: ص 245، خلاصة تذهيب الكمال: ص 95، شذرات الذهب: 2/ 124، هدية العارفين: 1/ 339، الرسالة المستطرفة: ص 47، تهذيب ابن عساكر: 4/ 463، تاريخ التراث العربي: 1/ 170. (¬1) هو القاسم بن سلام. والخبر في "تاريخ بغداد": 8/ 161.

540 - خشيش بن أصرم

وقال النَّسائي: ثقة (¬1). وقال ابن حبَّان: هو الذي أظهرَ السُّنَّة بنسَا (¬2). مات سنةَ إحدى وخمسين ومئتين. واسمُ أبيه: مَخْلد بنُ قُتيبة. رحمه الله تعالى. 540 - خُشَيش بنُ أصْرم * (د، س) الثِّقة الحافظ، أبو عاصم النَّسائي، مصنِّف كتاب "الاستقامة" يرد فيه على أهل البدع. سمع: عبد الله بنَ بكر، وروح بنَ عُبادة، وعبد الرزّاق، وغيرهم. وعنه: أبو داود، والنّسائي، وعلي بنُ أحمد علّان، وابنُ أبي داود، وأحمدُ بنُ عبد الوارث العسّال، وغيرهم. وثَّقه النَّسائي. مات بمصر في رمضان سنةَ ثلاثٍ وخمسين ومئتين. رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 161. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 340. * المعجم المشتمل: ص 114، تهذيب الكمال: ورقة 373، سير أعلام النبلاء: 12/ 250 - 251، تذهيب التهذيب: 1/ 197 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 551، الكاشف: 1/ 213، تهذيب التهذيب: 3/ 142، طبقات الحفاظ: ص 245، خلاصة تذهيب الكمال: ص 108، شذرات الذهب: 2/ 129، هدية العارفين: 1/ 345، الرسالة المستطرفة: ص 39.

541 - زهير بن محمد

541 - زُهير بنُ محمد * (ق) ابن قُمير، الحافظُ القدوة، أبو محمد (¬1) المَرْوزي، نزيل بغداد. سمع: رَوح بنَ عُبادة، وأبا النَّضر، وعبد الرزَاق، وعُبيد الله بنَ موسى، وطبقتهم. وعنه: ابنُ ماجة، وأحمدُ بنُ عَمرو البزّار، وابن صاعد، والمَحَاملي، والحسينُ بنُ يحيى بن عياش، وخلق. قال السرّاج (¬2): ثقة مأمون. وقال الخطيب: كان ثقةً، صادقًا، ورعًا، زاهدًا، تحوَّل عن بغداد في آخر عمره، فرابط بطرسوس إلى أن مات (¬3). وقال أبو القاسم البَغَوي: ما رأيتُ بعد أحمدَ بن حنبل أفضلَ منه، لقد سمعته يقول: أَشتهي لحمًا من أربعين سنةً ولا آكلُه حتى أَدخُلَ الرُّوم، فآكلَه من مغانم الرُّوم (¬4). وقال محمد بنُ زُهير: كان أبي يختم في رمضان تسعين خَتْمة (¬5). ¬

_ * الجرح والتعديل: 3/ 591، تاريخ بغداد: 8/ 484، طبقات الحنابلة: 1/ 159، المعجم المشتمل: ص 123، المنتظم: 5/ 4، تهذيب الكمال: ورقة 436, سير أعلام النبلاء: 12/ 360 - 361، العبر: 2/ 14، تذهيب التهذيب: 1/ 240, تذكرة الحفاظ: 2/ 551، الكاشف: 1/ 255، تهذيب التهذيب: 3/ 347، طبقات الحفاظ: ص 246، خلاصة تذهيب الكمال: ص 123، شذرات الذهب: 2/ 136. (¬1) ويقال: أبو عبد الرحمن. (¬2) هو الإمام الحافظ، أبو العباس، محمد بن إسحاق السراج. والخبر في "تاريخ بغداد" 8/ 485. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 484. (¬4) تاريخ بغداد: 8/ 485. (¬5) المصدر السابق.

542 - أبو بكر الأعين

مات سنة سبعٍ وخمسين ومئتين. رحمه الله تعالى. 542 - أبو بكر الْأعْيَن * (م) الإمامُ الحافظ، محمدُ بن أبي عَتَّاب الحسن بن طريف (¬1)، البغدادي. روى عن: رَوح بن عُبادة، ويزيدَ بنِ هارون، والفِرْيابي، وطبقتهم. وعنه: مسلم في مقدِّمة "صحيحه"، وابنُ أبي الدنيا، والبغَوي، والسرّاج، وغيرهم. وثَّقه ابنُ حبّان. وقال أحمد بنُ حنبل- لمّا بلغَه موتُه: إنِّي لْأغبِطُه، مات وما يعرفُ غيرَ الحديث (¬2). مات سنةَ أربعين ومئتين في جمادى الآخرة. رحمه الله تعالى. ¬

_ * الجرح والتعديل: 7/ 229، تاريخ بغداد: 2/ 182، طبقات الحنابلة: 1/ 331، أنساب السمعاني: 1/ 318، المعجم المشتمل: ص 260، اللباب: 1/ 76، تهذيب الكمال: ورقة 1239، سير أعلام النبلاء: 12/ 119 - 120، تذكرة الحفاظ: 2/ 552، العبر: 1/ 433، تذهيب التهذيب: 3/ 230 / ب، الكاشف: 3/ 67، الوافي بالوفيات: 2/ 335، تهذيب التهذيب: 9/ 334، طبقات الحفاظ، ص 247، خلاصة تذهيب الكمال: ص 351، شذرات الذهب: 2/ 95. (¬1) قال الحافظ ابن عساكر: اختلف في اسم أبي عتاب، فقيل: الحسن بن طريف وقيل طريف. (المعجم المشتمل). (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1239.

543 - الفضل بن سهل

543 - الفَضلُ بنُ سَهل * (خ، م، د، ت، س) أبو العبّاس البغداديُّ الْأعرجُ الحافظ. سمع: حسين بن علي الجُعْفي، وهاشم بنَ القاسم، وشَبَابة بن سوَّار، والطبقة. وعنه: الجماعة سوى ابنِ ماجة، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، ومحمد بن مَخْلد، وخلق. وكان موصوفًا بالذَّكاء، والمعرفة، والإتقان. وثقه النَّسائي وغيرُه. وقال أحمد بنُ الحسين الصُّوفي: كان الفضلُ بنُ سَهل أحدَ الدَّواهي (¬1) -يعني في الحفظ. مات في صفر سنةَ خمس وخمسين ومئتين، وهو في عشر الثَّمانين. ¬

_ * الجرح والتعديل: 7/ 63، تاريخ بغداد: 12/ 364، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 412، طبقات الحنابلة: 1/ 253، أنساب السمعاني: 1/ 312، المعجم المشتمل: ص 213، اللباب: 1/ 75، تهذيب الكمال: ورقة 1101، سير أعلام النبلاء: 12/ 209 - 211، ميزان الاعتدال: 2/ 353، تذهيب التهذيب: 3/ 139، تذكرة الحفاظ، 2/ 552، الكاشف: 2/ 328، تهذيب التهذيب: 8/ 277، طبقات الحفاظ: ص 247، خلاصة تذهيب الكمال: ص 309. (¬1) نقله الخطيب في "تاريخه" 12/ 365 عن ابن عدي، ثم عقب عليه بقوله: يعني في الذكاء، والمعرفة، وجودة الأحاديث، والله أعلم.

544 - صاعقة

544 - صَاعِقَة * (خ، د، ت، س) الحافظُ الكبير، أبو يحيى، محمدُ بنُ عبد الرحيم بن أبي زُهير العَدَوي العُمَري مولاهم، الفارسي ثم البغدادي. سمع: يزيدَ بنَ هارون، ورَوح بنَ عُبادة، وأبا أحمد الزُّبيري، وعفّان، وخلقًا. وعنه: الجماعة سوى مسلم وابنِ ماجة، وابنُ أبي داود، وابنُ صاعد، والمحاملي، وخلق. قال الخطيب: كان متقنًا، ضابطًا، عالمًا، حافظًا (¬1). وقال محمد بن محمد بن داود الكَرَجي (¬2): سُمِّي صاعقة لحفظِه، وكان بزَّازًا. وقال النَّسائي: ثقة (¬3). ¬

_ * الجرح والتعديل: 8/ 9، تاريخ بغداد: 2/ 363، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 461، طبقات الحنابلة: 1/ 305، المعجم المشتمل: ص 255، تهذيب الكمال: ورقة 1233، سير أعلام النبلاء: 12/ 295 - 296، تذكرة الحفاظ: 2/ 553، العبر: 2/ 10، تذهيب التهذيب: 3/ 227، الكاشف: 3/ 63، الوافي بالوفيات: 3/ 245، تهذيب التهذيب: 9/ 311، النجوم الزاهرة: 3/ 24، طبقات الحفاظ: ص 247، خلاصة تذهيب الكمال: ص 349، شذرات الذهب: 2/ 130. (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 363. (¬2) الكرجي -بفتح الكاف والراء وفي آخرها الجيم- نسبة إلى (الكرج) بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان. وقد تصحفت في "تاريخ بغداد" و "التذكرة" إلى: الكرخي. (¬3) تاريخ بغداد: 2/ 363.

545 - محمد بن عبد الملك بن زنجويه

ولد سنة خمس وثمانين ومئة، ومات في شعبان سنةَ خمسٍ وخمسين ومئتين. رحمه اللَّه تعالى. 545 - محمدُ بنُ عبد الملك بن زَنْجويه * (4) أبو بكر، الحافظ، البغدادي الغزَّال، صاحب الإمام أحمد. سمع: يزيدَ بنَ هارون، وعبد الرزّاق، ومحمد بنَ يوسف الفِرْيابي، وزيد بنَ الحُباب، وجعفر بن عون، وطبقتهم. وعنه: الأربعة، وأبو يَعْلى، وابنُ صاعد، وابنا المَحَاملي، وابنُ أبي حاتم، وخلق. وثقه النسائي وغيره. ومات في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين ومئتين. رحمه الله تعالى. 546 - محمد بن يحيى * * ابن موسى، الحافظُ المتقن، أبو عبد الله الإسْفراييني، المعروف بحيّويه. ¬

_ * الجرح والتعديل: 8/ 5، تاريخ بغداد: 2/ 345، طبقات الحنابلة: 6/ 301، المعجم المشتمل: ص 256، تهذيب الكمال: ورقة 1234، سير أعلام النبلاء: 2/ 346 - 347، العبر: 2/ 17، تذهيب التهذيب: 3/ 227 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 554، الكاشف: 3/ 64، الوافي بالوفيات: 4/ 34، تهذيب التهذيب: 9/ 315، طبقات الحفاظ: ص 247، خلاصة تذهيب الكمال: ص 349، شذرات الذهب: 2/ 138. * * الإكمال لابن ماكولا: 2/ 360، سير أعلام النبلاء: 12/ 360، تذكرة الحفاظ: 2/ 554، العبر: 2/ 19، الوافي بالوفيات: 5/ 188، طبقات الحفاظ: ص 242، شذرات الذهب: 2/ 140.

547 - البخاري

حدَّث عن: سعيد بن عامر الضُّبعي، وأبي النَّضر، وأبي عاصم، وعُبيد الله بن موسى، وأبي مُسْهر، وخلق. وعنه: أبو العبّاس السرّاج، وابن خزيمة، وأبو عَوَانة الإسْفراييني، ومحمد بنُ محمد بن رجاء. وكان أبو عَوانة يقول: محمدُ بنُ يحيانا، ومحمدُ بنُ يحياكم، يُنظِّرُه بالذُّهلي (¬1). مات يوم التروية سنةَ تسعٍ وخمسين ومئتين. وقيل: إنَّ حيّويه لقبُ والده. 547 - البُّخَاري * (ت، س) شيخُ الإسلام، وإمامُ الحفّاظ، أبو عبد الله، محمدُ بنُ إسماعيلَ بن ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 12/ 360. * مقدمة كتابه: التاريخ الصغير، الجرح والتعديل: 7/ 191، فهرست النديم: ص 286، تاريخ بغداد: 2/ 4، طبقات الحنابلة: 1/ 271، أنساب السمعاني: 2/ 100، المعجم المشتمل: ص 226، جامع الأصول: 1/ 185، معجم البلدان: 1/ 355، اللباب: 1/ 125، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 1 / 67، وفيات الأعيان: 4/ 188، تهذيب الكمال: ورقة 1168، سير أعلام النبلاء: 12/ 391 - 471 (ترجمة مبسوطة)، تذهيب التهذيب: 3/ 185 / ب, العبر: 2/ 12، تذكرة الحفاظ: 2/ 555، الكاشف، 3/ 18، الوافي بالوفيات: 2/ 206، مرآة الجنان: 2/ 167، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 212، البداية والنهاية: 11/ 24، تهذيب التهذيب: 9/ 47، النجوم الزاهرة: 3/ 25، طبقات الحفاظ: ص 248، خلاصة تذهيب الكمال: ص 327، طبقات المفسرين: 2/ 100، مفتاح السعادة: 2/ 130، شذرات الذهب: 2/ 134، هدية العارفين: 2/ 16، الرسالة المستطرفة: ص 4، تاريخ التراث العربي: 1/ 173 - 206.

إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَه (¬1) الجُعْفي مولاهم، صاحب "الصحيح" والتَّصانيف. مولده في شوال سنة أربعٍ وتسعين ومئة، وأول سماعه للحديث سنةَ خمسٍ ومئتين، وحفظَ تصانيفَ ابن المبارك وهو صبي، ونشأ يتيمًا، ورحل مع أمِّه وأخيه سنةَ عشرٍ ومئتين بعد أن سمع مرويَّات بلده من محمد بن سَلام، والمُسْنِدي، ومحمد بن يوسف البِيكَنْدي. وسمع ببلخٍ من مكي بن إبراهيم، وببغداد من عفّان، وبمكَّة من المُقرئ، وبالبصرة من أبي عاصم، والأنصاري، وبالكوفة من عُبيد الله بن موسى، وبالشام من أبي المُغيرة، والفِرْيابي، وبعَسْقلان من آدم، وبحمص من أبي اليَمان، وبدمشقَ من أبي مُسْهر شيئًا (¬2). وصنَّف وحدَّث وما في وجهه شعرة، وكان رأسًا في الذَّكاء، والعلم، والورع، والعبادة. روى عنه: التِّرمذي، ومحمدُ بنُ نَصر المَرْوزي، وجَزَرَة، ومُطيَّن، وابنُ خزيمة، وأبو قُريش محمد بنُ جُمْعة، وأبنُ صاعد، وابنُ أبي داود، ¬

_ (¬1) ضبطه النووي في "تهذيب الأسماء" 1/ 67 فقال: "بردزبة" بباء موحدة مفتوحة، ثم راء ساكنة، ثم دال مهملة مكسورة، ثم زاي ساكنة، ثم باء موحدة، ثم هاء". وقال ابن ماكولا في "الإكمال" 1/ 259: "وأما بردزبة -براء، ودال، وزاي، وباء معجمة بواحدة- وهو محمد ... وهو بالبخارية، ومعناه بالعربية: الزراع. وقال ابن خلكان في "وفياته" 4/ 190: "وقد اختلف في اسم جده فقيل: إنه يزذبة -بفتح الياء المثناة من تحتها، وسكون الزاي، وكسر الذال المعجمة، وبعدها باء موحدة، ثم هاء ساكنة". ثم نقل قول ابن ماكولا. (¬2) كذا الأصل، ووقع في "التذكرة": شدا وصنف ...

والفِرَبْري، وأبو حامد بن الشَّرقي، ومنصور بنُ محمد البَزْدوي، والمَحَاملي، وخلائق. وكان شيخًا نحيفًا، ليس بطويل ولا قصير، إلى السُّمرة. وكان يقول: لما طعنتُ في ثماني عشرة سنة، جعلتُ أصنِّفُ قضايا الصَّحابة والتابعين وأقاويلَهم في أيام عُبيداللَّه بن موسى، وحينئذٍ صنفتُ "التاريخ" عند قبر النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم في الليالي المُقْمرة. وعنه قال: كتبتُ عن أكثرَ من ألف رجل (¬1). وقال ابن خُزيمة: ما تحت أديم السَّماء أعلمُ بالحديث من البُخاري (¬2). ومناقبُه وفضائلُه كثيرة جدًّا، مدوَّنة في كتب العلماء. مات ليلة الفِطْر سنةَ ست وخمسين ومئتين. وفيها توفي: الزُّبير بنُ بكّار، وعليُّ بنُ المنذر الطَّريقي، ومحمدُ بنُ أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المُقرئ، ومحمدُ بنُ عثمان بن كرامة. ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "السير" 12/ 395: وقد قال وراقه محمد بن أبي حاتم: سمعته يقول: دخلت بلخ، فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثًا، فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم. قال: وسمعته في موته بشهر يقول: كتبت عن ألف وثمانين رجلًا ليس فيهم إلا صاحب حديث. (¬2) تاريخ بغداد: 2/ 27.

548 - أبو زرعة

548 - أبو زُرْعَة * (م، ت، س، ق) الإمام، حافظُ العصر، عُبيد اللهِ بنُ عبد الكريم بن يزيد بن فَرُّوخ، القرشيُّ مولاهم الرّازي. سمع: أبا نُعيم، وقَبيصة، وخلّاد بنَ يحيى، ومسلم بن إبراهيم القَعْنبي، ومحمدَ بنَ سابق، وطبقتهم بالحرمَين، والعراق, والشّام، والجزيرة، وخُراسان، ومصر. وكان من أفراد الدَّهر حفظًا، وذكاءً، ودينًا، وإخلاصًا، وعلمًا، وعملًا. حدَّث عنه: حَرملةُ والفلّاس -وهما من شيوخه، وابنُ خالتِه الحافظُ أبو حاتم، ومسلم، والتِّرمذي، والنَّسائي، وابنُ ماجة، وابنُ أبي داود، وأبو عَوَانة، وسعيدُ بنُ عَمرو البَرْذعي، وابنُ أبي حاتم، ومحمد بنُ الحسين القطّان، وغيرهم. قال النجَّاد: سمعتُ عبدَ اللَّهِ بن أحمد بن حنبل قال: نزل أبو زُرْعة ¬

_ * الجرح والتعديل: 1/ 328 - 349 و 5/ 324، تاريخ بغداد: 10/ 326، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 306، طبقات الحنابلة: 1/ 199، أنساب السمعاني: 6/ 42، تاريخ ابن عساكر: خ: 10/ 345، المعجم المشتمل: ص 180 , المنتظم: 5/ 47، تهذيب الكمال: ورقة 883، سير أعلام النبلاء: 13/ 65 - 85، تذكرة الحفاظ: 2/ 557، العبر: 2/ 28، تذهيب التهذيب: 3/ 18، الكاشف: 2/ 201, البداية والنهاية: 11/ 37، تهذيب التهذيب: 7/ 30، طبقات الحفاظ: ص 249، خلاصة تذهيب الكمال: ص 251، شذرات الذهب: 2/ 148، الرسالة المستطرفة: ص 64، تاريخ التراث العربي: 1/ 226.

عندنا، فقال لي أبي: يا بُنيَّ قد اعتضتُ عن نوافلي بمذاكرة هذا الشَّيخ (¬1). وقال صالح بنُ محمد: سمعتُ أبا زُرْعة يقول: كتبتُ عن ابن أبي شَيبة مئةَ ألفِ حديث، وعن إبراهيم بن موسى الرّازي مئةَ ألفِ حديث (¬2). قلت: تقدرُ أن تملي عليَّ ألف حديثٍ من حفظك؟ قال: لا، ولكنِّي إذا أُلقي عليَّ عَرَفت. وعن أبي زُرْعة: أنَّ رجلًا استفتاه أنَّه حلف بالطَّلاق أنَّك تحفظُ مئةَ ألفِ حديث، قال: تمسَّكْ بامرأتِك (¬3). وقال ابنُ عُقْدة: حدَّثنا مطيَّن: عن أبي بكر بن أبي شَيبة قال: ما رأيتُ أحفظَ من أبي زُرْعة (¬4). وقال عليُّ بنُ الجنيد: ما رأيتُ أعلمَ من أبي زُرْعة (¬5). وقال أبو يَعْلى المَوْصلي: كان أبو زُرْعة مشاهدتُه أكبرُ من اسمه، يحفظُ الأبواب، والشيوخ، والتفسير (¬6). وقال جَزَرَة: سمعتُ أبا زُرْعة يقول: أحفظُ في القراءات عشرةَ آلافِ حديث (¬7). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 327. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الخبر بنحوه في "تاريخ بغداد" 10/ 334 - 335. (¬4) تاريخ بغداد: 10/ 331. (¬5) الجرح والتعديل: 1/ 330 و 5/ 326. (¬6) تاريخ بغداد: 10/ 334. (¬7) تاريخ بغداد: 10/ 328.

549 - أحمد بن سليمان الرهاوي

وقال يونس بنُ عبد الأعلى: ما رأيتُ أكثرَ تواضعًا من أبي زُرْعة (¬1). وقال عبد الواحد بنُ غياث: ما رأى أبو زُرْعة مثلَ نفسِه (¬2). وقال أبو حاتم: ما خلَّف أبو زُرْعة بعدَه مثلَه، ولا أعلمُ مَنْ كان يفهمُ هذا الشأن مثلَه، وقلَّ مَنْ رأيتُ في زُهده (¬3). مات أبو زُرْعة في آخر يوم من سنة أربع وستّين ومئتين، وقد شاخ. رحمه اللَّه تعالى. وفيها مات: أحمد بنُ عبد الرحمن بن وهب بَحْشَل، والمُزَني، ويونس بنُ عبد الأعلى، ثلاثتهم بمصر. رحمهم الله تعالى. 549 - أحمدُ بنُ سُليمان الرُّهَاوي * (س) الحافظُ الثِّقة، محدث الجزيرة، أبو الحسين. سمع: زيد بنَ الحُباب، وجعفر بنَ عون، ومسكين بنَ بُكير، ويحيى بنَ آدم، وخلقًا. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 325. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الخبر بنحوه في "تاريخ بغداد" 10/ 333. * الجرح والتعديل: 2/ 52، أنساب السمعاني: 6/ 195، المعجم المشتمل: ص 46، تهذيب الكمال: 1/ 320 - 321 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 475 - 476، تذكرة الحفاظ: 2/ 559، العبر: 2/ 21، تذهيب التهذيب: 1/ 11 / ب، الكاشف: 1/ 18، الوافي بالوفيات: 6/ 401، البداية والنهاية: 11/ 33، تهذيب التهذيب: 1/ 33، طبقات الحفاظ: ص 250، خلاصة تذهيب الكمال: ص 6، شذرات الذهب: 2/ 141.

550 - أحمد بن سيار

وعنه: النسائي، وأبو عَرُوبة، ومحمد بنُ عبد الله مكحول البَيروتي، وغيرهم. وأجاز لابن أبي حاتم أحاديثَ كتبَ بها إليه. قال النَّسائي: ثقة مأمون، صاحبُ حديث (¬1). مات سنة إحدى وستّين ومئتين. وفيها توفي: شعيبُ بنُ أيوب الصَّرِيفيني شيخ واسط، وأبو شعيب صالح بنُ زياد السُّوسي مقرئ الجزيرة، وعليُّ بنُ إشكاب، وأخوه، والشيخ أبو يزيد البَسْطامي. رحمهم الله. 550 - أحمدُ بنُ سَيّار * (س) ابن أيّوب، الحافظُ الفقيه، أبو الحسن المَرْوزي، أحدُ الأعلام. سمع: عبدانَ بنَ عثمان، وعفّان، وسُليمانَ بنَ حرب، ويحيى بنَ بُكير، وصفوانَ بنَ صالح، وطبقتهم. وعنه: النَّسائي، ومحمدُ بنُ نصر المَرْوزي، وابنُ خُزيمة، ومحمدُ بنُ عقيل البَلْخي، وأبو العبَّاس المَحْبوبي، وحاجبُ بنُ أحمد الطُّوسي، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 1/ 321. * الجرح والتعديل: 2/ 53، تاريخ بغداد: 4/ 187، الإكمال لابن ماكولا: 4/ 433، المعجم المشتمل: ص 46، تهذيب الكمال: 1/ 323 - 326 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 609 - 611، تذهيب التهذيب: 1/ 12، تذكرة الحفاظ: 2/ 559، العبر: 2/ 37، الكاشف: 1/ 19، مرآة الجنان: 2/ 181، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 183، البداية والنهاية: 11/ 42، تهذيب التهذيب: 1/ 35، النجوم الزاهرة: 3/ 44، طبقات الحفاظ: ص 250، خلاصة تذهيب الكمال: ص 7، شذرات الذهب: 2/ 154، هدية العارفين: 1/ 50.

وروى البخاري (¬1) عن أحمد، عن محمد بن أبي بكر المقدَّمي ... فقيل: إنَّه هو (¬2). وقد صنّف تاريخًا لمرو. كان يقول بوجوبِ الأذان للجُمعة فقط، وبوجوب رَفْع اليدين في تكبيرة الإحرام (¬3). قال ابنُ أبي حاتم: رأيتُ أبي يُطنبُ في مدحِه. ويذكرُه بالعلم والفقه (¬4). عاش سبعين سنة، وتوفي في ربيع الآخر سنةَ ثمانٍ وستّين ومئتين. وكان بعضهم يشبِّهُهُ بابن المبارك في زمانه. وفيها توفي: المعمَّر أحمدُ بنُ شَيبان الرَّمْلي، والمسند أحمدُ بنُ يونس بن المسيّب الضَّبيُّ الأصبهاني، ومحدِّثُ بلخٍ عيسى بنُ أحمد العَسْقلاني، وفقيهُ مصر محمدُ بنُ عبد الله بن عبد الحكم- وقد مرَّ. رحمهم الله تعالى. ¬

_ (¬1) في "صحيحه" 13/ 347 في التوحيد: باب (وكان عرشه على الماء). (¬2) قاله الكلاباذي. وقال الحاكم: هو عدي أحمد بن النضر. واعتمد الحافظ ابن حجر قول الكلاباذي. (¬3) انظر "طبقات السبكي": 2/ 183. (¬4) الجرح والتعديل: 2/ 53.

551 - العجلي

551 - العِجْلي * الإمامُ الحافظُ القدوة، أبو الحسن، أحمدُ بنُ عبد الله بن صالح الكوفي، نزيلُ أطرابلس المغرب. سمع: والدَه، وحسينَ بنَ علي الجُعْفي، وشَبَابة، ومحمدَ بنَ يوسف الفِرْيابي، ويَعْلى بنَ عُبيد، وطبقتهم. حدَّث عنه ولدُه صالح بمصنَّفه في "الجرح والتعديل" وهو كتابٌ مفيدٌ يدل على سعة حِفْظه. وروى عنه أيضًا: سعيدُ بنُ عثمان، وعثمانُ بنُ حَدِيد الإلْبيري، وسعيدُ بنُ إسحاق، ومسند الأندلس محمدُ بنُ فُطَيس الغافقي. ذكره عباس الدُّوري فقال: كنّا نعدُّه مثلَ أحمدَ ويحيى بن مَعين (¬1). ومن كلامه -رحمه الله- قال: مَنْ قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافر، ومَنْ آمن برجعة عليٍّ فهو كافر. وقيل: إنَّه فرَّ إلى المغرب أيّام محنة القرآن، وسكنها للتفرُّد والتعبُّد (¬2). ¬

_ * مقدمة كتابه "تاريخ الثقات"، تاريخ بغداد: 4/ 214، سير أعلام النبلاء: 12/ 505 - 507، العبر: 2/ 21، تذكرة الحفاظ: 2/ 560، الوافي بالوفيات: 7/ 79، مرآة الجنان: 2/ 173، البداية والنهاية: 11/ 33، طبقات الحفاظ: ص 242، شذرات الذهب: 2/ 141، هدية العارفين: 1/ 49، الرسالة المستطرفة: ص 130، تاريخ التراث العربي: 1/ 222. (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 214. (¬2) تاريخ بغداد: 4/ 215.

552 - عيسى بن شاذان

مولدُه سنةَ اثنتين وثمانين ومئة. ومات بأطرابلس سنةَ إحدى وستين ومئتين. رحمه اللَّه تعالى. 552 - عيسى بنُ شاذان * (د) البصريُّ القطّان، أحد الحفاظ. حدَّث عن: عبد الله بن رجاء، وأبي عمر الحَوْضي، والطَّبقة. وعنه: أبو داود، وأبو عَرُوبة، وعلي بنُ عبد الله بن مبشِّر، وابنُ أبي داود، وغيرهم. قال أبو عبيد (¬1): سمعتُ أبا داودَ يقول: ما رأيتُ أحفظَ من النُّفيلي، قلتُ له: ولا عيسى بن شاذان: قال: ولا عيسى بن شاذان. بقي إلى بعد الأربعين ومئتين. رحمه الله تعالى. 553 - عمّار بنُ رَجاء * * الإمامُ الحافظ، أبو ياسر التَّغلبي الإسْتَراباذي، صاحب "المسند". ¬

_ * المعجم المشتمل: ص 210، تهذيب الكمال: ورقة 1082، سير أعلام النبلاء: 12/ 581 - 582، تذكرة الحفاظ: 2/ 561، تذهيب التهذيب: 3/ 128 / ب، الكاشف: 2/ 315، تهذيب التهذيب: 8/ 212، طبقات الحفاظ: ص 251، خلاصة تذهيب الكمال: ص 302. (¬1) يعني: الآجري. والخبر أورده المزي في "تهذيب الكمال" ورقة 739 ضمن ترجمة النفيلي، والورقة 1082 ضمن ترجمة عيسى بن شاذان. والنفيلي: هو الحافظ أبو جعفر عبد الله بن محمد ... تقدمت ترجمته برقم (421). * * الجرح والتعديل: 6/ 395، تاريخ جرجان: ص 534، طبقات الحنابلة: 1/ 247، المنتظم: 5/ 61، سير أعلام النبلاء: 13/ 35، تذكرة الحفاظ: 2/ 561، هدية العارفين: 1/ 779، الرسالة المستطرفة: ص 64.

554 - أحمد بن منصور

سمع: يزيدَ بنَ هارون، ومحمدَ بنَ بِشر العَبْدي، والحسينَ الجُعْفي، وزيدَ بن الحُباب، ويحيى بن آدم، والخُريبي، وطبقتهم. صنَّف، وجمع، وطال عمره. روى عنه: أبو نعيم بنُ عدي، وأحمدُ بنُ محمد بن مطرِّف خاتمةُ أصحابه، ومحمدُ بنُ الحسين الأديب، وبُنْدارُ بنُ إبراهيم القاضي، وجعفرُ بنُ شهزيل، وخلق. قال أبو سعد الإدريسي: كان فاضلًا، ديِّنًا، كثيرَ العبادة والزهد. وقبرُه يُزار (¬1). مات سنة سبعٍ وستّين ومئتين بجُرجان. رحمه الله تعالى. 554 - أحمدُ بنُ مَنْصور * (ق) ابن سيَّار بن مُعارك (¬2) البغدادي الرَّمَادي، الحافظُ الحجَّة، أبو بكر. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 35. * الجرح والتعديل: 2/ 78، تاريخ بغداد: 5/ 151، أنساب السمعاني: 6/ 158، المعجم المشتمل: ص 60، معجم البلدان: 3/ 66، الباب: 2/ 36، تهذيب الكمال: 2/ 492 - 295 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 389 - 391، تذهيب التهذيب: 1/ 27 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 564، ميزان الاعتدال: 1/ 158، العبر: 2/ 30، الكاشف: 1/ 28، الوافي بالوفيات: 8/ 192، البداية والنهاية: 11/ 38، تهذيب التهذيب: 1/ 83، طبقات الحفاظ: ص 251، خلاصة تذهيب الكمال: ص 13، شذرات الذهب: 2/ 149، هدية العارفين: 1/ 50، الرسالة المستطرفة: ص 64. (¬2) تصحف في المطبوع من "تهذيب الكمال" إلى: مبارك.

سمع: يزيدَ بنَ هارون، وأبا داود، وزيدَ بنَ الحُباب، وأبا النَّضر، وعبد الرزّاق، وطبقتهم. صنّف "المسند". روى عنه: ابنُ ماجة، وإسماعيلُ القاضي، والمَحاملي، وابنُ أبي حاتم، وأبو عَوَانة، وإسماعيلُ الصفّار، وآخرون. وثَّقه أبو حاتم (¬1). وقال ابن أُورمة الأصبهاني: لو أنَّ رجلًا قال: حدَّثنا أبو بكر بنُ أبي شيبة، وقال الآخر: حدَّثنا الرَّمادي، لكانا سواء (¬2). عاش الرَّمادي ثلاثًا وثمانين سنة، ومات في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومئتين. وفيها مات: مسند بغداد سعدانُ بنُ نصر المخرِّمي، ومسند المَوْصل عليُّ بنُ حرب الطّائي، والمحدِّث عبدُ اللهِ بنُ أيوب المخمِّري، وشيخُ الصُّوفية أبو حفص النَّيسابوري، وفقيهُ المغرب محمدُ بنُ سحنون المالكي. رحمهم الله تعالى. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 78. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 153.

555 - أحمد بن يوسف بن خالد

555 - أحمدُ بنُ يوسُف بن خالد * (م، د، س، ق) الإمامُ الحافظ، محدِّث نَيسابور، أبو الحسن السُّلمي النَّيسابوري، حمدان. سمع: حفصَ بنَ عبد اللَّه، وأبا النَّضر، ومحمدَ بنَ عُبيد الطَّنافسي، وعبد الرزاق، وغيرهم. وعنه: مسلم، وأبو داود، والنّسائي، وابنُ ماجة، وابنُ خُزيمة، وأبو حامد بنُ الشَّرقي، وأبو حامد بنُ بلال، ومحمدُ بنُ الحسين القطّان، وخلق. وكان يقول: كتبتُ عن عُبيد الله بن موسى ثلاثين ألف حديث (¬1). وهو ثقة، متَّفَقٌ على عدالته. عاش اثنتين وثمانين سنةً، وتوفي سنة أربعٍ وستّين ومئتين. رحمه الله تعالى. ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 81، الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 15، أنساب السمعاني: 7/ 112، المعجم المشتمل: ص 63، تهذيب الكمال: 1/ 522 - 525 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 384 - 388، العبر: 2/ 28، تذهيب التهذيب: 1/ 30 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 565، الكاشف: 1/ 30، تهذيب التهذيب: 1/ 91، خلاصة تذهيب الكمال: ص 14، شذرات الذهب: 2/ 147، تهذيب ابن عساكر: 2/ 122. (¬1) تهذيب الكمال: 1/ 525.

556 - الوزدولي

556 - الوَزْدُولي * الحافظُ الصَّدوق، أبو يعقوب، إسحاقُ بنُ إبراهيم بن موسى، الجُرجاني العصَّار، صاحب "المسند". رحل، وسمع من: عُبيد اللهِ بن موسى، ومسلم بن إبراهيم، وآدمَ بن أبي إياس، وجماعة. وعنه: عبدُ الرحمنِ بنُ عبد المؤمن، وإبراهيمُ بنُ موسى الجُرجانيّان، ومحمدُ بنُ جعفر البصري، وآخرون. وكان ثقةً. توفي سنةَ تسعٍ وخمسين (¬1) ومئتين. 557 - الفضلُ بنُ يَعْقوب * * (خ، ق) الرُّخامي البغدادي، الحافظُ الثَّبت، أبو العبّاس. سمع: حجّاج بن محمد، ومحمدَ بنَ يوسف الفِرْيابي، وإدريس بنَ يحيى، وأسدَ السُّنَّة، وزيدَ بنَ يحيى الدِّمشقي، ويحيى بنَ السَّكن، وطبقتهم. ¬

_ * تاريخ جرجان: ص 162، أنساب السمعاني: 12/ 259، سير أعلام النبلاء: 12/ 507 - 508، تذكرة الحفاظ: 2/ 462، طبقات الحفاظ: ص 243، شذرات الذهب: 2/ 140، هدية العارفين: 1/ 198. (¬1) في "التذكرة": خمس وتسعين، خطأ. * * الجرح والتعديل: 7/ 70، تاريخ بغداد: 12/ 366، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 413، أنساب السمعاني: 6/ 95، المعجم المشتمل: ص 214، تهذيب الكمال: ورقة 1104، تذكرة الحفاظ: 2/ 562، الكاشف: 2/ 330، تهذيب التهذيب: 8/ 288، طبقات الحفاظ: ص 251، خلاصة تذهيب الكمال: ص 309، شذرات الذهب: 2/ 139.

558 - البحراني

وعنه: البخاري، وابنُ ماجة، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، وابنُ خُزيمة، وابنُ مَخْلد، وخلق. قال الدّارقطني: ثقةٌ حافظ (¬1). وقال ابنُ أبي حاتم: كتبتُ عنه، وكان ثقة (¬2). مات سنةَ ثمانٍ وخمسين ومئتين. رحمه الله تعالى. 558 - البَحْراني * (ع) الحافظُ الثِّقة، أبو عبد الله، محمدُ بنُ مَعْمر بن ربعي، القَيسيُّ البصري. حدَّث عن: أبي أُسامة، وحَرميِّ بن عمارة، ورَوْح بن عُبادة، وطبقتهم. وعنه: الستة، وابنُ أبي عاصم، وابن أبي داود، وابنُ خُزيمة، وخلق. توفي سنةَ ستٍّ وخمسين ومئتين. وقد عاش بعدّه عامَين البَحْرانيُّ الكبير الذي مرَّ (¬3)، واسمُه: العبّاس. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 366. (¬2) الجرح والتعديل: 7/ 70. * الجرح والتعديل: 8/ 105، الإكمال لابن ماكولا: 1/ 422، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 452، أنساب السمعاني: 2/ 92، المعجم المشتمل: ص 272، اللباب: 1/ 123، تهذيب الكمال: ورقة 1274، تذكرة الحفاظ: 2/ 563، الكاشف: 3/ 87، تهذيب التهذيب: 9/ 466، طبقات الحفاظ: ص 219، خلاصة تذهيب الكمال: ص 360. (¬3) برقم (487) واسمه: العباس بن يزيد بن أبي حبيب.

559 - حاشد بن إسماعيل

559 - حاشِدُ بنُ إسْماعيل * ابن عيسى، البُخاريُّ الغزّال، الحافظ، محدثُ الشّاش، أحدُ أئمَّة الأثر. سمع: عُبيدَ اللَّهِ بنَ موسى، ومكيَّ بنَ إبراهيم، وطبقتهما. وله رحلةٌ واسعة. حدّث عنه: محمدُ بنُ يوسف الفِرَبْري، وبكر بنُ مُنير، ومحمدُ بنُ إسحاق السَّمرقندي، وأحمدُ بنُ محمد بن آدم الشّاشي، وآخرون. ولم يَلْحَقْهُ الهيثمُ بنُ كليب. مات سنةَ إحدى وستّين ومئتين، وقيل: سنةَ اثنتين وستّين. قال غُنجار في "تاريخ بخارى": حدَّثنا سهلُ بنُ عثمان السُّلمي، سمعتُ عليَّ بنَ محمد بن منصور، سمعتُ أبا حامد أحمدَ بنَ عيسى المَحْلوق، سمعتُ العبّاسَ بنَ سورة، سمعت أبا جعفر المُسْنَدي يقول: حفَّاظُنا ثلاثةٌ: محمدُ بنُ إسماعيل، وحاشدُ بنُ إسماعيل، ويحيى بنُ سُهيل. ابن سُهيل رحلَ، وسمعَ من أبي عاصم النَّبيل، ولم يشْتَهر (¬1) رحمه الله تعالى. ¬

_ * تذكرة الحفاظ: 2/ 564: العبر: 2/ 22، طبقات الحفاظ: ص 243، شذرات الذهب: 2/ 142. (¬1) قاله الذهبي في "التذكرة" وأضاف: ولا وقعت بترجمته كما ينبغي.

560 - سمويه

560 - سَمّويه * الحافظُ المتقنُ الطَّواف، أبو بِشْر، إسماعيلُ بنُ عبد اللَّه بن مسعود، العَبْديُّ الأصْبهاني. سمع: الحسينَ بنَ حفص، وبكرَ بنَ بكَّار، وأبا نُعيم، وأبا مُسْهر الغسّاني، وسعيدَ بنَ أبي مريم، وعليَّ بنَ عيّاش، وطبقتهم. روى عنه: محمدُ بنُ أحمد بن يزيد، وأبو بكر بنُ أبي داود، وعبدُ الله بنُ جعفر بن أحمد بن فارس، وآخرون. قال أبو الشيخ: كان حافظًا، متقنًا، يذاكرُ بالحديث (¬1). وقال أبو نُعيم الحافظ: كان من الحفّاظ والفقهاء (¬2). وقال ابن أبي حاتم: ثقةٌ صدوق (¬3). توفي سنةَ سبعٍ وستّين ومئتين. وفيها مات: إسحاقُ بنُ إبراهيم شاذان الفارسي، ومسنِدُ مصر بحرُ بن نَصْر الخولاني، والمسنِدُ عبّاسُ بنُ عبد اللَّه الترْقُفي، والمسنِدُ محمدُ بن عُزَيز الأيلي، ويونسُ بنُ حَبيب الأصْبهاني صاحبُ أبي داود الطيالسي. ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 182، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 210، أنساب السمعاني: 7/ 151، تاريخ ابن عساكر: خ: 2/ 424، اللباب: 2/ 142، تذكرة الحفاظ: 2/ 566، سير أعلام النبلاء: 13/ 10 - 12، العبر: 2/ 35، طبقات الحفاظ: ص 243، شذرات الذهب: 2/ 152، هدية العارفين: 1/ 207، الرسالة المستطرفة: ص 95، تهذيب ابن عساكر: 3/ 27، تاريخ التراث العربي: 1/ 226. (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 11. (¬2) ذكر أخبار أصبهان: 1/ 210. (¬3) الجرح والتعديل: 2/ 182.

561 - أبو حاتم الرازي

561 - أبو حاتم الرّازي * (د، س) الإمامُ الحافظُ الكبير، محمدُ بنُ إدريس بن المُنذر الحَنْظَلي (¬1)، أحد الأعلام. ولد سنةَ خمس وتسعين ومئة، وقال: كتبتُ الحديثَ سنةَ تسعٍ ومئتين. ورحلَ فسمع: عُبيدَ اللهِ بنَ موسى، ومحمدَ بنَ عبد الله الأنصاري، والأصْمعي، وأبا نُعيم، وهَوْذَة بنَ خَليفة، وعفّان، وأبا مُسْهر، وخلقًا. وبقيَ في الرِّحلة زمانًا، فقال: أول ما رحلتُ أقمتُ سبعَ سنين، ومشيتُ على قدمي زيادةً على ألف فرسخٍ ثم تركتُ العدد، وخرجتُ من البحرين إلى مصر ماشيًا، ثم إلى الرَّملة ماشيًا، ثم إلى طَرَسوس ولي ¬

_ * الجرح والتعديل: 1/ 349 - 375 و 7/ 204، تاريخ بغداد: 2/ 73، طبقات الحنابلة: 1/ 284، أنساب السمعاني: 4/ 251، تاريخ ابن عساكر: خ: 15/ 24 / ب، المعجم المشتمل: ص 224، المنتظم: 5/ 107، اللباب: 1/ 396، تهذيب الكمال: ورقة 1165، سير أعلام النبلاء: 13/ 247 - 263، تذهيب التهذيب: 3/ 182، تذكرة الحفاظ: 2/ 567، العبر: 2/ 58، الكاشف: 3/ 16، الوافي بالوفيات: 2/ 183، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 307، البداية والنهاية: 11/ 59، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 97 وفيه وفاته سنة 275، الفلاكة والمفلوكون: ص 109، تهذيب التهذيب: 9/ 31، النجوم الزاهرة: 3/ 77، طبقات الحفاظ: ص 255، خلاصة تذهيب الكمال: ص 326، شذرات الذهب: 2/ 171، هدية العارفين: 2/ 19، الرسالة المستطرفة: ص 139، تاريخ التراث العربي: 1/ 240. (¬1) نسبة إلى "درب حنظلة" وهو درب مشهور بالري.

عشرون سنة (¬1). قال: وكتبتُ عن النفيلي أربعةَ عشرَ ألفًا. وسمع منِّي محمدُ بنُ مصفَّى أحاديث. حدث عنه: يونس بنُ عبد الأعلى، ومحمدُ بنُ عوف الطّائي، وأبو داود، والنسائي، وأبو عَوَانة الإسفَراييني، وأبو الحسن علي بنُ إبراهيم القطّان، وأبو عَمرو أحمد بنُ محمد (¬2) بن حكيم، وعبدُ الرحمن بنُ حمدان الجلاب، وعبدُ المؤمنِ بن خلف النسفي، وخلق. قال موسى بنُ إسحاقَ الأنصاري القاضي: ما رأيتُ أحفظَ من أبي حاتم (¬3). وقال أحمدُ بنُ سَلمة الحافظ: ما رأيتُ بعدَ محمد بن يحيى أحفظَ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم (¬4). وقال النسائي (¬5) والدارقطني: ثقة. وقال ابنُ أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: قلتُ على باب أبي الوليد (¬6) الطيالسي: من أغربَ علي حديثًا صحيحًا فله درهم، وكان ثم خلق: أبو زُرعة فمن دونَه، وإنما كان مُرادي أن يُلقى عليَّ ¬

_ (¬1) انظر "الجرح والتعديل" 1/ 359 - 360. (¬2) في "السير": محمد بن أحمد، خطأ. (¬3) الجرح والتعديل: 7/ 204. (¬4) تاريخ بغداد: 2/ 75. (¬5) تاريخ بغداد: 2/ 77. (¬6) في الأصل: أبي داود، خطأ. والمثبت في "الجرح والتعديل" و"تاريخ بغداد" و"التذكرة".

562 - ابن البرقي

ما لم أسمع به لأذهبَ إلى راويه وأسمعه، فلم يتهيأ لأحدٍ أن يُغرب علي (¬1). وسمعتُ أبي يقول: قدم محمدُ بنُ يحيى الري، فألقيتُ عليه ثلاثةَ عشرَ حديثًا من حديث الزهري، فلم يعرف منها إلا ثلاثةَ أحاديث (¬2). وقد كاد أبو حاتم -رحمه الله- يَهلك في رحلته في طلب الحديث من الجوع (¬3). وتوفي في شعبان سنةَ سبع وسبعين ومئتين، وله اثنتان وثمانون سنة. وفيها مات: مسندُ بغداد محمدُ بنُ الجهم السِّمَّري، ومحدث الكوفة محمدُ بنُ الحسين بن أبي الحُنَين الكوفي صاحب "المسند". رحمهم الله تعالى. 562 - ابنُ البَرقي * (د، س) الحافظُ العالم، أبو عبد اللَّه، محمد بنُ عبد اللَّه بن عبد الرحيم بن ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 1/ 355. (¬2) الجرح والتعديل: 1/ 358. (¬3) انظر "الجرح والتعديل" 1/ 363 - 366 فقد أفرد ابنه عبد الرحمن بابًا خاصًّا بما لقي والده من المقاماة في طلب العلم من الشدة. * الجرح والتعديل: 7/ 301، المعجم المشتمل: ص 249، تهذيب الكمال: ورقة 1220، سير أعلام النبلاء: 13/ 46 - 47، تذهيب التهذيب: 3/ 219، تذكرة الحفاظ: 2/ 569، الكاشف: 3/ 55، تهذيب التهذيب: 9/ 263، حسن المحاضرة: 1/ 348، طبقات الحفاظ: ص 255، خلاصة تذهيب الكمال: ص 345، شذرات الذهب 2/ 120، هدية العارفين: 2/ 15، الرسالة المستطرفة: ص 144.

563 - أحمد بن عبد الله

سَعيد سَعْيَة (¬1) الزهريُّ مولاهم المصري. سمع: عَمرو بنَ أبي سَلَمة التِّنيسي، وأسدَ بنَ موسى، وعبدَ الملكِ بنَ هشام، ومحمدَ بنَ يوسف الفِريابي، وأبا عبد الرحمن المُقرئ، وطبقتهم. وأخذ هذا الشَّأنَ عن يحيى بن مَعين وغيره. وعنه: أبو داود، والنسائي، ومحمدُ بنُ المُعافى، وعمرُ بنُ بُجير، وغيرهم. قال النسائي: لا بأس به (¬2). وقال ابن يونس: ثقة، حدَّث بالمغازي. وقال: إِنما عُرف بالبَرقي لأنهم كانوا يتَّجرون إلى بَرْقَة (¬3). مات سنةَ تسع وأربعين ومئتين. أخوه: 563 - أحمدُ بنُ عبد اللَّه * الحافظ، أبو بكر بنُ البَرقي. ¬

_ (¬1) في الأصل وضعت كلمة (سعية) مفبوطة بالشكل فوق كلمة (سعيد) ولم ترد في "تذكرة الذهبي"، لكن ذكره في "المشتبه" 2/ 396 وكنيته فيه: أبو بكر. وانظر أيضًا "تبصير المنتبه" 2/ 783، و"الإكمال"5/ 67. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1220. (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1220 - 1221. * الجرح والتعديل: 2/ 61، الإكمال لابن ماكولا: 5/ 67، أنساب السمعاني: 2/ 160، المنتظم: 5/ 71، سير أعلام النبلاء: 13/ 47 - 48، تذكرة الحفاظ: 2/ 570، الوافي بالوفياب: 7/ 80، تبصير المنتبه: 2/ 783، طبقات الحفاظ: ص 253، شذرات الذهب: 2/ 158، هدية العارفين: 1/ 50، الرسالة المستطرفة: ص 127.

564 - أحمد بن محمد بن هانيء

سمع من: عَمرو بن سَلمة، وطبقته كأخيه. وله مصنف في معرفة الصحابة، رواه عنه أحمدُ بنُ علي المدائني. وكان من الحفاظ المتقنين. رفَسَتهُ دابةٌ في رمضان سنةَ سبعين ومئتين فتَلِف. رحمه الله. وقد وهمَ الطبراني وروى عنه كثيرًا، وإنما غلط فسمعَ السيرة من أخيه عبد الرحيم (¬1) بن عبد اللَّه البَرقي، واعتقد أن اسمَه أحمد. 564 - أحمدُ بنُ محمد بن هانيء * (س) (¬2) أبو بكر الأثرم، الحافظُ العلامة، صاحبُ الإمام أحمد. ¬

_ (¬1) مترجم في "السير": 13/ 48 - 49. * الجرح والتعديل: 2/ 72، فهرست النديم: ص 285، تاريخ بغداد: 5/ 110، طبقات الحنابلة: 1/ 66، تهذيب الكمال: 1/ 476 - 480 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 12/ 623 - 628، العبر: 2/ 22، تذهيب التهذيب: 1/ 26، تذكرة الحفاظ: 2/ 570، الكاشف: 1/ 27، البداية والنهاية: 11/ 108 حوادث سنة 296؟ ! تهذيب التهذيب: 1/ 78، طبقات الحفاظ: ص 256، خلاصة تذهيب الكمال: ص 12، شذرات الذهب: 2/ 141، هدية العارفين: 1/ 50، الرسالة المستطرفة: ص 35، تاريخ التراث العربي: 2/ 208. (¬2) ليس هذا الرمز في "الذكرة" مع أن الذهبي نص فيها على أن النسائي روى عن صاحب هذه الترجمة في سننه. وكذا لم يذكر الحافظ ابن عساكر ترجمة الأثرم في "المعجم المشتمل" رغم أنه من رجال التهذيب. قال الدكتور بشار عواد عند ترجمة الأثرم في "التهذيب" 1/ 476 ما نصه: "أضاف المزي هذه الرجمة بعد الانتهاء من تبييض كتابه، لذلك وضعها بورقة مطوية بالنسخة، وكان تاريخ إلحاقها في العاشر من جمادى الأولى سنة 713 كما نص، وقد نقلها ابن المهندس إلى نسخنه وألحقها إلحاقًا أيضًا لأنه كان قد نسخ هذا المجلد منذ سنة 706 بعد أن قرأها عليه في اليوم الرابع عشر من الشهر المذكور".

سمع: أبا نُعيم، وهَوْذة بنَ خَليفة، وأحمدَ بنَ إسحاق الحَضْرمي، وعبدَ اللهِ بنَ بكر السَّهمي، وعبدَ اللَّهِ بنَ صالح المصري، وعفّان، وأبا الوليد، والقَعْنَبي، ومُسَددًا، وطبقتهم. وعنه: النَّسائي، وموسى بنُ هارون، وابنُ صاعد، وعلي بن أبي طاهر القَزويني، وعمرُ بنُ محمد بن عيسى الجَوهري، وأحمدُ بنُ محمد بن ساكن (¬1)، وغيرهم. وله كتابٌ في العلل، وكتابٌ في السنن، وكان من أفراد الحفّاظ. قال أبو بكر الخلال: كان جليلَ القدر، حافظًا. لما قدمَ عاصمُ بنُ عليٍّ بغدادَ طلبَ مَن يخرِّج له فوائد، فلم يجد مثلَ أبي بكر، فلم يقع منه بموقعٍ لحداثة سنِّه، فأخذ يقول: هذا خطأ، وهذا وهم، فسر به عاصم. وكان للأثرم تيقُّظٌ عجيب، حتى قال يحيى بنُ مَعين وغيرُه: كان أحدَ أبويه جني ... إلى أن قال (¬2): أخبرني أبو بكر بنُ صَدَقة، سمعتُ إبراهيم الأصبهاني يقول: الأثرمُ أحفظُ من أبي زرعة الرّازي وأتقن (¬3). وقال محمدُ بنُ إشكاب: سمعتُ يحيى بنَ أيّوب المَقَابري يقول: أحدُ أبوي الأثرم جني (¬4). مات بعدَ الستين ومئتين. رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) هو أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني. ولد تحرفت لفظة (ساكن) في المطبوع من "التذكرة" و "السير" إلى: (شاكر) مع أن الذهبي ترجم له في "المشتبه" 1/ 344. وانظر أيضًا "تهذيب الكمال" 1/ 477. (¬2) يعني: الخلال. (¬3) انظر "تاريخ بغداد" 5/ 110 - 111، و "طبقات الحنابلة" 1/ 72 - 73. (¬4) تاريخ بغداد: 5/ 110.

565 - الحسن بن سليمان

565 - الحسن بنُ سُليمان * أبو علي البصري، نزيلُ مصر، الحافظ الثقة، المعروف بقُبَّيْطَة. سمع: أبا نُعيم، وأبا غسّان النَّهْدي، وعبدَ اللَّهِ بنَ يوسف التِّنِّيسي، وطبقتَهم. حدث عنه: ابنُ خُزيمة، وأبو بكر بنُ زياد النيسابوري، وجماعة. وصفَهُ ابنُ يونس بالحفظ، وقال: ماتَ بمصر سنةَ إحدى وستّين ومئتين. 566 - داودُ بن علي * * الحافظُ المجتهد، أبو سُليمان الأصبهاني البغدادي، فقيه أهل الظاهر. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 12/ 508، تذكرة الحفاظ: 2/ 572، لسان الميزان: 2/ 212، حسن المحاضرة: 1/ 348، طبقات الحفاظ: ص 253، شذرات الذهب: 2/ 142. * * فهرست النديم: ص 271، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 312، تاريخ بغداد: 8/ 369، طبقات الشيرازي: ص 92، أنساب السمعاني: 8/ 296، المنتظم: 5/ 75، اللباب: 2/ 297، وفيات الأعيان: 2/ 255، سير أعلام النبلاء: 13/ 97 - 108، ميزان الاعتدال: 2/ 14، العبر: 2/ 45، تذكرة الحفاظ: 2/ 572، مرآة الجنان: 2/ 184، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 284، البداية والنهاية: 11/ 47، لسان الميزان: 2/ 422، النجوم الزاهرة: 3/ 47، طبقات الحفاظ: ص 253، طبقات المفسرين: 1/ 166، شذرات الذهب: 2/ 158، هدية العارفين: 1/ 359، طبقات الأصوليين: 1/ 159، تاريخ التراث العربي: 2/ 228.

ولد سنةَ مئتين (¬1). وسمع: عَمرو بنَ مرزوق، والقَعنَبي، وسُليمانَ بنَ حرب، ومسدَّدًا، ومحمدَ بنَ كَثير العَبدي. وتفقَّهَ بإسحاقَ بنِ راهويه. وصنَّف التَّصانيف، وكان بصيرًا بالحديث صحيحِه وسقيمِه. قال الخطيب: كان إمامًا، وَرِعًا، ناسِكًا، زاهدًا، وفي كتبه حديث كثير، لكن الرواية عنه عزيزة جدًّا (¬2). حدث عنه: ابنُه محمد، وزكريّا بنُ يحيى السّاجي، ويوسفُ بنُ يعقوب الدّاودي، وعبّاس بنُ أحمد المذكِّر. قال أبو إسحاق في "طبقات الفقهاء" (¬3): ولد سنة اثنتين ومئتين، وأخذ العلم عن إسحاق، وأبي ثور، وكان زاهدًا متقللًا. وقال ثعلب: كان عقلُ داود أكثرَ من عِلمه (¬4). قال أبو إسحاق: كان في مجلسه أربع مئة صاحب طَيلَسان (¬5). وقال أبو عَمرو أحمدُ بنُ المبارك المُسْتملي: رأيتُ داودَ بن علي يرد على إسحاق بن راهويه، وما رأيتُ أحدًا قبلَه ولا بعدَه يردُّ عليه هَيبةً له (¬6). ¬

_ (¬1) في "ذكر أخبار أصبهان": مولده سنة إحدى ومئتين. وانظر: "الأنساب" 8/ 297 حاشية رقم (3). (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 369 - 370. (¬3) ص 92. (¬4) تاريخ بغداد: 8/ 371. (¬5) طبقات الشيرازي: ص 92. (¬6) تاريخ بغداد: 8/ 370.

567 - محمد بن إسحاق

قال ابنُ كامل: مات في رمضان سنةَ سبعين ومئتين (¬1). وفيها توفي: بكار بنُ قُتيبة البصري قاضي مصر ومحدِّثُها، ومحدثُ الكوفة الحسنُ بنُ علي بن عفّان العامِري، ومحدثُ أصبهان أَسيدُ بنُ عاصم الثقفي، وشيخُ مصر الربيع بنُ سُليمان المُرادي. رحمهم الله تعالى. 567 - محمدُ بنُ إسحاق * (م، 4) أبو بكر الصاغاني، الحافظُ الثبت، محدثُ بغداد. سمع: يزيدَ بنَ هارون، ورَوحَ بنَ عُبادة، ويَعلى بنَ عُبيد، وأبا مُسهِر، وسعيدَ بنَ أبي مريم، وطبقتهم. وعنه: الجماعة سوى البخاري، وابن خُزيمة، وأبو عَوَانة، وإسماعيلُ الصفّار، وأبو العبّاس الأصمّ، وشجاعُ بنُ جعفر، وخلق. قال ابنُ أبي حاتم: هو ثبت صدوق (¬2). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 374. * الجرح والتعديل: 7/ 195، تاريخ بغداد: 1/ 240، الجمع بين رجال الصححين: 2/ 468، أنساب السمعاني: (الصغاني) 8/ 68، المعجم المشتمل: ص 225، المنتظم: 5/ 78، معجم البلدان: 3/ 409، اللباب: 2/ 243، تهذيب الكمال: ورقة 1166، سير أعلام النبلاء: 12/ 592 - 594، تذكرة الحفاظ: 2/ 573، تذهيب التهذيب: 3/ 183، العبر: 2/ 46، الكاشف: 3/ 17، الوافي بالوفيات: 2/ 195، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 99، تهذيب التهذيب: 9/ 35، طبقات الحفاظ: ص 256، خلاصة تذهيب الكمال: ص 326، شذرات الذهب: 2/ 160. (¬2) الجرح والتعديل: 7/ 196.

568 - محمد بن إشكاب

وقال ابنُ خِراش: ثقة مأمون (¬1). وقال الدارقطني: ثقة وفوق الثِّقة (¬2). وعن أبي مُزاحم الخاقاني: كان أبو بكرٍ الصاغاني يُشَبهُ بيحيى بنِ مَعين في وقته (¬3). وقال الخطيب: كان أحدَ الأثبات المتقنين، مع صلابة في الدين، واستشهارٍ بالسنة، واتساعٍ في الرواية (¬4). قال ابنُ كامل: ماتَ في صفر سنةَ سبعين ومئتين (¬5). 568 - محمدُ بنُ إشكاب * (خ، د، س) الإِمامُ الحافظ، أبو جعفر البغدادي، أخو الإمام المحدث علي (¬6) بن الحسين بن إبراهيم بن الحرِّ بن زعلان، وكان محمدُ أصغرَهما. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 1/ 241. (¬2) تاريخ بغداد: 1/ 240. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) تاريخ بغداد: 1/ 241. * الجرح والتعديل: 7/ 229، تاريخ بغداد: 2/ 223، الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 458، المعجم المشتمل: ص 235، تهذيب الكمال: ورقة 1188، سير أعلام النبلاء: 12/ 352، تذهيب التهذيب: 3/ 198، تذكرة الحفاظ: 2/ 574، الكاشف: 3/ 30، تهذيب التهذيب: 9/ 121، طبقات الحفاظ: ص 257، خلاصة تذهيب الكمال: ص 333، شذرات الذهب: 6/ 142. (¬6) مترجم في "السير": 12/ 352 - 353.

569 - ابن وارة

سمع أبا النضر، وعبدَ الصّمدِ بنَ عبد الوارث، وإسماعيلَ بنَ عمر، وطبقتَهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، والنَّسائي، وابن صاعد، والمَحَاملي، ومحمدُ بنُ مَخلد، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق (¬1). قيل: مات يومَ عاشوراء سنةَ إحدى وستّين ومئتين، وله ثمانون سنة. 569 - ابن وَارَة * (س) الحافظُ الكبير الثَّبت، أبو عبد الله، محمدُ بنُ مسلم بن عثمان بن وَارَة الرازي. حدّث عن: أبي عاصم، والفِريابي، وأبي نُعيم، وأبي المُغيرة، وعبد القدوس، والطبقة. وعنه: النسائي، والبخاري خارج "الصحيح" ومحمدُ بنُ المسيَّب الأرغياني، وأبو عوَانة، وأبو بكر بنُ مجاهد، وابنُ أبي حاتم، وخلق. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 7/ 230. * الجرح والتعديل: 8/ 79، تاريخ بغداد: 3/ 256، طبقات الحنابلة: 1/ 324، أنساب السمعاني: (الواري) 12/ 199، تاريخ ابن عساكر: 15/ 516، المعجم المشتمل: ص 271، المنتظم: 5/ 55، اللباب: 3/ 346، تهذيب الكمال: ورقة 1270، سير أعلام النبلاء: 13/ 28 - 32، العبر: 2/ 46، الكاشف: 3/ 85، تذكرة الحفاظ: 2/ 575، الوافي بالوفيات: 5/ 27، تهذيب التهذيب: 9/ 451، طبقات الحفاظ: ص 257، خلاصة تذهيب الكمال: ص 359، شذرات الذهب: 2/ 160، هدية العارفين: 2/ 18.

قال ابنُ أبي حاتم: هو ثقة صدوق، وجدتُ أبا زُرعة يُجِلُّه ويكرِمُه (¬1). وقال فضلك الرّازي: سمعتُ أبا بكر بنَ أبي شَيبة يقول: أحفظُ مَنْ رأيتُ ابنُ الفرات، وابنُ وارة، وأبو زرعة (¬2). وقال النَّسائي: ثقة، صاحبُ حديث (¬3). وقال الطحاوي: ثلاثةً بالريِّ لم يكن في الأرض مثلُهم في وقتهم: أبو حاتم، وأبو زُرعة، وابنُ وارة (¬4). وقال ابنُ خِراش: كان ابنُ وارة من أهل هذا الشَّأن المتقنين الأمناء، كنت عندَه ليلةً، فذكر أبا إسحاق السبيعي وشيوخه، فذكر منهم في طَلقٍ واحد مئتين وسبعين رجلًا (¬5). قال عثمان بن خُرَّزاذ: سمعتُ الشاذكوني يقول: جاءني محمدُ بنُ مسلم، فأخذ يتقعَّر في كلامه، فقلت: من أيِّ بلدٍ أنت؟ قال: من أهل الرَّي، ألم يأتِكَ خبري؟ ألم تسمع بنبئي؟ أنا ذو الرّحلتَين، قال: فقلتُ: من روى عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم: "إنَّ مِنَ الشِّعرِ حِكمةً" قال: حدثنا بعضُ أصحابنا، قلت: مَن؟ قال أبو نُعيم وقبِيصة، فقلت: ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 80. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1271. (¬3) تاريخ بغداد: 3/ 259. (¬4) تاريخ بغداد: 3/ 259. (¬5) تاريخ بغداد: 3/ 258.

570 - يعقوب بن شيبة

يا غلام! ائتِني بالدِّرَّة، فضربتُه خمسين، فقلتُ: أنتَ تخرج من عندي ما آمنُ أن تقول: حدثني بعضُ غلماننا (¬1). وقال زكريا السّاجي: جاء ابنُ وارة إلى أبي كريب -وكان في ابن وارة بَأو (¬2) - فقال: ألم يبلغْكَ خبري؟ ألم يأتِكَ نبئي؟ أنا ذو الرحلتين، أنا ابنُ وارة، فقال: وارَة، وما وارة، وما أدراكَ ما وارَة، قم، فواللهِ لا حدثتُك، ولا حدَّثتُ قومًا أنتَ فيهم (¬3). قال ابنُ عُقدة: دقَّ ابنُ وارة على أبي كُريب، فقال: مَن؟ قال: ابنُ وارة، أبو الحديث وأُمه (¬4). مات في رمضان سنةَ سبعين ومئتين. 570 - يعقوبُ بن شَيبَة * ابن الصّلت بن عُصفور، الحافظُ العلّامة، أبو يوسف السدُوسي ¬

_ (¬1) الخبر في "تاريخ بغداد" 3/ 258 - 259. وحديث "إن من الشعر حكمة" خرجه البخاري: 10/ 445 - 446 في الأدب: باب ما يجوز من الشعر والرجز، وأبو داود (5010) في الأدب: باب ما جاء في الشعر، كلاهما من حديث أبي بن كعب. وأخرجه الترمذي (2844) في الأدب من حديث عبد الله بن مسعود. وانظر تعليقنا على "أنساب السمعاني": 12/ 200. (¬2) البأو: شيء من العجيب والتيه. (¬3) تاريخ بغداد: 3/ 259. (¬4) سير أعلام النبلاء: 13/ 31. * تاريخ بغداد: 14/ 281، طبقات الحنابلة: 1/ 416، المنتظم: 5/ 43، سير أعلام النبلاء: 12/ 476 - 479، العبر: 2/ 25، تذكرة الحفاظ: 2/ 577، البداية والنهاية: 11/ 35، الديباج المذهب: 2/ 363، النجوم الزاهرة: 3/ 37، طبقات الحفاظ: ص 254، شذرات الذهب: 2/ 146، هدية العارفين: 2/ 357، الرسالة المستطرفة: ص 69، تاريخ التراث العربي: 1/ 223.

البصري، نزيل بغداد، صاحبُ "المسند" الذي ما صنف مثلُه، لكنه لم يُتممه. سمع: علي بنَ عاصم، ويزيد بنَ هارون، ورَوع بنَ عُبادة، وأبا بدر السكُوني، وأبا النضر، فمن بعدَهم فأكثر حتى إنه كتبَ عن أصحاب يحيى بنِ مَعين وطبقتهم. حدث عنه: حفيدُه محمدُ بنُ أحمد بن يعقوب، ويوسفُ بنُ يعقوب الأزرق، وجماعة. وثَّقه الخطيبُ وغيرُه. وكان من كبار علماء الحديث. قال الخطيب: حدثنا الأزهري قال: بلغني أنَّه كان في منزل يعقوب أربعون لحافًا، أعدها لمن كان يبيت عنده من الورّاقين الذين يُبَيِّضون "المسند". قال: ولزمَهُ على ما خرَّج منه عشرةً آلاف دينار. قال: وقيل لي: إنَّ نسخة بمسند أبي هريرة منه شُوهدت بمصر فكانت مئتي جزء. قال: والذي ظهرَ له من المسند مسندُ العشرة، وابن مسعود، وعمّار [وعتبة بن غزوان]، والعبّاس، وبعض الموالي (¬1). وقد قيل: إنَّ "مسند عليّ" له خمس مجلّدات. قال ابنُ كامل: كان فقيهًا، سريًّا، من أصحاب أحمد بن المعدَّل والحارث بنِ مِسكين. وكان يقفُ في القرآن (¬2). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 281 وما بين حاصرتين منه. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 283. وقوله: كان يقف في القرآن، يعني أنه لا يقول مخلوق أو غير مخلوق.

571 - محمد بن عبد الله بن سنجر

مات في ربيع الأول سنةَ اثنتين وستّين ومئتين. وكان قد عُيِّن لقضاء العراق، ثم لم يولَّ لمكان الوقف. 571 - محمد بن عبد اللَّه بن سَنجَر * الحافظُ الجُرجاني، صاحب "المسند". سمع: يزيدَ بنَ هارون، والفِرْيابي، وأبا المُغيرة الخولاني، وأبا نُعيم، وأبا عاصم، وخالد بنَ مَخْلد، وأسدَ بنَ موسى، والحُمَيدي. وعنه: عيسى بنُ مسكين، وأحمدُ بنُ عَمرو بن منصور، ومحمدُ بنُ المسيّب الأرغياني، ومحمدُ بنُ دليل، وعبد الجبّار بنُ أحمد السمرقندي، وإبراهيم بنُ محمد بن الضحّاك، وعبد الرحمن بنُ أحمد الرّشْديني، وآخرون. وفي "القناعة" لابن السُّنِّي: عن إبراهيم بن محمد بن الضحّاك، عن ابن سَنْجر حديث. قال بعض المتأخِّرين (¬1): وعندي له "مسند" عليّ، روى فيه عن يَعْلى بنِ عُبيد، وبزيد، وابن نُمير، وخلائق. قال ابنُ أبي حاتم: ابنُ سنجر ثقة. ¬

_ * تاريخ جرجان: ص 379، أنساب السمعاني: (القطابي) 10/ 820، معجم البلدان: 4/ 370، اللباب: 3/ 43، تذكرة الحفاظ: 2/ 578، العبر: 2/ 17، طبقات الحفاظ: ص 254، حسن المحاضرة: 1/ 348، شذرات الذهب: 2/ 138، هدية العارفين: 2/ 16، الرسالة المستطرفة: ص 69. (¬1) انظر "التذكرة" 2/ 578 - 579.

572 - عباس بن محمد بن حاتم

وقال ابنُ سَنْجر: رحلتُ ومعي إسحاق الكوْسج، ومعي تسعةُ آلاف دينار، فكان إسحاق يورِّقُ لي ويتزوَّج في كل بلد وأنا أُؤدِّي عنه المَهْر (¬1). قال ابن يونس: مات في ربيع الأول سنةَ ثمانٍ وخمسين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 572 - عبّاس بنُ محمد بن حاتم * (4) الإِمامُ الحافظ، أبو الفضل الهاشمي مولاهم، الدُّوري البغدادي، صاحبُ يحيى بنِ مَعين. ولد سنةَ خمسٍ وثمانين ومئة. وسمع: حسين بنَ علي الجُعْفي، وأبا النضر، ويعقوبَ بنَ إبراهيم، وعبدَ الوهّاب بنَ عطاء، وشَبَابة، ويحيى بنَ أبي بُكَير، وخلقًا. وعنه: الأربعة، وأبو جعفر بن البَخْتري، وأبو العبّاس الأصم، وإسماعيلُ الصَّفّار، وخلق. وله كتاب نافع عن يحيى بنِ مَعين في الرِّجال. ¬

_ (¬1) تاريخ جرجان: ص 379. * الجرح والتعديل: 6/ 216، تاريخ بغداد: 12/ 144، طبقات الحنابلة: 1/ 236، أنساب السمعاني: 5/ 360، المعجم المشتمل: ص 149، تهذيب الكمال: ورقة 661، سير أعلام النبلاء: 12/ 522 - 524، تذكرة الحفاظ: 2/ 579، تذهيب التهذيب: 2/ 127 / ب، العبر: 2/ 48، الكاشف: 2/ 61، تهذيب التهذيب: 4/ 129، طبقات الحفاظ: ص 257، خلاصة تذهيب الكمال: ص 189، شذرات الذهب: 2/ 161.

573 - عبد الملك بن محمد

قال النَّسائي: ثقة (¬1). وقال الأصمّ: لم أَرَ في مشايخي أحسنَ حديثًا منه (¬2). مات في صفر سنةَ إحدى وسبعين ومئتين. وفيها مات: محمدُ بنُ حماد الطَّهْراني، ومحمدُ بنُ سِنان القزّاز. 573 - عبدُ الملكِ بنُ محمد * (ق) ابن عبد الله، أبو قِلابة الرَّقَاشي، الحافظُ الزّاهدُ المسند، محدِّثُ البصرة. ولد سنةَ تسعين ومئة. وسمع: يزيدَ بنَ هارون، وعبدَ اللَّهِ بنَ بكر السهْمي، ورَوْحَ بنَ عُبادة، والعَقَدي، وأبا عاصم، وطبقتَهُم. وعنه: ابن ماجة، وابن صاعد، وأبو بكر النجاد، وأبو سَهْل بنُ زياد، وإبراهيمُ بنُ علي الهُجَيمي، وخلق. قال الدارقطني: صدوق، كثيرُ الخطأ لكونِهِ يحدِّثُ من حفظه (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 146. (¬2) تاريخ بغداد: 12/ 145. * الجرح والتعديل: 5/ 369، تاريخ بغداد: 10/ 425، طبقات الحنابلة: 1/ 216، أنساب السمعاني: 6/ 148، المعجم المشتمل: ص 176، المنتظم: 5/ 102، تهذيب الكمال: ورقة 865، سير أعلام النبلاء: 13/ 177 - 179، ميزان الاعتدال: 2/ 663، العبر: 2/ 56، تذهيب التهذيب: 2/ 253، تذكرة الحفاظ: 2/ 580، الكاشف: 2/ 188، تهذيب التهذيب: 6/ 419، طبقات الحفاظ: ص 258، خلاصة تذهيب الكمال: ص 245، شذرات الذهب: 2/ 170. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 425.

574 - محمد بن إبراهيم بن مسلم

وقال أحمد بن كامل القاضي: حكي أنّ أبا قلَابةَ كان يصلِّي في اليوم والليلة أربع مئة ركعة. ثم قال: ويقال: إنَّه حدَّث من حفظه بستّين ألف حديث (¬1). وقال أبو عبيد الآجُرِّي: سألتُ أبا داود عنه، فقال: أمين مأمون، كتبتُ عنه (¬2). وقال محمد بنُ جَرير: ما رأيت أحفظَ من أبي قِلَابة (¬3). مات سنةَ ست وسبعين ومئتين، في شوّال. 574 - محمد بنُ إبراهيم بن مُسْلم * [ت، س] (¬4) الحافظ الكبير، أبو أمية البغداديُّ ثم الطَّرَسوسي، صاحب "المسند". سمع: عبدَ اللَّهِ بنَ بكر السَّهْمي، وعبدَ الوهّابِ بن عطاء، ورَوْحَ بنَ عُبادة، وجعفَر بنَ عون، وأبا مُسْهِر، وخلقًا. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 426. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 427. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 426. * الجرح والتعديل: 7/ 187، تاريخ بغداد: 1/ 394، طبقات الحنابلة: 1/ 265، أنساب السمعاني: 8/ 231، المنتظم: 5/ 90، اللباب: 2/ 279، تهذيب الكمال: ورقة 1159، سير أعلام النبلاء 13/ 91 - 93، ميزان الاعتدال: 3/ 447، تذهيب التهذيب: 3/ 179، تدكرة الحفاظ: 2/ 581، العبر: 2/ 51، تهذيب التهذيب: 9/ 15، النجوم الزاهرة: 3/ 70، طبقات الحفاظ: ص 258، خلاصة تذهب الكمال: ص 324، شذرات الذهب: 2/ 164، هدية العارفين: 2/ 18، الرسالة المستطرفة: ص 68، تاريخ التراث العربي: 1/ 232. (¬4) مستدرك من "تهذيب التهذيب".

575 - محمد بن عوف بن سفيان

وعنه: أبو عَوَانة، وابنُ جَوْصاء، وأبو بكر بنُ زياد النَّيسابوري، وأبو علي الحَصَائري، وعثمانُ بن محمد السَّمَرْقندي، وخلق. وثَّقه أبو داود وغيرُه. وذكره الفقيه أبو بكر الخلّال فقال: إمام في الحديث، رفيعُ القَدْر جدًّا (¬1). قال أبو سعيد بنُ يونس: تُوفي بطَرَسوس في جمادى الآخرة سنةَ ثلاث وسبعين ومئتين (¬2). 575 - محمدُ بنُ عَوْف بن سُفيان * (د) الإمامُ الحافظ، أبو جعفر الطَّائي الحِمْصي، محدِّثُ الشام. سمع: عُبيدَ اللَّهِ بنَ موسى، والفِرْيابي، وأبا المُغيرة، وأبا مُسْهر، وآدم بنَ أبي إياس، وخلقًا. وعنه: أبو داود، وابنُ جَوْصاء، وابنُ أبي حاتم، وخَيثمة بنُ سليمان، وعبدُ الغافرِ بنُ سَلامة، وغيرهم. وسمع منه أحمد بنُ حنبل حديثًا (¬3) حدثه به عن والده. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 1/ 395. (¬2) تاريخ بغداد: 1/ 396. * الجرح والتعديل: 8/ 52، طبقات الحنابلة: 1/ 310، المعجم المشتمل: ص 265، تهذيب الكمال: ورقة 1253، سير أعلام النبلاء: 12/ 613 - 616، تذكرة الحفاظ: 2/ 581، العبر: 2/ 50، الكاشف: 3/ 76، الوافي بالوفيات: 4/ 293، تهذيب التهذيب: 9/ 383، النجوم الزاهرة: 3/ 69، طبقات الحفاظ: ص 258، خلاصة تذهيب الكمال: ص 354، شذرات الذهب 2/ 123. (¬3) أورده ابن أبي يعلى في "طبقاته" 1/ 310 قال: أخبرنا محمد بن عوف، حدثني أبي، حدثنا سفيان مولى العباس بن الوليد قال: سمعت الهدّار- وكان من أصحاب=

576 - يعقوب بن سفيان

أثنى عليه غيرُ واحد من الأئمّة. وقال ابنُ عدي: هو عالم بحديث الشام الصَّحيحٍ منه والضّعيف، وعليه كان اعتمادُ ابنِ جَوْصاء، ومنه يسأل -خاصةً- حديث أهل حمص (¬1). مات في وسط سنة اثنتين وسبعين ومئتين. وفيها مات: مسنِد الكوفة أبو عمر أحمدُ بنُ عبد الجبّار العطَاردي، ومسنِدُ حمص أبو عُتبة أحمدُ بنُ الفرج الحِجَازيُّ الحمصي، ومحدِّث نَيسابور أبو أحمد محمد بنُ عبد الوهّاب العبْديُّ الفرّاء. 576 - يعقوبُ بنُ سُفيان * (ت، س) ابن جُوَان، الإمام الحافظ الثبت، أبو يوسف الفارسيُّ الفَسَوي، صاحبُ التاريخ الكبير والمشيخة. ¬

_ = النبي صلى الله عليه وسلم - يقول للعباس بن الوليد ورأى إسرافه في خبز السميد وغيره: "لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز بر حتى فارق الدنيا". وانظر تخريج الحديث في "سير أعلام النبلاء": 12/ 614. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1253. * مقدمة كتابه "المعرفة والتاريخ"، الجرح والتعديل: 9/ 208، طبقات الحنابلة: 1/ 416، أنساب السمعاني: 9/ 305، المعجم المشتمل: ص 327، معجم البلدان: 4/ 261، اللباب: 2/ 432، تهذيب الكمال: ورقة 1553، سير أعلام النبلاء: 13/ 180 - 184، تذهيب التهذيب: 4/ 185، تذكرة الحفاظ: 2/ 582، العبر: 2/ 58، الكاشف: 3/ 254، البداية والنهاية: 11/ 59، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 390، تهذيب التهذيب: 11/ 385، النجوم الزاهرة: 3/ 77، طبقات الحفاظ: ص 259، خلاصة تذهيب الكمال: ص 436، شذرات الذهب: 2/ 171، هدية العارفين: 2/ 537، الرسالة المستطرفة: ص 140، تاريخ التراث العربي: 1/ 511.

577 - يوسف بن سعيد بن مسلم

سمع: أبا عاصم الأنصاري، ومكي بنَ إبراهيم، وعُبيدَ اللهِ بنَ موسى، وأبا مسْهِر، وحَبّانَ بنَ هلال، وسعيدَ بنَ أبي مريم، وطبقتَهم. وعنه: التّرمذي، والنَّسائي، وابنُ خزيمة، وأبو عَوَانة، وابن أبي حاتم، ومحمد بن حمزة بن عمارة، وعبدُ اللهِ بنُ جعفر بن دُرُسْتويه النَّحوي، وغيرهم. وبقي في الرِّحلة ثلاثين سنة. قال أبو زُرْعة الدِّمشقي: قدم علينا من نبلاء الرِّجال يعقوبُ بنُ سفيان، يعجز أهلُ العراق أن يَرَوْا مثلَه، والثاني حربُ بنُ إسماعيل، وهو ممَّن كتب عني (¬1). وقال محمدُ بن داود الفارسي: حدَّثنا يعقوبُ بن سفيان، العبد الصّالح (¬2). وقيل: كان يتكلَّم في عثمان -رضي اللهُ عنه- ولم يصحّ. مات قبل أبي حاتم الرّازي بشهر في وسط سنةِ سبعٍ وسبعين ومئتين. 577 - يوسفُ بنُ سَعيد بن مسلَّم * (س) الحافظ الحجَّة، أبو يعقوب المِصِّيصي. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1554. وانظر مقدمة "المعرفة والتاريخ": ص 10. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1554. * الجرح والتعديل: 9/ 224، الإكمال لابن ماكولا: 7/ 244، أنساب السمعاني: 11/ 352، المعجم المشتمل: ص 328، اللباب: 3/ 221، تهذيب الكمال: ورقة 1562، سير أعلام النبلاء: 12/ 622 - 623، تذهيب التهذيب: 4/ 190، =

578 - إبراهيم بن إسحاق

سمع: حجّاج بنَ محمد، ومحمدَ بن مصعب، وعبيدَ اللَّهِ بنَ موسى، وأبا مُسْهِر، وهَوْذَةَ بنَ خليفة، وطبقتهم. وعنه: النَّسائي، وابن صاعد، وأبو بكر بن زياد، وخلق. قال النَّسائي: ثقة حافظ (¬1). وقال ابن أبي حاتم: كان ثقةً صدوقًا (¬2). مات في جمادى الآخرة سنةَ إحدى وسبعين ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. 578 - إبراهيم بنُ إسحاق * أبو إسحاق الحَرْبيّ البغدادي، الإِمامُ الحافظ، شيخُ الإِسلام. ¬

_ = العبر: 2/ 48، تذكرة الحفاظ: 2/ 583، الكاشف: 3/ 261، تهذيب التهذيب: 11/ 414، طبقات الحفاظ: ص 259، خلاصة تذهيب الكمال: ص 439، شذرات الذهب: 2/ 162. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1563. (¬2) الجرح والتعديل: 9/ 224. * فهرست النديم: ص 287، تاريخ بغداد: 6/ 27، طبقات الشيرازي: ص 171، طبقات الحنابلة: 1/ 86، أنساب السمعاني: 4/ 100، نزهة الألباء: 213، المنتظم: 6/ 3، معجم الأدباء: 1/ 112، معجم البلدان: 2/ 237، اللباب: 1/ 355، إنباه الرواة: 1/ 155، سير أعلام النبلاء: 13/ 356 - 372، تذكرة الحفاظ: 2/ 584، العبر: 2/ 74، فوات الوفيات: 1/ 14، الوافي بالوفيات: 5/ 320، مرآة الجنان: 2/ 209، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 256، البداية والنهاية: 11/ 79، البلغة في تاريخ أئمة اللغة: ص 4، النجوم الزاهرة: 3/ 116، طبقات الحفاظ: ص 259، بغية الوعاة: 1/ 418، طبقات المفسرين: 1/ 5، شذرات الذهب: 2/ 190، هدية العارفين: 1/ 4، الرسالة المستطرفة: ص 47.

ولد سنةَ ثمانٍ وتسعين ومئة. وسمع: أبا نُعيم، وهَوْذَةَ بنَ خليفة، وعفّان، وعبدَ اللَّهِ بنَ صالح العِجْلي، وأبا عبيد، ومسدَّدًا، والطّبقة. وتفقَّه على الإمام أحمد. حدَّث عنه: ابنُ صاعد، وأبو بكر النَّجّاد، وأبو بكر الشّافعي، وعمر بنُ جعفر الخُتلي، وعبدُ الرحمنِ بنُ العبّاس الذَّهبي، وأبو بكر القَطيعي، وخلق. قال الخطيب: كان إمامًا في العلم، رأسًا في الزُّهد، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، حافظًا للحديث، مميِّزًا لعِلَله، قيِّمًا بالأدب، جمَّاعة للغة. صنَّف "غريب الحديث" وكتبًا كثيرة. أصلُه من مرو (¬1). وقال القِفْطي: "غريب الحديث" له من أنفس الكتب وأكبرها (¬2). قال ثعلب: ما فقدتُ إبراهيمَ الحَرْبي من مجلس لُغَةٍ ولا نَحْوٍ من خمسين سنةً (¬3). وقال السلمي: سألتُ الدارقطنيَّ عن إبراهيم الحَرْبي، فقال: كان يقاس بأحمدَ بنِ حبل في زُهده وعلمه وورعه (¬4). وقيل: إن المعتضدَ سيَّر إلى الحَرْبي عشرةَ آلاف، فردَّها، ثم سيَّر له مرَّة أخرى ألف دينار، فردَّها (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 28. (¬2) إنباه الرواة: 1/ 155. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 33. (¬4) تاريخ بغداد: 6/ 40. (¬5) تاريخ بغداد: 6/ 32.

579 - إبراهيم بن عبد الله

وروى أبو الفضل الزُّهري عن أبيه، عن إبراهيم الحَرْبي قال: ما أنشدتُ بيتًا قطُّ إلا قرأتُ بعدَه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاثَ مرّات (¬1). وقال عبد اللَّه بنُ أحمد: قال لي أبي: امضِ إلى إبراهيمَ الحَرْبي حتى يلقي عليكَ الفرائض (¬2). وقال الحاكم: سمعت محمدَ بنَ صالح القاضي قال: لا نعلمُ أنَّ بغدادَ أخرجت مثلَ إبراهيمَ الحَرْبيِّ في الفقه، والحديث، والأدب، والزهد -يعني من جميع هذه الأشياء (¬3). وقال الدارقطني: هو إمام بارع في كلِّ علم، صدوق (¬4). مات في ذي الحجّة سنةَ خمس وثمانين ومئتين. وفيها مات: مسند اليمن إسحاق بن إبراهيم الدَّبري، وشيخ العربية أبو العبّاس محمدُ بنُ يزيد المبرّد. 579 - إبراهيم بنُ عبد اللَّه * ابن الجُنيد الخُتّلي الحافظ، أبو إسحاق، نزيلُ سامَرّا. سمع: سعيدَ بن أبي مريم، وأبا نعيم، وأبا الوليد، وعَمرو بنَ ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 39. (¬2) تاريخ بغداد: 6/ 35. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 35. (¬4) تاريخ بغداد: 6/ 40. * الجرح والتعديل: 2/ 110، تاريخ بغداد: 6/ 120، طبقات الحنابلة: 1/ 96، سير أعلام النبلاء: 12/ 631 - 632، تذكرة الحفاظ: 2/ 586، طبقات الحفاظ: ص 260.

580 - الربيع بن سليمان

مرزوق، ويحيى بنَ بُكَير، والنُّفَيلي. وسأل يحيى بنَ مَعِين عن الرِّجال. وصنف وجمع. حدَّث عنه: أبو العبّاس بنُ مسروق، ومحمدُ بن القاسم الكَوْكَبي، وأبو بكر الخَرائطي، وأحمدُ بنُ محمد الْأدَمي، وغيرهم. وثَّقه الخطيب (¬1) وقال: له كتب في الزهد والرَّقائق. توفي في حدود السِّتّين ومئتين. 580 - الرَّبيع بنُ سليمان * (4) ابن عبد الجبّار بن كامل، الإِمامُ الحافظ، محدِّث الديار المصرية، أبو محمد المُرادي -مولى بني مراد- المؤذِّن، صاحبُ الشّافعي، وناقلُ علمِه. ولد سنة أربعٍ وسبعين ومئة. ¬

_ (¬1) في "تاريخه": 6/ 120. * الجرح والتعديل: 3/ 464، فهرست النديم: ص 264، طبقات الشيرازي: ص 98، المعجم المشتمل: ص 119، المنتظم: 5/ 77، وفيات الأعيان: 2/ 291، تهذيب الكمال: ورقة 405، سير أعلام النبلاء: 12/ 587 - 591، تذكرة الحفاظ: 2/ 586، العبر: 5/ 42، تذهيب التهذيب: 1/ 219، الكاشف: 1/ 236، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 132، البداية والنهاية: 11/ 48، تهذيب التهذيب: 3/ 245، النجوم الزاهرة: 3/ 48، طبقات الحفاظ: ص 252، حسن المحاضرة: 1/ 348، خلاصة تذهيب الكمال: ص 115، شذرات الذهب: 2/ 159.

581 - أبو الليث

وسمع: ابنَ وهب، وشُعيب بن الليث، وبشرَ بنَ بكر، ويحيى بنَ حسان، وأسدَ السُّنَّة، وغيرَهم. وعنه: أصحاب السُّنن لكن التِّرمذي بواسطة، وأبو زرْعة، وأبو حاتم، وابنُ أبي حاتم، وزكريّا السَّاجي، والطَّحَاوي، وأبو بكر بنُ زياد، والحسنُ بنُ حَبيب الحَصَائري، وأبو العبّاس الأصمّ، وخلائق. وثَّقه ابنُ يونس. وعنه قال: كل محدِّثٍ حدثَ بمصر بعدَ ابنِ وهب فأنا كنتُ مُسْتملِيَه (¬1). مات في شوّال سنةَ سبعين ومئتين. وآخرُ مَنْ حدَّث عنه أبو الفوارس السِّندي. 581 - أبو اللَّيث * الحافظ، عبد اللهِ بنُ سُريج بن حُجْر بن عبد الله بن الفضل الشيباني البُخاري، والد أبي عُبيدة. سمع: عَبْدانَ بنَ عثمان، ووهب بنَ زمعَة، وأحمدَ بنَ حفص الفقيه، ومحمدَ بنَ سَلام البِيكَنْدي، وحبَّان بن موسى، وطبقتهم. قال سهلُ بنُ بشر: سمعتُه يقول: حفظتُ عشرةَ آلاف حديثٍ من غير تكرير (¬2). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 406. * الإكمال لابن ماكولا: 4/ 274 وهو فيه: عبيد الله بن سريج بن حجر بن عبيد الله ... ، سير أعلام النبلاء: 13/ 41، تذكرة الحفاظ: 2/ 587، طبقات الحفاظ: ص 260 وقد تصحف فيه (سريج) إلى (شريح). (¬2) سير أعلام النبلاء: 13/ 41.

582 - مسلم بن الحجاج

وقال محمد بنُ يزيد المَرْوزي: رأيتُ أبا الليث الحافظ جالسًا مع عَبْدان على سريره، ورأيتُ عَبْدان يجلُّه (¬1). ذكر صاحب "تاريخ بخارى" غُنْجار أبا اللَّيث هذا، ولم يؤرخ موتَه، وهو غيرُ مشهور. 582 - مُسْلم بنُ الحجّاج * (ت) الإِمامُ الحافظ، حجَّة الإسلام، أبو الحسين، القُشَيري النَّيسابوري، صاحبُ التَّصانيف. يقال: ولد سنةَ أربعٍ ومئتين، وأول سماعه سنة ثمان عشرة ومئتين. روى عن: يحيى بن يحيى التَّميمي، والقَعْنبي، وأحمدَ بنِ يونس اليَرْبوعي، وإسماعيلَ بنِ أبي أُويس، وسعيد بن منصور، وعَوْن بن سَلام، وأحمدَ بنِ حنبل، وخلائق. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. * الجرح والتعديل: 8/ 182، فهرست النديم: ص 286، تاريخ بغداد: 13/ 100، طبقات الحنابلة: 1/ 337، أنساب السمعاني. 10/ 155، المعجم المشتمل: ص 291، المنتظم: 5/ 32، جامع الأصول: 1/ 87، اللباب: 3/ 38، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1 / 89، وفيات الأعيان: 5/ 194، تهذيب الكمال: ورقة 1323، سير أعلام النبلاء: 12/ 557 - 580، تذهيب التهذيب: 4/ 37، تذكرة الحفاظ: 2/ 588، العبر: 2/ 23، الكاشف: 3/ 123، مرآة الجنان: 2/ 174، البداية والنهاية: 11/ 33، تهذيب التهذيب: 10/ 126، النجوم الزاهرة: 3/ 33، طبقات الحفاظ: ص 260، خلاصة تذهيب الكمال: ص 375، شذرات الذهب: 2/ 144، هدية العارفين: 2/ 431، الرسالة المستطرفة: ص 11، تاريخ التراث العربي: 1/ 210.

وعنه: التِّرمذي حديثًا واحدًا (¬1)، وإبراهيم بنُ أبي طالب، وابنُ خُزيمة، والسرَّاج، وابنُ صاعد، وأبو عَوَانة، وأبو حامد بنُ الشرقي، وأبو حامد أحمدُ بنُ حمدون الأعْمشي، وإبراهيمُ بنُ محمد بن سفيان الفقيه، ومكي بنُ عبدان، وابن أبي حاتم، ومحمدُ بنُ مَخْلد العطّار، وخلق. قال إسحاق الكَوْسج لمسلم: لن نعدمَ الخيرَ ما أبقاكَ اللهُ للمسلمين (¬2). وقال أحمد بنُ سلمة: رأيتُ أبا زُرْعة وأبا حاتم يقدمان مسلمَ بنَ الحجّاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما (¬3). وقال ابنُ أبي حاتم: كان ثقةً، من الحفّاظ، كتبتُ عنه بالرّي. قال أبي: صدوق (¬4). وقال أبو قريش (¬5) الحافظ: حفاظ الدنيا أربعة، فذكر منهم مُسْلمًا. ¬

_ (¬1) هو قوله عليه الصلاة والسلام: "أحصوا هلال شعبان لرمضان" أخرجه في "جامعه" برقم (687) في الصوم: باب ما جاء في إحصاء هلال شعبان لرمضان. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1326. (¬3) تاريخ بغداد: 13/ 101. (¬4) الجرح والتعديل: 8/ 182 - 183. (¬5) هو الحافظ الكبير، أبو قريش، محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الأصم. والخبر في "تاريخ بغداد" 2/ 16 ضمن ترجمة البخاري، وفيه أن أبا قريش سمع محمد بن بشار -المعروف ببندار- يقول: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى.

وقال محمد بنُ الماسرْجسي: سمعتُ مسْلمًا يقول: صنَّفتُ هذا الصَّحيح من ثلاث مئة ألف حديثٍ مسموعة (¬1). وقال أحمدُ بن سَلمة: كنتُ مع مسلم في تأليف صحيحه خمسَ عشرةَ سنة، وهو اثنا عشر ألف حديث. وقال الحافظ أبو علي النَّيسابوري: ما تحتَ أديم السّماء كتاب أصح من كتاب مسلم (¬2). فلعلَّ أبا عليٍّ ما وصلَ إليه صحيحُ البخاري. وقال ابنُ الشّرقي: حضرتُ مجلسَ محمد بن يحيى (¬3) فقال: ألا مَنْ قال: لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحضرْ مجلسنا، فقام مسلم من المجلس (¬4). قال الخطيب: كان مسلم يناضلُ عن البخاري حتى أوحشَ ما بينَه وبين الذهلي بسببه (¬5). وقال الحاكم: ولمسلم "المسند الكبير" على الرجال، ما أرى أنَّه سمعَه منه أحد، وكتاب "الجامع" على الأبواب، رأيت بعضه، وكتاب "الأسماء والكُنى" وكتاب "التَّمييز" وكتاب "العلل" وكتاب "الوجدان" وكتاب "الأفراد" وكتاب "الأقران" وكتاب "سؤالاته أحمد بن حنبل" ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 13/ 101. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 101. وانظر "السير" 12/ 566 حاشية رقم (5). (¬3) هو الحافظ أبو عبد الله، محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي النيسابوري. تقدمت ترجمته برقم (518). (¬4) تاريخ بغداد: 13/ 103. (¬5) المصدر السابق.

583 - محمد بن علي

وكتاب "حديث عَمرو بن شعيب" وكتاب "الانتفاع بأهب السباع" وكتاب "مشايخ مالك" وكتاب "مشايخ الثوري" وكتاب "أوهام المحدثين" وكتاب "الطبقات" وكتاب "أفراد الشّاميّين". قال ابن الشرقي: سمعتُ مسلمًا يقول: ما وضعتُ شيئًا في كتابي هذا المسند إلّا بحجّة، وما أسقطتُ منه شيئًا إلا بحجّة (¬1). مات مسلم في رجب سنة إحدى وستّين ومئتين. وقبرُه يُزار. 583 - محمدُ بنُ علي * ابن عبد الله بن مِهْران البغدادي، أبو جعفر الورّاق، الحافظُ المتقن. لقبه حَمْدان. سمع: عُبيدَ اللَّهِ بنَ موسى، وأبا نُعيم، وعبدَ اللهِ بنَ رجاء، وقَبيصة، ومعاوية بنَ عَمرو، وطبقتهم. وعنه: ابن صاعد، وابنُ مخْلد، وإسماعيل الصفّار، وأبو الحسين بنُ بُويان، وعدة. قال الخطيب: كان فاضلًا، حافظًا، عارفًا، ثقة (¬2). وروى ابنُ شاهين عن أبيه قال: كان من نبلاء أصحاب أحمد (¬3). وقال ابن المنادي: حَمْدان بنُ علي مشهودٌ له بالصلاح والفضل، ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 12/ 580. * تاريخ بغداد: 3/ 61، طبقات الحنابلة: 1/ 308، سير أعلام النبلاء: 13/ 49 - 50، تذكرة الحفاظ: 2/ 590، طبقات الحفاظ: ص 265. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 61. (¬3) المصدر السابق.

584 - أبو داود

بلغنا أنَّه قال في علَّة الموت: ما لصقَ جلدي بجلد ذكر ولا أنثى قطّ (¬1). وقال الدارقطني: ثقة (¬2). توفي سنةَ اثنتين وسبعين ومئتين. 584 - أبو داود * (ت، س) الإمامُ الثبت، سيِّد الحفّاظ، سليمانُ بنُ الأشعث بن إسحاق بن بَشير بن شدّاد بن عَمرو، الأزدي السِّجِسْتاني، صاحبُ "السُّنن". قال أبو عُبيد الآجرِّي: سمعته يقول: وُلدتُ سنةَ اثنتين ومئتين، وصلَّيتُ على عفان ببغداد سنةَ عشرين (¬3). سمع: أبا عمر الضَّرير، ومسلم بن إبراهيم، والقَعْنبي، وعبد اللهِ بن رجاء، وأبا الوليد الطَّيالسي، وأحمدَ بنَ يونس، وأبا جعفر ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 3/ 62. (¬2) المصدر السابق. * الجرح والتعديل: 4/ 101، تاريخ بغداد: 9/ 55، طبقات الحنابلة: 1/ 159، أنساب السمعاني: 7/ 46، تاريخ ابن عساكر: 7/ 271 / ب، المعجم المشتمل: ص 132، المنتظم: 5/ 97، اللباب: 2/ 105، وفيات الأعيان: 2/ 404، تهذيب الكمال: ورقة 531، سير أعلام النبلاء: 13/ 203 - 220، تذكرة الحفاظ: 2/ 591، العبر: 2/ 54، الكاشف: 1/ 311، مرآة الجنان: 2/ 189، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 293، البداية والنهاية: 11/ 54، تهذيب التهذيب: 4: 169، النجوم الزاهرة: 3/ 73، طبقات الحفاظ: ص 261، خلاصة تذهيب الكمال: ص 150، طبقات المفسرين: 1/ 201، شذرات الذهب: 2/ 167، هدية العارفين: 1/ 395، الرسالة المستطرفة: ص 11، تهذيب ابن عساكر: 6/ 246، تاريخ التراث العربي: 1/ 233. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 56.

النُّفَيلي، وأبا تَوْبة الحَلَبي، وسُليمانَ بنَ حرب، وخلقًا كثيرًا بالحجاز، والشّام، ومصر، والعراق، والجزيرة، والثَّغر، وخراسان. وعنه: التِّرمذي، والنَّسائي في "الكنى"، وابنُه أبو بكر بنُ أبي داود، وأبو عَوَانة، وأبو بشر الدولابي، وعلي بن الحسن بن العَبْد، وأبو أُسامةَ محمدُ بن عبد الملك، وأبو سعيد بن الأعرابي، وأبو عليّ اللؤْلؤي، وأبو بكر بن داسَة، وأبو سالم محمد بنُ سعيد الجلودي، وأبو عَمرو أحمد بنُ علي، فهؤلاء السبعة رَوَوْا عنه سُنَنَه. وحدث -أيضًا- عنه محمد بنُ يحيى الصولي، وأبو بكر النَّجَّاد، ومحمدُ بنُ أحمد بن يعقوب المَتُّوثي، وغيرهم. وكتب عنه شيخُهُ أحمدُ بن حنبل حديث "العتيرة" (¬1) وأراه كتابَه، فاسْتحسَنَه. وقال محمد بنُ إسحاق الصَّاغاني: أُلِينَ لأبي داود الحديث كما أُلِينَ لداود الحديد. وكذلك قال إبراهيم الحَرْبي (¬2). ¬

_ (¬1) قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 12/ 167 - 168: "روى أبو داود -في غير السنن- عن محمد بن عمرو الرازي، عن عبد الرحمن بن قيس، عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيرة، فحسنها. قلت: قال أبو داود في موضع آخر: سمعه مني أحمد بن حنبل، فاستحسنه جدًّا. قال أبو عبيد: العتيرة هي الرجبية: ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب، يتقربون بها لأصنامهم. وقال غيره: العتيرة نذر كانوا ينذرونه من بلغ ماله كذا أن يذبح من كل عشرة منها رأسًا في رجب. وقال ابن سيده: أن العتيرة أن الرجل كان يقول في الجاهلية: إن بلغت إبلي مئة عترت منها عتيرة. زاد في "الصحاح": في رجب. ونقل أبو داود تقييدها بالعشر الأول من رجب، ونقل النووي الاتفاق عليه، وفيه نظر. انظر "فتح الباري": 9/ 517. (¬2) انظر "طبقات الحنابلة": 1/ 162.

585 - سليمان بن سيف

وقال موسى بن هارون الحافظ: خُلق أبو داود في الدُّنيا للحديث، وفي الآخرة للجنّة. ما رأيتُ أفضلَ منه (¬1). وقال ابنُ داسَة: سمعتُ أبا داودَ يقول: ذكرتُ في كتابيَ الصحيحَ وما يُشْبهه ويقاربه (¬2)، فإنْ كان فيه وهنٌ شديدٌ بيَّنْتُه (¬3). وقال الحاكم: أبو داود إمام أهلِ الحديث في عصره بلا مدافَعَة (¬4). وقال زكريّا السّاجي: كتابُ اللَّهِ أصلُ الإِسلام، وسُنَنُ أبي داودَ عهدُ الإسلام (¬5). مات أبو داود في سادس عشر شوّال سنةَ خمسٍ وسبعين ومئتين بالبصرة. 585 - سليمان بن سيف * (س) الحافظُ الثِّقة، أبو داود الحَرَّاني، محدِّث حرّان. ¬

_ (¬1) انظر "تهذيب الكمال" ورقة 532. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 57. (¬3) قوله: "فإن كان فيه وهن شديد بينته" ذكره الذهبي في "التذكرة". وانظر لزامًا "سير أعلام النبلاء" 13/ 213 حاشية رقم (3). (¬4) تهذيب الكمال: ورقة 532. (¬5) تاريخ ابن عساكر: 7/ 273. * الجرح والتعديل: 4/ 122، أنساب السمعاني: 4/ 96، المعجم المشتمل: ص 135، تهذيب الكمال ورقة 542، سير أعلام النبلاء: 13/ 147 - 148، العبر: 2/ 50، تذهيب التهذيب: 2/ 50، تذكرة الحفاظ: 2/ 593، الكاشف: 1/ 315، تهذيب التهذيب: 4/ 199، طبقات الحفاظ: ص 262، خلاصة تذهيب الكمال: ص 152، شذرات الذهب: 2/ 162.

586 - أحمد بن حازم

سمع: يزيدَ بنَ هارون، وجعفرَ بنَ عَوْن، وعبد اللَّه بنَ بكر السهمي، ووهب بن جَرير، والطّبقة. وعنه: النَّسائي -ووثقه- وأبو عَروبة، وأبو عَوَانة، وأبو نعيم الجُرجاني، ومحمدُ بنُ المسيَّب الأرْغياني، وأبو علي محمد بنُ سعيد الحافظ، وخلائق. مات في شعبان سنةَ اثنتين وسبعين ومئتين. قاله ابن عقدة. 586 - أحمدُ بنُ حَازم * ابن أبي غَرَزَة، الحافظُ المجوِّد، أبو عَمرو الغِفَاري الكوفي، صاحب "المسند". سمع: جعفر بنَ عون، ويَعْلى بنَ عُبيد، وعُبيد الله بنَ موسى، فمن بعدهم. وعنه: مطيَّن، ومحمد بن علي بن دُحيم الشيباني، وإبراهيم بنُ عبد الله بن أبي العزائم، وابنُ عُقدة، وغيرهم. ذكره ابنُ حبّان في "الثقات" وقال: كان متقنًا (¬1). مات في ذي الحجّة سنةَ ستٍّ وسبعين ومئتين. ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 48، الإكمال لابن ماكولا: 6/ 202، أنساب السمعاني: (الغرزي) 9/ 134، اللباب: 2/ 378، سير أعلام النبلاء: 13/ 239 - 240، العبر: 2/ 55، تذكرة الحفاظ: 2/ 594، الوافي بالوفيات: 6/ 298، البداية والنهاية: 11/ 56، طبقات الحفاظ: ص 266، شذرات الذهب: 2/ 168، هدية العارفين: 1/ 50، الرسالة المستطرفة: ص 68، تاريخ التراث العربي: 1/ 233. (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 239.

587 - أحمد بن ملاعب

587 - أحمد بنُ مُلاعِب * الحافظُ الثِّقة، أبو الفضل البغدادي المخرِّمي. سمع: عبدَ اللَّهِ بنَ بكر السّهْمي، وأبا نُعيم، وعفّان، ومسلم بنَ إبراهيم، وعبدَ الصمدِ بنَ النعمان. وعنه: ابن صاعد، واسماعيلُ الصفَّار، والنَّجّاد، وأبو عَمرو بن السَمّاك، وغيرهم. قال ابنُ عُقدة: سمعت أحمدَ بنَ مُلاعب يقول: ما أحدِّثُ إلَّا بما أحفظُه كحِفْظي للقرآن. قال: ورأيته يفصلُ بين الفاء والواو (¬1). وقال ابنُ خِراش وغيرُه: ثقة (¬2). مات في جمادى الأولى سنةَ خمسٍ وسبعين ومئتين. 588 - أحمدُ بن أبي خَيثَمة * * زهيرِ بنِ حَرْب، الحافظُ الثَّبتُ الإمام، أبو بكر، النسائيُّ ثم البغدادي، صاحب "التاريخ الكبير". ¬

_ * تاريخ بغداد: 5/ 168، طبقات الحنابلة: 1/ 79، سير أعلام النبلاء 13/ 42 - 43، تذكرة الحفاظ: 2/ 592، العبر: 2/ 54، الوافي بالوفيات: 8/ 208، البداية والنهاية: 11/ 54، طبقات الحفاظ: ص 266، شذرات الذهب: 2/ 166، تاريخ التراث العربي: 1/ 232. (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 169. (¬2) المصدر السابق. * * فهرست النديم: ص 286، تاريخ بغداد: 4/ 162، طبقات الحنابلة: 1/ 44، أنساب السمعاني: 12/ 80، معجم الأدباء: 3/ 35، سير أعلام النبلاء: =

سمع: أباه، وأبا نعيم، وهَوْذَةَ بنَ خليفة، وقطْبَة بنَ العلاء، وعفّان، ومسلم بنَ إبراهيم، وموسى بنَ إسماعيل، وخلائق. وعنه: البَغَوي، وابنُ صاعد، ومحمد بن مَخْلد، وإسماعيل الصفّار، وأبو سهل القطّان، وأحمد بنُ كامل، وآخرون. قال الدارقطني: ثقة مأمون (¬1). وقال الخطيب: ثقة، عالم، متقن، حافظ، بصيرٌ بأيام الناس، راوية للأدب. أخذ علمَ الحديث عن أحمدَ بنِ حنبل وابنِ مَعِين، وعلمَ النَّسب عن مُصْعب، وأيامَ النّاس عن عليِّ بن محمد المدائني، والأدب عن محمد بن سلَّام الجُمَحي. ولا أعرف أغزرَ فوائدَ من تاريخه (¬2). قال ابن المنادي: بلغ أربعًا وتسعين سنةً، ومات في جمادى الأولى سنةَ تسعٍ وسبعين ومئتين (¬3). ¬

_ = 11/ 492 - 493، العبر: 2/ 61، تذكرة الحفاظ: 2/ 596، الوافي بالوفيات: 6/ 376، النجوم الزاهرة: 3/ 83، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 54، لسان الميزان: 1/ 174، طبقات الحفاظ: ص 267، شذرات الذهب: 2/ 174، هدية العارفين: 1/ 51، الرسالة المستطرفة: ص 130. (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 163. (¬2) تاريخ بغداد: 4/ 162 - 163. (¬3) تاريخ بغداد: 4/ 164.

589 - أحمد بن محمد بن عيسى

589 - أحمد بنُ محمد بن عيسى * القاضي، العلَّامة، أبو العبّاس البِرْتي، الفقيهُ الحافظ. ولد قبل المئتين. وسمع: أبا نُعيم، ومسلم بنَ إبراهيم، والقَعْنَبي، وأبا عمر الحَوْضي، وأبا الوليد الطيالسي، وطبقتهم. وتفقّه لأبي حَنيفة على أبي سُليمان الجُوزجاني صاحب محمد بن الحسن. روى عنه: ابنُ صاعد، وإسماعيلُ الصفّار، وابنُ البَخْتري، وأبو بكر النَّجاد، وأبو سهل بن زياد، وغيرهم. قال الخطيب: ولي قضاءَ بغداد، وكان ثقة، ثبتًا، حجَّةً، يذكر بالصّلاح والعبادة (¬1). وقال أبو عمر القاضي: رأيتُ إسماعيلَ القاضي أعظَمَه إعظامًا شديدًا، وسأله عن حالِهِ وأهلِه، فلمّا ذهب، قال: هذا لزم بيتَه، واشتغلَ بالعبادة، هكذا يكون القضاةُ لا كما نحن (¬2). مات في ذي الحجّة سنةَ ثمانين ومئتين. وفيها مات: محدِّثُ الرقَّة هلال بن العلاء بن هلال الرَّقي. ¬

_ * تاريخ بغداد: 5/ 61، طبقات الشيرازي: ص 140، طبقات الحنابلة: 1/ 66، أنساب السمعاني: 2/ 127، المنتظم: 5/ 145، معجم البلدان: 1/ 372، اللباب: 1/ 133، سير أعلام النبلاء: 13/ 407 - 409، تذكرة الحفاظ: 2/ 596، العبر: 2/ 63، البداية والنهاية: 11/ 69، طبقات الحفاظ: ص 267، شذرات الذهب: 2/ 175. (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 61. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 62.

590 - أحمد بن مهدي بن رستم

590 - أحمدُ بنُ مَهْدي بن رسْتُم * الحافظُ الزاهدُ العابد، أبو جعفر الأصْبهاني. سمع: أبا نُعيم، وقَبِيصة، وأبا اليَمَان، وسعيدَ بنَ أبي مريم، ومسلم بنَ إبراهيم، وطبقتهم. روى عنه: محمدُ بن يحيى بن منْدة، وأحمد بن إبراهيم، وأحمد بنُ مَعْبد السِّمسار، وطائفة. قال أبو نُعيم: كان صاحبَ أموال، أنفق على أهلِ العلم ثلاثَ مئة ألف درهم (¬1). وقال محمد بن يحيى بن مَنْدة: لم يحدثْ ببلدنا منذ أربعينَ سنةً أوثقُ منه، صنَّف "المسند"، ولم يعرف له فراش منذ أربعينَ سنة، صاحب عبادة (¬2). مات سنةَ اثنتين وسبعين ومئتين. رحمه اللَّه. وله حكاية غريبة (¬3) مع امرأةٍ ببغداد. ¬

_ * الجرح والتعديل: 2/ 79، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 85، سير أعلام النبلاء: 12/ 597 - 598، العبر: 2/ 49، تذكرة الحفاظ 2/ 597، الوافي بالوفيات: 8/ 198، النجوم الزاهرة: 3/ 67، طبقات الحفاظ: ص 267، شذرات الذهب: 2/ 162، هدية العارفين 1/ 50، الرسالة المستطرفة: ص 68. (¬1) ذكر أخبار أصبهان: 1/ 85. (¬2) ذكر أخبار أصبهان: 1/ 85 - 86. (¬3) أوردها الذهبي في "السير" 12/ 598 فقال: "أُنبئت عن أبي المكارم اللبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، سمعت أبا محمد بن حيان، سمعت أبا علي أحمد بن محمد بن إبراهيم يقول: قال أحمد بن مهدي: جاءتني امراة ببغداد ليلة، =

591 - أبو أحمد الفراء

591 - أبو أحمد الفَرَّاء * (س) الحافظُ العلَّامة العَبْديّ، واسمُه محمدُ بن عبد الوهّاب بن حَبيب، النيسابوريُّ الأديب (¬1). سمع: حفصَ بنَ عبد الله، ومحاضرَ بنَ المُوَرِّع، وجعفرَ بنَ عَوْن، وشَبَابة بنَ سَوَّار، وحفصَ بنَ عبد الرحمن الفقيه، والواقدي، والْأصْمعي. وكان مكثرًا حجة. أخذ الأدبَ عن الأصْمعي، وأبي عُبيد، والحديثَ عن أحمد، وابنِ المَديني، والفقهَ عن أبيه، وعليِّ بن عَثام. قال الحاكم: وكان يفتي في هذه العلوم، ويرجعُ إليه فيها. ¬

_ = فذكرت أنها من بنات الناس، وأنها امتحنت بمحنة، وأسألك بالله أن تسترني، فقد أكرهت على نفسي، وأنا حبلي، وقلت: إنك زوجي، فلا تفضحني. فنكبت عنها ومضيت، فلم أشعر حتى جاء إمام المحلة والجيران يهنئوني بالولد الميمون، فأظهرت التهليل، ووزنت في اليوم الثاني للإمام ديارين وقلت: أعطها نفقة فقد فارقتها، وكنت أعطيها في كل شهر دينارين، حتى أتى على ذلك سنتان، فمات الطفل، وجاءني الناس يعزوني، فكنت أظهر لهم التسليم والرضى. فجاءتني بعد أيام بالدنانير، فردتها ودعت لي، فقلت: هذا الذهب كان صلة للولد، وقد ورثتيه، وهو لك". * الجرح والتعديل: 8/ 13، أنساب السمعاني: 9/ 245، المعجم المشتمل: ص 257، تهذيب الكمال: ورقة 1235، سير أعلام النبلاء: 12/ 601 - 608، العبر: 2/ 50، تذهيب التهذيب: 3/ 228، تذكرة الحفاظ: 2/ 599، الكاشف: 3/ 64، الوافي بالوفيات: 4/ 74، تهذيب التهذيب: 9/ 319، طبقات الحفاظ: ص 262، خلاصة تذهيب الكمال: ص 349، شذرات الذهب: 2/ 163. (¬1) ويعرف بـ"حَمَك". انظر "تبصير المنتبه" 1/ 263.

592 - فضلك الصائغ

كتب عنه أبو النَّضر هاشمُ بن القاسم، وروى عنه: بشر بن الحكم، والذهلي، والنَّسائي، وابنُ خُزيمة، والحسنُ بنُ يعقوب البخاري، وأبو عبد اللَّه بنُ الأخرم، وخلق. وثَّقه مسلم، وحدث عنه في غير "الصحيح". وجاء عن أبي أحمدَ أنَّه ذكرَ السَّلاطين فقال: اللهم أَنْسهِمْ ذِكْري، ومَنْ أراد أن يذكُرَني عندهم فاشْدُدْ على قلبه فلا يذكُرني (¬1). وفي "صحيح البخاري" (¬2): حدَّثنا أبو أحمد، حدَّثنا أبو غسان ... فقيل: هو الفراء، وقيل: مرار بن حمّويه، وقيل: محمد بن يوسف البِيكَنْدي. عاش الفرّاء خمسًا وتسعين سنة، وتوفي سنةَ اثنتين وسبعين ومئتين. 592 - فَضْلَكُ الصَّائغ * الحافظُ النّاقد، أبو بكر، الفضلُ بنُ العبّاس الرّازي، أحدُ الأئمة. حدَّث عن: عيسى قالون، وعبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، وهُدْبة، وقُتيبة بن سعيد، والطَّبقة. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 12/ 607. (¬2) 4/ 239 في الشروط: باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك. وقد علق الحافظ ابن حجر على سند الحديث هناك. وانظر "السير" 12/ 607 حاشية رقم (2). * الجرح والتعديل: 7/ 66، تاريخ بغداد: 12/ 367، المنتظم: 5/ 77، سير أعلام النبلاء: 12/ 630 - 631، تذكرة الحفاظ: 2/ 600، طبقات الحفاظ: ص 268، شذرات الذهب: 2/ 160، هدية العارفين: 1/ 818.

593 - حنبل بن إسحاق

حدَّث عنه: أبو عَوَانة، وأبو بكر الخَرائطي، ومحمدُ بنُ مَخْلد العطار، ومحمد بن جعفر المطِيري، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقةً، ثبتًا، حافظًا، سكن بغداد (¬1). وقال المرُّوذي: وردَ عليَّ كتاب من ناحية شيراز أنّ فضلكَ قال بناحيتهم: إنَّ الإِيمان مخلوق، فبلغَني أنَّهم أخرجوة من البلد بأعوان (¬2). مات في صفر سنةَ سبعين ومئتين. رحمه اللَّه تعالى. 593 - حَنْبَلُ بنُ إسْحاق * ابن حَنْبل بن هلال بن أَسد، الحافظُ الثِّقة، أبو علي الشيباني، ابن عمِّ الإمام أحمدَ وتلميذه. سمع: أبا نُعيم، وعفّان، ومحمدَ بنَ عبد اللَّه الأنصاري، وسليمان بنَ حرب، والحمَيدي، ومسدَّدًا، وخلقًا. وصنَّف "تاريخًا" حسنًا وغيرَ ذلك. حدَّث عنه: ابنُ صاعد، وأبو بكر الخلَّال، ومحمدُ بنُ مَخْلد، وعثمان بن السَّمّاك، ومحمدُ بنُ عَمرو الرزّاز، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 367. (¬2) سير أعلام النبلاء: 12/ 630. * الجرح والتعديل: 3/ 320، تاريخ بغداد: 8/ 286، طبقات الشيرازي: ص 170، طبقات الحنابلة: 1/ 143، المنتظم: 5/ 79، سير أعلام النبلاء: 13/ 51 - 53، تذكرة الحفاظ: 2/ 600، العبر: 2/ 51، النجوم الزاهرة: 3/ 70، طبقات الحفاظ: ص 268، شذرات الذهب: 2/ 163، الرسالة المستطرفة: ص 37.

594 - محمد بن عيسى

قال الخطيب: كان ثقةً، ثبتًا (¬1). وقال ابنُ المنادي: كان حَنْبل قد خرج إلى واسط، فجاءَنا نَعِيُّه منها في جمادى الأولى سنةَ ثلاثٍ وسبعين ومئتين (¬2). وقد قارب الثمانين. 594 - محمدُ بنُ عيسى * ابن يزيد التَّميمي، أبو بكر الطّرَسُوسي، الحافظُ الرّحال. حدّث بأصبهان، وخُراسان، وبَلْخ. روى عن: أبي نُعيم، وأبي عبد الرحمن المُقْرئ، وعفّان، وأبي اليَمَان، وغيرهم. وعنه: أبو عَوَانة، وابن خُزيمة، وأبو العبّاس الدَّغُولي، ومكي بنُ عَبْدان، وعبدُ اللَّهِ بنُ إبراهيم بن الصَّبّاح الأصبهاني، ومحمدُ بنُ أحمد المَحْبوبي. قال الحاكم: هو من المشهورين بالرِّحلة، والفهم، والتثبُّت. أكثرَ عنه أهل مرو (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 8/ 287. (¬2) المصدر السابق. * الكامل لابن عدي: 6/ 2285، تاريخ ابن عساكر: 15/ 426، سير أعلام النبلاء: 13/ 164 - 165، ميزان الاعتدال: 3/ 679، تذكرة الحفاظ: 2/ 601، الوافي بالوفيات: 4/ 296، طبقات الحفاظ: ص 268. (¬3) ميزان الاعتدال: 3/ 679.

595 - عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي

وأما ابنُ عدي فقال: هو في عداد مَنْ يسْرق الحديث (¬1). توفي سنةَ ست (¬2) وسبعين ومئتين، وهو في عشر التِّسعين. رحمه اللَّه تعالى. 595 - عبدُ الكريم بنُ الهيثم الدَّيرعَاقُولي * الحافظ المكثر، أبو يحيى البغدادي القطّان. سمع: أبا نعيم، وسُليمانَ بنَ حرب، وأبا اليَمَان، ومسلم بنَ إبراهيم، والحُمَيدي، وغيرهم. وعنه: ابنُ صاعد، وابنُ السمّاك، وأبو سهل القطّان، وغيرهم. قال ابنُ كامل: كتبنا عنه، وكان ثقةً مأمونًا (¬3). وقال الخطيب: كان ثقةً ثبتًا (¬4). مات في شعبان سنةَ ثمانٍ وسبعين ومئتين، وكان من أبناء الثَّمانين. ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي: 6/ 2285. (¬2) مثله في "التذكرة" و"الميزان"، وأرخ وفاته الذهبي نفسه في "السير" في سنة 277. * تاريخ بغداد: 11/ 78، طبقات الحنابلة: 1/ 216، أنساب السمعاني: 5/ 395، المنتظم: 5/ 120، معجم البلدان: 2/ 521، اللباب: 1/ 523، سير أعلام النبلاء: 13/ 335، تذكرة الحفاظ: 2/ 602، العبر: 2/ 60، طبقات الحفاظ: ص 269، شذرات الذهب: 2/ 172، هدية العارفين: 1/ 60، تاريخ التراث العربي: 1/ 241. (¬3) تاريخ بغداد: 11/ 79. (¬4) تاريخ بغداد: 11/ 78.

596 - عبد الملك بن عبد الحميد

وفيها مات مسنِدا وقتِهِما ببغداد: موسى بن سهل بن كثير الوشاء، وأبو يَعْلى محمدُ بن شدّاد المِسْمَعي، وهما أكبرُ شيخ لأبي بكر الشافعي. 596 - عبدُ الملكِ بنُ عبد الحميد * (س) ابن عبد الحميد بن مَيمون بن مهْران، الحافظُ الفقيه، أبو الحسن الجَزَريّ المَيمونيّ الرقيّ. كان من كبار أصحاب أحمدَ بن حنبل. سمع: محمدَ بنَ عبيد الطَّنافسي، وإسحاقَ الأزرق، ورَوْح بنَ عُبادة، وحجّاج بنَ محمد، والقَعْنبي، وطبقتهم. حدث عنه: النسائي -ووثَّقه- وأبو عَوَانة الإسْفراييني، وأبو بكر بنُ زياد، وأبو عليّ محمدُ بنُ سعيد الرَّقي، وخلق. مات في ربيع الأول سنةَ أربع وسبعين ومئتين. وفيها مات: محمد بن عيسى بن حيّان المدائني، خاتمة أصحاب ابنِ عُيينة ببغداد. ¬

_ * الجرح والتعديل: 5/ 358، طبقات الحنابلة: 1/ 212، المعجم المشتمل: ص 175، تهذيب الكمال: ورقة 857، سير أعلام النبلاء: 13/ 89 - 90، العبر: 2/ 53، تذهيب التهذيب: 2/ 250، تذكرة الحفاظ: 2/ 603، الكاشف: 2/ 185، تهذيب التهذيب: 6/ 400، طبقات الحفاظ: ص 263، خلاصة تذهيب الكمال: ص 244، شذرات الذهب: 2/ 165.

597 - عبيد الله بن واصل

597 - عُبيدُ اللَّهِ بنُ واصل * ابن عبد الشّكور بن [زين] (¬1)، الإمامُ الحافظُ البَطَل، أبو الفضل البُخاري، محدثُ بخارى. رحل، وأكثر عن: أبي الوليد الطَّيالسي، وعَبْدان بن عثمان، ويحيى بن يحيى، ومسدَّد، وعبد السَّلام بن مطهر. وعنه: البخاري في غير "الصحيح"، وجزَرَة، وعبدُ اللَّهِ بن محمد بن يعقوب الحارثي الفقيه، وآخرون من أهل ما وراء النَّهر. مولده سنة مئتين. واسْتُشْهِدَ في وقعة خوكنجة (¬2) سنةَ اثنتين وسبعين ومئتين في شوّال. وقيل: بل في سنة ست وسبعين. 598 - محمد بنُ إسماعيل * * (ت، س) الحافظُ الثِّقة، أبو إسماعيل السُّلَمي التِّرمذي. ¬

_ * الإكمال لابن ماكولا: 4/ 22، أنساب السمعاني: 6/ 347 (الزيني)، سير أعلام النبلاء: 13/ 238 - 239، تذكرة الحفاظ: 2/ 604، طبقات الحفاظ: ص 269 واسمه فيه: عبد الله. (¬1) سقط من الأصل، وتصحف في "التذكرة" إلى: رين. (¬2) خوكنجة: موضع بين بيكند وفربر. وانظر "الأنساب" 6/ 347. * * الجرح والتعديل: 7/ 190، تاريخ بغداد: 2/ 42، طبقات الحنابلة: 1/ 279، أنساب السمعاني: 3/ 47، تاريخ ابن عساكر: 15/ 58، المعجم المشتمل: ص 228، الكامل لابن الأثير: 7/ 265، تهذيب الكمال: ورقة 1174، سير أعلام النبلاء: 13/ 242 - 243، تذهيب التهذيب: 3/ 190، تذكرة الحفاظ: 2/ 604، العبر: 2/ 64، ميزان الاعتدال: 3/ 484، الكاشف: 3/ 20، الوافي بالوفيات: 2/ 212، البداية والنهاية: 11/ 69، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 102، تهذيب =

599 - أبو الأحوص

سمع: محمدَ بنَ عبد اللَّه الأنصاري، وأبا نُعيم، وقَبِيصة، ومسلم بنَ إبراهيم، والحميدي، وسعيدَ بنَ أبي مريم، وطبقتهم. وعنه: الترمذي، والنَّسائي، وموسى بنُ هارون، وإسماعيل الصفّار، وأبو بكر النَّجّاد، وأبو عبد اللَّه بن مُحْرم، وغيرهم. قال النَّسائي: ثقة (¬1). وقال الدارقطني: ثقة صدوق، تكلَّم فيه أبو حاتم (¬2). وقال الخطيب: كان فهِمًا، متقنًا، مشهورًا بمذهب السُّنة (¬3). قال ابن المنادي: مات في رمضان سنة ثمانين ومئتين (¬4). 599 - أبو الْأحْوَص * (ق) الحافظُ الحجَّة، قاضي عُكْبَرا (¬5)، محمد بنُ الهيثم بن حمّاد البغدادي. ¬

_ = التهذيب: 9/ 62، طبقات الحفاظ: ص 263، خلاصة تذهيب الكمال: ص 328، طبقات المفسرين: 2/ 104، شذرات الذهب: 2/ 176، هدية العارفين: 2/ 20. (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 44. (¬2) ميزان الاعتدال: 3/ 484. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": تكلموا فيه. (¬3) تاريخ بغداد: 2/ 42. (¬4) تاريخ بغداد: 2/ 44. * تاريخ بغداد: 3/ 362، أنساب السمعاني: (العبكري) 9/ 38، المعجم المشتمل: ص 278، اللباب: 2/ 351، تهذيب الكمال: ورقة 1281، سير أعلام النبلاء: 13/ 156 - 157، العبر: 2/ 63، تذهيب التهذيب: 4/ 6، تذكرة الحفاظ: 2/ 605، الكاشف: 3/ 92، تهذيب التهذيب: 9/ 498، طبقات الحفاظ: ص 263، خلاصة تذهيب الكمال: ص 362، شذرات الذهب: 2/ 175. (¬5) عكبرا: بضم العين وسكون الكاف وفتح الباء والراء، وقد يمد ويقصر: بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ.

600 - أبو معين

روى عن: أبي نعيم: وعبد اللَّه بنِ رجاء، ومسلم بنِ إبراهيم، والنفيلي، وخلائق وعنه: ابنُ ماجة، وابن صاعد، وأبو عَوَانة، وعثمان بنُ السَّمّاك، وأبو بكر الإِسْكافي، وأبو بكر الشافعي، وخلق. قال الدارقطني: كان من الحفَّاظ الثِّقات (¬1). مات في جمادى الأولى سنةَ تسعٍ وسبعين ومئتين بعُكْبَرا. 600 - أبو مَعِين * الحافظُ المجوِّد، الحسينُ بن الحسن الرّازي، هكذا سمَّاه أبو محمد بن أبي حاتم -وهو أخبرُ به- وسمَّاه أبو أحمد الحاكم محمدَ بنَ الحسين. حدّث عن: سعيد بن أبي مريم، وموسى بن إسماعيل، وأحمدَ بنِ يونس، ويحيى بنِ بُكَير، وأبي تَوْبة الرّبيع بن نافع، وخلق. وبرع في فنون الحديث. وروى عن الإِمام أحمدَ بنِ حنبل كتاب "الإِيمان" وهو كتاب مفيد سمعناه بالإِسناد المتَّصل. وذكره الخلّال في أصحاب أحمد. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 3/ 363. * الجرح والتعديل: 3/ 50، الإكمال لابن ماكولا: 7/ 267، سير أعلام النبلاء: 13/ 154 - 155، تذكرة الحفاظ: 2/ 606، العبر: 2/ 49، طبقات الحفاظ: ص 269، شذرات الذهب: 2/ 162.

601 - محمد بن صالح [س]

روى عنه: أبو نعيم بنُ عدي، ومحمدُ بنُ الفضل المُحَمَّداباذي، وابنُ أبي حاتم، ويوسفُ بنُ إبراهيم الهَمَذاني، وأحمدُ بنُ قشمرد. قال أبو عبد الله الحاكم: هو من كبار حفّاظ الحديث (¬1). وقال غيرُه: توفي في سنة اثنتين وسبعين ومئتين. 601 - محمدُ بنُ صالح * [س] (¬2) الإمام الحافظ، أبو بكر البغدادي الأنماطي، المعروف بكِيلَجَة. سمع: مسلم بنَ إبراهيم، وعفان، وسعيدَ بنَ أبي مريم، والتَّبُوذكي، ومحبوبَ بنَ موسى، وطبقتهم. وعنه: ابن صاعد، والمحَاملي، وإسماعيلُ الصَّفّار، وغيرهم. قال الخطيب: كان حافظًا، متقنًا، ثقةً (¬3). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 154. * تاريخ بغداد: 4/ 203 و 5/ 358، تهذيب الكمال: ورقة 1210، سير أعلام النبلاء: 12/ 524 - 526، تذهيب التهذيب: / 3/ 213 ب، تذكرة الحفاظ 2/ 607، العقد الثمين: 2/ 27، تهذيب التهذيب: 9/ 226، طبقات الحفاظ: ص 264، خلاصة تذهبب الكمال. ص 341، شذرات الذهب: 2/ 161. (¬2) ما بين حاصرتين من "تهذيب التهذيب". وقال ابن حجر في: "روى النسائي حديثًا عن أحمد بن صالح، عن يحيى بن محمد، عن ابن عجلان. فإن كان هو كيلجة فقد سقط بينه وبين يحيى بن محمد -إن كان هو أبا زكير- رجل، وإن كان يحيى بن محمد الجاري فقد سقط بينه وبين ابن عجلان رجل. قلت: قد قدمت أن يحيى بن محمد هو أبو زكير، وإن أحمد بن صالح آحر ليس هو كيلجة، والله أعلم". (¬3) تاريخ بغداد: 5/ 358.

602 - ابن ديزيل

سُئِلَ عنه أبو داود، فقال: صدوق (¬1). وقال النسائي: أحمدُ بنُ صالح بغدادي ثقة (¬2). قال الخطيب: هو محمد بلا شكّ، وقد كان ابنُ مَخْلد يسمِّيه أحمدَ أيضًا (¬3). قال ابنُ عُقدة: توفي الحافظ أبو بكرٍ محمدُ بنُ صالح بمكَّة سنةَ إحدى وسبعين ومئتين، ورأيتُه لا يخضب (¬4). 602 - ابنُ دِيزِيل * الحافظُ الرحَّال، أبو إسحاق، إبراهيمُ بنُ الحسين الكِسَائي الهَمَذاني، ويلقَب بدابَّةِ عفّان، وبسِيفَنَّة. وسِيفنَّة: طائر لا يحط على شجرةٍ إلا ويأكلُ ورقَها، وكذا كان إبراهيم لا يأتي شيخًا إلا ويَنْزِفُه. سمع: أبا مُسْهِر، وعفّان، وأبا نعيم، ومسلم بنَ إبراهيم، وقالون، وعليَّ بنَ عيّاش، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 359. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 359. (¬3) تاريخ بغداد. 5/ 359 وقد ترجم له الخطيب في الأحمدين والمحمدين. انظر ثبت مصادره. (¬4) تاريخ بغداد: 5/ 359. * أنساب السمعاني: (الهمذاني) 12/ 343، تاريخ ابن عساكر: 2/ 213، اللباب: 3/ 391، سير أعلام النبلاء: 13/ 184 - 191، تذكرة الحفاظ: 8/ 602، العبر: 2/ 65، الوافي بالوفيات: 5/ 346، البداية والنهاية: 11/ 71، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 11، لسان الميزان: 1/ 48، طبقات الحفاظ: ص 269، شذرات الذهب: 2/ 177، تهذيب ابن عساكر: 2/ 208.

حدَّث عنه: أبو عوَانة، وأحمدُ بنُ هارون البَرْدِيجي، وأحمدُ بنُ مروان الدينَوري، وأبو الحسن علي بنُ إبراهيم القطّان، وعبدُ الرحمنِ بنُ حمدان الجلاب، وأحمدُ بنُ إسحاق بن نِيخاب، وخلائق. وكان يُضربُ بضبط كتابِه المَثَل. قال الحاكم: ثقة مأمون (¬1). وقال صالح بنُ أحمد -محدِّث همذان: [سمعت أبي] سمعتُ عليَّ بنَ عيسى يقول: الإسنادُ الذي يأتي به ابنُ دِيزيل لوكان فيه ألا يُؤكلَ الخبز، لوجبَ ألا يُؤكل، لصحَّة إِسناده (¬2). وقيل: إنَّه سمعَ خبرَ أبي جَمْرة عن ابن عباس من عفّان أربع مئة مرَّة. وقال القاسم بنُ أبي صالح: سمعتُ ابراهيمَ بنَ دِيزيل يقول: قال لي يحيى بنُ مَعِين: حدثني بنسخة اللّيث عن ابن عَجْلان (¬3). ويُروى أنّ ابنَ دِيزيل جلسَ ينسخُ ليلةً، وغرقَ في الكتابة حتى كتبَ مدّةَ ليلتَين ويوم، وفاتَتْهُ صلاة الجمعة وغيرها. وهذا لا يَثْبُت. مات في آخر شعبان سنةَ إحدى وثمانين ومئتين. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 186. (¬2) سير أعلام النبلاء: 13/ 188، والزيادة منه. (¬3) تمام العبارة كما في "السير" 13/ 188: " ... فإنها فاتتني على أبي صالح، فقلت: ليس هذا وقتة. قال: متى يكون؟ قلت: إذا متَّ". قال الذهبي معلقًا: عنى أني لا أحدث في حياتك، فأساء العبارة.

603 - زغاث

603 - زغَاث (¬1) * الحافظُ الثقة، أبو موسى، عيسى بنُ عبد اللَّه بن سِنان بن دَلّويه الطَّيالسي. بغدادي، صاحب حديث وإتقان. سمع: عبيدَ اللَّهِ بنَ موسى، وعفّان، والمقرئ، وأبا نُعيم، والحُميدي، وطبقتَهُم. وعنه: إسماعيل الصَّفّار، وابن البَخْتري، وأحمد بنُ كامل، وأبو بكر الشّافعي. وثقه الدارقطني. وقال أبو الحسين بن المنادي: كان يعدُّ في الحفّاظ. قال: ومات في شوال سنةَ سبعٍ وسبعين ومئتين (¬2). 604 - بِشرُ بنُ موسى * * الإِمامُ الثَّبت، أبو علي الأسَديُّ البغدادي. حضر مجلس أبي أُسامة، فما أمكنَهُ أن يحفظَ عنه سوى قوله: ¬

_ (¬1) كذا الأصل -بالزاي والعين المعجمة والثاء المثلثة- ومثله في "السير" للذهبي وإحدى نسخ "التذكرة". أما في المطبوع من "التذكرة" فهو (رعاب) ولم يتابعه السيوطي في "الطبقات" بل ذكره باسم (زغاب). أما الخطيب البغدادي فقد ترجم له في "تاريخه" باسم (رغاث) فالله أعلم. * تاريخ بغداد: 11/ 170، سير أعلام النبلاء: 12/ 618 - 619، تذكرة الحفاظ: 2/ 610، طبقات الحفاظ: ص 272. (¬2) تاريخ بغداد: 11/ 170. * * الجرح والتعديل: 2/ 367، تاريخ بغداد 7/ 86، طبقات الحنابلة: 1/ 121، المنتظم: 6/ 28، سير أعلام النبلاء: 13/ 352 - 354، تذكرة الحفاظ: 2/ 611، العبر: 2/ 80، البداية والنهاية: 11/ 85، طبقات الحفاظ: ص 270، شذرات الذهب: 2/ 196.

حدثنا هشام بنُ عروة. وسمع من: روح بن عُبادة حديثًا سمعَهُ منه إسماعيلُ الخُطَبي، وهو قال: حدَّثنا روح، حدثنا حبيبُ بنُ الشهيد، عن الحسن قال: "ثمنُ الجنَّة لا إلهَ إلَّا اللَّه" (¬1). وسمع الكثير من أبي نُعيم، وهَوْذة بن خليفة، والمُقرئ، والحسن الْأشْيب، والأصمعي، وخلّاد بن يحيى، ويحيى بن إسحاق السَّيلَحِيني، والحُميدي، وعفّان، وطبقتهم. وعنه: محمد بنُ مَخْلد، والنَّجّاد، وأبو علي بنُ الصّواف، وأبو بكر الشّافعي، وأبو بكر القَطيعي، والطَّبراني، وخلق. قال أبو بكر الخلّال: بشرٌ كان أحمد بنُ حنبل يكرمُه، وكتب له إلى الحُميدي إلى مكَّة (¬2). وقال الدارقطني: ثقةٌ نبيل (¬3). ولد سنة تسعين ومئة. ومات في ربيع الأول سنةَ ثمانٍ وثمانين ومئتين. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في "تاريخه" 7/ 86 عن الحسن مرسلًا بلفظ "ثمر الجنة لا إله إلا الله". وأخرجه ابن عدي، وابن مردويه، والديلمي في "مسند الفردوس" عن الحسن، عن أنس، وزاد الديلمي: "وثمن النعمة الحمد لله". ورمز له السيوطي في "الجامع الصغير" بعلامة (صح). وقال المناوي في "فيض القدير": وفي الباب عن ابن عباس وغيره. ولم يتعرض لتصحيحه. وأورده الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" برقم (2615). (¬2) تاريخ بغداد: 7/ 87. (¬3) تاريخ بغداد: 7/ 86.

605 - هلال بن العلاء

605 - هِلالُ بنُ العَلاء * (س) ابن هِلال بن عُمر بن هِلال، الحافظ، محدثُ الجزيرة، أبو عمر (¬1)، ابنُ المحدِّث أبي محمد، الباهِليُّ مولاهم الرَّقِّي الأديب. سمع: أباه، وحجّاج بنَ محمد، ومحمدَ بنَ مصعب القَرْقَساني، وأبا جعفر النُّفيلي، وعبدَ اللهِ بنَ جعفر، وطبقتَهُم. وعنه: النسائي، وأبو بكر النَّجّاد، وخَيثمةُ الأطْرابلسي، ومحمدُ بن الصموت، وآخرون. ورحل إليه الحفّاظ. وله نظمٌ رائق (¬2). قال النَّسائي: ليس به بأس. روى مناكيرَ عن أبيه، فلا أدري الريب منه أو من أبيه (¬3). مات في يوم النحر الثالث من سنة ثمانين ومئتين. ¬

_ * تاريخ الرقة: 160، الجرح والتعديل: 9/ 79، طبقات الحنابلة: 1/ 395، المعجم المشتمل: ص 313، معجم الأدباء: 19/ 294، تهذيب الكمال: ورقة 1455، سير أعلام النبلاء: 13/ 309 - 310، تذكرة الحفاظ: 2/ 612، ميزان الاعتدال: 4/ 315، تذهيب التهذيب: 4/ 124، العبر: 2/ 64، الكاشف: 3/ 201، البداية والنهاية: 11/ 69، تهذيب التهذيب: 11/ 83، طبقات الحفاظ: ص 264، بغية الوعاة: 2/ 329، خلاصة تذهيب الكمال: ص 412، شذرات الذهب: 2/ 176. (¬1) في "معجم الأدباء" و"طبقات الحفاظ" و "بغية الوعاة" و "شذرات الذهب": أبو عمرو. (¬2) منه ما نقله الذهبي في "السير" 13/ 310 مما رواه عنه خيثمة بن سليمان: اقبل معاذيرَ من يأتيك معتذرا ... إنْ برَّ عندك فيما قال أو فجرا فقد أطاعك من أرضاك ظاهرُه ... وقد أجلَّك مَنْ يعصيك مستترا (¬3) تهذيب الكمال: ورقة 1456.

606 - حرب بن إسماعيل الكرماني

606 - حَرْبُ بنُ إسماعيل الكرْماني * الفقيه الحافظ، صاحب الإمام أحمد. سمع: أبا الوليد الطيالسي، والحُميدي، وسعيدَ بنَ منصور، وأبا عُبيد، وطبقتهم. وعنه: أبو حاتم الرازي مع تقامِه، وعبدُ اللهِ بنُ إسحاق النهاوندي، والقاسم بنُ محمد الكِرماني، وأبو بكر الخلّال، وغيرهم. توفي سنةَ ثمانين ومئتين. 607 - عبد اللَّهِ بنُ شَبيب الرَّبعي * * الحافظُ المكثِر، أبو سعيد المدني الأخباري، أحد أوعية العلم على ضَعْفِه. روى عن: أبي جابر محمد بن عبد الملك، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وإسماعيلَ بنِ أبي أويس، وإسحاقَ بنِ محمد الفَروي، وأيوبَ بنِ سُليمان، وخلق. ¬

_ * الجرح والتعديل: 3/ 253، طبقات الحنابلة: 1/ 145، أنساب السمعاني: 10/ 404، تاريخ ابن عساكر: 4/ 159، سير أعلام النبلاء: 13/ 244 - 245، تذكرة الحفاظ: 3/ 612، طبقات الحفاظ: ص 271، شذرات الذهب: 2/ 176، تهذيب ابن عساكر: 4/ 108. والكرماني: بكسر الكاف وفتحها -كما في (الأنساب والبلدان). * * الجرح والتعديل: 5/ 83، المجروحين والضعفاء: 2/ 47، الكامل لابن عدي: 4/ 1574، تاريخ بغداد: 9/ 474، تذكرة الحفاظ: 2/ 613، ميزان الاعتدال: 2/ 438، لسان الميزان: 3/ 299، طبقات الحفاظ: ص 271.

608 - ابن سميع

روى عنه: الزبير بنُ بكار -وهو أكبرُ منه- وأبو زُرْعة، وإبراهيم الحَرْبي، وابنُ صاعد، والمَحَاملي، وأبو رَوْق الهِرزاني، وآخرون. قال الحاكم أبو أحمد: ذاهبُ الحديث (¬1). وقال فَضْلك الرّازي: يحلّ ضربُ عنقِه (¬2). مات كهلًا قبل السِّتّين ومئتين. 608 - ابنُ سُمَيع * الحافظ المجوِّد، أبو القاسم (¬3)، محمود بنُ إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سُمَيع الدمشقي، صاحب كتاب "الطبقات". سمع: إسماعيل بنَ أبي أويس، ويحيى بنَ بُكير، وأبا جعفر النُّفيلي، وصفوانَ بنَ صالح، وطبقتهم. وعنه: أبو حاتم، وأبو زُرْعة الدمشقي، وابن جَوْصَاء، وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق، ما رأيت بدمشقَ أكيسَ منه (¬4). قال عمرو بن دُحيم: مات بدمشقَ في انسلاخ جمادى الآخرة سنةَ تسع وخمسين ومئتين (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 475. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 475. * الجرح والتعديل: 8/ 292، تاريخ ابن عساكر: 6/ 143 / ب، سير أعلام النبلاء: 13/ 53، تذكرة الحفاظ: 4/ 612، العبر: 2/ 19، طبقات الحفاظ: ص 271، شذرات الذهب: 2/ 140، هدية العارفين: 2/ 401. (¬3) في "الجرح والتعديل" و "العبر" و "الشذرات": أبو الحسن. (¬4) الجرح والتعديل: 8/ 292. (¬5) سير أعلام النبلاء: 13/ 55.

609 - موسى بن قريش

609 - موسى بنُ قُرَيش * (م) ابن نافع التميمي، الحافظُ الصدوق، أبو عِمْران البُخاري. حدَّث عن: أبي نعيم، ومسلم بنِ إبراهيم، وعليّ بنِ عيّاش، وعبد اللَّه بنِ صالح، وإسحاقَ بنِ بكر بن مُضَر، والطَّبقة. وعنه: مسلم، والحسين بنُ الحسن بن الوضاح، وعليُّ بن الحسن بن عبدة، وإسحاق بنُ أحمد بن خلف، وآخرون. مات في سنة أربع وخمسين ومئتين. قاله ابن ماكولا (¬1). 610 - أبو الموجِّه * * الحافظُ الثِّقة، محمد بن عَمرو بن الموجِّه الفَزَاري المروزي اللغوي. سمع: سعيدَ بنَ منصور، وسعيدَ بنَ سليمان، وعلي بنَ الجَعْد، وصَدَقة بنَ الفضل، وعَبْدان بنَ عثمان، وطبقتَهُم بخُراسان والعراق والحجاز. ¬

_ * الجمع بين رجال الصحيحين: 2/ 486، المعجم المشتمل: ص 298، تهذيب الكمال: ورقة 1394، سير أعلام النبلاء: 13/ 49، تذهيب التهذيب: 4/ 83، تذكرة الحفاظ: 2/ 614، الكاشف: 3/ 166، تهذيب التهذيب: 10/ 366، طبقات الحفاظ: ص 265، خلاصة تذهيب الكمال: ص 392. (¬1) في "الإِكمال" 7/ 115، وفي "تهذيب التهذيب" 10/ 366 وفاته سنة (252). * * الجرح والتعديل: 8/ 35، سير أعلام النبلاء: 13/ 347 - 348، تذكرة الحفاظ: 2/ 615، الوافي بالوفيات: 4/ 290، طبقات الحفاظ: ص 270، وانظر "تبصير المنتبه" 4/ 1329.

611 - تمتام

حدَّث عنه: ابن أبي حاتم، وذكره في كتابه مختصرًا. وروى عنه: الحسنُ بن محمد بن حَليم، وعليُّ بنُ محمد الحَبِيبي (¬1) الدُّخَمْسيني، وأبو بكر بن أبي نصر، وخلق من المَرَاوزة. مات سنةَ اثنتين وثمانين ومئتين بمرو. 611 - تَمْتَام * الإمامُ الحافظ، أبو جعفر، محمدُ بنُ غالب بن حَرْب الضَبيُّ البصري التَّمار، نزيلُ بغداد. سمع: أبا نعيم، ومسلم بنَ إبراهيم، وعفّان، والقَعْنبي، وطبقتَهم. وجمع وصنَّف. روى عنه: ابنُ البَخْتري، وإسماعيلُ الصَّفّار، وعثمان بنُ السَّمّاك، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر الشّافعي، وأبو بَحْر البَرْبَهاري، وخلق. ¬

_ (¬1) كذا الأصل (الحبيبي الدخمسيني) ومثله في "التوضيح" وأصل التذكرة. وقد فصل في المطبوع من التذكرة بين النسبين على أنهما اثنتان، وأشير في الحاشية إلى وجود سقط من الأصل. انظر "أنساب السمعاني" 5/ 291 حاشية رقم (2) و"التذكرة" 2/ 616 حاشية رقم (1). * الجرح والتعديل: 8/ 55، تاريخ بغداد: 3/ 143، أنساب السمعاني: (التمتامي) 3/ 77، المنتظم: 5/ 169، اللباب: 1/ 222، سير أعلام النبلاء: 13/ 390 - 393، تذكرة الحفاظ: 2/ 615، ميزان الاعتدال: 3/ 681، العبر: 2/ 71، الوافي بالوفيات: 4/ 307، البداية والنهاية: 11/ 75، لسان الميزان: 5/ 337، طبقات الحفاظ: ص 270، شذرات الذهب: 2/ 185.

612 - حيكان [ق]

قال الدارقطني: ثقة مجود (¬1). وقال أيضًا: ثقة مأمون إلّا أنه يخْطئ (¬2). مات في رمضان سنةَ ثلاثٍ وثمانين ومئتين. 612 - حَيْكان * [ق] (¬3) المحدثُ الحافظ الشّهيد، أبو زكريا، يحيى ابنُ الحافظ الكبير محمد بن يحيى (¬4) الذهلي النيسابوري، إمامُ نَيسابور ومفتيها بعدَ أبيه، وأميرُ المطَّوعة، وكان له بيت يتعبد فيه. سمع: يحيى بن يحيى، وسُليمان بنَ حرْب، وأحمدَ بنَ يونس، ومسدَّدًا، وعلي بنَ الجَعْد، وإسماعيلَ بنَ أبي أُويس، وطبقتَهم. حدث عنه: أبوه، وابنُ خُزيمة، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمدُ بنُ صالح بن هانئ، وإبراهيم بنُ إسماعيل، وأحمدُ بنُ محمد بن شعيب، وأحمدُ بنُ علي بن حسنويه، وآخرون. قال الحاكم: كان إمامَ نَيسابور في الفتوى والرِّئاسة وابنَ إمامِها. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 3/ 146. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 145. * الجرح والتعديل: 9/ 186، تاريخ بغداد: 14/ 217، المنتظم: 5/ 62، تهذيب الكمال: ورقة 1516، سير أعلام النبلاء: 12/ 285 - 294، تذهيب التهذيب: 4/ 165، تذكرة الحفاظ: 6/ 612، ميزان الاعتدال: 7/ 404، العبر: 2/ 36، الكاشف: 3/ 234، البداية والنهاية: 11/ 42، تهذيب التهذيب: 11/ 276، النجوم الزاهرة: 3/ 43، خلاصة تذهيب الكمال: ص 428، شذرات الذهب: 2/ 153. (¬3) زيادة من "تهذيب التهذيب". (¬4) تقدمت ترجمة محمد بن يحيى برقم (518).

سمعتُ ابنَ هانئ يقول: حضرنا الاملاء عندَ يحيى بنِ محمد في رمضان، وقُتل (¬1) في شوّال سنةَ سبعٍ وستّين ومئتين، فرُفضتْ مجالسُ الحديث، وخُبِّئت المحابرُ حتى لم يقدرْ أحد يمشي بمحبرةٍ ولا كرّاس، ودام ذلك إلى سنة سبعين، فاحتال أبو عثمان سعيد بنُ إسماعيل الزَّاهد في ورود السَّري بنِ خُزيمة، وعقدَ له مجلس الإِملاء، وعلّق المحبرة بيده، واجتمع عنده خلق عظيم (¬2). وقال صالح جَزَرَة في كتابه إلى ابن أبي حاتم: إن أخبار الدين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم، مجفو مطروح، وحمّاله وأهل العناية (¬3) به في شغل التي دهمتهم وتواترت عليهم عند مقتل أبي زكرياء، وقد مضى هو وأبوه لسبيلهما ولم يخلفا مثلهما، ولزم كل خاصة نفسه، ومرقت طائفة ممن كانوا يظهرون السنة، فصارت تدين بدين ملوكها. وقال ابنُ الشَّرقي: سمعت الذُّهلي ذكرَ ابنَه فقال: أبو زكريا والد. وقال أبو أحمد الحاكم، عن شيوخه: قال الذُّهلي: قد رأيتُ العلماءَ لم أرَ فيهم مثلَ ابني يحيى. ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "السير" 12/ 287: "قتله أحمد بن عبد الله الخجستاني ظلمًا لكونه قام عليه وحاربه لاعتدائه وعسفه". وانظر أخبار الخجستاني في "تاريخ الطبري" حوادث سنة 266 وما بعدها، و "الكامل لابن الأثير" 7/ 296. (¬2) سير أعلام النبلاء: 12/ 288 - 289. (¬3) في "التذكرة": الكتابة.

613 - محمد بن يونس

613 - محمد بن يونس * ابن موسى، الحافظ المعمر الواهي، أبو العبّاس الكدَيمي القرشي السَّامي البصري، محدِّث البصرة. روى عن: أبي داود، والخُرَيبي، وأزهر السمّان، وزوج أمه روح بنِ عُبادة، وخلق. وعنه: ابن الأنباري، وإسماعيل الصفّار، وأبو بكر الشّافعي، وأبو بكر بن خلاد النصيبي، وأبو بكر القَطيعي، وخلق. وكان يقول: كتبتُ عن ألفٍ ومئةٍ وستَّةٍ وثمانين نفسًا من البصريّين، وحججت فرأيتُ عبد الرزّاق، وفاتني السَّماع منه. وقال حسن الصّائغ: حدَّثنا الكُديمي قال: خرجتُ أنا وابن المديني والشّاذكوني نتنزَّه، وكان الأمير قد منعَ من ذلك، فكما قعدنا جاء وأخذنا، وكنتُ أصغَرهم، فبطَحُوني، فقلت: أيها الأمير! اسمع مني: حدَّثنا الحُميدي، حدَّثنا سُفيان، عن عَمْرو، عن ¬

_ * الجرح والتعديل: 8/ 122، المجروحين والضعفاء: 2/ 312، الكامل لابن عدي: 6/ 2294، الضعفاء والمتروكون للدارقطني: ص 351، تاريخ بغداد: 3/ 435، طبقات الحنابلة: 1/ 326، أنساب السمعاني: 10/ 367، المنتظم: 6/ 22، اللباب: 3/ 87، تهذيب الكمال: ورقة 1293، سير أعلام النبلاء: 13/ 302 - 305، تذهيب التهذيب: 4/ 14، تذكرة الحفاظ: 2/ 618، ميزان الاعتدال: 4/ 74، العبر: 2/ 78، الوافي بالوفيات: 5/ 291، البداية والنهاية: 11/ 82، تهذيب التهذيب: 9/ 539، النجوم الزاهرة: 3/ 121، طبقات الحفاظ: ص 266، شذرات الذهب: 2/ 194.

أبي قابوس، عن عبد اللَّه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ارْحَموا مَنْ في الأرضِ يَرْحَمْكُمْ منْ في السَّماء" (¬1). قال: أَعِدْه، فأعدتُه، فقال: أتحفظُ مثلَ هذا وتخرج تتنزَّه (¬2)؟ ! قال ابن عدي: اتُّهم الكديمي بوضع الحديث (¬3). وقال ابنُ حبان: لعلَّه قد وضعَ أكثرَ من ألف حديث (¬4). وقال ابنُ عدي: تركَ عامة مشايخنا الرِّوايةَ عنه (¬5). ورماه أبو داود بالكذِب. وقال موسى بنُ هارون -وهو متعلِّق بأستار الكعبة: اللهمَّ إنّي أُشهدُكَ أن الكُديمي كذّاب يضع الحديث (¬6). وقال قاسم المطرِّز: أنا أُجاثي الكُديمي بينَ يدي اللهِ وأقول: يكذبُ على نبيِّك (¬7). وقال الدارقطني: يتهم بالوضع (¬8). ¬

_ (¬1) انظر تخريجه في "سير أعلام النبلاء" 13/ 303 - 304. (¬2) الخبر في "تاريخ بغداد" 3/ 438. (¬3) الكامل لابن عدي 6/ 2294. (¬4) المجروحين والضعفاء: 2/ 313. (¬5) الكامل لابن عدي: 6/ 2294. (¬6) تاريخ بغداد: 3/ 441. (¬7) تاريخ بغداد: 3/ 442. (¬8) المصدر السابق.

614 - الحارث بن محمد

وأما إسماعيلُ الخُطبي فقال: ثقة، ما رأيت جمعًا أكثرَ من مجلسه (¬1). مات في جمادى الآخرة سنةَ ست وثمانين ومئتين، وكان من أبناء المئة. 614 - الحارثُ بنُ محمّد * ابن أبي أُسامة ذاهِر، الإمامُ الحافظ، أبو محمد التَّميمي البغدادي، صاحب "المسند". ولد سنة ست وثمانين ومئة. وسمع: يزيدَ بنَ هارون، وعبد الوهّاب الخفّاف، وعليَّ بنَ عاصم، وعبدَ اللَّهِ بنَ بكر، وروح بنَ عبادة، وأبا بدر السكوني، والواقدي، وخلقًا. وعنه: أبو جعفر الطَّبري، وأبو بكر النّجاد، وابن خلّاد النَّصيبي، وأبو بكر الشّافعي، وعبدُ اللهِ بنُ الحسين النَّضْري شيخ مرو، وخلق. وكان يأخذُ على الرِّواية لأنَّه كان فقيرًا كثير البنات. وثقه إبراهيم الحَرْبي مع علمه بأنَّه يأخذ الدراهم، وأبو حاتم بن حبان. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 3/ 445. * تاريخ بغداد: 8/ 218، المنتظم: 5/ 155، سير أعلام النبلاء: 13/ 388 - 390، ميزان الاعتدال: 1/ 442، العبر: 2/ 68، تذكرة الحفاظ: 2/ 619، لسان الميزان: 2/ 157، طبقات الحفاظ: ص 272، شذرات الذهب: 2/ 178، الرسالة المستطرفة: ص 66.

615 - أبو مسلم الكجي

وقال الدارقطني: صدوق. وقال الأزدي وابن حزم: ضعيف (¬1). عاش سبعًا وتسعين سنة، ومات يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين ومئتين. 615 - أبو مسلم الكجِّي * الحافظ المسند، إبراهيمُ بنُ عبد اللَّه بن مُسْلم بن ماعز البصري، صاحب كتاب "السنن". سمع: أبا عاصم النبيل، والأنصاري، والأصمعي، وبدل بنَ المُحبّر، ومسلم بنَ إبراهيم، وخلائق. وعنه: النجاد، وفاروق الخطابي، وحبيب القزّاز، وأبو بكر القَطيعي، وأبو القاسم الطَّبراني، وأبو بكر بن ماسي، وخلق. وثقه الدارقطني وغيرُه. ¬

_ (¬1) انظر أقوال العلماء فيه في "ميزان الاعتدال" 1/ 442 - 443. * فهرست النديم: ص 288، تاريخ بغداد: 6/ 120، أنساب السمعاني: 10/ 359، المنتظم: 6/ 50، اللباب: 3/ 85، سير أعلام النبلاء: 13/ 423 - 425، العبر: 2/ 92، تذكرة الحفاظ: 2/ 620، الوافي بالوفيات: 6/ 29، مرآة الجنان: 2/ 220، البداية والنهاية: 11/ 99، طبقات الحفاظ: ص 273، طبقات المفسرين: 2/ 11، شذرات الذهب: 2/ 210، الرسالة المستطرفة: ص 34، تاريخ التراث العربي: 1/ 256.

وكان سريًّا، نبيلًا، عالمًا بالحديث. مدحه البحتري (¬1). وقيل: إنَّه لمّا حدَّث تصدَّق بعشرة آلاف. وعن فاروق الخطّابي قال: لما فرغنا من سماع "السنن" منه عمل لنا مأدبةً أنفقَ فيها ألف دينار (¬2). وقال أحمد بن جعفر الختّلي: لما قدم الكجيُّ بغداد أملى في رحبة غسّان، وكان في مجلسه سبعةُ مستملين يبلِّغ كلُّ واحدٍ منهم الآخر، ويكتب الناسُ عنه قيامًا، ثم مسحت الرحبة وحسب مَنْ حضر بمحبرة، فبلغ ذلك نيّفًا وأربعين ألف محبرة سوى النظَّارة. هذه حكاية صحيحة، رواها الخطيب (¬3) عن بُشرى الفاتِني أنّه سمع الختّليَّ يقولها. وقيل: إنه أضر بأخرة. قال جعفر بن محمد بن محمد الطبسي: كنّا ببغداد عند أبي مسلم ¬

_ (¬1) نقل الخطيب في "تاريخه" 6/ 123 عن المرزباني قال: حدثني أحمد بن زياد قال: حدثني يحيى بن البحتري قال: قال أبي يمدح أبا مسلم الكجي من قصيدة أولها: هيِّنٌ ما يقول فيك اللاحي ولعمري لئن دعوتُك للجو ... د لقدمًا لبَّيتني بالنحاح خلقٌ كالغمام ليس له بر ... ق سوى بشر وجهك الوضاح ارتياحًا للطالبين وبذلًا ... والمعالي للباذل المرتاح وكلا جانبيك سبط الخوافي ... حين تسمو أثيث ريش الجناح والقصيدة في "ديوان البحتري" 1/ 457 - 459. وله في قصائد أخرى مبثوثة في "ديوانه". (¬2) سير أعلام النبلاء: 13/ 425. (¬3) في "تاريخ بغداد" 6/ 121 - 122.

616 - عثمان بن سعيد

الكجّي، فعرف أنّا من أصحاب صالح جزَرَة، فعظّمه، وقال: ألا تقولون: سيِّد المسلمين، وأكرمَنا، وقال: ما تريدون؟ قلنا: أحاديث ابن عَرْعَرَة وحكايات الأصمعي، فأملى علينا عن ظهر قلب (¬1). مات ببغداد في المحرّم سنة اثتين وتسعين ومئتين، وحُمل إلى البصرة، وقد قارب المئة. 616 - عثمانُ بنُ سَعيد * ابن خالد، الإِمامُ الحافظ، شيخ الإسلام، أبو سعيد الدَّارمي السجِسْتاني، محدث هراة وتلك البلاد. سمع: أبا اليمان البَهْراني، وسعيدَ بنَ أبي مريم، وسُليمان بنَ حرب، ويحيى الوُحَاظي، وطبقتهم. وأخذ هذا الشَّأن عن أحمد، وابنِ المديني، وابن مَعين، وإسحاق. وأكثرَ الترّحال. حدث عنه: أبو عَمرو أحمدُ بن محمد الحِيري، ومحمد بنُ يوسف الهَرَوي، وأحمدُ بنُ محمد بن عبدوس الطّرائفي، وأبو النضر محمدُ بنُ محمد الفقيه، وحامد الرفّاء، وخلق. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 425. * الجرح والتعديل: 6/ 153، طبقات الحنابلة: 1/ 221، تاريخ ابن عساكر: خ: 11/ 49، سير أعلام النبلاء: 13/ 319 - 326، العبر: 2/ 64، تذكرة الحفاظ: 2/ 621، طبقات الشافعية للسبكي: 5/ 302، البداية والنهاية: 11/ 69، النجوم الزاهرة: 3/ 85، طبقات الحفاظ: ص 274، شذرات الذهب: 2/ 176، هدية العارفين: 1/ 651، الرسالة المستطرقة: ص 64.

قال أبو الفضل يعقوبُ القراب: ما رأينا مثلَ عثمان بن سعيد، ولا رأى هو مثلَ نفسه (¬1). وقال أبو حامد الأعمشي: ما رأيتُ مثلَه، ومثل الذهلي، ويعقوب الفَسَوي (¬2). وقال بعضهم: هو نظير إبراهيم الحرْبي. وله "سؤالات عن الرجال لابن مَعين" (¬3) وله "مسند" كبير، وتصانيف في الرد على الجَهْمية. وهو الذي قام على ابن كرّام (¬4)، وطرده من هراة فيما قيل. وروى أنَّ رجلًا كان يحسده، فقال له: ماذا أنت لولا العلم؟ ! فقال له: أردتَ شَينًا، فصار زينًا. مولده في حدود المئتين، ومات في ذي الحجَّة سنة ثمانين ومئتين. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن عساكر: 11/ 49 / ب. (¬2) سير أعلام النبلاء: 13/ 321. (¬3) طبع سنة (1400 هـ) تحت اسم "تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين في تجريح الرواة وتعديلهم" بتحقيق الدكتور أحمد بن محمد نور سيف. (¬4) هو أبو عبد الله محمد بن كرام، صاحب الفرقه الكرامية، توفي سنة 255 هـ. انظر "الملل والنحل" 1/ 108.

617 - علي بن عبد العزيز

617 - عليُّ بنُ عبد العزيز * ابن المَرْزُبان بن سَابور، الحافظ الصدوق، أبو الحسن البَغَوي، شيخ الحرم، ومصنِّف "المسند". سمع: أبا نُعيم، وعفّان، والقَعْنبي، ومسلم بنَ إبراهيم، وأبا عُبيد، وخلقًا. وعنه: ابن أخيه أبو القاسم البَغَوي، وعليُّ بنُ محمد بن مهرويه القَزْويني، وأبو علي حامدٌ الرَّفّاء، وأبو الحسن بنُ سلمة القطّان، وعبدُ المؤمنِ بنُ خلف النسفي، والطّبراني، وخلائق. عاش أزيدَ من تسعين عامًا. قال الدارقطني: ثقة مأمون (¬1). وقال ابنُ أبي حاتم: صدوق (¬2). وأما النَّسائي فمقتَهُ لأخذِهِ على الحديث، وإنَّما كان يأخذُ لأنه كان فقيرًا مُجاورًا. ¬

_ * الجرح والتعديل: 6/ 196، فهرست الديم: ص 78، نزهة الألباء: 216، معجم الأدباء: 14/ 11، إنباه الرواة: 2/ 292، سير أعلام النبلاء: 13/ 348 - 349، تذكرة الحفاظ: 2/ 622، ميزان الاعتدال: 3/ 143، العبر: 2/ 77، البداية والنهاية: 11/ 82، العقد الثمين: 6/ 185، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 549، لسان الميزان: 4/ 241، النجوم الزاهرة: 3/ 121، طبقات الحفاظ: ص 274، شذرات الذهب: 2/ 193، هدية العارفين: 1/ 674، الرسالة المستطرفة: ص 65، تاريخ التراث العربي: 1/ 254. (¬1) معجم الأدباء: 14/ 12. (¬2) الجرح والتعديل: 6/ 196.

618 - عثمان بن خرزاذ

قال ابن السُّنِّي: بلغني أَنه كان إذا عُوتب على ذلك قال: يا قوم، أنا بين الْأخْشَبَين، وإذا ذهب الحُجّاج نادى أبو قُبيس قُعَيقعانَ يقول: منْ بقي؟ فيقول: المجاوِرُون، فيقول: أَطبِقْ (¬1). مات سنة ست وثمانين ومئتين. رحمه اللَّه تعالى. 618 - عثمانُ بنُ خُرَّزاذ * (س) الحافظُ الثَّبت، محدِّث أنطاكية، أبو عَمرو، عثمانُ بنُ عبد اللهِ بنِ محمد بن خرَّزاذ الأنطاكي. سمع: عفّان، وأبا الوليد الطّيالسي، وعَمرو بنَ مرزوق، وسعيدَ بنَ عُفير، وسعيدَ بنَ منصور، وطبقتهم. وعنه: النسائي ووثّقه، وأبو عَوَانة، وابن جَوْصاء، وخيثمةُ الْأطرابلسي، وهشام بنُ محمد الكِنْدي، وغيرهم. وأجازَ للطَّبراني. قال محمدُ بنُ محمويه الأهوازي: هو أحفظُ مَنْ رأيت (¬2). ¬

_ (¬1) الخبر في "معجم الأدباء" 14/ 12. والأخشبان: جبلا مكة: أبو قبيس والأحمر، واسم الأحمر قعيقعان. وقوله: أطبق، كناية عن انتهاء مورد الرزق والكسب. * الجرح والتعديل: 6/ 149، أنساب السمعاني: 1/ 371، تاريخ ابن عساكر: خ: 11/ 64، المعجم المشتمل: ص 185، معجم البلدان: 1/ 269، تهذيب الكمال: ورقة 917، سير أعلام النبلاء: 13/ 378 - 381، تذكرة الحفاظ: 2/ 623، العبر: 2/ 66، تذهيب التهذيب: 3/ 31، الكاشف: 2/ 220، طبقات القراء لابن الجزري: 6/ 501، تهذيب التهذيب: 7/ 131، طبقات الحفاظ: ص 265، خلاصة تذهيب الكمال: ص 260، شذرات الذهب: 2/ 177. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 918.

619 - أبو زرعة الدمشقي

وقال الحاكم: ثقة مأمون (¬1). مات في شهر ذي الحجّة سنةَ إحدى وثمانين ومئتين. 619 - أبو زُرْعَة الدِّمشقي * (د) الحافظُ الثبت، محدِّث الشام، عبد الرحمنِ بن عَمرو بن عبد اللَّه بن صَفوان بن عمرو النَّصْري. حدَّث عن: هوذةَ بنِ خليفة، وأبي نُعيم، وأحمدَ بنِ خالد الوهبي، وأبي مُسْهِر الغسّاني، وعفّان، وسليمانَ بن حرب، وطبقتهم. وعنه: أبو داود، وابن صاعد، وأبو العبّاس الأصم، والطَّحاوي، والطبراني، وعليُّ بنُ أبي العَقَب، وخلق. قال أبو الميمون بن راشد: حدَّثنا أبو زرْعة قال: أُعجب أبو مسْهر بمجالستي إياه صغيرًا (¬2). وقال أحمدُ بنُ أبي الحَواري: أبو زُرْعة شيخ الشّباب (¬3). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 918. * مقدمة كتابه "تاريخ دمشق"، الجرح والتعديل: 5/ 267، طبقات الحنابلة: 1/ 205، أنساب السمعاني: (النصري) 12/ 95، تاريخ ابن عسكر: ح: 10/ 32 / 2، المعجم المشتمل: ص 169، معجم البلدان: (دمشق) 2/ 470، تهذيب الكمال: ورقة 810، سير أعلام النبلاء: 13/ 311 - 316، العبر: 2/ 65، الكاشف: 2/ 158، تذكرة الحفاظ: 2/ 624، تهذيب التهذيب: 6/ 236، النجوم الزاهرة: 3/ 87، طبقات الحفاظ: ص 266، خلاصة تذهيب الكمال: ص 232، شذرات الذهب: 2/ 177، الرسالة المستطرفة: ص 130، تاريخ التراث العربي: 1/ 484. (¬2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 386. (¬3) الجرح والتعديل: 5/ 267.

620 - إسماعيل بن إسحاق

وقال أبو حاتم: صدوق (¬1). مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ومئتين. 620 - إسماعيل بنُ إسحاق * ابن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، الإمام، شيخ الإِسلام، أبو إسحاق القاضي الأزدي مولاهم البصري ثم البغدادي، المالكي الحافظ، صاحب التّصانيف. ولد سنة تسعٍ وتسعين ومئة. وسمع: الأنصاري، والقَعْنبي، ومسلم بنَ إبراهيم، وعبدَ اللَّهِ بنَ رجاء، وإسماعيلَ بنَ أبي أويس، وقالونَ وقرأ عليه، وتفقَّه بأحمدَ بنِ المعذَّل، وأخذ علمَ الحديث وعلله عن ابن المديني. روى عنه: أبو بكر النجاد، وأبو بكر الشّافعي، والحسن بن محمد بن كَيسان، وأبو بحر البَرْبهاري، وغيرهم. وتفقَّه عليه خلائق. قال الخطيب: كان عالمًا، متقنًا، فقيهًا، شرح مذهبَ مالك ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 4/ 267. * الجرح والتعديل: 2/ 158، فهرست النديم: ص 252، تاريخ بغداد: 6/ 284، طبقات الشيرازي: ص 164، المنتظم: 5/ 151، معجم الأدباء: 6/ 129، سير أعلام النبلاء: 13/ 339 - 342، تذكرة الحفاظ: 2/ 625، العبر: 2/ 67، مرآة الجنان: 2/ 194، البداية والنهاية: 11/ 72، الديباج المذهب: 1/ 282، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 162، طبقات الحفاظ: ص 275، بغية الوعاة: 1/ 443، طبقات المفسرين: 1/ 105، شذرات الذهب: 2/ 178، هدية العارفين: 1/ 207، الرسالة المستطرفة: ص 37.

621 - جعفر بن محمد

واحتج له، وصنَّف المسند، وصنّف في علوم القرآن، وجمع حديثَ أيوب، وحديثَ مالك، وله كتاب "أحكام القرآن" لم يُسبق إلى مثله، وكتاب "معاني القرآن" وكتاب "القراءات" واستوطن بغداد، ووليَ قضاءَها إلى أن توفي (¬1). وقال غيره: صنَّف موطًّا، وصنّف كتابًا كبيرًا نحو مئتي جزء في الردِّ على محمد بن الحسن (¬2) - لم يتمّه. قال المبرّد: إسماعيل القاضي أعلم مني بالتَّصريف (¬3). وعن يحيى بن أكثم -ورأى إسماعيل القاضي مقبلًا- فقال: قد جاءت المدينة (¬4). وقد روى النسائي في "الكُنى" عن إبراهيم بن موسى، عن إسماعيل القاضي، عن ابن المديني. مات إسماعيل فجأةً في ذي الحجّة سنةَ اثنتين وثمانين ومئتين. رحمه اللَّه. 621 - جعفرُ بنُ محمد * ابن أبي عثمان، الحافظ، أبو الفضل الطيالسيُّ البغدادي. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 284، 286. (¬2) هو أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة. (¬3) تاريخ بغداد: 6/ 286. (¬4) المصدر السابق. * تاريخ بغداد: 7/ 188، طبقات الحنابلة: 1/ 123، المنتظم: 5/ 154، سير أعلام النبلاء: 13/ 346 - 347، تذكرة الحفاظ: 2/ 626، العبر: 2/ 67، طبقات الحفاظ: ص 275، شذرات الذهب: 2/ 178.

622 - الشعراني

سمع: عفّان، ومسلمَ بنَ إبراهيم، وعارِمًا، وإسحاقَ بنَ محمد الفَرْوي، وسليمانَ بنَ حرب، وخلقًا. وعنه: ابنُ صاعد، وإسماعيل الصفّار، والنّجاد، وابنُ نجيح، وأبو بكر الشّافعي. قال أحمد بنُ المنادي: كان مشهورًا بالإِتقانِ والحفظِ والصِّدق (¬1). قال الخطيب: كان ثقة، ثبتًا، حسنَ الحفظ (¬2)، صعبَ الأخذ. مات في رمضان سنةَ اثنتين وثمانين ومئتين. رحمه الله تعالى. 622 - الشَّعرْاني * الإِمامُ الحافظُ الرحّال، أبو محمد، الفضلُ بنُ محمد بن المسيَّب البَيهقي، من ذريَّة ملك اليمن باذام (¬3) الذي أسلم بكتاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم. سمع: سليمانَ بنَ حرب، وعيسى قالون، وسعيدَ بنَ أبي مريم، وعبدَ اللهِ بنَ صالح، وإسماعيلَ بنَ أبي أُويس، وأبا تَوْبة الحلبي، وأبا جعفر النُّفَيلي، وخلائق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 7/ 189. (¬2) مثله في "تاريخ بغداد" 7/ 188، ووقع في "التذكرة": حسن الخط. * الجرح والتعديل: 7/ 69، الإكمال لابن ماكولا: 4/ 571، أنساب السمعاني: (الريوذي) 6/ 209 و (الشعراني) 7/ 343، معجم البلدان: 3/ 115، اللباب: 2/ 49 و 199، سير أعلام النبلاء: 13/ 317 - 319، تذكرة الحفاظ: 2/ 626، العبر: 2/ 69، ميزان الاعتدال: 3/ 358، البداية والنهاية: 11/ 73، طبقات الحفاظ: ص 276، شذرات الذهب: 2/ 179، هدية العارفين: 1/ 818. (¬3) ويقال: باذان. وانظر "السيرة النبوية" لابن هشام: 1/ 69.

623 - إبراهيم بن أورمة

وعنه: ابنُ خُزيمة، وابنُ الشَّرقي، وعلي بنُ حَمْشاذ، وأبو عبد اللَّه الأخرم، ومحمدُ بن المؤمّل، وحفيده إسماعيل بنُ محمد بن الفضل، وخلق. قال ابن المؤمل: كنّا نقول: ما بقي بلدٌ لم يدخلْه الفضل الشعراني في طلب الحديث إلَّا الأندلس (¬1). وقال الحاكم: كان أديبًا، فقيهًا، عابدًا، عارفًا بالرِّجال، ثقةً، لم يُطعن فيه بحجَّة، كان يُرسلُ شعرَه فلقِّب بالشَّعراني (¬2). وقال ابن ماكولا: كان قد قرأ القرآنَ على خلف، وعنده عن أحمدَ بنِ حنبل تاريخه، وعن سُنيد المصّيصيِّ تفسيره (¬3). وقال ابن أبي حاتم: تكلَّموا فيه (¬4). وقال ابنُ الأخرم: صدوقٌ، غالٍ في التشيُّع (¬5). مات في أول سنة اثنتين وثمانين ومئتين. 623 - إبراهيم بنُ أورمَة * الحافظُ البارع، مفيدُ بغداد في زمانه، أبو إسحاق الأصبهاني. ¬

_ (¬1) انظر "أنساب السمعاني" 7/ 343. (¬2) انظر "معجم البلدان" 3/ 115. (¬3) الإكمال: 4/ 571. (¬4) الجرح والتعديل: 7/ 69. (¬5) ميزان الاعتدال: 3/ 358. * الجرح والتعديل: 2/ 88، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 184، تاريخ بغداد: 6/ 42، المنتظم: 5/ 56، سير أعلام النبلاء: 13/ 145 - 146، تذكرة الحفاظ: 2/ 628، =

روى عن: محمد بن بكّار، وصالح بن حاتم بن وَرْدان، وعاصم بن النضْر، والفلّاس، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر بنُ أبي الدنيا، ومحمدُ بنُ يحيى بن مَنْدة، وأبو بكر الباغَنْدي، وغيرُهم. قال الدارقطني: ثقة حافظ نبيل (¬1). وقال ابنُ المنادي: ما رأينا في معناه مثلَه، مرضَ وكان ينتخبُ على عبّاس الدُّوري (¬2). وقال أبو نعيم الحافظ: فاقَ إبراهيمُ أهلَ عصره في المعرفة والحِفظ، وأقام بالعراق يكتبون بفائدته (¬3). لم ينتشر حديثُ إبراهيم لأنَّه عاش خمسًا وخمسين سنة. قال ابن المنادي وغيرُه: مات في آخر سنة ستٍّ وستِّين ومئتين. وفيها مات: الفقيه صالحُ بن أحمد بن محمد بن حَنْبل الشَّيباني قاضي أصبهان، والمحدِّث أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي الواسِطي، والعلامة محمد بن شجاع بن الثلْجي البغدادي صاحب التّصانيف. ¬

_ = العبر: 2/ 33، البداية والنهاية: 11/ 40، طبقات الحفاظ: ص 277، شذرات الذهب: 2/ 151. (¬1) تاريخ بغداد: 6/ 44. (¬2) المصدر السابق. (¬3) ذكر أخبار أصبهان: 1/ 184.

624 - بقي بن مخلد

624 - بَقِيُّ بنُ مَخْلَد * الإمام، شيخ الإسلام، أبو عبد الرحمن القُرْطبيُّ الحافظ، صاحب "المسند" الكبير و "التفسير" الجليل الذي قال فيه ابن حزم: ما صُنِّف تفسير مثله أصلًا. مولده في رمضانَ سنةَ إحدى ومئتين. وسمع: يحيى بنَ يحيى اللَّيثيَّ القُرْطبي، وأبا مصعب الزُّهري، ويحيى بنَ بُكير، وإبراهيم بنَ المنذر الحِزَامي، وزهيرَ بنَ عبّاد، وصفوانَ بنَ صالح، ويحيى بنَ عبد الحميد، وابنَ نُمير، وابنَ أبي شَيبة. وطوَّفَ الشرقَ والغرب، وشيوخُهُ مئتان ونيِّف وثمانون. روى عنه: ابنُه أحمد، وأحمد بنُ عبد الله الأموي، وأسلم بن عبد العزيز، ومحمدُ بنُ عمر بن لُبابة، والحسن بنُ سعد، وعبد اللهِ بنُ يونس القَبْري (¬1)، وغيرهم. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 91، الإِكمال لابن ماكولا: 1/ 344، جذوة المقتبس: 177، طبقات الحنابلة: 1/ 120، تاريخ ابن عساكر: خ: 3/ 203 / ب، الصلة لابن بشكوال: 1/ 116، المنتظم: 5/ 100، بغية الملتمس: 245، معجم الأدباء: 7/ 75، سير أعلام النبلاء: 13/ 285 - 296، تذكرة الحفاظ: 2/ 629، العبر: 2/ 56، البداية والنهاية: 11/ 56، النجوم الزاهرة: 3/ 75، طبقات الحفاظ: ص 277، طبقات المفسرين: 1/ 116، نفح الطيب: 2/ 47، 518، شذرات الذهب: 2/ 169، هدية العارفين: 1/ 233، الرسالة المستطرفة: ص 74، تهذيب ابن عساكر: 3/ 280، تاريخ التراث العربي: 1/ 238. (¬1) هذه النسبة إلى (قبرة) بلفظ تأنيث القبر، كورة من أعمال الأندلس. وقد تصحفت في "التذكرة" إلى: القيري.

وكان إمامًا، قدوة، مجتهدًا لا يقلِّد أحدًا، ثَبتًا، حجّة، عابدًا، متهجِّدًا، أوّابًا، مُنيبًا، عديمَ النَّظير في زمانه. قال أحمد بنُ أبي خَيثمة: ما كنّا نسمِّيه إلَّا المِكْنَسَة، وهل يحتاج بلدٌ فيه بقيٌّ أن يأتي منه إلينا أحد (¬1)؟ ! وقال أبو الوليد الفَرَضي: ملأ بقيٌّ الأندلسَ حديثًا (¬2). وقال أبو عبد الملك القُرْطبي في "تاريخه": كان بقي متواضعًا، ملازمًا لحضور الجنائز. وكان يقول: إنِّي لأعرفُ رجلًا كان تمضي عليه الأيام في وقت طلبه ليس له عيشٌ إلا ورق الكُرنْب (¬3). وعن بقيٍّ قال: لما رجعت من العراق أجلسَني يحيى بن بُكير إلى جنبه، وسمع منِّي سبعة أحاديث (¬4). وقد تعصَّبوا على بقي لإِظهاره مذهب أهل الأثر، فدفعهم عنه أميرُ الأندلسِ محمدُ بن عبد الرحمن المرواني، واسْتَنْسخ كتبَه، وقال لبقي: انشرْ علمَك. وعن بقيّ قال: لقد غرستُ للمسلمين غرسًا بالأندلس لا يقلع إلَّا بخروج الدجال (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ علماء الأندلس: 1/ 91 - 92. (¬2) تاريخ علماء الأندلس: 1/ 92. (¬3) سير أعلام النبلاء: 13/ 291 - 292. (¬4) تاريخ علماء الأندلس: 1/ 92. (¬5) سير أعلام النبلاء: 13/ 291.

625 - المروذي

وقال ابنُ حزم: كان بقي ذا خاصَّة من أحمد بن حنبل، وجاريًا في مضمار البخاري ومسلم والنَّسائي (¬1). وعن بقيٍّ قال: كلُّ مَنْ رحلتُ إليه فماشيًا على قدمي (¬2). وذكر عن بقي خير، ونُسك، وإيثار حتى بثوبه. وكان مجابَ الدَّعوة. وقيل: إنَّه كان يختم القرآن كل ليلةٍ في ثلاث عشرة ركعة، ويسرد الصوم، وحضر سبعين غزْوة. مات في جمادى الآخرة سنةَ ستٍّ وسبعين ومئتين. رحمه اللَّه. وفيها مات: العلّامة أبو محمد عبدُ اللهِ بنُ [مسلم بن قُتيبة الدِّينوري صاحب التَّصانيف، ومحدِّث مكَّة] (¬3) محمدُ بن إسماعيل بن سالم الصّائغ، ومحدِّثُ دمشق يزيدُ بنُ محمد بن عبد الصَّمد أبو محمد الدمشقي، والمسند أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمد بن أبي العوّام بن يزيد الرِّياحي. رحمهم اللَّه تعالى. 625 - المرُّوذي * الإمامُ القدوة، شيخ بغداد، أبو بكر، أحمدُ بنُ محمد بن ¬

_ (¬1) انظر "الصلة" لابن بشكوال: 1/ 117. (¬2) انظر "السير" 13/ 291. (¬3) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة". * تاريخ بغداد: 4/ 423، طبقات الشيرازي: ص 170، طبقات الحنابلة: 1/ 56، أنساب السمعاني: 11/ 255، المنتظم: 5/ 94، سير أعلام النبلاء: 13/ 173 - 176، تذكرة الحفاظ: 2/ 631، العبر: 2/ 54، الوافي بالوفيات: 7/ 393، البداية والنهاية: 11/ 54، شذرات الذهب: 2/ 166.

الحجّاج، الفقيه، أجل أصحاب الإمام أحمد. كان أبوه خوارِزْميًّا، وأمه مروذِيَّة. لزم أحمدَ دهرًا، وأخذ عنه العلم والعمل. سمع: محمدَ بنَ المِنْهال الضَرير، ومحمدَ بنَ عبد اللَّه بن نمير، وعبيدَ اللهِ القَواريري، وأحمدَ بنَ حنبل، وهارونَ بنَ معروف، وسريج بنَ يونس، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الخلّال الفقيه، ومحمدُ بنُ مخلد العطّار، ومحمدُ بنُ عيسى بن الوليد، وغيرهم. قال إسحاقُ بنُ داود: لا أعلم أحدًا أقومَ بأمر الإسلام من أبي بكر المرُّوذي (¬1). وقال أبو بكر بنُ صَدَقة: ما علمتُ أحدًا أذَبّ عن الدِّين من المرُّوذي (¬2). وقال الخلّال: خرج المروذي للغزو، فشيَّعوه إلى سامَرّاء، وجعل يردُّهم فلا يرجعون، فحُزر منْ وصل معه إلى سامَرّاء نحو خمسين ألف إنسان، فقيل له: يا أبا بكر! احمدِ اللَّهَ فهذا علم قد نُشر لك، فبكى ثم قال: ليس هذا العلم لي، إنَّما هذا علم أحمدَ بن حنبل (¬3). قال الخلّال: وسمعتُ المروذي يقول: كان أبو عبد اللَّه يبعثُني في الحاجة فيقول: كلّ ما قلتَ فهو على لساني وأنا قُلته (¬4). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 423. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 4/ 424. (¬4) المصدر السابق.

626 - الترمذي

مات في جمادى الأولى سنةَ خمسٍ وسبعين ومئتين. والأثرمُ وغيرُه من أصحاب الإمام أحمد أكثرُ حفظًا للحديث ولفنونِه منه، ولكنَّ المرُّوذي إمام في السنّة، شديدُ الاتباع، له جلالة عظيمة. وفيها مات محدِّث بغداد يحيى بن أبي طالب جعفر بن الزِّبرقان. رحمهم الله تعالى. 626 - التّرْمِذي * الإمام الحافظ، أبو عيسى، محمد بنُ عيسى بن سَوْرة السلَمي الضَّرير، مصنف "الجامع" وكتاب "العلل". سمع: قتيبةَ بنَ سعيد، وأبا مُصْعب، وإبراهيمَ بنَ عبد الله الهَرَوي، وإسماعيلَ بنَ موسى السّدِّي، وسويدَ بنَ نصر، وعليَّ بنَ حُجْر، ومحمدَ بنَ عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وعبدَ اللهِ بنَ معاوية الجُمَحي، وطبقتهم. وتفقَّه في الحديث بالبخاري. روى عنه: مكحولُ بن الفضل، ومحمدُ بنُ محمود بن عَنْبر، ¬

_ * فهرست النديم: ص 289، أنساب السمعاني: (البوغي) 2/ 335 و (الترمذي) 3/ 45، معجم البلدان: 1/ 510 و 2/ 27، اللباب: 1/ 188 و 213، وفيات الأعيان: 4/ 278، تهذيب الكمال: ورقة 1254، سير أعلام النبلاء: 13/ 270 - 277، تذكرة الحفاظ: 2/ 633، ميزان الاعتدال: 3/ 678، العبر: 2/ 62، الكاشف: 3/ 77، الوافي بالوفيات: 4/ 294، نكت الهميان: ص 264، البداية والنهاية: 11/ 66، تهذيب التهذيب: 9/ 387، النجوم الزاهرة: 3/ 81، طبقات الحفاظ: ص 278، خلاصة تذهيب الكمال: ص 355، شذرات الذهب: 2/ 174، هدية العارفين: 2/ 19، الرسالة المستطرفة: ص 11، تاريخ التراث العربي: 1/ 241.

وحمّادُ بنُ شاكر، وعبدُ بن محمد النَّسفيّون، والهيثمُ بن كُليب الشاشي، وأحمدُ بن علي بن حسنويه، وأبو العباس المَحْبوبي، وخلق. قال ابنُ حبان في كتاب "الثقات": كان أبو عيسى ممَّن جمع، وصنَّف، وحفظ، وذاكر (¬1). وقال أبو سعيد الإدريسي: كان أبو عيسى يُضرب به المثل في الحِفظ (¬2). وقال الحاكم: سمعتُ عمرَ بنَ علَّك يقول: مات البخاري فلم يخلِّف بخراسانَ مثلَ أبي عيسى في العلم، والحفظ، والورع، والزُّهد. بكى حتى عَمِي، وبقيَ ضريرًا سنين (¬3). ونقل الإدريسي بإسناد له: أنَّ أبا عيسى قال: كنتُ في طريق مكة، فكتبتُ جزءَين من حديث شيخ، فوجدتُه فسألتُه، وأنا أظن أن الجزءَين معي، فسألته، فأجابني، فإذا معي جزءان بياض، فبقي يقرأُ عليَّ من لفظِه، فنظر فرأى في يدي ورقًا بياضًا، فقال: أما تستحي مني؟ ! فأعلمتُهُ بأمري وقلت: أحفظُه كله، قال: اقرأ. فقرأتُه عليه، فلم يصدِّقني، وقال: استظهرتَ قبل أن تجيء؟ فقلت: حدِّثني بغيره، فحدَّثني بأربعين حديثًا، وقال: هاتِ، فأعدتها عليه ما أخطأتُ في حرف (¬4). ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1255. (¬2) سير أعلام النبلاء: 1/ 2733. (¬3) المصدر السابق. (¬4) الخبر بنحوه في "أنساب السمعاني" 2/ 335.

وعن أبي علي منصور بن عبد اللَّه الخالدي قال: قال أبو عيسى: صنّفت هذا الكتاب، فعرضتُه على علماء الحجازِ والعراقِ وخُراسان، فرضُوا به، ومَنْ كان في بيته هذا الكتاب -يعني "الجامع"- فكأنَّما في بيته نبي يتكلم (¬1). وقال أبو نصرٍ عبدُ الرحيم بن عبد الخالق اليوسُفي: "الجامع" على أربعة أقسام: قسم مقطوع بصحَّتِه، وقسم على شرط أبي داود والنَّسائي كما بيَّنّا، وقسم أخرجه الصدر وأبان عن علَّته، وقسم رابع أبان عنه، فقال: ما أخرجتُ في كتابي هذا إلا حديثًا قد عَمِلَ به بعض الفقهاء (¬2). وتِرْمذ -بالكسر- هو المشهور. وقال مؤتمنُ السَّاجي: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ محمد الأنصاري يقول: هو بضم التاء (¬3). وقد سمعَ من أبي عيسى التِّرمذي محمد بنُ إسماعيل البخاري. ومات في ثالث عشر رجب سنةَ تسعٍ وسبعينَ ومئتين بترمذ. وفيها مات: المسند المحدِّثُ أحمدُ بنُ الخليل بن ثابت أبو جعفر البُرْجلاني -نسبةً إلى البُرجلانيَّة محلّة ببغداد، والمسندُ إبراهيمُ بنُ عبد اللَّه العبسي الكوفي القصّار خاتمةُ أصحاب وكيع، ومحدِّثُ مكّة أبو يحيى عبدُ اللَّهِ بنُ أحمد بن أبي مسرَّة، والمحدِّثُ جعفر بن محمد بن شاكر الصّائغ ببغداد عن تسعين سنة. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 274. (¬2) تمام كلامه كما في "السير" 13/ 274 - 275: ... سوى حديث "فإن شرب في الرابعة فاقتلوه" وحديث "جمع بين الظهر والعصر بالمدينة من غير خوف ولا سفر". (¬3) ونقل الحافظ أبو الفتح بن اليعمري: أنه يقال فيه: ترمذ -بالفتح. انظر "أنساب السمعاني" 3/ 44، و"السير" 13/ 274.

627 - محمد بن يزيد ابن ماجة

627 - محمدُ بنُ يزيدَ ابن ماجَة * الحافظُ الكبيرُ المفسِّر، أبو عبد اللَّه القَزْويني، صاحب "السنن" و "التفسير" و"التاريخ". ولد سنةَ تسع ومئتين. وسمع: محمدَ بنَ عبد اللَّه بن نُمير، وجُبارة بن المغلِّس، وإبراهيمَ بنَ المنذر الحِزَامي، وعبدَ اللهِ بنَ معاوية، وهشامَ بنَ عمّار، ومحمدَ بنَ رمح، وداودَ بنَ رُشيد، وطبقتهم. وعنه: محمدُ بن عيسى الأبْهري، وأبو عَمرو أحمدُ بنُ محمد بن حكيم، وأبو الحسن القطّان، وسُليمانُ بن يزيد الفامي، وأحمدُ بنُ روح البغدادي، وغيرهم. روي عن ابنِ ماجة أنه عرض كتابَه على أبي زُرْعة، فنظر فيه وقال: أظنُّ إن وقع هذا في أيدي الناس تعطّلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعلَّ لا يكونُ فيه تمام ثلاثين حديثًا ممّا في إسناده ضعف (¬1). ¬

_ * تاريخ قزوين: 165، تاريخ ابن عساكر: خ: 16/ 63 / ب، المنتظم: 5/ 90، وفيات الأعيان: 4/ 279، تهذيب الكمال: ورقة 1292، سير أعلام النبلاء: 13/ 277 - 281، تذهيب التهذيب: 4/ 13، تذكرة الحفاظ: 2/ 636، العبر: 2/ 51، الكاشف: 3/ 97، الوافي بالوفيات: 5/ 220، مرآة الجنان: 2/ 188، البداية والنهاية: 11/ 52، تهذيب التهذيب: 9/ 530، النجوم الزاهرة: 3/ 70، طبقات الحفاظ: ص 278، خلاصة تذهيب الكمال: ص 365، طبقات المفسرين: 2/ 272، شذرات الذهب: 2/ 164، هدية العارفين: 2/ 18، الرسالة المستطرفة: ص 12، تاريخ التراث العربي: 1/ 229. (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 278.

628 - أحمد بن سلمة

وقال أبو يَعْلى الخَليلي: ابنُ ماجة ثقة كبير، متَّفق عليه، محتجٌّ به، له معرفةٌ وحفظ. ارتحل إلى العراقَين، ومكَّة، والشام، ومصر (¬1). مات في رمضارَ سنةَ ثلاثٍ وسبعين ومئتين. وعدد كتب سُننه اثنان وثلاثون كتابًا. قال أبو الحسن القطان صاحب ابن ماجة: في "السنن" ألف وخمس مئة باب، وجملة ما فيها أربعةُ آلاف حديث (¬2). وفي سنة ثلاثٍ مات محدِّثُ نَصيبين إسحاقُ بن سيّار. رحمهم الله تعالى. 628 - أحمدُ بنُ سَلَمَة * الحافظُ الحجة، أبو الفضل النَّيسابوري البزّاز، رفيقُ مسلم في الرِّحلة إلى بلخ والبصرة. روى عن: قتيبةَ بنِ سعيد، وابنِ راهويه، وعبد اللَّه بن مُعاوية، وأبي كرَيب، وعثمانَ بنِ أبي شيبة، وطبقتهم. ¬

(¬1) تهذيب الكمال: ورقة 1293. (¬2) انظر "السير" 13/ 280. * الجرح والتعديل: 2/ 54، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 99، تاريخ بغداد: 4/ 186، سير أعلام النبلاء: 13/ 373، تذكرة الحفاظ: 2/ 637، العبر: 2/ 76، طبقات الحفاظ: ص 279، شذرات الذهب: 2/ 192، هدية العارفين: 1/ 53، الرسالة المستطرفة: ص 28.

وعنه: أبو زُرْعة، وابن وارة- وهما من شيوخه، وأبو حامد بنُ الشَّرقي، وأبو الفضل محمدُ بن إبراهيم، وغيرهم. وله مستخرج كصحيح مسلم. قال أبو القاسم النصْراباذي: رأيتُ أبا عليٍّ الثقفيّ في النوم، فقال لي: عليكَ بصحيح أحمد بن سلَمة (¬1). وقال عليُّ بنُ عيسى: سمعتُ أحمدَ بنَ سلَمة يقول: دعا أبي إسحاقَ إلى طعام، وأراد أن يستشيرَه في خروجي إلى قتيبة، فقال: إن ابني هذا قد ألحَّ عليَّ في خروجه إلى قُتيبة، فما ترى أنت؟ وذكر له شفقتَه عليّ، فنظر إلي إسحاق وقال: هذا يجلسُ في مجلسي بالقرب مني، وقد سمع مني كثيرًا، وأبو رجاء عندَه من اللُّقى ما ليس عندنا، فأرى أن تأذنَ له عسى أن ينتفعَ يومًا ما. مات في جمادى الآخرة سنةَ ستٍّ وثمانينَ ومئتين. وفيها مات: شيخُ الصُّوفية أبو سعيد الخّراز، وراوي "السِّيرة" أبو سعيد عبدُ الرحيمِ بنُ عبد اللَّه بن عبد الرحيم بن البَرْقي، وشاعرُ زمانِه أبو عبادة الوليدُ بنُ عبيد الطّائي البحْتري، والمسندُ أحمد بنُ علي البغدادي الخّزاز، وأحمدُ بن المعلى الدِّمشقي القاضي، وإبراهيمُ بنُ سويد الشِّبامي (¬2)، وإبراهيمُ بنُ بَرَّةَ الضَنعاني صاحبا عبد الرزّاق باليمن. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 186. (¬2) تصحفت في "التذكرة" إلى: السامي. انظر "الأنساب" 7/ 280.

629 - إبراهيم بن أبي طالب

629 - إبراهيمُ بنُ أبي طالب * محمد بن نوح بن عبد اللَّه، الإمام الحافظ، شيخ خراسان، أبو إسحاقَ النَّيسابوري. سمع: إسحاقَ بنَ راهويه، ومحمدَ بنَ أبان البَلْخي، ومحمدَ بنَ مِهْران، وداودَ بنَ رُشَيد، وأبا مُصْعب، وطبقتهم. وعنه: ابن خُزيمة، وأبو الوليد حسّانُ بنُ محمد، وأهلُ بلدِه. قال الحاكم: كان إمامَ عصرِه بنَيسابور في معرفة الحديث والرجال، جمع الشُيوخ والعِلل، ودخل على أحمدَ بنِ حنبل، وذاكره، وعلق عنه (¬1). قال عبدُ اللهِ بنُ سعد: ما رأيتُ مثلَ إبراهيمَ بنِ أبي طالب، ولا رأى هو مثلَ نفسِه (¬2). وقد رآه الحافظُ أبو عليٍّ النَّيسابوري وهو صبيٌّ وقال: رأيتُ شيخًا لم ترَ عيناي مثلَه (¬3). وقال الحاكم: سمعت محمدَ بنَ يعقوب الحافظَ يقول: إنَّما ¬

_ * المنتظم: 6/ 76، سير أعلام النبلاء: 13/ 547 - 552، تذكرة الحفاظ: 2/ 638، العبر: 2/ 100، الوافي بالوفيات: 6/ 128، النجوم الزاهرة: 3/ 163، طبقات الحفاظ: ص 279، شذرات الذهب: 2/ 218. (¬1) انظر "السير" 13/ 548. (¬2) المصدر السابق. (¬3) السير: 13/ 550.

630 - أحمد بن علي

أخرجتْ مدينتُنا هذه ثلاثة: محمد بن يحيى، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب. وسمعت أحمدَ بنَ إسحاق الفقيه يقول: ما رأيتُ في المحدثين أهيب من إبرإهيمَ بنِ أبي طالب، كنّا نجلس كأنَّ على رؤوسِنا الطَّير، لقد عطسَ أبو زكريّا العَنْبري، فأخفى عُطاسَه، فقلت له سرًّا: لا تخف، فلست بين يدي اللَّهِ تعالى. وسمعت أبا عبد الله بنَ يعقوب يحدِّث عن ابن الشَّرقي قال: إنما أخرجتْ خراسان خمسة: الدّارمي، والبخاري، ومحمد بن يحيى، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب (¬1). وقال الحاكم: كان إبراهيم يتبلّغ من كِرَاء حانوتٍ له بسبعة عشرَ درهمًا. وقد أملى كتاب "العلل" وغير شيء (¬2). مات في رجب سنةَ خمس وتسعين ومئتين. وفيها توفي: شيخُ الصُّوفية أبو الحسين أحمد بنُ أبي شعيب الحرَّاني، وفقيهُ العراق أبو جعفر محمد بنُ أحمد بن نصر التِّرمذي الشافعيُّ عن تسعين سنة. رحمهم اللَّه. 630 - أحمدُ بنُ عليّ * ابن مسلم، الإمامُ الحافظ، محدِّثُ بغداد، أبو العباس الْأبَّار. ¬

_ (¬1) السير: 13/ 548 - 550. (¬2) السير: 13/ 550. * تاريخ بغداد: 4/ 306، طبقات الحنابلة: 1/ 52، أنساب السمعاني: 1/ 110، تاريخ ابن عساكر: خ: 2/ 18، اللباب: 1/ 23، سير أعلام النبلاء: 13/ 443 - 444، تذكرة الحفاظ: 2/ 639، العبر: 2/ 85، طبقات الحفاظ: ص 280، شذرات الذهب: 2/ 205، هدية العارفين: 1/ 53، الرسالة المستطرفة: ص 111، تهذيب ابن عساكر: 1/ 411.

631 - أحمد بن عمرو

روى عن: مسدّد، وعليِّ بن الجَعْد، وشيبانَ بنِ فرّوخ، وأميّةَ بنِ بسطام، ودُحَيم، وخلق. وعنه: دَعْلَج، وأبو بكر النَّجاد، وأبو سهل بنُ زياد، والقَطيعي، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقةً، حافظًا، متقنًا، حسنَ المذهب (¬1). وقال جعفر الخلْدي: كان أحمدُ الأبَّار من أزهدِ النّاس، استأذنَ أمهُ في الرِّحلة إلى قُتيبة فلم تأذنْ له، فلمّا ماتتْ رحلَ إلى بلخ وقد مات قُتيبة، فكانوا يعزُّونَهُ على هذا (¬2). مات يوم نصف شعبان سنةَ تسعينَ ومئتين. وله "تاريخ" وتصانيف. وفيها توفي: الحسنُ بنُ سهل المجوِّز صاحب أبي عاصم، ومحمدُ بنُ زكريّا الغَلابي الْأخباري، ومحمدُ بنُ العبّاس المؤدّب، ومحمدُ بن يحيى بن المنذر القزّاز، وكلُّهم من شيوخ الطَّبراني. 631 - أحمدُ بنُ عَمرو * ابن أبي عاصم النَّبيل، الإِمامُ الحافظُ الكبير، أبو بكر الشَّيباني الزاهد، قاضي أَصْبهان. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 306. (¬2) سير أعلام النبلاء: 13/ 443. * الجرح والتعديل: 2/ 67، ذكر أخبار اصبهان: 1/ 100، تاريخ ابن عساكر. خ: 2/ 25، سير أعلام النبلاء: 13/ 430 - 439، العبر: 2/ 79، تذكرة الحفاظ: 2/ 640، الوافي بالوفيات: 7/ 269، لسان الميزان: 6/ 349، النجوم الزاهرة: 3/ 122، طبقات الحفاظ: ص 280، شذرات الذهب: 2/ 195، هدية العارفين: 1/ 53، الرسالة المستطرفة: ص 38، تهذيب ابن عساكر: 1/ 418.

سمع: جده لأمِّه أبا سلَمة التبوذكي، وأبا الوليد، وهُدْبة بنَ خالد، وهشام بنَ عمّار، والأزرقَ بنَ علي، وخلائق. وله الرحلةُ الواسعة، والتَّصانيف النافعة. روى عنه: أحمدُ بنُ بنْدار الشَّعار، وأحمدُ بنُ معبد السِّمْسار، وأبو محمد بنُ حيّان الحافظ، وأبو أحمد العسّال، ومحمد بن أحمد الكِسَائي، وعبد الرحمنِ بنُ محمد بن سِيَاه، وخلق من الأصبهانيّين. قال ابنُ أبي حاتم: صدوق (¬1). وقد وليَ قضاءَ أصبهان ستَّ عشرةَ سنة، وعزل لشيءٍ وقع بينَه وبين علي بن متّويه. وقيل: ذهبتْ كتبه بالبصرة في فتنة الزَّنج (¬2)، فأعاد من حِفظه خمسينَ ألف حديث. وقد ذكر له أبو موسى المَديني ترجمةً طويلة. وقال ابنُ الْأعرابي في "طبقات النسَّاك": فأمّا ابنُ أبي عاصم فسمعت مَنْ يذكر أنَّه كان يحفظ لشقيق البَلْحي ألف مسألة، وكان من حفّاظ الحديث والفقه، وكان مذهبُه القول بالظاهر، وترك القياس (¬3). ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 2/ 67. (¬2) انظر أحداث هذه الفتنة في "تاريخ الطبري" 9/ 410، و"عبر الذهبي" 2/ 8، وغيرهما من كتب التاريخ. (¬3) سير أعلام النبلاء: 13/ 437.

632 - جزرة

قال أبو نعيم الحافظ: كان ظاهريَّ المذهب. ولي القضاءَ بعد صالح بن أحمد (¬1). ومات في ربيع الآخر سنةَ سبعٍ وثمانين ومئتين. رحمه اللَّه. وفيها مات: أحمدُ بن إسحاقَ بن إبراهيم بن نبيط بن شَريط الْأشْجعيُّ الكوفيّ بمصر، وهو صاحب النُّسخة الموضوعة، وكان يدَّعي أنَّه ولد سنة سبعين ومئة. لا يُعتمد عليه (¬2). 632 - جَزَرَة * الإمامُ الحافظُ العلامة، شيخُ ما وراء النَّهر، أبو علي، صالحُ بنُ محمد بن عَمْرو بن حَبيب الأسديُّ مولاهم البغدادي، نزيل بُخارى. ولد سنةَ خمسٍ ومئتين ببغداد. وسمع: سعيدَ بنَ سُليمان سَعدويه، وخالدَ بنَ خدَاش، وعلي بنَ الجَعْد، وأبا نصر التمّار، وأحمدَ بنَ حنبل، ويحيى بنَ مَعين، ويحيى الحِمّاني، وطبقتهم بالحجاز، والشام، ومصر، وخُراسان، وما وراءَ النهر. ¬

_ (¬1) ذكر أخبار أصبهان: 1/ 100. (¬2) انظر "ميزان الاعتدال" 1/ 82 - 83. * تاريخ بغداد: 9/ 322، أنساب السمعاني: 3/ 248، تاريخ ابن عساكر: خ: 8/ 111، المنتظم: 6/ 62، سير أعلام النبلاء: 14/ 23 - 33، العبر: 2/ 97، دول الإسلام: 1/ 198، تذكرة الحفاظ: 2/ 641، البداية والنهاية: 11/ 102، النجوم الزاهرة: 3/ 161، طبقات الحفاظ: ص 281، شذرات الذهب: 1/ 216، هدية العارفين: 1/ 422، تهذيب ابن عساكر: 6/ 381.

وعنه: مسلم في غير "الصحيح"، وأبو النضر محمدُ بن محمد الفقيه، وخلفُ بنُ محمد الخَيّام، وعلي بنُ محمد الحَبِيبي، وأحمدُ بنُ سهل، ومحمدُ بنُ محمد بن صابر، وخلق. استوطن بُخارى من سنة ست وستّين، فأكرمَهُ متولِّيها وأجلَّه. قال الدارقطني: كان ثقةً، صدوقًا، حافظًا، عارفًا (¬1). وقال أبو سعد الإِدريسي: ما أعلم في عصر صالح بالعراق ولا بخُراسان في الحفظ مثلَه. دخل ما وراءَ النهر فحدث مدة من حِفظه، وما أعلمُ أُخذ عليه خطأ فيما حدَّث. رأيتُ ابنَ عديّ يفخِّم أمرَه ويعظِّمه (¬2). وقال الخطيب: كان حافظًا، عارفًا، من أئمَّة أهل الحديث، وممن يُرجع إليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الأخبار. حدَّث دهرًا طويلًا من حفظه، ولم يكنْ معه كتابٌ استصحبه. وكان صدوقًا، ثبتًا، أمينًا، ذا مُزاح ودُعابة مشهورًا بذلك (¬3). وإنّما لقب بجَزَرَة لتصحيفه خرزةً بها (¬4). مات في ذي الحجَّة سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئتين. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 324. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 322. (¬4) حول سبب تسميته جزرة انظر "تاريخ بغداد" 9/ 322 - 323، و"الأنساب" 3/ 248.

633 - ابن الضريس

وفيها مات: مسندُ أصبهان محمدُ بن أسد المديني خاتمةُ منْ روى عن الطيالسي، والمسندُ محمدُ بن عَبْدوس بن كامل السرّاج، ومسندُ نَيسابور داودُ بن الحسين البَيهقي. 633 - ابنُ الضُّرَيس * الحافظ المسند، أبو عبد اللَّه، محمد بنُ أيوب بن يحيى بن الضريس البَجَليّ الرازي، مصنِّف كتاب "فضائل القرآن". ولد على رأس المئتين. وسمع: القَعْنبي، ومسلم بنَ إبراهيم، وأبا الوليد الطَّيالسي، ومحمدَ بنَ كثير العَبْدي، وطبقتهم. وعنه: أحمد بنُ إسحاق بن نِيخاب، وإسماعيل بنُ نُجيد، وعبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن عبد الوهّاب الرازي، وغيرهم. روي عنه أنَّه قال: آخر قَدْمة قدمتُها البصرة أدّيتُ أجرةَ الوراقين عشرةَ آلاف درهم. وثَّقه ابن أبي حاتم، والخَليلي وقال: هو محدِّث ابنُ محدِّث (¬1). وجدّه يحيى من أصحاب الثَّوري. مات بالرّي في يوم عاشوراء سنةَ أربع وتسعين ومئتين. ¬

_ * الجرح والتعديل: 7/ 198، سير أعلام النبلاء: 13/ 449 - 453، تذكرة الحفاظ: 2/ 643، العبر: 2/ 98، الوافي بالوفيات: 2/ 234، طبقات الحفاظ: ص 282، شذرات الذهب: 2/ 216، هدية العارفين: 2/ 21، الرسالة المستطرفة: ص 58، تاريخ التراث العربي: 1/ 70. (¬1) لفظ الخليلي في "إرشاده" ورقة 121 / ب. هو محدث ابن محدث ابن محدث.

634 - أبو عمرو المستملي

634 - أبو عَمرو المُسْتَمْلي * الحافظُ القدوة، أحمدُ بن المبارك النَّيسابوري، الزّاهد، المُجاب الدعوة. سمع: قُتيبةَ بنَ سعيد، وأحمدَ بنَ حنبل، وسهلَ بنَ عثمان العَسْكري، وعبيدَ اللهِ القَواريري، والطبقة. وعنه: أبو حامد بنُ الشرقي، وزَنْجويه بنُ محمد، ومحمد بنُ وكان، وأبو عبد الله بنُ الأخرم، ومحمدُ بن داود الزّاهد، وغيرهم. وكان من علماء الحديث. استملى من سنة ثمانٍ وعشرين إلى آخر أيامه. قال أبو بكر الصِّبْغي: كان أبو عَمرو يصوم النهارَ ويحْيي الليل (¬1). مات في جمادى الآخرة سنةَ أربع وثمانين ومئتين. وفيها مات: الثقةُ إسحاق بنُ الحسن الحَرْبي راوية "الموطأ" عن القَعْنبي، وأبو خالد عبدُ العزيزِ بن معاوية القرشي، وهشامُ بنُ علي السِّيرافي، ويزيدُ بنُ الهيثم البادا، ومحمودُ بنُ الفرج الأصبهاني الزّاهد. ¬

_ * المنتظم: 5/ 173، سير أعلام النبلاء: 13/ 373 - 375، تذكرة الحفاظ: 2/ 644، العبر: 2/ 73، الوافي بالوفيات: 2/ 307، البداية والنهاية: 11/ 77، النجوم الزاهرة: 3/ 115، طبقات الحفاظ: ص 283، شذرات الذهب: 2/ 186. (¬1) انظر "المنتظم" لابن الجوزي: 5/ 173.

635 - محمد بن جابر

635 - محمدُ بنُ جابر * ابن حمّاد المروزي، الإمامُ الحافظُ الفقيه، أبو عبد الله. سمع: هُدبةَ بنَ خالد، وشيبانَ بنَ فرُّوخ، وأبا مُصْعب، وأحمد، وإسحاق، وابنَ المديني، وحِبّان بنَ موسى، وعليَّ بنَ حُجْر، وأحمدَ بنَ صالح. وارتحل إلى مصر والحجاز والشام والعراق. روى عنه: البخاري في "تاريخه"، وابنُ خزيمة، وأبو حامد بنُ الشّرقي، وأبو العباس الدَّغولي، وأبو العبّاس المحْبوبي. قال الحاكم: هو أحد أئمَّة زمانِه، أدركَتْه المنيَّةُ في حدِّ الكهولة (¬1). وقيل: إنَّه مات وقد شاخ بمرو لسيعٍ بقينَ من شوّال سنةَ تسعٍ وسبعين ومئتين. 636 - الحَكيم التِّرمذي * * الإمام، أبو عبد اللَّه، محمد بنُ عليِّ بنِ الحسن بن بشر، الزّاهدُ الحافظُ المؤذِّن، صاحبُ التصانيف. ¬

_ * تاريخ ابن عساكر: خ: 15/ 87، سير أعلام النبلاء: 13/ 281 - 282، تذكرة الحفاظ: 2/ 644، طبقات الحفاظ: ص 282، شذرات الذهب: 2/ 175. (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 281 - 282. * * طبقات الصوفية: ص 217، حلية الأولياء: 10/ 233، الرسالة القشيرية: ص 22، صفة الصفوة: 4/ 141، سير أعلام النبلاء: 13/ 439 - 442، تذكرة الحفاظ: 2/ 645، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 245، طبقات الأولياء: 362، لسان الميزان: 5/ 308، طبقات الحفاظ: ص 282، الرسالة المستطرفة: ص 56، تاريخ التراث العربي: 2/ 464.

روى عن: أبيه، وقُتيبة بنِ سعيد، والحسن بنِ عمر بن شَقيق، وصالح بن عبد اللَّه التِّرمذي، ويحيى بن موسى خَتّ، وعُتْبة بن عبد اللَّه المروزي، وعباد بن يعقوب الرَّواجني، وطبقتهم. وعُني بهذا الشأن، ورحل فيه. روى عنه: يحيى بنُ منصور القاضي، والحسنُ بنُ علي، وعلماء نَيسابور، فإنَّه قدمَها في سنة خمس وثمانين ومئتين. قال السلمي: نَفَوه من ترمذ بسبب تأليفه كتاب "ختمِ الولاية" وكتاب "علل الشَّريعة" وقالوا: زعم أنّ للأولياء خاتمًا، وإنه يفضِّل الولاية، واحتج بقوله عليه السّلام: "يَغْبِطُهم النبِيُّونَ والشهداء". وقال: لو لم يكونوا أفضلَ لما غَبَطُوهم. فجاء إلى بَلْخ فأكرموهُ لموافقتِه إياهم في المذهب (¬1). عاش نحوًا من ثمانين سنة. ¬

_ (¬1) الخبر في "طبقات السبكي" 2/ 245. وقوله - عليه السلام -: "يغبطهم النبيون والشهداء" حديث صحيح، أخرجه الترمذي برقم (2390) في الزهد: باب ما جاء في الحب في الله، من حديث معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عزَّ وجلَّ: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "المسند" 5/ 229 و 239 و 328 مطولًا.

637 - أحمد بن النضر [خ]

637 - أحمدُ بنُ النَّضْر * [خ] (¬1) ابن عبد الوهّاب، الإمامُ الحافظ، أبو الفضل النَّيسابوري، أحد أئمة الحديث. سمع: شيبان، وأبا مصْعب، وسهلَ بنَ عثمان، وابنَ راهويه، وهُدبةَ بنَ خالد، وطبقتهم. روى عنه: البخاري وهو أكبر منه، وأبو حامد بن الشَّرقي، ومحمد بنُ يعقوب بن الأخرم، وأحمد بنُ إسحاق الصَّيدلاني، ومحمدُ بنُ صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمدُ بنُ إبراهيم، وغيرهم. قال الحاكم: هو مجوِّد في البصريِّين، وكان البخاري ينزل عليه بنَيسابور وعلى أخيه محمد بن النَّضر، وحدَّث عنهما في "الصحيح"، وإسنادهما وسماعُهُما معًا (¬2). قال البخاري في حديث الإِفك: ثبتني أحمدُ في بعضِه -يعني ابنَ النَّضر، ولم يعنِ أحمدَ بنَ حنبل (¬3). ¬

_ * الإكمال لابن ماكولا: 7/ 353، المعجم المشتمل: ص 62، تهذيب الكمال: 1/ 515 - 516 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 13/ 564 - 565، تذهيب التهذيب: 1/ 29، تذكرة الحفاظ: 2/ 645، الكاشف: 1/ 29، تهذيب التهذيب: 1/ 87، طبقات الحفاظ: ص 282، خلاصة تذهيب الكمال: ص 13، شذرات الذهب: 2/ 205. (¬1) زيادة من "تهذيب التهذيب". (¬2) تهذيب الكمال: 1/ 516. (¬3) انظر العليق على "السير" 13/ 565.

638 - محمد بن وضاح بن بزيع

وقال في موضعٍ آخر: حدَّثنا محمد، حدَّثنا عبيدُ اللَّهِ بن معاذ ... قال الحاكم: فهذا هو محمدُ بنُ النضر. توفي في حدود التسعين ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. 638 - محمدُ بنُ وضَّاح بن بَزِيع * مولى ملك الأندلس عبد الرّحمن بن مُعاوية الأموي. هو الحافظُ الكبير، أبو عبد اللَّه القُرْطبي. مولده سنةَ تسعٍ وتسعين، أوسنة مئتين بقرطبة. سمع: يحيى بنَ يحيى اللَّيثي، وإسماعيل بن أبي أُويس، وزهيرَ بنَ عبّاد، وأصبغ بن الفرج، وحَرْملة، وإسحاقَ بن أبي إسرائيل، ويعقوبَ بنَ كاسِب، وطبقتهم. وقد ارتحل قبل ذلك، ولحق آدمَ بنَ أبي إياس ونحوه، فلم يسمع في ذلك الوقت. ثم ارتحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر. وبه وببقيٍّ صارت الأندلسُ دارَ حديث. روى عنه: أحمدُ بنُ خالد الجبَّاب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بنُ عبد الملك بن أيمن، وأبو عمر أحمدُ بن عُبادة، ومحمدُ بن المِسْوَر الفقيه، وخلق أندلسيّون. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 15 وقد تصحف فيه "بزيع" إلى "بزيغ"، جذوة المقتبس: 93، تاريخ ابن عساكر: خ: 16/ 42، بغية الملتمس: 133، سير أعلام النبلاء: 13/ 445 - 446، تذكرة الحفاظ: 2/ 646، ميزان الاعتدال: 4/ 59، العبر: 2/ 77، الوافي بالوفيات: 5/ 174، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 275، لسان الميزان: 5/ 416، النجوم الزاهرة: 3/ 121، طبقات الحفاظ: ص 283، شذرات الذهب: 2/ 194.

639 - قاسم بن محمد

قال ابنُ الفَرَضي: كان عالمًا بالحديث، بصيرًا بطرقه، متكلمًا على علله، كثيرَ الحكاية عن العُبّاد، ورعًا، زاهدًا، متعفِّفًا، صبورًا على نشر العلمِ، نفع اللهُ بهِ أهلَ الأندلس، وكان أحمدُ بن الجبّاب لا يقدِّم عليه أحدا ممن أدرك، وكان يعظِّمُه ويصف عقلَه وفضلَه وورَعَه، غير أنه ينكرُ عليه كثرةَ ردِّه لكثير من الأحاديث (¬1). قال ابن الفَرَضي: كان كثيرًا ما يقول: ليسَ هذا من كلام النبيّ صلى الله عليه وسلم في شيء -وهو ثابتٌ من كلامه، وله خطأ كثير محفوظ عنه، ويغلط، ويصحِّف، ولا علمَ له بالعربيّة ولا الفقه (¬2). وقال ابن حزم: كان ابنُ وضّاح يواصل أربعةَ أيام (¬3). مات في المحرّم سنةَ سبعٍ وثمانين ومئتين (¬4). 639 - قاسِم بنُ محمد * ابن قاسم بن محمد بن سيَّار، الإمامُ الحافظ، أبو محمد البَيَّانيُّ ¬

_ (¬1) تاريخ علماء الأندلس: 2/ 16 - 17. (¬2) تاريخ علماء الأندلس: 2/ 17. (¬3) سير أعلام النبلاء: 13/ 145. (¬4) مثله في "تاريخ علماء الأندلس"و"السير" ووقع اختلاف بين مصادر الترجمة في سنة وفاته. انظر "السير" 13/ 446 حاشية رقم (3). * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 355، الإكمال لابن ماكولا: 1/ 442، جذوة المقتبس: 329، ترتيب المدارك: 3/ 412، بغية الملتمس: 446، معجم البلدان: 1/ 518، سير أعلام النبلاء: 13/ 327 - 330، العبر: 2/ 57، تذكرة الحفاظ: 2/ 648، الديباج المذهب: 2/ 143، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 344، طبقات الحفاظ: ص 283، شذرات الذهب: 2/ 170.

الأندلسيُّ القرطبي، مولى الخليفة الوليد بن عبد لملك، شيخ المحدثين والفقهاء بالأندلس مع ابنِ وضّاح وبقيّ. حدَّث عن: إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وأبي الطّاهر بن السرح، والحارث بن مِسْكين، وطبقتهم. ولازم ابن عبد الحكم حتى برع في الفقه وصار إمامًا مجتهدًا لا يقلِّد أحدًا. وهو مصنِّف كتاب "الإيضاح" في الردِّ على المقلِّدين. روى عنه: أحمد بنُ الجبَّاب، ومحمدُ بنُ عمر بن لُبابة، وابنُه محمدُ بنُ قاسم، ومحمدُ بنُ عبد الملك بن أيمن، وسعيد بن عثمان الأعناقي. قال ابنُ الفرضي: لزم ابنَ عبد الحكم، وتحقَّق به في الفقه وبالمُزني، وكان يذهبُ مذهبَ الحجَّة والنظر، ويميل إلى مذهب الشافعي، ولم يكنْ بالأندلس مثله في حسن النَّظر والبصر بالحجَّة (¬1). قال أحمد بن خالد: ما رأيتُ مثلَ قاسم في الفقه (¬2). وقال محمد بنُ عبد اللَّه بن قاسم الزّاهد: سمعت بقيَّ بنَ مخلد يقول: قاسم بنُ محمد أعلمُ من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (¬3). وقال أسلم بن عبد العزيز: سمعتُ ابنَ عبد الحكم يقول: لم يقدم علينا من الأندلسيِّين أعلمُ من قاسم بن محمد (¬4). ¬

_ (¬1) تاريخ علماء الأندلس: 1/ 355 - 356. (¬2) تاريخ علماء الأندلس: 1/ 356. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق.

640 - الخشني

وقال ابنُ عبد البَرّ: لم يكنْ أحد بقرطبة أفقهَ من قاسم بن محمد، وأحمد بن خالد بن الجبَّاب (¬1). مات قاسم سنةَ ستٍّ وسبعين ومئتين. 640 - الخُشَني * الإِمام الحافظ، أبو الحسن، محمد بن عبد السَّلام بن ثَعْلبة القُرطبي اللُّغوي، صاحب التَّصانيف. روى عن: يحيى بن يحيى اللَّيثي، ومحمد بن أبي عمر الغدَني، وسَلَمة بن شَبيب، ومحمد بن بشّار، وطبقتهم فأكثر. وعنه: أسلم بنُ عبد العزيز، ومحمد بنُ قاسم بن محمد، وقاسم بن أصبغ، وابنهُ محمد بنُ محمد الخُشَني، وغيرهم. وكان ثقةً، كبيرَ الشّأن، يُذكر مع بقيّ، وأُريد على قضاء الجماعة فامتَنَع، وقد بثَّ بالأندلس حديثًا كثيرًا. ومات في سنة ست وثمانين ومئتين، وهو في عشر الثمانين. ومات فيها معه: سميُّه محدِّث نَيسابور أبو عبد الله محمدُ بن عبد السّلام بن بشّار النَّيسابوري الورّاق الزّاهد (¬2)، صاحب يحيى بن ¬

_ (¬1) ترتيب المدارك: 3/ 809. * طبقات النحويين واللغويين: 268، تاريخ علماء الأندلس: 2/ 14، جذوة المقتبس: 68، أنساب السمعاني: 5/ 130، بغية الملتمس: 103، اللباب: 1/ 446، سير أعلام النبلاء: 13/ 459 - 460، تذكرة الحفاظ: 2/ 649، البلغة في تاريخ أئمة اللغة: 226 وفيه وفاته سنة (209) خطأ، طبقات الحفاظ: ص 284، بغية الوعاة: 1/ 160، هدية العارفين: 2/ 21. (¬2) ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 13/ 460 - 461.

641 - خياط السنة

يحيى التميمي شيخ خراسان. سمع منه كتبه، وسمع التفسير من إسحاق. وكان صوّامًا، قوّامًا، ربّانيًا، ثقة. روى عنه أبو حامد بن الشَّرقي، ومؤمّل بن الحسن، وطائفة. توفي في رمضان. 641 - خيَّاط السُّنَّة * (س) الحافظُ الثبت، أبو عبد لرحمن، زكريّا بنُ يحيى بن إياس السّجزي، نزيلُ دمشق. سمع: قتيبةَ بنَ سعيد، وشيبانَ بنَ فرُّوخ، وصفوانَ بنَ صالح، وبشرَ بنَ الوليد، وابنَ راهويه، والطَّبقة. وله رحلة واسعة. روى عنه: النسائيّ فأكثر، وابنُ جَوْصاء، وأبو علي بنُ هارون، والطَّبراني، وغيرهم. قال النَّسائي: ثقة (¬1). وقال عبدُ الغني الأزدي: كان ثقةً، حافظًا (¬2). مات سنةَ تسع وثمانين ومئتين، وله أربع وتسعون سنة. ¬

_ * أنساب السمعاني: 5/ 223 و 7/ 44، تاريخ ابن عساكر: خ: 6/ 219 / ب، المعجم المشتمل: ص 122، تهذيب الكمال: ورقة 432، سير أعلام النبلاء: 13/ 507 - 508، العبر: 2/ 79، تذهيب التهذيب: 1/ 238، تذكرة الحفاظ: 2/ 650، الكاشف: 1/ 253، تهذيب التهذيب: 3/ 334، طبقات الحفاظ: ص 284، خلاصة تذهيب الكمال: ص 122، شذرات الذهب: 2/ 196، تهذيب ابن عساكر: 5/ 385. (¬1) تهذيب الكمال: ورقة 433. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 433.

642 - محمد بن نصر

وفيها مات: أبو عبد الملك أحمدُ بنُ إبراهيم القرشي البُسْري، والمسندُ أحمدُ بن محمد بن يحيى بن حمزة البَتَلْهي (¬1)، وأنس بنُ السلم الدِّمشقيُّون. 642 - محمدُ بنُ نَصْر * الإمام، شيخ الإِسلام، أبو عبد الله المَرْوزي الفقيه. ولد سنةَ اثنتين ومئتين. وسمع: يحيى بنَ يحيى، وإسحاقَ بنَ راهويه، ويزيدَ بنَ صالح. وصدقَةَ بنَ الفضل، وشيبانَ بنَ فرُّوخ، وسعيدَ بنَ عَمْرو الأشْعثي، ومحمدَ بنَ عبد اللَّه بن نمير، وهشامَ بنَ عمّار، وخلائق. وبرع في هذا الشّأن. وذكر الخطيب أنَّه حدَّث عن عَبْدان بن عثمان المروزي. وقال: كان من أعلم الناس باختلافِ الصَّحابة فَمنْ بعدَهم [في الأحكام] (¬2). ¬

_ (¬1) وقعت في "التذكرة": السلمي. والبتلهي: نسبة إلى "بيت لهيا" من أعمال دمشق بالغوطة. وانظر ترجمته في "تهذيب تاريخ دمشق" لبدران: 2/ 83 - 84. * طبقات العبادي: 49، تاريخ بغداد: 3/ 315، طبقات الشيرازي: ص 106، المنتظم: 6/ 63، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 92، سير أعلام النبلاء: 14/ 33 - 40، تذكرة الحفاظ: 2/ 650، العبر: 2/ 99، دول الإسلام: 1/ 178، الوافي بالوفيات: 5/ 111، مرآة الجنان: 2/ 223، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 246، البداية والنهاية: 11/ 102، تهذيب التهذيب: 9/ 489، النجوم الزاهرة: 3/ 161، طبقات الحفاظ: ص 284، حسن المحاضرة: 1/ 310، مفتاح السعادة: 2/ 71، شذرات الذهب: 2/ 216، هدية العارفين: 1/ 21، الرسالة المستطرفة: ص 46. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 315 والزيادة منه.

روى عنه: أبو العبّاس السرّاج، وأبو حامد بنُ الشَّرقي، وأبو عبد الله بنُ الْأخرم، وأبو النَّضر محمد بنُ محمد الفقيه، ومحمدٌ بنُ إسحاق السَّمرقندي، وخلق. قال الحاكم: هو إمامُ أهلِ الحديث في عصره بلا مُدافعة (¬1). وقال أبو بكر الصَّيرفي الفقيه: لو لم يصنِّف إلَّا كتاب ["القسامة" لكان من أفقه النّاس (¬2). وقال الصِّبغي: لم نرَ بعدَ يحيى بن يحيى من فقهاء] (¬3) خُراسان أعقلَ من محمد بن نصر (¬4). وقال ابنُ عبد الحكم: كان محمدُ بنُ نصر [بمصر إمامًا، فكيف بخُراسان (¬5)؟ ! وقال أبو عبد اللَّه الْأخرم: انصرفَ محمدُ بن نصر] (¬6) من الرِّحلة الثانية سنةَ ستِّين ومئتين، فنزل نَيسابور، وتجارته مع مُضارب له، وهو يشتغل بالعلم والعبادة، ثم سار إلى سَمَرْقند سنةَ خمسٍ وسبعين (¬7). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 33. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 316، وتمامه: فكيف وقد صنف كتبًا أخرى سواه؟ ! (¬3) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر لسوء التصوير، وما أثبته من "التذكرة" وغيرها. (¬4) الخبر مطولًا في "سير أعلام النبلاء" 14/ 35. (¬5) تاريخ بغداد: 3/ 316. (¬6) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر لسوء التصوير، وما أثبته من "التذكرة" وغيرها. (¬7) سير أعلام النبلاء: 14/ 36.

وقال إسماعيلُ بنُ قُتيبة: سمعتُ محمدَ بنَ يحيى غيرَ مرَّة إذا سُئِل عن مسألةٍ قال: سَلُوا أبا عبد الله المروزي (¬1). وقال أبو بكر الصِّبغي: محمدُ بنُ نصر إمام، وما رأيتُ أحسنَ صلاةً منه، لقد بلغني أنَّ زُنْبورًا قعد على جبهته، فسال الدَّم على وجهِهِ ولم يتحرك (¬2). وقال ابنُ الأخرم: كان يقعُ الذبابُ على أُذنِهِ في صلاتِه ويسيلُ الدمُ فلا يذبُّه عنه. لقد كنّا نتعجَّبُ من حسن صلاتِهِ وخشوعِه، يضعُ ذقنَه على صَدْره، وينتصبُ كأنَّه خشبة. وكان مليحَ الصُّورة، كأنَّما فُقئ في وجهه حبُّ الرُّمّان، ولحيتُه بيضاء (¬3). وقال محمدُ بنُ عبد الوهّاب الثَّقفي: كان إسماعيلُ بنُ أحمد -والي خُراسان- يصلُ ابنَ نصر في السَّنة بأربعة آلاف درهم، ويَصِلُه أخوه إسحاقُ بمثلها، ويَصِلُه أهلُ سَمَرْقند بمثلها، فينفق ذلك من غير أن يكون له عيال، فقيل له: لو ادَّخرت، فقال: كان قُوتي بمصر وثيابي وكاغَدي في السَّنة عشرين درهمًا، فترى إنْ ذهبَ ذا لا يبقى ذاك (¬4)؟ ! وقال الحافظ أبو الفضل أحمدُ بنُ علي بن عَمْرو السُّليماني في كتاب "الكُنى والنَّوادر": محمدُ بنُ نصر، الفقيه الإِمام، إمام الأئمَّة، أبو عبد الله، الموفَّق من السماء. سكنَ سَمَرقند، وسمع يحيى بنَ ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 3/ 317. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 317 (¬3) سير أعلام النبلاء: 14/ 36 - 37. (¬4) تاريخ بغداد: 3/ 317 - 318.

يحيى، وإسحاقَ بنَ راهويه، وعَبْدان، والمُسندي. صاحب كتاب "تعظيم قدر الصَّلاة" وكتاب "رفع اليدين" وغيرهما من المصنَّفات المعجزة (¬1). وقال في موضعٍ آخر: ذكر من كان نسيجَ وَحْدِه في زمانه، فذكر جماعةً ثم قال: محمدٌ بنُ نصر المروزي في الاختلاف. وقال الخطيب: أخبرنا الجَوْهري، أخبرنا ابنُ حَيّويه، حدَّثنا عثمانُ بنُ جعفر اللَّبان، حدَّثني محمدُ بنُ نصر قال: خرجت من مصر ومعي جارية، فركبتُ البحرَ أريد مكَّة، فغرقت، فذهب منِّي ألفا جزء، وصرتُ إلى جزيرة أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدًا، وأخذني العطش، ولم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخذها مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني بكُوز، فشربتُ وسقيتُها، ثم مضى، ما أدري من أين جاء [ولا من أين ذهب] (¬2). وقال الوزير أبو الفضل البَلْعَمي: سمعتُ الأميرَ إسماعيلَ بنَ أحمد يقول: كنتُ بسَمَرْقند، فجلستُ للمظالم، إذ دخل محمدُ بنُ نصر، فقمت إجلالًا له، فلمّا خرجَ عاتبني أخي إسحاق، وقال: تقوم لرجلٍ من الرعيَّة؟ ! فنمت، فرأيتُ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم ومعي أخي، فأقبل النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فأخذَ بعضدي، وقال: ثبتَ ملكُكَ وملكُ بنيك بإجلالِكَ محمد بن نصر، وذهبَ ملكُ هذا باستخفافه به (¬3). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 37 وقال الذهبي معقبًا: كذا قال السليماني، ولا معجز إلّا القرآن. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 317 والزيادة منه. (¬3) تاريخ بغداد: 3/ 318.

643 - البزار

وقال أبو محمد بنُ حَزْم: أعلمُ النّاسِ مَنْ كان أجمعَهُم للسُّنن، وأضبطهُم لها، وأذكَرهُم لمعانيها، وأدراهم بصحَّتها ربما أجمع عليه النّاس ممَّا اختلفوا فيه ... إلى أن قال: وما نعلم هذه الصِّفةَ -بعد الصَّحابة- أتمَّ منها في محمد بن نصر المروزي، فلو قال قائل: ليس لرسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم حديثٌ ولا لأصحابه إلّا وهو عند محمد بن نصر، لما بَعُدَ عن الصِّدق (¬1). مات في المحرّم سنةَ أربعٍ وتسعين ومئتين بسَمَرْقند، وله اثتان وتسعون سنة. وما ترك بعده مثلَه. 643 - البَزَّار * الحافظُ العلّامة، أبو بكر، أحمدُ بنُ عَمْرو بن عبد الخالق البصري، صاحب "المسند" الكبير المعلّل. سمع: هدبةَ بنَ خالد، وعبدَ الأعلى بنَ حمّاد، والحسنَ بنَ عليِّ بن راشد، وعبدَ اللَّهِ بنَ معاوية الجُمحي، ومحمدَ بنَ يحيى بن فيّاض الزِّمَّاني، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) أورده الذهبي في "السير" 14/ 40، ثم قال: هذه السعة والإحاطة ما ادعاها ابن حزم لابن نصر إلا بعد إمعان النظر في جماعة تصانيف لابن نصر، ويمكن ادعاء ذلك لمثل أحمد بن حنبل ونظرائه، والله أعلم". * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 104، تاريخ بغداد: 4/ 334، أنساب السمعاني: 2/ 182، المنتظم: 6/ 50، سير أعلام النبلاء: 13/ 554 - 557، تذكرة الحفاظ: 2/ 653، ميزان الاعتدال: 1/ 124، العبر: 2/ 92، الوافي بالوفيات: 7/ 268، لسان الميزان: 1/ 237، النجوم الزاهرة: 3/ 157، طبقات الحفاظ: ص 285، شذرات الذهب: 2/ 209، هدية العارفين: 1/ 54، الرسالة المستطرفة: ص 68، تاريخ التراث العربي: 1/ 256.

644 - أبو عمرو الخفاف

وعنه: عبدُ الباقي بنُ قانع، ومحمدُ بنُ العبّاس بن نَجيح (¬1)، وأبو بكر الخُتْلي، وعبيدُ اللهِ بنُ الحسن، وأبو الشَّيخ، والطَّبراني، وخلائق. فإنَّه ارتحل في آخر عمره إلى أصبهان وإلى الشَّام والنَّواحي ينشر علمَه. ذكره الدارقطنيُّ فأثنى عليه، وقال: ثقةٌ يخطئُ ويتَّكل على حفظِه (¬2). مات بالرَّملة سنةَ اثنتين وتسعين ومئتين. وفيها توفي: القاضي أبو بكر أحمدُ بن علي بن سعيد المروزي المحدِّث شيخُ النَّسائي، ومقرئُ بغداد إدريسُ بنُ عبد الكريم الحدّاد صاحبُ خلف، والقاضي أبو خازم عبدُ الحميد بنُ عبد العزيز الحنفي ببغداد وكان من خيار القضاة. رحمه اللَّهُ تعالى. 644 - أبو عَمْرو الخَفَّاف * الإمامُ الحافظ، محدِّث خُراسان، أحمدُ بنُ نصر بن إبراهيم النِّيسابوري. سمع: إسحاقَ بنَ راهويه، وأبا مُصعب الزُّهري، ويعقوبَ بنَ ¬

_ (¬1) تصحف في "السير" إلى: نجيع. (¬2) تاريخ بغداد: 4/ 335. * الجرح والتعديل: 2/ 79، أنساب السمعاني 5/ 157، المنتظم: 6/ 110، سير أعلام النبلاء: 13/ 560 - 564، العبر: 2/ 112، تذكرة الحفاظ: 2/ 654، البداية والنهاية: 11/ 171، النجوم الزاهرة: 3/ 178، طبقات الحفاظ: ص 285، شذرات الذهب: 2/ 231.

كاسِب، ومحمدَ بنَ عبد العزيز بن أبي رِزْمَة، وأبا كُريب، وطبقتَهم فأكثر. وعنه: أبو حامد بنُ الشَّرقي، وأحمدُ بنُ أبي بكر الحِيري، ومحمدُ بن أحمد بن حمدون، وأبو بكر الصِّبغي، وخلائق. قال أبو زكريّا العَنْبري: كان أولًا في الزُّهد وصُحبة الأبدال، إلى أن بلغ من العلم ما بلغ، ولم يُعقب، فلمّا كبرَ تصدَّقَ بأموالٍ يقال: إنَّ قيمتَها خمسةُ آلاف ألف درهم (¬1). وقال الصِّبغي: كنّا نقول: إنَّ أبا عَمرو الخفّاف يفي بمذاكرة مئةِ ألف حديث، وصام الدهرَ نيِّفًا وثلاثين سنة (¬2). ولأبي عَمرو مع أبي أحمد بن ياسين الباهلي حكايةٌ غريبةٌ ذكرها الحاكم، وقال: سمعتُ أبا الطَّيب الكَرابيسيَّ يقول: سمعتُ إمام الأئمَّة ابنَ خُزيمة يقول على رؤوس الملأ يوم ماتَ أبو عَمرو الخفّاف: لم يكنْ بخُراسان أحفظ منه (¬3). وقال أبو العبّاس السرّاج: ما رأيتُ أحفظَ من أبي عَمرو الخفّاف، كان يسرُدُ الحديثَ سردًا حتى المقاطيع والمراسيل (¬4). وقال محمدُ بنُ المؤمَّل الماسَرْجسي: سمعتُ أبا عَمرو الخفّافَ ¬

_ (¬1) انظر "أنساب السمعاني" 5/ 158. (¬2) المصدر السابق. (¬3) سير أعلام النبلاء: 13/ 562. (¬4) سير أعلام النبلاء: 13/ 561.

645 - عبد الله بن أبي الخوارزمي [خ]

يقول: كان عَمرو بنُ اللَّيث الصفّار -يعني المستولي على خُراسان- يقول لي: يا عمّ! متى ما عملت شيئًا لا يوافقكَ فاضرِبْ رقبَتي إلى أن أرجعَ إلى هواك (¬1). مات في شعبانَ سنةَ تسعٍ وتسعين ومئتين. وكان نافذَ الأمر، يلقِّبونه بزَين الأشراف. وفيها مات: المحدِّث محمدُ بنُ حامد خال ولد السُّني، والمسندُ أحمدُ بنُ أنس بن مالك الدِّمشقي، وشيخُ الصُّوفية مُمْشاذ الدِّينوري. رحمهم الله تعالى. 645 - عبدُ اللَّهِ بنُ أُبيّ الخوارزمي * [خ] (¬2) الحافظُ الرحَّال، قاضي خُوارزم. روى عن: أحمدَ بنِ يونس اليَرْبوعي، وسعيد بن منصور، وقُتيبةَ بنِ سعيد، وسُليمانَ بنِ بنت شرحبيل، وإسحاقَ بنِ راهويه، وطبقتهم. وعنه: البخاري في كتاب "الضعفاء" له، ومحمدُ بنُ علي الحسَّاني الخوارزمي، وأبو العبّاس محمدُ بنُ أحمد بن حمدان الحِيري ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 562. * تهذيب الكمال: ورقة 664، سير أعلام النبلاء: 13/ 503 - 504، تذهيب التهذيب: 2/ 129، تذكرة الحفاظ: 2/ 656، الكاشف: 2/ 63، تهذيب التهذيب: 5/ 139، طبقات الحفاظ: ص 286، خلاصة تذهيب الكمال: ص 190. (¬2) زيادة من "تهذيب التهذيب".

646 - البوشنجي [خ]

شيخا البَرْقاني. وقال البخاري في "صحيحه": حدَّثنا عبد الله، حدَّثنا سُليمان بنُ عبد الرحمن. فقيل: إنَّه هو (¬1). مات سنةَ نيِّف وتسعين ومئتين، وله قريبٌ من تسعين سنة. رحمه اللهُ تعالى. 646 - البُوشَنجي * [خ] (¬2) الإِمامُ الحافظُ العلَّامة، أبو عبد اللَّه، محمدُ بنُ إبراهيم بن سعيد العَبْدي، الفقيهُ المالكي، صاحبُ التَّصانيف والرِّحلة الواسعة. سمع: يحيى بنَ بُكير، ويوسفَ بنَ عدي، والنُّفيلي، وروح بنَ صَلاح، ومحمدَ بنَ سِنان العَوَقي، ومسدَّد بنَ مسرهَد، وإسماعيلَ بنَ أبي أُويس، وسعيدَ بنَ منصور، وأحمدَ بنَ يونس، وأبا نصر التمَّار، وأميَّةَ بنَ بسطام، ومحمدَ بن المِنْهال، وطبقتهم. وعنه: محمدُ بن إسحاق الصَّاغاني، والبخاري، وابنُ خُزيمة، وأبو حامد بنُ الشَّرقي، وأبو بكر الصِّبغي، ودَعْلَج السِّجزي، وإسماعيلُ بنُ نُجيد، وخلق. ¬

_ (¬1) انظر التعليق على "السير" 13/ 503 - 504. * الجرح والتعديل: 7/ 187، الجمع بين رجال الصحيحين: 5/ 455، طبقات الحنابلة: 1/ 264 وهو فيه أبو عبد الرحمن، المعجم المشتمل: ص 223، المنتظم: 6/ 48، تهذيب الكمال: ورقة 1157، سير أعلام النبلاء: 13/ 581 - 589، تهذيب التهذيب: 3/ 178، تذكرة الحفاظ: 2/ 657، العبر: 2/ 90، الوافي بالوفيات: 1/ 342، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 189، تهذيب التهذيب: 9/ 8، طبقات الحفاظ: ص 286، خلاصة تهذيب الكمال: ص 324، شذرات الذهب: 2/ 205. (¬2) زيادة من "تهذيب التهذيب".

قال البخاري في آخر تفسير (البقرة): حدَّثنا محمد، حدَّثنا النُّفيلي، حدَّثنا مسكينُ بنُ بكير، عن شُعبة ... فقيل: هو البُوشنجي، وقيل: الذُّهلي (¬1). وقال أبو زكريّا العَنْبري: شهدتُ جنازةَ الحسين القبَّاني، فصلَّى عليه أبو عبد اللَّه البُوشنجي، فلمّا أراد الانصرافَ قُدِّمت دابتُه، فأخذ الحافظ أبو عَمرو الخفّاف بلجامِه، وأخذ الإِمام ابنُ خُزيمة بركابِه، وإبراهيمُ بنُ أبي طالب والجارودي يسوِّيان ثيابَه، فلم يمنعهم من ذلك (¬2). وحضر البُوشنجيُّ مرَّة عند داود بن علي الظَّاهري، فأكرمه، وقال: جاءكم من يُفيد ولا يَسْتفيد (¬3). وكان رأسًا في علم اللِّسان. قال أبو بكر بنُ جعفر: سمعتُه يقول للمُسْتملي: الزم لَفْظي وخلاكَ ذمّ (¬4). وقال أبو عبد الله بنُ الأخرم: سمعتُ البُوشنجي يقول: حدَّثنا يحيى بنُ بُكير، وذكره يملأ الفم (¬5). ولد البُوشنجيُّ سنةَ أربعٍ ومئتين، ومات في آخر يوم من سنة تسعين ومئتين بنَيسابور، ودُفن أول سنة إحدى. وفيها توفي: شيخ القراء محمدُ بنُ عبد الرحمن قنْبُل المكِّي، ¬

_ (¬1) انظر التعليق على "السير" 13/ 587. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1157. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) سير أعلام النبلاء: 13/ 584.

647 - ابن أخت غزال

وشيخُ الأدب أبو العبّاس أحمدُ بنُ يحيى ثعْلب، ومحدِّثُ مكَّة محمدُ بنُ علي الصَّائغ، ومحمدُ بنُ أحمد بن البراء العَبْدي، ومحمدُ بنُ أحمد بن النَّضر بن بنت معاوية بن عَمْرو الأزدي، وهارون بنُ موسى الْأَخفش مقرئ دمشق. رحمهم اللَّهُ تعالى. 647 - ابنُ أُخت غَزَال * الإمامُ الحافظ، أبو بكر، محمدُ بنُ علي بن داود البغدادي، نزيل مصر. روى عن: سعيد بن داود الزَّنْبري (¬1)، وأحمدَ بنِ عبد الملك الحرّاني، وأحمدَ بنِ حنبل، ويحيى بن مَعين. وعنه: الطَّحاوي، وعليُّ بنُ أحمد علّان، وغيرهما. قال ابن يونس: كان يحفظُ الحديث، ويفهم. حدَّث بمصر، وخرج إلى قريةٍ من أسفل بلاد مصر، فتوفي بها في ربيع الأول سنةَ أربعٍ وستِّين ومئتين. قال: وكان ثقةً، حسنَ الحديث (¬2). وذكره الخطيب، وساق له حديثًا غريبًا (¬3). رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ * تاريخ بغداد: 3/ 59، الإكمال لابن ماكولا: 7/ 22، طبقات الحنابلة: 1/ 307، تاريخ ابن عساكر: خ: / 15/ 362 ب، المنتظم: 5/ 49، سير أعلام النبلاء: 13/ 338 - 339، تذكرة الحفاظ: 2/ 659 وقد تصحف فيها (غزال) إلى (عراك)، حسن المحاضرة: 1/ 348، طبقات الحفاظ: ص 286. (¬1) تحرفت في "تاريخ بغداد" إلى (الديري) مرة، وإلى (الزبيري) مرة أخرى. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 59 - 60. (¬3) انظر "تاريخ بغداد": 3/ 59.

648 - يوسف القاضي

648 - يوسُف القاضي * هو الإِمامُ الحافظ، أبو محمد، يوسفُ بنُ يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن درهم الْأزديّ مولاهم البصريُّ ثم البغدادي، صاحب السُّنن. ولد سنةَ ثمانٍ ومئتين، وطلب العلم صغيرًا، فسمع: مسلم بنَ إبراهيم، وسليمانَ بنَ حرب، ومسدَّدًا، وشيبانَ بنَ فروخ، وطبقتهم. روى عنه: أبو عَمرو بنُ السَّماك، وابنُ قانع، ودَعْلَج، وأبو بكر الشافعي، والطَّبراني، وابنُ ماسي، وعليُّ بنُ محمد بن كيسان، وخلق. قال الخطيب: كان ثقةً، صالحًا، عفيفًا، مهيبًا، سديد الأحكام. ولي قضاء البصرة وواسِط سنةَ ستٍّ وسبعين، وضُمّ إليه قضاء الجانب الشرقي [من بغداد]. قال: ومات في رمضان سنةَ سبع وتسعين ومئتين (¬1). وفيها مات: مسندُ دمشقَ عبدُ الرحمن بن القاسم بن الروّاس الهاشمي صاحبُ أبي مُسْهِر، ومحدِّثُ الكوفة عبيدُ بنُ غنّام الكوفي، والفقيهُ الإمامُ أبو بكر محمدُ بنُ داود بن علي الظّاهري صاحب كتاب "الزهرة". رحمهم اللَّهُ تعالى. ¬

_ * تاريخ بغداد: 14/ 310، المنتظم: 6/ 96، سير أعلام النبلاء: 14/ 85 - 87، العبر: 2/ 109، دول الإسلام: 1/ 181، تذكرة الحفاظ: 2/ 660، البداية والنهاية: 11/ 112، النجوم الزاهرة: 3/ 171، طبقات الحفاظ: ص 287، شذرات الذهب: 2/ 227، هدية العارفين: 2/ 549، الرسالة المستطرفة: 37. (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 310 وما بين حاصرتين منه.

649 - محمد بن عثمان بن أبي شيبة

649 - محمدُ بنُ عثمانَ بن أبي شَيبَة * الحافظُ البارع، محدِّث الكوفة، أبو جعفر العَبْسيُّ الكوفي. سمع: أباه، وعمَّيْه أبا بكر والقاسم، وابنَ المديني، وابنَ مَعين، ويحيى الحِمّاني، وسعيدَ بنَ عَمرو الأشعثي، ومِنْجاب بن الحارث، وطبقتهم. وعنه: الطَّبراني، وأبو بكر الشَّافعي، وأبو عَمرو بنُ السمَّاك، وأبو علي بنُ الصوَّاف، والحسينُ بنُ عبيد الدقَّاق، وسعدُ النَّاقد، وغيرهم. وثَّقه جَزَرَة. وقال ابنُ عدي: لم أرَ له حديثًا منكرًا فأذكره. وهو -على ما وصف لي عَبْدان- لا بأسَ به (¬1). وقال عبدُ الله بنُ أحمد: كذّاب (¬2). ورماه ابنُ خِراش بالوضع (¬3). ¬

_ * الكامل لابن عدي: 6/ 2297، فهرست النديم: ص 285، تاريخ بغداد: 3/ 42، أنساب السمعاني: 8/ 366، المنتظم: 6/ 95، اللباب: 2/ 315، سير أعلام النبلاء: 14/ 21 - 23، تذكرة الحفاظ: 2/ 661، العبر: 2/ 108، ميزان الاعتدال: 3/ 642، دول الإِسلام: 1/ 181، الوافي بالوفيات: 4/ 82، مرآة الجنان: 2/ 230، البداية والنهاية 11/ 111، لسان الميزان: 5/ 280، النجوم الزاهرة: 3/ 171، طبقات الحفاظ: ص 287، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 192، شذرات الذهب: 2/ 226، هدية العارفين: 2/ 23، تاريخ التراث العربي: 1/ 260. (¬1) الكامل لابن عدي: 6/ 2297. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 46. (¬3) المصدر السابق.

650 - مطين

وقال مطيَّن: هو عصا موسى تلقفُ ما يأفكون (¬1). وقال البَرْقاني: لم أزل أسمعُ أنَّه مقدوحٌ فيه (¬2). مات في جمادى الأولى سنةَ سبعٍ وتسعين ومئتين أيضًا. وقال ابنُ المنادي: كنّا نسمع شيوخَ أهل الحديث يقولون: مات حديثُ الكوفة بموت محمد بن عثمان، وموسى بن إسحاق، ومطيَّن، وعبيد بن غنّام (¬3). رحمهم اللَّه تعالى. 650 - مُطَيَّن * الحافظُ الكبير، أبو جعفر، محمدُ بن عبد الله بن سُليمان الحَضْرمي الكوفي. رأى أبا نعيم، وسمع: أحمدَبنَ يونس، ويحيى الحِمّاني، ويحيى بنَ بشر الحَريري، وسعيدَ بنَ عمرو الأشعثي، وطبقتهم. وكان من أوعية العلم. ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 3/ 642. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 46. (¬3) المصدر السابق. * فهرست النديم: ص 287، طبقات الحنابلة: 1/ 300، أنساب السمعاني: 11/ 375، اللباب: 3/ 227، سير أعلام النبلاء: 14/ 41 - 42، تذكرة الحفاظ: 2/ 662، العبر: 2/ 108، دول الإسلام: 1/ 181، ميزان الاعتدال: 3/ 607، الوافي بالوفيات: 3/ 345، لسان الميزان: 5/ 233، النجوم الزاهرة: 3/ 171، طبقات الحفاظ: ص 288، شذرات الذهب: 2/ 226، هدية العارفين: 2/ 23، الرسالة المستطرفة: ص 63، تاريخ التراث العربي: 1/ 259.

651 - المروزي

وعنه: أبو بكر النَّجاد، والطَّبراني، والإِسماعيلي، وعليُّ بنُ حسّان الدِّمَّمي، وعليُّ بن عبد الرحمن البَكَّائي، وعدّة. صنَّف "المسند" وغيره، وله "تاريخ" صغير. قال أبو بكر بنُ أبي دارم الحافظ: كتبتُ عن مطيَّن مئةَ ألف حديث (¬1). وقال الدارقطني: ثقةٌ جَبَل (¬2). وقد تكلَّم أبو جعفر العَبْسي في مطيّن (¬3). ولد سنة اثنتين ومئتين، ومات في شهر ربيع الأخر سنةَ سبعٍ وتسعين ومئتين أيضًا. 651 - المرْوَزي * (س) الحافظُ الثِّقة، أبو بكر، أحمدُ بنُ عليِّ بن سعيد القاضي، مولى بني أميَّة. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 41. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 42. (¬3) في هامش الأصل كلام مطموس لسوء التصوير. وقد قال الذهبي في "السير" 14/ 42 ما نصه: "وقد تكلم فيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وتكلم هو في ابن عثمان، فلا يعتد غالبًا بكلام الأقران، لا سيَّما إذا كان بينهما منافسة، فقد عدد ابن عثمان لمطيّن نحوًا من ثلاثة أوهام، فكان ماذا؟ ! ومطين أوثق الرجلين، ويكفيه تزكية مثل الدارقطني له". * تاريخ بغداد: 4/ 304، طبقات الحنابلة: 1/ 52، تاريخ ابن عساكر: خ: 2/ 14، المعجم المشتمل: ص 54، تهذيب الكمال: 1/ 407 - 411 (طبعة محققة)، سير =

سمع: عليَّ بنَ الجَعْد، وأحمد، وابنَ مَعين، وأبا نصر التمّار، وكامل بنَ طلحة، وإبراهيم بنَ الحجّاج السَّامي، وسُويد بنَ سعيد، والطَّبقة. وعنه: النَّسائي وقال: لا بأسَ به (¬1)، وأبو عَوَانة، وابن جَوْصاء، وأبو علي بنُ معروف، والطّبراني، وأبو أحمد المفسِّر، وغيرهم. وكان من أوعية العلم، وله تصانيف مفيدةٌ ومسانيد (¬2). ناب في القضاء بدمشق، وولي قضاءَ حمص، وعاش نحوًا من تسعين سنة. مات في منتصف ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين ومئتين. فأمّا محمد بنُ يحيى المرْوَزي (¬3)، فشيخٌ آخر، صدوق، من طبقة ¬

_ = أعلام النبلاء: 13/ 527 - 528، تذهيب التهذيب: 1/ 19، تذكرة الحفاظ: 2/ 663، العبر: 2/ 91، الكاشف: 1/ 24، تهذيب التهذيب: 1/ 62، طبقات الحفاظ: ص 289، خلاصة تذهيب الكمال: ص 10، قضاة دمشق لابن طولون: 21، شذرات الذهب: 2/ 209، هدية العارفين: 1/ 54، الرسالة المستطرفة: ص 70، تهذيب ابن عساكر: 1/ 405، تاريخ التراث العربي: 1/ 257. (¬1) وقال في موضع آخر: ثقة. انظر "تهذيب الكمال " 1/ 410. (¬2) قال الدكتور بشار عواد في تعليقه على "تهذيب الكمال" 1/ 410: وكتابه "مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه، مما حققه صديقنا من علماء الشام الشيخ شعيب الأرنؤوط، وعلق عليه بفرائد الفوائد التي تدل على تبحره في فنون السنة، وكتب له مقدمة نفيسة راجعها تجد فائدة إن شاء الله، وطبع أولًا سنة 1390، ثم طبع ثانية سنة 1393 هـ. (¬3) ترجمته في "تاريخ بغداد": 3/ 422 - 423.

652 - بحشل

أبي بكر. حدَّث ببغداد قبل الثلاث مئة عن أبي عُبيد، وعاصم بن علي. رحمهم اللهُ تعالى. 652 - بَحْشَل * هو الحافظ الصَّدوق، محدِّث واسِط وصاحب "تاريخها"، أبو الحسن، أسلَم بنُ سهل بن سَلْم بن زياد بن حَبيب الواسِطي الرَّزاز. سمع من: جدِّه لأمِّه وهب بن بَقيَّة، ومن عمِّ أبيه سعيد بن زياد، ومحمد بن أبي نُعيم، وسُليمان بن أحمد، ومحمد بن خالد الطَّحان، وطبقتهم ممَّن كان موجودًا بعد الثلاثين ومئتين. روى عنه: محمدُ بنُ عثمان بن سَمْعان، ومحمدُ بنُ عبد الله بن يوسف، وإبراهيمُ بنُ يعقوب الهمذاني، وعليُّ بنُ حميد البزَّاز، ومحمدُ بنُ جعفر بن الليث الواسِطي، وأبو القاسم الطَّبراني، وغيرهم. قال خميس الحافظ: هو منسوبٌ إلى محلَّة الرَّزازين، ومسجدُهُ هناك، وهو ثقةٌ، ثبتٌ، إمامٌ، يصلح للصحيح (¬1). مات سنة اثنتين وتسعين ومئتين. رحمه اللَّه تعالى. ¬

_ * سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي: ص 90، معجم الأدباء: 6/ 127 وقد تصحف فيه إلى (نحشل)، سير أعلام النبلاء: 13/ 553، تذكرة الحفاظ: 2/ 664، ميزان الاعتدال: 1/ 211، العبر: 2/ 93، لسان الميزان: 1/ 388، طبقات الحفاظ: ص 289، شذرات الذهب: 2/ 210، هدية العارفين: 1/ 206، تاريخ التراث العربي: 1/ 563. (¬1) سؤالات الحافظ السلفي: ص 90، وقوله: "يصلح للصحيح" يعني: أنه يصلح أن يكون من رواة الحديث الصحيح. وقد وردت في "معجم الأدباء" بلفظ: يصلح للتصحيح.

653 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل

653 - عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن حنبل * (س) الإِمامُ الحافظُ الثَّبت، أبو عبد الرحمن، محدِّث العراق، ولدُ إمام العلماء أبي عبد الله الشَّيباني المَرْوزي الأصل البغدادي. ولد سنة ثلاث عشرة ومئتين. وروى عن: أبيه فأكثر، وعن يحيى بن عَبْدويه صاحب شُعبة، والهيثم بن خارجة، ومحمد بن أبي بكر المقدَّمي، وشيبان بن فرُّوخ، وخلائق. ومنعه أبوه من السَّماع من علي بن الجَعْد. روى عنه: النَّسائي، والخلّال، والنجّاد، ودَعْلَج، وإسحاقُ الكاذِي، وأبو علي بنُ الصوّاف، وأبو بكر الشَّافعي، وأحمدُ بنُ محمد اللُّنْباني، وأبو بكر القَطيعي، وخلائق. قال الخطيب: كان ثقةً، ثبتًا، فهِمًا (¬1). وقال ابنُ المنادي: لم يكن في الدنيا أحدٌ أروى عن أبيه منه، لأنَّه سمع منه "المسند" وهو ثلاثون ألفًا، و"التفسير" وهو مئة ألف وعشرون ¬

_ * الجرح والتعديل: 5/ 7، تاريخ بغداد: 9/ 375، طبقات الشيرازي: ص 169، طبقات الحنابلة: 1/ 180، المعجم المشتمل: ص 151، المنتظم: 6/ 39، معجم البلدان: (باب التبن) 1/ 306، تهذيب الكمال: ورقة 665، سير أعلام النبلاء: 13/ 516 - 526، تذهيب التهذيب: 2/ 129، تذكرة الحفاظ: 2/ 665، العبر: 2/ 86، الكاشف: 2/ 63، البداية والنهاية: 11/ 96، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 408، تهذيب التهذيب: 5/ 141، النجوم الزاهرة: 3/ 130، طبقات الحفاظ: ص 288، خلاصة تذهيب الكمال: ص 190، شذرات الذهب: 3/ 202، هدية العارفين: 1/ 442، تاريخ التراث العربي: 2/ 211. (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 375.

ألفًا، سمع منها ثمانين ألفًا والباقي وِجَادة (¬1)، وسمع "الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ"، و"حديث شعبة"، و"المقدَّم والمؤخَّر في كتاب اللَّهِ تعالى"، و"جوابات القرآن"، و "المناسك الكبير والصغير"، وغير ذلك من التَّصانيف، وحديث الشيوخ. قال: وما زلنا نرى أكابرَ شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرِّجال، وعلل الحديث، والأسماء والكُنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإِقرارَ له بذلك، حتى إنَّ بعضَهم أسرف في تقريظه إيّاه بالمعرفة وزيادة السَّماع للحديث على أبيه (¬2). وروي عن أبي زُرْعة أنَّه قال: قال لي أحمدُ بنُ حنبل: ابني عبدُ اللَّهِ محظوظٌ من علم الحديث أو من حفظه، لا يكاد يذاكرني إلَّا بما لا أحفظ (¬3). وعن عبّاس الدُّوري قال: كنتُ يومًا عند أبي عبد الله أحمدَ بنِ حنبل، فدخل علينا ابنه عبدُ الله، فقال لي أحمد: يا عبّاس! إنَّ أبا عبد الرحمن قد وَعَى علمًا كثيرًا (¬4). ¬

_ (¬1) الوجادة: أن يجد طالب العلم أحاديث بخط راويها، سواء لقيه أو سمع منه أو لم يلقه ولم يسمع منه. أو أن يجد أحاديث في كتب لمؤلفين معروفين، ولا يجوز له أن يرويها عن أصحابها، بل يقول: وجدت بخط فلان -إذا عرف الخط ووثق منه- أو يقول: قال فلان، أو نحو ذلك. وفي "مسند أحمد" شيء كثير من ذلك، نقله عنه ابنه عبد الله، حيث يقول: "وجدت بخط أبي في كتابه". وانظر لزامًا التعليق رقم (2) على"السير" 13/ 521. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 375 - 376. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 376. (¬4) المصدر السابق.

وقال عبد اللهِ بنُ أحمد: كل شيءٍ أقول: قال أبي، فقد سمعتُه مرَّتين أو ثلاثة، وأقلُّه مرَّة (¬1). وقال إسماعيل بنُ محمد بن حاجب: سمعتُ مهيب بن سليم يقول: سألتُ عبدَ الله بنَ أحمد قلت: كم سمعتَ من أبيك؟ قال: مئةُ ألفٍ وبضعةَ عشرَ ألفًا. قال الطَّبراني: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمد بن حنبل، حدَّثنا أبي قال: قبور أهل السُّنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهلِ البِدعة من الزُّهاد حفرة. فُسَّاقُ أهل السُّنة أولياء الله، وزُهاد أهلِ البدعة أعداءُ الله (¬2). توفي عبدُ اللهِ وهو في سنِّ أبيه في شهر جمادى الآخرة سنةَ تسعين ومئتين، وكانت جنازته مشهودة. قال الخطيب: حدَّثني عبدُ اللَّهِ بنُ الحسين بن الفّراء الحَنْبلي قال: حدَّثني أبو طاهر بنُ أبي بكر قال: حكى لي والدي عن رجلٍ كان يختلفُ إلى أبي بكر بن مالك أنَّه قيل له: أين تحبُّ أن تُدفن إذا متّ؟ فقال: بالقَطيعة، وإنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ أحمد بن حنبل مدفونٌ بالقَطيعة. وقيل له -يعني لعبد اللَّه- في ذلك، قال: وأظنُّه كان أوصى بأن يُدفن هناك، فقال: قد صحَّ عندي أن بالقَطيعة نبيًّا مدفونًا، ولأن أكون في جوار نبيٍّ أحبُّ إليّ من أن أكون في جوار أبي (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 376. (¬2) طبقات الحنابلة: 1/ 184. (¬3) انظر "طبقات الحنابلة" 1/ 188، و"معجم البلدان" 1/ 306.

654 - ثعلب

654 - ثعلب * العلَّامة المحدِّث، شيخ اللُّغة والعربيَّة، أبو العبّاس، أحمدُ بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي، المقدَّم في نحو الكوفيِّين. سمع إبراهيمَ بنَ المنذر الحِزَامي، ومحمدَ بنَ سلّام الجُمحي، وعبيدَ اللَّهِ بنَ عمر القَواريري، ومحمدَ بنَ الأعرابي، وغيرهم. وعنه: نِفْطويه، ومحمدُ بنُ العبّاس اليزيدي، وعليُّ الأخفش، وأحمدُ بنُ كامل، وأبو عمر الزَّاهد، ومحمدُ بنُ مِقْسَم، وغيرهم. مولدُه سنة مئتين، وابتدأ بالطَّلب سنةَ ستَّ عشرة حتى برع في علم الأدب، ولو سمع في ذلك الوقت لسمعَ من عفّان وأقرانِه، إنَّما ذكر في الحفّاظ لأنَّه قال: سمعتُ من القَواريري مئة ألف حديث. وقال الخطيب: كان ثعلب ثقةً، حجَّةً، ديِّنًا، صالحًا، مشهورًا بالحفظ (¬1). ¬

_ * مروج الذهب: 2/ 496، طبقات النحويين واللغويين: 141، فهرست النديم: ص 80، تاريخ بغداد: 5/ 204، أنساب السمعاني: (النحوي) 12/ 52، نزهة الألباء: 228، المنتظم: 6/ 44، معجم الأدباء: 5/ 102، اللباب: 3/ 301، إنباه الرواة: 1/ 138، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 275، وفيات الأعيان: 2/ 101، تذكرة الحفاظ: 2/ 666، سير أعلام النبلاء: 14/ 5 - 7، العبر ة 2/ 88، دول الإسلام: 1/ 176، الوافي بالوفيات: 8/ 243، مرآة الجنان: 2/ 218، البداية والنهاية: 11/ 98، البلغة في تاريخ أئمة اللغة: 34، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 148، النجوم الزاهرة: 3/ 133، طبقات الحفاظ: ص 290، بغية الوعاة: 1/ 396، مفتاح السعادة: 1/ 145، شذرات الذهب: 2/ 207، هدية العارفين: 1/ 54. (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 205.

655 - المعمري

وقال المبرِّد: أعلمُ الكوفيِّين ثعلب، فذُكرَ له الفرّاء، فقال: لا يَعْشُرُه (¬1). ولثعلب تصانيف كثيرة (¬2). وكان يلحنُ إذا تكلَّم. وتردَّد إليه الطلبةُ من سنة خمسٍ وعشرين ومئتين. ويُحكى أنَّه كان يقتِّر على نفسِه مع الجِدَة (¬3). وقيل: إنه خلَّف ستةَ آلاف دينار. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين ومئتين. 655 - المَعْمَري * الحافظ العلَّامة البارع، أبو علي، الحسنُ بنُ علي بن شَبيب البغدادي. وقيل له: المَعْمري، لأن جدَّه لأمِّه أبو سفيان المَعْمري صاحب مَعْمر (¬4). ¬

_ (¬1) إنباه الرواة: 1/ 142. وقوله: لا يعشره، يعني: لا يبلغ عشر علمه. (¬2) انظر "فهرست النديم": ص 81. (¬3) أي: مع الغنى. وانظر ما أورده القفطي في "الأنباه" 1/ 148 عن تقتير ثعلب على نفسه. * الكامل لابن عدي: 2/ 749، تاريخ بغداد: 7/ 369، أنساب السمعاني: 11/ 406، تاريخ ابن عساكر: خ: 4/ 242 / ب، المنتظم: 6/ 78، اللباب: 3/ 236، سير أعلام النبلاء: 13/ 510 - 514، تذكرة الحفاظ: 2/ 667، ميزان الاعتدال: 1/ 504، العبر: 2/ 101، البداية والنهاية: 11/ 106، لسان الميزان: 2/ 221، النجوم الزاهرة: 3/ 164، طبقات الحفاظ: ص 290، شذرات الذهب: 2/ 218، هدية العارفين: 1/ 268، تهذيب ابن عساكر: 4/ 201. (¬4) وقيل: لأنه عني بجمع حديث معمر. انظر "الأنساب" 11/ 406.

سمع: خلفَ بنَ هشام، وأبا نصر التمَّار، وعليَّ بنَ المديني، وشَيبان بنَ فرُّوخ، ودُحَيمًا، وعيسى بنَ حمّاد زغْبة، وخلقًا بالعراق والشّام ومصر. وعنه: الطَّبراني، والنجّاد، وأحمدُ بنُ كامل، والمُفيد، وخلق. قال الخطيب: كان من أوعية العلم، يُذكر بالفهم، ويُوصف بالحفظ، وفي حديثه غرائب وأشياء يتفرد بها (¬1). وقال الدارقطني: صدوقٌ حافظ، جرّحه موسى بنُ هارون -وكان بينهما عداوة- وأنكر عليه أحاديث، فأخرج أصوله بها، ثم ترك روايتها (¬2). وقال عَبْدان الأهوازي: ما رأيت صاحب حديث في الدُّنيا مثلَ المَعْمري (¬3). وقال ابنُ عُقدة: سألتُ عبدَ اللَّهِ بنَ أحمد عن المَعْمري، فقال: لا يتعمَّد الكذب (¬4). وقال ابن عدي: كان كثيرَ الحديث، صاحب حديث بحقِّه. قال عَبْدان: إنَّه لم يرَ مثلَه. وما ذُكر عنه أنَّه رفع أحاديث وزاد في متونٍ فهذا موجود في البغداديِّين خاصَّة وفي حديث ثقاتهم، وأنَّهم يرفعون الموقوف، ويصلون المُرسل، ويزيدون في الأسانيد (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 7/ 370. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 7/ 371. (¬4) تاريخ بغداد: 7/ 372. (¬5) الكامل لابن عدي: 2/ 749 - 750.

656 - موسى بن إسحاق

وقال الحاكم: سمعتُ أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنتُ ببغداد لمّا أنكر [موسى بنُ هارون على المَعْمري تلك الأحاديث، وانتهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن] (¬1) كان إسماعيل القاضي توسَّط بينهما، فقال موسى بنُ هارون: هذه أحاديث شاذَّة عن ثقاتٍ، لا بدَّ من إخراج الأصول بها. فقال المَعْمري: قد عُرف من عادتي أنّي كنتُ إذا رأيتُ حديثًا غريبًا عن شيخ لا أُعلِّم عليه، إنَّما كنتُ أقرأه من كتاب الشَّيخ وأحفظُه (¬2). قال أحمد بن كامل: مات المعْمري في المحرَّم سنةَ خمسٍ وتسعين ومئتين. قال: وكان في الحديثِ وجمعِه وتصنيفِه إمامًا ربّانيًا. ولي قضاء القصر وأعمالها (¬3). 656 - موسى بنُ إسحاق * ابن موسى القاضي، الإمامُ الحافظ، أبو بكر الأنصاري الخَطْمي، الفقيهُ الشَّافعي، قاضي نَيسابور ثم الأهواز. ¬

_ (¬1) في هامش الأصل كلام مطموس، وما أثبته من "التذكرة" و "السير". (¬2) تاريخ ابن عساكر: 4/ 243 / ب. (¬3) تاريخ بغداد: 7/ 372. * الجرح والتعديل: 8/ 135، تاريخ بغداد: 13/ 52، أنساب السمعاني: 5/ 150، تاريخ ابن عساكر: خ: 17/ 129 / ب، المنتظم: 6/ 96، اللباب: 1/ 453، سير أعلام النبلاء: 13/ 579 - 581، تذكرة الحفاظ: 2/ 668، العبر: 2/ 109، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 345، البداية والنهاية: 11/ 111، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 317، طبقات الحفاظ ص 291، شذرات الذهب: 2/ 226.

قرأ القرآنَ على قالون فكان آخرَ مَن قرأ عليه وفاةً، وسمع منه، ومن: أحمدَ بنِ يونس، وعلي بن الجَعْد، وأبيه إسحاق بن موسى، والطّبقة. وعنه: عبد الباقي بنُ قانع، وحَبيب القزَّاز، وابنُ ماسي، وغيرهم. قال ابنُ أبي حاتم: كتبتُ عنه، وهو ثقةٌ صدوق (¬1). وقال أحمد بنُ كامل: كان فصيحًا، كثيرَ السَّماع، محمودًا، ينتحل مذهبَ الشّافعي. سمعتُ ابنَه أحمدَ بنَ موسى يقول: قال أبي: سمعتُ من أبي كُريب ثلاث مئة ألف حديث (¬2). قال ابنُ المنادي: بلغني أنَّه أقرأ الناسَ القرآنَ وله ثماني عشرة سنة (¬3). وقيل: إن المعتضدَ أوصى وزيرَه بموسى وبإسماعيل القاضي، وقال: بهما يُدفع عن أهل الأرض (¬4). مات بالأهواز سنةَ سبعٍ وتسعين ومئتين، وعاش قريبًا من مئة سنة. رحمه الله. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 135. (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 53. (¬3) تاريخ بغداد: 13/ 54. (¬4) انظر الخبر مطولًا في "السير" 13/ 341، وقد تقدمت ترجمة إسماعيل القاضي برقم (620) من هذا الكتاب.

657 - موسى بن هارون

657 - موسى بنُ هارون * ابن عبد اللَّه بن مروان، الإمامُ الحافظُ الحجَّة، أبو عِمران، ابن المحدِّث أبي موسى (¬1) الحمَّال البغدادي البزّاز محدِّث العراق. سمع: أباه، وعليَّ بنَ الجَعْد، وأحمدَ بنَ حنبل، ويحيى الحمَّاني، وخلفَ بنَ هشام، وطبقتهم. وعنه: أبو سهل القطَّان، وأبو الطَّاهر الذُّهلي، وجعفر الخُلْدي، وأبو بكر الشَّافعي، ودَعْلَج، والطَّبراني، وأبو بكر الصِّبْغي، وخلق. قال الصِّبْغي: ما رأينا في حفّاظ الحديث أهيبَ ولا أورعَ من موسى بن هارون (¬2). وقال الخطيب: كان ثقةً، حافظًا (¬3). وقال عبد الغني بنُ سعيد الحافظ: أحسنُ الناس كلامًا على حديث رسول اللهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عليُّ بنُ المديني في زمانِه، وموسى بنُ هارون في وقتِه، والدّارقطني في وقتِه (¬4). ¬

_ * الإكمال لابن ماكولا: 3/ 27، تاريخ بغداد: 13/ 50، طبقات الحنابلة: 1/ 334، أنساب السمعاني: 4/ 205، اللباب: 1/ 385، سير أعلام النبلاء: 12/ 116 - 119، العبر: 2/ 99، تذكرة الحفاظ: 2/ 669، البداية والنهاية: 11/ 103، النجوم الزاهرة: 3/ 162، طبقات الحفاظ: ص 292، شذرات الذهب: 2/ 217. (¬1) تقدمت ترجمة أبي موسى برقم (462). (¬2) تاريخ بغداد: 13/ 50. (¬3) تاريخ بغداد: 13/ 50. (¬4) تاريخ بغداد: 13/ 51.

658 - أبو خليفة

وقال الحاكم: سمعتُ أبا سهل بنَ زياد يقول: كان إسماعيل القاضي يُجلسُ موسى بنَ هارون معه على سريره ينظُر في كلِّ مائقرأ عليه (¬1). وقيل: كان موسى كثيرَ الحجّ، يقيم ببغداد سنةً، ويجاورُ سنة. مولده سنةَ أربعَ عشرةَ ومئتين، ومات في شعبان سنةَ أربعٍ وتسعين ومئتين. 658 - أبو خَليفة * الإِمام الثَّبت، محدِّث البصرة، الفَضْلُ بنُ الحُباب الجُمَحي البصري. سمع: مسلم بنَ إبراهيم، وسُليمانَ بنَ حرب، ومسدِّدًا، وأبا الوليد الطَّيالسي، وحفصَ بنَ عمر الحَوْضي، والطَّبقة. وعنه: الجِعَابي، والطَّبراني، والإِسما عيلي، وابنُ عدي، وأبو الشَّيخ، وأبو أحمد الغِطْريفي، وخلائق. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 12/ 117. * طبقات النحويين واللغويين: 128، فهرست النديم: ص 126، ذكر أخبار أصبهان: 2/ 151، طبقات الحنابلة: 1/ 249، معجم الأدباء 16/ 204، إنباه الرواة: 3/ 5، سير أعلام النبلاء: 14/ 7 - 11، تذكرة الحفاظ: 2/ 670، العبر: 2/ 130، ميزان الاعتدال: 3/ 350، دول الإِسلام: 1/ 185، نكت الهميان: ص 226، مرآة الجنان: 2/ 246، البداية والنهاية: 11/ 158، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 8، لسان الميزان 4/ 438، النجوم الزاهرة: 3/ 193، بغية الوعاة 2/ 245، طبقات الحفاظ: ص 292، شذرات الذهب: 2/ 246، هدية العارفين: 1/ 819.

659 - علي بن الحسيىن بن الجنيد

وكان من المعمَّرين المكثرين الصَّادقين العارفين. عاش مئة سنة غير أشهر، ومات في جمادى الأولى سنةَ خمس وثلاث مئة. وفيها مات: المحدِّث عبد اللَّهِ بنُ محمد بن شيرويه صاحبُ إسحاق بنَيسابور، والمحدِّث عمرانُ بنُ موسى بن مُجاشع السّختياني بجُرْجان، والمحدِّث المقرئ أبو محمد القاسمُ بنُ زكريّا البغدادي المطرِّز. رحمهم اللَّهُ تعالى. 659 - علي بنُ الحسيىن بن الجُنَيد * الحافظُ الثَّبت، أبو الحسن الرّازي، ويُعرف في بلده بالمالكي لكونه جمعَ حديثَ مالك. كان بصيرًا بالرِّجال والعِلَل. سمع: أبا جعفر النّفيلي، وصفوانَ بنَ صالح، وأبا مُصعب، والمُعافى بنَ سليمان، ومحمدَ بنَ عبد اللَّه بن نمير، وطبقتهم. وعنه: ابنُ أبي حاتم، وأحمدُ بن إسحاق الصِّبْغي، ودَعْلَج، وأبو أحمد العسّال، وإسماعيلُ بنُ نُجيد، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق (¬1). ¬

_ * الجرح والتعديل: 6/ 179، سير أعلام النبلاء: 14/ 16 - 17، تذكرة الحفاظ: 2/ 671، العبر: 2/ 89، دول الإسلام: 1/ 176، طبقات الحفاظ: ص 292، شذرات الذهب: 2/ 208. (¬1) الجرح والتعديل: 6/ 179.

660 - عبيد العجل

وقال أبو يَعْلى الخَليلي: هو حافظُ علمِ مالك (¬1). مات في آخر سنة إحدى وتسعين ومئتين. وكان يحفظُ أحاديثَ الزُّهري أيضًا. رحمه اللَّهُ تعالى. 660 - عُبَيْد العِجْل * هو الحافظُ المُتْقن، أبو علي، حسينُ بنُ محمد بن حاتم البغدادي، تلميذُ يحيى بنِ معين. روى عن: داود بن رُشَيد، وإبراهيم بن عبد اللَّه الهَرَوي، ويعقوب بن حميد بن كاسِب، ومحمد بن عبد اللَّه بن عمّار، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشَّافعي، والطَّبراني، وعثمانُ بنُ سَنَقَة (¬2)، وغيرهم. قال الخطيب: كان متقنًا، حافظًا (¬3). وقال ابنُ المنادي: كان متقدِّمًا في حفظ المسنَد خاصّة (¬4). ¬

(¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 17. * تاريخ بغداد: 8/ 93، المنتظم: 6/ 61، سير أعلام النبلاء: 14/ 90 - 91، العبر: 2/ 98، تذكرة الحفاظ: 2/ 672، البداية والنهاية: 11/ 102، النجوم الزاهرة: 3/ 161 وقد تصحف فيه إلى (العجلي)، طبقات الحفاظ: ص 293، شذرات الذهب: 2/ 216. (¬2) هو أبو عمرو، عثمان بن محمد بن بشر السقطي، ويعرف بابن سنقة. ترجمته في تاريخ بغداد: 11/ 304. (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 94. (¬4) المصدر السابق.

661 - محمد بن النضر

قال ابنُ قانع: مات في صفر سنةَ أربعٍ وتسعين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى. 661 - محمدُ بنُ النَّضر * ابن سلَمة بن الجارود بن يزيد، الإمامُ الحافظ، أبو بكر الجارودي النَّيسابوري، الفقيه الحَنفي. سمع: إسحاقَ بنَ راهويه، وسُويدَ بنَ سعيد، ومحمدَ بنَ عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وإسماعيلَ بنَ بنت السُّدِّي، وأبا كُريب، والطَّبقة. وعنه: ابنُ خُزيمة، وأبو حامد بن الشَّرقي، وأبو الفضل محمدُ بنُ إبراهيم. قال ابنُ أبي حاتم: سمعتُ منه بالرَّي، وهو صدوق، من الحفّاظ (¬1). وقال الحاكم: كان شيخَ وقتِه حِفْظًا وكمالًا ورئاسَة. وأبوه وأهل بيتِه حنفيُّون (¬2). ¬

_ * الجرح والتعديل: 8/ 111، أنساب السمعاني: 3/ 158، الباب: 1/ 249، تهذيب الكمال: ورقة 1281، سير أعلام النبلاء: 13/ 541 - 544، تذهيب التهذيب: 4/ 5، تذكرة الحفاظ: 2/ 673، الجواهر المضية: 2/ 138 (طبعة الهند)، تهذيب التهذيب: 9/ 490، طبقات الحفاظ: ص 293، خلاصة تذهيب الكمال: ص 361. (¬1) الجرح والتعديل: 8/ 111. (¬2) تهذيب الكمال: ورقة 1281.

662 - نصرك

وقيل: كان رفيقَ مسلم في الرِّحلة. وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمدُ بنُ يحيى الذُّهلي يستعين بعربيَّة أبي بكر الجارودي في مصنَّفاته، ويبيِّتُه عندَه (¬1). مات في ربيع الأول سنةَ إحدى وتسعين ومئتين. رحمه اللَّه. 662 - نَصْرَك * هو الحافظُ الماهر، أبو محمد، نصرُ بنُ أحمد بن نصر الكِنْدي البغدادي، نزيل بُخارى. سمع: محمدَ بنَ بكّار بن الريَّان، وعبدَ الأعلى بن حمّاد (¬2) النَّرسي، وعُبيدَ اللهِ القَواريري، وطبقتهم. وعنه: ابن عُقدة، وخلفُ بنُ محمد الخيّام، وغيرهما. صنَّف "المسند" وكان من أئمَّة هذا العلم. قال أبو الفضل السُّليماني: يقال: إنَّه كان أحفظَ من صالح بن محمد جَزَرَة إلَّا أنَّه كان يُتَّهم بشرب المُسْكر (¬3). مات سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئتين. وفيها مات: إبراهيمُ بنُ علي الذُّهلي، وداودُ بنُ الحسين صاحبا ¬

_ (¬1) أنساب السمعاني: 3/ 158. * تاريخ بغداد: 13/ 293، المنتظم: 6/ 59، سير أعلام النبلاء: 13/ 538 - 539، تذكرة الحفاظ 2/ 676، طبقات الحفاظ: ص 295، هدية العارفين: 2/ 490. (¬2) في "التذكرة": عبد الأعلى بن محمد، تحريف. (¬3) سير أعلام النبلاء: 13/ 538.

663 - أبو معشر

يحيى بن يحيى النَّيسابوري، وعيسى بنُ محمد الطَّهمانيُّ المروزي، والفضلُ بنُ العبّاس بن مِهْران الأصبهاني، ومحمدُ بنُ عَبْدوس بن كامل السرّاج، وهُميم بن هيمام الطَّبري. 663 - أبو مَعْشَر * حَمْدويه بنُ الخطّاب بن إبراهيم البخاري الضَّرير، الحافظُ الثِّقة، مسْتملي البخاري. سمع: محمدَ بنَ سلّام البيكَنْدي، والمُسْنَدي، ويحيى بن جَعْفر، وأبا قُدامة السَّرخسي، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر محمدُ بن [أحمد بن حامد السَّعْداني، وأهلُ بُخارى. 664 - عُبْدُوس * * الحافظُ الكبير، أبو محمد] (¬1) عبيدُ اللَّه (¬2) بنُ محمد بن مالك النَّيسابوري، نزيل سَمَرْقند. قال غُنْجار في "تاريخ بخارى": سمع: يحيى بنَ يحيى، وقُتيبة، وابنَ راهويه، وابنَ أبي الشَّوارب، وعَمْرَو بنَ زُرارة، والفلّاس، وسمَّى جماعَة. ¬

_ * تذكرة الحفاظ: 2/ 674، طبقات الحفاظ: ص 293. * * تذكرة الحفاظ: 2/ 675، سير أعلام النبلاء: 14/ 11 - 12، طبقات الحفاظ: ص 294، شذرات الذهب: 2/ 185. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل بخط مطموس، وما أثبته من "التذكرة". (¬2) مثله في "التذكرة" ووقع في "السير" و "الطبقات" و "الشذرات": عبد الله.

665 - تميم بن محمد بن طمغاج

روى عنه: محمدُ بن نصر المَرْوزي، وعمر بنُ بُجير، وسهلُ بنُ شاذويه، وغيرهم. قال أبو عَمرو محمدُ بنُ إسحاق بن جبلة السَّمرقندي: مات عُبْدوس الحافظ بسَمَرقند في سنة اثنتين وثمانين (¬1). وقال غيرُه: مات في شعبان سنةَ ثلاثٍ وثمانين ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. 665 - تَميم بنُ محمد بن طُمْغَاج * الحافظُ الثِّقة، أبو عبد الرحمن الطُّوسي. ذكره الحاكم فقال: محدِّثٌ، ثقةٌ، مصنِّف. سمع: أحمدَ بنَ حنبل، وإسحاقَ بنَ راهويه، وشيبانَ بنَ فرُّوخ، وإبراهيم بنَ الحجّاج، ومحمدَ بنَ رُمح، وابنَ زُغبة، وعليَّ بنَ حُجْر، وهُدبةَ بنَ خالد، وطبقتهم. وجمع "المسند" الكبير. روى عنه: محمدُ بنُ أحمد بن زُهير، وعليُّ بنُ حَمْشاذ، وأبو عبد اللَّه بنُ الأخرم، ومحمدُ بنُ العبّاس البخاري، وأبو النَّضر الفقيه، ومحمدُ بنُ إبراهيم بن المنذر صاحب الخلافيّات. قال الحاكم: حدَّثني أبو عَمرو بنُ أبي جعفر، حدَّثنا الحسنُ بنُ سفيان في "مسنده" قال: حدَّثني ابني أبو بكر، حدَّثنا تميمُ بنُ محمد ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 12. * طبقات الحنابلة: 1/ 122، تاريخ ابن عساكر: خ: 3/ 275، سير أعلام النبلاء: 13/ 496 - 497، تذكرة الحفاظ: 2/ 675، هدية العارفين: 1/ 246، الرسالة المستطرفة: ص 65، تهذيب ابن عساكر: 3/ 361.

666 - الخفاف

الطُّوسي، حدَّثنا سليمان بنُ سلمة الخبائري، حدَّثنا عبد السَّلام بنُ عبد القُدُّوس، حدَّثنا هشام بنُ عُروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "أربعٌ لا يشبعنَ من أربع: عينٌ من نَظَر، وأرضٌ من مَطَر، وأُنثى من ذَكَر، وعالمٌ من عِلم" (¬1). قال أبو القاسم بنُ مَنْدة: مات تميم بعد التسعين ومئتين. 666 - الخَفَّاف * الحافظُ الكبير، أبو يَحْيى، زكريّا بن داود بن بكر النَّيسابوري. قال الحاكم: هو المقدَّم في عصره، صاحبُ "التفسير" الكبير. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في "كامله" 5/ 1967 من طريق عبد السلام بن عبد القدوس بهذا الإسناد، وقال إنه حديث منكر لم يروه عن هشام غير عبد السلام هذا. وقال السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 47: قال ابن طاهر: رواه عن هشام حسين بنُ علوان الكوفي، وكان يضع الحديث، ولعل عبد السلام سرقه منه. وقال السخاوي أيضًا أخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور" وأبو نعيم في "الحلية" كلاهما من حديث سليمان التيمي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رفعه به، وراويه عن التيمي محمد بن الفضل بن عطية اتهم بالكذب والوضع. وأورده العقيلي في "الضعفاء" وغيره من جهة محمد بن الحسن بن زبالة، عن عبد الله بن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة كذلك. وابن زبالة كذبه ابن معين في إحدى الروايتين عنه، وقال النسائي: إنه متروك الحديث. وذكر السخاوي أن ابن الجوزي ذكره في "الموضوعات". وقوله: "وعالم من علم" له شواهد كحديث "منهومان لا يشبعان" طالب علم، وطالب دنيا" وحديث "لا يشبع عالم من علم حتى يكون منتهاه الجنة". * أنساب السمعاني: 5/ 158، تذكرة الحفاظ: 2/ 676، طبقات المفسرين: 1/ 175، هدية العارفين: 1/ 373.

667 - ابن أبي الدنيا

سمع: يحيى بنَ يحيى، ويزيدَ بنَ صالح الفرّاء، وعليَّ بنَ الجَعْد، وأبا مُصعب الزُّهري، وأبا بكر بنَ أبي شَيبة، وطبقتهم. وعنه: أبو حامد بنُ الشَّرقي، والحسنُ بنُ يعقوب، ومحمدُ بنُ صالح بن هانئ، ومحمدُ بنُ داود بن سُليمان، وعليُّ بنُ عيسى، وطائفة. مات في سنة ستٍّ وثمانين ومئتين. 667 - ابنُ أبي الدُّنيا * المحدِّث العالم الصَّدوق، أبو بكر، عبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن عُبيد بن سُفيان القرشيُّ الأمويّ مولاهم البغدادي، صاحب التَّصانيف. ولد سنة ثمان ومئتين. وسمع: سعيدَ بنَ سُليمان، وعليَّ بن الجَعْد، وسعيدَ بنَ محمد الجَرْمي، وخلفَ بنَ هشام، وخالد بنَ خِدَاش، وعبدَ اللهِ بنَ خَيران صاحب المسعودي، وأبا نصر التمّار، وعُبيدَ اللَّهِ العَيشي، وخلائق. وعنه: الحارثُ بنُ أبي أُسامة مع تقدُّمه، وأحمدُ بنُ محمد ¬

_ * الجرح والتعديل: 5/ 163، فهرست النديم: ص 236، تاريخ بغداد: 10/ 89، طبقات الحنابلة: 1/ 192، المنتظم: 5/ 148، تهديب الكمال: ورقة 736، سير أعلام النبلاء: 13/ 397 - 404، تذكرة الحفاظ: 2/ 677، العبر: 2/ 65، تذهيب التهذيب: 2/ 184، فوات الوفيات: 2/ 228، البداية والنهاية: 11/ 71، تهذيب التهذيب: 6/ 12، النجوم الزاهرة: 3/ 86، طبقات الحفاظ: ص 294، خلاصة تذهيب الكمال: ص 213، هدية العارفين: 1/ 441، الرسالة المستطرفة: ص 44 و 50.

668 - العنبري

اللُّنْباني، والحسينُ بنُ صَفْوان البَرْذَعي، وأبو بكر النجّاد، وأحمدُ بنُ خُزيمة، وأبو بكر الشَّافعي، وغيرهم. قال ابنُ أبي حاتم: كتبتُ عنه مع أبي، وهو صدوق (¬1). وقال الخطيب: أدَّبَ غيرَ واحدٍ من أولاد الخلفاء (¬2). وقال ابنُ كامل: هو مؤدَّب المُعْتضد (¬3). وقد دخل ابنُ أبي الدُّنيا على المكتفي ووعَظَه، فبكى بكاءً شديدًا، ثم ذكر له نوادر الأعراب، فضحكَ ضحكًا كثيرًا. مات في جمادى الأولى سنةَ إحدى وثمانين ومئتين. وفيها توفي عالمُ المالكيَّة محمدُ بن إبراهيم بن الموّاز بالإسكندرية. 668 - العَنْبَري * الحافظُ العلَّامة، أبو إسحاق، إبراهيمُ بنُ إسماعيلَ الطُّوسي، صاحب "المسند". سمع: يحيى بنَ يحيى، وإسحاقَ بنَ راهويه، وقُتيبة، وعُبيدَ اللَّهِ ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: 5/ 163. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 89. (¬3) تاربح بغداد: 10/ 91. * سير أعلام النبلاء: 13/ 377، تذكرة الحفاظ: 2/ 679، العبر: 2/ 67، طبقات الحفاظ: ص 295، شذرات الذهب: 2/ 205، هدية العارفين: 1/ 3، الرسالة المستطرفة: ص 69.

669 - الحسين بن فهم

القَواريري، وهشامَ بنَ عمّار، وحَرْملة، وأبا مُصعب، وطبقتَهُم بخُراسان، والحَرَمَين، ومصر، والشّام، والعراق، والجزيرة. روى عنه: أبو النَّضر الفقيه، وأبو الحسن بنُ زُهير، ومحمدُ بنُ صالح بن هانئ، وغيرُهم. قال أبو النَّضر: كتبت عنه "مسنده" بخطِّي في مئتي جزءٍ وبضعةَ عشرَ جزءًا (¬1). وقال الحاكم: هو محدِّث عصره بطُوس، وزاهدُهم بعد شيخِه محمد بن أسلم، وأخصُّهم بصُحبتِه، وأكثرُهم رحلة (¬2). وذكره صاحب (¬3) "تاريخ حلب". لعلَّه توفي قبلَ التِّسعين ومئتين. 669 - الحسينُ بنُ فَهْم * هو الحافظُ الكبير، أبو علي، الحسين بنُ محمد بن عبد الرحمن بن فَهْم بن مُحْرز البغدادي. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 377. (¬2) المصدر السابق. (¬3) هو كمال الدين بن العديم، عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي، المتوفى سنة 660 هـ. واسم كتابه. "بغية الطلب في تاريخ حلب" اختصره في كتاب آخر سماه "زبدة الحلب في تاريخ حلب". انظر "أعلام الزركلي": 5/ 40. * تاريخ بغداد: 8/ 92، الإِكمال لابن ماكولا: 7/ 75، المنتظم 6/ 36، سير أعلام النبلاء: 13/ 427 - 428، تذكرة الحفاظ: 2/ 680، العبر: 2/ 83، ميزان الاعتدال 1/ 545، البداية والنهاية: 11/ 95، طبقات الحفاظ: ص 295، شذرات الذهب: 2/ 201.

سمع من: محمد بن سعد الكاتب "طبقاته" ومن خلف بن هشام، ومحمد بن سلّام الجُمحي، ويحيى بن مَعين، ومُصْعب بن عبد الله، وطبقتهم. وعنه: أحمدُ بنُ معروف الخشّاب، وأحمدُ بنُ كامل، وإسماعيل الخُطَبي، وأبو علي الطُّوماري. وكان عَسِرًا في التَّسميع. قال ابنُ كامل: كان حسنَ المجلس، مفنَّنًا في العلوم، كثيرَ الحفظ للحديث مسندِه ومقطوعِه، ولأصناف الأخبار، والنّسب، والشِّعر، والمعرفة بالرِّجال، فصيحًا، متوسِّطًا في الفقه. قال لي: أخذتُ عن ابن مَعين معرفةَ الرِّجال، وسمَّى جماعةً أخذَ عنهم (¬1). قال الدارقطني: ليس بالقوي (¬2). قال الخُطَبي: مات في رجب سنةَ تسعٍ وثمانين ومئتين، وولد سنة إحدى عشرة (¬3). وفيها توفي: مسندُ مصر أبو يزيد يوسفُ بنُ يزيد القَراطيسي، وبكرُ بنُ سهل الدِّمياطي، والخليفةُ المعْتضد باللَّه. ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ بغداد" 8/ 93. (¬2) تاريخ بغداد: 8/ 92 (¬3) تاريخ بغداد: 8/ 93.

670 - القباني

670 - القَبَّاني * (خ) الإمامُ الحافظ، أبو علي، الحسينُ بن محمد بن زياد النَّيسابوري، أحدُ أركان الحديث بنَيسابور. سمع: إسحاقَ بنَ سهل بن عثمان، وإبراهيمَ بنَ المنذر، ومنصورَ بنَ أبي مُزاحم، وأبا مُصْعب، وابنَ أبي شَيبة، وطبقتهم. وعنه: البخاري في "صحيحه" فإنَّه قال: حدَّثنا حسين، حدَّثنا أحمدُ بنُ مَنيع (¬1) ... فقال الكَلاباذي وغيره: هو القبَّاني. وقيل: هو الحسينُ بنُ يحيى بن جعفر البيكَنْدي. والأولُ أقوى، فإنَّ القبّاني كان عنده كتاب مسند أحمد بن مَنيع، وكان مُلازمًا للبخاري بنَيسابور. وروى عنه أيضًا: دَعْلَج السِّجزي، ومحمدُ بنُ يعقوب بن الأخرم، وأبو الفضل محمدُ بنُ إبراهيم الهاشمي، ويحيى بنُ محمد العَنْبري، وخلق. ¬

_ * أنساب السمعاني: 10/ 43، المعجم المشتمل: ص 106، اللباب: 3/ 12، تهذيب الكمال: 6/ 476 - 478 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 13/ 499 - 502، تذكرة الحفاظ: 2/ 680، ميزان الاعتدال: 1/ 545، تذهيب التهذيب: 1/ 159، العبر: 2/ 83، الكاشف: 1/ 172، تهذيب التهذيب: 2/ 368، طبقات الحفاظ: ص 296، خلاصة تذهيب الكمال: ص 84، شذرات الذهب: 2/ 201، هدية العارفين: 1/ 304، الرسالة المستطرفة: ص 70. (¬1) تمامه كما في "صحيح البخاري" 10/ 115 باب الشفاء في ثلاث: ... حدثنا مروان بن شجاع، حدَّثنا سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما "الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي". وانظر التعليق على "السير" 13/ 501.

671 - الإسماعيلي

قال الحاكم: هو أحدُ أركان الحديث وحفّاظ الدُّنيا. رحل وصنَّف "المسند" و "الأبواب" و"التاريخ" و "الكُنى" (¬1). وعن القبّانيِّ قال: كان لجدِّي زياد قبّان، وما كان وزّانًا، وكان يُعِيره، فشُهر به. وقد كان استصحَبَهُ معه من بلاد فارس (¬2). وقال أبو عبد اللَّه بنُ الأخرم: كان أبو علي القبَّاني مجمع أهلِ الحديث عندَه بعد مسلم (¬3). وقال محمدُ بنُ صالحُ بن هانئ: سمعتُ الحسينَ يقول: حدَّثت البخاري عن سُريج بن يونس، فرأيتُ في كتاب بعض الطَّلبة: قد سمعَه من البخاري عنِّي (¬4). مات القبَّاني سنةَ تسعٍ وثمانين ومئتين. 671 - الإِسْمَاعيلي * محمدُ بنُ إسماعيلَ بن مِهْران، الحافظُ الثَّبت البارع، أبو بكر ¬

_ (¬1) انظر "تهديب الكمال" 6/ 476. (¬2) انظر "أنساب السمعاني" 10/ 43 - 44. (¬3) أنساب السمعاني: 10/ 44. (¬4) سير أعلام النبلاء: 13/ 502. * أنساب السمعاني: 1/ 254، سير أعلام النبلاء: 14/ 117 - 118، العبر: 2/ 103، ميزان الاعتدال: 3/ 485، تذكرة الحفاظ: 2/ 682، مرآة الجنان: 2/ 225، لسان الميزان: 5/ 81، طبقات الحفاظ: ص 296، شذرات الذهب: 2/ 221.

النَّيسابوري، المعروف بالإسْمَاعيلي. وهذا غيرُ الإِسماعيليِّ المتأخِّر (¬1) رفيق ابن عدي. سمع: هشامَ بنَ عمّار، وحَرْملة، وعيسى بنَ حمّاد، وأحمدَ بنَ أبي الحَوَاري، وأبا نُعيم الحَلبي، وإسحاقَ بنَ موسى الخَطْمي، وإسحاقَ بنَ راهويه، ويحيى بنَ طَلْحة اليَرْبوعي، وطبقتَهُم بالحَرَمَين، والشّام، ومصر، والكوفة، والبصرة، وبغداد، ونَيسابور. وعنه: أبو العبّاس السرّاج، وأبو حامد بن الشَّرقي، وأبو بكر أحمدُ بنُ علي الرّازي، وأبو عبد اللَّه بنُ الأخرم، ودَعْلَج، وابنُ نُجيد، وعلي بنُ حَمْشاذ، وأبو العبّاس محمدُ بنُ أحمد بن حمدان نزيل خُوارزم، وأحمدُ بنُ إسحاق الصَّيدلاني، وولدُه أبو الحسن أحمدُ بنُ محمد بن إسماعيل، وعدَّة. قال الحاكم: هو أحدُ أركان الحديث بنَيسابور كثرةً ورحلةً واشتهارًا، وهو مجوِّد عن المصريِّين والشاميِّين، جمع حديثَ الزّهري وجوَّدَه، وكذلك حديثَ مالك، ويحيى بن سعيد، وعبد اللَّه بن دينار، وموسى بن عُقبة، وهو ثقةٌ مأمون (¬2). وقال إبراهيمُ بنُ أبي طالب: لم يُخرَّج لنا حديث مالك كما خرَّجه الإِسماعيلي، فإنَّه مجوِّد (¬3). ¬

_ (¬1) هو الحافظ أحمد بن إبراهيم بن إسماعل بن العباس، أبو بكر الإسماعيلي، الفقيه الشافعي الجرجاني، المتوفى سنة 371 هـ. سترد ترجمته في الجزء الثالث من هذا الكتاب. (¬2) انظر "السير" 14/ 117 - 118. (¬3) سير أعلام النبلاء: 14/ 118.

672 - ابن عبدوس

قال الحاكم: سمعتُ أحمدَ بنَ محمد بن إسماعيل يقول: مرضَ أبي في صفر سنةَ تسعٍ وثمانين، فبقي في مرضه إلى أن مات في ذي الحجّة من سنة خمسٍ وتسعين ومئتين. قال الحاكم: ورأيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ سعد يتأسَّف -غير مرَّة- على ما فاتَه من الإِسماعيلي ويقول: أدركناهُ وقد أخَذَتْه اللّقْوَة (¬1)، وبقي فيها إلى آخر عمره (¬2). رحمه الله تعالى. 672 - ابنُ عُبْدُوس * هو الحافظُ المأمون، أبو أحمد، محمدُ بنُ عُبْدوس بن كامل السُّلميُّ البغدادي السرّاج، صديقُ عبد اللَّه بن أحمد، وكان اسمُ أبيه عبدَ الجبّار. سمع: عليَّ بنَ الجَعْد، وداودَ بنَ عمرو الضَّبِّي، وأحمدَ بنَ جَنَاب (¬3)، وأبا بكر بنَ أبي شيبة، وطبقتهم. وعنه جعفر الخُلْدي، وأبو بكر النّجاد، ودَعْلَج السِّجزي، وابنُ ماسي، والطبراني، وغيرهم. قال ابنُ المنادي: كان ابنُ عُبْدوس من المعدودين في الحِفظ ¬

_ (¬1) اللقوة: داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق (اللسان). (¬2) انظر "السير" 14/ 118. * تاريخ بغداد: 2/ 381، طبقات الحنابلة: 1/ 314، سير أعلام النبلاء: 13/ 531، تذكرة الحفاظ: 2/ 683، العبر: 2/ 96، طبقات الحفاظ: ص 297، شذرات الذهب: 2/ 215. (¬3) هو أبو الوليد أحمد بن جناب بن المغيرة المصيصي ثم البغدادي. ترجمته في "تاريخ بغداد" 4/ 77 - 78. وقد تصحف لفظ (جناب) في "التذكرة" إلى (حبان) وفي "تاريخ بغداد" 2/ 381 إلى (حباب).

673 - ابن خراش

وحسن المعرفة بالحديث. أكثرَ الناسُ عنه لثقتِه وضَبْطه. وكان كالأخ لعبدِ اللَّهِ بن أحمد بن حنبل (¬1). مات في آخر رجب -أو أول شعبان- سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئتين. رحمه اللَّهُ تعالى. 673 - ابن خِرَاش * الحافظُ البارعُ النَّاقد، أبو محمد، عبدُ الرحمن بنُ يوسف بن سعيد بن خِراش المروزيُّ ثم البغدادي. سمع: عبدَ الجبّار بن العلاء المكِّي، والفلَّاس، وعليَّ بنَ خَشْرم، وأبا عُمير بنَ النحَّاس، وأبا التَّقي هشامَ بنَ عبد الملك الحمصي، ونصرَ بن علي، وطبقتَهُم ما بين مصر إلى خُراسان. وعنه: أبو سَهْل القطّان، وابنُ عُقدة، وبكر بن محمد الصَّيرفي، وغيرهم. قال بكرُ بنُ محمد: سمعتُه يقول: شربتُ بَوْليَ في هذا الشَّأن خمسَ مرّات (¬2). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 382. * الكامل لابن عدي: 4/ 1629، تاريخ بغداد: 10/ 280، تاريخ ابن عساكر: خ: 10/ 136 / ب، المنتظم: 5/ 164، سير أعلام النبلاء: 13/ 508 - 510، تذكرة الحفاظ: 2/ 684، ميزان الاعتدال: 2/ 600، العبر: 2/ 70، البداية والنهاية: 11/ 74، لسان الميزان: 3/ 444، النجوم الزاهرة: 3/ 95، طبقات الحفاظ: ص 297، شذرات الذهب: 2/ 184. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 280.

وقال أبو نُعيم بنُ عدي: ما رأيتُ أحدًا أحفظَ من ابنِ خِراش (¬1). وقال ابنُ عدي: ذكر بشيءٍ من التشيُّع، وأرجو أنَّه لا يتعمَّدُ الكذب. سمعتُ ابنَ عُقدة يقول: كان ابنُ خِراش عندنا إذا كتب شيئًا من باب التشيُّع يقول: هذا لا ينفُقُ إلَّا عندي وعندَك. وسمعتُ عَبْدان يقول: حمل ابن خِراش إلى بُنْدار عندنا جزءين صنَّفهما في مثالب الشَّيخين، فأجازه بألفي درهم، بنى له بها حُجْرة، فمات إذ فرغ منها (¬2). وقال أبو زُرْعة محمدُ بنُ يوسف: خرَّج ابنُ خِراش مثالبَ الشَّيخين، وكان رافضيًّا (¬3). وقال ابن عدي: سمعت عَبْدان يقول: قلتُ لابنِ خِراش: حديث "ما تَرَكْنا صَدَقَة" (¬4). قال: باطل، اتَّهِمُ مالكَ بنَ أوس. ثم قال عَبْدان: وقد روى مراسيلَ وصَلَهَا، ومواقيفَ رَفَعها (¬5). مات سنةَ ثلاثٍ وثمانين ومئتين. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 281. (¬2) الكامل لابن عدي: 4/ 1629. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 281. (¬4) حديث صحيح، أخرجه البخاري 6/ 141 في فرض الخمس، و 7/ 257 في المغازي: باب حديث بني النضير، و 12/ 504 في الفرائض: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث، ما تركنا صدقة"، ومسلم (1757) في الجهادة باب حكم الفيء، وأبو داود (2963)، والنسائي: 7/ 136 - 137، والترمذي: (1610) في السير، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (1) و (2) و (3)، وعبد الرزاق في "المصنف" (9772)، والبيهقي: 6/ 298. (¬5) الكامل لابن عدي: 4/ 1629، وانظر التعليق على "السير" 13/ 510.

674 - محمد بن محمد بن رجاء

وفيها مات: إسحاقُ بنُ إبراهيم بن سُنَين الختّلي مؤلِّف "الدِّيباج"، وشيخُ الصُّوفيّة سَهْلُ بنُ عبد اللَّه التُّسْتري، ومحمدُ بنُ سُليمان بن الحارث الباغَنْدي والد الحافظ أبي بكر محمد بن محمد، والمحدِّثُ محمدُ بن غالب بن حرب تَمْتام. 674 - محمدُ بنُ محمدِ بنِ رَجَاء * ابن السِّنْدي، الإِمامُ الحافظ، أبو بكر الإِسْفَراييني، مصنِّف "الصحيح" ومخرِّجه على كتاب مُسْلم. سمع: إسحاقَ بنَ راهويه، وأحمدَ بنَ حبل، وابنَ المديني، وابنَ نُمير، وأبا بكر بنَ أبي شَيبة، وخلقًا. وعنه: أبو عَوَانة، وأبو حامد بنُ الشَّرقي، ومحمدُ بنُ صالح بن هانئ، وابنُ الأخرم، وأبو النَّضر محمدُ بن محمد، وغيرهم. قال الحاكم: كان ديِّنًا، ثَبْتًا، مقدَّمًا في عصرِه، سمع جدَّه رَجَاء ... وسمَّى جماعة (¬1). مات سنةَ ستٍّ وثمانين ومئتين، قاله بشر بنُ أحمد، وكان من أبناء الثمانين. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ * الجرح والتعديل: 8/ 87، أنساب السمعاني: 7/ 170، تاريخ ابن عساكر: خ: 15/ 451/ ب، سير أعلام النبلاء: 13/ 492 - 493، تذكرة الحفاظ: 2/ 686، طبقات الحفاظ: ص 298، شذرات الذهب: 2/ 193، الرسالة المستطرفة: ص 27. (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 492 - 493

675 - إبراهيم بن معقل بن الحجاج

675 - إبراهيمُ بنُ مَعْقل بن الحجَّاج * الحافظُ العلَّامة، أبو إسحاق النَّسَفي، قاضي نَسَف وعالمها، ومصنِّف "المسند" الكبير و "التفسير" وغير ذلك. سمع: قُتيبةَ بنَ سعيد، وجُبارة بنَ المغلِّس، وهشام بنَ عمّار، وطبقتهم. وحدَّث بصحيح البخاري عنه. قال المستغفري: كان فقيهًا، حافظًا، بصيرًا باختلاف العلماء، عفيفًا، صيِّنًا. وقال الخَليلي: هو حافظٌ ثقة (¬1). روى عنه: ابنُه سَعيد، ومحمدُ بنُ زكريّا، وعبد المؤمِن بنُ خلف النسفيُّون. مات في ذي الحجَّة سنةَ خمسٍ وتسعين ومئتين (¬2). ¬

_ * أنساب السمعاني: 12/ 81، تاريخ ابن عساكر: خ: 2/ 275 / ب، معجم البلدان: 5/ 285، اللباب: 8/ 303، سير أعلام النبلاء: 13/ 493، تذكرة الحفاظ: 2/ 686، العبر: 2/ 100، الوافي بالوفيات: 6/ 149، مرآة الجنان: 2/ 223، النجوم الزاهرة: 3/ 164، طبقات الحفاظ: ص 298، طبقات المفسرين: 1/ 22، شذرات الذهب 2/ 218، هدية العارفين: 1/ 4، الرسالة المستطرفة: ص 70، تهذيب ابن عساكر: 2/ 300. (¬1) سير أعلام النبلاء: 13/ 493. (¬2) أرخ السمعاني وفاته في سنة أربع وتسعين ومئتين، وتابعه على ذلك ابن الأثير وياقوت الحموي.

676 - عبدان

676 - عَبْدان * ابن محمد بن عيسى، الفقيهُ الحافظ، أبو محمد المَرْوَزي. سمع: قُتيبةَ بنَ سعيد، وإسماعيلَ بنَ مسعود الجَحْدَري، وعليَّ بنَ حُجْر، وأبا كُريب، وطبقتهم بخُراسان والحَرَمين والعراق. روى عنه: عمرُ بنُ علّك، وابن الشَّرقي، وأبو لعبَّاس الدَّغولي، ويحيى بن محمد العَنْبري، وأبو أحمد العسَّال، وأبو القاسم الطَّبراني، وخلق. وكان مفتيَ مرو وعالمَها وزاهدَها، وكان قد ارتحل إلى مصر، وتفقَّه على أصحاب الشَّافعي، وبرع في المذهب، وصنَّف "الموطأ" وغير ذلك. قال الخطيب: كان ثقةً، حافظًا، صالحًا، زاهدًا (¬1). ولد سنةَ عشرين ومئتين، ومات سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئتين. والطَّبراني لقيَهُ بمكَّة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 11/ 135، أنساب السمعاني: (الجنوجردي) 3/ 325، المنتظم: 6/ 58، معجم البلدان: 2/ 173، اللباب: 1/ 298، سير أعلام النبلاء: 14/ 13 - 15، تذكرة الحفاظ: 2/ 687، العبر: 2/ 95، مرآة الجنان: 2/ 221، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 297، حسن المحاضرة: 1/ 349، طبقات الحفاظ: ص 298، شذرات الذهب: 2/ 215، هدية العارفين: 1/ 442، الرسالة المستطرفة: ص 126. (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 135.

677 - عبدان

قال ابن السمعاني: هو حد من أظهر مذهب الشافعي بخراسان، وكان المرجوع إليه في الفتاوى والمعضلات بعد أحمد بن سيار (¬1). 677 - عَبْدان * الإمامُ الحافظ، صاحبُ التَّصانيف، أبو محمد، عبدُ اللَّهِ بنُ أحمد بن موسى بن زياد الأهوازي الجَوَاليقي. سمع: أبا كامل الجَحْدري، ومحمدَ بنَ بكّار بن الريّان، وسهلَ بنَ عثمان العَسْكري، وهشام بنَ عمّار، وخَليفةَ بنَ خيّاط، وابني أبي شَيبة، والطَّبقة. وعنه: ابن قانع، وحمزةُ الكِنَاني، والطَّبراني، والإِسْمَاعيلي، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وأبو بكر بنُ المقرئ، وغيرهم. قال الحافظ أبو علي النَّيْسابوري: رأيتُ من أئمَّة الحديث أربعةً: إبراهيمَ بنَ أبي طالب، وابنَ خُزيمة، وعَبْدان الأهوازي، وأبا عبد الرحمن النَّسائي. فأما عَبْدان فكان يحفظُ مئة ألف حديث، ما رأيتُ في المشايخ أحفظَ منه (¬2). ¬

_ (¬1) أنساب السمعاني: 3/ 325. * تاريخ بغداد: 9/ 378، أنساب السمعاني: 3/ 335، تاريخ ابن عساكر: (عبادة- عبد الله) ص 345، المنتظم: 6/ 150، اللباب: 1/ 301، سير أعلام النبلاء: 14/ 168 - 173، تذكرة الحفاظ: 2/ 688، العبر: 2/ 133، مرآة الجنان: 2/ 249، البداية والنهاية: 11/ 129، النجوم الزاهرة: 3/ 195، طبقات الحفاظ: ص 299، شذرات الذهب: 2/ 249، هدية العارفين: 1/ 443، الرسالة المستطرفة: ص 96، تهذيب ابن عساكر: 7/ 287. (¬2) تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله) ص 347 - 348.

وقال حمزةُ الحافظ: سمعتُ عَبْدان يقول: دخلتُ البصرةَ ثمان عشرة مرَّة من أجل حديث أيّوب، وجمعتُ ما يجمعُه أصحاب الحديث إلَّا حديثَ مالك، فإنَّه لم يكن عندي "الموطأ" بعلوّ، وإلّا حديثَ أبي حَصين، وجمعتُ لبشرِ بن المفضَّل ستَّ مئة حديث، مَنْ شاء يزيد (¬1). وقال ابن حبّان: أتانا عَبْدان [بعسكر مُكْرم، وكان عَسِرًا نَكِدًا (¬2). وقال ابنُ عدي: عَبْدان كبير الاسم (¬3). عاش] (¬4) عَبْدان تسعينَ سنة، ومات في آخر سنة ستٍّ وثلاث مئة. وفيها مات: فقيه العراق أبو العبّاس أحمدُ بنُ عمر بن سُريج الشافعي عن سبعٍ وخمسين سنة، ومسندُ بغداد أبو عبد اللَّه أحمدُ بنُ الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفي وهو في عشر المئة، وشيخُ الصُّوفيَّة أبو عبد اللَّه أحمدُ بن يحيى بن الجلّاء، والمسندُ عليُّ بنُ إسحاق بن زاطِيا المخرِّمي (¬5)، والقاضي محمدُ بنُ خلف ولقبُه وكيع، ومحدِّثُ قَزوين محمدُ بنُ مسعود الأسدي. ¬

_ (¬1) تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله) ص 349 - 350. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 170. (¬3) المصدر السابق. (¬4) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم نتبينه من سوء التصوير، وما أثبتناه من "التذكرة". (¬5) تحرف في "التذكرة" إلى: المخزومي.

678 - عبد الله بن محمد بن علي

678 - عبدُ اللَّهِ بن محمد بن علي * الحافظ، أبو عليِّ البَلْخي، محدِّث بَلْخ. سمع: قتيبةَ بنَ سعيد، وإبراهيمَ بنَ يوسف، وعليَّ بنَ حُجْر، وهديَّة بنَ عبد الوهّاب، وغيرهم. وعنه: ابنُ قانع، والجِعَابي، وأبو بكر الشّافعي، وغيرهم. صنَّف كتاب "العلل" وكتاب "التاريخ". وحدث في آخر عمره بنَيسابور. [قال أحمد بن الخضر الشّافعي: لمّا قدم عبد اللهِ بنُ محمد البلخي نَيسابور] (¬1) عجزوا عن مذاكرته، فذاكر جعفرَ بنَ نصر بأحاديث الحج، فكان يسردها عبدُ اللَّه، فقال له جعفر: تحفظ للتَّيمي عن أنس "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم لبَّى بحجَّةٍ وعُمْرة" (¬2) فبُهت، فقال جعفر: حدَّثنا به يحيى بنُ حَبيب، حدَّثنا مُعْتمر، عن أبيه. وقال الخطيب: كان أحد أئمَّة أهل الحديث حفظًا، وإتقانًا، وثقةً، وإكثارًا. وله تصانيف (¬3). استُشْهِدَ على يد القرامطة -قاتلهم ¬

_ * تاريخ بغداد: 10/ 93، المنتظم: 6/ 79، سير أعلام النبلاء: 13/ 529 - 530، تذكرة الحفاظ: 2/ 690، العبر: 2/ 102، شذرات الذهب: 2/ 219، هدية العارفين: 1/ 442، مشاريخ بلخ من الحنفية: 1/ 104. (¬1) في هامش الأصل كلام غير واضح، وما بين حاصرتين أثبتناه من "التذكرة" و"السير". (¬2) حديث صحيح، انظر تخريجه في "سير أعلام النبلاء" 13/ 529 - 530. وانظر أيضًا "زاد المعاد" لابن القيم: 2/ 115 - 116. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 94.

679 - عبد الرحمن بن محمد بن سلم

اللَّه- في سنة أربعٍ وتسعين ومئتين، وقيل: في سنة خمس وتسعين. 679 - عبدُ الرحمنِ بن محمد بن سَلْم * الحافظُ الكبير، أبو يَحْيى الرّازي، إمامُ جامعِ أَصبهان، ومصنِّف "المسند" و"التفسير". روى عن: سَهْل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزُّهري، وطبقتهم. وعنه: أبو أحمد العسَّال، وأبو الشَّيخ، والطَّبراني، وغيرهم. وكان من الثّقات. توفي سنةَ إحدى وتسعين ومئتين. 680 - أبو سَعْد الهَرَوي * * الإِمامُ الحافظ، يَحْيى بنُ مَنْصور. سمع: عليَّ بنَ المديني، وأحمدَ بنَ حنبل، وإسحاق، وحبّان بنَ موسى، وابنَ نمير، وأبا مُصْعب، ويعقوبَ بنَ كاسِب، وطبقتهم. ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 112، سير أعلام النبلاء: 13/ 530 - 531، تذكرة الحفاظ: 2/ 690، النجوم الزاهرة: 3/ 133، طبقات الحفاظ: ص 300، طبقات المفسرين: 1/ 282، هدية العارفين: 1/ 513، الرسالة المستطرفة: ص 70. * * تاريخ بغداد: 14/ 225، طبقات الحنابلة 1/ 410، المنتظم: 6/ 26، سير أعلام النبلاء: 13/ 570 - 571، تذكرة الحفاظ: 2/ 691، العبر: 2/ 94، النجوم الزاهرة: 3/ 123، طبقات الحفاظ: ص 300، شذرات الذهب: 2/ 213.

681 - الهسنجاني

وعنه: ابنُ عُقْدة، وأبو عبد اللَّه بنُ الأخرم، ومحمدُ بنُ صالح بن هانئ، وطائفة آخرهم موتًا أحمدُ بن عيسى الغِيزاني. قال الحاكم: أبو سَعد الهَرَويُّ الحافظ إمامُ عصرِه ببلده، مات بهَرَاة في شعبان سنةَ سبع وثمانين ومئتين. وقال الخطيب: هو يحيى بنُ أبي نَصْر الهرَوي، حدَّث ببغداد، فروى عنه من أهلها أبو عَمرو بنُ السمَّاك، والخُطَبي، وأبو بكر الشَّافعي. قال: وكان ثقةً، حافظًا، صالحًا، زاهدًا. ثم نقل وفاتَه عن يعقوب بن إسحاق القرّاب في شعبان سنةَ سبعٍ كما تقدَّم (¬1). وقيل: إنَّه توفي في ذي الحجَّة سنة اثنتين وتسعين ومئتين. 681 - الهِسِنْجاني * الحافظُ الرحّال، أبو إسحاق، إبراهيمُ بنُ يوسف الرّازي. سمع: طالوتَ بنَ عبّاد، وعبدَ الواحد بن غياث، وهشام بنَ عمّار، وخلقًا. وصنَّف "مسندًا" يزيد على مئة جزء، حدَّث به عنه ميسرةُ بنُ علي القزويني. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 225. * أنساب السمعاني: 12/ 388، تاريخ ابن عساكر: خ: 2/ 286 / ب، معجم البلدان: 5/ 406، اللباب: 3/ 388، سير أعلام النبلاء: 14/ 115 - 117، تذكرة الحفاظ: 2/ 692، العبر: 2/ 118، الوافي بالوفيات: 6/ 172، طبقات الحفاظ: ص 300، شذرات الذهب: 2/ 235، هدية العارفين: 1/ 4، الرسالة المستطرفة: ص 70، تهذيب ابن عساكر: 2/ 311.

682 - الفريابي

وروى عنه خلق منهم: الإِسْماعيلي، وابنُ عدي، وأبو علي الحسينُ النَّيسابوري، وأحمدُ بنُ علي الدَّيلمي، والعبَّاسُ بنُ الحسين الصفّار خاتمةُ أصحابِه. قال أبو علي النيسابوري: ثقةٌ مأمون (¬1). وقال أبو الشيخ: مات سنةَ إحدى وثلاث مئة. رحمه الله تعالى. 682 - الفِرْيَابي * الحافظُ العلَّامة، أبو بكر، جعفرُ بنُ محمد بن الحسن بن المُسْتَفاض التُّركي، قاضي الدِّينَوَر، وصاحبُ التَّصانيف. رحلَ من التُّرك إلي مصر. وحدَّث عن: ابن المَديني، والنُّفَيلي، وقُتيبة، وإسحاق، وهُدبةَ بنِ خالد، وهشام بن عمّار، وسُليمان بن بنت شُرَحبيل، وابني أبي شَيبة، وعبد الأعلى بن حمّاد، وشَيبان بن فرُّوخ، ومحمد بن أبي بكر المقدَّمي، وخلائق. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 116. * فهرست النديم: ص 287، تاريخ بغداد: 7/ 199، ترتيب المدارك: 3/ 187، أنساب السمعاني: 9/ 291، المنتظم: 6/ 124، معجم البلدان: 4/ 284، الكامل لابن الأثير 8/ 85، اللباب: 2/ 427، سير أعلام النبلاء: 14/ 96 - 111، تذكرة الحفاظ: 2/ 692، العبر: 2/ 119، دول الإِسلام: 1/ 181، مرآة الجنان: 2/ 238، البداية والنهاية: 11/ 121، الديباج المذهب: 1/ 321، طبقات الحفاظ: ص 301، شذرات الذهب 2/ 235، هدية العارفين: 1/ 252، الرسالة المستطرفة: ص 47، شجرة النور الزكية: 1/ 77، تاريخ التراث العربي: 1/ 263.

وعنه: النجّاد، وأبو علي بنُ الصواف، وأبو بكر الشّافعي، والقَطيعي، وابنُ عدي، والإسْمَاعيلي، والجِعَابي، وأبو الطّاهر الذُّهلي قاضي مصر، وأبو الفضل الزُّهري، وخلق. قال ابن الصوّاف: سمعتُ الفِرْيابي يقول: كلُّ مَنْ لَقيته لم أسمع منه إلَّا من لفظه سوى اثنين: أبي مُصْعب، فإنَّه ثقل لسانُه، ومعلَّى بن مهدي المَوْصلي. وأول ما كتبتُ سنةَ أربع وعشرين ومئتين (¬1). وعن أبي حفص الزيّات قال: لمّا ورد الفِرْيابي إلى بغداد استُقْيل بالطّيارات (¬2) والزّبازب، ثم وُعِدَ له النّاسُ إلى شارع المَنَار ليسمعوا منه، فحُزِرَ مَنْ حضر مجلسَه لسماع الحديث فقيل: كانوا نحو ثلاثين ألفًا، وكان المُسْتملون ثلاثَ مئةٍ وستةَ عشَر (¬3). وقال أبو الفضل الزُّهري: لما سمعت من الفِرْيابي كان في مجلسه من أصحاب المحابِر مَنْ يكتب نحو عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري (¬4). سماعُه منه في سنةِ ثمانٍ وتسعين ومئتين. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 7/ 201. (¬2) مثله في "تاريخ بغداد" 7/ 201، ووقع في "التذكرة": بالطنبارات. والطيارات: ضرب من السفن يدل اسمه على أنه سريع الجريان. قال جحظة البرمكي يعاتب وزيرًا: قل للوزير أدام الله دولته ... اذكر منادمتي والخبز خشكار إذ ليس بالباب برذونٌ لدولتكم ... ولا غلام ولا في الشط طيّار (¬3) تاريخ بغداد: 7/ 201 - 202. (¬4) تاريخ بغداد: 7/ 202.

683 - البلخي

وقال ابنُ عدي: كنّا نشهدُ مجلسَ الفِرْيابي وفيه عشرةُ آلافٍ أو أكثر (¬1). وقال الخطيب: كان من أوعيةِ العلم، ومن أهلِ المعرفة والفهْم، طوَّف شرقًا وغربًا، ولقي الأعلام، وكان ثقةً حجَّة (¬2). وقال الدّارقطني: قطع الفِرْيابي الحديث في شوّال سنةَ ثلاثِ مئة (¬3). وقال أبو علي النَّيسابوريُّ الحافظ: قدمتُ بغدادَ والفِرْيابي حيٌّ، وقد أمسكَ عن التَّحديث، ودخلنا عليه غيرَ مرَّة، وبكيتُ بينَ يديه، وكنّا نراه حَسْرة (¬4). ولد سنةَ سبعٍ ومئتين، ومات في المحرّم سنةَ إحدى وثلاثِ مئة، وكان قد حفر لنفسه قبرًا (¬5). رحمه اللَّه. 683 - البَلْخي * الحافظ، أبو بكر، وأبو عبد الله، محمدُ بنُ علي بن طَرْخان بن جَبَّاش البلْخي ثم البيكَنْدي. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 98. (¬2) تاريخ بغداد: 7/ 199 - 200. (¬3) سير أعلام النبلاء: 14/ 99. (¬4) المصدر السابق. (¬5) نقل الخطيب في "تاريخه" 7/ 202 عن ولده أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد الفريابي قوله: كان أبي قد حفر لنفسه قبرًا في مقابر أبي أيوب قبل موته بخمس سنين، وكان يمر إليه فيقف عنده، ولم يقض أن يدفن فيه، دفناه في الزمشية. * الإكمال لابن ماكولا: 2/ 348، أنساب السمعاني: (الطرخاني) 8/ 229، معجم البلدان: 1/ 480 وفيه وفاته لسنة (278) خطأ، تذكرة الحفاظ: 2/ 694 مشتبه =

684 - الحسين بن إدريس

سمع: قتيبة، ولُوَينًا، وهشام بنَ عمّار، وطبقتهم. وكان واسعَ الرِّحلة. ذكره ابنُ ماكولا (¬1)، وقال: كان حافظًا، حسنَ التَّصنيف. روى عنه: ابنه أبو بكر، والحسنُ بنُ علي الطوسي، وأبو حَرْب محمدُ بنُ أحمد الحافظ، وجماعة. مات في رجب سنةَ ثمانٍ وتسعين ومئتين، وعاش سبعًا وسبعين سنة. نقله أبو القاسم ابنُ مَنْدة. 684 - الحسينُ بن إِدْريس * ابن المُبارَك بن الهَيثم، الحافظُ الثقة، أبو عليٍّ الأنصاريُّ الهَروي. روى عن: سعيد بنِ مَنْصور، وسُويد بن سَعيد، وسُويد بن نَصْر، وهشام بن عمّار، وعثمانَ بنِ أبي شَيبة، وداود بنِ رُشَيد، وطبقتهم. ¬

_ = النسبة: 1/ 207، تبصير المنتبه: 1/ 397، النجوم الزاهرة: 3/ 177، هدية العارفين: 2/ 24. (¬1) في "الإكمال" 2/ 348 مادة: جباش. * الجرح والتعديل: 3/ 47، أنساب السمعاني: (الخرمي) 5/ 96، و (الهروي) 12/ 325، معجم البلدان: 5/ 396، اللباب: 1/ 437، و 3/ 386، سير أعلام النبلاء: 14/ 113 - 114، العبر: 2/ 119، ميزان الاعتدال: 1/ 530، تذكرة الحفاظ: 2/ 695، الوافي بالوفيات: 12/ 340، لسان الميزان: 2/ 272، النجوم الزاهرة: 3/ 184، طبقات الحفاظ: ص 302، شذرات الذهب: 2/ 235، هدية العارفين: 1/ 304، تهذيب ابن عساكر: 4/ 288.

روى عنه: بشرُ بنُ محمد المُزَني (¬1)، ومنصورُ بنُ العبّاس، ومحمدُ بنُ عبد الله بن خميرويه، وأبو حاتم بن حِبَّان، وأبو بكر النَّقَاش، وغيرهم. وكان أحدَ مَنْ عُني بهذا الشَّأن، وعمل تاريخًا على هيئة تاريخ البخاري. قال الدّارقطني: ثقة (¬2). وقال أبو الوليد الباجي: لا بأسَ به (¬3). وقال ابنُ أبي حاتم: الحسينٌ بنُ إدريس الأنصاري، المعروف بابن خُرَّم، الهروي. روى عن خالد بن الهيَّاج بن بِسْطام [كتب إليَّ بجزءٍ من حديثه عن خالد بن الهيَّاج بن بِسْطام] فأول حديثٍ منه باطل، والحديثُ الثاني باطل، والحديثُ الثالث ذكرتُه لعليٍّ بن الحسين بن الجُنيد، فقال لي: أحلفُ بالطَّلاق إنَّه حديث ليس له أصل. وكذا هو عندي، فلا أدري منه أو من خالد بن هيَّاج بن بِسْطام (¬4)؟ قال أبو النَّضر الفامي: مات سنةَ إحدى وثلاثِ مئة. رحمه اللهُ تعالى. ¬

_ (¬1) مثله في "السير"، ووقع في "التذكرة": المدني. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 114. (¬3) المصدر السابق. (¬4) الجرح والتعديل: 3/ 47 وما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل بخط غير واضح.

685 - ابن ناجية

685 - ابنُ ناجِيَة * الحافظُ المسنِد، أبو محمد، عبد اللهِ بنُ محمد بن ناجِيَة بن نَجَبَة البَرْبَريُّ ثم البغدادي. سمع: سُويد بنَ سعيد، وأبا مَعْمر الهُذَلي، وعبدَ الواحد بنَ غياث، وعبدَ الأعلى بنَ حمّاد، وأبا بكر بنَ أبي شَيبة، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشّافعي، وابنُ الجِعَابي، وأبو القاسم بنُ النَّحَّاس (¬1)، وإسحاقُ النِّعَالي، ومحمدُ بنُ المظفَّر، وعمرُ بنُ الزيّات، وأبو بكر الآجُرِّي، وغيرُهم. قال الخطيب: كان ثقةً، ثبتًا، عارفًا بهذا الشّأن، له "مسند" كبير (¬2). وقال ابنُ عبد البَرّ: ناوَلني خلفُ بنُ القاسم "مسند" ابن ناجيَة، وهو في مئةٍ واثنين وثلاثين جزءًا، بروايتهِ عن سَلْم بن الفضل عنه (¬3). مات في رمضان سنةَ إحدى وثلاثِ مئة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 10/ 104، الإكمال لابن ماكولا: 1/ 501، المنتظم: 6/ 125، سير أعلام النبلاء: 14/ 164 - 166، تذكرة الحفاظ: 2/ 696، العبر: 2/ 119، النجوم الزاهرة: 2/ 184، طبقات الحفاظ: ص 302، شذرات الذهب: 2/ 235، هدية العارفين: 1/ 443، الرسالة المستطرفة: ص 71. (¬1) تصحف في "التذكرة" إلى: النحاس. انظر "أنساب السمعاني" 12/ 56. (¬2) تاريخ بغداد: 10/ 104. (¬3) انظر "السير" 14/ 164.

686 - محمد بن عبد الرحمن

686 - محمد بنُ عبد الرَّحمن * الحافظ، أبو عبد اللَّه السَّامي الهَرَوي. سمع: أحمدَ بنَ يونس اليَرْبوعي، وإبراهيم بنَ محمد الشّافعي، وإسماعيل بنَ أبي أويس، وأحمدَ بنَ حنبل، والطَّبقة. روى عنه: ابنُ حبّان وهو من كبار شيوخه، وبشرُ بنُ محمد المُزَني، والعبّاسُ بنُ الفضل النضْروي، وأهلُ هَرَاة. مات سنةَ إحدى وثلاثِ مئة. وفيها مات أحمدُ بن محمد بن الجَعْد الوَشَّاء، راوي موطَّأ سُويد عنه. 687 - النَّسَائي * * الإِمامُ الحافظ، شيخُ الإسلام، أبو عبد الرحمن، أحمدُ بنُ ¬

_ * الإِكمال لابن ماكولا: 4/ 557، أنساب السمعاني: 7/ 16، سير أعلام النبلاء: 14/ 114 - 115، تدكرة الحفاظ: 2/ 697، العبر: 2/ 120، الوافي بالوفيات: 3/ 226، طبقات الحفاظ: ص 304، شذرات الذهب: 2/ 235. * * طبقات العبادي: 51، أنساب السمعاني: 12/ 77، المنتظم: 6/ 131، معجم البلدان: 5/ 282، الكامل لابن الأثير: 8/ 96، اللباب: 3/ 308، وفيات الأعيان: 1/ 77، تهذيب الكمال: 1/ 328 - 340 (طبعة محققة)، سير أعلام النبلاء: 14/ 125 - 135، تذهيب التهذيب: 1/ 12، تذكرة الحفاظ: 2/ 698، العبر: 2/ 123، دول الإِسلام: 1/ 184، الوافي بالوفيات: 6/ 416، مرآة الجنان: 2/ 240، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 14، طبقات الإسنوي: 2/ 480، البداية والنهاية: 11/ 123 العقد الثمين: 3/ 45، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 61، تهذيب التهذيب: 1/ 36، النجوم الزاهرة: 3/ 188، طبقات الحفاظ: ص 303، =

شُعَيب بن علي بن سنان بن بَحر الخُراسانيُّ القاضي، صاحب "السُّنَن" (¬1). ولد سنةَ خمسَ عشرةَ ومئتين. وسمع: قُتيبةَ بنَ سعيد، وإسحاقَ بنَ راهويه، وهشام بنَ عمّار، وعيسى بنَ حمّاد زُغْبة، ومحمدَ بنَ النَّضر المروزي، وأبا كُريب، وسُويدَ بنَ نصر، وخلائق بخُراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشّام، والجزيرة. وبرع في هذا الشّأن، وتفرَّد بالمعرفة، والإتقان، وعلوِّ الإسناد، واستوطن مصر. روى عنه: الدُّولابي، وأبو علي النَّيسابوري، وحمزةُ الكِنَاني، والطَّبراني، وابنُ السُّنِّي، والحسنُ بن الخضر الأسْيُوطي، ومحمدُ بنُ معاوية بن الأحمر الْأندلسي، والحسنُ بنُ رشيق، ومحمدُ بن عبد اللَّه بن حَيّوية، وغيرهم. ورحل إلى قتيبةَ بنِ سَعيد وله خمسَ عشرةَ سنةً سنةَ ثلاثين، فقال: أقمتُ عندَه سنةً وشهرين. وكان النَّسائي يكون بزُقاقِ القَنَاديل (¬2) بمصر. وكان مليحَ الوجه، ¬

_ = حسن المحاصرة: 1/ 349، خلاصة تذهيب الكمال: ص 7، مفتاح السعادة: 2/ 11، شذرات الذهب: 2/ 239، هدية العارفين: 1/ 56، الرسالة المستطرفة: ص 11، تاريخ التراث العربي: 1/ 265. (¬1) انظر لزامًا التعليق رقم (4) على "تهذيب الكمال" 1/ 328. (¬2) محلة مشهورة بمصر، فيها سوق الكتب والدفاتر والظرائف كالزجاج وغيرها مما يستظرف. قال الكندي: سمي بذلك لأنه كان منازل الأشراف، وكانت على أبوابهم القناديل. انظر "معجم البلدان" 3/ 145.

ظاهرَ الدَّم مع كِبَر السِّن، يُؤثر لباسَ البُرُود النُّوبيَّة والخُضر، ويُكثر الاستمتاع، له أربعُ زوجاتٍ يقسمُ لهنّ، ولا يخلو -مع ذلك- من سُرِّيَّة. وكان يُكثر أكلَ الدُّيوك الكِبَار، تُشترى له وتُسمَّن وتُخصى. قال الحافظ أبو علي النَّيسابوري: حدَّثنا الإِمامُ في الحديث بلا مُدافَعَةٍ أبو عبد الرحمن النَّسائي (¬1). وقال أبو طالب أحمدُ بنُ نَصْر الحافظ: مَنْ يَصْبِر على ما يَصْبِرُ عليه النسائي؟ ! عنده حديثُ ابنِ لَهِيعةَ ترجمةً ترجمة -يعني عن قُتيبة عنه- فما حدَّث بها (¬2). وقال الدَّارقطني: أبو عبد الرَّحمن مقدَّمُ على كلِّ منْ يُذكر بهذا العلم من أهل عَصْره. قال: وكان ابنُ الحدّاد أبو بكر الشّافعي كثيرَ الحديث ولم يحدِّثْ عن غير النَّسائي، وقال: رضيتُ به حجَّةً بيني وبينَ اللَّه (¬3). وقال ابنُ طاهر: سألتُ سعدَ بنَ عليٍّ الزَّنْجاني عن رجل، فوثَّقه، فقلت: قد ضَعَّفه النَّسائي، فقال: يا بُنيّ! إنَّ لأبي عبد الرحمن شَرْطًا في الرِّجال أشدَّ من شرط البخاري ومسلم (¬4). وقال الدَّارقطني: خَرَجَ حاجًّا، فامتُحِنَ بدمشقَ وأدركَ الشهادة، فقال: احمِلُوني إلى مكَّة، فحُمل وتُوفي بها، وهو مدفونٌ بينَ الصَّفا ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 1/ 333. (¬2) تهذيب الكمال: 1/ 335. (¬3) تهذيب الكمال: 1/ 335. (¬4) سير أعلام النبلاء: 14/ 131.

688 - أبو يعقوب

والمَرْوة. قال: وكان أفقهَ مشايخ مصر في عصره، وأعلَمَهُم بالحديث والرِّجال (¬1). وقال ابن يونس: كان النَّسائي إمامًا، حافظًا، ثبتًا، خرج من مصر في شهر ذي القَعْدة من سنة اثنتين وثلاث مئة، وتُوفي بفلسطين يومَ الاثنين لثلاث عشرة خَلَتْ من صفر سنةَ ثلاثٍ وثلاثِ مئة (¬2). 688 - أبو يَعْقوب * الحافظُ الأوحَد، إسحاقُ بنُ موسى بن أبي عِمْران النّيسابوري ثم الإسْفَراييني. ذكره الحاكم فقال: أحدُ الأئمَّة والرَّحّالين، تفقَّه بالمُزني، وسمع: قُتيبة، وإسحاق، وعليَّ بنَ حُجْر، وابنَ حُميد، ومنصورَ بنَ أبي مُزاحم، ومحمدَ بنَ بكّار بن الريَّان، وهشام بنَ عمّار، وزُغْبَة. وعنه: أبو عَمرو الحِيري، ومؤمَّلُ بنُ الحسن، وأبو عَوانة الإسْفَراييني، ومحمدُ بن عَبْدك. وحدَّثنا (¬3) عنه محمدُ بنُ يعقوب، ومحمدُ بنُ صالح بن هانئ. مات سنةَ أربعٍ وثمانين ومئتين. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال: 1/ 338 - 339. (¬2) تهذيب الكمال: 1/ 340. * تاريخ جرجان: ص 518، سير أعلام النبلاء: 13/ 456 - 458، تذكرة الحفاظ: 2/ 702، الوافي بالوفيات: 8/ 419، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 258. (¬3) الكلام للحاكم. انظر "السير" 13/ 457.

689 - الأنماطي

689 - الأنْمَاطِي * الحافظُ الثَّبت، أبو إسحاق، إبراهيمُ بنُ إسحاق النَّيسابوري، مصنِّف "التفسير" الكبير. رحل وسمع: إسحاقَ بنَ راهويه، وعثمانَ بنَ أبي شَيبة، وعبدَ اللهِ بنَ الرَّمّاح، ومحمدَ بنَ حميد الرّازي، ولُوَينًا، وهارونَ الحمّال، وطبقتهم. وعنه: ابنُ الشَّرقي، وأبو عبد الله بنُ الأَخرم، ويحيى بنُ محمد العَنْبري، وغيرهم. مات سنةَ ثلاثٍ وثلاثِ مئة. 690 - البُشْتي * * الإِمامُ الحافظ، أبو يَعْقوب، إسحاقُ بنُ إبراهيم بن نَصْر النَّيسابوري. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 14/ 193 - 194، تذكرة الحفاظ: 2/ 701، العبر: 2/ 125، طبقات الحفاظ: ص 304، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 5، شذرات الذهب: 2/ 242، هدية العارفين: 1/ 5. والأنماطي: نسبة إلي بيع الأنماط وهي الفرش التي تبسط. * * الإكمال لابن ماكولا: 1/ 433، أنساب السمعاني: 2/ 227، معجم البلدان: 1/ 425، اللباب: 1/ 156، سير أعلام النبلاء: 14/ 139 - 140، تذكرة الحفاظ: 2/ 701، العبر: 2/ 125، مشتبه النسبة: 1/ 73، طبقات الحفاظ: ص 304، شذرات الذهب: 2/ 241، هدية العارفين: 1/ 198، الرسالة المستطرفة: ص 71، والبشتي -بشين معجمة- نسبة إلي (رستاق بشت) بلد بنواحي نيسابور.

691 - الحصيري

سمع: قُتيبة، وإسحاق، وهشام بنَ عمَّار، وعبدَ اللهِ بنَ عمران العابِدي، وعدَّة. وصنَّف "المسند". روى عنه: محمدُ بنُ صالح بن هانئ، ومحمدُ بنُ إبراهيم الهاشِمي، ومحمدُ بنُ أحمدَ بن يحيى. بقيَ إلى سنةِ ثلاثٍ وثلاثِ مثة. فأمّا سميُّه إسحاقُ بنُ إبراهيم بن إسماعيل، أبو محمد، البُسْتي (¬1) القاضي فمحدِّث رحّال. سمع محمدَ بنَ الصبّاح البزّار وطبقتَه، واشترك هو والذي قبلَه في الرِّواية عن قُتيبة، ومحمد بن رافع، ومحمد بن مصفَّى، ومحمد بن يحيى بن أبي عُمر العَدَني. 691 - الحَصِيري * الإمامُ الحافظ، أبو محمد، جعفرُ بنُ أحمدَ بن نَصْر النَّيسابوري، أحدُ أئمَّة هذا الشَّأن. سمع: إسحاق، وأبا كُريب، وأبا مروان العُثْماني، وأبا مُصْعب الزُّهري، وطبقتَهُم. ¬

_ (¬1) البستي -بسين مهملة: نسبة إلى (بست) مدينة بين سجستان وغزنين وهراة. وإسحاق بن إبراهيم البستي مترجم في "سير أعلام النبلاء" 14/ 140 عقب ترجمة البشتي أيضًا. * أنساب السمعاني: 4/ 153 رسم (الحصري)، سير أعلام النبلاء: 14/ 217 - 220، تذكرة الحفاظ: 2/ 702، العبر: 2/ 126، النجوم الزاهرة: 3/ 188، طبقات الحفاظ: ص 304، شذرات الذهب: 2/ 242.

692 - الحسن بن سفيان بن عامر

روى عنه: ابنُ الشَّرقي، وأحمدُ بن الخَضر الشّافعي، ومحمدُ بنُ إبراهيم الشّافعي، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان. قال الحاكم: قال لي سِبْطُه محمدُ بن أحمد السُّكري: كان جدِّي قد جزَّأ الليل، ثلثًا يصلِّي، وثلثًا ينام، وثلثًا يصنِّف. وكان مرضُه ثلاثةَ أيام لا يفتُرُ فيها من قراءة القرآن (¬1). قال الحاكم بعد أن بالغ في الثَّناء عليه: مات سنةَ ثلاثٍ وثلاثِ مئة. وفيها توفي: أحمدُ بنُ الحسين بن إسحاق الصُّوفيُّ الصَّغير ببغداد، والمقرئ أبو جعفر أحمدُ بنُ فَرح الضَّرير ببغداد، والمحدِّثُ الجوّال أبو الحسين عبدُ اللهِ بنُ محمد بن يونس السِّمناني، وأبو حفص عمرُ بنُ أيوب السَّقَطي البغدادي، وشيخُ المعتزلة محمدُ بنُ عبد الوهّاب أبو علي الجُبَّائي بالبصرة. 692 - الحسنُ بنُ سُفيان بن عامر * الإِمامُ الحافظ، شيخُ خُراسان، أبو العبّاس الشَّيباني النَّسوي، صاحب "المسند" الكبير والأربعين. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 219. * الجرح والتعديل: 3/ 16، أنساب السمعاني: (البالوزي) 2/ 58، تاريخ ابن عساكر: خ: 4/ 227 / ب، المنتظم: 6/ 132، معجم البلدان: 1/ 329، اللباب: 1/ 114، سير أعلام النبلاء: 14/ 157 - 162، تذكرة الحفاظ: 2/ 703، العبر: 2/ 124، دول الإسلام: 1/ 184، ميزان الاعتدال: 1/ 492، الوافي بالوفيات: 12/ 32، مرآة الجنان: 2/ 341، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 263، البداية والنهاية: 11/ 124، لسان الميزان: 2/ 211، النجوم الزاهرة: 3/ 189، طبقات الحفاظ: ص 305، =

سمع: إسحاق، ويحيى بنَ مَعين، وشَيبان بنَ فرُّوخ، وقُتيبة، وعبدَ الرحمنِ بنَ سلَّام الجُمَحي، وسهلَ بنَ عثمان، وحبَّانَ بنَ موسى، وخلائق. وسمع تصانيفَ ابنِ أبي شَيبة منه، وسمع أكثر "المسند" من إسحاق، وسمع كتاب "السُّنن" من أبي ثَوْر، وتفقَّه عليه، وكان يُفتي بمذهبِه، وسمع "التفسير" من محمد بن أبي بكر المقدَّمي، وأكبرُ شيخٍ لقيَه سعدُ بن يزيد الفرّاء. حدَّث عنه: ابنُ خُزيمة، ويحيى بنُ منصور القاضي، والحافظُ أبو علي، ومحمدُ بنُ إبراهيم الهاشمي، والإِسْمَاعيلي، وابنُ حِبَّان، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وحفيدُهُّ إسحاقُ بن سعيد بن الحسن. قال محمد بن جعفر (¬1) البُسْتي: سمعتُ الحسنَ بنَ سفيان يقول: لولا اشْتِغالي بحبَّان بنِ موسى لجئتُكْم بأبي الوليد الطيالسي، وسُليمانَ بنِ حَرْب (¬2). وقال أبو علي الحافظ: سمعتُ الحسنَ بنَ شفيان يقول: إنَّما فاتَني يحيى بنُ يحيى بالوالِدَة، لم تَدَعْني أَخرُج إليه، فعوَّضَني اللَّهُ بأبي خالد الفرَّاء، وكان أسندَ من يَحْيى (¬3). ¬

_ = شذرات الذهب: 2/ 241، هدية العارفين: 1/ 269، الرسالة المستطرفة: ص 71، تهذيب ابن عساكر: 4/ 178. (¬1) مثله في "السير" 14/ 158، ووقع في "التذكرة": جعفر بن محمد. (¬2) قال الذهبي في "السير" معقبًا: يعني أنه تعوّق بإكبابه على تصانيف ابن المبارك عند حبان. (¬3) سير أعلام النبلاء: 14/ 158.

وقال الحاكم: كان محدِّثَ خُراسان في عصرِه، مقدَّمًا في الثَّبت، والكثرة، والفَهم، والفِقه، والأدب (¬1). وقال ابنُ حبَّان: كان ممَّن رحل، وصنَّف، وحدَّث على تيقُّظ، مع صحَّة الدِّيانة، والصَّلابة في السُّنَّة (¬2). قال أبو بكر أحمدُ بنُ علي الرّازي الحافظ: ليسَ للحسنِ في الدُّنيا نظير (¬3). قال الحاكم: سمعتُ محمدَ بنَ داود بن سُليمان يقول: كنا عندَ الحسنِ بنِ سُفيان، فدخل ابنُ خُزيمة، وأبو عَمرو الحِيري، وأحمدُ بنُ علي الرازي، وهم متوجِّهون إلى فُراوة، فقال الرّازي: كتبتُ هذا الطَّبَقَ من حديثِك، قال: هاتِ. فقرأ ثم أدخلَ إسنادًا في إسناد، فردَّه الحسن، ثم بعدَ قليلٍ فعلَ ذلك، فردَّه، فلمّا كان في الثالثة قال له الحسن: ما هذا؟ ! قد احتَمَلْتك مرَّتين وأنا ابنُ تسعين سنة، فاتَّقِ اللَّهَ في المشايخ، فربَّما استُجِيبَتْ فيك دعوة. وقال له ابنُ خُزيمة: مَهْ، لا تُؤذِ الشَّيخ. قال: إنَّما أردتُ أن تعلمَ أنَّ أبا العبّاس يعرفُ حديثَه (¬4). مات بقرية بالُوز -وهي على ثلاثةِ فراسخ من نَسَا- في رمضان سنةَ ثلاثٍ وثلاثِ مئة. قال ابنُ حبّان: حضرتُ دفنَه. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 158. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) سير أعلام النبلاء: 14/ 158 - 159.

693 - ابن شيروية

693 - ابن شِيرُوية * الحافظُ الفقيهُ الثِّقة، أبو محمد، عبدُ اللهِ بنُ محمد بنِ عبد الرحمن بن شِيرويه بن أَسَد القرشيُّ المطَّلبيُّ النَّيسابوري، صاحبُ التّصانيف. سمع: إسحاقَ بنَ راهويه، وعبدَ اللَّهِ بنَ معاوية الجُمحي، وعَمرو بنَ زُرَارة، وأبا كُريب، وأحمدَ بنَ مَنيع، وطبقتهم. روى عنه: محمدُ بن يعقوب الْأخرم، والحسينُ بنُ علي الحافظ، وأهل نَيسابور. حكي أنَّه أكثرَ عن بُنْدار، قال: فقال لي: يا ابنَ شِيروية أَفْلَسْتَني وأَفْلَسَك الورّاقون (¬1). وقال أحمدُ بنُ الخَضر الشّافعي: سمعت ابنَ خُزيمة يقول: كنتُ أرى عبدَ الله بنَ شِيروية يناظر وأنا صبيٌّ، فكنت أقول: تُرى أتعلَّم مثل ما تعلَّمَ ابنُ شِيروية قط (¬2)؟ ! مات سنة خمسٍ وثلاث مثة، وهو في عشر التسعين. وفيها توفي: مسندُ أصبهان أبو عبد الله محمدُ بنُ نُصَير (¬3) بن أبان المديني عن تسعين سنة أو أزيد، والمقرئ هارونُ بنُ علي المزوِّق (¬4). ¬

_ * أنساب السمعاني: 7/ 467، اللباب: 2/ 224، سير أعلام النبلاء: 14/ 166 - 168، تذكرة الحفاظ: 2/ 705، العبر: 2/ 129، طبقات الحفاظ: ص 305، شذرات الذهب: 2/ 246، هدية العارفين: 1/ 443. (¬1) انظر الخبر مطولًا في "سير أعلام النبلاء" 14/ 166 - 167. (¬2) أنساب السمعاني: 7/ 468. (¬3) تحرف في "التذكرة" إلى: بصير. (¬4) تحرف في "التذكرة" إلى: المروق.

694 - أبو يعلى الموصلي

694 - أبو يَعْلى المَوْصِلي * الحافظُ الثَّبت، محدِّث الجَزيرة، أحمدُ بنُ عليِّ بنِ المُثنَّى بن يَحْيى بن عيسى بن هلال التَّميمي، صاحبُ "المسند" الكبير. سمع: عليَّ بنَ الجَعْد، ويحيى بنَ مَعين، ومحمدَ بنَ المنهال الضَّرير، وغسّان بنَ الرّبيع، وشَيبانَ بنَ فرُّوخ، ويحيى الحِمّاني، وخلائق. وخرّج معجم شيوخه في ثلاثة أجزاء. روى عنه: ابنُ حبّان، وأبو علي النَّيسابوري، وحمزةُ بنُ محمد الكِنَاني، والإسْمَاعيلي، وابنُ المُقرئ، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، ونصرُ بنُ أحمد المَرْجي، ومحمدُ بن نَضْر النَّخّاس، وخلق. قال يزيدُ بنُ محمد الأزدي: كان أبو يَعْلى من أهل الصِّدقِ والأمانةِ والدِّينِ والحِلم (¬1). غلقتْ أكثرُ الأسواق يومَ موتِه، وحضر جنازَتَه من الخلق أمرٌ عظيم. وقال أبو عَمرو الحِيري -وذكر أبا يَعْلى- ففضَّله على الحسنِ بنِ ¬

_ * معجم البلدان: 5/ 225، سير أعلام النبلاء: 14/ 174 - 182، تذكرة الحفاظ: 2/ 707، العبر: 2/ 134، دول الإسلام: 1/ 186، الوافي بالوفيات: 7/ 241، مرآة الجنان: 2/ 249، البداية والنهاية: 11/ 130، النجوم الزاهرة: 3/ 197، طبقات الحفاظ: ص 306، مفتاح السعادة: 2/ 16، شذرات الذهب: 2/ 250، هدية العارفين: 1/ 57، الرسالة المستطرفة: ص 71، تاريخ التراث العربي: 1/ 271. (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 178.

سُفيان، فقيل له: كيفَ تفضِّلُه عليه ومسنَد الحسنِ أكبرُ وشيوخُهُ أعلى؟ قال: إنَّ أبا يَعْلى كان يحدِّث احتسابًا، والحسنُ كان يحدِّث اكتسابًا (¬1). ووثقه ابنُ حبّان، ووصَفَهُ بالإتقان والدِّين، ثم قال: وبينَه وبينَ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ثلاثةُ أنفس (¬2). وقال الحاكم: كنت أرى أبا عليٍّ الحافظ مُعْجبًا بأبي يَعْلى وإتقانِه وحفظِه لحديثه حتى كان لا يخفى عليه منه إلَّا اليسير. وقال الحاكم: هو ثقةً مأمون (¬3). وقال أبو عليٍّ الحافظ: لو لم يشتغلْ أبو يعْلى بكتب أبي يوسف على بِشْرِ بنِ الوليد لأدركَ بالبصرة سُليمانَ بنَ حرب، وأبا الوليد الطَّيالسي (¬4). وقال السَّمعاني: سمعت إسماعيلَ بنَ محمد بن الفضل الحافظ يقول: قرأتُ المسانيد كمسنَد العَدَني، ومسنَد ابن مَنيع وهي كالأنهار، ومسنَدُ أبي يعْلى كالبحر يكون مجتمعَ الأنهار (¬5). ولد أبو يَعْلى في شوّال سنةَ عشرٍ ومئتين، وارتحلَ وهو ابنُ خمسَ عشرةَ سنة، وعُمِّر، وتفرَّد، ورحل النَّاسُ إليه، وسماعُهُ ببغداد من أحمدَ بنِ حاتم الطَّويل في سنةِ خمسٍ وعشرين ومئتين، ومات سنةَ سبعٍ وثلاثِ مئة. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 178. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 179. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) سير أعلام النبلاء: 14/ 180.

695 - الساجي

وفيها مات: المحدِّث جعفرُ بنُ أحمد بن سِنان الواسطيُّ القطّان، وجعفرُ بنُ أحمد بن عاصم الدِّمشقي، والحافظُ المفيدُ جعفرُ بنُ محمد بن موسى النَّيسابوري الْأعرَج غريبًا بحلب ويقال له: جَعْفرك، والمسندُ أبو علي الحسنُ بنُ الطَّيب الشّجاعي البَلْخي ببغداد، ومقرئ مصر أبو بكر بنُ مالك بن سيف التّجيبي، ومحمدُ بنُ صالح بن ذريح العُكْبَري، والمعمَّر أبو جعفر محمدُ بنُ علي بن مَخْلد بن فَرْقد الأصبهاني، والمحدِّث محمودُ بنُ محمد الواسطي، والمسندُ أبو عِمْران موسى بنُ سهل الجَوْني محدِّث البصرة، والمتقن أبو محمد الهيثمُ بنُ خلف بن محمد الدُّوري ثم البغدادي، والحافظ أبو زكريّا يحيى بنُ زكريّا النَّيسابوري صاحب قُتيبة بمصر. رحمهم اللَّهُ تعالى. 695 - السَّاجي * الإمامُ الحافظ، محدِّث البصرة، أبو يحيى، زكريّا بنُ يَحْيى بن عبد الرَّحمن بن بَحْر بن عديِّ بن عبد الرَّحمن بن أبيض بن الدَّيلم بن باسِل بن ضَبَّة الضَّبيُّ البَصْري. ¬

_ * الجرح والتعديل: 3/ 601، فهرست النديم: ص 266، طبقات العبادي: 61، طبقات الشيرازي: ص 104، سير أعلام النبلاء: 14/ 197 - 200، تذكرة الحفاظ: 2/ 709، العبر: 2/ 134، دول الإِسلام: 1/ 186، ميزان الاعتدال: 2/ 79، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 299، طبقات الإِسنوي: 2/ 22، البداية والنهاية: 11/ 131، تقريب التهذيب: 1/ 262، لسان الميزان: 2/ 488، طبقات الحفاظ: ص 306، خلاصة تذهيب الكمال: ص 122، طبقات ابن هداية الله: 44، شذرات الذهب: 2/ 250، هدية العارفين: 1/ 373، الرسالة المستطرفة: ص 148، طبقات الأصوليين: 1/ 167.

696 - محمد بن جرير

سمع: عُبيدَ اللهِ بنَ مُعاذ العَنْبري، وهُدبةَ بنَ خالد، وأبا الرّبيع الزَّهراني، وعبدَ الْأعلى بنَ حمّاد النَّرسي، وطالوتَ بنَ عبّاد، وسُليمانَ بنَ داود المَهْري، وطبقتَهُم. وجمع وصنَّف. روى عنه: ابنُ عدي، والإِسْمَاعيلي، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، والقاضي يوسفُ المَيَانَجي، وعبدُ اللهِ بنُ محمد السَّقّاء الواسطي، ويوسفُ بن يعقوب النَّجِيرمي، وعليُّ بنُ لؤلؤ الورّاق، وغيرهم. وعنه أخذ الأشعريُّ مقالةَ أهل الحديث. وله كتابٌ جليل في علل الحديث. مات سنةَ سبعٍ وثلاثِ مئة، وقد قارب التِّسعين. 696 - محمَّدُ بنُ جَرِير * ابن يزيدَ بن كَثير، الإمامُ الفَردُ الحافظ، أبو جَعْفر الطَّبري، أحدُ الأعلام، وصاحبُ التَّصانيف، من أهل آمُل طَبَرِسْتان. ¬

_ * مقدمة كتابه "تاريخ الأمم والملوك"، فهرست النديم: ص 291، تاريخ بغداد: 2/ 162، طبقات الشيرازي: ص 93، أنساب السمعاني: 8/ 205، تاريخ ابن عساكر: 37 / الورقة 248، المنتظم: 6/ 170، معجم الأدباء: 18/ 40، اللباب: 2/ 274، إنباه الرواة: 3/ 89، المحمدون من الشعراء: 263، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 78، وفيات الأعيان: 4/ 191، سير أعلام النبلاء: 14/ 267 - 282، تذكرة الحفاظ: 2/ 710، العبر: 2/ 146، ميزان الاعتدال: 3/ 498، معرفة القراء الكبار: 1/ 264 رقم الترجمة (181)، دول الإسلام: 1/ 187، الوافي بالوفيات: 2/ 284، مرآة الجنان: 2/ 260، طبقات الشافعية =

أكثرَ التَّطواف، وسمع: محمدَ بنَ عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وأبا همّام السَّكُوني، وإسحاقَ بنَ أبي إسرائيل، وإسماعيلَ بنَ موسى الفَزاري بنَ بنت السُّدِّي، ومحمدَ بنَ حُميد الرّازي، وأحمدَ بنَ مَنيع، وأبا كُريب، وهنّاد بنَ السَّري، وخلائق. وأخذ القراءات عن جماعة. روى عنه مَخْلد الباقَرْحي، وأحمدُ بنُ كامل، وأبو القاسم الطَّبراني، وعبدُ الغفّار الحُضَيني، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وخلق. قال الخطيب: كان ابنُ جَرير أحدَ الأئمَّة، يُحكم بقولِه، ويُرجع إلى رأيه لمعرفتِه وفضلِه. جمع من العلوم ما لم يشاركْهُ فيه أحدٌ من أهل عصره، فكان حافظًا لكتاب اللَّه، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسُّنن وطرقها، صحيحِها وسقيمِها، ناسِخِها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصَّحابة والتَّابعين، بصيرًا بأيام النّاس وأخبارهم، له الكتاب الكبير المشهور في "تاريخ الأمم" وله كتاب "التفسير" الذي لم يُصَنَّف مثلُه، وكتاب "تهذيب الآثار" لم أرَ مثلَه في معناه لكن لم يُتمَّه، وله في الأصول والفروع كتبٌ كثيرة، وله اختيارٌ من أقاويل الفقهاء، وقد تفرَّد بمسائلَ حُفِظت عنه (¬1). ¬

_ = للسبكي: 3/ 120، البداية والنهاية: 11/ 145، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 106، لسان الميزان: 5/ 100، النجوم الزاهرة: 3/ 205، طبقات المفسرين للسيوطي: 30، طبقات الحفاظ: ص 307، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 106، شذرات الذهب: 2/ 260، هدية العارفين: 2/ 26، الرسالة المستطرفة: ص 43، تاريخ التراث العربي: 1/ 518، وانظر كتاب "الطبري" ضمن سلسلة أعلام العرب بقلم الدكتور أحمد محمد الحوفي. (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 163.

وقيل: إنَّ ابنَ جَرير مكثَ أربعينَ سنةً يكتبُ كلَّ يومٍ أربعينَ ورقة. وقال تلميذُه أبو محمد الفَرْغاني (¬1): حسب تلامذةُ أبي جَعْفر منذ احتلم إلى أن مات، فقسموا على المدَّة مصنَّفاته، فصار لكلِّ يومٍ أربعَ عشرةَ ورقة. وقال أبو حامد الإسْفَراييني: لو سافرَ رجل إلى الصِّين في تحصيل "تفسير" ابن جَرير لم يكن كثيرًا (¬2). وقال حُسَينك الحافظ: سألني ابنُ خزيمة: أكتبتَ عن ابنِ جَرير؟ قلت: لا، لأنَّه لا يظهر، وكانت الحنابلةُ تمنعُ من الدُّخول عليه، فقال: بئسَ ما صَنَعت (¬3). وقال أبو بكر بن بالُوية: سمعتُ إمام الأئمَّة ابنَ خُزيمةَ يقول: ما أعلمُ على أديم الأرضِ أعلمَ من محمد بن جَرير، ولقد ظَلَمَتْه الحنابلة (¬4). وقال أبو محمد الفَرْغاني: كان ابنُ جَرير لا تأخذُهُ في اللَّهِ لومةُ لائم مع عظم ما يُؤذى، فأمّا أهلُ الدِّين والعلم فغيرُ منكرين علمَه وزُهدَه ¬

_ (¬1) هو الأمير العالم، عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان التركي الفرغاني، صاحب التاريخ المذيل على تاريخ الطبري. حدث بدمشق عن ابن جرير وغيره، وتوفي سنة 362 هـ. له ترجمة في "سير أعلام النبلاء": 16/ 132. (¬2) تاريخ بغداد: 2/ 163. (¬3) الخبر بنحوه في "تاريخ بغداد" 2/ 164. (¬4) تاريخ بغداد: 2/ 164.

ورفضَه لدُّنيا وقناعتَه بما يجيئُه من حصَّةٍ خلَّفها له أبوه بطَبَرسْتان. بثَّ مذهبَ الشَّافعي ببغداد سنين (¬1)، واقتدى به، ثم اتَّسع علمُه، وأدّاه اجتهادُهُ إلى ما اختار في كتبه. وعُرضَ عليه القضاء، فأبى. وله "التفسير" و "التاريخ" وكتاب "القراءات" وكتاب "العدد والتنزيل" وكتاب "اختلاف العلماء" وكتاب "تاريخ الرجال" وكتاب "لطيف القول" في الفقه، وهو ما اختاره وجوَّده، وكتاب "الخفيف" وكتاب "التبصير" في الأصول، وابتدأ بتصنيف كتاب "تهذيب الآثار" وهو من عجائب كُتبه، ابتدأ بما رواه أبو بكر الصِّديق ممّا صحّ، وتكلَّم على كلِّ حديثٍ وعلّته وطُرقه وما فيه من الفِقه واختلاف العلماء وحججهم واللُّغة، فتم مسند العشرة وأهل البيت والموالي، ومن مسند ابن عباس قطعة، ومات. وابتدأ بكتاب "البسيط" فعمل منه كتاب الطَّهارة في نحو ألفٍ وخمسِ مئة ورقة، وخرج منه أكثر الصَّلاة، وخرج منه كتاب الحكام، والمحاضر، والسجلات. ولمّا بلغَهُ أنَّ ابنَ أبي داود تكلَّم في حديث "غَدير خُمّ" (¬2) ¬

_ (¬1) في "التذكرة": سنتين. (¬2) أخرج الإمام أحمد في "مسنده" 2/ 372 عن سفيان، حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادٍ يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلاها بهجير، قال: فخطبنا وظلل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال: "ألستم تعلمون، أو لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فإن عليًّا مولاه. اللهمّ عادِ مَنْ عاداه، ووال مَنْ والاه". وإسناده صحيح، وهو في "المسند" أيضًا: 4/ 364 و 370. وفي الباب عن علي عند أحمد: 1/ 118 - 119، وعن البراء عند أحمد: 4/ 281، وابن ماجة (116). وانظر حول غدير خم "معجم البلدان" 2/ 389 - 390، والتعليق على "السير" 8/ 334 - 335 خلال ترجمة المطلب بن زياد الثقفي.

عمل كتاب "الفضائل" وتكلَّم على تصحيح هذا الحديث. قال: ورحل محمدٌ لمّا ترعرع من آمُل، وسمح له أبوه، وكان طولَ حياتِه يوجِّه إليه بالشيء إلى البلدان. قال لي: أبطأَتْ عني نفقةُ أبي حتّى بعتُ كمي قَميصي. وذكر عبيد اللَّه (¬1) بنُ أحمد السَّمْسار: أنَّ ابنَ جَرير قال لأصحابِه: هل تَنْشَطُون لتاريخ العالم؟ قالوا: كم يَجيء؟ فذكر نحوًا من ثلاثينَ ألف ورقة، قالوا: هذا ممّا يُفني الأعمارَ قبل تمامه، فقال: إنا للَّه، ماتت الهِمَم، فأملاه في نحو ثلاثةِ آلافِ ورقة. ولمّا أراد أن يُمليَ "التفسير" قال لهم كذلك، ثم أملاه على نحوٍ من "التاريخ" (¬2). ولد ابنُ جَرير سنةَ أربعٍ وعشرين ومئتين. وقال ابنُ كامل: تُوفي عشيَّةَ الأحد ليومين بقيا من شوّال سنةَ عشرٍ وثلاثِ مئة، ودُفن في داره برَحْبة يَعْقوب، ولم يغيِّر شيبَة، وكان السَّواد فيه كثيرًا، وكان أسمَر إلى الأُدْمَة، أعيَن، نحيفَ الجسم، طويلًا، فصيحًا، شيَّعَهُ منْ لا يُحصيهم إلَّا اللَّه، وصُلِّي على قبره عدَّةَ شهورٍ ليلًا ونهارًا. ورثاه خلقُ من أهل الأدب والدِّين، ومن ذلك قولُ أبي سعيد بنُ الْأعرابي: حَدَثُ مُفْظِعٌ وخَطْبٌ جَلِيلٌ ... دَقَّ عَنْ مِثْلِهِ اصْطِبارُ الصَّبُورِ قامَ ناعي العُلوم أَجْمَعِ لمّا ... قامَ ناعي محمدِ بنِ جَرِيرِ (¬3) ¬

_ (¬1) مثله في "تاريخ بعداد"، ووقع في "التذكرة": عبد الله. (¬2) تاريخ بغداد: 2/ 163. (¬3) الخبر في "تاريخ بغداد" 2/ 166، والبيتان من مرثية طويلة أورد الخطيب قسمًا منها.

697 - الفرهياني

وعملَ ابنُ دُرَيدٍ قصيدةً يقولُ فيها: إنَّ المَنيَّةَ لم تُتْلِفْ بهِ رَجُلًا ... بَلْ أَتْلَفَتْ عَلَمًا للدِّينِ مَنْصُوبا كانَ الزَّمانُ بهِ تَصْفُو مَشارِبُهُ ... والآنَ أَصْبَحِ بالتَّكْدِيرِ مَقْطُوبا كَلَّا وأيَّامُهُ الغُرُّ التي جَعَلَتْ ... للعِلْمِ نُورًا وللتَّقوى مَحَاريبا أَوْدى أبو جَعْفرٍ والعِلْم فاصْطَحَبا ... أعْظِمْ بِذا صَاحِبًا إذْ ذاكَ مَصْحُوبا وَدَّتْ بِقاعُ بلادِ اللَّهِ لو جُعِلَتْ ... قَبْرًا لهُ فَحَباها جِسْمُهُ طِيبا (¬1) 697 - الفَرْهَيَاني * الإمامُ الحافظ، أبو محمد، عبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن سَيَّار، أحدُ علماءِ العَجم. سمع: قُتيبة، وهشام بنَ عمّار، ودُحَيمًا، ومحمدَ بنَ وزير، وأبا كُريب، وعبدَ الملكِ بنَ شُعيب بن الليث بن سعد، وطبقتهم بعدَّة مدائن. روى عنه: محمدُ بنُ الحسن النَّقَّاشُ المقرئ، وابنُ عدي، والإسْمَاعيلي، وبشرُ بنُ أحمد الإِسْفَراييني، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وغيرهم. قال ابن عدي: كانَ رفيقَ النَّسائي، وكان ذا بصرٍ بالرِّجال، وكان ¬

_ (¬1) الأبيات في "ديوان ابن دريد" ص 67 - 69، وانظر أيضًا "تاريخ بغداد" 2/ 167 - 169. * معجم البلدان: 4/ 258، اللباب: 2/ 427، تذكرة الحفاظ: 2/ 716، سير أعلام النبلاء: 14/ 146 - 147، طبقات الحفاظ: ص 308، شذرات الذهب: 2/ 235.

698 - عبد الله بن محمود

من الأَثبات، سألتُه أن يمليَ عليَّ عن حَرْملة، فقال: يا بُني! إنَّ حرملة ضعيف، ثم أَملى عليَّ ثلاثةَ أحاديث عنه، ولم يَزِدْني (¬1). توفي الفَرْهياني -ويقال: الفَرْهاذاني- سنةَ نيِّفٍ وثلاثِ مئة. رحمه اللَّهُ ورضي عنه. 698 - عبدُ اللَّهِ بنُ محمود * ابن عبد اللَّه، أبو عبد الرَّحمن السَّعديُّ المَرْوزي، الحافظُ الثِّقة، محدِّث مرو. سمع: حبّان بنَ موسى، وعليَّ بنَ حُجر، ومحمودَ بن غَيلان، وعُمر بنَ شبَّة، وطبقتهم. روى عنه: أبو مَنْصور الأَزهري، وأحمدُ بن سعيد المَعْداني الفقيه، والقاضي أبو الفَضْل الحَدَّادي، وآخرون. وسمع منه الابنُ خُزيمة، وهو في طبقته. قال الحاكم: ثقةٌ مأمون، توفي سنةَ إحدى عشرةَ وثلاثِ مئة. وقال الخَليلي: محمود -والده- سمع من ابنِ عُيينة، روى عنه ولدُه عبدُ الله، وعبُد اللَّه حافظٌ عالمٌ بهذا الشَّأن (¬2). ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي: 2/ 863 ضمن ترجمة أبي حفص حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي المصري. * سير أعلام النبلاء: 14/ 399 - 400، تذكرة الحفاظ: 2/ 718، العبر: 2/ 148، طبقات الحفاظ: ص 309، شذرات الذهب: 2/ 262. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 399.

699 - القاسم بن زكريا

699 - القاسمُ بنُ زكريّا * ابن يحيى البغدادي، أبو بكر، الحافظُ الثِّقةُ المُقرئ، ويُعرف بالمُطَرِّز. سمع: عمرانَ بنَ موسى القزّاز، وسُويدَ بنَ سعيد، ومحمدَ بنَ الصبَّاح الجَرْجَرائي، وأبا همّام السَّكُوني، وإسحاقَ بنَ موسى الأَنصاري، ومُجاهدَ بنَ موسى، وأبا كُريب، وغيرَهم. وتلا على أبي حَمْدون الطيِّب، وأبي عُمر الدُّوري. زعم الغَضَائري -شيخُ للأهوازي- أنَّه تلا عليه (¬1). وحدَّث عنه أبو الحسين بنُ المُنادي، وجعفر الخُلْدي، والجِعَابي، وأبو بكر الشَّافعي، وعبدُ العزيزِ بنُ جعفر، ومحمدُ بنُ المظفَّر، وأبو حَفْص بنُ الزيّات، وعدَّة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 12/ 441، أنساب السمعاني: 11/ 362، المنتظم: 6/ 146، تهذيب الكمال: ورقة 1111، سير أعلام النبلاء: 14/ 149 - 150، تذهيب التهذيب: 3/ 145 / ب، تذكرة الحفاظ: 2/ 717، العبر: 2/ 130، معرفة القراء الكبار: 1/ 240، البداية والنهاية: 11/ 128، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 717، تهذيب التهذيب: 8/ 314، طبقات الحفاظ: ص 308، خلاصة تذهيب الكمال: ص 312، شذرات الذهب: 2/ 246، هدية العارفين: 1/ 826، تاريخ التراث العربي: 1/ 270. (¬1) قال الذهبي في "السير" 14/ 149 - 150: "ذكر علي بن الحسين الغضائري -شيخ لأبي علي الأهوازي- أنه تلا عليه ختمة بالإدغام الكبير والإبدال في سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، فافتضح في دعواه، لأن المطرز -رحمه الله- توفي في صفر سنة خمس وثلاث مئة". وانظر أيضًا "طبقات القراء لابن الجزري" 2/ 17.

700 - السمناني

قال الخطيب: كان ثقةً ثبتًا (¬1). وقال الدّارقطني: قاسم المطرِّز مصنِّف، مُقرئ، نَبيل (¬2). وقال ابنُ المنادي: تُوفي قاسم في سابع عشر صفر سنةَ خمسٍ وثلاثِ مئة. قال: ولم يحدِّث في هذه السنة بشيءٍ البتَّة، وكان من أهلِ الحديث والصِّدق، والمكثرين في تصنيف المسند والأبواب والرجال (¬3). 700 - السِّمْناني (¬4) * الحافظُ الرَّحالُ المأمون، أبو الحسين، عبدُ اللهِ بنُ محمد بنِ عبد الله بن يونس، من أعلام الحديث بخُراسان. سمع: إسحاقَ بنَ راهويه، وهشام بنَ عمّار، وعيسى بنَ زُغْبة، وأبا كريب، وطبقتهم. روى عنه: أبو عبد اللهِ محمدُ بنُ يعقوب الحافظ، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وابنُ عدي، والإسْمَاعيلي، وأبو عَمرو بنُ مَطَر، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 12/ 441. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) كذا ضبطت في الأصل رسمًا -بكسر السين وسكون الميم- وهو متفق مع ضبط ابن الأثير لهذه النسبة في "اللباب". أما السمعاني فقد قيده في "أنسابه" بكسر السين وفتح الميم والنون. * أنساب السمعاني: 7/ 149، معجم البلدان: 3/ 252، سير أعلام النبلاء: 14/ 194 - 195، تذكرة الحفاظ: 2/ 718، العبرة 2/ 126، طبقات الحفاظ: ص 309، شذرات الذهب: 2/ 242، هدية العارفين: 1/ 443.

701 - البجيري

وكان بَصيرًا بالآثار، له شعرٌ وأدب (¬1). مات سنةَ ثلاثٍ وثلاثِ مئة. رحمه اللَّهُ تعالى. 701 - البُجَيري * الإمامُ الحافظ، أبو حفص، عُمر بنُ محمد بن بُجَير الهَمْدانيُّ السَّمَرْقندي، محدِّثُ ما وراء النَّهر، وصاحبُ "الصحيح" و "التفسير" وغير ذلك. ولد سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئتين، وكان والدُه (¬2) صاحبَ حديثٍ ورحلة، يروي عن عارِم وطبقتِه، فحرصَ على ولدِه أبي حَفْص، وسفَّره إلى الأقاليم مرَّات. ¬

_ (¬1) من شعره ما أورده ياقوت في "معجم البلدان" 3/ 252: ترى المرء يهوى أن تطول حياتُه ... وطول البقا ما ليس يشفي له صدرا ولو كان في طول البقاء صلاحنا ... إذًا لم يكنْ إبليسِ أطولنا عمرا * الإكمال لابن ماكولا: 1/ 195 و 464، أنساب السمعاني: (البجيري) 2/ 89 و (الخشوفغني) 5/ 126، تاريخ ابن عساكر: 13/ 175 / ب، معجم البلدان: 2/ 374، اللباب: 1/ 122 و 446، سير أعلام النبلاء: 14/ 402 - 404، تذكرة الحفاظ: 2/ 719، العبر: 2/ 149، دول الإِسلام: 1/ 188، البداية والنهاية: 11/ 149، النجوم الزاهرة: 3/ 209، طبقات الحفاظ: ص 309، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 7، شذرات الذهب: 2/ 262، هدية العارفين: 1/ 780، تاريخ التراث العربي: 1/ 275. (¬2) هو أبو عمر، محمد بن بجير بن خازم بن راشد الهمداني البخاري السعدي. توفي سنة (268). انظر "الإكمال لابن ماكولا" 1/ 194 - 195، و "أنساب السمعاني" 2/ 90.

702 - ابن خزيمة

سمع: زُغْبة، والفلّاس، وبشرَ بنَ معاذ العَقَدي، وأحمدَ بنَ عبدة الضَّبِّي، ومحمدَ بنَ معاوية خال الدَّارمي، وخلقًا. روى عنه: محمدُ بنُ محمد بن صَابر، ومحمدُ بنُ بكر الدّهْقان، ومحمدُ بنُ أحمد بن عِمْران الشّاشي، ومحمدُ بنُ علي المؤدِّب، ومعمَّرُ بنُ جبريل الكَرْميني، وأعينُ بنُ جعفر السَّمَرْقندي، وعيسى بنُ موسى الكِسَائي، وغيرهم. وقد دخلَ مصر، فصادفَ جنازةَ أحمدَ بنِ صالح المصري، وشَهِدَها. قال أبو سعد الإدْريسي: كان فاضلًا، خيِّرًا، ثبتًا في الحديث، له العنايةُ التّامةُ في طلب الآثار والرحلة (¬1). توفي سنةَ إحدى عشرة وثلاثِ مئة. رحمه اللَّه تعالى. 702 - ابن خُزَيمَة * الحافظُ الثَّبت، إمامُ الأئمَّة، وشيخُ الإِسلام، أبو بكر، محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمة بن المُغِيرة بن صالح بن بكر السُّلميُّ النَّيسابوري. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 403. * الجرح والتعديل: 7/ 196، تاريخ جرجان: 456، طبقات العبادي: 44، طبقات الشيرازي: ص 105، المنتظم: 6/ 184، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 78، سير أعلام النبلاء: 14/ 365 - 382، تذكرة الحفاظ: 2/ 720، العبر: 2/ 149، دول الإسلام: 1/ 188، الوافي بالوفيات: 2/ 196، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 109، البداية والنهاية: 11/ 149، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 97، النجوم الزاهرة: 3/ 209، طبقات الحفاظ: ص 310، شذرات الذهب: 2/ 262، هدية العارفين: 2/ 29، الرسالة المستطرفة: ص 20.

ولد سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئتين، وعُني بهذا الشَّأن في صِغره. وسمع من: إسحاقَ بنِ راهويه، ومحمدِ بنِ حُميد، ولم يحدِّثْ عنهما لصغرِه وقت السَّماع. وروى عن: محمودِ بنِ غَيلان، وعُتبةَ بنِ عبد اللَّه اليَحْمدي المَرْوزي، ومحمدِ بنِ أبان المُسْتملي، وإسحاقَ بنِ موسى الخَطْمي، وعليِّ بنِ حُجْر، وأحمدَ بنِ مَنيع، وأبي قُدامة السَّرخسي، وبشرِ بنِ مُعاذ، وأبي كُريب، وعبد الجبّار بنِ العَلاء، وطبقتهم. وعنه: البخاري ومسلم خارج "الصحيح"، ومحمدُ بنُ عبد اللَّهِ بن عبد الحكم أحدُ شيوخه، وأحمدُ بنُ المبارك المُسْتملي، وإبراهيمُ بنُ أبي طالب، وأبو علي النَّيسابوري، واسحاقُ بنُ سعد النَّسوي، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وأبو حامد أحمدُ بنُ محمد بن بالوية، وأبو بكر أحمدُ بنُ مِهْران المقرئ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بن نُصير، وحفيدُه محمدُ بنُ الفضل بن محمد، وخلائق. قال أبو عثمان الحِيري: حدَّثنا ابنُ خُزيمة قال: كنتُ إذا أردتُ أن أصنِّفَ الشيءَ دخلتُ في الصلاة مُستخيرًا حتى يُفتح لي فيها، ثم أَبتدئ. ثم قال أبو عثمان الزّاهد: إن اللَّهَ ليدفعُ البلاءَ عن أهل نَيسابور بابنِ خُزيمة (¬1). وقال أبو بكر محمدُ بنُ جعفر: سمعتُ ابنَ خزيمة -وسئل: من أينَ أُوتيتَ العلم؟ فقال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "ماءُ ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 369.

زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَه" وإنِّي لمّا شربتُ ماءَ زمزم سألتُ اللهَ علمًا نافعًا (¬1). وقال الربيعُ بنُ سليمان: استَفَدْنا من ابن خُزيمة أكثَر ممّا استفادَ منا (¬2). وقال محمدُ بنُ الفضل: سمعتُ جدِّي يقول: استأذنتُ أبي في الخروج إلى قُتيبة، فقال: اقرأ القرآنَ أولًا حتى آذن لك، فاستظهرتُ القرآن، فقال لي: امكثْ حتى تصلِّيَ بالخَتمة، ففعلتُ، فلمّا عيَّدنا أذنَ لي، فخرجتُ إلى مرو، وسمعتُ بمرو الرُّوذ من محمد بن هشام -يعني صاحب هُشَيم- فنُعِيَ إلينا قُتيبة (¬3). وقال أبو علي النَّيسابوري: لم أرَ مثلَ ابنِ خُزيمة (¬4). وقال الحافظ أبو الفضل صالحُ بنُ أحمد الهَمَذاني في كتاب "سنن التَّحديث": وأبو بكر محمدُ بنُ إسحاق بن خُزيمة فتح أقفال متون الأخبار، وميَّز الإسناد وناقليها، وأوردَ في مصنَّفاته في المعرفة بالحديث والطُّرق وتمييز فقه المُتون واختلاف العلماء وشرائط التَّحديث ما لم يُرزق غيره. وكان إمامَ زمانِه، وورد الخبرُ عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إنَّ اللَّهَ عزَّ وجَلَّ يَبْعَثُ لِهذِهِ الْأُمَّةِ علَى رأسِ كلِّ مِئَةِ سَنَةٍ مَنْ ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 370، وفيه تخريج واف لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له" فراجعه تجد فائدة إن شاء الله. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 371. (¬3) سير أعلام النبلاء: 14/ 371 - 372. (¬4) سير أعلام النبلاء: 14/ 372.

يُجَدِّدُ لها دِينَها" (¬1) ثم ذكره بإسناده، وقال: سمعتُ المشايخ في القديم يقولون: إنَّ رأسَ المئة السَّنة في التاريخ من الهجرة قام عمرُ بنُ عبد العزيز، ورأس المئتين محمدُ بنُ إدريسَ الشَّافعي، ورأس الثَّلاثِ مئة محمدُ بنُ إسحاقَ بن خُزيمة. فقيل: هؤلاء الذين جدَّد اللَّهُ بهم أمرَ الدِّين في ممرِّ هذه السنين. سمعت أبا إسحاقَ يقول: سمعتُ أبا عَمرو يقول: سمعتُ محمدَ بنَ إسحاق بن خُزيمة يقول: حرجٌ على كلِّ مَنْ سمعَ منِّي مسألةً يروى عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - خبرٌ صحيح خلافَه لم يَبْلغْني أو لم أَحفظْه في وقت جوابي أن يحكيَ عنِّي تلكَ المسألةَ التي خلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلُّ قولٍ قلتُ خلافَ خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحًا من جهة النَّقل لم يُروَ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم خلافُه بإسنادٍ صحيح فاشهَدُوا على رُجوعي عن ذلك القول، وأنا أتوبُ وأستغفرُ اللَّهَ من كلِّ قولٍ قلتُ خلاف قول رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم. وقال أبو أحمد حُسَيْنك: سمعتُ إمامَ الأئمَّة أبا بكر يحكي عن عليِّ بن خَشْرم، عن ابنِ راهويه: أنَّه قال: أحفظُ سبعينَ ألف حديث. فقلتُ لأبي بكر: فكم يحفظ الشيخ؟ فضرَبني على رأسي، وقال: ¬

_ (¬1) حديث صحيح، أخرجه أبو داود برقم (4291) في الملاحم: باب ما يذكر في قرن المئة، والحاكم: 4/ 522، والبيهقي في "المناقب" 1/ 137 من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة -فيما أعلم- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به. ورجاله ثقات، وإسناده قوي كما قال الحافظ في "توالي التأسيس" 48.

ما أكثرَ فضولَك! ثم قال: يا بُنيّ! ماكتبتُ سوادًا على بياضٍ إلَّا وأنا أعرفُه (¬1). وقال أبو حاتم بنُ حبّان: ما رأيتُ على وجهِ الأرض مَنْ يُحسن صناعةَ السُّنن ويحفظُ ألفاظَها الصَّحاح وزياداتِها حتى كأنَّ السُّنن كلَّها بين عينَيه إلّا محمد بن إسحاق بن خُزيمة فقط (¬2). وقال الدّارقطني: كان ابنُ خُزيمة إمامًا، ثبتًا، معدومَ النَّظير (¬3). وذُكرَ ابنُ خُزيمة لابنِ سُرَيج، فقال: يستخرجُ النُّكَتَ من حديث رسولِ اللهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بالمِنْقاش (¬4). وقال أبو زكريّا العَنْبري: سمعتُ ابنَ خُزيمة يقول: ليس لأحدٍ مع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قولٌ إذا صحَّ الخبر (¬5). وقال الحاكم في كتاب "علوم الحديث": فضائلُ ابنِ خُزيمة مجموعةٌ عندي في أوراق كثيرة، ومصنَّفاته تزيد على مئةٍ وأربعين كتابًا سوى المسائل، والمسائلُ المصنّفة أكثرُ من مئة جزء. وله فقه "حديث بَرِيرَة" في ثلاثة أجزاء (¬6). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 372. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) سير أعلام النبلاء: 14/ 373. (¬5) المصدر السابق. (¬6) سير أعلام النبلاء: 14/ 373. ونص حديث بريرة: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءت بريرة تستعين بها في كتابتها، ولم تكن قضت من كتابتها شيئًا، فقالت لها عائشة: ارجعي إلى أهلك، فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي =

وقال أبو بكر القفَّال: كتبَ أبو محمد بنُ صاعِد إلى ابن خُزيمة يستجيزُه كتاب الجهاد، فأجازَهُ له (¬1). وقال حمد بنُ عبد اللَّه المعدّل: سمعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ خالد الأْصبهاني يقول: سُئِلَ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حاتم عن ابنِ خُزيمة، فقال: وَيْحكم، هو يُسأل عنَّا ولا نُسألُ عنه، هو إمام يُقتدى به (¬2). ومناقبُ ابنِ خُزيمة كثيرةٌ قد استوعَبَها الحاكم. وكانت وفاتُه في ثاني ذي القعدة سنةَ إحدى عشرةَ وثلاثِ مئة، وله ثمان وثمانون سَنَة. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ = فعلتُ. فذكرت ذلك بريرة لأهلها، فأبوا، وقالوا: إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل، ويكون لا ولاؤك. فدكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابتاعي وأعتقي، فإنما الولاء لمن أعتق" ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما بال أناس يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؟ ! من اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فليس له، وإن اشترط مئة مرة. شرط الله أحق وأوثق". وهو حديث صحيح، أخرجه البخاري: 1/ 458 في المساجد: باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد، وفي الفرائض: باب الولاء لمن أعتق، ومسلم (1504) في العتق: باب الولاء لمن أعتق، ومالك: 2/ 780 في العتق والولاء: باب مصير الولاء لمن أعتق، وأبو داود (3929) و (3930) في العتق: باب بيع المكاتب إذا فسخت الكتابة، والنسائي: 7/ 300 في البيوع، والترمذي: (1256) في البيوع أيضًا، وابن ماجه (2521) في العتق، باب المكاتب. وانظر "جامع الأصول" 8/ 94 - 97. (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 370 - 371. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 376 - 377.

703 - السراج

703 - السَّراج * الإمامُ الحافظ، شيخُ خُراسان، أبو العبّاس، محمدُ بنُ إسحاقَ بنَ إبراهيم بن مِهْران الثَّقفيُّ مولاهم النَّيسابوري، صاحب "المسند" و "التاريخ". ولد سنة ستَّ عشرةَ ومئتين، ورأى يَحْيى بنَ يَحْيى التَّميمي، وسمع: قُتيبة، وابنَ راهويه، ومحمدَ بنَ بكّار بن الريّان، وداودَ بنَ رُشيد، وأبا كُريب، وزُنَيْجًا، والحسنَ بنَ عيسى بن ماسَرْجس، ومحمدَ بنَ حُميد، وعَمرو بنَ زُرَارة، وأبا همّام السَّكُوني، وخلقًا. وعنه: البخاري ومسلم في غير "الصحيح"، وأبو حاتم، وابنُ أبي الدُّنيا، وأبو عَمرو بنُ السمّاك، وأبو إسحاق المُزكِّي، وأبو عليٍّ الحافظ، والحسن بنُ أحمد المَخْلَدي، والخليل بنُ أحمد السِّجزي، وعُبيد اللهِ بنُ محمد الفامي، وعبدُ اللهِ بنُ أحمد الصَّيرفي، وأبو الحسين أحمدُ بنُ محمد الخفّاف، وخلق. قال أبو بكر بنُ جعفر المزكِّي: سمعتُ السرّاج يقول: نظرَ ¬

_ * الجرح والتعديل: 7/ 196، فهرست النديم: 172، تاريخ بغداد: 1/ 248، أنساب السمعاني: (الثقفي) 3/ 134 و (السراج) 7/ 65، المنتظم: 6/ 199، اللباب: 2/ 111، سير أعلام النبلاء: 14/ 388 - 398، تذكرة الحفاظ 2/ 157، دول الإسلام: 1/ 189، الوافي بالوفيات: 2/ 187، مرآة الجنان: 2/ 266، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 108، البداية والنهاية: 11/ 153، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 97، النجوم الزاهرة: 3/ 214، طبقات الحفاظ: ص 311، شذرات الذهب: 2/ 268، الرسالة المستطرفة: ص 75، تاريخ التراث العربي: 1/ 276.

محمدُ بنُ إسماعيل البخاري في "التاريخ" لي، وكتب منه بخطِّه أطباقًا، وقرأتُها عليه (¬1). وعن السرّاج: أنَّه أشار إلى كتبٍ له، فقال: هذه سبعونَ ألف مسألة لمالك، ما نفضتُ عنها الترابَ منذ كتبتُها (¬2). وقال أبو العبّاس بنُ حمدان: سمعتُ السرّاج يقول: رأيتُ في المنام كأنِّي أَرقى في سُلَّم طويل، فصعدتُ تسعًا وتسعينَ درجة، فكلُّ مَنْ أقصُّ عليه يقول: تعيشُ تسعًا وتسعينَ سَنة. قال ابنُ حمدان: فكان كذلك (¬3). وقال غيرُه (¬4): لم يبلغْها، فإنَّ أبا إسحاق المزكِّي حدَّث عنه أنَّه قال: وُلدتُ سنةَ ثمان عشرة ومئتين، وختمتُ عن رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم اثني عشر ألف ختْمة، وضحَّيتُ عنه اثني عشر ألف أُضحية. قال محمد بنُ أحمد الدقّاق: رأيتُ السرّاج يُضحِّي كلَّ أسبوعٍ أو أسبوعَين أُضحية عن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم ثم يجمعُ أصحابَ الحديث (¬5). وقال أبو سَهل الصُّعْلوكي. حدَّثنا أبو العبّاس السرّاج، الأوحدُ في فنِّه، الأكملُ في وَزْنه (¬6). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 1/ 250. (¬2) تاريخ بغداد: 1/ 252. (¬3) تاريخ بغداد: 1/ 252. (¬4) يعني به الإِمام الذهبي في "التذكرة" 2/ 732، و"السير" 14/ 393. وانظر أيضًا "أنساب السمعاني" 7/ 65. (¬5) سير أعلام النبلاء: 14/ 394. (¬6) "أنساب السمعاني" 7/ 66.

وقال الحافظ أبو عبد اللَّه بنُ الأخرم: استعانَ بي السرّاج في تخريجه على "صحيح مسلم"، فكنتُ أتحيَّر من كثرة حديثِه وحسن أصولهِ، وكان إذا وجدَ الخبرَ عاليًا يقول: لا بدَّ أن نكتبَه، فأقول: ليس من شرط صاحبنا، فيقول: فشفِّعني فيه (¬1). وقال أبو عَمرو بنُ نُجيد: رأيتُ السرّاج يركب، وعبّاس المُسْتملي بينَ يديه يأمرُ بالمعروف ويَنْهى عن المنكر، يقول: يا عبّاس! غيِّر كذا، اكسِرْ كذا (¬2). وقال السرّاج: مَنْ لم يقرَّ ويؤمنْ بأن اللَّهَ -تعالى- يعجبُ، ويضحكُ، وينزل كلَّ ليلةٍ إلى السَّماء الدُّنيا فيقول: "مَنْ يسألُني فأُعطِيَه" فهو زنديقٌ كافر، يُستتاب، فإنْ تابَ وإلّا ضُربت عُنقُه (¬3). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 394. (¬2) المصدر السابق. (¬3) الخبر في "سير أعلام النبلاء" 14/ 396 فأما قوله: "بأن الله -تعالى- يعجب ويضحك" ففي صحيح البخاري: 6/ 101 في الجهاد: باب الأسارى في السلاسل، من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل". وفي أيضًا: 8/ 482 - 484 من حديث أبي هريرة قال: "لقد عجب الله -عزَّ وجلَّ -أو ضحك من فلان وفلانة". وأما قوله: "ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: من يسألني فأعطيه" فقد أخرج مالك في "الموطأ" 1/ 214 في القرآن: باب ما جاء في الدعاء، والبخاري: 3/ 25 - 26 في التهجد: باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، و 11/ 110، في الدعوات: باب الدعاء نصف الليل، و 13/ 389 في التوحيد: باب قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله)، ومسلم (758) في صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، وأبو داود (1315) والترمذي (3498) كلهم من طريق ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد الله الأغر، عن =

704 - ابن مكرم

وقال أبو الوليد الفقيه: سمعتُ السرّاج يقول: وا أسَفَى على بغداد، فقيل: لِمَ فارقْتَها؟ قال: أقام بها أخي خمسينَ سَنَة، فلمّا تُوفيَ سمعتُ رجلًا يقول لآخر في الدَّرب: مَن هذا الميت؟ قال: غريبٌ كان ها هنا، فقلت: إنَّا للَّه، بعد طول إقامةِ أخي هنا واشتهارِه بالعلم وبالتِّجارة يُقال: غريب، فَحَملني ذلك على فِراقها (¬1). مات السرّاج في ربيع الآخر سنةَ ثلاث عشرة وثلاثِ مئة. رحمه اللَّهُ تعالى. 704 - ابن مُكرَم * الحافطُ المسند، أبو بكر، محمدُ بنُ الحسين بن مُكْرم البغدادي ثم البصري. سكن البصرة، وحدَّث بها عن: بشر بن الوليد الكِنْدي، ومحمدِ بنِ بكّار بن الريّان، ومَنْصور بن أبي مُزاحم، وعُبيد اللَّهِ القَواريري، والطَّبقة. وعنه: محمدُ بنُ مخلد، والطَّبراني، وابنُ عدي، وابنُ السُّنِّي، وابنُ المقرئ، وخلق. ¬

_ = أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وينزل ربنا -تبارك وتعالى- كل ليلة إلى السماء الدنيا حين بقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ". (¬1) الخبر في "تاريخ بغداد" 6/ 293 ضمن ترجمة إسماعيل بن إسحاق السراج. * تاريخ بغداد: 2/ 233، المنتظم: 6/ 165، سير أعلام النبلاء: 14/ 286، تذكرة الحفاظ: 2/ 735، العبر: 2/ 144، شذرات الذهب: 2/ 258.

705 - الباغندي

قال إبراهيم بنُ فهد: ما قدِم علينا من بغداد أحدَ أعلم بالحديث من ابن مُكْرم (¬1). وقال الدَّارقطني: ثقة (¬2). توفي سنةَ تسعٍ وثلاث مئة. 705 - الباغَنْدي * الحافظُ الكبير، محدِّث العراق، أبو بكر، محمدُ بنُ محمد بنِ سُليمان بن الحارث الواسِطيُّ ثم البغدادي. سمع: ابن المَديني، وابنَ نُمير، وشَيبان بنَ فرُّوخ، وهشام بنَ عمّار، وسُويد بنَ سعيد، وخلائق. روى عنه: دَعْلَج، ومحمدُ بنُ المظفَّر، وابنُ شاهِين، وابنُ المقرئ، وعليُّ بن المَحَاملي، وأبو بكر أحمدُ بنُ عَبْدان، وعُبيد اللهِ بنُ البوّاب، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 233. (¬2) المصدر السابق. * الكامل لابن عدي: 2/ 2306، تاريخ بغداد: 3/ 209، أنساب السمعاني: 2/ 45، المنتظم: 6/ 193، اللباب: 1/ 111، سير أعلام النبلاء: 14/ 383 - 388، تذكرة الحفاظ: 2/ 736، العبر: 2/ 153، دول الإسلام: 1/ 189، ميزان الاعتدال: 4/ 26، الوافي بالوفيات: 1/ 99، البداية والنهاية: 11/ 152، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 240، لسان الميزان: 5/ 360، النجوم الزاهرة: 3/ 212، طبقات الحفاظ: ص 311، شذرات الذهب: 2/ 265، تاريخ التراث العربي: 1/ 275.

قال الخطيب: بلغَني أنَّ عامَّةَ ما رواه حدَّث به من حِفظه (¬1). وقال القاضي أبو بكر الأبْهري: سمعتُ أبا بكر بنَ الباغَنْدي يقول: أُجيبُ في ثلاث مئة ألف مسألة في حديث النَّبي صلى اللَّهُ عليه وسلم (¬2). وقال ابنُ شاهين: قامَ أبو بكر بنُ الباغَنْدي ليصلِّي، فكبَّر وقال: حدَّثنا محمدُ بنُ سليمان لُوَين، فسبَّحْنا به، فقرأ (¬3). وقال الإِسْمَاعيلي: لا أتَّهمُه بالكذب، ولكنَّه خبيثُ التَّدليس، ومصحِّف أيضًا (¬4). وقال الخطيب: رأيتُ كافَّة شيوخِنا يحتجُّون به، ويخرِّجونه في الصحيح (¬5). وقال محمدُ بنُ أحمد بن زهير الحافظ: هو ثقة، لو كان بالمَوْصل لخرجتُم إليه، ولكنَّه ينطَرح عليكم (¬6). وقال حمزة السَّهمي: سألت أحمدَ بنَ عَبْدان عن الباغَنْدي، فقال: كان يخلِّط ويدلِّس، وهو أحفظُ من أبي بكر بن أبي داود. وسألتُ الدَّارقطنيَّ عنه، فقال: كثيرُ التَّدليس، يحدِّث بما لم يسمع (¬7). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 3/ 210. (¬2) المصدر السابق. (¬3) تاريخ بغداد: 3/ 211. (¬4) تاريخ بغداد: 3/ 213، وقد تقدم التعريف بالتدليس في ترجمة مبارك بن فضالة. (¬5) المصدر السابق. (¬6) المصدر السابق. (¬7) "سؤالات حمزة السهمي للدارقطني": ص 91.

706 - عبد الله بن محمد

وقال الدّارقطني في "الضعفاء": هو مدلِّس مخلِّط، يسمع من بعضِ أصحابه عن شيخ، ثم يُسقط ذكرَ صاحبه، وهو كثير الخَطأ (¬1). وقال اللَّالكائي: ذكر أنَّ الباغَنْدي كان يسرُدُ الحديثَ من حفظه كسرد التِّلاوة السَّريعة حتى تسقطَ عمامتُه (¬2). مات في ذي الحجَّة سنةَ اثنتي عشرة وثلاثِ مئة، وكان أول سَمَاعه في سنة سبعٍ وعشرين ومئتين بواسِط. رحمه اللَّه تعالى. 706 - عبدُ اللَّهِ بنُ محمد * ابن عبد العزيز بن المَرْزبان، الحافظُ الكبير، مسنِد العالم، أبو القاسم البَغَويُّ الأصل البغدادي، ابنُ بنتِ أحمدَ بن مَنيع. مولده في رمضان سنةَ أربع عشرة ومئتين، وبكَّر بالسَّماع باعتناء عمِّه عليِّ بن عبد العزيز وجدِّه، فسمع: عليَّ بنَ الجَعْد، وابنَ المديني، وأحمدَ بنَ حنبل، وأبا نَصْر التمَّار، وشيبانَ بنَ فرُّوخ، وداودَ بنَ عَمرو ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 386. (¬2) تاريخ بغداد: 3/ 211. * الكامل لابن عدي: 4/ 1578، فهرست النديم: ص 288، تاريخ بغداد: 10/ 111، طبقات الحنابلة: 1/ 190، أنساب السمعاني: 2/ 255، المنتظم: 6/ 227، اللباب: 1/ 164، الكامل لابن الأثير: 8/ 161، سير أعلام النبلاء: 14/ 440 - 457، تذكرة الحفاظ: 2/ 737، العبر: 2/ 170، الدول: 1/ 192، ميزان الاعتدال: 2/ 492، البداية والنهاية: 11/ 163، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 450، لسان الميزان 3/ 338، النجوم الزاهرة: 3/ 226، طبقات الحفاظ: ص 312، شذرات الذهب: 2/ 275، هدية العارفين: 1/ 444، الرسالة المستطرفة: ص 78، تاريخ التراث العربي: 1/ 280.

الضَّبِّي، ويحيى الحِمَّاني، وسُويد بنَ سعيد، وخلائق أزيد من ثلاث مئة شيخ. وجمع، وصنَّف "معجم الصحابة"، و "الجعديّات" (¬1). روى عنه: ابنُ صاعد، والجِعَابي، والقَطيعي، والإسْمَاعيلي، وابنُ شاهِين، وعمر الكَتَّاني، وابنُ المظفَّر، والدّارقطني، وابنُ حَبَابة، والمخلِّص، وعبدُ الرحمنِ بنُ أبي شريح الهَرَوي، وأبو مسلم الكاتب، وخلائق. وكان يقول: رأيتُ أبا عُبيد، ورأيتُ جنازتَه، وأول ما كتبتُ الحديثَ سنةَ خمسٍ وعشرين، وحضرتُ مع عمِّي مجلسَ عاصم بن علي. قال أحمدُ بنُ عَبْدان الحافظ: سمعتُ البغويَّ يقول: كنتُ ضيِّق الصَّدر، فخرجتُ إلى الشَّط، وقعدتُ وفي يدي جزءُ عن يحيى بنِ مَعين أنظرُ فيه، فإذا بموسى بنِ هارون، فقال: أيش معك؟ قلتُ: جزءٌ عن يحيى، فأخذه من يدي، فرماه في دِجْلَة وقال: تريدُ أن تجمعَ بين أحمدَ بن حنبل ويحيى بن مَعين وابن المَديني (¬2)؟ ! ¬

_ (¬1) الجعديات: هي اثنا عشر جزءًا من جمع أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي لحديث شيخ بغداد أبي الحسن علي بن الجعد بن عبيد الهاشمي مولاهم الجوهري، المتوفى سنة ثلاثين ومئتين، عن شيوخه مع تراجمهم وتراجم شيوخهم. انظر "الرسالة المستطرفة": ص 91. (¬2) الخبر بنحوه في "تاريخ بغداد" 10/ 113، وأورده الذهبي في "السير" 14/ 449 ثم قال معلقًا عليه: بئس ما صنع موسى، عفا الله عنه.

وقال ابنُ أبي حاتم: أبو القاسم البَغوي يدخلُ في الصحيح (¬1). وقال الدّارقطني: كان البَغَوي قلَّ أن يتكلمَ على الحديث، فإذا تكلَّم كان كلامُه كالمِسْمار في السَّاج (¬2). وقال السُّلمي: سألتُ الدّارقطني عن البَغَوي، فقال: ثقة، جبلٌ، إمام، أقلُّ المشايخ خطأً (¬3). وقال ابنُ عدي: كان صاحبَ حديث، وكان ورَّاقًا يورِّق على جدِّه وعمِّه وغيرهما، وكان يبيعُ أصلَ نفسِه كلَّ وقت. وأخذ يضعِّفُه، ثم قوَّاه وقال: طال عمُره، واحتاجوا إليه، وقبلَه الناس. وقال: ولولا أنِّي شرطتُ أن أذكرَ كلَّ مَنْ تكلَّم فيه -يعني في الكامل- وإلَّا كنتُ لا أذكره (¬4). وقال الخطيب: كان ثقةً، ثبتًا، فهِمًا، عالمًا (¬5). وقال أبو يعلى الخَليلي: البَغَوي معمَّر، عنده مئةُ شيخ تفرَّد بهم في زمانه، منهم الحكم بنُ موسى، وطالوتُ بنُ عبّاد، ونعيم بن الهَيصم ... إلى أن قال: وهو حافظٌ عارف، صنَّف مسنَد عمِّه، وقد حسدُوه في آخر عمره، فتكلَّموا فيه بشيءٍ لا يقدحُ فيه (¬6). وقال أبو أحمد الحاكم: سمعتُ البَغَوي يقول: ورَّقت لألف شيخ (¬7). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 10/ 116. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) الكامل لابن عدي: 4/ 1578 - 1579. (¬5) تاريخ بغداد: 10/ 111. (¬6) سير أعلام النبلاء: 14/ 455. (¬7) المصدر السابق.

707 - ابن متوية

عاش البغويُّ مئةً وثلاث سنين، وتوفي ليلةَ عيد الفطر سنةَ سبعَ عشرةَ وثلاثِ مئة. وقد احتجَّ به عامَّة مَنْ خرَّج الصحيح كالإِسْمَاعيلي، والدّارقطني، والبَرْقاني، وغيرهم. وفيها مات: بأصبهان أبو علي الحسن بنُ محمد بن الحسن الدَّاركي، وفقيهُ البصرة أبو عبد اللَّهِ الزبيرُ بن أحمدَ بن سُليمان الزُّبيري البصري الشَّافعي، ومحدِّثا مصر أبو الحسن عليًّ بن أحمدَ بن سُليمان بن الصَّيقل علّان، ورفيقُه أبو بكر محمدُ بنُ زَبَّان بن حَبيب الحَضْرمي. رحمهم اللَّه تعالى. 707 - ابن مَتُّوية * الحافظُ القُدوة، إمام جامع أَصبهان، أبو إسحاق، إبراهيمُ بنُ محمد بن الحسن بن مَتُّوية الْأصْبهاني. سمع: محمدَ بنَ عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وبِشرَ بنَ هاشم البَعْلَبكِّي، والطَّبقة. وكان له رحلةٌ واسعة، وكان ورعًا، عابدًا، يصوم الدَّهر، ويَدري الحديث، ويحفظ. ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 189، الإكمال لابن ماكولا: 1/ 11، أنساب السمعاني: 11/ 129، تاريخ ابن عساكر: 2/ 253/ أ، سير أعلام النبلاء: 14/ 142 - 143، تذكرة الحفاظ: 2/ 740، العبر: 2/ 122، الوافي بالوفيات: 6/ 125، شذرات الذهب: 2/ 238، تهذيب ابن عساكر: 2/ 256.

708 - ابن مندة

ويُعرف بابن فِيْرَة (¬1) الطَّيَّان، ويعرف -أيضًا- بأبَّة (¬2). روى عنه: أبو علي بنُ هارون، والطَّبراني، وأبو أحمد العسَّال، وأبو الشيخ وقال: كان من معادن الصِّدق، وابنُ المقرئ وقال: هو أولُ شيخٍ كتبت عنه. توفي في جمادى الآخرة سنةَ اثنتين وثلاث مئة. فأما إبراهيمُ بنُ محمد بن الحسن الأصْبهاني فشيخٌ غير ابن متُّوية. لحقَ هنَّاد بن السَّري، وأحمدَ بنَ الفُرات، وجماعة، ونزل هَمَذان. روى عنه جبريل بنُ محمد، ونصرُ بنُ خازم، وجماعة. 708 - ابن مَنْدَة * الإِمامُ الحافظُ الرحَّال، أبو عبد اللَّه، محمدُ بن يَحْيى بن مَنْدة، واسم مَنْدة: إبراهيمُ بنُ الوليد بن سَنْدَة بن بُطَّة بن أُسْتنْدار (¬3) العَبْدي مولاهم الْأصْبهاني، جدُّ الحافظ الكبير أبي عبد اللَّه محمد بن إسحاق. ¬

_ (¬1) فيرة: بكسر الفاء، والراء المفتوحة الخفيفة -كما نص عليه الحافظ في "التبصير" 3/ 1089، ووقع في الأصل (فيرُّة). (¬2) أبَّة: بفتح الهمزة، وتشديد الباء الموحدة المفتوحة، وآخره هاء، كما في "مشتبه النسبة" للذهبي: 1/ 9. * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 222، الإكمال لابن ماكولا 1/ 331، طبقات الحنابلة: 1/ 328، وفيات الأعيان: 4/ 289، سير أعلام النبلاء: 14/ 188 - 193، العبر: 2/ 120، تذكرة الحفاط: 2/ 741، الوافي بالوفيات: 5/ 189، مرآة الجنان: 2/ 238، النجوم الزاهرة: 3/ 184، طبقات الحفاظ: ص 313، شذرات الذهب: 2/ 234. (¬3) مثله في "ذكر أخبار أصبهان" ووقع في "التذكرة": اسبندار.

709 - محمد بن أبي بكر

سمع: إسماعيلَ بنَ موسى الفَزَاري، وعبدَاللهِ بنَ معاوية، ولُوَينًا، وأبا كُريب، وهنَّاد بنَ السَّري، وطبقتهم. روى عنه: أبو أحمد العسَّال، والطَّبراني، وأبو الشَّيخ، وأبو إسحاق بنُ حمزة، ومحمدُ بنُ أحمدَ بن عبد الوهّاب. وكان ينازعُ أحمدَ بن الفُرات ويراجعُه وهو شابّ. قال أبو الشيخ: هو أستاذُ شيوخِنا وإمامُهُم، أدركَ سهل بنَ عثمان، ومات في رجب سنةَ إحدى وثلاثِ مئة. 709 - محمدُ بنُ أبي بكر * أحمدَ بن أبي خَيثمة زهير بن حَرْب، الإِمامُ الحافظُ النَّاقد، أبو عبد الله النَّسائي ثم البغدادي. سمع نَصْر بن علي الجَهْضمي، وعبّاد بنَ يَعْقوب، والفلَّاس، والطَّبقة. وعنه: أحمدُ بنُ كامل، وأبو بكر بنُ مِقْسَم المقرئ، والطَّبراني، وغيرُهم. قال ابنُ كامل: أربعة كنتُ أحبّ بقاءَهم: ابنُ جَرير، ومحمدُ البَرْبري، وأبو عبد الله بنُ أبي خَيثمة، والمَعْمري، ما رأيتُ أحفظَ منهم (¬1). ¬

_ * فهرست النديم: ص 286، تاريخ بغداد: 1/ 303، سير أعلام النبلاء: 11/ 494، تذكرة الحفاظ: 2/ 742، العبر: 2/ 107، طبقات الحفاظ: ص 313، شذرات الذهب: 2/ 225، هدية العارفين: 2/ 24. (¬1) تاريخ بغداد: 1/ 304.

710 - البرذعي

وقال الخطيب: كان أبو بكر والدهُ يستعينُ به في عمل "التاريخ" ... إلى أن قال: ومات في ذي القَعْدة سنةَ سبعٍ وتسعين ومئتين (¬1). 710 - البَرْذَعي * الحافظُ النَّاقد، أبو عثمان، سَعيد بنُ عَمرو الأزدي. وبَرْذعَة: بلدٌ من أعمال أَذْرَبيجان. رحل، وسمع: أبا كُريب، وعبدَةَ بنَ عبد اللَّه، وأبا سعيد الأشجّ، والفلَّاس، وبُنْدارًا، وأحمدَ بنَ أخي ابن وهب، وخلائق. وصحبَ أبا زُرْعة وتخرَّج به. حدَّث عنه: حفصُ بنُ عمر الأَردُبيلي، وأحمدُ بن طاهر المَيَانَجي، وحسنُ بنُ علي بن عيّاش، وإبراهيمُ بنُ أحمد المِيمَذي، وغيرهم. [قال ابن عُقدة: ماتَ سنةَ اثنتين وتسعين ومئتين. رحمه اللهُ تعالى.] (¬2) وقال أبو يَعْلى الخَليلي الحافظ: أخبرنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمد الحافظ، ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 1/ 304. * معجم البلدان: 1/ 380، سير أعلام النبلاء: 14/ 77 - 78، تذكرة الحفاظ: 2/ 743، الوافي بالوفيات: 13/ 147، طبقات الحفاظ: ص 313، تهذيب ابن عساكر: 6/ 166، تاريخ التراث العربي: 1/ 258. (¬2) ما بين حاصرتين من "التذكرة"، وفي هامش الأصل كلام غير واضح كأنه إشارة إلى الوفاة.

711 - أبو الآذان

سمعتُ أحمدَ بنَ طاهر الحافظ، سمعتُ سعيدَ بنَ عَمرو الحافظ يقول: لمّا رجعتُ من مصر أقمتُ ثانيًا عند أبي زُرْعة، فعرضتُ عليه كتاب المُزَني، فكلَّما قرأتُ عليه ممّا يخالفُ الشّافعيَّ جعل أبو زُرْعة يتبسَّم ويقول: لم يعملْ صاحبُكَ شيئًا في اختياره، لا يمكنُه الانفصالُ فيما ادَّعى. قلت: هل سمعتَ منه شيئًا؟ قال: لا، وما جالستُه إلَّا يومَين. وبلغَني عنه أنَّه تكلَّم في لفظي بالقرآن مخلوق، فلمّا خرج عبدُ الرحمنِ (¬1) إليه أمرتُه أن يسأله عن ذلك، قال: فبكى وقال معاذَ اللَّه (¬2). 711 - أبو الآذان * (س) الإِمامُ الحافظ، عمر بنُ إبراهيم البغدادي. حدَّث عن: محمد بن المُثنَّى، ويحيى بنِ حَكيم، وإسماعيلَ بنِ مسعود، وعبد اللَّهِ بن محمد بن المِسْور الزُّهري، وطبقتهم. روى عنه: النسائي وهو أكبر منه، وابنُ قانع، وعبدُ اللَّهِ بن إسحاق الخُراساني، ومظفَّر بن يَحْيى، وأبو القاسم الطَّبراني، وآخرون. وثَّقه الخطيبُ وغيرُه. ¬

_ (¬1) في "التذكرة": عبد الرحيم. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 78. * تاريخ بغداد: 11/ 215، المعجم المشتمل: ص 200، تهذيب الكمال: ورقة 1006، سير أعلام النبلاء: 14/ 81 - 82، الكاشف: 2/ 294، تذكرة الحفاظ: 2/ 744، تهذيب التهذيب: 7/ 424، طبقات الحفاظ: ص 313، خلاصة تذهيب الكمال: ص 281. شذرات الذهب: 2/ 205. قال الحافظ في "التقريب": أبو الآذان -جمع أذن- لقب له، وكنيته: أبو بكر.

712 - قرطمة

قال البَرْقاني: حدَّثنا الإسْمَاعيلي قال: يُحكى أنَّ أبا الآذان طالتْ خصومةٌ بينَه وبينَ يهودي، فقال له: أَدخلْ يدكَ ويدي في النّار فَمنْ كان محقًّا لم يحترق، ففعَلا، فذُكر أنَّ يده لم تحترق، وأن يدّ اليهوديِّ احترقت (¬1). توفي أبو الآذان سنةَ تسعين ومئتين، وله ثلاثٌ وستّون سَنَة. رحمه اللهُ تعالى. 712 - قِرْطِمَة * الحافظُ الأوحد، أبو عبد الله، محمدُ بنُ علي البغدادي. سمع: محمدَ بنَ حميد الرّازي، وأبا سعيد الأشجٌ، والزَّعْفراني، والذُّهلي، وطبقتَهُم بالحجاز، والشّام، وخُراسان، والعراق، ومصر. وكان آيةً في الحِفظ، والرِّوايةُ تعزُّ عنه. قال ابن عُقدة: سمعتُ داودَ بنَ يحيى يقول: النّاس يقولون: أبو زُرْعة، أبو حاتم في الحِفظ، واللهِ ما رأيتُ أحفظَ من قِرْطمة. دخلتُ عليه، فقال لي: ترى هذه الكتب؟ خُذْ أيَّها شئتَ حتى أقرأه، قلتُ: كتاب الأشربة، فجعل يسرُدُ من آخر الباب إلى أوَّله حتى قرأَه كلَّه (¬2). قال الخطيب (¬3): مات سنةَ تسعين ومئتين. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 215. * تاريخ بغداد: 3/ 65، سير أعلام النبلاء: 14/ 82 - 83، تذكرة الحفاظ: 2/ 745، الوافي بالوفيات: 4/ 107، العقد الثمين: 2/ 222، طبقات الحفاظ: ص 314، شذرات الذهب: 2/ 205. (¬2) الخبر -مطولًا- في "تاريخ بغداد" 3/ 65 - 66. (¬3) في "تاريخه" 3/ 66.

713 - ابن صدقة

713 - ابنُ صَدَقَة * الإِمامُ الحافظ، أبو بكر، أحمدُ بن محمد بن عبد اللَّه بن صَدَقة البغدادي. له مسائلُ سأل عنها أحمدَ بنَ حنبل أيام قطعه للتَّحديث. وروى عن: إسماعيلَ بنِ مسعود الجَحْدَري، ومحمد بن مسكين اليَمامي، ومحمد بن حَرْب النَّشائي (¬1)، والطَّبقة. روى عنه: ابنُ قانِع، وأبو بكر الشَّافعي، والطَّبراني، وأخذَ عنه المسائلَ أبو بكر الخلَّال. وكان موصوفًا بالضَّبط والإِتقان. روى القراءاتِ عن جماعة. قال أبو الحسين بنُ المُنادي: وكان من الضِّبط والحِذْق على نهاية (¬2). مات في المحرّم سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئتين. ¬

_ * تاريخ بغداد: 5/ 40، طبقات الحنابلة: 1/ 64، أنساب السمعاني: 8/ 48، تاريخ ابن عساكر: 2/ 92 / ب، سير أعلام النبلاء: 14/ 83 - 84، تذكرة الحفاظ: 2/ 745، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 119، طبقات الحفاظ: ص 314، شذرات الذهب: 2/ 215، هدية العارفين: 1/ 55، تهذيب ابن عساكر: 2/ 58. (¬1) هو أبو عبد الله محمد بن حرب النشائي -نسبة إلى النشا- ويقال له أيضًا: النشاستجي. وقد تحرف في "التذكرة" إلى: النسائي. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 41.

714 - البرديجي

714 - البَرْديجي * الإِمامُ الحافظُ الثَّبت، أبو بكر، أحمدُ بنُ هارون بن روح البَرْذعي (¬1)، نزيل بغداد. روى عن: أبي سَعيد الأشجّ، وعليِّ بن إشْكاب، وهارونَ بنِ إسحاق الهَمْداني، وبَحْر بنِ نَصْر الخَوْلاني، وعدَّة. روى عنه: أبو بكر الشّافعي، وابنُ لؤلؤ الورّاق، وأبو علي الصَّواف، وغيرهم. قال الدّارقطني: ثقةٌ جبل (¬2). وقال الحاكم: سمعَ منه شيخُنا أبو عليٍّ الحافظ بمكَّة سنةَ ثلاثٍ وثلاث مئة. كذا قال -والبَرْديجي تُوفي في رمضان سنةَ إحدى وثلاث مئة ببغداد، قاله أحمد بن كامل- ثم قال الحاكم: قدمَ على محمد بن ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 113، تاريخ بغداد: 5/ 194، الإكمال لابن ماكولا: 1/ 479، أنساب السمعاني، 2/ 139، تاريخ ابن عساكر: 2/ 133/ ب، معجم البلدان: 1/ 378، اللباب: 1/ 136، سير أعلام النبلاء: 14/ 122 - 124، العبر: 2/ 118، تذكرة الحفاظ: 2/ 746، الوافي بالوفيات: 8/ 223، النجوم الزاهرة: 3/ 184، طبقات الحفاظ: ص 314، شذرات الذهب: 2/ 234، هدية العارفين: 1/ 56، تهذيب ابن عساكر: 2/ 107، تاريخ التراث العربي: 1/ 264. (¬1) كذا الأصل، وفي "التذكرة" و "السير": البرديجي البرذعي. وفي "معجم البلدان" برديج: مدينة بأقصى أذربيجان بينها وبين برذعة أربعة عشر فرسخًا. قلت: كأن النسبة إليهما شيء واحد. انظر "أنساب السمعاني" 2/ 140، والتعليق على "الإِكمال" 1/ 479. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 195.

715 - محمد بن العباس

يَحْيى، فأفادَ واسْتفاد، ولا أعرفُ إمامًا من أئمة عصرِه إلّا وله عليه انتخاب (¬1). وقال الخطيب: كان ثقةً، فهمًا، حافظًا (¬2). 715 - محمدُ بنُ العبّاس * ابن أيّوب الْأصْبهاني، أبو جعفر، الإِمامُ الحافظ، ويعرف بابنِ الْأخْرم. كان فقيهًا محدِّثًا. سمع: أبا كُريب، وزيادَ بنَ يحيى الحسّاني، وعمّار بنَ خالد، وعليَّ بنَ حَرْب، والمفضَّل بن غسّان الغَلّابي، وطبقتهم. روى عنه: أبو أحمد العسّال، وعبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن عمر، وأبو الشّيخ، وأحمدُ بنُ إبراهيم بن يوسف الْأصْبهانيّون. وله وصيَّة يقول فيها: واللَّهُ تعالى على العرش، وعلمُه محيط بالدُّنيا والأخرة. وفيها: مَنْ زعم أنَّ لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر. مات سنةَ إحدى وثلاثِ مئة. ¬

_ (¬1) الخبر في "أنساب السمعاني" 2/ 140، والعبارة المعترضة فيه من "تاريخ بغداد" 5/ 195. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 195. * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 224، سير أعلام النبلاء: 14/ 144 - 145، تذكرة الحفاظ: 2/ 747، العبر: 2/ 120، الوافي بالوفيات: 190/ 3، النجوم الزاهرة: 3/ 184، طبقات الحفاظ: ص 315، شذرات الذهب: 2/ 234، هدية العارفين: 2/ 25.

716 - محمد بن المنذر

716 - محمدُ بن المُنذر * ابن سَعيد الهَرَوي، أبو عبد الرحمن، الحافظُ الثِّقةُ الرحَّال، المعروف بشَكَّر. سمع: محمدَ بنَ رافع، وعليَّ بنَ خَشْرم، وأحمدَ بنَ عيسى المصري، وعمرَ بن شبَّة، والرَّمادي، وطبقتهم. وجمع وصنَّف. روى عنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو عَمرو بنُ مَطَر، وأبو بكر أحمدُ بنُ علي الرّازي، وغيرهم. مات في أحد الرَّبيعين بهَرَاة سنةَ ثلاثٍ وثلاثِ مئة. 717 - العَسْكري * * الإِمامُ الحافظ، أبو الحسن، عليُّ بنُ سعيد بن عبد اللَّه، نزيل الرَّي. سمع: الفلّاس، ومحمدَ بنَ المُثنَّى، ويعقوبَ الدَّورقي، والزُّبير بنَ بكّار، والطّبقة. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 14/ 221 - 222، تذكرة الحفاظ: 2/ 748، العبر: 2/ 126، الوافي بالوفيات: 5/ 67، طبقات الحفاظ: ص 315، شذرات الذهب 2/ 242، هدية العارفين: 2/ 25. * * تاريخ جرجان: ص 303، ذكر أخبار أصبهان: 2/ 12، أنساب السمعاني: 8/ 456، سير أعلام النبلاء: 14/ 463 - 464، تذكرة الحفاظ: 2/ 749، طبقات الحفاظ: ص 315، شذرات الذهب: 2/ 246، هدية العارفين: 1/ 675، الرسالة المستطرفة: ص 55.

718 - جعفرك

وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر القبَّاب، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وأبو عَمرو بنُ مَطَر، وأهلُ أَصْبهان ونَيسابور. وآخرُ من حدَّث عنه مأمون الرّازي. وصنَّف كتاب "السّرائر" وغيره. مات سنةَ خمس وثلاث مئة -وقيل: سنة ثلاث عشرة- بالرَّي. 718 - جَعْفَرك * الحافظُ الرحّال، أبو محمد، جَعْفر بنُ محمد بن موسى النَّيسابوري الأعرج، نزيل حلب، وبها مات. روى عن: الحسن بن عَرفة، وعبد اللَّه بن هاشم، والذُّهلي، وعلي بن حَرْب، والطَّبقة. وعنه: الحافظان أبو إسحاق بن حمزة، وأبو علي النَّيسابوري، والإسْمَاعيلي، وابن المقرئ، وغيرهم. وثَّقه غير واحد، ووصَفُوه بالحفظ والمعرفة. 719 - عليُّ بنُ سَعيد * * ابن بَشير بن مِهْران، الحافظ، أبو الحسن الرّازي، نزيل مصر ومحدثها. ¬

_ * تاريخ بغداد: 7/ 203، المنتظم: 6/ 154، سير أعلام النبلاء: 14/ 265، تذكرة الحفاظ: 2/ 750، طبقات الحفاظ: ص 317. * * سير أعلام النبلاء: 14/ 145 - 146، تذكرة الحفاظ: 2/ 750، ميزان الاعتدال: 3/ 131، لسان الميزان: 4/ 231، النجوم الزاهرة: 3/ 203، حسن المحاضرة: 1/ 350، طبقات الحفاظ: ص 315، شذرات الذهب: 2/ 232.

720 - الجارودي

روى عن: عبد الْأعلى بن حمّاد، وجُبارة بن المغلِّس، وبشرِ بن مُعاذ العَقَدي، وعبد الرّحمن بن خالد بن نَجيح، ومحمد بن هاشم البَعْلَبكَي، ونوح بن عَمرو السَّكْسَكي، وطبقتهم. وعنه: أبو سعد بنُ الأعرابي، وعبدُ اللَّهِ بنُ جعفر بن الوَرْد، ومحمدُ بنُ أحمدَ بن خَروف، والطَّبراني، والحسن بنُ رشيق، وغيرهم. قال حمزةُ السَّهمي: سألت الدّارقطنيَّ عنه، فقال: لم يكن في حديثه بذاك، سمعتُ بمصر أنه كان واليَ قرية، فإذا مطلوه بالخَراج جمع خنازيرَهم في المسجد. قلت: فكيف هو في الحديث؟ قال: حدَّث بأحاديثَ لم يتابع عليها (¬1). وقال ابنُ يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات سنةَ تسع وتسعين ومئتين في ذي القَعْدة. ويُعرف بعَلِيَّك (¬2). 720 - الجَارُودِي * الإمامُ الحافظ، أبو جعفر، أحمدُ بنُ عليِّ بن محمد بن الجارود الْأصْبهاني، الرحال المصنِّف. ¬

_ (¬1) " سؤالات حمزة السهمي للدارقطني": ص 244 - 245. (¬2) لم يضبطه المؤلف في الأصل، بل قيده بهذا الذهبي في "المشتبه" 2/ 469 وقال: "والكاف في لغة العجم هي حرف التصغير، وبعض الحفاظ قيده باختلاس كسرة اللام وفتح الباء وخفف. قال ابن نقطة: وهذا عندي أصح، وليس في كتاب الأمر ابن ماكولا تشديد الياء، بل أهمل ذلك. وقد ضبطه المؤتمن الساجي بسكون اللام وفتح الياء". * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 117، سير أعلام النبلاء 14/ 239، تذكرة الحفاظ: 2/ 751، الوافي بالوفيات: 7/ 215.

721 - جعفر بن أحمد

روى عن: أبي سَعيد الأشجّ، وعمر بن شبَّة، وهارون بن إسحاق، وأحمد بنِ الفُرات، وخلق من الأصْبهانيَين. وعُني بهذا الشّأن. روى عنه: أبو إسحاق بنُ حمزة، والطَّبراني، وأبو الشّيخ، وعبدُ الرحمنِ بنُ محمد بن سِياه، وغيرهم. مات في سنةِ تسعٍ وتسعين ومئتين. 721 - جَعْفر بنُ أحمد * ابن سِنَان بن أسد، الحافظُ الثِّقة، ابنُ الحافظ أبي جَعْفر القطّان الواسِطي. سمع: أباه، وتميم بنَ المنتصر، وأبا كُريب، وهنّاد بن السَّري، وسُليمان بنَ عبيد الله الغَيلاني، وبُنْدارًا، وطبقتهم. روى عنه: ابنُ المقرئ، وابنُ عدي، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، ويوسف المَيَانجي، وخلق. مات سنة سبعٍ وثلاثِ مئة. 722 - ابنُ الجَارُود * * هو الحافظُ الإِمامُ المسنِد، أبو محمد، عبدُ اللهِ بنُ عليِّ بن الجارود النَّيسابوري، المجاور بمكّة، وهو خال يحْيى بنِ مَنْصور القاضي. ¬

_ * سؤالات خميس الحوزي للسلفي: ص 93، سير أعلام النبلاء: 14/ 308، تذكرة الحفاظ: 2/ 752، طبقات الحفاظ: ص 316. * * سير أعلام النبلاء: 14/ 239 - 241، تذكرة الحفاظ: 3/ 794، إيضاح المكنون: 2/ 570، هدية العارفين: 1/ 444، الرسالة المستطرفة: ص 25.

سمع: إسحاق بنَ راهويه، وعلي بنَ حُجر، وأحمدَ بنَ مَنيع، وأبا سعيد الأشجّ، ويعقوب الدَّوْرقي، وعليَّ بنَ خَشرم، والذهلي، والزَّعفراني، وطبقتهم. وهو مصنِّف كتاب "المنتقى" في مجلد في السُّنن، وهو نظيف الأسانيد، وفي روايته عن بعض هؤلاء نظر، كإسحاق، وعليِّ بن حُجر. وقد ذكر ذلك الحاكم، فلعلَّه وهم (¬1). روى عنه: أبو حامد بنُ الشَّرقي، ويحيى بن منصور، ومحمدُ بنُ نافع المكِّي، والطَّبراني، وغيرهم. توفي سنةَ سبعٍ وثلاث مئة. وقد روى عنه كتابه محمدُ بنُ جبريل العُجيفي، وأبو بكر أحمدُ بنُ عبد اللَّه بن عبد المؤمن الزيات، والحسنُ بن عبد الله بن مَذْحج الزُّبيدي، وأحمدُ بنُ بَقي، وغيرهم. ذكرهم ابنُ مُسدي في طرقه إلى المؤلّف. وفي الأصْبهانيِّين: أبو بكر محمدُ بنُ عليِّ بن الجارود (¬2) الحافظ. سمع محمدَ بنَ عيسى الزجّاج، وأحمدَ بنَ معاوية بن الهُذيل، وطائفة. روى عنه عبدُ الرحمنِ بنُ طلحة الطَّلحي الأصْبهاني. ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "السير" 14/ 240: "فأما قول أبي عبد الله الحاكم فيه: سمع من إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأحمد بن منيع، فلم أجد له شيئًا عنهم، ولا أراه لحقهم". (¬2) ترجمته في "ذكر أخبار أصبهان": 2/ 249.

723 - الروياني

723 - الرُّوياني * الإمامُ الحافظ، أبو بكر، محمدُ بنُ هارون، صاحب "المسند". روى عن: أبي الرّبيع الزَّهراني، وإسحاق بنِ شاهين، وأبي كُريب، ومحمد بن حُميد الفلّاس، ويحيى المقوِّم، وأبي زُرْعة، وخلق. روى عنه: الإِسماعيلي، وإبراهيمُ بن أحمد القِرْمِيسيني، وجعفرُ بن عبد اللَّه بن فَنّاكي، وغيرهم. وثَّقه أبو يَعْلى الخَليلي (¬1)، وذكر أنَّ له تصانيفَ في الفقه. مات سنة سبعٍ وثلاث مئة. وقال الحافظ أحمدُ بن منصور الشِّيرازي: سمعتُ محمدَ بن أحمد الصحّاف، سمعتُ أبا العبّاس البَكري يقول: جمعت الرِّحلةُ بمصر بين ابن جَرير، وابن خُزيمة، ومحمد بن نَصْر، والرُّوياني، فأرمَلوا ولم يبقَ عندهم ما يقوتُهم، وجاعوا، فاجتمعوا في بيت، وأَقرعوا على أنَّ مَنْ خرجتْ عليه القُرعة يسأل، قال: فخرجت على ابن خزيمة، فقال: أَمهلُوني حتى أصلِّي، وقام. قال: فإذا هم بشمعةٍ وخَصيّ من قِبل أمير مصر، ففتحوا له، فقال: أيُّكم محمدُ بنُ نَصْر؟ فقيل: هذا، فأخرج صرَّة ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 14/ 507 - 510، تذكرة الحفاظ: 2/ 752، العبر: 2/ 135، الوافي بالوفيات: 5/ 148، مرآة الجنان: 2/ 249، البداية والنهاية: 11/ 131، طبقات الحفاظ: ص 316، شذرات الذهب: 2/ 251، هدية العارفين: 2/ 25، الرسالة المستطرفة: ص 72، تاريخ التراث العربي: 1/ 272. (¬1) في "الإرشاد" ورقة 156 / ب.

724 - عبد الله بن محمد بن وهب

فيها خمسون دينارًا، فدفعها إليه، ثم قال: أيُّكم ابنُ جَرير؟ فأعطاه مثلَها، ثم كذلك بابن خزيمة، والرُّوياني، ثم حدَّثهم قال: إنَّ الأمير كان قائلًا (¬1) بالأمس، فرأى في النَّوم أن المحامدَ جياعٌ قد طَوَوا، فأنفذَ إليكم هذه الصُّرَر، وأقسم عليكم إذا نفذتْ تُعَرِّفوني (¬2). 724 - عبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن وَهْب * أبو محمد الدِّينوَري، الحافظُ الرحَّال. سمع: أبا عُمير بنَ النَّحاس، ويعقوبَ الدَّوْرقي، وأبا سعيد الأشج، ومحمدَ بنَ الوليد البُسْري، وأحمدَ بنَ عبد الرّحمن بن وَهْب، وطبقتَهُم. روى عنه: جعفر الفِريابي مع تقدُّمه، وأبو علي النَّيسابوري، والقاضي يوسف المَيانَجي، والقاضي أبو بكر الْأبْهري، وعمر بن سَهْل الدِّينوري، وعبدُ اللَّهِ بنُ سعيد البُروجِردي خاتمة أصحابه. قال الحافظ أبو علي النَّيسابوري: بلغَني أن أبا زُرْعة كان يعجزُ عن مذاكرة ابنِ وَهْب الدِّينوري (¬3). ¬

_ (¬1) أي: نائمًا في القائلة، وهي نصف النهار. وفعلُه: قال يَقيلُ. (¬2) الخبر -ضمن ترجمة ابن جرير- في "تاريخ بغداد" 2/ 164 - 165، و"معجم الأدباء" 18/ 46 - 47، و"سير أعلام النبلاء" 14/ 270 - 271، وضمن ترجمة الروياني في "سير أعلام النبلاء" 14/ 518 - 509. * الكامل لابن عدي 4/ 1579، معجم البلدان: 2/ 545، سير أعلام النبلاء: 14/ 400 - 402، تذكرة الحفاظ: 2/ 754، العبر: 2/ 137، ميزان الاعتدال: 2/ 494، المغني في الضعفاء: 1/ 355، البداية والنهاية: 11/ 131، لسان الميزان: 3/ 344، طبقات الحفاظ: ص 317، شذرات الذهب: 2/ 252. (¬3) معجم البلدان: 2/ 546.

725 - علي بن سراج

وقال ابن عدي: كان ابنُ وَهْب يحفظ. وسمعتُ عمرَ بنَ سهل يَرميه بالكذب. وسمعتُ ابنَ عُقدة يقول: كتب إليَّ ابنُ وهب جزءَين من غرائبه عن الثَّوري، فلم أعرفْ منها إلَّا حديثين، وكنتُ أَتَّهمه (¬1). وقال الدّارقطني: متروكُ الحديث (¬2). وقال أبو علي الحافظ: سمعتُ ابن وَهْب الدِّينوري يقول: حضرتُ أبا زُرْعة وخُراساني يُلقي عليه الموضوعات، وهو يقول: باطل، والرجلُ يضحك ويقول: كلّ ما لا يحفطه يقول: باطل، فقلت: يا هذا ما مذهبُك؟ قال: حَنفي، قلت: ما أسندَ أبو حَنيفة عن حمّاد؟ فوقف، فقلت: يا أبا زُرْعة ما تحفظُ لأبي حَنيفة عن حمّاد؟ فسرد أحاديث، فقلت للعِلْج: ألا تستحي، تقصدُ إمامَ المسلمين بالموضوعاتِ وأنتَ لا تحفظُ حديثًا لإِمامك؟ ! فأعجب ذلك أبا زُرْعة، وقبَّلَني (¬3). وقال ابن عدي: قد قبلَ ابنَ وَهْب قومٌ وصدَّقوه (¬4). مات سنةَ ثمانٍ وثلاث مئة. رحمه الله تعالى. 725 - عليُّ بنُ سِرَاج * الإمامُ الحافظ، أبو الحسن بن أبي الْأزهر الحَرَشيُّ مولاهم المصري. ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي: 4/ 1579 - 1580. (¬2) "الضعفاء والمتروكون" للدارقطني: ص 267. (¬3) سير أعلام النبلاء: 14/ 401. (¬4) الكامل لابن عدي: 4/ 1580. * تاريخ بغداد: 11/ 431، تاريخ ابن عساكر: 12/ 51 ب، سير أعلام النبلاء: 14/ 283 - 284، تذكرة الحفاظ 2/ 756، ميزان الاعتدال: 3/ 131، لسان =

روى عن: أبي عُمير بن النحّاس، ويوسف بن بحْر، وسعيد بن أبي زَيدون القَيسَراني، وسعيد بن عَمرو السَّكُوني، وفهد بن سُليمان، وخلائق. وجمع وصنَّف. روى عنه: أبو بكر الشّافعي، والإِسْمَاعيلي، والعسَّال، والجعَابي، وأبو عَمرو بن حَمْدان، وعلي بنُ عمر السُّكَّري، وعدَّة. قال الدّارقطني: كان يحفظُ الحديث، وكان يشربُ المُسْكر (¬1). وقال الخطيب: كان عارفًا بأيّام النّاس، حافظًا (¬2). مات في ربيع الأول سنة ثمانٍ وثلاثِ مئة. وفيها توفي: المسبد أبو علي الحسنُ بن محمد بن عَنْبر البغدادي الوشّاء، والأديب جعفرُ بن قدامة الكاتب صاحبُ التّصانيف، وأبو خُبيب (¬3) العبّاس ابن القاضي أحمدَ بن محمد بن عيسى بن البِرْتي، والفقيه محمدُ بنُ المفضَّل بن سلَمة بن عاصم الضَّبِّي، ومحدِّثُ مكة المفضَّل بن محمد بن إبراهيم الجَنَدي. ¬

_ = الميزان: 4/ 230، طبقات الحفاظ: ص 318، شذرات الذهب: 2/ 252، هدية العارفين: 1/ 676. (¬1) تاريخ بغداد: 11/ 432. (¬2) تاريخ بغداد: 11/ 432. (¬3) في "التذكرة": حبيب، تحريف.

726 - عبد الرحمن بن عبد المؤمن

726 - عبدُ الرَّحمن بنُ عبد المؤمن * ابن خالد المهَلَّبيُّ الأزدي، الحافظ، أبو محمد، محدِّث جُرْجان. سمع: محمد بن زُنْبور، ومحمد بن حُميد الرّازي، وإبراهيم بنَ موسى الوَزْدُولي، وطبقتهم. روى عنه: ابنُ عدي، والإِسْمَاعيلي، وأحمد بنُ أبي عمران الجُرْجاني، وأبو الحسن القَصْري، وعدّة. وكان من علماء جُرْجان وصُلحائها. قال ابن ماكولا: ثقة، يعرفُ الحديث. ثم قال: مات في المحرّم سنةَ تسعٍ وثلاث مئة (¬1). وفيها مات: مسند بغداد عمرُ بنُ إسماعيل بن أبي غَيلان الثَّقفي، والمعمَّر أبو يحيى عبّاد بنُ علي بن مرزوق السِّيريني الثقَّاب (¬2) ببغداد، وأبو بكر محمدُ بنُ الحسين بن مُكْرم وقد تقدَّم، وأبو بكر محمدُ بنُ خلف بن المَرْزبان صاحب الكتب. ¬

_ * تاريخ جرجان: ص 255، الإِكمال لابن ماكولا: (عيينة) 6/ 126، أنساب السمعاني: 11/ 545، سير أعلام النبلاء: 14/ 222 - 223، تذكرة الحفاظ: 2/ 757، طبقات الحفاظ: ص 318، شذرات الذهب 2/ 258. (¬1) الإكمال لابن ماكولا: 6/ 127. (¬2) في "التذكرة": النقاب، تحريف.

727 - التستري

727 - التُّسْتَري * الحافظُ الحجّة العلَّامة الزَّاهد، أبو جعفر، أحمدُ بنُ يحيى بن زُهير. سمع: أبا كُريب، ومحمد بنَ حَرْب النَّشائي، والحسين بنَ أبي زيد الدبّاغ، ومحمد بنَ عمّار الرازي، وعمرو بن عيسى الضُّبعي، وطبقتهم. وبرع في هذا الشّأن. روى عنه: ابن حبَّان، والطبراني، وأبو إسحاق بنُ حمزة، وابنُ المقرئ، وغيرهم. قال الحاكم: سمعتُ جعفر بنَ أحمد المراغي يقول: أنكر عَبْدان الأهوازي حديثًا ممّا عُرض عليه لابن زُهير، فدخل عليه وقال: هذا أَصْلي، ولكن من أين لك: ابنُ عون، عن الزهري، عن سالم؟ فما زال عَبْدان يعتذر إليه ويقول: يا أبا جعفر إنما استغربتُ حديثَك (¬1). وقال ابن منْدة: ما رأيتُ في الدنيا أحفظَ من أبي إسحاق بن حمزة، وسمعتُه يقول: ما رأيتُ في الدنيا أحفظَ من أبي جعفر التُّسْتري. ¬

_ * أنساب السمعاني: 3/ 55، سير أعلام النبلاء: 14/ 362 - 365، تذكرة الحفاظ: 2/ 757، العبر: 2/ 145، دول الإسلام: 1/ 187، النجوم الزاهرة: 3/ 205، طبقات الحفاظ: ص 318، شذرات الذهب: 2/ 258. (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 363.

728 - الدولابي

وقال أبو جعفر: ما رأيتُ في الدنيا أحفظَ من أبي زُرْعة. وقال أبو زُرْعة: ما رأيتُ في الدنيا أحفظَ من أبي بكر بن أبي شَيبة (¬1). وقال ابن المقرئ: حدَّثنا تاج المحدِّثين أحمدُ بنُ يحيى بن زهير (¬2). مات سنةَ عشرٍ وثلاث مئة. وفيها توفي: أبو يعقوب إسحاقُ بن إبراهيم بن جَميل راوي المسنَد عن ابن مَنيع، ومقرئ بغداد أبو علي الحسنُ بن الحسين بن علي الصوّاف، ومسند مصر أبو شَيبة داودُ بنُ إبراهيم بن يزيد البغدادي، ومسند الكوفة أبو الحسن عليّ بن العبّاس بن الوليد البَجَلي المَقَانعي، وشيخ القرّاء أبو عمران موسى بنُ جرير الرَّقي النحوي، والوليد بنُ أبان الأصبهاني الحافظ. رحمهم اللَّهُ تعالى. 728 - الدُّولابي * الحافظ، أبو بشر، محمدُ بنُ أحمدَ بن حمّاد بن سعيد بن مسلم الأَنصاريُّ الرازيُّ الوراق. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) أنساب السمعاني: 3/ 55. * أنساب السمعاني: 5/ 371، المنتظم: 6/ 169، اللباب: 1/ 516، وفيات الأعيان: 4/ 352، سير أعلام النبلاء: 9/ 309 - 311، تذكرة الحفاظ: 2/ 759، العبر: 2/ 145، دول الإسلام: 1/ 187، ميزان الاعتدال: 3/ 459، الوافي بالوفيات: 2/ 36، البداية والنهاية: 11/ 145، لسان الميزان: 5/ 41، النجوم الزاهرة: 3/ 206، طبقات الحفاظ: ص 319، شذرات الذهب: 2/ 260، هدية العارفين: 2/ 31، الرسالة المستطرقة: ص 120، تاريخ التراث العربي: 1/ 274، والدولابي: بفتح الدال وضمها.

سمع: أحمدَ بنَ أبي سريج الرازي، ومحمد بنَ منصور الجواز، ومحمد بنَ بشّار، وهارون بنَ سعيد الأيلي، وموسى بن عامر الدمشقي، وزياد بن أيوب، وطبقتهم بالحرمين، والعراق، ومصر، والشام، وغيرها. وصنَّف التَّصانيف. روى عنه: ابن أبي حاتم، وابن عدي، وابنُ حبّان، والحسن بنُ رشيق، وهشام بنُ محمد بن قرّة، والطَّبراني، ومحمد بنُ عبد اللَّه بن حَيّويه، وأبو بكر أحمدُ بن المهندِس، وابنُ المقرئ، وغيرهم. قال الدّارقطني: تكلَّموا فيه، وما يتبيّن من أمره إلَّا خير (¬1). وقال ابن عدي: ابن حمّاد متَّهم فيما يقوله في نعيم بن حمّاد لصلابته في أهل الرّأي (¬2). وقال ابن يونس: كان أبو بِشر من أهل الصَّنعة، وكان يضعف (¬3). مات بين مكَّة والمدنية بالعَرْج في ذي القعدة سنةَ عشرٍ وثلاث مئة. ومولدُه سنةَ أربع وعشرين ومئتين. فأما محمدُ بنُ أحمد بن حمّاد الكوفي الحافظ (¬4)، فمن طبقة الدّارقطني. ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال: 3/ 459. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) ستأتي ترجمته في هذا الكتاب برقم (898).

729 - محمد بن إبراهيم

729 - محمدُ بنُ إبراهيم * ابن شُعيب الغازي، أبو الحسين، الحافظُ الرحَّال، محدِّث جُرجان (¬1). سمع: محمد بنَ عبد الملك بن أبي الشّوارب، والفلّاس، والذُّهلي، وطبقتهم. روى عنه: ابنُ عدي، والإِسْماعيلي، وأبو أحمد الحاكم، وغيرُهم. وكان أحدَ الثقات. مات سنةَ بضع عشرة وثلاثِ مئة فيما قيل. رحمه اللَّه تعالى. 730 - الحِيري * الحافظ الزَّاهدُ القُدوة، أبو جعْفر، أحمدُ بنُ حَمْدان بن علي بن سنان النَّيسابوري. ¬

_ * الجرح والتعديل: 7/ 187، أنساب السمعاني: (الغازي) 9/ 114 و (الغزاء) 9/ 138، اللباب: 2/ 372، سير أعلام النبلاء: 14/ 407، تذكرة الحفاظ: 2/ 760، طبقات الحفاظ: ص 320، شذرات الذهب: 2/ 262. (¬1) كذا الأصل، ومثله في "تذكرة" الذهبي و"سيره"، والذي في "الجرح والتعديل" و "أنساب السمعاني" أنه طبري من أهل طبرستان، ثم إن حمزة السهمي لم يترجم له في "تاريخه" بل ذكره عرضًا في شيوخ أبي عمرو أحمد بن عيسى الإستراباذي: ص 102. * * طبقات الصوفية: 332، تاريخ بغداد: 4/ 115، المنتظم: 6/ 176، سير أعلام النبلاء: 14/ 299 - 303، العبر: 2/ 147، تذكرة الحفاظ: 2/ 761، الوافي =

سمع: عبدَ اللهِ بنَ هاشم الطُّوسي، وعبدَ الرحمنِ بنَ بشر بن الحكم، والذُّهلي، وأحمدَ بنَ الأزهر، وعبدَ اللَّه بنَ أبي مسرَّة، وأحمدَ بنَ أبي غَرْزة الغفَاري، وطبقتهم. وصنَّف "الصحيح" على شرط مسلم. روى عنه: ابناه أبو العباس محمد شيخُ خوارزم، وأبو عَمرو محمد. وحسّان بنُ محمد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وعبدُ اللَّهِ بنُ سعد، وآخرون. قال ابنُه أبو عمرو: كان أبي يُحْيي الليل. ورحل على كِبَر السِّن إلى الموْصل إلى أبي يَعْلى من أجل حديث محمد بن عبّاد، عن ابنِ عُيينة، ورحل إلى جُرجان إلى أبي عمران موسى بن مُجاشع لحديث تحويل القِبْلة (¬1). وقال السُّلمي: صحبَ أبو جَعْفر أبا حَفْص النيسابوري، والشاهَ بنَ شُجاع، وكان الجُنيد يكاتبه، وكان أبو عثمان يقول: مَنْ أحبَّ أن ينظرَ إلى سبيل الخائفين فلْينظرْ إلى أبي جَعْفر (¬2). مات سنةَ إحدى عشرة وثلاثِ مئة، قبل ابن خُزيمة بأيّام. ¬

_ = بالوفيات: 6/ 360، مرآة الجنان: 2/ 264، طبقات الأولياء: 48، طبقات الحفاظ: ص 320، شذرات الذهب: 2/ 261، هدية العارفين: 1/ 57، الرسالة المستطرفة: ص 27. (¬1) انظر الحديثين مع تخريجهما في "سير أعلام النبلاء" 14/ 300. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 302.

731 - السختياني

731 - السَّخْتِياني * الثِّقة الحافظ، أبو إسحاق، عِمْران بن موسى بنُ مجاشِع الجُرْجاني، محدِّث جُرْجان. سمع: هُدبةَ بنَ خالد، وإبراهيم بنَ المنذر الحِزَامي، وسُويدَ بنَ سعيد، وأبا الرّبيع الزَّهراني، وأبا كامل الجَحْدري، وطبقتهم. روى عنه: إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني، وأبو عبد الله بنُ الأخرم، وأبو علي النيسابوري، وأبو عَمرو بنُ نُجيد، وأبو حاتم بن حبّان، وأبو عَمرو بنُ حمدان، وخلق. وكان ثقة، ثبتًا، صاحبَ تصانيف. توفي في شهر رجب سنةَ خمس وثلاث مئة، وهو في عشر المئة. رحمه اللَّهُ تعالى. 732 - الجَوْني * * الحافظ، أبو عمران، موسى بنُ سَهل البصري. من ثقات الرحّالين. ¬

_ * تاريخ جرجان: 322، أنساب السمعاني: 7/ 55، اللباب: 2/ 108، سير أعلام النبلاء: 14/ 136 - 137، تذكرة الحفاظ: 2/ 762، العبر: 2/ 129، البداية والنهاية: 11/ 128، طبقات الحفاظ: ص 320، شذرات الذهب: 2/ 246، هدية العارفين: 1/ 779. * * تاريخ بغداد: 13/ 56، الإكمال لابن ماكولا: 2/ 226، أنساب السمعاني: 3/ 378، سير أعلام النبلاء: 14/ 261، تذكرة الحفاظ 2/ 763، العبر: 2/ 135، طبقات الحفاظ: ص 321، شذرات الذهب: 2/ 251.

733 - ابن قتيبة

سمع: عبدَ الواحد بن غياث، ومحمد بن رُمْح المصري، وطالوتَ بن عبّاد، وهشام بن عمّار، وطبقتهم. وسكن بغداد. وثَّقه الدارقطني. حدّث عنه: دَعْلَج، ومحمد بنُ المظفَّر، وعليُّ بنُ عمر السُّكَري، وابنُ المقرئ، وغيرهم. مات في رجب سنةَ سبعٍ وثلاث مئة. كان من علماء الحديث ومسنديهم. 733 - ابنُ قُتيبَة * الحافظ الثِّقة، أبو العبّاس، محمد بنُ الحسن بن قُتيبة العسْقلاني، محدث فلسطين. سمع: صفوان بنَ صالح المؤذِّن، وإبراهيم بن هشام الغَسّاني، وهشام بنَ عمار، ويزيد بنَ عبد اللَّه بن مَوْهب الرَّملي، ومحمد بن رُمح، وعيسى بنَ حمّاد، وحَرْملة بنَ يحيى، ومحمد بن يحيى الزِّمَّاني، وطبقتهم. روى عنه: ابن عدي، وأبو علي النَّيسابوري، والقاضي الميانَجي، وأبو بكر بن المقرئ، وخلق. قيل: إنَّه توفي سنة عشر وثلاث مئة. ¬

_ * أنساب السمعاني: 8/ 452، تاريخ ابن عساكر: 15/ 120 / ب، سير أعلام النبلاء: 14/ 292 - 293، تذكرة الحفاظ: 2/ 764، العبر: 2/ 147، طبقات الحفاظ: ص 321، شذرات الذهب: 2/ 260.

734 - الهيثم بن خلف

734 - الهَيثم بنُ خلَف * الحافظُ الثِّقة، أبو محمد الدُّوري. سمع: عبد الأعلى بن حمّاد، وعُبيد اللَّه القَواريري، وإسحاق بنَ موسى، وابن حُميد، وعثمان بنَ أبي شَيبة، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشّافعي، وعبد العزيز بنُ جعفر الخِرَقي، وعلي بن لؤلؤ، وأبو عَمرو بنُ حمدان، وخلق. قال الإِسْمَاعيلي: كان أحدَ الأثبات (¬1). وقال أحمد بن كامل: لم يغيِّر شَيبَه، وكان كثيرَ الحديث جدًّا، ضابطًا لكتابه (¬2). قال ابن المُنادي: مات في صفر سنةَ سبعٍ وثلاث مئة. رحمه اللَّه. 735 - أبو عَرُوبة الحَرّاني * * الإِمامُ الحافظ، محدِّث حرَّان، الحسينُ بنُ محمد بن أبي مَعْشر مودود بن حمّاد السّلمي، صاحب "التاريخ". ¬

_ * تاريخ بغداد: 14/ 63، أنساب السمعاني: 5/ 358، المنتظم: 6/ 156، سير أعلام النبلاء: 14/ 261 - 262، تذكرة الحفاظ: 2/ 765، العبر: 2/ 135، البداية والنهاية: 11/ 131، طبقات الحفاظ: ص 321، شذرات الذهب: 2/ 251. (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 63. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 63. * * مقدمة الكامل لابن عدي 1/ 147، فهرست النديم: ص 286، إرشاد الخليلي: لوحة 2/ 62، معجم البلدان: 2/ 236، سير أعلام النبلاء: 14/ 510 - 512، =

كان أول طلبه سنةَ ستٍّ وثلاثين ومئتين. سمع: مخلد بن مالك السَّلَمْسِيني، ومحمد بن وَهْب بن أبي كَريمة، وإسماعيل بن موسى الفَزَاري، وعبد الجبّار بن العلاء، وغيرهم. وعنه: ابن حبّان، وابنُ عدي، وابنُ المقرئ، والحاكم أبو أحمد، وخلق. قال ابن عدي: كان عارفًا بالرِّجال وبالحديث، وكان مع ذلك مُفتيَ أهل حرّان. شفاني حين سألتُه عن قومٍ من المحدّثين (¬1). وقال أبو أحمد الحاكم: كان من أثبت مَنْ أدركناه من مشايخنا، وأَحسنهِم حفظًا، يَرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه والكلام (¬2). وقال ابن عساكر: كان غاليًا في التشيُّع، شديد المَيل على بني أميَّة. قلت: في هذا الكلام نظر. وقد مات أبو عَروبة في عشر المئة سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. ¬

_ = تذكرة الحفاظ: 2/ 774، العبر: 2/ 172، دول الإسلام: 1/ 192، مرآة الجنان: 2/ 277، النجوم الزاهرة: 3/ 228، طبقات الحفاظ: ص 325، شذرات الذهب: 2/ 279، هدية العارفين: 1/ 305، الرسالة المستطرفة: ص 55، تاريخ التراث العربي 10/ 282. (¬1) الكامل لابن عدي: 1/ 147. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 511.

736 - أبو قريش

736 - أبو قريش * الحافظُ الثِّقة، محمد بن جُمعة بن خلف القُهُسْتاني الْأَصمّ. سمع: محمد بنَ حميد الرازي، وأحمد بن مَنيع، وأبا كُريب، وأحمد بنَ المِقْدام، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر الشّافعي، والحافظ أبو علي النَّيسابوري، وأبو سَهْل الصُّعْلوكي، وخلق. قال الخطيب: كان ضابطًا، حافظًا، متقنًا، كثير السَّماع والرِّحلة، جيع المسنَدين على الأبواب وعلى الرجال، وصنَّف حديث الأئمّة، وكان يذاكر بحديثهم الحفّاظَ فيغلبهم (¬1). وقال الحاكم: سمعتُ أبا عليٍّ الحافظ يقول: حدَّثنا أبو قُريش الحافظ الثِّقة الأمين (¬2). توفي بقُهُسْتان سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، وهو في عشر التسعين. وفيها مات: أبو العبّاس أحمد بنُ عبد الله بن سابور الدقّاق، وأبو العبّاس أحمد بنُ محمد بن الحسين الماسَرْجسي، وجُماهر بنُ ¬

_ * تاريخ بغداد: 2/ 169، أنساب السمعاني: 10/ 271، سير أعلام النبلاء: 14/ 304 - 306، تذكرة الحفاظ: 2/ 766، العبر: 2/ 158، الوافي بالوفيات: 2/ 309، النجوم الزاهرة: 3/ 215، طبقات الحفاظ: ص 322، شذرات الذهب: 2/ 268، هدية العارفين: 2/ 30. (¬1) تاريخ بغداد: 2/ 169. (¬2) المصدر السابق.

737 - ابن أبي داود

محمد بن أحمد الأزدي الزَّملكاني، وأبو محمد عبدُ اللَّهِ بنُ زيدان البجَلي الكوفي، وأبو الحسن علي بنُ عبد الحميد الغَضَائري بحلب، وأبو جعفر محمدُ بنُ أحمد بن أبي عَوْن النَّسوي، وأبو لَبيد محمدُ بن إدريس السَّامي. 737 - ابن أبي داوُد * الإِمامُ الحافظُ العلَّامة، أبو بكر، عبدُ اللَّهِ ابنُ الحافظ أبي داود سُليمان بن الأَشعث السِّجِسْتاني، صاحب التصانيف. ولد بإقليم سِجِسْتان. وسمع عيسى بن حمّاد، وأحمد بنَ صالح، وابن السَّرح، وعلي بن خَشْرم، وأبا سعيد الأشجّ، وخلقًا كثيرًا. حدَّث عنه: ابن المظفَّر، والدّارقطني، وأبو أحمد الحاكم، وابنُ شاهين، وابنُ حَبابة، ودَعْلج بن أحمد، وأبو بكر الشّافعي، وأبو طاهر المُخلِّص، وأبو مسلم الكاتب، وخلق. ¬

_ * الكامل لابن عدي: 4/ 1577، فهرست النديم: ص 288، ذكر أخبار أصبهان: 2/ 66، تاريخ بغداد: 9/ 464، طبقات الحنابلة: 2/ 51، أنساب السمعاني: 7/ 46، تاريخ ابن عساكر: خ: 9/ 185، المنتظم: 6/ 218، وفيات الأعيان: 2/ 404 ضمن ترجمة أبيه، سير أعلام النبلاء: 13/ 221 - 237، تذكرة الحفاظ: 2/ 767، ميزان الاعتدال: 2/ 433، العبر: 2/ 164، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 307، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 420، لسان الميزان: 3/ 293، النجوم الزاهرة: 3/ 222، طبقات الحفاظ: ص 322، طبقات المفسرين: 1/ 229، شذرات الذهب: 2/ 273، هدية العارفين: 1/ 444، الرسالة المستطرفة: ص 46، تهذيب ابن عساكر: 7/ 439، تاريخ التراث العربي: 1/ 279.

وكان أول سماعه سنةَ أربعين باعتناء أبيه. وكان يقول: رأيتُ جنازة إسحاقَ بن راهويه، ودخلتُ الكوفة ومعي درهمٌ واحد، فاشتريتُ به ثلاثين مدًّا باقلّاء، فكنت آكل منه [كل يوم] مدًّا وأكتبُ عن أبي سعيد الأشجِّ ألف حديث، فلمّا كان الشهرُ حصلَ معي ثلاثون ألف حديث (¬1). قال بعضُهم: يعني من بين مقطوع ومُرسَل وموقوف. قال الحافظ أبو بكر الخطيب: رحلَ به أبوه من سِجِسْتان، فطوَّفَ به شرقًا وغربًا، وسمَّعه من علماء ذلك الوقت، فسمع بخُراسان، والجبال، وأَصْبهان، وفارس، والبصرة، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكَّة، والشَّام، ومصر، والجزيرة، والثُّغور، واستوطن بغداد، وصنَّف "المسند"، و "السنن"، و "الناسخ والمنسوخ"، وغير ذلك. وكان فهِمًا، عالمًا، حافظًا. سمعتُ الحسنَ بن محمد الخلّال يقول: كان أبو بكر بنُ أبي داود أحفظَ من أبيه (¬2). وقال صالح بنُ أحمد الحافظ: أبو بكر عبدُ اللَّهِ بنُ سليمان إمامُ العراق، وعلَم العلم في الأَمصار، ومَنْ نصب له السُّلطان المنبر، فحدَّث عليه، لفضلِه ومعرفته، وحدَّث قديمًا قبل التسعين ومئتين. قدم هَمَذان سنة نيِّف وثمانين ومئتين، وكتب عنه عامَّةُ مشايخ بلدنا ذلك الوقت لجلالته وفهمِه، وقد كان في وقته بالعراق مشايخ أَسندُ منه، ولم يبلغوا في الآلة والإِتقان ما بلغ هو (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 466 - 467 وما بين حاصرتين منه. (¬2) تاريخ بغداد: 9/ 464، 466. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 465 - 466.

وقال أبو علي الحافظ النَّيسابوريِ: سمعتُ أبا بكر بنَ أبي داود يقول: حدَّثت بأَصْبهان من حفظي بستَّةٍ وثلاثين ألف حديث، ألزموني الوهم منها في سبعة أحاديث، فلمّا انصرفتُ إلى العراق وجدتُ في كتابي خمسةً منها على ما كنتُ حدَّثتهم به (¬1). وقال ابنُ شاهين: أَملى علينا أبو بكر سنين وما رأيتُ بيده كتابًا، وبعدَما عميَ كان ابنه أبو مَعْمر يقعُدُ تحتَه بدرجةٍ وبيده كتاب، فيقول له: حديث كذا، فيقول مِن حفظه حتى يأتي على المجلس. ولقد قام أبو تمّام الزَّينبي فقال: للَّه درُّك! ما رأيت مثلَكَ إلَّا أن يكون إبراهيم الحَرْبي، فقال أبو بكر: كلّ ما كان يحفظُ إبراهيم فأنا أحفظُه، وأنا أعرفُ الطِّب والنُّجوم، وما كان يعرف ذلك (¬2). وقال أبو عبد الرحمن السُّلمي: سألتُ الدَّارقطني عن أبي بكر بن أبي داود، فقال: ثقةٌ، إلَّا أنَّه كثيرُ الخطأ في الكلام على الحديث (¬3). وقال محمد بنُ عبيد الله بن الشِّخِّير: كان ابنُ أبي داود زاهدًا ناسكًا (¬4). قلت: كان مولدُه سنةَ ثلاثين ومئتين، ومات في ذي الحجّة سنةَ ست عشرة وثلاث مئة، وصلَّى عليه أكثرُ من ثلاث مئة ألف إنسان، وصلّوا عليه ثمانين مرَّة. وخلَّف ثمانية أولاد: خمسَ بنات، وثلاثةَ بنين: عبد الأعلى، ومحمد، وأبو مَعْمر عبيد اللَّه. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 9/ 466. (¬2) ميزان الاعتدال: 2/ 436. (¬3) تاريخ بغداد: 9/ 468. (¬4) المصدر السابق.

738 - عبدوس

ومات في السنة التي تُوفي فيها ابن أبي داود: شيخ مصر أبو الحسن بَنَان بنُ محمد الحمَّال الزّاهد، وأبو بكر محمدُ بنُ خريم العُقيلي الدِّمشقي، وشيخُ النَّحو أبو بكر محمدُ بنُ السَّري بن السَّراج صاحب المبرِّد، وأبو عبد الله أحمدُ بنُ هشام بن عمّار الدِّمشقي. 738 - عَبْدوس * ابن أحمد بن عبّاد الثَّقفيُّ الهَمَذاني الحافظ، أبو محمد، اسمُه: عبدُ الرحمن. حدَّث عن: محمد بن عُبيد الأَسدي، ويعقوب الدَّورقي، وأبي سعيد الأشجّ، وجماعة. وعنه: أحمدُ بنُ عُبيد الأَسدي، ومحمد بنُ حيّويه بن المؤمّل، وأبو أحمد الغِطْريفي، وأَبو أحمد الحاكم، وآخرون. قال شيرويه في "تاريخ همذان": روى عنه عامَّةُ أهل الحديث ببلدنا، وكان يُحسن هذا الشُأن، ثقة، متقنًا (¬1). وقال صالح بنُ أحمد الحافظ: سمعتُ أبي يقول: كان عبدوس ميزانَ بلدنا في الحديث (¬2). مات في صفر سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة، وداره في مدينة السّاجي. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 14/ 438 - 439، تذكرة الحفاظ: 2/ 773، طبقات الحفاظ: ص 324، شذرات الذهب: 2/ 265. (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 438. (¬2) سير أعلام النبلاء: 14/ 438 - 439.

739 - يحيى بن محمد بن صاعد

739 - يَحْيى بنُ محمد بن صَاعد * ابن كاتب، مولى أبي جَعْفر المنصور، الإِمامُ الحافط الثِّقة، أبو محمد الهاشميُّ البغدادي. سمع: الحسن بنَ عيسى بن ماسَرْجس، ولُوَينًا، وأحمد بنَ مَنيع، وإبراهيم بن سعيد الجَوْهري، وأبا همّام السَّكُوني، وأبا عمّار الحسين بن حُريث، وغيرهم من البصريّين، والكوفيّين، والشاميّين، والمصريّين. روى عنه: البَغَويُّ مع تقدمه، والجعَابي، وابنُ المظفَّر، والدّارقطني، وابنُ شاهين، وابنُ حَبابة، وأبو طاهر المخلِّص، وعبد الرحمن بنُ أبي شريح، وأبو مسلم الكاتب، وخلق. وله أخوان: أحمد ويوسف. ولد سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين، وقال: كتبتُ الحديث سنةَ تسعٍ وثلاثين في أولها (¬1). وقال إبراهيم الحَرْبي: بنو صاعد ثلاثة، أوثقُهم يَحْيى (¬2). ¬

_ * فهرست النديم: ص 288، تاريخ بغداد: 14/ 231، تاريخ ابن عساكر: 18/ 89 / أ، المنتظم: 6/ 235، سير أعلام النبلاء: 14/ 501 - 507، تذكرة الحفاظ: 2/ 776، العبر: 2/ 173، دول الإسلام: 1/ 192، مرآة الجنان: 2/ 277، البداية والنهاية: 11/ 166، النجوم الزاهرة: 3/ 288، طبقات الحفاظ: ص 235، شذرات الذهب: 2/ 280، هدية العارفين: 2/ 517، تاريخ التراث العربي: 1/ 281. (¬1) تاريخ بغداد: 14/ 231 - 232. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 232.

وقال الدّارقطني: ثقة، ثبتٌ، حافظ (¬1). وقال أحمد بنُ عبدان الشّيرازي: هو أكثرُ حديثًا من محمد بن محمد الباغَنْدي، ولا يتقدَّمه أحدٌ في الدِّراية (¬2). وقال البَرْقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الْأبهري: كنتُ عند ابن صاعِد، فجاءتْهُ امرأة فقالت: ما تقول في بئرٍ سقطت فيها دجاجةٌ فماتت، هل الماء طاهرٌ أو نجس؟ فقال: ويحك كيف وقعت؟ ! ألا غطَّيتها حتى لا يقع فيها شيء؟ . فقلت لها: إنْ كان الماءُ لم يتغيَّر فهو طاهر. يُشير الأبهري إلى أنَّه لم يكن فقيهًا، وليس الأمر كذلك. قال الخطيب: كان ابنُ صاعد ذا محلٍّ من العلم، وله تصانيف في السُّنن والأحكام، لعلَّه لم يُجب المرأةَ تورُّعًا، فإنَّ المسألةَ فيها خلاف (¬3). وقال أبو علي النَّيْسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعِد أحدٌ في فهمه، والفهمُ عندنا أجلُّ من الحفظ، وهو فوقَ ابنِ أبي داود في الفهم والحفظ (¬4). وقال أبو بكر بنُ عبدان: سُئل الجِعَابي: أكان ابنُ صاعد يحفظ؟ فتبسَّم وقال: لا يُقال لأبي محمد: يحفظ، كان يَدْري (¬5). مات في ذي القَعْدة سنةَ ثمان عشرة وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 503. (¬2) تاريخ بغداد: 14/ 233. (¬3) تاريخ بغداد: 14/ 232 - 233. (¬4) تاريخ بغداد: 14/ 233. (¬5) المصدر السابق.

740 - أبو عوانة

740 - أبو عَوَانة * الحافظُ الكبير، يعقوب بنُ إسحاق بن إبراهيم بن يَزيد الإسْفَراييني النَّيسابوري الأصل، صاحب الكتاب المخرّج على "صحيح مسلم" وله فيه زيادات. رحل، وطوّف، وسمع: يونس بنَ عبد الأعلى، وأحمد بنَ الأزهر، والزَّعفراني، وعلي بنَ حَرْب، وعمر بن شبَّة، ومحمد بنَ يحيى الذُّهلي، وخلقًا. حدَّث عنه: ابن عدي، والطّبراني، والإسْمَاعيلي، وأبو علي النَّيسابوري، وأبو نُعيم عبدُ الملِك بنُ الحسن الإِسْفَراييني آخر أصحابه، وخلق. قال الحاكم: وأبو عَوَانة من علماء الحديث وأَثباتهم، سمعتُ ابنَه محمدًا يقول: إنَّه توفي سنة ست عشرة وثلاث مئة (¬1). وقال غيره (¬2): قبر أبي عَوَانة عليه مشهد (¬3) مبنيٌّ بإسْفَرايين يُزار وهو بداخل المدينة. وكان أولَ مَنْ أدخل كتب الشّافعي ومذهبَه إلى إسْفَرايين، أخذ ذلك عن الرَّبيع والمُزني، وهو ثقةٌ جليل. رحمه الله تعالى. ¬

_ * تاريخ جرجان: ص 490، أنساب السمعاني: 1/ 235، معجم البلدان: 1/ 178، اللباب: 1/ 55، وفيات الأعيان: 6/ 393، سير أعلام النبلاء: 14/ 417 - 422، تذكرة الحفاظ: 3/ 779، العبر: 2/ 165، دول الإسلام: 1/ 190، مرآة الجنان: 2/ 269، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 487، البداية والنهاية: 11/ 159، المختصر في أخبار البشر: 2/ 73، النجوم الزاهرة: 3/ 222، طبقات الحفاظ: ص 327، شذرات الذهب: 2/ 274، هدية العارفين: 2/ 544، الرسالة المستطرفة: ص 27، تاريخ التراث العربي: 1/ 278. (¬1) انظر "أنساب السمعاني"1/ 236. (¬2) انظر "وفيات الأعيان" 6/ 394. (¬3) انظر التعليق على "السير" 14/ 419.

741 - الحسن بن صاحب بن حميد

741 - الحسنُ بنُ صاحب بن حُميد * الحافظ، أبو علي الشَّاشي، أحد الرحَّالين. سمع: علي بنَ خَشْرم، ومحمد بنَ عوف الطّائي، وأبا زُرْعة الرازي، وإسحاق الدَّبَري، وطبقتهم. وعنه: الجِعَابي، وابن المظفَّر، وأبو علي الحافظ، ومحمد بنُ علي بن إسماعيل القفّال الشّاشي، وغيرهم. ذكره صاحب "الإِرشاد" فقال: حافظٌ كبيرٌ مذكور، كتب عن شيوخ خُراسان، وارتحل إلى العراق والشام ومصر. وقال الخطيب: كان ثقةً، توفي بالشّاش سنة أربع عشرة وثلاث مئة. وذكر أنَّه قدم بغداد سنة إحدى عشرة (¬1). 742 - ابن حَيُّون * * الإِمامُ الحافظ، محدِّث الأندلس، أبو عبد اللَّه، محمدُ بنُ إبراهيم بن حَيّون الحِجَاري الأندلسي، من أهل وادي الحجارة - مدينة بالأندلس. ¬

_ * تاريخ بغداد: 7/ 333، أنساب السمعاني: 7/ 245، المنتظم: 6/ 203، معجم البلدان: 3/ 308، اللباب: 2/ 174، سير أعلام النبلاء: 14/ 431 - 432، تذكرة الحفاظ: 3/ 780، طبقات الحفاظ: ص 327. (¬1) تاريخ بغداد: 7/ 333. * * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 26، الإكمال لابن ماكولا: 3/ 93، جذوة المقتبس: 41، أنساب السمعاني: 4/ 61، بغية الملتمس: 55، سير أعلام النبلاء: 14/ 412 - 413، تذكرة الحفاظ: 3/ 781، مشتبه النسبة: 1/ 142، طبقات الحفاظ: ص 328، نفح الطيب: 2/ 52، شذرات الذهب: 2/ 246.

743 - ابن المنذر

سمع: محمد بنَ وضّاح، ومحمد بنَ عبد السَّلام الخُشني، وإسحاق الدَّبَري، وعلي بنَ عبد العزيز البَغَوي، وعبدَ اللَّه بنَ أحمد بن حنبل، وطبقتهم بالأندلس والعراق والحجاز واليمن. وكان من كبار حفّاظ عصره، وفيه تشيُّع- فيما قيل. حدَّث عنه: قاسم بنُ أَصْبَغ، ووهب بن مَسَرَّة، وأحمدُ بنُ سعيد بن حَزْم، وخالد بنُ سعد الأندلسيّون. ذكره الحافظ أبو الوليد بنُ الدَّبّاغ في الطَّبقة السادسة من "طبقات الحفّاظ" وهو مختصرٌ لطيفٌ عليه فيه مُؤاخذات. وقال خالد بن سعد: لو كان الصِّدقُ إنسانًا لكان ابنَ حيُّون (¬1). وقال أبو الوليد بنُ الفَرَضي: لم يكن بالأندلس قبلَه أبصر بالحديث منه (¬2). توفي سنة خمس وثلاث مئة. 743 - ابنُ المُنْذِر * الفقيهُ الحافظُ العلَّامة المجتهد، أبو بكر، محمدُ بنُ إبراهيمَ بن ¬

_ (¬1) تاريخ علماء الأندلس: 2/ 27. (¬2) تاريخ علماء الأندلس: 2/ 26. * فهرست النديم: ص 269، طبقات العبادي: 67، طبقات الشيرازي: ص 108، اللباب: 3/ 262، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 196، وفيات الأعيان: 4/ 207، سير أعلام النبلاء: 14/ 490 - 492، تذكرة الحفاظ: 3/ 782، ميزان الاعتدال: 3/ 450، الوافي بالوفيات: 1/ 336، مرآة الجنان: 2/ 261، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 102، العقد الثمين: 1/ 407، لسان الميزان: 5/ 27، طبقات المفسرين للسيوطي: 28، طبقات الحفاظ: ص 328، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 50، شذرات الذهب: 2/ 280، هدية العارفين: 2/ 31، الرسالة المستطرفة: ص 77، طبقات الأصوليين: 1/ 168، تاريخ التراث العربي: 2/ 184.

المُنذر النَّيسابوري، شيخ الحرم، وصاحب الكتب التي لم يُصنَّف مثلُها ككتاب "المبسوط" في الفقه، وكتاب "الإِشراف في اختلاف العلماء"، وكتاب "الإِجماع" وغير ذلك. سمع: محمد بنَ ميمون، ومحمد بنَ إسماعيل الصّائغ، ومحمد بنَ عبد الله بن عبد الحكم، والرَّبيع بن سُليمان، وخلقًا. حدث عنه: ابنُ المقرئ، ومحمد بنُ عمّار الدِّمْياطي، والحسنُ بنُ علي بن شعبان، وأخوه الحسينُ بنُ علي، وغيرهم. ذكره أبو الحسين بنُ القطّان فقال: فقيهٌ محدثٌ ثقة، ولا يُلتفت إلى كلام العُقَيلي فيه (¬1). وفاتُه سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. وذكره أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" فقال: ومنهم أبو بكر محمدُ بنُ إبراهيم بنُ المنذر النَّيسابوري، مات بمكَّة سنة تسع -أو عشر- وثلاث مئة. وصنَّف في اختلاف العلماء كتبًا لم يصنِّف أحدٌ مثلها، واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف، ولا أعلمُ عمَّن أخذ الفقه (¬2). هذا الذي ذكره أبو إسحاق في تاريخ وفاته وهم، والصّواب ما ذكره ابنُ القطّان، فإنَّ ابنَ عمّار سمع منه سنة ستَّ عشرةَ وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 451: "وأما العقيلي فكلامه من قبيل كلام الأقران بعضهم في بعض مع أنه لم يذكر في كتاب الضعفاء". (¬2) طبقات الفقهاء: ص 108.

744 - الوليد بن أبان بن بونة

744 - الوليد بن أبان بن بُونَة (¬1) * الحافظُ الثِّقة، أبو العبّاس الْأصْبهاني، صاحب "التفسير" و "المسند" الكبير، وغير ذلك. سمع: أحمدَ بنَ عبد الجبّار العُطاردي، وعبّاسًا الدُّوري، وأحمدَ بنَ الفُرات، وأَسِيدَ بن عاصم، وطبقتَهُم. وعنه: أبو الشَّيخ، والطَّبراني، وأحمدُ بن عُبيد اللَّه بن محمود، ومحمدُ بنُ عبد الرحمن بن مَخْلد، وأهل أَصْبهان. مات سنةَ عشرٍ وثلاث مئة. 745 - الكِنَاني (¬2) * * الحافظ، أبو عبد اللَّه، محمدُ بنُ إبراهيم بن محمد بن الوليد الْأصْبهاني، نزيلُ سَمَرْقند. ¬

_ (¬1) في الأصل و"التذكرة": توبة، خطأ. والتصويب من "الإكمال" و"الأنساب" و"المشتبه". * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 334، الإكمال لابن ماكولا: 1/ 371، أنساب السمعاني: 2/ 337: اللباب: 1/ 188، سير أعلام النبلاء: 14/ 288 - 289، تذكرة الحفاظ: 3/ 784، العبر: 2/ 147، مشتبه النسبة: 1/ 104، مرآة الجنان: 2/ 250، النجوم الزاهرة: 3/ 206، طبقات الحفاظ: ص 329، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 360، شذرات الذهب: 2/ 261، هدية العارفين: 2/ 500، الرسالة المستطرفة: ص 72. (¬2) كذا ضبط في الأصل رسمًا، ومثله في "ذكر أخبار أصبهان"، ووقع في "التذكرة": الكتاني، وتابعه السيوطي في "الطبقات". * * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 212، تذكرة الحفاظ: 3/ 785، طبقات الحفاظ: ص 329.

746 - الخلال

ذكره الحافظ يحيى بنُ مَنْدة في "تاريخ أهل أصبهان" فقال: كان من أئمَّة الحديث، والمعتمد عليه في معرفة الصَّحابة والعِلل. جالس أبا حاتم الرّازي، وأبا زُرْعة، ومسلم بنَ الحجّاج، وصالح بنَ محمد جَزَرة، وأخذ عنهم، وسكن سَمَرْقند مدَّة طويلة. توفي (¬1) ... 746 - الخَلَّال * الفقيهُ الحافظُ العلّامةُ الأَوحد، أبو بكر، أحمدُ بنُ محمد بن هارون البغداديُّ الحَنْبلي، جامع علم الإمام أحمدَ بن حنبل ومؤلِّفه ومرتِّبه. صنَّف كتابًا "السُّنة" في ثلاث مجلدات، وكتاب "العِلل" في عدَّة مجلدات، وكتاب "الجامع" وهو كتاب كبيرٌ جليل المقدار. سمع: الحسن بنَ عَرَفة، وسعدانَ بنَ نصر، وحَرْبًا الكِرْماني، ومحمد بنَ عوف الحمصي، وأبا بكر المرُّوذي، وخلقًا كثيرًا رحل إليهم، وتغرَّب زمانًا، وكتب العالي والنّازل (¬2)، وكان واسعَ العلم. ¬

_ (¬1) بياض في الأصل. وقال الذهبي في "التذكرة": لم أظفر له بتاريخ وفاة. وقال أبو نعيم: حدث بهراة سنة تسع وثمانين ومئتين. * تاريخ بغداد: 5/ 112، طبقات الشيرازي: ص 171، طبقات الحنابلة: 2/ 12، المنتظم: 6/ 174، سير أعلام النبلاء: 14/ 297 - 298، تذكرة الحفاظ: 3/ 785، العبر: 2/ 148، دول الإسلام: 1/ 188، الوافي بالوفيات: 8/ 99، البداية والنهاية: 11/ 148، النجوم الزاهرة: 3/ 209، طبقات الحفاظ: ص 329، شذرات الذهب: 2/ 261، هدية العارفين: 1/ 57، الرسالة المستطرفة: ص 37، تاريخ التراث العربي: 2/ 212. (¬2) انظر حول العالي والنازل "شرح الألفية" للسخاوي: 3/ 3 - 26.

747 - عبد الله بن عروة

روى عنه أبو بكر عبدُ العزيز، ومحمدُ بنُ المظفَّر الحافظ، وغيرُ واحد. قال الخطيب: كان ممّن صرف عنايتَه إلى الجمع لعلوم أحمدَ بنِ حنبل، وطلَبها، وسافر لأجلِها، وكتَبها عاليةً ونازلة، وصنَّفها كتبًا، ولم يكن فيمن ينتحلُ مذهبَ أحمد أجمع منه لذلك (¬1). وقال أبو بكر محمدُ بنُ الحسين بن شَهْرَيار: كلُّنا تبعٌ للخلّال، لأنَّه لم يسبقه إلى جمعه وعلمه أحد (¬2). قال الخطيب: قال لي أبو يَعْلى بن الفرّاء: تُوفي أبو بكر الخلّال يوم الجمعة قبل الصَّلاة ليومين خَلَوا من شهر ربيع الأول سنةَ إحدى عشرة وثلاث مئة، ودُفن في يوم السَّبت إلى جنب أبي بكر المرُّوذي، وصلَّى عليه أبو عمر حمزةُ بن القاسم الهاشمي (¬3). رحمه اللهُ تعالى. 747 - عبدُ اللَّهِ بنُ عُروة * الحافظ، أبو محمد الهَروي، مصنِّف كتاب "الأقضية". سمع: أبا سعيد الأشجّ، والحسن بن عَرَفة، ومحمد بن الوليد البُسْري، وغيرهم ببغداد والكوفة والبصرة. حدَّث عنه: محمد بنُ أحمد بن الْأزهر أبو منصور اللُّغوي، ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 112. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 113. (¬3) المصدر السابق. * سير أعلام النبلاء: 14/ 294، تذكرة الحفاظ: 3/ 786، العبر: 2/ 148، طبقات الحفاظ: ص 330، شذرات الذهب: 2/ 262، هدية العارفين: 1/ 443.

748 - الحسن بن علي

ومحمد بنُ عبد اللَّه السَّيَّاري، وأبو منصور محمدُ بنُ عبد اللَّه الهَروي البزّاز، وآخرون. توفي سنةَ إحدى عشرة وثلاث مئة. رحمه اللَّهُ تعالى. 748 - الحسنُ بنُ علي * ابن نَصْر الطُّوسي، الحافظ، أبو علي الخُراساني، ويعرف بكردوش (¬1) - بشين معجمة. سمع: محمد بنَ رافع، ومحمدبنَ بشّار، ومحمد بن المثنَّى، وإسحاق الكَوْسج، والزُّبير بن بكّار، وغيرهم. وعنه: محمد بنُ جعفر البُسْتي، وأحمد بنُ محمد بن عَبْدوس، وأبو سهل الصُّعْلوكي، وأبو أحمد الحاكم، وقال: تكلَّموا في روايته كتاب "الأنساب" للزُّبير بن بكّار (¬2). وقال الخَليلي: سمعتُ على عشرةٍ من أصحابه، وله تصانيف تدلُّ على معرفته (¬3). ¬

_ * تاريخ جرجان: ص 184، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 262، الإكمال لابن ماكولا: 7/ 169، سير أعلام النبلاء: 14/ 287 - 288 و 15/ 6 - 8، تذكرة الحفاظ: 3/ 787، ميزان الاعتدال: 1/ 509، لسان الميزان: 2/ 232، طبقات الحفاظ: ص 330، شذرات الذهب: 2/ 264، الرسالة المستطرفة: ص 30. (¬1) قاله الحاكم. وقال أبو النضر الفامي: يعرف بمكردش. وقال ابن ماكولا: كردش. انظر "السير" 14/ 288، و"الإكمال" 7/ 169. (¬2) انظر "ميزان الاعتدال" 1/ 509. (¬3) "إرشاد الخليلي" لوحة 176.

749 - أبو بكر الرازي

وقد روى عنه أبو حاتم الرّازي -أحد شيوخه- حكايات. ومات سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة. وفيها مات: محدِّث مصر أبو القاسم عليُّ بنُ الحسن بن خلف بن قُديد، وأبو أحمد محمدُ بنُ سليمان بن فارس الدلّال النَّيسابوري، وأبو بكر محمدُ بنُ هارون بن حُميد ابن المجدَّر ببغداد، وشيخ الصّوفية أبو محمد الجَريري البغدادي. رحمه اللَّهُ تعالى. 749 - أبو بكر الرَّازي * الإِمامُ الحافظ، محدِّث نَيسابور، أحمدُ بنُ علي بن الحسين بن شَهْريار، صاحب التَّصانيف. سكن أبوه مدينة نَيسابور، فوُلد له بها أبو بكر. وسمع: السَّريَّ بنَ خُزيمة، وأبا حاتم الرّازي، وعثمان الدَّارمي، وأبا قِلابة الرَّقَاشي، وغيرَهم. وأكبرُ شيخٍ له إبراهيمُ بنُ عبد الله العَبْسي القصّار صاحبُ وكيع. روى عنه: رفيقُه أبو عبد اللَّه بنُ الْأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وأبو أحمد الحاكم، وآخرون. قال ابن عُقدة: كان من الحفّاظ، قد سمعتُ منه (¬1). ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 15/ 245 - 246، تذكرة الحفاظ: 3/ 788، العبر: 2/ 161، مرآة الجنان: 2/ 267، طبقات الحفاظ: ص 330، شذرات الذهب: 2/ 270، هدية العارفين: 1/ 57. (¬1) سير أعلام النبلاء: 15/ 246.

750 - الأرغياني

مات بالطّابَران (¬1) سنةَ خمس عشرة وثلاث مئة، وله أربعٌ وخمسون سَنَة. 750 - الْأرْغِيَاني * الحافظُ الجوَّال الزَّاهد القُدوة، أبو عبد الله، محمدُ بنُ المسيَّب بن إسحاق بن عبد الله النَّيسابوري الإِسْفَنْجي. سمع: إسحاقَ بنَ منصور، ومحمد بنَ رافع، ومحمد بنَ بشّار، وأبا سعيد الأشجّ، وإسحاق بنَ شاهين، وسعيدَ بنَ رحمة المصِّيصي، وخلائق. وسمع بحرَّان من الحسين بن سيّار- صاحب إبراهيم بن سعد. روى عنه: ابنُ خُزيمة مع تقدُّمه، وأبو عبد الله بنُ الْأَخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكِّي، والحسين بنُ علي حُسَينَك، وأبو عَمرو بنُ حَمْدان، وأبو أحمد الحاكم، وآخرون. قال الحاكم أبو عبد اللَّه: كان من العُبّاد المُجْتهدين. سمعتُ غير واحدٍ من مشايخنا يذكرون عنه أنَّه قال: ما أعلم منبرًا من منابر الإسلام بقي عليَّ لم أدخلْه لسماع الحديث (¬2). وسمعتُ أبا إسحاق المزكِّي ¬

_ (¬1) إحدى مدينتي طوس، أما الأخرى: فـ"نوقان". انظر "معجم البلدان" 4/ 3 - 4. * أنساب السمعاني: 1/ 187، سير أعلام النبلاء: 14/ 422 - 426، تذكرة الحفاظ: 3/ 789، العبر: 2/ 162، دول الإسلام: 1/ 190، الوافي بالوفيات: 5/ 30، نكت الهميان: ص 274، البداية والنهاية: 11/ 157، النجوم الزاهرة: 3/ 219، طبقات الحفاظ: ص 331، شذرات الذهب: 2/ 271. (¬2) قال الذهبي في "السير" 14/ 425 معلقًا على هذا القول: "هذا يقوله الرجل على وجه المبالغة، وإلا فهو لم يدخل الأندلس ولا المغرب، ولا أظن أنه عنى إلا المنابر التي بحضرتها رواية الحديث".

يقول: سمعتُ محمد بن المسيَّب يقول: كنتُ أمشي في مصر وفي كمي مئةُ جزءٍ، وفي كل جزءٍ ألف حديث. وسمعتُ أبا علي الحافظ يقول: كان محمد بن المسيَّب يمشي بمصر في كمهِ مئةُ ألف حديث، كان دقيقَ الخطِّ، وصار هذا كالمشهور من شأنه (¬1). وقال أبو الحسين الحجّاجي: كان محمد بن المسيَّب يقرأ، فإذا قال: قال رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بكى حتى نَرْحمه (¬2). وقال الحاكم: سمعتُ محمد بنَ علي الكِلابي يقول: بكى محمدُ بنُ المسيّب حتى عَمي. قال محمد بن المسيِّب: سمعتُ الحسن بن عَرفة يقول: رأيتُ يزيدَ بنَ هارون بواسط من أحسن الناس عينين، ثم رأيتُه بعينٍ واحدة، ثم رأيته أَعمى، فقلت: يا أبا خالد! ما فَعَلتِ العينان الجميلتان؟ قال: ذهبَ بهما بكاءُ الأسحار. قال أبو إسحاق المزكِّي: وإنَّما هذا مثل لمحمد بن المسب، فإنَّه بكى حتى عَمي (¬3). توفي محمد بن المسيَّب في جمادى الأولى سنةَ خمس عشرة وثلاث مئة، وله اثنتان وتسعون سنة. وفيها مات: أبو الحسن محمدُ بنُ الفيض بن محمد الغسَّاني الدِّمشقي وله ستٌّ وتسعون سنة، وأبو جعفر محمدُ بنُ الحسين بن حفص ¬

_ (¬1) أنساب السمعاني: 1/ 187. (¬2) المصدر السابق. (¬3) سير أعلام النبلاء: 14/ 423 - 424.

751 - محمد بن عقيل

الكوفي الأُشْناني، والقاضي أبو القاسم عبدُ الله بنُ محمد بن جعفر القَزويني الشّافعي المتَّهم بالوضع، والأخفشُ الصَّغير أبو الحسن عليُّ بنُ سليمان البغدادي النَّحْوي. رحمهم اللَّهُ تعالى. 751 - محمدُ بنُ عَقيل * ابن الْأزهر بن عَقيل، الحافظُ الكبير، أبو عبد اللَّه البَلْخي، محدِّث بلخ وعالمها. صنَّف "المسند" و "التاريخ" و "الأبواب". وسمع: عليَّ بنَ خَشْرم، وحَمّ بنَ نوح، وعبّاد بن الوليد العُبَري، وعليَّ بن إشكاب، وطبقتهم. وعنه: محمد بنُ عبد اللَّه الهِنْدُوَاني، وعبدُ الرحمنِ بنُ أبي شريح. مات في شوال سنةَ ستَّ عشرةَ وثلاث مئة. 752 - عبدُ اللَّهِ بنُ محمد بن مُسْلم * * الحافظُ الحجَّة، أبو بكر الإسْفَراييني (¬1). ¬

_ * الإكمال لابن ماكولا: 6/ 237، سير أعلام النبلاء: 14/ 415 - 416، تذكرة الحفاظ: 3/ 791، العبر: 2/ 165، الوافي بالوفيات: 4/ 97، البداية والنهاية: 11/ 159، النجوم الزاهرة: 3/ 222، طبقات الحفاظ: ص 331، شذرات الذهب: 2/ 274، هدية العارفين: 2/ 30، الرسالة المستطرفة: ص 72. * * أنساب السمعاني: 3/ 354، معجم البلدان: 2/ 180، اللباب: 1/ 306، سير أعلام النبلاء: 14/ 547 - 548، تذكرة الحفاظ: 3/ 792، العبر: 2/ 173، النجوم الزاهرة: 3/ 228، طبقات الحفاظ: ص 331، شذرات الذهب: 2/ 279. (¬1) ويقال له: (الجوربكي) كما في "الأنساب"، و (الجوربذي) كما في "البلدان" و "اللباب".

753 - المنكدري

سمع: الذُّهلي، وأبا زُرْعة، وابنَ وارَة، والحسن الزَّعْفراني، ويونس بنَ عبد الأعلى، وغيرهم. وعنه: أبو عبد اللَّه بنُ الأخرم، وابنُ عدي، والحاكم أبو أحمد، وأبو علي الحافظ، ومحمدُ بنُ الفضل بن خُزيمة، وآخرون. قال الحاكم: كان من الأثبات المجوِّدين [الجوَّالين] في أقطار الأرض (¬1). ولد سنة تسعٍ وثلاثين ومئتين، ومات سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. 753 - المُنْكَدِري * الحافظُ الجوّال، أبو بكر، أحمدُ بنُ محمد بن عمرَ بن عبد الرَّحمن بن عمر بن محمد بن المُنْكدر، القرشيُّ التَّيميُّ المدني، نزل البصرة، ثم أَصْبهان، ثم الرَّي ونَيسابور. ولد في دولة المعتصم، ولقي بمكَّة عبدَ الجبّار بن العلاء العطّار، وبالعراق زياد بنَ يحيى الحسّاني، وبمصر يونسَ بنَ عبد الأعلى، وبالجزيرة عليَّ بنَ حَرْب، وبالرَّي أبا زُرْعة، وبفارس إسحاقَ بنَ إبراهيم شاذان، وبالكوفة هارونَ بنَ إسحاق الهَمداني، وبالشّام عبدَ الحميدِ بنَ بكّار البَيروتي، والعبّاسَ بنَ الوليد العُذري، وأقرانهم. ¬

_ (¬1) معجم البلدان: 2/ 180 وما بين حاصرتين منه. * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 115، أنساب السمعاني: 11/ 505، وفيه وفاته سنة (320)، تاريخ ابن عساكر: 2/ 103 / ب، اللباب: 3/ 264، سير أعلام النبلاء: 14/ 532 - 533، العبر: 2/ 159، ميزان الاعتدال: 1/ 147، تذكرة الحفاظ: 3/ 793، لسان الميزان: 1/ 287، النجوم الزاهرة: 3/ 216، طبقات الحفاظ: ص 332، شذرات الذهب: 2/ 268، تهذيب ابن عساكر: 2/ 70.

754 - ابن جوصا

روى عنه: ابنُه الشيخ عبدُ الواحد، ومحمدُ بنُ أحمد الحنفي، ومحمدُ بنُ مأمون الحافظ، ومحمدُ بنُ خالد المُطَّوعي البخاري، ومحمدُ بنُ صالح بن هانئ، وغيرهم. قال الحاكم: ولد بالمدينة، ونشأ بالحرمين، وسمع عبدَ الجبّار بن العَلاء، وله أفراد وعجائب، وتوفي بمرو سنةَ أربع عشرة وثلاث مئة (¬1). وقال الإدريسي: دخل المُنكدري سَمَرْقند، وحدَّث بها، ودوَّن من الإفرادات والعجائب ما اللهُ به عليم، ويقع في حديثه المناكير، وما أراها تقع من جهتِه، فإنَّ مثلَه لا يتعمَّد -إن شاء اللَّه- الكذب. قال: وسألتُ محمدَ بنَ أبي سعيد الحافظ السَّمَرقندي عنه، فرأيتُه حسنَ الرأي فيه. قال: وسمعته يقول: سمعتُ المنكدريَّ يقول: أُناظرُ في ثلاث مئة ألف حديث، فقلتُ: هل رأيتَ بعد ابن عُقدة أحفظَ من المُنكدري؟ قال: لا (¬2). 754 - ابن جَوْصَا * الإمامُ الحافظُ النَّبيل، محدِّث الشّام، أبو الحسن، أحمدُ بنُ عُمير بن يوسف بن موسى بن جوْصا الدِّمشقي، مولى بني هاشم - ويقال: مولى محمد بن صالح بن بَيهس الكِلابي. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 537. (¬2) ميزان الاعتدال: 1/ 147. * تاريخ ابن عساكر: 2/ 26 / ب، المنتظم: 6/ 242، سير أعلام النبلاء: 15/ 15 - 21، تذكرة الحفاظ: 3/ 795، العبر: 2/ 180، ميزان الاعتدال: 1/ 125، الوافي بالوفيات: 7/ 271، البداية والنهاية: 11/ 171، لسان الميزان: 1/ 239، النجوم الزاهرة: 3/ 234، طبقات الحفاظ: ص 332، شذرات الذهب: 2/ 285، تهذيب ابن عساكر: 1/ 420، تاريخ التراث العربي: 1/ 283.

جمع وصنَّف. وسمع: موسى بنَ عامر المرِّي، وكثير بنَ عُبيد، وعَمرو بنَ عثمان، وأبا التَّقي هشام بنَ عبد الملك، ويونسَ بنَ عبد الأَعلى، وطبقتهم بمصر والشّام. حدَّث عنه: أبو علي النَّيسابوري وقال: كان ركنًا من أركان الحديث، والطبراني وقال: هو من الثِّقات، وأبو بكر بنُ السُّنِّي، والحاكم أبو أحمد، وعبدُ الوهّاب الكلابي، وخلق. قال أبو عبد الرّحمن السُّلمي: سألتُ الدّارقطنيَّ عن ابن جَوْصا، فقال: تفرَّد بأحاديث، ولم يكن بالقوي (¬1). وقال أبو ذر الهَرَوي: سمعتُ أبا مسعود الدِّمشقي يقول: جاء رجلٌ بغداديٌّ يحفظ إلى ابن جَوْصا، فقال له ابنُ جَوْصا: كلَّما أغربتَ عليُّ حديثًا من حديث أهل الشّام أعطيتُكَ درهمًا، فلم يزل الرجلُ يُلقي عليه ما شاء اللَّه ولا يُغرب عليه، فاغتمَّ الرجلُ لذلك، فقال له: لا تجزع، وأعطاه لكلِّ حديثٍ ذكره درهمًا، وكان ذا مال كثير (¬2). وقال محمدُ بنُ إبراهيم الكَرَجي: ابنُ جَوْصا بالشّام كابنِ عُقدة بالكُوفة (¬3). وقال أبو عَمرو النَّيسابوري الصَّغير: نزلنا خانًا بدمشق العصر، ونحنُ على أن نبكِّر إلى ابن جَوْصا، فإذا الخانيُّ يعدو ويقول: اين ¬

_ (¬1) انظر "ميزان الاعتدال" 1/ 125. (¬2) تاريخ ابن عساكر: 2/ 28 / أ. (¬3) المصدر السابق.

755 - أبو عمرو الحيري

أبو عليٍّ الحافظ؟ فقلتُ: ها هنا، قال: قد جاء الشَّيخ، فإذا ابن جَوْصا على بغلَة، فنزل، ثم صَعِدَ إلى غُرفتنا وسلَّم على أبي عليّ، ورحَّب به، وذاكره إلى قريب العَتَمة، ثم قال: يا أبا عليّ! جمعتَ حديثَ عبد اللَّه بن دينار؟ قال: نعم، قال: فأَخرِجْه إليّ، فأخرجَه، فأخذهُ في كمِّه وقام، فلمّا أصبحنا جاءَنا رسولُه وحملَنا إلى منزله، فذاكرَهُ أبو عليّ، وانتخب عليه إلى المساء، ثم انْصَرَفْنا إلى رحلنا، وجماعةُ من الرجّالة ينتظرون أبا عليّ، فسلَّموا عليه، ثم ذكروا شأنَ ابنِ جَوْصا وما نَقَموا عليه من الأحاديث التي أنكروها، وأبو علي يُسكتُهم ويقول: لا تفعلوا، هذا إمامٌ من أئمَّة المسلمين، وقد جاز القَنْطَرة (¬1). مات في جمادى الأولى سنةَ عشرين وثلاث مئة، وهو في عشر التِّسعين. وفيها توفي: شيخُ الشّافعيَّة أبو علي الحسينُ بنُ صالح بنٍ خَيران، ومسنِد دمشقَ أبو العبّاس عبدُ اللَّهِ بنُ عتّاب ابن الزِّفتي عن ستٍّ وتسعين سنة، وأبو القاسم عبدُ اللَّهِ بنُ محمد ابن أخي أبي زُرْعة الرّازي، والإِمامُ أبو عبد اللَّه محمدُ بنُ يوسف بن مَطَر الفِرَبْري في شوّال وله تسعٌ وثمانون سنة، وقاضي القضاة أبو عُمر محمدُ بنُ يوسف بن يعقوب الأَزدي ببغداد وله سبعُ وسبعون سنة. رحمهم اللهُ تعالى. 755 - أبو عَمرو الحِيْري * الإِمامُ الحافظُ الرحَّال، أحمدُ بنُ محمد بن أحمدَ بن حَفْص بن ¬

_ (¬1) تاريخ ابن عساكر 2/ 28 / أ. * تاريخ جرجان: ص 124، أنساب السمعاني: 4/ 288، سير أعلام النبلاء: 14/ 492 - 493، تذكرة الحفاظ: 3/ 798، العبر: 2/ 169، طبقات الحفاظ: ص 333، شذرات الذهب: 2/ 275.

756 - ابن سلم

مسلم النَّيسابوري، سبطُ أحمدَ بن عَمرو الحَرَشي. كان شيخَ نيسابور في الحِشْمة والثَّروة والتَّزكية. سمع: محمد بنَ رافع، والذُّهلي، وعبدَ الرحمنِ بنَ بشر، وأبا زُرْعة، وطبقتَهُم بالحجاز، والعراق، والجبال، وخُراسان، وارتحل في الكهولة التي عثمان الدَّارمي فقرأ عليه "المسند". أخذ عنه: الحافظُ أحمدُ بنُ المبارك المُسْتملي مع تقدُّمه، وأبو علي الحافظ، ودَعْلَج، والإسْماعيلي، ويَحْيى بنُ منصور القاضي، وغيرهم. قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريّا العَنْبري يقول: سمعتُ محمد بنَ عبد السَّلام يقول: وقع بينَ الذُّهلي وبين ولده حَيكان خصومة في شيء، فقال أبوه: فمَنْ ترضى يتوسَّط بيننا؟ قال أبو عَمْرو الحِيري، فقال: أبو عَمرو حجَّة، فتوسَّط بينهما، فقضى لحَيكان، فقبل ذلك محمدُ بنُ يحيى. قال الحاكم: مات أبو عَمرو في ذي القَعْدة سنة سبع عشرة وثلاث مئة. 756 - ابن سَلْم * الحافظُ الثِّقة، أبو الحسن، عليُّ بنُ الحسن بن سَلْم الأَصْبهاني. سمع: أحمدَ بنَ الفُرات، ومحمدَ بنَ يحيى الذُّهلي، وأحمدَ بنَ الأزهر، ويحيى بنَ حكيم المقوِّم، وغيرهم. ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 9، سير أعلام النبلاء: 14/ 411 - 412، تذكرة الحفاظ: 3/ 799، طبقات الحفاظ: ص 333.

757 - أحمد بن محمد

وصنَّف التَّصانيف. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد العسَّال، وأبو الشَّيخ، وابنُ المقرئ، وطائفة. قال الحاكم: توفي بالرَّي سنةَ تسعٍ وثلاث مئة. 757 - أحمد بنُ محمد * ابن الحسن بن أبي حَمزة، أبو بكر البَلْخي الذَّهبي، الحافظ، نزيل نَيسابور. روى عن: الفلَّاس، ومحمد بن بشّار، والذُّهلي، وسلم بن جُنادة، وأحمدَ بنِ سعيد الدّارمي، وغيرهم. وعنه: أبو علي الحافظ مع سوء رأيِه فيه، ومحمدُ بنُ جعفر البُسْتي، وأبو أحمد الغِطْريفي، وأبو بكر الإِسْمَاعيلي، ومحمدُ بنُ عبد الله القزّاز، وأبو محمد المَخْلدي، وآخرون. قال الإِسماعيلي: كان مُسْتَهْتَرًا بالشُّرب (¬1). وقال الحاكم: وقع إليّ من كتبه بخطِّه، وفيها عجائب (¬2). مات سنةَ أربع عشرة وثلاث مئة. ¬

_ * تاريخ جرجان: ص 75، أنساب السمعاني: 6/ 29، سير أعلام النبلاء: 14/ 461 - 462، تذكرة الحفاظ: 3/ 800، ميزان الاعتدال: 1/ 134، لسان الميزان: 1/ 260، طبقات الحفاظ: ص 334. (¬1) في المطبوع من "الميزان" 1/ 134: كان مشتهرًا بالشرب. وفي "اللسان": فلان مستهتر بالشراب: أي مولع به، لا يبالي ما قيل فيه. (¬2) ميزان الاعتدال: 1/ 134.

758 - السنجي

758 - السِّنْجي * الحافظ، أبو علي، الحسينُ بنُ محمد بن مُصْعب بن زُرَيق المَروزي. روى عن: عليِّ بن خَشْرم، ومحمد بن عبد اللَّه بن قُهْزاذ، ويحيى بن حَكيم المقوِّم، وطبقتهم. حدَّث عنه: زاهرُ بنُ أحمد السَّرخسي، وأبو أحمد النُّعيمي، وطائفة. قال ابن ماكولا (¬1): كتبَ الكثيرَ ورحل، كان يقال: ما بخُراسان أكثر حديثًا منه، وكان لا يحدِّث أهلَ الرَّأي إلَّا بعدَ الجهد. كتب بمرو عن عليِّ بن خَشْرم، والفِرْياناني، وابن قُهْزاذ، وحدَّث عن يحيى بن حَكيم بالمسند. وكُفَّ بصرُه، ومات سنةَ خمس عشرة وثلاث مئة. 759 - ابن فُطَيس * * الإمامُ الحافظ، محدِّث الأندلس، أبو عبد الله، محمدُ بنُ فُطيس بن واصل الغافِقيُّ الأندلسيُّ الإلْبِيري (¬2). ¬

_ * الإِكمال لابن ماكولا: 4/ 53، أنساب السمعاني: 7/ 166، سير أعلام النبلاء: 14/ 413 - 415، تذكرة الحفاظ: 3/ 801، طبقات الحفاظ: ص 334. (¬1) في "الإكمال" 4/ 53. * * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 40، جذوة المقتبس: 78، بغية الملتمس: 121، سير أعلام النبلاء: 15/ 79 - 80، تذكرة الحفاظ: 3/ 802، العبر: 2/ 177، الوافي بالوفيات: 4/ 337، الديباج المذهب: 2/ 191، طبقات الحفاظ: ص 334، شذرات الذهب: 2/ 283، هدية العارفين: 2/ 31. (¬2) الإلبيري: نسبة إلي (إلبيرة) وهي كورة في الأندلس. وربما قيل فيها: (يلبيرة) و (لبيرة). انظر "معجم البلدان" 1/ 244.

ولد سنةَ تسعٍ وعشرين ومئتين. وسمع أبان (¬1) بن عيسى، ومحمدَ بنَ أحمد العُتْبي الفقيه، وابنَ مُزين، وارتحل -كما ذكره ابن الفَرضي (¬2) وغيرُه- في سنة سبعٍ وخمسين، فسمع: يونسَ بنَ عبد الأعلى، وابنَ أخي ابن وَهْب، ومحمدَ بنَ عبد اللَّه بن عبد الحكم، وكان يقول: لقيتُ في رحلتي مئتي شيخ، ما رأيتُ فيهم مثلَ ابن عبد الحكم. وأخذ بإفريقية عن: أحمدَ بن عبد الله بن صالح العِجْلي، وشجرة بن عيسى، ويحيى بنِ عَوْن، وأكثَر عن أهل الحرم، وأهل مصر، والقَيروان، وتفقَّه بالمُزَني، وأدخلَ الأندلسَ علمًا غزيرًا، وكان بصيرًا بفقه مالك، وصارت الرِّحلةُ إليه من البلاد، وعُمِّر دهرًا، وصنَّف كتاب "الرّوع والأهوال" وكتاب "الدّعاء". قال ابنُ الفَرضي: كان ضابطًا، نبيلًا، صدوقًا، كانت الرِّحلة إليه، حدَّثنا عنه غيرُ واحد، وتوفي في شوّال سنةَ تسع عشرة وثلاث مئة (¬3). وفيها مات: مسنِد الشام أبو الجَهْم أحمدُ بنُ الحسين بن طلّاب البَتَلْهي ثم المَشْغراني خطيبها. وقاضي الأندلس وعالمها أبو الجَعْد أَسلم بنُ عبد العزيز بن هاشم الأُمويُّ المالكيّ وله أكثرُ من ثمانين سَنَة. والمحدِّث أبو سعيد الحسنُ بنُ علي بن صالح بن زكريّا العَدَويُّ البصريُّ ببغداد، وكان يلقَّب بالذئب، وكان كذّابًا يضعُ الحديث. وشيخ المعتزلة ¬

_ (¬1) تصحف في المطبوع من "التذكرة" إلى: إياد. انظر "تاريخ ابن الفرضي" 1/ 22 و 2/ 40. (¬2) في "تاريخه" 2/ 40 - 41. (¬3) المصدر السابق.

760 - ابن مروان

أبو القاسم عبدُ اللهِ بن أحمد الكَعْبي البَلْخي. وقاضي مصر أبو عُبيد عليُّ بنُ الحسين بن حَرْبويه البغدادي، وهو صاحب وجهٍ في مذهب الشافعي -فيما ذكره بعض الشافعية، وكان عديبم النظير، قال ابن يونس: كان شيئًا عَجَبًا، ما رأينا مثلَه، وكان يتفقه على مذهب أبي ثَوْر. وعالمُ سَمَرقند وواعظُها أبو عبد اللَّه محمدُ بنُ الفضل بن العبَّاس البَلْخي، قيل: مات في مجلسِ وعظِه في يوم أربعة أنفس، وكان آخرَ مَنْ حدَّث عن قُتيبة. وكبيرُ نَيسابور المحدِّث أبو الوفاء مؤمّل بنُ الحسن بن عيسى الماسَرْجسي، سمع الكوْسج، وفي الرِّحلة الزَّعْفراني، قيل: إنَّ أمير خُراسان اقترض منه مرّة ألف ألف درهم، وانتقى عليه أبو علي الحافظ أجزاء، فبعث إليه بثيابٍ ومئة دينار. 760 - ابنُ مَرْوان * هو الحافظ، أبو إسحاق، إبراهيمُ بنُ عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مَرْوان القرشيُّ الدِّمشقي، محدِّث رحَّال. سمع: موسى بنَ عامر المرِّي (¬1)، وشُعيب بنَ شُعيب بن إسحاق، ويونس بنَ عبد الْأَعلى، وغيرَهم. وعنه: ابنُه محمدُ بنُ إبراهيم، وأبو سُليمان بن زَبْر، وابنُ المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابي، وآخرون. مات في رجب سنة تسع عشرة وثلاث مئة. ¬

_ * تاريخ ابن عساكر: 2/ 229/ ب، سير أعلام النبلاء: 15/ 62، تذكرة الحفاظ: 3/ 805، العبر: 2/ 175، الوافي بالوفيات: 6/ 42، طبقات الحفاظ: ص 335، شذرات الذهب: 2/ 281، تهذب ابن عساكر: 2/ 225. (¬1) في "التذكرة": المزني، تحريف. انظر "أنساب السمعاني" 11/ 268.

761 - المصعبي

761 - المُصْعَبي * الحافظ، أبو بشر، أحمدُ بن محمد بن عَمرو بن مُصْعب بن بشر بن فضالة المَرْوزي الفقيه، متَّهم بالكذب. حدَّث عن محمود بن آدم، وسَعيد بن مَسْعود، وطبقتهما، ثم زعم أنَّه سمع عليَّ بنَ خشرم، فأُنكر ذلك عليه. روى عنه: أبو الفتح الْأَزدي، وابنُ المظفَّر، وغيرهما. قال ابن عدي: رأيتُه بمرو حدَّث بأحاديث مناكير، وسمعتُ محمدَ بن عبد الرحمن الدَّغولي يقول: أنا أكبرُ من أبي بشر بعشر سِنين، وليس عندي عن ابن قُهْزاذ وهو يحدِّث عنه. ورأيتُ الدّغولي يَنسبُه إلى الكذب. قال ابن عدي: وروى عن إسماعيل بن أحمد -والي خراسان- أحاديثَ بواطيل، وهو بيِّن الأمر في الضَّعف (¬1). وقال الدّارقطني: متروكُ الحديث. وقال أيضًا: كان مجرّدًا في السُّنَّة وفي الردِّ على أهل البِدع، وكان حافظًا عذبَ اللسان، ولكنَّه كان يضعُ الحديث عن أبيه عن جدِّه وعن غيرهم، متروكٌ يكذِب (¬2). ¬

_ * المجروحين والضعفاء: 1/ 156، الكامل لابن عدي: 1/ 209، الضعفاء والمتروكون للدارقطني: ص 124، ذكر أخبار أصبهان: 1/ 130، تاريخ بغداد: 5/ 73، أنساب السمعاني: 11/ 346، اللباب: 3/ 220، ميزان الاعتدال: 11/ 49، تذكرة الحفاظ: 3/ 803، العبر: 2/ 197، مرآة الجنان: 2/ 287، طبقات الحفاظ: ص 335، شذرات الذهب: 2/ 298. (¬1) الكامل لابن عدي: 1/ 209 - 210. (¬2) تاريخ بغداد: 5/ 74.

وقال أبو سعد الإِدريسي: منكرُ الحديث، يضعُ الحديثَ على الثقات، لا يُحتج بحديثه، يروي عن أبيه، وعمِّه، ومحمد بن عبد اللَّه بن قُهْزاذ، وعليّ بن خشْرم. قال: وسمعتُ أبا عبد الله محمدَ بنَ أبي سعيد الحافظ يقول: كان أبو بشر المرْوزي يضع الحديث. قال: وكان عند أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد عن أبي بشر الكثير، فكان يمتنعُ من الرِّواية عنه (¬1). وقال أبو نُعيم الحافظ: أبو بشر صاحبُ غرائب ومناكير (¬2). وقال الخطيب: كان من أهل المعرفة والفهم غيرَ أنَّه لم يكنْ ثقة، وله من النُّسخ الموضوعة شيءٌ كثير، ورواياتُه منتشرةٌ عند الخُراسانيين (¬3). وذكر له ابنُ حبّان في كتاب "المجروحين" ترجمةً طويلةً وقال: كان ممّن يضع المتون ويقلبُ الأسانيد، ولعلّه قد قلبَ على الثِّقات أكثرَ من عشرة آلاف حديث، كتبتُ أنا منها أكثرَ من ثلاثة آلاف حديث ممّا لم أشك أنَّه قلبها، ثم آخرَ عمره جعلَ يدَّعي شيوخًا لم يرهم، وروى عنهم، وذاك أنِّي سألتُه قلت: يا أبا بشر! أقدم من كتبتَ عنه بمرو مَنْ؟ قال: أحمد بن سيّار. ثم لمّا امتُحن بتلك المحنة وحُمل إلى بُخارى حدَّث يومًا في دار أبي الطّيب عن عليِّ بن خَشْرم، فاتَّصل بي ذلك، فأَنكرتُ عليه، فكتب يعتذرُ إليّ، وقال: قُرئ عليَّ في وقت شغلي تلك الأحاديث. ثم خرج إلى سِجِسْتان فرواها عن عليِّ بن خَشْرم والفِرْياناني ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 5/ 74. (¬2) ذكر أخبار أصبهان: 1/ 130. (¬3) تاريخ بغداد: 5/ 73.

762 - الأعمشي

وأقرانهما. ثم ذكر له ابنُ حبّاب أحاديثَ كثيرة قلَبَها، ثم قال: على أنَّه كان -رحمه اللَّه- من أصلبِ أهلِ زمانه في السُّنَّة، وأنصرهم لها، وأذبِّهم لحَريمها، وأقمعهم لمَنْ خالفها (¬1). مات في ذي القَعْدة سنةَ ثلاثٍ وعشرين وثلاث مئة، وهو ابنُ ثلاثٍ وسبعين سنة. وفيها مات: أبو إسحاق إبراهيمُ بن حمّاد بن إسحاق الْأزدي الثِّقة العابد، من شيوخ الدّارقطني، وهو ابنُ أخي إسماعيل القاضي. ونحويُّ بغداد أبو عبد اللَّه إبراهيمُ بنُ محمد بن عَرفة الواسطي نِفْطويه. والمحدِّث أبو علي إسماعيلُ بنُ العبّاس الورّاق البغدادي. وعبيدُ اللَّهِ بنُ عبد الرحمن السُّكري البغدادي. وعبيدُ اللهِ بنُ عبد الصَّمد بن المهتدي باللَّه. وعليُّ بنُ محمد بن هارون الحميري صاحب أبي كُريب. وأبو عبيد المَحَاملي القاسمُ بنُ إسماعيل. وأبو التّريك محمدُ بنُ الحسين السّعديُّ الحمصيّ ثم الطرابلسي. والمحدِّث أبو عِمران موسى بنُ العبّاس الجُوَيني. رحمهم اللَّهُ تعالى. 762 - الْأعْمَشي * الحافظُ الثِّقة، أبو حامد، أحمدُ بنُ حَمدون بن أحمدَ بنَ عُمارة بن ¬

_ (¬1) " المجروحين" 1/ 156، 161. * أنساب السمعاني: 1/ 314، اللباب: 1/ 75، سير أعلام النبلاء: 14/ 553 - 555، العبر: 2/ 185، ميزان الاعتدال: 1/ 94، تذكرة الحفاظ: 3/ 805، الوافي بالوفيات: 6/ 361، لسان الميزان: 1/ 164، النجوم الزاهرة: 3/ 241، طبقات الحفاظ: ص 336، شذرات الذهب: 2/ 288.

رُسْتم النَّيسابوري، ويلقَّب أبا تُراب، وكان قد جمع حديثَ الْأَعْمش وحفظَه فقيل له: الْأَعْمشي. وأبوه حَمْدون القصّار (¬1) أحدُ الزُّهاد. سمع الأعمشي: محمدَ بنَ رافع، وعليَّ بن خَشْرم، وإسحاق الكَوْسج، وأبا سعيد الأشجّ، وطبقتهم. وعنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المُزكي، وأبو سَهْل الصُّعلوكي، وأبو أحمد الحاكم. قال الحاكم أبو عبد اللَّه: سمعتُ أبا أحمد الحافظ يقول: حضرتُ ابنَ خُزيمة يسأل أبا حامد الأعمشي: كم روى الأعمشُ عن أبي صالح، عن أبي سعيد؟ وأبو حامد يسردُ التَّرجمة حتى فرغ منها، وابنُ خُزيمة يتعجَّب (¬2). قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: حدَّثنا أحمدُ بنُ حمدون إن حلَّت الرِّواية عنه. فقلت: هذا الذي تذكره في أبي تُراب من جهة المجون والسّخف الذي كان أو لشيءٍ أنكرتَه منه في الحديث؟ قال: بل من جهة الحديث. ثم ذكر أبو علي أحاديثَ أنكرها عليه، أجابه عنها الحاكم وقال: أحاديثُه كلُّها مستقيمة (¬3). مات الأعمشي في ربيع الأول سنةَ إحدى وعشرين وثلاث مئة. رحمه اللَّهُ تعالى. ¬

_ (¬1) ترجمته في "طبقات السلمي": ص 123 - 129. (¬2) أنساب السمعاني: 1/ 315. (¬3) ميزان الاعتدال: 1/ 95.

763 - محمد بن حمدون بن خالد

763 - محمدُ بنُ حَمدون بن خالد * الحافظُ الكبير، أبو بكر النَّيسابوري. سمع: محمدَ بنَ يحيى، وعيسى بنَ أحمد البَلْخي، وأبا زُرْعة، وابنَ وارة، وغيرهم. وعنه: محمدُ بنُ صالح بن هانئ، وأبو علي الحافظ، وأبو محمد المخْلدي، ومحمد بنُ الفضل بن خزيمة، وخلق. قال الحاكم: كان من الثِّقات الأثبات الجوّالين في الأقطار، عاش سبعًا وثمانين سنة (¬1). وقال الخَليلي: حافظٌ كبير، سمع أحمدَ بنَ حفص بن عبد الله، وغيره (¬2). قال الحاكم: توفي في ربيع الآخر سنة عشرين وثلاث مئة. 764 - الطَّحَاوي * * الإِمامُ الحافظُ العلَّامة، صاحبُ التصانيف، أبو جعفر، أحمدُ بنُ ¬

_ * إرشاد الخليلي: لوحة 167، تاريخ ابن عساكر: 15/ 135 ب، سير أعلام النبلاء: 15/ 60 - 61؛ تذكرة الحفاظ: 3/ 807، طبقات الحفاظ: ص 336، شذرات الذهب: 2/ 286. (¬1) سير أعلام النبلاء: 15/ 61. (¬2) إرشاد الخليلي: ورقة 167 / ب. * * فهرست النديم: ص 260، الإكمال لابن ماكولا: (الحجري) 3/ 85 و (الطحاوي) 5/ 271، طبقات الشيرازي: ص 142، أنساب السمعاني: 4/ 67 و 8/ 218، تاريخ ابن عساكر: 2/ 89 / أ، المنتظم: 6/ 250، معجم البلدان: 4/ 22، اللباب: 1/ 343 و 2/ 276، وفيات الأعيان: 1/ 71، سير أعلام النبلاء: 1/ 275 - 33، =

محمد بن سَلامة بن سَلمة بن عبد الملك بن سَلمة بن سليم الْأَزديُّ الحَجْريُّ المصريُّ الحَنَفي. وطَحَا: من قرى مصر. سمع: هارونَ بنَ سعيد الأيلي، وعبدَ الغني بنَ رِفَاعة، ويونس بنَ عبد الأعلى، ومحمدَ بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحرَ بنَ نصر، وخلقًا. روى عنه: أحمدُ بنُ القاسم الخَشّاب، وأبو الحسن محمدُ بنُ أحمد الإخْمِيمي، ويوسفُ المَيانَجي، وابنُ المقرئ، والطَّبراني، وآخرون. خرج إلى الشّام سنةَ ثمانٍ وستين ومئتين، فتفقَّه بالقاضي أبي خازم وبغيره. قال ابن يونسٍ: ولد سنة تسع (¬1) وثلاثين ومئتين، كان أكبرَ من أبي بسَنَة، وكان ثقة، ثبتًا، فقيهًا، عاقلًا، لم يخلّف مثله. وقال أبو إسحاق الشِّيرازي في كتاب "الطبقات" (¬2): انتهتْ إلى أبي جعفر رئاسةُ أصحاب أبي حَنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر أحمدَ بن أبي عمران، وأبي خازم القاضي، وغيرهما، وكان أولًا شافعيًّا ¬

_ = تذكرة الحفاظ: 3/ 808، العبر: 2/ 186، الوافي بالوفيات: 8/ 9، مرآة الجنان: 2/ 281، البداية والنهاية: 11/ 174، الجواهر المضية: 1/ 102، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 116، لسان الميزان: 1/ 274، النجوم الزاهرة: 3/ 239، طبقات الحفاظ: ص 337، حسن المحاضرة: 1/ 350، شذرات الذهب: 2/ 288، الفوائد البهية: ص 31، هدية العارفين: 1/ 58، تهذيب ابن عساكر: 2/ 54، تاريخ التراث العربي: 2/ 85. (¬1) تحرف "التذكرة" إلى: سبع. (¬2) ص 142.

765 - ابن سريج

يقرأ على المُزني، فقال له يومًا: واللَّهِ لا جاء منك شيء، فغضب من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران، فلمّا صنَّف "مختصره" قال: رحم اللَّهُ أبا إبراهيم، لو كان حيًّا لكفَّر عن يمينه. قال ابن يونس: توفي ليلة الخميس مستهلِّ ذي القعدة سنةَ إحدى وعشرين وثلاث مئة. وفيها توفي: بمصر شيخُها أبو بكر أحمدُ بنُ عبد الوارث بن جَرير الْأَسْوانيُّ العسّال. وبهَراة أبو علي أحمدُ بنُ محمد بن علي بن رَزين الباشاني. وبأصبهان أبو علي الحسن بنُ محمد بن النَّضر بن أبي هريرة. وببغداد أبو عثمان سعيدُ بنُ محمد أخو زُبير الحافظ. وشيخ المعتزلة أبو هاشم عبد السلام بن أبي علي الجُبَّائي. وشيخ العربيّة أبو بكر محمدُ بنُ الحسن بن دُريد الْأزدي، وله ثمان وتسعون سنة. رحمهم اللَّهُ تعالى. 765 - ابن سُرَيج * الإمامُ العلَّامة، إمام أصحاب الشّافعي في وقته، القاضي أبو العبّاس، أحمدُ بنُ عُمر بن سُرَيج البغدادي. ¬

_ * فهرست النديم: ص 266، طبقات العبادي: 62، تاريخ بغداد: 4/ 287، طبقات الشيرازي: ص 108، المنتظم: 6/ 149، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 251، وفيات الأعيان: 1/ 66، سير أعلام النبلاء: 14/ 201 - 204، تذكرة الحفاظ: 3/ 811، العبر: 2/ 132، دول الإِسلام: 1/ 185، الوافي بالوفيات: 7/ 260، مرآة الجنان: 2/ 246، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 21، طبقات الإسنوي: 2/ 20، البداية والنهاية 11/ 129، النجوم الزاهرة: 3/ 194، طبقات الحفاظ: ص 338، مفتاح السعادة: 2/ 174، شذرات الذهب: 2/ 247، هدية العارفين: 1/ 57، طبقات الأصوليين: 1/ 165، تاريخ التراث العربي: 2/ 183.

سمع: الحسنَ بنَ محمد الزَّعْفراني، وعليَّ بنَ إشكاب، وعبّاسًا الدُّوري، والرَّمادي، وأبا داود السِّجِسْتاني، وغيرهم. حدَّث عنه: أبو القاسم الطَّبراني، وأبو أحمد الغِطْريفي، وأبو الوليد الفقيه، وآخرون. قال الشيخ أبو إسحاق في "الطبقات" (¬1): ابن سُرَيج يقال له: الباز الْأَشهب، وليَ القضاء بشِيراز، وكان يفضل على جميع الأصحاب حتى على المُزني، وإن فهرستَ كتبه كانت تشتمل على أربع مئة مصنَّف، وكان الشيخ أبو حامد الإِسْفَراييني يقول: نحن نجري مع أبي العبّاس في ظواهر الفقه دون دقائقه. تفقَّه على أبي القاسم الْأَنْماطي، وأخذ عنه خلق، وعنه انتشرَ مذهبُ الشّافعي. وقال الخطيب: شرح المذهبَ ولخَّصَه، وعمل المسائل في الفروع، وصنَّف الكتب في الردِّ على المخالفين من أهل الرأي وأصحاب الظّاهر (¬2). وقال الدّارقطني: أبو العباس أحمد بن عمر بن سُريج القاضي الفقيه الشافعي، سمع الحسن بن محمد الزَّعفراني، وأحمدَ بنَ منصور الرمادي، والنّاس بعد، وجالس داود الأصْبهاني وناظره، وكان يحضر مع ابنه محمد بن داود في مجالس النَّظر، فيناظره ويستظهر عليه. وله مصنَّفات في الفقه على مذهب الشّافعي، وله ردودٌ على المخالفين والمتكلِّمين، وله ردٌّ على عيسى بن أبان العِراقي في الفقه (¬3). ¬

_ (¬1) ص 109. (¬2) تاريخ بغداد: 4/ 287. (¬3) تاريخ بغداد: 4/ 290.

766 - الإلبيري

وقال أبو أحمد بن عدي: سمعتُ أبا علي بن خَيران يقول: سمعتُ أبا العبّاس بن سُريج يقول: رأيتُ في المنام كأنّا مُطِرْنا كبريتًا أحمر، فملأتُ أكمامي وجيبي وحجري، فعُبِّر لي أنِّي أُرزق علمًا عزيزًا كعزَّة الكبريت الأحمر (¬1). مات في جمادى الأولى سنةَ ستٍّ وثلاث مئة، وله سبعٌ وخمسون سنةً وستة أشهر. وقيل له في مرضه: كيف أصبحتَ؟ فقال: مريضٌ غابَ عنه أَقْربوه ... وأَسْلَمهُ المُداوي والحَمِيمُ ثم مات من ليلته. رحمه اللَّهُ تعالى. 766 - الإِلْبِيري * الحافظ، محدِّث الأندلس، أبو جعفر، أحمدُ بنُ عَمرو بن مَنْصور الْأندلسيُّ ثم الإِلْبيري. سمع: يونس ينَ عبد الأعلى، والرَّبيع بنَ سليمان، ومحمدَ بنَ سَنْجر، وعليَّ بنَ عبد العزيز البَغوي، وغيرهم. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: 4/ 288. * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 27، جذوة المقتبس: 139، أنساب السمعاني: 1/ 131، بغية الملتمس: 197، معجم البلدان: 1/ 244، سير أعلام النبلاء: 14/ 569، تذكرة الحفاظ: 3/ 813، طبقات الحفاظ: ص 338، شذرات الذهب: 2/ 264. وقد تقدم أن (الإلبيري) نسبة إلى: إلبيرة -ويقال: يلبيرة ولبيرة- وهي كورة كبيرة من الأندلس.

767 - ابن معدان

ذكره أبو الوليد بن الدَّباغ في الطبقة السادسة من الحفاظ. وقيل: إنَّه كان بصيرًا بعِلل الحديث، وإليه كانت الرِّحلة بالأندلس، ويعرف أيضًا بابن عَمْريل، وليَ خطابة مدينة إِلْبيرة. ومات سنةَ اثنتي عشرة وثلاث مئة. 767 - ابن مَعْدان * الحافظُ الرحّال، أبو بكر، محمدُ بنُ أحمدَ بنِ راشِد بن مَعْدان الثَّقفي مولاهم الْأَصْبهاني. سمع: أحمدَ بنَ الفرات، وسلم بنَ جُنادة، وموسى بنَ عامر الدِّمشقي، وإبراهيم بن سعيد الجَوْهري، وطبقتهم. وحدَّث ببغداد بمسند أبي داود. روى عنه: أبو الشّيخ، والطَّبراني، وابنُ المقرئ، وغيرهم. قال أبو الشيخ (¬1): هو محدِّث ابنُ محدِّث، كثيرُ التَّصانيف. مات سنةَ تسعٍ وثلاث مئة بكَرْمان. ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 243، تاريخ بغداد: 2/ 301، سير أعلام النبلاء: 14/ 404 - 405، تذكرة الحفاظ: 3/ 814، الوافي بالوفيات: 3/ 68، النجوم الزاهرة: 3/ 203، طبقات الحفاظ: ص 339، شذرات الذهب: 2/ 258، تاريخ التراث العربي: 1/ 273. (¬1) في "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 243.

768 - مكحول

768 - مَكْحُول * المحدِّث الحافظ، أبو عبد الرّحمن، محمدُ بنُ عبد الله بن عبد السّلام بن أبي أيّوب البيروتي. سمع: أبا عُمير عيسى بنَ محمد النحَّاس، ومحمد بنَ هاشم البَعْلبكَي، ومحمد بنَ إسماعيل بن علَيَّة، ومحمد بنَ عبد اللَّه بن عبد الحكم، وسُليمان بنَ سيف الحرَّاني، وغيرهم. روى عنه: أبو سليمان بن زَبْر، وابنُ المقرئ، وأبو أحمد الحاكم، وآخرون. وكان من الثِّقات. توفي في أول شهر جمادى الآخرة سنةَ إحدى وعشرين وثلاث مئة. 769 - ابن الجَبَّاب * * الحافظُ العلَّامة، شيخ الأندلس، أبو عمر، أحمدُ بنُ خالد بنُ يزيد القُرطبي، المعروف بابن الجبَّاب- نسبة إلى بيع الجِبَاب. ذكره أبو الوليد بنُ الدبَّاغ في الحفّاظ في الطَّبقة السّادسة. ¬

_ * أنساب السمعاني: 2/ 361، معجم البلدان: 1/ 525، سير أعلام النبلاء: 15/ 33 - 34، تذكرة الحفاظ: 3/ 814، العبر: 2/ 187، الوافي بالوفيات: 3/ 346، النجوم الزاهرة: 3/ 242، طبقات الحفاظ: ص 339، شذرات الذهب: 2/ 291. * * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 31، الإكمال لابن ماكولا: 2/ 138، جذوة المقتبس: 113، أنساب السمعاني: 3/ 170، بغية الملتمس: 175، اللباب: 1/ 253، سير أعلام النبلاء: 15/ 240 - 241، العبر: 2/ 192، تذكرة الحفاظ: 3/ 815، الوافي بالوفيات: 6/ 371، مرآة الجنان: 2/ 285، الديباج المذهب: 1/ 159، النجوم الزاهرة: 3/ 247، طبقات الحفاظ: ص 339، شذرات الذهب: 2/ 293.

770 - عبد الملك بن محمد بن عدي

وسمع: بَقيَّ بنَ مَخْلد، ومحمدَ بنَ وضّاح، وقاسم بن محمد، وإسحاقَ الدَّبَري باليمن، وعليَّ بنَ عبد العزيز البغوي بمكّة، وطبقتهم. حدث عنه: ابنُه محمد، ومحمدُ بنُ محمد (¬1) بن أبي دُلَيم، وعبدُ اللهِ بنُ محمد بن علي الباجي، وأهل قُرطبة. ذكره القاضي عِياض فقال: كان إمامًا في الفقه لمالك، وكان في الحديث لا يُنازع، سمع منه خلق كثير، وصنَّف "مسند مالك"، وكتاب "الصلاة"، وكتاب "الإِيمان"، وكتاب "قصص الأنبياء". ولد سنة ست وأربعين ومئتين، ومات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة. وفيها توفي: قاضي مصر أبو العبّاس أحمدُ بنُ أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قُتيبة، وكان يحفظُ تصانيف أبيه. وشيخُ الصوفية خير النَّسَّاج. وأبو جعفر محمدُ بنُ إبراهيم الدَّيبلي المكي. وشيخ الصُّوفية أبو علي الرُّوذباري. 770 - عبدُ الملكِ بنُ محمد بن عَدي * الحافظُ الفقيه، أبو نُعيم الجُرْجاني الإِسْتَراباذي. ¬

_ (¬1) في "التذكرة": محمد بن أحمد، خطأ. انظر "تاريخ ابن الفرضي" 2/ 83. * تاريخ جرجان: ص 276، طبقات العبادي: 55، تاريخ بغداد: 10/ 428، طبقات الشيرازي: ص 104، أنساب السمعاني: 1/ 214، المنتظم: 6/ 245، معجم البلدان: 1/ 175، اللباب: 1/ 51، سير أعلام النبلاء: 14/ 541 - 547، تذكرة الحفاظ: 6/ 813، العبر: 2/ 198، مرآة الجنان: 2/ 287، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 3351، طبقات الإسنوي: 1/ 70، البداية والنهاية: 11/ 831، النجوم الزاهرة: 3/ 251، طبقات الحفاظ: ص 340، شذرات الذهب: 2/ 299، هدية العارفين: 1/ 624، الرسالة المستطرفة: ص 144.

سمع: علي بنَ حرب، وعمر بن شبَّة، والرّبيع بنَ سليمان المُرادي، وأحمدَ بنَ منصور الرَّمادي، وخلقًا. وكتب بالحرمين، ومصر، والشّام، والعراق، والجزيرة، وخُراسان، وتخرّج بأبي زُرْعة وأبي حاتم. حدَّث عنه: ابن صاعد مع تقدمه، وأبو علي الحافظ، وأبو محمد المَخْلدي، وأبو إسحاق المزكِّي، وأبو بكر الجَوْزقي، والطَّبراني، وخلق. قال الحاكم: كان من أئمَّة المسلمين، ورد نَيسابور وهو قاصد بُخارى، فأخذ عنه الحفّاظ. وسمعتُ الأستاذ أبا الوليد حسّان بنَ محمد يقول: لم يكنْ في عصرنا من الفقهاء أحد أحفظَ للفقهيّات وأقوال الصَّحابة بخراسان من أبي نُعيم الجرجاني، ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد النَّيسابوري (¬1). وقال أبو علي الحافظ: كان أبو نُعيم الجرجاني أحدَ الأئمة، ما رأيتُ بخراسان بعد أبي بكر -يعني ابن خُزيمة- مثلَه أو أفضلَ منه، كان يحفظ الموقوفاتِ والمراسيل كما نحفظُ نحن المسانيد (¬2). وقال الخطيب: كان أحدَ أئمّة المسلمين، ومن الحفّاظ لشرائع الدِّين، مع صدقٍ وتورُّعٍ وتيقُّظ (¬3). وقال الإِدريسي: ما أعلم نشأ باستراباذ مثلُه في حفظه وعلمه. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 542، 543. (¬2) تاريخ بغداد. 10/ 429. (¬3) تاريخ بغداد: 10/ 428.

771 - الجويني

وقال حمزة السَّهمي: كان مقدَّمًا في الفقه والحديث، وكانت الرِّحلة إليه (¬1). وقال الخليلي: كان من الأئمَّة في هذا الشّأن، وله تصانيف في الفقه، وكتاب "الضعفاء" في عشرة أجزاء، حدَّثنا عنه جماعة، وكان أستاذَ عبد اللَّه بن عَدي الجرجاني (¬2). ولد سنة اثنتين وأربعين ومئتين، ومات في ذي الحجّة سنة ئلاثٍ وعشرين وثلاث مئة. 771 - الجُوَيني * الحافظُ النَّبيل، أبو عمران، موسى بنُ العبّاس، صاحب "المسند الصحيح" المخرّج على مسلم. سمع: عبدَ اللهِ بنَ هاشم، وأحمدَ بنَ الأزهر، ومحمدَ بنَ يحيى، وأحمدَ بن يوسف السُّلمي، ويونسَ بنَ عبد الأعلى، وطبقتهم. روى عنه: الحسنُ بن سفيان مع تقدُّمه، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو محمد المَخْلدي، وخلق. ¬

_ (¬1) تاريخ جرجان: ص 276. (¬2) إرشاد الخليلي: ورقة 154/ أ. * أنساب السمعاني: 3/ 385، تاريخ ابن عساكر: 17/ 141 / ب، معجم البلدان: 2/ 192، اللباب: 5/ 311، سير أعلام النبلاء: 15/ 235 - 236، تذكرة الحفاظ: 3/ 818، طبقات الحفاظ: ص 341، شذرات الذهب: 2/ 300، هدية العارفين: 2/ 478، الرسالة المستطرفة: ص 28.

قال الحاكم أبو عبد الله: هو حسنُ الحديث بمرّة، صنَّف على كتاب مسلم، وصحبَ أبا زكريّا الأعرج بمصر والشام، وسمعت الحسنَ بنَ أحمد يقول: كان أبو عمران الجُويني في دارنا، وكان يقوم اللَّيل ويصلي، ويبكي طويلًا (¬1). مات بجُوين سنةَ ثلاثٍ وعشرين وثلاث مئة. * * * ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 15/ 235 - 236.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

772 - ابن زياد

772 - ابن زياد * الحافِط الفقيه العلَّامة، أبو بكر، عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون، النَّيسَابُوريُّ، الشَّافِعي، صاحب التَّصانيف. سمع عبدَ الله بن هاشم الطوْسي، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، والرّبيع، والمُزَني، والزَّعْفَراني، وعلي بن حَرْب، وأبا زُرْعة، وخلائق. وعنه: ابنُ عُقْدة، وأبو علي النّيسَابوري، وحمزة الكِنَانيُّ، وأبو إسحاق بن حمزة، ودَعْلَج، وابن المُظَفَّر، والدَّارَقُطْني، وابن حَيُّويه، والمُخَلِّص، وخَلْق سواهم. قال الخطيبُ: رَحَل إلى العرإق والشام ومِصْر، ثم سكن بغداد. وكان حافظًا، متقنًا، عالمًا بالفقه، ثِقَةً (¬1). وقال الحاكم: كان إمام عصره من الشَّافعية بالعراق، ومن أحفظ الناس للفقهيات، واختلافِ الصَّحَابة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 10/ 120 - 122، طبقات الفقهاء للشيرازي: 113 - 114، المنتظم: 6/ 286 - 287، سير أعلام النبلاء: 15/ 65 - 68، تذكرة الحفاظ: 3/ 819 - 820، العبر: 2/ 201 - 202، مرآة الجنان: 2/ 288 - 289، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 310 - 314، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 481، البداية والنهاية: 11/ 186، النجوم الزاهرة: 3/ 259، طبقات الحفاظ: 341 - 342، شذرات الذهب: 2/ 302. (¬1) "تاريخ بغداد": 10/ 121 - 121.

وقال الدَّارَقطْني: ما رأيت أحفظَ من أبي بكر النَّيسَابوري، كان يعرف زيادات الألفاظ في المتون (¬1). وقال يوسف القَوَّاس: سَمِعْتُ أبا بكر النَّيسَابوري يقول: تعرف مَنْ أقَام أربعين سنة لم ينمِ اللَّيل، ويتقوَّت كلَّ يوم بخمس حَبَّات، يصلِّي صلاةَ الغَدَاة على طهارة العِشاء الآخرة؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أُمَّ عبد الرحمن، أيش أقول لمن زوَّجي؟ ثم قال: ما أراد إلَّا الخير (¬2). وقال الدَّارَقُطْني: كُنَّا ببغداد في مجلس فيه جماعة حُفَّاظ يتذاكرون: أبو طالب الحافظ، والجِعَابي، وغيرُهما. فجاء فقيه فسأل: مَنْ روى عن النبي صلى الله عليه وسلم "جُعِلت لي الأرض مسجِدًا وجُعِلَتْ تُرْبتُها لنا طَهُورًا" بهذا اللَّفْظ؟ فلم يجيبوه، ثم قالوا: ليس لنا غير أبي بكر النَّيسَابوري، فقاموا إليه، فسألوه عن هذه اللَّفْظة، فقال: نعم، حدثنا فلان عن فلان- وساق الحديث من حِفْظه. قلت: رواه مُسْلم (¬3) من حديث أبي مالك الأشْجَعي عن رِبْعي عن حُذَيفة. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) "تاريخ بغداد" 10/ 122. (¬3) في "صحيحه" (522) في أول كتاب المساجد من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي، عن حذيفة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف =

ولأبي بكر بن زياد زيادات على كتاب المُزَني (¬1). وهو صاحب وجه في مذهب الشَّافعي. ولد سنة ثمانٍ وثلاثين ومئتين. ومات في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاث مئة. وفيها: مات مقرئُ العراق أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد العَطَشي. والفقيه الإمام أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد بن المُغَلِّس البغدادي؛ والظَّاهري، صاحبُ التصانيف. أخذ عن محمد بن داود، وانتشر عنه مَذْهب داود في البلاد. ومحدِّث حِمْص وقاضيها أبو القاسم عبد الصمَد بن سعيد الكِنْدي. والعلَّامة أبو الحسن عليُّ بن إسماعيل بن أبي بشرٍ الأَشْعَري، البصريُّ، صاحبُ التصانيف. ومحدِّث واسط أبو الحسن علي بن عبد الله بن مُبَشِّر. وشيخ الحَنَفية أبو القاسم علي بن محمد بن كاس، النَّخَعي، الكوفي، وقاضي دمشق. وقاضي الأنْدَلس العلَّامة أبو عمر أحمد بن بَقِيّ بن مَخْلَد. وواعظ المَشْرق أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسين النَّيسَابوري. انبهَرَ (¬2) ابنُ خُزَيمة بمجلسه، وقال: ما رأى أبو القاسم مثل نفسه. ¬

_ = الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجعلت تربتها لنا طهورًا إذا لم نجد الماء". وانظر "تاريخ بغداد": 10/ 121 - 122. (¬1) "طبقات الشيرازي": 113، وانظر "كشف الظنون": 2/ 1636. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 821 ابتهر، وهو تصحيف.

773 - ابن الشرقي

773 - ابن الشَّرْقي * الإمام، الحافظ، الثَّبْت، أبو حامد، أحمد بن محمد بن الحسن، النَّيسابوري (¬1). سمع محمدَ بنَ يحيى، وأحمدَ بن الأَزْهر، وأحمد بن حَفْص بن عبد الله السُّلَمي، وعبد الرحمن بن بِشْر بن الحكم، وطبقتهم ببلده. ثم ارتحل، فأخذ بالرَّي عن أبي حاتم، وبمكَّة عن ابن أبي مَسَرَّة، وببغداد عن أبي بكر الصَّاغَاني، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وبالكوفة عن أحمد بن أبي غَرَزة، وطبقتهم. وصنَّف "الصحيح"، وحجَّ مرات. روى عنه: ابن عُقْدة، والعَسَّال، وابن عَدي، وأبو علي الحافظ، وزاهر بن أحمد، وأبو بكر الجَوْزَقي، وغيرهم. ¬

_ * الإرشاد للخليلي (خ): الورقة 168 - 169، تاريخ بغداد: 4/ 426 - 427، الأنساب: 7/ 319 - 320، المنتظم: 6/ 289، معجم البلدان: 2/ 337، اللباب: 2/ 17، سير أعلام النبلاء: 15/ 37 - 40، تذكرة الحفاظ: 3/ 821 - 822، العبر: 2/ 204 - 205، ميزان الاعتدال: 1/ 156، الوافي بالوفيات: 7/ 379، مرآة الجنان: 2/ 289، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 41 - 42، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 90، البداية والنهاية: 11/ 881، لسان الميزان: 1/ 306، النجوم الزاهرة: 3/ 261، طبقات الحفاظ: 342، شذرات الذهب: 2/ 306، تاج العروس (شرق)، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 1/ 342. وكان يسكن الجانب "الشرقي" بنيسابور؛ فنسب إليه. (¬1) في أصول " الأنساب"، و"اللباب"، و "معجم البلدان": محمد بن الحسن، وهو وهم.

قال الحاكم: كان واحد عصره في المعرفة، وصاحب "الصَّحيح"، وتلميذ مُسْلم بن الحَجّاج، سمع بِخُرَاسان والعراق والحجاز. وقال الخطيب: كان ثِقَةً، ثبتًا، مُتْقِنًا، حافظًا، قدم بغداد، وحَدَّث بها. أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي أنه سمع محمد بن إسحاق بن خُزَيمة -ونَظَر إلى أبي حامد بن الشَّرْقي- فقال: حياة أبي حامد تحجُزُ بين النَّاس والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (¬1). وقال الخَليليُّ: سمعت أحمدَ بنَ أبي مُسْلم الفارسي الحافظ يقول: سمعت ابنَ عدي يقول: لم أَرَ أَحْفَظَ، ولا أَحسن سَرْدًا من أبي حامد بن الشَّرْقي، كتبت جَمْعَه لحديث أيوب السَّخْتِياني، فكنت أقرأ عليه من كتابه، ويقرأ معي حِفْظًا مِنْ أوَّله إلى آخره (¬2). وقال أبو عبد الرحمن السُّلَمي (¬3): سألت الدَّارَقُطْني عن أبي حامد بن الشَّرْقي، فقال: ثِقَة مأمون إمام. قلت: فما تكلم فيه ابنُ عُقْدة؟ فقال: سبحان الله! وترى يؤثِّر فيه مِثْلُ كلامه، ولو كان بدل ابن عُقْدة يحيى بنُ معين؟ قلت: فأبو علي الحافظ؟ فقال: ومَنْ أبو علي حتى يُسمع كلامه فيه، وإن كان مقدَّمًا في الصنعة؟ رحم الله أبا حامد، إنه صحيح الدِّين، صحيح الرّواية. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 4/ 426 - 427. (¬2) "الإرشاد" للخليلي (خ): من 168 - 169. (¬3) "سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ والرواة" جمعها السلمي. منه نسخة خطية في خزانة أحمد الثالث باستانبول. انظر "تاريخ التراث العربي" لسزكين: مج 1 / ج 4/ 184، وسترد ترجمة السلمي تحت رقم / 942 / من هذا الكتاب.

774 - الدغولي

وقال حمزة بن يوسف السَّهْمي: سألت أبا بكر بنَ عَبْدَان عن ابن عُقْدة إذا حكى حكايةً عن غيره من الشُّيوخ في الجَرْح والتَّعْديل، هل يُقبل قولُه أم لا؟ قال: لا يُقْبل (¬1). ولد أبو حامد سنة أربعين ومئتين. ومات في شهر رمضان سنة خمسٍ وعشرين وثلاث مئة (¬2). وتقدَّم في الصَّلاة عليه أخوه أبو محمد عبد الله بن الشَّرْقي (¬3). وفيها: مات المُسْنِد الكبير أبو بكر أحمد بن عبد الله النَّحَّاس البَغْدادي، وكيلُ أبي صخرة، أحد الثِّقَات. ومسندِ بغداد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصَّمد الهاشمي، راوي "الموطَّأ" عن أبي مصعب. ومحدِّث نَيسَابور أبو حاتم مكِّي بنُ عَبْدان التميمي. والمقرئ أبو مُزَاحم موسى بن عُبيد الله الخَاقَاني ببغداد 774 - الدَّغُوْليُّ * الإِمام، الحافظ، أبو العباس، محمد بن عبد الرحمن بن محمد، السَّرَخْسي. ¬

_ (¬1) " سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ في الجرح والتعديل": 160. (¬2) في "الإرشاد" للخليلي (خ): ورقة 168 "مات سنة ثمان عشرة وثلاث مئة". وقد وهم سزكين في تاريخي ولادته ووفاته. إذ جعل ولادته سنة / 230 / هـ، ووفاته سنة / 315 / هـ. انظر "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 342. (¬3) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 15/ 40. * الأنساب: 5/ 322، اللباب: 1/ 421، سير أعلام النبلاء: 14/ 557 - 562، تذكرة الحفاظ: 3/ 823 - 824، العبر: 2/ 205، الوافي بالوفيات: 3/ 226، =

سمع عبد الرحمن بن بِشْر بن الحكم، والذُّهْلي، ومحمد بن إسماعيل الأحْمَسي، وخلقًا بخُراسان والعراق. روى عنه: أبو علي الحافظ، والجَوْزَقي، وطائفة. ذكر أبو الوليد الفقيه (¬1) أنه قال: لِمَ لا تقنُت في الصُّبح؟ قال: لراحة الجسد، ومداراة الأهل والولد، وسُنَّة أهل البلد. وعن ابن عدي قال: ما رأيت مِثْلَ أبي العَبَّاس الدَّغُوْلي. وقال أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الحافظ: خرجنا مع ابن خُزَيمة إلى سَمَرْقَنْد لتهنئة الأمير الشَّهيد، وللتعزية عن الأمير الماضي أبي إبراهيم، فلما انصرفنا قلت لابن خُزَيمة: ما رأينا في سَفَرنا مثل أبي العَبَّاس الدَّغُوْلي. فقال ابنُ خزيمة: ما رأيت أنا مثل أبي العَبَّاس. وقد رُوي عن الدَّغُوْلي أنه قال: أربع مُجَلَّدات لا تفارِقُني سَفرًا وحَضرًا: كتاب المُزَني، وكتاب "العين"، و "التَّاريخ" للبُخَاري، و "كليلة ودِمْنَة". ¬

_ = طبقات الشافعية للإِسنوي: 1/ 518 - 519، طبقات الحفاظ: 343، شذرات الذهب: 2/ 307، الرسالة المستطرفة: 136. والدغولي: بفتح الدال المهملة وضم الغين المعجمة وفي آخرها اللام بعد الواو: هذه النسبة إلى دغول؛ وهو اسم رجل -هكذا سمعت بعض السرخسيين- ويقال للخبز الذي لا يكون رقيقًا بسرخس الجرادق الغلاظ: دغول، ولعل بعض أجداده كان يخبز. انظر "الأنساب": 5/ 321 - 322، وكذلك ضبط في "الوافي بالوفيات": 3/ 226، وفي "طبقات الشافعية" للإسنوي: 1/ 519 "بدال مهملة مضمومة، وغين معجمة، بعدها لام". (¬1) ستأتي ترجمته تحت رقم / 832 / من هذا الكتاب.

775 - المحاملي

مات سنة خمسٍ وعشرين وثلاث مئة. 775 - المَحَامِلِيُّ * القاضي الإِمام الحافظ، شيخ بغداد ومحدِّثها، أبو عبد الله الحسين بن [إسماعيل بن] (¬1) محمد بن إسماعيل، الضَّبِّي، البَغْدَادي. ولد في أول سنة خمس وثلاثين ومئتين. وأوَّل سماعه في سنة أربع وأربعين. سمع أبا حُذَافة السَّهْمي؛ صاحب مالك، وأحمد بن المِقْدام العِجْلي، والفَلَّاس، ويعقوب الدّوْرَقي، ومحمد بن المثنَّى، والزبير بن بكَّار، والبُخَاري، وخلائق. روى عنه: دَعْلَج، والجِعَابي، والدَّارَقُطْني، وابن المُظَفَّر، وابن جُمَيع، وابن الصَّلْت، وأبو عمر بن مهدي، وغيرهم. قال الخطيب: كان فاضلًا صادِقًا ديِّنًا، شَهدَ عند القُضَاة وله عشرون سنة، وولي قضاء الكوفة ستين سنة. حدثني الصُّوري أَنَّ ابنَ جُميع قال له: عند المحاملي سبعون رجلًا من أصحاب ابن عُيينة. ¬

_ * أخبار الراضي والمتقي للصولي: 230، الفهرست: 288، تاريخ بغداد: 8/ 19 - 23، الأنساب: 1510، المنتظم: 6/ 327 - 328، اللباب: 3/ 103 - 104، سير أعلام النبلاء: 15/ 258 - 263، تذكرة الحفاظ: 3/ 824 - 826، العبر: 2/ 222، الوافي بالوفيات: 12/ 341 - 342، مرآة الجنان: 2/ 297، البداية والنهاية: 11/ 203 - 204، طبقات الحفاظ: 343، شذرات الذهب: 2/ 326، الرسالة المستطرفة: 93 - 94، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 1/ 357 - 358. (¬1) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تاريخ بغداد" 8/ 19.

وحدَّثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان قال: سمعت أبا بكر الدَّاودي يقول: كان يحضرُ مجلس المَحَامِلي عشرة آلاف رجل، واستعفى من القَضَاء قبل سنة عشرين وثلاث مئة، وكان محمودًا في ولايته، وكان سنة سبعين ومئتين عَقَد (¬1) في داره مجلسًا للفِقْه، فلم يزل أهل العِلْم والنظر يختلفون إليه (¬2). وقال محمد بن الحسين الإِسْكاف: رأيت في النَّوْم كأنَّ قائلًا يقول: إن الله ليدْفَعُ عن أهلِ بغدادَ البلاءَ بالمحامليِّ (¬3). وقال حمزةُ بنُ محمد بن طاهر: سمعت أبا حفص بنَ شاهين يقول: حَضَر معنا ابنُ المُظَفَّر مجلس المَحَاملي فقال لي: يا أبا حفص، ما عدِمْنَا من أبي محمد بنِ صاعد إلّا عينيه (¬4). يريد أَنَّ المَحَامليَّ نظير ابنِ صَاعد في الغلُوِّ والثِّقَة. أملى المَحَاملي مجلِسًا في ثاني عشر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاث مئة، ثم مات بعده بأحدَ عشر يومًا (¬5). وفيها: مات مسنِدُ خُرَاسان أبو حامد أحمد بنُ محمد بن يحيى بن بلال النَّيْسَابوري. وكبير الصوفية أبو يعقوب إسحاق بن محمد النَّهْرجُوري، العارف. وإمام الشافعية أبو بكر محمد بن عبد الله الصَّيرَفي البَغْدَادي. وقاضي دمشق أبو يحيى زكريا بنُ أحمدَ بنِ المحدِّث ¬

_ (¬1) في الأصل: وعقد. (¬2) انظر "تاريخ بغداد": 8/ 20 - 22. (¬3) المصدر السابق. (¬4) "تاريخ بغداد": 8/ 20. (¬5) "تاريخ بغداد": 8/ 22 - 23.

776 - محمد بن نوح

يحيى بن موسى خَتِّ البَلْخِي. وأبو هاشم عبد الغَافر بنُ سلامة الحِمْصي المحدِّث، وهو في عَشْر المئة. والمحدِّث عبد الله بن يونس القَبْرِي القُرْطُبي، صاحب بَقِيّ بن مَخْلَد. ومسنِدُ أصْبَهَان أبو جعفر محمدُ بنُ عمرَ بن حَفْص الجُورجيري. وقُدْوة العباد أبو صالح الذي ينسب إليه المسجد بشرقيّ دمشق. 776 - محمَّد بن نوح * الجُنْدَيسَابوريّ، الحافظ، أبو الحسن. روى عن: هارون بن إسحاق، [والحسن] (¬1) بن عرفة، وعلي بن حَرْب، وشعيب بن أيوب، وغيرِهم. وعنه: الدَّارَقُطْني، وابنُ شَاذَان، وابنُ شَاهين، وعيسى بن علي الوزير، وآخرون. قال ابنُ يونس: كان ثِقَةً حافظًا، قدم مِصْر، وكتبنا عنه في سنة أربع وثلاث مئة. وقال الدَّارَقُطْني: كان ثِقَةً مأمونًا، ما رأينا أصحَّ من كُتُبه. قال ابنُ قانع: مات في ذي القَعْدة سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 3/ 324، الأنساب: 3/ 318 - 319، تاريخ ابن عساكر (خ): 16/ 32 أ - 33 أ، سير أعلام النبلاء: 15/ 34 - 35، تذكرة الحفاظ: 3/ 826 - 827، طبقات الحفاظ: 344، شذرات الذهب: 2/ 291. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر واضحًا في التصوير.

777 - برداعس

777 - بردَاعِس * الحافظ، أبو بكر، محمد بن برَكة بن الحكم بن إبراهيم، اليَحْصِبي، القِنَّسْريني، ثم الحلبي الملقّب ببرداعِس (¬1). روى عن: أحمدَ بنِ شيبان الرَّمْلي، ومحمد بن عَوْف، وهلال بن العَلاء، ويوسف بن سعيد بن مُسَلَّم، وغيرهم. وعنه: شيخه عثمان بن خُرَّزاذ الحافظ، وأبو سليمان بن زبْر، وابن عَدِي، وابن المقرئ، والمَيَانَجي، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأبو بكر بنُ أبي الحديد، وآخرون. قال ابنُ ماكولا: كان حافظًا (¬2). وقال أبو أحمد الحافظ: رأيته حَسَنَ الحِفْظ. وروى السَّهْمي عن الدَّارَقطْني أنَّه ضعيف (¬3). مات سنة سبعٍ وعشرين وثلاث مئة (¬4). ¬

_ * الإكمال: 1/ 233 - 234، تاريخ ابن عساكر (خ): 15/ 68 أ - 69 أ، معجم البلدان 4/ 404، اللباب: 3/ 8، سير أعلام النبلاء: 15/ 81 - 82، تذكرة الحفاظ: 3/ 827 - 828، العبر: 8/ 202 - 209، المغني في الضعفاء: 2/ 559، ميزان الاعتدال: 3/ 489، الوافي بالوفيات: 2/ 247، لسان الميزان: 5/ 91، طبقات الحفاظ: 344، شذرات الذهب: 2/ 309. (¬1) في "الإكمال"، و "تذكرة الحفاظ" و"العبر" و"طبقات الحفاظ" برداغس -بالغين المعجمة- وفي "ميزان الاعتدال"، و"لسان الميزان" ذاعر، وفي "المغني" برداغس -بالعين المهملة- وقد كتب فوقها كلمة صح، وهو ما يوافق أصلنا. (¬2) "الإكمال" 1/ 234. (¬3) "سؤالات السهمي": 119 - 120. (¬4) في "معجم البلدان" و"طبقات الحفاظ" سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة.

778 - محمد بن مخلد بن حفص

778 - محمَّد بن مَخْلَد بن حفص * الثقة الإِمام، مسنِدُ بغداد، أبو عبد الله، الدُّوري العَطَّار، الخضيب. سمع أبا حُذَافة السَّهْمي، والحسن بنَ عَرَفة، ويعقوب الدَّوْرَقي، ومُسْلم بن الحَجَّاج، ومحمد بن الوليد البُسْري، والزُّبير بن بكَّار، وغيرهم. وعنه: ابن عُقْدة، والآجُرّي، والجِعَابي، والدَّارَقُطْني، وأبو عمر بن مهدي، وآخرون. وكان معروفًا بالاجتهاد في الطَّلب، مذكورًا بالعبادة. سئل عنه الدَّارَقُطْني فقال: ثِقَة مأمون (¬1). وقال الخطيب: أخبرنا محمد بن عبد العزيز البَرْذَعي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، قال: ماتت والدتي فنزلت ألحدُها فانفرجت فرجة عن قبرٍ بلِزْقها، فإذا رجل عليه أكفان جدُد، وعلى صدره طاقة ياسمين طرية، فشممتها فإذا هي أذكى (¬2) من ¬

_ * الفهرست: 288، تاريخ بغداد: 3/ 310 - 311، طبقات الحنابلة: 2/ 73 - 74، الأنساب: 5/ 357 - 358، المنتظم: 6/ 334، معجم البلدان: 2/ 481، اللباب: 1/ 428، سير أعلام النبلاء: 15/ 256 - 257، تذكرة الحفاظ: 3/ 828 - 829، العبر: 2/ 227، البداية والنهاية: 11/ 207، لسان الميزان: 5/ 374، طبقات الحفاظ: 344 - 345، كشف الظنون: 1/ 27، شذرات الذهب: 2/ 331، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 1/ 359 - 360. (¬1) "سؤالات السهمي": 81. (¬2) في "تاريخ بغداد": أزكى، وهو وهم.

779 - ابن أبي حاتم

المِسْك، وشمَّها جماعة كانوا معي، ثم رددتها إلى موضعها (¬1). توفي ابنُ مَخْلَد في جُمَادى الآخرة سنةَ إحدى وثلاثين وثلاث مئة، وله ثمان وتسعون سنة (¬2). وفيها: مات بالكوفة هَنَّاد بن السَّرِي الصَّغير. يروي عن أبي سعيد الأشَجّ، وغيره. ومات ببغداد المسنِدُ الواعظ يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد الجَصَّاص، شيخ الدَّارَقطْني، وفي حديثه وَهْمٌ كثير. وراوي " المُسْنَد الكبير" أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شَيبَة السَّدُوسِي، البَغْدادي. وكان ثقة. ومسنِدُ البصرة أبو رَوْق أحمد بن محمد بن بكر الهِزَّاني. 779 - ابنُ أبي حاتم * الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام، أبو محمد، عبد الرحمن بن الحافظ أبي حاتم محمد بن إدريس بن المُنْذر، التَّميمي، الحَنْظَلي، الرَّازِي. ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ بغداد" 3/ 311. (¬2) أي أن ولادته سنة / 233 / هـ، وفي "طبقات الحنابلة": 2/ 74 "مولده سنة ثلاث وثمانين ومائتين"، وهو وهم. * الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 121 - 122، طبقات الحنابلة: 2/ 55، الأنساب: 4/ 252 - 253، معجم البلدان: 2/ 311، 3/ 120 - 121، تذكرة الحفاظ: 3/ 829 - 832، العبر: 8/ 202، ميزان الاعتدال: 2/ 587 - 588، دول الإسلام: 1/ 158، فوات الوفيات: 2/ 287 - 288، مرآة الجنان: 2/ 289، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 324 - 328، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 416 - 417، البداية والنهاية: 11/ 191، لسان الميزان: 3/ 432 - 433، =

وقيل: إنَّ الحَنْظَلي نسبة له إلى دَرْب حَنْظَلة بالرَّي (¬1). ولد سنة أربعين، وارتحل به أبوه فأدرك الأسانيد العالية. سمع أبا سعيد الأَشَج، وعلي بن المنذر الطَّريقي، والحسن بن عَرَفة، وأحمد بن سِنَان القَطَّان، ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن إسماعيل الأَحمَسي، وابن وَارَة، وأبا زُرْعة، وخلقًا كثيرًا. ولم يرحل إلى خُرَاسان. روى عنه: حُسَينك التميمي، وأبو الشَّيخ الأصْبهاني، وأبو أحمد الحاكم، وعلي بن محمد القَصَّار، وخَلْق. وله تَصَانيف كثيرة، منها: كتاب "التَّفْسير" (¬2)، وهو كتاب جليل فيه آثار كثيرة لم يذكرها ابنُ جرير. ومنها: كتاب "الجَرْح والتَّعْديل" (¬3) ومنها "كتاب في الرَّدَّ على الجَهْمِيَّة" (¬4). قال الحافظ أبو الحسن بن القطان: أبو محمد بن أبي حاتم إمام من أئمة خراسان، كثير التصنيف. وقال أبو الوليد الباجي: هو ثقة حافظ. ¬

_ = النجوم الزاهرة: 3/ 265، طبقات المفسرين للسيوطي: 17 - 18، طبقات الحفاظ: 345 - 346، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 279 - 281، شذرات الذهب: 2/ 308 - 309، الرسالة المستطرفة: 72، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 1/ 352 - 355. (¬1) انظر "الأنساب": 2/ 251. (¬2) انظر مظانه في "تاريخ التراث العربي" لسزكين: مج 1 / ج 1/ 354. (¬3) طبع في حيدر آباد سنة 1953 م. (¬4) انظر المصدر السابق.

وقال أبو يَعْلى الخَليلي: أخذ عِلْمَ أبيه، وأبي زُرْعة، وكان بحرًا في العلوم، ومعرفة الرِّجال، صنَّف في الفِقْه، واختلاف الصَّحابة والتَّابعين، وكان زاهدًا يُعَدُّ من الأبدال (¬1). وقال عليُّ بنُ أحمد الفَرَضي: ما رأيت رجلًا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قطّ. ويروى أن أبا حاتم كان يتعجَّب من عبادة ابنه عبد الرحمن ويقول: لا أعرف له ذنبًا. وقال ابن أبي حاتم: لم يدعني أبي أطلب الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شَاذَان. وقال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرَّازي الخطيب في ترجمةٍ عمِلها لابن أبيٍ حاتم: كان رحمه الله قد كساه الله بهاءً ونورًا يُسَرُّ به مَنْ نظر إليه. سمِعْته يقول: رحل بي أبي سنة خمس وخمسين وما احتلمت بَعْدُ، فلما بلغنا ذا الحُلَيفة (¬2) احتلمت، فَسُرَّ أبي حيث أدركت حِجَّة الإسلام. قال: وسمعت في هذه السَّنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ. ¬

_ (¬1) قال أبو عبد الرحمن السلمي في تعريف الأبدال: "هم من الأمم خلفاء الأنبياء والرسل، صلوات الله عليهم، وهم أرباب حقائق التوحيد، والمحدثون، وأصحاب الفراسات الصادقة والآداب الجميلة، والمتبعون لسنن الرسل صلوات الله عليهم أجمعين إلى أن تقوم الساعة". "طبقات الصوفية": 2، وانظر "الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 121. (¬2) قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، ومنها ميقات أهل المدينة. "معجم البلدان": 2/ 295.

قال أبو الحسن بعد أن ذكر اجتهاد ابن أبي حاتم في الطلب: رحل مع أبيه، ثم حَجَّ مع محمد بن حماد الطِّهْراني سنة ستين ومئتين، ثم رحل بنفسه إلى الشَّام ومصر سنة اثنتين وستين، ثم رحل إلى أَصْبهان سنةَ أربع وستين. وقال لي أبو عبد الله القَزْويني: إذا صَلَّيتَ مع ابن أبي حاتم فسلِّم نفسك إليه يعمل بها ما شاء. وقد ذكر الحافظ أبو الفَضْل صالح بن أحمد الهَمَذَاني ابنَ أبي حاتم في كتاب "سنن التحديث" فأثنى عليه ثناء كبيرًا، وقال: كان إمام زمانه، ونسيج وحدِه، وواحد عصره، فما خلَّف بعده مثله معرفة وصيانة، وورعًا، وديانة، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل. سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي يقول: سمعت أبا بكر الدَّارَكي يقول، سمعت أبا حاتم يقول: ابني عبد الرحمن حُجَّة. سمعت القاسم بن أبي صالح يقول: جرت مسألة عند أبي حاتم، فأفتى فيها عبد الرحمن ابنه، فقال أبو حاتم: عبد الرحمن ثقة منا. سمعت جعفر بن أحمد يقول، سمعت أبا حاتم يقول: قد شاركني ابني عبد الرحمن في مئة ألف حديث. مات في المحرَّم سنةَ سبعٍ وعشرين وثلاث مئة. وفيها: مات شَيخُ القُرَّاء أبو بكر أحمد [بن] (¬1) محمد بن إسماعيل ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ليس في الأصل. انظر ترجمته في "غاية النهاية": 1/ 106.

780 - أبو طالب

الأدَمي، الحَمْزِي، وله تسعون سنة. وعثمان بن الخَطَّاب أبو الدنيا الأشجْ المَغْرِبي الكذَّاب، الذي كان يزعم أَنّه سمع من علي بن أبي طالب، رضي الله عنه (¬1). والمحدّث الثقة أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سَهْل، السَّامَرِّي الخَرائطي، مصنِّف " المكارم"، وغير ذلك. وأبو علي، الحسين بن القاسم، الكَوْكَبي، الأخباري. وقاضي مصر، أبو عبد الله الحسين ابن القاضي أبي زرعة محمد بن عثمان الدِّمَشْقي، رحمهم الله تعالى. 780 - أبو طالب * الحافظ الثَّبْت، أحمدُ بنُ نَصْر بن طالب، البَغْدَادي. سمع العَبَّاس الدُّوري، ويحيى بن عثمان بن صالح المِصْري، وإسحاق الدَّبَري، وطبقتهم. وكتب العالي والنّازل. روى عنه: ابن (¬2) حيُّويه، وابن المُظَفَّر، والدَّارَقطْني، وأبو طاهر المُخَلِّص، وغيرُهم. ¬

_ (¬1) انظر خبره في "تاريخ بغداد": 11/ 298 - 299. * تاريخ بغداد: 5/ 182 - 183، تاريخ ابن عساكر (خ): 2/ 130 ب- 131 أ، سير أعلام النبلاء: 15/ 68، تذكرة الحفاظ: 3/ 832 - 833، العبر: 8/ 192، الوافي بالوفيات: 2/ 218، طبقات الحفاظ: 346، شذرات الذهب: 2/ 298، تهذيب ابن عساكر: 2/ 103. (¬2) في الأصل: أبو، وهو وهم.

781 - العقيلي

وكان الدَّارَقُطْني يقول: أبو طالب أحمد بن نَصْر الحافظ أُستاذي (¬1). وقال الخطيب: كان ثِقَةً ثَبْتًا (¬2). حدَّث عنه عبد الله بن زيدان البَجَلي، وهو أكبر منه. مات في شهر رمضان سنةَ ثلاثٍ وعشرين وثلاث مئة. 781 - العُقَيليُّ * الحافظ، الإِمام، أبو جعفر، محمد بن عمرو بن موسى بن حمَّاد، المكِّي، صاحب"كتاب الضُّعَفَاء" (¬3)، وهو كتاب جليل. سمع جَدَّه لأمه يزيد بن محمد العُقَيلي، ومحمد بن إسماعيل الصَّائغ، ويحيى بن أيوب العَلَّاف، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِي، ومحمد بن خُزَيمة بن راشد، وإسحاق الدَّبَري، ومحمد بن موسى البَلْخي؛ صاحب عُبيد الله بن موسى، وعلي بن عبد العزيز البَغَوي، وخَلْقًا. وكان مقيمًا بالحَرَمين. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 5/ 183. (¬2) المصدر السابق. * سير أعلام النبلاء: 15/ 236 - 239، تذكرة الحفاظ: 3/ 833 - 834، العبر: 2/ 194، الوافي بالوفيات: 4/ 291، طبقات الحفاظ: 346، شذرات الذهب: 2/ 295 - 296، الرسالة المستطرفة: 144، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 1/ 350 - 351. (¬3) طبع في بيروت سنة 1984 م بتحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي.

782 - أبو الفضل

حدَّث عنه: أبو الحسن محمد بن نافع الخُزَاعي، ويوسف بن الدَّخيل المِصْري، وابنُ المقرئ، وغيرُهم. قال أبو الحسن بن القطَّان: أبو جعفر العُقَيلي، مكِّي ثقة، جليل القَدْر، عالم بالحديث، مقدَّم في الحِفْظ، توفي سنةَ اثنتين وعشرين وثلاث مئة. وقال مَسْلمة بنُ القاسم (¬1): كان جليلَ القَدْر، عظيم الخَطَر، ما رأيتُ مِثْلَه، وكان كثير التَّصَانيف، فكان من أتاه من المحدِّثين قال: اقرأْ من كتابك. ولا يخرِجُ أصلَه، فتكلَّمْنا في ذلك، وقلنا: إمَّا أن يكون أحفظ النَّاس، وإما أن يكون مِنْ أكذب النَّاس. فاجتمعنا، فاتَّفقْنَا على أن نكتُبَ له أحاديثَ من روايته، ونزِيد فيها وننقُص، فأتيناه لنمتحِنَه، فقال لي: اقرأْ. فقرأتها عليه، فلما أتيت بالزِّيادة والنَّقْص، فَطِنَ لذلك، فأخذ مني الكِتاب، وأخذَ القَلَم، فأصلحها من حِفْظه، فانصرفنا منْ عنده وقد طابت أنفُسُنا، وعلمنا أَنَّه منْ أحفظ الناس. رحمه الله تعالى. 782 - أبو الفَضْل * الحافظ، الإمام، محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عَمار، الجَارُودي، الهَرَوي، الشَّهيد. ¬

_ (¬1) مسلمة بن القاسم بن إبراهيم، مؤرخ أندلسي، من علماء الحديث، له تاريخ في الرجال، توفي -رحمه الله- سنة / 353 / هـ. انظر ترجمته في "تاريخ علماء الأندلس": 2/ 128 - 130. * تذكرة الحفاظ: 3/ 834 - 835، العبر: 2/ 169، طبقات الحفاظ: 347، شذرات الذهب: 2/ 275.

رأيت له جُزْءًا لطيفًا يدلُّ على براعته وحِفْظه، ذكر فيه أحاديثَ استدركها على مُسْلم، وبيّن عللها. سمع أحمد بن نَجْدة، والحسين بن إدريس، ومعاذ بن المثنى، وأبا العَبَّاس السَّرَّاج، وغيرَهم. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحَجَّاجي، وعبد الله ابن سعد النَّيسابوري، ومحمد بن أحمد بن حَمَّاد الكوفي، ومحمد بن المُظَفَّر البَغْدادِي، وآخرون. وقُتل شابًّا -رحمه الله- سنة سبع عشرة وثلاث مئة، قتله القَرَامطة -لعنهم الله- وأخاه أحمد في الحَرَم، وقتلوا خَلْقًا من الحجيج، وأخذوا الحجر الأسود معهم (¬1). قال الحاكم: سمِعْتُ بُكير بن أحمد الحَدَّاد بمكَّة يقول: كأنّي أنظر إلى الحافظ أبي الفَضْل محمد بن أبي الحُسين، وقد أخذته السيوف، وهو متعلق بيديه جميعًا بحلقتي الباب، حتى سقط رأسُه على عتبة الكعبة. وفي هذه السنة مات بنَيْسَابور أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم، الحِيري المُعَدَّل. وببغداد حَرَمي بن أبي العلاء المكي. والقاضي أبو القاسم بدر بن الهيثم اللَّخْمي، وله مئة وست عشرة سنة. وبأصبهان أبو علي الحسن بن محمد الدَّارَكي. ومحدِّثا مِصْر: علي بن أحمد بن سليمان بن الصَّيقَل، المعروف بعَلّان ومحمد بن زَبَّان بن حبيب الحَضْرَمي. رحمَهُم اللَّه تعالى. ¬

_ (¬1) انظر "الكامل" 8/ 207 - 208.

783 - ابن عبيد

783 - ابنُ عُبيد * الحافظ، أبو الحسن (¬1)، علي بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن حِسَاب (¬2)، البغدادي، البَزَّاز (¬3). سمع أحمد بن أبي غَرَزَة، وعَبَّاسًا الدوري، ويحيى بن أبي طالب، وابن أبي الحُسَين، وغيرهم. وعنه: الدَّارَقُطْني، وابن جُمَيع، وأبو الحسين بن المُتَيَّم، وآخرون. قال الخطيب: كان ثِقَةً عارفًا حافظًا (¬4). مات في شوَّال سنة ثلاثين وثلاث مئة، وله ثمان وسبعون سنة. 784 - محمَّد بنُ عبد الملك بن أيمن * * ابن فرَج، الإمام، الحافظ، أبو عبد الله، القُرْطبي، مسنِدُ، الأندلس. ¬

_ * أخبار الراضي والمتقي للصولي: 230، تاريخ بغداد: 12/ 73 - 74، سير أعلام النبلاء: 15/ 286، 356، تذكرة الحفاظ: 3/ 836، العبر: 2/ 223، طبقات الحفاظ: 347، شذرات الذهب: 2/ 327. (¬1) في "تذكرة الحفاظ" 3/ 836 "أبو الحسين"، وهو تصحيف. (¬2) في المصدر السابق: "حسان"، وهو تصحيف. (¬3) في "العبر": 2/ 223 " البزار"، وهو تصحيف. (¬4) "تاريخ بغداد": 12/ 74. * * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 50 - 51، جذوة المقتبس: 63، بغية الملتمس: 102، سير أعلام النبلاء: 15/ 241 - 243، تذكرة الحفاظ: 3/ 836 - 837، العبر: =

ارتحل مع قاسم بن أَصْبَغ سنة أربع وسبعين ومئتين. وكان مولده في سنة اثنتين وخمسين ومئتين. سمع محمد بن وضَّاح، وأحمدَ بن أبي خيثمة، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن الجَهْم السِّمَّري، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، وجعفر بن محمد بن شاكر، وعليّ بن عبد العزيز البَغَوي، ويحيى بن هلال، وخَلْقًا. وعنه: ابنُه أحمد، وعَبَّاس بن أَصْبغ الحِجَاري، وأهل الأندلس. ولي الصَّلاة بجامع قُرْطُبة، وكان بصيرًا بالفِقْه، عارفًا بالحديث، حافظًا له، صنف كتابًا (¬1) في السنن مخرجًا على "سُنَن أبي داود" لأنه رحل إليه ففاته. ومات في شوَّال سنة ثلاثين وثلاث مئة. قال أبو الحسن بن القَطَّان: كان فقيهًا محدِّثًا مقدَّمًا في العِلْمين، رحمه الله تعالى. ¬

_ = 2/ 223، الوافي بالوفيات: 4/ 37، مرآة الجنان: 2/ 297 - 298، الديباج المذهب: 321، طبقات الحفاظ: 347 - 348، نفح الطيب: 2/ 237، شذرات الذهب: 2/ 327 - 328، الرسالة المستطرفة: 30. (¬1) قال عنه ابن حزم: "مصنِّف ابن أيمن مصنَّف رفيع، احتوى من صحيح الحديث وغريبة ما ليس في كثير من المصنفات". انظر "جذوة المقتبس": 63.

785 - محمد بن يوسف

785 - محمَّد بن يوسف * ابن بِشْر، الحافظ الرَّحَّال، أبو عبد الله، الهَرَوي، الشّافعي، الفقيه، غُنْدُر. سمع الرَّبيع بنَ سليمان، وابن عبد الحكم، والعَبَّاس بن الوليد البَيروتي، ومحمد بن حَمَّاد الطِّهْراني، والحسن بن مُكْرم، ومحمد بن عَوْف الحِمْصي، وطبقتهم بمِصْر والشَّام والعراق. روى عنه: الطبَرَاني، والزُّبير بنُ عبد الواحد الأَسَدَاباذِيُّ، والقاضي أبو بكر الأبهَرِي، وعبد الواحد بن أبي هاشم المقرئ، وجماعة آخرهم أبو بكر محمدُ بنُ أحمدَ بن عثمان بن أبي الحديد. ذكر الخطيب أَنَّه أحد الحُفَّاظ. قال: وكان ثِقَةً (¬1). مات في شهر رمضان سنة ثلاثين وثلاث مئة، وله مئة سنة وأشهر. 786 - مُمَوَّس * * حافظ هَمَذَان، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن يعقوب، الهمذاني، البَزَّاز. له رحلة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 3/ 405 - 406، الأنساب: 1590، تاريخ ابن عساكر (خ): 16/ 71 ب-72 ب، سير أعلام النبلاء: 15/ 252 - 253، تذكرة الحفاظ: 3/ 837 - 838، العبر: 2/ 223 - 224، الوافي بالوفيات: 5/ 246، مرآة الجنان: 2/ 298، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 524 - 525، غاية النهاية: 2/ 284، طبقات الحفاظ: 348، شذرات الذهب: 2/ 328. (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 405. * * الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 113، سير أعلام النبلاء: 15/ 389 - 390، تذكرة الحفاظ: 3/ 838 - 839.

787 - ابن عقدة

سمع يحيى بن أبي طالب، وأبا قِلابة، ويحيى بن عَبْدَك، وابن أبي الدُّنيا، وإسحاق الدَّبَري، وغيرهم. وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، ومحمد بن علي الكُرْجي القَصَّاب، وآخرون. وثقه صالح وغيره. وقال ابن حِبَّان: عنده نحو مئتي حديث تستفاد. مات سنة خمس وعشرين وثلاث مئة. 787 - ابن عُقْدَة * الحافظ الكبير، أبو العَبَّاس، أحمدُ بنُ محمد بن سعيد بن عبد الرَّحمن، الكُوفي، مولى بني هَاشم. روى عن: أبي جعفر محمد بن عُبيد الله بن المُنادي، والحسن بن علي بن عَفَّان، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن عبد الحميد الحارِثي، والحسن بن مُكْرَم، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن أُسامة الكَلْبي، وخَلْق كثير. ¬

_ * الرجال للنجاشي: 68 - 69، الفهرست للطوسي: 28 - 29، تاريخ بغداد: 5/ 14 - 23، المنتظم: 6/ 336 - 337، سير أعلام النبلاء: 15/ 340 - 355، تذكرة الحفاظ: 3/ 839 - 842، العبر: 2/ 230، ميزان الاعتدال: 1/ 136 - 138، المغني في الضعفاء: 1/ 55، الوافي بالوفيات: 7/ 395 - 396، مرآة الجنان: 2/ 311، البداية والنهاية: 11/ 209، لسان الميزان: 1/ 263 - 266، النجوم الزاهرة: 3/ 281، طبقات الحفاظ: 348 - 349، شذرات الذهب: 2/ 332، أعيان الشيعة: 3/ 112 - 116، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 1/ 361 - 362.

روى عنه: الجِعَابي، والطَّبراني، وابن عَدِي، وابن المُظَفَّر، والدَّارَقُطْني، وأبو حَفْص بن شاهين، وأبو حفص الكَتَّاني، وابن جُمَيع، وأبو عمر بن مهدي، وأبو الحسن بن الصَّلْت، وأبو الحسين بن المُتَيَّم، وغيرُهم. وكتب العاليَ والنازل، والصحيحَ والباطل، وكان إليه المنتهى في الحِفْظ، وكثرة الحديث، والغرائب. وعُقْدَة لَقَبُ أبيه، وإنما لقّب بذلك لعلمه بالتَّصْريف والنَّحْو، وكان ورعًا ناسكًا، يعلِّم القُرْآن والأدب. قال الدَّارَقُطني: كان أنحى النَّاس. وقال الخَطيب: كان ابنُ عقدة حافظًا، عالمًا مُكْثرًا، جمع التَّراجم والأبواب والمشيخة، وأكثر الرِّواية، وانتشر حديثه. وروى عنه الحُفَّاظ والأكابر (¬1). وقال أبو الفضل بن حِنْزَابة الوزير: سمعت الدَّارَقُطْني يقول: أَجْمَعَ أهلُ الكوفة أَنَّه لم يُرَ مِنْ زَمَن عبدِ الله بنِ مسعود إلى زمن أبي العَبَّاس بنِ عُقْدَةَ أحفظُ منه (¬2). وقال أبو أحمد الحاكم: قال لي أبو العَبَّاس بن عُقْدَة: دخل البَرْديجي (¬3) الكُوفة فَزَعَمَ أنَّه أحفظُ مني، فقلتُ له: لا تطول، نتقدَّم ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 5/ 14. (¬2) "تاريخ بغداد": 5/ 16. (¬3) أبو بكر، أحمد بن هارون بن روح، كان من حفاظ الحديث المذكورين بالحفظ، توفي سنة (301 هـ)، ونسبته إلى برديج، وهي بليدة بأقصى أذربيجان. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد": 5/ 194 - 195، و"الأنساب": 2/ 139 - 140.

إلى دُكَّان ورَّاق، ونضَعُ القَبَّان ونزِنُ من الكُتُب ما شئتَ، ثم يُلْقى علينا فنذكره. فبقي (¬1). وقال أبو علي الحافظ: ما رأيتُ أحدًا أحفظَ لحديثِ الكُوفيين من أبي العَبَّاس بن عُقْدَة (¬2). وقال عبد الغني بن سعيد: سمعت الدَّارَقُطْني يقول: كان أبو العَبَّاس بن عُقْدَة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم النَّاس ما عنده (¬3). قال الدَّارَقُطْني: وسمعت ابنَ عُقْدَة يقول: أنا أُجيب في ثلاث مئة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصَّةً (¬4). وقال البَرْقَاني: سألتُ الدّارَقطْني عن ابن عُقْدَة، فقلت: أيش أكبر ما في نفسك عليه؟ فوقف ثم قال: الإِكثار بالمناكير (¬5). وقال حمزة بنُ مححد بن طاهر الدَّقَّاق: سُئِلَ الدَّارَقُطْني -وأنا أسمع- عن ابن عقدة فقال: كان رَجُلَ سوء (¬6). وقال السُّلَمي: سألت الدَّارَقُطْني عنه فقال: حافظ محدِّث، ولم يكن في الدِّين بالقوي. ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، ومثله في "تاريخ بغداد": 5/ 16، وفي جميع الكتب التي نقلت فيها هذه الحكاية، ولعله: فبقي مبهوتًا، أو حائرًا، أو دَهِشًا. (¬2) "تاريخ بغداد": 5/ 16. (¬3) "تاريخ بغداد": 5/ 18. (¬4) "تاريخ بغداد": 5/ 16. (¬5) "تاريخ بغداد": 5/ 22. (¬6) المصدر السابق.

وقال ابنُ عَدِي: كان صاحت مَعْرفة وحِفْظ، ومقدَّمًا في هذه الصَّنْعة، إلَّا أني رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثَّنَاء عليه. وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابنُ عُقْدَة لا يتديَّن بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يُسوِّي لهم نُسخًا ويأمرُهم أن يَرْووها، فكيف يتدين بالحديث، ويعلم أن هذه النُّسَخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد تبينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة (¬1). قال ابنُ عَدِي: وقد كان ابنُ عُقْدَة من المعرفة والحفظ بمكان، وقد رأيتُ فيه مجازفات في روايته، وكان مقدَّمًا في الشيعة، وفي هذه الصَّنْعة أيضًا، ولم أجد بُدًّا من ذكره؛ لأني شرطْتُ في أول كتابي (¬2) هذا أن أذكر كل من تكلم فيه متكلِّم ولا أُحابي، ولولا ذلك لم أذكره للفضل الذي كان فيه. قلت: ابنُ عُقْدَة لا يتعمَّد وضع متن، لكنّه يجمع الغرائب والمناكير، وكثير الرِّواية عن المجاهيل، والله أعلم بحاله في الأسانيد. وكان مولده في سنة تسع وأربعين ومئتين. ومات في ذي العَقْدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة (¬3). ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 5/ 21. (¬2) هو كتاب "الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين، وعلل الأحاديث"، وهو مشهور، ما يزال مخطوطًا. انظر مظانه في "تاريخ التراث العربي" لسزكين: مج 1 / ج 1/ 400، وفي الظاهرية نسخة منه تحت رقم (حديث 364) تبدأ من الجزء الثالث. (¬3) في كتاب "الرجال" للنجاشي: 69 "ومات أبو العباس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة".

788 - ابن الأنباري

وفيها: مات بأصبهان أبو الحسن، أحمد بن محمد بن عمر اللُّنْبَاني، راوي تصانيف ابن أبي الدُّنيا. ومسنِدُ مِصر أبو بكر محمد بن بشْر الزُّبَيري العَكَري. ومسنِدُ نَيسَابور أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القَطَّان النَّيسَابوري، والله أعلم. 788 - ابنُ الأَنْبَارِي * الإمام، الحافظ، العلَّامة، شيخُ الأدب، أبو بكر، محمد بن القاسم بن محمد بن بَشَّار، النَّحْوي. كان مِنْ أعلم النَّاس بالنَّحْو والأدب، وأكثرهم حِفْظًا له. ولد سنة إحدى وسبعين ومئتين. وسمع: إسماعيل القاضي، والكُدَيمي، وثَعْلبًا، وأحمد بن الهيثم البَزَّاز، وغيرَهم. وصنَّف التَّصانيف الكثيرة. ¬

_ * مقدمة تهذيب اللغة للأزهري: 28، طبقات النحويين واللغويين: 171، الفهرست: 82، تاريخ بغداد: 3/ 181 - 186، طبقات الحنابلة: 2/ 69 - 73، الأنساب: 1/ 355، نزهة الألباء: 181 - 188، المنتظم: 6/ 311 - 315، معجم الأدباء: 18/ 306 - 313، اللباب: 1/ 69، إنباه الرواة: 3/ 201 - 208، وفيات الأعيان: 4/ 341 - 343، سير أعلام النبلاء: 15/ 274 - 279، تذكرة الحفاظ: 3/ 842 - 844، العبر: 2/ 214 - 215، معرفة القراء: 1/ 280 - 282، الوافي بالوفيات: 4/ 344 - 345، مرآة الجنان: 2/ 294، البداية والنهاية: 11/ 196، غاية النهاية: 2/ 230 - 232، النجوم الزاهرة: 3/ 269، بغية الوعاة: 1/ 212 - 214، طبقات الحفاظ: 349، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 226 - 229، شذرات الذهب: 2/ 315 - 316.

روى عنه: ابن حَيُّويه، والدَّارَقُطْني، وابن أخي ميمي، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن محمد بن الجَرَّاح، وآخرون. قال الخطيب: كان صدوقًا دَيِّنًا من أهل السُّنَّة، وصنَّف في [علوم] القرآن، والغريب، والمُشْكل، والوقف والابتداء (¬1). وقال إسماعيل بن القاسم أبو علي القالي: كان أبو بكر بن الأنْبَاري يحفظ فيما ذكر ثلاث مئة ألف بيت شاهدٍ في القرآن (¬2). وقال الخطيب: حدَّثني علي بنُ أبي علي عن أبيه قال: أخبرني غيرُ واحد ممن شاهد أبا بكر بن الأنباري يملي مِنْ حِفْظه، وأنَّ عادته في كل ما كُتب عنه من العِلْم كانت هكذا، ما أملى قَطُّ من دَفْتر (¬3). وقال حمزةُ بنُ محمد بن طاهر: كان ابنُ الأنْبَاري زاهدًا متواضعًا، حكى أبو الحسن الدَّارَقُطْني أَنَّه حضره في مجلس يوم جُمُعة، فصحَّف اسمًا، إما كان جبَّان أو حَيَّان. قال أبو الحسن: فأعظمتُ أن يُحْملَ عن مثله وَهمٌ، وهِبْتُه، فلمَّا انقضى المجلس تقدَّمْتُ إلى المُسْتَملي وذكرت له، وعرَّفْتُه الصَّواب، ثم حضرت الجُمُعة الثانية، فقال ابنُ الأنباري للمُسْتَملي: عرَّفْ جماعة الحاضرين أنّا صَحَّفْنَا الاسم الفُلاني، ونبَّهَنَا على الصّواب ذلك الشَّاب، وعرِّفْه أَنَّا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال (¬4). ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 182، وما بين حاصرتين منه. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) "تاريخ بغداد": 3/ 182 - 183.

وقد رُوي عن ابن الأنْباري أَنَّه قال: أحفظ ثلاثة عشر صُنْدوقًا (¬1). وقيل: إنه كان يحفظ عشرين ومئة تفسير بأسانيدها، وقد أملى كتاب "غريب الحديث" قيل: إنه خمس وأربعون ألف ورقة. وكتاب "شرح الكافي "وهو نحو ألف ورقة، وكتاب "الأضْدَاد (¬2) " وهو كبير جدًّا، وكتاب "الجاهليَّات (¬3) " في سبع مئة ورقة (¬4). وكان رأسًا في نحو الكوفيين. مات ليلة عيد النَّحْر ببغداد سنة ثمانٍ وعشرين وثلاث مئة (¬5). وفيها: مات المحدِّث أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجُوزَجَاني ببغداد، وله ثلاث وتسعون سنة. ومحدِّث دمشق أبو الدَّحْدَاح أحمد بن محمد بن إسماعيل التّميمي. ومصنف "العِقْد" أبو عمر أحمد بن عبد ربه القُرْطُبِي الأَخْباري، وله اثنتان وثمانون سنة. وشيخ الشافعية أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد الإِصطَخْرِي ببغداد في عَشْر التسعين. والمحدِّث أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد بن سعيد بن المطبقي البغدادي، من شيوخ ابن جُمَيْع. والمعمَّر أبو محمد عبدُ الله بنُ محمد بن الحسن بن الشَّرْقي بنَيسَابور، وله اثنتان وتسعون سنة. وشيخ ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 184. (¬2) طبع في الكويت سنة (1960 م) بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، سلسلة التراث العربي. (¬3) حققه الأستاذ عبد السلام هارون، وطبع في دار المعارف بالقاهرة سنة (1963 م) تحت اسم "شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات". (¬4) "تاريخ بغداد": 5/ 184. (¬5) في "طبقات النحويين واللغويين" و"معجم الأدباء" سنة (327 هـ).

789 - محمد بن قاسم

القُرَّاء أبو الحسن (¬1) محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أيوب بن شَنَبُود. وشيخ نيسابور وعالِمُها أبو علي محمد بن عبد الوهَّاب الثَّقَفي، وله نيف وثمانون سنة. والوزير أبو علي محمد بن علي بن الحسين (¬2) بن مُقْلَة. وشيخ الصُّوفية أبو محمد المُرْتَعِش ببغداد، رحمهم اللَّه تعالى. 789 - محمَّد بن قاسم * ابن محمد بن قاسم بن محمد بن سَيَّار، الإمام الحافظ، أبو عبد الله البَيَّاني، الأُموي مولاهم، القُرْطُبي. سمع: أباه، وبَقِيَّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضَّاح، وسمع في الرِّحلة من: مُطَيَّن، والنَّسَائي، وأبي خليفة، ويوسف القاضي، وغيرهم. وعنه: ابنُه أحمد، وخالد بن سَعْد، وسليمان بن أيوب، وآخرون. ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ (¬3) في الحُفَّاظ، في الطبقة السَّادسة. ¬

_ (¬1) في الأصل: أبو الحسين، وهو تصحيف. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 15/ 264 - 266. (¬2) في الأصل محمد بن عبد الوهاب بن مقلة، وهو وهم. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 15/ 224 - 230. * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 46 - 47، جذوة المقتبس: 80 - 81، بغية الملتمس: 124، سير أعلام النبلاء: 15/ 254 - 255، تذكرة الحفاظ: 3/ 844 - 845، العبر: 2/ 209، الوافي بالوفيات: 4/ 344، طبقات الحفاظ: 349 - 350، نفح الطيب: 2/ 62 - 63، شذرات الذهب: 2/ 309. (¬3) هو يوسف بن عبد العزيز بن يوسف اللخيم الأندي: مؤرخ، كان محدث الأندلس في عصره، له "طبقات الحفاظ من أهل الحديث"، توفي سنة (546 هـ). انظر ترجمه رقم (1065) من كتابنا، و"هدية العارفين": 2/ 552.

790 - الطحان

وكان من أئمة هذا الشَّأن بالأنْدلس، حتى قال أبو محمد البَاجي: لم أُدْرِكْ بقُرْطُبة من الشُّيوخ أكثرَ حديثًا منه (¬1). وكان رأسًا في عَقْد الوَثَائق (¬2). مات في آخر سنة سبعٍ -أو في سنة ثمان- وعشرين وثلاث مئة. 790 - الطَّحَّان * الحافظ، المفيد، أبو بكر، أحمد بنُ عمرو بن جابر، محدِّث الرَّمْلة. سمع: العَبَّاس بن الوليد البَيْروتي، وإبراهيم بن عبد الله القَصَّار، وبكَّار بن قتيبة، ومحمد بن عَوْف الطَّائي، وسليمان بن سيف الحَرَّاني، وغيرَهم. وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وابن المقرئ، وابن المُظَفَّر، وابن جُمَيع، وخَلْق. توفي سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاث مئة (¬3). وفيها: مات محدِّث أَصْبهان أبو عمرو أحمدُ بنُ محمد بن ¬

_ (¬1) "تاريخ علماء الأندلس": 2/ 46. (¬2) المصدر السابق. * تاريخ ابن عساكر (خ): 2/ 24 ب-25 أ، سير أعلام النبلاء: 15/ 461 - 463، تذكرة الحفاظ: 3/ 845 - 846، العبر: 2/ 229، 233، الوافي بالوفيات: 7/ 270، طبقات الحفاظ: 350، شذرات الذهب: 2/ 334، تهذيب ابن عساكر: 1/ 418. (¬3) أرخ الذهبي أيضًا وفاته سنة (332 هـ). انظر "العبر": 2/ 229.

791 - الشهرزوري

إبراهيم بن حكيم المَدِيني. ومحدِّث مِصْر أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو الزَّنْبَرِيُّ. والمحدِّث أبو علي محمد بنُ أحمد بنِ عمرو اللّؤْلُؤي، صاحب أبي داود. 791 - الشَّهْرَزُورِيُّ * الحافظ، الجَوَّال، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن عُبيد بن جُهَينَة. سمع أبا زُرْعة الرَّازي، والرَّبيع بن سليمان، والزَّعْفَراني، وعمرو بن عبد الله الأَوْدِيَّ، ومحمد بن أبي عبد الرَّحمن المقرئ، ومحمد بن عَوْف الطَّائي، وطبقتَهم. وليس بذاك المشهور عندنا. حدّث عنه: أهل الرَّي وقَزْوين: أحمد بن علي بن حسن الرَّازي، وأبو بكر بن يحيى الفَقيه، وعليُّ بنُ أحمد القَزْويني، وعمر بن أحمد بن شجاع، وغيرُهم. قيل: إنه بقي إلى سنة نيّف وعشرين وثلاث مئة. ¬

_ * تاريخ ابن عساكر (خ): 2/ 269 أ- 269 ب، سير أعلام النبلاء: 15/ 249 - 250، تذكرة الحفاظ: 3/ 846، طبقات الحفاظ: 350، تهذيب ابن عساكر: 2/ 287. وقد ضبطت في الأصل بفتح الراء، وهو ما يوافق ضبط ياقوت الحموي في "معجم البلدان": 3/ 375، وفي "الأنساب": 7/ 417 بضم الراء.

792 - أبو علي

792 - أبو علي * محمد بن سعيد بن عبد الرحمن، القُشَيري، الحَرَّاني، الحافظ نزيل الرَّقَّة، وصاحبُ تاريخها (¬1). سمع عليَّ بنَ عثمان النُّفَيلي، وسليمان بن سَيف، وأبا الحسن المَيْموني، وعبد الحميد بن المسْتَام، وهلال بنَ العلاء، وطبقتَهم. روى عنه: أبو أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدَّهَّان، ومحمد بن جعفر غُنْدُر البَغْدَادي، وابن جُمَيع، وأبو مُسْلم الكاتب، وغيرُهم. قيل: إنه مات سنة أربعٍ وثلاثين وثلاث مئة. وفيها: مات مسنِدُ دمشق أبو الفَضْل أحمد بن عبد الله بن نَصْر بن هلال السُّلَمي. ومسنِدُ بغداد الثِّقَة أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عَيّاش المَتُّوثي القَطَّان. ومسنِدُ البَصْرة المحدِّث أبو الحسن علي بن إسحاق المادَرَائي. والوزير المحدِّث أبو الحسن عليُّ بن عيسى بن الجَراح. ومسند نَيسَابور أبو عثمان عمرو بن عبد الله بن درهم المُطَّوِّعي. ¬

_ * الأنساب: 6/ 153، سير أعلام النبلاء: 15/ 335، تذكرة الحفاظ: 3/ 846 - 847، العبر: 2/ 239، الوافي بالوفيات 3/ 95 - 96، طبقات الحفاظ: 350، شذرات الذهب: 2/ 337، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 2/ 212 - 213. (¬1) "تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والفقهاء والمحدثين" طبع في حماة سنة 1959 بتحقيق طاهر النعساني.

793 - ابن علك

والفقيه الإِمام، مصنّف "المُخْتَصر" (¬1)، أبو القاسم عمر بن الحسين البغدادي الخِرَقي الحَنْبَلي. وصاحب مِصر الملك أبو بكر بن طُغْج الفَرْغَاني الإخشيذ. وصاحب المَغْرب القائم بأمر الله أبو القاسم بن المهدي العُبيدي. وشيخ الصُّوفية أبو بكر الشِّبْلي ببغداد. 793 - ابن عَلَّك * هو الحافظ، الفَقِيه، أبو حفص، عمر بن أحمد بن علي بن عَلَّك، المَرْوَزيّ، الجَوْهَرِيُّ. سمع سعيد بن مسعود، وأحمد بن سَيَّار (¬2)، وعبَّاسًا الدُّوري، وأبا قِلابة الرَّقَاشي، وطبقتهم. وعنه: ابن المُظَفَّر، والدَّارَقُطْني، وابن شاهين، والجَرَّاحي، وعليُّ بن عمر الرَّازي الفقيه، وغيرُهم. وثَّقَه صالح بنُ أحمد الهَمَذَاني، وقال: كان فقيهًا متقِنًا. وقال الخليلي: هو ثِقَة عالم متَّفَق عليه، روى عنه الكبار، حافظ دَيِّن، وحدَّثنا عنه جَدِّي، ومحمد بن إسحاق الكَيسَاني (¬3). ¬

_ (¬1) نشر في دمشق سنة (1378 هـ). والكتاب مشهور جدًّا، وقد وضعت عليه شروح كثيرة أشهرها وأحسنها "المغني" للموفق بن قدامة المقدسي، وقد طبع غير مرة. * الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 182، تاريخ بغداد: 11/ 227 - 228، المنتظم: 6/ 290، سير أعلام النبلاء: 15/ 243 - 244، تذكرة الحفاظ: 3/ 847 - 848، طبقات الحفاظ: 350 - 351، شذرات الذهب: 2/ 307. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 847 "سنان"، وهو تصحيف. (¬3) "الإرشاد" للخليلي (خ): ورقة 182.

794 - الشاشي

قال: وأما أبنه عبد الله فحافظُ متَّفَقٌ عليه (¬1). مات سنة خمسٍ وعشرين وثلاث مئة بمَرو. 794 - الشَّاشِيُّ * الحافظ الثقة، أبو سعيد، الهيثم بن كُليب بن سُرَيج (¬2) بن مَعْقل، صاحب "المُسْنَد" (¬3)، ومحدِّث ما وراء النهر. سمع عيسى بن أحمد العَسْقَلاني البَلْحي، وأبا عيسى التِّرْمِذِي، وزكريا بن يحيى بن أسد المَرْوَزي، ومحمد بن عُبيد الله بن المُنَادي، ويحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقَان، وعَبَّاسًا الدوري، وخَلْقًا. روى عنه: ابن مَنْدَه، لقيه ببُخَارى، وعلي بن أحمد الخُزَاعي، ومنصور بن نَصْر الكاغَذِي، وغيرُهم. مات سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة. وفيها: مات كبيرُ الشَّافعيّة أبو العَبَّاس بن القَاصّ. وحمزة بن القاسم الهَاشمي ببغداد. وعلي بن محمد بن مَهْرويه القَزْويني. وأبو بكر ¬

_ (¬1) المصدر السابق. * الأنساب: 7/ 246، اللباب: 2/ 4، سير أعلام النبلاء: 15/ 359 - 360، تذكرة الحفاظ: 3/ 848 - 849، العبر: 2/ 242، دول الإسلام: 1/ 164، طبقات الحفاظ: 351، شذرات الذهب: 2/ 342، هدية العارفين: 2/ 512، الرسالة المستطرفة: 73، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 364. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 848. وفي أغب المصادر: "شريح"، وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": 2/ 780. (¬3) في الظاهرية بدمشق نسخة منه تضم الجزء الخامس والسابع إلى الخامس عشر، تحت رقم حديث 277 (ق 1 - 192).

795 - ابن المنادي

محمد بن جعفر المَطيري الصَّيرَفي. والعلّامة أبو بكر محمدُ بن يحيى الصُّولي، صاحبُ الكُتُب. 795 - ابن المُنَادِيّ * الحافظُ، الثَّبْت، المقرئُ، أبو الحسين، أحمد بن جَعْفر بن محمد بن عبيد الله بن المُنَادي، البَغْدادي، مؤلِّف الكُتُب، ومفيد العراق. سمع جدَّه، ومحمد بن إسحاق الصَّنعاني، ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقي، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وأبا داود السِّجِسْتَاني، وخَلْقًا. روى عنه: أبو عمرو بن حَيُّويه، وأحمد بن نَصْر الشَّذَائي، وأحمد بن عبد الرحمن، ومحمد بن فارس الغُوري، وغيرُهم. قال الخطيب: كان ثَبْتًا ورعًا حُجَّة، صنَّف كُتُبًا، ولم يُسمع منه إلّا أقلّها (¬1). وقال أيضًا: كان صُلْبَ الدِّين، شرس الأخلاق، فلذلك لم تنتشرْ عنه الرِّواية (¬2). ¬

_ * الفهرست: 41، تاريخ بغداد: 4/ 69 - 70، طبقات الفقهاء للشيرازي: 173، طبقات الحنابلة: 4/ 3 - 6، المنتظم 6/ 357 - 358، سير أعلام النبلاء: 15/ 361 - 362، تذكرة الحفاظ: 3/ 849 - 850، العبر: 2/ 242، معرفة القراء: 1/ 284 - 285، الوافي بالوفيات: 6/ 290، مرآة الجنان: 2/ 325، البداية والنهاية: 11/ 219، غاية النهاية: 1/ 44، النجوم الزاهرة: 3/ 295 - 296، بغية الوعاة: 1/ 300 - 301، طبقات الحفاظ: 351 - 352، طبقات المفسرين: 1/ 33 - 34، شذرات الذهب: 2/ 343. (¬1) "تاريخ بغداد" 4/ 69. (¬2) المصدر السابق.

796 - الأردبيلي

ولد سنة ستٍ أو سبع وخمسين ومئتين. ومات في المحرَّم سنةَ ست وثلاثين وثلاث مئة. وفيها: توفي مسنِدُ نَيسَابور أبو محمد حاجب بن أحمد بن يَرْحُم الطُّوسي. ومسندُ البصرة أبو العَبَّاس محمد بن أحمد بن أحمد بن حَمَّاد البَغْدَادي [الأثرم] (¬1) [وأبو علي محمد بن أحمد بن محمد] (¬2) بن معقل المَيدَاني النَّيسَابوري. ومحدث نَيسَابور أبو طاهر محمدُ بنُ الحسن بن محمد المُحَمَّدْ أباذِي. رحمهم الله تعالى. 796 - الأَرْدُبِيليُّ * الحافظ، الرَّحَّال، أبو القاسم، حَفْص بن عمر. سمع أبا حاتم الرَّازي، ويحيى بن أبي طَالب، وعبد الملك بن محمد الرقَاشي، وابن دَيزيل، وغيرَهم. روى عنه: أحمد بن طاهر المَيَانَجي، وأحمد بن علي بن لال، وآخرون. وجمع وصنَّف. ومات سنة تسعٍ وثلاثين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ" 3/ 850. (¬2) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 850. * سير أعلام النبلاء: 15/ 433 - 434، تذكرة الحفاظ: 3/ 850 - 851، العبر: 2/ 249، طبقات الحفاظ: 352، شذرات الذهب: 2/ 349.

797 - ابن الأعرابي

وفيها: مات قاضي الإسْكَنْدَرِيَّة ومسنِدُها أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي مَطَر المَعَافِري، وله مئة سنة. والقاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن الأشْنَاني البَغْدَادي. ومحدِّث نَيسابور أبو عبد الله الصَّفَار. ومسنِدُ بغداد أبو جعفر محمدُ بنُ عمرو بن البَخْتَري الرَّزَّاز. ومحدِّث قَزْوين أبو داود سليمان بن يزيد الفَاميُّ. وصاحب الفَلْسَفَة أبو نَصْر محمد بن طَرْخَان الفَارابي التُّرْكي، رحمهم الله تعالى. 797 - ابنُ الأعرابي * الإمام، الحافظ، الثِّقة، الزَّاهد، العابد، شيخ الحرم، أبو سعيد، أحمد بن محمد بن زياد بن بِشْر بن دِرْهم، البَصْري، الصُّوفي، صاحب التَّصانيف. سمع الحسن الزَّعْفَراني، ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقي، وعبد الله بن أيوب المُخَرِّمي، وسَعْدان بن نَصْر، ومحمد بن عُبيد الله بن المُنَادي، وأبا داود، وخَلْقًا كثيرًا عمل لهم "مُعْجمًا" (¬1). ¬

_ * طبقات الصوفية: 427 - 943، حلية الأولياء: 10/ 375 - 376، الرسالة القشيرية: 28، تاريخ ابن عساكر (خ): 2/ 86 أ- 86 ب، المنتظم: 6/ 371، سير أعلام النبلاء: 15/ 407 - 411، تذكرة الحفاظ: 3/ 852 - 853، العبر: 2/ 252، البداية والنهاية: 11/ 226، طبقات الأولياء: 77 - 78، لسان الميزان: 1/ 308 - 309، النجوم الزاهرة: 3/ 306 - 307، طبقات الحفاظ: 352، الطبقات الكبرى: 1/ 155 - 156، شذرات الذهب: 2/ 354 - 355، هدية العارفين: 1/ 62، تهذيب ابن عساكر: 2/ 51، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 4/ 155 - 156. (¬1) في دار الكتب الظاهرية بدمشق نسخة جيدة منه تحت رقم (280 حديث).

روى عنه: ابنُ المقرئ، وابن مَنْدَه، وعبد الله بن يوسف الأصْبَهاني، وابن جُمَيع، وعبد الوَهَّاب بن منير المِصْري، وعبد الرحمن بنُ عمر بن النَّحَّاس، وخَلْق. قال الحافظ أبو الحسن بن القَطَّان: ثِقَة، جليل القَدْر، كثير التآليف، لم يعبْه أخذ البَرْطيل على السَّماع. سكن مكَّة. ولد يوم النَّحْر سنة خمسٍ وأربعين ومئتين. وتوفي سنة أربعين وثلاث مئة (¬1). وقال غيره: ولد سنة ست وأربعين [ومئتين]، ومات في ذي القَعدة [سنة أربعين وثلاث مئة] (¬2). وقال السُّلَمي: سمِعْت محمد بن الحسن الخَشَّاب، سمعت ابنَ الأعْرابي يقول: المعرفة كلُّها الاعترافُ بالجَهْل، والتَّصوف كلُّه تركُ الفُضول، والزُّهد كلُّه أخذُ ما لا بُدَّ منه، والمُعَاملة كلُّها استعمال الأوْلى فالأوْلى، والرِّضا كلُّه تَرْك الاعتراض، والعافية كلُّها سقوط التكلُّف بلا تكلُّف (¬3). ومن تصانيفه كتاب "طبقات النُّسَّاك" (¬4). ¬

_ (¬1) في "طبقات الصوفية": 427 "مات سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة". (¬2) لم يصرح المصنف باسم الإِمام الذهبي وهو ينقل عنه، انظر "تذكرة الحفاظ": 3/ 853، وما بين حاصرتين منه. (¬3) "طبقات الصوفية": 428، وعبارة "بلا تكلف" ليست في الطبقات. (¬4) أفاد منه أبو نعيم في "الحلية"، والذهبي في "تذكرة الحفاظ". انظر "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 4/ 156.

798 - علي بن حمشاذ

وكان قد صحب الجُنيد، وأبا أحمد القَلانسي. وصنَّف للبَصْرة "تاريخًا" كبيِرًا، رحمه الله تعالى. 798 - عليُّ بنُ حَمْشاذ * الحافظُ الكبير، أبو الحسن، النَّيسَابوري، صاحب التَّصَانيف. سمع الحسين بن الفَضْل، والحارث بن أبي أسامة، وابن دَيزيل، وإسماعيل القاضي، وخَلْقًا. روى عنه: ابنُ مَنْدَه، وأبو طاهر بن مَحْمِش، والحاكم أبو عبد الله -وبالغ في تعظيمه- والحاكم أبو أحمد، وقال: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرِّواية والتَّصْنيف منه. مات في شَوال سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة. وكان يقوم الليل. وله: "المُسْنَد" في أربع مئة جُزْء، و"الأحكام" في مئتين وستين جزْءًا، و"التفسير" في عشر مجلَّدات. ¬

_ * المنتظم: 6/ 364 - 365، سير أعلام النبلاء: 15/ 398 - 400، تذكرة الحفاظ: 3/ 855 - 856، العبر: 2/ 248، مرآة الجنان: 2/ 327، البداية والنهاية: 11/ 222، طبقات الحفاظ: 358، شذرات الذهب: 2/ 348. و"حمشاذ" ضبطت في الأصل بما يوافق "الأنساب": 4/ 221، بفتح الحاء المهملة والميم الساكنة والشين المعجمة المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها الذال المعجمة. وفي "مرآة الجنان": 2/ 327 "بالشين والذال المعجمتين وبينهما ألف، وفي أوله حاء مهملة مكسورة وميم مكسورة مشددة. وفي "البداية والنهاية": 11/ 222 حُرِّف الاسم إلى ممشاد بن سحنون.

799 - قاسم بن أصبغ

799 - قاسم بن أَصْبَغ * ابنُ محمد بن يوسف بن واضح (¬1) بن عَطَاء، الإِمام، الحافظ محدِّث الأندلس، أبو محمد، الأموي مولاهم، القُرْطبي. سمع بقي بن مَخْلَد، ومحمد بن وَضَّاح، وأَصْبَغ بن خليل، ومحمد بن عبد السَّلام، وسمع بمكة: محمد بنَ إسماعيل الصَّائِغ، وببغداد محمد بن الجَهْم السِّمَّري، وجَعْفر بن محمد بن شاكر، وابن قُتيبة، وابن أبي الدّنيا، والحارث بن أبي أسامة، وأبا إسماعيل السُّلَمي، واسماعيل القاضي -وأكثر عنه- وابن أبي خَيثمة -وكتب عنه التَّاريخ- وبالكوفة إبراهيم بن عبد الله العَبْسي، صاحبَ وكيع. وصنَّف "مسند مالك"، وكتاب "برّ الوالدين"، وكُتُبًا كثيرة. روى عنه: حَفيده قاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد البَاجي الحافظ، وعبد الوارث [بن سفيان بن جبرون] (¬2) بن سليمان، وعبد الله بن ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 364 - 367، جذرة المقتبس 311 - 312، بغية الملتمس: 447 - 448، معجم الأدباء: 16/ 236 - 237، سير أعلام النبلاء: 15/ 472 - 474، تذكرة الحفاظ: 3/ 853 - 855، العبر: 2/ 254 - 255، مرآة الجنان: 2/ 333، الديباج المذهب: 222 - 223، لسان الميزان: 4/ 458، طبقات الحفاظ: 352 - 353، بغية الوعاة: 2/ 251، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 30 - 32، نفح الطيب: 2/ 47 - 49، شذرات الذهب-2/ 357، الرسالة المستطرفة: 25. (¬1) كذا في الأصل، وفي "تذكرة الحفاظ": 3/ 853 "ناصح أو واضح"، وقد أجمعت مصادر ترجمته على "ناصح". (¬2) ما بين حاصرتين من "الصلة": 2/ 382، وانظر ترجمته أيضًا في "حذوة المقتبس": 276 - 277، وقد تصحف فيه اسم جده إلى "حبرون" والصواب "جبرون" بجيم وموحدة. انظر "تبصير المنتبه": 2/ 546.

نَصر، ومحمد بن أحمد بن مُفرج، وأبو عثمان سعيد بن نَصْر، وأبو عمر أحمد بن الجَسور، وخَلْق. وفي آخر عمره لما كَبِرَ قطع الرِّواية خوفًا من الغَلَط، وانتهى إليه علو الإِسناد والحفظ والجلالة. قال ابنُ القَطَّان: سمع من أئمة المشرق والأنْدلس، وتحقق بعلم الحديث، وكان أحد الحُفَّاظ المتقنين. وذكره أبو الوليد بن الدبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة السادسة. ولد سنة سبعٍ وأربعين ومئتين. ومات بقُرْطُبة في جُمَادى الأولى سنة أربعين وثلاث مئة. وفيها: مات محدِّث ما وراء النَّهْر العلَّامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن يَعْقوب بن الحارث البُخَاري الملقَّب بالأستاذ، جامع "مُسْنَد أبي حنيفة" (¬1)، وله اثنتان وثمانون سنة. وشيخ العربية أبو القاسم عبد الرَّحمن بن إسحاق النُّهَاوَنْدي، الزَّجِّاجي، صاحب كتاب "الجُمَل" (¬2) ببغداد. وإمام الشَّافعية ببغداد، أبو إسحاق المَرْوَزي، إبراهيم بن أحمد، صاحب ابن سُرَيج. وراوي تصانيف ابن أبي الدُّنيا، أبو علي الحسينُ بن صَفْوان البَرْذَعي. والمسندِ أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حَرْب، ¬

_ (¬1) انظر مظان وجوده في "تاريخ التراث العربي" مج 1 / ج 3/ 42 - 44. (¬2) كتاب في النحو، مشهور متداول، وقد طبع غير مرة.

800 - القطان

الطَّائي المَوْصلي. وشيخ الحنفية بالعراق أبو الحسن عُبَيد الله بن الحسين (¬1) بن دَلَّال الكَرْخي، وله ثمانون سنة، رحمهم الله تعالى. 800 - القَطَّان * الحافط الإِمام، أبو الحسن، عليُّ بنُ إبراهيم بن سَلَمة بن بَحْر، القَزْويني، محدِّث قَزْوين وعالِمُها. ولد سنة أربع وخمسين ومئتين، ورحل وكتب الكثير. وسمع أبا حاتم الرازي، ومحمد بن الفَرَج الأزْرق، والحارث بن أبي أُسامة، وابن ماجَه، وإسحاق الدَّبَري، والحسن بن عبد الأعلى البَوْسي، ويحيى بن عَبْدَك القَزْويني، وخَلْقًا. روى عنه: الزُّبير بن عبد الواحد الحافظ، وأحمد بن علي بن لال، القاسم بن أبي المنذر الخطيب، وأبو الحسين أحمد بن فارس اللُّغَوي، وآخرون. قال الخليلي: هو شيخ عالم بجميع العلوم: التَّفْسير والفِقْه والنَّحْو واللُّغة، وكان له بنون [ثلاثة]: محمد وحسن وحسين ماتوا شبابًا، ¬

_ (¬1) في الأصل: الحسن، وهو تصحيف. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 15/ 426. * الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 138، معجم الأدباء: 12/ 218 - 221، سير أعلام النبلاء: 15/ 463 - 464، تذكرة الحفاظ: 3/ 856 - 857، العبر: 2/ 267 - 268، غاية النهاية: 1/ 516، النجوم الزاهرة: 3/ 315، طبقات الحفاظ: 353، شذرات الذهب: 2/ 370.

وسمِعْتُ جماعة من شيوخ قَزْوين يقولون: لم يَر أبو الحسن مِثْلَ نَفَسْه في الفَضْل والزُّهْد، أدام الصِّيَام ثلاثين سنة، وكان يفطِر على الخُبز والمِلْح، وفضائله أكثر من أن تُعَدَّ، رحمه الله (¬1). وقال ابنُ فارس: سمِعْتُ أبا الحسن القَطَّان بعدما علتْ سِنُّه يقول: كنت حين رحلْتُ أحفظ مئةَ ألفِ حديث، وأنا اليوم لا أقوم على حِفْظ مئة حديث (¬2). وسمِعْتُه يقول: أُصبت ببصري وأظنُّ أني عوقِبْت بكثرة كلامي أيامَ الرِّحْلة (¬3). توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مئة. وفيها: مات المسنِد أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العَبَّاداني. وأبو القاسم إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن الجِراب البغدادي، وله ثلاث وثمانون سنة. ومحدِّث مرو أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصِّيْرَفي. وشيخ الشافعية أبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هُريرة البغدادي. والمحدِّث أبو عمرو عثمانُ بن محمد بن أحمد السَّمَرْقَنْدي بمصر. وأبو بكر محمد بن العَبَّاس بن نَجِيح. وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم المادرائي بمصر، وله ثمانون سنة. وأبو بكر مُكْرم بن أحمد بن محمد بن مُكْرم القاضي ببغداد. وأبو الحسن عليّ بنُ الحسين المَسْعودي، صاحب "مروج الذهب" (¬4). ¬

_ (¬1) انظر "الإرشاد" للخليلي (خ): 138، وما بين حاصرتين منه. (¬2) "معجم الأدباء": 12/ 220. (¬3) في "معجم الأدباء": 12/ 220 "أصبت بصري، وأظن أني عوقبت بكثرة بكاء أمي أيام فراقي لها في طلب الحديث والعلم". (¬4) طبع الكتاب غير مرة كان آخرها في بيروت سنة 1966 م.

801 - خيثمة بن سليمان

801 - خَيْثَمَة بن سُليمان * ابن حَيدَرة، الإِمام، محدِّث الشَّام، أبو الحسن، القُرَشي الطَّرَابُلُسي. سمع أبا عُتْبة أحمد بن الفرج، ومحمد بن عَوْف، وإبراهيم بن عبد الله القَصَّار، والحسين بن محمد بن أبي معشر، ومحمد بن عيسى بن حَيَّان المدائني؛ صاحب ابن عُيَينة، وإسحاق الدَّبَري، وطبقتَهم، ورحل إلى العراق والحجاز واليمن. روى عنه: أبو الحسين الصَّيداوي، وتَمَّام الرَّازي، وابن مَنْدَه، وأبو عبد الله بن أبي كامل الطَّرَابُلُسي، وعبد الرحمن بن أبي نَصْر التميمي، وخَلْق. قال ابن منده: كتبت عنه بأَطْرابُلُس ألف جزء. وقال الخطيب: جمع "فَضَائل الصَّحابة" (¬1)، وهو ثِقَة ثِقة. ولد سنة خمسين ومئتين. وقيل سنة سبع وعشرين ومئتين وهو خطأ، والأوّل أصح. وتوفي في ذي القَعْدة سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة. ¬

_ * تاريخ عساكر (خ): 5/ 347 ب-349 أ، سير أعلام النبلاء: 15/ 412 - 416، تذكرة الحفاظ: 3/ 858 - 860، العبر: 2/ 262، لسان الميزان: 2/ 411 - 412، النجوم الزاهرة: 3/ 312، طبقات الحفاط: 353 - 354، كشف الظنون: 2/ 1385، شذرات الذهب: 2/ 365، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 368 - 369. (¬1) في الظاهرية بدمشق القسم الثالث منه تحت رقم [مجموع 110 (244)].

802 - الأصم

وفيها: مات المعمَّر أبو الحسن عليُّ بن الفضل السُّتُوري السَّامَرِّي؛ آخر أصحاب الحسن بن عَرفَة، وهو صدوق. ومحدِّث الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشَّيبَاني، رحمهم الله تعالى. 802 - الأصَمُّ * الإِمام، المفيد، محدث المَشْرق، أبو العَبَّاس، محمدُ بنُ يعقوب بن يوسف بن مَعْقِل بن سِنَان، الأموي مولاهم، المَعْقِلِي، النَّيسَابوري، وكان يكره أن يقال له الأصم. ولد سنةَ سبعٍ وأربعين ومئتين، ورحل به أبوه في سنة خمس وستين. سمع بأَصْبَهان من هارون بن سُليمان، وأسِيد بن عاصم، وبمكَّة من أحمد بن شَيْبان الرَّمْلي، وبمِصْر من ابن عبد الحكم، والربيع، وبَحْر بن نَصْر، وإبراهيم بن منقذ، وبكَّار بن قتيبة، وبعَسْقَلان من أحمد بن الفَضل الصائغ، وببيروت من العَبَّاس بن الوليد، وبدمشق من ابن مَلَّاس، ويزيد بن عبد الصَّمد، وبحِمْص من أبي عُتبة الحجازي، ¬

_ * الأنساب: 1/ 294 - 297، تاريخ ابن عساكر (خ): 16/ 67 أ- 69 ب، المنتظم: 6/ 386 - 387، اللباب: 1/ 56، سير أعلام النبلاء: 15/ 452 - 460، تذكرة الحفاظ: 3/ 860 - 863، العبر: 2/ 273 - 274، الوافي بالوفيات: 5/ 223، نكت الهميان: 279، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 76 - 77، البداية والنهاية: 11/ 232، غاية النهاية: 2/ 283، النجوم الزاهرة: 3/ 317، طبقات الحفاظ: 354، شذرات الذهب: 2/ 373 - 374، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 371 - 372.

ومحمد بن عَوْف الطَّائي، وبطرسوس من أبي أُمَيَّة، وبالرَّقَّة من محمد بن علي بن ميمون، وبالكُوفة من الحسن بن علي بن عَفَّان، وسعيد بن محمد الحَجْواني؛ صاحب ابن عُيينة، وأحمد بن عبد الجَبَّار العُطَاردي، وببغداد من زكريا بن يحيى المَرْوزي، وأبي جعفر بن المُنَادي، والدُّوري، والصَّاغَاني، وغيرهم. روى عنه: أبو عبد الله بن الأخْرم، وأبو بكر الصِّبْغي، ويحيى العَنْبَري، وأبو الوليد الفَقيه، وأبو علي الحافظ، وابنُ مَندَه، والحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، ويحيى بن إبراهيم المُزَكِّي، وأبو بكر الحِيري، وأبو سعيد الصَّيرفي، وإسحاق بن محمد السُّوسي، وعلي بن محمد بن محمد الطِّرَازِيُّ، وخلق. وللحافظ أبي نُعيم إجازة منه تفرَّد بها. قال الحاكم: كان محدِّث عصره بلا مُدَافعة، حدَّث في الإِسلام ستًّا وسبعين سنة، ولم يختلف في صِدْقه وصحة سَمَاعه، أَذَّنَ سبعين سنة في مسجده: وكان حسن الخُلُق، سخيَّ النَّفْس، ربما كان يحتاج فيُورِق ويأكل، وكان يكره الأخذ على التحديث، وما رأيت الرحَّالة في بلد أكثر منهم إليه (¬1). وسمعته يقول: حدثت بكتاب "معاني الفُرْآن" (¬2) للفَرَّاء سنة نيف وسبعين ومئتين (¬3). ¬

_ (¬1) انظر "الأنساب": 1/ 294 - 295. (¬2) طبع في القاهرة بتحقيق الأستاذ محمد علي النجار وآخرين، وأعيد طبعه في بيروت سنة 1980 م. (¬3) "تاريخ ابن عساكر" (خ): 16/ 68 أ.

قال الحاكم: وسَمِعْتُ محمد بن حامد يقول، سمعت أبا حامد الأعْمَشِي يقول: كَتَبْنَا عن أبي العَبَّاس بن يعقوب الورَّاق سنة خمس وسبعين ومئتين في مجلس محمد بن عبد الوهَّاب الفَرَّاء (¬1). قال: وسمعت محمد بن الفَضْل بن خُزيمة قال: سمعت جَدِّي إمام الأئمة، وسثل عن كتاب "المَبْسوط" (¬2) للشَّافعي، فقال: اسمعوه من أبي العَبَّاس الأصم فإنَّه ثقَة، قد رأيته يسمع بمصر (¬3). وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت عبد الرَّحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتاب "المَبْسُوط" راوٍ غيرَ أبي العَبَّاس الورَّاق، وبلغنا أنه ثِقَة صَدُوق (¬4). قال الحاكم: وقرأت بخط أبي عمرو أحمد بن المبارك المُسْتَملي، حدثني محمد بن يعقوب بن يوسف الورَّاق، حدثنا الرَّبيع، حدثنا بِشر بن بكر- فذكر حديثين. وهذا المستملي كبير يروي عن قُتيبة، ومات سنة أربع وثمانين ومئتين. وقال الحاكم: حضرت الأصَمَّ يومًا خرج ليؤذِّن للعَصْر فاستقبل ¬

_ (¬1) "تاريخ ابن عساكر" (خ): 16/ 68 ب. (¬2) يبدو أن قطعًا منه وصلت إلينا من كتاب "المختصر" للبويطي. انظر "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 3/ 191. (¬3) "تاريخ ابن عساكر" (خ): 16/ 68 ب. (¬4) المصدر السابق.

وقال بصوت عالٍ: أخبرنا الرَّبيع بن سليمان، حدَّثنا الشَّافعي، ثم ضحك وضحك النَّاس، ثم أَذَّن (¬1). قال الحاكم: وإنما ظهر به الصمم بعد مجيئه من الرحلة، ثم استحكم حتى كان لا يسمع نهيق الحمار (¬2). ثم ذكر الحاكم أنَّ الأَصم كُفَّ بصره في آخر عمره، وانقطعت الرِّحْلة إليه، ورجع أمره إلى أنه كان يُنَاول قلمًا، فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون منه الرِّواية، فيقول: حدثنا الربيع - ويسرُدُ أحاديث يحفظها، وهي أربعة عشر حديثًا، وسبع حكاياتٍ، وصار بأسوأ حال (¬3). وتوفِّيَ في ربيع الآخر سنة ستٍ وأربعين وثلاث مئة. وفيها: مات مسنِدُ مِصْر أبو الحسن أحمد بن بُهزاذ السِّيرَافي الرَّاوي عن أصحاب ابن وَهْب. ومسنِدُ أَصْبَهان أبو جعفر أحمد بن جعفر بن مَعْبد السَّمْسَار. ومسنِدُ نَيسَابور أبو الحسن أحمدُ بنُ محمد بن عَبْدُوس العَنَزِي الطَّرائفيُّ. ومسنِدُ بلاد العجم أبو محمد عبد الله بن جَعْفر بن أحمد بن فارس الأصْبَهاني. ومسنِد بغداد أبو الحسين عبدُ الصَّمد بن علي الطَّسْتِي. ومسنِدُ مرو أبو العَبَّاس المَحْبُوبي، محمد بن [أحمد بن] (¬4) محبوب؛ صاحب التِّرْمِذِي. ومسنِد البَصْرة المحدِّث محمد بن بكر بن دَاسة التَّمَّار؛ صاحب أبي داود. ومسند بُخَارى المحدِّث أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حَمْزة البَغْدَادي ¬

_ (¬1) "الأنساب": 1/ 297. أي: كأن التحديث استغرقه فسها عن الأذان. (¬2) "الأنساب": 1/ 294. (¬3) "الأنساب": 1/ 297. (¬4) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 15/ 537، وما بين حاصرتين منه.

803 - ابن الأخرم

الجَمَّال. [و] أبو الحزم وهب بن مَسَرَّة التَّميمي الأنْدَلسي، ثم الحِجَاري؛ صاحب محمد بن وَضَّاح، وقد ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة السَّادسة. 803 - ابن الأخْرم * الإِمام، الحافظ الكبير، أبو عبد الله، محمد بن يَعْقوب بن يوسف الشَّيْبَاني، النَّيسَابوري. ولد سَنةَ خمسين ومئتين، وصَلَّى على جِنازة محمد بن يحيى الذُّهْلي (¬1). سمع عليَّ بن الحسن الهِلالي، وإبراهيم بن عبد الله السَّعدي، ومحمد بن عبد الوَهَّاب الفَرّاء، ويحيى بن محمد الذُّهْلي حَيكان، وخُشنام بن الصديق، وخَلْقًا، ولم يرحل ولا سمع إلَّا بنَيسَابور. روى عنه: أبو بكر الصِّبْغي، وحسان بن محمد الفقيه، والحاكم، وابن مَنْدَه، ويحيى بن إبراهيم المُزَكِّي، وخَلْق. وكان من أئمة هذا الشَّأْن. قال الحاكم: كان صدرَ أَهْل الحديث ببلدنا بعد ابن الشَّرْقي، ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 15/ 466 - 469، تذكرة الحفاظ: 3/ 864 - 865، العبر: 2/ 265، مرآة الجنان: 2/ 336 - 337، النجوم الزاهرة: 3/ 313، طبقات الحفاظ: 354، شذرات الذهب: 2/ 368، الرسالة المستطرفة: 29. (¬1) توفي الإمام محمد بن يحيى الذهلي سنة ثمان وخمسين ومئتين. وهو في عشر التسعين. انظر ترجمته رقم (518) من هذا الكتاب.

يحفظ ويَفْهَم، وصنَّف مُسْتخرجًا على الصَّحيحين، وصنَّف "المُسْنَد الكبير"، وسأله أبو العباس السَّرَّاج أن يخرج له كتابًا على "صحيح مُسْلم" ففعل. قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله غيرَ مَرَّة يقول: ذهب عُمُري في جَمْع هذا الكتاب، يعني "المُسْتَخْرج على كِتَاب مُسْلم"، ورأيته يَنْدَم على تصنيفه "المُخْتَصر الصحيح المتَّفق عليه" ويقول: من حَقِّنا أن نجهد في زيادة الصَّحيح- إلى أن قال الحاكم: وكان أبو عبد الله من أنحى النَّاس، ما أُخذ عليه لَحْن قَطُّ، وله كلام حَسن في العِلَل والرجال. وسمِعْتُ محمدَ بنَ صالح بن هانئ يقول: كان ابن خزيمة يقدِّم أبا عبد الله بن يَعْقوب على كافَّة أقرانه، ويعتمد قوله فيما يَرُدُّ عليه، وإذا شَكَّ في شيء عَرَضَه عليه. مات ابن الأخْرم في جُمَادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاث مئة. وفيها: مات شيخ القُرَّاء ببغداد أبو الحسين أحمدُ بنُ عثمان بن بُويان (¬1). ومحدِّث دمشق الزَّاهد أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذْرَعي. ومسنِدُ بَغْداد أبو عمرو عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، المعروف بابن السَّمَّاك. ومسنِدُ حَلَب محمدُ بنُ عيسى بن الحسن التَّميمي البَغْدَادي العَلَّاف. والمُفَسِّر المحدِّث العلَّامة أبو زكريا يحيى بن محمد العَنْبَري النَّيسَابوري، رحمهم الله تعالى. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 865 "ثوبان" وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": 1/ 223.

804 - عبد المؤمن بن خلف

804 - عبد المؤمن بن خَلَف * ابن طفَيل بن زيد بن طُفَيل، الإِمام، الحافظ، أبو يعلى، التَّميمي، النَّسَفي. ولد سنة تسعٍ (¬1) وخمسين ومئتين. وسمع جَدَّه، وأبا حاتم الرَّازي، وأبا يحيى بن أبي مَسَرَّة المكِّي، وإسحاق الدِّبَري، وأبا الزِّنْبَاع رَوْح بن الفَرَج المِصْري، وعلي بن عبد العزيز البَغَوي، وطبقَتهم. وكان من علماء الظَّاهريَّة، أخذ الكُتُبَ عن محمد بن داود الظَّاهري، وكان شديدَ الحب للآثار، صالحًا ناسكًا. روى عنه: عبد الملك بن مروان المَيْدَاني، وأحمد بن عَمَّار بن عصمة، ويعقوب بن إسحاق: النَّسَفِيُّون، وأبو علي منصور بن عبد الله الهَرَوي، وأبو نَصْر أحمد بن محمد الكَلابَاذِي، وآخرون. ولما دخل أبو القاسم الكَعْبي (¬2)، شيخ المُعْتَزلة، نَسَفَ أكرموه إلا عبد المؤمن الحافظ فلم يأتِ إليه، فقال الكعبي: نحن نأتيه. فلما ¬

_ * تاريخ ابن عساكر (خ): 272 ب، سير أعلام النبلاء: 15/ 480 - 483، تذكرة الحفاظ: 3/ 866 - 868، العبر: 2/ 272، مرآة الجنان: 2/ 340، طبقات الحفاظ: 354 - 355، شذرات الذهب: 2/ 373. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 866 "سبع"، وهو تصحيف. (¬2) هو عبد الله بن أحمد بن محمود، الكعبي، البلخي، الخراساني، أحد أئمة المعتزلة، كان رأس طائفة منهم تسمى "الكعبية"، وله آراء ومقالات في الكلام انفرد بها، توفي ببلخ سنة (319 هـ) على الصحيح. انظر ترجمته في "طبقات المعتزلة": 88 - 89.

805 - النجاد

دخل لم يَقُمِ الحافظ، ولا التفت من مِحْرابه، فكسر الكعبي خَجَلَه وقال: بالله عليك أيها الشيخ لا تَقُمْ -يعني ودعا له قائمًا، وانصرف. قال الحافظ جعفر بن محمد المُسْتَغْفِريُّ: حدَّثنا أبو جعفر محمد بن علي النَّسَفي، قال: شهدت جِنَازة الشَّيخ أبي يَعْلى -رحمه الله- بالمُصَلَّى (¬1). فغشِينا أصوات طُبُول مثل ما يكون من العساكر، حتى ظَن جَمْعُنَا أن جيشًا قد قدم، فكُنَّا نقول: ليتنا صلَّينا عليه قبل أن يَغْشَانا هذا. فلما اجتمع النَّاس وقاموا للصَّلاة، وأنصتوا، هدأ الصَّوت كأنْ لم يكن، ثم إني رأيت في النَّوْم كأنَّ إنسانًا واقفٌ على رأْس درب أبي يعلى وهو يقول: أَيُّها النَّاس، مَنْ أراد منكم الطَريق المُسْتَقيم فعليه بأبي يعلى -أو نحو هذا. مات في جُمَادى الآخرة سنةَ ستٍ وأربعين وثلاث مئة. 805 - النَّجَّاد * الإِمام، الحافظ، الفقيه، أبو بكر، أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسْرَائيل بن يونس، البَغْدَادي، الحَنْبَلي. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين ومئتين. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 867 "بالموصل"، وهو تحريف. * تاريخ بغداد: 4/ 189 - 192، طبقات الفقهاء للشيرازي: 172، طبقات الحنابلة: 2/ 7 - 12، الأنساب: 553 أ، المنتظم: 6/ 390، اللباب: 3/ 213 - 214، سير أعلام النبلاء: 15/ 502 - 505، تذكرة الحفاظ: 3/ 868 - 869، العبر: 2/ 278 - 279، ميزان الاعتدال: 1/ 101، الوافي بالوفيات: 6/ 400، مرآة الجنان: 2/ 342، البداية والنهاية: 11/ 234، لسان الميزان: 1/ 180 - 181، طبقات الحفاظ: 355، شذرات الذهب: 2/ 376 - 378، الرسالة المستطرفة: 36، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 3/ 236 - 237.

وسمع الحسن بن مُكْرم، ويحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقَان، وأحمد بن ملاعب، والبِرْتي، وإسماعيل القاضي، وابن أبي الدُّنيا، وتمتامًا، وهلال بن العلاء، وأبا داود، وطبقتَهم. روى عنه: أبو بكر القَطيعي، والدَّارَقُطْني، وابن شاهين، والحاكم، وابن مَنْدَه، وابن رزقويه، وابنا بِشْران، وابن الفضل القَطَّان، وأبو علي بن شَاذان، وأبو بكر بن مَرْدُويه، وخلق. قال الخطيب: كان صَدوقًا عارفًا، صنَّف في السُّنَن كتابًا كبيرًا، وكان له في جامع المنصور يوم الجمعة حَلْقتان: حَلْقة قبل الصَّلاة للفتوى، وحلقة بعدها للإِملاء (¬1). حدَّثني أحمد بن سليمان المقرئ، سمعت أبا الحسن بن رزقويه غير مَرَّة يقول: أبو بكر النَّجّاد ابنُ صاعدنا (¬2). أخبرنا الحَمَّامي، سمعت أبا علي بن الصَّوَّاف، يقول: كان النَّجّاد يجيء معنا إلى بِشْر بنِ موسى وغيره، ونعله في يده، فقيل له: لم لا تلبسها؟ قال: أُحب أن أمشيَ في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حافٍ (¬3). حدَّثني الحسين بن علي الحَنَفي، سمعت أبا إسحاق الطَّبَري يقول: كان النَّجَّاد يصوم الدَّهْر، ويفطِر كلَّ ليلة على رغيف، ويترك منه ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 4/ 189 - 190. (¬2) قال الخطيب: "عنى بذلك أن النجاد في كثرة حديثه، واتساع طرقه، وعظم رواياته، وأصناف فوائده لمن سمع منه، كيحيى بن صاعد لأصحابه، إذ كل واحد من الرجلين كان واحد وقته في كثرة الحديث". انظر "تاريخ بغداد": 4/ 190 (¬3) المصدر السابق. وفي الأصل: "حافي".

806 - ثابت بن حزم

لُقْمَة، فإذا كان ليلة الجُمُعة تصدَّق بذلك الرغيف، وأكل تلك اللُّقَم (¬1). وقد صنَّفَ النَّجَّاد كتابًا في الفِقْه والاختلاف. ومات في ذي الحِجَّة سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة، ودفن عند قبر بشر (¬2). وفيها: مات كبير الصُّوفية المحدِّث جعفر بن محمد بن نُصير الخُلْدي الخَوَّاص ببغداد. وقاضي مصر ودمشق أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن بن الخَصِيب (¬3) الشَّافعي. ومحدِّث الكوفة أبو الحسن عليُّ بنُ محمد بن الزُّبير القُرَشي. 806 - ثابت بن حَزْم * ابن عبد الرحمن بن مُطَرِّف، الحافظ العلَّامة، أبو القاسم، السَّرَقُسْطي، قاضي سَرَقُسْطة (¬4). سمع محمد بن وَضَّاح، ومحمد بن عبد السلام الخُشَني. وبمكة ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 4/ 191. (¬2) أي بشر بن الحارث المعروف بالحافي، انظر "تاريخ بغداد": 4/ 192. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 869 "الخطيب"، وهو تصحيف. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 15/ 540 - 541. * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 100، جذوة المقتبس: 174، بغية الملتمس: 254، معجم البلدان: 3/ 213، إنباه الرواة: 1/ 262، سير أعلام النبلاء: 14/ 562 - 563، تذكرة الحفاظ: 3/ 869 - 870، العبر: 2/ 155 - 156، الديباج المذهب: 102، طبقات الحفاظ: 355 - 356، بغية الرعاة: 1/ 480، شذرات الذهب: 2/ 266، الرسالة المستطرفة: 155. (¬4) في "إنباه الرواة": 1/ 262 "ثابت بن عبد العزيز".

807 - قاسم بن ثابت

من محمد بن علي الجَوْهري، وبمصر من النَّسَائي، وأحمد بن عمرو البزَّار. قال ابنُ يونس: رحل وطلب، توفِّي بالأَندلس سنة أربع عشرة وثلاث مئة. وقال ابنُ الفَرَضي: كان عالمًا متفننًا، بصيرًا بالحديث، والنحو واللغة، والغريب والشعر (¬1). قال: وتوفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة (¬2). وقد صنَّف ثابت كُتُبًا مفيدة منها: كتاب "الدَّلائل" (¬3). وكان ابنه 807 - قاسم بن ثابت * من الحُفَّاظ الأذكياء، مات شابًّا بعد سنة ثلاث مئة (¬4)؛ ¬

_ (¬1) " تاريخ علماء الأندلس"1/ 100. (¬2) المصدر السابق. (¬3) وهو في شرح ما أغفله أبو عبيد وابن قتيبة من غريب الحديث، وقد وهم المصنف في نسبة الكتاب إلى ثابت، بل هو من تأليف ابنه القاسم بن ثابت الذي ستأتي ترجمته، وقد بلغ فيه الغاية من الإتقان، ومات قبل إتمامه، فأكمله أبوه ثابت بعده. وفي دار الكتب الظاهرية بدمشق المجلد الثاني منه تحت رقم (لغة 41). انظر "تاريخ علماء الأندلس": 1/ 361، والرسالة المستطرفة: 155. * طبقات اللغويين والنحويين: 309، تاريخ علماء الأندلس: 1/ 361، جذوة المقتبس: 312، بغية الملتمس: 448 - 449، معجم البلدان: 3/ 213، إنباه الرواة: 1/ 262، تذكرة الحفاظ: 3/ 870، سير أعلام النبلاء: 14/ 563، الديباج المذهب: 223 - 224، بنية الوعاة: 2/ 252، نفح الطيب: 2/ 49 - 50، كشف الظنون: 1/ 760، الرسالة المستطرفة: 155. (¬4) في "تاريخ علماء الأندلس": 1/ 361 "توفي سنة اثنتين وثلات مئة".

808 - الحسن بن سعد بن إدريس

وقد ذكر أبو الوليد بن الدَّبَّاغ ثابتًا وابنه في الحُفَّاظ في الطبقة السادسة. 808 - الحسن بنُ سَعْد بن إدريس * الإمام، الحافظ، أبو علي، الكُتَامي، القُرْطُبي. سمع بقي بن مَخْلَد، فأكثر، وسمع بمكة من علي بن عبد العزيز البَغَوي، وباليمن من إسحاق الدَّبَري، وعُبيد الكَشْوري، وبمصر من يوسف بن زيد القَرَاطيسي، وبالبصرة من أبي مسلم الكَجِّي. وكان علَّامة مجتهدًا، وله ميل إلى أقوال الشَّافعي. قال ابنُ الفَرَضي: كان يحضُر الشُّورى، فلما رأى الفُتْيا دائرةً على المالكية ترك شهودها، سمع منه الناس شيئًا كثيرًا، وكان شيخًا صالحًا، ولم يكن بالضَّابط جدًّا (¬1). ولد سنة ثمانٍ وأربعين ومئتين. وتوفي يوم الجمعة يوم عرفة سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة (¬2) بقُرْطُبة. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 110، الأنساب: 10/ 351، اللباب: 3/ 28، سير أعلام النبلاء: 15/ 435 - 436، تذكرة الحفاظ: 3/ 870، العبر: 2/ 225، الوافي بالوفيات: 12/ 27، طبقات الحفاظ: 356، شذرات الذهب: 2/ 329. (¬1) "تاريخ علماء الأندلس": 1/ 110. (¬2) في "تاريخ علماء الأندلس" و"الأنساب": "توفي سنة اثنتين وثلاثين وثلات مئة".

809 - الختلي

809 - الخُتُّلي * الحافظ، البارع، أبو عبد الله، عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن الخُتُّلي، البَغْدَادي. سمع أباه، وجعفر الصَّائغ، وإسماعيل القاضي، وتَمْتَامًا، وابن أبي الدُّنيا، وأبا إسماعيل التِّرْمِذِي، وغيرهم. وعنه: أبو الحسين بن البوَّاب، والدَّارَقُطْني، وابن الثَّلَّاج، والقاضي أبو عمر الهَاشمي. قال الخطيب: كان فَهِمًا ورعًا عارفًا ثقَة حافظًا، سكن البَصْرة (¬1). وقال الدَّارَقُطْني: كان يُذاكر ويصنِّف، ويتعاطى الحِفْظ (¬2). وقال الخطيب: أخبرني علي بنُ المحسِّن التَّنُوخي: أخبرني أبي قال: دخل إلينا أبو عبد الله الخُتلي إلى البَصْرة، وليس معه كتبه، فحدَّث شهورًا إلى أن لَحِقَتْه كُتُبُه، فسمعته يقول: حدَّثْتُ بخمسينَ ألفِ حديث من حِفْظي إلى أَنْ لحقَتْني كتُبي (¬3). ¬

_ * تاريخ بغداد: 10/ 290 - 291، الإكمال: 3/ 220، الأنساب: 5/ 45، المنتظم: 6/ 351، سير أعلام النبلاء: 15/ 436 - 437، تذكرة الحفاظ: 3/ 870 - 871، طبقات الحفاظ: 356. (¬1) "تاريخ بغداد": 10/ 290. (¬2) المصدر السابق. (¬3) انظر "تاريخ بغداد": 10/ 290 - 291. وذكر ابن الجوزي وفاته في سنة (335 هـ). وقد أغفلت المصادر الأخرى سنة الوفاة. انظر "المنتظم": 6/ 351.

810 - علي بن الفضل

810 - عليُّ بنُ الفَضْل * ابن طاهر بن نَصْر، الحافظ، الجَوَّال، أبو الحسن، البَلْخي. سمع محمدَ بنَ الفَضْل البَلْخي، وأحمد بن سَيَّار المَرْوَزي، وأبا حاتم الرَّازي، وأبا قِلابة الرَّقَاشي، وطبقتهم. روى عنه: الدَّارَقُطْني -وقال: ثقة حافظ- وابن المُظَفَّر، وابنُ شاهين، ويوسف القَوَّاس، وعبد الله بن عثمان الصَّفَّار، وغيرُهم. قال الخطيب: كان ثقة حافظًا جوَّالًا في [طلب] الحديث، صاحبَ غرائب (¬1). مات ببغداد سنةَ ثلاثٍ وعشرين وثلاث مئة، رحمه الله تعالى. 811 - محمَّد بن حَمدويه * * ابن سَهْل، أبو نَصْر المَرْوزِي الحافظ، المعروف بالفازي (¬2)، نزيل بَغْدَاد. ¬

_ * تاريخ بغداد: 12/ 47 - 48، المنتظم: 6/ 280، سير أعلام النبلاء: 15/ 69 - 70، تذكرة الحفاظ: 3/ 871، طبقات الحفاظ: 356 - 357، شذرات الذهب: 2/ 300. (¬1) "تاريخ بغداد": 12/ 47، وما بين حاصرتين منه. * * المنتظم: 6/ 325، سير أعلام النبلاء: 15/ 80 - 81، تذكرة الحفاظ: 3/ 872، العبر: 2/ 218، تبصير المنتبه: 3/ 1145، طبقات الحفاظ: 357، شذرات الذهب: 2/ 323 - 324. (¬2) نسبة إلى فاز؛ قرية من قرى طوس. انظر "تبصير المنتبه": 3/ 1145، وفي "سير أعلام النبلاء": 15/ 80 "وبعضهم يقول: الغازي"، وفي "العبر": 2/ 218 "القاري" -بالقاف- وهو تصحيف.

812 - أبو عمر الزاهد

روى عن أبي داود السِّنْجي، ومحمود بن آدم، وأبي المُوَجَّه محمد بن عمرو. [روى عنه: أبو أحمد بن جامع] (¬1) الدَّهَّان، وآخرون. قال البَرْقَاني: حَدَّثَني الدَّارَقُطْني، حدَّثنا محمد بن حَمْدويه المَروزي وعلي بن الفضل بن طاهر، ثقتان نبيلان حَافِظَان. مات بمرو سنة تسعٍ وعشرين وثلاث مئة، على الصَّحيح. 812 - أبو عُمَر الزّاهِد * الحافظ، العلَّامة، اللُّغَوي، محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، البَغْدَادي، المعروف بغلام ثَعْلب. سمع أحمد بن عُبيد الله النَّرْسي، وموسى بن سَهْل الوَشَّاء، وأحمد بن سعيد الجَمَّال، وإبراهيم بن الهيثم البَلَدي، والكدَيمي، وبِشْر بن موسى، وطبقتَهم. روى عنه: ابن رِزْقَويه، والحاكم، وابن مَنْدَه، والقاضي أبو القاسم ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 872. * طبقات النحويين واللغويين: 229، الفهرست: 82 - 83، تاريخ بغداد: 2/ 356 - 359، طبقات الحنابلة: 2/ 67 - 69، الأنساب: 9/ 196 - 197، نزهة الألباء: 190 - 195، المنتظم: 6/ 380 - 382، معجم الأدباء: 18/ 226 - 234، اللباب: 2/ 183، وفيات الأعيان: 4/ 329 - 333، سير أعلام النبلاء: 15/ 508 - 513، تذكرة الحفاظ: 3/ 873 - 876، العبر: 2/ 268، الوافي بالوفيات: 4/ 72 - 73، مرآة الجنان: 2/ 337 - 339، البداية والنهاية: 11/ 230 - 231، لسان الميزان: 5/ 268 - 269، بغية الوعاة: 1/ 164 - 166، طبقات الحفاظ: 357، شذرات الذهب: 2/ 370 - 371.

ابن المنذر، وأبو الحسين بن بِشْران، وعلي بن أحمد الرَّزَّاز، وأبو علي ابن شَاذَان، وغيرُهم. قال الخطيب: سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ يحكي عن أبي عمر الزَّاهد أَنَّ الأشراف والكُتَّاب وأهل الأدب كانوا يحضُرون عنده ليسمعوا منه كتُت ثعلب، وغيرها، وكان له جُزْء قد جمع فيه الأحاديث التي تُروى في "فضائل مُعَاوية"، فكان لا يترك واحدًا منهم يقرأ عليه شيئًا حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجُزْء، ثم يقرأ بعده ما قصد له، وكان جماعة من أهل الأدب يطعنون على أبي عمر ولا يوثِّقونه في علم اللغة حتى قال لي عبيدُ الله بن أبي الفتح: يقال إن أبا عمر كان لو طار طائر لقال: حدَّثنا ثعلب عن ابن الأعرابي- ويذكر في معنى ذلك شيئًا. فأما الحديث فرأيت جميع شيوخنا يوثقونه فيه ويصدِّقونه (¬1). حدَّثنا علي بنُ أبي علي عن أبيه قال: ومن الرُّواة الذين لم نَرَ قط أحفظ منهم أبو عمر محمد بن عبد الواحد، المعروف بغُلام ثَعْلب، أملى من حِفْظه ثلاثين ألف ورقة لغةً فيما بلغني، وجميع كُتُبه التي في أيدي النَّاس إنما أملاها بغير تصنيف، ولسَعَة حِفْظه اتُّهم بالكذب (¬2). قال الخطيب: وحكى لي رئيس الرُّؤساء، شَرَف الوزراء أبو القاسم، عليُّ بنُ الحسن (¬3) عمن حدَّثه: أن أبا عمر الزَّاهدَ كان يؤدِّب ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 2/ 256 - 257. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المعروف بابن المُسْلِمة، استكتبه الخليفة القائم بأمر الله، واستوزره ولقبه رئيس الرؤساء، كان عالمًا بفنون كثيرة، قتله البساسيري في فتنته سنة (450 هـ) في قصة مشهورة. انظر "تاريخ بغداد": 11/ 391 - 392، و"الكامل": 9/ 640 - 644، و"طبقات الشافعية" للسبكي: 5/ 248 - 253.

ولد القاضي أبي عمر محمد بن يوسف، فأملى يومًا على الغُلام نحوًا من ثلاثين مسألةً في اللُّغة، وذكر غريبها؛ وختمها ببيتين من الشِّعْر، وحضر أبو بكر بن دريد، وأبو بكر بن الأَنْبَاري، وأبو بكر بن مِقْسم عند أبي عمر القاضي، فَعَرَض عليهم تلك المسائل فما عرفوا منها شيئًا وأنكروا الشِّعْر، فقال لهم القاضي: ما تقولون فيها؟ فقال له ابنُ الأَنْبَاري: أنا مشغول بتصنيف "مُشْكل القرآن" ولست أقول شيئًا. وقال ابنُ مِقْسم مثل ذلك، واحتجَّ باشتغاله بالقِراءات، وقال ابنُ دريد: هذه المسائل من موضوعات أبي عمر، ولا أصل لشيءٍ منها في اللُّغة. وانصرفوا. وبلغ أبا عمر ذلك، فاجتمع مع القاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قُدَماء الشُّعَراء عيَّنَهم له، ففتح القاضي خزائنه، وأخرج له تلك الدَّواوين، فلم يزلْ أبو عمر يعمِدُ إلى كلِّ مسألة، ويخرجُ لها شاهدًا من بعض تلك الدَّوَاوين، ويعرِضُهُ على القاضي حتى استوفى جميعها، ثم قال: وهذان البيتان أنْشَدْناهُما ثَعْلب بحضرة القاضي، وكتبهما القاضي بخطه على ظَهْر الكتاب الفُلاني، فأحضر القاضي الكتابَ فوجد البيتين على ظهره بخطِّه كما ذكر أبو عمر، فانتهت القصة إلى ابن دريد فلم يذكر أبا عمر بلفظةٍ حتى مات (¬1). قال رئيس الرؤساء: وقد رأيتُ أشياء كثيرة مما استُنكر على أبي عمر ونُسب إلى الكذب فيها مدوَّنة في كتب أهل العلم وخاصة في "غريب المصنّف" لأبي عبيد؛ أو كما قال (¬2). وقال الخطيب: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 2/ 358. (¬2) المصدر السابق.

813 - أحمد بن عبيد

بقول: لم يتكلمْ في علم اللُّغة أحدٌ من الأوَّلين والآخرين أحسنَ من كلام أبي عمر الزَّاهد، قال: وله كتاب "غريب الحديث" صنَّفه على "مسند أحمد بن حَنْبل"، وجعل يستحسنه جدًّا (¬1). ولد أبو عمر سنة إحدى وستين ومئتين. ومات في ذي القَعْدة سنة خمس وأربعين وثلاث مئة، على الصَّحيح. 813 - أحمد بنُ عُبيد * ابن إسماعيل، الحافظ، الثِّقَة، أبو الحسن، البَصْري، الصَّفَّار، مؤلف "السُّنَن" الذي يكثر البَيهَقي التخريج منه. سمع أبا إسماعيل التِّرْمِذِي، وتَمْتَامًا، ومحمد بن الفَرَج الأزْرق، وإسماعيل القاضي، ويوسف بن يعقوب القاضي، والكُدَيمي، وطبقتهم. روى عنه: الدَّارَقُطْني، والقاضي أبو عمر الهاشمي، وعلي بن القاسم النَّجَّاد، وأبو الحسين بن جُمَيع، وعلي بن أحمد بن عَبْدان الشِّيرَازي، وآخرون. قال الخطيب: كان ثِقَةً ثَبْتًا، صنَّف "المُسْنَد" وجوَّده. ويقال: إن محمد بن يونس الكُدَيمي كان زوج أُمِّه، وهو الذي سمَّعه الحديث، وأحسبه سكن بالبصرة بأَخَرَةٍ، فإن القاضي أبا عمر بن عبد الواحد الهاشمي وعلي بن القاسم النَّجَّاد حدَّثانا عنه بالبَصْرة، ولم نرَ عند ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 2/ 358 - 359. * تاريخ بغداد: 4/ 261، سير أعلام النبلاء: 15/ 438 - 439، تذكرة الحفاظ: 3/ 876 - 877، طبقات الحفاظ: 358، الرسالة المستطرفة: 36.

814 - أحمد بن عبيد بن أحمد الصفار

شيوخنا البغداديين عنه شيئًا (¬1). كان سماع ابن عَبْدَان منه في سنةِ إحدى وأربعين وثلاث مئة (¬2). فأما: 814 - أحمد بنُ عُبيد بن أحْمَد الصَّفَّار * فهو أبو بكر الرُّعَيني، الحِمْصي، وهو من طبقة البصْري. يروي عن: أحمد بن علي بن سعيد، ومحمد بن عبيد الله الكَلاعي، والحسن بن مسروق، وجماعة. وعنه: ابنُ مَنْدَه، والحافظ عبد الغني الأزْدِي، وأبو العَبَّاس بن الحاج، وغيرُهم. مات سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة. ذكر للتمييز. 815 - ابن ياسين * * الحافظ، أبو إسحاق، أحمد بن محمد بن ياسين، الحَدَّاد، ¬

_ (¬1) " تاريخ بغداد": 4/ 261. (¬2) لم يذكر الخطيب سنة وفاته، وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 15/ 439 "وتوفي بعدها بقليل"، أي بعد سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة. * سير أعلام النبلاء: 15/ 441، تذكرة الحفاظ: 3/ 877. * الإرشاد للخليلي (خ): 178، سير أعلام النبلاء: 15/ 339 - 340، تذكرة الحفاظ: 3/ 877 - 878، ميزان الاعتدال: 1/ 149 - 150، لسان الميزان: 1/ 291، طبقات الحفاظ: 358، شذرات الذهب: 2/ 335، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 2/ 224.

الهَرَوي، مصنِّف "تاريخ هَرَاة" (¬1). سمع الفَضْل بن عبد الله اليَشْكُري، وعثمان الدَّارِمي، ومعاذ بن المُثَنَّى، وغيرَهم. روى عنه: ابن أبي ذُهْل، ومنصور الخالدي، والخليل بن أحمد القاضي، وغيرُهم. وهو متكلَّم فيه. قال الخليلي: ليس بالقويِّ، يروي نُسَخًا لا يتابع عليها (¬2). وتركه الدَّارَقطْني. وروى السُّلَمي عنه (¬3) أنه قال: هو شَرٌّ من أبي بِشْر المَرْوْزِي. وقال الإدْرِيسي (¬4): سمعت أَهْلَ بلده يطعنون فيه، ولا يرضونه، وكان يحفظ الحديث ويعلم، ويقع في أحاديثه ما يقع من المناكير، وأرجو أنها لا تقع من جِهَته. مات في ذي القَعْدَة سنةَ أربعٍ وثلاثين وثلاث مئة (¬5). ¬

_ (¬1) توجد قطع منه في "الإصابة"، و"لسان الميزان" كما في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 224. (¬2) "الإرشاد" للخليلي (خ): 178. (¬3) أي عن الدارقطني. (¬4) هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله، الإدريسي، مؤرخ، كان محدث سمرقند، وتوفي فيها سنة (405 هـ). له "تاريخ سمرقند" لم يصلنا. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد": 10/ 302 - 303. (¬5) في "ميزان الاعتدال": 1/ 149 "ومات سنة 234" وهو وهم، تابعه عليه ابن حجر في "لسان الميزان": 1/ 291.

816 - البحري

816 - البَحْرِيُّ * الحافظ، محدِّث جُرْجَان قبل ابن عَدِي، أبو يعقوب، إسحاق بن إبراهيم بن محمد، الجُرْجَاني. سمع أبا قِلابة الرَّقَاشي، وهلال بن العلاء، وأبا يحيى بن أبي مسَرَّة، وإسحاق الدَّبَري، والحارث بن أبي أُسامة، وطبقتهم. وعنه: ابن عدي، والإِسْماعيلي، وحسين بن جعفر، وخَلْق. قال الخليلي: حافِظ ثِقَة مذكور، حدَّثني أربعة من أهل جُرْجَان عنه (¬1). وقال الحاكم كتب إليَّ من جُرْجَان إجازة هي عندي. مات سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة. 817 - عُمَر بن سهل * * ابن إسماعيل، الحافظ، الثِّقَة، الرَّحّال، أبو حَفْص، وأبو بكر، الدِّينَوري القِرْمِيسِيني. روى عن: أبي قِلابة الرَّقَاشي، وإبراهيم بن أبي العَنْبس، ¬

_ * تاريخ جرجان: 122، الإرشاد للخليلي (خ): 155، الإكمال: 1/ 526 - 527، الأنساب: 2/ 96 - 97، اللباب: 1/ 100، سير أعلام النبلاء: 15/ 471، تذكرة الحفاظ: 3/ 878 - 879، طبقات الحفاظ: 358 - 359، شذرات الذهب: 2/ 345. (¬1) انظر "الإِرشاد" للخليلي (خ): 155، وعبارته: "وحدثني عنه من أهل جرجان نفر". * * الإرشاد للخليلي (خ): 105 - 106، الأنساب: 10/ 110 - 111، اللباب: 2/ 255 - 256، سير أعلام النبلاء: 15/ 337 - 338، تذكرة الحفاظ: 3/ 879 - 880، طبقات الحفاظ: 359، شذرات الذهب: 2/ 328.

818 - أبو بكر الشافعي

والحسن بن سلَّام السَّواق، وعبيد بن عبد الواحد، وطبقتهم. روى عنه: أبو القاسم بن ثابت الحافظ، وصالحُ بن أحمد الهَمَذَاني، وابن تُرْكان، وطائفة من أهل هَمَذَان. ذكره الخليلي في "الإرشاد" فقال: ثِقَةٌ، إمام، عالم، مُتَّفَق عليه، سمع شيوخ بغداد والكوفة والجَبَل والبَصْرة. وكانت له معرفة [كبيرة وديانة، كتب عنه العلماء]، وكان صاحب سُنَّةٍ وعبادةٍ، سمعت عيسى بن أحمد الدِّينَوري يقول: خرج عمر بن سهل الحافظ [يومًا]، وبيده قصَّة فقال لي: أريد أن أصعد إلى تَلِّ التَّوْبة، وأرفَعَها إلى الله من جهة جُهَّال (¬1) الدِّينَور. ففعل، وانتقل إلى قِرْميسِين (¬2). وسمعت أبا القاسم بن ثابت الحافظ يقول: لم أَرَ مثل عمر بن سهل الحافظ في الدّيانة (¬3). مات سنة ثلاثين وثلاث مئة. 818 - أبو بكر الشَّافعي * الإمام، الحُجَّة، محدِّث العِراق، محمدُ بن عبد الله بن إبراهيم بن عَبْدُربه، البَغْدَادي، البزَّاز. ¬

_ (¬1) في "الإرشاد": من جهال الدينور. (¬2) انظر "الإرشاد" للخليلي (خ): 105 - 106، وما بين حاصرتين منه. (¬3) "الإرشاد" للخليلي (خ): 106. * تاريخ بغداد: 5/ 456 - 458، الأنساب: 7/ 255 - 256، المنتظم: 7/ 32، سير أعلام النبلاء: 16/ 39 - 43، تذكرة الحفاظ: 3/ 880 - 881، العبر: 2/ 301، دول الإسلام: 1/ 172، الوافي بالوفيات: 3/ 347، مرآة الجنان: 2/ 357 - 358، البداية والنهاية: 11/ 260، النجوم الزاهرة: 3/ 343، طبقات الحفاظ: 360، شذرات الذهب: 3/ 16، هدية العارفين: 2/ 44.

ولد بجَبُّل (¬1) سنة ستين ومئتين. وأوَّل سماعه سنةَ ستٍّ وسبعين. سمع موسى بن سهل الوَشَّاء آخر أصحاب ابن علَيَّة [ومحمد بن شداد المِسْمّعي؛ خاتمة أصحاب يحيى القطان، ومحمد بن الجهم السَّمَّري] (¬2)، ومحمد بن الفَرَج الأَزْرق، وأبا قلابة الرَّقَاشي، وأحمد بن عُبيد الله النَّرْسي، وعبد الله بن رَوْح المدائني، ومحمد بن رِبْح البزَّاز، وإسماعيل القاضي، وابن أبي الدُّنيا، وأبا إسماعيل التِّرْمِذِي، وخَلْقًا كثيرًا، ورحل إلى الجزيرة، وإلى مِصْر وغير ذلك. روى عنه: الدَّارَقُطْني، وابن شَاهين، وأبو علي بن شَاذَان، وعبد الملك بن بِشْران، وابن رِزْقويه، وابن الفَضل القَطَّان، وابن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرَّزَّاز، وخَلْق، آخرهم أبو طالب بن غَيلان (¬3). قال الخطيب: كان ثِقَةً ثَبْتًا، كثيرً الحديث، حسن التَّصْنيف، جمع أبوابًا وشيوخًا، وكُتب عنه قديمًا وحديثًا (¬4). ¬

_ (¬1) بليدة بين النعمانية وواسط في الجانب الشرقي من دجلة. انظر "معجم البلدان": 2/ 103. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 880. (¬3) وهو آخر من روى عنه تلك الأجزاء التي تسمى "الغيلانيات"، وهي أحد عشر جزءًا، خرجها الدارقطني، وهي من أعلى الحديث وأحسنه. انظر "الرسالة المستطرفة": 92 - 93. (¬4) "تاريخ بغداد": 5/ 456.

819 - دعلج بن أحمد

وقال حمزة السَّهْمي: سُئِل الدَّارَقُطْني عن محمد بن عبد الله الشَّافعي فقال: أبو بكر جَبُّلي (¬1) ثِقَةً مأمون، ما كان في ذلك الزمان أوثق منه، ما رأيت له إلَّا أصولًا صحيحة متقنة، قد ضبط سماعه فيها أحسنَ الضَّبْط (¬2). مات في ذي الحجَّة سنةَ أربعٍ وخمسين وثلاث مئة (¬3). 819 - دَعْلَج بن أحمد * ابن دَعْلَج، الإِمام، الفقيه، محدَّث بغداد، أبو محمد السِّجسْتاني، المُعَدَّل. ولد سنة ستين ومئتين. وذكر الخطيب أَنَّه سَمِع ببلاد خُرَاسان والرَّي وحُلْوان وبَغْدَاد والبَصْرة ومكَّة (¬4). ¬

_ (¬1) كذا ضبطت في الأصل، وهي نسبة إلى بلده جَبُّل. انظر "معجم البلدان": 2/ 103. ومن كلمات علماء الجرح والتعديل: فلان جَبَل، وجبَلي، يكنون بها عن رسوخه في علم الحديث، فلعل الدارقطني أراد المعنى الثاني، ووهم الناسخ فشدد الباء ووضع فوق الشدة ضمة. والله أعلم. (¬2) "سؤالات السهمي": 276. (¬3) في "الوافي بالوفيات": 3/ 347 "توفي سنة خمس وخمسين وثلاث مئة". * تاريخ بغداد: 8/ 387 - 392، المنتظم: 7/ 10 - 14، وفيات الأعيان: 2/ 271 - 272، سير أعلام النبلاء: 16/ 30 - 35، تذكرة الحفاظ: 3/ 881 - 882، العبر: 2/ 291، مرآة الجنان: 2/ 347، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 291 - 293، البداية والنهاية: 11/ 241 - 242، النجوم الزاهرة: 3/ 333، طبقات الحفاظ: 360، شذرات الذهب: 3/ 8، الرسالة المستطرفة: 73، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 377. (¬4) "تاريخ بغداد": 8/ 387.

قال: وكان من ذوي اليَسَار، وأحد المشهورين بالبر والأفضال، وله صدقاتٌ ووقوف على أهل الحديث ببغداد ومكة وسِجِسْتان، جاور بمكَّة زمانًا، ثم استوطن بَغْداد (¬1). وحدَّث عن عثمان بن سعيد الدَّارِمي، ومحمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، ومحمد بن أيوب الرَّازي، ومحمد بن رِبْح البَزَّاز، وبِشْر بن موسى، وإسحاق الحَرْبي، وعلي بن عبد العزيز البَغَوي، وخلائق. روى عنه: ابن حَيُّويه، والدَّارَقطْني، والحاكم، وابن رِزْقويه، وأبو إسحاق الإسْفَرَاييني، وأبو علي بن شَاذَان، وغيرُهم. قال الخطيب: كان ثِقَةً ثَبْتًا، جُمع له المُسْنَد، وحديث شُعْبة ومالك، وبلغني أَنَّه بعث المُسْنَد إلى ابن عُقْدَة لينظر فيه، وجَعَلَ في الأجزاء بين كلِّ ورقتين دينارًا، وكان الدَّارَقُطْني هو النَّاظر في أُصوله والمصنِّف له كُتُبَه (¬2). حدثني أبو العلاء الواسطي عن الدَّارَقُطْني قال: صنَّفْت لِدَعْلَج "المُسْنَد الكبير" فكان إذا شكَّ في حديثٍ ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثبتَ منه (¬3). وقال الحاكم: أخذ دَعْلَج عن ابن خزيمة المُصَنَّفات، وكان يُفْتي بمذهبه، وكان شيخ أهل الحديث. وقال عمر البصري: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبتُ عليهم أصحَّ كتبًا منه، ولا أحسن سماعًا (¬4). ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) "تاريخ بغداد": 8/ 388. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق.

820 - عبد الباقي بن قانع

وقال الحاكم: اشترى دَعْلَج بمكَّة دار العَبَّاسية بثلاثين ألف دينار، وقيل: إن مُعِز الدَّوْلة (¬1) أخذ من تركَتِه ثلاث مئة ألف دينار. مات في جُمَادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة. وفيها: مات محدِّث البَصْرة أبو إسحاق الهُجَيمي، وله أكثر من مئة سنة. وراوي السِّيرة أبو محمد عبد الله بن جَعْفر بن الورد بمصر. وأبو جعفر بن دُحَيم، محدِّث الكوفة. وميمون بن إسحاق، صاحب العُطَاردي. 820 - عبد البَاقي بن قانع * ابن مرزوق بن واثق، الحافظ، أبو الحسين (¬2)، الأُموي مولاهم، البَغْدَادي، صاحب "مُعْجم الصَّحَابة" (¬3). ¬

_ (¬1) هو أحمد بن بويه بن فناخسرو، من ملوك بني بويه في العراق، امتلك العراق سنة (334 هـ)، ودام ملكه في العراق (22) سنة إلا أشهرًا، توفي في بغداد سنة ست وخمسين وثلاث مئة. انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 1/ 174 - 177. * سؤالات السهمي: 236، الفهرست للطوسي: 122، تاريخ بغداد: 11/ 88 - 89، الإكمال: 7/ 91، المنتظم: 7/ 14، سير أعلام النبلاء: 15/ 526 - 527، تذكرة الحفاظ: 3/ 883 - 884، ميزان الاعتدال: 2/ 532 - 533، العبر: 2/ 292، مرآة الجنان: 2/ 347، البداية والنهاية: 11/ 242، الجواهر المضية: 1/ 293، لسان الميزان: 3/ 383 - 384، النجوم الزاهرة: 3/ 333، طبقات الحفاظ: 361، شذرات الذهب: 3/ 8، الرسالة المستطرفة: 127، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 377 - 378. (¬2) في "المنتظم" و "المرآة" و"البداية والنهاية": أبو الحسن. (¬3) انظر مظانه في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 378، ولمحمد بن خلف بن سليمان بن فتحون كتاب "الإِعلام والتعريف مما لا بن قانع في معجمه من الأوهام والتصحيف". انظر "الوافي بالوفيات": 3/ 46، و "لسان الميزان": 3/ 384.

سمع الحارث بن أبي أُسامة، ومحمد بن مَسْلمة الواسطي، وإبراهيم بن الهيثم البَلَدي، وإسحاق بن الحسن، وإبراهيم بن إسحاق الحربيَّين، وإسماعيل بن الفضل البَلْخي، وعبيد بن شريك البزَّار، وطبقتهم. وكان واسع الرِّحْلة، كثيرَ الحديث. روى عنه: الدَّارقُطْني، والمَرْزبَاني، وابن رِزْقَويه، وأبو القاسم بن بِشْران، وأبو علي بن شَاذان، وغيرُهم. قال الدَّارَقُطْني: كان يحفظ ويعلم، ولكنه يخطئ ويصرُّ على الخطأ (¬1). وقال حمزة السَّهْمي: سألت أبا بكر بن عبْدان فقال: لا يدخُل في الصَّحيح (¬2). وقال البَرْقَاني: أما البغداديون فيوثقونه، وهو عندنا ضعيف (¬3). قال الخطيب: لا أدري لأي شيء ضَعَّفَه البَرْقَاني، وقد كان عبد الباقي من أهل العلم والدِّراية والفَهْم، ورأيت عامَّة شيوخنا يوثِّقونه، وقد كان تغيَّر في آخر عمره، حَدَّثني الأزْهري عن أبي الحسن بن الفُرَات قال: كان عبد الباقي بن قانع قد حَدَث به اختلاط قبل أن يموت بمدَّة نحو سنتين فتركنا السَّمَاع منه، وسمع منه قوم في اختلاطه (¬4). ¬

_ (¬1) "سؤالات السهمي": 236، و "تاريخ بغداد": 11/ 89. (¬2) "سؤالات السهمي": 236. (¬3) "تاريخ بغداد": 11/ 89. (¬4) المصدر السابق.

821 - أبو بكر بن أبي دارم

ولد في ذي القَعْدة سنة خمس وستين ومئتين. ومات في شوَّال سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة (¬1)، رحمه الله تعالى. 821 - أبو بكر بنُ أبي دَارم * الحافظ، المُسْنِد، الشِّيعي، أحمد بن محمد بن السَّرِي بن يحيى بن السَّري، التَّميمي، الكُوفي، محدِّث الكوفة. سمع إبراهيم بن عبد الله القَصَّار (¬2)، وأحمد بن موسى الحَمَّار، وموسى بن هارون، ومطيَّنًا، وغيرهم. روى عنه: الحاكم -وتكلَّم فيه- وأبو بكر بن مَرْدُويه، وأبو الحسن بن الحَمَّامي، ويحيى بن إبراهيم المُزَكِّي، وأبو بكر الحِيري، وآخرون. وكان موصوفًا بالحِفْظ لكن كان يترفَّض، واتُّهم بالكذب. مات في المُحَرَّم سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة. وقيل: سنة إحدى وخمسين (¬3). ¬

_ (¬1) ذكر ابن ماكولا في "الإكمال": 7/ 91 أن وفاته كانت سنة أربع وخمسين وثلاث مئة. * سير أعلام النبلاء: 15/ 576 - 578، تذكرة الحفاظ: 3/ 884 - 885، ميزان الاعتدال: 1/ 139، 151، لسان الميزان: 1/ 268، طبقات الحفاظ: 362، شذرات الذهب: 3/ 11، أعيان الشيعة: 3/ 111 - 112. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 884 "الصفار"، وهو تحريف. (¬3) أرخ الذهبي وفاته في "ميزان الاعتدال": 1/ 139 في "أول سنة سبع وخمسين وثلاث مئة".

822 - محمد بن الحسن

822 - محمَّد بن الحسن * ابنُ الحسين بن منصور، الحافظ، أبو الحسن، النَّيسَابوري، التَّاجر، أحد الأئمة كأبيه وعَمِّه عبدوس بن الحسين. سمع محمد بن أيوب البَجَلي، ومحمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا عمر القَتَّات، ومحمد بن عمرو قشمرد، وطبقتهم بخُرَاسان، والجَبَال والعراق. وكان صدوقًا متقِنًا منفقًا على الطَّلبة، وصنَّف الكتب على رسم ابن خًزَيمة. قال عبد الله بن سَعْد الحافظ: كتبت عن أبي الحسن بن منصور أكثر من ألف حديث استفدتها منه. وقال الحاكم: سمِعْتُه يقول: عندي عن ابن ناجية والقاسم المطرِّز ألف جزء وزيادة، وسِرْتُ إلى بُخَارى سنة خمس عشرة فكتبوا عني، وحدَّث عني أبي وعمي. قال الحاكم: وانتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدُّمه مئتي جُزْء، ورأيتُ مشايخنا يتعجَّبون من حُسن قراءة أبي الحسن للحديث. كفَّ بَصَرُه سنة تسع وأربعين وثلاث مئة. ومات في سنة خمسٍ وخمسين وثلاث مئة. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 66 - 67، تذكرة الحفاظ: 3/ 885 - 886، طبقات الحفاظ: 362 - 363، شذرات الذهب: 3/ 17.

823 - العسال

823 - العَسَّال * الإِمام، الحافظ، المُتْقِن، القاضي، أبو أحمد، محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان، الأَصْبهاني، صاحب كتاب "مَعْرفة السُّنَّة" وكتاب "الرؤية" وكتاب "العظَمة"وغير ذلك من التَّصانيف الكثيرة. ولد سنة تسع وستين ومئتين. وسمع أباه، وأبا مسلم الكَجِّي، ومحمد بن أيوب الرَّازي، وأبا بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيبَة، وعَبْدَان الأهوازي، وبكر بن سَهْل الدِّمْيَاطي، وخَلْقًا كثيرًا. ويقال: إنه روى في "معجمه" عن أربع مئة شيخ. روى عنه: أولاده: أبو عامر عبد الوَهَّاب، وأبو جعفر أحمد، وإبراهيم، والعَبَّاس، وأبو بكر عبد الله، وأبو الحسين عامر، وأبو أحمد بنُ عدي، وابن المقرئ، وابن مَنْدَه، وابن مَرْدُويه، وأبو سعيد النَّقَّاش، وخَلْق آخرهم أبو نُعَيم الحافظ. قال الخطيب: حَدَّثنا عنه أبو نُعَيم الحافظ حديثًا كثيرًا، وسمعته يقول: ولي أبو أحمد العَسَّال القضاء، وكان من كبار النَّاس في الحِفْظ والإِتْقَان والمعرفة (¬1). ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 283، تاريخ بغداد: 1/ 270، الأنساب: 8/ 447، المنتظم: 6/ 398، اللباب: 2/ 135، سير أعلام النبلاء: 16/ 6 - 15، تذكرة الحفاظ: 3/ 886 - 888، العبر: 2/ 282 - 283، الوافي بالوفيات: 2/ 41، البداية والنهاية: 11/ 237، النجوم الزاهرة: 3/ 325، طبقات الحفاظ: 361 - 362، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 51 - 53، شذرات الذهب: 2/ 380 - 381، هدية العارفين: 2/ 43. (¬1) "تاريخ بغداد": 1/ 270.

وحدثني أبو القاسم السُّوذَرْجَاني قال: سمعت أبا عبد الله بن مَنْدَه يقول: كتبتُ عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العَسَّال (¬1). وقال عبد الرحمن بن مَنْدَه: سمعت أبي يقول: كتبتُ عن ألفٍ وسبع مئة شيخ فلم أر فيهم مثل العَسَّال، وأبي إسحاق بن حمزة. وقال مَرْدُويه: كان العَسَّال يتولى القضاء خلافة لعبد الرحمن بن أحمد الطَّبَري، وهو أحد الأئمة في الحديث فهمًا وإتقانًا وأمانة. وقال النَّقَّاش: حدَّثنا أبو أحمد العَسَّال، ولم نر مثلَه في الإِتقان والحِفْظ. وقال الخليلي: أبو أحمد العَسَّال حافظ، متقِن، عالم بهذا الشَّأْن، كان على قضاء أَصْبَهان، من شرط الصّحاح، لقيت ابنه أحمد بالرَّي. وقال ابن مَرْدُويه: سمِعْتُ أبا أحمد العَسَّال يقول: أحفظ في القراءات خمسين ألف حديث. وقيل: إن العَسَّال أملى تفسيرًا كبيرًا من حِفْظه، وأنه كان لا يَمَسُّ جُزْءًا إلَّا على طهارة، وأنَّه صلى بالختمة في ركعةٍ، وكان من كُبَراء أهل بلده وذوي الثروة، وكان أبوه من كبار التُّجَّار المتموِّلين، وقف أملاكه على أَوْلاده، وكان قد لحق إسماعيل بن عمرو البَجَلي صاحب مِسْعر وسمع منه، ومات سنة اثنتين وثمانين ومئتين. قال ابن مَرْدُويه: مات أبو أحمد العَسَّال في رمضان سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) المصدر السابق.

824 - عبد الله بن مظاهر

وفيها: مات مسنِدُ مِصْر، أبو الفوارس، أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي الصَّابوني، وله مئة وخمس سنين. ومسند بغداد أبو الحسين أحمدُ بنُ عثمان بن يحيى العَطَشي الأدَمي، وله أربع وتسعون سنة. ومسنِدُ أَصْبهان أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى القَصَّار، وله سبع وتسعون سنة. ومسنِد دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سِنَان القُرَشي، مولى خالد بن الوليد. ومسنِد بغداد أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز البَغَوي ابن الخُرَاساني، وهو ابن عم أبي القاسم البَغَوي. وشيخ القُرَّاء أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم البَغْدَادي. ومسند بغداد أبو عبد الله -ويقال أبو بكر- محمد بن عبد الله بن عمرويه، المعروف بابن الصَّفَّار. 824 - عبد الله بن مُظَاهر * الحافظ، البارع الذَّكي، أبو محمد، الأَصْبَهاني، نزيل بغداد. سمع أبا شعيب الحَرَّاني، ويوسف القاضي، ومطيَّنًا، وأبا خليفة الجُمَحي، وطبقتهم. وكان آية في الحِفْظ. قال أبو نُعَيم: فاق النَّاس بالعراق في الحِفْظ والمعرفة (¬1). روى عنه: رفيقه أبو الشَّيخ الحافظ، وقال: سمعته يقول: أحفظ ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 72، تاريخ بغداد: 10/ 179، سير أعلام النبلاء: 14/ 563 - 564، تذكرة الحفاظ: 3/ 889، العبر: 2/ 127 - 128، تبصير المنتبه: 4/ 1296، طبقات الحفاظ: 363، شذرات الذهب: 2/ 243. (¬1) "ذكر أخبار أصبهان": 2/ 72.

825 - أبو العرب

المُسْنَد كلَّه، وقد عزمت على حفظ الأبواب المقطوعة (¬1). توفي -وهو شابّ- ببغداد سنة أربع وثلاث مئة. وفيها: توفي المسنِد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المُخَرِّمي (¬2). ومسنِد مِصْر المحدِّث أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس المَنْجَنِيقي البَغْدَادي النَاسخ. ومسند المَوْصل أبو الوليد طريف بن عبيد الله، مولى بني هاشم. ونزيل تِنِّيس أبو صالح القاسم بن اللَّيث بن مسرور الرَّسْعَني. وشيخ الصُّوفية يوسف بن الحسين الرَّازي المحدِّث. 825 - أبو العَرَب * هو الحافظ، المؤرِّخ، محمد بن أحمد بن تميم، المَغْرِبي الأَفْرِيقي، من أَوْلاد أمراء العَرَب (¬3). أخذ عن أصحاب سُحْنون. ذكره القاضي عياض في الفُقَهاء المالكية فقال: كان حافظًا ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 889 "المخزومي"، وهو تصحيف. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد": 6/ 124 - 125. * علماء أفريقية للخشني: 226 - 227، ترتيب المدارك: 3/ 334 - 336، معالم الإيمان: 3/ 42 - 47، سير أعلام النبلاء: 15/ 394 - 395، تذكرة الحفاظ: 3/ 889 - 890، الوافي بالوفيات: 2/ 39، الديباج المذهب: 250 - 251، طبقات الحفاظ: 363، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 2/ 236 - 237. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 890 "الغرب" -بالغين- وفي "طبقات الحفاظ": 363 ورد في كنيته "أبو الغرب" وكلاهما تصحيف.

826 - وهب بن مسرة

لمذهب مالك، مُفْتيًا عالمًا، غلب عليه عِلْم الحديث والرِّجال، صنَّف "طبقات أهل أفريقية" (¬1) وكتاب "المِحَن" وكتاب "فضائل مالك" و "فضائل سُحْنون" وكتاب "عبَّاد أَفْريقية" وله كتاب "التَّاريخ" في أحد عشر مجلَّدًا (¬2). قال: وتوفي في ذي القَعْدة سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاث مئة. 826 - وَهْبُ بن مَسَرَّة * الحافظ، العلّامة، أبو الحَزْم (¬3)، التَّميمي، الأَنْدَلسي، الحِجَاري، المالكي. سمع محمد بنَ وَضَّاح، وعبيد الله بن يحيى، وطبقتهما. ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة السَّادسة. وقال القاضي عياض: كان حافظًا للفِقْه، بصيرًا به وبالحديث والرِّجال والعِلل مع ورع وفَضْل، دارت عليه الفُتْيا ببلده، يعني وادي ¬

_ (¬1) طبع في الجزائر سنة (1920 م) بتحقيق العلامة محمد بن شنب. انظر "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 2/ 236. (¬2) انظر "ترتيب المدارك": 3/ 335. * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 165 - 166، جذوة المقتبس: 338، ترتيب المدارك: 4/ 452 - 453، بغية الملتمس: 479، سير أعلام النبلاء: 15/ 556 - 558، تذكرة الحفاظ: 3/ 890، العبر: 2/ 274، مرآة الجنان: 2/ 340، الديباج المذهب: 349، لسان الميزان: 6/ 231، طبقات الحفاظ: 363 - 364، شذرات الذهب: 2/ 374. (¬3) في بعض المصادر: أبو الحرم -بالراء- وهو تصحيف.

827 - القزويني

الحِجَارة، وله أَوْضَاع حسنة، قَدِم قُرْطُبة، وأُخرجت أصول ابن وضَّاح التي سمع منها، وسمع منه عالم عظيم (¬1). أخذ عنه: أبو محمد القَلَعي، ومحمد بن علي بن الشَّيخ، وأحمد بن العجوز، وأبو عمر أحمد بن الجَسُور، وأحمد بن القاسم التَّاهَرْتي. وحدَّث بمسند أبي بكر بن أبي شيبة. بدت منه هَفْوة في القَدَر. ومات في شَعْبَان سنةَ ستٍّ وأربعين وثلاث مئة. 827 - القَزْويني * الحافظ، الرَّحَّال، أبو عمر، محمد بنُ عيسى بن أحمد بن عُبيد الله، نزيل بَيت لِهْيَا (¬2). سمع ببلده يوسفَ بنَ يعقوب القَزْويني، وبالرَّي محمدَ بنَ أيوب، وعليَّ بنَ الحسين بن الجُنَيد، وببغداد إدريس بن جعفر العَطَّار، وغيرَه، وبمصر أبا عبد الرحمن النَّسَائي. روى عنه: تَمَّام الرَّازي، ووثَّقَه، وأبو محمد بن النَّحَّاس، ومنير بن أحمد. توفِّي بعد الأربعين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) انظر "ترتيب المدارك": 3/ 453. * سير أعلام النبلاء: 15/ 580 - 581، تذكرة الحفاظ: 3/ 890 - 891، طبقات الحفاظ: 364. (¬2) قرية مشهورة كانت بغوطة دمشق."معجم البلدان": 1/ 522.

828 - ابن أخي رفيع

828 - ابن أخي رُفَيع * الصَّائغ، هو الحافظ، العلَّامة، أبو محمد، عبد الله بن محمد بن حسن (¬1) بن عبد الله بن عبد الملك، الكَلاعي مولاهم، القُرْطُبي، الأَنْدَلُسي. أدرك محمد بن وضَّاح، ومحمد بن عبد السَّلام، ولم يرو عنهما. وسمع من عبيد الله بن يحيى، والأَعْنَاقي، وطائفة. وكان بصيرًا بالرِّجال والعِلل، اختصر "مُسْنَد بقي" وتفسيرَه، وله تصانيف. ومات في آخر سنة ثمان عشرة وثلاث مئة (¬2). ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 223 - 224، جذوة المقتبس: 223، بغية الملتمس: 330، سير أعلام النبلاء: 15/ 245، تذكرة الحفاظ: 3/ 891 - 892، الديباج المذهب: 139، طبقات الحفاظ: 364. وفي "تاريخ علماء الأندلس" و"الجذوة" و"البغية"و"الديباج": ربيع، وفي أصول "طبقات الحفاظ" كما هو عندنا في أصلنا، غير أن محقق الكتاب تابع ما هو موجود في المصادر الأندلسية. (¬1) في "تاريخ علماء الأندلس": حسين، وفي "الجذوة" و "البغية" و "الديباج": حنين. وقد صحفت الكلاعي في "الديباج" إلى الكلابي. (¬2) ورد في "جذوة المقتبس": 233 أنه توفي في مصر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، أو سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة.

829 - البلاذري

829 - البَلاذُرِيُّ * الصَّغير، هو الإمام، الحافظ، أبو محمد، أحمد بن محمد بن إبراهيم، الطوسي، الواعظ. قال الحاكم: كان واحد عصره في الحِفْظ والوعظ، كان شيخنا أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلس وعظه، يفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد، ولم أرهم قط غمزوه في إسناد أو اسم أو حديث (¬1). سمع محمد بن أيوب البَجَلي، وتميم بن محمد الحافظ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وطبقتهم بخُرَاسان والعِراق. وخرَّج "صحيحًا" على وضع كتاب مسلم. قال: واستُشْهد بالطَّابَرَان، وهي مرحلة من نَيسَابور، في سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة. فأمَّا 830 - البَلاذُرِيُّ * * الكبير، فهو أحمد بن يحيى، الأخبَاري، الحافظ، صاحب ¬

_ * الأنساب: 2/ 350 - 351، اللباب: 1/ 158، سير أعلام النبلاء: 16/ 36، تذكرة الحفاظ: 3/ 892، العبر: 2/ 249، طبقات الحفاظ: 364 - 365، شذرات الذهب: 2/ 349، الرسالة المستطرفة: 29. (¬1) انظر "الأنساب": 2/ 350 - 351. * * الفهرست: 125 - 126، تاريخ ابن عساكر (خ): 2/ 135 ب-136 أ، معجم الأدباء: 5/ 89 - 102، سير أعلام النبلاء: 13/ 162 - 163، تذكرة الحفاظ: =

831 - أبو النضر

"التاريخ" (¬1) المشهور، وهو من طبقة أبي داود السِّجِسْتَاني (¬2). 831 - أبو النَّضْر * الإِمام، الحافظ، الفَقِيه، شيخ الشَّافعية، محمد بن محمد بن يوسف، الطوسي. سمع تميم بن محمد الحافظ، والحسين بن محمد القَبَّاني، ومحمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سَلَمة الحافظ، وفي الرِّحلة عثمان بن سعيد الدَّارِمي، والفَضْل بن عبد الله بن خُرَّم اليَشْكُري الهَرَوي، ومعاذ بن نَجْدة، ومحمد بن أيوب، وعليَّ بن عبد العزيز، والحارث بن أبي أُسامة، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن نصر المَرْوَزي، ولازمه وأكثر عنه. وخرّج "الصَّحيح" على كتاب مُسْلم، وكان أحد الإِعلام. قال الحاكم: رحلت إليه مَرَّتين وسألته: متى تتفرَّغ للتصنيف مع ¬

_ = 3/ 892، البداية والنهاية: 11/ 65 - 66، لسان الميزان: 1/ 322 - 323، النجوم الزاهرة: 3/ 83، تهذيب ابن عساكر: 2/ 109، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 2/ 152 - 154. (¬1) هو "فتوح البلدان"، وهو مشهور متداول، وقد طبع غير مرة. (¬2) توفي البلاذري سنة (279 هـ). * الأنساب: 8/ 264 - 265، المنتظم: 6/ 379، سير أعلام النبلاء 15/ 490 - 492، تذكرة الحفاظ: 3/ 893 - 894، العبر: الوافي بالوفيات: 1/ 210، مرآة الجنان: 2/ 336، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 162، البداية والنهاية: 11/ 229، النجوم الزاهرة: 3/ 313 - 314، طبقات الحفاظ: 365، شذرات الذهب: 2/ 368، الرسالة المستطرفة: 28.

832 - أبو الوليد

هذه الفتاوى؟ فقال: جَزَّأْت الليل: فثُلثه أصنف، وثُلثه أقرأ القرآن، وثُلثُه للنوم (¬1). قال: وكان إمامًا عابدًا بارع الأدب، وما رأيت في مشايخي أحسن صلاة منه، وكان يصوم الدَّهْر ويقوم اللَّيل، ويتصدَّق بما فَضَل من قوته، ويأمر بالمعروف ويَنْهى عن المُنْكَر (¬2). سمعت أحمد بن منصور الحافظ يقول: أبو النَّضْر يُفتي النّاس من سبعين سنة أو نحوها، ما أُخذ عليه في فَتْوى قَطّ. [قال الحاكم: دخلت طُوس وأبو أحمد الحافظ على قضائها فقال لي: ما رأيت قط] (¬3) في بلد من بلاد الإسلام مِثْل أبي النَّضْر. مات في شعبان سنة أربعٍ وأربعين وثلاث مئة. 832 - أبو الوليد * الفقيه، هو حَسَّان بنُ محمد بن أحمد بن هارون، القُرَشي، الأموي، النَّيسَابوري، الشَّافعي، الحافظ، أحد الإِعلام. ¬

_ (¬1) الأنساب: 8/ 265. (¬2) الأنساب: 8/ 264. (¬3) مستدرك على هامش الأصل. * الإرشاد للخليلي (خ): 170، المنتظم: 6/ 396، تهذيب الأسماء واللغات: ق 1 / ج 2/ 271 - 272، سير أعلام النبلاء: 15/ 492 - 496، تذكرة الحفاظ: 3/ 895 - 897، العبر: 2/ 281، مرآة الجنان: 2/ 343، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 226 - 229، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 472، البداية والنهاية: 11/ 236، طبقات الحفاظ: 366، شذرات الذهب: 2/ 380، الرسالة المستطرفة: 28.

قال الحاكم: هو إمام أهل الحديث بخُرَاسان، وأزهد من رأيت من العُلَماء، وأعبدُهم. تفقَّه ببغداد على أبي العَبَّاس بن سُرَيج، وسمع من أبي عبد الله محمد بن إبراهيم البُوشنْجي، والحسن بن سُفْيان، ومحمد بن نُعَيم، وأحمد بن الحسن بن عبد الجَبّار الصُّوفي، وطبقتهم بخُرَاسان والعِراق. روى عنه: الحاكم، وأبو طاهر بن مَحْمِش، وأبو بكر الحِيري القاضي، وأبو الفضل أحمد بن محمد السَّهْلي الصَّفَّار، وآخرون. قال الحاكم: صنف "المُسْتَخْرج على صحيح مُسْلم" وصنّف أحكامًا على مذهب الشّافعي. وقال أبو سعد الأديب: سألت أبا علي الثَّقَفي، قلت: مَنْ نسأل بعدك؟ قال: أبا الوليد. وقال الحاكم: أرانا الأستاذ أبو الوليد نَقْشَ خاتمه: "الله ثِقَةُ حَسّان بن محمد" وقال: أرانا عبد الملك بن محمد بن عدي نقش خاتمه: "الله ثِقَةُ عبد الملك بن محمد". وقال: أرانا الربِيع نَقْشَ خاتمه: "الله ثقَةُ الرَّبيع بن سليمان"، وقال: كان نقش خاتم الشافعي: "الله ثقَةً محمد بن إدْريس". مات أبو الوليد في ربيع الأوَّل سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مئة، وله اثنتان وسبعون سنة. ورثاه أبو طاهر بن مَحْمِش بقصيدة ستين بيتًا.

833 - الأزدي

ومن اختياراته أن الحِجَامة تفطِّر (¬1)، وأن المُصَلِّي إذا كرَّر الفاتحة مرَّتين بَطَلتْ صلاته. 833 - الْأزْدِي * الحافظ، الإمام، أبو زكريا، يزيد بن محمد بن إياس، المَوْصِلي، صاحب "تاريخ المَوْصل" (¬2)، وقاضيها. سمع إسحاق بن الحسن الحَرْبي، ومحمد بن أحمد بن أبي المُثَنَّى المَوْصلي، وعُبيد بن غَنَّام، ومطيِّنًا، وطبقتهم. روى عنه: مُظَفَّر بن محمد الطُّوسي، وأبو الحسين بن جُمَيع، ونصر بن أبي نصر الطوسي العَطَّار، وآخرون. قيل: إنه توفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة. 834 - أبو الحسين الرَّازِي * الحافظ، محدَّث الشَّام، محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجُنيد، والد تَمّام الرَّازي. ¬

_ (¬1) مذهب الإمام الشافعي أن الحجامة لا تبطل الصوم. انظر مناقشة الأدلة في "المجموع" للإمام النووي: 6/ 349 - 353. * الأنساب: 544 ب، سير أعلام النبلاء: 15/ 386 - 387، تذكرة الحفاظ: 3/ 894 - 895، طبقات الحفاظ: 366، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 2/ 218 - 219. (¬2) طبع الجزء الثاني منه في القاهرة عام (1967 م)، وهو الجزء الموجود، أما الأول والثالث فما زالا مفقودين. * * تذكرة الحفاظ: 3/ 897 - 898، طبقات الحفاظ: 366 - 367.

835 - أبو سعيد بن يونس

سمع محمد بن أيوب بن الضُّرَيس، وعلي بن الحسين بن الجُنيد، ومحمد بن جعفر القَتَّات الكوفي، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، والحسن بن سُفْيان، وطبقتهم. واستوطن دمشق، ولحق بها أصحاب هشام. روى عنه: ابنه تَمّام، وأبو الحسن بن جَهْضَم، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعَقِيل بن عبيد الله بن عبدان. قال عبد العزيز الكَتّاني: كان ثِقَةً نبيلًا مصنفًا. مات في سنة سبعٍ وأربعين وثلاث مئة. 835 - أبو سعيد بن يونس * الإِمام، الحافظ، الثَّبْت، عبد الرَّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، الصَّدَفي (¬1)، المِصْري، صاحب "تاريخ مِصْر" (¬2). ولد سنة إحدى وثمانين ومئتين. ¬

_ * الأنساب: 8/ 45 - 46، وفيات الأعيان: 3/ 137 - 138، سير أعلام النبلاء: 15/ 578 - 579، تذكرة الحفاظ: 3/ 898 - 899، العبر: 2/ 276 - 277، فوات الوفيات: 2/ 267 - 269، مرآة الجنان: 2/ 340 - 341، البداية والنهاية: 11/ 233، حسن المحاضرة: 1/ 351، طبقات الحفاظ: 367، مفتاح السعادة: 1/ 217، شذرات الذهب: 2/ 375، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 2/ 237 - 238. (¬1) نسبة إلى الصدف -بكسر الدال- وهي قبيلة من حمير نزلت مصر. "الأنساب": 8/ 43. (¬2) لم يصلنا. انظر "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 2/ 238.

وسمع أباه، وعلي بنَ سعيد الرَّازي، وعبد الملك بن يحيى بن بُكير، وأبا عبد الرحمن النَّسَائي، وأبا يعقوب المَنْجَنِيقي، وعبد السَّلام بن سَهْل البغدادي، وطبقتهم. ولم يرحلْ، ولاسمع بغير مصر، لكنه إمام متيقّظ، وتاريخه كثير الفوائد. روى عنه: أبو عبد الله بن مَنْدَه، وأبو محمد بن النَّحَّاس، وعبد الواحد بن محمد البَلْخي، وآخرون. مات في جمَادى الآخرة سنةَ سبع وأربعين وثلاث مئة. وفيها: مات مُفتي دمشق ومسنِدها، أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم (¬1) الأسَدي الدِّمَشْقي، وكان على مذهب الأوْزاعي. وببغداد أبو علي أحمد بن الفضل [بن العَبَّاس بن خُزَيمة] (¬2) [وبنيسابور أبو الفضل إسماعيل بن محمد بن الفضل] (2) بن محمد بن المسيّب الشعراني. وببغداد أبو أحمد حمزةُ بنُ محمد بن العَبَّاس العَقَبي الدِّهْقَان. ونَحْويُّ العراق أبو محمد عبدُ الله بن جعفر بن دَرَسْتَوَيه الفارسي، روى مشيخة الفَسَوي وتاريخَه عنه. ومحدِّث دمشق أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي. ومسند الكوفة أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتِي، مولى زيد بن علي بن الحسين. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 898 "حاتم"، وهو تحريف. (¬2) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 898.

836 - ابن الحداد

836 - ابن الحَدَّاد * العلَّامة، الحافظ، أبو بكر، محمد بنُ أحمد بن محمد بن جَعْفر، الكِنانيُّ، المِصْري، الشَّافعي، صاحب "الفروع". روى عن أبي الزِّنْباع، وأبي يزيد القَرَاطيسي، ومحمد بن عقيل الفِرْيابي الفقيه، وعمر بن عبد العزيز بن مِقْلاص، وأبي عبد الرَّحْمن النّسَائي، ولزِمَه وانتفع به. قال ابنُ يونس: كان يحسن النَّحْو والفرائض، وكان يدخلُ على السَّلاطين، وكتب الحديث وكُتب عنه، وكان حافِظًا للفِقْه على مذهب الشَّافعي، وكان كثيرَ الصلاة متعبّدًا. وقال ابن زُوْلاق لما ذكره في "قُضَاة مِصر": كان تَقِيًّا متعبِّدًا، يحسن علومًا كثيرة: عِلْم القُرْآن، وعِلْم الحديث، والرِّجال والكُنى، واختلاف العلماء، والنَّحْو واللغة والشِّعْر، وأيَّام النَّاس، ويختِم في كل يوم القرْآن، ويصوم يومًا ويفطر يَوْمًا، كان من محاسن مِصْر، وكان طويل ¬

_ * طبقات الفقهاء للشيرازي: 114، الأنساب: 4/ 71 - 72، المنتظم: 6/ 379، اللباب: 1/ 282، تهذيب الأسماء واللغات: ق 1 / ج 2/ 192 - 193، وفيات الأعيان: 4/ 197 - 198، سير أعلام النبلاء: 15/ 445 - 451، تذكرة الحفاظ: 3/ 899 - 900، العبر: 2/ 264، الوافي بالوفيات: 2/ 69، مرآة الجنان: 2/ 336، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 79 - 98، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 398 - 401، البداية والنهاية: 11/ 229 - 230، النجوم الزاهرة: 3/ 313، طبقات الحفاظ: 367، مفتاح السعادة: 2/ 175 - 176، طبقات ابن هداية الله: 70 - 72، شذرات الذهب: 2/ 367 - 368، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 3/ 203 - 204.

837 - الأسداباذي

اللِّسان، حسن الثِّياب والمركوب، غير مَطْعون عليه في لَفْظٍ ولا فِعْل، وكان حاذقًا بالقَضَاء، صنَّف كتاب "أدب القاضي" في أَرْبعين جُزْءًا، وكتاب "الفَرَائض" في نحو مئة جُزْء. مات عند قدومه من الحَجِّ سنة أربع وأربعين وثلاث مئة، وله ثمانون سنة (¬1). 837 - الأسَدَاباذِيُّ الحافظ، المتقن الرحَّال، أبو عبد الله، الزُّبير بنُ عبد الواحد بنِ محمد بن زكريا بن صالح. طوَّف شَرْقًا وغربًا. وسمع أبا خليفة، والحسن بن سُفْيان، وابن خُزَيمة، وابن ناجية، وأبا يَعْلى المَوْصِلي، وعَبْدَان الجَوَاليقي، وأبا العَبَّاس السَّراج، وخَلْقًا. روى عنه: محمد بن مَخْلَد -مع تقدُّمه- والحاكم، وابنُ مَنْدَه، والجَوْزَقي، ويحيى بن إبراهيم المُزَكَّي، والقاضي عبد الجَبَّار المُعْتَزلي، وآخرون. ¬

_ (¬1) في "طبقات الفقهاء" للشيرازي: 114 "مات في سنة خمس وأربعين وثلاث مئة". وقال الإسنوي في "طبقاته": 1/ 400. والأول أصح. أي سنة أربع وأربعين وثلاث مئة. * تاريخ بغداد: 8/ 472 - 473، الأنساب: 1/ 224 - 225، تاريخ ابن عساكر (خ): 6/ 171 أ-172 أ، المنتظم: 6/ 387، الباب: 1/ 41، سير أعلام النبلاء: 15/ 570 - 571، تذكرة الحفاظ: 3/ 900 - 901، طبقات الحفاظ: 368، تهذيب ابن عساكر: 5/ 355.

838 - محمد بن داود

قال الحاكم: كان من الصّالحين الثِّقَات الحُفَّاظ، صنَّف الأبواب والشُّيوخ (¬1). وقال الخطيب: كان حافِظًا متقِنًا مُكْثِرًا (¬2). مات بأَسَداباذ من أعمال هَمَذَان في ذي الحِجّة سنةَ سبع وأربعين وثلاث مئة. 838 - محمَّد بن داود * ابنِ سُلَيمان بن جَعْفر، الحافظ الزَّاهد، شيخ الصُّوفية، أبو بكر النَّيسَابوري. روى عن محمد بن عمرو قَشْمرْد، ومحمد بن إبراهيم البُوشَنْجي (¬3)، ومحمد بن أيوب الرَّازي، وأبي خليفة، وجَعْفر الفِرْيابي، والنَّسَائي وطبقتهم. وسمع بخًرَاسان والحِجاز والشَّام ومِصْر والمَوْصل، وصنَّف الأبواب والشُّيوخ. سمع منه ابنُ صاعد، وابن أبي داود. وروى عنه: ابن مَخْلَد، وابن عُقْدَة، ويوسف القَوَّاس، والدَّارَقُطْني، والحاكم، وابن مَنْدَه، وابن جُمَيْع، وأبو زكريا المُزَكِّي، وآخرون. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 8/ 473. (¬2) المصدر السابق. * الإرشاد للخليلي (خ): 173، تاريخ بغداد: 5/ 265 - 266، تاريخ ابن عساكر (خ): 15/ 154 ب- 155 ب، المنتظم: 6/ 375، سير أعلام النبلاء: 15/ 420 - 422، تذكرة الحفاظ: 3/ 901 - 902، العبر: 2/ 261، الوافي بالوفيات: 3/ 63، طبقات الحفاظ: 368، شذرات الذهب: 2/ 365. (¬3) في "تاريخ بغداد": 5/ 265 "البوسنجي"، وهو تصحيف.

839 - أبو علي

قال الدَّارَقُطْني: ثِقَةٌ فاضل (¬1). وقال الخطيب: كان ثقة فهمًا (¬2). وقال الخليلي: معروف بالحِفْظ، بيَّن حِفْظَه وعِلْمَه في فوائدَ أملاها (¬3). وقال يوسف القَوَّاس: كان يقال إنه من الأوْلياء، وقد رُوي عنه أنه قال: أكلت في أيام القَحْط رغيفًا واحدًا في أربعين يومًا بالبَصْرة، كنت إذا جِعْتُ قرأت (يس) بنِيَّة الشَّبع. مات بنيسابور في شهر ربيع الأوَّل سنةَ اثنتين وأربعين وثلاث مئة. 839 - أبو علي * الحافظ الكبير البَارع، أَحدُ الأئمة الإِعلام، الحُسَين بن علي بن يزيد بن داود، النَّيسَابوري. ¬

_ (¬1) " تاريخ بغداد" 5/ 266. (¬2) "تاريخ بغداد": 5/ 265. (¬3) انظر "الإرشاد" للخليلي (خ): 173. * الإرشاد للخليلي (خ): 170 - 171، تاريخ بغداد: 8/ 71 - 72، المنتظم: 6/ 396، معجم البلدان: 25/ 332 - 333، سير أعلام النبلاء: 16/ 51 - 59، تذكرة الحفاظ: 3/ 902 - 905، العبر: 2/ 281 - 282، مرآة الجنان: 2/ 343، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 276 - 280، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 482 - 483، البداية والنهاية: 11/ 236، النجوم الزاهرة: 3/ 324، طبقات الحفاظ: 368 - 369، شذرات الذهب: 2/ 380، تهذيب ابن عساكر: 4/ 347 - 348.

قال الحاكم: هو واحد عصره في الحِفْظ والإِتقان والوَرَع والمذاكرة والتصْنيف. سمع إبراهيم بن أبي طَالب، وعبد الله بن شِيرُويه، وجعفر بن أحمد الحافظ، ومحمد بن عبد الرَّحمن السَّامي، والحسين بن إدريس، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الجُمَحي، ومحمد بن نُصير مسنِد أَصْبَهان، والحسن بن الفَرَج الغَزِّي، صاحب يحيى بن بُكَير، وأبا عبد الرحمن النَّسَائي، وأبا يَعْلى المَوْصلي، وعَبْدَان الأهْوَازي، وخَلْقًا كثيرًا بخُرَاسان والحِجَاز والشَّام والعِراق ومِصْر والجزيرة والجِبَال. حدث عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغي، وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه- وابن مَنْدَه، والحاكم، وأبو طاهر بن مَحْمِش، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وغيرُهم. وكان مولده في سنة سمع وسبعين ومئتين. وأوَّل سماعه في سنة أربع وتِسْعين. وكان في حداثته يشتغل بالصِّياغة، فأشار عليه بعضُ العلَماء بطلب العِلْم لِمَا رأَى من ذكائه. قال الخطيب: كان أبو علي قد انتهى إليه الحِفْظ عند الخرَاسانيين مع اشتهاره بالورع والدِّيانة والصِّدْق والأمَانة (¬1). وقال الحاكم: كان باقعةً (¬2) في الحِفْظ لا تطاق مُذَكراتُه، ولا يفي ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ بغداد": 8/ 71. (¬2) الباقعة: الرجل الداهية، يقال: ما فلان إلا باقعة من البواقع، سمي باقعة لحلوله بقاع الأرض، وكثرة تنقيبه في البلاد، ومعرفته بها، فشبَّه الرجل البصير بالأمور، الكثير البحث عنها، المجرب لها به. والهاء للمبالغة في صفته. انظر "اللسان": (بقع).

بمذاكرته أَحَدٌ من حُفَّاظنا، خرج إلى بغداد ثانيًا في سنة عشرٍ، وقد جمع وصنَّف، فأقام ببغداد وما بها أَحَدٌ أحفظُ منه إلَّا أن يكون أبو بكر الجِعَابي، فإني سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظَ منه. وسمعت الحافظ أبا علي يقول: كتب عني أبو محمد بنُ صاعد غيرَ حديث في المُذَاكرة، وكتب عني ابن جَوْصا جُمْلة (¬1). وقال أبو بكر بن أبي دَارِم الحافظ: مارأيت ابنَ عُقْدَة يتواضع لأحدٍ من الحُفَّاظ كتواضعه لأبي علي النَّيسَابوري (¬2). وقال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: سألت الدَّارَقُطْني عن أبي علي النَّيسَابوري فقال: إمام مُهَذَّب (¬3). وقال الحاكم: سمعْتُ أبا علي الحافظ يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي أحمد العَسَّال، وإبراهيم بن حَمْزة، وأبي طالب، وأبي بكر الجعَابي [وأبي أحمد الزّيدي]، فقالوا: يا أبا علي، تُملي علينا من حديث نَيسَابور مَجْلِسًا؟ فامتنعت، فما زالوا بي حتى أَمليتُ عليهم ثلاثين حديثًا، ما أجاب واحدٌ منهم في حديثٍ منها إلَّا إبراهيم بن حمزة في حديثٍ واحد (¬4). وقال أحمد بن الفضل البَاطِرْقَاني: سمِعْتُ ابن مَنْدَه يقول: سمعت أبا علي النَّيسَابوري يقول -ما رأيتُ أَحْفَظَ منه-: ما تحت أديم السَّمَاء أصحُّ من كتاب مُسْلم. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 8/ 71 - 72. (¬2) "تاريخ بغداد": 8/ 72. (¬3) "تاريخ بغداد" 8/ 71. (¬4) "تاريخ بغداد": 8/ 72، وما بين حاصرتين منه.

840 - الرامهرمزي

وقال عبد الرحمن بنُ مَنْدَه: سمِعْت أبي يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والإِتقان أحفظَ من أبي علي النَّيسَابوري. وقال القاضي أبو بكر الأبْهَري: سمِعْتُ أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النَّيسَابوري: مَنْ إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم؟ فقال: إبراهيم بن طهْمَان عن إبراهيم بن عامر البَجَلي عن إبراهيم النَّخَعي. فقال: أحسنتَ يا أبا عليّ. وقال الحاكم: كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابنا مثلَ أبي بكر الجِعَابي، حيَّرني حِفْظُه. قال: فحكيتُ هذا لأبي بكر فقال: يقول أبو علي هذا وهو أُستاذي على الحقيقة! قال الحاكم: توفِّي في جُمَادى الأولى سنةَ تسعٍ وأربعين وثلاث مئة. 840 - الرَّامَهُرْمُزِيُّ * الحافظ البارع، أبو محمد، الحسنُ بنُ عبد الرّحمن بن خَلَّاد، الفَارسي، القاضي، صاحب كتاب "الفَاصل بين الرَّاوي والواعي" (¬1) في ¬

_ * الفهرست: 172، يتيمة الدهر: 3/ 386 - 390، الأنساب: 6/ 52 - 53، معجم الأدباء: 9/ 5 - 17، اللباب: 1/ 453 - 454، سير أعلام النبلاء: 16/ 73 - 75، تذكرة الحفاظ: 3/ 905 - 907، العبر: 2/ 321 - 322، الوافي بالوفيات: 12/ 64 - 65، طبقات الحفاظ: 369 - 370، كشف الظنون: 2/ 1612، شذرات الذهب: 3/ 30، 37، هدية العارفين: 1/ 270 - 271، الرسالة المستطرفة: 55، أعيان الشيعة: 5/ 129 - 133، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 388 - 389. (¬1) هكذا أيضًا قد ورد في "معجم الأدباء": 9/ 5، وفي أكثر المصادر: "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي"، وقد حقق الكتاب الدكتور محمد عجاج الخطيب، =

841 - ابن سعد

علوم الحديث، وله كتاب "الأمثال" (¬1) أيضًا. سمع أباه، وأبا حَصِين الوَادِعي، وعُبيد بن غَنَّام النَّخَعي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحَرَّاني، وأبا خليفة الجُمَحي، وجعفرًا الفِرْيابي، وعَبْدان الأهوَازي، وطبقتهم. وكان من أئمة هذا الشأن، وأوّل سماعه في سنة تسعين ومئتين. روى عنه: ابن جُمَيع، والحسن بن الليث الشيرَازي الحافظ، وأبو بكر بن مَرْدُويه، والقاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النُّهاوَنْدي، وغيرُهم. مات قبل السِّتين وثلاث مئة بمدينة رامَهُرْمُز. 841 - ابن سَعْد * الحافظ، الثَّبْت، أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن سَعْد، النَّيسَابوري الحاجيّ، البَزَّاز. ذكره الحاكم وحدَّث عنه، وقال: كتب الكثير، وجمع الشُّيوخ والأبواب والمُلَح، ولم يرحل. ¬

_ = ونشر في بيروت عن دار الفكر سنة 1971 م، ولم يشر المحقق في مقدمته إلى هذا الاختلاف في الاسم. وقد قال ابن حجر في الكتاب: "هو أول كتاب صنف في علوم الحديث في غالب الظن"، انظر "كشف الظنون": 2/ 1612. (¬1) هو أمثال النبي صلى الله عليه وسلم كما في "الفهرست": 172، وانظر مظان نسخه في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 389. * سير أعلام النبلاء: 16/ 5 - 6، تذكرة الحفاظ: 3/ 907 - 908، طبقات الحفاظ: 370، شذرات الذهب: 2/ 381.

842 - النقاش

سمع محمد بن إبراهيم البُوشنْجي، وأحمد بن النَّضْر، وإبراهيم بن أبي طالب، والسَّرَّاج، وطبقتهم. ثم كتب عن أربع طبقات بعدهم، وقد سألتُه عن (¬1) عبدِ الله بن شِيرويه فقال: ثِقة مأمون. توفِّي فجأة في سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مئة، وهو في عَشْر الثمانين، رحمه الله تعالى. 842 - النَّقَّاش * العلَّامة، الحافظ، المُفَسِّر، المقرئ، الجَوَّال، أبو بكر، محمدُ بنُ الحسن بن محمد بن زياد بن هارون، الموْصِلي، ثم البغدادي. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 907 "وقد سألت عنه عبد الله بن شيرويه"، وهو وهم. توفي عبد الله بن شيرويه سنة خمس وثلاث مئة وهو في عشر التسعين. انظر ترجمته رقم (693) من هذا الكتاب. * الفهرست: 36، تاريخ بغداد: 2/ 201 - 205، الأنساب: 566 ب، تاريخ ابن عساكر (خ): 15/ 121 ب- 124 أ، المنتظم: 7/ 14 - 15، معجم الأدباء: 18/ 146 - 149، اللباب: 3/ 234 - 235، وفيات الأعيان: 4/ 298 - 299، سير أعلام النبلاء: 15/ 573 - 576، تذكرة الحفاظ: 3/ 908 - 909، العبر: 2/ 292 - 293، ميزان الاعتدال: 3/ 520، المغني في الضعفاء: 2/ 570، معرفة القراء: 1/ 294 - 298، الوافي بالوفيات: 3/ 345 - 346، مرآة الجنان: 2/ 347، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 145 - 146، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 483، البداية والنهاية: 11/ 242 - 243، غاية النهاية: 2/ 119 - 121، لسان الميزان: 5/ 132، طبقات الحفاظ: 370 - 371، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 131 - 133، شذرات الذهب: 3/ 8 - 9، الرسالة المستطرفة: 77 - 78، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 103 - 104.

قال الخطيب: كان عالمًا بالقراءات، حافظًا للتفسير، صنف كتابًا سماه "شِفَاء الصُّدور" (¬1) وصنَّف في القراءات وغيرها، وسافر شَرْقًا وغَرْبًا، وكتب بالكُوفة والبَصْرة والحجاز ومِصْر والشَّام والجزيرة والجِبَال وخُرَاسان وما وراء النّهْر (¬2). وحدث عن إسحاق بن سُنين الخُتُّلي، وأبي مسلم الكَجِّي، وإبراهيم بن زهير الحُلْواني، ومطيَّن، ومحمد بن عبد الرحمن السَّامي، والحسن بن سُفْيان، وخَلْق. روى عنه: شيخه أبو بكر بن مجاهد، وجعفر الخلْدي، والدَّارَقُطْني، وابنُ شَاهين، وأبو أحمد الفَرَضي (¬3)، وابن زِرْقويه، وابن أبي الفوارس، والحَمّامي، وابن شَاذَان، وآخرون. وله مصنَّفَات كثيرة غير كتاب "التّفْسير" منها: كتاب "غريب القرآن" و"الموضح في معاني القرآن " و"المناسك" و"ذمّ الحسد" و"المعجم الأكبر في أسماء القُرّاء" وكتاب "عِلل القراءات" وكتاب "السّبْعة" وكتاب "دلائل النبوة" وهو مع جلالته غير محتجٌّ به في الحديث، وهو في القراءات أمثل. قال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة (¬4). ¬

_ (¬1) في دار الكتب الظاهرية بدمشق قطعة منه تحت رقم [مجموع 66]، وانظر مظان أجزاء منه في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 104. (¬2) "تاريخ بغداد": 2/ 201. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 908 "القرطبي"، وهو تصحيف. (¬4) "تاريخ بغداد": 2/ 202.

843 - أبو إسحاق بن حمزة

وقال البَرْقَاني: كلُّ حديثه مُنْكر (¬1). وقال اللَّالكَائيُّ -وذكر تَفْسيرَه-: ذاك إشْفى (¬2) الصُّدور وليس بشفاء الصُّدور (¬3). يعني مما فيه من الأشْياء الموضوعة. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان يكذِبُ في الحديث، والغالب عليه القصص (¬4). وأما أبو عمرو الدَّاني فقال: النَّقَّاش مقبول الشَّهادة. وقال الخطيب: سمعْتُ أبا الحسين بنَ الفضل القَطَّان يقول: حَضَرْتُ النَّقاش وهو يجود بنفسه في شَوَّال سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة، ثم نادى بأعلى صوته: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} (¬5) يردِّدُها ثلاثًا، ثم خرجت نَفْسه (¬6). وكان مولده سنةَ ستٍ وستين ومئتين. 843 - أبو إسحاقَ بن حمزة * الحافظ الكبير، الثَّبْت، إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة، الأصْبهاني، أحد الإِعلام، وعمَارةُ هو ابن حمزة بن يَسَار بن ¬

_ (¬1) " تاريخ بغداد": 2/ 205. (¬2) الإشفى: المثقب يخرز به. انظر "اللسان" (شفى). (¬3) "تاريخ بغداد": 2/ 205. (¬4) المصدر السابق. (¬5) سورة الصافات: 37/ 61. (¬6) "تاريخ بغداد": 2/ 205. * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 199 - 200، سير أعلام النبلاء: 16/ 83 - 87، تذكرة الحفاظ: 3/ 910 - 991، العبر: 2/ 296 - 297، دول الإسلام: 1/ 171، =

عبد الرحمن بن حفص، أخي (¬1) صاحب الدَّوْلة أبي مُسْلم الخُرَاساني. سمع أبو إسحاق أبا شُعَيب الحَراني، ومطيَّنًا، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبا خليفة الجُمَحي، وطبقتهم. روى عنه: ابنُ مَنْدَه، وابن مَرْدُويه، وعلي بن عبد كويه، وأبو بكر بن أبي علي الذَّكْواني، وأبو نُعَيم الحافظ، وخَلْق. قال أبو نعيم: هو أوحد أهل زمانه في الحِفْظ، لم يُرَ بعد عبد الله بن مُظَاهر في الحِفْظ مثلُه، جمع الشيوخ والمسْنَد (¬2). وقال ابنُ مَنْدَه: لم أر أحْفَظَ من أبي إسحاق بن حمزة. وقال ابن عُقْدَة: ما رأيت مثل أبي إسحاق بن حمزة في الحِفْظ. وقال الحاكم: كان يفي بمذاكرة مسانيد الصَّحابة، ترجمة ترجمة اعترف له بالتفرد بحفظ المسند أبو بكر بن الجِعَابي، وأبو علي النَّيسابوري، ومشايخنا. سمعت الفقيه أبا القاسم الدَّارَكي يقول: جمع الصَّاحِب بنُ عَبَّاد حُفَّاظ بلدنا باصْبَهان: العَسَّال والطَبَراني وابنَ حَمْزة وغيرهم، وحضرت؛ وكان قد قدم عليه ابن الجِعَابي فأخذوا في مُذَاكرة الأبواب، ثم ثنوا ¬

_ = الوافي بالوفيات: 6/ 117، النجوم الزاهرة: 3/ 337 - 338، طبقات الحفاظ: 371، شذرات الذهب: 3/ 12، هدية العارفين: 1/ 6. (¬1) في "ذكر أخبار أصبهان": 1/ 199 "ابن أخي". (¬2) المصدر السابق.

844 - أحمد بن منصور

بذكر تراجم الشيوخ فظهر العجز في كل منهم عن حِفْظ أبي إسحاق بن حمزة ومُذَاكرته. وقال الحاكم: كان في عصرنا جماعة بلغ المُسْنَد المصنَّف على التَّراجم لكل واحدٍ منهم ألفَ جُزْء، منهم: إبراهيم بن محمد بن حمزة، والحسين بن محمد الماسَرْجِسي. ذكر الحاكم عن ابن منده أن أبا إسحاق بن حمزة توفي سنة تسعٍ وخمسين وثلاث مئة. والصحيح ما قاله أبو نُعَيْم أَنَّه توفي في سابع رمضان سنة ثلاثٍ وخمسين (¬1)، وكان له قريب من ثمانين سنة، وأبوه من كبار شيوخ أَصْبَهان (¬2). 844 - أحمَدُ بنُ مَنْصور * ابن عيسى، الإمام، الحافظ، أبو حامد، الطُّوسي، الأديب. ذكره الحاكم فبالغ في مَدْحه، وقال: ورد نَيسَابور مَرَّات، وقلَّ مَنْ رأيت من المشايخ أجمعَ منه. سمع عبد الله بن شِيرويه، وإبراهيم بن إسحاق الأنْمَاطي، وطبقتهما. ¬

_ (¬1) "ذكر أخبار أصبهان": 1/ 199. (¬2) توفي سنة (321 هـ)، انظر ترجمته في "ذكر أخبار أصبهان": 2/ 269 - 270. * سير أعلام النبلاء: 15/ 536، تذكرة الحفاظ: 1/ 913 - 912، الوافي بالوفيات: 8/ 188، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 57، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 162 - 163، طبقات الحفاظ: 372.

845 - الطبراني

ولقد وردتُ (¬1) طُوس وأبو أحمد الحافظ بها على القَضَاء فسمعته يقول: إني لأتبجَّح بأحمد بن منصور أن يكون رجوعي في السُّوْال عن المشايخ إليه. توفي أبو حامد سنةَ خمسٍ وأربعين وثلاث مئة، رحمه الله تعالى. 845 - الطَّبَرَاني * الإِمام العلَّامة، الحافِظ الكبير، الثَّبْت، مُسْنِد الدُّنيا، أبو القاسم، سُلَيمان بن أحمد بن أيوب بن مُطَير، اللَّخْمي، الشَّامي. ولد بعكَّا في صفر سنةَ ستين ومئتين. [وسمع في سنة ثلاث وسبعين] (¬2) وبعدها بمدائن الشَام والحرَمين واليمن ومِصْر وبَغْداد والكُوفة والبَصْرة وأَصْبَهان والجزيرة، وغير ذلك. ¬

_ (¬1) أي الحاكم. * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 335 - 336، طبقات الحنابلة: 2/ 49 - 51، الأنساب: 8/ 199 - 200، المنتظم: 7/ 54، معجم البلدان: 4/ 18 - 19، اللباب: 2/ 80، وفيات الأعيان: 2/ 407، سير أعلام النبلاء: 16/ 119 - 130، تذكرة الحفاظ: 3/ 912 - 917، ميزان الاعتدال: 2/ 195، العبر: 2/ 315 - 316، دول الإسلام: 1/ 174، مرآة الجنان: 2/ 372، البداية والنهاية: 11/ 270، غاية النهاية: 1/ 311، لسان الميزان: 3/ 73 - 75، النجوم الزاهرة: 4/ 59 - 60، طبقات الحفاظ: 372 - 373، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 198 - 201، شذرات الذهب: 3/ 30، هدية العارفين: 1/ 396، الرسالة المستطرفة: 38، 135 - 136، تهذيب ابن عساكر: 6/ 240 - 242، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 393 - 396. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 912.

وحدث عن أكثر من ألفِ شيخ، وصنف "المعجم الكبير" ولم يذكر فيه مُسْنَد أبي هريرة فإنه أفرده بمصنَّف و"المعجم الأوسط" وهو كتاب جليل، تعب عليه وكان يقول: هو روحي، و"المعجم الصغير" (¬1) يذكر فيه عن كل شيخ له حديثًا، وله مصنفات كثيرة مفيدة ذكرها الحافظ يحيى بن مَنْدَه، وكان من فُرْسان هذا الشَّأن مع الصِّدق والأمانة. سمع هاشم بن مَرْثَد الطَّبراني، وأبا زُرْعة الدِّمَشْقي، وإسحاق الدَّبَري، وإدريس العَطَّار، وبشر بن موسى، وعلي بن عبد العزيز البَغَوي، ويحيى بن أيوب العَلَّاف، وأبا عبد الرحمن النَّسَائي، وخَلْقًا كثيرًا. حدَّث عنه من شيوخه: أبو خليفة الجُمَحي، وابن عُقْدَة، وأحمد بن محمد الصحَّاف. وروى عنه: أبو بكر بن مَرْدُويه، والفقيه أبو عمر محمد بن الحسين البِسْطامي، والحسين بن أحمد المَرْزُبَان، وأبو بكر بن أبي علي الذَّكْوَاني، وأبو الفَضْل محمد بن أحمد الجَارودِي (¬2)، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسين بن فاذشاه، ومحمد بن عُبيد الله بن شهريار، وعبد الرحمن بن أحمد الصَّفَّار، وأبو بكر بن رِيْذَة، وغيرهم. قال الذَّكْوَاني: سئلٍ الطَّبَراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري (¬3) ثلاثينَ سنَة. ¬

_ (¬1) انظر مظان نسخ معاجمه الثلاثة في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 393 - 395. (¬2) في الأصل: أحمد بن محمد، وهو وهم. وقد مرت ترجمته رقم (781) من هذا الكتاب. (¬3) مفردها: بوري، وهي الحصير المعمول من القصب. "اللسان" (بور).

وقال أبو نُعَيم: دخل الطبَراني أَصبَهان سنةَ تسعين فسمع وسافر، ثم قدمها فاستوطنها ستين (¬1) (2). وقال أبو الحسين بن فارس اللغوي: سمِعْتُ الأستاذ بن العَميد يقول: ما كنت أظن أن في الدُّنيا حلاوة ألذّ من الرِّياسة والوزَارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مُذَاكرة سُلَيمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر الجِعَابي بحضرتي، فكان الطبَراني يَغْلِبُ الجِعَابي بكثرة حِفْظه، وكان الجِعَابي يغلِب الطَّبراني بفِطْنته وذكاءِ أهل بَغْداد، حتى ارتفعت أصواتُهما، ولا يكاد أحدهما يغلِب صاحبه فقال الجِعَابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلَّا عندي. فقال: هاته. فقال: حدَّثنا أبو خليفة، حدثنا سُليمان بن أيوب -وحدَّث بالحديث- فقال الطَّبراني: أنا سُلَيمان بن أيوب ومني سمع أبو خليفة فاسمع مني حتى يعلو إِسْنَادك، فإنك تروي عن أبي خليفة عني. فخجل، وغلَبه الطبراني. قال ابنُ العميد: فوددت في مكاني الوزَارة والرِّياسة لم تكن لي وكنتُ الطبَراني، وفرحتُ مثل الفَرَح الذي فَرِحَ به الطّبراني، لأجل الحديث. أو كما قال (¬2). وقال أبو جعفر بن أبي السَّرِي: سألتُ ابنَ عُقْدة أن يعيد لي فَوْتًا وشدَّدت عليه فقال: من أين أنت؟ قُلْت: من أَصبَهان. فقال: نَاصبة. فقلت: لا تقل هذا، ففيهم فُقَهاء ومتشيِّعة، قال: شيعة معاوية؟ قلت: ¬

_ (¬1) "ذكر أخبار أصبهان": 1/ 335. (¬2) "طبقات الحنابلة": 2/ 50.

بل شيعة عليّ رضي الله عنه وما فيهم إلّا مَنْ عليّ أعَزُّ عليه من عينه وأهله. فأعاد عليَّ ما فاتني. ثم قال لي: سمِعْتَ من سُلَيمان بن أحمد اللَّخْمي؟ فقلت: لا أعرفه. فقال: يا سبحان الله! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى! ما أعرف له نظيرًا. وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟ قلت: نعم. قال: ما رأيت مِثْله في الحفظ. وقال ابن مَنْدَه: الطَّبراني أحد الحُفَّاظ المذكورين، حدَّث عن أحمد بن عبد الرحيم البَرْقي، ولا يحتمل سِنُّه لُقِيَّة. وهذا الذي ذكره ابنُ مَنْدَه قريب، فإن الطَّبراني إنما روى عن عبد الرحيم بن البَرْقي السِّيرة وغيرها فغلِطَ في اسمه وسماه باسم أخيه، وقد نَبَّه على ذلك الحافظ أبو العَبّاس أحمد بن منصور الشِّيرازي فإنه قال: كتبتُ عن الطَّبراني ثلاث مئة ألف حديث، وهو ثقة إلَّا أنه كتب بمِصْر عن شيخ وكان له أخ فسماه باسمه غَلَطًا. وقال سُلَيمان بن إبراهيم الحافظ: قال الباطِرْقَاني: كان ابن مَرْدُويه سيِّئ الرَّأي في الطَّبراني. ثم قال سليمان: فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حُزم. فقال أبو نعيم: فمن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئًا. وذكر الحافظ ضياء الدين أن ابن مَرْدويه ذكر الطّبراني في تاريخه، ولم يتكلَّم فيه. توفي الطبراني لليلتين بقيتا من ذي القَعْدة سنَة ستين وثلاث مئة، وله مئة سنة وعشرة أشهر، رحمه الله.

846 - الزيدي

846 - الزَّيدِي * الحافظ، أبو أحمد، حامد بن أحمد بن محمد بن أحمد، المَرْوَزي. سكن طَرسُوس للرباط، وإنما قيل له الزَّيدي لجمعه حديث زيد بن أبي أُنَيسَة. روى عن محمد بن نصر بن شَيْبَة، وأبي رجاء محمد بن حَمْدُويه، وأحمد بن سَوْرَة المراوزة، وعليّ بن الحسن بن سَلْم الأصبهاني، ومحمد بن العَبَّاس الدِّمَشْقي. روى عنه: محمد بن إسماعيل الوَرَّاق، والدَّارَقُطْني، وابن الثَّلَّاج، وابن جُمَيع. مولده سنة اثنتين وثمانين ومئتين. وانتقى على خيثمة وغيره. قال: أبو سعيد بن يونس: كان يحفظ ويفْهَم (¬1). وقال الخطيب: كان ثقة مذكورًا بالحِفْظ، موصوفًا بالفَهْم (¬2). قال طلحة بن محمد بن جعفر: مات أبو أحمد الزَّيدي الحافظ سنة ثمانٍ وعشرين وثلاث مئة، وكذا قال غيرُ واحد في تاريخ وفاته. وقال ابن يونس: سنة تسع وعشرين. والأول أصح، قاله الخطيب (¬3). ¬

_ * تاريخ بغداد: 8/ 171 - 172، تاريخ ابن عساكر (خ): 4/ 75 أ- 76 ب، سير أعلام النبلاء: 15/ 369 - 370، تذكرة الحفاظ: 3/ 918 - 919، طبقات الحفاظ: 373 - 374، تهذيب ابن عساكر: 4/ 16. (¬1) "تاريخ بغداد": 8/ 172. (¬2) "تاريخ بغداد": 8/ 171. (¬3) "تاريخ بغداد": 8/ 171 - 172.

847 - خالد بن سعد

847 - خالد بن سَعْد * الحافظ، أبو القاسم الأندلسي القرطبي. سمع محمدَ بن فُطَيس، وسليمان بن قُرَيش، وسعيد بن عثمان الأعْنَاقي، وطاهر بن عبد العَزيز، وغيرهم. وصنَّف كتاب "رجال الأنْدَلس" وكان مقدَّمًا على حُفَّاظ زمانه بقُرْطُبة. ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة السَّابعة. وقيل: إنه حفظ من مَرَّة واحدةٍ عشرين حديثًا. ورُوي أن المستنصر صاحب الأندلس كان يقول: إذا فاخَرَنا أهلُ المَشْرق بيحيى بن مَعِين فاخَرْناهم بخالد بن سَعْد (¬1). وقد قيل: إن خالدًا كان يتكلَّم في الناس. مات سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 130 - 131، جذوة المقتبس: 192، بغية الملتمس: 281، سير أعلام النبلاء: 16/ 18 - 20، تذكرة الحفاظ: 3/ 919، العبر: 2/ 295، دول الإسلام: 1/ 171، طبقات الحفاظ: 374، شذرات الذهب: 3/ 11. (¬1) "تاريخ علماء الأندلس": 1/ 130.

848 - ابن أبي عثمان

848 - ابنُ أبي عُثْمان * الحافظ، الإِمام، أبو سعيد، أحمدُ بنُ أبي بكر محمد بن الحافظ أبي عثمان سعيد بن إسماعيل، الحِيري، النّيسَابوري. سمع أبا عمرو الخَفَّاف، وعبد الله بن شِيرويه، والحسن بن سُفْيان، والهيثم بن خلف الدُّوري، وحامد بن شعَب، والقاسم بن الفَضْل الرَّازي، وطبقتهم بخُراسان والعِراق والجبَال. روى عنه الحاكم كثيرًا، وقال: صنف "التفْسير الكبير" و"الصَّحيح" المخرَّج على كتاب مُسْلم، وغير ذلك. قال: ولما خَرَج إلى بغداد خرج بعسكرٍ كثير وأموال، واجتمع عليه ببغداد خلق كثير مجاهدون، استُشهد بطَرَسوس (¬1) سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة، وعاش خمسًا وستين سنة. 849 - ابن حِبَّان * * الحافظ، العلَّامة الأوحد، أبو حاتم، محمد بن حِبَّان بن أحمد بن ¬

_ * تاريخ بغداد: 5/ 23، سير أعلام النبلاء: 16/ 29، تذكرة الحفاظ: 3/ 920، العبر: 2/ 296، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 43، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 483 - 484، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 72 - 73، شذرات الذهب: 3/ 12. (¬1) مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب، حاصرها الروم سنة (353 هـ)، ثم رحلوا عنها حين تفشى الوباء في جندهم، ثم استولوا عليها بالأمان سنة (354 هـ). انظر "معجم البلدان": 4/ 28 - 29، وفيه وصف حي لاحتلال طرسوس، وانظر أيضًا "الكامل": 8/ 555، 560 - 561. * * الأنساب: 2/ 209 - 210، معجم البلدان: 1/ 415 - 419، اللباب: 1/ 122 - 123، إنباه الرواة: 3/ 122، سير أعلام النبلاء: 16/ 92 - 104، تذكرة =

حِبَّان بن مُعَاذ بن معبد بن سَهيد (¬1) بن هَدِيَّة (¬2) بن مُرَّة بن سَعْد بن يزيد بن مُرَّة بن زيد بن عبد الله بن دَارِم بن حَنْظَلة بن مالك بن زيد مَناة بن تميم، التَّميمي، البُسْتي، صاحب التَّصانيف (¬3). سمع الحسين بن إدريس الهَرَوي، وأبا خليفة الجُمَحي، والنَّسَائي، وابن خُزَيمة، والحسن بن سُفْيان، وأبا يَعْلى المَوْصلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وخَلْقًا كثيرًا. قال في كتاب "الأنواع": لعلنا كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ. روى عنه: الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخَالدي، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن هارون الزَّوْزَني، ومحمد بن أحمد بن منصور النَّوْقاتي، وخَلْق. قال أبو سَعْد الإدْريسي: كان على قَضَاء سَمَرَقد زمانًا، وكان من فُقهاء الدِّين، وحُفَّاظ الآثار، عالمًا بالطبّ والنُّجوم وفنون العِلْم، صنف ¬

_ = الحفاظ: 3/ 920 - 924، العبر: 2/ 300، ميزان الاعتدال: 3/ 506 - 508، دول الإسلام: 1/ 172، الوافي بالوفيات: 2/ 317 - 318، مرآة الجنان: 2/ 357، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 131 - 135، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 418 - 419، البداية والنهاية: 11/ 259، لسان الميزان: 5/ 112 - 115، النجوم الزاهرة: 3/ 342 - 343، طبقات الحفاظ: 374 - 375، شذرات الذهب: 3/ 16، هدية العارفين: 2/ 44 - 45، الرسالة المستطرفة: 20 - 21، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 380 - 383. (¬1) في الأصل: شهيد، وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": 2/ 794. (¬2) في "معجم البلدان": 1/ 415 "هُدْبة". (¬3) انظر "تاريخ الترات العربي": مج 1 / ج 1/ 380 - 383.

"المُسْنَد الصَّحيح" (¬1) و "التَّاريخ" و"كتاب الضُّعَفاء"، وفَقَّه النَّاس بسَمَرْقَنْد (¬2). وقال الحاكم: كان من أوعية العِلْم في الفِقْه واللُّغة والحديث والوعظ، ومن عُقَلاء الرِّجال، قَدِمَ نَيسَابور فسمع من عبد الله بن شِيرويه، وغيره، ورحل إلى بُخَارى فلحق عمر بن محمد بن بُجَيْر، ثم ورد نَيْسَابور سنة أربع وثلاثين، وسار إلى قضاء نَسَا، ثم انصرف إلينا سنة سبعٍ فأقام بنيسابور، وبنى الخانقاه، وقُرِئ عليه جُمْلة من مصنَّفاته، ثم خرج من نَيْسَابور إلى وطنه سِجِسْتان عام أربعين، وكانت الرِّحلة إليه لسماع كُتُبه (¬3). وقال الخطيب: كان ثِقَةً نبيلًا فهمًا. وذكره ابن الصَّلاح في "طبقات الشَّافعية" وقال: ربما غَلِطَ الغلطَ الفاحش في تصرُّفاته. وقال أبو إسماعيل الهَرَوي: سألت يحيى بن عَمَّار عنه فقال: نحن أخرجناه من سِجِسْتَان، كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين (¬4). مات ابن حِبَّان في شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مئة، وهو في عَشْر الثمانين. وفيها: مات مُسْنِد مِصْر أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن ¬

_ (¬1) هو "المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع" حقق الأستاذ أحمد محمد شاكر الجزء الأول منه، ويقوم الشيخ شعيب الأرنؤوط بتحقيق الكتاب كاملًا. (¬2) "معجم البلدان": 1/ 418. (¬3) الأنساب": 2/ 209 - 210. (¬4) تتمة الخبر كما في "ميزان الاعتدال": 3/ 507 "قدم علينا فأنكر الحدَّ لله فأخرجناه". انظر تعليق الذهبي على الخبر، وانظر رد السبكي في "طبقاته": 3/ 132 - 133.

850 - ابن علان

أحمد بن عطية بن الحدَّاد (¬1)، له أربع وثمانون سنة. والشَّاعر أبو الطَّيِّب أحمد بن الحسين بن الحسن، الجُعْفي، الكُوفي، المعروف بالمُتَنَبِّي. ومسنِد نَيسَابور أبو العَبَّاس محمد بن إسحاق بن أيوب الصِّبْغي، وله مئة وأربع سنين. ومقرئ بغداد أبو بكر بن الحسن بن مِقْسم العَطَّار. 850 - ابنُ عَلَّان * الحافظ، محدِّث حَرَّان (¬2)، أبو الحسن، عليُّ بن الحسن بن عَلَّان، الحَرَّاني، صاحب "تاريخ الجزيرة". سمع أبا يعلى المَوْصِلي، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن زَيْدان البَجَلي، ومحمد بن محمد البَاغَنْدي، وسعيد بن هاشم الطبَرَاني، وطبقتهم. وكان واسع الرِّحلة. روى عنه: ابنُ مَنْدُه، وتَمَّام الرَّازي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج الإِشْبيلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطُّبَيْز، وأبو العَبَّاس محمد بن السِّمْسَار، وآخرون. قال الحافظ عبد العزيز الكَتَّاني: كان ثِقَةً حافظًا نبيلًا (¬3). توفِّي يوم عيد الأضحى سنةَ خمسٍ وخمسين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 923 "الحدال"، وهو تحريف. * معجم البلدان: 2/ 236، سير أعلام النبلاء: 16/ 20 - 21، تذكرة الحفاظ: 3/ 924 - 925، النجوم الزاهرة: 4/ 13، طبقات الحفاظ: 375، شذرات الذهب: 3/ 17. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 924 "خراسان"، وهو تحريف. (¬3) "معجم البلدان": 2/ 236.

851 - الجعابي

851 - الجِعَابي * الحافظ، البارع، فَريدُ عَصْره، قاضي المَوْصل، أبو بكر، محمدُ بنُ عمرَ بنِ محمد بن سَلْم (¬1)، التَّميمي، البَغْدادي، ابن الجِعَابي. روى عن عبد الله بن محمد البَلْخي، ويحى بن محمد بن البَخْتري الحِنَّائي (¬2)، ومحمد بن الحسن بن سَمَاعة الحَضْرَمي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي حذيفة الجُمَحي، وجعفر الفِرْيابي، وطبقتهم. وتخرَّج بأبي العَبَّاس بن عُقْدَة. وصنَّف الأبواب والشُّيوخ والتَّاريخ. روى عنه: الدَّارَقُطْني، والحاكم، وابن شَاهين، وابن رِزْقويه، ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 287، رجال النجاشي: 281، الفهرست للطوسي: 151، تاريخ بغداد: 3/ 26 - 31، الأنساب: 3/ 263 - 265، المنتظم: 7/ 36 - 38، اللباب: 1/ 239، سير أعلام النبلاء: 16/ 88 - 92، تذكرة الحفاظ: 3/ 925 - 929، العبر: 2/ 302، المغني في الضعفاء: 2/ 620، دول الإسلام: 1/ 172، ميزان الاعتدال: 3/ 670 - 671، الوافي بالوفيات: 4/ 240 - 241، البداية والنهاية: 11/ 261 - 262، لسان الميزان: 5/ 322 - 324، النجوم الزاهرة: 4/ 12، طبقات الحفاظ: 375 - 376، شذرات الذهب: 3/ 17، هدية العارفين: 2/ 45 - 46، أعيان الشيعة: 10/ 28 - 30. (¬1) في "رجال النجاشي"، و"تاريخ بغداد": سالم، ورجحه العلامة محسن الأمين في "أعيان الشيعة": 10/ 28 قال: "والظاهر أنه سالم وغيره تصحيف، أو أن الألف حذفت في الرسم كما في إسحاق ... ". (¬2) في "تاريخ بغداد": 3/ 26 "حدث عن عبد الله بن محمد بن البختري الحنائي" وفيه سقط كما لا يخفى، والصواب ما هو مثبت عندنا في الأصل.

والقاضي أبو عمر الهَاشمي، والحافظ أبو نُعَيم، وهو آخر أصحابه، وخَلْق. قال الخطيب: كان أحد الحُفَّاظ المجوِّدين، وكان كثيرَ الغَرائب، ومذهبه في التَّشَيُّع معروف (¬1). وقال الحاكم: سمِعْت أبا علي الحافظ النيسَابوري يقول: ما رأيت في المشايخ أحفظَ من عَبْدَان، ولا رأيت [أحفظ] (¬2) لحديث أهل الكُوفة من أبي العباس ابن عُقْدة، ولا رأيتَ في أصحابنا أحفظَ من أبي بكر بنِ الجِعَابي، وذاك أني حسِبْتُ أبا بكر من البغْداديين الذين يحفظون شيخًا واحدًا أو ترجمة واحدة، أو بابًا واحدًا، فقال لي أبو إسحاق بنُ حمزة يومًا: يا أبا علي، لا تغلطْ في أبي بكر بن الجعَابي فإنَّه يحفظ حديثًا كثيرًا. فخرجنا يومًا من عند أبي محمد بنِ صاعد وهو يسايرني، وقد توجَّهنا إلى طريق بعيد، فقلت له: يا أبا بكر، أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمرَّ في الترجمة، فقلت له: أيش عند أيوب السَّخْتِياني عن الحسن؟ فمرَّ فيه، فما زلت أجرُّه من حديث مِصْر إلى الشَّام إلى العراق إلى أفراد الخُرَاسانيين وهو يجيب، فقلت له: أيش روى الأعْمش عن أبي صالح عن أبي هُريرة وأبي سعيد بالشركة؟ فأخذ يَسْرُد هذه الترجمة حتى ذكر بضْعة عشر حديثًا، فحيُّرني حِفْظُه (¬3). وقال القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي: سمعت ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 26. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تاريخ بغداد": 3/ 27. (¬3) "تاريخ بغداد": 3/ 27.

الجعابي يقول: أحفظ أربع مئة ألف حديث، وأذاكر بست مئة ألف حديث (¬1). وقال الخطيب: حَسْبُ ابن الجِعَابي شهادة أبي علي له أنه لم يَرَ في البَغْدَاديين أحفظ منه، وقد رأى ابنَ صاعد وأبا طالب أحمد بن نصر، وأبا بكر النَّيسَابوري، وعامَّة أهل ذلك العصر (¬2). حدثنا عليُّ عن أبي علي المُعَدَّل عن أبيه قال: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجِعَابي، وسمعت مَنْ يقول: إنه يحفظ مئتي ألفَ حديث، ويجيب في مثلها إلا أنه كان يَفْضُل الحُفَّاظ بأنه كان يَسُوق المتونَ بألفاظها، وأكثر الحُفَّاظ يتسمَّحون في ذلك، وكان إمامًا في المعرفة بعِلل الحديث، وثقات الرجال من معتلِّيهم وضعفائهم وأسمائهم وأنسابهم وكُنَاهم ومواليدهم، وأوقات وفاتهم، ومذاهبهم، وما يُطعن به على كلِّ واحد، وما يوصف به من السَّداد، وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العِلْم إليه، حتى لم يبقَ في زمانه من يتقدَّمه فيه في الدُّنيا (¬3). وقال أبو القاسم التَّنُوخي: تقلَّد ابن الجِعَابي قَضَاء المَوْصل فلم يُحْمَد في ولايته (¬4). وقد تكلَّم جماعةٌ في ابن الجِعَابي منهم الدَّارقُطْني، وقيل إنه كان يشرب ويتهاون في أمر الصَّلاة، ولما مات أَوصى بأَنْ تُحرق كُتُبه ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 28. (¬2) "تاريخ بغداد": 3/ 27. (¬3) "تاريخ بغداد": 3/ 28. (¬4) "تاريخ بغداد": 3/ 30.

852 - الصكوكي

فأُحرقت، وكان فيها كُتُب النَّاس (¬1). وقال محمد بن عبيد الله المُسَبِّحي: كان ابنُ الجِعَابي المحدِّث قد صحب قومًا من المتكلِّمين، فسقَط عند كثيرٍ من أهل الحديث، وأمر عند موته أن تحرقَ دفاتره بالنَّار فاستُقبح ذلك منه، وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيذ ثم مضى إلى دمشق، فوقفوا على مذهبه، فشرَّدوه، فخرج هاربًا. وقال ابنُ شاهين: دخلت أنا وابن المُظَفَّر والدَّارَقُطْني على الجِعَابي، وهو مريض، فقلت له: مَنْ أنا؟ فقال: سبحان الله! ألستم فلان وفلان. وسمَّانا، فدعونا وخرجنا، فمشينا خُطُوات، وسمعنا الصَّائح بموته، ورجعنا الغَد فرأينا كتبَه تَلَّ رماد. ولد ابنُ الجِعَابي في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومئتين. ومات ببغداد في رجب سنة خمس وخمسين وثلاث مئة. 852 - الصُّكوكي * الحافظ، أبو بكر محمد بن زكريا بن الحسين، النَّسَفي. روى عن محمد بن نَصْر المَرْوَزي، وصالح بن محمد جَزَرَة، ومحمد بن إبراهيم البُوشَنْجِي، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 31. * سير أعلام النبلاء: 16/ 233، تذكرة الحفاظ: 3/ 930، طبقات الحفاظ: 376 - 377، شذرات الذهب: 2/ 369، وفي "طبقات الحفاظ" الصعلوكي، وهو تصحيف.

853 - ابن علك

وقال جعفر المُسْتَغْفِري: كان حافظًا، مصنِّفًا للأبواب، عارفًا بحديث أهل بلده. مات في جُمَادى الأولى سنة أربعٍ وأربعين وثلاث مئة. 853 - ابنُ عَلَّك * الحافظ، أبو عبد الرحمن، عبدُ الله بن عمر بن أحمد بن عَلَّك، المَرْوَزي الجوْهَري. سمع أباه أبا حَفْص الحافظ، ومحمد بن أيوب بن الضُّرَيس، ومحمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، والفضل بن محمد الشعْراني، وعبدَ الله بن أحمد بن حَنْبل، وابن ناجية، والدَّغَولي، وغيرَهم. ورحل به أبوه (¬1). روى عنه: أبو بكر أحمدُ بنُ عبد الرَّحمن الشِّيرَازي، وأبو بكر البَرْقَاني، والحاكم، وطائفة. قال الخليلي: هو حافظٌ متفَقٌ عليه، مات بعد الستين وثلاث مئة (¬2). ¬

_ * الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 182، سير أعلام النبلاء: 16/ 168 - 169، تذكرة الحفاظ: 3/ 929، العبر: 2/ 322، طبقات الحفاظ: 376، شذرات الذهب: 3/ 37. (¬1) انظر ترجمته رقم (793) من هذا الكتاب. (¬2) "الإرشاد" للخليلي (خ): ورقة 182.

854 - ابن رميح

854 - ابن رُمَيْح * الحافظُ، الجَوَّال، أبو سعيد، أحمدُ بنُ محمد بن رُمَيح (¬1) بن عِصْمة بن وَكيع، النَّخَعي، النَّسَوي، ثم المَرْوزي، صاحِبُ التَّصانيف. روى عن أبي خليفة الجُمَحي، وابن خزَيمة، والسَّرَّاج، وابن شِيرويه، وابن بُجَير، وعبد الله بن محمود المَرْوَزي، وعَبْدَان الأَهْوازي، ومحمد بن الحسن بن قُتيبة وخَلْق. قال الخطيب: سمع العِلْم بخرَاسان وغيرِها من البُلْدان، وكتب الكثير، وصنَّف وجَمَعَ وذاكر العُلَماء، وكان معدودًا في حُفَّاظ الحديث (¬2). روى عنه: الدَّارَقُطْني، وابنُ شاهين، والحاكم، وابن رِزْقويه، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو علي بن دُوما، وآخرون. قال الحاكم: قَدِمَ نَيْسَابور، فعقدت له المجلسَ، وقرأتُ عليه "صحيح البخاري" وقد أقام باليمن بصَعْدَة (¬3) مُدَّة، ثم قدِمَ وأكرموه وأكثروا عنه ببغداد، وما المثل فيه إلا كما قال ابن مَعِين: لو ارتدَّ عبدُ الرَّزّاق ما تركنا حديثَه. ¬

_ * تاريخ بغداد: 5/ 6 - 8، سير أعلام النبلاء: 16/ 169 - 171، تذكرة الحفاظ: 3/ 930 - 931، العبر: 2/ 307، ميزان الاعتدال: 1/ 135، المغني في الضعفاء: 1/ 54، الوافي بالوفيات: 7/ 400، لسان الميزان: 1/ 261، النجوم الزاهرة: 4/ 20، طبقات الحفاظ: 377، شذرات الذهب: 3/ 22. (¬1) في "لسان الميزان": 1/ 261 "ربيح" وهو تصحيف. انظر هامش "الإِكمال": 4/ 189. (¬2) "تاريخ بغداد": 5/ 6. (¬3) بينها وبين صنعاء ستون فرسخًا. "معجم البلدان": 3/ 406.

ثم قال الحاكم: سألتُ أبا سعيد المُقَام بنَيسَابور، فقال: على من أُقيم؟ فوالله لو قدرت لم أفارق سُدَّتك (¬1)، ثم قال: ما الناس اليوم بخراسان إلّا كما أنشدني بعضهم: كفى حَزَنًا أَن المروءةَ عُطِّلَتْ ... وأن ذوي الألباب في الناس ضُيَّعُ وأن ملوكًا ليس يحظى لَدَيهُمُ ... مِنَ النَّاس إلَّا من يُغنِّي ويُصْفعُ وقال البَرْقاني: قال لي أبو الفَتْح بن أبي الفوارس: كان ابن رُمَيح ثِقةً في الحديث (¬2). وقال الحافظ أبو نعيم: كان ضعيفًا (¬3). وسأل حمزة بن يوسف أبا زُرْعَة محمد بن يوسف الكَشِّي عنه فأومأ إلى أنَّه ضعيف أو كذَّاب. قال حمزة: الشَّك مني (¬4). قال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف قول أبي زُرْعة وأبي نُعَيم، فإن ابنَ رُمَيْح كان ثِقَة ثَبْتًا، لم يختلف شيوخُنَا الذين لقوه في ذلك (¬5). وقال الحاكم: ثِقَة مأمون (¬6). توفي بالجُحْفَة سنة سبعٍ وخمسين وثلاث مئة (¬7). ¬

_ (¬1) السُّدَّة: أمام باب الدار، وقيل: هي السقيفة. انظر "اللسان" (سدد). (¬2) "تاريخ بغداد": 5/ 8. (¬3) "تاريخ بغداد": 5/ 7 - 8. (¬4) "سؤالات السهمي": 151 - 152. (¬5) "تاريخ بغداد": 5/ 8. (¬6) المصدر السابق. (¬7) في "طبقات الحفاظ": 377 "مات سنة خمسين وثلاث مئة"، وهو وهم.

855 - أحمد بن طاهر بن النجم

855 - أحمد بن طاهر بن النجم * الحافظ، المتقِن، أبو عبد الله، المَيَانَجي (¬1). رحل وسمع أبا مسلم الكَجِّي، وعبد الله بن أحمد بن حَنْبل، ويحيى بن محمد الحِنَّائي، وأحمد بن هارون البَرْديجي، وطبقتهم. وتخرَّج في هذا العِلْم بسعيد بن عمرو البَرْدَعي. حدَّث عنه: عبد الله بن أبي زرْعة القَزْويني، ويعقوب بن يوسف الأرْدُبيلي، وأحمد بن الحسين بن علي التَّراسي، وأحمد بن فارس اللُّغَوي. وكان ابنُ فارس يقول: ما رأى ابنُ النَّجْم مِثْلَ نَفْسه، ولم أَرَ مِثْلَه. قال الخليلي: توفِّي بعد الخمسين وثلاث مئة (¬2). 856 - حَمْزة بن محمد بن علي * * ابن العَبَّاس، الحافظ، الزَّاهد، أبو القاسم، الكِنَاني، المِصْري، محدِّث مِصْر. ¬

_ * الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 153، معجم البلدان: 5/ 239، سير أعلام النبلاء: 16/ 171 - 172، تذكرة الحفاظ: 3/ 931 - 932، العبر: 2/ 320، طبقات الحفاظ: 377، شذرات الذهب: 3/ 36. (¬1) نسبة إلى ميانة، بلد بأذربيجان. "اللباب": 3/ 197، أما ياقوت في "معجم البلدان": 5/ 239، فنسبه إلى ميانج، موضع بالشام لم يحدده. انظر "الإرشاد" للخليلي (خ)، ورقة 153. فقد ذكره مع علماء أذربيجان. (¬2) "الإرشاد" للخليلي (خ): ورقة 153. * * الأنساب: 10/ 476، اللباب: 3/ 53، سير أعلام النبلاء: 16/ 179 - 181، تذكرة الحفاظ: 3/ 932 - 934، العبر: 2/ 308، دول الإسلام: 1/ 173، النجوم =

سمع أبا عبد الرحمن النَّسَائي، والحسن بن أحمد بن الصَّيقَل، وعِمْران بن موسى بن حُمَيد الطَّبيب، وأبا يَعْلى المَوْصِلي، وعَبْدَان الأهْوَازي، وخَلْقًا. رحل وطوَّف، وجمع وصَنَّف، وهو مملي "مجلس البِطَاقة" (¬1). مولده سنة خمس وسبعين ومئتين. وأوَّل ما سمع سنة خمسٍ وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاث مئة. روى عنه: عبد الغني بن سَعيد الأَزْدي، والدَّارَقُطْني، وابن مَنْدَه، والفقيه أبو الحسن عليُّ بن محمد القابسي، وأحمد بن محمد الحاج، وآخرون. قال الصُّوري: كان ثبتًا حافظًا. وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة السابعة. ¬

_ = الزاهرة: 4/ 20، طبقات الحفاظ: 377 - 378، حسن المحاضرة: 1/ 351، شذرات الذهب: 3/ 23 - 24، هدية العارفين: 1/ 336، الرسالة المستطرفة: 90، تهذيب ابن عساكر: 4/ 451 - 452، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 386 - 387. (¬1) مجلس البطاقة: هو الجزء الحديثي المعروف بـ"جزء البطاقة" رواه عن الكناني أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني المصري، المتوفَّى سنة (441 هـ)، انظر "الرسالة المستطرفة": 90، وانظر أيضًا مظان نسخه في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 387.

وكذلك ذكره ابنُ المفَضَّل في هذه الطَّبقة، وذكر معه ابن عدي، والإِسماعيلي، والدَّارَقُطْني. وقال الحاكم: وحمزة على تقدُّمه في معرفة الحديث كان أحد من يذكر بالزّهد والورع والعِبادة، سمع أبا خليفة، والنَّسَائي، وأقرانهما. وقال ابنُ زولاق: حدّثني حمزة الحافظ، قال: رحلت سنة خمس فدخلت حلب وقاضيها أبو عبيد الله محمد بن عَبْدَة، فكتبتُ عنه فكان يقول: لو عرفْتُك بمصر لملأت ركائبك ذهبًا، فقال: إنه أعطاه مئتي دينار يرحل بها إلى العراق. وقال ابن منده: سَمِعْتُ حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب "وسَلَّم" فرأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: أما تختم الصَّلاة عليَّ في كتابك؟ ! وقال عليُّ بن عُمَر الحَرَّاني: سمِعْتُ حمزة بن محمد، وجاءه غريب، فقال: عَسْكُر المُعِزّ قد وصلوا إلى الإسْكنْدرية (¬1)، فقال: اللهم، لا تحيني حتى تريني الرَّايات الصُّفْر. فمات حمزة، ودخل عَسْكرُهم بعد مَوْته بثلاثة أيام. وقال غيره: مات في ذي الحِجَّة سنةَ سبع وخمسين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) كان وصولهم سنة (362 هـ)، انظر "الكامل": 8/ 622، وانظر ترجمة المعز في "سير أعلام النبلاء": 15/ 159 - 167.

857 - عمر البصري

857 - عُمَر البَصْرِي * الحافظ، المفيد، أبو حَفْص، عمر بن جَعْفر بن عبد الله بن أبي السَّري، الوَرَّاق. قال الخطيب: كان النَّاس يكتبون بإفادته، ويسمعون على الشُّيوخ بانتخابه، سكن بغداد، وحدَّث بها شيئًا يسيرًا (¬1). روى عن أبي خليفة الفَضْل بن الحُبَاب، والحسن بن المُثَنّى، وعَبْدَان الأهْوَازي، ومحمد بن جرير الطبَري، وطبقتهم. روى عنه: الحاكم، وابن رزْقويه، وعلي بن أحمد الرَّزَّاز، وغيرُهم. وذكر الخطيب أنَّ الدَّارَقُطْني كان يتَّبَّع خطأَ عمر البصري فيما انتقاه على أبي بكر الشافعي خاصة، وعمل فيه رسالة (¬2). وكان أبو محمد الحسن بن السَّبِيعي يقول: هو كذَّاب كذَّاب (¬3). وقال الحاكم: سمعت عمر بن جعفر البَصْري يقول: بت عند ابن ¬

_ * تاريخ بغداد: 11/ 244 - 249، المنتظم: 7/ 44 - 45، سير أعلام النبلاء: 16/ 172 - 173، تذكرة الحفاظ: 3/ 934 - 935، العبر: 2/ 309، ميزان الاعتدال: 3/ 184، المغني في الضعفاء: 2/ 463، البداية والنهاية: 11/ 265 - 266، لسان الميزان: 4/ 287 - 289، طبقات الحفاظ: 378، شذرات الذهب: 3/ 26، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 385. (¬1) "تاريخ بغداد": 11/ 244، 249. (¬2) المصدر السابق. (¬3) "تاريخ بغداد": 11/ 247.

858 - الآجري

عُقْدَة فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه. فقلت: أيش عند أيوب عن الحسن؟ فذكر حديثين. فقلت: تحفظ أيوب عن الحسن عن أبي بَرْزَة أنَّ رجلًا أغلظ لأبي بكر -الحديث (¬1)، فبقي (¬2)، وكبّرت. فقال: اذكر لي سنده، فقلت: حدثنا عَبْدَان، حدَّثنا محمد بن عبيد بن حِساب، حدَّثنا سفْيان بن موسى عن أيوب. وقال ابنُ أبي الفوارس: توفي عمر البَصْري سنةَ سبع وخمسين وثلاث مئة. ومولده سنة ثمانين ومئتين. قال: وحدَّث بشيءٍ يسير، وكانت كتبُه رديئة (¬3). 858 - الآجُرِّي * الإِمام، القُدْوة، أبو بكر، محمد بن الحسين بن عبد الله، ¬

_ (¬1) الحديث: "أغلظ رجل لأبي بكر الصديق، قال: فقال أبو برزة: ألا أضرب عنقه؟ قال: فانتهره، وقال: ما هي لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم". والحديث في "المسند": 1/ 9، و "سنن النسائي": 7/ 109. (¬2) أي بقي دهشًا أو مبهوتًا. (¬3) "تاريخ بغداد": 11/ 249. * الفهرست: 268، تاريخ بغداد: 2/ 243، الأنساب: 1/ 94، المنتظم: 7/ 55، معجم البلدان: 1/ 51، وفيات الأعيان: 4/ 292 - 293، سير أعلام النبلاء: 16/ 133 - 136، تذكرة الحفاظ: 3/ 936، العبر: 2/ 318، الوافي بالوفيات: 2/ 373 - 374، مرآة الجنان: 2/ 373، طبقات الشافعية: للسبكي: 3/ 149، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 79 - 80، البداية والنهاية: 11/ 270، العقد الثمين: 2/ 3 - 5، النجوم الزاهرة: 4/ 60، طبقات الحفاظ: 378، كشف=

البَغْدَادي، مصنِّف كتاب "الشَّريعة" (¬1) في السُّنَّة و"الأربعين" (¬2) وغير ذلك. سمع أبا مُسْلم الكَجي، وأبا شعيب الحَرَّاني، وخلف بن عمرو العُكْبَري، وأحمد بن يحيى الحُلْواني، وجعفر الفِرْيَابي، ومحمد بن اللَّيث الجَوْهري، وغيرهم. روى عنه: أبو الحسن الحَمَّامي، وعبد الرحمن بن عمر بن النَّحْاس، وأبو الحسين بن بِشْران، وأخوه أبو القاسم، وأبو نُعَيم الحافظ، وخَلْق من الحُجَّاج والمغاربة، وكان مجاورًا بمكَّة، وكان عالمًا عاملًا، صاحب سُنَّة واتِّبَاع. قال الخطيب: كان ثِقَةً ديِّنًا، له تصانيف. سكن مكَّة. ومات بها في المحرَّم سنةَ ستين وثلاث مئة (¬3). ¬

_ = الظنون: 1/ 37، شذرات الذهب: 3/ 35، هدية العارفين: 2/ 46 - 47، الرسالة المستطرفة: 42 - 43، تاريخ الترات العربي: مج 1 / ج 1/ 389 - 392. (¬1) طبع في مصر سنة 1950 م بتحقيق العلامة محمد حامد الفقي. (¬2) انظر مظان نسخه مع مؤلفاته الأخرى في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 390 - 392. (¬3) "تاريخ بغداد": 2/ 243.

859 - سعيد بن القاسم

859 - سَعِيد بنُ القَاسِم * ابن العلاء، أبو عمرو (¬1)، البَرْذَعي (¬2)، نزيل طَراز من بلاد التُّرْك. قَدِمَ للحج. وحدَّث ببغداد عن: محمد بن حُبَّان بن الأزهر البَصْري، ومحمد بن يحيى بن مَنْده، وعبد الله بن الحسين الشَّاماتي، ومحمد بن جعفر الكَرَابيسي، وغيرِهم. روى عنه: الدَّارَقُطْني، وابن الثّلَّاج، وأبو علي بن فَضَالة الرَّازي، وأحمد بن عبد الرحمن الشِّيرَازي، وطائفة. قال أبو نُعَيم: كان أحد الحُفَّاظ، حدَّثنا عنه محمد بن إسماعيل الورَّاق ببَغْدَاد (¬3). وقال الحاكم: جاء نعيه في سنة اثنتين وستين وثلاث مئة (¬4). ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 330، تاريخ بغداد: 9/ 110 - 111، الأنساب: 2/ 143، المنتظم: 7/ 62، سير أعلام النبلاء: 16/ 72 - 73، تذكرة الحفاظ: 3/ 936 - 937، البداية والنهاية: 11/ 275، طبقات الحفاظ: 378، شذرات الذهب: 3/ 41. (¬1) في "المنتظم": 7/ 62، و "شذرات الذهب": 3/ 41، "أبو عمر"، وهو وهم. (¬2) نسبة إلى برذعة، بلدة بأقصى أذربيجان، وقد ضبطت في "شذرات الذهب": 3/ 41 بإهمال الدال، وهو وجه صحيح، أما المنسوب إلى عمل البراذع فهو بالذال المعجمة بلا خلاف. (¬3) "ذكر أخبار أصبهان": 1/ 330. (¬4) "تاريخ بغداد": 9/ 111.

860 - ابن السكن

860 - ابن السَّكَن * الحافظ، الحُجَّة، أبو علي، سعيد بن عُثْمان بن سعيد بن السَّكَن، البَغْدَادي، نزيل مصر. ولد سنة أربع وتسعين ومئتين. سمع أبا القاسم البَغَوي، وسعيد بن عبد العزيز الحَلَبي، ومحمد بن محمد بن بَدْر البَاهلي، وأبا عَروبة الحَرَّاني، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي، وابن جَوْصا، وطبقتم من جيحون إلى النيل. وعُني بهذا الشأن، وجمع وصنف. روى عنه: ابن مَنْدَه، وعبد الغني بن سعيد، وعلي بن محمد الدَّقَّاق، وعبد الله بن محمد بن أسد القُرْطبي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج، وأبو جعفر بن عَوْن الله، وآخرون. وأثنى عليه غيرُ واحد. وذكره أبو الوليد بن الدباغ في الحُفَّاظ في الطبقة السَّابعة، ووقع كتابه "الصَّحيح المُنْتَقى" إلى أهل الأندلس. مات في المحرَّم سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 117 - 118، تذكرة الحفاظ: 3/ 937 - 938، العبر: 2/ 297، دول الإسلام: 1/ 171، النجوم الزاهرة: 3/ 338، طبقات الحفاظ: 378 - 379، حسن المحاضرة: 1/ 351 - 352، شذرات الذهب: 3/ 12، هدية العارفين: 1/ 389، الرسالة المستطرفة: 25 - 26، تهذيب ابن عساكر: 6/ 154.

861 - القصاب

861 - القصَّاب * الإِمام، الحافظ، أبو أحمد، محمدُ بنُ عليّ بن محمد، الكَرَجي المجاهد، وإنما عُرِف بالقَصَّاب لكثرة ما أَهْراق من دماء الكُفار في الغزوات. روى عن: محمد بنِ إبراهيمَ الطّيَالسي، وعبدِ الرحمن بن محمد بن سَلْم الرَّازي، ومحمد بن العَبَّاس الأخْرم، وجعفر بن أحمد بن فارس، والحسن بن يزيد الدَّقَّاق، وخَلْق. وصنف كتاب "ثواب الأعمال" وكتاب "عقاب الأعمال" وكتاب "السُّنَّة" وكتاب "تأديب الأئمة" وغير ذلك، وهو القائل في كتاب "السُّنَّة": كل صفة وصف الله بها نفسه، أو وصفَه بها نبيُّه (¬1) فهي صفة حقيقة لا صفة مجاز. روى عنه: ابناه أبو الحسن علي، وأبو الفَرَج عَمَّار، وأبو منصور المُظَفَّر بن محمد بن الحسين البُرُوْجِرْدي، وغيرهم. وفيه يقول أبو الحسن الكَرَجي: وفي الكَرَج الغَرَّاء أوحَدُ عَصْرِهِ ... أبو أحمدَ القَصَّاب غير مُغَالبِ تصانيفه تُبْدي فنونَ عُلُومِهِ ... فلستَ تَرَى عِلْمًا له غيرَ شاربِ قيل: إنَّه بقي إلى قريب السِّتين وثلاث مئة، والله أعلم. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 213 - 214، تذكرة الحفاظ: 3/ 938 - 939، الوافي بالوفيات: 4/ 114، طبقات الحفاظ: 379، هدية العارفين: 2/ 47. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 939 "أو وصف بها نبيه"، وهو وهم.

862 - ابن السني

862 - ابن السُّنِّي * الإِمام، الحافظ، أبو بكر، [أحمد بن] (¬1) محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط، الدِّينَوري، مولى جعفر بن أبي طالب، الهاشمي، ويعرف بابن السُّنِّي، صاحب كتاب "عمل اليوم والليلة" (¬2). سمع النَّسَائي، وأبا خليفة الجُمَحي، وزكريا السَّاجي، وعمر بن أبي غَيْلان، والبَاغَنْدي، وأبا عَروبة الحَراني، وغيرهم. ورحل وصنَّف، وكان صدوقًا ديِّنًا خيرًا، اختصر "سنن النَّسَائي" وسماه "المُجْتَنى" (¬3)، وعاش بضعًا وثمانِين سنة. روى عنه: حَمْدُ بن عبد الله الأَصْبَهاني، ومحمد بن علي العَلَوي، وعلي بن عمر الأسَدَاباذي، وأحمد بن الحسين الكَسَّار، وآخرون. قال القاضي أبو زُرْعة رَوْح بن محمد، سِبْطُ ابن السُّنِّي: سمعت ¬

_ * الإكمال: 4/ 501، الأنساب: 7/ 176، اللباب: 1/ 573، سير أعلام النبلاء: 16/ 255 - 257، تذكرة الحفاظ: 3/ 939 - 940، العبر: 2/ 332 - 333، المشتبه: 1/ 374، الوافي بالوفيات: 7/ 362، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 39، تبصير المنتبه: 2/ 754، طبقات الحفاظ: 379، كشف الظنون: 2/ 1451، شذرات الذهب: 3/ 47 - 48، هدية العارفين: 1/ 66، تاريخ الترات العربي: مج 1 / ج 1/ 398 - 399. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 939. (¬2) طبع الكتاب في حيدرآباد سنة 1315، 1358 هـ. (¬3) هو مطبوع متداول، والمشهور المجتبى -بالباء- والمعنى قريب، وذهب بعض العلماء إلى أنه من اختصار النسائي نفسه، وقد دفع هذا القول الشيح شعيب الأرنؤوط، انظر "تهذيب الكمال": 1/ 328 تعليق رقم (4).

863 - ابن عدي

عمي عليَّ بنَ أحمد بن محمد يقول: كان أبي -رحمه الله- يكتُبُ الحديثَ، فوضع القلم في أُنْبُوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله تعالى، فمات وذلك في آخر سنة أربعٍ وستين وثلاث مئة. 863 - ابنُ عَدِيّ * الإِمامُ، الحافظُ الكبير، أَحَدُ الأعلام، أبو أحمد، عبدُ الله بنُ عَدِي بن عبد الله بن محمد بن مبارك، الجُرْجَاني، ويعْرف أيضًا بابن القَطَّان، صاحب كتاب "الكامل" (¬1)، وهو كتاب جليل. ولد سنة سبعٍ وسبعين ومئتين. وسمع سنة تسعين، وارتحل أوَّلًا سنة سبعٍ وتسعين، فسمع بُهْلول بن إسحاق الأَنبَاري، ومحمد بن عثمان بن أبي سُوَيد، ومحمد بن يحيى المرْوَزي، وعبد الرَّحمن بن القاسم بن الرَّوَّاس الدِّمَشْقِي، وأنس بن السَّلْم، وأبا خليفة الجُمَحي، والحسن بن سُفْيان، والنَّسَائي، وعَبْدَان الأهْوَازي، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي، وخَلْقًا كثيرًا. و"معجمه" يزيد على ألف شيخ. ¬

_ * تاريخ جرجان: 225 - 227، الإرشاد للخليلي (خ): 155 - 156، الأنساب: 3/ 221 - 222، اللباب: 1/ 219، سير أعلام النبلاء: 16/ 154 - 156، تذكرة الحفاظ: 3/ 940 - 942، العبر: 2/ 337 - 338، دول الإسلام: 1/ 176، مرآة الجنان: 2/ 381، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 315 - 316، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 206، البداية والنهاية: 11/ 283، النجوم الزاهرة: 4/ 111، طبقات الحفاظ: 380، شذرات الذهب: 3/ 51، هدية العارفين: 1/ 447، الرسالة المستطرفة: 145، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 399 - 400. (¬1) انظر مظان نسخه في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 400.

روى عنه: ابن عُقْدَة -وهو من شيوخه- وأبو سَعْد المَاليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبدكويه، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وآخرون. قال ابن عساكر: كان ثِقَةً على لحن فيه. وقال الخليلي: كان عديمَ النَّظير حِفْظًا وجلالة. سمعت عبدَ الله بنَ محمد الحافظ يقول: زِرُّ قميص ابن عَدِي أحفظُ من عبد الباقي بن قانع، وسمعت أحمدَ بن أبي مُسْلم الحافظ يقول: لم أَرَ أحدًا مِثْلَ أبي أحمد بن عدي، فكيف فوقه في الحِفْظ؟ ! وكان أحمد قد لقي الطَّبَراني، وأبا أحمد الحاكم (¬1)، قال لي: كان حِفْظُ هؤلاء تكلُّفًا، وحفظ ابن عدي طَبْعًا (¬2). وقال حَمْزة السَّهْمي: كان حافِظًا متقنًا لم يكن في زمانه أحدٌ مثله، تفرَّد برواية أحاديث وَهَب منها لابنيه: عَدِي وأبي زُرْعة، وتفرَّدا بها عنه (¬3). قال السَّهْمي: سألتُ الدَّارَقُطْني أن يصنِّف كتابًا في الضعفاء فقال: أليس عندك كتاب ابن عَدِي؟ قلت: بلى. قال: فيه كفاية، لا يزاد عليه (¬4). وقال أبو الوليد البَاجي: ابنُ عدي حافظ لا بأس به. ¬

_ (¬1) في "الإرشاد" للخليلي (خ): ورقة 155 "الكرابيسي"، وهي نسبة أخرى للحاكم غير مشهورة. انظر ترجمته في كتابنا رقم (891). (¬2) "الإرشاد" للخليلي (خ): ورقة 155. (¬3) "تاريخ جرجان": 226. (¬4) المصدر السابق.

864 - الآبندوني

وقال ابنُ القَطَّان: أبو أحمد عبد الله بن عدي، الحافظ الجُرْجَاني، أحد الأئمة، وكتابه "الكامل" وافٍ بغَرضه. وقد صنَّف ابنُ عدي على مختصر المُزَني كتابًا سَمَّاه "الانتصار". وقال حمزة بن يوسف: توفِّي في جُمَادى الآخرة سنة خمسٍ وستين وثلاث مئة، وصَلَّى عليه الإمام أبو بكر الإِسْمَاعيلي (¬1). 864 - الآبَنْدُوني * الحافظ، الرَّحَّال، الزَّاهد، أبو القاسم، عبدُ الله بن إبراهيمَ بن يوسف، الجُرْجَاني، وآبَنْدُون: من قرى جُرْجَان، كان رفيقَ ابن عدي في الرِّحْلة، وسكن بَغْدَاد. وحدَّث عن أبي خليفة الجُمَحي، وأبي يَعْلى المَوْصِلي، والحسن بن سُفْيان، وابن خُزَيمة، والسَّرَّج، وخَلْق. روى عنه: رفيقه أبو بكر الإِسْمَاعيلي، والبَرْقَاني، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرُهم. قال الخطيب: كان ثِقَةً ثبتًا، وله تصانيف، وكان عَسِرًا في الحديث (¬2). ¬

_ (¬1) "تاريخ جرجان": 225. * تاريخ بغداد: 9/ 407 - 408، الأنساب: 1/ 91 - 92، المنتظم: 7/ 95 - 96، سير أعلام النبلاء: 16/ 261 - 263، تذكرة الحفاظ: 3/ 943 - 944، العبر: 2/ 347، البداية والنهاية: 11/ 294، النجوم الزاهرة: 4/ 133، طبقات الحفاظ: 380 - 381، شذرات الذهب: 3/ 66. (¬2) "تاريخ بغداد": 9/ 407.

865 - الحجاجي

وقال الحاكم: كان أحد أَرْكان الحديث (¬1). وقال البَرْقَاني: كان محدِّثًا زَاهدًا، متقلِّلًا من الدُّنيا، لَم يكن يحدِّث غيرَ إنسان واحد، فقيل له في ذلك فقال: أصحابُ الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسَّمَاع تحدَّثوا وأنا لا أصبر على ذلك (¬2). توفِّي سنة ثمانٍ وستين وثلاث مئة، وقيل: إنه عاش خمسًا وتسعين سنة، رحمه الله تعالى. 865 - الحَجَّاجِيُّ * الإمام، الحافظ، المقرئ، أبو الحسين، محمدُ بنُ محمد بن يَعْقُوب بن إسماعيل بن حَجَّاج، النَّيسَابوري. قرأ على ابنِ مُجَاهد ببغداد، وسمع عمر بن أبي غَيلان، ومحمد بن جرير الطَّبري، والسَّرَّاج، وابن خُزَيمة، وابن جَوْصا، وأبا عَروبة، وخَلْقًا. روى عنه: أبو علي الحافظ، وابنُ المقرئ، وابن مَنْدَه، والحاكم، والبَرْقَاني، وأبو حازم العَبْدُوي، وآخرون. قال الخطيب: كان عبدًا صالحًا، ثبتًا حافِظًا (¬3). ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) "تاريخ بغداد": 9/ 407 - 408. * تاريخ بغداد: 3/ 223 - 224، الأنساب: 4/ 58 - 59، اللباب: 1/ 278، سير أعلام النبلاء: 16/ 240 - 243، تذكرة الحفاظ: 3/ 944 - 945، العبر: 2/ 349، الوافي بالوفيات: 1/ 128، النجوم الزاهرة: 4/ 134، طبقات الحفاظ: 381، شذرات الذهب: 3/ 67. (¬3) "تاريخ بغداد": 3/ 223.

866 - أبو الشيخ الأصبهاني

وقال الحاكم: صنَّف العِلل والأبواب والشُّيوخ، قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أحدٌ أفهمَ ولا أثبت من أبي الحسين، أنا ألقبه بعَفَّان (¬1). قال الحاكم: هو لَعَمْري كما قال أبو علي، فإنَّ فَهْمه كان يزيد على حِفْظه، وكان في الكهولة يمتنع عن الرِّواية، فلما بلغ الثَّمانين لزمَه أصحابُنا باللَّيل والنَّهار حنى سمِعُوا منه كتاب "العِلل" له، وهو نيّف وثمانون جُزْءًا، وسمعوا منه الشُّيوخ وسائر المصنفات، صحبته نيّفًا وعشرين سنةً باللَّيل والنَّهار فما أعلم أني علمت أن المَلَكَ كتب عليه خطيئة، وحدَّثنا أبو علي الحافظ في مجلسه، قال: حدَّثني أبو الحسين بن بعقوب، وهو أثبت من حَدَّثْنَا عنه اليوم- فذكر حديثًا. قال: وتوفِّي في خامس ذي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ وستين وثلاث مئة، وله ثلاث وثمانون سنة. 866 - أبو الشَّيخ الأَصْبَهاني * حافظ أَصْبَهان، ومسنِد زمانه، الإِمام، أبو محمد، عبدُ الله بن محمد بن جَعْفر بن حَيَّان، صاحب المُصَنَّفات. ولد سنة أربع وسبعين ومئتين. وسمع سنة أربع وثمانين، وكتب العَالي والنَّازل. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 224. * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 90، سير أعلام النبلاء: 16/ 276 - 279، تذكرة الحفاظ: 3/ 945 - 947، العبر: 2/ 351 - 352، غاية النهاية: 1/ 447، النجوم الزاهرة: 4/ 136، طبقات الحفاظ: 381، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 240 - 241، شذرات الذهب: 2/ 69، هدية العارفين: 1/ 447، الرسالة المستطرفة: 38، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 404 - 406.

سمع جَدَّه لأمه الزَّاهد محمود بن الفَرَج، وإبراهيم بن سَعْدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حَفْص الهَمْدَاني رئيس أَصْبهان، وأبا عَروبة الحَرَّاني، وغيرهم. وكان واسع العِلْم صدوقًا، قانتًا لله. روى عنه: أبو بكر بن مَرْدُويه، وأبو بكر أحمد بن عَبْدان الشِّيرازي (¬1)، وأبو نُعَيم، وأبو سَعْد الماليني، وأبو طاهر بن عبد الرَّحيم الكاتب، وخلْق. وروى عنه: ابنُ المقرئ وقال: حدَّثنا عبد الله بن محمد القصير. قال ابن مَرْدويه: ثِقَة مأمون. صنف "التَّفْسير" والكتب الكثيرة في الْأَحْكام، وغير ذلك. وقال الخطيب: كان حافِظًا ثبتًا متقنًا. وقال أبو نعيم: كان أحد الأعلام، صنَّف "الأحكام" و "التَّفْسير"، وكان يفيد عن الشُّيوخ، ويصنف لهم ستين سنة، وكان ثِقَة (¬2). وقال بعض العُلَماء: ما دخلت على الطَّبراني إلَّا وهو يمزح أو يضحك، وما دخلنا على [أبي] (¬3) الشَّيخ إلَّا وهو يصلي. وقال الحافظ يوسف بنُ خليل: رأيتُ في النَّوْم كأني دخلتُ مسجد ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، وستأتي ترجمته برقم (900) من هذا الكتاب، وفي "تذكرة الحفاظ": 3/ 946، أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي"، وستأتي ترجمته برقم (954) من هذا الكتاب. (¬2) "ذكر أخبار أصبهان": 2/ 90. (¬3) ما بين حاصرتين مستدركة على هامش الأصل، ولم تظهر في التصوير.

867 - الإسماعيلي

الكُوفة، فرأيت شيخًا طوالًا لم أبي شيخًا أحسنَ منه، فقيل لي: هذا أبو محمد بن حيَّان فتبعتُه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حَيَّان؟ قال: نعم. قلت: أليس قد مِتّ؟ قال: بلى. قلت: فبالله ما فعل الله بك؟ قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)} (¬1) فقلت: أنا يوسف بن خليل، جِئْتُ لأسمعَ حديثك، وأُحَصِّل كُتُبَك. فقال: سَلَّمك الله، وفَّقك الله. ثم صافحتُه، فلم أَرَ شيئًا قَطُّ ألينَ من كَفِّه، فقبَّلْتها ووضَعْتها على عَيني. قال أبو نُعيم: توفي في سَلْخ المحرم سنةَ تسع وستين وثلاث مئة (¬2). وفيها: مات من كبار شيوخ الحَديث أبو محمد بن ماسي البَغْدَادي. ومَخْلَد بن جعفر البَاقرْحي. والعلامة أبو سهل محمدُ بن سُلَيمان الصُّعْلوكي، شيخ نيسَابور. 867 - الإِسْمَاعِيلي * الإِمام، الحافظ الكبير، أحدُ الأَئمة الأَعْلام، أبو بكر، أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ إسماعيلَ بن العَبَّاس، الجُرْجَاني، كبير الشَّافعية بناحيته. ¬

_ (¬1) سورة الزمر: 39/ 74. وصدر الآية: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ ... }. (¬2) "ذكر أخبار أصبهان": 2/ 90. * تاريخ جرجان: 69 - 77، طبقات الفقهاء للشيرازي: 116، الأنساب: 1/ 249 - 251، تبيين كذب المفتري: 192 - 195، المنتظم: 7/ 108، اللباب: 1/ 46، سير أعلام النبلاء: 16/ 292 - 296، تذكرة الحفاظ: 3/ 947 - 950، العبر: 2/ 358 - 359، دول الإسلام: 1/ 178، الوافي بالوفيات: 6/ 213، مرآة الجنان: 2/ 396، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 7 - 8، طبقات الشافعية للإِسنوي: =

ولد سنةَ سبعٍ وسبعين ومئتين. وسمع سنة تسعٍ وثمانين، وبعدها من إبراهيمَ بنِ زهير الحُلْواني، وحمزةَ بنِ محمد الكاتب، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وجعفر الفِرْيَابي، وأبي خليفة، وأبي يَعْلى، وعَبْدَان، وابن خُزَيمة، وخَلْق. ولما بلغه نعي محمد بن أيوب بن الضُّريس بكى لكونه لم يرحل إليه ويسمع منه. وله مُصَنَّفات كثيرة منها: "الصَّحيح" و"المُعْجم" (¬1) و "مسند عُمر" وهو يدلُّ على سَعَة حِفْظه. روى عنه: الحاكم، والبَرْقاني، وحمزة السَّهْمي، وأبو حازم العَبْدُوي، والحافظ أبو بكر محمد بن إدريس الجَرْجَرائي، وخَلق. قال حمزة السَّهْمي: سمعت الإِسْمَاعيلي يقول: كتبت بخطي عن أحمد بن خالد الدَّامَغاني إملاءً في سنة ثلاث وثمانين ومئتين وأنا ابنُ ست سنين ولا أذكر صورتَه. وقال حمزة: سمِعْتُ الدَّارَقُطْني يقول: كنت قد عَزَمْتُ غيرَ مَرَّة أن أرحل إلى أبي بكر الإِسْمَاعيلي فلم أُرزق (¬2). ¬

_ = 1/ 50 - 51، البداية والنهاية: 11/ 298، النجوم الزاهرة: 4/ 140، طبقات الحفاظ: 381 - 382، طبقات ابن هداية الله: 95، كشف الظنون: 2/ 1735، شذرات الذهب: 3/ 72 و 75، هدية العارفين: 1/ 66 - 67، الرسالة المستطرفة: 26، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 407 - 408. (¬1) انظر "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 408. (¬2) "تاريخ جرجان": 70.

868 - السبيعي

وقال الحاكم: كان الإِسماعيلي واحد عصره، وشيخ المحدِّثين، والفُقَهاء، وأجلَّهم في الرِّياسة والمروءة والسَّخَاء، ولا خلاف بين عُلَماء الفريقين وعقلائهم فيه (¬1). وقال حمزة: سمعت جماعةً منهم ابن المُظَفَّر الحافظ يحكون جودةَ قراءةِ أبي بكر الإِسْمَاعيلي، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأُ غَيرُه (¬2). مات الإِسماعيلي في رجب سنةَ إحدى وسبعين وثلاث مئة (¬3). وفيها: مات شيخ القُرَّاء أبو العَبَّاس الحسن بن سعيد المُطَّوِّعي بإصْطَخر، وله مئة وسنتان. ومُفتي القَيروان أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن التَبَّان المالكي. والعلَّامة القُدْوة أبو زيد محمد بن أحمد المَرْوَزي، شيخ الشَّافعية. والقُدْوة أبو عبد الله محمدُ بنُ خَفِيف الصُّوفي، شيخ بلاد فارس. 868 - السَّبِيعي * الحافظ، العلَّامة، أبو محمد، الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ صالح، الهَمْدَاني، الحلبي، وإليه ينسب درب السَّبيعي الذي بحلب. ¬

_ (¬1) " الأنساب": 1/ 250. (¬2) "تاريخ جرجان": 70 - 71. (¬3) في "طبقات الشافعية" لابن هداية الله: 95 "توفي غرة رجب سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة، وله أربع وسبعين (كذا) سنة"، وهو وهم, إذ أن ولادته -كما مرَّ في صدر الترجمة- سنة سبع وسبعين ومئتين؛ أي توفي عن أربع وتسعين سنة. * تاريخ بغداد: 7/ 272 - 274، سير أعلام النبلاء: 16/ 296 - 298، تذكرة الحفاظ: 2/ 952 - 954, العبر: 2/ 355، الوافي بالوفيات: 11/ 379 - 380, =

سمع محمد بن حُبَّان البَصْري، وابن ناجية، وقاسمًا المطَرِّز، وعمر بن محمد الكاغَدي، ومحمد بن جرير الطَّبري، وأحمد بن هارون البَرْديجي، وعمر بن أيوب السَّقَطي، وطبقتهم. روى عنه: الدَّارَقُطْني، وعبد الغني بن سعيد، والبَرْقَاني، وأبو نُعَيم، وأبو العلاء الواسطي، وأبو طالب بن بُكير، والشيح المفيد محمد بن محمد بن النُّعْمان الشِّيعي، وآخرون. وكان من أئمة هذا الشَّأْن، وفيه تشيُّع. قال ابن أبي الفوارس: كان ثِقَةً، كتب كثيرًا (¬1)، وكان يحفظ، وله أخلاق [غير] (¬2) مَرْضيَّة. وقال أبو العلاء الواسطي: رأيت الدَّارقُطْني جالسًا بين يدي أبي محمد بن السَّبيعي (¬3). وقال الخطيب: كان ثِقَةً حافظًا مكثرًا، وكان عَسِرًا في الرِّواية، ولما كان بأَخَرَة عَزَمَ على التحديث والإِملاء، فتهيأ لذلك، فمات (¬4). ¬

_ = النجوم الزاهرة: 4/ 139، طبقات الحفاظ: 382، شذرات الذهب: 3/ 71 و 76، هدية العارفين: 1/ 271، تهذيب ابن عساكر: 4/ 150 - 151، أعيان الشيعة: 5/ 6 - 7. (¬1) في "تاريخ بغداد": 7/ 274 "قد كتب كتابًا كبيرًا". (¬2) ما بين حاصرتين مستدركة على هامش الأصل، ولم تظهر في التصوير، والمثبت من "تاريخ بغداد": 7/ 274. (¬3) انظر "تاريخ بغداد": 7/ 273. (¬4) "تاريخ بغداد": 7/ 273.

وروى عبد الغني بن سعيد عن الدَّارَقُطْني قال: سمعت أبا محمد السَّبيعي يقول: قدم علينا الوزير ابن حِنْزَابة إلى حلب، فتلقَّاه الناس، فعرف أني محدِّث فقال لي: تعرف إسنادًا فيه أربعة من الصَّحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العُمَالة (¬1)، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده مَنْزلة (¬2). وقال ابن أُسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلَّا الحسن بن أحمد السَّبيعي لكفاهم، كان وجهًا عند الملك سَيف الدَّوْلة، وكان يزور السَّبيعي في داره. قال: وصنف له كتاب ¬

_ (¬1) العمالة -بالضم- رزق العامل الذي جُعل له على ما قلَّد من العمل. "اللسان" (عمل). والحديث يرويه السائب بن يزيد عن حويص بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. أخرجه البخاري في "صحيحه": 13/ 133 في الأحكام: باب رزق الحاكم والعاملين عليها، من طريق أبي اليمان عن شعيب عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد بن أخت نمر أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالًا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلى، فقال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إن لي أفراسًا وأعبدًا، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين. قال عمر: لا تفعل، فإني كنت أردت الذي أردت، وكان رسول الله على الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالًا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت عير مشرف ولا سائل فخذ، وإلا فلا تتبعه نفسك". وهو عند أحمد: 1/ 17، و "النسائي": 5/ 104 - 105. (¬2) "تاريخ بغداد": 7/ 273.

869 - الآبري

"التبصرة في فَضْل العِترة المُطَهَّرة"، وكان له بين العامَّة سوق. قال: وهو الذي وقف حَمَّام السَّبيعي على العَلَوية. مات في سابع عشر ذي الحِجَّة من سنةِ إحدى وسبعين وثلاث مئة. 869 - الآبُرِّي * الحافظ، أبو الحسن، محمدُ بنُ الحسين بن إبراهيم بن عاصم، السِّجِسْتَاني، مصنِّف "مناقب الشَّافعي"، وآبُر: قرية من قرى سِجِسْتان. رحل وسمع أبا العَبَّاس السَّرَّاج، وابن خزَيمة، وأبا عَروبة الحَرَّاني، ومحمد بن يوسف الهَرَوي، ومكحولًا البَيرُوتي، ومحمد بن الرَّبيع الجِيزي، وطبقتهم. حدث عنه: عليُّ بن بُشْرى اللَّيثي، ويحيى بن عَمَّار السِّجِسْتاني، وطائفة. مات في رجب سنةَ ثلاثٍ وستين وثلاث مئة، وهو في عَشْر الثَّمانين. ¬

_ * الأنساب: 1/ 89 - 90، معجم البلدان: 1/ 49، الباب: 1/ 12، سير أعلام النبلاء: 16/ 299 - 300، تذكرة الحفاظ: 3/ 954 - 955، العبر: 2/ 330 - 331، الوافي بالوفيات: 2/ 372، طبقات الشافية للسبكي: 3/ 147 - 148، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 81، طبقات الحفاظ: 383، شذرات الذهب: 3/ 46 - 47، هدية العارفين: 2/ 48.

870 - الماسرجسي

870 - الماسَرْجِسيُّ * الحافظ البارع، أبو علي، الحسينُ بنُ محمد بن أحمدَ بنِ محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسَرْجِس، النَّيسَابوري، صاحب "المُسْند الكبير". سمع جدَّه أحمد بن محمد، وأبا بكر بن خُزَيمة، وأبا العَبَّاس السَّرَّاج، وابن الشَّرْقي، فمن بعدهم بخُرَاسان ومِصْر والشَّام والعراق. قال الحاكم: هو سفينة عَصْره في كثرة الكتابة، ارتحل إلى العراق في سنة إحدى وعشرين، وأكثر المُقام بمِصْر، وصنَّف "المسْنَد الكبير" مهذَّبًا معلَّلًا في ألف جُزْء وثلاث مئة جُزْء، وجمع حديث الزُّهْري جَمْعًا لم يسبقْه إليه أحد، وكان يحفظه مثل الماء، وصنَّف الأبواب والشُّيوخ والمغَازي والقَبَائل، وخرَّج على "صحيح البخاري" كتابًا، وعلى "صحيح مسلم"، وأدركته المنيّة قبل الحاجة إلى إسناده، ودُفِنَ عِلْم كثير بدفنه. وسمِعْتُه يقول: سمعت أبي يقول: سمِعْت مسلم بن الحَجَّاج يقول: صنَّفْتُ هذا "المسند" -يعني "صحيحه"- من ثلاث مئة ألف حديث مسموعة. وقال الحاكم في موضع آخر: صنَّف أبو علي حديث الزُّهْري فزاد على محمد بن يحيى الذُّهْلي، قال: وعلى التخمين يكون "مسنده" بخطوط الورَّاقين في أكثر من ثلاثة آلاف جُزْء، فعندي أَنَّه ¬

_ * المنتظم: 7/ 81، سير أعلام النبلاء: 16/ 287 - 288, تذكرة الحفاظ: 3/ 955 - 956، العبر: 2/ 336 - 337، دول الإسلام: 1/ 176، البداية والنهاية: 11/ 283، النجوم الزاهرة: 4/ 111، طبقات الحفاظ: 383، شذرات الذهب: 3/ 50، الرسالة المستطرفة: 29، تهذيب ابن عساكر: 4/ 351 - 352.

871 - الزعفراني

لم يُصَنَّفْ في الإِسلام مُسْند أكبر منه، وعقد أبو محمد بن زياد مجلسًا عليه لقراءته، وكان مسند أبي بكر الصّدّيق بخطِّه في بضعة عشر جُزْءًا بعلله وشواهِدِه، فكتبه النُّسَّاخ في نيِّف وستين جُزْءًا. مولده سنة ثمانٍ وثلاث مئة. [وتوفي في تاسع رجب سنة خمس وستين وثلاث مئة] (¬1). وصلى عليه ابنُ أخيه الفقيه أبو الحسن الماسَرْجِسيُّ. 871 - الزَّعْفَراني * الحافظ، أبو سعيد، الحسين بنُ محمد بن علي، الأَصبَهاني، المعروف بالزَّعْفَراني. سمع أبا القاسم البَغَوي، وابن صَاعد، والحسين بن علي بن زيد، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعيم، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز الكَرْجي. قال أبو نُعَيم: كان بُنْدار بلدنا في كثرة الأصول والحديث، وكان صاحب معرفة وإتقان، صنَّف "المسند" والتفسير والشيوخ وأشياء (¬2). توفِّي سنة تسعٍ وستين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 956. * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 283 - 284، سير أعلام النبلاء: 16/ 517 - 518، تذكرة الحفاظ: 3/ 956 - 957، طبقات الحفاظ: 383 - 384، طبقات المفسرين للداوي: 1/ 157، شذرات الذهب: 3/ 69. (¬2) "ذكر أخبار أصبهان": 1/ 283.

872 - النقاش

872 - النّقَّاش * الحافظ، الجَوَّال، أبو بكر، محمدُ بنُ علي بن الحسن، المِصْري، نزيل تِنِّيس. ولد سنة اثنتين وثمانين ومئتين. وسمع محمد بن جعفر الإِمام -نزيل دِمْيَاط- والقاسم بن الليث الرّسعَني، وأبا عبد الرحمن النَّسَائي، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي، وعمر بن أبي غَيْلان، وعَبْدَان، وأبا يَعْلى، وجُماهر بن محمد الزَّمْلَكاني، ومحمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي، والحسن بن الفرج الغَزّي، وعبد الله بن إسحاق المَدَايني، وغيرهم. روى عنه: الدَّارَقُطْني -وارتحل إليه إلى تِنِّيس- وإبراهيم بن علي الغازي، والقاضي علي بن الحسين بن جابر التِّنّيِسي، وآخرون. وكان من عُلَماء أهل الحديث. توفي في رابع شعبان سنة تسعٍ وستين وثلاث مئة. 873 - الحسن بن رشيق * * الإِمام المحدِّث، مسنِد بلده، أبو محمد، العَسْكَري، المِصْري، المُعَدَّل. ¬

_ * معجم البلدان: 2/ 54، سير أعلام النبلاء: 16/ 234 - 235، تذكرة الحفاظ: 3/ 957 - 959، الوافي بالوفيات: 4/ 114 - 115، النجوم الزاهرة: 4/ 137، حسن المحاضرة: 1/ 352، طبقات الحفاظ: 384، شذرات الذهب: 3/ 70. * * الأنساب: 8/ 454، معجم البلدان: 4/ 123، اللباب: 2/ 137، سير أعلام النبلاء: 16/ 280 - 281، تذكرة الحفاظ: 3/ 959 - 960، العبر: 2/ 355، =

حدَّث عن النَّسَائي، ومحمد بن عثمان بن سعيد السَّراج، ومحمد بن رُزَيق بن جامع (¬1)، والمُفَضَّل بن محمد الجَنَدي، وأبي الرَّقْراق، صاحب يحيى بن بُكَير، وخَلْق كثير. روى عنه: الدَّارَقُطْني، وعبد الغني بن سعيد، وأبو محمد بن النَّحَّاس، ويحيى بن الطّحان المؤرّخ، وعلي بن ربيعة التَّميمي، وخَلْقٌ من المصريين والمغَاربة. قال أبو القاسم بن الطحان في "تاريخه" (¬2): روى عن خَلْق لا أستطيع ذكرهم، فما رأيتُ عالمًا أكثر حديثًا منه. وقال أبو الفرج بن الجَوْزي: تكلَّم فيه عبدُ الغني الحافظ، وأنكر عليه الدَّارَقُطْني أنه كان يقبل ممن يقول له الشيء فيغيّر كتابَه. وقال جماعة من العُلَماء: هو ثِقة. مَوْلده في صفر سنةَ ثلاثٍ وثمانين ومئتين. ومات في جُمَادى الآخرة سنة سبعين وثلاث مئة. ¬

_ = ميزان الاعتدال: 1/ 490، الوافي بالوفيات: 12/ 16 - 17، غاية النهاية: 1/ 212 - 213، لسان الميزان: 2/ 207، النجوم الزاهرة: 4/ 139، طبقات الحفاظ: 384، حسن المحاضرة: 1/ 352، شذرات الذهب: 3/ 71. (¬1) في الأصل: وجامع، وهو وهم. انظر "تبصير المنتبه": 2/ 600. (¬2) هو يحيى بن علي بن محمد, الحضرمي، المعروف بابن الطحان، مصري، أصله من حضرموت، له اشتغال بالتراجم والحديث، من تصانيفه "تاريخ علماء أهل مصر" في دار الكتب الظاهرية، الجزء الأول منه تحت رقم (3852)، وله أيضًا "ذيل تاريخ مصر لابن يونس"، توفي سنة (416 هـ). انظر ترجمته في "الأعلام": 8/ 157، و "كشف الظنون": 1/ 304.

874 - غندر

وفيها: مات عالم الحنفية، وصاحب التصانيف؛ أبو بكر [أحمد] (¬1) بن علي الرَّازي، صاحب أبي الحسن الكَرْخي، يروي عن الأَصَمّ، وابن قانع، والطَّبراني. والمحدِّث المُسْنِد أبو سهل بِشْر بن أحمد الإسْفَراييني، وله نيِّف وتسعون سنة. وشيخ العربية بحلب أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه. ومسند أَصْبَهان المقرئ الإِمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فُورَك القَبَّاب. وصاحب اللغة الإِمام أبو منصور محمد بن أحمد بن الأَزْهر بن طلحة، الأَزْهري الهَرَوي، صاحب "التَّهْذيب". 874 - غُنْدر * الحافظ الجَوَّال، أبو بكر، محمدُ بنُ جعفر بن الحسين، البَغْدَادي الوَرَّاق. روى عن: المَعْمَري، والبَاغَنْدي، وابن صاعد، وابن دُريد، وأبي عَروبة الحَرَّاني، وأبي الجَهْم المَشْغراني، والطَّحاوي، وابن جَوْصا، والحافظ أبي علي محمد بن سعيد الحَرَّاني، وطبقتهم بالعراق والشّام والجزيرة ومِصْر. روى عنه: الحاكمُ، وأبو بكر بنُ أبي علي، وابن جُمَيْع، ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 959. * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 296، تاريخ بغداد: 2/ 152، المنتظم: 7/ 107، سير أعلام النبلاء: 16/ 214 - 215، تذكرة الحفاظ: 3/ 960 - 961، العبر: 2/ 357، الوافي بالوفيات: 2/ 302 - 303، البداية والنهاية: 11/ 297، النجوم الزاهرة: 4/ 139، طبقات الحفاظ: 384 - 385، شذرات الذهب: 3/ 73.

875 - [غندر]

وأبو نُعيم، وعمر بن أبي سَعْدٍ الهَرَوي، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وآخرون. قال الخطيب: كان حافِظًا ثِقَة (¬1). وقال الحاكم: أقام عندنا سنينَ يُفيدنا، وخرّج لي أفراد الخُرَاسانيين من حديثي في سنة ستٍّ وستين، ثم دَخَل إلى أرض التُّرْك، وكتب من الحديث ما لم يتقدّمْه فيه أحد كثرةً، ثم استُدعي من مرو إلى الحضرة ببخارى ليحدِّث بها فأدركه أجله في المفازة سنة سبعين وثلاث مئة. وفي رواية الحديث جماعةٌ كلٌّ منهم يُلقَّب بغُنْدر منهم هذا المذكور، ومنهم محمد بن جَعْفر، صاحب شُعْبة (¬2)، ومحمد بن يوسف بن بِشْر الهروي (¬3)، وقد تقدَّما. 875 - [غُنْدر] * ومنهم: أبو الحسين، محمد بن جَعْفر بن عبد الرَّحمن، الرَّازي، نزيل طَبَرِسْتان، وهو شيخ قديم الوفاة، روى عن أبي حاتم الرَّازي، وعلي بن الحسين بن الجُنيد، ومحمد بن أيوب البَجَلي. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 2/ 152. (¬2) سلفت ترجمته برقم (262) من هذا الكتاب. (¬3) سلفت ترجمته برقم (785) من هذا الكتاب. * سير أعلام النبلاء: 16/ 217، تذكرة الحفاظ: 3/ 962.

876 - [غندر]

876 - [غندر] * ومنهم: الشيح أبو الطيِّب، محمد بن جَعْفر بن دُرَّن، البَغْدَادي، الصُّوفي، المحدِّث. لقي الجُنيد وطبقته، وسمع أبا خليفة الجُمَحي، وأبا يعلى المَوْصْلي، وإبراهيم بن عبد الله المَخْرَمي (¬1)، والحسن بن الطيّب. روى عنه: الدَّارَقُطْني، وأبو حفص الكَتَّاني، وغيرُهما. ومات بها في سنةِ سبعٍ وخمسين وثلاث مئة. وقيل: سنة ثمانٍ وخمسين. 877 - [غُنْدر] * * ومنهم: أبو بكر، محمد بن جعفر بن العَبَّاس، النَّجَّار، البَغْدادي. سمع ابن المُجَدَّر، وابن صاعد، وأبا حامد الحَضْرَمي. روى عنه: الحسن بن محمد الخلَّال، ووثَّقَه، كان يحفظ القرآن. وتوفِّي في المحرَّم سنةَ تسع وسبعين (¬2) وثلاث مئة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 2/ 150، المنتظم: 7/ 46، سير أعلام النبلاء: 16/ 215 - 216، تذكرة الحفاظ: 3/ 961. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 961 "المخزومي"، وهو تصحيف. * * تاريخ بغداد: 2/ 157، سير أعلام النبلاء: 16/ 216، تذكرة الحفاظ: 3/ 963، البداية والنهاية: 11/ 308، شذرات الذهب: 3/ 96. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 963 "سبع وتسعين"، وهو وهم.

878 - [غندر]

878 - [غُنْدر] * * ومنهم: أبو بكر، محمد بن جعفر، البغدادي، الفامي. ذكره الخطيب فقال: حدَّثنا بُشْرى بن عبد الله الرُّومي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن جعفر غُنْدر، مولى فاتن المُقْتَدري سنة ستين وثلاث مئة، حدَّثنا أبو شاكر مَسَرَّة بن عبد الله- فذكر حديثًا منكرًا. ثم قال: ومسرَّة ذاهب الحديث (¬1). 879 - [غُنْدر] * * ومنهم: محمد بن المهلب، أبو الحسين، الحَرَّاني، الأُموي. لقي النُّفَيلي، وهو متّهم بالكذب. قال ابنُ عَدِي: سمعت الحسينَ بنَ أبي معشر يقول: كان يَضَع الحديث. ¬

_ * تاريخ بغداد: 2/ 150، سير أعلام النبلاء: 16/ 216، تذكرة الحفاظ: 3/ 963. (¬1) "تاريخ بغداد": 2/ 150. * * تذكرة الحفاظ: 3/ 964، ميزان الاعتدال: 4/ 49، المغني في الضعفاء: 2/ 636، لسان الميزان: 5/ 398.

880 - [غندر]

880 - [غندر] * ومنهم: أحمد بن آدم، الجُرْجاني، الخَلَنْجِي. يروي [عن] (¬1) عليِّ بنِ المديني، وغيرِه. وقد روى له أبو حاتم بن حِبَّان في "صحيحه" حديثًا فقال: أخبرنا الحسن بن سُفْيان، حدثنا أحمد بن آدم غُنْدر، حدَّثنا علي بن عبد الحميد المَعْنِي، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البُنَاني، عن أنس بن مالك قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مسير، فنزل، فمشى رجل من أصحابه إلى جانبه، فالتفت إليه فقال: ألا أخبرك بأفضل القرْآن؟ قال: فتلا عليه {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ}. قال أبو حاتم: قوله: ألا أُخبرك بأفضل القرآن: أراد به بأفضل القرآن لك، لا أن بعضَ القُرآن يكون أفضل من بعض، لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت. انتهى كلامُه، وهو غير مقبول، وبطلانه يُبَيَّن في موضعٍ آخر. ¬

_ * تاريخ جرجان: 29 - 30، تذكرة الحفاظ: 3/ 963 - 964. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 964.

881 - الغزال

881 - الغَزَّال * الحافظ، المقرئ، أبو عبد الله، محمدُ بنُ عبد الرَّحمن بن سَهْل بن مَخْلَد، الأَصْبَهاني، صاحبُ التَّصَانيف. سمع محمدَ بنَ علي الفَرْقدي، وعَبْدَان الأَهْوازي، ومحمد بن زَبَّان المِصْري، وعلي بن أحمد علَّان (¬1)، والقاسم بن عيسى العَصَّار (¬2) الدمشقي، وطبقتهم. روى عنه: أبو سَعْد المَاليني، وعبد العزيز [بن] (¬3) أحمد بن فاذويه، وأبو نُعيم الحافظ، وأبو بكر بن علي الذَّكْواني، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأديب، وآخرون. قال أبو نُعَيم: هو أحد من يرجع إلى حِفْظٍ ومعرفة، وله مُصَنَّفات (¬4). مات في ذي الحِجَّة سنَة تسعٍ وستين وثلاث مئة. ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 294، سير أعلام النبلاء: 16/ 217، تذكرة الحفاظ: 3/ 964 - 965، طبقات الحفاظ: 385، شذرات الذهب: 3/ 47، هدية العارفين: 2/ 49. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 964 "عجلان"، وهو تصحيف. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 964 "العطار"، وهو تصحيف. (¬3) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 964. (¬4) "ذكر أخبار أصبهان": 2/ 294.

882 - ابن السقاء

882 - ابن السَّقاء * الحافظ، محدث واسط، أبو محمد، عبدُ الله بنُ محمد بن عبد الله بن عثمان بن المختار، المُزَني الوَاسطي. سمع أبا خليفة الجُمَحي، وأبا يعلى المَوْصِلي، وزكريا السَّاجي، والبغَوي، وطبقتهم. روى عنه: الدَّارَقُطْني، ويوسف القَوَّاس، وأبو نُعيم، وأبو العلاء الواسطي، وأبو نَصْر علي بن سعيد بن علي الشافعي، وغيرهم. قال الخطيب: كان فَهِمًا حافظًا، حدَّثني أبو العلاء: سمعت ابن المُظَفَّر والدَّارَقُطْني يقولان: لم نَر مع أبي محمد بن السَّقَّاء كتابًا، وإنما حدثنا حِفْظًا (¬1). وقال السِّلفي: سألت خَمْيسًا الحَوْزي الحافظ عن ابن السَّقَّاء فقال: هو من وجوه الواسطيين، وذوي الثّروة والحِفْظ، رحل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة، وأبي يَعْلى، وابن زيدان البَجَلي، والمفضل الجَنَدي، وبارك الله في سِنِّه وعِلْمه، واتّفق أنه أملى حديث الطير (¬2)، فلم تحتمله نفوسُهم فوثبوا به، وأقاموه، وغسلوا موضعه، ¬

_ * تاريخ بغداد: 10/ 130 - 132، سؤالات السلفي: 87 - 89، الأنساب: 7/ 90، المنتظم: 7/ 123، اللباب: 1/ 547، سير أعلام النبلاء: 16/ 351 - 353، تذكرة الحفاظ: 3/ 965 - 966، العبر: 2/ 365، البداية والنهاية: 11/ 302، النجوم الزاهرة: 4/ 144 - 145، طبقات الحفاظ: 385، شذرات الذهب: 3/ 81. (¬1) "تاريخ بغداد": 10/ 130 - 131. (¬2) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدِّم له فرخ مشوي، فقال: اللهم، ائتني بأحب خلقك إليك يأكلْ معي من هذا الطير ... فجاء علي رضي الله عنه فأكل معه. =

883 - عمر بن بشران

فمضى ولزم بيته؛ فكان لا يحدِّث أحدًا من الواسطيين؛ فلهذا قَلَّ حديثُه عندهم. حدثني بكل ذلك شيخنا أبو الحسن المغَازلي (¬1). وقال عليُّ بنُ محمد بن الطيب الجُلَّابي (¬2) في "تاريخه": ابن السَّقَّاء من أئمة الواسطيين والحُفَّاظ المتقنين. توفِّي في جُمَادى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاث مئة. 883 - عُمَرُ بنُ بِشْران * ابن محمد بن بِشْر بن مهران، الحافظ، أبو حَفْص السُّكَّري، وهو أخو جد أبي القَاسم بن بِشْران. سمع أحمدَ بنَ الحسن الصُّوفي، وعليَّ بنَ العَبَّاس المَقَانِعي وعبد الله بن زيدان، والبَغَوي، وغيرَهم. قال الخطيب: حدَّثنا عنه البَرْقاني، وسألته عنه فقال: ثِقَة ثقة، كان حافظًا عارفًا كثيرَ الحديث (¬3). مات قبل سنة ثمان وستين وثلاث مئة. ¬

_ = الحديث في "سنن الترمذي" (3721) في المناقب، وقال: هذا حديث غريب، و "مستدرك الحاكم": 3/ 130 - 132، وانظر كلام الحافظ ابن حجر عليه في أجوبته عن أحاديث "المشكاة": 3/ 313 - 314، وفي "طليعة التنكيل": 39 تعليق مفيد على حديث الطائر للمرحوم اليماني، وانظر تعليق الأستاذ الألباني على هذا الحديث خلال نصديره المجلد الثالث من "مشكاة المصابيح" (طبعة دمشق 1382 هـ). (¬1) "سؤالات السلفي": 87 - 89، وفيه أنه توفي سنة (371 هـ). (¬2) هو أبو الحسن المغازلي الآنف الذكر، له ترجمة في "الأنساب": 3/ 400. * تاريخ بغداد: 11/ 256، سير أعلام النبلاء: 16/ 269، تذكرة الحفاظ: 3/ 966، غاية النهاية: 1/ 589، طبقات الحفاظ: 385، شذرات الذهب: 3/ 60. (¬3) "تاريخ بغداد": 11/ 256.

884 - الأزدي

884 - الْأَزْدِيُّ * الحافظ العلَّامة، أبو الفتح، محمدُ بنُ الحسين بن أحمدَ بن عبد الله بن بُريدة (¬1)، المَوْصِلي، نزيل بغداد. له مصنَّف كبير في الضُّعفاء، وهو مفيد لكنَّه جَرَّح فيه جماعةً من الثقات. روى عن: أبي يَعْلى المَوْصلي، ومحمد بن جرير الطَّبَري، وأبي عَروبة الحَرَّاني، وخَلْق. روى عنه: إبراهيم بن عمر البرْمَكي، وأبو نُعَيم الحافظ، وأحمد بن الفتح بن فَرْغان، وآخرون. قال الخطيب: كان حافظًا، ألَّف في علوم الحديث، سألت البَرْقاني عنه فَضَعَّفه، وحدَّثني أبو النّجيب عبد الغفار الأُرْمَوي قال: رأيت أَهل المَوْصل يوهنون أبا الفتح، ولا يعدّونه شيئًا (¬2). مات سنة أربع وسبعين وثلاث مئة (¬3). ¬

_ * تاريخ بغداد: 2/ 243 - 244، الأنساب: 1/ 198 - 199، المنتظم: 7/ 125 - 126، سير أعلام النبلاء: 16/ 347 - 348، تذكرة الحفاظ: 3/ 967 - 968، العبر: 2/ 367 - 368، ميزان الاعتدال: 3/ 523، المغني في الضعفاء: 2/ 571، البداية والنهاية: 11/ 303، لسان الميزان: 5/ 139، طبقات الحفاظ: 386، شذرات الذهب: 3/ 84، هدية العارفين: 2/ 50. (¬1) في "تاريخ بغداد" و"الأنساب" يزيد. (¬2) "تاريخ بغداد": 2/ 244. (¬3) في "ميزان الاعتدال": 3/ 523 "مات سنة أربع وتسعين وثلاث مئة"، وهو تصحيف.

885 - حسينك

885 - حُسَيْنَك * الحافظ النَّبيل، أبو أحمد، الحسينُ بن علي بن محمد بن يحيى، التَّميمي، النَّيسَابوري، ويعرف أيضًا بابن مُنَينة، وهو من كبار أهل خُرَاسان، كان ابنُ خُزَيمة يبعثه إذا تخلف عن مجلس السُّلْطان لينوب عنه، وكان يعِزُّه ويقدِّمُه على أولاده. ولد سنة ثلاثٍ وتسعين ومئتين. وأول سماعه سنة خمسٍ وثلاث مئة، وحجَّ سنة تسع وثلاث مئة. سمع السَّرَّاج، وابن خُزَيمة، والبَغَوي، وعمر بن أبي غَيلان، وعبد الله بن زَيدان البَجَلي، وطبقتهم. روى عنه: الحاكم، والبَرْقاني، وأبو حَفْص بن مسرور، وأبو سَعْد الكَنْجَرُوذي، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثِقَةً حُجَّة (¬1). وذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الحُفاظ في الطبقة السَّابعة. وقال الحاكم: الغالبُ على سماعاته الصِّدْق، وهو شيخُ العَرَب في ¬

_ * تاريخ بغداد: 8/ 74 - 75، المنتظم: 7/ 127 - 128، سير أعلام النبلاء: 16/ 407 - 408، تذكرة الحفاظ: 3/ 968 - 969، العبر: 2/ 368 - 369، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 274 - 275، طبقات الشافعية للإِسنوي: 1/ 419 - 420، البداية والنهاية: 11/ 304، النجوم الزاهرة: 4/ 147، طبقات الحفاظ: 386، شذرات الذهب: 3/ 84. (¬1) "تاريخ بغداد": 8/ 74.

886 - ابن مهران

بلدنا، ومن ورثَ الثَّروة القديمة، وسلَفه جِلَّة، صحبْتُه حَضَرًا وسَفَرًا فما رأيته ترك قيام اللَّيل من نحو ثلاثين سنة، وكان يقرأ في كل ليلة سُبُعًا، وكانت صدقاته دارَّة سِرًّا وعلانية، أخرج مَرَّة عشرة من الغُزاة بآلتهم بدلًا عن نفسه، ورابط غير مرَّة (¬1). قال الخطيب: مات في ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وثلاث مئة بنيسابور (¬2). 886 - ابن مِهْرَان * الإِمام الحافظ الزاهد العابد القدوة، أبو مُسْلم، عبد الرَّحمن بن محمد بن عبد الله بن مِهْران، البَغْدادي. سمع البَغَوي، والبَاغَنْدي، وابن أبي داود، وأبا عَروبة، وابن جَوْصا، وابن صَاعد، وأبا حامد بن بلال، وخَلْقًا من الخُرَاسانيين والشَّامِيين. ثم دخل بخارى وسَمَرْقَنْد فسكن هناك نحوًا بين ثلاثين سنة، وصنف "مُسْنَدًا" كبيرًا. روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد الحَذَّاء، وأحمدُ بن محمد الكاتب، وغيرُهم. ¬

_ (¬1) "المنتظم": 7/ 128. (¬2) "تاريخ بغداد": 8/ 75. * تاريخ بغداد: 10/ 299 - 300، المنتظم: 7/ 128 - 129، سير أعلام النبلاء: 16/ 335 - 337، تذكرة الحفاظ: 3/ 969 - 970، البر: 2/ 369، العقد الثمين: 5/ 402 - 403، النجوم الزاهرة: 4/ 147، طبقات الحفاظ: 386 - 387، شذرات الذهب: 3/ 85.

قال ابن أبي الفوارس: صَنَّف أشياء كثيرة، وكان ثِقَة زاهدًا، ما رأينا مِثْلَه (¬1). وقال الخطيب: جَمَع أحاديث المشايخ والأبواب، وكان حافِظًا متقِنًا مع ورعٍ وزهد وتَدَيُّن. ذكره أبو العلاء الواسطي يومًا فأطنب في وصفه، وقال: كان الدَّارَقُطْني والشّيوخ يعظِّمونه (¬2). وذكره الحاكم فأثنى عليه وعظَّمه، وذكر لقيه له ببغداد، ومذاكرته له، وقال: جالسته مرارًا واشتفينا من المذاكرة، ثم ودَّعْته يوم خروجي فقال: يجمعنا الموسم فإن عليَّ أن أجاور بمكَّة. ثم حَجَّ سنة ثمانٍ وستين وجاور إلى أن مات، وكان يجهد أن لا يَظْهر لحديثٍ ولا لغيره. وقال غيره: توفي سنةَ خمسٍ وسبعين وثلاث مئة. وفيها: مات الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر، البَحِيري النَّيسَابوري المحدَّث. وأبو عبد الله الحسينُ بن محمد بن عبيد، العَسْكري الدَّقّاق ببغداد. وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر، الخِرَقي البَغْدادي. وشيخ الشافعية ببغداد أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الدَّارَكي. وشيخ المالكية بالعراق القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الأَبْهري، وهو في عَشْر التِّسْعين. ومحدِّث الشَّام القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم المَيَانَجي، وقد قارب التسعين. وأبو اللَّيث نصر بن محمد، السَّمَرْقَندي، الفقيه الحَنَفي، صاحب "تنبيه الغافلين" (¬3). ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 10/ 299 - 300. (¬2) "تاريخ بغداد": 10/ 299. (¬3) طبع في مصر غير مرة.

887 - المصري

887 - المِصْري * الحافظ، أبو العَبَّاس، أحمدُ بن محمد بنِ عيسى بن الجَرَّاح بن النَّحَّاس، نزيل نَيسَابور. كتب بمصر والحجاز والعراق والشَّام وأَصْبهان وخرَاسان والجبال وغيرِها، وذهبتْ (¬1) كُتُبه فحدَّث من حِفْظه، وأوَّل سماعه في سنة خمس وثلاث مئة. روى عن: أبي القاسم البَغَوي، وأبي عَروبة الحرَّاني، وابن أبي داود، والدَّغَولي، وخَلْق. روى عنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو نُعيم، وأبو حازم العَبْدوي، وأبو عثمان البَحِيري، وغيرُهم. قال الحاكم: حدَّث من حِفْظه بأحاديثِ، وهو حافظ كان يتحرَّى الصِّدق في مذاكرته. توفي في آخر سنة ستٍّ وسبعين وثلاث مئة، وله خمس وثمانون سنة. وفيها: مات راوي "الصَّحيح" المحدِّث المتقِن، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البَلْخي، المُسْتملي، وقد عمل لنفسه "معجمًا". ومسند بغداد أبو سعيد الحسنُ بن جعفر بن محمد بن الوَضَّاح، ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 368 - 369، تذكرة الحفاظ: 3/ 995 - 996، ميزان الاعتدال: 1/ 148، لسان الميزان: 1/ 289، حسن المحاصرة: 1/ 352، طبقات الحفاظ: 394 - 395، شذرات الذهب: 3/ 88. (¬1) في الأصل: ذهب.

888 - ابن حرارة

الحَرْبي، السِّمْسَار، المعروف بالحُرْفي. والمقرئ أبو الحسين عبيدُ الله بن أحمد بن يعقوب بن البواب البَغْدادي. والقاضي أبو الحسن علي بن الحسن، الجَرَّاحي، البَغْدادي. ومحدِّث الكوفة أبو الحسن عليُّ بنُ عبد الرحمن بن أبي السَّري، البكَّائي. والقاضي أبو القاسم عمر بن محمد بن سَبَنْك البَجَلي، الراوي عن محمد بن حُبَّان. ومحدّث خراسان أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، الحِيري؛ الرجل الصَّالح، وله ثلاث وتسعون سنة. 888 - ابن حَرارة * الحافظ، الجوَّال، أبو الحسن، محمد ابن المحدِّث أحمد بن علي بن أسد، البَرْدَعي، الأَسَدي. قال الخليلي: أحمد يعرف بحَرارة، وابنه محمد ارتحل إلى العراق ومِصْر والشَّام (¬1). وسمع حامد بن شُعيب، والبَغَوي، وابن جَوْصَا، وعبد الله بن وهب الدِّينوري، وطبقتهم. قال: وورد قَزْوين والرَّي، فروى من حِفْظه [سنتين] زيادة على ثلاثين ألف حديث، ولم يكن معه ورقة [من الأصول]، وفي أماليه غرائب وكلام يستفاد. حدث عنه شيوخنا. ومات بقَزْوين سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة (¬2). ¬

_ * الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 153، سير أعلام النبلاء: 16/ 233 - 234، تذكرة الحفاظ: 387، شذرات الذهب: 2/ 379. (¬1) "الإرشاد" للخليلي (خ): ورقة 153. (¬2) المصدر السابق، وما بين حاصرتين منه.

889 - الغطريفي

889 - الغِطْرِيفي * الحافظ، المتقِن، أبو [أحمد] (¬1)، محمدُ بنُ أحمدَ بن الحسين بن القاسم بن السَّري بن الغِطْريف بن الجَهْم، العَبْدي، الجُرْجَاني، الرِّبَاطي. مصنِّف "الصَّحيح على المسانيد". سمع أبا خليفة -فأكثر عنه- والحسن بن سُفْيان، وعِمْران بن موسى بن مُجَاشع، وإبراهيم بن يوسف الهِسِنْجَاني، وأحمد بن الحسن (¬2) الصُّوفي، وابن ناجية، وابن خزَيمة، وطبقتهم. روى عنه: حمزة السَّهْمي، وأبو نُعَيم، والقاضي أبو الطيب الطبري، والسَّري بن إسماعيل بن أبي بكر الإِسماعيلي. وحدث عنه: رفيقه أبو بكر الإِسماعيلي (¬3) في "صحيحه" بأكثر من مئة حديث يقول: حدَّثنا محمد بن أحمد العَبْدي، العبقسي، ومحمد بن أبي حامد. وكان من علماء المحدِّثين، صَوَّامًا، قوامًا، ثِقة. ¬

_ * تاريخ جرجان: 387 - 389، الإِرشاد للخليلي (خ): ورقة 156، الأنساب: 9/ 159 - 160، اللباب: 2/ 175، سير أعلام النبلاء: 16/ 354 - 356، تذكرة الحفاظ: 3/ 971 - 972، العبر: 3/ 5 - 6، الوافي بالوفيات: 2/ 84، لسان الميزان: 2/ 35 - 36، طبقات الحفاظ: 387، شذرات الذهب: 3/ 90، هدية العارفين: 2/ 50، الرسالة المستطرفة: 88، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 411. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 971. (¬2) في الأصل: الحسين، وهو تصحيف. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد": 4/ 82 - 86. (¬3) في الأصل: رفيقه وأبو بكر الإِسماعيلي، وهو وهم. انظر "تاريخ جرجان": 387.

890 - ابن المقرئ

قال الخليلي: كان أمير الغزَاة بدِهِسْتَان، وصنَّف على "صحيح البُخَاري" (¬1). مات سنة سبعٍ وسبعين وثلاث مئة (¬2). وفيها: مات أبيض بن محمد بن أبيض، الفِهْري، آخر أصحاب النَّسَائي بمصر. وشيخ العربية أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغَفَّار الفَارسي، صاحب التَّصَانيف، وله تسع وثمانون سنة. ومحدِّث بغداد أبو الحسن عليُّ بنُ محمد بن أحمد بن لؤلؤ, الثَّقَفي الوَرَّاق، وله خمس وتسعون سنة. وشيخ القُرَّاء بالأندلس أبو الحسن عليُّ بنُ محمد بن إسماعيل، الأَنطاكي، الشَّافعي. ومسنِد بُخَارى أبو عمرو محمدُ بن محمد بن صابر، البُخَاري المؤذِّن، آخر من حَدَّثَ عن صالح بن محمد الحافظ. 890 - ابن المقرئ * محدِّث أَصْبهان، الإِمام، الحافظ، الثِّقَة، الرَّحَّال، أبو بكر، محمد بن إبراهيم بن عليّ بن عاصم بن زاذان، الأَصْبَهاني، صاحب "المعجم الكبير"، و"الأَربعين حديثًا" (¬3). ¬

_ (¬1) " الإرشاد" (خ): ورقة 156. (¬2) في "الإرشاد": "مات أول سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة". * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 297، سير أعلام النبلاء: 16/ 398 - 402، تذكرة الحفاظ: 3/ 973 - 976، العبر: 3/ 18 - 19، الوافي بالوفيات: 1/ 342 - 343، غاية النهاية: 2/ 45، النجوم الزاهرة: 4/ 161، طبقات الحفاظ: 387 - 388، شذرات الذهب: 3/ 101، الرسالة المستطرفة: 95، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 415 - 416. (¬3) انظر "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 415 - 416.

سمع الحديث في نحو من خمسين مدينة، وروى عن محمد بن نصير المَدِيني، وعمر بن أبي غَيلان، وأبي يَعْلى، وعَبْدَان، وأبي عَروبة، ومحمد بن الحسن بن قُتيبة، وعبد الله بن زيدان، ومكحول البَيرُوتي، وخَلْق كثير. وصنف "مسند أبي حنيفة"، وخرج لنفسه "الفوائد"، وكان خازن كُتُب الصَّاحب إسماعيل بن عَبَّاد. حدَّث عنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وابن مَرْدُويه، وحمزة السَّهْمي، وأبو نُعَيم، وأبو طاهر بن عبد الرَّحيم، وإبراهيم بن منصور سِبْط بحرويه، ومنصور بن الحسين، وأحمد بن محمود الثَّقَفي، وخَلْق. قال ابن مَرْدويه: هو ثِقَة مأمون، صاحب أُصول. وقال أبو نعيم: محدِّث كبير، ثِقَة، صاحب مَسَانيد، سمع ما لا يحصى كثرة (¬1). وقال أبو طاهر أحمد بن محمود: سمِعْتُ ابن المُقْرئ يقول: طفت الشَّرْق والغرب أربع مَرَّات. وروى عنه قال: مشيت بسبب نسخة ففَضَّل بن فَضَالة سبعين مَرْحلة، ولو عُرِضَتْ على خَبَّاز برغيف لم يقبلها. وعنه قال: دخلت بيت المَقْدس عشر مَرَّات، وحججت أربع مرات، أقمت بمكة خمسة وعشرين شَهْرًا. ¬

_ (¬1) "ذكر أخبار أصبهان": 2/ 297.

وقد أفرد الحافظ أبو موسى المديني ترجمة ابن المقرئ، وقال: حدثنا مَعْمر بن الفاخر، حدثا عَمِّي، سمعت أبا نَصْر بن أبي الحسن يقول: سمعت ابنَ سلامة يقول: قيل للصَّاحب بن عَبَّاد: أنت رجل معتزلي وابن المقرئ محدِّث وأنت تحبه؟ ! قال: لأنه كان صديقَ والدي. وقيل: مَوَدَّة الآباء قرابَةُ الأبناء (¬1)، ولأني كنتُ نائمًا فرأيت النبيَّ صلى الله عليه وسَلَّم في النَّوْم يقول لي: أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك؟ ! فانتبهت ودعوت البَوَّاب، وقلت: مَنْ بالباب؟ قال: أبو بكر بنُ المقرئ. وقال أبو عبد الله بن مَهْدي: سمِعْت ابنَ المقرئ يقول: مَذْهبي في الأُصول مذهب أحمد بن حنبل، وأبي زُرْعة الرَّازي. مات في شَوَّال سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة، وله ست وتسعون سنة. وفيها: مات شيخ القُرَّاء بنيسابور أبو بكر أحمد بن الحسين بن مِهْران، مصنِّف "الغاية" (¬2). ومسنِد خُرَاسان أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّويه، السَّرْخَسي، راوي "صحيح البُخَاري". ومقرئ مصر أبو عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن الفرج ابن الإِمام المِصْري. وقاضي القضاة أبو محمد عبيدُ الله بن أحمد بن معروف، البَغْدادي. ومسنِد العراق أبو الفضل عُبيد الله بن عبد الرَّحمن، الزُّهري العَوْفي، صاحبُ جعفر الفِرْيابي. وشيخ القراء بقزوين عليُّ بن أحمد بن صالح، القَزْويني، آخر من روى عن يوسف بن عاصم الرَّازي، وله ثمان وتسعون ¬

_ (¬1) انظر "مجمع الأمثال": 2/ 330. (¬2) انظر مظان نسخه في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 46.

891 - الحاكم

سنة. وعالم المالكية وفقيههم بقُرْطبة أبو بكر محمد بن يَبْقى بن زَرب، القُرْطُبي. 891 - الحَاكم * أبو أحمد، محدِّث خُرَاسان، الإِمام، الحافظ، النَّاقد، محمدُ بنُ محمدِ بن أحمد بن إسحاق، النَّيسَابوري، الكَرَابيسي، صاحب التصانيف، ومؤلف كتاب "الكُنَى" (¬1)، وهو الحاكم الكبير. سمع أحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وابن خُزَيمة، والبَاغَنْدي، والبَغَوي، والسَّرَّاج، ومحمد بن إبراهيم الغازي، وعبد الله بن زَيدان البَجَلي، ومحمد بن الفَيض الغَسَّاني، وأبا عَروبة الحَرَّاني، وطبقتهم. روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو عبد الرَّحمن السُّلَمي، ومحمد بن أحمد الجَارُودي، وأبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذي، وأبو عثمان البَحِيري، وخَلْق. قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: سمِعْتُ أبا أحمد الحافظ يقول: حَضَرْتُ مع الشُّيوخ عند أمير خُرَاسان نوح بن نَصْر فقال: مَنْ يحفظ ¬

_ * المنتظم: 7/ 146، سير أعلام النبلاء: 16/ 370 - 377، تذكرة الحفاظ: 3/ 976 - 978، العبر: 3/ 9 - 10، الوافي بالوفيات: 1/ 115، نكت الهميان: 270 - 271، مرآة الجنان: 2/ 408، لسان الميزان: 6/ 336 - 337، النجوم الزاهرة: 4/ 154، طبقات الحفاظ: 388، شذرات الذهب: 3/ 93، هدية العارفين: 2/ 50 - 51، الرسالة المستطرفة: 121، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 411 - 412. (¬1) انظر مظان نسخه في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 412.

منكم حديثَ أبي بكر في الصَّدَقات (¬1)؟ فلم يكن فيهم من يحفَظُه، وكان عليَّ خُلقان، وأنا في آخر النَّاس، فقلت لوزيره: أنا أحفَظُه. فقال: ها هنا فتىً من نَيسَابور يحفَظُه. فقُدِّمت فوقهم، ورويت الحديث. فقال الأمير: مِثْل هذا لا يُضَيَّع. فولَّاني قَضاء الشَّاش. وقال الحاكم: هو إمام عَصْره في هذه الصَّنْعة، كثير التَّصنيف، مقدَّم في معرفة شروط الصحيح، والأسامي، والكُنَى، طلب الحديث وهو ابن نيِّف وعشرين سنة، وسمع بالعِراق والجزيرة والشَّام. قال: ولم يدخلْ مِصْر، وكان مقدَّمًا في العَدَالة أولًا، ثم ولي القَضاء سنةَ ثلاثٍ وثلاثين، إلى أن قُلِّد قضَاء الشَّاش، فحكم بها أربع سنين وأشهرًا، ثم قُلِّد قضاء طوس، فكنت أدخل إليه والمصنَّفات بين يديه، فيحكم ثُمَّ يقبل على الكتب، ثم أتى نَيسَابور سنةَ خمسٍ وأربعين، ولزمَ مسجدَه ومنزله مفيدًا مقبلًا على العِبادة والتَّصْنيف، وأُريد غيرَ مَرَّة على القَضَاء والتزكية فيستعفي، وكُفَّ بَصَرُه سنة ست وسبعين، ثم توفي وأنا غائب في ربيع الأول سنةَ ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة، وله ثلاث وتسعون سنة. وقال الحاكم أيضًا: كان أبو أحمد من الصَّالحين الثَّابتين على سنَن السَّلَف، ومن المنصفين فيما يعتقدُه في أهل البيت والصَّحابة، قُلِّد القَضَاء في أماكن، وصنَّف على كتابي الشَّيخين، وعلى جامع أبي عيسى، قال لي: سمِعْتُ عمر بن عَلَّك يقول: مات محمدُ بنُ ¬

_ (¬1) انظر "صحيح البخاري": الزكاة، باب من بلغت عده صدقة بنت مخاض وليست عنده، وباب زكاة الغنم.

إسماعيل ولم يخلف بخُرَاسان مثل أبي عيسى في العِلْم والزُّهْد والورع، بكى حتى عمي. قال الحاكم: وصنَّفَ أبو أحمد كِتاب "العِلل" و"المخرَّج على كتاب المُزَني" وكتابًا في الشُّروط، وصنَّف الشُّيوخ والأبواب، قال: وهو حافظ عَصْره بهذه الدِّيار. وقال الحافظ أبو الحسن بن القَطّان في آخر كتاب "الوهم والإبهام": أبو أحمد الحاكم صاحب كتاب "الكُنَى" لا أعرفه. كذا قال. وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطَّبقة السَّابعة. وقال الحاكم: تغيَّرَ حِفْطهُ لما كُفَّ، ولم يختلطْ قط. وقد مات في سنة ثمانٍ وسبعين أيضًا من كبار الشُّيوخ القاضي أبو القاسم بِشْر بنُ محمد بن محمد بن ياسين، النَّيسَابوري. والقاضي العلَّامة أبو سعيد الخليل بن أحمد السِّجْزي، الواعظ الحَنَفي، قاضي سَمَرْقَنْد، وله تسع وثمانون سنة. وشيخ الحنفية بما وراء النَّهْر عبدُ الكريم بن محمد بن موسى، البُخَاري، المِيغي، الزَّاهد، وميغ: من قرى بُخَارى. وشيخِ المالكية بالعراق أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن الجلَّاب، توفي كهلًا. ومسند مصر أبو بكر عتيق بن موسى بن هارون، الأَزدي الحاتمي، عنده عن أبي الرَّقْراق "الموطأ" بسماعه من يحيى بن بُكَير. ومحدث بغداد أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العَبَّاس الوَرَّاق، المُسْتملي.

892 - المفيد

892 - المُفِيد * المشهور، محدِّث جَرْجرايا (¬1)، أبو بكر، محمدُ بنُ أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله. قال الخطيب: ذكر لي أبو نُعَيم الحافظ أنَّه بَغْدادي الأَصْل، سكن جَرْجَرايا، ووصفه بالحِفْظ. وقال لنا محمدُ بنُ أحمد بن شعيب الرُّوياني: لم أر أحفظَ من أبي بكر المُفيد. وحدثنا عنه أبو سعد الماليني فقال: حدَّثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، الشّيح الصّالح (¬2). قال الخطيب: حدَّث المُفيد عن علي بن محمد بن أبي الشَّوارب القاضي، وأبي شُعيب الحَرَّاني، وأحمد بن يحيى الحُلْواني، ومحمد بن يحيى المَرْوزي، وموسى بن هارون الحافظ، وأبي يَعْلى المَوْصلي، وعن خَلْق لا يحصون من أهل الشَّام ومصر، فإنه كان سافر الكثير، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين (¬3). ¬

_ * تاريخ بغداد: 1/ 346 - 348، الأنساب: 538 ب- 539 أ، اللباب: 3/ 167، سير أعلام النبلاء: 16/ 269 - 271، تذكرة الحفاظ: 3/ 979 - 980، العبر: 3/ 8، ميزان الاعتدال: 3/ 460 - 461، المغني في الضعفاء: 2/ 550، لسان الميزان: 5/ 45، طبقات الحفاظ: 388 - 389، شذرات الذهب: 3/ 92. ذكر الخطيب أن موسى بن هارون سماه المفيد، وقد علق الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ": 3/ 979 على ذلك بقوله: "فهذه العبارة أول ها استعملت لقبًا في هذا الوقت قبل الثلاث مئة، والحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة". (¬1) بلد بين واسط وبغداد من الجاب الشرقي. انظر "معجم البلدان": 2/ 123. (¬2) تاريخ بغداد": 1/ 346. (¬3) المصدر السابق.

893 - محمد بن المظفر

روى عنه: البَرْقاني، والحسن بن غالب المقرئ، وآخرون. قال أبو الوليد الباجي: أنكرت عليه أسانيدَ ادَّعاها. وقال الخطيب: كان شيخنا أبو بكر البَرْقاني قد أخرج في "مسنده الصّحيح" عن المفيد حديثًا واحدًا، وكان كلما قُرئ عليه اعتذر من روايته عنه، وذكر أن ذلك الحديث لم يقعْ إليه إلَّا من جهته فأخرجه عنه، وسألته عنه فقال: ليس بحجّة (¬1). مولده سنة أربعٍ وثمانين ومئتين. ومات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة. 893 - محمَّدُ بنُ المُظَفَّر * ابن موسى بن عيسى، الإِمام، الحافظ، أبو الحسين، البَغْدَادي، محدِّث العراق. ولد سنةَ ستٍّ وثمانين ومئتين (¬2). وأوَّل سماعه في سنة ثلاث مئة. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 1/ 348. * تاريخ بغداد: 3/ 262 - 264، المنتظم: 7/ 152 - 153، سير أعلام النبلاء: 16/ 418 - 421، تذكرة الحفاظ: 3/ 980 - 983، العبر: 3/ 12، ميزان الاعتدال: 4/ 43، البداية والنهاية: 11/ 308، لسان الميزان: 5/ 383 - 384، النجوم الزاهرة: 4/ 155 - 156، طبقات الحفاظ: 389 - 390، شذرات الذهب: 3/ 96، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 414 - 415. وقد تحرف اسمه في البداية والنهاية إلى محمد بن المطرف. (¬2) في "البداية والنهاية": 11/ 308 "ولد سنة ثلاث مئة"، وهو وهم.

سمع أحمد بن الحسن الصُّوفي، وحامد بن شُعيب، وقاسم بن زكريا المطرِّز، والباغَنْدي، والبَغَوي، وابن صاعد، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وأبا عَروبة الحَرَّاني، ومحمد بن خُرَيم الدِّمَشْقَي، وطبقتهم. روى عنه: الدَّارَقُطْني، وابنُ شاهين، وابنُ أبي الفوارس، والماليني، والبَرْقاني، وأبو نُعَيم، والحسن بن محمد الخَلَّال، وخَلْق. يقال: إنه من ولد سلَمة بن الأكوع، وكان يقول: لا أتيقّن ذلك. قال الخطيب: كان فَهِمًا حافظًا صادِقًا مكثرًا (¬1). وقال البَرْقَاني: كتبَ الدَّارَقُطْني عن ابن مُظَفَّر ألف حَديثٍ وألف حديث (¬2). وقال ابن أبي الفوارس، كان ابنُ المُظَفَّر ثِقَةً مأمونًا، وانتهى إليه الحديث وحفظه (¬3). وقال السُّلَمي: سألت الدارقطني عن ابن المُظَفَّر، فقال: ثقة مأمون. فقلت: إنه يميل إلى التشيُّع. فقال: قليلًا مقدار ما لا يضر إن شاء الله. وقال أبو الوليد الباجي: ابنُ المُظَفَّر حافظ فيه تشيُّع. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 263. (¬2) المصدر السابق، وفيه: فعدد ذلك مرات. (¬3) "تاريخ بغداد": 3/ 264.

وذكره ابن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة السَّابعة، وكناه أبا بكر، وإنما هو أبو الحسين. وقال ابن أبي الفوارس: سألت ابنَ المُظَفَّر عن حديث للباغَنْدي عن ابن زَيد المَدَارِي (¬1) عن عمرو بن عاصم فقال: ما هو عندي. قلت: لعلَّه عندك. قال: لو كان عدي لكنت أحفظه، عندي عن الباغَنْدي مئة ألفِ حديث ما فيها هذا. وقال القاضي محمدُ بن عمر الدَّاودي: رأيتُ الدَّارَقُطْني يعظِّم ابن المُظَفَّر ويجِلُّه، ولا يستندُ بحَضْرتِه (¬2). قال العَتيقي: توفِّي ابنُ المُظَفَّر في يوم الجمعة في شهر جمادى الأُولى سنة تسعٍ وسبعين وثلاث مئة. وفيها: مات إمام اللُّغة بالأَنْدلس أبو بكر محمدُ بنُ الحسن الزُّبيدي، النَّحْوي. وأبو الحسين محمدُ بنُ النَّضْر المَوْصِلي، ابن النَّحَّاس، وفيه ضَعْف، حدَّث عن أبي يَعْلى المَوْصلي بمعجمه. والمعمَّر أبو بكر هِلال بنُ محمد بن محمد ابن أخي هلال الرأي البَصْري، آخر مَنْ [روى] (¬3) عن الكَجِّي. ¬

_ (¬1) في الأصل: المذاري، وهو تصحيف، انظر "تبصير المنتبه": 4/ 1352. (¬2) "تاريخ بغداد": 3/ 263. (¬3) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "سير أعلام النبلاء": 16/ 421.

894 - أبو حفص

894 - أبو حَفْص * ابن الزَّيَّات، الحافِظُ، المُسْنِد، عمرُ بنُ محمدِ بنِ علي بن يحيى، البَغْدَادِي، النَّاقد. سمع أبا جعفر الفِرْيابي، وابنَ ناجية، وإبراهيمَ بنَ شريك، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وعمرَ بنَ أبي غَيلان، وغيرهم. روى عنه: البَرْقَاني، والجَوْهَري، والعَتيقي، وخلْق. قال الدَّارَقُطْني: كان صدوقًا مُكْثرًا (¬1). وقال البَرْقَاني: كان والله ثِقَةً، قديمَ السَّماع، مصنِّفًا (¬2). وقال ابن أبي الفوارس: كان ثِقَةً متقِنًا أمينًا، وقد جمع أبوابًا وشيوخًا (¬3). وقال العَتيقي: كان ثقَةً أمينًا، صاحب حديث، يحفظ (¬4). مَوْلده سنة ستٍّ وثمانين ومئتين. ومات في جُمَادى الآخرة سنة خمسٍ وسبعين وثلاث مئة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 11/ 260 - 261، المنتظم: 7/ 130، سير أعلام النبلاء: 16/ 323 - 324، تذكرة الحفاظ: 3/ 983 - 984، العبر: 2/ 370، النجوم الزاهرة: 4/ 148، طبقات الحفاظ: 390، شذرات الذهب: 3/ 85. (¬1) "تاريخ بغداد": 11/ 260. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) "تاريخ بغداد": 11/ 261.

895 - ابن السمسار

895 - ابن السِّمْسَار * الحافظ، المفيد، محدِّث الشَّام، أبو العَبَّاس، محمدُ بنُ موسى بن الحسين، الدِّمَشْقِي. روى عن محمد بن خُرَيم، وابنِ جَوْصا، وأبي الدَّحْدَاح، وعبد الله بن محمد بن السَّري الحِمْصي الحافظ، وأبي الجَهْم بن طلَّاب، والمَحَاملي، وابن مَخْلَد، وطبقتهم. روى عنه: تمام الرَّازي، ومكي بن الغَمْر، ومحمد بن عوف المُزَني، وأخوه أبو الحسن محمد بن السِّمْسَار، وآخرون. قال عبد العزيز الكَتَّاني: كان ثِقَةً نبيلًا حافظًا، كتب القَنَاطير. وقال المَيدَاني: توفِّي في رمضان سنةَ ثلاث وستين وثلاث مة. 896 - أحمد بنُ موسى * * ابن عيسى بن أحمد بن عبد الرَّحمن، الحافظ، أبو الحسن بن أبي عِمْران، الجُرْجَاني، الوكيل. روى عن عِمْران بن موسى السِّخْتِياني، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم، وأحمد بن حفص السَّعْدي، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وطبقتهم. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 325، تذكرة الحفاظ: 3/ 984، العبر: 2/ 331، النجوم الزاهرة: 4/ 106، طبقات الحفاظ: 390، شذرات الذهب: 3/ 47. * * تاريخ جرجان: 62 - 63، سير أعلام النبلاء: 16/ 382 - 383، تذكرة الحفاظ: 3/ 985، ميزان الاعتدال: 1/ 59، لسان الميزان: 1/ 235 - 236، طبقات الحفاظ: 391، شذرات الذهب: 3/ 67.

897 - صالح بن أحمد

روى عنه: أبو سعيد النَّقَّاش، وحلف أنه كان يضع الحديث، وكذلك قال الحاكم: كان يضع الحديث، ويركّب الأسانيد على المتون. وروى عنه حمزة السَّهْمي، وقال: كان وكيلًا على باب القُضَاة، وكان قد كتب الكثير من المسانيد والسُّنَن والتواريخ وجمعَ الشُّيوخ والأبواب والطرق، وكان له فَهْم ودِراية، روى أحاديث مناكير عن شيوخ مجاهيل لم يتابعْه عليها أحد، فأنكروا عليه وكذَّبوه، وكان له أصول جياد عن السِّخْتياني وغيره، سمِعْتُ أبا محمد المُنيري يقول: رأيته في النُّوْم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بكثرة كِتْبتي الحديث، والصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. مات في ذي القَعْدة سنةَ ثمانٍ وستين وثلاث مئة (¬1). 897 - صَالح بنُ أحمد * ابن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قَيس بن هُذيل بن يزيدَ بن العَبَّاس بن الأحنف بن قيس، الحافظ الكبير، أبو الفَضْل، التَّميمي، الهَمَذاني، السِّمْسَار. روى عن: أبيه، وعليِّ بن الحسن بن سَعْد، ومحمد بن بُلْبُل، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 985 "وفي نسخة سنة ثمان وسبعين والله أعلم". والذي عندنا يوافق ما في "تاريخ جرجان": 63. * تاريخ بغداد: 9/ 331، الأنساب: 10/ 503، معجم البلدان: 4/ 495، اللباب: 3/ 60، سير أعلام النبلاء: 16/ 518 - 519، تذكرة الحفاظ: 3/ 985 - 986، العبر: 3/ 25، طبقات الحفاظ: 391، شذرات الذهب: 3/ 109، 110، الرسالة المستطرفة: 139، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 2/ 226. وفي "الشذرات" ورد اسمه صبح، ولم يذكره أحد غيره.

وأحمد بن محمد بن إدريس، ومحمد بن مَرَّار بن حمُّويه، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيرهم. روى عنه: ابن أبي الفوارس، وأحمد بن زنجويه العُمَري، وأحمد بن الحسين بن زَنْبيل (¬1)، وحَمْد بن عمر الزَّجَّاج، وآخرون. ولما أملى بهَمَذان كانت له رحىً فباعها بسبع مئة دينار ونثرها على محابر أهل الحديث. قال الخطيب: كان حافِظًا فَهِمًا، ثِقَةً، ثَبْتًا، صنَّف كتاب "طبقات الهَمَذَانيين" وكتاب "سُنَن التحديث". حدَّثنا عنه محمد بن الفرج، وعلي بن طلحة المقرئ (¬2). وذكره شيرويه في "تاريخه" فقال: كان رُكنًا من أركان الحديث، ثِقَةً، حافظًا، دينًا، لا يخاف في الله لومة لائم. وله مصنفات غزيرة. توفِّي في شَعْبان سنة أربعٍ وثمانين وثلاث مئة. وفيها مات: الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن هلال، الصَّابئ، صاحب التّرسل والنَّظْم والنَّثر، ولم يُسْلِمْ. ومسند هَمَذَان أبو القاسم جبريل بن محمد بن سَنْدُول (¬3) المعدَّل، سمع من البَغَوي. وأبو محمد عبدُ الله بن محمد بن سعيد بن محارب، الإِصْطَخْري ثم البَغْدَادي. والفقيه علي بن عبد الملك بن دَهْشم بنيسابور. رويا عن أبي خليفة، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 986 "رسل"، وهو تصحيف. (¬2) "تاريخ بغداد": 9/ 331. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 986 "سيدول"، وفي "الوافي بالوفيات": 11/ 46 "سيدوك".

898 - محمد بن أحمد

وتكلَّم فيهما. وصاحب التصانيف، أبو الحسن عليُّ بن عيسى، الرُّمَّاني، النَّحْوي، صاحب ابن دُريد، وأبي بكر بن السَّرَّاج. 898 - محمد بن أحمد * ابن حَمَّاد بن سُفْيان، الحافظ، أبو الحسن، الكُوفي، محدِّث الكُوفة. حدَّث عن: عبد الله بنِ زَيدان البَجَلي، وعلي بن العباس المَقَانعي وطبقتهما. وعمَّر دهرًا. روى عنه: القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو ذَرّ الهَرَوي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم بن بشْران، وغيرهم. مات سنة أربعٍ وثمانين وثلاث مئة. 899 - ابن شَاهِين * * الحافظ المكثر، محدِّث العراق، أبو حفص، عمرُ بنُ أحمدَ بنِ ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 439 - 440، تذكرة الحفاظ: 3/ 986 - 987، العبر: 3/ 26، الوافي بالوفيات: 2/ 51، شذرات الذهب: 3/ 110. * * تاريخ بغداد: 11/ 265 - 268، المنتظم: 7/ 182 - 183، سير أعلام النبلاء: 16/ 431 - 435، تذكرة الحفاظ: 3/ 987 - 990، العبر: 3/ 29 - 30، دول الإِسلام: 1/ 182، مرآة الجنان: 2/ 426، البداية والنهاية: 11/ 316 - 317، غاية النهاية: 1/ 588، لسان الميزان: 4/ 283 - 285، النجوم الزاهرة: 4/ 172، طبقات الحفاظ: 392، طبقات المفسرين للداردي: 2/ 2، شذرات الذهب: 3/ 117، هدية العارفين: 1/ 781، الرسالة المستطرفة: 38، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 425 - 426.

عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب، البَغْدَادي، الواعظ، صاحب التَّصانيف، ومنها: "التَّفسير" وهو نحو ثلاثين مجلَّدًا. سمع شُعَيب بنَ محمد الذَّارع، وأبا خُبيب العَبَّاس بن البِرْتي، ومحمد بن محمد البَاغَنْدي، ومحمد بن هارون بن المُجَدّر، وأبا القاسم البَغَوي، وابن أبي داود، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، وطبقتهم. وله رِحْلة إِلى دمشق لقي فيها أبا إسحاق بن أبي ثابت وطبقته. مَوْلِدُه سنةَ سبعٍ وتسعين ومئتين. وأول سماعه سنة ثمان وثلاث مئة. روى عنه: ابنه عُبيد الله، والمَاليني، والبَرْقاني، والأزْهري، والخلَّال، والعَتيقي، والجَوْهري، وخلق. قال الخطيب: كان ثقة أمينًا. حَدَّثنا القَاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي قال: قال لنا أبو حفص بن شاهين: صَنَّفت ثلاث مئة مصنف، وثلاثين مصنَّفًا، إحداها "التفسير الكبير" ألف جُزْء، و "المُسْنَد" ألف وخمس مئة جُزْء، و"التَّاريخ" مئة وخمسون جزءًا و"الزُّهْد" مئة جُزْء، وأوَّل ما حدثتُ بالبَصْرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة (¬1). وقال ابن أبي الفوارس: كان ابنُ شاهين ثِقَةً، مأمونًا، قد جَمَع وصنَّف ما لم يصنف أحد (¬2). ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 11/ 265، 267. (¬2) المصدر السابق.

وقال محمد بن عمر الداودي: [كان ابن شاهين] (¬1) شيخًا ثقة يشبه الشيوخ إلَّا أنه كان لَحَّانًا، وكان أيضًا لا يعرف من الفِقْه قليلًا ولا كثيرًا، وكان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يقول: أنا محمديُّ المذهب. وقال أيضًا: سمعت ابن شاهين يقول: أنا أكتب ولا أعارض (¬2). وذكر البَرْقَاني أَن ابنَ شاهين قال: جميع ما صنَّفْته من حديثي لم أُعارضه بالأُصول -يعني ثقة بنفسه فيما ينقله. قال البَرْقاني: فلذلك لم أستكثر منه زُهْدًا فيه (¬3). وقال الأَزْهري: كان عند ابن شاهين عن البَغَوي سبع مئة أو ثمان مئة جُزْء، وكان ثقة (¬4). وقال حمزَة السَّهْمي: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْني يقول: أبو حفص بن شاهين يَلِجُّ على الخطأ، وهو ثقة (¬5). وقال العَتيقي: كان صاحبَ حديثٍ، ثقة مأمونًا (¬6). وقال محمد بن عمر الدَّاودي: سمِعْتُ ابنَ شاهين يقول يومًا: حسبتُ ما اشتريت به الحِبْر إلى هذا الوقت فكان سبعَ مئة دِرْهم. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدركة على هامش الأصل، ولم تظهر في التصوير، والمثبت من "تاريخ بغداد": 11/ 267. (¬2) "تاريخ بغداد": 11/ 268. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) "سؤالات السهمي": 243، وفيه "يلح"، وانظر "تاريخ بغداد": 11/ 268. (¬6) "تاريخ بغداد": 11/ 268.

900 - أحمد بن عبدان

قال الداودي: وكُنَّا نشتري الحِبْرَ أربعة أرطال بدِرْهم. قال: وقد مكث ابنُ شاهين بعد ذلك يكتب زمانًا (¬1). مات ابن شاهين في ذي الحِجَّة سنة خمسٍ وثمانين وثلاث مئة (¬2)، بعد الدَّارَقُطْني بأيام، ودفن عند قبر أحمد بن حَنْبل. وفيها: مات الثِّقَة الزَّاهد، محدِّث بَغْداد، أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القَوَّاس، وله خمس وثمانون سنة. وشاعر بغداد محمد بن عبد الله أبو الحسن بن سُكَّرة الهاشمي، العَبَّاسي. والقاضي علي بن الحسين بن بُنْدار الأَذَني (¬3) بمصر. والصَّاحب إسماعيل بن عَبَّاد الطَّالْقاني، وزير صاحب العَجَم. ومحدِّث مصر أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، المهندس. 900 - أحمد بن عَبْدَان * ابنِ محمد بن الفَرَج، الحافظ الثِّقة، أبو بكر، الشِّيرَازي، محدِّث الأَهْواز. روى عن محمد بن محمد البَاغَنْدي، والبَغَوي، وابن أبي داود، ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 11/ 267. (¬2) في "طبقات المفسرين" للداودي: 2/ 2 "مات في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وثلاث مئة"، وهو وهم. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 989 "الأزدي"، وهو تحريف. * سير أعلام النبلاء: 16/ 489، تذكرة الحفاظ: 3/ 990 - 991، العبر: 3/ 38، الوافي بالوفيات: 7/ 166، طبقات الحفاظ: 392 - 393، شذرات الذهب: 3/ 127، الرسالة المستطرفة: 30.

901 - الدارقطني

وأحمد بن محمد بن السَّكن البَغْدَادي، وبكر بن أحمد الزُّهْري، وطبقتهم. روى عنه: حمزة السَّهْمي -وسأله عن أحوال الرِّجال- (¬1) وأبو الحسن بن صخر الأَزْدي، والقاضي علي بن عُبيد الله الكِسَائي الهَمَذَاني نزيل مِصْر، وعبد الوَهَّاب الغَنْدَجاني (¬2) -أخذ عنه تاريخ البُخاري- وآخرون. وكان يقال له الباز الأبيض. مَوْلده سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئتين. وأول سماعه في سنة أربع وثلاث مئة. ومات في صفر سنة ثمانٍ وثمانين وثلاث مئة، وله خمس وتسعون سنةً. 901 - الدَّارَقُطْني * الإمام، الحافظ الكبير، شيخ الإِسلام، أبو الحسن، عليُّ بنُ عمرَ بن أحمد بن مهدي بن مسعود، البَغْدَادي. مولده سنة ستٍّ وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) في "سؤالات السهمي" واحد وعشرون سؤالًا لابن عبدان. (¬2) ضبطها ياقوت في "معجم البلدان" 4/ 216 "بالضم ثم السكون وكسر الدال وجيم وآخره نون، بليدة بأرض فارس في مفازة قليلة الماء، معطشة"، وما أثبتناه هو ضبط السمعاني في "الأنساب": 9/ 179. * تاريخ بغداد: 12/ 34 - 40، الأنساب: 5/ 245 - 247، المنتظم: 7/ 183 - 184، معجم البلدان: 2/ 422، اللباب: 4/ 401، وفيات الأعيان: 3/ 297 - 299، سير أعلام النبلاء: 16/ 449 - 461، تذكرة الحفاظ: =

سمع البَغَوي، وابن أبي داود، وابن صَاعد، وبَدْر بن الهيثم القاضي، وأحمد بن إسحاق بن البُهْلول، وأبا حامد الحَضْرمي، وعلي بن عبد الله بن مُبَشِّر، ومحمد بن القاسم المحارِبي، وأبا علي [محمد] (¬1) ابن سليمان المالكي، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر النَّيسَابوري، وأبا طالب الحافظ، وخَلْقًا كثيرًا يطول ذكرهم. روى عنه: الحاكم، وأبو حامد الإِسْفَرَاييني، وتمَّام الرَّازي، وعبد الغني بن سعيد الأَزْدي، وأبو ذَرّ الهَروي، وأبو نُعيم الأَصْبهاني، والقاضي أبو الطيّب الطَبَري، وعبد الصَّمد بن مأمون، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، وخَلْق. قال الحاكم: صارَ الدَّارَقُطْني أوحد عَصْره في الحِفْظ والفَهْم والورع، وإمامًا في القُرَّاء والنَّحْويين، وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وُصِفَ لي، وسألته عن العِلل والشُّيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها، فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله. وقال الخطيب: كان فريد عَصْره، وقريع دهره، ونسج وحدِه، وإمامَ ¬

_ = 3/ 991 - 995، العبر: 3/ 28 - 29، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 462 - 466، طبقات الشافعية للإِسنوي: 1/ 508 - 509، البداية والنهاية: 11/ 317 - 318، غاية النهاية: 1/ 558 - 559، النجوم الزاهرة: 4/ 172، طبقات الحفاظ: 393 - 394، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 102 - 103، شذرات الذهب: 3/ 116 - 117، هدية العارفين: 1/ 683 - 684، الرسالة المستطرفة: 23، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 418 - 424. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 991.

وقته، انتهى إليه علم الْأَثر، والمعرفة بعِلل الحديث، وأسماء الرِّجال، وأحوال الرُّواة، مع الصِّدْق والأمانة والثِّقَة والعَدَالة، وقبُول الشَّهادة وصحة الاعتقاد، وسلامة المَذْهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها: القراءات، ومنها: المَعْرفة بمذاهب الفُقَهاء، ومنها: المعرفة بالأدب والشِّعْر، وقيل: إنه كان يحفظ دواوينَ جماعةٍ من الشُّعَراء، وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدَّقّاق يقول: كان أبو الحسن الدّارَقُطْني يحفظ ديوان السّيِّد الحِمْيَري (¬1) في جُملة ما يحفظ من الشِّعْر (¬2). ثم ذكر الخطيب أَنَّ الدَّارَقُطْني قرأ كتاب "النَّسَب" للزُّبير بن بَكَّار على مُسْلم بن عُبيد الله العَلَوي فلم يحفظْ عليه لَحْنة (¬3). وقال القاضي أبو الطيب الطَّبَري: كان الدَّارَقطْني أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظًا ورد بغداد إِلَّا مضى إليه وسَلَّم له -يعني سَلَّم له التقدمة في الحِفْظ، وعلو المنزلة في العِلْم (¬4). وقال عبد الغني بن سعيد: أحسن الناس كلامًا على حديث ¬

_ (¬1) السيد لقبه، واسمه إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، شاعر مشهور، قال أبو الفرج الأصبهاني: "يقال إن أكثر الناس شعرًا في الجاهية والإسلام ثلاثة: بشار، وأبو العتاهية، والسيد، فإنه لا يعلم أن أحدًا قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع". توفي السيد سنة (173 هـ)، انظر أخباره في "الأغاني": 7/ 229 - 278. (¬2) "تاريخ بغداد": 12/ 34 - 35. (¬3) المصدر السابق. (¬4) "تاريخ بغداد": 12/ 36.

رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: علي بن المَديني [في وقته] (¬1)، وموسى بن هارون في وقته، والدَّارَقُطْني في وقته. وقال البَرْقَاني: كنت أسمع عبدَ الغني بن سعيد كثيرًا إذا حكى عن الدَّارَقُطْني شيئًا يقول: قال أُستاذي، وسمعت أُستاذي. قال البَرْقاني: وما رأيت بعد الدَّارَقُطْني أحفظ من عبد الغني (¬2). وقال الخطيب: سألتُ البَرْقاني، فقلت له: هل كان أبو الحسن الدَّارَقُطْني يملي عليك العلل من حِفْظه؟ قال: نعم (¬3). وقال أبو ذَرّ الهَرَوي: سمعت الحاكم -وسئل عن الدارقطني- فقال: ما رأى مِثْلَ نَفْسه (¬4). وقال الأَزْهري: كان الدَّارَقُطْني ذكيًّا إذا ذكروا (¬5) شيئًا من العِلْم أي نوع كان وُجد عنده منه نصيب وافر. وقال السُّلَمي: سمعت الدَّارَقُطْني يقول: ليس شيءٌ أبغَضُ إليَّ من الكلام. وقال أبو الحسن بن القَطَّان: الدَّارَقُطْني منسوب إلى دار القُطْن، محلّة من محالّ بغداد، وهو الحافظ الإِمام بلا مدافعة. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تاريخ بغداد": 12/ 36. (¬2) المصدر السابق. (¬3) "تاريخ بغداد": 12/ 37. (¬4) "تاريخ بغداد": 12/ 35 - 36. (¬5) في "تاريخ بغداد" 12/ 36 "إذا ذوكر".

902 - ابن زبر

وقال الخطيب: حدَّثني أبو نَصْر عليُّ بنُ هبة الله بن علي بن ماكولا قال: رأيتُ في المنام ليلةً من ليالي (¬1) شهر رمضان كأني أسأل عن حال أبي الحسن الدَّارَقُطْني في الآخرة، وما آل إليه أمره. فقيل لي: ذاك يُدْعي في الجَنَّة الإِمام (¬2). مات الدَّارَقُطْني في ذي القَعْدة سنةَ خمسٍ وثمانين وثلاث مئة، رحمه الله. 902 - ابن زَبْر * الحافظ، المفيد، أبو سليمان، محمدُ بنُ عبد الله بن أحمد بن ربيعة، الرَّبَعي، صاحب كتاب "الوَفَيات" وغيره، ومحدِّث دمشق، وابن قاضيها أبي محمد بن زَبْر. روى عن: أبيه، والبَغَوي، وابن أبي داود، وجُماهر بن محمد الزَّمْلَكاني، ومحمد بن خرَيم، ومحمد بن الفيض الغَسَّاني، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن الربيع الجِيزي، وطبقتهم. روى عنه: تَمّامِ الرَّازي، وعبد الغني بن سعيد، ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نَصْر، وأبو نصر بن الجَبَّان، وآخرون. قال علي بن موسى السِّمْسَار: قال أبو سليمان: كان أبو جعفر ¬

_ (¬1) في الأصل: الليالي. (¬2) "تاريخ بغداد": 12/ 40. * سير أعلام النبلاء: 16/ 440 - 441، تذكرة الحفاظ: 3/ 996 - 997، العبر: 3/ 12، طبقات الحفاظ: 395، شذرات الذهب: 3/ 95 - 96، هدية العارفين: 2/ 51، الرسالة المستطرفة: 212.

الطَّحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصانيفي، وباتت عنده وتصفَّحها فأعجبته، وقال لي: يا أبا سُلَيمان، أنتم الصَّيَادلة ونحن الأَطباء. وقال الكَتَّاني: حدَّثنا عنه جماعة، وكان يملي بالجامع، وكان ثِقَةً مأمونًا نبيلًا. مات في جُمَادى الأُولى سنةَ تسعٍ وسبعين وثلاث مئة. * * *

903 - أبو زرعة الكشي

الطبقة الثالثة عشرة (¬1) 903 - أبو زُرْعَة الكَشِّيُّ * الإمامُ الحافظ، محمد بن يوسف بن محمد بن الجُنيد، الجُرْجَاني، وكَشُّ: قرية على ثلاثة فراسخ من جُرْجَان. سمع أبا نعيم بن عدي، والدَّغَولي، ومكي بن عَبْدَان، وابن أبي حاتم، وطبقتهم بخُرَاسان والعِراق والحَرَمين. روى عنه: عبد الغني بن سعيد -سمع منه بمكَّة بعد جهد- ¬

_ (¬1) في الأصل: الثاني عشرة، وهي مستدركة على الهامش، ولم يلتزم المؤلف بذكر الطبقات إلا في أول الكتاب، كما بينتُ في المقدمة، وقد ورد في "تذكرة الحفاظ" الطبقة الثالثة عشرة، وما في أصلنا سهو من الناسخ، وسترد الطبقة الرابعة عشرة ص (308) من هذا الجزء. * تاريخ جرجان: 412 - 413، تاريخ بغداد: 3/ 408 - 409، الإِكمال: 7/ 186، الأنساب: 10/ 440، المنتظم: 7/ 213، معجم البلدان: 4/ 462، اللباب: 3/ 43، سير أعلام النبلاء: 17/ 44 - 45، تذكرة الحفاظ: 3/ 997 - 998، العبر: 3/ 47، تبصير المنتبه: 3/ 1218، طبقات الحفاظ: 396، شذرات الذهب: 3/ 134، هدية العارفين: 2/ 56. والترجمة كلها مستدركة على هامش الأصل.

904 - أبو زرعة الرازي

وأبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم الأَزْهري، وعبد العزيز الأَزَجي، وغيرُهم. قال حمزة بن يوسف السَّهْمي: جمع الأبواب والمَشايخ، وكان يفهم ويحفظ، أملى علينا بالبَصْرة، ثم إنه جاور بمكَّة إلى أن توفي بها في سنة تسعين وثلاث مئة (¬1). 904 - أبو زُرْعة الرَّازي * الصَّغير، الحافظ الرَّحَّال، أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم. سمع المحاملي، وابن أبي حاتم، وابن مَخْلَد، وأبا حامد بن بلال، وعليَّ بن أحمد الفارسي، نزيل بَلْخ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب -شيخ بُخَارى- وأبا العباس الأَصَمّ، وأبا الفوارس السِّنْدي المِصْري، ومحمد بن عبد الله الرَّازي والد تَمَّام، وخَلْقًا. روى عنه: تمام، وعبد الغني بن سعيد، وحمزة السَّهْمي -وسأله عن أحوال الرُّواة- وأبو الفَضْل محمد بن الجارُودي، وأبو زُرْعة روح بن محمد، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن المحسّن التَّنُوخي، وغيرهم. وله تصانيف. قال الخطيب: كان حافِظًا متقنًا ثِقَةً، جمع الأبواب والتراجم (¬2). ¬

_ (¬1) "تاريخ جرجان": 412. * تاريخ بغداد: 4/ 109، سير أعلام النبلاء: 17/ 46 - 48، تذكرة الحفاظ: 3/ 999 - 1000، العبر: 2/ 368، النجوم الزاهرة: 4/ 147، طبقات الحفاظ: 396 - 397، شذرات الذهب: 3/ 84. (¬2) "تاريخ بغداد": 4/ 109.

905 - أبو زرعة الإستراباذي

وقال ابن المحسن: سألته عن مولده فقال: رحلت إلى العراق أوَّل مرةٍ سنةَ أربعٍ وعشرين وثلاث مئة، ولي أربع عشرة سنة (¬1). فُقِد بطريق مكَّة سنةَ خمس وسبعين وثلاث مئة، وله خمس وستون سنة. وممن يكنى بأبي زُرْعة أيضًا، وإن لم يكن في هذه الطَّبقة. 905 - أبو زُرْعة الإسْتِرَاباذي * اليمني، محمدُ بنُ إبراهيم بن عبد الله بن بُنْدَار، الحافظ. أقام مُدَّة باليمن، وهو متقدِّم على هذه الطبقة. سمع علي بن الحسين بن مَعْدان، صاحب إسحاق بن راهويه، وأبا العَبَّاس السَّرَاج، وأبا عَروبة الحَرَّاني، والبَغَوي، وطبقتهم، وله رِحلة. روى عنه: أبو سَعْد (¬2) الإِدريسي، وحمزة السَّهْمي، وطائفة. وبقي إلى نحو السَّبعين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. * تاريخ جرجان: 495، سير أعلام النبلاء: 17/ 48 - 49، تذكرة الحفاظ: 998 - 999، طبقات الحفاظ: 396. والمثبت هو ضبط السمعاني في "الأنساب": 1/ 214، أما ياقوت الحموي في "معجم البلدان": 1/ 174 فقد ضبطها بالفتح ثم السكون، وفتح التاء المثناة. (¬2) في الأصل: سعيد، وهو تصحيف.

906 - أبو زرعة الرازي

906 - أبو زُرْعة الرَّازي * رَوْح بن محمد القاضي، سِبْط الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن السُّنِّي (¬1). سمع جعفر بن فَنَّاكي، والعَبَّاس بن الحسين الصَّفَّار، وأحمد بن فارس اللُّغوي، وأبا زُرْعة أحمد بن الحسين، وإسحاق بن سَعْد النَّسَوي، وحسينك التَّميمي، وأبا حامد بن أحمد بن الحسين المَرْوَزي، وغيرهم. قال الخطيب: قَدِم علينا حَاجًّا، وحدَّث ببغداد، وكتبت عنه بالكَرَج أيضًا، وكان صدوقًا فهمًا أديبًا شافعيًّا، ولي قضاء أَصْبهان، وبلغني موتُه في سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة بالكَرَج (¬2). ومن يكنى بأبي زرعة أيضًا. 907 - أبو زُرْعة الدِّمَشْقي الصَّغير * * المحدِّث، محمدُ بنُ عبد الله بن عبد الله بن أبي دُجَانة عمرو بن عبد الله بن صَفْوان، النَّصْري، وهو ابن ابن أخي الحافظ أبي زُرْعة الدِّمَشْقي. روى عن: الحسين بن محمد بن جُمْعة، وإبراهيم بن دُحَيم، وطائفة. ¬

_ * تاريخ بغداد: 8/ 410، المنتظم: 8/ 70، سير أعلام النبلاء: 17/ 51 - 52، تذكرة الحفاظ: 3/ 1000 - 1001، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 379، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 581، البداية والنهاية: 12/ 34. (¬1) مرت ترجمته تحت رقم (862) من هذا الجزء. (¬2) "تاريخ بغداد": 8/ 410. * * سير أعلام النبلاء: 17/ 50، تذكرة الحفاظ: 3/ 1001.

908 - وأبو زرعة الإستراباذي

وعنه: تَمَّام الرَّازي، وأبو علي بن مهنّا. توفي قبل السّتين وثلاث مئة. 908 - وأبو زُرْعة الإِسْتِرَاباذي * أحمد بن بُنْدَار بن محمد بن مِهْران، العيشي الفَقيه، قاضي إسْتِرَاباذ. كتب بأَرْدَبيل عن حَفْص بن عمر بن زبلة (¬1) الحافظ، وتفقّه ببغداد على ابن أبي هُريرة فيما قال الإِدريسي. مات سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة. 909 - محمّد بن حارث * * ابن أسد، الحافظ، أبو عبد الله، الخشَني، القَيراوني، المقرئ. ¬

_ * تاريخ جرجان: 470، سير أعلام النبلاء: 17/ 49 - 50، تذكرة الحفاظ: 3/ 1001. وانظر حاشيتنا حول ضبط "الاستراباذي" ص 191 من هذا الجزء. (¬1) في "تاريخ جرجان" 470 "الملقب نزيلة"، ولعله الملقب بزبلة كما ورد في حاشية "تذكرة الحفاظ": 3/ 1001، وقد مرت ترجمة حفص بن عمر الأردبيلي تحت رقم (796) من هذا الجزء، ولم ير فيها هذا اللقب. * * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 112 - 113، الإكمال: 3/ 261، جذوة المقتبس: 49 - 50، ترتيب المدارك: 4/ 531 - 532، الأنساب: 5/ 130، بغية الملتمس 71، معجم الأدباء: 1/ 1118، سير أعلام النبلاء: 16/ 165 - 166، تذكرة الحفاظ: 3/ 1001 - 1002، العبر: 2/ 324 - 325، الوافي بالوفيات: 2/ 315، مرآة الجنان: 2/ 375، الديباج المذهب: 259 - 260، النجوم الزاهرة: 4/ 64، طبقات الحفاظ: 397، شذرات الذهب: 3/ 39، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 2/ 251 - 252.

910 - ابن السقاء

روى عن أحمد بن نَصْر، وأحمد بن زياد، وأحمد بن عُبادة، وقاسم بن أَصْبَغ. واستوطن الأندلس بقُرْطُبة، وتمكَّن من صاحبها الحكم بن عبد الرَّحمن المُسْتَنْصر، وصنَّف له كُتُبًا منها: كتاب "الاتفاق والاختلاف" في مَذْهب مالك، وكتاب "الفُتْيا" وكتاب "تاريخ الأنْدلس" وكتاب "تاريخ الأفريقيين" وكتاب "النَّسَب". قال أبو الوليد بن الفرضي: بلغني أَنَّه صنَّف للمُسْتَنْصر مئة ديوان. قال: وكان شاعرًا بليغًا لكنه يَلْحن. وكان مغرى بالكيمياء (¬1). واحتاج بعد موت الحاكم إلى أن جلس في حانوت يبيع الأدهان. روى عنه: أبو بكر بن حَوبيل، وغيره. ومات في صفر سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة (¬2). 910 - ابن السَّقَّاء * الحافظ، الفقيه، أبو علي، محمدُ بن علي بن الحسين، الإِسْفَرَاييني، الشَّافعي، تلميذ أبي عَوَانة الحافظ. ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ علماء الأندلس": 2/ 113. (¬2) ثمة اختلاف في سنة وفاته، بين (330 هـ)، و (364 هـ)، وفي أكثر المصادر أنه توفي سنة (361 هـ)، وقد رجح الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1002 وفاته سنة (371 هـ)، وتابعه على ذلك مؤلف كتابنا، وقد كتب على هامش الأصل: "وستين، وهو وهم"، أي سنة إحدى وستين. * سير أعلام النبلاء: 16/ 350 - 351، تذكرة الحفاط: 3/ 1002 - 1003، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 39، طبقات الحفاظ: 397 - 398.

911 - الحافظ محمد بن علي

رحل وسمع أبا عَروبة الحَرَّاني، ومحمد بن زبّان المِصْري، وابن صاعد، وابن جَوْصا، وعلي بن عبد الله بن مُبَشِّر الوَاسطي، وطبقتهم. وهو والد علي بن محمد بن السَّقَّاء، شيخ البَيهقي. روى عنه: ابنه، والحاكم، وأبو سعيد أحمدُ بن محمد المَرْوَزي الكرَابيسي. وقال الحاكم: هو من المعروفين بكثرة الحديث والرِّحْلة والتَّصْنيف وصحبة الصّالحين، ومن الحُفاظ الجَوَّالين. مات سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة. ومن طبقته سميُّه. 911 - الحافظ محمد بن علي * ابن الحسين، البَلْخي، رَحَّال (¬1). روى عن محمد بن المُعَافى الصَّيداوي، وغيره. وعنه: الحافظ محمد بن أحمد الجارُودي. 912 - يحيى بن مالك * * ابن عائذ، الحافظ، أبو زكريا، الأندلسي. سمع عبد الله بن يونس ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 351، لسان الميزان: 5/ 303 - 304. (¬1) توفي سنة ست وخمسين وثلاث مئة كما في "لسان الميزان" 5/ 303. * * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 193 - 194، جذوة المقتبس: 356 - 358، بغية الملتمس: 507 - 508، سير أعلام النبلاء: 16/ 421 - 422، تذكرة الحفاظ: 3/ 1003 - 1004، طبقات الحفاظ: 398، شذرات الذهب: 3/ 93.

913 - ابن ينال

القَبْري (¬1)، وأبا عمر بن عبد ربه القرْطُبي. ورحل فأدرك أبا سهل بن زياد القَطَّان، ودَعْلَج بن أحمد، وابن قانع، وطبقتهم. روى عنه: شيخه الحسنُ بن رشيق، ويحيى بن علي بن الطَحَّان، ومحمد بن أحمد بن القاسم بن المَحَاملي، وأبو الوليد بن الفَرَضي، وآخرون. وأملى بجامع قُرْطُبة. قال التَّنُوخي: حَضَرْتُ مجلس صاحب "الأغاني" أبي الفَرَج، فقال: لم نسمعْ بمن مات فجأة على المنْبر. فقال شيخ أَندلسي قد لَزِمَ أبا الفرج اسمُه يحيى بن عائذ أنَّه شاهد في جامع بلده بالأَنْدَلس خطيبَ البلد، وقد صَعِدَ يوم الجُمُعة ليخطب، فلما بلغ يسيرًا من الخُطْبة خَرَّ مَيتًا فوق المِنْبر، فأُنزل وطلبوا في الحال مَنْ خَطَب (¬2). قال أبو إسحاق الحَبَّال: مات ابنُ عائذ بالأَنْدَلس في شَعْبان سنةَ ستٍّ وسبعين وثلاث مئة. 913 - ابن يَنَال * الحافظ، أبو الحسن، عليُّ بنُ محمد بن ينَال، العُكْبَري. ¬

_ (¬1) في "سير أعلام النبلاء": 16/ 422 "المقرئ"، وفي "تذكرة الحفاظ": 3/ 1003 "الفيري"، وكلاهما تصحيف. والقبري: نسبة إلى قبرة؛ وهي كورة من أعمال الأندلس تتصل بأعمال قرطبة من قبليها. انظر "تاريخ علماء الأندلس": 1/ 266، و "معجم البلدان": 4/ 305 - 306. (¬2) "نشوار المحاضرة": 4/ 57. وقد فهم السيوطي القصة على غير وجهها، فتوهم أن المترجم نفسه مات على المنبر وهو يخطب. انظر "طبقات الحفاظ": 398. * تاريخ بغداد: 12/ 88، تذكرة الحفاظ: 3/ 1004، طبقات الحفاظ: 398.

914 - الباجي

روى عن: محمد بن جعفر العَسْكري، وأحمد بن الفضل بن خُزَيمة. قال الخطيب: حدَّثني كنه عبد العزيز بن علي الأَزَجي، وقال لي عبد الواحد (¬1) بن علي بن برهان الأَسَدي: ابنُ يَنَال بَغْدَادي، نزل عُكْبَرا، وتعلَّم الخَطَّ على كبر السن، ورزقه الله من المعرفة والفهم به شيئًا كثيرًا (¬2). مات في ربيع الأوّل سنةَ ستٍّ وسبعين وثلاث مئة. 914 - البَاجي * الحافظ، العلَّامة، محدِّث الأَنْدَلس، أبو محمد، عبدُ الله بن محمد بن علي بن شَريعة بن رِفاعة، اللَّخْمي، الإِشْبيلي. سمع عبدَ الله بن يونس القَبْري (¬3) -أخذ عنه "مصنَّف" ابنِ أبي شيبة- وسعيد بن جابر الإِشْبيلي، ومحمد بن عمر بن لُبَابة، وأَسْلَم ابن عبد العزيز، ومحمد بن فُطيس، وطبقتهم. قال ابنُ الفَرَضي: كان حافظًا ضابطًا، لم ألقَ مِثْلَه في الضَّبْط. سمِعْت منه الكثير بقُرْطُبة، ثم رحلت إليه إلى إشبيلية مرَّتين، وروى ¬

_ (¬1) في الأصل: عبد الرحمن، وهو وهم. (¬2) "تاريخ بغداد": 12/ 88. * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 240 - 241، جذوة المقتبس: 233 - 234، الأنساب: 2/ 19، بغية الملتمس: 331، سير أعلام النبلاء: 16/ 377، تذكرة الحفاظ: 3/ 1004 - 1005، العبر: 3/ 7، طبقات الحفاظ: 398، شذرات الذهب: 3/ 92. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1004 "الفيري"، وهو تصحيف.

915 - ابن مسرور

النَّاس عنه كثيرًا، وسمع منه جماعة من أقرانه (¬1). وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة السَّابعة. توفِّي في شهر رمضات سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة، وله سَبْع وثمانون سنة. 915 - ابن مَسْرُور * الحافظ، أبو الفتح، عبدُ الواحد بن محمد بن أحمدَ بنِ مسرور، البَلْخي. سمع الحسين بن محمد المطبقي، وطبقته ببغداد، وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زَبَّان، وطبقته بدمشق، وأبا سعيد بن يونس، وأبا عمر محمد بن يوسف الكِنْدي، وخَلْقًا بمصر. وكتب الكثير. روى عنه: الحافظ عبد الغني الأَزْدي، وعمر بن الخَضِر الثَّمانيني، وأحمد بن عمر بن سعيد بن قُدَيد، وغيرُهم. استوطن مصر مُدَّة. ومات في ذي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة، رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) "تاريخ علماء الأندلس": 1/ 240 - 241. * سير أعلام النبلاء: 16/ 422 - 423، 516 - 517، تذكرة الحفاظ: 3/ 1005، العبر: 3/ 7 - 8، طبقات الحفاظ: 398 - 399، حسن المحاضرة: 1/ 352، شذرات الذهب: 3/ 92.

916 - ابن أبي ذهل

916 - ابن أبي ذُهل * الحافظ النَّبيل، الرَّئيس، أبو عبد الله، محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عُصْم، الضَّبيُّ، الهَرَويُّ، العُصْمِيُّ. ذكر الخطيب أنَّ أَوَّل سماعه في سنة تسعٍ وثلاث مئة بهَرَاة. ومولده سنة أربعٍ وتسعين ومئتين. سمع محمد بن مُعَاذ المَاليني، وحاتم بن مَحْبوب. وورد نَيسَابور، فسمع مكي بنَ عَبْدان، وأبا عمرو الحِيري وسمع بالرَّي من ابنِ أبي حاتم، وببغداد من ابن صَاعد وأبي حامد الحَضْرمي، وأبي عمر القاضي. وكان دخوله بغداد سنة سبع عشرة، والبغوي عليل فلم يسمعْ منه (¬1). روى عنه: الدَّارَقُطْني، وأبو الحسين الحَجَّاجي -وهما من أقرانه- والحاكم، وابن أبي الفوارس، وابن رزْقويه، والبَرْقَاني، وخَلْق. قال الحاكم: صحِبتُه حَضَرًا وسَفَرًا فما رأيت أحدًا أحسن وضوءًا ¬

_ * تاريخ بغداد: 3/ 119 - 121، الأنساب: 8/ 471 - 473، اللباب: 2/ 140 - 141، سير أعلام النبلاء: 16/ 380 - 382، تذكرة الحفاظ: 3/ 1006 - 1007، العبر: 3/ 9، الوافي بالوفيات: 3/ 191، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 175 - 177، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 207 - 208، طبقات الحفاظ: 399، شذرات الذهب: 3/ 92 - 93، هدية العارفين: 2/ 51. (¬1) "تاريخ بغداد": 3/ 119.

ولا صلاةً منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرُّعًا (¬1) وابتهالًا منه، قيل لي: إِن عُشر غَلَّته تبلغ ألف حِمْل. وحدَّثني أبو أحمد الكاتب أَنَّ النُّسْخة التي بأسامي من يموِّنُهم أبو عبد الله بن أبي ذُهْل بهَرَاة تزيد على خمسة آلاف بيت، وعُرِضَتْ عليه ولايات جليلة، فأبى (¬2). وقال أبو النَّضْر الفامي: له صحيح خرَّجه على "صحيح البُخَاري" وتفقَّه ببغداد، ولم يجتمع لرئيسٍ (¬3) بهَرَاة ما اجتمع له من السِّيادة. وقال الخطيب: كان ثِقَةً نبيلًا، من ذوي الأقْدار العالية، وله أفضالٌ على الصَّالحين والفُقَهاء، وبلغني أنه كان يُضْرَب له دنانير؛ مثقال ونصف، وأكثر فيتصدق بها ثم يقول: إن الفقير يفرح إذا ناولته كاغَدًا فيتوهم أَنَّه فِضَّة، ثم يفتحه فيفرح [إذا رأى صفرة الدينار]، ثم يزنه فيفرح [إذا زاد عن المثقال] (¬4). سمعت البَرْقَاني يقول: كان مَلِكُ هَرَاة تحت أمر ابن أبي ذُهْل لأُبُوَّته وقَدْره (¬5). قال الحاكم: استُشهد في صفر سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة (¬6). ¬

_ (¬1) في الأصل: نظرغا، وهو وهم، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1006. (¬2) انظر "الأنساب": 8/ 472 - 473. (¬3) في الأصل: الرئيس. (¬4) "تاريخ بغداد" 3/ 120، وما بين حاصرتين منه. (¬5) "تاريخ بغداد": 3/ 121. (¬6) المصدر السابق.

917 - ابن مفرج

917 - ابن مُفَرِّج * الإمام، الحافظ، القاضي، أبو عبد الله. وقيل: أبو بكر (¬1)، محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مُفَرِّج، الأموي مولاهم، الأَنْدَلسي، القُرْطُبي. ويعرف بابن الفَنْتُوري (¬2)، نسبةً إلى عَين فَنْت أُوريه بقُرْطُبة. سمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكَّة، وقاسم بن أَصْبَغ بقُرْطُبة، وخَيثمة بن سُلَيمان بأطْرابلُس، ومحمد بن الصَّموت بمِصْر، وأبا الميمون بن راشد بدمشق, وطبقتهم. وشيوخه مائتان وثلاثون. وسمع أيضًا بالمدينة وجُدّة وصَنْعَاء وزَبيد، وبيت المَقْدس. روى عنه: الحافظ أبو سعيد بن يونس -وهو من شيوخه- وأبو الوليد بن الفَرَضي، وإبراهيم بن شاكر، وعبد الله بن الرَّبيع التميمي، وأبو عمر أحمد بن محمد الطَّلَمَنْكي، وخَلْق. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس: 2/ 91 - 93، جذوة المقتبس: بغية الملتمس: 49 - 50، سير أعلام النبلاء: 16/ 390 - 392، تذكرة الحفاظ: 3/ 1007 - 1009، العبر: 3/ 13 - 14، مرآة الجنان: 2/ 409، الديباج المذهب: 2/ 314، النجوم الزاهرة: 4/ 158 - 159، طبقات الحفاظ: 399، نفح الطيب: 2/ 218 - 219، شذرات الذهب: 3/ 97، هدية العارفين: 2/ 51. (¬1) في "بغية الملتمس": 49 "وهو أصح". (¬2) في "نفح الطيب": 2/ 218 "القنتوري" -بالقاف- وهو تصحيف، انظر "المشتبه": 2/ 521.

قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف (¬1): كان أبو عبد الله بن مُفَرِّج من أعنى (¬2) النَّاس بالعِلْم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مِثْلَه في هذا الفن، من أوثق المحدِّثين وأجودهم ضبطًا. ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة الثَّامنة. وقال الحُمَيدي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل: أبو بكر، حافظ، جليل، مصنِّف، له كتب في الفِقْه، وفِقْه التَّابعين، فمما صَنَّفَ كتاب "فِقْه الحسن" في سَبْع مُجَلَّدات، و"فِقْه الزُّهري" في عِدَّة أجزاء، وجمع "مُسْنَد قاسم بن أَصْبَغ" في مجلدات (¬3). وقال ابنُ الفَرَضي: اتَّصل بصاحب الأَنْدَلس، وكان ذا مكانة عنده، صنَّف له عِدّة كتب فولّاه القَضَاء. قال: وكان حافظًا بصيرًا بأسماء الرِّجال وأحوالهم، أكثر النَّاسُ عنه (¬4) ومات في رجب سنةَ ثمانين وثلاث مئة، وله ستٌّ وستون سنة. ¬

_ (¬1) في "سير أعلام النبلاء": 16/ 391 "وقال أبو عبد الله بن عفيف"، وهو وهم، والصحيح ما هو مثبت في أصلنا، ولأبي عمر كتاب مختصر في أخبار القضاة والفقهاء بقرطبة، سماه ابن بشكوال في مقدمته "المؤتلف في فقهاء قرطبة". انظر ترجمته في "الصلة": 1/ 38 - 39، و"بغية الملتمس": 162. (¬2) في "سير أعلام النبلاء": 16/ 391 "أغني". (¬3) "جذوة المقتبس": 38، وفي الأصل: عبارة "وفقه الزهري في عدة أجزاء وجمع مسند قاسم" مكررة. (¬4) "تاريخ علماء الأندلس": 2/ 92.

918 - أحمد بن منصور

918 - أحمد بن منصور * ابن ثابت، الحافظ، الرَّحَّال، أبو العَبَّاس، الشِّيرازي. روى عن: عبدِ الله بن جعفر بن فارس الأَصبَهاني، والقاسم بن القاسم السَّيَّاري، والطَّبَراني، وأبي محمد الرَّامَهُرْمُزِي، وغيرِهم. روى عنه: الحاكم، وتَمَّام الرَّازي، وأبو نَصْر بن الإِسماعيلي، وآخرون. قال الحاكم: جَمَع مِن الحديث ما لم يجمعْه أحد، وصار له القَبول بشِيراز بحيث يُضْرَب به المثل. وقال الدَّارَقُطْني: [كان] (¬1) يتقرب إليَّ بكتبٍ يكتُبُها، وقد أدخل بمِصْر -وأنا بها- أحاديثَ على جماعةٍ من الشيوخ. قال يحيى بن مَنْدَه الحافظ: الذي صَنَع ذاك آخر اسمه أحمد بن منصور، وقال: كانا أخوين، والغَلَط وقع في اسمه. وعن أحمد بن منصور قال: كتبتُ عن الطَّبَراني ثلاث مئة ألف حديث. وقال الحسين بن أحمد الشِّيرَازي: لَمَّا ماتَ أحمد بن منصور الحافظ جاء إلى أبي رجلٌ فقال: رأيتُه في النَّوْم، وهو في المِحْراب ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 472 - 473، تذكرة الحفاظ: 3/ 1009 - 1010، ميزان الاعتدال: 1/ 158 - 159، المغني في الضعفاء: 1/ 61، الوافي بالوفيات: 8/ 189، لسان الميزان: 1/ 313، طبقات الحفاظ: 400، شذرات الذهب: 3/ 96، 103. (¬1) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "ميران الاعتدال": 1/ 159.

920 - المعافى بن زكريا

واقف بجامع شِيراز وعليه حُلَّة، وعلى رأسه تاج مكلَّل بالجَوْهر فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجَنَّة. فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. مات سنةَ اثنتين وثمانين وثلاث مئة. 920 - المُعَافى بن زكريا * ابن يحيى بن حُميد بن حَمَّاد بن طَرار (¬1)، الحافظ، العلَّامة، القاضِي، أبو الفرج، النَّهْرُواني، الجَرِيري (¬2)، صاحب الكُتْب منها: كتاب "التَّفْسير" ومنها كتاب "الجليس والأنيس" (¬3). ¬

_ * الفهرست: 292 - 293، تاريخ بغداد: 13/ 230 - 231, الإِكمال 2/ 208، طبقات الفقهاء للشيرازي: 93، الأنساب: 3/ 243, نزهة الألباء: 226 - 227، المنتظم: 7/ 213 - 214، معجم الأدباء: 19/ 151 - 154، اللباب: 1/ 224، 3/ 249، إنباه الرواة: 3/ 296 - 297، وفيات الأعيان: 5/ 221 - 224، سير أعلام النبلاء: 16/ 544 - 546، تذكره الحفاظ: 3/ 1010 - 1012، العبر: 3/ 47 - 48، مرآة الجنان: 2/ 443 - 444، البداية والنهاية: 11/ 328، غاية النهاية: 2/ 302، النجوم الزاهرة: 4/ 201 - 202، طبقات الحفاظ: 400 - 401، بغية الوعاة: 2/ 293 - 294، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 323 - 326، شذرات الذهب: 3/ 134 - 135، هدية العارفين: 2/ 464 - 465، الرسالة المستطرفة: 166. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا الترقيم بالمطبوع، سقط رقم 919 (¬1) في الأصل: طراز، وهو تصحيف, انظر "تبصير المنتبه": 3/ 865، وفي "وفيات الأعيان": 5/ 224 "طرار: بفتح الطاء المهملة والراء وبعد الألف راء ثانية مفتوحة، ثم ألف مقصورة، وبعضهم يكتبه بالهاء بدلًا من الألف فيقول: طرارة، والله أعلم". (¬2) على هامش الأصل بخط مغاير "الجريري: نسبة إلى مذهب ابن جرير الطبري". (¬3) طبع منه الجزء الأول والثاني بتحقيق الدكتور محمد مرسي الخولي، ونشر في بيروت سنة 1981 - 1983 م.

وكان على مَذْهب محمد بن جرير الطَّبَري. سمع البَغَوي، وابن أبي داود، وابنَ صاعد، وأبا حامد الحَضْرمي، وأبا سعيد العَدَوي، والمحاملي، وخَلْقًا. وقرأ بالرِّوايات على ابن شَنَبوذ وغيره. روى عنه: أبو القاسم الأَزْهري، وأبو الطَّيِّب الطَّبَري، وأحمد بن عمر بن رَوْح، وآخرون. قال الخطيب: كان من أعلم النَّاس في وقته بالفِقْه والنحو واللُّغة، وأصناف الأَدب، ولي القضاء بباب الطاق (¬1)، وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه أَنَّه كان يقول: إذا حَضَر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلُّها. حدَّثني أبو حامد الدَّلْوي القاضي قال: كان أبو محمدٍ البافي يقول: لو أوصى رجل بثُلُث ماله أن يُدْفع إلى أعلم النَّاس لوجب أن يُدْفع إلى المُعَافى بن زكريا (¬2). وقال الخطيب: سأَلْت البَرْقَاني عن المُعَافى فقال: كان أعلمَ النَّاسَ، وكان ثِقَةً، لم أسمعْ منه (¬3). وقيل: إن المعافى كان متقلِّلًا متعفِّفًا. وقال الحُميدي: قرأتُ بخطِّ المُعَافى بن زكريا قال: حججتُ وكنت بمِنى فسمعت مناديًا ينادي: يا أبا الفَرج المُعَافى بن زكريا ¬

_ (¬1) في الأصل: الطاف، وهو تصحيف، وباب الطاق: محلة كبيرة ببغداد، لجانب الشرقي. "معجم البلدان": 1/ 308. (¬2) "تاريخ بغداد": 13/ 230 - 231. (¬3) "تاريخ بغداد": 13/ 231.

921 - الرقي

النَّهْرُواني. فبادرت وقلت: لبيك، ها أناذا. فقال: لعلَّك من نهروان الشَّرْق؟ قلت: نعم، قال: نحن نريد نهروان الغرب. فعجبت من هذا الاتِّفاق (¬1). وقال العتيقي: مات المُعَافى في ذي الحِجَّة سنة تسعين وثلاث مئة، وله خمس وثمانون سنة. قال: وكان ثِقَةً. وفيها: مات مُسْنِد بغداد المقرئ أبو حَفْص عمر بن إبراهيم الكَتَّاني، وله تسعون سنة. ومسند الأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن التُّجِيبي، القُرْطُبي، وقد لحق ببغداد إسماعيل الصَّفَّار. والمسند أبو الحسين محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي، الدَّقَّاق ببغداد. ومسند مِصْر الشَّيخ محمد بن جعفر بن رُهَيل (¬2). 921 - الرَّقِّي * الحافظ، الجَوَّال، أبو عبد الله، وقيل: أبو بكر، محمدُ بنُ يوسف بن يعقوب، المؤرِّخ. سمع ابنَ الأعرابي بمكَّة، وعبد الله بن عمر بن شَوْذب بواسط، وخَيتمة الأَطْرابُلُسي بالشَّام، وإسماعيل الصَّفَّار ببغداد، وأبا محمد بن فارس بأَصْبَهان، وطبقتهم. روى عنه: ابن جُميع -وهو أكبر منه- وأحمد بن الحسن الطَّيَّان، ¬

_ (¬1) "وفيات الأعيان": 5/ 223 - 224. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1012 "رميل"، وهو تصحيف. انظر حاشية "الإِكمال": 3/ 342. * تاريخ بغداد: 3/ 409 - 410، سير أعلام النبلاء: 16/ 473 - 474، تذكرة الحفاظ: 3/ 1012 - 1013، ميزان الاعتدال: 4/ 72 - 73، المغني في الضعفاء: 2/ 645، لسان الميزان: 5/ 436 - 437، طبقات الحفاظ: 401.

922 - الجوزقي

والحافظ عبد الغني بن سعيد، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأَزَجي، ومحمدُ بن عبد الرحمن بن أبي نصر التّميمي، وآخرون. ذكره الخطيب واتهمه بالوضع، وقال: كان غير ثقَةٍ. ثم ذكر له حديثًا يرويه عن الطَّبراني، عن الدَّبَري عن عبد الرزاق عن مَعْمر عن قتادة (¬1) عن أنس مرفوعًا: إذا كان يوم القيامة جاء أصحابُ الحديث بأيديهم المحابر (¬2) - الحديث. وقال: الحمل فيه على الرَّقِّي. ولد سنة أربع عشرة وثلاث مئة. ومات سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة. 922 - الجَوْزَقي * الإِمام، الحافظ، أبو بكر، محمدُ بن عبد الله بن محمد بن زكريا، ¬

_ (¬1) في "تاريخ بغداد": الزهري. (¬2) وتمامه كما في "تاريخ بغداد": 3/ 410 "فيأمر الله تعالى جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهو أعلم بهم، فيقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أصحاب الحديث. فيقول الله تعالى: ادخلوا الجنة على ما كان منكم، طالما كنتم تصلون على نبيي في دار الدنيا". قال الخطيب: "هذا حديث موضوع، والحمل فيه على الرقي". وقال الإِمام الذهبي في "ميران الاعتدال": 4/ 73: "وضع على الطبراني حدثًا باطلًا في حشر العلماء بالمحابر". * الأنساب: 3/ 365 - 366، معجم البلدان: 2/ 184، اللباب: 1/ 251، سير أعلام النبلاء: 16/ 493 - 494، تذكرة الحفاظ: 3/ 1013 - 1014، العبر: 3/ 41، الوافي بالوفيات: 3/ 316، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 184 - 185، طبقات الشافعية للإِسنوي: 1/ 253 - 254، النجوم الزاهرة: 4/ 199، طبقات الحفاظ: 401، شذرات الذهب: 3/ 129 - 130، الرسالة المستطرفة: 27، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 429 - 430.

الشَّيبَاني، المعدَّل، محدِّث نَيسَابور، وصاحب "الصحيح المخرَّج على مُسْلم". وهو ابن أُخت المحدِّث أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المُزَكِّي (¬1). وجَوْزَق: من قرى نَيسَابور. روى عن: السَّرَّاج قليلًا، وعن الدَّغَولي، وأبي نُعيم بن عدي، ومكي بن عَبْدَان، وأبي حامد بن الشَّرْقي، وأبي سعيد بن الأَعْرابي، وإسماعيل الصَّفَّار، وخَلْق. ورحل مع خاله، وصنَّف. قال الحاكم: انتقيتُ له فوائدَ في عشرين جُزْءًا، ثم بعدها ظهر سماعه من السَّرَّاج (¬2). روى عنه: الحاكم، وأبو سَعْد (¬3) الكَنْجَرُوذي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البَحِيري، وسعيد بن أبي سعيد العَيَّار، وآخرون. وروي عنه أَنَّه قال: أنفقت في طلب الحديث مئة ألف دِرْهم ما كسبت به دِرْهمًا. وله كتاب "المتفق والمفترق" وله كتاب "المتفق الكبير" نحو ثلاث مئة جُزْء، رواه عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصّابوني. قال الحاكم: توفي في شَوَّال سنةَ ثمانٍ وثمانين وثلاث مئة، وله اثنتان وثمانون سنة. ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 16/ 163 - 165. (¬2) انظر "الأنساب": 3/ 366. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1014 "أبو سعيد"، وهو تصحيف.

923 - أحمد بن أبي الليث

923 - أحمدُ بن أبي اللَّيث * نَصْر بن محمد، الحافظ، أبو العَبَّاس، النَّصيبي، المِصْري. ذكره الحاكم وروى عنه، وقال: قدم نيسابور، وهو باقعةٌ (¬1) في الحِفْظ، شَبَّهت مذكراته بالسِّحر، وكان يتقشَّف، ويجالس الصَّالحين. سمع أبا هاشم الكَتَّاني، وأحمد بن عبد الرَّحيم القَيسراني بالشَّام، وأبا عبد الله الحَكِيمي (¬2)، وأبا علي الصَّفَّار ببغداد، ومحمد بن يعقوب الأَصَمّ بنيسابور، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمِصْر. قال: وذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل على الأدب والشِّعْر، ودخل في الأعمال السُّلْطانية، ثم اجتمعتُ به هناك، وحِفْظُه كما كان، فكنت أتعجَّب منه. مات سنة ستٍّ وثمانين وثلاث مئة. 924 - ابنُ الفُرَات * * الحافظ البارع، أبو الحسن، محمد بن العَبَّاس بن أحمد بن ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 561 - 562، تذكرة الحفاظ: 3/ 1015 - 1016، الوافي بالوفيات: 8/ 213، طبقات الحفاظ: 402، شذرات الذهب: 3/ 122. (¬1) انظر حاشيتنا رقم (2) ص (98) من هذا الجزء. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1016 "الحليمي"، وهو تصحيف. انظر ترجمته في "الأنساب": 4/ 186 - 187. * * تاريخ بغداد: 3/ 122 - 123، الأنساب: 9/ 251 - 252، اللباب: 2/ 199، سير أعلام النبلاء: 16/ 495 - 496، تذكرة الحفاظ: 3/ 1015، الوافي بالوفيات: 3/ 196، البداية والنهاية: 11/ 314، النجوم الزاهرة: 4/ 168، طبقات الحفاظ: 402، شذرات الذهب: 3/ 110.

محمد بن الفرات (¬1)، البَغْدَادي. سمع المحاملي، وابن مَخْلَد، وابن البَخْتري، وطبقتهم. قال الخطيب: كان ثِقَةً، جمع ما لم يجمعْه أحد في وقته، وبلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المِصْري وحدَه ألفَ جُزْء، وأنه كتب مئة تَفْسير، ومئة تاريخ، حدَّثني عنه أحمد بن علي البادي (¬2) ومحمد بن عبد الواحد بن رِزْمة، وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر البَرْمَكي، وحدَّثني الأَزْهري قال: خلَّف ابنُ الفرات ثمانية عشر صندوقًا مملوءةً كتبًا، أكثرها بخطِّه سوى ما سُرق من كتبه، وكتابه هو الحُجَّة في صحة النَّقْل وجودة الضَّبْط (¬3). وكان مولده في سنة بضع عشرة وثلاث مئة. ومكث يكتب مِنْ قبل سنة ثلاثين إلى أن مات، وكان عنده عن ابن عُبيد الحافظ وطبقته، ولم يكن له وقت بالنَّهار يتسع للنَّسْخ، لأن مجالسه التي كان يقرأ فيها على الشُّيوخ كانت متصلة في كل يوم غُدْوة وعَشية (¬4). ومات في شوَّال سنةَ أربعٍ وثمانين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) في "البداية والنهاية": 11/ 314 "القزاز"، وهو تحريف. (¬2) في الأصل: البادا, وهو خطأ كما نص على ذلك الذهبي في "المشتبه" 1/ 41, وانظر أيضًا "الإِكمال": 1/ 408. (¬3) "تاريخ بغداد": 3/ 122 - 123. (¬4) المصدر السابق.

925 - الطوسي

وقال لي العتيقي: هو ثِقَةٌ مأمون، ما رأيت أحسن قراءةً للحديث منه (¬1). وقال السِّلَفي: سمعت جعفر بن أحمد بن السَّرَّاج يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن ثابتٍ الحافظ يقول: أبو الحسن بن الفرات غاية في ضَبْطِهِ، حُجَّة في نَقْله. 925 - الطُّوْسِيُّ * الحافظ، أبو الفضْل، نصْر بنُ محمد بن أحمدَ بنِ يعقوب، العَطّار، وهو ابن أبي نَصْر. ولد سنة عشرٍ وثلاث مئة تقريبًا. وسمع أبا محمد الشَّرْقي، وأبا حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القَطَّان، والمَحَاملي، وابن مَخْلد، وابن عُقْدة، وطبقتهم. وسمع بدمشق أبا علي بن حبيب الحَصَائري، وابن زبَّان الكِنْدي، وبمكة أبا سعيد بن الأعرابي، وبمصر محمد بن وردان العامري، وبالرَّمْلة الربيع بن سلامة. [وكان واسع الرِّحلة، حسن التصانيف] (¬2). ¬

_ (¬1) المصدر السابق. * سير أعلام النبلاء: 17/ 6 - 8, تذكرة الحفاظ: 3/ 1016 - 1017، النجوم الزاهرة: 4/ 166، طبقات الحفاظ: 402، شذرات الذهب: 3/ 106. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل ولم يظهر في التصوير, والمثبت من "سير أعلام النبلاء": 17/ 7.

926 - ابن بكير

روى عنه: الحاكم، وأبو نعيم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو سَعْد (¬1) الكَنْجَرُوذي، وغيرُهم. قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بخُرَاسان مع ما يرجِعُ إليه من الدِّين والزُّهْد والسَّخَاء والتعصُّب لأهل السُّنَّة، أولُ رحلته كانت إلى مرو؛ إلى اللَّيث بن محمد، وما خلَّف بالطَّابَران (¬2) يوم مات مِثْلَه، وأما في علوم الصُّوفية وأخبارهم ولُقِيِّ شيوخهم فإنَّه توفي يوم توفِّي ولم يخلِّفْ بخراسان مثله في التقدُّم واللُّقي. مات في المحرَّم سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاث مئة. وفيها: مات محدِّث بغداد الثقة المأمون، أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، البغدادي، البَزَّاز، والد المحدِّث أبي علي بن شاذان، وأبو الحسن علي بن حَسَّان الجَدِيلي، آخر أصحاب مطيَّن. والعلَّامة أبو محمد عبد الله بنُ عطية الدِّمشقي، المفسِّر، إمام مسجد باب الجابية. وجعفر بن عبد الله بن فَنَّاكي، راوي مسند الرُّوياني عنه. 926 - ابن بُكَيْر * الحافظ، أبو عبد الله، الحسينُ بن أحمد بن عبد الله بن بُكير، البَغْدَادي، الصَّيرَفي. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1016 "أبو سعيد"، وهو تصحيف. (¬2) إحدى مدينتي طوس؛ لأن طوس عبارة عن مدينتين أكبرهما طابران، والأخرى نوقان. "معجم البلدان": 4/ 3. * * تاريخ بغداد: 8/ 13 - 14، سير أعلام النبلاء: 8/ 17 - 9، تذكرة الحفاظ: 3/ 1017، ميزان الاعتدال: 1/ 528 - 529، العبر: 3/ 38 - 39، المغني في =

سمع أبا جعفر بن البَخْتَري، وإسماعيل الصَّفَّار، وأبا عمرو بن السَّمَّاك، وأبا بكر النَّجَّاد، وطبقتهم. روى عنه: أبو حَفْص بنُ شاهين، وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التَّنُوخي، والأَزْهري، وأبو الحسين بنُ المهتدي بالله، وغيرُهم. قال الأَزْهري: سمِعْت أبا عبد الله بنُ بكير يقول عن حديث رواه: هذا الحديث كتَبَه عني محمدُ بنُ إسماعيل الوَرَّاق، وأبو الحسن الدَّارَقُطْني (¬1). قال الأزهري: كنت أحضُر عنده وبين يديه أجزاء فأنظر فيها فيقول لي: أيما أحبُّ إليك؟ تذكر لي متن ما تريد من هذه الأحاديث حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أخبرك بمتنه؟ فكنت أذكر له المتون فيحدِّثني بالأسانيد كما هي حِفْظًا، وفعلت هذا معه مرارًا كثيرة (¬2). قال الأزهري: وكان ثِقَةً لكنهم حسدوه وتكلَّموا فيه (¬3). وقال ابنُ أبي الفَوارس: كان يتساهل في الحديث، ويُلْحق في بعض أُصول الشُّيوخ ما ليس منها، ويصل المقاطيع (¬4). ¬

_ = الضعفاء: 1/ 170، لسان الميزان: 2/ 262 - 263، طبقات الحفاظ: 403، شذرات الذهب: 3/ 128. (¬1) "تاريخ بغداد": 8/ 13. (¬2) المصدر السابق. (¬3) "تاريخ بغداد": 8/ 14. (¬4) المصدر السابق.

927 - الخطابي

ولد سنة سبع وعشرين وثلاث مئة. ومات في ربيع الآخر سنةَ ثمانٍ وثمانين وثلاث مئة. 927 - الخَطَّابي * الإِمام، العلَّامة، أبو سليمان، حَمْدُ (¬1) بنُ محمد بن إبراهيم بن خَطَّاب، البُسْتي، صاحب التَّصانيف، وَهِمَ مَنْ سمَّاه أحمد. ولد سنةَ سبع عشرة وثلاث مئة. وسمع ابنَ الأعرابي بمكَّة، والصَّفَار وطبقتَه ببغداد، وابن دَاسة بالبَصْرة، والأَصَمّ وطبقته بنَيسَابور. روى عنه: الحاكم، وأبو حامد الإِسْفَراييني، وأبو نَصْر محمد بن أحمد البَلْخي الغَزْنوي، وأبو مسعود الحسينُ بن محمد الكَرابيسي، وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرَّزْجَاهي، وأبو ذَرّ عبد بن أحمد الهَرَوي، ¬

_ * يتيمة الدهر: 4/ 310 - 311، الأنساب: 2/ 210، 5/ 145, المنتظم: 6/ 397، معجم البلدان: 1/ 415، معجم الأدباء: 4/ 246 - 261، اللباب: 1/ 123، 378 - 379، إنباه الرواة: 1/ 125، وفيات الأعيان: 2/ 214 - 216، سير أعلام النبلاء: 17/ 23 - 28، تذكرة الحفاظ: 3/ 1018 - 1020، العبر: 3/ 39، دول الإسلام: 1/ 183، مرآة الجنان: 2/ 435 - 436، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 282 - 290، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 467 - 468، البداية والنهاية: 11/ 236 - 237، النجوم الزاهرة: 4/ 199، بغية الوعاة: 1/ 546 - 547، طبقات الحفاظ: 403 - 404، مفتاح السعادة: 2/ 16 - 17، شذرات الذهب: 3/ 127 - 128، خزانة الأدب للبغدادي: 1/ 282 - 283، الرسالة المستطرفة: 44، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 427 - 429. (¬1) صحف في أكثر المصادر إلى "أحمد".

وأبو عبيد الهَرَوي اللُّغوي، وأبو الحسين عبد الغافر الفَارسي، وآخرون. وأقام بنيسابور مُدَّة يصنِّف، فعمل كتاب "معالم السنن" و"غريب الحديث" و"شرح الأسماء الحُسْنى" و"العُزْلة" و"الغُنْية عن الكلام وأهله" (¬1) وغير ذلك. وكان من أوعية العلم، قد أخذ اللغة عن أبي عمر الزَّاهد ببغداد، والفِقْه عن أبي علي بن أبي هُريرة، والقَّفَّال. وله شِعْر جيد. قال أبو الحسن بن القَطَّان: أبو سليمان الخَطَّابي، صاحب فقهٍ وحديث ومعانٍ وغريب، وشِعْر هو به مذكور في "اليتيمة" (¬2). وقال القَرَّاب: توفِّي الخَطَّابي بِبُسْت في شهر ربيع الآخر سنةَ ثمانٍ وثمانين وثلاث مئة (¬3). وفيها: مات الإِمام الرَّحَّال، أبو النَّضْر، شافعُ بنُ محمد بن الحافظ أبي عوانة الإِسْفَراييني، وقد لقي ابنَ جَوْصا وطبقته. ومحدِّث بُرُوجرد القاضي أبو الحسين عبيد الله بن سعيد البُرُوجردي، وقد لقي البَاغَنْدي، وابن جرير الطَّبري. والشيخ أبو الفَضْل عبيد الله بن محمد الفَامي ¬

_ (¬1) انظر تصانيفه في "معجم الأدباء": 4/ 252 - 253، وانظر مظان بعض نسخه الخطية في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 428 - 429. (¬2) انظر "يتيمة الدهر": 4/ 310 - 311. (¬3) ذكر أيضًا ياقوت في "معجم الأدباء": 4/ 250 نقلًا عن السمعاني أن وفاته سنة (386 هـ)، أما في "المنتظم": 6/ 397 فقد ذكر ابن الجوزي وفاته في سنة (349 هـ)، ونقل عنه ابن كثير في "البداية والنهاية": 11/ 236 - 237، في وفيات السنة نفسها، وهو ليس بشيء على حد تعبير ياقوت في "معجم الأدباء".

928 - ابن عابد

النَّيسَابوري. ومقرئ مِصْر أبو حَفْص عمر بن عِراك، الحَضْرَمي. ومقرئ العراق أبو الفرج محمد بن أحمد الشَّنَبُوذي. والعلَّامة الأديب أبو علي محمد بن الحسن بن المُظَفَّر الحاتِمي ببغداد. ومسند مرو القاضي أبو الفَضْل محمد بن الحسين الحَدَّادي، الفقيه، وله مئة سنة. ومقرئ مصر وعالِمُها الإِمام أبو بكر محمد بن علي الأدْفُوي المُفَسِّر. ومسند مكَّة أبو يعقوب يوسف بن الدَّخِيل، صاحب العُقَيلي. 928 - ابنُ عابد * الحافظ، أبو عمر، أحمد بن محمد بن عابد، الأسَدي الأنْدَلُسي، القُرْطُبي. سمع أحمد بن سعيد بن حَزْم، ومحمد بن معاوية بن الأحمر، وأحمد بن مطرف. حدث باليسير، ومات كَهْلًا. قال ابنُ الفَرَضي: مات في ذي القَعدة سنةَ تسعٍ وثمانين وثلاث مئة (¬1). وفيها مات: محدِّث نَيسَابور أبو محمد الحسن بن أحمد المَخْلَدي، المعدَّل. وعالم سَرْخَس الفَقِيه أبو علي زَاهر بن أحمد ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 58، تذكرة الحفاظ: 3/ 1020 - 1021، طبقات الحفاظ: 404. (¬1) "تاريخ علماء الأندلس" 1/ 58.

929 - الزهري

السَّرْخَسي، وله ست وتسعون سنة، وقد لحق البَغَوي في رِحْلته. وعالم المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي زَيد القَيرَواني، صاحب الرِّسالة. ومقرئ مصر أبو الطَّيِّب عبد المنعم بن غلبون الحَلبي. ومسند بغداد أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حَبَابة. وراوي "صحيح البُخَاري" أبو الهيثم محمد بن مكي الكُشْمِيهَني المَرْوَزي، يوم عَرفة. 929 - الزُّهْريُّ * الحافظ، النَّاقد، أبو محمد، الحسنُ بن علي بن عمرو، البَصْري، ويعرف بابن غُلام الزُّهْري. سمع أبا القاسم البَغَوي، وابن صَاعد، ومحمد بن الحسين بن مُكرم، والقاسم بن عَبَّاد، وعلي بن عبد الله بن الفَضْل، وخالد بن النَّضُر، وأحمد بن يعقوب المَتُّوثي، وطبقتهم. روى عنه: حمزة بن يوسف السَّهْمي الحافظ، وسأله عن أحوال الرُّواة، وأبو الحسن بن صخر الأَزْدي، ومحمد بن طلحة الخُزَاعي، وطائفة. وكان حيًّا في حدود سنة ثمانين وثلاث مئة. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 16/ 436 - 437، تذكرة الحفاظ: 3/ 1021 - 1022، الوافي بالوفيات: 12/ 165، طبقات الحفاظ: 404 - 405، شذرات الذهب: 3/ 97.

930 - السرخسي

930 - السَّرَخْسِيُّ * الحافظ، أبو الحسن، عليُّ بن أحمد بن عمر. قال الخطيب: سمع وكتَبَ الكثير، ولم يحدِّث إلَّا بشيء يسير، حدَّثني عنه الخَلَّال، وكان ثِقَةً (¬1). مات في جُمَادى الآخرة سنةَ تسعٍ وسبعين وثلاث مئة. 931 - ابن حِنْزَابَة * * الوزير، الحافظ، الإِمام، أبو الفَضل، جَعْفر بن الوزير أبي الفتح الفَضْل بن جَعْفر بن محمد بن موسى بن حسن بن الفُرَات، البَغْدَادي، نزيل مِصر. وزر أبوه للمقتدر في آخر دَوْلته، ووزر الحافظ أبو الفضل لصاحب مِصْر كافور الخَادم. وحدَّث عن: محمد بن هارون الحَضْرمي، ومحمد بن زهير الأُبُلّي، والحسن بن محمد الدَّارَكي، ومحمد بن سعيد الحِمْصي، ومحمد بن جعفر الخَرَائطي، وغيرهم. ¬

_ * تاريخ بغداد: 11/ 326، تذكرة الحفاظ: 3/ 1082، طبقات الحفاظ: 420. (¬1) "تاريخ بغداد": 11/ 326. * * تاريخ بغداد: 7/ 234 - 235، معجم الأدباء: 7/ 163 - 177، وفيات الأعيان: 1/ 346 - 350، سير أعلام النبلاء: 16/ 484 - 488، تذكرة الحفاظ: 3/ 1022 - 1024، العبر: 3/ 49 - 50، فوات الوفيات: 1/ 292 - 294، الوافي بالوفيات: 11/ 118 - 122، البداية والنهاية: 11/ 329، النجوم الزاهرة: 4/ 203، حسن المحاضرة: 1/ 352 - 353، طبقات الحفاظ: 405، شذرات الذهب: 3/ 135 - 136.

وكان يذكر أنَّه سمع من أبي القاسم البَغَوي مجلسًا، ولم يكن عنده، فكان يقول: مَنْ جاءني به أَغْنيتُه. وكان يملي الحديث بمِصْر وبسببه خَرَج الدَّارَقُطْني إلى هناك، فإنه كان يريد أن يصنِّف مسندًا، فخرج أبو الحسن إليه وأقام عنده مدَّة يصنِّف له، وحصل له منه مال كثير (¬1). روى عنه: الدَّارَقُطْني في كتاب "المُدَبَّج" وغيره أحاديث، والحافظ حمزة بن محمد الكِناني مع تقدُّمه، وعبد الغني بن سعيد، وطائفة: وله: مَن أَخْمَلَ النَّفْسَ أَحْيَاها وروَّحَها ... ولم يَبِتْ طاويًا مِنْها على ضَجَرِ إنَّ الرِّياحَ إذا اشتدَّتْ عواصِفُها ... فليس ترمي سوى العالي من الشَّجَرِ (¬2) قال السِّلَفي: كان من الحُفَّاظ الثِّقَات، المتبَجِّحين بصُحْبة المحدِّثين، مع جلالةٍ ورياسة. يملي ويروي في حال الوزارة، عندي من أماليه، ومن كلامه على الحديث وحسن تصرُّفه الدَّال على حِدَّة فهمه ووفور عِلْمه. وقيل: إنه كان يفطِر وينام نومة، ثم ينهض ويتوضأ، ويصلِّي إلى الغَدَاة. وقال المُسَبِّحي: لما غُسِّل أبو الفضل جعلوا في فِيه ثلاث شعرات من شَعْر النبي صلى الله عليه وسَلّم أخذها بمالٍ عظيم، وكانت عنده في درج ذهب مختوم بمسك. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 7/ 234. (¬2) "تاريخ بغداد": 7/ 235، و "معجم الأدباء": 7/ 165, و"وفيات الأعيان": 1/ 349، و"فوات الوفيات": 1/ 293، وفيه: "فليس تقصف إلا عالي الشجر".

وقال ابنُ طاهر المَقْدسي: رأيت عند الحبَّال كثيرًا من الأجزاء التي خُرجت لابن حِنْزابة، وفي بعضها الجزء الموفي ألفًا من مُسْند كذا، والجزء الموفي خمسَ مئة من مسند كذا، أنفق أموالًا عظيمة في البر (¬1). وحِنْزَابة أَمَةٌ كانت أُم والدة أبيه الفضل (¬2). والحِنْزَابة في اللُّغة: القصيرة الغليظة. ولد سنةَ ثمانٍ وثلاث مئة. وتوفِّي في ربيعٍ الأول سنةَ إحدى وتسعين وثلاث مئة. ونقل إلى المدينة النبوية فدفن بها (¬3). وفيها مات: أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكُشَاني، آخر مَنْ روى "الصحيح" عن الفِرَبْري. وبمصر: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حُمَيد بن رُزَيق، البَغْدَادي الدَّلال في البُرّ، يروي عن المَحَامِلي، وابن مَخْلَد. وشاعر العراق أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحَجَّاج البَغْدادي، صاحب المجون. وفقيه الظَّاهرية العلَّامة ¬

_ (¬1) "معجم الأدباء": 7/ 169. (¬2) كذا في الأصل، وفي "معجم الأدباء": 7/ 164 "حنزابة اسم أمهم"، وفي "وفيات الأعيان": 1/ 349 "وهي أبي أبيه"، وفي "تذكرة الحفاظ": 3/ 1023 "وكانت أم ولد والده الفضل". (¬3) انظر مكان دفنه في "معجم الأدباء": 7/ 169 - 170، و"وفيات الأعيان": 1/ 349.

932 - الأصيلي

أبو الحسن عبد العزيز بن أحمد، الخَرَزي البَغْدادي. قال الصَّيمري: ما رأيت فقيهًا أنظر منه ومن الشيخ أبي حامد. ومسند بَغْدَاد أبو القاسم عيسى بن علي، ابن الوزير، صاحب الأمالي. ومسند مصر المؤمَّل بن أحمد بن محمد، أبو القاسم الشَّيبَاني البغدادي البَزَّاز، وله أربع وتسعون سنة. سمع البَغَوي وطبقته. وقال الخطيب: كان ثِقَةً (¬1). 932 - الأَصِيليُّ * الحافظ، العلَّامة، أبو محمد، عبدُ الله بن إبراهيم بن محمد، الأَنْدَلُسي، صاحب كتاب "الدَّلائل في اختلاف العُلَماء". تفقَّه بقُرْطُبة، وسمع من ابن المشّاط، ومحمد بن السَّليم. ولقي وهب بن مَسَرَّة بوادي الحِجارة، وبمصر القاضي أبا الطَّاهر الذُّهْلي، وابن حَيُّويه النَّيسَابوري، والفقيه أبا إسحاق بن شعبان، وبمكَّة أبا بكر الآجُريِّ، وببغداد أبا بكر الشَّافعي، وأبا علي بن الصَّوَّاف، وأتقن، أخذ ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 13/ 183. * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 249، طبقات الفقهاء للشيرازي: 164، جذوة المقتبس: 239 - 240، ترتيب المدارك: 4/ 643 - 644، بغية الملتمس: 340 - 341، معجم البلدان: 1/ 213، سير أعلام النبلاء: 16/ 560 - 561، تذكرة الحفاظ: 3/ 1024 - 1025، العبر: 3/ 52 - 53، الديباج المذهب: 138 - 139، طبقات الحفاظ: 405 - 406، شذرات الذهب: 3/ 140، شجرة النور الزكية: 100 - 101.

"الصحيح" عن أبي زيد المَرْوَزي. وتفقَّه على أبي بكر الأَبْهَري. قال ابنُ القَطَّان: ينسب إلى أَصِيلة، مدينة دُثِرَتْ، كانت قريبًا من بلد طَنْجَة. ويقال فيه: أزيلي، ويقال: بين اللفظين. لقي الرِّجال بالمشرق، وتحقَّق بالفِقْه والحديث. وقال القاضي عياض: قال الدَّارَقُطْني: حدَّثني أبو محمد الأَصِيلي، ولم أَرَ مِثْلَه. ثم قال عياض: كان من حُفَّاظ مذهب مالك، ومن العالِمِين بالحديث وعِلله ورجاله، وكان ينكر الغلوَّ في كرامات الأَوْلياء، ويثبت منها ما صح ودعاء الصَّالحين، ولي قضاء سَرَقُسْطة، ثم ترك، وبقي على الشُّورى بقُرْطُبة (¬1). توفِّي في ذي الحِجَّة سنةَ اثنتين وتسعين وثلاث مئة بقُرْطُبة. وفيها: مات بمصر المحدِّث أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضَّرَّاب، صاحب كتاب "المروءة". ومسند هَرَاة أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأَنْصَاري، صاحب البَغَوي. ونَحْوي العراق أبو الفتح عثمان بن جِنِّي المَوْصلي. والعلَّامة القاضي أبو الحسن علي بن عبد الرحمن الجُرْجَاني الشَّاعر. ¬

_ (¬1) "ترتيب المدارك": 4/ 645 - 646.

933 - الوليد بن بكر

933 - الوليد بن بكر * ابن مَخْلَد، الحافظ، الرَّحَّال، أبو العَبَّاس، الغَمْري (¬1)، الأنْدَلُسي، السَّرَقُسْطي. رَحَل من أقصى الأنْدَلس إلى خُرَاسان. وحدَّث عن: الحسن بن رشيق، ويوسف المَيَانَجي، وجماعة. وعنه: الحافظ، وأبو ذَر الهَرَوي، والحسين بن جعفر السَّلَمَاسِي وآخرون. قال عبد الغني: حدَّثنا بتاريخ العِجْلي. وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة الثامنة. وذكر الخطيب أَنَّه سافر الكثير في الشَّام والعراق وما وراء النَّهْر وخُرَاسان، وعاد إلى بغداد، فحدَّث بها عن علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي وغيره من أهل المَغْرِب (¬2). قال: وكان ثقة أمينًا، حدَّثنا عنه حمزة بن محمد بن طاهر، والعَتيقي، والتَّنُوخي، وغيرُهم (¬3). ¬

_ * تاريخ بغداد: 13/ 481، جذوة المقتبس: 339 - 340، الصلة: 2/ 642 - 643، بغية الملتمس: 480 - 481، سير أعلام النبلاء: 17/ 65 - 67، تذكرة الحفاظ: 3/ 1080 - 1081، العبر: 3/ 53 - 54، المشتبه: 2/ 473، طبقات الحفاظ: 419 - 420، نفح الطيب: 2/ 380، شذرات الذهب: 3/ 141. (¬1) في "تاريخ بغداد": 13/ 481 "العمري"، وهو صحيح أيضًا، انظر خبرًا حول ضبط الاسم في "المشتبه": 2/ 473. (¬2) "تاريخ بغداد": 13/ 481. (¬3) المصدر السابق.

934 - خلف بن القاسم

وقال أبو الوليد بنُ الفَرَضي: كان إمامًا في الحديث والفِقْه، عالمًا باللُّغة والعربية، لقي في رِحلته -فيما ذكر- أزيد من ألف شيخ، وكان أبو علي الفارسي يرفعه ويثني عليه (¬1). وقال الحاكم: سكن نَيسَابور مُدَّة، وهو مقدَّم في الأدب، شاعر فائق. مات بالدِّينَور في رجب سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة. 934 - خَلَف بن القاسم * ابن سَهْل (¬2)، الإِمام، الحافظ، أبو القاسم الأَنْدَلسي، ابنُ الدَّبَّاغ. ولد سنة خَمسٍ وعشرين وثلاث مئة. وسمع محمد بن معاوية الأُموي، وأحمد بن الشَّامة، وبمِصْر أبا محمد بن الوَرْد، وسَلْم بن الفضل، وبمكة أبا بكر الآجُرِّي، وأبا الحسن الخُزاعي، وبدمشق علي بن أبي العَقَب، وأبا الميمون بن راشد. ¬

_ (¬1) لم أجد ترجمة له في "تاريخ علماء الأندلس" لابن الفرضي. * تاريخ علماء الأندلس: 1/ 136 - 137، جذوة المقتبس: 195 - 198، بغية الملتمس: 286 - 289، معجم البلدان: 4/ 325، سير أعلام النبلاء: 17/ 113 - 114، تذكرة الحفاظ: 3/ 1025 - 1026، الديباج المذهب: 114 - 115، غاية النهاية: 1/ 372، النجوم الزاهرة: 4/ 211، نفح الطيب: 2/ 105، شذرات الذهب: 3/ 144، هدية العارفين: 1/ 348، تهذيب ابن عساكر: 5/ 170. (¬2) في "جذوة المقتبس": 195 "ويقال أيضًا ابن سهلون بن أسود".

935 - الكلاباذي

وصنَّف حديث مالك، وحديث شُعْبة، وكتابًا في الزُّهْد وقرأ بالرِّوايات على جماعةٍ، منهم: أحمد بن صالح، صاحب ابنِ مجاهد. حدَّث عنه جماعةُ من الأَنْدَلُسيين، منهم: أبو عمر بن عبد البَرِّ، وأبو عمرو الدَّاني. وكان ابنُ عبد البر لا يقدِّم عليه أحدًا من شيوخه (¬1). وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفاظ في الطبقة الثامنة. مات في ربيع الأول سنةَ ثلاثٍ وتسعين وثلاث مئة. وفيها: مات بأَصْبَهان أبو جعفر أحمد بن محمد المَرْزُبان الأَبْهري، صاحب جُزءْ لُوَين. والمقرئ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطَّبَري ببغداد. وشيخ اللُّغة أبو نَصْر إسماعيل بن حَمَّاد الجَوْهري. ومسند بغداد أبو طاهر محمدُ بنُ عبد الرَّحمن البَغْدَادي، المُخَلِّص. والسيد أبو الحسن محمد بن علي العَلَوي الهَمَذَاني ببخارى. 935 - الكَلابَاذِيُّ * الحافظ، الإِمام، أبو نَصْر، أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن علي، البُخَاري، وكَلاباذ: مَحَلَّة من بخارى. ¬

_ (¬1) " جذوة المقتبس" 197. * تاريخ بغداد: 4/ 434، الأنساب: 10/ 506، معجم البلدان: 4/ 472، اللباب: 3/ 61، وفيات الأعيان: 4/ 210 - 211، سير أعلام النبلاء: 17/ 94 - 96، تذكرة الحفاظ: 3/ 1027، العبر: 3/ 67، طبقات الحفاظ: 406 - 407، شذرات الذهب: 3/ 151، هدية العارفين: 1/ 69، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 443 - 444.

سمع الهيثم بن كُليب الشَّاشي، وعبد المؤمن بن خَلَف النَّسفي، وأبا جعفر محمد بن محمد البَغْدَادي، وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي، وخَلْقًا. روى عنه: الدَّارَقُطْني، والحاكم، وجعفر بن محمد المُسْتَغْفِري. وقال: هو أحفظ مَنْ كان بما وراء النَّهْر في زمانه. وذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة الثامنة. وقال الخطيب: كان ثِقَةً حافظًا، ورد بَغْداد وحدَّث بها في حياة أبي الحسن الدَّارَقُطْني، وكان أبو الحسن يثني عليه، وروى عنه في كتاب "المُدَبَّج" حديثًا (¬1). وقال الحاكم: أبو نَصْر الكَلابَاذي الكاتب من الحُفَّاظ، حَسَنُ الفهم والمعرفة، عارفٌ "بصحيح البخاري"، كتب بما وراء النَّهر وبخُرَاسان والعراق، ووجدت شيخنا الدَّارَقُطْنيَّ قد رضي فهمه ومعرفَتَه، وهو متقِنٌ ثَبْت، لم يُخَلِّف بما وراء النهر مِثْلَه (¬2). مات في جُمَادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين (¬3) وثلاث مئة، وله ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 4/ 434 - 435. (¬2) "الأنساب": 10/ 507. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1027 "وسبعين"، وهو تصحيف.

خمس وسبعون سنة (¬1). وله مؤلَّف مشهور في معرفة مَنْ روى له البخاري (¬2). ومات معه في سنة ثمان البديع أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى الهَمَذَاني، الأديب، مصنِّف المقامات. وشيخ هَمَذَان ومحدِّثُها ومفتيها أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد بن لال، الشَّافعي، وله رِحْلة لقي فيها ابنَ الأعرابي، وعمِّر تسعين سنة. والقاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون البَغْدَادي الضَّبِّي. ومفتي بغداد أبو محمد عبد الله بن محمد البُخَاري المعروف بالبافي، صاحب أبي علي بن أبي هُرَيرة. وشاعر بغداد أبو الفرج عبد الواحد بن نَصْر المخزومي البَبَّغَاء. وأبو القاسم عبيدُ الله بن أحمد بن علي، ابن الصَّيدلاني، ببغداد، وهو آخر من حَدَّث عن ابن صاعد من الثِّقَات. ¬

_ (¬1) أي أن ولادته سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، وقد وقع اضطراب بين المؤرخين في تحديد سنة ولادته؛ ففي "الأنساب": 10/ 506 ولد سنة (360 هـ)، وهو وهم تابعه عليه ابن الأثير في "اللباب": 3/ 61، وفي "معجم البلدان": 4/ 472: "ومولده سنة (306 هـ)، وهو وهم أيضًا، أما ابن خلكان في "وفيات الأعيان": 4/ 210 فقد نقل عن السمعاني أن مولده سنة (460 هـ)، وذكر أنه غلط، ولكنه لم يقع على سنة ولادته، مما أوقعه في غلط أكبر حين اعتبر سنة وفاته (398 هـ) هي سنة ولادته، وسنة (460 هـ)، هي سنة وفاته. (¬2) هو "الهداية والإِرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد الذين أخرج لهم البخاري في جامعه". انظر مظان نسخه الخطية في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 443، وقد جمع محمد بن طاهر القيسراني (ت 507) في كتاب واحد بين هذا الكتاب، وكتاب "الرجال عند مسلم" لابن منجويه (ت 428) بعنوان "الجمع بين كتابي أبي نصر الكلاباذي وأبي بكر بن منجويه في رجال البخاري ومسلم"، وقد طبع في حيدر آباد سنة (1323 هـ)، في جزأين.

936 - البصير

936 - البَصير * الحافظ البارع، أبو العَبَّاس، أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق، الرَّازي، الضَّرير. ولد أعمى، وكان ذكيًّا، استملى على ابن أبي حاتم. وسمع من: أحمد بن محمد بن حسين بن معاوية، صاحب أبي زُرْعة -وارتحل إلى بخارى وإلى نَيسَابور- وسمع أبا حامد بن بلال، وأبا العَبَّاس الأَصَمّ، وآخرين. روى عنه: الأَزْهري، ومحمد بن عبد الملك بن بِشْران، والفقيه سليم الرَّازي، وغيرهم. قال الخطيب: قَدِمَ بغداد غيرَ مَرَّة قبل سنة ثمانين وثلاث مئة، وبعدها، وانتقى عليه الدَّارَقُطْني، وكتبَ النَّاس عنه بانتخابه عليه، وكان ثِقَةً حافظًا (¬1). وقال الخليلي: كان عارفًا بأحاديثه، حافظًا، وهو آخر من مات بالرَّي من أصحاب ابنِ أبي حاتم (¬2). وسمع ببَلْخ من الحافظ عبد الله بن محمد بن طَرْخان، وببخارى من محمود بن إسحاق، صاحب البُخَاري، ومن عبد الله الحارثي الأُستاذ. ¬

_ * الإِرشاد للخليلي (خ): ورقة 124، تاريخ بغداد: 4/ 435، العبر: 3/ 69 - 70، تذكرة الحفاظ: 3/ 1028 - 1029، نكت الهميان: 114، شذرات الذهب: 3/ 153. (¬1) "تاريخ بغداد": 4/ 435. (¬2) "الإِرشاد" للخليلي (خ): ورقة 124.

937 - الحليمي

وقال العَتيقي: هو ثِقَةٌ مأمون، توفِّي بالرَّي في شهر رمضان من سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مئة (¬1). وفيها: مات مسند أَصْبَهان أبو علي الحسنُ بنُ علي بن أحمد بن سُلَيمان، البغدادي، التَّاجر، نزيل أَصْبهان، وله أربع وتسعون سنة. ومقرئ مصر أبو الحسن طاهر بن عبد المُنْعم بن غلبون، مصنِّف التذكرة. ومسند زمانه أبو مُسْلم محمد بن أحمد بن علي، البَغْدَادي الكاتب. وشيخ قُرْطبة القُدْوة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زَمَنِين، المُرِّي. 937 - الحَلِيميُّ * العلَّامة البارع، القاضي، أبو عبد الله، الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم، البُخَاري، الشافعي، صاحب التَّصَانيف. كان من أذكياء زَمَانه، وله يد طُولى في العِلْم والأدب. أخذ عن أبي بكر القَفَّال وغيره. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 4/ 435. * تاريخ جرجان: 156 - 157، الأنساب: 4/ 198 - 199، المنتظم: 7/ 264، اللباب: 1/ 382، وفيات الأعيان: 2/ 137 - 138، سير أعلام النبلاء: 17/ 231 - 231، تذكرة الحفاظ: 3/ 1030، العبر: 3/ 84، الوافي بالوفيات: 12/ 351، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 333 - 343، طبقات الشافعية للإِسنوي: 4/ 401 - 405، البداية والنهاية: 11/ 349، طبقات الحفاظ: 407 - 408، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 120 - 121، كشف الظنون: 2/ 1047، شذرات الذهب: 3/ 167 - 168، هدية العارفين: 1/ 308، الرسالة المستطرفة: 58.

938 - ابن منده

وسمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خَنْب، وخَلَف بن محمد الخَيَّام، وبكر بن محمد بن حمدان الصَّيرَفي، وغيرهم. روى عنه: الحاكم مع تقدُّمه، والحافظ أبو زكريا عبد الرَّحيم البُخَاري، وأبو سَعْد (¬1) الكَنْجَروذي، وآخرون. ولد سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة. ومات في ربيع الأوَّل سنةَ ثلاثٍ وأربع مئة. 938 - ابن مَنْدَه * الإِمام، الحافظ، شيخ الإِسلام، أبو عبد الله، محمد بن الشَّيخ أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى بن مَنْدَه، وهو إبراهيم بن الوليد بن سَنْدَة (¬2) بن بُطَّة بن استُنْدار بن جهار بُخت، -وقيل: اسم استُنْدار فَيرُزان، وهو الذي أسلم وقت افتتاح الصحابة أَصْبَهان، وولاؤه لعبد القَيس، وكان مجوسيًّا، وكان من النُّواب على بعض أعمال أصبهان- الأَصْبَهاني، العَبْدي، صاحب التَّصَانيف. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ" 3/ 1030 "أبو سعيد"، وهو تصحيف. * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 306، طبقات الحنابلة: 2/ 167، المنتظم: 7/ 232 - 233، سير أعلام النبلاء: 17/ 28 - 43، تذكرة الحفاظ: 3/ 1031 - 1036، دول الإسلام: 1/ 185، المغني في الضعفاء: 2/ 553، ميزان الاعتدال: 3/ 479 - 480، الوافي بالوفيات: 2/ 190 - 191، البداية والنهاية: 11/ 336، غاية النهاية: 2/ 98 - 99، لسان الميزان: 5/ 70 - 72، النجوم الزاهرة: 4/ 213، طبقات الحفاظ: 408 - 409، شذرات الذهب: 3/ 146، هدية العارفين: 2/ 57، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 438 - 440. (¬2) في الأصل ضبطت بكسر السين، وما أثبتناه من "تبصير المنتبه": 2/ 707.

حدث منده بشيء يسير، ومات في دولة المُعْتَصم. وروى ابنه (¬1) الحديث. وأما حفيده (¬2) فكان [من] الحفاظ. مات سنة إحدى وثلاث مئة. يروي عنه أبو الشيخ كثيرًا. وابنه إسحاق. روى عن: عبد الله بن محمد النعمان وغيره. مات سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة. ولد الحافظ أبو عبد الله سنةَ عشر وثلاث مئة، وقيل: سنة تسعٍ. وسمع أباه، وعَمَّ أبيه عبد الرَّحمن بن يحيى، وأبا علي الحسن بن أبي هُريرة، وطائفة بأَصْبَهان، ومحمد بن الحسين القَطَّان، وعبد الله بن يعقوب الكِرْمَاني، وأبا حامد بن بلال، وخَلْقًا بنيسابور، وأبا سعيد بن الأَعرابي بمكَّة، والهيثم بنُ كُليب بالشَّاش، وخَيثمة بن سليمان وغيره بالشام، وأبا جعفر بن البَخْتَري، وإسماعيل الصَّفَّار وجماعة ببغداد، وأبا الطَّاهر المَدِيني، وطبقته بمصر. وعِدَّةُ شيوخه الذين أخذ عنهم ألف وسبع مئة، وله إجازة من ابن أبي حاتم، وغيره، وكتب عن أربعة مشايخ أربعةَ آلاف جُزْء، وهم: ابنُ الأَعرابي، والأَصَمّ، وخَيثمة، والهيثم بن كُليب. وأوَّل سماعه في سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. وأول ارتحاله قبل الثلاثين أو فيها إلى نَيْسَابور. ومدائنه التي ارتحل ¬

_ (¬1) أي يحيى بن منده. (¬2) هو محمد بن يحيى، سلفت ترجمته برقم (708) من هذا الكتاب.

إليها من إسْكندرية إلى الشَّاش، ولم يدخل البَصْرة ولا هَرَاة ولا بلاد فارس ولا سِجِسْتَان ولا أَذْرَبيجَان، ولما رجع من الرِّحلة كانت كتبه فيما قيل أربعين حِمْلًا. وقد قيل: إن أحدًا من الحُفَّاظ لم يسمعْ ما سمع، ولا جمع ما جمع. وكان يقول: طفت الشَّرق والغرب مَرَّتين (¬1). روى عنه: أبو الشيخ -وهو من شيوخه- والحاكم، وأبو نُعَيم، وغُنْجار، وتمام الرَّازي، وأبو سَعْد (¬2) الإِدْريسي، وحمزة السَّهْمي، وأحمد بن الفَضْل الباطِرْقَاني، وأحمد بن محمود الثَّقفي، وأبو الفضل عبدُ الرَّحمن بن أحمد بن بُنْدار، وأولاده: عبدُ الرَّحمن، وعبد الوهَّاب، وعُبيد الله، وآخرون. قال الحاكم: التقينا ببُخَارى سنةَ إحدى وستين، وقد زاد زيادةً ظاهرة، ثم جاءنا إلى نَيسَابور سنة خمس وسبعين ذاهبًا إلى وطنه. قال شيخنا أبو علي الحافظ: بنو مَنْدَه أعلام الحُفَّاظ في الدُّنيا قديمًا وحديثًا، ألا ترون إلى قريحة أبي عبد الله؟ وقيل: إن أبا نُعَيم ذُكِرَ له ابن مَنْدَه، فقال: كان جَبَلًا من الجِبال. وقال الباطِرْقاني: كتبَ إمامُ دهره أبو أحمد العَسَّال إلى ابن منده وهو بنيسابور في حديث أشكل عليه، فأجابه بإيضاحه وبيان عِلّته. ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة": 2/ 167، وفيه "فلم أتقرب إلى كل مذبذب، ولم أسمع من المبتدعين حديثًا واحدًا". (¬2) في الأصل: أبو سعيد، وهو تصحيف.

وحكى غيرُ واحد عن أبي إسحاق بن حمزة، قال: ما رأيت مثْلَ أبي عبد الله بنِ منده. وقال جعفر المُسْتَغْفِري: ما رأيت أحدًا أحفظَ من أبي عبد الله بنِ منده، سألته يومًا: كم تكون سماعات الشيخ؟ قال: تكون خمسة آلاف مَنٍّ (¬1). وقال أحمد بن جعفر الحافظ: كتبت عن أزيد من ألف شيخ، ما فيهم أحفظ من ابن مَنْدَه. وقال أبو إسماعيل الأنصاري الهَرَوي: أبو عبد الله بن مَنْدَه سَيِّد أهل زمانه. وذكر أبو زكريا بن مَنْدَه في "تاريخه" عن أبيه وعمَّيه وغيرهم: أن أبا عبد الله قال: ما افتصدتُ قَطُّ، ولا شربتُ دواءً قَطُّ، وما قبِلْتُ من أحدٍ شيئًا قط. قال أبو زكريا: وكنت مع عمي عبيد الله في طريق نَيسَابور، فلما بلغنا بئر مَجَنَّة، حكى لي عمي قال: كنت ها هنا يومًا فعرَض لي شيخ جَمَّال فقال: كنت قافلًا عن خُرَاسان مع أبي، فلما وصلنا إلى هنا إذا نحن بأربعين وِقْرًا من الأحمال، فظننا أَنَّ ذلك ثياب، فإذا خيمة صغيرة فيها شيخ، وإذا هو والدك، فسأله بعضنا: ما هذه الأحمال؟ فقال: هذا مَتَاع قَلَّ مَنْ يرغب فيه في هذا الزمان، هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر لي عمي بعد ذلك فقال: كنت قافلًا عن خُرَاسان ومعي عشرون وِقْرًا من الكتب، فنزلت بها عند البئر اقتداءً بالوالد. ¬

_ (¬1) قال الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1034 "المن يجيء عشرة أجزاء كبار".

939 - السليماني

وقد ذكر أبو الوليد بن الدَّبَّاغ أبا عبد الله بن مَنْدَه في الطبقة الثامنة من الحُفَّاظ، وكذا ذكره ابن المفَّضَّل فيها، وذكر معه الحاكم، وعبد الغني بن سعيد، وأبا مسعود الدِّمَشْقي. توفِّي ابن منده في سَلْخ ذي القَعْدة سنةَ خمسٍ وتسعين وثلاث مئة، رحمه الله تعالى. 939 - السُّلَيمَاني * الحافظ، المُعَمَّر، أبو الفَضْل، أحمد بن علي بن عمرو (¬1)، البِيكَنْدي، البُخَاري، شيخ ما وراء النَّهر. ولد سنة إحدى عشرة وثلاث مئة. وسمع محمد بن حمدُويه بن سهل المَرْوَزي، وعلي بن سَخْتُويه، وعلي بن إبراهيم بن معاوية، والأَصَمّ، ومحمود بن إسحاق الخُزاعي، ومحمد بن صابر بن كاتب البُّخَاري، وعلي بن إسحاق المادَرَائي البَصْري، وعبد الله بن جَعْفر بن فارس الأَصْبَهاني، وغيرَهم. وجمع وصنَّف، وله عندي كتاب في "أسماء الرِّجال" فيه فوائد، وفيه أشياء لم يُتابعْ عليها. ¬

_ * الأنساب: 2/ 375، 7/ 122 - 123، معجم البلدان: 1/ 533، اللباب: 1/ 163، 557، سير أعلام النبلاء: 17/ 200 - 202، تذكرة الحفاظ: 3/ 1036 - 1037، العبر: 3/ 87 - 88، الوافي بالوفيات: 7/ 216 - 217، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 41 - 42، طبقات الشافعية للإِسنوي: 2/ 40، طبقات الحفاظ: 409، شذرات الذهب: 3/ 172، هدية العارفين: 1/ 71. (¬1) في "معجم البلدان": 1/ 533 "عمر".

940 - الشيرازي

وقد ذكره ابنُ السَّمْعَاني في "الأنساب" فقال: السُّلَيماني: نسبةً إلى جَدِّه لأُمه أحمد بن سليمان البِيكندي، له التَّصَانيف الكبار، وكان يصنِّف في كل جمعة شيئًا، ثم يدخل من قرية بِيكند إلى بُخَارى، ويحدث بما صَنّف (¬1). روى عنه: أبو سهل أحمد بن علي الأَبيوردي، والحافظ جعفر بن محمد المُسْتَغْفِري، وابنه أبو ذَرّ محمد بن جعفر، وغيرهم. وتوفي في ذي القعْدة سنةَ أربعٍ وأربع مئة (¬2)، وله ثلاث وتسعون سنة. 940 - الشِّيرَازِيُّ * الحافظ، الفَقيه، أبو علي، الحسن بنُ أحمد بن محمد بن اللَّيث، الكشِّي (¬3). رحل وسمع إسماعيل الصَّفَّار، وأبا جعفر بن البَخْتَري، وعبد الله بن ¬

_ (¬1) "الأنساب": 7/ 122. (¬2) في "الأنساب" تاريخان للوفاة؛ الأول (412 هـ)، أورده في (البيكندي): 2/ 375، والثاني (404 هـ)، ذكره في (السليماني): 7/ 123، وقد تابعه ابن الأثير في "اللباب" في كلتا الترجمتين دون أن يتنبّه إلى هذا الاختلاف، وقد اختار ياقوت في "معجم البلدان": 1/ 533 التاريخ الأول؛ أي سنة (412 هـ)، وقد أُثبت في باقي المصادر ما هو مثبت في أصلنا. * الأنساب: 10/ 441، (الليثي) 497 / ب, اللباب: 3/ 43، 74، سير أعلام النبلاء: 17/ 209 - 210، تذكرة الحفاظ: 3/ 1037 - 1038، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 302 - 303، طبقات الشافعية للإِسنوي: 2/ 91، غاية النهاية: 1/ 207، طبقات الحفاظ: 409، شذرات الذهب: 3/ 175. (¬3) نسبة إلى كشا؛ اسم جد المترجم. انظر "الأنساب": 10/ 441.

جعفر بن دَرَسْتَويه، وجماعة ببغداد، وأبا العَبَّاس الأَصَمّ، وأبا عبد الله بن الأخرَمْ بنَيْسَابور، والحسن بن عبد الرَّحمن الرَّامَهُرْمُزي بفارس. روى عنه: الحاكم، وعلي بن محمد الشاهد، وجماعة. قال الحاكم: هو متقدِّم في معرفة القِراءات، حافظٌ للحديث، رحَّال قَدِمَ علينا أيَّام الأَصَمّ، ثم قَدِم علينا سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة, وسمِعْتُ منه (¬1). وذكَرْه ابن الصَّلاح في "طبقات الشَّافعية" وقال هو والد اللَّيث، وأبي بكر. وذكره أبو عبد الله القَصَّار في "طبقات أهل شيراز"، وأثنى عليه كثيرًا، ثم قال: ومن أصحابه زيدُ بن محمد بن خلف الحافظ، ومحمد بن موسى الحافظ، وأحمد بن عبد الرَّحمن الحافظ. ثم قال: توفي في ثامن عشر رمضان سنة خمس وأربع مئة. قال: وابنه أبو بكر محمد بن الحسن، الشيرازي. سمع بأَصْبَهان من أبي بكر بن المُقْرئ. وبقي إلى سنة سبعٍ وأربعين وأربع مئة (¬2). ¬

_ (¬1) "الأنساب": 497 / ب. (¬2) قال السمعاني: "وأظن أنه مات في سنة أربعين وأربع مئة، والله أعلم". انظر "الأنساب": / 497 ب.

941 - الحاكم

941 - الحاكم * الحافظ الكبير، شيخُ أهل الحديث في عَصْره، أبو عبد الله, مُحَمَّد بنُ عبد الله بن محمَّد بن حَمْدُويه بن نُعيم، الضَّبِّيّ، النَّيسابوري, المعروف بابن البيِّع (¬1)، صاحب التصانيف. ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة في ربيع الأول. وطلب الحديث من صغره باعتناء أَبيه وخاله. فسمع سنة ثلاثين، ورحل إلى العِراق وهو ابن عشرين، وحَجَّ ثم جال في خُرَاسان وما وراء النَّهْر، وسمع من قريب ألفي شيخ. وروى عن: أَبيه، ومحمَّد بن عليّ بن عمر المُذَكِّر، وأبي العباس الأصَمّ، ومحمَّد بن صالح بن هانئ، ومحمَّد بن عبد الله الصَّفَّار، ¬

_ * الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 172 - 173، تاريخ بغداد: 5/ 473، الأنساب: 2/ 370 - 372، تبيين كذب المفتري: 227 - 231، المنتظم: 7/ 274 - 275، اللباب: 1/ 162، وفيات الأعيان: 4/ 280 - 281، سير أعلام النبلاء: 17/ 162 - 177، تذكرة الحفاظ: 3/ 1039 - 1040، ميزان الاعتدال: 8/ 603، العبر: 3/ 91 - 92، الوافي بالوفيات: 3/ 320 - 321، البداية والنهاية: 11/ 355، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 155 - 171، طبقات الشافعية للإسنوي: 5/ 401 - 407، غاية النهاية: 2/ 184 - 185، لسان الميزان: 5/ 232 - 233، النجوم الزاهرة: 4/ 238، طبقات الحفاظ: 409 - 411، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 123 - 125، كشف الظنون: 2/ 1672، شذرات الذهب: 3/ 176 - 177، هدية العارفين: 2/ 59، الرسالة المستطرفة: 21 - 23، أعيان الشيعة: 4/ 381، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 454 - 457. (¬1) قال السمعاني: "هذه اللفظة لمن يتولى البياعة والتوسط في الخانات بين البائع والمشتري من التجار للأمتعة". انظر "الأنساب": 2/ 370.

وأبي عبد الله بن الأخَرْم، وأبي العباس بن محبوب، وأبي حامد بن حَسْنويه، والحسن بن يعقوب البخَاري، وأبي النَّضْر محمَّد بن محمَّد بن يوسف، وأبي الوليد حَسَّان بن محمَّد، وأبي عمرو بن السَمَّاك، وأبي بكر النَّجَّاد، وأبي سهل بن زياد، وعبد الرَّحْمَن بن حمدان الجَلَّاب، وعلي بن محمَّد بن عُقْبة الشَّيْبَاني، وأبي علي الحافظ، وانتفع بصحبته وما زال يسمع حتَّى سمع من أصحابه. روى عنه: الدَّارَقُطْني، وأبو الفتح بن أبي الفَوارس، وأبو العلاء الواسطيّ، ومحمَّد بن أَحْمد بن يعقوب، وأبو ذَرّ الهَرَوي، وأبو يعلى الخَليلي، وأبو بكر البَيهَقي -وأكثر عنه - وأبو القاسم القُشَيريّ، وأبو صالح المُؤَذِّن، وأبو بكر أَحْمد بن عليّ بن خَلَف الشِّيرَازي، وخَلْق. وكتب أبو عمر الطَّلَمَنْكي علومَ الحديث للحاكم في سنة تسع وثمانين وثلاث مئة عن شيخٍ له عن آخر عن الحاكم. قال الخَطيب: كان الحاكم من أهل الفَضْل والعِلْم والمعرفة والحِفْظ، وله في علوم الحديث مصنَّفَات عِدَّة، قَدِم بغداد في شبيبته فكتب بها عن ابن السّمَّاك، والنَّجَّاد، وَدَعْلَج، ونحوهم، ثم وردَها وقد عَلَت سِنُّه، فحدَّث بها عن الأصَم وابن الأخْرم، وأبي علي الحافظ، وغيرِهم من شيوخ خُرَاسان، وكان ثِقةً (¬1). وقد ذكَر الخليليُّ الحاكمَ فقال: له رِحْلتان إلى العراق والحَجّ، ناظَر الدارَقُطْني فَرَضِيَه، وهو ثِقَةٌ، واسع العِلْم، بلغت تصانيفُه قريبًا من ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 5/ 473.

خمس مئة جزْء. ثم قال: سألني في اليوم الثاني لما دخلتُ عليه وهو يُقرأ عليه في فوائد العراقيين: سُفْيان الثّوْري عن أبي سَلَمة عن الزُّهْرِيّ عن سهل بن سَعْد، حديث الاسْتِئذَان فقال لي: مَنْ أبو سَلَمة؟ قلت: هو المغيرة بن مسْلم السَّرَّاج. قال: وكيف يروي المُغيرة عن الزُّهْرِيّ؟ فبقيت (¬1). ثم قال: قد أمهلتكَ أُسبوعًا. قال: فتفكرْتُ ليلتي، فلما وقعتُ في أصحاب الجزيرة تذكرتُ محمَّد بن أبي حَفْصة، [فإذا كنيتُه أبو سَلَمة، فلمَّا أصبحتُ، حضرت مجلسه، فلم أذكر شيئًا حتَّى قرأت عليه مما انتخبت قريبًا من مئة حديث، فقال لي: هل تفكَّرْتَ فيما جرى؟ فقلت: نعم، هو محمَّد بن أبي حفصة] (¬2)؛ فتعجب، وقال: أنظرت في حديث سُفْيان لأبي عمرو البَحِيري؟ فقلت: لا، وذكرت له ما أَمَمْت في ذلك. فتحيَّر، وأثنى عليَّ. ثم كنت أسأله فقال لي: أنا إذا ذاكرت اليوم في بابٍ فلا بُد من المُطَالعة لكبر سِنِّي، فرأَيتُه في كل ما أُلقي عليه بحرًا. وقَال لي: أعلم بأن خُرَاسان وما وراء النهر لكلٍ بلدة تاريخ صنَّفَه عالم منها، ووجدتُ نَيسَابور مع كثرة العُلَماء بها لم يُصنِّفوا فيه شيئًا؛ فدعاني ذلك إلى أن صنَّفْتُ "تاريخ النيسَابوريين" (¬3). فتأملْتُه، ولم يسبقه إلى ذلك أحد (¬4). ¬

_ (¬1) أي بقي مبهوتًا، دهشًا. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر كاملًا في التصوير، والمثبت من "الإرشاد" للخليلي (خ): الورقة 173. (¬3) يبدو أن أصل الكتاب قد فقِدَ. انظر ما كتبه عنه سزكين في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 456. (¬4) "الإرشاد" للخليلي (خ): ورقة 173.

وقال عبد الغافر بن إسماعيل (¬1): أبو عبد الله الحاكم هو إمام أهل الحديث في عَصْره، العارفُ به حَقَّ معرفته، وبيتُه بيت الصَّلاح والورع والتأذين في الإِسلام، لقي أَبا علي الثَّقَفي، وأبا محمدِ بن الشرْقي -ولم يسمع منهما- وسمع من أبي طاهر المحَمَّداباذي، وأبي بكر القَطَّان -ولم يقع بمسموعه منهما- وتصانيفُه المشهورة تطفَح بذكْرِ شيوخه، وقرأ على قُرَّاء زمانه؛ وتفقَّه على أبي الوليد، وأبي سهل الأستاذ، واختصّ بصُحبة إمام وقته، وأبي بكر الصِّبْغي، فكان يراجعه في السُّؤال والجَرْح والتّعديل والعِلل، وذاكر مثل الجِعابي، وأبي علي الماسَرْجِسِي، واتَّفَقَ له من التَصَانيف ما لعله يبلغ قريبًا من أَلْف جُزْء من تخريج "الصحيحين"، والعِلل والتّراجم والأبواب والشُّيوخ، ثم المجموعات مثل "معرفة علوم الحديث" (¬2)، و "مُسْتَدرك الصَّحيحين" (¬3) و "تاريخ نَيسَابُور" (¬4) وكتاب "مُزكي الأخبار" و "المَدْخل إلى عِلْم الصحيح" وكتاب "الإِكليل" (¬5) و"فَضَائل الشَّافعيّ" وغير ذلك (¬6). ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه، ويحكون أن مُقَدَّمي عصره مثل الصُّعْلوكي والإمام ابن فُوَرك، وسائر الأئمة يقدِّمونه على أنفسهم ويراعون حَقَّ فَضْله، ويعرفون له الحُرْمة الأكيدة -ثم أَطنب في تعظيمه وقال: ¬

_ (¬1) ستأتي ترجمته برقم (1051) من هذا الكتاب. (¬2) نشره معظم حسين في القاهرة سنة 1937 م. (¬3) طبع مع "تلخيص" الإِمام الذهبي في حيدرآباد 1334 - 1342 هـ. (¬4) انظر حاشيتنا رقم (3) ص (239) من هذا الحزء. (¬5) طبع في حلب سنة 1932، ثم نشره المستشرق روبسون في لندن سنة 1953 م. (¬6) انظر النسخ الخطية لبعض مصنفات الحاكم في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 454 - 457.

هذه جُمَل يسيرة، هي غَيْض من فَيضِ سِيَرِه وأحوالِهِ، ومَنْ تأمل كلامَه في تصانيفه، وتصرُّفه في أماليه، ونظرَه في طُرُق الحديث أذعن بفَضْله، واعترف له بالمَزِيّة على مَنْ تَقَدَّمه، وإتعابَه مَنْ بعده، وتعجيزَه اللاحقين عن بلوغ شَأوه. عاش حميدًا, ولم يخلِّف في وقته مِثْلَه. وقال الحافظ أبو حَازم العَبْدويي: سَمِعْتُ الحاكم يقول -وكان إمامَ أهلِ الحديث في عَصْره-: شربت ماء زَمْزَم، وسألت الله أن يرزقني حُسْنَ التّصنيف (¬1). وقال الحافظ مُحَمَّد بن طاهر: سمعت سَعْد بن عليّ الزَّنْجَاني الحافظ بمكة، وقلت له: أربعة من الحُفَّاظ تعاصروا، أيهم أحفظ؟ قال: مَنْ هم؟ قلتُ: الدَّارَقُطْني ببغداد، وعبد الغني بِمْصر، وابن مَنْدَه بأصْبَهان، والحاكم بنيسابور. فسكتَ، فألححت عليه، فقال: أما الدَّارَقُطْني فأعلمهم بالعِلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنْسَاب، وأما ابنُ مَنْدَه فأكثرهم حديثًا مع معرفة تامَّة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفًا. وقال أبو عبد الرَّحْمَن السُّلَمي: سألت الدَّارَقُطْني: أيهما أحفظ: ابنُ مَنْدَه أو ابن البَيِّع؟ فقال: ابن البيع أتقنُ حِفْظًا (¬2). وقال ابن طاهر: سَأَلْتُ أَبا إِسماعيل الأنْصَاري عن الحاكم، فقال: ثقَة في الحديث، رافضي خبيث. ثم قال ابن طاهر: كان شديدَ التعصب للشِّيعَة في الباطن، وكان يظهر التَّسنن في التقديم والخِلافة، وكان منحرفًا عن معاوية وآله، يتظاهر بذلك ولا يعتذر منه. ¬

_ (¬1) "تبيين كذب المفتري": 228. (¬2) "تبيين كذب المفتري": 229 - 230.

قلت: الحاكم ليس برافضي، وهو معظِّم للشَّيخين، بل هو شيعي فقط (¬1). قال الخَطيب: كان يميل إلى التَّشَيُّع، فحدَّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد الأُرْمَوي بنَيسَابور -وكان شيخًا فاضلًا صالحًا عالمًا- قال: جمع الحاكم أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاح على شَرْط البُخَاري ومسلم يلزمهما إخراجُهما في صحيحهما، منها حديث الطائر (¬2)، "ومَنْ كنتُ مَوْلاه فعليٌّ مولاه" (¬3). فأنكر عليه أصحابُ الحديث ذلك، ولم يلتفتوا فيه إلى قوله، ولا صوَّبوه في فعله (¬4). قلت: لو لم يصنِّف الحاكم "المُسْتَدْرك" كان خيرًا له، فإنَّه غَلِطَ فيه غَلَطًا فاحشًا بذكره أحاديثَ ضعيفة، وأحاديث موضوعة، لا يخفى بُطْلانها على مَنْ له أدنى معرفة، وتوثيقه جماعة ضعفهم في موضع آخر، وذكر أنَّه تبين له جَرْحُهم بالدَّليل. وقد ذكره ابن القَطَّان فقال: له كتبٌ كثيرة، وقد نُسب إلى غفلةٍ. وذكره ابن الدَّبّاغ في الطَّبقة الثامنة من الحُفاظ. ¬

_ (¬1) انظر "طبقات الشافعية" للسبكي: 4/ 161 - 171، فيه دفاع جيد عنه. (¬2) انظر حاشيتنا رقم (2) ص (156) من هذا الجزء. (¬3) حديث صحيح، أخرجه ابن ماجه (121) من حديث سعد بن أبي وقَّاص، وأَحمد 4/ 368، والتِّرمذيّ (713) من حديث زيد بن أرقم، وأخرجه أَحْمد 1/ 84 و 118 أو 119 و 152 من حديث علي، و 331 من حديث ابن عباس، و 4/ 281 من حديث البراء، و 4/ 368 و 370 و 372 من حديث زيد بن أرقم، و 5/ 347 من حديث بريدة، و 419 من حديث أبي أَيُّوب الأَنْصَارِيّ. (¬4) "تاريخ بغداد": 5/ 474.

942 - أبو عبد الرحمن السلمي

وقال عبد الغني بن سعيدٍ المِصْري: لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهامَ التي في "المدخل إلى الصَّحيح" بَعَثَ إليّ يشكرني ويدْعُو لي، فعلِمْت أَنَّه رَجُل عاقِلٌ (¬1). قال الحافظ أبو موسى المَدِيني: دَخَل الحاكم الحَمّام، واغْتَسَل وخرج فقال: آه. وقُبض روحُه، وهو مُتَّزِرٌ لم يلبَس قميصَه بَعْدُ، وصلى عليه القاضي أبو بكر الحِيري. توفِّي الحاكم في صفر سنةَ خمس وأربع مئة. 942 - أبو عبد الرَّحمن السُّلَمي * الحافظ، الزَّاهد، شيخ الصُّوفية، محمَّد بن الحُسين بن محمَّد بن موسى، النَّيسَابوري، الصُّوفي، الأَزْدِيّ الأب، السُّلَمي الأم، نُسِبَ إلى جَدِّه القُدْوة أبي عمرو إسماعيل بن نُجَيد ابن محدِّث يابور أَحْمد بن يوسف السلَمي. ¬

_ (¬1) انظر "المنتظم": 7/ 291. * تاريخ بغداد: 2/ 248 - 249، الأنساب: 7/ 113، المنتظم: 8/ 6، اللباب: 1/ 554، سير أعلام النبلاء: 17/ 247 - 255، تذكرة الحفاظ: 3/ 1046 - 1047، ميزان الاعتدال: 3/ 523 - 524، العبر: 3/ 109، دول الإِسلام: 1/ 190، الوافي بالوفيات: 2/ 380 - 381، مرآة الجنان: 3/ 26، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 143 - 147، البداية والنهاية: 12/ 12 - 13، طبقات الأولياء: 313 - 315، لسان الميزان: 5/ 140 - 141، النجوم الزاهرة: 4/ 256، طبقات الحفاظ: 411، طبقات المفسرين للسيوطي: 31، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 137 - 139، كشف الظنون: 2/ 1104، شذرات الذهب: 3/ 196 - 197، هدية العارفين: 2/ 61، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 4/ 178 - 184، وانظر مقدمة نور الدين شريبة في "طبقات الصوفية".

سمع أَبا العبَّاس الأصَمّ، وأَحمد بن [محمد بن] (¬1) عَبْدوس، ومحمَّد بن المُؤَمَّل الماسَرْجِسِي، ومحمَّد بن أَحْمد بن سعيد الرّازي، صاحب ابن وارة، وأبا علي النَّيسَابوري الحافظ، وخَلْقًا. وصنَّف وجمع وكتب العالي والنازل، وسأل الدَّارَقطْني عن أحوال كثير من الرُّواة. روى عنه: القُشَيريّ، والبَيهَقي، وأبو صالح المؤذِّن، ومحمَّد بن يحيى المزَكِّي، وأبو عبد الله الثَّقَفي، وخلْق. قال الخَطيب: كان ذا عناية بأخبار الصُّوفية، صنَّف لهم سننًا وتفسيرًا وتاريخًا، وقَدْرُه عند أهل بلده جليل، وكان مع ذلك مجوّدًا، صاحب حديث، وله بنيسابور دُويرَة للصُّوفية (¬2). وقال عبد الغافر في "تاريخ نَيسَابور": بلغ فهرست تصانيفه المئة أو أكثر، وكتب الحديث بمرو ونَيسَابور والعراق والحجاز. وقال الخَطيب: قال لي محمَّد بن يوسف القَطَّان النَّيسابوري: كان السُّلَمي غير ثِقَة، وكان يَضع للصُّوفية الأحاديث (¬3). ولد سنةَ ثلاثين وثلاث مئة. ومات في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مئة. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1046. (¬2) "تاريخ بغداد": 2/ 248. (¬3) المصدر السابق.

943 - عبد الغني بن سعيد

943 - عبد الغني بن سَعيد * ابن عليّ بن سعيد بن بِشْر بن مروان، الإِمام، الحافظ، المتقِن النَّسَّابة، أبو محمَّد الأَزْدِيّ المِصْري. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة. وسمع أَحْمد بن بُهْزَاذ السِّيرافي سنةَ اثنتين وأربعين، وعثمان بن محمَّد السمَرْقَنْدي، وعبد الله بن جَعْفر بن الورْد، وأحمدَ بن إبراهيم بن جامع، وحمزة بن محمَّد الحافظ، وأبا بكرٍ المَيَانَجي، والفضل بن جعفر المؤذن، وأبا سليمان بن زَبْر، وخَلْقًا سواهم. روى عنه: محمَّد بن عليّ الصُّوري، ورَشأ بنُ نظيف، وأبو عبد الله القُضَاعي، وعبد الرَّحيم بن أَحْمد البُخَاري، وأبو علي الأهوَازي، وأبو إسحاق الحَبَّال، وخَلْق. قال البَرْقَاني: ما رأيتُ بعد الدَّارقُطْني أحفظَ من عبد الغني. وقال أَيضًا: سألت الدَّارَقطْني لما قَدِم من مِصْر: هل رأيت في طريقك من يفهم شيئًا من العِلْم؟ قال: ما رأيت في طول طريقي إلَّا شابًّا ¬

_ * الأنساب: 1/ 198، المنتظم: 7/ 291 - 292، وفيات الأعيان: 3/ 223 - 224، سير أعلام النبلاء: 17/ 268 - 273، تذكرة الحفاظ: 3/ 1047 - 1049، العبر: 3/ 100 - 101، مرآة الجنان: 3/ 22، البداية والنهاية: 12/ 7 - 8، النجوم الزاهرة: 4/ 244، طبقات الحفاظ: 411 - 412، حسن المحاضرة: 1/ 353، كشف الظنون: 2/ 1637، شذرات الذهب: 3/ 188 - 189، هدية العارفين: 1/ 589، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 459 - 462.

بمصر يقال له عبد الغني، كأنه شُعْلة نار. وجعل يفخِّم أمره، ويرفع ذِكْره (¬1). وقال منصور بن عليّ الطَّرَسُوسي: لما أراد الدَّارَقُطْني الخروج من عندنا من مِصْر، خرجنا نودِّعه، وبكينا، فقال لنا: تبكون وعندكم عبد الغني بن سعيد، وفيه الخَلَف (¬2)؟ ! وقال العتيقي: كان إمامَ زمانه في عِلْم الحديث وحِفْظه، ثِقَةً مأمونًا، ما رأيت بعد الدَّارَقُطْني مِثْلَه. وقال الصُّوري: قال لي عبد الغني: ابتدأْتُ بعمل كتاب "المؤتلِف والمختلِف" (¬3) فقدم علينا الدَّارقطْني فأخذت عنه أشياءَ كثيرة منه، فلمَّا فرغته سألني أن أقرأه ليسمَعَه مني، فقلت: عنك أخذت أكثره. فقال: لا تقل هذا، فإنك أخذته عني مفرَّقًا وقد أوردتَه مجموعًا، وفيه أشياء عن شيوخك. فقرأتُه عليه (¬4). وقد ذكر أبو الوليد البَاجيُّ عبدَ الغني، فقال: هو حافظ متقِن، قلت لأبي ذَرّ: أخذْتَ عنه (¬5)؟ فقال: لا، إن شاء الله. على معنى التأكيد؛ وذلك أنَّه كان له اتِّصال ببني عُبَيد. قال الحَبَّال: توفِّيَ في سابع صفر سنة تسعٍ وأربع مئة. ¬

_ (¬1) "المنتظم": 7/ 291. (¬2) المصدر السابق. (¬3) انظر نسخه الخطية في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 460. (¬4) انظر "وفيات الأعيان": 3/ 224. (¬5) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1049 "أحدث عنه"، وهو تصحيف.

944 - ابن مردويه

وقيل: كان له جِنازةٌ عظيمة تحدَّث بها النَّاس، ونودي له: هذا الذي كان ينفي الكذبَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد مات أَيضًا في سنة تسع: مسند العِراق أبو الحسين أَحْمد بن محمَّد بن أَحْمد بن حَمَّاد بن المتيَّم، الواعظ الذي قال الخَطيب: لم أكتب عن [أحد من البغداديين] أقدم سماعًا منه (¬1). وأبو الحسن أحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن موسى بن الصَّلْت، الأهوَازي ثم البَغْدَادي. ومسند خُرَاسان أبو محمَّد عبد الله بن يوسف الأصبَهاني الصُّوفي. ومسند واسط أبو الحسن عليُّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن خَزَفَة الصَّيدلانِيّ. ومسند قزْوين أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخَطيب، راوي سنن ابن ماجه. 944 - ابن مَرْدُوْيَه * العلامة الحافظ، الثَّبْت، أبو بكر، أَحْمد بن موسى بن مرْدُويه، الأصْبَهاني، صاحبُ التَّصانيف المُفِيدة منها "التاريخ" و"المُسْتخْرج على صحيح البُخَاري" و"التَّفْسير المُسْنَد" وهو كتاب جليل (¬2). ¬

_ (¬1) " تاريخ بغداد": 4/ 371، وما بين حاصرتين منه. * ذكر أخبار أَصبهان: 1/ 168، المنتظم: 7/ 294، سير أعلام النبلاء: 17/ 308 - 310، تذكرة الحفاظ: 3/ 1050 - 1051، العبر: 3/ 102، الوافي بالوفيات: 8/ 201، النجوم الزاهرة: 4/ 245، طبقات الحفاظ: 412، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 93 - 94، كشف الظنون: 1/ 439، شذرات الذهب: 3/ 190، هدية العارفين: 1/ 71 - 72، الرسالة المستطرفة: 26، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 462 - 463. (¬2) انظر مظان النسخ الخطية لمؤلفاته في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 462 - 463.

روى عن: أبي سهل بن زياد القَطان، وميمون بن إسحاق، وعبد الله بن إسحاق الخرَاساني، ومحمَّد بن عبد الله بن علم الصَّفَّار، وإسماعيل الخُطَبي، ومحمَّد بن عليّ بن دُحَيم الشَّيبَاني، وأَحمد بن عبد الله بن دُلَيل، وإسحاق بن مُحَمَّد بن عليّ الكُوفيّ، ومحمَّد بن أَحْمد بن عليّ الأسْواري، وأَحمد بن عيسى الخَفَّاف، وأَحمد بن محمَّد بن عاصم الكَرّاني، وطبقتهم. روى عنه: عبد الرَّحْمَن وعبد الوَهَّاب ابنا مَنْدَه، وأبو الخير محمَّد بن أَحْمد بن رَرَا، وأبو منصور محمَّد بن شكرويه، والرَّئيس أبو عبد الله الثَّقَفيّ، وخلْق. وكان إمامًا في معرفة هذا الشَّأن بصيرًا به. ولد سنةَ ثلاثٍ وعشرين وثلاث مئة. ومات لستٍّ بقين من رمضان سنةَ عشر وأربع مئة. وفيها: مات المُسْنِد إبراهيم بن مَخْلَد الباقَرْحي البغدادي. ومسنِد دمشق أبو القاسم عبد الرَّحمن بن عمر بن نَصْر الشَّيبَاني. ومسنِدُ نَيسَابور العلامة أبو طاهر محمَّد بن محمَّد بن محمش الزِّيادي. وأبو محمَّد عبد الرَّحمن بن محمَّد بن أَحْمد بن بالُويه المُزَكِّي، لحق أَبا بكر القَطَّان. ومسنِد الوقت أبو عمر عبد الواحد بنُ محمَّد بن عبد الله بن مَهْدي الفَارسي، ببغداد. ومحدِّث هَرَاة العلَّامة القاضي أبو منصور محمَّد بن محمَّد بن عبد الله الأَزدِيّ. وصاحب "الناسخ والمَنْسُوخ" أبو القاسم هبةُ الله بنُ سلامة، البَغْدَادي.

945 - غنجار

945 - غُنْجار * الحافظ، محدِّث ما وراء النّهْر، أبو عبد الله، محمدُ بنُ أَحْمد بن محمَّد بن سليمان بن كامل، البُخَاري، صاحب "تاريخ بخارى". حدّث عن: خَلَف بن محمَّد الخَيَّام، وأبي عبيد أَحْمد بن عروة الكَرْمِيني، ومحمَّد بن حفص بن أسلم، وإبراهيم بن هارون المَلاحِمي، والحسن بن يوسف بن يعقوب، وسهل بن عثمان السُّلَمي، ومحمَّد بن محمَّد بن صابر، وخلق. ولم يرحل. روى عنه: أبو المُظَفَّر هَنَّاد بن إبراهيم النَّسَفي، وغيره. ومات سنة اثنتي عشرة وأربع مئة (¬1). وفيها: مات المُسْنِد أبو عبد الله الحسين بن عمر بن بَرْهان الغَزَّال ببغداد. ومسند مرو أبو محمَّد عبد الجَبَّار بن محمَّد بن عبد الله بن أبي الجَرَّاح الجَراحي، راوي "جامع التِّرْمذي". ومحدِّث بغداد أبو الحسن محمَّد بن أَحْمد بن محمَّد بن أَحْمد بن رِزْقَوَيه البَراز. قال ¬

_ * الأنساب: 9/ 177 - 178، معجم الأدباء: 17/ 213 - 214، اللباب: 2/ 179 , سير أعلام النبلاء: 17/ 304 - 305، تذكرة الحفاظ: 3/ 1052 - 1053، العبر: 3/ 108، الوافي بالوفيات: 2/ 60، طبقات الحفاظ: 412، كشف الظنون: 1/ 286، شذرات الذهب: 3/ 196، هدية العارفين: 2/ 61، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 2/ 228. (¬1) في "معجم الأدباء": 17/ 214، تُوفِّي سنة (422 هـ).

946 - ابن أبي الفوارس

الخَطيب: وهو أوَّلُ شيخٍ كتبت عنه (¬1). ومسند مصر أبو العَبَّاس منير بن أَحْمد بن الحسن (¬2) بن منير الخشَّاب المعدَّل، وقد لقي علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسْكَنْدَراني. قال الحَبَّال: ثِقَةٌ لا يجوز عليه تدليس. والقاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رَامِين الإِسْتَراباذي ببغداد. 946 - ابن أبي الفوارس * الحافظ، الثِّقَة، أبو الفتح، محمدُ بنُ أَحْمد بن محمَّد بن فارس بن سهل، البَغْدَادي. ولد سنةَ ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة. وسمع أَحْمد بن الفَضْل بن خُزَيمة، وجعفر الخُلْدي، وأبا بكر النَّقاش، وأبا بكر الشَّافعي، وأبا علي بن الصَّوَّاف، وطبقتهم. روى عنه: أبو سعد الماليني، والبَرْقَاني، وأبو علي بن البَنَّاء، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، ومالك بن أَحْمد البانياسي، وآخرون. أثنى عليه الدَّارَقُطْني، وذكره ابن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطَّبقة التاسعة. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 1/ 351. (¬2) في الأصل: الحسين، وهو وهم. * تاريخ بغداد: 1/ 352 - 353، المنتظم: 8/ 5 - 6، سير أعلام النبلاء: 17/ 223 - 224، تذكرة الحفاظ: 3/ 1053 - 1054، دول الإِسلام: 1/ 190، العبر: 3/ 109، الوافي بالوفيات: 2/ 60 - 61، طبقات الحفاظ: 412 - 413، شذرات الذهب: 3/ 196، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 464 - 465.

947 - الجارودي

وقال الحاكم: أول سماعه من أبي بكر النَّجَّاد. وقال الخَطيب: سافر في طلب الحديث إلى البَصْرة، وبلد فارس وخُرَاسان، وكتب الكثير وجَمَع، وكان ذا حِفْظ ومعرفة وأمانةٍ وثقة، مشهورًا بالصَّلاح، وكتب النَّاس بانتخابه على الشيوخ وتخريجه، وسمعت منه بعضَ أماليه، وقرأت عليه قِطْعة من حديثه، وكان يسكن بالجانب الشَّرْقي، ويملي في جامع الرَّصافة (¬1). توفِّي في ذي القَعْدة سنةَ اثنتي عشرة وأربع مئة. وقبره إلى جنب قبر أَحْمد بن حَنْبل غير أن بينهما قبور التميميين الثلاثة (¬2). 947 - الجارُودي * الإمام، الحافظ، الورع، أبو الفَضْل، محمَّد بن أَحْمد بن محمَّد، الهَرَوي. سمع حامد بن محمَّد الرّفَّاء، ومحمَّد بن عبد الله السلِيطي، وأبا إسحاق القَرَّاب، وسليمان بن أَحْمد الطَّبَرانيّ، وإسماعيل بن نُجَيد السُّلَمي، وخَلْقًا. وله رِحْلة واسعة. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 1/ 352 - 353. (¬2) "تاريخ بغداد": 1/ 353. * الأنساب: 3/ 159، اللباب: 1/ 203، سير أعلام النبلاء: 17/ 384 - 386، تذكرة الحفاظ: 3/ 1054 - 1056: العبر: 3/ 114، الوافي بالوفيات: 2/ 60 - 61، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 115 - 116، طبقات الحفاظ: 413، شذرات الذهب: 3/ 199.

روى عنه: أبو عطاء بن عبد الواحد المَلِيحي، وشيخ الإِسلام أبو إسماعيل الأنْصَاري، وأهل هَرَاة. وكان شيخ الإِسلام يقول: حدَثنا إمام أهل المَشْرق أبو الفضْل الجارُودي. وقال أبو النضر (¬1) الفامي: كان عديمَ النَّظير في العُلوم، وكان متقلِّلًا من الدُّنيا، متعفِّفًا وحيدًا في ورعه. وقال ابن طاهر: سمِعْتُ أَبا إسماعيل الأنْصَاري يقول: سمعت الجارودي يقول: رحلت إلى الطَّبَرانيّ فقرَّبني وأدناني، وكان يتعسّر في الرِّواية، فقلت له: أيها الشيخ، تتعَسَّر عليَّ وتبذُل للغير؟ ! قال: لأنك تعرف قدْرَ هذا الشأن. توفِّي الجارُودي في شَوَّال سنةَ ثلاث عشرة وأربع مئة (¬2). وفيها مات: محدِّث هَمَذَان أبو نَصْر حَمْد بن عمر الزَّجاج، لقي أصحاب الكَجِّيّ. وأبو القاسم صدقة بن محمَّد بن الدَّلم، القُرَشيُّ الدِّمَشْقي، يروي عن أبي سعيد بن الأعْرابي. وعالم الأندلس أبو المطرِّف عبد الرَّحْمَن بن مَرْوان الأنْصَاري القَنَازعي، المالكي. ومسند الأندلس في عَصره الإِمام المقرئ أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمَّد بن خُوَاسْتى (¬3)، الفارسيّ، البغدادي، وله اثنتان وتسعون سنة. لقي إسماعيل الصَّفَّار، وابن داسة. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1055 "أبو نصر"، وهو تصحيف. (¬2) في "الأنساب": 3/ 159 "تُوفِّي سنة نيف وعشرين وأربع مئة". (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1055 "حواسى"، وهو تصحيف، انظر "غاية النهاية": 1/ 392.

948 - تمام

وشيخ الكتابة أبو الحسن عليُّ بن هلال البَغْدَادي، ابن البَوَّاب. وشيخ الرافضة والمصنِّف في ضلالاتهم الشَّيخ المفيد مُحَمَّد بن محمَّد بن النعْمان بن المُعَلِّم. وأبو سهل محمود بن عمر العُكْبَرِي. 948 - تَمَّام * ابن محمَّد بن عبد الله بن جَعْفر، الحافظ، محدِّث الشَّام، أبو القاسم، الرَّازيّ، ثم الدِّمَشْقي. ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاث مئة. وسمع أباه، وخيثمة الأطْرابُلسي، وأبا الحسن بن حَذْلم (¬1)، وأبا الميمون بن راشد، وأبا علي أَحْمد بن محمَّد بن فَضَالة، والحسن بن حبيب الحَصَائري، وأبا يعقوب الأذرعي، ومحمَّد بن حُميد الحَوْراني، وخلائق. وتلا القرآن على أَحْمد بن عثمان غُلام السَّبَّاك. روى عنه: عبد الوهَّاب الكِلابي -وهو من شيوخه- وأبو الحسين المَيدَاني، وأبو علي الأَهوازيُّ [وعبد العزيز الكتَّاني، وآخرون] (¬2). ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 17/ 289 - 292، تذكرة الحفاظ: 3/ 1056 - 1058، العبر: 3/ 115 - 116، الوافي بالوفيات: 10/ 397، النجوم الزاهرة: 4/ 259 - 260، طبقات الحفاظ: 413، شذرات الذهب: 3/ 200، هدية العارفين: 1/ 245، الرسالة المستطرفة: 94 - 95، تهذيب ابن عساكر: 3/ 342 - 343، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 467 - 468. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1056 "حذيم"، وهو تصحيف. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1057.

[قال أبو علي الأَهوازيُّ] (¬1): ما رأيت مثله في معناه، كان عالمًا بالحديث، ومعرفة الرِّجال. وقال أبو بكر الحَدَّاد: ما لقينا مِثلَه في الحِفْظ والخَير. وقال الكتاني: تُوفِّي أُستاذنا تَمَّام الحافظ في ثالث المحرَّم سنةَ أربع عشرة وأربع مئة. قال: وكان ثقَة لم أر أحفظ منه في حديث الشَّاميين. وفيها: مات ببغداد المسنِدُ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمَّد المَخْزُومِيّ، الغَضَائري. وبطرابلس محدِّثُها أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمَّد بن أبي كامل العَبْسي، الطَّرابُلسي، المعدَّل. والمحدِّث أبو عبد الله الحسين بن محمَّد بن [الحسين بن] (¬2) عبد الله بن فنجويه، الثَّقَفي، الدِّينوري بنيسابور. وشيخ الحرم أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جَهْضَم الهَمَذَاني، صاحب كتاب "بهجة الأسرار" (¬3). وشيخ أَصبهان الفقيه أبو الحسن علي بن محمَّد بن أَحْمد بن مِيله، الأَصْبَهاني الفَرَضي. وأبو القاسم عليُّ بن محمَّد بن علي بن يعقوب الإِيادي ببغداد. ومسنِد البَصْرة القاضي أبو عمر القاسم بن جَعْفَر بن عبد الواحد الهَاشمي، من ولد جَعْفر بن سُليمان الأمير، مات في ذي القَعْدَة، وله اثنتان وتسعون سنة. ومسند بغداد أبو الفتح هلال بن محمَّد بن جعفر الحَفَّار. ومسند نيسابور أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمَّد بن يحيى المُزَكَي صاحب "الأمالي". ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1057. (¬2) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "سير أعلام النبلاء": 17/ 383. (¬3) منه نسخة خطية في دار الكتب الظاهرية بدمشق تحت رقم (مجموع 66/ 4).

949 - النقاش

949 - النَّقَّاش * الإِمام، الحافظ، أبو سعيد، مُحَمَّد بنُ علي بن عمرو بن مَهْدى، الأصْبَهاني، الحَنْبلي. سمع جدَّه لأمه أَحْمد بن الحسن بن أَيُّوب التَّمِيمِيّ، وعبد الله بن عيسى الخَشَّاب، وأبا محمد بن فارس، وأَحمد بن مَعْبَد السِّمْسَار، وأبا أَحْمد العَسَّال، وطبقتهم. وببغداد: أَبا بكر الشَّافعي، وابن مِقْسَم، وعمر بن سَلْم، وأبا علي بن الصوّاف، وبالبَصْرة: أَبا إِسحاق إبراهيم بن علي الهُجَيمي، وفاروقًا الخَطابي، وحبيب بن الحسن القَزَّاز، وبالكوفة: نذيرَ بن جناح المُحَاربي، وصباح بن محمَّد النَّهْدي، وبمرو: حاضر بن محمَّد الفقيه، وبجُرْجَان: أَبا بكر الإسْماعيلي. وبهَرَاة: أَبا حامد بن حَسْنُويه. وبالدِّينور: أَبا بكر بن السُّنِّي. وبالحرمين ونيسابور وهَمَذَان ونهاوند. وجمع وصنَّف وأملى، وروى الكثير مع الصِّدْق والأمانة. ومن مصنفاته: "طبقات الصُّوفية" وكتاب "القُضَاة" (¬1). روى عنه: أَحْمد بن عبد الغَفار بن أُشْتة (¬2)، والفَضْل بن عليّ ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان: 2/ 308، سير أعلام النبلاء: 17/ 307 - 308، تذكرة الحفاظ: 3/ 1059 - 1061، العبر: 3/ 118، الوافي بالوفيات: 4/ 119، طبقات الحفاظ: 414، شذرات الذهب: 3/ 201، هدية العارفين: 2/ 62، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 4/ 186 - 187. (¬1) انظر مظان النسخ الخطية لبعض آثاره في "تاريخ الترات العربي": مج 1 / ج 4/ 186 - 187. (¬2) هكذا ضبط في "تبصير المنتبه": 1/ 20، وفي "المشتبه": 1/ 28: بفتح الهمزة.

950 - ابن الباجي

الحَنَفيّ، وأبو مطيع محمَّد بن عبد الواحد الصحاف، وغيرهم. توفِّي في رمضان سنة أربع عشرة وأربع مئة، وله أكثر من ثمانين سنة. 950 - ابن البَاجي * الحافظ، العلَّامة، أبو عمر، أَحْمد بن عبد الله بن محمَّد بن عليّ، اللَّخْمي، الأنْدَلُسي، الإشْبِيلي. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة. وسمع من أَبيه (¬1) "المصنف" لابن أبي شيبة، رواه له عن عبد الله بن يونس القَبْري، عن بقيّ بن مَخْلَد عنه، ورحل بابنه محمَّد إلى مِصر فلقي أَبا بكر المهندس وطبقته. روى عنه: ابنه محمَّد، وأبو عمر بن عبد البَرّ، وخلق. قال عبد الغني بن سعيد المِصْري: كتبَ عني وكتبتُ عنه (¬2). وقال ابن عبد البَرّ: كان يحفظ "غريبي الحديث" لأبي عبيد، ¬

_ * جذوة المقتبس: 120 - 121، ترتيب المدارك: 4/ 684، الأنساب: 2/ 18 - 19، الصلة: 1/ 11 - 12، بغية الملتمس: 184 - 186، اللباب: 1/ 83 , سير أعلام النبلاء: 17/ 74 - 75، تذكرة الحفاظ: 3/ 1058 - 1059، العبر: 3/ 60، المشتبه: 2/ 628، الديباج المذهب: 61 - 62، طبقات الحفاظ: 414، شذرات الذهب: 3/ 147. (¬1) هو أبو محمَّد، عبد الله بن محمَّد بن عليّ، محدث الأندلس، تُوفِّي سنة (378 هـ)، انظر ترجمته في "تاريخ علماء الأندلس": 1/ 240 - 241. (¬2) "جذوة المقتبس": 120.

951 - ابن فطيس

وابن قُتيبة حِفْظًا حَسَنًا, وشُوْور في الأحكام، وهو ابن ثمان عشرة سنة، وجمع له أبوه علوم أَهل الأرض فلم يحتج إلى أحد، ورحل متأخِّرًا فلقي المهندس، وأبا العلاء بن مَاهَان. قال: وكان فقيه عصره، وإمام زمانه، لم أر مِثْلَه، كمَّلْت عليه "مصنَّف" ابن أبي شَيبة في سنة خمس وتسعين، وكان إمامًا في الأُصول والفروع (¬1). وذكره أبو الوليد بن الدباغ في الطّبقة الثَّامنة من الحُفَّاظ. وقال أبو عبد الله الخَوْلانِيّ: كان أبو عمر عارفًا بالحديث ووجُوهه، إمامًا مشهورًا، لم تر عيني مِثْلَه محدِّثًا سَمْتًا ووقَارًا، رحل ولقي شيوخًا جِلَّة، ولي قضاء إشْبيلية مُدَّة يسيرة، ثم ارتحل إلى قُرْطبة فسكنها ونشر بها العِلم، أخذنا عنه كثيرًا. تُوفِّي في المحرم سنة ست وتسعين وثلاث مئة. وشهدت جِنازتَه في حَفْل عظيم (¬2). 951 - ابن فُطَيس * الحافظ، العلامة، قاضي الجماعة، أبو المُطَرِّف، عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عيسى بن فُطيس بن أصْبَغ، القرْطُبي. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) انظر "الصلة": 1/ 11. * ترتيب المدارك: 4/ 671 - 672، الصلة: 1/ 309 - 313، بغية الملتمس: 356، المغرب في حلى المغرب: 1/ 211، سير أعلام النبلاء: 17/ 210 - 212: تذكرة الحفاظ: 3/ 1061، العبر: 3/ 78 - 79، مرآة الجنان: 3/ 4 - 5، المرقبة العليا (تاريخ قضاة الأندلس): 87 - 88، الديباج المذهب: 150، النجوم الزاهرة: =

حدّث عن: أبي عيسى اللَّيثي، وأبي عبد الله بن مفَرِّج، وأَحمد بن عَوْن الله، وخَلْق من طبقتهم، وأجاز له من مصر: الحسن بن رشيق، ومن بغداد: القاضي أبو بكر الأبْهَرِي. وكان عارفًا بالحديث يملي من حِفْظه. ذكره ابن الدَّبّاغ في الطَّبقة التَّاسعة من الحُفاظ. وقيل: إنه جمع من الكتب ما لم يجمعْه أحد، وإن كتبه بيعت بعده بأربعين أَلْف دينار (¬1). روى عنه: الصَّاحبان: أبو إسحاق الطُّلَيطِلي (¬2)، وأبو جعفر بن ميمون، وأبو عبد الله بن عابد، وسراج القاضي، وابن عبد البر، وغيرهم. وله مصنفات كثيرة منها: كتاب "أسباب النّزول" في مئة جُزْء، و"فضائل الصَّحابة" في مئة جزْء، و"معرفة التَّابعين" في مئة وخمسين جزْءًا، و"النّاسخ والمَنْسُوخ" في ثلاثين جُزْءًا، وكتاب "الأخوة" في أربعين جُزْءًا، وكتاب "دلائل النّبوة" في عشرة أسفار (¬3). ¬

_ = 4/ 231، طبقات الحفاظ: 414 - 415، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 285 - 287، شذرات الذهب: 3/ 163، هدية العارفين: 1/ 515، الرسالة المستطرفة: 58، شجرة النور الزكية: 102. (¬1) انظر "الصلة": 1/ 310. (¬2) هكذا ضبط في "الأنساب": 8/ 248، وفي "معجم البلدان": 4/ 39 "ضبطه الحميدي بضم الطاءين وفتح اللامين، وأكثر ما سمعناه من المغاربة بضم الأولى وفتح الثَّانية". (¬3) انظر "الصلة": 1/ 311 - 312.

ولد سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة، وعَمِل الوزارة مَرة. ومات في ذي القَعْدَة سنة اثنتين وأربع مئة، وله أربع وخمسون سنة. وفيها: مات الوزير الأديب أبو عمر (¬1) أَحْمد بن سعيد بن حَزْم بن غالب الأندلسي، والد العلَّامة أبي محمَّد عليِّ بن أَحْمد. والإِمام أبو الحسين أَحْمد بن عبد الله بن الخضر السُّوْسَنْجِرْدي ببغداد، وله نيّف وثمانون سنة. وأبو محمَّد الحسن بن الحسين بن عليّ النُّوبَخْتي، الكاتب الشيعي المعتزلي، يروي عن علي بن عبد الله بن مبَشِّر الواسطيّ، والمَحَاملي. وزاهد العراق أبو عمرو عثمان بن عيسى الباقِلَّاني. وخطيب دمشق المقرئ أبو الحسن عليُّ بن داود الدَّاراني. ومسنِد الشَّام المحدِّث الجَوَّال أبو الحسين محمَّد بن أَحْمد بن محمَّد بن جمَيع الصَّيدَاوي بها, وله سِتٌّ وتسعون سنة. والنَّحْوي المُقْرئ، مسنِد العراق أبو الحسن محمَّد بن جعفر بن هارون بن النَّجَّار، التَّمِيمِيّ الكُوفِيّ، آخر مَنْ روى عن محمَّد بن الحُسَين الأشْناني، وله مئة سنة. وإمام الفَرضِيّين أبو الحسين محمَّد بن عبد الله بن اللَّبَّان، البَصْريّ (¬2). وعالم الكوفة أبو عبد الله محمدُ بن عبد الله بن الحسين الجعْفي القاضي، المعروف بابن الهَرَواني، وله سبع وتسعون سنة. ومسنِد الأندلس أبو بكر يحيى بنُ عبد الرَّحْمَن بن مسعود القرْطُبي، المعروف بابن وَجْه الجَنَّة، وله ثمانٍ وتسعون سنة، وهو أكبر شيخ لابن حَزْم. وشيخ هَمَذان أبو العباس أَحْمد بن إبراهيم بن أَحْمد بن ترْكان، التَّمِيمِيّ الخَفَّاف، وله خمس ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1061 "أبو علي"، وهو تحريف. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1062 "المصري"، وهو تصحيف.

952 - الإدريسي

وثمانون سنة. وفيها أو بَعْدَها المعمَّر أبو العباس أَحْمد بن الحسين بن أَحْمد بن زَنْبيل، راوي "التَّاريخ الصّغير" للبُخَاري، عن ابن الأشْقر عنه، رحمهم الله تعالى. 952 - الإدْرِيسي * الحافظ، أبو سَعْد عبد الرَّحْمَن بن محمَّد بن محمَّد بن عبد الله بن إدريس بن حسن بن مَنُّويه (¬1)، الإِستِرَاباذي، محدِّث سَمَرْقَند، ومصنِّف تاربخها، وتاريخ إستِرباذ (¬2). سمع أَبا العباس الأصَمّ، وأبا نُعَيم محمَّد بن الحسن الإسْتِرَاباذي، وأبا سهل هارون بن أَحْمد، وأبا أَحْمد بن عدي، وطبقتهم. وجمع الأبواب والشيوخ. روى عنه: أبو علي الشَّاشي، وأبو مسعود أَحْمد بن محمَّد البَجَلي، وأَحمد بن محمَّد العَتيقي، وأبو سَعْد الكَنْجروذي (¬3)، وآخرون. ¬

_ * تاريخ جرجان: 219، تاريخ بغداد: 10/ 302 - 303، الأنساب: 1/ 160، المنتظم: 7/ 273، اللباب: 1/ 29، سير أعلام النبلاء: 17/ 226 - 227، تذكرة الحفاظ: 3/ 1062 - 1064، العبر: 3/ 90، البداية والنهاية: 11/ 354 , النجوم الزاهرة: 4/ 237، طبقات الحفاظ: 415، كشف الظنون: 1/ 281، شذرات الذهب: 3/ 175، هدية العارفين: 1/ 515، تاريخ التراث العربي: مج 9 / ج 2/ 226 - 227. (¬1) في "تاريخ بغداد": 10/ 302 "متويه"، وهو تصحيف. (¬2) في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 2/ 227 "قد يكون هذا الكتاب وكتاب تاريخ استراباذ كتابًا واحدًا". (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1063 "أبو سعيد"، وهو تصحيف.

أثنى عليه الخَطيب، وقال: كان ثقَة (¬1). مات سنة خمسٍ وأربع مئة (¬2). وفيها: مات مسنِد الحرم أبو الحسن أَحْمد بن إبراهيم بن فِراس العَبْقَسي، بمكة، وله ثلاث وتسعون سنة. ومسندُ بَغْداد أبو الحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن موسى بن القاسم بن الصَّلْت القُرَشيُّ العَبْدري، المُجَبَّر (¬3)، وله إحدى وتسعون سنة. ومقرئ بغداد بكر (¬4) بن شَاذَان الواعظ. ومسنِدُ أَصْبَهان أبو محمَّد عبد الله بنُ أَحْمد بن جُولة الأبْهَري. وقاضي قضاة بغداد أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد بن عبد الله الأسَدي، ابن الأكْفَاني، وله تسع وثمانون سنة. سمع المَحَاملي وطبقته. ومسندُ دمشق العَدْل أبو بكر محمَّد بن أَحْمد بن عثمان بن أبي الحديد السُّلَمي، وله ست وتسعون سنة. وفقيه عصره بالدينور القاضي أبو القاسم يوسف بن أَحْمد بن كَجّ، كان يضرب به المثل في حِفْظ مذهب الشَّافعي. ومحدِّث جُرْجَان وصَدْرُها أبو نَصْر محمَّد بن أَحْمد بن إبراهيم بن الإسْمَاعيلي، روى عنه الأصَم وغيره. وقد ذكره ابن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطَّبقة الثامنة. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 10/ 302. (¬2) في "كشف الظنون": 1/ 218 تُوفِّي سنة 305، وهو وهم، وما أكثر الأوهام في هذا الكتاب، وفي "تاريخ بغداد": 10/ 303 قال الخَطيب: "وكان الإدريسي حيًّا في سنة خمس؛ وذلك أني رأيت في كتاب أبي سعد الماليني تاريخ سماعه في سنة خمس وأربع مئة". قلت: هذا لا ينفي موته في السنة نفسها، وعليها أجمعت كل المصادر. (¬3) في "المشتبه": 2/ 571، ويقال المُجْبِر؛ بالتخفيف. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1063 "أبو بكر"، وهو وهم. انظر ترجمته في "غاية النهاية": 1/ 178.

953 - الإسفراييني

953 - الإسْفَرَاييني * الحافظ، أبو بكر، مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الوَهَّاب. رحل في سنة أربع وخمسين وثلاث مئة. وروى عن: أبي أَحْمد بن عَدِي، ومحمَّد بن عبد الرَّحْمَن الهمَذَاني، وجماعة. وعنه: سعيد بن محمَّد البحيري، وغيره. قال أبو مسعود البَجَلي: سمِعْتُ الحاكم يقول: أشهد على أبي بكر الإسْفراييني أنَّه كان يحفظ من حديث مالك وشُعبة والثوري ومِسْعَر أكثر من عشرين أَلْف حديث. ماتَ سنةَ ستٍّ وأربع مئة. وفيها: مات شيخ الشَّافعية أبو حامد أَحْمد بن أبي طاهر محمَّد بن أحمد الإسْفَرَاييني ببغداد، وله اثنتان وستون سنة. وشيخ الصُّوفية بنَيسَابور الأستاذ أبو علي الحسن بن عليّ الدَّقّاق. ومسند نَيسَابور أبو يَعْلى حمزة بن عبد العزيز المُهَلَّبي، شيخ الطِّب. ومسنِد الحرم أبو القاسم عبيد الله بن محمَّد السَّقَطي البَغْدَادي، سمع ابن البخْتَري وطبقته. وشيخ العراق أبو أَحْمد عُبيد الله بن محمد بن أبي مُسْلم الفَرَضي المقرئ، وله اثنتان وثمانون سنة، روى عن المَحَاملي وغيره. ومسند أَصْبَهان أبو الفرج عثمان بن أَحْمد البُرْجي. وعالم نَيسَابور أبو بكر محمَّد بن الحسن بن فُوْرَك الأَصْبهانِيّ الأصولي. والشريف الرَّضي نقيب العلوية أبو الحسن محمَّد بن الحسين بن موسى المَوْسوي الشِّيعي. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 17/ 245 - 246، تذكرة الحفاظ: 3/ 1064 - 1065، طبقات الحفاظ: 415، شذرات الذهب: 3/ 184.

954 - الشيرازي

954 - الشِّيرَازِي * الحافظ، الجوّال، أبو بكر، أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن محمَّد بن موسى، الفَارسي، صاحب كتاب "الألقاب" (¬1). سمع الطَّبَرانيّ بأصْبَهان، وابن عدي بخرْجَان، وأبا بحر البَرْبَهاري ببغداد. ومحمَّد بن الحسن السَّرَّاج بنيسابور، وعبد الله بن عمر بن عَلّك بمرو، وسعيد بن القاسم المُطّوِّعي ببلاد الترْك، ومحمَّد بن مُحَمَّد بن صابر ببخارى، وسمع بالبَصْرة وواسط، وشيراز، وعِدَّة مدائن. روى عنه: محمَّد بن عيسى الهَمذَاني، وأبو مسلم بن غَزْو (¬2)، وحميد بن المأمون، وآخرون. قال شِيرويه: حدَّثنا عنه أبو الفرج البَجَلي، قال: وكان صدوقًا حافظًا، يحسن هذا الشَّأن جيدًا جيدًا، خَرَج من عندنا سنة أربع وأربع مئة إلى شيراز، وأُخبرت أنَّه مات بها في سنة إحدى عشرة وأربع مئة (¬3). وذكره جَعْفر المُسْتَغْفِري فقال: كان يحفظ ويفهم، كتبت عنه بنسف وسمعته يقول: وقع بيني وبين الحافظ ابن البيِّع منازعة في عمرو بن ¬

_ * معجم البلدان: 3/ 381، سير أعلام النبلاء: 17/ 242 - 244، تذكرة الحفاظ: 3/ 1065 - 1067، العبر: 3/ 96، الوافي بالوفيات: 7/ 38، مرآة الجنان: 3/ 20، طبقات الحفاظ: 415 - 416، كشف الظنون: 1/ 157، شذرات الذهب: 3/ 184، 190، هدية العارفين: 1/ 71، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 463 - 464. (¬1) انظر مظان نسخه الخطية في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 463 - 464. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1066 "عروة"، وهو تصحيف. (¬3) "معجم البلدان": 3/ 381.

955 - خلف بن محمد

زُرارة وعمر بن زُرارة فقال: هما واحد، فحاكمته إلى أبي أَحْمد الحاكم فقلنا: ما يقول الشيخ فيمن قال عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة واحد؟ فقال: من هذا الطبل (¬1) الذي لا يفصل بينها (¬2). وقال أبو القاسم بن مَنْدَه: مات الشيرازي في شَوّال سنة سبع وأربع مئة. وفيها: مات ببغداد أبو عبد الله أَحْمد بن محمَّد بن يوسف بن دُوْست العَلّاُف البزَّاز، وكان يملي من حِفْظه، سمع محمَّد بن جعفر المَطِيري. وشيخ نَيسَابور الواعظ أبو سَعْد عبد الملك بن أبي عثمان الخَرْكُوشي الزَّاهد، صاحب التَّفْسير والتصَانيف. 955 - خَلَف بن محمَّد * ابن عليّ بن حَمْدون، أبو محمَّد (¬3)، الواسطيّ، الحافظ، صاحب "الأطْرَاف" (¬4). سمع أَبا بكر القَطِيعيّ ببغداد، والإسْمَاعيلي بجرْجَان، ومحمَّد بن ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1066 "الطفل". (¬2) انظر "الأنساب": 4/ 81 - 82 (الحدثي). * ذكر أخبار أصبهان: 1/ 310، تاريخ بغداد: 8/ 334 - 335، المنتظم: 7/ 254، معجم البلدان: 5/ 350، سير أعلام النبلاء: 17/ 260 - 261، تذكرة الحفاظ: 3/ 1067 - 1068، البداية والنهاية: 11/ 344، طبقات الحفاظ: 416، كشف الظنون: 1/ 116، هدية العارفين: 1/ 348: الرسالة المستطرفة: 167 - 168، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 452 - 453. (¬3) في "سير أعلام النبلاء": 17/ 260 "أبو علي". (¬4) انظر مظان نسخه الخطية في "تاريخ التراث العربي" مج 1 / ج 1/ 452 - 453.

956 - أبو مسعود

عبد الله بن خَميرويه بهرَاة، وعبد الله بن محمَّد بن السَّقَّاء بواسط، وطبقتهم. روى عنه: الحاكم [وقال] (¬1): كان حافظًا لحديث شُعْبة وغيره. وقال أبو نُعيم: صحبناه بنَيسابور وأَصْبَهان (¬2). وقال الخَطيب: رافق أَبا الفتح بن أبي الفوارس في رِحْلته. فكتب الكثير، ودخل بلاد خُرَاسان فكتب عن شيوخها، وعاد إلى بغداد فأقام بها مُدَّة ثم خرج إلى الشَّام، فسمع ممن أدرك بها، ودخل مصر فانتقى على شيوخها، وكتب النَّاس بانتخابه، وخَرَّج "أطراف الصحيحين"، وكان له حفْظ ومعرفة، ونزل بعد ذلك ناحية الرَّمْلة، واشتغل بالتِّجارة وترك النَّظَر في العِلْم إلى أن مات هناك، سمعت الأزهري يقول: كان حافظًا، وكان ابن أبي القوارس أُستاذه (¬3). قال الصوري: مات بعد سنة أربع مئة (¬4). 956 - أبو مَسْعود * إبراهيم بن محمَّد بن عُبيد، الدِّمَشْقي، الحافظ الكبير، صاحب "الأطراف". ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق. (¬2) "ذكر أخبار أصبهان": 1/ 310. (¬3) "تاريخ بغداد": 8/ 334 - 335. (¬4) المصدر السابق، وقد أورد ابن الجوزي في "المنتظم": 7/ 254 وفاته في سنة (401 هـ). * تاريخ بغداد: 6/ 172 - 173، المنتظم: 7/ 252، سير أعلام النبلاء: 17/ 227 - 230، تذكرة الحفاظ: 3/ 1068 - 1069، العبر: 3/ 72 - 73، البداية والنهاية: =

سمع من: عبد الله بن مُحَمَّد بن السَّقَّاء، وغيرِه بواسط، ومن أصحاب مطيَّن بالكوفة، ومن أصحاب أبي خليفة الجُمَحيّ بالبصرة، ومن أصحاب ابن خُزَيمة بنيسابور، ومن أصحاب أبي شعيب الحَرَّاني ببغداد، ومن أبي بكرَ القَلاب بأصْبَهان، ومن أَحْمد بن عَبْدَان الشِّيرَازي بالأهْواز. روى عنه: أبو ذَرّ الهَرَوي، وحمزة السهْمي، وأَحمد بن محمَّد العتيقي، وأبو القاسم اللالكائي، وغيرهم. وكان أكثر معرفة من خَلَف (¬1). ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الطَّبقة الثامنة من الحُفَّاظ. وقال الخَطيب: كان صدوقًا دَيِّنًا ورعًا فهمًا، سافر الكثير وسمع وكتب ببغداد والكوفة والبَصْرة وواسط والأهْواز وأَصْبَهان وبلاد خُرَاسان، ثم استوطن بغداد بأَخَرَةٍ، وكان له عناية بصحيحي البُخَارِيّ ومسْلم، وعمل تعليقة أطراف الكتابين، ولم يرو من الحديث إلَّا شيئًا يسيرًا (¬2). ¬

_ = 11/ 344، طبقات الحفاظ: 416 - 417، كشف الظنون: 1/ 116، شذرات الذهب: 3/ 162، هدية العارفين: 1/ 7، الرسالة المستطرفة: 167، تهذيب ابن عساكر: 2/ 287. (¬1) مرت ترجمة خلف بن محمَّد تحت رقم (955)، وقد أثنى ابن عساكر على كتاب "الأطراف" لخلف، وفضله على "أطراف" أبي مسعود قال: "وكان كتاب خلف أحسنهما ترتيبًا ورسمًا، وأقلهما خطأ ووهمًا، كفيًا فيه من أراد تعلمه ... ". انظر "كشف الطنون": 1/ 116. (¬2) "تاريخ بغداد": 6/ 172 - 173.

957 - الماليني

قال العتيقي: مات سنة إحدى وأربع مئة. قال الخَطيب: صلى عليه أبو حامد الإسْفَراييني، وكان وصيَّه (¬1). 957 - المَالِيني * الحافظ، الزَّاهد، أبو سَعْد، أَحْمد بن محمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن حَفْص بن الخليل، الأنْصَاري، الهَرَوي، الصُّوفي، ويعرف أَيضًا بطاووس الفُقَراء. روى عن: ابن عَدِي، وأبي بكر القَطِيعيّ، ومحمَّد بن عبد الله السَّلِيطي، وإسماعيل بن نُجَيد السُّلَمي، وأبي الشَّيخ الأصْبَهاني، والحسن بن رَشِيق الْمِصري، ويوسف بن القاسم المَيانَجي، وطبقتهم. حدّث عنه: عبد الغني بن سعيد المِصْري، وتَمَّام الرَّازيّ، وأبو حازم العَبْدويي، والبيهقي، والخطيب، وأبو نَصْر السِّجْزي، والقاضي [أبو عبد الله القُضَاعي، ومحمَّد بن أَحْمد بن شبيب الكاغدي، ¬

_ (¬1) المصدر السابق. * تاريخ جرجان: 82 - 83: تاريخ بغداد: 4/ 371 - 372، الأنساب: 11/ 100 - 101، تاريخ ابن عساكر (خ): 2/ 46 ب-47 ب، المنتظم: 8/ 3، معجم البلدان: 5/ 44، اللباب: 3/ 89، سير أعلام النبلاء: 17/ 301 - 303، تذكرة الحفاظ: 3/ 1070 - 1072، العبر: 3/ 107، الوافي بالوفيات: 7/ 330، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 59 - 60، البداية والنهاية: 12/ 11، النجوم الزاهرة: 4/ 256، طبقات الحفاظ: 417، حسن المحاضرة: 1/ 353، شذرات الذهب: 3/ 195، هدية العارفين: 1/ 72، الرسالة المستطرفة: 76، تهذيب ابن عساكر: 1/ 445 - 446.

وأبو عبد الله الحسين بن أَحْمد بن طلحة النِّعَالي، والقاضي] (¬1) أبو الحسن الخِلَعي، وآخرون. قال الخَطيب: كان ثِقَةً متقنًا خيِّرًا صالحًا، وهو أحد الرَّحَّالين في طلب الحديث والمكثرين منه. كتب ببلاد خُرَاسان وما وراء النَّهْر، وببلاد فارس وجُرْجَان والرَّي وأَصْبَهان والبَصْرة وبغداد والكوفة والشَّامات، ومِصْر، ولقي عامة الشيوخ والحُفَّاظ الذين عاصرهم، وسمع وكتب من الكتب الطوال والمصنفات الكبار ما لم يكن عند غيره، وآخر ما قَدِمَ علينا في سنة تسع وأربع مئة. وسمعنا منه في رباط الصُّوفية (¬2). وقال حمزة السَّهْميّ: دخل الماليني جُرْجَان في سنة أربع وستين، ورحل رحلات كثيرة إلى أَصْبَهان وما وراء النَّهْر ومِصْر والحجاز (¬3). وذكره ابن الصَّلاح في "طبقات الشَّافعية". وقال عبد العزيز بن عليّ الأزجي: أخذت من أبي سَعْد الماليني أُجرة النَّسْخ والمقابلة خمسين دينارًا في دفعة واحدة. قال أبو إسحاق الحَبَّال: تُوفِّي الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شَوَّال سنة اثنتي عشرة وأربع مئة (¬4). وذكر حمزة السَّهْميّ وأبو الحسن بن القَطَّان أنَّه مات سنة تسع (¬5). وهو وهم. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1070. (¬2) "تاريخ بغداد": 4/ 371 - 372. (¬3) "تاريخ جرجان": 82. (¬4) "تاريخ بغداد": 4/ 372. (¬5) "تاريخ جرجان": 83.

958 - العبدويي

958 - العَبْدُويي * الإِمام، الحافظ، محدّث نَيسَابور، أبو حازم، عمر بن أَحْمد بن إبراهيم بن عَبْدُويه بن سَدُوس بن عليّ بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، الهُذلي، النَّيسَابوري، الأَعْرج. سمَّعه أبوه في الصِّغَر من الصِّبْغي، وحامد الرَّفَّاء فلم يرو عنهما تورُّعًا، وحدّث عن إسماعيل بن نُجَيد، ومحمَّد بن عبد الله بن عَبْدَة السَّلِيطي، وأبي عمرو بن مطر، وأبي الفَضْل بن خميرويه، والإسْمَاعيلي، والغِطْريفي. ورحل إلى هَرَاة وجُرْجَان، ولحق ببغداد عيسى بن الوزير وطبقته. روى عنه: أبو الفتح بنُ أبي الفوارس، وأبو القاسم التَّنُوخي، وأبو صالح المؤذِّن، والخطيب، والبيهقي، وأبو عبد الله الثَّقَفيّ، وآخرون. قال الخَطيب: لقيته بنيسابور، وكتبتُ عنه الكثير، وكان ثِقَةً صادقًا عارفًا حافظًا، يسمع النّاس بإفادته ويكتبون بانتخابه (¬1). وقال أبو صالح المؤذِّن: سمعت أَبا حازم الحافظ يقول: كتبت ¬

_ * تاريخ بغداد: 11/ 272 - 273، الأنساب: 8/ 354، تبيين كذب المفتري: 241 - 243، المنتظم: 8/ 27، الباب: 2/ 113، سير أعلام النبلاء: 17/ 333 - 336، تذكرة الحفاظ: 3/ 1072 - 1074، العبر: 3/ 125 - 126، طبقات الشافعية للسبكي: 5/ 300 - 301، البداية والنهاية: 12/ 21، النجوم الزاهرة: 4/ 265، طبقات الحفاظ: 417 - 418، شذرات الذهب: 3/ 208. (¬1) "تاريخ بغداد": 11/ 272.

959 - البرقاني

بخطِّي عن عشرة من شيوخي عشرة آلاف جزْء؛ عن كل واحد أَلْف جزء (¬1). وقال أبو محمَّد بن السَّمَرْقَنْدي: سمِعْت أَبا بكر الخَطيب يقول: لم أَرَ أحدًا أُطْلِقَ عليه اسم الحِفْظ غير رجلين: أبو نُعيم، وأبو حازم العَبْدُويي. مات العبدويي يوم عيد الفِطْر سنةَ سبع عشرة وأربع مئة. وفيها: مات قاضي القُضَاة ببغداد أبو الحسن أَحْمد بن محمَّد بن عبد الله بن العَبَّاس بن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب الأُموي، وكان عفيفًا نَزِهًا رئيسًا، عاش ثمانيًا وثمانين سنة، ولم يحدث. وبدمشق أبو الحسين أَحْمد بن محمَّد بن سلامة السُّتَيتي بن الطَحَّان، يروي عن خَيثمة. وشيخ الشافعية بمرو أبو بكر عبد الله بن أَحْمد القَفَّال المَرْوَزيّ. ومسنِد بَغْدَاد أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السُّكّري. ومقرئ العصر أبو الحسن عليّ بن أَحْمد بن عمر بن حَفْص بن الحمَّامي ببغداد. والمعمَّر أبو حفص عمر بن أَحْمد بن عثمان العُكْبَري البَزَّاز، راوي نسخة علي بن حَرْب. ومحدِّث دمشق أبو نَصْر محمَّد بن أَحْمد بن هارون الغَسَّاني بن الجنْدي، إمام الجامع، وهو ثِقَة يروي عن خَيثمة. 959 - البَرْقَاني * الإِمام، الحافظ، الفَقِيه، أحد الأعلام، أبو بكر، أَحْمد بن محمَّد بن أَحْمد بن غالب، الخُوَارزْمي، الشَّافعي، شيخ بغداد. ¬

_ (¬1) " تبيين كذب المفتري": 242 - 243. * تاريخ بغداد: 4/ 373 - 376، طبقات الفقهاء للشيرازي: 127، الأنساب: 2/ 156 - 158، تاريخ ابن عساكر (خ): 2/ 47 ب-48 ب، المنتظم: =

سمع أَبا العباس بن حمدان، وببغداد أَبا علي بن الصَّوَّاف، وغيره، وبُجْرجان أَبا بكر الإِسماعيلي، وبهَرَاة محمَّد بن عبد الله بن خميرويه، وبنيسابور أَبا عمرو بن حمدان، وبدمشق أَبا بكر بن أبي الحديد، وبمِصْر عبد الغني بن سعيد، وبإسْفَرايين بشْر بن أَحْمد، وبمرو عبد الله بن عمر بن عَلَّك، وطبقتهم. وصنَّف التصانيف، وخرّج على الصّحيحين. روى عنه: الصُّوري، والبَيهقي، والخطيب، وأبو إسحاق الشِّيْرَازي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبو الفَضْل بن خَيرون، ويحيى بن بُنْدَار، وآخرون. قال الخَطيب: كتبنا عنه، وكان ثِقَةً ورعًا، متقنًا متثبتًا فهمًا، لم نر في شيوخنا أثبتَ منه، حافظًا للقرآن، عارِفًا بالفِقْه، له حظٌّ من عِلْمِ العربية، كثير الحديث، حسن الفهمَّ له، والبصيرة فيه، وصنَّف مسندًا ضمنه ما اشتمل عليه "صحيح البُخَارِيّ ومسلم" وجمع حديث سُفْيان الثَّوريّ وشُعْبة، وأيوب، وعبيد الله بن عمر (¬1)، وعبد الملك بن عمير، وبَيَان بن بِشْر، ومَطر الوَرَّاق، وغيرهم من الشُّيوخ، ولم يقطع التصنيف ¬

_ = 8/ 79 - 80، معجم البلدان: 1/ 387، اللباب: 1/ 113، سير أعلام النبلاء: 17/ 464 - 468, تذكرة الحفاظ: 3/ 1074 - 1076، العبر: 3/ 156 - 157، دول الإِسلام: 1/ 197، المشتبه: 1/ 66، الوافي بالوفيات: 7/ 331، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 47 - 48، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 231 - 232، البداية والنهاية: 12/ 36 - 37، النجوم الزاهرة: 4/ 280، طبقات الحفاظ: 418، شذرات الذهب: 3/ 228، هدية العارفين: 1/ 74، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 474. (¬1) في "تاريخ بغداد": 4/ 374 "عمرو"، وهو تصحيف.

إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مِسْعر، وكان حريصًا على العِلْم، منصرف الهِمَّة إليه، وسمعته يومًا يقول لرجل من الفُقَهاء، معروفٍ بالصلاح، وقد حضر عنده: ادعُ اللَّه أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإنَّ حبه قد غلب عليَّ فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلَّا به. أو نحو هذا من القول، وكنت كثيرًا أُذاكره بالأحاديث فيكتبها عني ويضمِّنها جموعه (¬1). سمعتُ الأزْهريَّ يقول: البرقاني إمام، وإذا مات ذهب هذا الشَّأن -يعني الحديث (¬2). وقال محمَّد بن يحيى الكِرْماني الفَقِيه: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثرَ عبادة من البَرْقَاني (¬3). وقال أبو محمَّد الخَلَّال: كان نسِيج وحدِه (¬4). وقال أبو الوليد الباجي: هو ثِقَةٌ حافظ. وقال الخَطيب: سأَلتُ الأزْهري فقلت: هل رأيتَ في الشيوخ أتقن من البَرْقَاني: فقال: لا (¬5). وذكره الشيخ أبو إسحاق الشِّيرَازي في "الطَّبقات" فقال: تَفَقَّه في حداثته، وصنَّف في الفِقْه، ثم اشتغل بعِلْم الحديث: فصار فيه إمامًا (¬6). ولد البَرْقاني في آخر سنة ست وثلاثين وثلاث مئة. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 4/ 374. (¬2) "تاريخ بغداد": 4/ 375. (¬3) المصدر السابق. (¬4) المصدر السابق. (¬5) المصدر السابق. (¬6) "طبقات الفقهاء" للشيرازي: 127.

960 - ابن الفرضي

ومات ببغداد في أول رجب سنة خمس وعشرين وأربع مئة. وفيها: مات مسنِد العراق أبو علي الحسنُ بن أبي بكر أَحْمد بن إبراهيم بن شَاذان البَغْدَادي البَزّاز، وله سبع وثمانون سنة. ومسند همَذان أبو سعيد عبد الرحمن بن محمَّد بن عبد الله بن بُنْدَار بن سُبَانة. ومسنِد دمشق أبو الحسن عبد الرَّحْمَن بن محمَّد بن يحيى بن ياسر الجَوْبَري. ومحدِّث دمشق ومفيدها أبو نَصْر عبد الوهَّاب بن عبد الله بن عمر (¬1) بن الجَبَّان المُريّ (¬2) الشّروطي. قال الكَتَّاني: تُوفِّي أُستاذنا أبو نَصْر بن الجبان في شَوَّال، وصنف كتبًا كثيرة. ومسند أَصبهان أبو بكر محمَّد بن عليّ بن إبراهيم بن مُصْعَب التَّاجر. 960 - ابن الفَرَضِي * الإمام، الحافظ، أبو الوليد، عبد الله بن محمد بن يوسف بن نَصْر، القُرْطُبي، صاحب "تاريخ الأنْدَلس" (¬3). ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1076 "عمران"، وهو تصحيف. (¬2) في المصدر السابق: "المزي"، وهو تصحيف، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 17/ 468 - 469. * جذوة المقتبس: 237 - 239، مطمح الأنفس: 284 - 286، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: مج 2 / ق 1/ 614 - 616، الصلة: 1/ 251 - 255، بغية الملتمس: 334 - 336، المطرب لابن دحية: 132، وفيات الأعيان: 3/ 105 - 106، المغرب في حلى المغرب: 1/ 103 - 104، سير أعلام النبلاء: 17/ 177 - 180، تذكرة الحفاظ: 3/ 1076 - 1078: العبر: 2/ 85، الديباج المذهب: 143، طبقات الحفاظ: 418 - 419، نفح الطِّيب: 2/ 129 - 131، شذرات الذهب: 3/ 168، هدية العارفين: 1/ 449. (¬3) طبع الكتاب مرتين تحت عنوان "تاريخ علماء الأندلس"، كان آخرهما في مصر سنة 1966 م.

أخذ عن: أبي عبد الله بن مفَرّج الحافظ، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وخَلَف بن القاسم، وعَبَّاس بن أَصْبغ، وخَلْق من أهل الجزيرة، وحَجَّ فسمع من أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن المُهَنْدس، والحسن بن إسماعيل الضَّرَّاب، وأبي مُسْلم الكاتب، ويوسف بن الدَّخِيل المكِّي، وأبي محمَّد بن أبي زيد المَغْرِبي، وأَحمد بن نَصْر الدَّاودي، وطبقتهم. وله مصنَّف مفرد في شُعَراء أهل الأندلس، وكتاب "المؤتلف والمختلف" وكتاب في "مشتبه النسبة". ذكره ابن الدَّبَّاغ في الطَّبقة التَّاسعة من الحُفَّاظ. وروى عنه جماعة منهم: أبو عمر بن عبد البَرِّ، وقال: كان فقيهًا عالمًا في جميع فنون العلم، وفي الحديث والرِّجال، أخذت معه عن أكثر شيوخي، وكان حَسَن الصّحبة والمعاشرة (¬1). وقال أبو مروان بن حَيَّان: لم نَرَ مِثْلَ ابن الفَرَضي بقُرْطُبة في سعَة الرِّواية، وحِفْظ الحديث، ومعرفة الرِّجال، والافتتانِ، والأدب البارع (¬2). مَوْلده سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة، وحَجَّ سنةَ اثنتين وثمانين، وَجَمع من الكتب كثيرًا، وولي قَضَاء بَلَنْسية، وكان حَسَن البلاغة والخَطِّ، تقلَّد قراءة الكتب للدَّوْلة (¬3). ¬

_ (¬1) انظر "الصلة": 1/ 252. (¬2) "الصلة": 1/ 253. (¬3) المصدر السابق.

وقال الحُميدي: حدَّثنا أبو محمَّد عليُّ بن أَحْمد الحافظ، أخبرني أبو الوليد بن الفَرَضي قال: تعلَّقْت بأستار الكعبة، وسألت الله الشَّهادة، ثم انحرفت قال: ففكَرْت في هول القَتْل فندِمْتُ وهممت أن أرجِع فأستقيل الله فاستحييتُ. قال أبو محمَّد: فأخبرني مَنْ رآه بين القَتْلى ودنا منه فسمعه يقول بصوتٍ ضعيفٍ: "لا يُكْلَم أحدٌ في سبيل الله -والله أعلم بمن يُكْلَم في سبيله- إلَّا جاء يوم القيامة وجُرْحُه يَثْعَبُ دَمًا، اللَّوْن لون الدمِ، والرِّيح ريح المِسْك" (¬1) كأنه يعيد ذلك الحديثَ على نَفْسه، ثم قضى على إِثْر ذلك (¬2). وقال غيره: قتل يوم أَخْذ قُرْطُبة، قتلته البربر فيمن قتلوا وبقي ملقًى في داره ثلاثة أيام، ثم ووُري مُتغيِّرًا من غير غُسْل ولا كَفَن ولا صلاةٍ، وذلك في سنة ثلاث وأربع مئة (¬3). وفيها: مات ببغداد المسنِدُ أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام الصَّرْصَري، أحد الثقَات. وشيخ الحنابلة الإِمام أبو عبد الله الحسن بنُ حامد البَغْدَادي، صاحب التّصانيف. والمسنِد أبو علي الحسينُ بنُ محمَّد بنِ محمَّد الروذْباري الطُّوسي، راوي "سنن" أبي داود. والعلامة صاحب التَّصانيف القاضي أبو بكر محمَّد بن الطيِّب بن الباقِلَّاني، الأشْعري المتكلِّم. ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث أبي هريرة مالك: 2/ 461 في الجهاد، باب الشُّهداء في سبيل الله، وأحمد: 2/ 231، والبخاري (2803)، ومسلم (1876). (¬2) "جذوة المقتبس": 238. (¬3) انظر "الصلة": 1/ 253، و "الكامل": 9/ 216 - 219.

961 - القابسي

961 - القَابِسيُّ * الحافظ، الفقيه، العلَّامة، أبو الحسن، علي بن محمَّد بن خلف، المَعَافري، القَرَوي (¬1). أخذ بأفريقية عن: ابن مسرور الدَّبَّاغ، ودراس (¬2) بن إسماعيل، وبمصر عن حمزة بن محمَّد الحافظ، وأبي زيد المَرْوَزيّ. ولد سنة أربع وعشرين وثلاث مئة، وكان ضريرًا (¬3)، وكتبه في نهاية الصّحة، كان يضبطها له ثِقاتُ أصحابه، والذي ضبط له "الصَّحيح" بمكة على أبي زيد صاحبُه أبو محمد الأصيلي (¬4). ¬

_ * ترتيب المدارك: 4/ 616 - 621، وفيات الأعيان: 3/ 320 - 322، معالم الإيمان: 3/ 168 - 180، سير أعلام النبلاء: 17/ 158 - 161، تذكرة الحفاظ: 3/ 1079 - 1080، العبر: 3/ 85 - 86، دول الإِسلام: 1/ 188، نكت الهميان: 217 - 218، البداية والنهاية: 11/ 351، الديباج المذهب: 199 - 201، غاية النهاية: 1/ 567، النجوم الزاهرة: 4/ 233 - 234، طبقات الحفاظ: 419، كشف الظنون: 2/ 1818، شذرات الذهب: 3/ 168، هدية العارفين: 1/ 685، شجرة النور الزكية: 97، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 3/ 176. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1079 "الفروي"، وهو تصحيف، والقروي: نسبة إلى القيروان البلد المعروف بالمغرب. انظر "الأنساب": 10/ 116. (¬2) في الأصل: دارس، وهو تصحيف، انظر ترجمته في "تاريخ علماء الأندلس" 1/ 146، و "الوافي بالوفيات": 14/ 7 - 8. (¬3) أورد عبد الرحمن الدباغ في "معالم الإيمان" بعض الحكايات التي تشير إلى أنَّه لم يخلق أعمى، فربما عمي في آخر عمره. (¬4) انظر "ترتيب المدارك": 4/ 616 - 617، وقد سلفت ترجمة الأصيلي برقم (932) من هذا الكتاب.

ذكره الطرَابُلسي، فقال: كان زاهدًا ورعًا يقظًا، لم أر بالقيروان أحدًا إلَّا معترفًا بفَضْله، تفقَّه عليه أبو عِمْران الفَاسي، وأبو القاسم اللبِيدي (¬1)، وعتيق السُّوسي، وغيرهم وله تواليف بديعة ككتاب "الممهِّد" في الفقه و "أحكام الديانات" و"المنقذ من شُبَه التأويل" وكتاب "المنَبِّه للفَطِن من غوائل الفِتَن" و"ملَخِّص الموطَّأ" وكتاب "المناسك" و "عقائد" وغير ذلك (¬2). وإنما قيل له القابسي لأنَّ عَمَّه كان يشد عِمامته شدَّة أهل قابِس (¬3). وممن روى عنه: أبو محمَّد عبد الله بن الوليد بن سَعْد الأَنْصاريّ، شيخ الرَّازيّ، والحافظ أبو عمرو الدَّاني، وقال: أخذ القراءة عَرْضًا عن أبي الفتح بن بُدْهُن، وعليه كان اعتماد قُرَّاء أهل القيروان، ثم قطع الأقراء لما بلغه أنَّ تلميذًا له أقرأَ الوالي. ثم أعمل نفسه في الفِقْه حتَّى صار إمام أهل زمانه، كتبت عنه شيئًا كثيرًا، ارتحل سنة اثنتين وخمسين فغاب خمسة أعوام (¬4). قال حاتم: تُوفِّي في ربيع الآخرة سنةَ ثلاثٍ وأربع مئة بمدينة ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1079 "الكبيدي"، وهو تصحيف. (¬2) انظر مصنفاته في "ترتيب المدارك": 4/ 618 - 619، و "الديباج المذهب" 201، و"هدية العارفين": 1/ 685، و"شجرة النور الزكية": 97. (¬3) انظر "ترتيب المدارك": 4/ 621، و"وفيات الأعيان": 3/ 321، وعلق أبو القاسم التنوخي في "معالم الإيمان": 3/ 168: "وهذا فيه نظر، وظاهر قولهم المعروف بابن القابسي يقتضي أن والده كان من أهل قابس ... ". (¬4) انظر "ترتيب المدارك": 4/ 621.

962 - البحيري

القَيروان. وبات عند قَبره خَلْق كثير، وضُربت الأخبية لهم، ورثته الشُّعَراء. 962 - البَحِيري * الحافظ الثِّقة، أبو عمرو، محمَّد بن الشَّيخ أبي الحسين أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفر بن مُحَمَّد بن بَحِير بن نوح بن مختار، النَّيسَابوري، المُزَكِّي. سمع أباه صاحبَ ابن خُزَيمة، ويحيى بن منصور القاضي، وعبد الله بن محمَّد الكَعْبي، ومحمَّد بن المُؤَمَّل بن الحسن، وأبا بكر القَطيعي، وطبقتهم. روى عنه: ابنه أبو عثمان البَحِيري، وأبو العلاء الواسطيّ، ومحمَّد بن أَحْمد بن شُعيب الروياني. قال الحاكم: كان من حُفَّاظ الحديث المُبَرِّزين في المذَاكرة. وقال الخَطيب: كان ثِقَةً حافظًا مُبَرِّزًا في المذاكرة، رحل إلى العراق فكتبَ بها، وبالحجاز بعد سنة ستين وثلاث مئة، ثم ورد بَغْدَاد فحدَّث بها. تُوفِّي بنيسابور في شَعْبان سنةَ ستٍّ وتسعين وثلاث مئة، وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة. ¬

_ * تاريخ جرجان: 502، الأنساب: 2/ 98، المنتظم: 7/ 232، اللباب: 1/ 101، سير أعلام النبلاء: 17/ 90، تذكرة الحفاظ: 3/ 1082، البداية والنهاية: 11/ 336، طبقات الحفاظ: 420.

963 - اللالكائي

963 - اللالكائي * الإِمام، الحافظ، الفقيه، أبو القاسم، هبة الله بن الحسن بن منصور، الطَّبَري، الرَّازيّ، الشافعي، محدِّث بغداد. سمع جعفر بن عبد الله بن فَنَّاكي، وعلي بن مُحَمَّد بن عمر القَصَّار، وعيسى بن عليّ الوزير، وأبا طاهر المُخَلِّص، وأبا الحسن بن الجُنْدي، والعلاء بن مُحَمَّد الروياني، وطبقتهم. روى عنه: الخَطيب، وأبو بكر أَحْمد بن عليّ الطّرَيثيثي، وطائفة. ذكره ابن الدَّباغ في الطَّبقة التّاسعة من الحُفاظ. وقال الخَطيب: قَدِمَ علينا بغداد فسكنها، ودرس فِقْه الشَّافعي على أبي حامد الإسْفَراييني، كتبنا عنه، وكان يفهم ويحفظ، وصنَّف كتابًا في السُّنن، وكتابًا في معرفة أسماء مَنْ في الصَّحيحين، وكتابًا في شَرْح السنة، وغير ذلك، وعاجلته المنية فلم ينتشرْ عنه كبير شيء من الحديث (¬1). حَدَّثني علي بن الحسين بن جَدَّاء العُكْبَري قال: رأيتُ هبةَ الله ¬

_ * تاريخ بغداد: 14/ 70 - 71، المنتظم: 8/ 34، سير أعلام النبلاء: 17/ 419 - 420، تذكرة الحفاظ: 3/ 1083 - 1085، العبر: 3/ 130، البداية والنهاية: 12/ 24، طبقات الحفاظ: 420، كشف الظنون: 1/ 835، 2/ 1040، شذرات الذهب: 3/ 211، هدية العارفين: 2/ 504، الرسالة المستطرفة: 37، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 3/ 211 - 212. (¬1) "تاريخ بغداد": 14/ 70.

الطبري في المنام فقلت: ما فَعَلَ الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ فكأني به [قال] كلمة خفية [يقول]: بالسُّنَّة (¬1). قال الخَطيب: خَرَج إلى الدِّينَور لحاجةٍ له، فتوفِّي في رمضان سنة ثمانِ عشرة وأربع مئة (¬2). وفيها: مات بأصبهان المسنِد أبو علي أَحْمد بن إبراهيم بن يَزْداد غلام مُحْسن. وبنيسابور الأستاذ ركن الدِّين أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم بن مِهْران الإِسْفَرَاييني، صاحب التَّصَانيف. والمسنِد الإِمام أبو القاسم عبد الرَّحْمَن بن محمَّد بن عبد الله النَّيسَابوري السَّرَّاج. وبدمشق المحدِّث أبو الحسين عبد الوهَّاب بنُ جعفر المَيدَاني، وقد تكلّم فيه، وقيل: إنه كتب بقِنْطار حبر. وبنَسَا مُفْتيها أبو بكر محمَّد بن زهير بن أخْطل الشَّافعي، سمع الأصَمّ وغيره. وببغداد المسنِد أبو الحسن محمَّد بن محمَّد بن أَحْمد بن الرُّوزْبهان، صاحب علي بن الفضل السُّتوري (¬3). وبأَصْبَهان شيخ الصوفية أبو منصور مَعْمر بن أَحْمد بن محمَّد بن زياد. ومحدِّث دمشق أبو الحسن مكّيّ بن محمَّد بن الغَمْر، التَّميمي لقي في رحلته القَطِيعيّ. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 14/ 71، وما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت منه. (¬2) المصدر السابق. (¬3) في "تذكرة الحفاظ" 3/ 1084 "السقوري"، وهو تصحيف.

964 - اليزدي

964 - اليَزدِيُّ * الإِمام، الحافظ البارع، أبو بكر، أَحْمد بن عليّ بن محمَّد (¬1) بن إبراهيم بن منجويه، الأصْبَهاني، نزيل نَيسَابور. رحل إلى بخَارى وسَمَرْقَنْد وهَرَاة وخرْجَان والرَّي وغيرها. وسمع الإِسْمَاعيلي، وابن مَنْدَه، وابن المقرئ، وأبا عمرو بن حَمْدَان، وغيرهم. وصنَّف على "الصحيحين"، وعلى "جامع" أبي عيسى التِّرْمِذِي. روى عنه: الخَطيب، والبَيهَقي، وأبو صالح المؤذن، وأبو إسماعيل الأنْصَاري الهَرَوي، وأبو القاسم عبد الرَّحْمَن بن مَنْدَه، وآخرون. قال أبو إسماعيل الأنْصَاري: حدَّثنا أبو بكر الأصْبَهاني أحفظ مَنْ رأيت من البَشَر. وقال أَيضًا: رأيت في حَضَري وسفري حافظًا ونصفَ حافظ، فالحافظ أَحْمد بن عليّ الاصْبَهاني، وأما نصف حافظ فأحمد بن محمَّد الجارُودي. وقال أبو زكريا بن منده: كتب عنه عمِّي عبد الرَّحْمَن كتاب "السُّنَّة" ¬

_ * الأنساب: 11/ 493 - 494، اللباب: 3/ 182، سير أعلام النبلاء: 17/ 438 - 440، تذكرة الحفاظ: 3/ 1085 - 1087، العبر: 3/ 164، دول الإسلام: 1/ 197، المشتبه: 2/ 510، الوافي بالوفيات: 7/ 217، مرآة الجنان: 3/ 47، تبصير المنتبه: 3/ 1085، طبقات الحفاظ: 420 - 421، شذرات الذهب: 3/ 233، هدية العارفين: 1/ 74. (¬1) في "العبر": 3/ 164 "أَحْمد بن محمَّد بن عليّ".

له الذي خَرَّجه على "سُنن" أبي داود، وكان عمي يثني عليه كثيرًا. وقال: سمعت منه المُسْندات الثلاثة التي للحسن بن سُفْيان. وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: كان أحدَ الحُفَّاظ المجوِّدين، ومن أهل الورع والدِّين. مات في خامس المُحَرم سنةَ ثمانٍ وعشرين وأربع مئة، وله إحدى وثمانون سنة. وفيها: مات فقيه العِراق أبو الحسين أحمدُ بنُ محمَّد بن أَحْمد بن جعفر بن حمدان، البَغْدَادي القُدُوري، شيخ الحنفية. والعلامة أبو علي الحسن بن شهاب العكْبَري الحَنْبَلي، صاحب الخَطّ البديع. قال: كنت أنسخ "ديوان المتنبي" فأبيعه بمئتي دِرْهم (¬1). وشيخ الفلسفة الرَّئيس أبو علي الحسين [بن] (¬2) عبد الله بن سينا البُخَاري، مات بهَمَذَان، وله ثلاث وخمسون سنة. ومسنِدُ بَغْدَاد أبو عمرو عثمان بن محمَّد بن يوسف بن دوسْت العَلّاف. ومحدِّث دمشق ومفيدُها أبو الحسن عليُّ بنُ محمَّد بن إبراهيم الحِنَّائي الزَّاهد. وعالم بغداد الشَّريف أبو علي محمَّد بن أَحْمد بن أبي موسى الهاشمي الحنبلي، مصنف "الإِرشاد". وشيخ الصّوفية أبو عبد الله محمدُ بن عبد الله بن باكويه بشيراز. وشاعر وقته أبو الحسن مِهْيار بن مَرْزَوَيه الديلَمي الكاتب. رحمهم الله تعالى. ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ بغداد": 7/ 329 - 330. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط في الأصل.

965 - أحمد بن علي

965 - أَحْمد بن عليّ * الحافظ، أبو بكر، الرَّازيّ ثم الإِسْفَرَاييني. حدَّث عن زاهر بن أَحْمد الفقيه، وشافع بن محمَّد، وأبي محمَّد المَخْلَدي، وغيرهم. روى عنه: أبو صالح المؤذِّن، والبيهقي، وطائفة. مات قبل الثلاثين وأربع مئة. 966 - عَطِيَّة بنُ سعيد * الحافظ، العلامة، أبو محمَّد، الأندلسي، القَفْصي، الصُّوفي، الزاهد. سمع بالأندلس من عبد الله بن محمَّد الباجي، وبالقيروان من عبد الله بن خيران، وسمع "صحيح البُخَارِيّ" بما وراء النهر من إسماعيل بن حاجب، صاحب الفَرَبْري، ورواه بمكَّة. قال الخَطيب: قَدِمَ بغداد وحدَّث عن زاهر السَّرخسي، وعلي بن الحسين الأذَني، حدَّثني عنه أبو الفضل محمَّد بن عبد العزيز بن ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 17/ 522، تذكرة الحفاظ: 3/ 1087، طبقات الحفاظ: 421. * * تاريخ بغداد: 12/ 322 - 323، جذوة المقتبس: 301 - 303، الصلة: 2/ 447 - 449، بغية الملتمس: 433 - 435، سير أعلام النبلاء: 17/ 412 - 414، تذكرة الحفاظ: 3/ 1088 - 1089، طبقات الحفاظ: 421 - 422.

المهدي، وقال لي: كان زاهدًا لا يضع جنبه إنما ينام مُحْتَبِيًا (¬1). وقال أبو عمرو الدَّاني: أخذ القراءات عن جماعة، وعَرَض بالأندلس على أبي الحسن علي بن مُحَمَّد بن بِشْر، وبمصر على عبد الله بن الحسين -يعني السَّامَرِّي- ودخل الشَّام والعِراق وخُرَاسان، وكتب الحديث الكثير، وكان ثِقَةً، كتب معنا بمكَّة عن أَحْمد بن فِراس. وقال الحُمَيدي: أقام بنيسابور مُدَّة، وكان صوفيًّا على قدم التوكل والإيثار، عاد إليه أصحاب السُّلَمي (¬2). وقال عبد العزيز بن بُنْدَار الشِّيرازي: صحبته ببغداد وكان من الإيثار والكرم على أمر عظيمٍ (¬3). ثم ذكر زهده ومرافقته إياه إلى مكَّة، وقال: حدَّث بـ "صحيح" البُخَارِيّ بمكَّة، فكان يتكلَّم على الرِّجال وأحوالهم فيتعجب من حَضَر (¬4). وتوفِّي بمكَّة سنة ثمانٍ وأربع مئة، أو نحوها. وقال الحميدي: له كتاب في تجويز السَّماع، فكان كثير من ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 12/ 322 - 323. (¬2) "جذوة المقتبس": 301، وفيه "حتَّى ضاق صدر أبي عبد الرَّحْمَن به، ثم عاد إلى بغداد". (¬3) انظر "جذوة المقتبس": 301. (¬4) "جذوة المقتبس": 302.

967 - أبو جعفر

المغاربة يتحامونه لذلك، وصنَّف طرق حديث المِغْفَر (¬1) في أجزاء عِدَّة (¬2). الصَّاحِبَان الحافِظَان 967 - أبو جعفر * أَحْمد بن محمَّد بن محمَّد بن عُبَيدة، الأُموي، الطُّلَيطِلي المعروف بابن ميمون، ورفيقه ونظيره أبو إسحاق بن شِنْظير. سمع ابنُ ميمون بطلَيطِلة من: عبد الله بن أُمية، وبقُرْطُبة مع صاحبه أبي إسحاق من أبي جعفر بن عَوْن الله، وأبي عبد الله بن مفَرِّج، وعَبَّاس بن أَصْبَغ، وأبي محمَّد بن عبد المؤمن. وارتحلا إلى المشرق فحجَّا وسمعا من أبي بكر المُهَنْدس، وأبي عَدِي عبد العزيز بن عليّ المقرئ، وأبي بكر الأدْفُوي، وخَلْق. ثم رد ابن ميمون إلى بلده، ورحل النَّاس إليه. ¬

_ (¬1) حديث المغفر هو في "الموطأ": 1/ 423، في الحج: باب جامع الحج، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: يَا رسول الله، ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوه. وأخرجه البُخَارِيّ (1846) و (3044) و (4286) و (5808)، ومسلم (1357)، وأبو داود (2685)، والتِّرمذيّ (1693)، والنسائي: 5/ 201، والدارمي: 2/ 73 و 221، وابن ماجه (2805)، وأَحمد: 3/ 109 و 164، 180، 186، 224، 231، 232، 240. (¬2) "جذوة المقتبس": 302. * الصلة: 1/ 20 - 22، سير أعلام النبلاء: 17/ 150 - 151، تذكرة الحفاظ: 3/ 1091، طبقات الحفاظ: 422، شذرات الذهب: 3/ 158 - 159.

968 - وصاحبه

قال ابن مظاهر: كان من أهل العلم والفهم، حافظًا للفِقْه، راويةً للحديث، دقيق الذّهن في جميعِ العُلُوم، ذا أخلاقٍ وآداب مع الفضل والزّهد الفائت (¬1)، والورع، مقبلًا على طريق الآخرة، ولم يتأهلْ، وقلَّ ما يجوز عليه في كتبه مع كثرتها وهْم ولا خطأ، كانت كتبه وكتب صاحبه أصحَّ كتب بطُلَيطِلة (¬2). مات في شَعْبان سنةَ أربع مئة، فصلَّى عليه صاحِبُه، وعاش سبعًا وأربعين سنة. 968 - وصاحِبُه * الحافظ الأوْحد، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمَّد بن حسين بن شِنْظير، الأموي. قال ابن بَشْكُوال: كانا كَفَرَسي رِهان في العِناية الكاملة بالعِلْم والبحث على الرِّواية وضبطها، سَمِعًا بطلَيطِلة من لحق بها، وبقرْطُبة ومِصْر والحجاز، وكان أبو إسحاق صَوَّامًا قَوَّامًا وَرِعًا، يغلب عليه عِلْم الحديث ومعرفة طرقه (¬3). ¬

_ (¬1) وكذا أَيضًا في "الصلة" 10/ 22، وفي "تذكرة الحفاظ": 3/ 1091 "الفائق". (¬2) "الصلة" 1/ 21 - 22. * الصلة: 1/ 89 - 91، سير أعلام النبلاء: 17/ 151، تذكرة الحفاظ: 3/ 1092، الوافي بالوفيات: 6/ 103 - 104، طبقات الحفاظ: 422، شذرات الذهب: 3/ 163. (¬3) "الصلة": 1/ 89 - 90.

969 - حمزة بن يوسف

قال: وكان سُنِّيًّا منافرًا لأهل البدع، ما رُئيَ (¬1) أزهد منه، ولا أوقر مجلسًا، رحل النَّاسُ إليهما، ثم انفرد أبو إسحاق بالمجلس (¬2). وتوفِّي يوم النَّحْر سنةَ اثنتين وأربع مئة، وله خمسون سنة. 969 - حَمْزة بن يوسف * ابن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد، الحافظ، الثَّبْتُ، أبو القاسم، القرَشي، السَّهْمي، الجُرْجَاني، وهو من ذُرِّية هشام بن العاص (¬3)، رضي الله عنه. أوَّل سماعه بجُرْجان سنةَ أربعٍ وخمسين وثلاث مئة من أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصَّرَّام، ورحل في سنة ثمانٍ وستين، ودخل أَصْبَهان والرَّي وبَغْداد والبَصْرة والكُوفة وواسط والأهْواز والشَّام ومِصْر والحجاز، وغير ذلك. وحدَّث عن: ابن عدي، والصَّرَّام، والإِسْمَاعيلي, وابن المقرئ، وابن ماسي، والدَّارَقطْني، وأحمد بن عَبْدَان، وأبي محمد بن غلام ¬

_ (¬1) في الأصل: ما رأى، وهو وهم. (¬2) انظر "الملة": 1/ 90. * الأنساب: 7/ 202، المنتظم: 8/ 87 - 88، معجم البلدان: 2/ 122، اللباب: 1/ 580 - 581، سير أعلام النبلاء: 17/ 469 - 471، تذكرة الحفاظ: 3/ 1089 - 1091، العبر: 3/ 161 - 162، النجوم الزاهرة: 4/ 283، طبقات الحفاظ: 422، شذرات الذهب: 3/ 231، هدية العارفين: 1/ 336، تهذيب ابن عساكر: 4/ 453. (¬3) صحابي جليل، أخو عمرو بن العاص، قتل شهيدًا في أجادين، وقيل في اليرموك سنة (13 هـ). انظر "أسد الغابة": 5/ 63 - 64.

970 - أبو نعيم

الزُّهْري، وأبي الفَضْل بن حِنْزَابة الوزير, وأبي زُرْعة محمد بن يوسف الكَشِّي، وأبي زُرْعة أحمد بن الحسين الرَّازي، وأبي زُرْعة الإِسْتِرَاباذي، وعبد الوهَّاب بن الحسن الكِلابي، وخلق. وجرَّح وعدَّل، وصنَّف التصانيف (¬1). روى عنه: البَيْهَقي، وأبو صالح المؤَذِّن، وأبو القاسم القُشَيري، وأبو القاسم إسماعيل بن مَسْعَدة، وأبو بكر بن خَلَف الشِّيرَازي، وغيرهم. وروى الخطيب عن رجلٍ عنه. وتوفي سنة سبعٍ وعشرين وأربع مئة، وقيل: سنة ثمان. وقد مات في سنة سبعٍ العلامةُ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النَّيسَابوري الثَّعْلبي المُفَسِّر في المُحَرَّم. والمحدِّث أبو عبد الله محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكّي، بنَيسَابور، وقد سمع حامد الرَّفَّاء، ورحل. 970 - أبو نُعَيْم * الحافظ الكبير، محدِّث العَصْر، أحمدُ بنُ عبد الله بن أحمد بن ¬

_ (¬1) من أشهر تصانيفه "تاريخ جرجان"، وقد طبع بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد في الهند سنة 1950 م. * تبيين كذب المفتري: 246 - 247، المنتظم: 8/ 100، معجم البلدان: 1/ 210، وفيات الأعيان: 1/ 91 - 92، سير أعلام النبلاء: 17/ 453 - 463، تذكرة الحفاظ: 3/ 1092 - 1098، العبر: 3/ 170، ميزان الاعتدال: 1/ 111 , دول الإسلام: 1/ 198، الوافي بالوفيات: 7/ 81 - 84، مرآة الجنان: 3/ 52 - 53، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 18 - 25، طبقات الشافعية للإسنوي: =

إسحاق بن موسى بن مِهْران، الأصْبَهاني، الصُّوفي، الأحول، سِبْط الزَّاهد محمد بن يوسف البَنَّاء. ولد سنةَ ستٍّ وثلاثين وثلاث مئة. وأجاز له جماعة تفرَّد بإجازتهم، منهم: عبد الله بن عمر بن شَوْذَب من واسط، والأصَمّ من نَيسَابور، وخَيثَمة من الشَّام، وجعفر الخُلْدي، وأبو سهل بن زياد من بغداد، وتفرَّد بالسَّماع من خَلْق، ورحل إليه الحُفَّاظ. وأول سماعه في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة من مسنِد أَصْبَهان أبي محمد بن فارس، وسمع من أبي أحمد العَسَّال، وأحمد بن مَعْبد السِّمْسَار، وأحمد بن بُنْدار الشعّار، وأحمد بن محمد القَصَّار، وعبد الله بن الحسن بن بُنْدار، وأبي بكر بن الهيثم البُنْدار، وأبي بحر بن كَوْثر، وأبي بكر بن خلاد النَّصِيبي، وحبيب القَزَّاز، وأبي بكر الجِعابي، وأبي القاسم الطَّبراني، وأبي بكر الآجُرِّي، وأبي علي بن الصَّوَّاف، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العَزائم الكوفي، وعبد الله بن جَعْفر الجابِري, وأحمد بن الحسن اللُّكِّي، وفاروق الخَطَّابي، وأبي الشيخ الأصْبَهاني، وخَلْق بخُرَاسان والعراق. روى عنه: كوشيار بن لياليزور الجِيْلي، ومات قبله بأكثر من ثلاثين عامًا، ونوح بن نصر الفَرْغَاني -ومات قبله بمدَّة- وأبو سَعْد الماليني، ¬

_ = 2/ 474 - 475، البداية والنهاية: 12/ 45، غاية النهاية: 1/ 71، لسان الميزان: 1/ 201 - 202، النجوم الزاهرة: 5/ 30، طبقات الحفاظ: 423، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 141 - 142، شذرات الذهب: 3/ 245، روضات الجنات: 75، هدية العارفين: 1/ 74 - 75، أعيان الشيعة: 3/ 7 - 8.

وأبو بكر بن أبي علي الذَّكْوَاني، وأبو بكر الخطيب، وأبو صالح المؤَذِّن، وأبو علي الوَخْشي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم العَطَّار، وسليمان بن إبراهيم، وهبة الله بن محمد الشِّيرَازي، وأبو النَّجيب الأرْمَوي، وأبو الفَضْل حَمْد الحَدَّاد، وأخوه أبو علي المقرئ، وخَلْق سواهم. وروى الشيخ أبو عبد الرحمن السُّلَمي عن عبد الواحد بن أحمد الهاشمي عنه، وروى الفقيه نصر بن إبراهيم المَقْدسي عن شيخٍ له عن آخر عنه. ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الطبقة التَّاسعة من الحُفَّاظ. وكذلك ذكره ابن المفضل فيها، وذكر معه البَرْقَاني والصُّوري وأبا ذَرّ الهَرَوي. وقال الخطيب: لم أر أحدًا أطلق عليه اسم الحافظ غير أبي نُعَيم وأبي حازم العَبْدُويي. وقال ابن المُفَضَّل: قد جمع شيخُنا السِّلَفي أخبار أبي نُعَيم فسمّى نحوًا من ثمانين نفسًا حَدَّثوه عنه. وقال: لم يُصَنَّف مثل كتابه "حلية الأوْلياء" (¬1) سمعناه على أبي المُظَفَّر القاشاني عنه سوى فَوْت يسير. وقال أحمد بن محمد بن مَرْدَويه: كان أبو نُعَيم في وقته مَرْحُولًا إليه، لم يكن في أُفقٍ من الآفاق أحد أحفظُ ولا أسنَدُ منه، كان حُفَّاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، وكل يوم نَوْبَة واحدٍ منهم يقرأ ما يريده إلى ¬

_ (¬1) هو كتاب مشهور متداول، طبع بمصر سنة 1932 م.

قريب الظُّهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جُزْء، وكان لا يضجر، لم يكن له غَداءٌ سوى التسميع والتَّصْنيف. وقال حمزة بن العَبَّاس العَلَوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي الحافظ أبو نعيم أربعَ عشرة سنةً ما له نظير، لا يوجد شَرْقًا ولا غربًا أعلى إسنادًا منه، ولا أحفظ منه، وكانوا يقولون: لما صنَّف كتاب "الحِلْية" حُمل الكتابُ في حياته إلى نَيسَابور فاشتروه بأربع مئة دينار. ولأبي نعيم مُصَنَّفات كثيرة منها: كتاب "مَعْرفة الصَّحابة" و"دلائل النّبوة" (¬1) و"المُسْتَخرج على البُخَاري" و"المُسْتَخرج على مُسْلم" و"تاريخ أَصْبَهان" (¬2) و"صفة الجَنَّة" وكتاب "الطِّب" وكتاب "فضائل الصّحابة" وكتاب "المُعْتَقد" وغير ذلك. وقال الخطيب: قد رأيت لأبي نُعَيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يقول في الإجازة: أخبرنا - من غير أن يُبيِّن. وقال السِّلَفي: سمِعْتُ محمد بن عبد الجَبَّار الفُرْسَاني يقول: حَضَرْت مجلس أبي بكر بن أبي علي المُعَدَّل في صِغَري مع أبي، فلما فرغ من إملائه قال إنسانٌ: مَنْ أراد أن يحضُر مجلس أبي نُعَيم فليقم. وكان مهجورًا في ذلك الوقت بسبب المَذْهب، وكان بين الحنابلة والأشْعَرية تعصُّب زائد يؤدِّي إلى فتنة، وقال وقيلٍ وصُداع، فقام إلى ذاك الرجل أصحابُ الحديث بسكاكين الأقْلام، وكاد أن يُقتل. ¬

_ (¬1) طبع في حيدرآباد سنة 1320 هـ. (¬2) واسمه "ذكر أخبار أصبهان"، وقد طبع في ليدن في جزأين بين سنة 1931 - 1934 م.

وقد تكلَّم الحافظ أبو عبد الله بن مَنْدَه في أبي نُعَيم، وكان بينهما واقع. قال شيخنا العلَّامة أبو العَبَّاس (¬1): وقع بين أبي نعيم الأصبهاني، وأبي عبد الله بن مَنْده (¬2) في مسألة اللَّفْظ ما هو معروف، وصنَّف أبو نعيم في ذلك كتابه في الرد على اللفظيَّة والحلولية، ومال فيه إلى جانب الثقات القائلين بأن التِّلاوة مخلوقة، كمامال ابن منده إلى جانب مَنْ يقول إنها غير مخلوقة، وحكى كل منهيا عن الأئسة ما يدُلّ على كثيرٍ من مقصوده لا على جميعه، فما قصده كلّ منهما من الحق وجد فيه من المنقول الثابت عن الأئمة ما يوافقه. مات أبو نُعَيم في المحَرَّم سنة ثلاثين وأربع مئة، وله أربع وتسعون سنة. وفيها: مات مسنِدُ العراق الواعظ أبو القاسم عبدُ الملك بن محمد بن عبد الله بن بِشْران البَغْدَادي. والأديب أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحارث، التَّميمي الأصْبَهاني بنيسابور. والمُفَسِّر أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحِيري الضَّرير الذي قرأ عليه الخطيب "صحيح البخاري" في ثلاثة مجالس. وعالم المَغْرب أبو عِمْران موسى بن عيسى بن أبي حاجّ الفَاسي، نزيل القَيرَوان. ¬

_ (¬1) هو الإِمام ابن تيمية، وستأتي ترجمته برقم (1156) من هذا الكتاب. (¬2) مرت ترجمة ابن منده تحت رقم (938) من هذا الكتاب.

971 - الطلمنكي

971 - الطَّلَمَنْكِيُّ * الإِمام، الحافظ، المقرئ، أبو عمر، أحمد بن محمد بن عبد الله بن لُبّ بن يحيى، المَعَافِري، الأنْدلسي، عالم أهل قرْطُبة. ولد سنة أربعين وثلاث مئة. وروى عن: أبي عيسى يحيى بن عبد الله اللَّيثي، وأبي بكر الزُّبيدي، وأبي عبد الله بن مُفَرِّج، وأحمد بن عَوْن الله، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن علي البَاجي، وحَجَّ؛ فأخذ عن أبي الطَّاهر محمد بن محمد العُجَيفي بمكَّة، ويحيى بن الحسين المُطَّلبي بالمدينة، وأبي بكر الأُدْفُوي، وأبي بكر المُهَنْدس، وأبي الطَّيِّب بن غلْبون، وأبي القاسم الجَوْهري، وأبي العلاء بن ماهان، وبدِمْياط عن محمد بن يحيى بن عَمَّار، وبالقَيرَوان عن أبي محمد بن أبي زيد، وأحمد بن رَحمون، ورجع إلى الأندلس بعِلْم كثير. روى عنه: ابن عبد البَرّ، وابن حَزْم، وعبد الله بن سهل الأنْدَلُسي، وغيرهم. ¬

_ * جذوة المقتبس: 106، ترتيب المدارك: 4/ 749 - 750، الصلة: 1/ 44 - 45، بغية الملتمس: 162، معجم البلدان: 4/ 39، سير أعلام النبلاء: 17/ 566 - 569، تذكرة الحفاظ: 3/ 1098 - 1100، العبر: 3/ 168، معرفة القراء: 1/ 385 - 387، الوافي بالوفيات: 8/ 32 - 33، الديباج المذهب: 39 - 40 , غاية النهاية: 1/ 120، النجوم الزاهرة: 5/ 28، طبقات الحفاظ: 423 - 424، طبقات المفسرين للسيوطي: 5، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 77 - 79، شذرات الذهب: 3/ 243 - 244، شجرة النور الزكية: 113.

وكان رأْسًا في عِلْم القرآن، ذا عناية تامة بالحديث، إمامًا في السُّنَّة. قال أبو عمرو الدَّاني: أخذ القراءة عَرْضًا عن أبي الحسن الأنطاكي، وأبي الطَّيِّب بن غَلْبون، ومحمد بن الحسين بن النُّعْمان، وسمع من الأُدْفُوي ولم يقرأ عليه، وكان فاضلًا ضابطًا شديدًا في السُّنَّة (¬1). وقال خلف بن بَشْكُوال: كان سيفًا مجرَّدًا على أهل الأهواء والبدع، قامِعًا لهم، غيورًا على الشّريعة، شديدًا في ذاتِ الله. أقرأَ النَّاسَ محتسبًا، وأسمَع الحديث، وانتفعَ النّاس بعلمه (¬2). توفِّي في ذي الحِجَّة سنةَ تسعٍ وعشرين وأربع مئة، رحمه الله. وفيها: مات مقرئ بغداد أبو محمد الحسن بن علي بن الصقر البَغْدادي الكاتب، وله أربع وتسعون سنة. والأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البَغْدَادي بإسْفَرايين، وكان يشتغل في فنون كثيرة. وشيخ الأندلس، قاضي الجماعة، أبو الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مُغيث بن الصَّفَّار القُرْطُبي، وله إحدى وتسعون سنة. ومقرئ مصر إسماعيل بن عمرو بن راشد الحَدَّاد. ¬

_ (¬1) انظر "ترتيب المدارك": 4/ 750. (¬2) "الصلة": 1/ 45.

972 - القراب

972 - القَرَّاب * الإمام، الحافظ، محدِّث خرَاسان، أبو يعقوب، إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، السَّرخسي، ثم الهَرَوي، صاحب التَّصانيف. ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة. وسمع جَدَّه لأمِّه محمدَ بن عمر بن حفصويه، والعَبَّاس بن الفَضْل النَّضْرُويي، وأبا الفضل محمد بن عبد الله السَّيَّاري، وعبد الله بن أحمد بن حمّويه، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأحمد بن عبد الله النُّعيمي، والخليل بن أحمد السِّجْزي، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة، والحسين بن أحمد الشَّمَّاخي الصَّفَّار، وأبا منصور محمدَ بنَ عبد الله البَزَّاز، وغيرهم. حدث عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنْصاري -وعظَّمه- وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصَّيدلاني، والحسين بن محمد بن مَتّ، وآخرون. قال أبو النَّضْر الفامي: زاد عدد شيوخه على ألفٍ ومئتي شيخ، وله "تاريخ السنين" في مجلَّدين، صنَّفَه في وَفَيات أهل العِلْم من أيام النبيِّ ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 17/ 570 - 472، تذكرة الحفاظ: 3/ 1100 - 1102، العبر: 3/ 168 - 169، الوافي بالوفيات: 8/ 394، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 264 - 265، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 311، طبقات الحفاظ: 424، كشف الظنون: 2/ 1059، شذرات الذهب: 3/ 244، إيضاح المكنون: 2/ 53، هدية العارفين: 1/ 200.

973 - المستغفري

صلى الله عليه وسلم إلى سنة مَوْته، وهي سنة تسع وعشرين وأربع مئة، وله كتاب "نسيم المُهج" وكتاب "الأُنس والسَّلْوة" وكتاب "شمائل العباد". قال: وكان زاهدًا متقلِّلًا من الدنيا، رحمه الله. 973 - المُسْتَغْفِري * الحافظ، صاحب التَّصانيف، أبو العَبَّاس، جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المُسْتَغْفِر بن الفتح بن إدريس، النَّسَفي. حدَّث عن: أبي علي زاهر بن أحمد السَّرخسي، وإبراهيم بن لُقْمان، وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهَّاب الرَّازي صاحب ابن الضُّرَيس، وجعفر بن محمد البُخَاري، وابن مَندَه، وخلْق. وهو ثِقَةٌ لكنه يروي الموضوعات ولا يتكلَّم عليها كفعل غير واحدٍ من الحُفَّاظ. ¬

_ * دمية القصر: 1/ 664، الأنساب: 11/ 297 - 298، اللباب: 3/ 136، سير أعلام النبلاء: 17/ 564 - 565، تذكرة الحفاظ: 3/ 1102 - 1103، العبر: 3/ 177، الوافي بالوفيات: 11/ 149 - 150، مرآة الجنان: 3/ 54 , طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 403، الجواهر المضية: 1/ 180 - 181، النجوم الزاهرة: 5/ 33، طبقات الحفاظ: 424 - 425، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 125 - 126، شذرات الذهب: 3/ 249 - 250، الفوائد البهية: 57، هدية العارفين: 1/ 253، الرسالة المستطرفة: 51، أعياد الشيعة: 4/ 183، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: 6/ 227 - 228، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 2/ 228 - 229.

روى عنه: الحسن بن أحمد السَّمْرَقَنْدي الحافظ، والحسن بن عبد الملك النَّسَفي، والخطيب إسماعيل بن محمد النُّوحي، وآخرون. وصنَّف "تاريخ نسف" و"كش" وكتاب "معرفة الصحابة" وكتاب "الدعوات" وكتاب "المنامات" وكتاب "دلائل النّبوة" وغير ذلك. ولد بعد الخمسين وثلاث مئة. ومات بنَسَف سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة. قال الحسن بن أحمد السَّمَرْقَنْدي: سمعت أبا العَبَّاس المُسْتَغْفِري الحافظ يقول: سمعت ابن مَنْدَه الحافظ يقول: إذا وجدْتَ في إسنادٍ زاهدًا فاغسلْ يدك من ذلك الحديث. وقد مات في سنة اثتين وثلاثين زاهدُ الأندلس حمَّاد بن عمَّار القُرْطُبي، وله مئة سنة، سمع من أبي عيسى اللَّيثي. وفقيه خُرَاسان القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد الأسْتُوائي الحَنفي. ومسند بغداد أبو القاسم عبد الباقي بن محمد بن أحمد الطَّحَّان. ومسند نَيسابور أبو حَسّان محمد بن أحمد بن جعفر المُزَكِّي. والمسنِد أبو بكر محمد بن عمر بن بُكَير النَّجَّار ببَغْداد.

974 - أبو ذر الهروي

974 - أبو ذَرّ الهَرَوي * الحافظ، العلَّامة، عَبْدُ (¬1) بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غُفَير (¬2)، الأنصَاري، المالكي، ابن السَّمَّاك، شيخ الحرم. سمع بَهَراة أبا الفضل بن خميرويه، وبِشْر بن محمد المُزَني، وبسرخس أبا محمد بن حَمّويه، وزاهر بن أحمد، وببَلْخ أبا إسحاق المُسْتَملي، وبمرو أبا الهيثم الكُشْميهَني، وبالبَصْرة أبا بكر هلال بن محمد بن محمد، وشَيبان بن محمد الضُّبَعي، وببغداد أبا الحسن الدَّارَقُطْني، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا الفضل الزُّهري، وبدمشق عبد الوَهاب بن الحسن الكِلابي، وبمصر أبا مسلم الكاتب. وجاور بمكَّة، وألف معجمًا لشيوخه، وصنَّف التصانيف. روى عنه: ابنه عيسى، وعليُّ بن محمد بن أبي الهول، ¬

_ * تاريخ بغداد: 11/ 141، ترتيب المدارك: 4/ 696 - 698، تبيين كذب المفتري: 255 - 256، المنتظم: 8/ 115 - 116، سير أعلام النبلاء: 17/ 554 - 563، تذكرة الحفاظ: 3/ 1103 - 1108، العبر: 3/ 180 - 181، دول الإسلام: 1/ 199، البداية والنهاية: 12/ 50 - 51، الديباج المذهب: 217 - 218، العقد الثمين: 5/ 539 - 541، النجوم الزاهرة: 5/ 36، طبقات الحفاظ: 425، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 366 - 368، نفح الطيب: 2/ 70 - 71، كشف الظنون: 1/ 441، 2/ 1672 - 1673، 1830، شذرات الذهب: 3/ 254، تاج العروس: 3/ 453، هدية العارفين: 1/ 437 - 438، الرسالة المستطرفة: 23، شجرة النور الزكية: 104 - 105، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 479. (¬1) في "دول الإسلام"، و"البداية والنهاية" عبد الله، وهو وهم، وفي "الديباج المذهب": عبيد، وهو وهم أيضًا. (¬2) في بعض المصادر تصحفت إلى "عفير" بالعين المهملة.

وأبو صالح النَّيسَابوري المؤذِّن، وأبو الحسين بن المُهتدي بالله، وأبو الوليد الباجي، وأبو بكر أحمد بن علي الطُّرْيثيثي، وخَلْق. وروى عنه بالإِجازة جماعةٌ منهم: الخطيب، وابن عبد البَرّ، وأحمد بن عبد القادر اليوسفي. قال الخطيب: سافر الكثير، وحدَّث ببغداد وكنت غائبًا، وخَرَج إلى مكة فسكنها مُدَّة، ثم تزوج في العرب، وأقام بالسَّرَوات (¬1)، وكان يحُجُّ في كل عام، ويقيم بمكّة أيام المَوْسم، ويحدِّث، ثم يرجع إلى أهله، وكتب إلينا من مكة بالإِجازة بجميع حديثه، وكان ثِقَة ضابطًا ديِّنًا فاضلًا، وكان يذكر أن مَوْلدَه في سنة خمس -أو ست- وخمسين وثلاث مئة، يشك في ذلك (¬2). وقال عبد الغافر في "تاريخ نَيسَابور": كان أبو ذر زاهدًا ورعًا عالمًا، سخيًّا لا يدَّخر شيئًا، وصار من كبار مَشْيَخة الحَرَم، مشارًا إليه في التصوُّف، خرّج على "الصحيحين" تخريجًا حَسَنًا، وكان حافظًا، كثير الشّيوخ. وقال القاضي عياض: له كتاب كبير مخرَّج على "الصحيحين"، وكتاب "السُّنَّة والصِّفات"، وكتاب "الجامع"، وكتاب "الدُّعاء" وكتاب "فضائل القرْآن" وكتاب "دلائل النّبوة" وكتاب "شهادة الزُّور" وكتاب "فضائل مالك" وكتاب "العيدين" (¬3). ¬

_ (¬1) في "تاريخ بغداد": 11/ 141 "السروان" وهي تصحيف، والسروات: هي الجبال المطلة على تهامة مما يلي اليمن. انظر "معجم البلدان": 3/ 204 - 205. (¬2) "تاريخ بغداد": 11/ 141. (¬3) "ترتيب المدارك": 4/ 697 - 698.

وقال أبو علي الغَسَّاني الحافظ: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خَلَف الباجي، أخبرني أبي أنَّ الفقيه أبا عمران الفَاسي (¬1) مضى إلى مكَّة وقد كان قرأ على أبي ذَرّ في السَّرَاة موضع سُكْناه، فقال لخازن كتبه: أخرجْ إليَّ من كتبه ما أَنْسخه (¬2) ما دام غائبًا، فإذا حضر قرأتُه عليه. فقال الخازن: لا أجترئ على هذا، ولكن هذه المفاتيح إن شئتَ أنت فَخُذْ، وافْعَلْ ذلك. فأخَذَها وأخَرَج ما أراد، فسمع أبو ذَرّ بالسَّرَاة بذلك، فركب، وطرق إلى مكة، وأخذ كُتُبَه، وأقسم أن لا يحدِّثَه، فلقد أُخبرت أن أبا عمران كان بَعْدُ إذا حَدَّث عن أبي ذَرّ شيئًا مما كان حَدَّثه قبل يورِّي عن اسم أبي ذَرّ، ويقول: أخبرنا أبو عيسى، وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده. وقال أبو إسماعيل الأنْصَاري: عَبْدُ بن أحمد بن محمد السمَّاك الحافظ، صدوق، تكلَّموا في رأيه، سمِعْتُ منه حديثًا واحدًا عن شَيبان بن محمد عن أبي خليفة عن علي بن المديني حديث جابر في الحَجّ (¬3) بطوله قال لي: اقرأْه عليَّ حتى تعتادَ قراءة الحديث، وهو أول حديث قرأتُه على الشيخ وناولتُه الجُزْء، فقال: لستُ على وضوء، فَضَعْه. وقال أبو الوليد الباجي في كتاب "فِرَق الفُقَهاء" عند ذكر أبي بكر الباقِلّاني: لقد أخبرني أَبو ذرّ -وكان يميل إلى مذهبه- فسألته: من أين ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1105 "القابسي"، وهو تصحيف. (¬2) في الأصل: أما نسخه، وهو وهم. (¬3) حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم مخرج بطوله في "صحيح مسلم" (1218) في الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

لك هذا؟ قال: كنت ماشيًا مع الدَّارَقُطْني فلقِينا القاضي أبا بكر فالتزمه الدَّارَقُطْني وقبَّل وجهه وعينيه، فلما افترقنا قلت: مَنْ هذا؟ قال: هذا إمام المسلمين، والذابُّ عن الدِّين، القاضي أبو بكر بن الطَّيِّب. فمن ذلك الوقت تكررْتُ إليه. وقال الحسن بن بَقِيّ المالِقي: حدَّثني شيخٌ قال: قيل لأبي ذَرّ: أنت هَرَوي، فمن أين تَمَذْهَبْتَ بمذهب مالك ورأي الأشْعري؟ قال: قدمت بغداد- فذكر نحو ما تقدم. وقال: فاقتديت بمذهبه (¬1). قال أبو علي بن سُكَّرة: توفي في عَقِب شَوَّال سنة أربع وثلاثين وأربع مئة. وقال الخطيب: بمكَّة لخمس خَلَوْن من ذي القَعْدة (¬2). وقال عياض: سنة خمسٍ وثلاثين (¬3). وقيل: سنة ست وثلاثين، والصَّواب سنة أربع. وفيها: مات المسنِدُ شعَيب بن عبد الله بن المنهال بمصر. وعالم المَغْرب أبو محمد عبدُ الله بن غالب بن تَمَّام الهَمْدَاني المالكي بسَبْته. ومسنِدُ الأندلس أبو البركات محمد بن عبد الواحد القُرَشي الزُّبيري المكيُّ، وله سبع وثمانون سنة. وشيخ القُرَّاء علي بن طلحة البَصْري ببغداد. ¬

_ (¬1) "تبيين كذب المفتري": 255 - 256، وفيه "ابن تقي"، وهو تصحيف. (¬2) "تاريخ بغداد": 11/ 141. (¬3) "ترتيب المدارك": 4/ 698.

975 - الربعي

975 - الرَّبَعي * الحافظ، المقرئ، أبو الحسن، عليُّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون، الدِّمَشْقي، ويعرف بابن أبي زَرْوان (¬1). سمع الحسن بن عبد الله بن سعيد الكِنْدي، وأحمد بن عُتْبة بن مَكِين، والعَبَّاس بن محمد بنِ حبَّان (¬2)، وعبد الوهَّاب بن الحسن الكِلابي، وطبقتهم. حدَّث عنه: أبو سَعْد السَّمَّان الحافظ، وعبد العزيز الكَتَّاني، والحسن بن أبي الحديد، وآخرون. ذكره الكَتَّاني فقال: كان يحفظ ألف حديثٍ بأسانيدها من حديث ابن جَوْصا، ويحفظ كتاب "غريب الحديث" لأبي عُبيد، وانتهت إليه الرِّياسة في قراءة الشَّاميين، وكان ثِقَةً مأمونًا. مات في صفر سنةَ ستٍّ وثلاثين وأربع مئة، وله ثلاثون وسبعون سنة. وفيها: مات شيخ اللُّغة بالأنْدَلس أبو غالب تَمَّام بن غالب بن التَّيَّاني (¬3) القُرْطُبي. وشيخ الحنفية العلَّامة أبو عبد الله الحسينُ بنُ ¬

_ * الإكمال: 4/ 194 (حاشية)، سير أعلام النبلاء: 17/ 580 - 581، تذكرة الحفاظ: 3/ 1108 - 1109، غاية النهاية: 1/ 532. (¬1) في "غاية النهاية": 1/ 532 "ذروان"، وهو تصحيف. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1108 "حيان"، وهو تصحيف. (¬3) في "وفيات الأعيان": 1/ 301 "أظنه منسوبًا إلى التين وبيعه، والله أعلم".

976 - الخلال

علي بن محمد الصَّيمَري ببغداد، وله خمس وثمانون سنة. وعالم الإمامية أبو طالب عليُّ بن الحسين بن موسى الحُسيني الشَّريف المُرْتَضى واضع كتاب "نهج البلاغة". وفقيه الأَنْدَلس العلّامة العابد أبو الوليد محمدُ بنُ عبد الله بن أحمد بن مِيقُل المُرْسي بها. وشيخ المعتزلة أبو الحسين البَصْري محمد بن علي بن الطَّيِّب ببغداد. 976 - الخَلّال * الإِمام، الحافظ، أبو محمد، الحسن بن محمد بن الحسن بن عليّ، البَغْدَادي، وهو ابن أبي طالب. ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة. وسمع أبا بكر القَطِيعي، وأبا سعيد الحُرْفي، وأبا الحسين بن المُظَفَّر وأبا بكر الوَرَّاق، وأبا عمر بن حَيُّويه، وأبا بكر بن شَاذان، وأبا حَفْص عمر بن محمد الزيَّات، وأبا الفتح القَوَّاس، وأبا الحسن بن لؤلؤ الوَرَّاق، وخَلْقًا سواهم. ¬

_ * تاريخ بغداد: 7/ 425، الأنساب: 5/ 218، المنتظم: 8/ 132 - 133، اللباب: 1/ 396، سير أعلام النبلاء: 17/ 593 - 595، تذكرة الحفاظ: 3/ 1109 - 1111، العبر: 3/ 189، دول الإسلام: 1/ 200، مرآة الجنان: 3/ 60 , غاية النهاية: 1/ 231، طبقات الحفاظ: 426، كشف الظنون: 1/ 26، شذرات الذهب: 3/ 262، هدية العارفين: 1/ 275، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 480.

روى عنه: الخطيب، وأبو الحسين بن الطيوري (¬1)، وأخوه أبو سَعْد، وجعفر بن أحمد السَّرَّاج، وعليُّ بن عبد الواحد الدِّينَوَري، وآخرون. ذكره ابن الدَّبَّاغ في الطبقة التاسعة من الحُفُّاظ. وقال الصُّوري: ما رأت عيناي بعد عبد الغني بن سعيد أحْفَظَ من أبي محمد الخَلَّال البَغْدَادي. وقال الخطيب: كَتَبْنَا عنه، وكان ثِقَةً، له معرفة [و] تنَبّه، وخَرّج "المسند" على "الصحيحين"، وجمع أبوابًا وتراجمَ كثيرة. ومات في جُمَادى الأُولى سنة تسعٍ وثلاثين وأربع مئة (¬2). وفيها: مات بدمشق المسند أبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن شواش الكَتَّاني المقرئ، مشرف الجامع. وببغداد المحدِّث أبو الفرج الحسين بن علي الطَّنَاجيري. والمسنِد أبو الحسن عليُّ بن منير بن أحمد الخَلَّال المِصْري. ومسنِدُ الأندلس أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد المَعَافِري، القُرْطُبي، وقد لقي في رحلته المُهَنْدس. ¬

_ (¬1) ومشهور أيضًا بالصيرفي، وهو المبارك بن عبد الجبار. انظر ترجمته في "ميزان الاعتدال": 3/ 431، و"العبر": 3/ 356. (¬2) "تاريخ بغداد": 7/ 425، وما بين حاصرتين منه.

977 - ابن حمدان

977 - ابنُ حَمْدَان * الحافظ، أبو طاهر، محمد بن أحمد بن علي بن حَمْدان، الخُرَاساني، أحد الرَّحَّالين المُصَنِّفين، جمع "مسند بَهْز بن حكيم" وطرق "حديث الطير" (¬1). وصحب أبا عبد الله الحاكم وتخرَّج به، وسمع بنَيسَابور من أبي بكر الطِّرَازي، والحافظ أبي بكر الجَوْزَقي، وأبي الحسين القَنْطَرِي، وبالرَّي من جعفر بنَ فَنَّاكي، وعلي بن محمد بن عمر الفقيه وببيكَنْد من أحمد بن علي بن السُّلَيماني الحافظ، وببخارى من محمد بن أحمد الغُنْجار، وبسَمَرْقَنْد من أبي سَعْد الإِدْريسي، وبمرو من أبي الفَضْل محمد بن الحسين (¬2) الحَدَّادي. سمع منه: أبو سعيد محمدُ بنُ أحمد بن حسين النَّيسابوري في سنة إحدى وأربعين وأربع مئة (¬3). 978 - النُّعَيْمي * * الحافظ، العلَّامة، أبو الحسن، علي بنُ أحمد بن الحسن بن محمد بن نُعَيم، البَصْري، نزيل بَغْدَاد. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 17/ 663 - 664، تذكرة الحفاظ: 3/ 1111 - 1112، طبقات الحفاظ: 426. (¬1) انظر حاشيتنا رقم (2) ص (156) من هذا الكتاب ترجمة رقم (882). (¬2) في الأصل: ابن أبي الحسين، وهو وهم، انظر ترجمته في "الأنساب": 4/ 73 - 74. (¬3) هي سنة وفاته عند السيوطي، انظر "طبقات الحفاظ": 426. * * تاريخ بغداد: 11/ 331 - 332، طبقات الفقهاء للشيرازي: 131، الأنساب: 12/ 118 - 120، تبيين كذب المفتري: 250 - 252، اللباب: 3/ 232، سير =

روى عن: أحمد بنِ محمد بن العَبَّاس الأَسْفَاطي، ومحمد بن أحمد بن الفَيْض الأَصْبهاني، وأحمد بن عُبيد الله النَّهْر دَيري، ومحمد بن عدي بن زَحْر المِنْقَري، وأبي أحمد العَسْكري، ومحمد بن أحمد بن حَمَّاد بن سفيان الكُوفي، وعلي بن عمر السُّكَّري، وطبقتهم. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان حافظًا عارفًا متكلِّمًا شاعرًا. حدَّثني الأزْهَري قال: وَضَع النُّعيمي على أبي الحسين بن المُظَفَّر حديثًا لشُعْبة، ثم تنبَّه أصحابُ الحديث على ذلك، فخرج النُّعيمي عن بغداد لهذا السّبب، وأقام حتى مات ابنُ المُظَفَّر، ومات مَنْ عرف قِصَّته في وضعه الحديث، ثم عاد إلى بغداد (¬1). سمِعْتُ الصُّوري يقول: لم أر ببغداد أحدًا أكملَ من النُّعيمي، كان قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب، ودرس شيئًا من فِقْه الشَّافعي (¬2). قال: وكان أبو بكر البَرْقَاني يقول: هو كاملٌ في [كل] شيء لولا بأْوٌ فيه. (¬3) ¬

_ = أعلام النبلاء: 17/ 445 - 447، تذكرة الحفاظ: 3/ 1112 - 1113، ميزان الاعتدال: 3/ 114، العبر: 3/ 152، طبقات الشافعية للسبكي: 5/ 237 - 239، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 488 - 489، لسان الميزان: 4/ 202 - 203، النجوم الزاهرة: 4/ 277، طبقات الحفاظ: 426 - 427، شذرات الذهب: 3/ 226. (¬1) "تاريخ بغداد": 11/ 331 - 332. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق، وما بين حاصرتين منه، والبأو: العُجْب والفخر.

أنشدني الصُّوري، قال: أنشدني أبو الحسن النُّعيمي لنفسه: إذا أَظْمَأتكَ أكفُّ اللئامِ ... كَفَتْكَ القناعة شبعًا وَرِيَّا فكنْ رجلًا رِجْلُهُ في الثَّرى ... وهامةُ هِمَّتِهِ في الثُّرَيّا أبيًّا لنائلِ ذي ثَرْوةٍ ... تَرَاهُ بما في يديه أبِيَّا فإنَّ إراقةَ ماءِ الحياة ... م دون إراقةِ ماءِ المُحَيَّا (¬1) حدَّثَنا البَرْقَاني بعد موت النُّعيمي قال: رأيتُ النُّعيمي في منامي بهيئةٍ جميلةٍ وحالة صالحةٍ، ثم قال البَرْقَاني: قد كان شديدَ العصبية في السُّنَّة، وكان يعرف من كل علمٍ شيئًا (¬2). مات النُّعَيمي في مستهل ذي القَعْدَة سنة ثلاثٍ وعشرين وأربع مئة، رحمه الله تعالى. * * * ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد": 11/ 332. (¬2) المصدر السابق.

979 - الصوري

الطبقة الرابعة عشرة (¬1) 979 - الصُّوْري * الحافظ الكبير، العلَّامة، أبو عبد الله، محمدُ بن علي (¬2) بن عبد الله بن محمد بن رُحَيم (¬3)، السَّاحلي. سمع أبا الحسين بن جُمَيع، وأبا عبد الله بنَ أبي كامل الأَطرابُلُسي، ومحمد بن جعفر الكَلاعي، وجماعة بالشَّام، وعبد الغني بن سعيد المِصْري، وعبد الرحمن بن عمر النَّحَّاس، وعبد الله بن محمد بن بُنْدَار، وخَلْقًا بمِصْر. وصحب عبدَ الغني وانتفع به، ولحق ببغداد ¬

_ (¬1) مستدركة على هامش الأصل، ولم تظهر في التصوير، وانظر حاشيتنا رقم (1) ص (189) من هذا الجزء. * تاريخ بغداد: 3/ 103، الأنساب: 8/ 106 - 107، المنتظم: 8/ 143 - 145، معجم البلدان: 3/ 433 - 434، اللباب: 2/ 63، سير أعلام النبلاء: 17/ 627 - 631، تذكرة الحفاظ: 3/ 1114 - 1117، العبر: 3/ 197 - 198، دول الإسلام: 1/ 201، البداية والنهاية: 12/ 60 - 61، النجوم الزاهرة: 5/ 48، طبقات الحفاظ: 428، شذرات الذهب: 3/ 267، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 483. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1114 "محمد بن عبد الله بن علي". (¬3) في "تذكرة الحفاظ": "دحيم" - بالدال، وهو تحريف.

أبا الحسن بن مَخْلَد البَزَّاز، وأحمد بن طلحة المُنَقِّي، وأبا علي بن شَاذَان, وطبقتهم. حدَّث عنه: الخطيب، والقاضي أبو عبد الله الدَّامَغاني، وجعفر بن أحمد السَّرَّاج، وأبو القاسم بن بيان، وأبو الحسين بن الطُّيوري، وغيرهم، وآخر مَنْ روى عنه بالإِجازة أبو سَعْد بن الطُّيوري. مَوْلده سنة ستٍّ أو سبع وسبعين وثلاث مئة. و [سمع] (¬1) بعدما كَبِرَ. قال الخطيب: قدم علينا في سنة ثمان عشرة، فسمع ابنَ مَخْلَد ومَنْ بعده، وكان من أحرص النَّاس على الحديث، وأكثرهم كَتْبًا له، وأحسنهم معرفةً به، ولم يَقْدَم علينا أحدٌ أفهم منه لعِلْم الحديث، وكان دقيقَ الخَطّ، صحيحَ النَّقْل، حدَّثني أنه كان يكتب في الوجهة من ثمن الكاغَد الخُرَاساني ثمانين سَطْرًا، وكان مع كثرة طلبه صَعْب المذهب في الأَخذ، ربما كرَّر قراءة الحديث الواحد على الشَّيخ مَرَّات، وكان -رحمه الله- يسرُد الصَّوْم إلَّا الأعياد، ولم يسمعْ إلا بنفسه كثيرًا، وكتب عن ابن جُمَيع بصيدا، ثم صحب عبدَ الغني بن سعيد فكتبَ عنه، وذكر لي أن عبدَ الغني كتب عنه في تصانيفه شيئًا كثيرًا، وصرَّح باسمه في بعضها، وقال في بعضها حدَّثني الوردُ بن عليّ، كناية عنه (¬2). ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر لي التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1114. (¬2) "تاريخ بغداد": 3/ 103.

قال الخطيب: وكان صدوقًا، كتبتُ عنه، وكتب عني كثيرًا، ولم يزل ببغداد حتى توفِّي بها (¬1). وقال أبو الوليد الباجي: الصُّوريُّ أحفظ مَنْ رأيناه. وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الطبقة التَّاسعة من الحُفَّاظ. وقال عبد المحسن الشِّيحي: ما رأينا مِثْلَه، كان كأنّه شُعْلة نار بلسان كالحُسَام القاطع. وقال المبارك بن عبد الجَبَّار: كتبتُ عن جماعةٍ فما رأيت فيهم أحفظَ من الصُّوري، كان يكتب بعينٍ واحدة، وكان متفنّنًا، يعرف من كل عِلْم، وقوله حُجَّة، وعنه أخذ الخطيب عِلْمَ الحديث. وقال السِّلَفي: كتب الصُّوري "صحيح البخاري" في سبعة أطباق من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عينٍ واحدة. قال: وذكر أبو الوليد البَاجي في كتاب "فِرَق الفقهاء": حَدَّثنا أبو عبد الله محمدُ بنُ علي الوَرَّاق -وكان ثقة مُتْقنًا- أَنَّه شاهد أبا عبد الله الصُّوري وكان فيه حسن خُلُق، ومُزَاح وضَحِكٌ، لم يكن وراء ذلك إلَّا الخير والدِّين، ولكنه كان شيئًا جُبِلَ عليه، ولم يكن في ذلك بالخارِق للعادة، فقرأ يومًا جُزْءًا على أبي العَبَّاس الرَّازي وعَنَّ له أمرٌ أضحكه وكان بالحَضرة جماعةٌ من أهل بلده فأنكروا عليه وقالوا: هذا لا يَصْلُح، ولا يليق بعِلْمك وتقدُّمك أن تقرأ حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسَلَّم وأنت تضحك. وكثَّروا عليه، وقالوا: شيوخُ بلدنا لا يَرْضَون بهذا. فقال: ما في بلدكم شيخٌ إلّا يجب أن يَقْعُد بين يدي ويقتدي بي، ودليل ذلك ¬

_ (¬1) المصدر السابق.

980 - ابن ماما

أني قد صِرْت معكم على غير موعد، فانظروا إلى أيِّ حديثٍ شئتم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا إسناده لأقرأ متنه أو اقرؤوا مَتْنَه حتى أخبركم بإسناده. ثم قال الباجي: لزمْتُ الصُّوري ثلاثةَ أعوام فما رأيته تعرَّض لفتوى. وقال السِّلفي: أخبرنا المبارك بن عبد الجَبّار قال: أنشدنا محمد بن علي الصُّوري الحافظ لنفسه: قُلْ لمن عانَدَ الحديثَ وأضحى ... عائبًا أهلَه وَمَنْ يَدَّعِيهِ أبعلمٍ تقولُ هذا أَبِنْ لي ... أم بجهلٍ فالجَهْلُ خُلْقُ السَّفِيهِ أيعابُ الذين هم حفظوا الدِّيـ ... ـن من التُّرَّهات والتمويهِ وإلى قَوْلهم وما قَدْ رَوَوْه ... راجِعٌ كلُّ عالمٍ وفقِيهِ (¬1) قال الخطيب: توفِّي الصُّوري في جُمَادى الآخرة سنةَ إحدى وأربعين وأربع مئة (¬2). 980 - ابن ماما * الحافظ، أبو حامد، أحمدُ بنُ محمد بن أَحْيَد بن ماما، الأصْبَهاني، صاحب تصانيف وبَصَرٍ بالحديث. روى عن: عبد الرحمن بن أبي شُريح الهَرَوي، وأبي علي ¬

_ (¬1) "المنتظم": 8/ 145. (¬2) "تاريخ بغداد": 3/ 103. * الأنساب: 11/ 103 - 104، اللباب: 3/ 90، سير أعلام النبلاء: 17/ 580، تذكرة الحفاظ: 3/ 1117 - 1118، الوافي بالوفيات: 7/ 361، طبقات الحفاظ: 428، هدية العارفين: 1/ 74.

981 - مسعود

إسماعيل بن حاجب الكُشَاني، وأبي نَصْر محمد بن أحمد المَلاحمي، وأبي عبد الله الحَلِيمي، وطبقتهم. ولم يصلْ إلى العراق، وله ذيل على "تاريخ بُخَارى" لغُنْجار. مات في شَعْبان سنةَ ستٍّ وثلاثين وأربع مئة. 981 - مسعود * ابن علي بن مُعَاذ بن محمّد بن معاذ، الحافظ، أبو سعيد، السِّجْزي، ثم النَّيسَابوري، الوكيل. صحب أبا عبد الله الحاكم، وأكثر عنه، وله عنه سؤالات. وسمع أبا محمد بن الرُّومي، وأبا علي الخَالدي، وعبد الرحمن بن أبي إسحاق المُزَكِّي، وطبقتهم. ولم يطلْ عمره. روى عنه رفيقه مسعود بن ناصر السِّجْزي. قال عبد الغافر بن إسماعيل: توفِّيَ سنةَ ثمانٍ -أو سنة تسعٍ- وثلاثين وأربع مئة. 982 - أبو نَصْر السِّجْزي * * الإِمام، الحافظ، علم السُّنَّة، عبيدُ الله بن سعيد بن حاتم بن ¬

_ * تذكرة الحفاظ: 3/ 1118، طبقات الحفاظ: 428 - 429. * * الأنساب المتفقة: 164، الأنساب: 12/ 217 - 218، معجم البلدان: 5/ 356، اللباب: 3/ 261 - 262، سير أعلام النبلاء: 17/ 654 - 656، تذكرة الحفاظ: 3/ 1118 - 1120، المشتبه: 1/ 354، العبر: 3/ 206 - 207، دول الإسلام: 2/ 201، الجواهر المضية: 1/ 338، العقد الثمين: 307 - 308، تبصير المنتبه: =

أحمد، الوائليُّ (¬1)، البَكْري، نزيل الحَرَم، ومِصْر، صنَّف كتاب "الإِبانة" في مسألة القُرْآن، وهو كتاب جليل يدل على إمامته وتبحُّره. وسمع بخُرَاسان والحجاز والعراق والشَّام ومِصْر. وحدَّث عن: أحمد بن فراس العَبْقَسي، والحاكم أبي عبد الله، وأبي أحمد الفَرَضي، وحمزة المُهَلَّبي، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهِزَّاني، وأبي عمر بن مَهْدي، وعلي بن عبد الرَّحيم السُّوسي، وأبي الحسن (¬2) أحمد بن محمد المُجَبِّر، وأبي محمد بن النَّحَّاس، وأبي عبد الرحمن السُّلَمي، وعبد الصَّمد بن زهير بن أبي جرادة الحلبي صاحب ابن الأعْرابي، وطبقتهم. وكانت رِحْلته بعد الأربع مئة. روى عنه: أبو إسحاق الحَبَّال، وسهل بن بِشْر الإسْفَراييني، وأبو معشر الطَّبري المُقْرئ، وأحمد بن عبد القادر اليُوْسفي، وجعفر بن أحمد السرَّاج، وخَلْق. ذكره ابن الدَّبَّاغ في الطبقة العاشرة من الحُفَّاظ. وقال ابن طاهر المَقْدسي: سأَلْت الحافظ أبا إسحاق الحَبّال عن أبي نَصْر السِّجْزي والصُّوري أيهما أحفظ؟ فقال: كان السِّجْزي أحْفَظَ ¬

_ = 2/ 727، طبقات الحفاظ: 429، كشف الظنون: 1/ 2، شذرات الذهب: 3/ 271 - 272، هدية العارفين: 1/ 648، الرسالة المستطرفة: 39. (¬1) نسبة إلى قرية بسجستان يقال لها: وائل. "اللباب": 3/ 261. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1119 "الحسين"، وهو تصحيف.

983 - الداني

من خمسين مِثْل الصُّوري. ثم قال الحَبَّال: كنت يومًا عند أبي نَصْر فدُقَّ الباب، فقمت ففتحتُه، فدخلتْ امرأة، فأخرجتْ كيسًا فيه ألفُ دينار، فوضعَتْه بين يدي الشَّيخ، وقالت: أنْفِقْها كما ترى. قال: ما المقصود؟ قالت: تزوَّجني ولا حاجة لي في الزَّوْج، ولكن لأخدمك. فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف، فلما انصرفَتْ قال: خرجت من سِجِسْتَان بنيَّة طلب العِلْم، ومتى تزوَّجْتُ سقط عني هذا الاسم، وما أُوثر على [ثواب] (¬1) طلب العلم شيئًا. وقال شيخنا الإِمام أبو العَبَّاس (¬2) في أثناء كلامه على اللفظ: وكذلك وقع بين أبي ذَرّ الهَرَوي وأبي نَصْر السِّجْزي في ذلك حتى صنَّف أبو نصْرٍ كتابه الكبير في ذلك المعروف بـ"الإبانة" وذكر فيه من الفوائد والآثار والانتصار للسُّنَّة وأهلها أُمورًا عظيمة المنفعة، لكنه نَصَرَ فيه قول مَنْ يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. ثم ناقشه الشَّيخ على إطلاق هذا القول، وإطلاق هذا الكلام في ذلك. توفي أبو نَصْرٍ بمكة في المُحَرَّم سنةَ أربعٍ وأربعين وأربع مئة، رحمه الله. 983 - الدَّاني * الإِمام، الحافظ، العلامة، أبو عمرو، عثمان بن سعيد بن ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1119. (¬2) انظر حاشيتنا رقم (1) ص (292) من هذا الكتاب. * جذوة المقتبس: 286 - 287، الصلة: 2/ 405 - 407، بغية الملتمس: 411 - 412، معجم البلدان: 2/ 434، معجم الأدباء: 12/ 121 - 128، إنباه =

عثمان بن سعيد بن عمر، الأموي مولاهم، القُرْطُبي، المُقْرئ، صاحب التَّصانيف، وإليه المنتهى في إتقان القراءات، وإنما قيل له الدَّاني لسُكْناه دانية (¬1). قرأ بالرِّوايات على عبد العزيز بن جَعْفر الفَارسي، وغيره بقُرْطُبة، وعلى أبي الحسن بن غَلبون، وخلف بن خاقان المِصْري، وأبي الفتح فارس بن أحمد. وسمع من: أبي مُسْلم الكاتب، وأحمد بن فراس العَبْقَسي، وعبد الرحمن بن عمر بن النَّحَّاس، وأبي الحسن عليِّ بن محمد القَابسي، وخَلْقٍ بالحجاز ومِصْر، والمغرب. وتلا عليه خَلْقٌ منهم: أبو داود بنُ نجاح. وحدَّث عنه جماعة منهم: خَلَف بن إبراهيم الطُّلَيطِلي. وروى عنه بالإِجازة: أحمد بن محمد بن عبد الله الخَوْلاني، وأبو العَبَّاس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة. ¬

_ = الرواة: 2/ 341 - 342، سير أعلام النبلاء: 18/ 77 - 83، تذكرة الحفاظ: 3/ 1120 - 1121، العبر: 3/ 207، معرفة القراء: 1/ 406 - 409، دول الإسلام: 1/ 202، مرآة الجنان: 3/ 62، الديباج المذهب: 188، غاية النهاية: 1/ 503 - 505، تبصير المنتبه: 2/ 621، النجوم الزاهرة: 5/ 54، طبقات الحفاظ: 429 - 430، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 373 - 376، نفح الطيب: 2/ 135 - 136، كشف الظنون: 1/ 135، 355، 520، شذرات الذهب: 3/ 272، روضات الجنات: 467 - 468، هدية العارفين: 1/ 653، الرسالة المستطرفة: 139، شجرة النور الزكية: 115. (¬1) مدينة بالأندلس من أعمال بلنسبة على ضفة البحر شرقًا. "معجم البلدان" 2/ 434.

وقيل: إن له مئةً وعشرين مُصَنَّفًا. قال ابنُ بَشْكُوال: كان أحدَ الأئمة في علم القُرْآن: رواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كلِّه تواليف حسانًا، وله مَعْرفة بالحديث وطُرُقه وأسماء الرِّجال، وكان حَسَن الخَطِّ والضَّبْط من أهل الحِفْظ والذكاء، والتَّفَنُّن، وكان دَيِّنًا فاضلًا ورعًا سُنِّيًّا (¬1). وقال المُغَامي: كان أبو عمرو مجابَ الدَّعْوة، مالكيَّ المَذْهب (¬2). وقال الحُمَيدي: محدِّث مُكْثر، ومقرئ متقدِّم (¬3). وقال أبو محمد بن عبيد الله الحَجَري: ذكر بعض الشّيوخ أنه لم يكن في عَصْره ولا بَعْد عصره أحدٌ يضاهيه في حِفْظه وتحقيقه، وكان بقول: ما رأيت شيئًا قَطُّ إلَّا كتبته، ولا كَتَبْتُه إلّا حَفِظْته، ولا حَفِظْته فنسيته. قال أبو عمرو: ولدتُ سنةَ إحدى وسبعين وثلاث مئة، وابتدأتُ بطلب العِلْم سنةَ ستٍّ وثمانين وثلاث مئة، ورحَلْت إلى المَشْرق سنةَ سبعٍ وتسعين، فمكثت بالقَيروان أربعة أشهر، ودخلت مِصْر في شَوَّالها، فمكثتُ بها سنة، وحججت ورجعت إلى الأنْدَلس في ذي القَعْدة سنةَ تسعٍ وتسعين وثلاث مئة (¬4). مات أبو عمرو بدانية في شَوَّال سنةَ أربع وأربعين وأربع مئة. ¬

_ (¬1) "الصلة": 2/ 406. (¬2) المصدر السابق. (¬3) "جذوة المقتبس": 286. (¬4) انظر "الصلة": 2/ 407، و"معجم الأدباء": 12/ 125 - 128.

984 - السمان

984 - السَّمَّان * الحافظ، العلامة، أبو سَعْدٍ (¬1)، إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه، الرَّازي. سمع عبد الرَّحمن بن محمد بن فَضَالة، وأبا طاهر المُخَلِّص، وأحمد بن إبراهيم بن فِراس المَكِّي، وعبد الرحمن بن أبي نَصْر الدِّمَشْقي، وأبا محمد بن النَّحَّاس المِصْري، وطبقتهم. روى عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكَتَّاني، وأبو علي الحَدَّاد، وآخرون. قال المطهر بن علي العَلَوي المُرْتَضى: سمِعْتُ أبا سعد السَّمان إمام المعتزلة يقول: مَنْ لم يكتبِ الحديثَ لم يتغرغر بحلاوة الإسلام. وقال الكَتَّاني: كان السّمَّان من الحُفَّاظ الكبار, زاهدًا عابدًا يذهب إلى الاعتزال. ¬

_ * الأنساب: 7/ 130 - 131، سير أعلام النبلاء: 18/ 55 - 60، تذكرة الحفاظ: 3/ 1121 - 1123، ميزان الاعتدال: 1/ 239، العبر: 3/ 209، مرآة الجنان: 3/ 62 - 63، البداية والنهاية: 12/ 65، الجواهر المضية: 1/ 156 - 157، طبقات المعتزلة: 119، لسان الميزان: 1/ 421 - 422، النجوم الزاهرة: 5/ 51 - 52، طبقات الحفاظ: 430 - 431، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 109 - 110، كشف الظنون: 2/ 1890، شذرات الذهب: 3/ 273، إيضاح المكنون: 1/ 181، 602، 2/ 18، هدية العارفين: 1/ 210، تهذيب ابن عساكر: 3/ 35 - 36، الرسالة المستطرفة: 59، أعيان الشيعة: 3/ 389 - 390. (¬1) تحرفت في بعض المصادر إلى سعيد.

985 - هبة الله بن محمد

وقال ابن عساكر: سألتُ أبا منصور عبد الرحيم بن المُظَفَّر بالرَّي عن وفاة أبي سَعْد السَّمَّان فقال: سنة ثلاثٍ وأربعين وأربع مئة. قال: وكان عَدْلي المذهب -يعني معتزليًّا. قال: وكان له ثلاثة آلاف وست مئة شيخ، وصنَّف كتبًا كثيرة، ولم يتأهلْ قَطُّ. وقال عمر العُلَيمي: وجدْتُ على ظهر جُزْءٍ: مات الزَّاهد أبو سَعْد السَّمَّان شيخ العَدْلية وعالمهم ومُحَدِّثهم في شَعْبان سنةَ خمسٍ وأربعين وأربع مئة (¬1)، وكان إمامًا بلا مُدَافعة في القِراءات والحديث والرِّجال والفَرائض والشُّروط، عالمًا بفِقْه أبي حنيفة، وبالخلاف بينه وبين الشَّافعي، وعالمًا بفقه الزَّيدية، وكان يذهب مذهب أبي هاشم الجُبَّائي، دخل الشَّام والحجاز والمَغْرب، وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ. وكان يقال في مَدْحه: إنه ما شاهد مِثْلَ نفسه، وكان تاريخ الزَّمان. 985 - هِبَة الله بن محمّد * ابن علي، الحافظ، أبو رجاء، الشِّيرَازي، الكاتب. سمع من الحسن بن أحمد بن اللَّيث الحافظ، محدِّث شِيرَاز، وبأصبهان من علي بن مِيلَة الفَرَضي، وأبي سعيد النَّقَّاش، وببغداد من أبي الحسين بن بِشْران وابن الفَضْل القَطَّان. قال الخطيب: عَلِقْتُ عنه، وكان ثِقَةً يفهم، سكن مصر، وتوفِّيَ بها سنةَ خمس وأربعين وأربع مئة (¬2). ¬

_ (¬1) في "الأنساب": 7/ 131 "توفي سنة خمس وخمسين وأربع مئة، أو قريبًا منها". * تاريخ بغداد: 14/ 72، تذكرة الحفاظ: 3/ 1127، طبقات الحفاظ: 432. (¬2) "تاريخ بغداد": 14/ 72.

986 - الخليلي

986 - الخَلِيليُّ * القاضي، الإِمام، الحافظ، أبو يَعْلى، الخليل بنُ عبد الله بن أحمد، القَزْويني، صاحب كتاب "الإرشاد في معرفة المُحَدِّثين" (¬1) وهو كتاب مفيد، لكن فيه أوهامٌ كثيرة، كأنه كَتَبَه من حِفْظه. سمع عليَّ بن أحمد بن صالح القَزْويني، ومحمد بن إسحاق الكيساني، وأبا حَفْص الكَتَّاني، ومحمد بن سليمان بن يزيد الفَامي، وأبا طاهر المُخَلّص، وأبا الحسين الخَفَّاف، وأبا عبد الله الحاكم، وغيرهم. وأجاز له: ابن المقرئ، وابنُ شاهين، وأبو عمرو بن حَمْدَان، وأبو أحمد الغِطْريفي، وعليُّ بن عبد الرحمن البَكَّائي. روى عنه: ابنه أبو زيد، وأبو بكر بنُ لال -وهو من شيوخه- وإسماعيل بن ماكي القَزْويني، وطائفة. وكان ثِقَةً عارفًا. مات في آخر سنةِ ستٍّ وأربعين وأربع مئة. وفيها: مات الرَّئيس أبو الفَضْل أحمدُ بنُ محمد بن أبي عمرو بن ¬

_ * الإِكمال: 3/ 174, معجم البلدان: 4/ 344، اللباب: 1/ 384، سير أعلام النبلاء: 17/ 666 - 668، تذكرة الحفاظ: 3/ 1123 - 1124، العبر: 3/ 211، دول الإسلام: 1/ 203، طبقات الحفاظ: 431، كشف الظنون: 1/ 70، شذرات الذهب: 3/ 274، هدية العارفين: 1/ 350 - 351، الرسالة المستطرفة: 130 - 131. (¬1) انظر مظان مختصره للسَّلَفي في "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: 6/ 228.

987 - الفلكي

أُبَيّ الفُرَاتي بنَيسَابور. ومقرئ الشَّام أبو علي الحسنُ بنُ علي بن إبراهيم الأهْوَازي. والإِمام أبو محمد عبدُ الله بن محمد بن عبد الرَّحمن التَّيمي الأصْبَهاني، ابن اللَّبان. ومقرئ الأنْدَلس أبو القاسم عبدُ الرَّحمن بن الحسن بن سعيد القُرْطُبي. ومسند دمشق أبو الحسين محمدُ بنُ عبد الرّحمن بن عُثْمان بن القاسم بن أبي نَصْر التَّميمي. 987 - الفَلَكِيُّ * الحافظ البارع، الرَّحَّال، أبو الفَضْل، عليُّ بنُ الحسين بنُ أحمد بن الحسن، الهَمَذَاني. وإنما قيل له الفلكي لأن جدَّه (¬1) كان بارعًا في عِلْم الفَلك والحِساب. حدَّث عن: أبي الحسن بن رِزْقويه، وأبي الحسين بن بِشْران، وأبي بكر الحِيري، وأبي سعيد الصَّيرَفي، وطبقتهم. قال شِيرويه في "الطَّبَقات": حدَّثنا عنه الحَسَني والمَيدَاني، وكان حافظًا مُتْقِنًا يحسن هذا الشَّأْن جيدًا جيدًا، صنَّف كتاب "الطبقات في الرِّجال" (¬2) فجاء في ألف جُزْء. ومات بنيسابور قديمًا، وما مُتِّع ¬

_ * الأنساب: 9/ 330، اللباب: 2/ 222، سير أعلام النبلاء: 17/ 502 - 504، تذكرة الحفاظ: 3/ 1125، العبر: 3/ 162، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 268، طبقات الحفاظ: 431 - 432، كشف الظنون: 2/ 1858، شذرات الذهب: 3/ 185، 231، هدية العارفين: 1/ 687، الرسالة المستطرفة: 121. (¬1) هو أبو بكر، أحمد بن الحسن، كان يقال: إنه لم ينشأ في الشرق والغرب أعرف بالحساب منه، توفي سنة (384 هـ). انظر ترجمته في "الأنساب": 9/ 329 - 330، و"معجم الأدباء": 3/ 9 - 10. (¬2) اسم الكتاب في "الأنساب": 9/ 330 "منتهى الكمال في معرفة الرجال"، وذكر السمعاني له كتابًا آخر هو "معرفة ألقاب المحدثين".

988 - أبو مسعود البجلي

بما جمَع، سمِعْتُ حمزة بن أحمد يقول: سمعت شيخ الإسلام أبا إسماعيل الأنصاري يقول: ما رأت عيناي من البشر أحدًا قطُّ أحفظَ من ابن الفَلكي، وكان صوفيًّا مُشَمِّرًا. مات كهلًا بنيسابور في شعبان سنة سبعٍ وقيل: سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مئة. 988 - أبو مَسْعودٍ البَجَلي * الحافظ، أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شَاذان (¬1)، الرَّازي. ولد بنيسابور سنة اثنتين وستين وثلاث مئة. وأقام بجُرْجَان مدة. وسمع أبا عمرو بن حَمْدَان، وحُسَينك بن علي التَّميمي، وزاهر بن أحمد السَّرخسي، ومحمد بن الفَضْل بن محمد بن إسحاق بن خُزَيمة، وأبا بكر محمد بن محمد بن أحمد الطِّرَازي، وأبا الحسين القَنْطَري الخَفَّاف، وأبا محمد المَخْلَدي، وأبا بكر بن لال، وأبا الحسن بن فِراس المَكِّي، وأبا الحسين بن فارس اللغوي، وخَلْقًا. وصنَّف في الأبواب، وكان تاجرًا صدوقًا. روى عنه: عبد الواحد بن أحمد الخطيب الهَمَذَاني، وأبو الحسن ¬

_ * تاريخ جرجان: 85 - 86، الأنساب: 2/ 86، سير أعلام النبلاء: 18/ 62 - 63، تذكرة الحفاظ: 3/ 1125 - 1126، العبر: 3/ 218 - 219، الوافي بالوفيات: 8/ 28، طبقات الحفاظ: 431، شذرات الذهب: 3/ 282. (¬1) في "تاريخ جرجان": 85 "ابن أبي بكر بن شاذان"، وفي "الأنساب": 2/ 86 "ابن أبي عمر بن شاذان".

989 - الزهراوي

علي بن محمد الجُرْجَاني، وإسماعيل بن عبد الغافر، وعبد الرحمن بن محمد التاجر، وآخرون. ومات ببخارى في المُحَرَّم سنةَ تسعٍ وأربعين وأربع مئة. وفيها: مات شيخ الأدب أبو العلاء المَعَرِّي. وشيخ الإسلام أبو عثمان الصَّابوني. وأبو الحسن علي بن خَلَف بن بَطَّال القُرْطُبي، صاحب "شَرْح البُخَاري". ومقرئ خَرُاسان أبو عبد الله محمدُ بنُ علي بن محمد النَّيسَابوري، [الخَبَّازي] (¬1). وشيخ الرَّافضة أبو الفتح محمد بن علي الكَرَاجَكي. 989 - الزَّهْرَاوي * الحافظ، محدِّث الأنْدَلس، أبو حَفْص، عمر بن عُبيد الله، الذُّهْلي، القُرْطُبي. كتب بقُرْطُبة وإشبيلية والزَّهراء عن: عبد الوارث بن سُفْيان، وأبي محمد بن أسد، وأبي المُطَرِّف بن فُطَيس، وأبي عبد الله بن أبي زمنِين، وعبد السَّلام بن السَّمْح، وسَلَمة بن سعيد، وكتب إليه بالإجازة أبو الحسن القَابسي. حدث عنه: محمد بن عَتَّاب، وأبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ، وأبو علي الغَسَّاني، وآخرون. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدركة على هامش الأصل، ولم تظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1127. * الصلة: 2/ 399 - 401 , بغية الملتمس: 408، سير أعلام النبلاء: 18/ 219 - 220، تذكرة الحفاظ: 3/ 1127 - 1128، العبر: 3/ 233، طبقات الحفاظ: 432، شذرات الذهب: 3/ 293.

وكان ثقة متصاونًا، قاله ابن المهدي (¬1). وقيل: إنه اختلط بأَخَرَةٍ (¬2). وقال أبو مروان الطُّبْني (¬3): حدَّثني أبو حَفْص الزَّهْرَاوي، قال: شَدَدْتُ في البيت ثمانيةَ أحمال كُتُبٍ لأنقلها فلم يتمَّ حتى انتهبها البربر (¬4). مات في صَفَر سنةَ أربعٍ وخمسين وأربع مئة، وله ثلاث وتسعون سنة. وفيها: مات القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القُضَاعي، قاضي مِصْر، وصاحب "الشِّهاب" (¬5). والإمام أبو الفَضْل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بُندَار الرَّازي، المقرئ، الجَوَّال. والمقرئ أبو سَعْد أحمد بن إبراهيم بن أبي شمس النَّيسَابوري، وله أربعون حديثًا. ومسند الآفاق أبو محمد الحسنُ بنُ علي بن محمد ¬

_ (¬1) "الصلة": 2/ 400. (¬2) المصدر السابق. (¬3) في الأصل ضبطت بضم الطاء وتشديد الباء المفتوحة، وفي "الأنساب": 8/ 212 بضم الطاء المهملة، وضم الباء المنقوطة، وكسر النون المشددة، وقل: بسكون الباء، وتخفيف النون، وهو المحفوظ. وهي نسبة إلى "الطُّبْن"، بلدة بالمغرب من أرض الزاب، والزاب في عدوة بلاد المغرب. (¬4) "الصلة": 2/ 400. (¬5) هو "شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب من الأحاديث النبوية"، وله أيضًا "مسند الشهاب" جمع فيه أسانيد ما تضمنه كتاب "الشهاب"، وقد طبع "المسند" في مؤسسة الرسالة 1985 م في مجلدين، بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.

990 - ابن عبد البر

الجَوْهري ببغداد، وهو آخر أصحاب القَطِيعي. ونحويُّ مِصْر أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ الجَوْهري، رحمه الله تعالى. 990 - ابن عبد البَرِّ * حافظ المَغْرب، وشيخُ الإسلام، الإِمام، أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البَرّ بن عَاصم، النَّمَرِي، القُرْطُبي. ولد في ربيع الآخر سنةَ ثمانٍ وستين وثلاث مئة. وحدَّث عن: خَلَف بن القاسم، وعبد الوارث بن سُفْيان، وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، ومحمد بن عبد الملك بن ضَيْفُون (¬1)، وعبد الله بن محمد بن أَسد الجُهَني، ويحيى بن وَجْه الجَنَّة، وأحمد بن فتح الرسَّان، وسعيد بن نَصْر، وأبي عمر أحمد بن الجَسُور، وغيرهم. وأجاز له من مصر: عبدُ الغني بن سعيد، ومن مَكَّة أبو القاسم عبيد الله السَّقَطي، وانتهى إليه مع إمامته علوُّ الإِسناد. ¬

_ * جمهرة أنساب العرب: 302، جذوة المقتبس: 344 - 346، مطمح الأنفس: 294 - 296، ترتيب المدارك: 4/ 808 - 810، الصلة: 2/ 677 - 679، وفيات الأعيان: 7/ 66 - 71، المغرب في حلى المغرب: 2/ 407 - 408، سير أعلام النبلاء: 18/ 153 - 163، تذكرة الحفاظ: 3/ 1128 - 1132، العبر: 3/ 255، دول الإسلام: 1/ 211، المشتبه: 1/ 117، مرآة الجنان: 3/ 89، البداية والنهاية: 12/ 104، الديباج المذهب: 357 - 359، طبقات الحفاظ: 432 - 433، كشف الظنون: 1/ 12، 43، 78، 81، 142، شذرات الذهب: 3/ 314 - 316، روضات الجنات: مج 4/ 239 - 240، إيضاح المكنون: 2/ 266، هدية العارفين: 2/ 550 - 551، الرسالة المستطرفة: 15، شجرة النور الزكية: 119. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1128 "صيفون"- بالصاد المهملة، وهو تصحيف.

حدث عنه: أبو محمد بن حَزْم، وأبو الحسن بن مفوَّز، وأبو علي الغَسَّاني، وأبو عبد الله الحُمَيْدي، وأبو بحر سُفْيَان بن العَاص، وأبو داود سليمان بن أبي القاسم المقرئ، وآخرون. وكان دينًا، صينًا، صاحبَ سُنَّة واتِّباع، وكان أولًا ظاهريًّا ثم صار مالكيًّا، وله مَيلٌ إلى كثير من أقوال الشافعي، وصنَّف تصانيف كثيرة منها: "التَّمْهيد" (¬1) و"الاسْتِذْكار" (¬2) و"الاستيعاب" (¬3) وكتاب "الاكتفاء في قِراءة نافع وأبي عمرو" وكتاب "بَهْجة المَجَالس" وكتاب "التَقَصِّي لحديث المُوَطَّأ" (¬4) وكتاب "الإنباه عن قبائل الرُّوَاة" (¬5) وكتاب "الانتقاء لمذاهب الثَّلاثة العُلَماء مالك وأبي حنيفة والشَّافعي" (¬6) و"البيان في تلاوة القرآن" و"الأجوبة الموعبة" وكتاب "الكُنَى" وكتاب "المغازي" (¬7) وكتاب "القَصْدْ والأَمَم في انتساب العَرَبِ والعَجم" (¬8) وكتاب "الشَّواهد ¬

_ (¬1) "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" في عشرة أجزاء، طبع في المملكة المغربية بين سنة (1967 - 1981 م) بتحقيق ثلة من المحققين. (¬2) "الاستذكار لمذهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار"، طبع الجزء الأول منه بالقاهرة سنة 1391 هـ- 1971 بتحقيق الأستاذ علي النجدي ناصف. (¬3) "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، طبع على هامش الإصابة، وطبع مستقلًا في القاهرة بتحقيق علي محمد البجاوي. (¬4) نشره حسام الدين القدسي في القاهرة، وصورته دار الكتب العلمية في بيروت بلا تاريخ. (¬5) نشره حسام الدين القدسي في القاهرة. (¬6) نشره حسام الدين القدسي في القاهرة سنة 1350 هـ. (¬7) هو "الدرر في اختصار المغازي والسير"، حققه الدكتور شوقي ضيف، ونشر في القاهرة سنة 1386 هـ. (¬8) نشره حسام الدين القدسي في القاهرة سنة (1350 هـ).

في إثبات خبر الواحد" وكتاب "الإنصاف في أسماء الله"، وكتاب "الفَرَائض"، وغير ذلك (¬1). قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأنْدَلس مِثْلَ أبي عمر في الحديث (¬2). وقال ابن حزم: "التمهيد" لصاحبنا أبي عمر لا أعلم في الكلام على فِقْه الحديث مِثْلَه أصلًا، فكيف أحسن منه؟ ! و"الاستذكار" وهو اختصار "التمهيد" وله تواليف لا مِثْلَ لها في جميع معانيها [منها] (¬3) "الكافي على مَذْهب مالك" (¬4) خمسة عشر مجلَّدًا، ومنها كتاب "الاستيعاب في الصّحابة" ليس لأحدٍ مِثْلَه، ومنها: كتاب "جامع بيان العِلْم وفَضْله" (¬5). وقال ابن سُكَّرة: سمِعْتُ أبا الوليد الباجي يقول [أبو عمر أحفظ أهل المغرب] (¬6). [قال الغساني: سمعت ابن عبد البر يقول] (¬7): لم يكن أحدٌ ببلدنا ¬

_ (¬1) انظر "جذوة المقتبس": 345. (¬2) "الصلة": 2/ 677. (¬3) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1129. (¬4) طبع في جزأين باسم "كتاب الكافي في فقه أهل المدينة المالكي"، ونشر في الرياض بتحقيق الدكتور محمد محمد أحيد ولد ماديك الموريتاني. (¬5) طبع في مصر بالمطبعة المنيرية، وانظر "جذوة المقتبس": 345. (¬6) ما بين حاصرين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "الصلة": 2/ 678، و"تذكرة الحفاظ": 3/ 1129. (¬7) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "الصلة": 2/ 678، و"تذكرة الحفاظ": 3/ 1129 - 1130.

مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجَبَّاب. قال الغَسَّاني: ولم يكن ابنُ عبد البر بدونهما ولا متخلِّفًا، وكان من النَّمِر (¬1) بن قاسط, طَلَب وتقدَّم ولَزِمَ أبا عمر أحمد بن عبد الملك الفقيه، ولزم أبا الوليد بن الفَرَضي، ودأَب في طلب الحديث، وافتَنَّ به، وبَرَعَ براعةً فاق بها من تقدَّمه من رجال الأندلس، وكان مع تقدُّمه في علم الأَثَر، وبَصَره بالفِقْه والمعاني له بَسْطَة كبيرة في علم النَّسَب والأَخبار، جَلا عن وَطَنه فكان في الغَرْب مُدَّة ثم تحول إلى شَرْق الأندلس، فسكن دَانية وبَلَنْسية وشَاطِبة، وبها توفِّيَ (¬2). وذكر غيرُ واحدٍ أَنَّ أبا عمر ولي قضاء أُشْبُونة (¬3) مُدَّة. وقال الحُمَيدي: أبو عمر فقيه، حافظ مُكْثر، عالم بالقراءات وبالخلاف [في الفقه] وبعلوم الحديث والرِّجال، قديم السَّماع، يميل في الفِقْه إلى أقوال الشَّافعي (¬4). وقال أبو الحسن بن القَطَّان: أبو عمر فقيه، حافظ، محدِّث، متقن عالم بالخِلاف والآداب، قديم السّماع كثيره. وذكره ابن الدَّبَّاغ في الطبقة العاشرة من الحفاظ، وكذلك ذكره ابن المُفَضَّل فيها، وذكر معه الخطيب والبَيهَقي وابن ماكولا، ¬

_ (¬1) انظر "اللباب": 3/ 238. (¬2) انظر "الصلة": 2/ 678 - 679. (¬3) يقال لها لشبونة أيضًا، انظر "معجم البلدان": 1/ 195. (¬4) "جذوة المقتبس": 344، وما بين حاصرتين منه.

وهم آخر من ذكر من كتاب "الطَّبقات" بَدَأ بالزُّهري، وخَتَم بابن ماكولا. قال أبو داود المُقْرئ: مات أبو عمر ليلة الجمعة سَلْخ ربيع الآخر سنةَ ثلاثٍ وستين وأربع مئة (¬1)، واستكمل خمسًا وتسعين سنة، وخمسة أيام (¬2). وفيها: مات مُسْند نَيسَابور أبو [حامد] (¬3) أحمدُ بنُ الحسن الأَزْهري، وله تسع وثمانون سنة. والرَّئيس أبو علي حَسَّان بن سعيد المَخْزُومي المَنِيعي (¬4) المَرْوَرُّوْذي. ومسند مرو أبو عمر عَبْدُ الواحد بن أحمد المَلِيحي الهَرَوي. ومسند بغداد أبو الغنائم محمد بن علي بن الدجاجي. والمعمَّر أبو بكر محمدُ بن أبي الهيثم عبد الصَّمد المَرْوَزي، وله ستٌّ وتسعون سنة، وهو آخر أصحاب أبي سعيد بن عبد الوَهَّاب الرَّازي. والمُسْنِدُ أبو علي محمد بن وشاح مَوْلى أبي تمام الزَّينَبِي، وكان معتزليًّا أديبًا. ¬

_ (¬1) في "جذوة المقتبس": 346 "مات في سنة ستين وأربع مئة بشاطبة من بلاد الأندلس". والمثبت في الأصل هو الصحيح والمشهور. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1130 "خمسة أعوام"، وهو وهم. (¬3) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1131. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1131 "المتيعي"، وهو تصحيف، انظر "اللباب": 3/ 186.

991 - البيهقي

991 - البَيهَقِيُّ * الإمام، الحافظ، العلَّامة، شيخُ خُرَاسان، أبو بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، الخُسْرَوْجِرْدِي، صاحب التَّصَانيف. ولد في شَعْبان سنةَ أربعٍ وثمانين وثلاث مئة. وسمع أبا الحسن محمد بن الحسين العَلَوي، وأبا عبد الله الحاكم -وتخرَّج به وأكثر عنه- وأبا طاهر بن مَحْمِش، وأبا بكر بن فُورَك، وأبا علي الرُّوذْبَاري، وعبد الله بن يوسف بن باموية (¬1)، وأبا عبد الرحمن السُّلَمي، وخَلْقًا بخراسان، وهلال بن محمد الحَفَّار، وأبا الحسين بن بِشْران، وجماعة ببغداد، والحسن بن أحمد بن فراس، وطائفة بمكة، وجناح بن نذير، وغيرَه بالكوفة. ولم يكن عنده "سنن النسائي"، ولا "سنن ابن ماجه"، ولا "جامع ¬

_ * الأنساب: 2/ 381، تبيين كذب المفتري: 265 - 267، المنتظم: 8/ 242، معجم البلدان: 1/ 538، اللباب: 1/ 165، وفيات الأعيان: 1/ 75 - 76، سير أعلام النبلاء: 18/ 163 - 170، تذكرة الحفاظ: 3/ 1132 - 1135، العبر: 3/ 242، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 8 - 16، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 198 - 200، البداية والنهاية: 12/ 94، النجوم الزاهرة: 5/ 77 - 78، طبقات الحفاظ: 433 - 434، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 159، كشف الظنون: 1/ 9، 53، 175، 261، شذرات الذهب: 3/ 304، روضات الجنات: 69 - 70، هدية العارفين: 1/ 78، الرسالة المستطرفة: 33، أعيان الشيعة: 3/ 568 - 569. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1132 "بانوية"، وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": 1/ 56.

التِّرْمِذِي"، وصنَّف كُتُبًا لم يسبقْ إلى مثلها، منها: "السُّنَن الكبير" (¬1) و"السُّنَن الصَّغير" و"السُّنن والآثار" (¬2) و"شُعَب الإِيمان" (¬3) و"دلائل النُّبوة" (¬4) و"الأسماء والصِّفات" (¬5) و"الزُّهْد" و"البعث" و"المعتقد" و"الآداب" و"نصوص الشَّافعي" و"المدخل" و"الدَّعوات" و"التَّرْغيب والتَّرْهيب" و"الخلافِيَّات" و"الأربعون الكُبرى" و"الأربعون الصُّغرى" وجزء في "الرؤية" و"مناقب الشّافعي" (¬6) و"مناقب أحمد" و"كتاب الإسراء" (¬7)، وغير ذلك. حدَّث عنه: ابنه إسماعيل، وأبو عبد الله الفُرَاوي، وأبو القاسم الشَّحَّامي، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجَبَّار بن عبد الوَهَّاب الدَّهَّان، وعبد الجبار بن محمد الخُواري، وأخوه عبد الحميد بن محمد، وآخرون. ¬

_ (¬1) طبع في عشرة أجزاء بحيدرآباد 1344 هـ- 1355 هـ. (¬2) ويسمى أيضًا "معرفة السنن والآثار"، وقد طبع الجزء الأول منه بتحقيق السيد أحمد صقر في مصر، ونشره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء أمهات كتب السنة. (¬3) في مكتبة أحمد الثالث ثمة نسخة منه في ثلاث مجلدات برقم (499). (¬4) طبع في بيروت سنة 1985، بتحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي في سبعة أجزاء. (¬5) طبع في حيدرآباد عام 1333 في مجلد واحد، ثم أعيد طبعه في القاهرة في مطبعة السعادة عام 1358 هـ بتعليق العلامة محمد زاهد الكوثري. (¬6) طبع في القاهرة عام 1971 م، في جزأين بتحقيق السيد أحمد صقر نشرته مكتبة دار التراث. (¬7) في "طبقات الشافعية" للسبكي: 4/ 10 "الأسْرَى"، وفي "هدية العارفين": 1/ 78 "الأسرار".

وروى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنْصَاري بالإجازة. رُوي عن إمام الحرمين أنه قال: ما من شافعيٍّ إلَّا وللشّافعي عليه مِنَّة إلَّا أبا بكر البَيهَقي فإنَّ له المِنَّة على الشَّافعي لتَصَانيفه في نُصْرة مَذْهبه (¬1). وقال أبو الحسن عبد الغافر في "ذيل تاريخ نَيسَابور": أبو بكر البَيْهَقي الحافظ الأُصولي، الدَّيِّن الوَرع، واحد زمانه في الحِفْظ، وفَرْد أقرانه في الإِتقان والضَّبْط، من كبار أصحاب الحاكم، ويزيد عليه بأنواع من العلوم، كتب الحديث، وحَفِظَه مِنْ صباه، وتفقَّه وبَرَعَ، وأخذ في الأصول، وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز، ثم صنَّف، وتواليفه تقارب ألف جُزْء مما لم يسبقْه إليه أحد، جمع بين عِلْم الحديث والفِقْه وبيان علل الحديث، ووَجْه الجَمْع بين الأحاديث، طلب منه الأئمة الانتقال من النَّاحية إلى نَيسابور لسماع الكتب، فأتى في سنة إحدى وأربعين، وعقدوا له المجلس لسماع كتاب "المعرفة" وحضره الأئمة، وكان على سيرة العُلَماء، قانعًا باليسير، متجملًا في زُهْده وورعه. مات البَيْهَقِي بنَيسَابور في عاشر جُمَادى الأُولى من سنة ثمانٍ وخمسين وأربع مئة (¬2)، ونُقِل في تابوت فدفن ببَيْهَق، وهي ناحية من أعمال نَيسَابور على يومين منها. وخُسْرَوْجِرْد: هي أم تلك النَّاحية. وفيها: مات المُسْنِد أبو الطَّيِّب عبد الرَّزَّاق بن عمر بن شَمَة (¬3)، ¬

_ (¬1) "تبيين كذب المفتري": 266، و"وفيات الأعيان": 1/ 76. (¬2) في "معجم البلدان": 1/ 538 مات سنة (454)، وهو مما تفرد به ياقوت. (¬3) كتب فوقها في الأصل: خف، أي بالتخفيف.

992 - الخطيب

الأصْبهاني، صاحب ابن المقرئ. وفقيه العراق العلامة القاضي أبو يَعْلى محمد بن الحسين بن محمد بن خَلَف بن الفَرَّاء، شيخ الحَنَابلة، وقد قارب الثَّمانين. والعارف فرج الزَّنْجَاني، ويلقب بأخي. وصاحب "المُحْكم" (¬1) أبو الحسن عليُّ بن إسماعيل بن سِيدَه المُرْسي الضَّرير. 992 - الخَطِيبُ * الإِمام، الحافظ الكبير الأوْحد، محدِّث الشَّام والعِراق، أبو بكر، أحمد بن عليّ بن ثابت بن أحمد بن مهدي، البَغْدَادي، صاحب التَّصانيف. ¬

_ (¬1) مطبوع، متداول، مشهور. * الأنساب: 5/ 151، تبيين كذب المفتري: 268 - 271، تاريخ ابن عساكر (ط): 7/ 22 - 30، المنتظم: 8/ 265 - 270، معجم الأدباء: 4/ 13 - 45، اللباب: 1/ 380، وفيات الأعيان: 1/ 92 - 93، سير أعلام النبلاء: 18/ 270 - 296، تذكرة الحفاظ: 3/ 1135 - 1145، العبر: 3/ 253، المستفاد من ذيل تاريخ بعداد: 54 - 61، الوافي بالوفيات: 7/ 190 - 199، مرآة الجنان: 3/ 87 - 88، طبقات الشافية للسبكي: 4/ 29 - 39، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 201 - 203، البداية والنهاية: 12/ 101 - 103، النجوم الزاهرة: 5/ 87 - 88، طبقات الحفاظ: 434 - 436، تاريخ الخميس: 2/ 358، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 164 - 166، كشف الظنون: 1/ 10، 209، 288 و 2/ 1637، شذرات الذهب: 3/ 311 - 312، روضات الجنات: 78 - 79، إيضاح المكنون: 1/ 30، 80، هدية العارفين: 1/ 79، الرسالة المستطرفة: 52 - 53، تهذيب ابن عساكر: 1/ 398 - 401، تأنيب الخطيب للكوثري، الفهرس التمهيدي: 165 و 370، الخطيب البغدادي مؤرخ بغداد ومحدثها ليوسف العش، موارد الخطيب البغدادي للعمري، التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، الرد على الخطيب البغدادي للملك المعظم عيسى بن الملك العادل.

ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة، وعني بهذا الشَّأْن، ورحل فيه إلى الأقاليم، وأوَّل سماعه في سنة ثلاثٍ وأربع مئة. سمع أبا الحسن بن الصَّلْت الأَهوَازي، وأبا الحسين بن المُتَيَّم، وأبا عمر بن مهدي، والحسين بن الحسن الجَوَاليقي، وابن رِزْقُويه، وابن أبي الفوارس، وهلالًا الحَفَّار، وإبراهيم بن مَخْلَد البَاقَرْحي (¬1). ومَنْ عنده ببغداد، ورحل سنة اثنتي عشرة إلى البَصْرة، فسمع أبا عمر القاسم [ابن جعفر الهاشمي، وسمع بنيسابور أبا القاسم] (¬2) عبد الرحمن بن محمد السَّرَّاج، والقاضي أبا بكر الحِيري، وبأَصْبهان أبا الحسن بن عبدكويه، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، وأبا نُعَيم الحافظ، وبالدِّينور أبا نَصْر الكَسَّار، وبهَمَذَان محمد بن عيسى، وسمع بالكوفة والرَّي والحرمين ودمشق والقُدْس وصور، وغير ذلك. وكان قدومه إلى دمشق سنةَ خمسٍ وأربعين وأربع مئة، ثم حَجَّ، ثم قَدِم الشَّام سنةَ إحدى وخمسين، فسكنها إحدى عشرة سنة. حدَّث عنه البَرْقَاني -أحد شيوخه- وأبو الفَضْل بن خيرون، والفقيه نَصر المَقْدسي، وأبو عبد الله الحُمَيدي، وعبد العزيز الكتَّاني، وأبو نَصْر بن ماكولا، وعبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنْدِي، وأبو بكر بن الخاضِبَة، وأُبيّ النَّرْسي، وأبو القاسم النَّسيب، وهبة الله بن الأَكفَاني، وعبد الكريم بن حمزة، وطاهر بن سَهْل الإسْفَراييني، وهبة الله بن عبد الله الشُّرُوطي، وأبو السَّعَادات أحمد بن أحمد المُتَوكِّلي، وعبد الرحمن بن ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1136 "الباخرحي"، وهو تصحيف. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ: 3/ 1136.

محمد الشَّيبَاني القَزَّاز، وأبو منصور بن خَيرون المقرئ، وخَلْق يطول ذكرهم. وكان من كبار الشَّافعية، تفقه على أبي الحسن بن المَحَاملي، والقاضي أبي الطَّيِّب. قال ابن النَّجَّار: نشأ ببغداد، وقرأ القُرْآن بالرِّوايات، وتفقَّه وعلَّق شيئًا من الخلاف، وآخر من حَدَّث عنه بالسَّماع محمدُ بنُ عمر الأُرْمَوي القاضي. وقال الخطيب: أول ما سمعت في المُحَرَّم سنة ثلاث، واستشرت البَرْقَاني في الرِّحْلة إلى عبد الرحمن بن النَّحَّاس بِمِصْر أو الخروج إلى نَيسَابور؟ فقال: إن خرجتَ إلى مصر إنما تخرج إلى رجل واحد، فإن فاتك ضاعت رِحْلَتُك، وإن خرجتَ إلى نيسابور ففيها جماعة. فخرجت إلى نيسابور. وقال ابنُ ماكولا: كان أبو بكر الخطيب آخر (¬1) الأعيان ممن شاهدناه مَعْرفةً، وحفظًا، وإتقانًا، وضبطًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفنُّنًا في عِلَله وأسانيده، وعِلْمًا بصحيحه وغريبه، وفَرْده، ومُنْكَره، ومطروحه (¬2). ثم قال: ولم يكن للبَغْداديين بعد الدَّارَقُطْني مِثْلُه (¬3)، وسألت الصُّوري عن الخطيب وأبي نصر السِّجْزي ففضَّل الخطيب تفضيلًا بينًا. ¬

_ (¬1) في "تبيين كذب المفتري": 268 "أحد". (¬2) "تاريخ ابن عساكر": 7/ 25. (¬3) المصدر السابق.

وقال مؤتَمن السَّاجي: ما أخرجتْ بغداد بعد الدَّارقُطْني مِثْلَ الخطيب (¬1). وقال أبو علي البَرَدَاني: لعَلَّ الخطيب لم ير مِثْلَ نَفْسه (¬2). وقال الفقيه أبو إسحاق الشِّيرَازي: أبو بكر الخطيب يُشَبَّه بالدَّارَقُطْني ونظرائه في مَعْرفة الحديث وحِفْظه (¬3). وقال شجاع الذُّهْلي: إمام مصنِّف حافظ لم نُدْرك مِثْلَه. وقال أبو الحسن الهَمَذَاني: مات هذا العِلْم بوفاة الخطيب، وقد كان رئيس الرُّؤساء (¬4) تقدم إلى الوُعَّاظ والخُطَباء أنْ لا يرووا حديثًا حتى يعرِضُوه على أبي بكر الخطيب. وأظهر بعضُ اليهود كتابًا بإسقاط النبيِّ صلى الله عليه وسلم الجِزْيَةَ عن الخيابرة، وفيه شهادة الصَّحابة، فعرَضَه الوزير على أبي بكر، فقال: هذا مزوَّر، فقيل له: من أين أنت قلت هذا؟ قال: لأن فيه شهادة معاوية، وهو إنما أسلم عام الفَتْح، وفيه شهادة سَعْد بن معاذ وقد مات قبل خَيبر بسنتين (¬5). وقال أبو سعد السَّمْعَاني: كان الخطيب مَهيبًا وقورًا، متحرّيًا حُجَّة، حسنَ الخَطِّ، كثيرَ الضَّبْط، فصيحًا، خُتم به الحُفَّاظ (¬6). ¬

_ (¬1) "تاريخ ابن عساكر": 7/ 26. (¬2) المصدر السابق. (¬3) المصدر السابق. (¬4) انظر حاشيتنا رقم (3) ص (66) من هذا الكتاب. (¬5) انظر "المنتظم": 8/ 265، و"معجم الأدباء": 4/ 18 - 19. (¬6) "معجم الأدباء": 4/ 30.

قال: وقرأ بمكَّة "الصَّحيح" على كريمة (¬1) في خمسة أيام، وخَرَج من بغداد بعد فتنة البَسَاسِيري (¬2) إلى الشَّام، سمِعْتُ الخطيب مسعود بن محمد بمرو، سمعت الفَضْل بن عمر النَّسَوي يقول: كنت بجامع صُور عند الخطيب، فدَخَلَ عليه عَلَويّ، وفي كُمِّه دنانير، فقال: هذا الذَّهَب تصرِفُهُ في مُهِمَّاتك. فقطَّبَ وقال: لا حاجة لي فيه. فقال: كأنك تَسْتَقلُّه. ونَفَضَ كُمَّه على سَجَّادة الخطيب، وقال: هي ثلاث مئة دينار. فخَجِلَ الخطيبُ وقام، وأخذ سَجَّادته، وراح فما أنسى عِزَّ خروجه وذُلَّ العَلَوي، وهو يجمع الدَّنانير (¬3). وقال أبو زكريا التِّبْرِيزي: كنت أقرأ على الخطيب بحَلْقَته بجامع دمشق كُتُب الأدب المسموعة له، وكنت أسكُن مَنَارة الجامع، فَصَعِدَ إليَّ وقال: أحببتُ أن أزورَك. فتحدَّثْنا ساعةً، ثم أخرج ورقة وقال: الهديةُ مُسْتَحبَّةٌ، اشترِ بهذه أقلامًا، وقام، فإذا خمسةُ دنانير. ثم صَعِدَ مَرَّة أُخرى ووضع نحوًا من ذلك. وكان إذا قرأ الحديث يُسْمَع صَوْتُه في آخر الجامع، وكان يقرأ معربًا صحيحًا. (¬4) وقال ابنُ شَافع: خَرَجَ الخطيبُ فقصد صور، وبها عِزّ الدَّوْلة أحد الأجواد، وتقرّب منه فانتفع به وأعطاه مالًا كثيرًا، انتهى إليه الحِفْظ والإِتقان، والقيام بعلُوم الحديث. ¬

_ (¬1) كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية، عالمة، صالحة، توفيت بمكة سنة (463 هـ)، انظر "المنتظم": 8/ 270. (¬2) انظر "الكامل": 9/ 640 - 650. (¬3) "معجم الأدباء": 4/ 31 - 32. (¬4) "معجم الأدباء": 4/ 32.

وقال ابنُ عساكر: سمِعْتُ الحسينَ بنَ محمد يحدِّث عن أبي الفضل بن خيرون أو غيره أَن الخطيب ذكر أنه لما حَجَّ شَرِبَ من ماء زَمْزم ثلاث شربات، وسأل الله ثلاث حاجات، آخذًا بالحديث: "ماء زمزم لما شُرِب له" (¬1)؛ فالحاجة الأولى أَنْ يحدِّثَ بـ"تاريخ بغداد"، والثانية أن يملي الحديث بجامع المَنْصُور، والثَّالثة أن يُدْفَن عند بِشْر الحافي. فقضى الله له ذلك (¬2). وذكر أبو الفرج الإسْفَراييني أَنَّ الخطيب كان معهم في الحج، فكان يَخْتِمُ كلَّ يوم، ثم يجتمع عليه النَّاس وهو راكب يقولون: حدِّثْنَا فيحدِّث. وقال عبد المحسن الشِّيحي: عادلت (¬3) الخطيب من دمشق إلى بغداد فكان له في كلِّ يوم وليلة خَتْمَة. وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ من ستة عشر من أصحابه (¬4)، وله ستة وخمسون مصنفًا، ثم سَرَد أكثرها. وقد أنشد السِّلَفي لنفسه: تَصَانيفُ ابنِ ثابتٍ الخطيبِ ... ألَذُّ من الصِّبا الغَضّ (¬5) الرَّطيبِ ¬

_ (¬1) هو في "تاريخ بغداد": 10/ 166، وأخرجه ابن ماجه (3062)، وأحمد: 3/ 357، والبيهقي: 5/ 148 من طريق عبد الله بن المؤمل وهوضعيف، لكنه لم ينفرد به، وقد صححه الحاكم في المستدرك، والمندري والدمياطي وحسنه الحافظ ابن حجر. (¬2) "تاريخ ابن عساكر": 7/ 24 - 25. (¬3) أي كنت عديله في المحمل، انظر "اللسان" (عدل). (¬4) انظر "الأنساب": 5/ 151. (¬5) في "معجم الأدباء" الغصن، وهو تصحيف.

يراها إذْ رواها من حَوَاها ... رياضًا للفَتَى اليقِظِ اللَّبيبِ (¬1) ويأخُذُ حُسْنُ ما قَدْ صَاغَ مِنْها ... بقَلْبِ الحافظ الفَطِنِ الأَريبِ فأيةُ راحةٍ ونَعيمِ عيشٍ ... يُوَازِي كَتْبَها (¬2) بَلْ أيُّ طِيبِ (¬3) وقال أبو محمد بن الأبَنُوسي: سَمِعْتُ الخطيب يقول: كل من ذكرت فيه أقاويل النَّاس من جَرْح وتعديل فالاعتماد على ما أَخَّرْت، [وختمت به الترجمة] (¬4). وقال ابنُ طاهر: سألت هِبَةَ الله بن عبد الوارث الشِّيرَازي: هل كان الخطيبُ كتصانيفه في الْحِفظ؟ قال: لا، كُنَّا إذا سَأْلناه عن شيءٍ أجابنا بعد أيامٍ، وإن ألححنا عليه غَضِبَ، كانت له بادِرَة وَحْشَة (¬5). وقد قيل: إن سببَ خروج الخطيب من دِمَشْق إلى صُور أنه كان يختلف إليه صبيٌّ مليح، فتكلَّم فيه النَّاس، وبلغ ذلك أمير البلد، وكان رافضيًا متعَصِّبًا، فامر بقتله فشد منه (¬6) بعضُ العَلَوية، وأشار على الأمير بإخراجه من البلد، فأمر بذلك، فذهب إلى صُور وأقام بها مُدَّة. قال ابنُ السَّمْعَاني: خرج من دمشق في صَفَر سنةَ سبعٍ وخمسين ¬

_ (¬1) في "معجم الأدباء": تراها إذ حواها من رواها ... رياضًا تركها رأس الذنوب (¬2) في "معجم الأدباء": يوازي كتبه، وفي "طبقات الشافعية" للسبكي: 4/ 33 "عيثسها". (¬3) انظر "معجم الأدباء": 4/ 33 - 34. (¬4) ما بين حاصرتبن من "سير أعلام النبلاء" 18/ 278. (¬5) "معجم الأدباء": 4/ 27. (¬6) كذا في الأصل، ولم أر لها وجهًا، والذي يستفاد من الخبر أن الخطيب البغدادي دخل دار الشريف العلوي بإشارة من رئيس الحرس، فأشار الأمير العلوي بإخراجه من البلد وعظَّم قتله، انظر "معجم الأدباء": 4/ 34 - 35، و"الوافي بالوفيات": 7/ 195.

فقصد صور، وكان يزور منها القُدْس، ويعود إلى أن سافر إلى العِراق سنة اثنتين وستين. وقال المؤتَمن السَّاجي: تحاملتِ الحنابلةُ على الخطيب حتى مال إلى ما مال إليه. وقال أبو منصور عليُّ بنُ علي الأمين (¬1): كتبَ الخطيبُ إلى القائم: إذا مِتُّ يكون ما لي لبيت المال، فليؤذن لي حتى أفرِّقَه على مَنْ شئت. فأَذِن له، ففرَّقه على المُحَدِّثين (¬2). قال ابنُ ناصر: حدثتني أُمي أَنَّ أبي حدثها قال: دخلْتُ على الخطيب في مَرَضه فقلت له يومًا: يا سَيِّدي، إن ابن خيرون لم يعطني شيئًا من الذَّهب (¬3) الذي أمرته أن يفرِّقَه على أَصحاب الحديث. فرفع الخطيبُ رأسهَ من المِخَدَّة، وقال: خُذْ هذه [الخرقة] بارك اللهُ لك فيها. فكان فيها أربعون دِينارًا (¬4). وقال مكي الرُّمَيلي: مَرِضَ الخطيب في رمضان من سنة ثلاث وستين إلى أن اشْتَدَّ به الحال في أَوَّل ذي الججَّة، ومات يوم سابعه، وأوصى إلى أبي الفَضْل بن خَيرون (¬5)، ووقَص كُتُبَه على يده، وفرَّق ماله ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1143 "الأمير"، وهو تصحيف. (¬2) "المنتظم": 8/ 269. (¬3) في الأصل: لم يعطني من الذهب شيئًا الذي، والمثبت من "سير أعلام النبلاء": 18/ 285 - 286. (¬4) انظر المصدر السابق، وما بين حاصرتين منه. (¬5) ستأتي ترجمته تحت رقم (1012) من هذا الكتاب.

في وجوه البِرِّ، وشيَّعه القُضَاة والخَلْق، وأمَّهم أبو الحسين بن المهتدي بالله، ودفن بجنب بِشْر الحافي (¬1). قال ابنُ خَيْرون: دفن بباب حَرْب، وتصدَّق بماله وهو مائتا دينار، وأوصى بأن يُتصدَّق بثيابه، وكان بين يدي جِنازته جماعةٌ ينادون: هذا الذي [كان يَذُبُّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الذي كان ينفي الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الذي] كان يحفظ [حديث] (¬2) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخُتِمَ على قبره عِدَّةُ ختمات. وقال عبد العزيز الكَتَّاني: ورد كتاب جماعةٍ أَنَّ الحافظ أبا بكر مات في سابع ذي الحِجَّة، وكان أبو إسحاق الشِّيرَازي ممن حمل جِنازته. وقال عليُّ بن الحسين بن جَدَّا: رأيتُ بعد موت الخطيب كأَنَّ شخصًا قائمٌ بحذائي فأردت أن أسأله عن الخطيب فقال لي ابتداءً: أُنزل وسط الجَنَّة حيث يتعارف الأبرار. وقال غيث الأرْمَنَازِي: قال مكيّ الرُّمَيلي: كنتُ ببغداد نائمًا في ليلة ثاني عشر ربيع الأوَّل سنة ثلاث وستين، فرأيت كأنّا عند الخطيب لقراءة "تاريخه" على العادة، والشَّيخ نصر بن إبراهيم المَقْدسي عن يمينه، وعن يمين نَصْر رجلٌ، فسألت عنه فقيل: هذا رسول الله صلى الله ¬

_ (¬1) "معجم الأدباء": 4/ 44 - 45. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1144، وانظر "معجم الأدباء": 4/ 45.

993 - ابن حزم

عليه وسلم جاء ليسمع "التَّاريخ"، فقلت في نفسي: هذه جلالة لأبي بكر (¬1). قال غيث: أنشدنا الخطيب لنفسه: إن كُنْتَ تبغي الرَّشادَ محضًا ... لأمرِ دُنْيَاك والمَعَادِ فَخَالفِ النَّفْس في هَوَاها ... إنَّ الهوى جَامِعُ الفَسَادِ 993 - ابن حَزْم * الإمام، العلامة، الفقيه، الحافظ، أحد الأعلام، أبو محمد، عليُّ بنُ أحمد بن سعيد بن حَزْم بن غالب بن صالح بن خَلَف بن مَعْدان بن سُفْيان بن يزيد، مولى يزيد بن أبي سُفْيان بن حَرْب بن أُمية، ¬

_ (¬1) " تبيين كذب المفتري": 268 - 269. * جذوة المقتبس: 290 - 293، مطمح الأنفس: 279 - 282، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: مج 1 / ق 1/ 167 - 180، الصلة: 2/ 415 - 417، بغية الملتمس: 415 - 418، معجم الأدباء: 12/ 235 - 257, المطرب: 92، أخبار العلماء: 156، المعجب: 46 - 49، المغرب: 1/ 354 - 357، وفيات الأعيان: 3/ 325 - 330، سير أعلام النبلاء: 18/ 184 - 212، تذكرة الحفاظ: 3/ 1146 - 1154، العبر: 3/ 239، دول الإسلام: 1/ 207، مرآة الجنان: 3/ 79 - 81، البداية والنهاية: 12/ 91 - 92، الإحاطة: 4/ 111 - 116، لسان الميزان: 4/ 198 - 202، النجوم الزاهرة: 5/ 75، طبقات الحفاظ: 436 - 437، طبقات الأمم: 75 - 77، نفح الطيب: 2/ 77 - 84، كشف الظنون: 1/ 21، 118، 466، شذرات الذهب: 3/ 299 - 300، هدية العارفين: 1/ 690 - 691، إيضاح المكنون: 1/ 319، دائرة المعارف الإسلامية: مج 1/ 136 - 144، ولمحمد أبي زهرة كتاب ابن حزم فقهه وآراؤه، وابن حزم الأندلسي لزكريا إبراهيم، ولعبد الحليم عويس ابن حزم وجهوده في البحث التاريخي والحضاري، وهو كتاب قيم، وفي كتاب ابن حزم "طوق الحمامة" بعض أخباره.

الفارسي الأصل، الأموي، اليَزِيدي، القُرْطُبي، الظَّاهري، صاحب التَّصانيف. ولد بقُرْطُبة سنةَ أربعٍ وثمانين وثلاث مئة. وسمع من أبي عمر أحمد بن الجَسُور (¬1)، ويحيى بن مَسْعُود بن وجه الجَنَّة، ويونس (¬2) بن عبد الله القاضي، وحُمام بن أحمد القاضي، ومحمد بن سعيد بن نَبَات، وعبد الله بن ربيع التميمي، وعبد الله بن محمد بن عُثْمان، وأبي عمر الطَّلَمَنْكي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، وعبد الله بن يوسف بن نامي، وخَلْقٍ سواهم. روى عنه: أبو عبد الله الحُمَيدي -فأكثر- وابنه أبو رافع الفَضْل، وطائفة. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن شُريح بن محمد. وأوَّل سماعه في سنة أربع مئة. وكان إليه المنتهى في الذَّكاء والحِفْظ، والاطِّلاع على العُلُوم، وكان أولًا شافعيًّا، ثم صار ظَاهرِيًّا فجْتهدًا، وصنَّف كُتُبًا كثيرة منها: كتاب "الإِيصال" وهو كتاب كبير، وكتاب "الإحكام لأصول الأحكام" (¬3) وكتاب "المُجَلَّى" في الفِقْه، مجلد، وشَرْحُه هو "المُحَلَّى" (¬4) في ثمان ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1146 "الحسور" -بالحاء المهملة- وهو تصحيف. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1146 "يوسف"، وهو تحريف. (¬3) طبع في مصر 1345 - 1348 هـ، وقد عني بتصحيحه العلامة أحمد محمد شاكر، وهو في ثمانية أجزاء، وقد صورته دار الآفاق الجديدة في بيروت سنة 1980 م، وقدم له الدكتور إحسان عباس. (¬4) طبع في مصر بالمطبعة المنيرية 1347 - 1352 هـ في أحد عشر جزءًا، حقق العلامة أحمد شاكر الأجزاء الستة الأولى، وحقق الجزء السابع الشيخ عبد الرحمن الجزيري، وحقق تتمة الكتاب محمد منير الدمشقي.

مجلدات، وكتاب "الفِصَل في المِلل والنِّحَل" (¬1) وكتاب " [إظهار] (¬2) تبديل اليهود والنَّصَارى للكتابين: التَّوْراة والإنجيل". وكتاب "التقريب لحدّ المنطق والمَدْخل إليه"، وكتاب "الصَّادع في الرَّدِّ على مَنْ قال بالتقليد"، وكتاب "شرح أحاديث المُوَطَّأ"، وكتاب "الجامع" في صحيح الحديث باختصار الأسانيد، وكتاب "التّلْخيص والتَّخْليص" في المسائل النَّظرية، وكتاب "كَشْف الالْتِباس لما بين الظَّاهرية وأصحاب القِياس" وكتاب فيما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشَّافعي جمهور العُلَماء وما انفرد به كلُّ واحدٍ، ولم يسبق إلى ما قاله، وغير ذلك. قال أبو الحسن بن القَطَّان: أبو محمد بن حَزْم الحافظ الفقيه على مَذْهب أهل الظَّاهر، برع في الفِقْه والحديث، والتَّاريخ والآداب، وهو من بيتٍ وزارة، ووزَرَ بنفسه لبعض ملوك الأندلس، ثم تَخَلَّى لطلب العِلْم والانفراد له. وقال صاعد بن أحمد: كان ابنُ حَزْم أجمعَ أهل الأندلس قاطبةً لعلوم الإسلام، وأوسعَهم معرفة، مع توسعه في علم اللِّسان، ووفور حَظِّه من البلاغة والشِّعْر، ومعرفته بالسِّيَر والأخبار، أخبرني ولده الفَضْل أنه اجتمع عنده بخَطِّ أبيه أبي محمد من تواليفه أربع مئة مجلّد تحتوي على نحوٍ من ثمانين ألف ورقة (¬3). ¬

_ (¬1) طبع في مصر بالمطبعة الأدبية سنة 1317 هـ في خمسة أجزاء، وبهامشه كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني، والفِصَل، بكسر ففتح: جمع فصلة؛ وهي النخلة المنقولة من محلها إلى محل آخر لتثمر. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير, والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1147. (¬3) انظر "طبقات الأمم": 76، و "الصلة": 2/ 416.

وقال الحُمَيدي: كان أبو محمدٍ حافِظًا للحديث وفقهه، مستنبطًا للأحكام من الكِتَاب والسُّنَّة، متفنِّنًا في علومٍ جَمَّة، عاملًا بعِلْمه، ما رأينا مِثْلَه فيما اجتمع له مع الذَّكاء وسُرْعة الحِفْظ، وكَرَم النَّفْس والتديُّن، وكان له في الأدب والشِّعْر نَفَسٌ واسع، وباع طويل، ما رأيت مَنْ يقول الشِّعْرَ على البديهة (¬1) أسرَعَ منه، وشعره كثير جَمَعْتُه على حُروف المُعْجم (¬2). وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر (¬3) أحمد من وزراء المَنْصور محمد بن أبي عامر ثم وزر للمُظَفَّر بن المنصور، ووزر أبو محمد للمُسْتَظْهر بالله عبد الرّحمن بن هشام، ثم نَبَذ الوزَارة وأقبل على العِلْم، وبَرَعَ في المنطق، ثم أعرض عنه، وأقبل على علوم الإسلام فنال ما لم ينلْه أحد (¬4). وقال أبو حامد الغزالي: وَجَدْتُ في أسماء الله تعالى كتابًا ألَّفه محمد بن حَزْم يدلُّ على عِظم حِفْظه وسَيَلان ذِهنه. وقال اليَسَع بن حَزْم الغَافِقي (¬5): أما محفوظُ أبي محمدٍ فبحرٌ ¬

_ (¬1) في الأصل: البديه، وهو خطأ. (¬2) "جذوة المقتبس": 290 - 291. (¬3) في "طبقات الأمم": 76 "أبو عمرو"، وهو وهم. (¬4) المصدر السابق. (¬5) اليسع بن عيسى بن حزم، الغافقي، الجياني، أبو يحيى، مؤرخ، من العلماء بالقراءات، سكن بلنسية، ثم مالقة، ورحل إلى مصر؛ فاستوطن الإسكندرية، ثم القاهرة، وجمع للسلطان صلاح الدين كتابًا سماه "المغرب في محاسن المغرب"، توفي بمصر سنة 575 هـ. انظر ترجمته في "الأعلام" للزركلي: 8/ 191، و"غاية النهاية": 2/ 385 - 386.

عَجَّاج، وماء ثَجَّاج، يخرج من بحره مَرْجَان الحِكَم، وينبت بثجَّاجه ألفاف النِّعَم في رِيَاض الهِمم، لقد حفظ من علوم المسلمين، وأربى على أهل كلِّ دين، وألَّف "المِلل والنِّحَل"، كان أولًا يَلْبَس الحرير، ولا يرضى من المكانة إلَّا بالسَّرير، مَدَح المعتمد فأجاد، وقَصَد بَلنْسِية، وبها المُظَفَّر أحد الأطْواد، حدَّثني عنه عمر بن واجب قال: بينما نحن عند أبي ببَلَنْسِية وهو يدرِّس المذهب إذا بأبي محمد بن حَزْم يسمعنا، ويتعجب، ثم سأل الحاضرين عن شيء من الفِقْه جُووب عليه، فاعترض فيه، فقال بعض الحُضَّار: هذا العِلْم ليس من منتحلاتك. فقام وقعد، ودخل منزله فعَكَفَ، ووَكَفَ منه وابِلٌ فما كَفَّ، وما كان بعد أشهر قريبة حتى قصَدْنا إلى ذلك الموضع، فناظر أحسن مناظرة، قال فيها: أنا أتبع الحقَّ وأجتهد، ولا أتقيد بمذهب. وقال الشَّيخ عِزّ الدِّين بن عبد السَّلام: ما رأيت في كُتُب الإسلام مثل "المُحَلَّى" لابن حَزْم، و"المغني" للشَّيخ الموفَّق (¬1). وقال أبو الخَطَّاب بن دحية: كان ابنُ حَزْم قد بَرِصَ من أكل اللُّبَان (¬2)، وأصابه زَمَانة، وعاش اثنتين وسبعين سنة إلّا شهرًا. وقال أبو محمد عبد الله بنُ محمد بن العَرَبي: أخبرني ابنُ حزم أن سبب تعلُّمِه الفِقْه أنَّه شَهِدَ جِنَازةً، فَدَخل المسجد، فَجَلَس ولم يركع، فقال له رجلٌ: قُمْ فصَلِّ تحيَّة المسجد، وكان ابن ستٍّ وعشرين سنة. ¬

_ (¬1) ستأتي ترجمة الموفق برقم (1091) من هذا الكتاب. (¬2) هو نبات من الفصيلة البخورية يفرز صمغًا، ويسمى الكندر، انظر فوائده في "المعتمد في الأدوية المفردة": 434 - 435.

قال: فقُمْتُ وركعت، فلما رجعنا من الجِنَازة جئتُ المسجد، فبادرت بالتحيَّة، فقيل لي: اجلسْ اجلسْ، ليس هذا وقت صلاةٍ -يعني بعد العَصْر- فانصرفت حزينًا, وقلت للأُستاذ الذي رَبَّاني: دُلَّني على دار الفقيه أبي عبد الله بن دَحُّون، فقصَدْتُه، وأعلمته بما جرى عليَّ، فدلَّني على "المُوَطَّأ"، فبدأتُ به عليه قِراءةً، ثم تتابعتْ قراءتي عليه وعلى غَيرِه ثلاثةَ أعوام، وبدأتُ بالمناظرة (¬1). ثم قال ابنُ العَرَبي: صحِبْتُ ابنَ حَزْم سَبْعَةَ أعوام، وسمِعْتُ منه جميع مُصَنَّفَاته سوى المجلَّد الأخير من كتاب "الفِصَل"، وقرأْنا عليه من كتاب "الإيصال" سَبْعَ مجلّدات (¬2) في سنة ستٍّ وخمسين، وهو أربعة وعشرون مجلَّدًا (¬3). وقال أبو مروان بن حَيَّان: كان ابنُ حَزْم حاملَ فنونٍ مِنْ حديثٍ وفِقْه وجَذل ونَسَب وما يتعلَّق بأذيال الأدب، مع المُشَاركة في أنواع التَّعاليم القديمة من المَنْطق والفَلْسَفة، وله كتُبٌ كثيرة لم يَخْلُ فيها من غَلَطٍ لِجُرْأَته في التَّسَوُّر على الفُنون لا سيما المنطق، فإنهم زَعموا أَنَّه زَلّ هنالك، وَضَلّ في سلوك المَسَالك، وخالف أرسطو واضِعَه مخالفةَ مَنْ لم يفهم غَرضَه، ولا ارْتَاضَ، ومال أوَّلًا في النظر إلى الشَّافعي وناضلَ عنه حتى وُسِمَ به، فاسْتُهْدِفَ بذلك لكثير مِن الفقَهاء، وعِيب بالشُّذُوذ، ¬

_ (¬1) "معجم الأدباء": 12/ 241 - 242. (¬2) في "معجم الأدباء": 12/ 242 "أربع مجلدات". (¬3) المصدر السابق.

ثم عَدَل إلى الظَّاهر، فنقَّحَه، وجادل عنه، ولم [يَكُ] (¬1) يلطِّف صَدْعَه بما عنده بتعريضٍ ولا بتَدْريجٍ، بل يَصُكُّ به معارِضَه صَكَّ الجَنْدَل (¬2)، وَيُنْشِقُه إنْشَاقَ الخَرْدَل (¬3)، فتنفِرُ عنه القلوب، وتقع به النُّدوب، حتى استهدف إلى فُقَهاء وَقْته، فتمالؤوا عليه، وأجمعوا على تضليله، وشنَّعوا عليه، وحذرُوا سلاطينَهُمْ من فِتْنَتِه، ونَهَوْا عوامَّهم عن الدُّنُوِّ منه، فطَفِقَ الملوك يُقْصُونه، ويسيِّرونه عن بلادهم إلى أن انتهوا به مُنْقَطَع أثره, وهي بلدة من بادية لَبْلَة (¬4)، وهو في ذلك غَيرُ مَرْتَدع ولا راجعٍ، يَبُثُّ عِلْمَه فيمن يَنْتَابُه من بِاديةِ بلده، من أَصَاغر الطَّلَبة الذين لا يَخْشَوْن فيه المَلامة، يُسْمِعهم ويفقِّهُهم ويُدَارسهم، [حتى] (¬5) كَمُل من مُصَنَّفاته وقْرُ بعير لم يجاوز أكثرُها عَتَبَةَ باديته لزُهْد الفُقَهاء فيها، حتى لأُحْرِقَ بعضُها بإشْبيلية، ومُزِّقت علانية، وأكبر معايبه -زعموا- عند المُنْصِف له جَهْلُه بسياسة العِلْم التي هي أعوص من إتقانه (¬6)، وتخلُّفه عن ذلك على قوّة ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثت من "الذخيرة": مج 1 / ق 1/ 168. (¬2) الجندل: الحجارة، وقيل: هو الحجر كله. "اللسان" (جندل). (¬3) الخردل: نبات عشبي من فصيلة الصليبيات، ينبت في الحقول وعلى حواشي الطرق، تستعمل بزوره في الطب، ومنه بزور يتبل بها الطعام. "المعجم الوسيط": 1/ 224. (¬4) غربي قرطبة، بينها وبين قرطبة على طريق إشبيلية خمسة أيام. "معجم البلدان": 5/ 10. (¬5) ما بين حاصرتين ساقط في الأصل، والمثبت من "الذخيرة": مج 1 / ق 1/ 169. (¬6) في الأصل: إيعابه، وكذا في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1152، وفي "الذخيرة" أعرض من إيعابه، والمثبت من "معجم الأدباء": 12/ 249.

سَبْحِهِ في غِمارِه (¬1)، وعلى ذلك فلم يكن بالسَّليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد عِلْمه عنه عند لقائه إلى أن يُحَرك بالسُّؤال، فتَفَجَّر منه بحرُ عِلْم، لا تكدِّره الدِّلاء (¬2). قال ابن حَيَّان: وكان مما يزيد في شنآنه تَشَيُّعُه لأُمراء بني أُمية ماضيهم وباقيهم، واعتقادُه لِصِحَّة إمامتهم حتى نُسِبَ إلى النَّصب (¬3). وقد ذُكِرَ لابنِ حَزْم قَوْلُ مَنْ يقول: أجَلُّ المُصَنَّفات "المُؤطَّأ". فقال: بل أَوْلى الكُتُب بالتعظيم "الصَّحيحان" و"صحيح" سعيد بن السكن، و"المنتقى" لابن الجارود، و"المنتقى" لقاسم بن أَصْبَغ [ثم بعد هذه الكتب كتاب أبي داود، وكتاب النَّسَائي، و"مصنف" قاسم بن أَصبَغ] (¬4) و"مصنَّف" الطَّحاوي، و"مُسْنَد" البزَّار، و"مسنَد" ابن أبي شَيبة، و"مسند" أحمد بن حَنْبل، و"مسند" ابن راهويه، و"مسند" الطَّيالِسي، و"مسند" الحسن بن سُفْيان، و"مسند" ابن سنجر، و"مسند" عبد الله بن محمد المُسْنَدي، و"مسند" يعقوب بن شيبة، و"مسند" عليّ بن المديني، و"مسند" ابن أبي غَرَزَة، وما جرَى مجرى هذه الكتب التي أُفْردتْ لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم صِرْفًا، ثم بَعْدَها الكتب التي فيها كلامُهُ وكلامُ غيره مثل "مُصَنَّف" عبد الرَّزَّاق، و"مصنف" أبي بكر بن أبي شيبة، و"مصنف" بَقي بن مَخْلَد، وكتاب ¬

_ (¬1) في "معجم الأدباء": 12/ 249: "على قوة شيخه عمارة"، وعي عبارة محرفة كما لا يخفى. (¬2) انظر "الذخيرة": مج 1 / ق 1/ 167 - 169، و"معجم الأدباء": 12/ 247 - 249. (¬3) "الذخيرة": مج 1 / ق 1/ 169، وانظر تعليق المحقق الدكتور إحسان عباس. (¬4) ما بين حاصرين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1153.

محمد بن نَصْر المَرْوَزِي، وكتاب أبي بكر بن المنذر الأكبر والأصغر، ثم "مصنف" حَمَّاد بن سَلَمة، و"مصنَّف" سعيد بن منصور، و"مصنف" وكيع، و"مصنف" الفِرْيابي، و"مُوَطَّأ" مالك بن أنس، و"موطأ" ابن أبي ذئب، و"موطأ" ابن وَهْب، و"مسائل" أحمد بن حنبل، وفِقْه أبي عبيد، وفِقْه أبي ثَوْر. قلت: أبو محمد بنُ حزم من بحور العُلُوم، له اختيارات كثيرة حَسَنة، وافق فيها غيرَه من الأئمة، وله اختياراتٌ انفرد بها في الأصول والفروع، وجميع ما انفرد به خَطَأ، وهو كثير الوَهْم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه، وعلى أحوال الرُّواة، وقد تكلم فيه القاضي أبو بكر بنُ العربي، وأبو بكر بن مفوّز وغيرهما، وبالغ بعضُهم في الحَطِّ عليه، وقد جرى بينه وبين أبي الوليد البَاجي مناظرة، ووقع بينهما منافرة. قال أبو بكر بن العربي، في كتاب "القواصم والعواصم" (¬1) وقد ذكر الظَّاهرية: هي أُمَّةٌ سخيفة، تَسَوَّرت على مرتبة ليست لها، وتكلَّمتْ بكلامٍ لم تفهمه، تَلَقَّفُوه من إخوانهم الخوارج حيث تقول: لاحُكْم إلّا لله، وكان أوَّل بِدْعة لقِيت في رِحْلتي القَوْل بالباطن، فلما عُدْت وَجَدْت القَوْلَ بالظَّاهر قد مَلأَ بِهِ المَغْربَ سخيفٌ كان من بادية إشبيلية يُعْرف بابن حَزْم، نَشَأَ وتَعَلَّقَ بمذهب الشَّافعي، ثم انتسب إلى داود، ثم خَلَع الكلَّ، واستقلَّ بنفسه، وزَعَم أنَّه إمام الأمة، يَضَع ويرفع، ويحكم ¬

_ (¬1) نشر العلامة محب الدين الخطيب جزءًا صغيرًا منه، وهو مبحث الصحابة سنة 1954 م، ثم نشر كاملًا بتحقيق الأستاذ عمار طالبي في الجزائر سنة 1974 م، وستأتي ترجمة ابن العربي برقم (1059) من هذا الكتاب.

ويشرع، يَنْسُبُ إلى دينِ الله ما ليس فيه، ويقول عن العُلَماء ما لم يقولوا، تنفيرًا للقلوب عنهم، وخَرَجَ عن طريق المُشَبِّهة في ذات الله وصفاته، فجاء فيه بطوامّ، واتفق كوْنه بين (¬1) قوم لا بَصَر لهم إلّا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدَّليل كاعوا (¬2)، فيتضاحك مع أصحابه منهم، وعَضَدَتْه الرِّياسة بما كان عنده من أَدَبٍ، وبشبَهٍ (¬3) كان يوردها على الملوك، فكانوا يحملونه ويحمونه بما كان يلقي إليهم من شُبَه البِدَع والشِّرْك (¬4). ثم أطال ابن العربي في الحَطِّ على ابن حَزْم والظَّاهرية بما فيه نظر، وقد نوقش عليه، والله يحب الإِنصاف (¬5). قلت: وقد طالعت أكثر كتاب "الملل والنِّحَل" (¬6) لابن حَزْم فرأَيتُه قد ذكر فيه عجائبَ كثيرة ونقولًا غريبة، وهو يدُلُّ على قوةِ ذكاءِ مؤلِّفِه وكثرةِ اطّلاعه، لكنْ تبيَّنَ لي منه أنه جَهْميٌّ جَلْد، لا يثبت من معاني أسماء الله الحسنى إلّا القليل، كالخالق والحق، وسائر الأسماء عنده لا تدلُّ على معنى أصلًا كالرَّحيم والعليم والقدير ونحوها، بل العِلْمُ عنده ¬

_ (¬1) في الأصل: من، وهو وهم. والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1149. (¬2) أي جبنوا. "اللسان" (كيع). (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1149 "ونسبة"، وهو وهم. (¬4) انظر "العواصم من القواصم" 2/ 336 - 337 بتحقيق الأستاذ عمار طالبي. (¬5) قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 18/ 190: "لم ينصف القاضي أبو بكر -رحمه الله- شيخ أبيه في العلم، ولا تكلم في بالقسط، وبالغ في الاستخفاف به، وأبو بكر فعلى عظمته في العلم لا يبلغ رتبة أبي محمد ولا يكاد، فرحمهما الله وغفر لهما". (¬6) هو كتابه "الفِصَل". انظر حاشيتنا رقم (1) ص (343) من هذا الجزء.

هو القُدْرة، والقدرة هي العِلْم، وهما عَينُ الذَّات، ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجرَّدة (¬1) أصلًا، وهذا عين السَّفْسَطة والمكابرة، وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفَلْسَفة، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المَذْحجي، وأمعن في ذلك فتقرَّر في ذِهْنه بهذا السَّبب معاني باطلة، ثم نظر في الكِتاب والسُّنَّة فوجد ما فيهما من المعاني المخالفة لما تقرَّر في ذِهنه فصار في الحقيقة حائرًا في تلك المعاني الموجودة في الكتاب والسُّنَّة، فروغ في رَدِّها روغان الثَّعْلب، فتارة يحمل اللفظ على غير معناه اللغوي، ومرة يحمل ويقول: هذا اللّفْظ لا معنى له أصلًا، بل هو بمنزلة الأعلام، وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق، كردّه الحديث المتَّفَق على صحته في إطلاق لفظ الصِّفات، وقول الذي كان يلزم قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لأنها صفة الرّحمن عَزَّ وجل، فأنا أحب أن أقرأ بها، ومَرَّة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عَزَّ وجل، وفي كلامه على اليهود والنَّصَارى ومذاهبهم وتناقضهم فوائدُ كثيرة، وتخليط كثير، وهجومٌ عظيم، فإنه رد كثيرًا من باطلهم بباطلٍ مثله، كما رَدَّ على النَّصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصِّفَات، وكثيرًا ما يَلْعَنُ ويكفر ويَشْتِمُ جماعة ممن نقل كتبهم كمتَّى ولوقا ويوحنَّا وغيرهم، ويَقْذَع في القَدْح فيهم إقذاعًا بليغًا، وهو في الجُمْلة لَوْن غريبٌ وشيء عجيب، وقد تكلَّم على نقل القرآن والمعجزات وهيئة العالم بكلامٍ أكثره مليح حَسَن. ومما عِيب على ابنِ حَزْم فجاجة عبارته، وكلامه في الكبار. ¬

_ (¬1) في الأصل: المجودة، وهو تحريف.

994 - الدربندي

قال أبو العَبَّاس بن العريف: كان لسانُ ابنِ حَزْم وسَيفُ الحَجَّاج شقيقين (¬1). وقال أبو بكر محمد بن طَرْخَان التُّرْكي: قال لي الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي: توفي ابنُ حَزْم بقريته، وهي على خليج البحْر الأعظم في جُمَادى الأولى سنةَ سبعٍ وخمسين وأربع مئة (¬2). وقال غيره: مات ليومين بقين من شَعْبَان سنةَ ستٍّ وخمسين، وهذا هو الصَّواب (¬3). وفيها: ماتَ مُفْتي الحَنَفِيَّة ببُخارى العلامة شمس الأئمة أبو محمد عَبْد العزيز بن أحمد الحُلْواني، صاحب التَّصَانيف، في شَعْبَان. والعلامة المتكلِّم أبو القَاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العُكبَري النَّحْوي. ومسند بَغْداد أبو الحسين محمدُ بنُ أحمد بن محمد بن حَسْنون النّرْسِي، وله تسعون سنة. ومحدِّث نَيسَابور المفيد أبو سعيد محمدُ بنُ علي بن محمد النَّيسَابوري الخشَّاب، في عَشْر الثمانين. 994 - الدَّرْبَنْدِيُّ * الحافظ، الجوَّال، أبو الوليد، الحسنُ بنُ محمد بن عليّ، البَلْخي. ¬

_ (¬1) " وفيات الأعيان": 3/ 328. (¬2) "معجم الأدباء": 12/ 240. (¬3) انظر "الصلة": 2/ 417. * معجم البلدان: 2/ 449، سير أعلام النبلاء: 18/ 297 - 298، تذكرة الحفاظ: 3/ 1155 - 1156، طبقات الحفاظ: 437، شذرات الذهب: 3/ 301، تهذيب ابن عساكر: 4/ 247.

995 - النخشبي

سمع ببلخ: عليَّ بن محمد الخُزَاعي، وبنَيسَابور: أبا زكريا المُزَكِّي، وبهَرَاة: أبا منصور الأزْدي، وبإسْتَرَاباذ: بُنْدار بن محمد، وببخارى: أبا عبد الله الغُنْجار، وبالبَصْرة: أبا عمر الهاشمي، وببغداد: أبا الحسين بن بِشْران، وبهَمَذَان: محمد بن عيسى، وبدمشق: عبد الرَّحمن بن أبي نَصْر التَّميمي، وبمصر: ابن نظيف. روى عنه: الخطيب، وأبو علي الحَدَّاد، وأبو القاسم الشَحَّامي، وأبو عبد الله الفُرَاوي، وآخرون. قال عبد الغافر: طوَّف أبو الوليد البلاد، وحَصَّل الأسانيد والغرائب. وقال ابنُ النَّجَّار: رَحَلَ مِنْ ما وراء النَّهْر إلى إلاسْكَنْدَرية، وكان ردئَ الحِفْظ (¬1)، لكنه مكثر صَدُوق. مات بسَمَرْقَنْد في رمضان سنةَ ستٍّ وخمسين وأربع مئة. 995 - النَّخْشَبِيُّ * الإمام، الحافظ، الرَّحَّال، عبد العزيز بنُ محمد بن محمد بن عَاصم. ¬

_ (¬1) في "سير أعلام النبلاء": 18/ 297 "لكنه رديء الخط", وهو وهم، وفي "معجم البلدان": 2/ 449 "ولم يكن له كثير معرفة بالحديث غير أنه كان مكثرًا رحالًا". * معجم البلدان: 1/ 175 و 5/ 276، سير أعلام النبلاء: 18/ 267 - 268، تذكرة الحفاظ: 3/ 1156 - 1157، العبر: 3/ 237، طبقات الحفاظ: 437، شذرات الذهب: 3/ 297.

صحِبَ جعفر بن محمد المُسْتَغْفِرِي، وسمع منه، ومن أبي طالب بن غَيْلان، ومحمد بن الحسين الحرَّاني، وأبي بكر بن رِيذة، وأبي الفرج الطَّنَاجِيري، وخَلْقٍ بخُرَاسان والعِراق وأَصْبَهان ودِمَشْق. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المِصِّيصي، وسهل بن بِشْر الإِسْفَراييني وطائفة. قال أبو سَعْدٍ السَّمْعَاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد العزيز النَّخْشَبي، فجعل يعظِّمه ويعظِّم أمرَه جِدًّا ويقول: ذاك النَّخْشبي، ذاك النخشبي، كان حافِظًا كبيرًا. وقال السِّلَفي: سألت المؤتَمن عنه فقال: كان الحُفَّاظ مِثْل الصُّوري والخطيب يحسِنُون الثَّنَاء عليه، ويرضَوْنَ فهمَه. وقال الحافظ يحيى بنُ مَنْدَه: قَدِمَ أَصْبَهان سنةَ ثلاثٍ وثلاثين وأربع مئة، وسمع ما عند ابن رِيذَة من "المعجم"، وكان واحدَ زمانه في الحِفْظ والإتقان، لم نَرَ في زماننا مِثْلَه في الحِفْظ، دقيق الخط، سريع الكتابة والقراءة، حسن الخُلُق، ضَرَبه القاضي الخَطِيبي وحَبَسه بسبب أبي حنيفة، ورأيت بعينيَّ علامةَ الضَّرْب على ظهره. توفِّيَ بنخشب في جُمَادى الآخرة سنةَ سبع وخمسين وأربع مئة. كان لم يزلْ (¬1) في دارنا، ويبيت مع أبي. ¬

_ (¬1) في "سير أعلام النبلاء": 18/ 268 "كان ينزل"، وهو الأشبه بالصواب.

996 - عبد الرحيم بن أحمد

وقال ابنُ عساكر: توفِّي سنةَ ستٍّ وخمسين (¬1). 996 - عَبْدُ الرَّحيم بنُ أحمد * ابن نَصْر بن إسحاق، الإِمام، الحافظ، الجَوَّال، أبو زكريا، التَّميمي، البُخَاري. ولد سنةَ اثنتين وثمانين وثلاث مئة. وسمع ببخارى وخُرَاسان والعِراق والشَّام واليمن ومِصْر وأَفْريقية. وحدَّث عن: إبراهيم بن محمد بن يَزْدَاذ الرَّازي، وأبي عبد الله الحَلِيمي، وأبي يَعْلَى حمزة المُهَلَّبي، وأبي عمر بن مَهْدي، والحاكم أبي عبد الله، وتَمَّام الرّازي، وهلال الحَفَّار، وعبد الغني بن سعيد المِصْري، وخَلْق. روى [عنه] (¬2): عبد الوَهَّاب بن عبد الله المُرِّي الجَيّان (¬3)؛ أحد شيوخه، والفقيه نَصْر المَقْدِسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرَّازي في مشيخته، وجميل بن الحسن المَادَرَائي، وآخرون. ¬

_ (¬1) أورد ياقوت في "معجم البلدان" أربعة أقوال في وفاته، قال: 1/ 175 "توفي بنخشب في سنة 459، وقيل سنة 457" و 5/ 276 "مات سنة 456"، و"مات بنخشب سنة 452". * سير أعلام النبلاء: 18/ 257 - 259، تذكرة الحفاظ: 3/ 1157 - 1158، العبر: 3/ 248 , النجوم الزاهرة: 5/ 84، طبقات الحفاظ: 437 - 438، نفح الطيب: 3/ 62 - 64، شذرات الذهب: 3/ 309. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1157. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1157 "الحباب"، وهو تصحيف.

997 - العطار

ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة العاشرة من الحُفَّاظ. وقال السِّلَفي: كان من الحُفَّاظ الأثبات. توفِّي سنةَ إحدى وستين وأربع مئة. وفيها: مات مُسْنِد مِصْر أبو الحسين محمدُ بنُ مَكِّي بن عُثمان الأزْدي. ومقرئ مِصْر أبو الحسين نَصْر بنُ عبد العزيز الشِّيرَازي. ومحدِّث بُخَارى أبو حَفْص عمر بن منصور البَزَّاز، سمع من ابن حاجب الكُشَاني. 997 - العَطَّار * الحافظ، أبو بكر، محمدُ بنُ إبراهيم بن علي، الأَصْبَهَاني، مُسْتَملي أبي نُعَيم الحافظ. سمع بالبَصْرة: أبا عمر الهَاشمي، وعليَّ بنَ القاسم النَّجَّاد، وببغداد: أبا القاسم الحُرْفي، وبأصبهان: أبا سعيد النّقَّاش، وأبا بكر بن مَرْدُويه، وطبقتهم. روى عنه: سعيد بن أبي الرَّجاء، والحسين بن عبد الملك الخَلَّال، وفاطمة بنت محمد بن البَغْدادي، والمعمَّر إسماعيل بن علي الحمَّامي، وغيرُهم. ¬

_ * تاريخ بغداد: 1/ 417، المنتظم: 8/ 288 - 289، سير أعلام النبلاء: 18/ 338 - 339، تذكرة الحفاظ: 3/ 1159 - 1160، العبر: 3/ 261 - 262، الوافي بالوفيات: 1/ 355، النجوم الزاهرة: 5/ 97، طبقات الحفاظ: 438، شذرات الذهب: 3/ 325.

998 - السكري

قال أبو سعْدٍ السَّمْعَاني: هو حافظ عظيم الشأن عند أهل بلده، أملى عِدَّة مجالس. وقال الدَّقَّاق في رسالته: كان من الحُفَّاظ، يملي من حِفْظه. مات في صَفَر سنةَ ستٍّ وستين وأربع مئة. وفيها: توفي المُسْنِد أبو بكر يعقوب بن أحمد الصَّيرفي النَّيسَابوري، صاحب أبي محمد المَخْلَدي. ومسند مرو أبو سهل محمد بن أحمد بن عُبيد الله الحَفْصي، صاحب الكُشْمِيهَني. وعالِمُ صِقِلِّية عبدُ الحَقِّ بنُ محمد بن هارون المالكي بإسْكندرية. والمحدِّث الجَوَّال أبو مُسْلم عمر بن علي اللَّيثي البُخاري، كهلًا، رحمهم الله تعالى. 998 - السُّكَّري * الحافظ، أبو سَعْدٍ، عليُّ بنُ موسى، النَّيسَابوري. سمع من: جَدِّه عبد الله بن عمر السُّكَّري، والقاضي أبي بكر الحِيري، ومحمد بن موسى الصَّيرفي، وأبي حَسَّان المُزكِّي، ومحمد بن إبراهيم المُزَكِّي، وطبقتهم. حدَّث عنه: إسماعيل بن أبي صالح المَؤَذِّن، ويوسف بن أيوب الهَمَذَاني الزَّاهد، وهبة الرَّحمن بن القُشَيري، وغيرهم. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 18/ 423 - 424، تذكرة الحفاظ: 3/ 1161 - 1162، طبقات الحفاظ: 438، شذرات الذهب: 3/ 323، الرسالة المستطرفة: 93.

999 - المؤذن

انتخب لأبي سَعْدٍ الكَنْجَرُوذي خمسة أجزاء، وهو معدود في حُفَّاظ خُرَاسان. حَجَّ وتوفِّيَ في رجوعه سنةَ خمسٍ وستين وأربع مئة. 999 - المُؤَذِّن * الحافظ، أبو صالح، أحمد بنُ عبد الملك بن علي بن أحمد، النَّيسَابوري، محدِّث وقته بخُرَاسان. ولد سنةَ ثمانٍ وثمانين وثلاث مئة. وسمع أبا نُعَيم عبد الملك بن الحسن الإِسْفَراييني، وأبا الحسن العَلَوي، وأبا يَعْلى المُهَلَّبي، وأبا طاهر بن مَحْمِش، والحاكم أبا عبد الله، وخَلْقًا من أصحاب الأصَمّ، ثم رحل فسمع بجُرْجَان حَمْزة السَّهْمي، وببغداد أبا القاسم بن بِشْران، وبأصبهان أبا نُعيم الحافظ، وبمَنْبج الحسن بن الأَشْعث، وبدمشق المُسَدَّد الأمْلُوكي، وبمكة أبا ذَرّ الهَرَوي. وصَحِبَ الأُستاذ أبا علي الدَّقَّاق، وأحمد بن نصر الطَّالْقَاني. وعمل مُسَوَّدَة لتاريخ مَرْو. ¬

_ * تاريخ بغداد: 4/ 267 - 268، المنتظم: 8/ 314، معجم الأدباء: 3/ 224 - 226، سير أعلام النبلاء: 18/ 419 - 422، تذكرة الحفاظ: 3/ 1162 - 1164، العبر: 3/ 272، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 408 - 409، البداية والنهاية: 12/ 118، النجوم الزاهرة: 5/ 106، طبقات الحفاظ: 438، شذرات الذهب: 3/ 335، إيضاح المكنون: 1/ 119.

روى عنه: ابنه إسماعيل بن أبي صالح، وأبو القاسم الشَّحَّامي، وأخوه وجيه، وأبو عبد الله الفُرَاوي، وعبد المنعم بن القُشَيري، وأبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد، وغيرهم. قال عبد الغافر بن إسماعيل في "تاريخه" (¬1): أبو صالح المُؤَذِّن الأمين المتقن المحدِّث الصُّوفي، نسيج وحدِه في طريقته، وجَمْعه وإِفادته، ما رأينا مِثْلَه في حِفْظ القُرْآن، وجَمْعِ الأحاديث، سَمِع الكثير، وجَمَعَ الأبواب والشُّيوخَ، وأذَّن حِسْبَةً سنين عِدَّة، وكان يَحُثُّني على مَعْرفة الحديث، ولم أتمكَّن من جَمْع هذا التّاريخ إلّا من مُسوَّداته ومجموعاته، فهي المرجوع إليها. قال: ولو ذَهَبْتُ أشرح ما رأيت منه لسوَّدْتُ أوراقًا جَمَّةً، ولم أنته إلى اسْتيفاء ذلك، سمعت منه جميعَ "الحِلْية" لأبي نُعَيم، و"مُعْجم" الطَّبَراني، و"مُسْند" الطَّيَالسي. وقال الخطيب: قَدِمَ علينا حاجًّا في حياة أبي القاسم بن بِشْران، وكتبت عنه وكتب عني، وكان ثِقَةً، قال لي: أوَّل سماعي سنة تسعٍ وتسعين؛ وكنت قد حفظت القرآن، ولي نحو تسع سنين (¬2). وقال زاهر الشَّحَّامي: خَرَّج أبو صالح ألفَ حديثٍ عن ألف شيخ له (¬3). وقال أبو سَعْدٍ السَّمْعَاني: هو صُوفي حافظ متقن، نسيج وحدِه في الجَمْع والإفادة، أذَّن مدة احتسابًا، ووعظ في اللَّيل، وكان تحت يده ¬

_ (¬1) ستأتي ترجمة عبد الغافر برقم (1051) من هذا الكتاب. (¬2) "تاريخ بغداد": 4/ 268. (¬3) "المنتظم": 8/ 314.

أوقاف الكتب والأجزاء الحديثيَّة فيتعهد حِفْظَها، ويأخذ صدقاتِ التجَّار والأكابر ويوصلها إلى المستحقين (¬1). وقال أبو بكر محمد بن يحيى المُزكِّي: ما يقدر أحدٌ أن يكذب في الحديث هنا وأبو صالح حي. وقال أبو المُظَفَّر منصور بن السَّمْعَاني: إذا دخلتم على أبي صالح فادخلوا بالحُرْمة، فإنَّه نجم الزَّمان ونسيجُ (¬2) وقته. وحكى أبو سَعْد السَّمْعَاني أن بعض الصَّالحين رآه ليلة مَوْته وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ بيده، وقال له: جَزَاك الله عني خيرًا، فَنِعْمَ ما أقمتَ بحقّي، ونعم ما نَشَرْتَ من سُنَّتي. قال عبد الغافر: توفِّي في سابع رمضان سنة سبعين وأربع مئة. وفيها: مات مُسْنِد العراق أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النَّقور البَغْدَادي البَزَّاز، وله تسعون سنة. والمعمَّر أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن حُمَّدوه (¬3) البَغْدَادي الرزاز المقرئ، آخر مَنْ روى عن ابن سَمْعون. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا (¬4). ومسنِدُ دمشق وخطيبها أبو نَصْرٍ الحسينُ بن محمد بن طَلَّاب القُرَشي. والمسنِدُ أبو القاسم عبد الله بن الحافظ أبي محمد الخلَّال البَغْدَادي، وله خمسٌ وثمانون سنة. وشيخ الحنابلة الشَّريف أبو جعفر عبد الخالق بن ¬

_ (¬1) انظر "معجم الأدباء": 3/ 224 - 225. (¬2) في "سير أعلام النبلاء": 18/ 421 "وشيخ". (¬3) انظر "المشتبه": 1/ 249. (¬4) "تاريخ بغداد": 4/ 381.

1000 - عبد الرحمن بن منده

أبي موسى الهاشمي البَغْدَادي، وله تسع وخمسون سنة. ونحوي بغداد أبو الحسن محمد بن هِبة الله بن الوزاق الضَّرير. 1000 - عبد الرَّحمن بن مَنْدَه * هو الحافظ، أبو القاسم، عبد الرّحمن بن الحافظ أبي عبد الله (¬1) محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، العَبْدي، الأَصْبَهاني. ولد سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثلاث مئة، وقيل: سنة إحدى وثمانين. وسمع أباه وإبراهيم بن عبد الله بن خُرَّشيذقُولة، وأبا جعفر بن المَرْزُبان الأَبْهري، وأبا ذَرّ بن الطَّبَراني، وأبا عمر بن مَهْدي، وهلالًا الحَفَّار، وأبا الحسن بن جَهْضَم الصُّوفي، وأبا بكر الحِيري، وأبا سعيد الصَّيرَفي، وخَلْقًا، لكنه لم يرو عن الحِيري كما فعل شيخ الإسلام الأنصاري. وصنَّف كثيرًا، وعني بهذا الشَّأْن، وحدَّث سنةَ سبع وأربع مئة. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: وله إجازة من زاهر بن أحمد، ومحمدِ بنِ عبد الله الجَوْزَقي، وعبد الرَّحمن بن أبي شريح وجماعةٍ. حدَّثنا عنه ¬

_ * طبقات الحنابلة: 2/ 242، مناقب الإمام أحمد: 523، المنتظم: 8/ 315، سير أعلام النبلاء: 18/ 349 - 354، تذكرة الحفاظ: 3/ 1165 - 1168، العبر: 3/ 274، دول الإسلام: 2/ 3 - 4، فوات الوفيات: 2/ 288 - 289، البداية والنهاية: 12/ 118، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 26 - 31، النجوم الزاهرة: 5/ 105، طبقات الحفاظ: 439، كشف الظنون: 2/ 1671 - 1672، شذرات الذهب: 3/ 337 - 338، هدية العارفين: 1/ 517. (¬1) مرت ترجمته برقم (938) من هذا الكتاب.

أبو نصر الغازي، وأبو سعدٍ أحمد بن محمد البغدادي، وأبو عبد الله الحسين الخَلَّال، وأبو بكر البَاغْبَان، وأبو عبد الله الدَّقَّاق، وجماعة كثيرة. قال أبو زكريا يحيى بنُ عبد الوَهَّاب بن مَنْدَه: كان عمي سَيفًا على أهل البِدَع، وهو أكبر من أن يُثنيَ عليه مِثْلي، كان -والله- آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، وفي الغدوّ والآصال ذاكرًا، ولنفسه في المصالح قاهِرًا، أعقب الله مَنْ ذكره بالشر النَّدَامة، وكان عظيم الحِلْم، كثير العِلْم، قرأت عليه قَوْل شُعْبة: مَنْ كتبتُ عنه حديثًا فأنا له عَبْدٌ فقال: مَنْ كَتَبَ عني حديثًا فأنا له عبد. وقال الدَّقَّاق في "رِسالته": أوَّل شيخٍ سمِعْتُ منه عبدُ الرَّحمن؛ فرزقَني الله ببركته وحُسْن نيته فَهْمَ الحديث، وكان جِذْعًا في أعين المُخَالفين، ولا يخاف في الله لومةَ لائم. قال: ووَصْفُه أكثر من أن يُحصى. وذكر أبو بكر أحمد بن هبة الله اللوردجاني (¬1) أنه سمع أبا القاسم الزَّنْجَاني بمكَّة يقول: حَفِظَ الله الإِسلام برجلين: عبد الرحمن بن مَنْدَه، وعبد الله بن محمد الأنْصاري الهَرَوي. وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ الحسن بن محمد بن الرِّضا العَلَوي يقول: سمعت خالي أبا طالب بن طَباطَبا يقول: كنت أَشْتِمُ أبدًا عبدَ الرَّحمن بنَ مَنْدَه، فرأيتُ عمر رضي الله عنه [في المنام] (¬2) ويده في ¬

_ (¬1) في الأصل: اللوذرجاني، وهو تصحيف. ولوردجان: من ناحية كور الأهواز. انظر "معجم البلدان": 5/ 25. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1167.

يدِ رجلٍ عليه جُبَّة زرقاء، وفي عينيه نُكْتة، فسلَّمت عليه، فلم يرد على وقال: لِمَ تشتِم هذا إذا سمعت اسمه؟ ! نقيل لي: هذا أمير المؤمنين عمر، وهذا عبد الرحمن بن منده، فانتبهتُ، فأتيت أَصْبَهان، وقَصَدْتُ الشَّيخ عبد الرحمن، فلما دَخَلْتُ عليه صادفته على النَّعْت الذي رأيتُه في المنام، وعليه جُبَّة زرقاء، فلما سَلَّمت عليه قال. وعليك السَّلام يا أبا طالب! وقَبْلَها ما رآني ولا رأيتُه. فقال قبل أن أنطق: شيء حَرَّمه الله على رسوله يجوز لنا أن نحِلَّه؟ ! فقلت: اجعلني في حِلٍّ. [وناشدته الله، وقبَّلْت بين عينيه، فقال: جعلتك في حِلٍّ] (¬1) فيما يرجِعُ إليّ. وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ إسماعيل بن محمد بن الفَضْل الحافظ يقول -وسألته عن عبد الرحمن بن منْدَه فتوقف ساعة فراجعته فقال- سمع الكثير، وخالف أباه في مسائل، وأعبرض عنه مشايخُ الوقت، وما تركني أبي أسمع منه، وكان أخوه خيرًا منه. وقال صاعد بن سيَّار الهَرَوي: سمعت أبا إسماعيلٍ عبد الله بن محمدٍ الأنْصَاري يقول في عبد الرحمن بن مَنْدَه: كان مضرَّته في الإِسلام أكثَرَ من منفعته (¬2). ذكر يحيى بن مَنْدَه أن عمَّه عبد الرحمن مات في سادس عشر شوَّال سنةَ سبعين وأربع مئة، قال: وصلى عليه أبي، وشَيَّعه مَنْ لا يعلم عددهم إلّا الله. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1168. (¬2) انظر "ذيل طبقات الحنابلة": 1/ 28، ففيه رد ابن رجب على هذا القدح.

1001 - الكتاني

1001 - الكَتَّاني * الحافظ، المتقِن، محدِّث دمشق، أبو محمد، عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي، التَّميمي، الدِّمَشْقي، الصُّوفي. سمع الكثير، وجَمَع، وألَّف الوَفَيَات على السِّنين، ونسخ ما لا يوصف كثرةً. وحدَّث عن: صدقة بن الدلم، صاحب أبي سعيد بن الأعْرَابي، وتَمَّام بن محمد الرَّازي، وأبي نَصْر بن هارون، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وطبقتهم ببلده. وسمع ببغداد من: أبي الحسن بن الحَمَّامي، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز، وسمع بالمَوْصل ونَصِيبين ومَنْبج وغيرِها. حدَّث عنه: الخطيب، والحُمَيدي، وأبو القاسم النَّسيب، وهِبة الله بن الأَكفَاني، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، ويحيى بن علي القُرَشي القاضي، وآخرون. مولده سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مئة، وأول سماعه في سنة سبعٍ وأربع مئة. ¬

_ * الإكمال: 7/ 187، الأنساب: 10/ 353، تاريخ ابن عساكر (خ): 10/ 174 آ-175 آ، المنتظم: 8/ 288، اللباب: 3/ 28، سير أعلام النبلاء: 18/ 248 - 250، تذكرة الحفاظ: 3/ 1170 - 1171، العبر: 3/ 261، دول الإسلام: 1/ 212، البداية والنهاية: 12/ 109، النجوم الزاهرة: 5/ 96، طبقات الحفاظ: 439، كشف الظنون: 2/ 2019، شذرات الذهب: 3/ 325.

1002 - الوخشي

قال ابنُ ماكولا: كتب عني، وكتبت عنه، وهو مُكْثر متقِن (¬1). وقال الخطيب في "فوائد النَّسيب" (¬2): ثِقَة أمين. ووصفه ابنُ الأَكْفاني بالصِّدْق والاستقامة، وسلامة المَذْهب، ودوام التِّلاوة. قال: وحدَّثني أَنَّ شيخه أبا القاسم عبيد الله الأَزْهري سمع منه ببغداد، ودخلنا عليه في مَرَضِ مَوْته فقال: أنا أُشهدكم أني قد أَجَزْتُ لكلِّ من هو مولود الآن في الإسلام. توفِّي في جُمَادى الآخرة سنةَ ستٍّ وستين وأربع مئة. وقد حدَّث بهذه الإجازة محفوظ بن صَصْرَى التَّغْلبي، وغَيره، والله تعالى أعلم. 1002 - الوَخْشِيُّ * الحافظ، الجوَّال، أبو علي، الحسنُ بنُ علي بن محمد بن أحمد بن جعفر، البَلْخي، القَاضي. ¬

_ (¬1) " الإكمال": 7/ 187. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1171 "النسب"، وهو تصحيف. * الإكمال: 7/ 391، الأنساب: 579 آ، معجم البلدان: 5/ 365، اللباب: 3/ 264، سير أعلام النبلاء: 18/ 365 - 367، تذكرة الحفاظ: 3/ 1171 - 1174، العبر: 3/ 275، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 102 - 103، الوافي بالوفيات: 12/ 163، لسان الميزان: 2/ 241 - 242، طبقات الحفاظ: 439، كشف الظنون: 1/ 163، 508، شذرات الذهب: 3/ 339، إيضاح المكنون: 1/ 340، تهذيب ابن عساكر: 4/ 231 - 232.

وَوَخْش: قَرْية من أعمال بَلْخ. سمع أبا القاسم عليَّ بن أحمد الخُزَاعي ببَلْخ، وأبا بكر الحِيري بخُرَاسان، وأبا نُعيم الحافظ بأَصْبهان، وأبا عمر الهاشميِّ بالبَصْرة، وأبا عمر بن مَهْدي ببغداد، وتمَّامًا الرّازي بدمشق، وأبا محمد بن النَّحَّاس بمصر. روى عنه: عمر بن محمد بن علي السَّرخسي، وعمر بن علي المَحْمودي، وطائفة. وحدث عنه: الخَطيب -وهو من أقرانه- وسمع منه الحسن بن علي البَلْخي الحُسَيني "سُنَن أبي داود". قال الحافظ عبد العزيز النّخْشَبي: كان الوَخْشي يُتَّهم بالقَدَر، وسُئِل عنه إسماعيل بن محمد التَّيمي فقال: حافِظ كبير. وقال أبو سَعْد السَّمْعَاني: كان حافِظًا، فاضلًا، ثِقَةً، حَسنَ القِراءة، رحل إلى العِراق والجِبال والشَّام والثّغور ومِصْر، وذاكر الحُفَّاظ (¬1). وقال يحيى بنُ مَنْدَه: قَدِمَ أَصْبَهان سنةَ سبع عشرة، ورحل منها سنةَ إحدى وأربعين، كثير السَّمَاع، قليل الرواية، أحد الحُفَّاظ، عارف بعلوم الحديث، خبير بأطراف من اللّغة والنَّحْو. قال السَّمْعَاني: توفِّي في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وأربع مئة ببَلْخ، وله ستٌّ وثمانون سنة (¬2). ¬

_ (¬1) "الأنساب": 579 آ. (¬2) المصدر السابق، وفي "معجم البلدان": 5/ 365 قول آخر لوفاته هو (456 هـ)، قال عنه ابن عساكر: هو وهم.

1003 - الزنجاني

1003 - الزَّنْجَاني * الإمام، الحافظ، الثَّبْتُ، القُدْوة، أبو القاسم، سَعْد بنُ علي بن محمد بن علي بن الحسين، شيخ الحَرَم، وأحد أئمة الأثر. ولد تقريبًا سنةَ ثمانين وثلاث مئة، وطلب وهو كبير. سمع أبا عبد الله محمد بن الفَضْل بن نظيف الفَرَّاء، والحسين بن ميمون الصَّدَفي بمصر، وعليَّ بنَ سلامة بغَزَّة، ومحمد بن أبي عبيد بزَنْجَان، وعبد الرَّحمن بن ياسر الجَوبَري، وأبا القاسم بن الطُّبَيْز بدمشق، وطبقتهم. حدَّث عنه: أبو بكر الخطيب -ومات قَبْلَه- وأبو المُظَفَّر منصور بن عبد الجَبَّار السَّمْعَاني، ومكِّي بن عبد السَّلام الرُّمَيلي، وهِبة الله بن فاخر، ومحمد بن طاهر المَقْدسي، وعبد المُنْعم بن أبي القاسم القُشَيري، وآخرون. وله قصيدة حَسَنة في السُّنَّة (¬1)، وكان يَذُمُّ أهل الكلام والأهواء. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: طاف الآفاق، ثم جاور، وصار شَيخَ الحَرَم، وكان حافِظًا، متقِنًا، ورِعًا، كثير العبادة، صاحب كرمات وآيات. ¬

_ * الإكمال: 4/ 229، الأنساب: 6/ 307، المنتظم: 8/ 320، سير أعلام النبلاء: 18/ 385 - 389، تذكرة الحفاظ: 3/ 1174 - 1178، العبر: 3/ 276، البداية والنهاية: 12/ 120، العقد الثمين: 4/ 535 - 536، تبصير المنتبه: 2/ 661، النجوم الزاهرة: 5/ 108، طبقات الحفاظ: 440، شذرات الذهب: 3/ 339 - 340. (¬1) أورد الإمام الذهبي بعض أبياتها. انظر "سير أعلام النبلاء": 18/ 388 - 389، و"تذكرة الحفاظ": 3/ 1178.

قال: وكان إذا خَرَجَ إلى الحرم يخلو المطاف، ويقبِّلون يَدَه أكثر مما يقبلون الحجر الأسود، سمعت إسماعيل بن محمد بن الفَضْل الحافظ يقول ذلك (¬1). وقال أبو إسحاق الحَبَّال: كان عندنا سَعْد بن علي، ولم يكن على وجه الأرض مثله في عَصْره. وقال محمد بن طاهر الحافظ: ما رأيتُ مثل الزَّنْجَاني. وسُئِلَ عَنه إسماعيل التَّيمي الحافظ فقال: إمام كبير، عارف بالسُّنَّة. وقال الإمام أبو الحسن الكَرَجي (¬2): سألتُ ابنَ طاهر عن أفضل مَنْ رأَى؟ فقال: سَعْد الزَّنْجاني وعبد الله بن محمد الأَنْصَاري. قلت: فأيهما أفضل؟ فقال: عبد الله كان متفنِّنًا (¬3) وأما الزَّنْجَاني فكان أعرفَ بالحديث منه، وذلك أني كنت أقرأ على عبد الله فأترك شيئًا لأجرّبه ففي بعض يرُدُّ، وفي بعضٍ يسكت، والزَّنْجَاني كنت إذا تركت اسم رجلٍ يقول: تركتَ بين فلانٍ وفلانٍ فلانًا. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: صَدَق، كان سَعْدٌ أعرفَ بحديثه لقِلَّته، وعبد الله كان مُكْثرًا. وقال ابنُ طاهر: لما عَزَمَ سعدٌ على المجاورة عَزَمَ على نيّف وعشرين خَصْلة أن يفعلها من العِبَادات، فبقي أربعين سنة ولم يخلَّ ¬

_ (¬1) انظر "الأنساب": 6/ 307. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1175 "الكرخي" -بالخاء- وهو تصحيف، (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1175 "متقنًا"، وهو تصحيف. وستأتي ترجمة عبد الله بن محمد الأنصاري برقم (1005) من هذا الكتاب.

بواحدةٍ (¬1)، وكان يُملي الحديث بمكَّة، ولم يكن غيره يملي بها حين حكم المِصْريون على مكَّة، وإنما كان يملي سِرًّا في بيته. قال ابنُ طاهر: وَدَخَلْتُ على الشَّيخ سعد وأنا ضيِّق الصَّدْر من رجل شِيرازي، فقبَّلْت يده، فقال لي ابتداء: يا أبا الفضل، لا تُضيِّق صدرك، عندنا في بلاد العَجَم مَثَلٌ يُضرب يقال: بُخْلُ أَهْوازي، وحَمَاقة شِيرازي، وكَثْرة كلام رازي. ودخلتُ عليه في أوَّل سنة سبعين لما عَزَمْتُ على الخروج إلى العِراق أودّعه، ولم يكن عنده خبر من عزمي فقال: أراحلون فنبكي أم مقيمونا؟ فقلت: ما أمَرَ الشيخ لا نتعدَّاه. فقال: على ما عزمت؟ قلت: أريد أن ألحق مشايخ خُراسان. فقال: تدخل خراسان وتبقى بها، وتفوتك مِصْر وتبقى في قلبك؟ ! فاخرجْ إليها، واخرجْ منها إلى العراق وخُرَاسان، ففعلتُ، وكان في ذلك البركة. وسمِعْتُه يقول، وقد جَرَى ذِكْرُ "الصَّحيح" الذي خَرَّجه أبو ذَرّ الهَرَوي فقال: فيه عن أبي مسلم الكاتب، وليس من شَرْط "الصَّحيح". وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ بعضَ مشايخي يقول: كان جَدُّك أبو المُظَفَّر عَزَمَ على أن يجاور بمكَّة في صحبة سعدٍ الإمام، فرأى ليلةً والدَته كأنها كشفت رأْسَها تقول: يا بُنيَّ، بحقِّي عليك إلّا ما رجعت إلى مَرْو، فإني لا أُطيق فِراقَك. فانبتهت مغمومًا، وقلت: أُشاور سَعْد بن علي. فأتَيتُه، ولم أقدر من الزِّحام أن أكلِّمَه، فلما قام تَبِعْتُه، فالتفت إليَّ وقال: يا أبا المُظَفَّر، العجوز تنتظرك. ودخل البيت، فعرفت أنه تكلم على ضميري، فرجعت تلك السَّنَة. ¬

_ (¬1) انظر "المنتظم": 8/ 320.

1004 - الباجي

وقد رُوي عن ثابت بن أحمد قال: رأيت أبا القاسم الزَّنْجَاني في النَّوْم فقال لي مَرَّتين: إن الله يبني لأهل الحديث بكلِّ مجلسِ يجلسونه بيتًا في الجَنَّة. ماتَ الزَّنْجاني في أَوَّل سنة إحدى وسبعين وأربع مئة. أو في آخر التي قبلها، وله تسعون سنة رحمه الله. وقد مات في سنة إحدى وسبعين جماعة منهم: عالم بَغْداد الفقيه أبو علي الحسن بن أحمد بن البَنَّا الحَنْبَلي، صاحب التَّصَانيف. ومسنِدُ بغداد أبو منصور عَبْدُ الباقي بن محمد بن غالب الأزَجي، العَطَّار، وكيل الخليفة، وله سَبْعٌ وثمانون سنة. ومسند بغداد أيضًا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ الأنْمَاطي، ابن بنت السُّكَّري، وله ثلاث وثمانون سنة، وقد رويا (¬1) عن المُخَلِّص. ومسنِد هَرَاة أبو عاصم الفُضَيل بن يحيى الفُضَيلي الهَرَوي. وشيخ العربية أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجُرْجَاني. وعالم هَمَذَان أبو الفَضْل محمد بن عثمان بن زِيرَك القُومَسَاني. ومسند مرو أبو الخير محمد بن أبي عِمْران موسى بن عبد الله الصَّفَّار، راوي "الصَّحيح" عن الكُشْمِيهَني. 1004 - البَاجِيُّ * الحافظ، العلَّامة، صاحب التَّصانيف، أبو الوليد، سُليمان بن ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1177 "وياعن"، وهو تحريف. * الإكمال: 1/ 468، قلائد العقيان: 215 - 216، الذخيرة: مج 1 / ق 2/ 94 - 105، ترتيب المدارك: 4/ 802 - 808، الأنساب: 2/ 19 - 20، الصلة: 1/ 200 - 202، بغية الملتمس: 302 - 303، معجم الأدباء: 11/ 246 - 251، اللباب: 1/ 82، وفيات الأعيان: 2/ 408 - 409، المغرب: 1/ 404 - 405، سير أعلام النبلاء: =

خَلَف بن سعْد (¬1) بن أيوب بن وَارث، التُّجِيبي، القُرْطُبي، الذَّهبي. أصْلُه من مدينة بَطَلْيَوْس، وانتقل جَدُّه إلى مدينة بَاجَة التي بقرب إِشْبيلية، فَنُسب إليها، وقيل هو من باجة القَيروان التي ينسب إليها أبو محمد البَاجي الحافظ (¬2). ولد سنةَ ثلاثٍ وأربع مئة. وحمل عن: يونس بن عبد الله القاضي، ومكِّي بن أبي طالب، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث. وارتحل سنة ستٍّ وعشرين، فحجَّ، وجاور ثلاثة أعوام، ولازم أبا ذَرَ الهَرَوي، وكان يسافر معه إلى سَراة بني شَبَابه، ويخدمه، ثم رحل إلى بغداد ودمشق ففاته أبو القاسم بن بِشْران. ¬

_ = 18/ 535 - 545، تذكرة الحفاظ: 3/ 1178 - 1182، العبر: 3/ 281 - 282، فوات الوفيات: 2/ 64 - 65، الوافي بالوفيات: 15/ 372 - 374، مرآة الجنان: 3/ 108، البداية والنهاية: 22/ 112 - 123، تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا): 95، الديباج المذهب: 120 - 122، الروض المعطار: 75، وفيات ابن قنفذ: 255، النجوم الزاهرة: 5/ 114، طبقات الحفاظ: 440 - 441، طبقات المفسرين للسيوطي: 114 طبقات المفسرين للداودي: 1/ 202 - 207، نفح الطيب: 2/ 67 - 85، كشف الظنون: 1/ 19 - 20، 419، شذرات الذهب: 3/ 344 - 345، روضات الجنات: 322، إيضاح المكنون: 1/ 48، 74، هدية العارفين: 1/ 397، الرسالة المستطرفة: 207، تهذيب ابن عساكر: 6/ 248، 250. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1178 "سعيد"، وفي "ترتيب المدارك": 4/ 802 "سعدون". (¬2) مرت ترجمته برقم (914) من هذا الكتاب.

وسمع أبا القاسم بن الطُّبَيز، وعلي بن موسى السِّمْسَار، والسَّكَن بن جُميع الصَّيدَاوي، وأبا طالب عمر بن إبراهيم الزُّهري، وأبا طالب بن غَيلان، وأبا القاسم الأَزْهري، ومحمد بن علي الصُّوري، وطبقتهم. وتفقه بالقاضي أبي الطيِّب الطَّبَري، والقاضي أبي عبد الله الحسين الصَّيْمَري، وأبي الفَضْل بن عَمْروس المالكي. وأقام بالمَوْصل سنةً على أبي جعفر السِّمْنَاني يأخذ عنه عِلْم الكلام، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عامًا. روى عنه: ابن عبد البَرّ، والخطيب -وهما أكبر منه- والحُمَيدي، وأبو علي الصَّدَفي، وأبو بكر الطُّرْطُوشي، وأبو علي بن سهل السَّبْتي، وأبو بحر سُفْيان بن العاص، وابنه الإِمام أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد، وخَلْق سواهم. ذكره ابن الدَّبَّاغ في الطبقة الحادية عشرة من الحُفَّاظ. وقال أبو علي بن سكَّرة: ما رأيت مِثْلَ أبي الوليد البَاجي، وما رأيت أحدًا على سَمْته وهيئته وتوقير مجلسه، ولما كنت ببغداد قَدِمَ ولده أبو القاسم فسرتُ معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشَّامي، فقلتُ له: أدامَ الله عِزَّك، هذا ابنُ شيخ الأندلس. فقال: لعَلّه ابن الباجي؟ فقلت: نعم. فأقبل عليه (¬1). وقال القاضي عياض: أجَرَ أبو الوليد الباجي نفسه ببغداد لحراسة ¬

_ (¬1) انظر "الصلة": 1/ 202.

دَرْب، وكان لما رجع إلى الأندلس يضرِبُ ورق الذَّهب للغَزْل، ويعقد الوثائق. قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للإِقراء وفي يده أثرُ المِطْرَقة، إلى أن فَشَا عِلْمُه، وهَيَّتتِ الدُّنيا به (¬1)، وعَظُم جاهُه، وأُجزلت صِلاتُه، حتى مات عن مالٍ وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسُّلهم، ويقبل جوائزَهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس، وصنَّف كتاب "المُنْتَقى في الفِقْه" (¬2)، وكتاب "المَعَاني في شرْح المُوَطَّأ"، وكتاب في "الجَرْح والتَّعْديل"، وكتاب "التَّسْديد إلى مَعْرفة التَّوْحيد"، وكتاب "الإِشارة في أُصول الفِقْه"، وكتاب "إحكام الفُصُول في أَحْكَام الأُصول"، وكتاب "الحُدُود"، وكتاب "شرح المِنْهاج"، وكتاب "سُنن الصَّالحين وسُنن العابدين"، وكتاب "سُبُل المُهْتدين"، وكتاب "فِرَق الفُقَهاء"، وكتاب "التَّفْسير" لم يتمه، وكتاب "سُنن المِنْهاج وترتيب الحجاج" (¬3). وقال أبو نَصْر بن ماكُولا: وذو الوزَارتين، القاضي الإِمام أبو الوليد الباجي من باجة الأندلس، متكلِّم فقيه أديب شَاعر، رحل إلى المَشْرق وسمع بمكة من أبي ذَرّ الهَرَوي، وبالعِراق من البَرْمَكي وطبقتِه، ودرس الكلام على القاضي السِّمْنَاني، وتفقَّه على الشيخ أبي إسحاق الشِّيرَازي، ورجع إلى الأندلس فروى، ودرَّس وألفَ، قرأتُ عليه كتاب ¬

_ (¬1) أي نادته، ودعته، يقال: هيَّت بالقوم تهييتًا: إذا ناداهم، والمقصود هنا؛ أي شهرته ونبهت باسمه. انظر "اللسان" (هيت). وفي "تذكرة الحفاظ": 3/ 1180 "وهيئت الدنيا له". (¬2) شرح فيه "الموطأ" للإمام مالك، وقد طبع عام 1964 م في سبعة أجزاء بعناية محمد بن العباس بن شقرون. (¬3) انظر "ترتيب المدارك": 4/ 806 - 807، وقد ورد الكتاب الأخير باسم "تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجاج".

"التمييز" (¬1) لِمُسْلم عن أبي ذَرّ الهَرَوي، وحضرت مجالسه، وكان جليلًا، رفيع القدر والخَطَر (¬2). وقال القاضي عِياض: كَثرَتْ القَالة في أبي الوليد لمداخَلَتِه للرؤساء، ووليَ قَضَاء أماكن تصغرُ عن قَدْره كأُورِيُولة (¬3)، فكان يبعث إليها خُلَفاءه، وربما أتاها المَرَّة ونحوَها، وكان في أوَّل أمره مُقِلًا حتى احتاج في سفره إلى القصد بشِعْره، وإيجار نفسه مُدّة مُقَامه ببغداد -فيما سَمِعْتُه مستفيضًا- لحراسة دربٍ، وقد جَمَع ابنه شِعْره، وكان ابتدأَ بكتاب "الاستيفاء" في الفِقْه، لم يضعْ منه سوى كتاب الطَّهارة في مجلَّدات. قال: ولما قَدِم الأَندلس وجد لكلام ابن حَزْم طُلاوة إلّا أنه كان خارجًا عن المَذْهب، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلِمْه، فَقَصُرَتْ ألسنةُ الفُقَهاء عن مجادلته وكلامه، واتَّبَعه على رأيه جماعة من أهل الجهل، وحل بجزيرة مَيُورْقَة (¬4) فرأس فيها، واتَّبعه أهلُها، فلما قَدِمَ أبو الوليد كلَّموه في ذلك، فدخل إليه (¬5) وناظره، وشَهَّر باطله، وله مَعَه مجالس كثيرة، ولما تكلَّم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحُدَيبِية الذي في "صحيح" البخاري (¬6)، قال بظاهر لَفْظه، فأنكر عليه الفَقيه ¬

_ (¬1) في دار الكتب الظاهرية قطعة منه. انظر "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 277. (¬2) "الإكمال": 1/ 468. (¬3) مدينة قديمة من أعمال الأندلس من ناحية تُدمْير، بساتينها متصلة ببساتين مرسية. "معجم البلدان": 1/ 280. (¬4) جزيرة شرقي الأندلس، بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة، بالنون. "معجم البلدان": 5/ 246. (¬5) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1181 "فرحل إليه". (¬6) انظر الحديث رقم (4251) في المغازي، باب عمرة القضاء. وانظر ما كتبه ابن حجر في شرحه "فتح الباري": 7/ 386 - 387.

أبو بكر بن الصَّائغ، وكفَّره بإجازة الكَتْبِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم النبيِّ الأُمّي، وأنه تكذيبٌ للقُرْآن، فتكلَّم في ذلك مَنْ لم يفهم الكلام، حتى أطلقوا عليه الفِتْنة، وقَبَّحوا عند العامَّة ما آتى به، وتكلَّم به خطباؤهم في الجُمَع، وقال شاعِرُهم: برِئْتُ مِمَّنْ شَرَى دُنْيَا بآخِرَةٍ ... وقَال إنَّ رسولَ الله قَدْ كَتَبَا فصنَّف أبو الوليد رسالة [بَيَّنَ] (¬1) فيها أن ذلك غير قادح في المُعْجزة، فرجع بها جماعة (¬2). قال ابن سُكَّرة: مات بالمَرِيَّة في تاسع عشر رجب سنةَ أربعٍ وسبعين وأربع مئة (¬3). وفيها: مات المقرئ أبو محمد أحمد بن عليّ بن الحسن بن أبي عُثْمان الدَّقَّاق، أخو أبي الغَنَائم. والمعمر أبو بكر أحمد بن هِبَة الله بن محمد بن صَدَقة الرَّحبي الدَّبَّاس، وله مِئَة وأربعُ سنين، وكان يذكر أن أُصوله على ابن سمعون والمُخَلِّص ذهبتْ في النَّهب. ومسندِ العراق أبو القاسم عليُّ بن أحمد بن محمد بن البُسْري البُنْدَار. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1181. (¬2) "ترتيب المدارك": 4/ 805، وانظر تعليق الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 18/ 540 - 541، ولقاضي المحكمة الشرعية بقطر أحمد بن حجر آل علي كتاب "الرد الشافي الوافر على من نفى أمية سيد الأوائل والأواخر"، وقد طبع في بيروت عام 1968 م. (¬3) في "معجم الأدباء": 11/ 249، و"الديباج المذهب": 122 "أربع وتسعين وأربع مئة" وهو وهم، وفي "الأنساب": 2/ 20 "توفي في حدود سنة ثمانين وأربع مئة".

1005 - شيخ الإسلام

وعالم المالكية أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن العجوز الكُتَامي السَّبْتي. ومحدِّث نَيسَابور المفيد أبو بكر محمد بن أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المُزَكِّي النَّيسَابوري، وكان يروي عن خمسين من أصحاب الأَصَمّ. 1005 - شَيخُ الإسْلام * الإمام، الحافظ، الزَّاهد، أبو إسماعيل، عبد الله بنُ محمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن متّ، الأَنْصَاري، الهَرَوي، من ذرِّيَّة أبي أيوب الأنْصاري، رضي الله عنه. وله سنةَ ست وتسعين وثلاث مئة (¬1). وسمع أبا منصور محمد بن محمد الأزْدي، والحافظ أبا الفَضْل محمد بن أحمد الجَارُودي، وأحمد بن علي بن مَنْجويه الأصْبَهاني الحافظ، وأبا سعيد محمد بن موسى الصَّيرَفي [وأبا منصور أحمد بن أبي العلاء، ويحيى بن عمَّار السِّجِسْتَاني، ومحمد بن جبريل ¬

_ * دمية القصر: 2/ 888، طبقات الحنابلة: 2/ 247 - 248، المنتظم: 9/ 44 - 45، سير أعلام النبلاء: 18/ 503 - 518، تذكرة الحفاظ: 3/ 1183 - 1190، العبر: 3/ 297 - 298، دول الإِسلام: 2/ 10، البداية والنهاية: 12/ 135، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 50 - 68، النجوم الزاهرة: 5/ 127، طبقات الحفاظ: 441 - 442، طبقات المفسرين للسيوطي: 15 - 16، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 249 - 240، تاريخ الخميس: 2/ 360، كشف الظنون: 1/ 56 , 420، 828، و 2/ 1828، 1836، شذرات الذهب: 3/ 365 - 366، إيضاح المكنون: 1/ 310 و 2/ 118، هدية العارفين: 1/ 452 - 453، الرسالة المستطرفة: 45، وذكره السبكي في "طبقاته": 4/ 272 - 273 في ترجمة أبي عثمان الصابوني. (¬1) في "المنتظم": 9/ 45 "ولد في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وثلاث مئة".

المَاحي] (¬1) وعليَّ بن محمد بن محمد الطِّرَازِي، وأحمد بن محمد السَّلِيطي، والقاضي أبا بكر الحِيري، ولم يحدِّث عنه، وأكثر عن أبي يعقوب القَرَّاب وطبقته. وسمع "جامع" التِّرْمِذِي من عبد الجبار بن محمد الجَرَّاحي. حدث عنه: المُؤْتَمن الساجي، وابن طاهر المَقْدسي، وعبد الله بن أحمد بن السَّمَرْقَنْدي، وعبد الصَّبور بن عبد السَّلام الهَرَوي، وعبد الملك الكَرُوخي، وحَنْبَل بن علي البُخَاري، وأبوالفتح محمد بن إسماعيل الفَامي، وأبو الوقت عبد الأوَّل بن عيسى السِّجْزي، وغيرهم، وآخر مَنْ روى عنه بالإِجازة أبو الفتح نَصْر بن سَيَّار. وله مُصَنَّفَات عِدَّة منها: كتاب "الفاروق في الصِّفات" وكتاب "ذَمّ الكلام وأهله" (¬2)، وكتاب "منازل السَّائرين" (¬3) و"مناقب الإمام أحمد بن حنبل". وكان سَيفًا مسلولًا على المخالفين، وجِذْعًا في أعين المتكلِّمين، ومناقبُه كثيرة، وقد امْتحِن غَيرَ مَرَّة. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1184. (¬2) في المكتبة الظاهرية بدمشق نسحة كاملة في سبعة أجزاء بعضها قديم كتب في حياة المؤلف من سماع المؤتمن الساجي، وبعضها كتب في القرن السابع، ينقص منها الورقة الأولى. حديث 337 (ق 1 - 149). (¬3) طبع الكتاب مستقلًا بالقاهرة بالمطبعة الميمنية سنة 1328 هـ، ثم طبع مع شرحه "مدارج السالكين" للعلامة ابن القيم بتحقيق محمد حامد الفقي سنة (1956 م)، وكان قد طبع في مطبعة المنار سنة (1334 هـ).

قال ابنُ طاهر: سمِعْتُه يقول بهَرَاة: عُرِضتُ على السَّيف خمس مَرَّات، لا يقال لي: ارجعْ عن مَذْهبك، لكنْ يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. وسمِعْتُه يقول: أحْفَظَ اثني عشر ألفَ حديثٍ أسرُدها سَرْدًا. قال أبو النَّضْر الفامي: كان أبو إسماعيل بِكْر الزّمان، وواسِطَة عِقْد المعاني، وصورةَ الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن، منها نُصْرة الدين والسُّنَّة من غير مُدَاهنة ولا مراقبة لسُلْطان، ولا وزير، وقد قاسى بذلك قصدَ الحُسَّاد في كل وقت، وسَعَوْا في رُوحه مرارًا، وعَمَدُوا إلى إهلاكه أطوارًا، فوقاه الله شَرَّهم، وجعل قَصْدهم أقوى سببٍ لارتفاع شأنه. وقال أبو الوقت عبد الأوَّل: دَخلْتُ نَيسَابور، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجُويني، فقال: مَنْ أنت؟ قلت: خادم الشيخ أبي إسماعيل الأَنْصَاري، فقال: رضي الله عنه. وقال ابنُ السّمْعَاني: سألْتُ إسماعيل الحافظ عن عبد الله بن محمد الأنصاري، فقال: إمام حافظ. وقال شيخنا العلَّامة أبو العَبَّاس (¬1): هو إمام في الحديث والتّصوف والتَّفسير، وهو في الفِقْه على مَذْهب أهل الحديث، يُعَظِّم الشافعي وأحمد ويَقْرُن بينهما، وفي أجوبته في الفِقْه ما يوافق قَوْلَ الشَّافعي تارة، وقول أحمد أخرى، والغالب عليه اتِّباع الحديث على طريقة ابنِ المُبَارك ونحوه. ¬

_ (¬1) هو العلامة ابن تيمية، وستأتي ترجمته برقم (1156) من هذا الكتاب.

وقال عبد الغافر بن إسماعيل: كان على حَظٍّ تامٍّ من معرفة العربية والحديث والتَّواريخ والأنْساب، إمامًا كاملًا في التَّفسير، حسنَ السِّيرة في التصوف، غيرَ مشتغلٍ بكسب، مكتفيًا بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مَرّتين على رأس الملأ، فيحصل على ألوف من الدَّنَانير وأعدادٍ من الثِّيَاب والحُلِيِّ، فيأخذها، ويفرِّقها على اللَّحَّام والخَبَّاز، وينفِق منها، ولا يأخذ من السَّلاطين ولا من أَرْكان الدَّوْلة شيئًا، وقَلَّما يُراعيهم (¬1)، ولا يدخل عليهم، ولا يبالي بهم، فبقي عزيزًا مقبولًا قَبولًا أَتمّ من الملك، مُطاعَ الأمر نحوًا من ستين سنة من غير مزاحمةٍ، وكان إذا حَضَر المجلس لَبِسَ الثِّياب الفَاخرة، وركب الدَّوابّ الثمينة، ويقول: إنما أفعل هذا إعزازًا للدِّين، ورَغْمًا لأعدائه، حتى ينظروا إلى عِزّتي وتجمُّلي فيرغبوا في الإسلام، ثم إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المُرَقَّعَة (¬2) والقعود [مع الصُّوفية] (¬3) في الخانقاه (¬4) يأكل معهم، ولا يتميز بحال، وعنه أخذ أهلُ هَرَاة التبكيرَ بالفجر، وتسميةَ أولادهم -في الأغلب- بعبدٍ المضاف إلى أسماء الله. وقال أبو سَعْد السَّمْعَاني: كان مُظْهِرًا للسُّنَّة، داعيًا إليها، محرِّضًا عليها، وكان مُكْتفيًا بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظَّلَمَةِ شيئًا، وما كان يتعدَّى إطلاق ما وَرَدَ في الظَّواهر من الكتاب والسُّنَّة، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1190 "يرى عنهم"، وهو تصحيف. (¬2) من لباس الصوفية؛ لما فيها من الرقع. "المعجم الوسيط": 1/ 366. (¬3) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل. (¬4) الخانقاه: كلمة فارسية معناها بيت، جعلت لتخلي الصوفية فيها لعبادة الله تعالى انظر "خطط المقريزي": 2/ 414.

معتقدًا ما صَحَّ، غيرَ مُصَرِّح بما يقتضيه تشبيه. وقال: مَنْ لم ير مجلسي وتذكيري، وطعن فيّ فهو مني في حِلٍّ. وقال السِّلَفي: سألت المؤتَمن عن أبي إسماعيل الأَنْصاري فقال: كان آيةً في لسان التذكير والتَّصوف، من سلاطين العُلَماء، سمع ببغداد من أبي محمد الخَلَّال وغيرِه، يروي في مجالسه أحاديثَ بالأسانيد، وينهى عن تعليقها عنه، وكان بارعًا في اللُّغة، حافظًا للحديث، قرأت عليه كتاب "ذم الكلام"، وقد روى فيه حديثًا عن علي بن بُشْرى عن أبي عبد الله بن مَنْدَه عن إبراهيم بن مرزوق، فقلت له: هذا هكذا؟ قال: نعم، وإبراهيم هوشيخ الأَصَمّ وطبقته، وهو إلى الآن في كتابه على الخطأ (¬1). قال المُؤْتمن: وكان يَدْخُل على الأمراء والجبابرة فما يُبالي بهم، ويرى الغريب من المحدِّثين فيبالغ في إكرامه، قال لي مَرَّة: هذا الشَّأْن شأنُ مَنْ ليس له شأن سوى هذا الشأن -يعني طلب الحديث- وسمعته يقول: تركت الحِيريَّ لله (¬2). قال: وإنما تركَهُ؛ لأنه سمع منه شيئًا يخالف السُّنَّة (¬3). ¬

_ (¬1) قال الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1186 "قلت: وهكذا سقط عليه رجلان من حديثين مخرجين من جامع الترمذي، نبهت عليهما في نسختي، وهو على الخطأ في غير نسخة". (¬2) مَرَّ في صدر الترجمة أنه سمع منه ولم يرو عنه، قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 18/ 506 "قلت: كان يدري الكلام على رأي الأشعري، وكان شيخ الإسلام أثريًّا قحًا، ينال من المتكلمة، فلهذا أعرض عن الحيري، والحيري فثقة عالم، أكثر عنه البيهقي والناس". (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1186 "وإنما تركته لأنه سمعت منه"، والعبارة غير مستقيمة، فالقائل هو تلميذه المؤتمن الساجي، لا شيخ الإسلام.

وقال ابنُ طاهر: سمعت أبا إسماعيل يقول: إذا ذكرتُ التَّفْسير، فإنما أذكره من مئة وسبعة تفاسير. وسمعته ينشد على مِنْبره: أنا حَنْبليٌّ ما حييتُ وإنْ أَمُت ... فوصيَّتي للنَّاس أَنْ يتَحَنْبَلُوا قال ابنُ طاهر: حكى لي أصحابنا أن السُّلْطان ألب أرْسْلان قَدِمَ هَرَاة ومعه وزيره نظامُ الملك، فاجتمع إليه أئمة الفَريقين: الحنفِيّة والشافعية للشَّكْوى من الأَنْصَاري، ومطالبته بالمُنَاظرة، فاستدعاه الوزير، فلمَّا حَضَر قال: إنّ هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك، فإن يكن الحقُّ معك رجعوا إلى مَذْهبك، وإن يكن الحق معهم؛ إمَّا أن ترجع أو تسكت عنهم. فقام الأَنْصاري وقال: أُناظر على ما في كُمِّي. قال: وما في كُمِّك؟ قال: كتاب الله -وأشار إلى كمه اليمين- وسُنَّة رسول الله- وأشار إلى كُمِّه اليسار، وكان فيه "الصّحيحان"- فنظر الوزير إليهم؛ مُسْتفهمًا لهم، فلم يكن فيهم مَنْ ناظره من هذا الطّريق. وسمعت أحمد بن أميرجه؛ خادم الأنصاري يقول: حَضَرْتُ مع الشَّيخ للسَّلام على الوزير نظام الملك، وكان أصحابنا كلَّفوه الخروجَ إليه، وذلك بعد المِحْنة ورجوعه من بلْخ (¬1). قال: فلما دخل عليه أكرَمَه وبجَّلَه، وكان هناك أئمة من الفريقين، فاتَّفقوا على أن يسألوه بين يدي الوزير، فقال العلوي الدَّبُّوسي: يأذن الشيخ الإمام أن أسأل؟ قال: سَلْ. قال: لِمَ تلعن أبا الحسن الأشْعَري؟ فسكتَ، وأطرق الوزير، فلما كان بعد ساعةٍ قال له الوزير: أَجِبْه. فقال: لا أعرف أبا الحسن، وإنما ألعن ¬

_ (¬1) قال الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1186 "قلت: كان قد غرب إلى بلخ".

من يعتقد أن الله في السَّمَاء، وأن القرْآن في المُصْحف، ومن اعتقد أن النبيَّ اليوم ليس بنبيٍّ. ثم قام فانصرف، فلم يمكِّن أحدًا أن يتكلَّم من هَيبته. فقال الوزير للسَّائل: هذا أردتم، أن نسمع ما كان يذكره بهَرَاة بآذاننا، وما عسى أن أفعل به؟ ثم بعث إليه بصِلة وخِلَع، فلم يقبلْها، وسار من فَوْره إلى هَرَاة. قال: وسمِعْتُ أصحابنا بهَرَاة يقولون: لما قَدِمَ السلْطَان ألب أرسلان هَرَاة في بعض قَدْماته اجتمع مشايخُ البلد ورؤساؤه، ودَخَلوا على أبي إسماعيل، وسَلَّموا عليه، وقالوا: ورَدَ السُّلْطان ونحن على عَزْم أن نخرج ونسلِّمَ عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسَّلام عليك. وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنمًا صغيرًا من نحاسٍ، وجعلوه في المِحراب تحت سَجَّادة الشيخ، وخرجوا. وقام الشيخ إلى خَلْوته، ودخلوا على السُّلْطان، واستغاثوا من الأنصاري، وأنه مُجَسِّمٌ، وأنه يترك في مِحْرابه صنمًا يزعم أن الله على صورته، وإن بعث الآن السُّلطان يجده. فعَظُمَ ذلك على السُّلْطان، وبعث غلامًا ومعه جماعة، فدخلوا الدَّار، وقصدوا المِحْراب، فأخذوا الصَّنم، ورجع الغلامُ بالصَّنم، فألقاه، فبعث السُّلْطان مَنْ أحضر الأَنْصَاري، فأتى فرأى الصَّنَم والعُلَماء، والسُّلْطان قد اشتدَّ غضبه، فقال السلطان له: ما هذا؟ قال: صنم يُعمل من الصُّفْر (¬1) شبه اللُّعبة. قال: لست عن ذا أسأَلُك. قال: فَعَمَّ يسالني السُّلْطان؟ قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبدُ هذا، وأنك تقول: إن الله على صُورته. فقال الأنْصَاري بصَوْلةٍ وصوتٍ جَهْوَريٍّ: سبحانك! هذا بُهْتان عظيم. فوقع في قلب السُّلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأُخرج إلى داره ¬

_ (¬1) الصُّفْر: النحاس الجيد، وقل: ضرب من النحاس. "اللسان" (صفر).

1006 - الحبال

مُكَرَّمًا، وقال لهم: اصدقوني. وهدَّدَهم، فقالوا: نحن في يد هذا الرَّجل في بلِيَّة من استيلائه علينا بالعَامّة، فاردنا أن نقطع شَرَّه عنا. فأمر بهم، ووكّل بكلّ واحد منهم، وصادرهم وأهانهم. قال أبو النَّضْر الفَامي: توفِّي أبو إسماعيل في ذي الحِجَّة سنةَ إحدى وثمانين وأربع مئة، وقد جاوز أربعًا وثمانين سنة (¬1). وقد أنكر شيخُنا العَلَّامة أبو العَبَّاس وغَيرُه على أبي إسماعيل أشياء في "منازل السَّائرين"، والله ولي التوفيق. وقد مات مَعَه في سنةِ إحدى وثمانين راوي "جامع" الترْمِذِي، أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغُوْرَجي، الهَرَوي. ومسنِدُ خرَاسان أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المَحْمِي، المُزَكي. ومسنِدُ أَصْبَهان أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجة الأبْهَري. 1006 - الحَبَّال * الإِمام، الحافظ، المُتْقن، محدِّث مِصْر، أبو إسحاق، إبراهيم بن سعيد بن عبد الله، النُّعْماني مولاهم، التُّجِيبي، ابن أبي الطَّيِّب الفرَّاء، الكُتُبي، الوَرَّاق، المِصْري. ¬

_ (¬1) في "البداية والنهاية": 12/ 135 "عن ست وثمانين سنة". * الإكمال: 2/ 379، سير أعلام النبلاء: 18/ 495 - 503، تذكرة الحفاظ: 3/ 1191 - 1194، العبر: 3/ 299 - 300، دول الإسلام: 2/ 8، الوافي بالوفيات: 5/ 355، النجوم الزاهرة: 5/ 129، طبقات الحفاظ: 442، حسن المحاضرة: 1/ 353 - 354، شذرات الذهب: 3/ 366.

ولد سنةَ إحدى وتسعين وثلاث مئة. وسمع من: أحمد بن عبد العزيز بن ثَرْثَال (¬1)؛ صاحب المَحَاملي، ومن عبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن بن عمر النَّحَّاس، ومحمد بن أحمد بن شاكر القَطَّان، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشْبيلي، ومنير بن [أحمد] (¬2) الخَشَّاب، وأبي عبد الله بن نَظِيف، ومحمد بن محمد النَّيسَابوري؛ صاحب الأَصَمّ، وخلْق سواهم. وجمع لنفسه أشياء، منها: عوالي ابن عُيينة، وكان يتَّجِرُ في الكُتُب، فحصل عنده من الأصول والأجزاء ما لا يوصف كثرة. روى عنه: الحُمَيدي، وابن ماكولا، وإبراهيم بن الحسن العَلَوي النَّقيب، وأبو الفتح سُلْطان بن إبراهيم المَقْدسي، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي قاضي المَرَسْتان، وخَلْق. وروى عنه بالإجازة: الخَطِيب، وأبو علي الصَّدَفي، وابن الأَكْفَاني، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنْدي، وجماعة؛ آخرهم محمد بن ناصر الحافظ. وكان الباطنية المِصْريون قد منعوه من التحديث، وآذوه، فلم ينتشر حديثُه. قال الخطيب: حدَّثني عنه أبو عبد الله الحُمَيدي. وقال أبو علي بن سُكَّرة الصَّدَفي: منعت من الدُّخول إليه إلّا بشرط ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1191 "شرثال"، وهو تحريف. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1192.

أَنْ لا يسمعني ولا يكتب إجازة، فأول ما فاتحته الكلام خَلَط في كلامه، وأجابني على غير سؤالي حَذَرًا من أن أكون مدسوسًا عليه، حتى بَسَطْته وأعلمته أنني من أهل الأندلس، أريد الحج، فأجاز لي لَفْظًا، وامتنع من غير ذلك. وقال ابن ماكولا: كان الحَبَّال ثِقَةً وَرِعًا خَيِّرًا (¬1). وذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة العاشرة من الحُفَّاظ. وقد جاء إلى أبي إسحاق -قبل أن يُمنع- طَلَبةُ الحديث ليسمعوا منه جُزْءًا، فأخرج به عشرين نسخةً، وناول كلّ واحد نسخة يعارض بها. وقال ابن طاهر: كان شيخنا الحَبَّال لا يُخرج أصلَه من يده إلّا بحضوره، يدفع الجُزْء إلى الطَّالب، فيكتُبُ منه قَدْرَ جلوسه، وكان له بأكثر كتبه نسَخٌ عِدَّة، ولم أر أحدًا أشَدَّ أخذًا منه، ولا أكثر كُتُبًا منه، وكان مَذْهَبُه في الإِجازة أن يقدِّمها على الإِخبار، يقول: أجاز لنا فلان، ولا يقول: [أخبرنا فلان] (¬2) إجازة، يقول: ربما يسقط إجازة فيبقى إخبارًا، فإذا بُدئَ بها لم يقع شك. وسمِعْتُه يقول: خَرَّج الحافظ أبو نَصْر السِّجْزي على أكثر من مئة، لم يبق منهم غيري. قال ابنُ طاهر: خَرَّج له عشرين جُزْءًا في وقت الطَّلب، وكتبها في ¬

_ (¬1) "الإكمال": 2/ 379. (¬2) ما بين حاصرتن مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1193.

كاغَذٍ عتيقٍ، فسألت الحَبَّال، فقال: هذا من الكاغَذ الذي كان يُحمل إلى الوزير (¬1) من سَمَرْقنْد، وقع إليَّ من كتبه قطعة، فكنتُ إذا رأيت ورقةً بيضاء قطعتُها إلى أن إجتمع لي هذا القَدْر. وقال ابنُ طاهر: لما قصدْتُ الحَبَّال، وكانوا وصفوه لي بحِلْيته وسِيرته، وأنه يخدُمُ نفسه، فكنتُ في بعض الأسواق، ولا أهتدي إلى أين أذهب، فرأيت شيخًا على الصِّفة واقفًا على دُكَّان عَطَّار، وكُمُّه ملأَى من الحوائج، فوقع في نفسي أَنَّه هو، فلمَّا ذهب سألت العَطَّار: مَنْ هذا الشَّيخ؟ قال: وما تعرفه؟ ! هذا أبو إسحاق الحَبَّال. فتبعتُه، وبلَّغْته رسالةَ سَعْد بن علي الزَّنْجَاني (¬2)، فسألني عنه، وأخرج من جيبه جُزْءًا صغيرًا فيه الحديثان المُسَلْسَلان، أحدهما مسلسل بالأولية، فقرأهما عليَّ، وأَخذت عليه الموعد في كلِّ يوم في جامع عمرو بن العَاص إلى أن خرجت. توفِّيَ الحَبَّال سنةَ اثنتين وثمانين وأربع مئة، وله إحدى وتسعون سنة. ولقيه ابن طاهر سنةَ سبعين. وسمع منه القاضي أبو بكر بمِصْر سنةَ خمسٍ وسبعين (¬3)، ومنع من التحديث بعد ذلك. ¬

_ (¬1) في "سير أعلام النبلاء": 18/ 500 "يعني ابن حنزابة". وقد مرت ترجمته برقم (931) من هذا الكتاب. (¬2) مرت ترجمته برقم (1003) من هذا الكتاب. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1194 "سنة ست وسبعين".

1007 - ابن شغبة

وقد مات معه في سنة اثنتين وثمانين رئيسُ نَيسَابور وقاضيها أبو نَصْر أحمد بن محمد بن صَاعد بن محمد الصَّاعدي، يروي عن أبي بكر الحِيري [وطبقته] (¬1). ومفتي سَرَخس الإمام أبو حامد أحمد بن محمد بن محمد الشُّجَاعي. والخطيب أبو عبد الله الحسنُ بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر بن أبي الحديد السُّلَمي الدِّمَشْقي. ومسنِدُ أَصْبَهان القاضي أبو منصور محمد بن أحمد بن عليّ بن شكرويه. والخطيب أبو الخير محمد بن أحمد بن عبد الله بن رَرَا الأَصْبَهاني. ومؤلف كِتاب "بُسْتَان العَارِفين" المحدِّثُ أبو الفَضْل محمد بن أحمد بن أبي جَعْفر الطَّبَسي. 1007 - ابن شَغَبَة * الحافظ، الزَّاهد، أبو القاسم، عبدُ الملك بن عليّ بن خَلَف بن محمد بن النَّضْر بن شَغَبَة، الأَنْصَاري، البَصْري. حدث عن: أبي عمر الهَاشمي، والحسن بن بَشَّار السَّابوري (¬2)، ويوسف بن غَسَّان، وعلي بن هارون التَّميمي، وغيرهم. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1194. * الإكمال: 5/ 64، سير أعلام النبلاء: 19/ 50 - 51، تذكرة الحفاظ: 3/ 1196 - 1197، العبر: 3/ 305، تبصير المنتبه: 2/ 782، طبقات الحفاظ: 442، شذرات الذهب: 3/ 371 - 372، تاج العروس: 1/ 323. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1196 "النيسابوري"، وهو تصحيف.

روى عنه: أبو علي بن سُكَّرة، والمحدِّث أبو نصر الغازي (¬1)، وجابر الأَنْصاري، وأبو نَصْر بن ماكُولا، وعبد الله بن السَّمَرْقَنْدي، وأبو غالب الماوَرْدِيُّ، وآخرون. ذكره ابن الدَّبَّاغ في الطبقة الحادية عشرة من الحُفَّاظ. وقال السَّمْعَاني: شيخٌ حافظ متقِن ثِقَة مُكْثر، حَضَر ابنُ ماكولا مجلس إملائه. وقال ابن سُكَّرة: أَدْرَكْتُه، وقد ترك كلَّ شيء، وأقبل على العبادة، صادَفْتُه يدعو ويبكي بعد الصُّبح، فقرأت عليه شيئًا من الحديث، ورُزِق الشَّهادة في آخر عُمره، وكان عنده جُمْلة من "سُنَن أبي داود" عن الهاشمي. قتل في سنةِ أربعٍ وثمانين وأربع مئة. وفيها، مات: أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي علي الذَّكْواني، الأَصْبَهاني، وله تسعون سنة. والمسنِدُ أبو الحسن عليُّ بن الحسين بن قُرَيش ببغداد، سمع ابن الصَّلْت الأَهْوَازي. وشيخ القُرَّاء بمرو أبو نَصْر محمدُ بنُ أحمد بن عليّ بن حامد الكُرْكَانجي، صاحب الحَمَّامي. ومسنِد قَزْوين أبو منصور محمدُ بن الحسين بن أحمد بن الهَيثَم المُقَوِّمي. وقاضي القُضَاة بنَيسَابور أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين النَّاصحي الحَنَفي، سمع الحِيري. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1196 "الغازل"، وهو تصحيف.

1008 - سليمان بن إبراهيم

1008 - سُلَيمان بن إبراهيم * ابن محمد بن سُلَيمان، الحافظ، أبو مَسْعود، الأَصْبَهاني، المِلَنْجي، محدِّث أَصْبَهان. ولد سنة سَبْعٍ وتسعين وثلاث مئة. وسمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم الجُرْجَاني، وأبا سعد أحمد بن محمد المَالِيني، وأبا بكر بن مَرْدُويه، وأبا نُعَيم الحافظ، وأبا القاسم الحُرْفي، وأبا علي بن شاذان، وأبا بكر البَرْقَاني، وخلقًا. سمع منه: شيخه أبو نُعَيم. وحدَّث عنه الخطيب، ومات قَبْله بدهر، وإسماعيل بن محمد التيمي، وأبو سَعْدٍ البَغْدَادي، وأبو نَصْر الغَازي، وهبة الله بنُ طاوس المقرئ، ومَسْعود الثَّقَفي، وخَلْقٌ. قال السَّمْعَاني: كانت له معرفة بالحديث، جَمَع الأبواب، وصَنَّف التصانيف، واستخرج على "الصَّحيحين"، وسأَلْتُ عنه أبا سعد البَغْدَادي، فقال: لا بأس به، ووصفه بالرِّحْلَة والجَمْع والكثرة. وقال: كُنَّا [يومًا] (¬1) في مجلسه، وكان يُمْلي، فقام سائِلٌ وطلب فقال سليمان: من شُؤْم السَّائل أن يسأل أصحاب المحابر. ¬

_ * الأنساب: 542 / أ، المنتظم: 9/ 78، سير أعلام النبلاء: 19/ 21 - 24، تذكرة الحفاظ: 3/ 1197 - 1199، العبر: 3/ 311، ميزان الاعتدال: 2/ 195، المغني في الضعفاء: 1/ 277، مرآة الجنان: 3/ 142، البداية والنهاية: 12/ 145، لسان الميزان: 3/ 76 - 77، طبقات الحفاظ: 443، شذرات الذهب: 3/ 377 - 378، الرسالة المستطرفة: 30. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1198.

قال السَّمْعَاني: وسألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه، فقال: حافظ، وأبوه حافظ. وقال أبو عبد الله الدَّقَّاق في "رسالته": سليمان بن إبراهيم الحافظ، له الرِّحْلَة والكَثْرة، وأبوه إبراهيم يُعْرف بالفَهْم والحِفْظ، وهما من أصحاب أبي نُعَيم، تُكُلِّم في إتقان سليمان، والحِفْظُ هو الإِتقان لا الكثرة. قال السمعاني: وسألت أبا سَعْدٍ البَغْدَادي مرَّةً أُخرى عن سليمان، فقال: شَنَّع عليه أصحاب الحديث في جُزْء ما كان له به سماع، وسكتُّ أنا عنه (¬1). وقال أبو زكريا بن مَنْدَه: دَخَلَ سليمان بن إبراهيم البَصْرة والأَهْواز، ودخل شِيرَاز، وسمع بها، واسع الرِّواية، يورق لأصحاب الحديث، وهو شيخ شَرِهٌ لا يتورَّع، لَحَّان، وَقَاحٌ (¬2). مات في ذي القَعْدة سنةَ ستٍّ وثمانين وأربع مئة (¬3)، وله تسعون. وفيها: مات أبو الفَضْل حَمْدُ بن أحمد بن الحسن الأَصْبَهاني الحَدَّاد، أخو أبي علي المقرئ، وقيل: في سنةِ ثمان. ومسنِدُ بغداد ¬

_ (¬1) على هامش الأصل، بخط غير واضح من التصوير: "فيه نظر". وقال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 19/ 23 "الرجل في نفسه صدوق، وقد يَهِم، أو يترخص في الرواية بحكم الثبت". (¬2) قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 19/ 24 "وينبغي التوقف في كلام يحيى، فبين آل منده وأصحاب أبي نعيم عداوات وإِحَنٌ". (¬3) في "ميزان الاعتدال": 2/ 195 "بقي إلى سنة خمس وثمانين وأربع مئة".

1009 - الحسكاني

أبو الفَضْل عبدُ الله بن علي بن زِكْرِي (¬1) الدَّقَّاق الكَاتب، وله ست وثمانون سنة. وشيخ الشَّام، الزَّاهد، الفَقِيه، أبو الفَرَج عبد الواحد بن محمد بن علي الشِّيرَازي، الحَنْبَلِي، الواعظ. والملقَّب بشيخ الإِسلام أبو الحسن عليُّ بنُ أحمد بن يوسف القُرَشي الأُموي، الهَكَّاري. والمسنِدُ أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فَهْد العَلَّاف، آخر أصحاب ابن أبي الفوارس. وخطيب الأَنْبار أبو الحسن عليُّ بن محمد بن محمد بن الأخضر الأَنْبَاري، آخر مَنْ رَوَى عن أبي أحمد الفَرَضي. ومسند نيسابور أبو المُظَفَّر موسى بن عِمْران الأَنْصَاري، آخر أصحاب أبي الحسن العلوي. وأبو اللَّيث نَصْرُ بنُ الحسن الشَّاشي التُنْكَتي بسَمَرْقنْد، وقد حدَّث "بصحيح" مُسْلم بالأَندلس. 1009 - الحَسْكَاني * القاضي، الحافظ، أبو القاسم، عُبيد الله بنُ عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حَسْكَان، القُرَشي، العامري، النيسابوري، الحَنَفي، ويعرف بابن الحَذَّاء، وهو من ذُرِّيَّة الأمير عبد الله بن عامر بن كُرَيز؛ الذي افتتح خُرَاسان زَمَنَ عُثْمان. عُني بعِلْم الحديث، وصنَّف في الأبواب، وجَمَعَ، وكان معمَّرًا، ¬

_ (¬1) في "العبر": 3/ 312 "ذِكْرى"، وهو تصحيف. * معالم العلماء: 69، سير أعلام النبلاء: 18/ 268 - 269، تذكرة الحفاظ: 3/ 1200 - 1201، الجواهر المضية: 1/ 338، طبقات الحفاظ: 443، أعيان الشيعة: 8/ 136 - 137، وقد ضبطت في "المشتبه": 1/ 265 بفتح الحاء، وفي "الجواهر المضية": 2/ 299 في قسم الأنساب "بضمها"، وفي "أعياد الشيعة": 8/ 137 "وحسكان كغضبان لفظًا ومعنى؛ قرية من قرى نيسابور".

1010 - أبو سعد

عالي الإِسناد، وله مجلس في "تصحيح خبر رَدِّ الشمس لعلي رضي الله عنه، وترغيم النَّواصب الشُّمْس" (¬1)، وهو يدُلُّ على تَشيُّعِهِ، وعلى خِبرته بالحديث. حدَّث عن: جَدِّه أحمد، وعن أبي الحسن العَلَوي، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي طاهر بن مَحْمِش، وعبد الله بن يوسف الأَصْبَهاني، وأبي الحسن بن عَبْدَان، وابن فَنْجُويه الدِّينَوري، وأبي عبد الله بن باكويه، وخَلْق. وينزل إلى أبي سَعْد (¬2) الكَنْجرُوذي ونحوه، وأخذ أيضًا عن أبي بكرٍ بن الحارث الأصْبَهاني النَّحْوي، والحافظ أحمد بن علي بن منْجويه، وتفقَّه على القاضي أبي العلاء صاعد بن محمد. روى عنه: وَجِيه بنُ طاهر، وأكثر عنه المحدِّث عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وذكره في "تاريخه" ولم يذكر وفاته. وقد مات بَعْدَ السَّبْعين وأربع مئة. فأما. 1010 - أبو سَعْد * عبيدُ الله بنُ عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه، فشيخ لعَبْد الخالق الشَّحَّامي، تأخر إلى سنةِ ثمانٍ وثمانين وأربع مئة. ¬

_ (¬1) انظر "معالم العلماء": 69، و"مشكل الآثار": 2/ 9. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1200 "سعيد"، وهو تصحيف. * سير أعلام النبلاء: 18/ 269 - 270، تذكرة الحفاظ: 3/ 1201.

1011 - ابن ماكولا

1011 - ابنُ ماكولا * الأمير الكبير، الحافظ البارع، النَّسَّابة، أبو نَصْرٍ، عليُّ بنُ هِبَة الله بن عليّ بن جَعفر بن علي (¬1) بن محمد بن دُلَف بن الأمير الجَوَاد أبي دُلَف القاسم بن عيسى (¬2)، العِجْلي، الجَرْبَاذْقاني، ثم البَغْدَادي، صاحب "الإكمال" (¬3) وغيره. ¬

_ * تاريخ ابن عساكر س (خ): 12/ 280 آ- 281 آ، المنتظم: 9/ 5 و 79، معجم الأدباء: 15/ 102 - 111، وفيات الأعيان: 3/ 305 - 306، المختصر في أخبار البشر: 2/ 194، سير أعلام النبلاء: 18/ 569 - 578، تذكرة الحفاظ: 4/ 1201 - 1207، العبر: 3/ 317 - 318، دول الإِسلام: 2/ 12، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 201 - 203، فوات الوفيات: 3/ 110 - 112، مرآة الجنان: 3/ 143 - 144، البداية والنهاية: 12/ 123 - 124، 145 - 146، النجوم الزاهرة: 5/ 115 - 116، طبقات الحفاظ: 444، كشف الظنون: 2/ 1637، 1758، شذرات الذهب: 3/ 381 - 382، هدية العارفين: 1/ 693، الرسالة المستطرفة: 116 - 117، مقدمة الإكمال: 1/ 7 - 8، 18 - 61، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: 6/ 176 - 178. (¬1) في "المنتظم" و"معجم الأدباء" و "وفيات الأعيان" و "البداية والنهاية" و"النجوم الزاهرة": علكان بدل علي. (¬2) هو أحد الأمراء الأجواد الشجعان الشعراء، كان من قادة المأمون، ثم المعتصم من بعده، وللشعراء في أماديح كثيرة، توفي سنة (226 هـ). انظر أخباره في "الأغاني": 8/ 248 - 257. (¬3) "الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب"، وهو كتاب جليل، مشهور، طبع بحيدر آباد بتحقيق العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني.

ولد في شَعْبَان سنةَ اثنتين وعشرين وأربع مئة بعُكْبَرَا، وقيل: سنة إحدى وعشرين. وسمع بُشْرَى بن عبد الله الفَاتِنِي، وعبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبا طالب بن غَيلان، وأبا الطَّيِّب الطَّبَري، وأحمد بن محمد العَتِيقي، وعبد الصَّمد بن محمد بن مكرم، وخَلْقًا ببغداد، وأبا القاسم الحِنَّائي وطبقته بدمشق، وأحمد بن القاسم بن ميمون المِصْري بمصر، وسمع بما وراء النَّهْر وخُرَاسان والجبَال والجزيرة، والسَّواحل. حدَّث عنه: الخطيبُ -وهو من شيوخه- والفقيه نَصْر المَقْدسي، وشجاع الذُّهْلي، والحُمَيدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد السَّمَرْقَنْدي، ومحمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي، وأبو القاسم إسماعيل بن السَّمَرْقَنْدي، وآخرون. ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة العاشرة من الحُفَّاظ. وقال ابنُ طاهر: سمِعْتُ أبا إسحاق الحَبَّال يمدَحُ أبا نَصْرٍ بن ماكولا، ويُثني عليه، ويقول: دخل مصْرَ في زِيِّ الكَتَبَة فلم نرفع به رأسًا، فلما عرفناه رأيناه من العُلَماء بهذا الشَّأْن (¬1). وقال السَّمْعَاني: كان ابنُ ماكُولا لبيبًا، عالمًا، عارفًا، حافظًا، تَرَشَّح للحِفْظ، حتى كان يقال له: الخطيب الثَّاني، وكان نَحْويًّا مجوِّدًا، وشاعرًا مبرِّزًا، جَزْلَ الشِّعْر، فَصيحَ العِبارة، صحيحَ النَّقْل، ما كان في البَغْدَاديين في زمانه مِثْلَه، طاف الدُّنيا، وأقام ببغداد. ¬

_ (¬1) "معجم الأدباء": 15/ 104.

وقال ابنُ النَّجَّار: أحبَّ ابن ماكولا العِلْم من الصِّبَا، وطلب الحديث، وكان يُحضِر المشايخ إلى منزلهم (¬1)، ويسمع منهم، ورحل، وبَرَعَ في الحديث، وأتقن الأدب، وله النَّظْم والنَّثْر والمُصَنَّفات، نفَّذَه المقتدي بالله (¬2) رسولًا إلى سَمَرْقَنْد وبُخَارى لأخْذ البَيعة له على ملكها طمغان الخان. وقال شِيرويه في "طَبَقاته" كان يُعْرف بالوزير سعد الملك بن ماكولا، قَدِمَ رسولًا مِرارًا، سمِعْتُ منه، وكان حافِظًا متقنًا، عُني بهذا الشَّأْن، ولم يكن في زمانه بعد الخطيب أحدٌ أفضلَ منه، حَضَر مجلسَه الكبارُ من شيوخنا، وسمعوا منه. وقال ابنُ عساكر: وَزَرَ أبوه للقائم أمير المؤمنين (¬3)، وولي عَمُّه قضاء القُضَاة ببغداد، وهو الحسينُ بن علي (¬4). ¬

_ (¬1) أي إلى منزل أهله. (¬2) كذا في الأصل، والمشهور في كتب التاريخ "المقتدي بأمر الله"، وقد تولى الخلافة بعد جده القائم بأمر الله سنة (467 هـ)، وعمره ثماني عشرة سنة، وتوفي في بغداد سنة (487 هـ). انظر أخباره في "الكامل": 10/ 96، 229 - 231. (¬3) هو هبة الله بن علي بن جعفر، أبو القاسم ابن ماكولا، استوزره جلال الدولة ببغداد سنة (423 هـ)، وعزله وأعاده مرات، والخليفة يومئذ القائم بأمر الله، لا يكاد يشعر بوجوده أحد، وقد خنق في حبسه سنة (430 هـ). انظر ترجمته في "المنتظم": 8/ 103، وترجمة القائم في "سير أعلام النبلاء": 15/ 138 - 141. (¬4) ولي القضاء سنة (420 هـ)، واستمر إلى أن توفي سنة (447 هـ)، انظر "الكامل" 9/ 615.

وقال الحُمَيدي: ما رَاجَعْتُ الخطيبَ في شيءٍ إلّا وأحالني على الكِتاب، وقال: حتى أكشِفَه، وما راجعتُ ابنَ ماكُولا في شيءٍ إلّا وأجابني حِفْظًا كأنَّه يقرأ من كتاب (¬1) وقال هِبَةُ الله بن المبارك بن الدَّوَاتي: اجتمعتُ بالأمير بن ماكُولا، فقال لي: خذ جُزْأين من لحديث، فاجعل متون هذا الجُزْء لأسانيد [الجزء] (¬2) الآخر، ومتونه لأسانيد الأول حتى أردَّه إلى حالته الأولى. وقال السِّلَفي: سألت شجاعًا الذُّهلي عن ابن ماكُولا، فقال: كان حافظًا فَهِمًا ثِقَةً، صنَّف كُتُبًا في عِلْم الحديث. وقال مُؤْتَمن السَّاجي: لم يلزمِ ابنُ ماكولا طريقَ العِلْم، فلم ينتفع بنفسه (¬3). وقال أبو الحسن محمد بن مَرْزوق: لما بَلَغَ الخطيبَ أنَّ ابن ماكُولا أخذ عليه في كتابه "المُؤْتَنف"، وصنَّف في ذلك تصنيفًا، وحَضَرَ عنده ابنُ ماكولا، سأله الخطيبُ عن ذلك، فأنكر ولم يُقِرَّ به، وأَصَرَّ، وقال: هذا لم يخطر ببالي. وقيل: إن التَّصْنيف كان في كُمِّه، فلما مات الخطيب أظهره، وهو الكتاب الملقَّب بـ "مستمر الأَوْهام" (¬4). ¬

_ (¬1) "معجم الأدباء": 15/ 110. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1204. (¬3) قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 18/ 576 "يشير إلى أنه كان بهيئة الأمراء وبرفاهيتهم". (¬4) انظر "معجم الأدباء": 15/ 110 - 111، وفيه "تهذيب مستقر الأوهام على ذوي التمني والأحلام". وهو تصحيف. انظر "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: 6/ 177 - 178.

قال ابنُ عساكر: سمِعْتُ إسماعيل بن السَّمَرْقَندي يذكر أنَّ ابن ماكولا كان له غِلْمان تُرْك أحداث، فقتلوه بجُرْجَان سنَةَ نَيِّف وسَبْعين وأربع مئة (¬1). وحكى ابنُ النَجَّار عن ابن ناصر قال: قُتِل الحافظ بنُ ماكولا، وكان قد سافر نحو كِرْمان، ومعه مماليكُه الأَتراك، فقتلوه، وأخذوا ماله في سنة خمس وسبعين وأربع مئة. وقال أبو سَعْد السّمْعَاني: سمعت ابن ناصرٍ يقول: قُتِلَ ابنُ ماكُولا بالأَهواز، إما في سنة ست أو سَبْع وثمانين (¬2). وقال السَّمْعَاني: خَرَجَ من بغداد إلى خُوزِسْتان، وقتل هناك بعد الثمانين. وقال ابن الجوزي في "المنتظم": قتل سنة خمس وسبعين [وقيل: سنة ست وثمانين (¬3). وقال غيره: قتل في سنة تسع وسبعين] (¬4)، وقيل: في سنة سبع وثمانين، والله أعلم (¬5). ¬

_ (¬1) "تاريخ ابن عساكر" (خ) س 12/ 281 آ. (¬2) "معجم الأدباء": 15/ 104. (¬3) انظر "المنتظم": 9/ 5 و 79، وقد تابعه على ذلك ابن كثير في "البداية والنهاية": 12/ 123 و 145. (¬4) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1205. (¬5) انظر "وفيات الأعيان": 3/ 306.

1012 - ابن خيرون

1012 - ابن خَيْرُون * الحافظ، النَّاقد، أبو الفَضْل، أحمد بن الحسن بن أحمد بن خَيرُون، البَغْدَادي، [ابن] (¬1) البَاقِلَّاني. سمع أبا علي بن شاذان، وأبا بكر البَرْقَاني، وأحمد بن عبد الله بن المَحَاملي، وأبا القاسم الحُرْفي، وأبا القاسم بن بِشْران، وأبا يَعْلى أحمد بن عبد الواحد، وخَلْقًا سواهم، حتى سمع من أقرانه. وأجاز له طائفة تَفَرَّد بإجازتهم، منهم: أبو الحسين بن المُتَيَّم، وأبو الحسن بن الصَّلْت الأَهْوَازي. روى عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو علي بن سُكَّرة، وأبو عامر العَبْدَري، وأبو القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو بكر القاضي، وأبو الفَضْل بن ناصر، وعبد الوهّاب الأَنْماطي، وأبو الفَتْح بن البَطِّي، وخَلْق. وأقرأ النَّاسَ بالرِّوايات، وكان قد تلا على أبي العلاء الواسِطي، وعليِّ بن طلحة البَصْري. ¬

_ * المنتظم: 9/ 87، سير أعلام النبلاء: 19/ 105 - 108، تذكرة الحفاظ: 4/ 1207 - 1209، العبر: 3/ 319، دول الإِسلام: 2/ 12، ميزان الاعتدال: 1/ 92، الوافي بالوفيات: 6/ 320، البداية والنهاية: 12/ 149، لسان الميزان: 1/ 155، طبقات الحفاظ: 445، تاريخ الخميس: 2/ 360، غاية النهاية: 1/ 46، شذرات الذهب: 3/ 383. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1207.

قرأ عليه: ابنُ أخيه أبو منصور مؤلِّف "المِفْتاح" (¬1)، وابنُ سُكَّرة. قال أبو طاهر السِّلَفي: كان يحيى بنَ معين وَقْته. وذكره السّمْعَاني، فقال: ثِقَةٌ عَدْل، متقِن، واسع الرِّواية، كتب بخطِّه الكثير، وكان له مَعْرفة بالحديث، سمعت أبا منصور بن خَيرُون يقول: كَتَبَ عَمِّي أبو الفَضْل عن ابنِ شَاذَان ألف جُزْء، وسمعت عبد الوهَّاب الأَنْمَاطي يقول: ما رُئي مِثْلُ أبي الفَضْل بن خَيرون، لو ذَكَرْتَ له كُتُبَه وأجزاءه التي سمعها، يقول لك عَمّن سَمِعَ، وبأي طريقٍ سَمِعَ، وكان يذكرُ الشَّيخ وما يرويه، وما يَنْفَرِدُ به. وقال أبو منصور: كتبوا مَرَّةً لعمي: الحافظ، فَغَضِبَ وضَرَبَ عليه، وقال: قرأنا حتى يُكْتَبَ لي الحافظ؟ ! (¬2). توفِّي في رجب سنةَ ثمانٍ وثمانين وأربع مئة، وله أربع وثمانون سنة وشهر (¬3). وفيها: مات شَيخُ العِراق المُسْنِد الإِمام رِزق الله بن عبد الوَهَّاب بن عبد العزيز التَّميمي، رئيس الحنابلة، في جُمَادى الأُولى، وله ثمان وثمانون سنة. روى عن ابن المُتَيَّم وطبقته. وشيخُ المعتزلة أبو يوسف عبد السَّلام بن محمد القزْويني ببغداد، وقد سمع قبل الأربع مئة ¬

_ (¬1) هو محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، أبو منصور، توفي سنة (539 هـ)، له ترجمة في "غاية النهاية": 2/ 192، وكتابه "المفتاح في القراءات العشر" ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون": 2/ 1769. (¬2) كذا في الأصل، ومثله في "سير أعلام النبلاء": 19/ 107، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1208 "من أنا حتى يكتب لي الحافظ! ؟ ". (¬3) في "المنتظم": 9/ 87 "ولد سنة ست وأربع مئة".

1013 - الحسيني

و "تفسيره" في أكثر من ثلاث مئة مُجَلَّد. وأبو القاسم الفَضْل بن أبي حَرْب أحمد بن محمد الجُرْجَاني، ثم النَّيسَابوري، يروي عن ابن (¬1) مَحْمِش. ومقرئ المَغْرب أبو الحسن عليُّ بن عبد الغني الفِهْري الحُصْري الشَّاعر (¬2). وأبو سعيد (¬3) محمد بنُ عليّ بن أبي صالح البَغَوي الدَّبَّاس، وهو مِنْ رواة التِّرْمِذِي. وقاضي القُضَاة العلَّامة أبو بكر محمد بنُ المُظَفَّر الشَّامي الحَمَوي ببغداد، وله ثمانٍ وثمانون سنة. ومسنِدُ هَرَاة أبو سَهْل نجيب بن ميمون الواسِطي، راوية أبي علي الخَالدي. 1013 - الحُسَينِيُّ * الإِمام، الحافظ، الشَّريف المُرْتَضَى، أبو المعالي، محمدُ بنُ محمد بن زيد بن علي، العَلَوي، البَغْدَادي، نزيل سَمَرْقَنْد، وهو من ولد ¬

_ (¬1) في الأصل: أبي، وهو وهم، وابن محمش هو محمد بن محمد بن محمش، أبو طاهر الزيادي، عالم نيسابور ومسندها، توفي سنة (410 هـ). انظر "العبر": 3/ 103 - 104. (¬2) وله القصيدة التي مطلعها: يا ليل الصب متى غده ... أقيام الساعة موعده رقد السمار فأرَّقه ... أسف للبين يردده وهي من عيون الشعر. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1209 "أبو سعيد بن محمد"، وهو وهم. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 19/ 5 - 6. * المنتظم: 9/ 40 - 42، سير أعلام النبلاء: 18/ 520 - 524، تذكرة الحفاظ: 4/ 1209 - 1212، العبر: 3/ 297، دول الإِسلام: 2/ 7، البداية والنهاية: 12/ 133 - 134، طبقات الحفاظ: 445، شذرات الذهب: 4/ 365، إيضاح المكنون: 2/ 186، هدية العارفين: 2/ 75.

علي بن زين العَابدين علي بن الحسين. سمع أبا القاسم الحُرْفي، وأبا علي بن شَاذان، وأبا بكر البَرْقَاني، وعبد الملك بن بِشْران، ومحمد بن عيسى الهَمَذَاني، وخَلْقًا. ولازم الخطيب، وانتفع به. حَدَّث عنه: شيخه جعفر بن محمد المُسْتَغْفِرِي، والخطيب، ويوسف بن أيوب الهَمَذَاني، وزاهر بن طاهر المُسْتَمْلي، وهِبَة الله بن سهل السَّيِّدي (¬1)، وأبو الأسعد هبة الرَّحمن بن القُشَيري، وأبو المعالي المَدِيني الخطيب، وآخرون. قال أبو سَعْدٍ السمعاني: هو أفضل عَلَوي في عَصْره، له المَعْرفة التَّامة بالحديث، وكان يرجع إلى عقل وافر، ورأي صائب، بَرَع بالخطيب في الحديث، نقل عنه الخطيب -أظن في كتاب "البخلاء" (¬2) - رُزِق حُسْنَ التَّصنيف، وسكن في آخر عُمره سَمَرْقَنْد، ثم قَدِمَ بغداد، وأملى بها، وحَدَّث بأَصْبَهان، ثم ردّ إلى سمرقند، سمِعْتُ يوسف بن أيوب الزَّاهد يقول: ما رأيت عَلَويًّا أفْضَلَ منه. وأثنى عليه، وكان من الأغنياء المذكورين، وكان كثيرَ الإِيثار، ينفِّذُ في العام إلى جماعةٍ من الأئمة الألف دينار والخمس مئة وأكثر إلى كل واحد، فربما بلغ ذلك عشرة آلاف دينار، ويقول: هذه زكاةُ مالي؛ وأنا غريب، ففرِّقوا على مَنْ تعرفون استحقاقه، وكلَّ مَنْ أعطيتموه فاكتبوا له خَطًّا، وأرسلوه حتى أُعطيه من عُشر الغَلَّة. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1210 "السندي" -بالنون- وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": 2/ 753. (¬2) طبع بتحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي وأحمد ناجي القيسي، في بغداد سنة (1964 م).

قال: وكان يملك قريبًا من أربعين قريةً خالصةً له بنواحي كِسّ (¬1)، وله في كل قرية وكيل أمْيَزُ (¬2) من رئيسٍ بسَمَرْقَنْد (¬3). ثم ذكر السَّمْعَاني أَنَّ صاحب ما وراء النَّهْر آذاه، وأراد أن يُمْسكه، فاختفى، ثم إنه أُمسك، وأُخذت أموالُه، ومُنِعَ من الطَّعام حتى مات جُوعًا (¬4). قال السَّمْعَاني: قال أبو العَبَّاس الجَوْهري: رأيت السَّيِّد المُرْتضى بعد مَوْته وهو في الجَنَّة، وبين يديه طعامٌ، وقيل له: ألا تأكل؟ قال: لا، حتى يجيء ابني، فإنه غدًا يجيء، فانتبهت، وذلك في رمضان سنةَ اثنتين وتسعين (¬5)، فَقُتِلَ ولده أبو الرِّضا في ذلك اليوم (¬6)، وكان مَوْلد السَّيِّد المُرْتَضى في سنة خمسٍ وأربع مئة. ¬

_ (¬1) قرية من سمرقند، انظر "معجم البلدان": 4/ 460، وفي "المنتظم": 9/ 41، و"تذكرة الحفاظ": 4/ 1211 "كش"، وهو تصحيف. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": "أمين"، وهو تحريف. (¬3) انظر "المنتظم": 9/ 41. وفي هامش الأصل: [بالغ السمعا] ني في هذا. وما بين حاصرتين لم يظهر واضحًا في التصوير، والمثبت مستفاد من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1211. (¬4) انظر "المنتظم": 9/ 41. (¬5) انظر "المنتظم": 9/ 42. (¬6) هو أبو الرضا، الأطهر بن محمد، من كبار الشرفاء حشمة وجاهًا ورئاسة وأموالًا، رام المملكة، ونابذ خان سمرقند، وأمر بضرب السكة باسمه، وعظم أمره، ثم ظفر به الخان، فوسَّطه، وأخذ أمواله. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 18/ 524 - 525، و"الوافي بالوفيات": 9/ 289.

1014 - ابن سمكويه

قال: واسْتُشهد بعد سنة ستٍّ وسبعين، وقيل: قُتِلَ في سنة ثمانين، قتله الخاقان خَضِر بن إبراهيم (¬1)، وكان السَّيِّد قد قَدِمَ إلى القائم بأمر الله رسولًا من الخَاقان. 1014 - ابن سَمْكُويه * الحافظ، المفيد، أبو الفَتْح، محمدُ بنُ أحمد بن عبد الله بن سَمْكُويه، الأَصْبَهاني، نزيل هَرَاة. رحل وسمع ببغداد من: أبي محمد الخَلَّال، وبنَيسَابور من أبي حَفْص بن مَسْرور، وبأَصْبَهان من أصحاب ابن المقرئ، وبشِيراز من الحافظ أبي بكر بن أبي علي، وبسَمَرْقَنْد من مسنِدها ابن شاهين السَّمَرْقَنْدي. وصنَّف في الأبواب، وكان صالحًا ناسكًا. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو عبد الله الدَّقَّاق، وقال في "رسالته": كان لابن سَمْكويه الكثرة الوافرة في كُتُب الحديث، وَوهْمُه أكثرُ مِنْ فهمه، خرج إلى نَيسَابور في صحبة عبد العزيز النَّخْشَبي، ثم رحل إلى ما وراء النهر، وأقام بَهَراة سنين يورق، صادفته بها، وبيني وبينه ما كان من الحِقْد والحَسَد. ولد سنة تسعٍ وأربع مئة. ومات بنيسابور في ذي الحِجَّة سنةَ اثنتين وثمانين وأربع مئة. ¬

_ (¬1) انظر "الكامل": 9/ 301. * المنتظم: 9/ 52، سير أعلام النبلاء: 19/ 16 - 17، تذكرة الحفاظ: 4/ 1212 - 1213، البداية والنهاية: 12/ 136، طبقات الحفاظ: 446.

1015 - ابن الحكاك

1015 - ابن الحَكَّاك * الحافظ، المجوِّد، أبو الفضل، جَعْفَرُ بنُ يحيى بن إبراهيم، التَّميمي، المكِّي. سمع أبا ذَرّ الهَرَوي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم الأَرْدَسْتَاني، وأبا الحسن بن صخر، وأبا نصر السِّجْزي، وطبقتهم. وسمع ببغداد ابن النَّقور، وخَرَّج له أربعة أجزاء. روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنْدي، وابنُ ناصر، وصالح بن شافع الجِيليّ، وأبو الفتح بن البَطِّي، وآخرون. قال ابنُ النَّجَّار: كان موصوفًا بالمَعْرفة والحِفْظ والإِتقان، والفِقْه والصِّدْق، وكان يترسَّل من أمير مكة ابن أبي هاشم إلى الخُلَفاء والملوك، ويتولى قَبْضَ الأموال منهم، ويحمل كُسْوة البيت. وقال السِّلَفي: سمِعْتُ أبا الحسين بن الطُّيوري، يقول: سألتُ الخطيبَ عند قدومِهِ من الحج: أرأيتَ هناك من يقيم الحديث؟ قال: لا، إلّا شابًّا يقال له جعفر بن الحَكَّاك. قال السِّلَفي: سألتُ المُؤْتَمن السَّاجي عن جعفر بن الحَكَّاك فقال: صَحِبَ أبا نصر السِّجْزي، وأبا ذَرّ الهَرَوي، وكان ذا مَعْرفة. ¬

_ * دمية القصر: 1/ 77، المنتظم: 9/ 64، سير أعلام النبلاء: 19/ 131 - 132، تذكرة الحفاظ: 4/ 1213 - 1215، العبر: 3/ 307، الوافي بالوفيات: 11/ 167 - 168، مرآة الجنان: 3/ 138، البداية والنهاية: 12/ 140، العقد الثمين: 3/ 433، طبقات الحفاظ: 446، شذرات الذهب: 3/ 373.

1016 - هبة الله

وقال اليُونَارْتي: كان من الفُضَلاء الأَثْبَات. وقال عبد الوَهَّاب الأَنْمَاطي: ثِقَة مأمون. وقال أبو علي الصَّدَفي: قرأتُ عليه ببغداد كثيرًا، وكان يفهم الحديث جَيِّدًا. ولد سنة ست عشرة وأربع مئة (¬1). ومات في صفر سنةَ خمسٍ وثمانين وأربع مئة ببغداد (¬2). 1016 - هِبَةُ الله * ابنُ عبد الوارث بنِ علي، الحافظ، الجوَّال، أبو القاسم، الشِّيرَازي. سمع بخُرَاسان، والعِراق، والحرمين، واليمن، ومِصْر، والشَّام، والجزيرة، وفارس، والجبال. وحدَّث عن: أبي بكر محمدِ بنِ الحسن بن اللَّيث الشِّيرَازي، وأحمد بن عبد الباقي بن طوق المَوْصِلِي، وأبي جعفر بن المُسْلمة، وعبد الرَّزَّاق بن شمَة (¬3)، وأحمد بن الفَضْل البَاطِرْقاني، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) في "المنتظم": 9/ 64 "ولد سنة سبع عشرة، وقيل: سنة ست وأربع مئة". (¬2) في المصدر السابق: "توفي بوم الجمعة رابع عشر صفر حين قدم من الحج، وكانت وفاته بالكوفة، ودفن في مقبرة البيع". وفي "العبر": 3/ 307 "عاش سبعين سنة". * المنتظم: 9/ 74 - 75، سير أعلام النبلاء: 19/ 17 - 19، تذكرة الحفاظ: 4/ 1215 - 1216، العبر: 3/ 314، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 246 - 248، البداية والنهاية: 12/ 144، طبقات الحفاظ: 446 - 447، كشف الظنون: 1/ 296، شذرات الذهب: 3/ 379. (¬3) كتب فوقها في الأصل: خف؛ أي بالتخفيف.

وصنَّف "تاريخ شِيرَاز". روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو بكر اللَّفْتُواني، وأبو نصْر محمد بن محمد بن يوسف الفَاشَاني، والفقيه نَصْر المَقْدسي، وهِبَة الله بن طاوس، وأبو نصر اليُونَارتي، وآخرون. قال السَّمْعَاني: كان ثِقَةً، صالحًا، خَيِّرًا، كثير العبادة، مشتغلًا بنفسه، خَرَّجَ وأفاد واستفاد، انتفع الطَّلَبة بصحبته وبقراءته، قدم بغداد في سنة سَبْعٍ وخمسين، وسكن في الآخر مرو حتى مات. وقال عبد الغافر في "تاريخه": هو شيخ عَفِيف، صُوفي فاضل، طاف البلاد، وسمع الكثير، وخَطُّه مشهور، وكان كثيرَ الفوائد. وقال الفَاشَاني: كنت إذا مضيت إليه بالرِّباط أخرجني إلى الصَّحراء، وقال: اقرأْ هنا، فإن الصُّوفية يتبرَّمون بمن يشتغل بالعِلْم والحديث، يقولون: يشوش علينا أوقاتنا. وقال مؤتمن السَّاجي: بَذَلَ نَفْسه في طلب الحديث جدًّا، خرّجتُ له جُزْأين في صلاة الضُّحى، ففرِحَ بهما فَرَحًا شديدًا. وقال الفَاشَاني: قام ليلة مَوْته سبعين مَرَّة، أو أقل، كل نَوْبة يتغسَّل في النَّهْر إلى أن مات على طَهَارة. مات بمرو سنةَ ستٍّ وثمانين. وقيل: سنة خمسٍ وثمانين وأربع مئة مبطونًا، رحمه الله.

1017 - مسعود بن ناصر

1017 - مَسْعُود بن نَاصر * ابن أبي زيد عبد الله بن أحمد، الحافظ، الرَّحَّال، أبو سعيد، السِّجْزي (¬1)، الرَّكَّاب، صاحب المُصَنَّفَات. سمع بسِجِسْتان من: علي بن بُشْرى اللَّيثي، وأبي سعيد عثمان بن محمد النَّوْقَاني، وبَهَراة من: محمد بن عبد الرَّحمن الدَّبَّاس، ومنصور بن محمد بن محمد الأَزْدي، وبنيسابور من: أبي حَسَّان محمد بن أحمد المُزَكِّي، وأبي حَفْص بن مسرور، وببغداد من أبي طالب بن غَيلان، وأبي محمد الخَلَّال، وأبي القاسم التَّنوخي، وبأَصْبَهان من: ابن رِيذَة؛ صاحب الطَّبرَاني، وطبقتهم. حدَّث عنه: الخطيب -وهو من شيوخه- وعبد الواحد بن الفَضْل الطُّوسي، وأبو نَصْر أحمد بن عمر الغَازي، وأبو الأسعد بن القُشَيري، وغيرهم. قال ابن النَّجَّار: قَدِمَ بَغْدَاد فسمع من بُشْرى الفَاتِني، سمع منه شَيخُه الصُّوري. وقال محمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق: لم أر في المحدِّثين أجودَ إتقانًا، ولا أحسنَ ضَبْطًا مِنْه. ¬

_ * الأنساب: 7/ 47، المنتظم: 9/ 13، سير أعلام النبلاء: 18/ 532 - 535، تذكرة الحفاظ: 4/ 1216 - 1217، العبر: 3/ 289، مرآة الجنان: 3/ 122، البداية والنهاية: 12/ 127، طبقات الحفاظ: 447، شذرات الذهب: 3/ 357. (¬1) في "المنتظم": 9/ 13 "الشجري"، وفي "شذرات الذهب": 3/ 357 "الشحري"، وكلاهما تصحيف، والسجزي: نسبة إلى سجستان على غير قياس. والقياس السجستاني. انظر "الأنساب": 7/ 43.

1018 - الحميدي

وقال عبد الغافر بن إسماعيل: كان متقنًا وَرِعًا. وقال ابن الخاضِبَة: كان قَدَرِيًّا، سمعته يقرؤها: "فحجَّ آدمَ موسى" بالنصب (¬1). وقال المؤتَمن السَّاجي: كان يرجع إلى هدايةٍ وإتقان، وحُسْن ضبط. مات في جُمَادى الأُولى سنةَ سبعٍ وسبعين وأربع مئة. 1018 - الحُمَيدي * الإِمام، الحافظ، الحُجَّة، أبو عبد الله، محمد بن أبي نَصْرٍ ¬

_ (¬1) في "صحيح" البخاري، كتاب القدر، باب تحاج آدم وموسى عند الله عزَّ وجلَّ: "حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال: حفظناه من عمرو عن طاوس، سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم، أنت أبونا خيَّبتنا وأخرجتنا من الجنة. قال له آدم: يا موسى، اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك بيده، أتلومني على أمر قدَّر الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فحجَّ آدم موسى- ثلاثًا". أخرجه أيضًا مسلم وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة، ومالك، وأحمد بن حنبل. * سؤالات الحافظ السلفي: 101 - 102، الصلة: 2/ 560 - 561، المنتظم: 9/ 96، بغية الملتمس: 123 - 124، معجم الأدباء: 18/ 282 - 286، وفيات الأعيان: 4/ 282 - 284، سير أعلام النبلاء: 19/ 120 - 127، تذكرة الحفاظ: 4/ 1218 - 1222، العبر: 3/ 323، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 34 - 36، الوافي بالوفيات: 4/ 317 - 318، مرآة الجنان: 3/ 149، البداية والنهاية: 2/ 152، النجوم الزاهرة: 5/ 156، طبقات الحفاظ: 447 - 448، نفح الطيب: 2/ 112 - 115، شذرات الذهب: 3/ 392، الرسالة المستطرفة: 173، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: 6/ 103 - 106.

فتوح بن عبد الله بن فُتوح بن حُمَيد بن يَصِل، الأَزْدي، الحُمَيدي، الأَنْدَلُسي، المَيُورْقي، الظَّاهري. سمع بالأندلس ومِصْر والشَّام والعِراق والحَرَم، وسكن بَغْدَاد. ولد قبل سنة عشرين وأربع مئة. وأكثر عن: ابن حَزْم، وكان من كِبار تلامذته. وروى عن: ابن عبد البَرّ، والخطيب، وأبي عبد الله القُضَاعي، وأبي زكريا عبد الرَّحيم البُخَاري، وأبي القاسم الحِنَّائي الدِّمَشْقي، وعبد الصَّمد بن المأمون، وأبي جعفر بن المُسْلمة، وأبي غالب بن بِشْران اللُّغوي، ولم يزل يسمع حتى كتب عن أصحاب الجَوْهري، وابن المُذْهب، وسمع بأفريقية كثيرًا، ولقي بمكَّة كريمة المَرْوَزية. وأول رِحْلته في سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مئة. [قال محمد بن طَرْخان: سمعت الحُمَيدي يقول: كنت أُحمل للسَّمَاع على الكتف سنة خمس وعشرين وأربع مئة] (¬1) فأوَّل ما سَمِعْتُ من الفقيه أَصْبَغ بن راشد، وكنت أفهم ما يُقرأ عليه، وكان تَفَقَّه على أبي محمد بن أبي زيد، وأصل أبي من قُرْطُبة من مَحَلَّةٍ تُعرف بالرُّصافة، فسكن جزيرة مَيُورْقَة فولدت بها. روى عنه: شيخه الخطيب، ويوسف بن أيوب الهَمَذَاني، ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1218، وانظر "معجم الأدباء": 18/ 283.

ومحمد بن طَرْخَان، وأبو عامر العَبْدَري، ومحمد بن ناصر، وأبو الفتح بن البَطِّي، وخَلْق. ذكره ابن الدَّبَّاغ في الطَّبَقة الحادية عشرة من الحُفَّاظ. وقال ابن ماكولا: لم أر مِثْلَ صديقنا الحُمَيدي في نَزَاهته وعِفَّته وَوَرَعِه، وتشاغُلِه بالعِلْم، صنَّف "تاريخ الأندلس" (¬1). وقال يحيى بن إبراهيم السَّلَمَاسي: قال أبي: لم تر عيناي مِثْلَ الحُمَيدي في فَضْله ونُبْله وغَزَارة عِلْمه وحِرْصه على نَشْر العِلْم (¬2). قال: وكان وَرِعًا تَقِيًّا، إمامًا في الحديث وعلله ورُواته، متحققًا في عِلْم التَّحقيق والأُصول على مَذْهب أهل الحديث بموافقة الكتاب والسُّنَّة، فصيح العِبارة، متبحِّرًا في عِلْم الأدب والعربية والترسل (¬3)، وله كتاب "الجَمْع بين الصَّحيحين" (¬4) و "تاريخ الأندلس" (¬5) و "جُمَل تاريخ الإِسلام"، وكتاب "الذَّهب المَسْبُوك في وَعْظ الملوك" وكتاب "التَّرَسُّل" (¬6) وكتاب "مُخَاطبات الأصْدقاء"، وكتاب "حِفْظ الجار"، وكتاب "ذَمِّ النَّميمة"، وله شِعْر رصين في المواعظ والأمثال. وقال السِّلَفي: سألت أبا عامر العَبْدَري عن الحُمَيدي فقال: ¬

_ (¬1) "معجم الأدباء": 18/ 283. (¬2) "معجم الأدباء": 18/ 283 - 284. (¬3) المصدر السابق. (¬4) انظر مظان نسخه الخطية في "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: 6/ 105. (¬5) طبع في القاهرة تحت اسم "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" سنة (1952 م) بتحقيق الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي. (¬6) انظر مظان نسخه الخطية في "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: 6/ 105.

لا يُرى قَطُّ مِثْله، وعن مِثْله لا يُسأل، جمع بين الحديث والفِقْه والأدب، ورأى عُلَماء الأندلس، وكان حافظًا. وقال أبو علي الصَّدَفي: كان يدلُّني على الشُّيوخ، وكان متقلِّلًا من الدُّنيا، يمونه ابن رئيس الرؤساء، ثم جَرَتْ لي معه قصص أوجبت انقطاعي عنه، وكان يبيت عند ابن رئيس الرؤساء كلَّ ليلة، وحدَّثني أبو بكر بن الخَاضِبة أنَّه ما سمعه يذكر الدُّنيا قَطّ (¬1). وقال يحيى بنُ البَنَّاء: كان الحُمَيدي من اجتهاده ينسخ باللّيل في الحَرّ، فكان يجلس في إجّانة (¬2) ماءٍ يتبرَّد به. وقال الحسين بن محمد بن خُسْرُو: جاء أبو بكر بن ميمون فَدَقَّ على الحُمَيْدي، وظَنَّ أنه قد أذِن له، فَدَخل، فوجده مكشوف الفَخِذ، فبكى الحُمَيدي، وقال: واللْه لقد نَظَرْتَ إلى موضعٍ لم ينظره أحدٌ منذ عَقَلْتُ. وقال ابن طَرْخَان: سمِعْتُ الحُمَيدي يقول: ثلاثةُ كُتُبٍ من علوم الحديث يجب الاهتمام بها، كتاب "العِلل" وأحسن ما وُضع فيها كتاب الدَّارَقُطْني، وكتاب "المُؤْتلف والمُخْتلف" وأحسن كتاب وُضِعَ فيه "الإكمال" للأمير ابن ماكُولا، وكتاب "وَفيَات المَشَايخ" وليس فيه كتاب، وقد كُنْتُ أردت أن أجمع في ذلك كتابًا، فقال لي الأمير: رَتِّبْه على حُروف المُعْجم بعد أن تُرَتِّبَه على السِّنين. قال ابن طَرْخَان: فاشتغل "بالصحيحين" إلى أن مات (¬3). ¬

_ (¬1) انظر "الصلة": 2/ 560. (¬2) الإجانة: إناء تغسل فيه الثياب. "المعجم الوسيط": 1/ 7. (¬3) "الصلة": 2/ 561.

وقال القاضي عِياض: أبو عبد الله محمد بن أبي نَصْر الأَزْدي الأَنْدَلُسي، سمع بمَيُورْقة من أبي محمد بن حَزْم قديمًا، وكان يتعصَّب له، ويميل إلى قَوْله، وكان قد أصابته فيه فِتْنة، ولما شُدِّد على ابن حَزْم خَرَجَ الحُمَيدي إلى المَشْرق. مات الحُمَيدي في سابع عشر ذي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ وثمانين وأربع مئة، وصَلَّى عليه الإِمام أبو بكر الشَّاشي بجامع القَصْر، ودفن بمقبرة باب أبرز بقُرْب قَبْر الشَّيخ أبي إسحاق الشِّيرَازي. ثم إنه نُقِلَ بعد سنتين إلى مقبرة باب حَرْب فَدُفِن عند بِشْر الحافي (¬1). وقد ذكر ابن عساكر أنه كان أوصى إلى الأجل مُظَفَّر ابن رئيس الرؤساء أن يَدْفِنَه عند بِشْر، فخالص وَصِيَّتَه، فلما كان بعد مُدَّة رآه في النَّوْم يعاتِبُه على ذلك، فنقله في صَفَر سنة إحدى وتسعين، وكان كَفَنُه جديدًا، وبَدَنُه طريًّا يفوح منه رائحة الطِّيب (¬2). ومن شِعْره: لِقَاءُ النَّاسِ لَيسَ يُفيدُ شيئًا ... سوى الهَذَيَان مِنْ قِيل وقَالِ فأَقْلِلْ مِنْ لِقَاءِ النّاسِ إلّا ... لأخْذِ العِلْم أَوْ إصلاحِ حَالِ (¬3) ¬

_ (¬1) انظر "وفيات الأعيان": 4/ 283 - 284. (¬2) انظر "معجم الأدباء": 18/ 284. (¬3) البيتان في "الصلة": 2/ 561، و"معجم الأدباء": 18/ 286، و"وفيات الأعيان": 4/ 283.

1019 - ابن مفوز

وله: طريقُ الزُّهْد أفضل ما طريقِ ... وتقوى الله تأدية (¬1) الحقوقِ فَثِقْ بالله يَكْفِك واسْتَعِنْه ... يُعِنْكَ وذَرْ بُنَيَّاتِ الطريقِ 1019 - ابن مفوَّز * الإِمام، الحافظ، أبو الحسن، طاهر بن مفوَّز بن أحمد بن مفوَّز، المَعَافِري، الشَّاطِبي. أكثر عن أبي عمر بن عبد البَرّ، وكان من أثبت النَّاس فيه. وسمع من: أبي العَبَّاس بن دِلْهاث، وأبي الوليد البَاجي، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الفتح التُّنْكَتي (¬2) السَّمَرْقَنْدي، وسمع بقُرْطبة من حاتم بن محمد، وأبي مروان بن حَيَّان. روى عنه: ابنُ أخيه الحافظ أبو بكر محمد بن حَيدَرة بن مُفَوَّز، والحافظ أبو علي بن سُكَّرة، وغيرهما. وكان حَسَنَ الخَطِّ، كثير التَّصنيف، موصوفًا بالذَّكاء وسَعَة العِلْم. وقد ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطَّبقة الثَّانية عشرة من الحُفَّاظ. وكان مَوْلِدُه في سنةِ تسعٍ (¬3) وعشرين وأربع مئة. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1222 "بادية"، وهو تصحيف. * الصلة: 1/ 240 - 241، بغية الملتمس: 327، سير أعلام النبلاء: 19/ 88 - 89، تذكرة الحفاظ: 4/ 1222 - 1223، العبر: 3/ 305، طبقات الحفاظ: 448، شذرات الذهب: 3/ 371، وقد تصحف اسمه فيه إلى "ظاهر بن منور". (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1222 "السنكتي"، وهو تصحيف. (¬3) في "الصلة": 1/ 241 "سبع".

1020 - ظاهر النيسابوري

ومات في رابع شَعْبان سنة أربعٍ وثمانين وأربع مئة. وله أخ يقال له عبد الله، كان زاهدَ زَمَانه بالأَنْدلُس (¬1). 1020 - ظاهر النَّيسَابوري * الحافظ، أبو محمد، ويقال: اسمه عبد الصَّمد بن أحمد بن علي، السَّلِيطي. ولد بالرَّي، ونشأَ بها، وطلبَ الحديث، وكتب بخَطِّه المضبوط كثيرًا. وسمع أبا عُبيد صخر بن محمد الطُّوسي بالرَّي، وعبد الكريم بن أحمد المَطِيري بساوَهْ (¬2)، وعبد الملك بن عبد الغَفَّار البَصْري بهَمَذَان، وقَدِمَ بَغْدَاد فسمع من أبي علي بن المُذْهب، والقاضي أبي الطَّيِّب، وأبي القاسم التَّنوخي، وانتقى على الجَوْهري. روى عنه: ابن الطُّيوري، وابن بَدْران الحُلْواني، وطائفة. وسكن هَمَذَان، ومات بظاهرها. قال شِيرويه: كان أحد من عُني بهذا الشَّأْن، حسن العبارة، كثير ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في "الصلة": 1/ 284. * المنتظم: 9/ 50، سير أعلام النبلاء: 19/ 89 - 90، تذكرة الحفاظ: 4/ 1223 - 1224، البداية والنهاية: 12/ 135، طبقات الحفاظ: 448. وقد تصحف في كل المصادر ما عدا "سير أعلام النبلاء" إلى طاهر- بالطاء المهملة. انظر "المشتبه": 2/ 416. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1223 "المطري"، وهو تصحيف، وساوه مدينة حسنة بين الري وهمذان. "معجم البلدان": 3/ 179.

1021 - ابن الخاضبة

الرِّحْلة، صَدُوقًا، جَمَعَ كثيرًا في سائر العلوم، ما رأيت فيمن رأيتُ أكثر كَتْبًا وسَمَاعًا منه، عاجَلَه الموتُ. وقال يحيى بن مَنْدَه: هو أحد الحُفَّاظ، صحيح النَّقْل، يفهم الحديث ويحفظه. ورُوي عن مسعود بن ناصر السِّجْزي أنه قال: أشهد أنَّ كلَّ كتابٍ بغداديٍّ [عند عبد الصمد السَّليطي كلها غارةٌ ونَهْبٌ من البَسَاسِيري ببغداد] (¬1) لا ينتفع بها دُنْيا ولا دينًا. قال السَّمْعَاني: توفي سنة اثنثين وثمانين وأربع مئة. 1021 - ابن الخَاضِبَة * الإِمام، الحافظ، القُدْوَة، أبو بكر، محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن مَنْصور، البَغْدَادي، الدَّقَّاق. كان رجلًا صالحًا، كبير القَدْر، قرأ الكثير وكَتَبَ. وحدَّث عن: أبي طالب عمر بن محمد بن الدَّلْو، وأبي جعفر بن ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، وفتنة البساسيري في بغداد كانت سنة (450 هـ)، انظر "الكامل": 9/ 640 - 649. * سؤالات الحافظ السلفي: 102، المنتظم: 9/ 101، معجم الأدباء: 17/ 226 - 230، سير أعلام النبلاء: 19/ 109 - 113، تذكرة الحفاظ: 4/ 1224 - 1227، العبر: 3/ 325 - 326، دول الإِسلام: 2/ 13، المغني في الضعفاء: 2/ 548، ميزان الاعتدال: 3/ 465، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 5 - 6، الوافي بالوفيات: 2/ 89 - 90، البداية والنهاية: 12/ 153، لسان الميزان: 5/ 57، طبقات الحفاظ: 448 - 449، شذرات الذهب: 3/ 393.

المُسْلمة، وأبي بكر الخطيب، وعبد الرَّحيم بن أحمد البُخَاري، وأبي الحسين بن النَّقور، وعبد الصَّمد بن محمد بن تميم، إمام جامع دمشق، وخَلْق. روى عنه: أبو علي بن سُكَّرة، ومحمد بن طاهر المَقْدسي، وأبو الفتح بن البَطِّي، وآخرون. ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة الحادية عشرة من الحُفَّاظ. وقال ابنُ سُكَّرة: كان محبوبًا إلى النَّاس كلِّهم، فاضلًا، حَسن الذِّكْر، ما رأيت مِثْلَه على طريقته، وكان لا يأتيه مستعيرٌ كتابًا إلّا أعطاه أو دَلَّه عليه. وقال ابنُ طاهر: ما كان في الدُّنيا أحسن قراءة للحديث من ابن الخَاضِبَة في وَقْته، لو سمع إنسانٌ بقراءته يومين لما مَلَّ قراءَتَه. وقال أبو سَعْد السَّمْعَاني: نسخ ابنُ الخاضبة "صحيح مُسْلم" بالأُجرة سَبْعَ مَرَّات (¬1). وقال السِّلَفي: سأَلْتُ أبا الكَرَم خميسًا الحَوْزي (¬2) عن ابن الخاضِبَة فقال: كان علّامةً في الأدب، قُدْوةً في الحديث، جَيِّد اللِّسان، جامعًا لخِلال الخير، ما رأيتُ ببغداد من أهلها أحسنَ قراءةً للحديث منه، ولا أعرف بما يقوله (¬3). ¬

_ (¬1) انظر "معجم الأدباء": 17/ 228، وذكر فيه قصة لطيفة. (¬2) في الأصل: الجوزي، بالجيم، وهو تصحيف. (¬3) "سؤالات الحافظ السلفي": 102.

قال ابنُ النَّجَّار: كان وَرِعًا تَقِيًّا زاهدًا ثِقَةً [محبوبًا] (¬1) إلى النَّاس، روى اليسير. وقال عليُّ بن محمد الفَصِيحي: ما رأيت في أصحاب الحديث أقوم باللُّغة من [ابن] (¬2) الخاصِبَة. وقال السِّلَفي: سَأَلْتُ أبا عامر العَبْدَري عنه فقال: كان خيرَ موجود في وَقْته، وكان لا يحفظ، إنما يعوِّل على الكُتُب. توفِّي ابنُ الخَاضِبَة في ثاني ربيع الأول سنةَ تسعٍ وثمانين وأربع مئة. وكانت جِنَازته مشهودة، وخُتم على قبره ختمات، وله -رحمه الله- مناقب وكرامات. وفيها: مات المحدِّث المسنِدُ أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن البَاقِلَّاني، الكَرَجي ببغداد، وله ثلاث وسبعون سنة. ومقرئ بغداد أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السَّمَرْقَنْدي، وله إحدى وثمانون سنة. وأبو عبد الله الحسينُ بنُ محمد بن الحسين بن السَّرَّاج البَغْدَادي. والمحدِّث القاضي أبو محمد عبد الله بن يوسف الجُرْجَاني، مصنف "مناقب الشَّافعي". والمحدِّث المُفيد أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشِّيحِي السَّفَّار. وإمام اللُّغَة بالأندلس أبو مروان عبد الملك بن سِرَاج بن عبد الله الأموي مَوْلاهم، القُرْطبي. ومسنِدُ ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1226. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1226.

1022 - الحرمي

أَصْبَهان ورئيسها أبو عبد الله القاسم بن الفَضْل الثَّقَفي، شيخ السِّلَفي، وله بضع وتسعون سنة. ومسند هَراة وزاهِدُها الإِمام أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العُمَيري، وأول سماعه في سنة سَبْعٍ وأربع مئه. وشيخ الصُّوفية أبو مَنْصور مَعْمَر بن أحمد بن محمد بن أحمد اللُّنْبَاني الأَصْبَهاني. وفقيه خُرَاسان أبو المُظَفَّر منصور بن محمد بن عبد الجَبَّار بن أحمد التَّميمي السَّمْعَاني المَرْوَزي الحَنَفي، ثم الشَّافعي، وله ثلاث وستون سنة. والعلّامة أبو الوليد هشام بن أحمد بن خالد الكِنَاني الوَقَّشِي، ووقَّش: قَرْية على بريد من طُلَيطُلَة. وقد ذكره ابن الدبَّاغ في الطبقة الحادية عشرة من الحفاظ. 1022 - الحَرَمِيُّ * الحافظ، الإِمام، القُدْوة، أبو سَعْد، محمد بن الحسين (¬1) بن محمد، المَكِّي، نزيل هَرَاة. سمع بمِصْر من: محمد بن الحسين الطَفَّال، وأبي الفَتْح بن باشاذ، وعلي بن بقاء الوَرَّاق، وبمكة من أبي نَصْر السِّجْزي، وعبد العزيز بن بُنْدار الشِّيرَازي، وببغداد من: أبي جعفر بن المُسْلمة، والخطيب، وغيرهم. وعنه: المُؤْتَمن السَّاجي، وطائفة. ¬

_ * الأنساب: 4/ 116، المنتظم: 9/ 107، اللباب: 1/ 294، سير أعلام النبلاء: 19/ 202 - 203، تذكرة الحفاظ: 4/ 1228 - 1229، العقد الثمين: 2/ 7 - 8، طبقات الحفاظ: 449، شذرات الذهب: 3/ 397. وفي "المنتظم": المخرمي، وفي "شذرات الذهب" الجرمي، وكلاهما تصحيف. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1228 "الحسن"، وهو وهم.

قال محمد بن أبي علي الهَمَذَاني: كان أبو سَعْدٍ الحَرَمي من الأَوْتَاد، لم أر بعيني أحفظَ منه. وقال أبو حامد الخَيَّاط الواعظ: إن كان لله بهَرَاة [أحدٌ] (¬1) من أوليائه، فهو هذا. وأشار إلى الحَرَمي. وقال المؤتمن: سمِعْتُ أبا سَعْد الحَرَمي الحافظ بهَراة يقول: لا يَصْبِرُ على الخَلّ إلّا دودُه، يعني لا يصبر على الحديث إلَّا أهله. مات بهَرَاة في شَعْبَان سنةَ إحدى وتسعين وأربع مئة. وفيها: مات محدِّث الثَّغْر أبو العَبَّاس أحمد بن إبراهيم الرَّازي، ابن الخَطَّاب الشَّافعي، والد صاحب "السُّدَاسِيَّات". ومسنِدُ أَصْبَهان أبو العَبَّاس أحمد بن عبد الغَفَّار بن أَشْتَة الكاتب. ومحدِّث أَصْبَهان أبو العَبَّاس أحمد بن عبد الله بن بِشْرَوَيه الأَصْبَهاني الحافظ، وله سِتٌّ وسَبْعون سنة. ومحدِّث دمشق أبو الفَرَج سَهْل بن بِشْر الإِسْفَراييني، وله اثنتان وثمانون سنة. ومسنِد الوَقْت أبو الفوارس طَرَّاد بن محمد بن علي الهاشمي الزَّينَبِي النَّقِيب، وله ثلاث وتسعون سنة. والمسنِد أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشَّيباني ببغداد، ومسند العجم السلَّار الرئيس أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن عَلَّان؛ الكَرَجي. والمعمَّر المسنِدُ أبو الحسن هِبَةُ الله بن عبد الرزاق بن محمد الأَنْصَاري، سمع من هلال الحَفَّار. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1228.

1023 - مكي

1023 - مَكّي * ابن عبد السَّلام بن الحسين، الحافظ، الفَقِيه، أبو القاسم (¬1)، الرُّمَيلي، المَقْدسي، أحد الجوَّالين. ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة. ورحل إلى مِصْر ودِمَشْق وأَطْرابُلُس وبَغْداد والبَصْرة والكُوفة وواسط والمَوْصل وآمِد وغيرها. وسمع محمد بنَ يحيى بن سُلْوان المازِني، وعبد العزيز بن أحمد النَّصِيبي، وعبد الباقي بن فَارس، وأبا جعفر بن المُسْلمة، وأبا الغَنَائم بن مأمون، وخَلْقًا. سمع منه: هِبة الله الشِّيرَازي، وعمر الرَّوَّاسي. وحدَّث عنه: محمد بن علي بن محمد المِهْرجَاني، وأبو القاسم بن السّمَرْقَنْدي، وجمال الإِسلام أبو الحسن السُّلَمي، وآخرون. قال ابنُ النَّجَّار: مَكِّي من الحُفَّاظ، رَحَل وحَصَّل، وكان مفتيًا في مَذْهب الشَّافعي. ¬

_ * الإِكمال: 4/ 226، الأنساب: 6/ 166 - 167، معجم البلدان: 3/ 73، اللباب: 1/ 477، سير أعلام النبلاء: 19/ 178 - 179، تذكرة الحفاظ: 4/ 1229 - 1230، العبر: 3/ 334، دول الإِسلام: 2/ 16، طبقات الشافعية للسبكي: 5/ 332 - 333، طبقات الشافعية للإِسنوي: 1/ 583، النجوم الزاهرة: 5/ 164، طبقات الحفاظ: 449 - 450، الأنس الجليل: 1/ 264، شذرات الذهب: 3/ 398 - 399، هدية العارفين: 2/ 471. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1229 "أبو العباس".

وقال المُؤْتَمن السَّاجي: كانت الفَتَاوى تجيئه من مِصْر ومن السَّاحل ودِمَشْق، وقيل: إنه شَرَع في تأليف تاريخ لبيت المَقْدس، ولَمَّا دخلت الفرنج، وملكوا بيت المَقْدس في شَعْبان سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة أسروا الرُّمَيلي، ونُوديَ عليه في البلاد ليفكَّ بألف دينار لَمَّا عرفوا أَنَّه من عُلَماء المسلمين، فلم يفتكَّه أحد، فَقُتِل صَبْرًا بظاهر أَنْطَاكية (¬1). قال غيث الأرْمَنَازي: قتلوه بالحِجارة في ثاني عشر شَوَّال سنة اثنتين وتسعين. وقال غيره: قتلوا في بيت المقدس نحوًا من سبعين ألفًا، وبقي في أيديهم تسعين سنة، فافتتحه السُّلْطان صلاح الدِّين (¬2). وفيها: مات مُقْرئ دمشق أبو البركات بن طاوس، وله تسع وسَبْعون سنة. والمسنِد أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف. ومسنِد بَلْخ أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخَلِيلي الدِّهْقَان، وله أكثر من مئة سنة. والعلامة أبو تراب عَبْدُ الباقي بن يُوسُف المَرَاغي بنيسابور. ومسنِدُ مِصْر القاضي أبو الحسن عليُّ بن الحسن الخِلَعي الشَّافعي، وله ثمان وثمانون سنة. والمسنِدُ أبو الحسن بن أيوب ببغداد. ¬

_ (¬1) في "الأنساب": 6/ 166 "ورجع إلى بيت المقدس، وسكنها إلى أن قتل بها شهيدًا متقدمًا محاربًا غير فار". (¬2) انظر "الكامل": 10/ 282 - 286، 11/ 546 - 553، وكان فتح بيت المقدس سنة (583 هـ).

1024 - السمرقندي

1024 - السَّمَرْقَنْدِيُّ * الإِمام، الحافظ، الرَّحَّال، أبو محمد، الحسن بن أحمد بن محمد بن قاسم بن جَعْفر. ولد سنة تسعٍ وأربع مئة. وصحِبَ جعفر بن محمد المُسْتَغْفِرِي الحافظ، وتخرَّج به. وسمع عبد الصَّمد العَاصِمي، وحمزة بن محمد الجَعْفَري، وأبا حَفْص بن مَسْرور، وأبا عثمان الصَّابوني، وأبا سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِي، وطبقتهم. وجمع وصنَّف. روى عنه: إسماعيل بن محمد التَّيمي، ووجِيه الشَّحَّامي، وهِبة الرَّحمن بن القُشَيري، وخلق. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: سَأَلْتُ إسماعيل الحافظ عنه فقال: إمام حافظ، سَمِع وجَمَعَ وصَنَّف. وقال عمر بن محمد النَّسَفي: هو الإِمام الحافظ، قِوَام السُّنَّة، أبو محمد السَّمَرْقَنْدي، نزيل نَيسَابور، لم يكن في زمانه في فَنَّه مِثْلُه في الشَّرْق والغَرْب، له كتاب "بَحْر الأسانيد في صِحَاح المَسَانيد"، جَمَعَ فيه ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 19/ 205 - 206، تذكرة الحفاظ: 4/ 1230 - 1231، طبقات الحفاظ: 450، الرسالة المستطرفة: 167.

1025 - عمر بن علي بن أحمد

مئة ألف حديث، فرتَّبَ وهذَّب (¬1)، لم يقع في الإِسلام مثله. قال: وهو ثمان مئة جزء. وقال عبد الغافر الفَارسي: هو عديمُ النَّظير في حِفْظه، استوطن نَيسَابور، وهو مُكْثر عن المُسْتَغْفِرِي. مات في ذي القَعْدة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة، وله اثنتان وثمانون سنة. 1025 - عُمر بن عليّ بن أحمد * ابن اللَّيث، أبو مُسْلم، اللَّيثي، البُخَاري، الحافظ، الجوَّال. سمع الكثير، وجَمَعَ وصَنَّف. وحدَّث عن: أبي سَهْل عبد الكريم بن عبد الرَّحمن الكَلاباذِي، ويوسف بن منصور السَّيَّاري الحافظ الصَّفَّار، والمُطَهَّر بن محمد الخَاقَاني، وعبد الرحمن بن مَنْدَه، وعبد الصَّمد بن المأمون، ومحمد بن عثمان القُومَسَاني، وخَلْق كثير. روى عنه: أبو الحسين بن الطُّيوري، وأبو غالب بن البَنَّاء، وطائفة. قال المُؤْتَمن السَّاجي: كان حَسَنَ المعرفة، شديدَ العِناية بالصَّحيح. ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، وأيضًا في "سير أعلام النبلاء": 19/ 206، أما في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1231 "لو رتب وهذب لم يقع في الإسلام مثله". * سؤالات الحافظ السلفي: 99 - 100، الأنساب: 497 / ب، اللباب: 3/ 74، سير أعلام النبلاء: 18/ 407 - 409، تذكرة الحفاظ: 4/ 1235 - 1236، لسان الميزان: 4/ 319 - 320، طبقات الحفاظ: 451، هدية العارفين: 1/ 782.

وقال شُجاع الذُّهْلي: كان يحفظ وَيفْهَم، ويعرف شيئًا من عِلْم الحديث، وكان قريبَ الأمر في الرِّواية. وأثنى عليه ابن الخَاضِبَة (¬1). وحكى عنه خميس الحَوْزي أنه قال: كتبتُ وكُتِبَ لي عَشرْ رواحل (¬2). وقال أبو زكريا بن مَنْدَه: هو أحد من يَدَّعي الحفظ إلّا أنه يدلِّس، وكان متعصِّبًا لأهل البِدَع، أحول شَرِه وَقَاح (¬3)، كلَّما هاجت ريح قام معها، صَنَّف "مُسْند الصَّحيحين" (¬4). وقال محمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق: الحُفَّاظ الذين شاهدتهم أبو مسلم اللَّيثي، قَدِمَ علينا أَصْبَهان، وكان من أحفظ من رأيت للكتابين، جَمَعَ بين "الصَّحيحين" في أربعين مشرسة، كل واحدة منها قريبة من مجلد. وقال شِيرويه الدَّيلَمي: قَدِمَ علينا ولم يُقْضَ لي السَّمَاع منه، وكان يحفظ ويُدَلّس. قال أبو الفَضْل بن خَيرون: مات بالأَهْوَاز سنةَ ثمانٍ وستين وأربع مئة (¬5). سمِعْتُ منه، وسمع مني، وكان فيه تمايل عن أهل العِلْم، وعُجْب بنفسه. ¬

_ (¬1) "سؤالات الحافظ السلفي": 99. (¬2) المصدر السابق. (¬3) في الأصل كتب فوقها: خف؛ أي بالتخفيف. (¬4) قال الإِمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 18/ 408 "آل منده لا يعبأ بقدحهم في خصومهم، كما لا نلتفت إلى ذم خصومهم لهم، وأبو مسلم ثقة في نفسه". (¬5) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1236 "توفي بخوزستان سنة ست وستين وأربع مئة" وهي رواية أخرى لوفاته.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

1026 - البرداني

1026 - البَرَداني * الإِمام، الحافظ، أبو علي، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسن، البَغْدَاديُّ. ولد سنة ستٍّ وعشرين وأربع مئة. وأجاز له عُثمان بن محمد بن دُوْسْت العَلَّاف. وسمع أبا طالب بن غَيلان، وأبا طالب العُشَاري، وأبا إسحاق البَرْمَكي، وأبا محمد الجَوْهَري، وعبد العزيز بن علي الأَزَجي، وأبا يعلى بن الفَرَّاء، وأبا بكر الخطيب، وخلقًا. حدَّث عنه: السِّلَفي -وسأله عن أحوالِ كثيرٍ من الرُّواة- والوزير علي بن طِرَاد، وأحمد بن المقرِّب، وغيرهم. قال السَّمْعَاني: كان أحدَ المتميِّزين في صَنْعة الحديث، وكان حَنْبليًّا، استملى للقاضي أبي يَعْلى، حدَّثنا عنه إسماعيل بن محمد الحافظ. ¬

_ * سؤالات الحافظ السلفي: 72، طبقات الحنابلة: 2/ 253، الأنساب: 2/ 136، المنتظم: 9/ 144، اللباب: 1/ 109، سير أعلام النبلاء: 19/ 219 - 221، تذكرة الحفاظ: 4/ 1232 - 1233، العبر: 3/ 350، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 67 - 68، الوافي بالوفيات: 7/ 322، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 94 - 95، طبقات الحفاظ: 450 - 451، شذرات الذهب: 3/ 408، والبرداني: ضبطها السمعاني: 2/ 135 "بفتح الباء"، كذلك ياقوت في "معجم البلدان": 1/ 375، أما ابن الأثير في "اللباب": 1/ 109 فقد ضبطها "بضم الباء"، وإخاله وهمًا، وهي نسبة إلى قرية من قرى بغداد.

1027 - ابن مردويه الصغير

قال السِّلَفي: كان أحفظ وأعرف من شجاع الذُّهْلي، وكان ثقة نبيلًا له مُصَنَّفات. مات في شَوَّال سنةَ ثمانٍ وتسعين وأربع مئة، وله مجلَّد في "المنامات النَّبوية". وفيها: مات المسنِدُ أبو المعالي ثابت بن بُنْدَار، البَغْدَادي البَقَّال، المقرئ. وشيخ الحرم المحدِّث المُفْتي أبو عبد الله الحسين بن عليّ الطَّبَري، وله ثمانون سنة. والشريف المسنِدُ أبو الفَضْل محمد بن عبد السَّلام بن أحمد الأنْصَاري. ومسنِد خُرَاسان أبو علي نَصْرُ الله بن أحمد بن عُثْمان الخُشْنَامي، النَّيسَابوري. 1027 - ابن مَرْدُويه الصَّغير * الحافظ، المفيد، أبو بكر، أحمد بن محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مَرْدُويه، الأَصْبَهاني. سمع أبا بكر بن أبي علي، وابن عبد كويه، وأبا نُعَيم، ولم يلحق جَدَّه. روى عنه: السِّلَفي، وغيرُه. ومات سنة ثمانٍ وتسعين أيضًا (¬1). ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 19/ 207 - 208، تذكرة الحفاظ: 4/ 1212، العبر: 3/ 350، طبقات الحفاظ: 445 - 446، شذرات الذهب: 3/ 408. (¬1) أي وأربع مئة، وفي "سير أعلام النبلاء": 19/ 207 "ولد سنة تسع وأربع مئة".

1028 - الغساني

1028 - الغَسَّاني * الإِمام، الحافظ، الثَّبْت، محدِّث الأندلس، أبو علي، الحسين بن محمد بن أحمد، الجَيَّاني، الأَنْدَلسي. ولد في المحرَّم سنةَ سَبْعٍ وعشرين وأربع مئة. وحمل عن: حكم بن محمد الجُذَامي، وحاتم بن محمد الأَطْرابُلُسي، وأبي عمر بن عبد البَرِّ، وأبي عبد الله بن عتَّاب، وأبي عمر بن الحَذَّاء، وسراج بن عبد الله القاضي، وأبي الوليد الباجي، وأبي العَبَّاس بن دِلْهاث، وغيرهم. ولم يخرجْ من الأندلس. روى عنه: محمد بن محمد بن الحكم البَاهِلي، وأبو علي بن سُكَّرة الصّدَفي، وأبو العلاء زهرُ بنُ عبد الملك الإِيادي، وعبد الرَّحمن بن أحمد بن أبي ليلى الأَنْصاري الحافظ، وخَلْق؛ آخرهم مسنِدُ مَرَّاكش محمد بن عبد الله بن خليل القَيسي. ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطَّبقة الثانية عشرة من الحُفَّاظ. وذكر الحافظ خَلَف بن بَشْكُوال أنه كان من جَهَابذة الحُفَّاظ ¬

_ * الصلة: 1/ 142 - 144، بغية الملتمس: 265 - 266، وفيات الأعيان: 2/ 180، سير أعلام النبلاء: 19/ 148 - 151، تذكرة الحفاظ: 4/ 1233 - 1235، العبر: 3/ 351، مرآة الجنان: 3/ 46، 161، البداية والنهاية: 12/ 165، الديباج المذهب: 105، النجوم الزاهرة: 5/ 192، طبقات الحفاظ: 451، أزهار الرياض: 3/ 149، كشف الظنون: 1/ 470، شذرات الذهب: 3/ 408 - 409، شجرة النور الزكية: 123، فهرس الفهارس: 2/ 887 - 888.

البُصَراء، بصيرًا بالعربية واللُّغة والشِّعْر والأنساب، صنَّف في ذلك كلِّه، ورَحَل النَّاس إليه، وعوَّلوا في النَّقْل عليه، وتصدَّر بجامع قُرْطُبة، وأخذ عنه الأعلام (¬1). قال ابن بَشْكُوال: وأخبرنا عنه غيرُ واحدٍ، ووصفوه بالجلالة والحِفْظ والنَّبَاهة والتّواضع والصِّيانة (¬2). وقال السُّهَيلي: حدَّثني أبو بكر بن طاهر عن أبي علي الغَسَّاني أَنَّ أبا عمر بن عبد البَرّ قال له: أمانةٌ الله في عُنُقك متى عَثَرْتَ على اسم من أسماء الصّحابة لم أذكره [إلا ألحقته] (¬3) في كتابي. يعني "الاستيعاب". وقال ابن بَشْكُوال: سمِعْتُ الحسن بن مغيث يقول: كان أبو علي من أكمل مَنْ رأيتُ عِلْمًا بالحديث ومعرفة بطُرُقه، وحِفْظًا لرجاله، عانى كُتُب اللُّغة، وأكثر من رواية الأشعار، وجمع من سَعَة الرِّواية ما لم يجمعْه أحد أدركناه، وصَحَّح من الكُتُب ما لم يصححه غيرُه من الحُفَّاظ، فكُتُبُه حُجَّة بالغة، جمع كتابًا في رجال الصَّحيحين سَمَّاه "تقييد المهمل وتمييز المشكل" وهو كِتابٌ حَسَن مفيد أخذ النَّاس عنه (¬4). توفِّي الأستاذ أبو علي في ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خَلَتْ من شَعْبان سنةَ ثمانٍ وتسعين وأربع مئة (¬5). ¬

_ (¬1) "الصلة": 1/ 143. (¬2) المصدر السابق. (¬3) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل. (¬4) "الصلة": 1/ 143، وانظر حاشية الأستاذ شعيب الأرنؤوط رقم (1) ص (149) من كتاب "سير أعلام النبلاء": الجزء (19). (¬5) أورد اليافعي وفاته سنة 427، وسنة 498 هـ، وفي "الديباج المذهب": 105 "توفي سنة تسع وعشرين وأربع مئة"، وهو وهم. وفي "النجوم الزاهرة": 5/ 192 أورد وفاته سنة (498 هـ) وقال "عن إحدى وتسعين سنة"، وهي مصحفة عن سبعين.

1029 - أبو الفتيان

1029 - أبو الفِتْيَان * عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن مَهْمَت، الدِّهسْتاني، الرَّوَّاسي، الحافظ، الجوَّال. وله سنةَ ثمانٍ وعشرين وأربع مئة. وسمع بنيسابور أبا حَفْص بن مسرور، وأبا عثمان الصَّابوني، وببغداد القاضي أبا يَعْلى، وابن المُسْلمة، وابن النَّقور، وبدِهِسْتان الحافظ أبا مسعود البَجَلي، وتخرَّج به، وبحرَّان مُبَادِرَ بنَ علي بن مبادر، وسمع بدمشق ومصر ومرو والجزيرة، وجَمَعَ وصَنَّف. سمع منه: الحافظ هِبة الله بن عبد الوارث. وروى عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو حامد الغزالي -وصحح عليه "الصحيحين"- والفقيه نَصْر المَقْدسي، وهِبَة الله بن الأَكْفاني، وإسماعيل بن محمد التَّيمي، ومحمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق، وآخرون. وروى عنه: السِّلَفي بالإِجازة. قال ابنُ ماكُولا: كتَبَ الرَّوَّاسي عني وكتبت عنه، ووجدته ذكيًّا. وقال ابنُ نقطة: سمِعْتُ من غير واحد من أهل العِلْم أنه سَمِعَ من ثلاثة آلافٍ وسَبْعِ مئة شيخ (¬1). ¬

_ * الأنساب: 6/ 173، المنتظم: 9/ 164، اللباب: 1/ 478، مرآة الزمان: 8/ 20، سير أعلام النبلاء: 19/ 317 - 320، تذكرة الحفاظ: 4/ 1237 - 1239، العبر: 4/ 6 - 7، مرآة الجنان: 3/ 173، البداية والنهاية: 12/ 171 - 172، النجوم الزاهرة: 5/ 200، طبقات الحفاظ: 451 - 452، شذرات الذهب: 4/ 7. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1238 "سمع من ثلاثة آلاف شيخ وست مئة شيخ".

وقال الحافظ أبو جعفر محمدُ بنُ أبي علي الهَمَذَاني: ما رأيتُ في تلك الدِّيار أحفظَ من أبي الفِتْيان، لا بل في الدُّنيا كلِّها، كان كتَّابًا جَوَّالًا، دارَ الدُّنيا في طَلَب الحديث، لقيتُه بمكَّة، ورأيت الشُّيوخ يُثنون عليه، ويُحْسِنُون القَوْلَ فيه، ثم لقِيتُه بجُرْجَان، وصار من إخواننا. وقال خُزَيمة بن عليّ المَرْوزي الأديب: سَقَطَتْ أصابعُ عمر الرَّوَّاسي في الرِّحلة من شدَّة البَرْد. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: عمر الرَّوَّاسي مَشْهور، عارف بطُرُق الحديث، كَتَبَ الكثير، وجمع الأبواب، وصنَّف، وكان سريعَ الكِتابة، وكان على سيرة السَّلَف، مُقِلًا مُعِيلًا خرج من نيسابور إلى طُوس، فأكرمه الغزالي، وأنزله عنده، وقرأ عليه "الصَّحيح" ثم شرحه (¬1). وذكر الدَّقَّاق في "رسالته" أنَّه حَدَّث بطُوس "بصحيح مُسْلم" من غير أصله. قال: وهذا أقبح شيء عند المحدِّثين. قال الرَّوَّاسي: أُريد أن أخرج إلى مَرْو وسَرخَس على طريقي، وقد قيل إنها مقبرة العِلْم، فلا أدري كيف يكون حالي بها، فمات بها في ربيع الآخر سنة ثلاث وخمس مئة. والرَّوَّاسي نسبة إلى بيع الرؤوس. وفيها: ماتَ مُسْنِد أَصْبَهان أبو سَعْدٍ محمد بن محمد بن أحمد بن سَنْدة (¬2) المطرِّز، وله اثنتان وتسعون سنة. ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، وإخالها "سرَّحه" كما قرأها المعلمي اليماني في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1239. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1239 "سيده" وهو تصحيف.

1030 - شجاع بن فارس

ومسنِد بغداد أبو بكر أحمد بن المُظَفَّر بن الحسين بن سَوْسَن الثَّمَّار، وله أيضًا اثنتان وتسعون سنة. 1030 - شجاع بن فارس * ابن حسين بن فارس بن حسين بن غريب، الإِمام، الحافظ، أبو غالب، الذُّهْلي، الشَّيبَاني، السُّهْرَوَرْدي، ثم البَغْدَادي، الحَرِيمي. وُلد سنة ثلاثين وأربع مئة. وسمع أبا طالب بن غيلان، وعبد العزيز بن علي الأَزَجي، وأبا محمد الجَوْهَري، وأبا جعفر بن المُسْلمة، وأبا بكر الخطيب، وغيرهم. وما زال يسمع حتى سمع من أصحاب أبي القاسم بن بِشْران، ومن أقرانه. حدَّث عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَندي، وعبد الوَهَّاب الأَنْمَاطي، وابن ناصر، والسِّلَفي، وله عنه سؤالات. قال أبو سَعْد السُّمْعَاني: نسخ بخَطِّه من التفسير والحديث والفِقْه ما لم ينسخْه أحدٌ من الورَّاقين. قال لي عبد الوهَّاب الأنْمَاطي: دخلتُ ¬

_ * الأنساب: 7/ 198، المنتظم: 9/ 176، سير أعلام النبلاء: 19/ 355 - 357، تذكرة الحفاظ: 4/ 1240 - 1241؛ العبر: 4/ 13، دول الإسلام: 2/ 25، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 129 - 130، مرآة الجنان: 3/ 194، البداية والنهاية: 12/ 176، طبقات الحفاظ: 452، شذرات الذهب: 4/ 16.

يوْمًا فقال لي: توبني (¬1)، قلت: من أي شيء؟ قال: كتبتُ شِعْر ابن الحَجَّاج (¬2) بخَطّي سَبْع مَرَّاتٍ (¬3). قال عبد الوهَّاب: قَلَّما يوجد بَلَدٌ من بلاد الإِسلام إلّا وفيه بخطِّه شيء. وكان مُفيد وقته ببغداد، ثقة، سديد (¬4) السِّيرة، أفنى عمره في الطَّلب، وكان قد عَمِلَ مسوَّدة "تاريخ بغداد" ذيَّل به على "تاريخ الخطيب" فغسله في مَرض مَوْته (¬5). مات في ثالث جُمَادى الأولى سنة سَبْعٍ وخمس مئة. وفيها: مات المُقْرئ المسنِد أبو بكر أحمد بن علي بن بَدْران الحُلْواني ببغداد، وهو في عَشْر التِّسْعين، وشيخ المالكية أبو العَبَّاس أحمد بن محمد بن عَمْروس (¬6) ببغداد، وله أربع وتسعون سنة، وقد أجاز له ابنُ شاذان. والعَلَّامة أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين، الشَّاشي، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1240 "توبتي" وهو وهم. (¬2) هو حسين بن أحمد بن محمد، النيلي، البغدادي، شاعر غلب عليه الهزل، قال فيه الذهبي: "شاعر العصر، وسفيه الأدباء، وأمير الفحش! كان أمة وحده في نظم القبائح وخفة الروح". توفي سنة (391 هـ). انظر ترجمته في "يتيمة الدهر": 3/ 25 - 88 وفيه "الحسن بن أحمد"، و"سير أعلام النبلاء": 17/ 59 - 61. (¬3) انظر "المنتظم": 9/ 176. (¬4) في الأصل: شديد، وهو تصحيف. (¬5) انظر "المنتظم": 9/ 176. (¬6) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1241 "عروس"، وهو تحريف.

1031 - محمد بن طاهر

الشَّافعي، مؤلف "المُسْتَظْهري" (¬1) ببغداد، وله ثمان وسبعون سنة. والعلَّامة شيخ الأَدَب أبو المُظَفَّر محمد بن أبي العَبَّاس أحمد بن محمد الأموي المُعَاوي (¬2) الأَبِيوَرْدِي الشَّاعر (¬3). وأبو بكر محمد بن عيسى اللَّخْمي، ابن اللَّبَّانة، شاعر الأندلس. 1031 - محمّد بنُ طاهر * ابن عليّ، الحافظ المُكْثر، الجَوّال، أبو الفَضْل، المَقْدسي، ويعرف بابن القَيسَرَاني، الشَّيبَاني. سمع ببلده من الفَقِيه نَصْر المَقْدسي، وأبي عثمان بن وَرْقاء، وببغداد من أبي محمد الصَّرِيفيني، وابن النَّقور، وبمكَّة من الحسن بن عبد الرحمن الشَّافعي، وسَعْد الزَّنْجاني، وبمِصْر من أبيِ إسحاق الحَبَّال، وبالثَّغْر من الحسين بن عبد الرَّحمن الصَّفراوي، وبتِنِّيس من ¬

_ (¬1) هو "حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء"، ولقب بالمستظهري؛ لأنه صنفه للخليفة المستظهر بالله، المتوفى سنة (512 هـ)، وقد طبع منه قسم العبادات في ثلاثة أجزاء بتحقيق د. ياسين درادكة، نشرته مؤسسة الرسالة ودار الأرقم في سنة 1980 م. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1241 "المعافري"، وهو تحريف. (¬3) في "وفيات الأعيان": 4/ 449، أنه توفي سنة (557 هـ)، وهو خطأ ظاهر. * المنتظم: 9/ 177 - 179، وفيات الأعيان: 4/ 287 - 288، سير أعلام النبلاء: 19/ 361 - 371، تذكرة الحفاظ: 4/ 1242 - 1245، العبر: 4/ 14، ميزان الاعتدال: 3/ 587، دول الإسلام: 2/ 25، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 31 - 33، الوافي بالوفيات: 3/ 166 - 168، مرآة الزمان: 8/ 30، مرآة الجنان: 3/ 195 - 196، البداية والنهاية: 12/ 176 - 177، طبقات الأولياء: 316 - 318، لسان الميزان: 5/ 207 - 210، طبقات الحفاظ: 452 - 453، الأنس الجليل: 1/ 299 - 300، كشف الظنون: 1/ 88، 116، 180، شذرات الذهب: 4/ 18، هدية العارفين: 2/ 82 - 83.

علي بن الحسين بن الحَدَّاد، وبدمشق من أبي القاسم بن أبي العلاء، وبحلب من الحسن بن مكِّي، وبالجزيرة من عبد الوَهَّاب بن محمد اليمني (¬1)، وبأصبهان من عبد الوهَّاب بن مَنْدَه، وبنيسابور من أبي الفضل بن المحب، وبهَرَاة من محمد بن أبي مسعود الفَارِسي، وبِيبَى (¬2)، وبجُرْجَان من إسماعيل بن مَسْعَدة، وبآمِد من قاسم بن أحمد الأَصْبَهاني الخَيَّاط، وبإسْتِرَاباذ من علي بن عبد الملك الحَفْصي، وبِبُوشَنْج من عبد الرَّحمن بن محمد بن عفيف، وبالبَصْرة من عبد الملك بن شَغَبَة، وبسرخس من محمد بن المُظَفَّر، وبشيراز من علي بن محمد الشُّروطي، وبقزوين من محمد بن إبراهيم العِجْلي، وبالكوفة من أبي القاسم حُسين بن محمد، وبالمَوْصل من هِبَة الله بن أحمد المقرئ، وسمع بالرَّي ومرو والدِّينور والرَّحَبة ونَوْقان ونهاوَنْد وهَمَذَان وواسط وسَاوة وأَسَدَاباذ والأنبار وإسَفْرايين وآمُل والأهْواز وبِسْطام وخُسْرَوْجِرد، وغير ذلك. حدَّث عنه: ابنه أبو زُرْعة، وشِيرويه بن شهردار، وأبو جَعْفر بن أبي علي، وأبو نَصْر الغازي، وعبد الوَهَّاب الأَنْمَاطيُّ، وابن ناصر، والسِّلَفي، وآخرون. وكان يقول: مَوْلدي سنةَ ثمانٍ وأربعين وأربع مئة في شَوَّال، وأوّل سماعي في سنة ستين، ورَحَلْتُ إلى بغداد سنة سَبْع وستين، ثم رجعتُ وأحرمتُ من بيت المَقْدس بحِجَّة. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1242 "التميمي"، وهو تصحيف. (¬2) بيبى بنت عبد الصمد الهروية، محدثة، لها جزء مشهور بها، توفيت سنة (477 هـ). انظر "سير أعلام النبلاء": 18/ 403 - 404، و"العبر": 3/ 287.

قال أبو مسعود عبد الرَّحيم الحَاجي: سمِعْتُ ابنَ طاهر يقول: بُلْتُ الدَّم في طلب الحديث مَرَّتين: مرةً ببغداد، ومرة بمكَّة، كنت أمشي حافيًا في الحَرِّ فلحِقَني ذلك، وما ركِبْتُ دابَّة قَطُّ في طب الحديث، وكنت أحمل كُتُبي على ظهري، وما سألت في حال الطَّلَب أحدًا، كنتُ أعيش على ما يأتي. وقيل: كان يمشي دائمًا في اليَوْم واللَّيلة عشرين فَرْسخًا، كان قادرًا على ذلك. وقال ابنُ عساكر: سمعْتُ إسماعيل بن محمد الحافظ يقول: أحفظ مَنْ رأيتُ محمد بن طاهر. وقال أبو زكريا بن مَنْدَه: كان ابنُ طاهر أحدَ الحُفَّاظ، حسنَ الاعتقاد، جميل الطَّريقة، صَدُوقًا، عالمًا بالصَّحيح والسَّقيم، كثير التَّصانيف، لازمًا للأثر. وقال شِيرويه: سكن هَمَذَان، وبنى بها دارًا، وكان ثِقة حافِظًا، عالمًا بالصَّحيح والسَّقيم، حَسَنَ المعرفة بالرِّجال والمتون، كثير التَّصَانيف، جَيِّدَ الخَطِّ، لازمًا للأثر، بعيدأ من الفُضُول والتَّعصُّب، خفيف الرُّوح، قوي السَّير في السَّفَر. وقال السِّلَفي: سمِعْتُ ابنَ طاهر يقول: كتبت "الصَّحيحين"، و"سنن أبي داود" سَبْع مَرات بالأُجرة، و"سنن ابن ماجه" عشر مرات بالرَّي. وقال السَّمْعَاني: سألت أبا الحسن الكَرْجي الفَقِيه عن ابن طاهر فقال: ما كان على وَجْه الأرض له نظير، وكان داودي المَذْهب، قال

لي: اخترت مذهب داود. قلت: ولمَ؟ قال: كذا اتَّفق. فسأَلْتُه: مَنْ أفضل مَنْ رأيتَ؟ فقال: سَعْد الزَّنْجاني، وعبد الله الأنصاري. وقد ذكره الدَّقَّاق في "رسالته" وحَطَّ عليه. وقال: له أدنى مَعْرفة بالحديث. قال: وذُكر لي عنه الإباحة. وقال ابن ناصر: ابن طاهر لا يُحتَجُّ به، صنَّف في جواز النَّظَر إلى المُرْد، وكان يذهب مذهب الإباحة. قلت: ما كان ابنُ طاهر يرى الإباحة المُطْلقة، بل هو من أهل الحديث المُعَظِّمين للآثار، وقد أخطأ في ذهَابه إلى إباحة السَّمَاع والنَّظَر إلى المُرْد، والله يغفر لنا وله. وقال أبو سَعْد السّمْعَاني: سألتُ إسماعيل الحافظ عن ابن طاهر، فتوقف ثم أساء الثَّناء عليه. وسمِعْتُ ابنَ عساكر يقول: جَمَعَ ابنُ طاهر أطراف "الصَّحيحين"، وأبي داود والتِّرْمِذِي والنَّسَائي، وابن ماجة، فأخطأ في مواضع خطأ فاحشًا. وقال ابنُ نَاصر: كان لُحَنَةً، ويصحِّف، قرأ: "وإن جبينه ليتفصَّدُ عرقًا (¬1) -بالقاف- فقلت: بالفاء، فكابرني. ¬

_ (¬1) قطعة من حديث أخرجه البخاري (2)، ومسلم (2333) من حديث عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه رسلم: أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي رجلًا فيكلمني، فأعي ما يقول. قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصَّد عرقًا.

1032 - ابن مرزوق

وقال السِّلفي: كان فاضلًا يعرف، لكنه لُحَنَة، قال لي المُؤْتَمن: كان يَلْحَنُ عند شيخ الإسلام بهَرَاة، فكان الشَّيخُ يحرِّك رأسه ويقول: لا حَوْل ولا قُوَّة إلّا بالله. وقال ابنُ عساكر: مصنَّفاتُه كثيرة، لكنه كثير الوَهْم، وله شِعْرٌ حسن، وكان لا يُحسن النَّحْو. قال شجاع الذُّهلي: مات عند قُدومه بَغْدَاد من الحَجّ يوم الجُمعة في ربيع الأوَّل سنةَ سَبْع وخمس مئة. 1032 - ابن مَرْزُوق * الحافظ، الزَّاهدُ، أبو الخير، عَبْد الله بن مَرْزوقٍ، الهَرَويُّ، مَوْلى شيخ الإسلام، أبي إسماعيل الأَنْصَاري. وُلِدَ سنة إحدى وأربعين وأربع مئة. وسمع بهَرَاة مَوْلاه أبا إسماعيل، وأبا عُمر المَلِيحيّ، وببغداد أبا القاسم بن البُسْري، وأبا نَصْر الزَّينَبي (¬1)، وعبد الرحمن بن مَنْدَه بأَصْبَهان، وسمع بالرَّيّ وهَمَذَان والكوفة وواسِط وغيرِها. وكان موصوفًا بالمَعْرفة وحُسْن السِّيرة وكان به صَمَمٌ، واسْتوطن أصْبَهان. قال اليُوْنَارتي: كان ذا إتقانٍ وطلب وحبٍّ للحديث، مقبلًا على شأنه، صَحِب الحُفَّاظ. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 19/ 300 - 301، تذكرة الحفاظ: 4/ 1246، طبقات الحفاظ: 453، شذرات الذهب: 4/ 16. (¬1) في الأصل: بأصبهان، مستدركة ما بين السطرين، وكأنها مكررة.

1033 - المؤتمن

وقال إسماعيل الحافظ: هو حافِظٌ متقن. وقال أبو موسى المَدِيني: حدَّثنا الحافظ الزَّاهد العالِمُ أبو الخير الهَرَوي، وكان ثقيلَ الأُذُن. قال: وماتَ في جُمَادى الآخرة سنةَ سَبْعٍ وخمس مئة (¬1). 1033 - المُؤْتَمَن * ابن أحمد بن علي بن الحسين، الحافظ، الثبْت، أبو نَصْر، الرَّبَعي، الدَّيرعَاقولي، ثم البَغْدَادي، المعروف بالسَّاجي، محدِّث بَغْدَاد. وُلِدَ سنة خمس وأربعين وأربع مئة في صفر. وسمع أبا بكر الخطيب بصُور، وأبا عثمان بن ورقاء ببيت المَقْدِس، وأبا الحسين بن النَّقور، وأبا القاسم بن البُسْري، وأبا نَصْر الزَّينَبِي، وإسماعيل بن مَسْعَدة ببغداد، والحسن بن مكي الشيزَري (¬2) ¬

_ (¬1) في "طبقات الحفاظ": 453 "مات سنة ثمان وخمس مئة". * المنتظم: 9/ 179 - 180، خريدة القصر (قسم شعراء الشام): 1/ 286 - 287، سير أعلام النبلاء: 19/ 308 - 311، تذكرة الحفاظ: 4/ 1246 - 1248، العبر: 4/ 15، دول الإسلام: 2/ 25، المستفاد من ذبل تاريخ بغداد: 234 - 235، مرآة الجنان: 3/ 197، طبقات الشافعية للسبكي: 7/ 308 - 309، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 419، البداية والنهاية: 12/ 178، طبقات الحفاظ: 453 - 454، شذرات الذهب: 4/ 20. (¬2) في الأصل: الشيرازي، وهو تحريف، وشيزر: كورة بالشام قرب المعرة، بينها وبين حماة يوم. "معجم البلدان": 3/ 383.

بحلب، وأبا عمرو بن مَنْدَه بأَصْبَهان، وأبا بكر بن خَلَف بنيسابور، وشيخ الإسلام الأَنْصْاري بهَرَاة، وأبا علي التُسْتَري بالبَصْرة. روى عنه: سَعْد الخير الأَندَلُسي، وابن نَاصر، وأبو المعمر الأَنصَاري، والسِّلَفي، وأبو سَعْد بن البَغْدَادي، وآخرون. قال السِّلفي: هو حافِظٌ متقِن، لم أر أحسنَ قراءةً للحديث منه، تفقَّه في صِباه على الشَّيخ أبي إسحاق، وكتب "الشَّامل" (¬1) بخَطِّه عن ابن الصَّبَّاغ، ثم خرج إلى الشَّام، وسكن القُدْس زمانًا، وقال لي: إنه سَمِعَ من الخطيب حديثًا واحدًا، ولم يكن عنده به نسخة، انتفعت بصحبته. وقال أبو الوقت: كان شيخ الإسلام إذا رأى المؤتمن [قال: لا يمكن أحد أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام هذا حيًّا. وقال أبو النَّضْر الفامي: أقام المؤتمن] (¬2) بهَرَاة نحو عشر سنين، وقرأ الكثير، وكَتب "جامع التِّرْمِذِي" ستّ كرَّات، وكان فيه صَلَف وقَنَاعة وعِفَّة واشتغالٌ بما يعنيه. ¬

_ (¬1) "الشامل في فروع الشافعية" لأبي نصر عبد السيد بن محمد المعروف بابن الصباغ، الشافعي المتوفى سنة (477) هـ، قال فيه ابن خلكان: هو أجود كتب أصحابنا، وأصحها نقلًا، وأثبتها أدلة. انظر "وفيات الأعيان": 3/ 217 - 218. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر واضحًا في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1247، وقد تحرف في "التذكرة" إلى أبي نصر الفاهي، انظر "سير أعلام النبلاء": 19/ 310.

1034 - الأعمش

وقال أبو بكر السَّمْعَاني: ما رأيت بالعِراق مَنْ يفهم الحديث غير رجلين: المُؤْتَمن ببغداد، وإسماعيل التَّيمي بأَصْبَهان. وقال يحيى بن ببغدَاد: قَدِمَ السَّاجي، وسمع من أبي كتابَ "مَعْرفة الصَّحابة" وكتاب "التوْحيد" و"الأمالي" وحديث ابن عُيينة لجدِّي، فلما أخذ في قِراءة "غرائب شُعْبة" وبلغ إلى حديث عمر في لُبْس الحرير، وكان الوالد في حال الانتقال إلى الله، وقضى نحبه عند انتهاء ذلك بعد عِشاء الآخرة، هذا ما رأينا. ثم قَدِمَ ابنُ طاهر وقرأنا عليه جُزْءًا من مجموعاته فيه: سمعت أصحابنا بأَصْبَهان يقولون: إنما تمَّمَ السَّاجي كتاب "معرفة الصَّحابة" على أبي عمرو بَعْد موته، وذلك أنه كان يقرأ عليه وهو في النَّزْع، ومات وهو يقرأ، وكان يُصَاح به: نريد أن نغسل الشيخ. فلما سَمِعْتُ هذه الحكاية قُلْتُ: ما جرى ذلك، يجب أن يصلح هذا، فإنه كذب، وأما قراءة "معرفة الصَّحابة" فكان قَبْلَ مَوْت الوالد بشهرين، وكان المُؤْتَمن -والله- متورّعًا، زاهِدًا، صابرًا على الفقر، رحمه الله. قال ابنُ ناصر: توفِّيَ في صَقر سنة سَبْعٍ وخمس مئة، وصَلَّيتُ عليه، وكان عالمًا فَهِمًا ثِقَةً مأمونًا. 1034 - الأعْمَشُ * الحافظ، الفَقِيه، الأديب، أبو العلاء، حَمْدُ بن نَصْر بن أحمد بن محمد بن معروف، الهَمَذَاني. ¬

_ * التحبير في المعجم الكبير: 1/ 248 - 249، سير أعلام النبلاء: 19/ 276 - 277، تذكرة الحفاظ: 4/ 1248 - 1249، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 141 - 142، طبقات الحفاظ: 454، شذرات الذهب: 4/ 31.

وُلِدَ سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة. وسمع [من] (¬1) عبيد الله بن الحافظ أبي عبد الله بن مَنْدَه، وأبي مُسْلم بن غَزْو النُّهاوَنْدي، وأبي محمد بن ماهلة، وطبقتهم. روى عنه: أبو طاهر السِّلَفي، وأبو العلاء العَطَّار، وأبو الفتوح الطَّائي. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: أجاز لي مروياته، وكان عارِفًا بالحديث، حافِظًا، ثِقَةً، سمع الكثير بنفسه، وأملى، وحدَّث. ثم ذكر شُيوخه (¬2). ومات في عاشر شَوَّال سنةَ اثنتي عشرة وخمس مئة. وفيها: مات أمير المؤمنين المُسْتَظْهر بالله أحمد بن المقتدي. وشمس الأئمة أبو الفَضْل بكر بن محمد بن علي الأَنْصَاري البُخَاري الزَّرَنْجَري، مُفتي ما وراء النَّهْر، وكان تلميذ شمس الأئمة السّرخسي. وشمس الأئمة الحَلْواني. وببغداد شيخ الحَنَفِيَّة أيضًا العلامة نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الهاشمي الزَّينَبِي، راوي "الصَّحيح" عن كريمة المَرْوَزِية. والعلامة أبو القاسم سلمان بن ناصر الأنصَاري النَّيسَابوري. والمسنِدُ أبو العلاء عُبيد بن محمد القُشَيري النَّيسَابوري، وله خمس وتسمعون سنة. والمعمَّر أبو عبد الله عيسى بن شُعيب السِّجْزي، والد أبي الوَقْت، وله أكثر من مئة سنة. تفرَّد بالسَّمَاع ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1248. (¬2) "التحبير في المعجم الكبير": 1/ 248.

1035 - ابن منده

من علي بن بُشْرى. والعلَّامة المعمَّر أبو عبد الله محمد بن عتيق التميمي القَيرَواني، الأَشْعري المقرئ، المعروف بابن أبي كُديَّة. قرأ على ابن نَفِيس بمِصْر. 1035 - ابن مَنْدَه * الحافظ، [العالم، المسند، أبو زكريا، يحيى بن عبد الوهَّاب بن الحافظ الشَّيخ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه، الأَصْبَهاني، العَبْدي] (¬1). وُلِدَ في شَوَّال سنة أربع وثلاثين وأربع مئة. وسمع أباه، وعَمَّيه: عبد الرَّحمن، وعُبيد الله، وابن رِيذَة -سمع منه "مُعْجم الطَّبرَاني الكبير"- وأبا طاهر بن عبد الرَّحيم، وأحمد بن محمود الثَّقَفي، وإبراهيم بن منصور سِبْط بحرويه، وسعيدًا العَيَّار، وأبا الوليد الدَّرْبَنْدِي، وأبا الفَضْل عبد الرَّحمن بن أحمد الرَّازي، وأبا بكر البَيهَقِي، وخَلْقًا كثيرًا. وأجاز له أبو طالب بن غيلان، وغيره. ¬

_ * التحبير في المعجم الكبير: 2/ 378 - 382، المنتظم: 4/ 209، وفيات الأعيان: 6/ 168 - 171، سير أعلام النبلاء: 19/ 395 - 396، تذكرة الحفاظ: 4/ 1250 - 1251، العبر: 4/ 25 - 26، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 256 - 257، مرآة الجنان: 3/ 202 - 203، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 127 - 137، غاية النهاية: 2/ 374، النجوم الزاهرة: 5/ 214، طبقات الحفاظ: 454 - 455، كشف الظنون: 2/ 1464، شذرات الذهب: 4/ 32، هدية العارفين: 2/ 520، الرسالة المستطرفة: 90 - 91. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1250.

وحَجَّ سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مئة، فأَمْلى ببغداد. حدَّث عنه: عبد الوهَّاب الأَنْماطي، وابن ناصر، والسِّلَفي، وعبد الحق اليوسُفي، وأبو محمد بن الخَشَّاب، وخَلْق، وآخرهم مَوْتًا محمد بن إسماعيل الطَّرَسُوسي. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: هو جليل القَدْر، وافر الفَضْل، واسِعُ الرِّواية، ثِقَة، حافِظ، مُكثر، صَدُوق، كثير التَّصانيف، حَسَنُ السِّيرة، بعيد من التكَلُّف، أوحد بيته في عَصْره، خَرَّج التخاريج لِنَفْسه ولجماعة من شيوخنا، وأجاز لي مسموعاتِه، وسأَلْتُ إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فأثنى عليه ووصفه بالحِفْظ والمَعْرفة والدِّراية. وسمِعْتُ محمد بن أبي نصر اللَّفْتُواني الحافظ يقول: بيت بني مَنْدَه بُدئ بيحيى وخُتِمَ بيحيى (¬1). مات في ذي الحِجَّة سنة إحدى عشرة وخمس مئة (¬2). وفيها: مات شيخ القراء، خطيب قرطبة، أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن النَّخَّاس، وله أربع وثمانون سنة. وشيخ بغداد أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف اليوسُفي. ومسنِدُ أَصْبَهان أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البُرْجي الأصْبهاني، وله أربع وتسعون سنة. ومسنِدُ العِراق أبو علي محمد بن سعيد بن نَبْهان الكرْخي الكاتب، آخر من سمع من ابنِ شَاذَان. ¬

_ (¬1) انظر "التحبير في المعجم الكبير": 2/ 378 - 379. (¬2) في "المنتظم": 9/ 204، سرد ابن الجوزي ترجمته في وفيات سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.

1036 - محمود بن الفضل

1036 - محمود بن الفَضْل * ابن محمود، [الحافظ، مفيد الجماعة] (¬1) أبو نَصْر، الأَصْبَهاني، الصَّبَّاغ، نزيل بغداد. سمع عبد الرَّحمن بن مَنْدَه، وأخاه عبد الوهَّاب، وأبا الفضْل البُزَاني، وأبا بكر بن ماجة، وطبقتهم. وروى اليسير، ولحِقَ ببغداد رزق الله التَّميمي، وطِرَاد الزَّينَبي، وأصحاب أبي طالب بن غَيلان، وكَتَب بخطِّه الرَّفيع كثيرًا. روى عنه: ابنُ ناصر، وأبو الفَتْح بن عبد السَّلام الكاتب، والمبارك بن كامل، وغيرهم. قال شِيرويه الدَّيلمي: قَدِمَ علينا هَمَذَان، وكان حافِظًا ثِقةً، يحسِنُ هذا الشَّأْن، حَسَنَ السِّيرة، عارفًا بالأسماء والنَّسب، مُفيدًا للطَّلَبة. وقال السَّلَفي: كان رفيقُنا محمود بن الفَضْل يَطْلُب الحديث، ويكتب العالي والنَّازل، فعاتبته في كَتْبه النَّازل. فقال: والله إذا رأيت سماع هؤلاء لا أقدر على تَرْكه. فرأيته بعد موْته، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غَفَرَ لي بهذا. وأخرج من كُمِّه جُزْءًا. مات في جُمَادى الأُولى سنة اثنتي عشرة وخمس مئة. ¬

_ * المنتظم: 9/ 202 - 203، سير أعلام النبلاء: 19/ 374 - 375، تذكرة الحفاظ: 4/ 1252 - 1253، طبقات الحفاظ: 455. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر واضحًا في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1252.

1037 - ابن سكرة

1037 - ابن سُكَّرة * الإمام، الحافظ البارع، أبو علي، الحسين بن محمد بن فِيْرُّه بن حَيُّون، الصَّدَفي، السَّرَقُسْطي، الأنْدَلُسي. سمع أبا الوليد البَاجي، وأبا العَبَّاس بن دِلْهاث العُذْري، ومحسن بن سَعْدون القَرَوي. ثم حَجَّ سنة إحدى وثمانين وأربع مئة، ودخل على أبي إسحاق الحَبَّال بمِصْر فأجازه، ولم يَقْدر على السَّمَاع منه، وسمع بالبَصْرة من عبد الملك بن شَغَبَة، وببغداد من الحُمَيدي، ومالك بن أحمد البانِياسي، وعاصم بن الحسن، وبواسط من أبي المعالي محمد بن عبد السَّلام بن أُحمولة، وبالأَنْبَار من أبي الحسن بن الأخضر الخطيب، وبدمشق من الفقيه نَصْر المَقْدسي، وتفقَّه على أبي بكر الشَّاشي، ورجع إلى الأندلس بعِلْم كثيرٍ، فنزل مُرْسِية، وتصدَّر للإفادة، والإقراء بجامعها، ورحل النَّاس إليه. روى عنه جماعة، منهم: أبو المَعَالي محمد بن يحيى القُرَشي، وابن الدَّبَّاغ -وأكثر عنه- والقاضي عياض، وسمع منه "صحيح مسلم"، وذكر أن الفَقِيه نَصْر بن إبراهيم المَقْدسي، كتب عنه ثلاثة أحاديث. ¬

_ * الصلة: 1/ 144 - 146، بغية الملتمس: 269، معجم البلدان: 4/ 310، الغنية: 193 - 201، سير أعلام النبلاء: 19/ 376 - 378، تذكرة الحفاظ: 4/ 1253 - 1254، العبر: 4/ 32 - 33، الديباج المذهب: 104 - 105، غاية النهاية: 1/ 250 - 251، طبقات الحفاظ: 455 - 456، أزهار الرياض: 3/ 51، نفح الطيب: 2/ 90 - 93، شذرات الذهب: 4/ 43، تهذيب ابن عساكر: 4/ 359، شجرة النور الزكية: 128 - 129.

ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة الثانية عشرة من الحُفَّاظ. وقال ابن بَشْكُوال: هو أَجَلُّ من كَتَبَ إليَّ بالإجازة، وقد كان أبو علي متواضعًا، عالمًا بالرِّجال، والعِلل، والجَرْح والتَّعديل، حافِظًا للمتن والإسناد، مليح الخَطّ، متقِنَ الضَّبْط (¬1). وذكر القاضي عِياض في أَوَّل المَشْيخة التي خَرَّجها له عن مئةٍ وستين شيخًا أنه أُكره على القَضَاء، فوليه، ثم اختفى حتى أُعفي منه (¬2). قال: وقرأ بروايات، فتلا لقالون على رِزْق الله التَّميمي، وقرأ بروايات على أبي الفَضْل بن خَيرون. قال: واسْتُشهد في وقعة قُتُنْدَة (¬3) بثَغْر الأندلس لستٍّ بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمس مئة، وله نحو من ستين سنة، وكان عَيشُه من كسب بضاعة مع ثِقات إخوانه. وفيها: توفي المُسْنِد أبو المعالي أحمدبن محمد بن علي بن البُخَاري البَغْدَادي البزَّاز، وله أربع وثمانون سنة، يروي عن ابن غَيلان، ويقال له: ابن البَخُوري، وابن المُبَخِّر؛ كان يبخر النَّاس يوم الجُمُعة. ومقرئ الإسكندرية أبو علي الحسن بن خلف بن بَلِّيمة القَرَوي (¬4). والعلَّامة أبو نَصْر عبد الرَّحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هَوازِن ¬

_ (¬1) انظر "الصلة" 1/ 145. (¬2) انظر "معجم البلدان": 4/ 30. (¬3) انظر "الكامل" لابن الأثير: 10/ 586. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1254 "سمة القزويني"، وهو تحريف، وبليمة: بفتح الموحدة، وتشديد اللام مكسورة. هكذا ضبطها ابن الجزري، انظر "غاية النهاية": 1/ 211.

1038 - ابن مفوز

القُشَيري النَّيسَابوري. ومقرئ الأندلس أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المَرِّي. ومسنِدُ دمشق أبو الحسن عليُّ بن الحسن بن الحسين [السُّلَمي] بن المَوَازيني. ومسند أَصْبَهان أبو منصور محمود بن إسماعيل الصَّيرَفي الأشقر الأَصْبَهاني، وله ثلاثٌ وتسعون سنة. 1038 - ابن مُفَوَّز * الإمام، الحافظ، أبو بكر، محمد بن حَيدَرة بن مفوَّز (¬1) بن أحمد بن مفوَّز، المَغافِري، الشَّاطبي. حدَّث عن: عَمِّه أبي الحسن طاهر بن مفوَّز، وأبي علي الغَسَّاني -وأكثر عنه- وعن محمد بن الفَرَج الطلَّاعي، وأبي مَرْوان بن سِرَاج، وطبقتهم. وأجاز له أبو عمر بن الحَذَّاء، وأبو الوليد البَاجي. وكان عارفًا مُتْقِنًا ضابطًا، حدَّث بقُرْطُبة، وخَلَفَ شيخه أبا علي الحافظ في الإفادة. وذكره ابن الدَّبَّاغ في الطَّبقة الثالثة عشرة من الحُفَّاظ. وله ردٌّ حسن على ابنِ حَزْم كَتَبْتُه، وهو يدُّلُّ على تَبَحُّره وإمامامته. توفي سنةَ خمس وخمس مئة (¬2)، وله اثنتان وأربعون سنة. ¬

_ * الصلة: 2/ 567 - 568، سير أعلام النبلاء: 19/ 421، تذكرة الحفاظ: 4/ 1255، طبقات الحفاظ: 456. (¬1) هكذا ضبطت في الأصل، وفي "تبصير المنتبه": 4/ 1311"بوزن معلم". (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1225 "مات في سنة خمس عشرة وخمس مئة عن اثنتين وأربعين سنة"، وهو وهم، والصحيح ما هو مثبت في أصلنا، لأن ولادته -كما ذكرها ابن بشكوال- سنة ثلاث وستين وأربع مئة. انظر "الصلة": 2/ 568.

1039 - الدقاق

1039 - الدَّقَّاق * الحافظ، المُفيد، الرَّحَّال، أبو عبد الله، محمد بن عبد الواحد بن محمد، الأصْبَهاني. كان يقول: عُرِفْتُ بين المحدِّثين بالدَّقاق، بصديقي أبي علي الدَّقَّاق، سألوني: بأي شيء نكتُبُ تعريف سَمَاعِك؟ فقُلْت: بالدَّقَّاق. وموْلدي بمَحَلَّة جُرْواءان (¬1) سنةَ بضع وثلاثين وأربع مئة، وسمِعْتُ من: أبي المُظَفَّر عبد الله بن شبيب، وأحمد بن الفَضْل الباطِرْقاني، وعبد الرَّحمن بن أحمد الرَّازي المقرئ، وسعيد العَيَّار، وعبد الرحمن بن مَنْدَه، وسمِعْتُ من ستة من أصحاب ابنِ المقرئ، وأوَّلُ ما أمليت بسَرخس في سنة أربع وسبعين. سمع مني الإمام أبو عبد الله العُمَيري، ودخَلْتُ لطلب الحديث طُوس وهَرَاة وبَلْخ ومرو وبُخَارى وجُرْجَان ونَيسَابور، فما زال يَعُدُّ حتى ذكر مِئةً وعشرين مكانًا، ثم قال: فأمَّا الذين كتبتُ عنهم بأَصْبَهان فأكثر من ألف إن شاء الله، والذين في الرَّحْلة فأكثر من ألف أُخرى. روى عنه: السِّلَفي، وأبو سَعْد (¬2) محمد بن عبد الواحد الصَّائغ، ¬

_ * أعلام النبلاء: 19/ 474 - 475، تذكرة الحفاظ: 4/ 1255 - 1256، العبر: 4/ 38 - 39، طبقات الحفاظ: 456، شذرات الذهب: 4/ 53. (¬1) محلة كبيرة بأصبهان "معجم البلدان": 2/ 130. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1256 "سعيد"، وهو تصحيف. انظر ترجمته في "التحير في المعجم الكبير": 2/ 165 - 166.

وخليل بن أبي الرَّجاء الرارَاني (¬1)، وطائفة. وكان صالحًا فَقِيرًا متعفِّفًا، صاحِبَ سُنَّةٍ واتِّبَاع. قال السِّلَفي: سمِعْتُ إسماعيل بن محمد الحافظ يقول: ما أعرف أحدًا أحفظَ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد من أبي عبد الله الدَّقَّاق. قال عبد الرَّحيم بن أبي الوَفَاء: توفِّي الحافظ أبو عبد الله الدَّقَّاق ليلة الجُمُعة سادس شَوال سنة ست عشرة وخمس مئة. وفيها: مات المسنِد أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق البَاقَرْحي (¬2) ببغداد، وله تسع وسَبْعون سنة. والمسنِد الكبير أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسُف البَغْدَادي، وله بضع وثمانون سنة. والعلَّامة، شيخ الأدب أبو محمد القَاسم بن عليّ بن محمد الحَرَامي (¬3) البَصْري الحَرِيري، صاحب "المَقَامات". وشيخ القُرَّاء أبو القاسم عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ عتيق بن خَلَف الصِّقِلِّي (¬4)، مصنِّف "التجريد" بالإسْكَنْدَرية. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1256 "الرازي"، وهو تحريف، انظر "المشتبه": 1/ 296، وهذه النسبة إلى راران؛ قرية من قرى أصبهان، "الأنساب": 6/ 38. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1256 " الباخرجي"، وهو تصحيف. (¬3) نسبة إلى محلة بالبصرة سكنها بنو حرام بن سعد بن عدي، انظر "الأنساب": 4/ 95، و"معجم البلدان": 2/ 235. (¬4) ضبطت في الأصل بما يوافق ضبط ياقوت ثلاث كسرات وتشديد اللام والياء، وفي "الأنساب": 8/ 80 بفتح الصاد المهملة والقاف وفي آخرها اللام، وهو ما يوافق ضبط أهل صقلية كما ذكر ياقوت في "معجم البلدان": 3/ 416.

1040 - البغوي

1040 - البَغَوي * الإمام، الحافظ، الفَقِيه، محيي السُّنَّة، أبو محمد، الحُسَين بن مَسْعُود بن محمد بن الفَرَّاء، الشَّافعي، أحد الأعلام. تفقَّه على القاضي حسين صاحب "التعليقة" (¬1)، وحدَّث عنه، وعن أبي عمر عبد الواحد بن أحمد المَلِيحي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الدَّاودي، ويعقوب بن أحمد الصَّيرَفي، وعلي بن يوسف الجُوَيني، وأبي الحسن محمد بن محمد الشِّيرَزِي، وغيرهم. وصنَّف التَّصانيف ك"معالم التَّنْزِيل" (¬2) و "شَرْح ¬

_ * التحبير: 1/ 213 - 214، معجم البلدان: 1/ 468، وفيات الأعيان: 2/ 136 - 137، المختصر في أخبار البشر: 2/ 229، سير أعلام النبلاء: 19/ 439 - 443، تذكرة الحفاظ: 4/ 1257 - 1258، العبر: 4/ 37، دول الإسلام: 2/ 30، مرآة الجنان: 3/ 213، طبقات الشافعية للسبكي: 7/ 75 - 80، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 250 - 206، البداية والنهاية: 12/ 193، النجوم الزاهرة: 5/ 223، طبقات الحفاظ: 457، طبقات المفسرين للسيوطي: 12 - 13، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 157 - 159، مفتاح السعادة: 1/ 435، 2/ 18، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 200 - 201، كشف الظنون: 1/ 195، 517، 12/ 1698، شذرات الذهب: 4/ 48 - 49، روضات الجنات: 246 - 248، مقدمة شرح السنة: 1/ 19 - 31، البغوي ومنهجه في التفسير لعفاف عبد الغفور حميد، دائرة المعارف الإسلامية: 4/ 27 - 29. (¬1) أبو علي، الحسين بن محمد بن أحمد المروروذي، إمام جليل، ومن كبار فقهاء الشافعية، معروف بالقاضي صاحب "التعليقة" في الفقه، توفي سنة (462) هـ. انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 2/ 134 - 135، و"طبقات الشافعية" للسبكي: 4/ 356 - 365. (¬2) طبع غير مرة.

1041 - شيرويه

السُّنَّة" (¬1) و "التهْذيب" (¬2) و "المَصَابيح" (¬3) وغير ذلك. روى عنه: أبو منصور محمد بن أسعد العُطَارِدِي المعروف بِحَفدَةَ، وأبو الفتوح محمد بن محمد الطَّائي، والحافظ أبو عبد الله الزَّاغولي، وأهل مرو. وبورك له في تصانيفه لِحُسْن قَصْده، فإنَّه كان من العُلَماء العاملين، قانعًا باليسير، كان يأكل كِسْرة وحدَها فعذلوه فصار يأكلها بزيت، وكان أبوه يعمل الفِرَاء ويبيعها. توفِّي محيي السُّنَّة بمدينة مَرْو الرُّوذ في شوَّال سنة ست عشرة (¬4) وخمس مئة، ودُفِن عند شيخه القاضي حسين، وآخر مَنْ روى عنه بالإجازة أبو المكارم فضل الله بن محمد النَّوْقَاني (¬5)، شيخ بقي إلى حدود الست مئة، وأجاز للشيخ فخر الدِّين بن البُخَاري المَقْدسي. 1041 - شِيرُويه * ابن شهردار بن شيرويه بن فَنَّاخُسْرو، الدَّيلَمي، المحدِّث، الحافظ، صاحب "تاريخ هَمَذَان"، وكتاب "الفِرْدَوْس". ¬

_ (¬1) انظر حاشية الأستاذ شعيب الأرنؤوط رقم (1) ص (439) من"سير أعلام النبلاء" الجزء التاسع عشر. (¬2) في دار الكتب الظاهرية المجلد الرابع منه، تحت رقم (292) فقه شافعي. (¬3) طبع غير مرة. (¬4) في إحدى نسخ "وفيات الأعيان": 2/ 136 "توفي سنة عشر وخمس مئة"، وكذلك أيضًا في "المختصر في أخبار البشر": 2/ 229. (¬5) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1258 " التوقاني" -بالتاء- وهو تصحيف. انظر "المشتبه": 1/ 66. * سير أعلام النبلاء: 19/ 294 - 295، تذكرة الحفاظ: 4/ 1259 - 1260، العبر: 4/ 18، الوافي بالوفيات: 17/ 216 - 218، مرآة الجنان: 3/ 198، طبقات=

سَمِعَ يوسف بن محمد بن يوسف المُسْتَمْلي، وسُفْيان بن الحسين بن فَنْجُوَيه، وأبا الفَضْل محمد بن عُثْمان القُومَسَاني، وأحمد بن عيسى الدِّينوري، وخلْقًا بهَمَذَان، وعبد الوهَّاب بن مَنْدَه بأَصْبَهان، وأبا القاسم بن البُسْري، وخَلْقًا ببغداد، وسمع بقَزْوين وعِدَّة أماكن. وكان حَسَنَ المَعْرفة. روى عنه: ابنُه شهردار، ومحمد بن الفَضْل الإِسْفَراييني، وأبو الفتوح الطَّائي، والحافظ أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفَضْل، والحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العَطَّار (¬1)، والحافظ أبو موسى المَدِيني، وآخرون. قال يحيى بن منده: هو شابٌّ كَيِّس، حَسَنُ الخَلْق والخُلُق، ذكيُّ القلب، صُلْبٌ في السُّنَّة، قليل الكلام. مات في تاسع عشر رجب سنةَ تسع وخمس مئة. وفيها: مات المُحْتسِب أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن مَلَّة الأَصْبَهاني، صاحب "المجالس". وخطيب صور ومحدِّثُها أبو الفرج غيث بن عليّ الصُّوري الأرْمَنَازي، وله سِتٌّ وستون سنة، كتب عنه شَيخُه أبو بكر الخطيب. والمفيد أبو البركات هِبَة الله بن المبارك السّقَطي ببغداد، أحد مَنْ رحل وتَعِبَ واتُّهم، و"مُعْجمه" في مُجَلَّد. ¬

_ = الشافعية للسبكي: 7/ 111 - 112، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 104 - 105، النجوم الزاهرة: 5/ 211، طبقات الحفاظ: 457 - 458، كشف الظنون: 2/ 1254، شذرات الذهب: 4/ 23 - 24، إيضاح المكنون: 1/ 599. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1259 "أحمد بن الحسن"، وهو وهم، والصحيح ما هو مثبت في أصلنا، وستأتي ترجمته برقم (1071) من هذا الكتاب.

1042 - النرسي

1042 - النَّرْسِي * الإِمام، الحافظ، محدِّث الكُوفة، أبو الغَنَائم، محمدُ بنُ علي بن ميمون، الكُوفي، المُقْرئ، ويعرف بأُبَيّ النَّرْسي. ولد سنة أربع وعشرين وأربع مئة. وأوَّل سَمَاعه سنة اثنتين وأربعين. ورحل وهو ابنُ عشرين سنة. سَمِع محمد بن علي بن عبد الرحمن العَلَوي، ومحمد بن إسحاق بن فدُويه، وأبا طاهر محمد بن العَطُّار، وغيرهم بالكوفة، وكريمة المَرْوَزية بمكَّة، وأبا إسحاق البرْمَكي، وأحمد بن محمد بن قَفَرْجَل، وأبا القاسم التَّنوخي ببغداد، وسَمِع بالشَّام. ونسخ الكثير، وخرَّج لنفسه "المُعْجم". روى عنه: الفَقِيه نَصْر المَقْدسي، والحُمَيدي، وابن الخاضِبَة، وابن ناصر، والسِّلَفي، وخَلْق. وكان يقول: ما بالكوفة أَحَدٌ من أهل السُّنَّة والحديث إلَّا أنا (¬1). قال محمد بن علي بن فولاذ الطَّبَري: سمِعْتُ أبا الغَنَائم الحافظ ¬

_ * الأنساب: 558 أ، المنتظم: 9/ 189، معجم البلدان: 5/ 280، اللباب: 3/ 221، سير أعلام النبلاء: 19/ 274 - 276، تذكرة الحفاظ: 4/ 1260 - 1261، العبر: 4/ 22، دول الإسلام: 2/ 26، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 28 - 30، الوافي بالوفيات: 4/ 143 - 144، النجوم الزاهرة: 5/ 212، طبقات الحفاظ: 458، شذرات الذهب: 4/ 29، هدية العارفين: 2/ 83. (¬1) انظر "المنتظم": 9/ 189.

يقول: كنت أقرأ القُرْآن على المشايخ وأنا صبيٌّ، فقالوا: أنت أُبَيّ. لجودة قِراءتي. وقال ابنُ ناصر: كان النَّرْسي حافِظًا ثِقة متقِنًا، ما رأينا مِثْلَه، كان يتهجَّد، ويقومُ اللَّيل، قرأ عليه ابنُ سِلَفَة حديثًا، فأنكره وقال: ليس هذا مِنْ حديثي. فكلَّمه في ذلك فقال: أعرف حديثي كلَّه، لأني نظرت فيه مرارًا، فما يخفى على منه شيء. وكان يَقْدَمَ كلَّ سنة من سنة ثمان وسبعين (¬1) في رجب فيقيم ببغداد إلى بعد العيد، وينسخ بالأُجرة، ويستعين بذلك على العِيال، وكان أبو عامر العَبْدَري يثني عليه، ويقول: خُتِم هذا الشَّأْن بأُبي (¬2). ذكره عبد الوهَّاب الأَنْمَاطي فوصَقه بالحِفْظ والإتْقان، وقال: كانتْ له مَعْرفة ثَاقِبة. توفِّي في شَعْبان سنة عشرٍ وخمس مئة (¬3). وفيها: مات مسنِدُ خُرَاسان أبو بكر عبدُ الغفَّار بن محمد الشِّيرُويي (¬4)، التَّاجر، آخر أصحاب أبي بكر الحِيري. ومسنِد العِراق ¬

_ (¬1) في "سير أعلام النبلاء": 19/ 275، و"تذكرة الحفاظ": 4/ 1261 "وتسعين". (¬2) انظر "معجم البلدان": 5/ 280. (¬3) في "الأنساب": 558 آ، وكذلك في "اللباب" 30/ 221 "توفي سنة سبع وخمس مئة". (¬4) في الأصل: الشيرزي، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1261 "عبد الغافر بن محمد الشيرازي"، وكلاهما تصحيف. وهذه النسبة إلى شيرويه: اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، انظر ترجمته في "الأنساب": 7/ 467، و "التحبير في المعجم الكبير": 1/ 464 - 468.

1043 - الحوزي

أبو القاسم عليُّ بن أحمد بن محمد بن بَيان الرَّزَّاز، وله سَبْعٌ وتسعون سنة. ومقرئ بَغْدَاد أبو الخير المبارك بن الحسين الغَسَّال الأديب، وله أكثر من ثمانين سنة. والعلَّامة فقيه بَغْدَاد أبو الخَطَّاب محفوظ بن أحمد الكَلْوَذَاني الأَزَجي الحَنْبلي، صاحب التَّصانيف، وله ثمانٍ وسبعون سنة. ومسنِد الشام أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد الحِنَّائي الدِّمَشْقي. ومسنِدُ أَذْرَبِيجان أبو القاسم محمود بن سعادة الهِلالي، السَّلَمَاسي، وقد قارب المئة. ومسند هَراة أبو الفتحِ نَصْر بن أحمد بن إبراهيم الحَنَفي الزاهد، يقال: إن شيخ الإسلام خرَّجَ له ثلاث مجلَّدات. 1043 - الحَوْزِيُّ * الحافظ، محدِّث واسط، أبو الكَرَم، خميس بن عليّ بن أحمد بن علي، الوَاسِطي، والحَوْز: مَخلَّة بشرقي واسط (¬1). سمع عليَّ بن محمد النَّديم، وأبا القاسم بن البُسْري البُنْدَار، وأبا نَصْرٍ الزَّينَبِي، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وطبقتهم. روى عنه: أحمد بن سالم المقرئ، وعبد الوهَّاب بن الحسن الفَرَضي، وأبو طاهر السِّلَفي، وأبو بكر عبد الله بن عِمْران الباقِلَّاني مقرئ العراق، وآخرون. ¬

_ * الأنساب: 4/ 269، معجم الأدباء: 11/ 81 - 83، معجم البلدان: 2/ 318، اللباب: 1/ 328، إنباه الرواة: 1/ 358 - 359، سير أعلام النبلاء: 19/ 346 - 347، تذكرة الحفاظ: 4/ 1262 - 1263، العبر: 4/ 20، بغية الوعاة: 1/ 561، طبقات الحفاظ: 458، شذرات الذهب: 4/ 27. (¬1) ظنها السمعاني في "الأنساب": 4/ 268 نسبة إلى الحويزة، قرية معروفة بنواحي البصرة، وقد استدركها عليه ابن الأثير في "اللباب": 1/ 328.

1044 - ابن السمرقندي

قال السِّلَفي: سألت خَميسًا الحَوْزي عن أهل واسط المتأخِّرين فأجابني (¬1). وكان السِّلَفي يُثْني عليه ويقول: كان عالِمًا ثِقَةً، يملي من حِفْظه حال مَنْ أسأله عنه، وكان لا يُؤْبه له. وقال ابن نقطة: كان له معرفة بالأدب والحديث، سأله الحافظ أبو طاهر السِّلَفي عن شيوخ واسط، ومن قَدِمها، وكتب جوابه في جُزْء. ولد في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة. ومات في شعبان أيضًا سنة عشر وخمس مئة بواسط. 1044 - ابن السَّمَرْقَنْدِي * الإمام، الحافظ، أبو محمد، عَبْدُ الله بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث، مفيد بغداد، وهو أخو أبي القاسم إسماعيل (¬2). وُلِدَ بدمشق ونشأ بها، ثم ببغداد. وسمع أبا القاسم الحسين بن محمد الحِنَّائي، ومحمد بن مكِّي الأَزْدي، وأبا بكر الخطيب، وعبد العزيز الكَتَّاني، وأبا الحسين بن النّقور، ¬

_ (¬1) أخرج السلفي سؤالاته في جزء، طبع في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1976 م، بتحقيق الأستاذ مطاع الطرابيشي. * المنتظم: 9/ 238 - 239، الكامل لابن الأثير: 10/ 605 - 606، سير أعلام النبلاء: 19/ 465 - 467، تذكرة الحفاظ: 4/ 1263 - 1264، العبر: 4/ 37، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 137 - 138، البداية والنهاية: 12/ 191، النجوم الزاهرة: 5/ 223، طبقات الحفاظ: 459، شذرات الذهب: 5/ 223. (¬2) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 28 - 31.

1045 - ابن الحداد

وطبقتهم. وسمع بنيسابور من الفضل بن المحب وبأصبهان من أبي منصور بن شكرويه. وعني بهذا الشَّأن، وكتَب وجَمعَ، وروى الكثير. حدَّث عنه: السِّلَفي، وذاكر بن كامل، ويحيى بن بَوْش (¬1)، وآخرون. قال السِّلَفي: كان فاضلًا عالمًا ثقَةً ذا لَسَنٍ. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: شابٌّ حافِظ؛ بالغ في الحفظ، حديد الخَاطر، لطيفُ المحاورة، كان حافظ وَقْته. وقال الدَّقَّاق: صحب ابن السَّمرقَنْدِي الخطيبَ، وتلمذ له، وكان ممن يتعصَّب للأشعري. وُلِدَ سنة أربع وأربعين وأربع مئة. وماتَ ببغداد في ربيع الآخر سنةَ ست عشرة وخمس مئة. 1045 - ابنُ الحَدَّاد * الحافظ، مُفيد أصْبَهان، أبو نُعَيم، عبيد الله بن الشَّيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن، الأَصْبَهاني. سمع أبا عمرو بن مَنْدَه، وأبا طاهر أحمد بن محمد النَّقَّاش، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1264 "يوش" -بالياء- وهو تصحيف. * المنتظم: 9/ 247، سير أعلام النبلاء: 19/ 486 - 488، تذكرة الحفاظ: 4/ 1265 - 1266، العبر: 4/ 41، مرآة الجنان: 3/ 221، طبقات الحفاظ: 459، شذرات الذهب: 4/ 56.

وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وطبقتهم. ورحل فسمع أبا بكرٍ بن خَلَف، وموسى بن عِمْران الأنْصَاري، وأبا عبد الله العُمَيري، وأبا عبد الله بن طلحة النِّعَالي (¬1)، ورزق الله التَّميمي، وخلقًا. روى عنه: طائفة قليلة، ولعفيفة الفَارْفَانية (¬2) منه إجازة. قال محمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق: وبأَصْبَهان لي صديقٌ وهو أبو نُعَيم بن الحَدَّاد، أحد العُلَماء في فنونٍ كثيرة، بلغ مَبْلَغ الإمامة بلا مُدَافعة، وله عندي أيادٍ كثيرة، وجَمَعَ ما لم يجمعْه أحدٌ من أقرانه من الكتب الكثيرة والسَّمَاعات، صَدُوقٌ في جَمْعِهِ وكتبه، أمينٌ في قراءته. ولد في سنة ثلاث وستين وأربع مئة. ومات في جُمَادى الأُولى سنة سَبْع عشرة وخمس مئة. وفيها: مات مسنِد بغداد المقرئ أبو سعْدٍ أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الطُّيوري، أخو أبي الحسين المبارك بن عبد الجَبَّار الصَّيرَفي. والمسند أبو محمد حمزة بن العَبَّاس بن علي العَلَوي الحُسيني الأَصْبَهاني. والمسند أبو نَهْشَل عبد الصَّمَد بن أحمد العنبري الأَصْبَهاني. والمسنِدُ أبو الغَنَائم محمد بن محمد المُهْتَدِي بالله الخَطِيب. والمحدِّث أبو الحسن محمد بن مرزوق الزَّعْفَرَاني البَغْدَادي، وله خمس وسَبْعون سنة. ومسنِدُ مِصْر أبو صادق مُرْشد بن يحيى بن القاسم المَدِيني، ثم المِصْري. والمسند أبو عِمْران موسى بن أبي تَلِيدٍ الشَّاطبي. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1265 "الثعالبي"، وهو تصحيف. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1265 "الفارقانية"، وهو تصحيف، وهذه النسبة إلى فارفان، قرية من قرى أصبهان، "اللباب": 2/ 190.

1046 - السمعاني

1046 - السَّمْعَاني * الإمام، الحافظ الأوْحد، أبو بكر، محمد بن أبي المُظَفَّر منصور بن محمد بن عبد الجَبَّار، التميمي، المَرْوَزي، والد الحافظ أبي سَعْد. سمع أباه العَلَّامة أبا المُظَفَّر، وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصَّفَّار، وأبا علي نَصْر الله بن أحمد الخشْنامي، وعبد الواحد بن أبي القاسم القُشْيري، وثابت بن بُنْدَار البَقَّال، والمبارك بن الطُّيوري، وأبا البقاء الحَبَّال، وأبا بكر أحمد بن محمد بن الحافظ ابن مَرْدُويه، وخَلْقًا بمرو ونَيسَابور وأَصْبَهان والكُوفة والحرَمين وغير ذلك. روى عنه: رفيقه أبو طاهر السِّلَفي، وأبو الفتوح الطَّائي، وأهل مرو. وقد ذكر له ابنه أبو سعد ترجمةً حَسَنة. وقال: نَشَأ في عِبَادة وتحصيل، وبَرَعَ في الأدب والفِقْه والخِلاف، وزاد على أقرانه بعِلْم الحديث ومعرفة الرِّجال والأنساب والتَّاريخ، وطرَّز فَضْله بمجالس تذكيره ¬

_ * الأنساب: 7/ 140 - 141، المنتظم: 9/ 188، اللباب: 1/ 563، الكامل: 10/ 524، إنباه الرواة: 3/ 216 - 217، وفيات الأعيان: 3/ 210 - 211، تذكرة الحفاظ: 4/ 1266 - 1268، العبر: 4/ 22 - 23، دول الإسلام: 2/ 26، الوافي بالوفيات: 5/ 75، مرآة الجنان: 3/ 200، طبقات الشافعية للسبكي: 7/ 5 - 11، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 31 - 32، البداية والنهاية: 12/ 180، طبقات الحفاظ: 459 - 460، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 257 - 261، شذرات الذهب: 4/ 29 - 30.

1047 - ابن عطية

الذي تُصَدَّع صُمُّ الصخور عند تحذيره، ونَفَقَ سوق تقواه عند الملوك والأكابر. وقال أيضًا: رَحَل بي وبأخي سَنَة تسع وخمس مئة إلى نَيسَابور، فسمِعْنا من الشِّيرُويي (¬1)، وقد أملى مئة وأربعين مجلسًا بجامع مَرْو، وكل مَنْ رآها اعترف له أنه لم يُسْبق إلى مثلِها، وكان يَعِظ وَيرْوي في وعظه الحديث بأسانيده، وقد طلب مَرَّة من أهل المجلس لفُرَّاء مجلسه فتهيأ لهم من الحاضرين ألف دينار، سمِعْتُ إسماعيل بن محمد بن الفَضْل يقول: لو صرف والِدُك هِمَّته إلى هَدْم هذا الجدار لسقط. توفي في صفر سنة عشر وخمس مئة، وله ثلاث وأربعون سنة. 1047 - ابن عَطِيَّة * الإمام، الحافظ، أبو بكر، غالب بن عبد الرَّحمن بن غالب بن تمام بن عَطِيَّة، المُحَارِبي، الغَرْناطي، الأندلسي، والد العلَّامة المُفَسِّر أبي محمد عبد الحق بن غالب (¬2). روى عن: أبيه، والحسن بن عبيد الله الحَضْرمي المقرئ، والحافظ أبي علي الغَسَّاني. ¬

_ (¬1) في الأصل: الشيرازي، وهو تحريف. وانظر حاشيتنا رقم (4) ص 34. * فهرس ابن عطية: 41 - 56، الصلة: 2/ 457 - 458، بغية الملتمس: 441، سير أعلام النبلاء: 19/ 586 - 587، تذكرة الحفاظ: 4/ 269 - 1270، العبر: 4/ 43، الديباج المذهب: 175، 219، طبقات الحفاظ: 460، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 23 - 24، شذرات الذهب: 4/ 59، شجرة النور الزكية: 1/ 129. (¬2) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 19/ 587 - 588.

وحج سنة تسع وستين وأربع مئة، ولقي أبا مكتوم بن أبي ذَرّ، وأبا عبد الله الحسين بن علي الطَّبَري -فحمل عنهما الصَّحيحين- وأخذ بمصر عن أبي الفَضْل عبد الله بن الحسين الجوْهَري، ورأى أبا عمر بن عبد البَرّ. روى عنه: طائفة؛ آخرهم عبد الحقِّ بن بُونه. ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطَّبقة الثالثة عشرة من الحُفَّاظ. وقال ابن بَشْكوال: كان حافظًا للحديث وطرُقِهِ وعِلله، عارفًا بأسماء رجاله ونَقلَته، ذاكرًا لمتونه ومعانيه. قرأتُ بخط بعض أصحابنا أنه سمع أبا بكر بن عَطِية يذكر أنه كرر على (¬1) "صحيح" البُخَاري سَبْع مئة مرة، وكان أديبًا شاعرًا لغويًّا دَيِّنًا فاضلًا، أكثر عنه النَّاس، وكُفَّ بصره في آخر عُمُره، وكتب إلينا بإجازة ما رواه. وتوفِّي بغَرْنَاطة في جُمَادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمس مئة (¬2). وفيها: توفِّي العلامة أبو الفَضْل أحمد بن محمد بن أحمد النَّيسَابوري المَيدَاني النَّحْوي، صاحب التَّصانيف. ومسنِد سَمَرْقَنْد الخطيب أبو إبراهيم إسحاق بن محمد بن إبراهيم النُّوْحي النَّسَفي الحَنَفِي. وشيخ الشَّافعية بمِصْر أبو الفتح سُلْطان بن إبراهيم بن مُسْلم المَقْدسي، وله بضع وسبعون سنة. والمعمَّر أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم، الأَصْبَهاني الذَّهبي الصَّبَّاغ المعروف ¬

_ (¬1) لم يرد في "الصلة" لفظ "على". (¬2) "الصلة": 2/ 458.

1048 - الإسحاقي

بالدَّشتج، آخر أصحاب أبي نُعَيْم الحافظ. ومسنِدُ نَيسَابور أبو القاسم الفَضْل بن محمد بن أحمد بن أبي منصور الأَبيوَرْدِي العَطَّار. وقد مات أبو محمد عبد الحق بن غالب (¬1)، صاحب التَّفْسير سنةَ اثنتين وأربعين وخمس مئة، والله أعلم. 1048 - الإِسْحَاقي * المحدِّث، الحافظ، أبو العلاء، صاعد بن سيَّار بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم، الهَرَوي، الدَّهَّان. حدَّث لما حَجَّ ببغداد عن: أبي إسماعيل الأَنْصَاري، وأبي عامر الأَزْدي، وعلي بن فَضَّال المُجَاشِعي الأديب، وطبقتهم. قرأ عليه ابنُ ناصر "جامع التِّرْمِذِي"، فسمعه منه أبو الفرج بن كُليب. وقال أبو موسى المَدِيني: أخبرنا الحافظ أبو العلاء صاعد بن سَيَّار الإِسْحَاقي الهَرَوي، قَدِمَ علينا أَصْبَهان. وقال أبو سَعْدٍ السَّمْعَاني: كان حافظًا متقِنًا، واسمع الرِّواية، كَتَب الكثير، وجمع الأبواب، وعرف الرِّجال، ولي عنه إجازة، وحدَّثنا عنه ابنُ ¬

_ (¬1) هو ابن المترجم، انظر حاشيتنا رقم (2) ص 40. * الأنساب: 1/ 223 - 224، المنتظم: 9/ 262، اللباب: 1/ 41، سير أعلام النبلاء: 19/ 590، تذكرة الحفاظ: 4/ 1270 - 1271، العبر: 4/ 46 - 47، مرآة الجنان: 3/ 225، البداية والنهاية: 12/ 197، الجواهر المضية: 1/ 260، طبقات الحفاظ: 460 - 461، شذرات الذهب: 4/ 61.

1049 - الشنتريني

ناصر، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضْل، وأبو المعمر الأَنْصَاري. قال: ومات بقَرْية غُورَج على باب هَرَاة في ذي القَعْدة سنة عشرين وخمس مئة (¬1). وفيها: مات بالأندلس مُسْنِدان مَشْهوران: أبو محمد عبد الرَّحْمن بن محمد بن عَتَّاب القُرْطُبي، وله سبْع وثمانون سنة. وأبو بحر سُفْيان بن العاص بن أحمد بن العاص الأَسَدي، نزيل قُرْطُبة. وقاضي الجماعة بقُرْطُبة شيخ المالكية أبو الوليد محمد بن أحمد بن رُشْد القُرْطُبي، صاحب التَّصانيف. ومسنِد مِصْر الإمام أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السّعِيدي النَّحْوي، راوي "الصَّحيح" عن كريمة (¬2)، وله مئة عام وأشهر. وشَيخُ المالكية بالثَّغْر أبو بكر محمد بن الوليد الفِهْري الطُّرْطُوشي الأندلسي، وله سَبْعون سنة. 1049 - الشَّنْتَرِيني * الإمام، الحافظ، أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن سعيد بن سليمان بن يَرْبُوع، الأَنْدَلُسي، الإشْبيلي، محدِّث قُرْطُبة. ¬

_ (¬1) انظر "الأنساب": 1/ 223 - 224. (¬2) كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية، عالمة صالحة، توفيت بمكة سنة (463) هـ، انظر "المنتظم": 8/ 270. * الصلة: 1/ 293 - 294، معجم الصدفي لابن الأبار: 215 - 216، سير أعلام النبلاء: 19/ 578 - 579، تذكرة الحفاظ: 4/ 1271 - 1272، العبر: 4/ 51، طبقات الحفاظ: 461: شذرات الذهب: 4/ 66، إيضاح المكنون: 1/ 113، 2/ 402، هدية العارفين: 1/ 454.

سمع حاتم بن محمد، وأبا مروان بن سِراج، وأبا علي الغَسَّاني، وطبقتهم. وسمع "صحيح البُخَاري" من محمد بن أحمد بن مَنْظور، وأجاز له أبو العَبَّاس بن دِلْهاث العُذْري. قال خَلَف بن بَشْكُوال: كان حافِظًا للحديث وعِلله، عارفًا برجاله، وبالجَرْح والتَّعْديل، ضابطًا ثِقَةً، كثيرَ الحديث، صَحِبَ أبا علي الغَسَّاني واختَصَّ به، وكان أبو علي يفضِّله، ويصفه بالذَّكاء والمَعْرفة، صنَّف "الإقليد في بيان الأسانيد"، وكتاب "معرفة أسانيد المُوَطَّأ" (¬1) وكتاب "البَيَان عَمَّا في كتاب أبي نَصْرٍ الكَلابَاذِي من النُّقْصَان" وكتاب "المنْهاج في رجال مُسْلم"، سمعت منه. ومات في صفر سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وله ثمان وسَبْعون سنة (¬2). وفيها: مات عالم ما وراء النَّهْر أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي السَّمَرْقَنْدي الحَنَفي. ومسند نَيسَابور أبو القاسم سَهْل بن إبراهيم المَسْجِدي السُّبْعي (¬3). ¬

_ (¬1) في "الصلة": "تاج الحلية وسراج البغية في معرفة أسانيد الموطأ". (¬2) انظر "الصلة": 1/ 293 - 294. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1272 "الشيعي"، وهو تصحيف، وإنما قيل له السبعي؛ لأن والده كان يقرأ كل يوم سُبْعًا من القرآن الكريم بمسجد المطرز، ولمن يقرأ القرآن في هذا المسجد وقف يستحقه. انظر "الأنساب": 7/ 32.

1050 - العبدري

1050 - العَبْدَري * الإمام، الحافظ، العلامة، [أبو عامر] (¬1)، محمد بن سَعْدون بن مُرَجَّى، القُرَشي، المَيُورْقي، الأَنْدَلُسي. ولد بقُرْطُبة، وسكن بغداد، ومات بها. وسمع أبا عبد الله مالك بن أحمد البانِياسي، ورزق الله التميمي، وأبا الفَضْل بن خَيرون، وطِرَاد بن محمد الزَّينَبي، وأبا عبد الله الحُمَيدي، وطبقتهم. وكان فقيهًا ظاهريًّا من أعيان الحُفَّاظ. حدَّث عنه: ابن عساكر، ويحيى بن بَوْش (¬2)، وأبو الفتح المنَدائي، وجماعة. ذكره ابن الدَّبَّاغ في الطبقة الثانية عشرة من الحُفَّاظ. وقال القاضي أبو بكر بن العربي: هو أنبل من لَقِيته (¬3). ¬

_ * الصلة: 2/ 564، المنتظم: 10/ 19، معجم البلدان: 5/ 246 - 247، سير أعلام النبلاء: 19/ 579 - 583، تذكرة الحفاظ: 4/ 1272 - 1274، العبر: 4/ 57، الوافي بالوفيات: 3/ 93 - 94، البداية والنهاية: 12/ 201 - 202، طبقات الحفاظ: 461 - 462، نفح الطيب: 2/ 138 - 139، شذرات الذهب: 4/ 70. (¬1) في الأصل: الحافظ، وهي مكررة، وما بين حاصرتين من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1272. (¬2) في الأصل: يونس، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1274، " يوش"، وكلاهما تصحيف. (¬3) "الصلة": 2/ 564.

وقال ابنُ ناصر: كان فَهِمًا عالمًا، متعفِّفًا مع فَقْره، وكان يذهب إلى أَنَّ المناولة كالسَّمَاع. وقال السِّلَفي: كان من أعيان عُلَماء الإسلام بمدينة السَّلام، متصرفًا في فنون من العلوم أدبًا ونَحْوًا ومَعْرفةً بالإنساب، وكان داوديَّ المذهب، قُرَشى النَّسب، كتبَ عني وكتبتُ عنه. وقال ابنُ نُقْطة: هو إمام حافِظ، متقِن، عالم بالحديث واللُّغَة، من أهل الطاهر، حدَّثني أحمد بن أبي بكر بن البَنْدَنيجي قال: لما مات أبو عامر العَبْدَري قال أبو الفَضْل بنُ ناصر الحافظ حين دُفِن: خَلا لك الجوُّ فَبِيضي واصْفِرِي (¬1)، مات أبو عامر حافظُ أحاديث رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَمَنْ شاء فَلْيَقلْ ما شاء. وقال ابنُ عساكر: كان داوديًّا، وكان أحفظَ شيخٍ لَقِيتُه. ثم إنه حَطَّ عليه، وحكى عنه أشياء لا تَثْبُت عنه، وذكر عنه أَنَّه قال: لقد عَلِمْتُ من عِلْم الحديث ما لم يعْلَمْه غيري ممن تقدَّم، وإني لأعلم من "صحيح" البخاري ومُسْلم ما لم يعلماه. ثم قال ابنُ عساكر: كان بَشِعَ الصُّورة، زَرِيَّ اللِّباس. وقال أبو سَعْد السَّمْعَاني: هو حافِظ مبرِّزٌ في صَنْعة الحديث، داوديَّ المَذْهب، نسخَ الكثير، وكان يسمع وينسخ. وقال ابنُ ناصر: كان يتحدَّث وقتَ السَّمَاع ويقول: يكفيني حضورُ المجلس. ومَذْهَبُه في القُرْآن مذهبُ سُوءٍ. ¬

_ (¬1) في الأصل: خلا لك البر، وهو وهم، انظر "مجمع الأمثال": 1/ 239.

1051 - عبد الغافر

مات في ربيع الآخر سنةَ أربعٍ وعشرين وخمس مئة. وفيها: ماتَ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تُوْمَرْت الذي ادَّعى أنه المَهْدي المَعْصُوم. ومسنِدُ أَصْبَهان إسماعيل بن الفضل بن الإخْشِيذ السَّرَّاج. ومقرئ بَغْدَاد وشاعِرُها أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهَّاب الدَّبَّاس. ومسنِدَة الوَقْت بأَصْبَهان فاطمة بنت عبد الله بن أحمد، أم الخير الجُوْزدانِيَّة، وكانت قد تفرَّدَتْ بالرِّواية عن ابن ريذَة (¬1). والمسند أبو الأعز قراتكين بن أسعد البَغْدَادي. ومسنِد مَرْو أبو منصور محمدُ بنُ علي بن محمود المَرْوَزِيُّ، الكُرَاعي. ومحدِّث دمشق الأمين أبو محمد هِبَةُ الله بن أحمد الأَنصَاري ابن الأَكْفَاني، جامع الوَفَيات، وله ثمانون سنة. والمسنِد أبو سعد هِبَةُ الله بن القاسم بن عطاء المِهْرَاني النَّيسَابوري. 1051 - عَبْدُ الغَافِر * ابن إسماعيل بن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد، الحافظ، الإمام، أبو الحسن الفَارِسي، ثم النَّيسَابوري، صاحب "تاريخ ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1275 "ريزه"، وهو تصحيف. * التحبير في المعجم الكبير: 1/ 507 - 509، وفيات الأعيان: 3/ 225، تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي: ج 4 / ق 2/ 1133 - 1134، سير أعلام النبلاء: 20/ 16 - 17، تذكرة الحفاظ: 4/ 1275 - 1276، العبر: 4/ 79، مرآة الجنان: 3/ 256، طبقات الشافعبة للسبكي: 7/ 171 - 173، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 275 - 276، البداية والنهاية: 12/ 235، كشف الظنون: 1/ 308، 2/ 1602، شذرات الذهب: 4/ 93، هدية العارفين: 1/ 587، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: 6/ 245 - 246.

نَيسَابور" (¬1)، وكتاب "مَجْمع الغَرَائبُ" (¬2)، و"المُفْهِمُ لِشَرْح مُسْلم". ولد سنة إحدى وخمسين وأربع مئة. وسمع جدَّه لأمِّه الأستاذ أبا القاسم القُشَيري، وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزْهَري، وأبا نَصْر عبد الرحيم بن علي التَّاجر، ومحمد بن عُبيد الله الصَّرَّام، وعبد الحَميد بن عبد الرَّحمن البَحِيري، وخَلْقًا كثيرًا. وأجاز له أبو سَعْد الكَنْجَرُوذِي، وأبو محمد الجَوْهري، وغيرهما. وتفقَّه بإمام الحرمين؛ ولَزِمَه أربع سنين، ورحل إلى خُوارِزْم، وإلى الهِند، ولي الخَطَابة بنَيسَابور، وكان من أعيان أهل الحديث، بصيرًا باللغة، فصيحًا، بليغًا، عَذْبَ العِبارة. حدَّث عنه: أبو سعد عبد الله بن عمر الصَّفار، وطائفة. وروى عنه ابنُ عساكر بالإِجازة. مات سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وله ثمان وسَبْعون سنة. وفيها: مات المحدِّث العلامة قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خَلَف، ابن الحاجّ التُّجِيبي القُرْطِبِي، أثنى عليه ابن بَشْكُوال (¬3). ¬

_ (¬1) هو "السياق لتاريخ نيسابور" ذيل به على تاريخ نيسابور للحاكم. (¬2) "مجمع الغرائب ومنبع الرغائب"، مجموعة أحاديث، انظر مظان نسخه الخطية في التاريخ الأدب العربي" لبروكلمان" 6/ 245 - 246. (¬3) انظر "الصلة": 2/ 580 - 581.

1052 - الغازي

1052 - الغَازِيُّ * الإمام، الحافظ، أبو نَصْرٍ، أحمدُ بنُ عمرَ بنِ محمد بن عبد الله، محدِّث أصبهان. ولد بها في سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مئة. وسمع أبا الحسين بن النَّقور، وعبد الرحمن بن مَنْدَه، وأبا القاسم بن البُسْري، وشيخ الإسلام الأنْصاري، وأبا عامر الأزْدي، وطبقتهم. حدَّث عنه: السَّمْعَاني، والسِّلَفي، وأبو موسى المَدِيني، وآخرون. قال السلفي: كان من أهل المَعْرفة والحِفْظ، سمِعْنَا بقراءته كثيرًا، وأملى عليَّ شيئًا. وقال السَّمْعَاني: ثِقَة، ديِّنٌ، حافظ، واسع الرِّواية، كتبَ الكثير، وحصَّل الكُتُبَ، ما رأيتُ في شيوخي أكثر رِحْلَةً منه. وقال أيضًا: سَمِعْتُ عليه الكثير، ونقلت من تخاريجه (¬1)، وكان جَمَاعةٌ من أصحابنا يفضِّلونه على الحافظ إسماعيل بن محمد التَّيمي (¬2) في الإتقان والمَعْرفة، ولم يبلغ هذا الحد، لكنه كان أعلى سَنَدًا من التيمي. ¬

_ * الأنساب: 9/ 115 - 116، المنتظم: 10/ 73 - 74، سير أعلام النبلاء: 20/ 8 - 9، تذكرة الحفاظ: 4/ 1276 - 1277، العبر: 4/ 86 - 87، الوافي بالوفيات: 7/ 262 - 263، طبقات الحفاظ: 462 - 63، ، شذرات الذهب: 4/ 98. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1276 "تاريخه"، وهو تحريف. (¬2) ستأتي ترجمته عقب هذه الترجمة برقم (1053).

1053 - التيمي

توفي في رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة. وفيها: مات الفَقِيه محدِّث الأندلس أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أحمد بن حافظ الأندلس بقيّ بن مَخْلد القرْطُبي. والفقيه أبو سَعْدٍ إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المُؤَذِّن. والإمام أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأصبهاني الخَلَّال الأديب. ورفِيقُه المُسْنِد أبو الفَرَج سعيد بن أبي الرَّجاء الصَّيرَفي السِّمْسَار. والمسنِدُ أبو المظَفَّر عبد المنعم بن أبي القاسم القُشَيري. والأمين أبو منصور عليُّ بن علي بن عُبَيد الله البَغْدادي ابن سكينة. وففيه الكَرَج أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد الكَرَجي الشَّافعي. ومحدِّث الأنْدَلس أبو الحسن يونس بن محمد بن مُغِيث القُرْطُبي، وله خَمْسٌ وثمانون سنة. 1053 - التَّيمِيُّ * الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام، أبو القاسم، إسماعيل بن محمد بن الفَضْل بن عليّ، القُرشي، الأَصْبَهاني، الملَقب بقِوَام السُّنَّة، صاحب "التَّرغِيب والتَّرْهِيب". ¬

_ * الأنساب: 3/ 368 - 369، المنتظم: 10/ 90، اللباب: 1/ 252، الكامل: 11/ 80، مرآة الزمان: 8/ 107، سير أعلام النبلاء: 20/ 80 - 88، تذكرة الحفاظ: 4/ 1277 - 1281، العبر: 4/ 94 - 95، دول الإسلام: 2/ 39، الوافي بالوفيات: 9/ 211، مرآة الجنان: 3/ 263، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 359 - 361، البداية والنهاية: 12/ 217، النجوم الزاهرة: 5/ 267، طبقات المفسرين للسيوطي: 8، بغية الوعاة: 1/ 455، طبقات الحفاظ: 463 - 464، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 112 - 114، كشف الظنون: 1/ 400، شذرات الذهب: 4/ 105 - 106، هدية العارفين: 1/ 211، الرسالة المستطرفة: 57، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: 6/ 39 - 40.

ولد سنة سَبْعٍ وخمسين وأربع مئة. وسمع أبا عمرو بن مَنْدَه، وعائشة بنت الحسن، وإبراهيم بن محمد الطيَّان (¬1)، وأبا منصور بن شكرويه، وأبا عيسى عبد الرَّحمن بن محمد بن زياد، وأصحاب ابن مَنْدَه، وابن خرَّشيذ قُوْلَة، وأبا بكر (¬2) بن مَرْدُويه، وسمع ببغداد أبا نصرٍ الزَّينَبي، وبنيسابور: أبا نَصْرٍ محمد بن سهل السَّرَّاج، وسمع بعدَّة مدائن، وجاوَرَ سنة، وأملى، وصنَّف التَّصانيف. حدَّث عنه: أبو سَعْد السَّمْعَاني، والسِّلَفي، وابن عساكر، وأبو موسى المَدِيني، ويحيى بن محمود الثَّقَفي، وأبو المجد زاهر الثَّقَفي، والمُؤَيَّد بن الأُخوة، وخَلْقٌ. أثنى عليه أبو موسى المَدِيني ثناءً عظيمًا، وقال: أبو القاسم الحافظ إمام أئمة وقته، وأُستاذ عُلَماء عَصْره، وقُدْوة أهل السُّنَّة في زمانه، حدَّثنا عنه جماعة في حال حياته. قال: ولا أعلم أحدًا عابَ عليه قَوْلًا ولا فِعْلًا، ولا عانَدَه أحدٌ إلا وَنَصره الله، وكان نَزِهَ النَّفْس عن المطامع، لا يدخلُ على السَّلاطين، ولا على مَنْ اتصل بهم، قد أخلى دارًا من مُلْكه لأهل العِلْم مع خفَّة ذاتِ يدهِ، ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عده، أملى ثلاثة آلاف وخمس مئة مجلس، وكان يملي على البديهة. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1278 "الطيار"، وهو تحريف. (¬2) في الأصل: أبي، وهو وهم.

وقال يحيى بن مَنْدَه: كان حَسَن الاعتقاد، جميل الطَّريقة، قليل الكلام، ليس في وَقْته مِثْلُه. وقال أبو المناقب محمد بن حمزة العَلَوي: حدَّثنا الإمام الكبير، بديعُ وقته، وقريع دَهْره (¬1)، أبو القاسم إسماعيل بن محمد. وقال عبد الجليل بن محمد كوتاه: سَمِعْتُ أئمة بغداد يقولون: ما رَحَل إلى بغداد بعد الإِمام أحمد أفضلُ وأحفظُ من إلإِمام إسماعيل. وقال أبو سَعْد السَّمْعَاني: هو أُستاذي في الحديث، وعنه أخذت هذا القَدْر، وهو إمامٌ في التَّفْسير والحديث واللُّغَة والأدب، عارِفٌ بالمتون والأَسانيد، كنتُ إذا سَأَلْته عن المشكلات أجاب في الحال، وَهَبَ (¬2) أكثرَ أُصوله في آخر عُمُره، وأملى بالجامع قريبًا من ثلاثة آلاف مَجْلس (¬3)، وكان أبي يقول: ما رأيتُ بالعراق مَنْ يعرف الحديث ويفهمه غير اثنين: إسماعيل الجُوزي (¬4) بأصْبَهان، والمؤْتَمن ببغداد (¬5). ¬

_ (¬1) أي رئيسه، "اللسان": (قرع). (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1280 "ذهب"، وهو تحريف. (¬3) انظر "الأنساب": 3/ 368. (¬4) نسبة إلى الجوزي -بالضم- وهو الطير الصغير بلسان أهل أصبهان، ولعل المصنف لم يورد هذه النسبة في صدر ترجمته لعلمه بأن التيمي كان يكرهها، كما ذكر ذلك السمعاني في "الأنساب": 3/ 368: "وسمعت أنه كان يكره هذه النسبة ... ولولا شهرته بين أهل بلده بهذه النسبة ما ذكرتها". (¬5) مرت ترجمته برقم (1033) من هذا الكتاب.

قال أبو سَعْد: تلمذتُ له، وسَأَلْتُه عن أحوال جماعةٍ، وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يُثني عليه، وقال: رأيتُه، وقد ضَعُفَ وساء حِفْظُه. وقال الدَّقَّاق في "رسالته": كان عديم النَّظير، لا مِثْلَ له في وَقْته، كان ممن يُضْرب به المَثَل في الصَّلاح والرَّشَاد. وقال السِّلفَي: كان فاضلًا في العربية، ومَعْرفة الرِّجال. سمعت أبا عامر العَبْدَري يقول: ما رأيتُ أحدًا قَطُّ مِثْلَ إسماعيل، ذاكَرْته فرأيته حافِظًا للحديث، عارِفًا بكل عِلْم، متفَنِّنًا، استعجل علينا بالخروج (¬1)، وسمِعْتُ أبا الحسين بن الطُّيوري غيرَ مرَّة يقول: ما قدِمَ علينا من خُرَاسان مِثْلُ إسماعيل بن محمد. وقال أبو موسى في ذكر مَنْ هو على رأس المئة الخامسة: لا أعلم أحدًا في ديار الإسلام يَصْلُح لتأويل الحديث إلا إسماعيل الحافظ. قال: وقد قرأ برواياتٍ على جماعةٍ من القُرَّاء، وصف في التفسير والمعاني والإعراب كُتُبًا بالعربية والفارسية. قال: وله التفْسير في ثلاثين مجلَّدًا (¬2) سمَّاه " الجامع"، وله تفسير آخر في أربع مجلَّدات، و"الموضح" في التفسير في ثلاث مجلَّدات، وكتاب "المُعْتمد" في التفسير عشر مجلَّدات، وكتاب "السُّنَّة" مجلَّد، وكتاب "سِيَر السَّلَف" (¬3) ¬

_ (¬1) في "سير أعلام النبلاء": 20/ 85 "استعجل عليه بالخروج". (¬2) في "تذكرة الحفاظ" 4/ 1280 "في ثلاث مجلدات"، وهو وهم. (¬3) انظر مظان نسخه الخطية في "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: 6/ 40.

مجلَّد ضخم. وكتاب "دلائل النُّبوة" مجلَّد، و"المغازي" مجلَّد، وأشياء كثيرة. قال: وكان أبوه أبو جعفر صالحًا وَرِعًا، سَمِعَ من سعيد العَيَّار، وقرأ القرآن على أبي المُظَفَّر بن شبيب، ومات في سنة إحدى وتسعين وأربع مئة. قال: ووالدته من أولاد طلحة، أحد العَشَرة. وقال: سمِعْتُ من يحكي عنه في اليوم الذي قُدِمَ بولده مَيتًا، وجلس للتعْزية أنه جَدَّد الوضوء في ذلك اليوم مرَّاتٍ نحو الثلاثين، كل ذلك يصلي رَكْعتين، وسمِعْتُ بعضَ أصحابه يقول: إنه كان يُمْلي شرح "صحيح مُسْلم" عند قَبْر وَلَده أبي عبد الله، ويوم تمامه عَمِلَ مائدةً. وكان ابنُه أبو عبد الله وُلدَ سنة خمس مئة، ونشأ وصار إمامًا في اللُّغة والعلوم حتى ما كان يتقدَّمه كبيرُ أحدٍ في الفصاحة والبَيَان والذكاء، وكان أبوه يفضلُه على نَفْسه في اللغَة وَجَرَيان اللِّسان، وكان أمَلى جُمْلة من شرح "الصحيحين"، وله تصانيف كثيرة مع صِغَر سِنِّه، مات بهَمَذَان سنة ست وعشرين، وفَقَدَه أبوه (¬1). قال أبو موسى: أصمت أبو القاسم في صفر سنة أربع وثلاثين، ثم فلِجَ بعد مُدَّة، ومات يوم الأَضْحى سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، واجتمع في جِنَازته جَمْعٌ لم أرَ مِثْلَهم كثرةً. وقال ابنُ ناصر: حدَّثني أبو جَعْفر محمد بن الحسن بن أخي ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1280 "وبعده أبوه"، وهو تحريف.

إسماعيل الحافظ، حدَّثَني أحمد الأسْوَارِي الذي تولى غَسْل عَمِّي، وكان ثِقَةً، أنه أراد أن ينحِّيَ عن سَوْأته الخِرْقة لأجل الغُسْل، قال: فجبذَها إسماعيلُ بيده، وغطَّى فَرْجَه. فقال الغاسل: حياةٌ بعد مَوْت (¬1)؟ ! . وقد مات في سنة خمسٍ وثلاثين البديع أبو علي أحمد بن سَعْدٍ العِجْلي الهَمَذَاني الفَقِيه، وله سبع وسبعون سنة (¬2). والعلَّامة أبو عبد الله جَعْفر بن محمد بن مَكَي بن أبي طالب القَيسي القُرْطُبي البَغْدَادي اللُّغوي، وله أكثر من ثمانين سنة. والمحدِّث أبو الحسن رَزِين بن معاوية بن عَمَّار العَبْدَري السَّرَقُسْطي، مؤلِّف "جامع الصِّحاح"، جاور بمكة، وسمع من الطبري، وابن أبي ذَرّ. والمسنِدُ أبو منصور عَبْدُ الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشَّيبَاني البَغْدَادي القزَّاز. والمُسْنِدُ أبو الفتوح عَبْدُ الوهّاب بن شاه بن أحمد الشَّاذْياخي. والمسنِدُ أبو الحسن محمد بنُ أحمد بن محمد بن عبد الجَبَّار بن توبة الأسديّ العُكْبَري. وأخوه أبو منصور عبد الجَبَّار. ومسنِد الدُّنيا القاضي أبو بكرٍ محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري الحَنْبلي البَزَّاز، ويعرف بقاضي المَرَستان، وشيخ الصُّوفية أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهَمَذَاني، نزيل مَرْو. ¬

_ (¬1) انظر "المنتظم": 10/ 90. (¬2) في الأصل: وله سبعون سنة، وهو وهم، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1281، وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 95، 144 - 145، وفي "ولد سنة ثمان وخمسين وأربع مئة".

1054 - الأنماطي

1054 - الأَنْمَاطِيُّ * الحافظ، أبو البركات، عبد الوَهّاب بن المبارك بن أحمد، البَغْدَادي، محدِّث بغداد. ولد سنةَ اثنتين وستين وأربع مئة. وسمع أبا محمد بن هَزَارْمَرْد الصَّرِيفيني، وأبا الحسين بن النَّقور، وعبد العزيز بن علي الأَنْمَاطي، وعلي بن أحمد البُنْدار، ومَنْ بعدهم، وَكَتَبَ الكثير، وسَمِعَ العالي والنَّازل حتى إنه قرأ على ابن الطُّيوري جَمِيعَ ما عنده. روى عنه: ابنُ ناصر، والسِّلَفي، وابن عساكر، وأبو موسى المَدِيني، وأبو سَعْد السَّمْعَاني، وأبو الفَرَج بن الجَوْزي، وأبو أحمد بن سُكينة، وعبد العزيز بن الأخضر، وعبد الوَهّاب بن أحمد بن هَدِيَّة (¬1)، وغيرهم. قال السَّمْعَاني: هو حافِظٌ، ثِقَةٌ، متقن، واسعُ الرّواية، دائم البِشْر، سريعُ الدَّمْعة عند الذِّكْر، حَسَنُ المُعَاشرة، جَمَعَ الفوائد، وخرَّج ¬

_ * المنتظم: 10/ 108 - 119، مناقب الإمام أحمد: 529، صفة الصفوة: 2/ 498 - 499، ذيل تاريخ بغداد: 1/ 380 - 384، سبر أعلام النبلاء: 20/ 134 - 137، تذكرة الحفاظ: 4/ 1282 - 1284، العبر: 4/ 104، دول الإسلام: 2/ 40، البداية والنهاية: 12/ 219، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 201 - 203، طبقات الحفاظ: 464 - 465، شذرات الذهب: 4/ 116 - 117. (¬1) في "تبصير المنتبه": 4/ 1450 "عبد الرحمن بن أحمد بن هدية"، وكذلك في "سير أعلام النبلاء": 20/ 135، والذي في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1282 يوافق ما في أصلنا، إلا أن هدية تصحفت إلى هدية- بالباء الموحدة.

التخاريج، لعلَّه ما بقي جُزْءٌ مَرْويٌّ إلَّا وقد قرأه، وحصَّل نسخته، وَنَسَخَ الكُتُبَ الكبار مثل "الطبقات" لابن سَعْد، و "تاريخ الخطيب"، وكان متفرِّغًا للتحديث: إما أن يُقرأ عليه أو ينسخ شيئًا، وكان لا يجوِّز الإجازة على الإجازة، وصنَّف في ذلك. وقال السِّلَفي: كان عبد الوهَّاب رفيقنا حافظًا، ثِقَةً، لديه مَعْرفة جيدة. وقال ابنُ ناصر: كان بقيةَ الشُّيوخ، سَمِعَ الكثير، وكان يَفْهم، مضى مستورًا، وكان ثقة، ولم يتزوَّج قَطٌّ. وقال ابن الجَوْزي: كنت أقرأ عليه وهو يبكي، فاستفدْتُ ببكائه أكثر من استفادتي بروايته، وكان على طريقة السَّلَف، انتفعت به ما لم انتفعْ بغيره (¬1). وقال أبو موسى في "مُعْجمه": هو حافِظُ عَصْره ببغداد. ماتَ في حادي عشر المُحَرَّم سنةَ ثمانٍ وثلاثين وخمس مئة. وفيها: مات ببغداد المُسْنِد أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصَّمد بن البَدَن الصَّفَّار، وله ستٌّ وثمانون سنة. ومسند أَصْبَهان أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد الأَصْبَهاني التاجر. والمسنِدُ أبو الحسن محمد بن أحمد بن أحمد بن صِرْما الدَّقَّاق البغدادي، ابن عَمَّة الحافظ ابن ناصر. ومقرئ بَغْداد الخطيب أبو بكر محمد بن ¬

_ (¬1) انظر "المنتظم": 11/ 108، و"صفة الصفوة": 2/ 499.

1055 - أبو سعد

الخَضِر بن إبراهيم المُحَوَّلي. وأبو بكر محمد بن القاسم بن المُظَفَّر بن الشَّهْرُزوري المَوْصلي. والعلَّامة أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزَّمَخْشَري بخُوارِزْم. 1055 - أبو سَعْد * ابن البَغْدادي، الإمام، الحافظ، أحمدُ بنُ محمد بن أحمد (¬1) بن الحسن بن علي، الأَصْبَهاني. ولد سنة ثلاث وستين وأربع مئة. وسمع أبا القاسم، وأبا عمرو ابنَي أبي عبد الله بن مَنْدَه، وحَمْد بن أحمد بن وَلْكِيز الصَّيرَفي، ومحمد بن أحمد بن ماجه الأَبْهَري، وأبا منصور بن شكرويه، وطبقتهم. ورحل إلى بغداد وهو ابن ست عشرة سنة لِيُدْرِكَ أبا نصر الزَّينبي (¬2)، فتلقاه نعيه، فبكى وصاح، ولَطَمَ على رأسه، وقال: مِنْ أين لي عليّ بن الجَعْد عن شُعْبة؟ . ثم سمع من: عاصم بن الحسن، ومالك البَانِيَاسي، وغيرهما. ¬

_ * المنتظم: 10/ 116 - 117، الكامل: 11/ 107، سير أعلام النبلاء: 20/ 119 - 123، تذكرة الحفاظ: 4/ 1284 - 1286، العبر: 4/ 110، دول الإسلام: 2/ 41، الوافي بالوفيات: 7/ 325، البداية والهاية: 12/ 220، النجوم الزاهرة: 5/ 278، طبقات الحفاظ: 465، شذرات الذهب: 4/ 125. وقد وردت كنيته في "الكامل"، و "النجوم الزاهرة" أبو سعيد. (¬1) لم يرد في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1284. (¬2) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 18/ 443 - 445.

حدَّث عنه: ابنُ ناصر، والسِّلَفي، وأبو موسى، وابن الجَوْزي، وعمر بن طَبرْزد، ومحمد بن علي القُبَّيطي، وخَلْق. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: ثِقَة، حافظ، دَيِّن، خيِّر، حَسَنُ السِّيرة، صحيحُ العقيدة على طريقة السَّلَف، تارك للتكلُّف، كان ربما خَرَجَ إلى السُّوق وعلى رأسه طاقية، رأيته في طريق الحَجِّ وقد تغيَّر ويَبِسَ شِدْقُه من الصَّوْم في القيظ. وقال أبو سعد في "مُعْجمه": حافِظٌ كبير، تامٌ المَعْرفة، يحفظ جميع "صحيح مُسْلم"، وكان يُمْلي الأحاديث من حِفْظه. قال أبو سَعْد: قَدِمَ أبو سعد بن البغدادي مَرَّةً من الحج، فاستقبله خَلْق كثير من أَصْبَهان، وهو على فرس، فكان يسير بسيرهم حتى قاربَ أصْبَهان؛ فركض الفَرَس وتَرَك النَّاسَ إلى أنْ وَصَل البلد، وقال: أردْتُ السُّنَّة، وكان مطبوعًا، حُلْوَ الشمائل، استمليت عليه بالحَرَمين، وكَتَبَ عني، خرج إليَّ يومًا وقال: أوقفتك؟ قلت: الوقوف على باب المحدِّث عِزٌّ. فقال: ألك بهذه الكلمة إسناد؟ (¬1) قلت: لا. قال: فأنت إسنادُها. وقال الحافظ عبد الله بن مَرْزُوق: أبو سَعْد البغدادي شُعْلة نار. وقال مَعْمَر بن الفاخر: كان أبو سعدٍ يحفظ "صحيح مُسْلم"، وكان يتكلَّم على الأحاديث بكلامٍ مليح. وقال ابنُ النَّجَّار: أبو سَعْدٍ إمامٌ في الحديث، وفي الزهد، واعِظٌ، كتَبَ عنه شُجَاع الذُّهْلي، وكان إذا أكل طعامًا اغروْرَقَتْ عيناه بالدُّموع، ثم يأكل ويقول: كان داود عليه السَّلام يأكل ويبكي. ¬

_ (¬1) في إحدى نسخ "تذكرة الحفاظ": 4/ 1285 "أستاذ".

1056 - اليونارتي

وقال ابن الجَوْزي: حَجَّ أبو سَعْد إحدى عشرة حِجَّة، وتردَّدَ مِرَارًا، وسمِعْت منه الكثير، ورأيت أخلاقه اللَّطيفة، ومحاسِنَه الجميلة (¬1). وقال أبو الفتح محمد بن علي النَّطَنْزِيُّ: كنتُ ببغداد فاقترض مني أبو سَعْد بن البغدادي عشرة دنانير، فاتَّفَقَ أني دخلت على السُّلْطان مسعود بن محمد (¬2)؛ فذكرت له ذلك، فبعث معي إليه خمس مئة دينار، ففرِحْتُ وجئته فأبى أن يأخذها. توفِّيَ بنُهَاوَنْد راجعًا من الحَجِّ في ربيع الأوَّل سنةَ أربعين وخمس مئة، وحُمِلَ إلى أَصْبَهان. وفيهات مات مسنِدُ نَيسَابور أبو بكر عبد الرَّحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البَحِيري، صاحِبُ البَيهَقِي. والعلَّامة أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخَضِر بن الجَواليقي اللُّغوي إمام الخليفة المُقْتَفي. وأبو عبد الله الحسينُ بنُ الحسن المَقْدسي الحَنَفي، نزيلُ بَغْدَاد، سمع أبا القاسم بن البُسْري. 1056 - اليُوْنَارْتي * الحافظ، المجوِّد، أبو نَصْر، الحَسَنُ بن محمد بن إبراهيم بن أحمد، الأَصْبَهاني. ويُونارت (¬3): قَرْية على باب أَصْبهان. ¬

_ (¬1) " المنتظم": 10/ 117. (¬2) من كبار ملوك السلاجقة، توفي سنة (547) هـ. انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 5/ 200 - 202. * الأنساب: 603 آ، المنتظم: 10/ 32، معجم البلدان: 5/ 453، اللباب: 3/ 316، سير أعلام النبلاء: 19/ 621 - 622، تذكرة الحفاظ: 4/ 1286 - 1288، العبر: 4/ 71 - 72، الوافي بالوفيات: 12/ 215، البداية والنهاية: 12/ 205، طبقات الحفاظ: 465، شذرات الذهب: 4/ 80. (¬3) ضبطت في "الأنساب": 603 آ "بسكون الراء"، وفي "معجم البلدان": 5/ 453 "بفتحها".

ولد في آخر سنة ستٍّ وستين وأربع مئة. وسمع أبا بكر بن ماجَة الأَبهَري، وأبا مَنْصور بن شكرويه، وغيرهما ببلده، وأبا بكر بن خَلَف الشِّيرَازي بنيسابور، وأبا عامر الأزْدي بهَرَاة، وأبا القاسم أحمد بن محمد الخَليلي ببَلْخ، وأبا عبد الله النَّعَالي، وأحمد بن عبد القادر اليُوسُفي ببغداد. حدَّث عنه: الفَقِيه أبو الفَتْح نَصْرُ بنُ فِتْيَان بن المَنِّي (¬1)، وعَرَفة بن البَقْلي، وأحمد بن صالح بن شافع، ومُظَفَّر بن علي الخَيَّاط، وفاطمة بنت سَعْد الخير. ذكره ابنُ عساكر فرجَّحه على إسماعيل التيمي (¬2). وقال ابنُ النَّجَّار: قرأت بخطِّ مَعْمَر بن الفاخر على مجلسٍ لأبي نَصْر اليُوْنارْتي: كان رَحِمَه الله مَجْدًا في السُّنَّة، سريعَ الكتابة، سريعَ القراءة، حَسَنَ الخَطِّ، حَسَنَ الخُلُق، كثيرَ الرحَل، كثير التِّلاوة، حَسَنَ العِبارة، كان يقرأ القرْآن من سورة، ويكتُب القُرْآن ويُقرئ مِنْ سُورة أُخرى. وقال ابنُ النَّجَّار: قدِمَ بغداد سنةَ أربع وعشرين وخمس مئة، وحدَّث بها بـ"جامع الترْمِذِي"، وأملى بها، وجمع لنفسه "المُعْجم" في عِدَّة أجزاء، وكان موصوفًا بالمَعْرفة والدِّراية. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1287 "المفتي" وهو تحريف، انظر "تبصير المنتبه": 4/ 1250. (¬2) سلفت ترجمته برقم (1053).

وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ أبا علي بن الوزير يقول: ما سمعت صَوْتًا في قراءة الحديث أَحْسَن ولا أَطْيَبَ من صوت اليُوْنَارْتي. وقال السَّمَعْاني: قال لي إسماعيل بن محمد الحافظ: ما كان لليُونارتي كبيرُ مَعْرفة، غيرَ أنه كان نظيفَ الأجزاء (¬1). وحكى السَّمْعاني عن إسماعيل أيضًا أنه قال: رحل اليُوْنَارْتي إلى ابن خَلَف الشِّيرَازي، وكان آخرَ من رَحَلَ إليه، ثم رَحَل بَعْدَه عَبْدُ الرحمن بن أحمد بن البَاغْبَان مع أبيه، فقال: دَخَلْتُ نَيسابور وأنا أَعْدو إلى بيتِ أحمدَ بنِ خَلَف، فلقِيتُ اليُونَارْتي، فعانقني وقال: تعال أطعمك أولًا، فقدَّم طعامًا، وأكلنا، وأَخْرَجَ لي مسموعاتِه من ابنِ خَلَف. وقال: ماتَ ودَفَنْتُه. قال عبد الرحمن: فكادت مَرَارتي تَنْشَقُّ. مات اليُوْنَارْتي في شَوَّال سنة سَبْع وعشرين وخمس مئة. وفيها: ماتَ مُسْنِد بغداد أبو غالب أحمد بن أبي علي الحسن بن أحمد بن البَنَّاء البَغْدَادي الحنبلي. والعلَّامة أبو العَبّاس أحمد بن سلامة بن عُبيد الله بن الرُّطَبِيُّ الكَرْخي، تلميذ ابنِ الصَّبَّاغ، وأبي إسحاق. والعلامة أبو الفتح أسعد بن أبي نَصْر الميهَنِي الشَّافعي. والعلامة شيخُ الحَنابلة أبو الحسن عليُّ بن عُبيد الله بن نَصْر بن الزَّاغُوني. ومسنِدُ نَيسَابور أبو سعيد محمد بن أحمد بن صَاعد الصَّاعِدي القاضي، يروي عن عمر بن مَسْرور. والإمام المسنِدُ أبو بكر محمد بن الحُسَين المَزْرَفي مقرئ بغداد. والإمام أبو حازم محمد بن القاضي أبي يَعْلى محمد بن الحسين بن الفَرَّاء الحَنْبَلي. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1287 "لطيف الأجزاء".

1057 - محمد بن ناصر

1057 - محمَّد بن ناصر * ابن محمد بن علي بن عمر، الإِمام، الحافظ، محدِّث العِراق، أبو الفَضْل، السَّلَامي. ولد سنة سَبْع وستين وأربع مئة. ومات أبوه وهو صغير، فكفلَه جدُّه لأمه الفقيه أبو حكيم الخَبْري (¬1)، وأسمعه الحديث، وأقرأه القرآن. سمع أبا القاسم علي بن البُسْري، وأبا طاهر بن أبي الصَّقْر، وعاصم بن الحسن، ومالكًا البَانِيَاسي، ورِزْق الله التَّميمي، وطِرَادًا الزَّينَبي، وأبا عبد الله النَّعَالي، ومَنْ بعدهم، إلى أن نزل إلى أصحاب الجَوْهري، وابن المهتدي بالله. ¬

_ * الأنساب: 7/ 209، المنتظم: 10/ 162 - 163، مناقب الإمام أحمد: 530 - 531، الكامل لابن الأثير: 11/ 202، اللباب: 1/ 583، مرآة الزمان: 8/ 138، وفيات الأعيان: 4/ 293 - 294، سير أعلام النبلاء: 20/ 265 - 271، تذكرة الحفاظ: 4/ 1289 - 1293، العبر: 4/ 140 - 141، دول الإسلام: 2/ 47، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 38 - 40، الوافي بالوفيات: 5/ 104 - 106، البداية والنهاية: 12/ 233، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 225 - 229، النجوم الزاهرة: 5/ 320، طبقات الحفاظ: 466، كشف الظنون: 1/ 163، شذرات الذهب: 44/ 155 - 156، هدية العارفين: 2/ 92، إيضاح المكنون: 2/ 560، الرسالة المستطرفة: 160. وفيه تبدأ الطبقة السادسة عشرة حسب ترتيب الذهبي للطبقات في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1289. (¬1) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 18/ 558 - 559.

وعني بهذا الشَّأْن، وكان عارِفًا بالفِقْه، واللُّغة. وأجاز له ابن النَّقور، وابن هَزَارْمَرْد، وابن ماكُولا، وأبو القاسم بن عَلِيَّك، وأبو صالح المُؤَذِّن، وجماعة. روى عنه: السِّلَفي، وابنُ عساكر، وأبو موسى، والسَّمْعَاني، وابن الجَوْزي، وابن سُكينة، وابن الأخضر، والكندي، وداود بن ملاعب، وموسى بن عبد القادر، وخَلْق، وآخر مَنْ رَوَى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المُقَيَّر. قال ابن الجَوْزي: كان ثِقَةً، حافظًا، ضابطًا، من أهل السُّنَّة، لا مغمز فيه، تولَّى تسميعي، وسمِعْتُ بقراءته "مُسْند أحمد" والكُتُبَ الكِبار، وعنه أخذت عِلْمَ الحديث، وكان كثيرَ الذِّكْر، سريعَ الدَّمْعة (¬1). وقال السَّمْعَاني: هو ثِقَةٌ، حافظ، دَيِّنٌ، ثَبْت، لُغوي، عارِفٌ بالمتون والأسانيد، كثيرُ الصَّلاة والتِّلاوة، غير أنه يحبُّ أن يقعَ في النَّاس، وهو صحيحُ القِراءة والنَّقْل، وأوَّل سَمَاعه في سنة ثلاث وسبعين من أبي طاهر الأَنْبَاري. وقال السِّلَفي: سَمِعَ ابنُ ناصر معنا كثيرًا، وهو شافعيٌّ أشعريٌّ، ثم انتقل إلى مَذْهب أحمد في الأُصول والفروع، وماتَ عليه، وله جودةُ حفظٍ وإتقان، وحُسْنُ معرفة، وهو ثبْتٌ إمام. وقال أبو موسى المَدِيني: هو مقدَّم أصحاب الحديث في وقته ببغداد. ¬

_ (¬1) "المنتظم": 10/ 163.

وقال ابنُ النَّجَّار: كان ثِقَةً، ثَبْتًا، حَسَنَ الطَّريقة، متديِّنًا، فقيرًا، متعفِّفًا، نظيفًا، نَزِهًا، وَقَفَ كُتُبَه، وخَلّف ثيابًا خليعًا (¬1)، وثلاثة دنانير، ولم يُعقب، سمعت ابن سُكينة، وابنَ الأخْضر وغيرهما يكثرون الثَّناء عليه، ويصفونه بالحِفْظ والإتقان والدِّيانة، والمحافظة على السُّنَن والنَّوافل، وسمِعْت جماعةً من شيوخي يذكرون [أن] (¬2) ابن ناصر وابن الجواليقي، كانا يقرأان على أبي زكريا التَّبْريزي، ويَطْلُبان الحديثَ فكان الناس يقولون: يخرج ابنُ ناصر لغوي بغداد، وابن الجَوَاليقي محدِّثُها، فانعكس الأمرُ وانقلب. قال: وسمعت ابنَ سُكينة يقول: قلتُ لابنِ ناصر: أريد أن أقرأ عليك "ديوان المُتنَبِّي" و "شَرْحَه" لأبي زكريا، فقال: إنك دائمًا تقرأُ عليَّ الحديث مجَّانًا، وهذا شِعْر، ونحن نحتاج إلى نَفَقة. فأعطاني أبي خمسة دنانير، فدفعْتُها إليه، وقرأتُ عليه الكِتاب. ثم ذكر ابنُ النَّجَّار سببَ انتقال ابن ناصر من مَذْهب الشَّافعي إلى مذهب أحمد (¬3). وقد توفِّي ابنُ ناصر في ثامن عشر شعبان سنةَ خمسين وخمس مئة. ¬

_ (¬1) ثوب خليع: خَلَق. "اللسان" (خلع). (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1290. (¬3) انظر الخبر في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1291، وانظره مفصلًا في "ذيل طبقات الحنابلة": 1/ 98 - 99، في ترجمة أبي منصور الخياط.

قال ابن الجَوْزي: حدَّثني الفَقِيه أبو بكر بن الحُصْري (¬1) قال: رأيت ابنَ ناصر [في المنام] فقلت: ما فَعَلَ الله بك؟ قال: غَفَر لي، وقال لي: قَدْ غفرتُ لعشرةٍ من أصحاب الحديث في زمانك؛ لأنك رئيسهم وسيِّدُهم (¬2). وقد مات في سنةِ خمسين أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العَصَائدي بِنَيسَابور، وهو في عَشْر التِّسْعين. والمعمَّر الخطيبُ أبو الحسن عليُّ بن محمد المُشْكاني، راوي "التَّاريخ الصَّغير" للبخاري. والمسنِدُ أبو الفَتْح محمد بن علي بن هبَة الله بن عبد السَّلام الكاتب ببغداد. ومقرئُ العراق أبو الكرم المبارك بن الحسن بن الشَّهْرُزوري مصنِّف "المِصْباح" (¬3). وقاضي مِصْر أبو المعالي مُجلِّي (¬4) بن جُمَيع القُرَشي الشافعي، مصنِّف كتاب "الذّخائر" (¬5). والواعظ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم السَّلَماسي. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1292 "الحضرمي"، وهو تحريف. (¬2) "المنتظم": 10/ 163، وما بين حاصرتين منه. (¬3) "المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر". انظر كشف الظنون: 2/ 1706. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1292 "محمد"، وهر تحريف، انظر ترجمه في "سير أعلام النبلاء": 20/ 325 - 326. (¬5) "الذخائر في فروع الشافعية"، وهو من الكتب المعتبرة في المذهب. انظر "كشف الظنون": 1/ 822.

1058 - البطروجي

1058 - البِطْرَوْجي * الإمام، الحافِظ، أبو جَعْفر، أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الباري، الأندَلُسِي. حمل عن: أبي علي الغَسَّاني، ومحمد بن فَرَج الطلَّاعي (¬1)، وأبي الحسن العَبْسي (¬2)، وخازم بن محمد، وخَلَف بن إبراهيم المقرئ، وطبقتهم. وجَمَع وصنَّف، وكان إذا سُئِل عن شيء أجاب في الحال، وكان قليل العربية. روى عنه: خلف بن بَشْكوال، وأبو الحسن محمد بن عبد العزيز الشَّقُوري، ويحيى بن محمد الفِهْري، وآخرون. قال ابن بَشْكُوال: كان من أَهْل الحِفْظ للفِقْه والحديث، والرِّجال والتواريخ، مقدَّمًا في ذلك على أهل عَصْره، ومات لثلاث بقين من المحرَّم سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة (¬3). ¬

_ (*) الصلة: 1/ 82، معجم البلدان: 1/ 447، معجم الصدفي لابن الأبار: 24 - 28، سير أعلام النبلاء: 20/ 116 - 118، تذكرة الحفاظ: 4/ 1293 - 1294، العبر: 4/ 114، الوافي بالوفيات: 7/ 38 - 39، مرآة الجنان: 3/ 275، طبقات الحفاظ: 466 - 467، شذرات الذهب: 4/ 130. وقد رسمت بالشين أيضًا في بعض المصادر، نسبة إلى بطروش (Pedroche)، وهي بلدة بالأندلس. انظر "معجم البلدان": 1/ 447، و"الروض المعطار": 93. (¬1) انظر ما كتبه ابن الأبار حول اسمه في "معجم الصدفي": 26. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1293 "القيسي"، وهو تصحيف. (¬3) "الصلة": 1/ 82.

1059 - ابن العربي

وفيها: مات الفَقيه أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن علي الأبَنُوسي الشافعي الوكيل ببغداد، وله تصانيف. والمسنِدُ أبو بكر أحمد بن علي بن الأشْقَر البغدادي الدَّلال. وشيخ القُرَّاء بالعراق أبو محمد دَعْوَان بن علي بن حَمَّاد الجُبِّي الضَّرير. والمسنِدُ أبو القاسم عليُّ بن الإمام أبي نَصْر عبد السيد بن محمد بن الصَّبَّاغ البغدادي. ومحدِّث بَغْدَاد أبو حَفْص عمر بن ظَفَر المَغَازلي الملقِّن، وله إِحدى وثمانون سنة. والمسنِدُ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حسن الطَّرَائفي، وهو في عَشْر المئة. ومحدِّث واسط القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن محمد بن الطيِّب بن الجُلَّابي. ومفيد بغداد أبو البَقَاء محمد بن محمد بن مَعْمَر بن طبَرْزَد. ومسند الشَّام العلامة أبو الفَتْح نَصْرُ الله بن محمد بن عبد القوي المِصِّيصي، وله أربع وتسعون سنة. ومحدِّث هَمَذَان أبو بكر هِبَة الله بن الفَرَج بن أخي الطَّويل. ونَحْويُّ بغداد الشَّريف أبو السَّعَادات هِبَةُ الله بن علي بن الشَّجَري العَلَوي. 1059 - ابنُ العَرَبي * العلَّامة، الحافِظ، القاضي، أبو بكر، محمد بن عبد الله بن محمد، الإِشْبيلي. ¬

_ * مطمح الأنفس: 297 - 300، الصلة: 2/ 590 - 591، بغية الملتمس: 92 - 99، المغرب في حلى المغرب: 1/ 249 - 250، وفيات الأعيان: 4/ 296 - 297، سير أعلام النبلاء: 20/ 197 - 204، تذكرة الحفاظ: 4/ 1294 - 1297، العبر: 4/ 125، الوافي بالوفيات: 3/ 330، مرآة الجنان: 3/ 279 - 280، البداية والنهاية: 12/ 228 - 229، تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا): 105 - 107، الديباج المذهب: 281 - 284، النجوم الزاهرة: 5/ 302، طبقات المفسرين =

وُلدَ سنة ثمانٍ وستين وأربع مئة. ورحل مع أبيه إلى المشرق، وسمع أبا عبد الله بن طلحة النِّعَالي، وطِرَاد بن محمد الزَّينَبي، ونَصْر بن البطر ببغداد، ونَصْر بن إبراهيم المَقْدسي، وأبا الفَضْل بن الفُرَات بدمشق، وأبا الحسن الخِلَعي بمصر، ومكي بن عبد السلام الرُّمَيلي ببيت المقْدس، وأبا عبد الله الحسين الطَّبَري بمكَّة، وخاله الحسن بن عمر الهَوْزني، وغيرَه بالأندلس. وتخرَّج بأبي حامد الغَزَّالي، وأبي بكر الشَّاشي، وأبي زكريا التِّبريزي. وجَمَعَ، وصنَّف، وبَرَعَ في الأدب والبلاغة. روى عنه: عبد الخالق بن أحمد اليُوسُفي، وأحمد بن خَلَف الإشْبيلي القاضي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن الجد الفِهْري، وأبو القاسم السُّهَيلي، وخَلْق. ¬

_ = للسيوطي: 34 - 35، طبقات الحفاظ: 467، طبقات المفسرين للداوي: 2/ 162 - 166، جذوة الاقتباس: 160، أزهار الرياض: 3/ 62، 86 - 95، نفح الطيب: 2/ 25 - 43، كشف الظنون: 1/ 553، 559، شذرات الذهب: 4/ 141 - 142، هدية العارفين: 2/ 90، إيضاح المكنون: 1/ 105، 145، 224، 279، سلوة الأنفاس: 3/ 198، معجم المطبوعات: 1/ 174 - 175، شجرة النور الزكية: 136 - 138، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: 6/ 275 - 276، ولعمارة الطالبي كتاب "آراء أبي بكر بن العربي الكلامية" نشرته في الجزائر الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة (1974) م.

ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة الثالثة عشرة من الحُفَّاظ. وأثنى عليه ابن بَشْكُوال ثناء كبيرًا، وذكر أنَّه كان مستبحرًا في العِلْم، ثاقِبَ الذِّهْن، عَذْبَ العِبارة، موطَّأ الأكناف، كريمَ الشَّمَائل، غير الأموال، ولي قضاء إشبيلية فَحُمِدَ، وأجاد السِّياسة، وكان ذا شِدَّة وسَطْوة، ثم عُزِل، فأقبل على التَّصنيف ونَشْر العِلْم (¬1). قال ابن بَشْكُوال: وأخبرني أنَّه رَحَل إلى المَشْرق سنة خمس وثمانين وأربع مئة، وسمِعْتُ منه بإشبيلية، وبقُرْطُبة كثيرًا (¬2). وذكره أبو يحيى اليسع بن حَزْم (¬3)، وبالغ في تعظيمه، وقال: ولي القضاء فَمُحِنَ، وجرى في أغراض الإمارَةِ فلَحَنَ (¬4)، وأصبح تتحرَّك بآثاره الألسِنَة، ويأتي بما أجراه القَدَر عليه النوم والسَّنَة، وما أراد إلا خيرًا، نصب الشَّيطان (¬5) عليه شباكه، وسكَّن الإدبار حَرَاكه، فأبداه للناس صورة تُذَمُّ، وسورة تُتْلى (¬6)، لكونه تعلَّق بأذيال المُلْك، ولم يجرِ ¬

_ (¬1) انظر "الصلة": 2/ 590 - 591. (¬2) المصدر السابق. (¬3) اليسع بن عيسى بن حزم، الغافقي، الجياني، أبو يحيى، مؤرخ من العلماء بالقراءات، سكن بلنسية، ثم مالقة، ورحل إلى مصر، فاستوطن الإسكندرية، ثم القاهرة، وجمع للسلطان صلاح الدين كتابًا سماه "المغرب من محاسن المغرب"، توفِّي بمصر سنة (575) هـ. انظر "الأعلام" للزركلي: 8/ 191. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1296 "وجرى في أعراض الإمارة فلحق"، وهو تصحيف. (¬5) في "سير أعلام النبلاء": 20/ 201 "السلطان". (¬6) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1296 "وسوءة تبلى" وهو تحريف.

مَجْرى العُلَماء في مجاهرة السَّلاطين وحِزْبهم، بل داهن، ثم انتقل إلى قُرْطُبة معظَّمًا مُكَرَّمًا حتَّى حُوِّل إلى العُدْوة، فقضى نَحْبَه. وقال ابنُ النَّجَّار: حدَّث ببغداد بشيءٍ يسير، وصنَّف في الحديث والفِقْه، والأصول وعُلُوم القُرْآن والأدب والنحو والتَّوَاريخ، واتَّسَعَ حالُه، وكَثُرَ إفضاله، ومدحته الشُّعراء، وعلى إشبيلية سور أنشأه من ماله. قال ابن بَشْكُوال: توفِّيَ ابنُ العربي بالعُدْوة بفاس في ربيع الآخر سنةَ ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة (1). وفيها: مات المُعَمَّر أبو تمام أحمد بن أبي العِز محمد بن المختار بن المُؤَيَّد بالله العَبَّاسي التَّاجر المعروف بابن الخُصّ بنَيسَابور. والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نَبْهان الغَنَوي الرَّقِّي. والمحدِّث الرَّحَّال أبو علي الحسن بن مسعودبن الوزير الدِّمَشْقي كَهْلًا بمَرْو. والمُسْنِد أبو القاسم الخَضِر بن الحسين بن عَبْدان الدِّمَشْقي. وقاضي القُضَاة الأكمل أبو القاسم عليُّ بن نور الهدى أبي طالب الحسين بن محمد الزِّينَبي الهاشمي. وأبو غالب محمد بن علي بن الداية صاحب ابن المُسْلمة. ومفيد بَغْداد أبو بكر المُبَارك بن كامل بن أبي غالب الظَّفَري الخَفَّاف، وله ثلاث وخمسون سنة. والمسنِدُ أبو الدُّرّ ياقوت الرُّومي السَّفَّار، الراوي عن الصَّرِيفيني. والزَّاهد أبو الحَجَّاج يوسف بن دُوناس الفِنْدَلاوي المالكي المدفون بمقبرة باب الصَّغير.

1060 - السلفي

1060 - السِّلَفِيُّ * الحافِظ، العلَّامة، شيخ الإسلام، أبو طاهرٍ، عماد الدِّين، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، الأصْبَهاني، الجُرْواءاني، وَسِلَفَة: لقبُ جَدِّه أحمد، ومعناه: الغَليظ الشَّفَة. قيل: إنه ولد سنةَ اثنتين وسبعين وأربع مئة. وأوَّل سماعه في سنة ثمانٍ وثمانين. سمع الرَّئيس أبا عبد الله القاسم بن الفَضْل الثَّقَفي، ومكِّي بن منصور السلَّار، وأبا العَبَّاس بن أُشْتة، وخَلْقًا بأصبهان، ورَحَل إلى بغداد سنة ثلاثٍ وتسعين فسمع من: نصر بن البَطِر، وأبي بكر الطُّرَيثيثي، وغيرهما، وسمع بالكُوفة من أبي البَقَاء الحَبَّال، وبمكَّة من الحسين بن علي الطَّبَري، وبالمدينة من أبي الفَرَج القَزْويني، وبالبَصْرة من محمد بن جَعْفر العَسْكري، وبِزَنْجان من أبي بكر أحمد بن محمد بن ¬

_ * الأنساب: 7/ 105 - 106، الكامل لابن الأثير: 11/ 469، مرآة الزمان: 8/ 230، الروضتين: 2/ 16، وفيات الأعيان: 1/ 105 - 107، سير أعلام النبلاء: 5/ 21 - 39، تذكرة الحفاظ: 4/ 1298 - 1304، العبر: 4/ 227 - 228، ميزان الاعتدال: 1/ 155، المختصر المحتاج إليه: 1/ 206 - 207، أهل المئة: 134، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 68 - 72، الوافي بالوفيات: 7/ 351 - 356، طبقات الشَّافعية للسبكي: 6/ 32 - 44، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 58 - 59، البداية والنهاية: 12/ 307 - 308، غاية النهاية: 1/ 102 - 103، لسان الميزان: 1/ 299 - 300، النجوم الزاهرة: 6/ 87، حسن المحاضرة: 1/ 354، طبقات الحفاظ: 468، أزهار الرياض: 3/ 167 - 171، 283 - 293، شذرات الذهب: 4/ 255.

زَنْجويه، وبهَمَذَان من أبي غالب أحمد بن محمد العَدْل، وبالرَّي من صاحب "البحر" (¬1) أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الشَّافعي، وبقَزْوين من إسماعيل بن عبد الجَبَّار المالكي، وبِمَرَاغة من سَعْد بن علي المِصْري، وبدمشق من أبي طاهر الحِنَّائي، وبنهاوند من أبي منصور محمد بن عبد الرحمن بن غَزْو، وبواسط من أبي نُعَيم بن زبزب، وبسَلَمَاس من محمود بن سعادة الهِلالي، وبالحِلَّة من محمد بن الحسن بن فَدُّويه الكُوفي، وبشَهْرَسْتَان من أبي الفتح أحمد بن محمد بن رُشَيد الأَدَمي، وبالإسْكَندرية من أبي القاسم بن الفَحَّام الصِّقِلِّي (¬2). وبقي في الرِّحْلة بضع عشرة سنة، وسمع ما لا يُوصف كَثْرَةً، ونسَخَه بخَطِّه، وكان متقنًا، ضابطًا، ناقِدًا، وله ثلاثة معاجم: معجم لمشيخة أصبهان، ومُعْجم لمشيخة بغداد، ومعجم لباقي البلاد. وركب في سنة إحدى عشرة من بلد صور في البحر إلى الإسكندرية فاستوطنها خمسًا وستين سنة إلى أَنْ مات، ولم يخرج منها إلّا مَرَّةً إلى القاهرة للسَّمَاع من أبي صادق مُرْشد بن يحيى المَدِيني، وطبقته. سَمِعَ منه: الحافظُ أبو علي البَرَدَاني، وغيره من الكبار. وحدَّث عنه الحافظ محمد بن طاهر، ومات قبله بستين عامًا، وروى عنه خَلْق ماتوا قَبْلَه، وروى عنه القاضي عِياض بالأجازة، ومات قبله بدهر. ¬

_ (¬1) في الأصل "أبي البحر"، وهو وهم، والبحر هو كتاب "بحر المذهب في الفروع" انظر "كشف الظنون": 1/ 226. (¬2) في الأصل ضبطت بفتح الصاد وكسر القاف، والمثبت من "معجم البلدان": 3/ 416، وفي "اللباب": 2/ 58 "بفتح الصاد واللام".

وحدَّث عنه: الحافظ عبد المغني المَقْدسي، وعلي بن المُفَضَّل، وعبد القادر الرُّهَاوي، والحسن بن أحمد الأوقي، وعبد الوهَّاب بن رَوَاج (¬1)، وأبو الحسن بن الجُمَّيزِي، وأبو القاسم بن زوَاحة، وأبو القاسم عبد الرَّحمن بن مَكِّي، سِبْط السِّلَفي، وخَلْق كثير. ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة الثالثة عشرة من الحُفَّاظ. وقال الأوقي سمعته يقول: لي ستُّون سنة ما رأيت مَنَارة الاسكندرية إلَّا من هذه الطَّاقة. وقال ابن المُفَضَّل: عِدَّةُ شيوخه بأصْبَهان فوق ست مئة شيخ، وخَرَجَ إلى بغداد وله عشرون سنة أقل أو أكثر، ومشيخته ببغداد في خمسة وثلاثين جُزْءًا. قال: وله تصانيف كثيرة، وكان يَنْظِمُ الشِّعْر، ويثيب من يمدحه. قال: ولقي في القراءات ابن سِوَار، وأبا منصور الخياط، وأبا الخَطّاب بن الجَرَّاح، سَمِعْته يقول: متى لم يكنِ الأصلُ بخطِّي لم أفرحْ به. وكان جَيِّدَ الضَّبْط، كثير البحث عما يُشْكل، وكان أَوْحدَ زمانه في عِلْم الحديث، وأَعْرَفَهم بقوانين الرِّواية والتحديث، جَمعَ بين علوِّ الإسناد وعلوِّ الانتقاد؛ وبذلك تفرَّد عن أبناء جنسه. وقال السَّمْعَاني: أبو طاهر ثِقَةٌ ورع، متقن، متثَبِّتٌ فَهِمٌ حافظ، له حَظٌّ من العربية، كثير الحديث، حَسَنُ البَصيرة فيه. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1300 "رواح"، وهو تصحيف.

وعن ابنِ ناصر قال: كان السِّلَفي ببغداد كأنَّه شُعْلة نارٍ في التحصيل. وقال عبد القادر (¬1) الرُّهَاوي: كان له عند ملوك مِصْر الجاه والكلمةُ النَّافذة مع مخالفَتِه لهم في المَذْهب، وكان لا يبدو منه جَفْوة لأحد، ويجلس للحديث فلا يشرب ماءً، ولا يَبْزُق، ولا يتورَّك، ولا يبدو له قَدَمٌ، وقد جاوز المئة، بلغني أن سُلْطان مِصْر حضر عنده ليسمع؛ فجعل يتحدث مع أخيه فَزَبَرَهما، وقال: أَيشْ هذا، نحن نقرأ الحديث وأنتما تتحدثان؛ ! وبلغني أنَّه مُدَّة مُقامه بالإسكندرية ما خَرَج إلى فُرْجة إلا مَرَّة واحدة، وما نكاد ندخُل إلا نراه مُطَالعًا في شيء، وكان حليمًا، ولما دخل الثَّغْر رآه الفُضَلاء والكبراء فاستحسنوا عِلْمه وأخلاقَه وآدابه؛ فأكرموه وخدموه، حدَّثني بعضُ رُفَقَائي عن ابنِ شافع قال: السِّلَفي شَيخُ العُلَماء، وسمِعْتُ بعضَ فضلاء هَمَذَان يقول: السِّلفي أحفظُ الحُفَّاظ. وقال ابنُ عَسَاكر: سمِعْتُ بقراءة السِّلَفي من جماعة، ولم أظفر بالسَّمَاع منه، تزوَّج بالإسكندرية امرأةً ذات يسَار (¬2)، وحَصَلَتْ له ثروةٌ بعد فقْرٍ وتصوُّفٍ، وصارت له بالثغر وجاهة، وبنى له العادل علي بن إسحاق بن السَّلَّار (¬3)؛ أمير مصر مدرسة، ووقَفَ عليها. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1301 "عبد القاهر"، وهو تحريف، وستأتي ترجمة عبد القادر الرهاوي برقم (1096) من هذا الكتاب. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1302 "ذات بستان"، وهو تحريف. (¬3) هو وزير الظافر العبيدي، وقد قتل سنة (548) هـ، وكان سنيًّا انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 3/ 416 - 419، وانظر أخباره في "سير أعلام النبلاء": 15/ 203.

وقال عبد القادر: كان آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المُنْكر، أزال من جِواره منكراتٍ كثيرة، رأيته منع القُرَّاء بالألحان، وقال: هذه القراءة بدْعة، اقرؤوا ترتيلًا. وقال ابنُ نُقْطَة: كان السِّلَفي جَوَّالًا في الآفاق، حافِظًا، ثقةً، متقِنًا، أحضروا له نسخة سعد الخير "بالمجتبى" للنَّسائي ليرويه، فاجتذبها من يد القارئ بغيظٍ وقال: لا أحدِّث إلَّا مِنْ أَصْلي. وقال ابنُ المُفَضَّل: حَفِظْتُ أسماءً وكُنىً، ثم ذاكرت السِّلَفي، فجعل يذكرها حِفْظًا، وقال: ما هذا مليح، أنا شيخ كبيرٌ في هذه البَلْدة لا يذاكرني أحد وحِفْظي هكذا؟ وقال الحافظ عبد العظيم: كان السِّلَفي مغرىً بجَمْعِ الكُتُب، وما حَصَل له من المال يخرجه في ثمنها، كان عنده خزائن كُتُبٍ لا يتفرَّغ للنظر فيها؛ فَعَفِنَتْ وتلصَّقت لنداوة البلد؛ فكانوا يخلِّصونها بالفأس، فتلف أكْثرُها. قال الوجيه عيسى بن عبد العزيز اللَّخْمِي: توفِّيَ السِّلَفي صبيحة الجُمُعة خامس ربيع الآخر سنةَ ستٍّ وسبعين وخمس مئة، وله مئة وست سنين، وحدَّث ليلة مَوْته وهو يردُّ اللحن الخفيَّ على القارئ، وصلى الصُّبْح، ومات فجأة. كذا قال، ولم يبلغ السِّلَفي مئة وست سنين، بل كمل المئة بيقين، وزاد عليها سنتين أو نحو ذلك، وقد رُوي عنه أنَّه كان يقول: كتبوا عني بأَصْبَهان في أول سنة

اثنتين وتسعين وأنا ابن سبع عشرة سنة أو نحوها، وليس في وجهي شَعْرة. وقال أيضًا: أذكر قَتْلَ نِظام المُلْك في سنة خمس وثمانين، وكنت ابن عشر (¬1). وقد مات معه في سنة ست وسبعين الشَّريفُ أبو المَفاخر سعيد بن الحسين الهاشمي العَبَّاسي النيسَابوري؛ راوي "صحيح" مُسْلم بمِصْر. والمُسْنِد أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن صابر الدِّمَشْقِي بها. والمسند أبو الفَهْم عبد الرحمن [بن] (¬2) عبد العزيز بن محمد بن أبي العَجَائز الأَزدي بدمشق. والعلامة أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسين بن العَصَّار السِّلَفي ببغداد. ¬

_ (¬1) انظر "وفيات الأعيان": 1/ 107. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل.

1061 - القاضي عياض

1061 - القاضي عِيَاض * ابن موسى بن عياض بن عمرو (¬1) بن موسى بن عِيَاض، الحافظ، العَلَّامة، أبو الفَضْل، اليَحْصبي، السَّبْتي. وُلِدَ بسَبْتَة في سنة ستٍّ وسبعين وأربع مئة (¬2). ¬

_ (*) قلائد العقيان: 255 - 258، الصلة: 2/ 453 - 454، بغية الملتمس: 437، إنباه الرواة: 2/ 363 - 364، معجم الصدفي لابن الأبار: 306 - 310، تهذيب الأسماء واللغات: ق 1 / ج 2/ 43 - 44، وفيات الأعيان: 3/ 483 - 485، المختصر في أخبار البشر: 3/ 22، سير أعلام النبلاء: 20/ 212 - 218، تذكرة الحفاظ: 4/ 1304 - 1306، العبر: 4/ 122 - 123، البداية والنهاية: 12/ 225، الإحاطة في أخبار غرناطة: 4/ 221 - 230، تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا): 101، الديباج المذهب: 168 - 172، وفيات ابن قنفذ: 280، النجوم الزاهرة: 5/ 285 - 286، طبقات الحفاظ: 468 - 469، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 18 - 22، مفتاح السعادة: 2/ 149، جذوة الاقتباس: 277، أزهار الرياض (وهو في أخباره وسيرته)، كشف الظنون: 1/ 127، 158، 248، 395، 3/ 1052 - 1053، 1186، 1211، 1961، شذرات الذهب: 4/ 138 - 139، تاج العروس (حصب)، روضات الجنات: 506 - 507، هدية العارفين: 1/ 805، إيضاح المكنون: 2/ 243 - 244، الرسالة المستطرفة: 106، سلوة الأنفاس: 1/ 51، معجم المطبوعات: 8/ 1397 - 1398، شجرة النور الزكية: 140 - 141، الفهرس التمهيدي: 386، تاريخ الفكر الأندلسي: 283، فهرس الفهارس: 2/ 183 - 189، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: 6/ 266 - 275. (¬1) في "الديباج المذهب": 168 "عمرون". (¬2) تصحفت سنة ولادته في بعض المصادر؛ ففي "تهذيب الأسماء واللغات" سنة ست وتسعين وأربع مئة، ومثله في "الديباج المذهب" وفي "إنباه الرواة" 2/ 364، "ولد سنة ست وعشرين وأربع مئة"، وفي "البداية والنهاية": 12/ 225 "ولد سنة ست وأربعين وأربع مئة"، والصواب ما هو مثبت في أصلنا.

وأخذ عن: محمد بن حَمْدين، وأبي علي بن سُكَّرة، وأبي محمد بن عَتَّاب، وهشام بن أحمد، وأبي بحر بن العاص، وخَلْق. وأجاز له الحافظ أبو علي الغَسَّاني، وكان يمكنه السَّمَاع منه، وتفقَّه بأبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي وغيره، وصنَّف التَّصانيف المشهورة. روى عنه: أبو القاسم خلَف بن بَشْكُوال، وأبو محمد بن عبيد الله الحَجْري، ومحمد بن الحسن الجابري، وأبو جعفر بن القصير الغَرْناطي، وخَلْق. قال ابن بَشْكُوال: هو من أهل العِلْم والتَّفنن والذَّكاء والفَهْم، استُقْضي بسَبْتة مُدَّة طويلة، حُمِدَت سيرته فيها، ثم نُقِلَ عنها إلى قَضَاء غَرْناطة فلم يطول بها، وقَدِمَ علينا قُرْطبة فأخذنا عنه (¬1). وقال الفَقِيه محمد بن حَمَادة السَّبْتي: جلس القاضي للمُنَاظرة وله نحوٌ من ثمانٍ وعشرين سنة، [وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة] (¬2)؛ فسار بأحسنِ سيرة، وكان هَيِّنًا من غير ضَعْف، صليبًا في الحق، تفقَّه على أبي عبد الله التَّميمي، وصَحِبَ أبا إسحاق بن جعفر الفقيه، ولم يكن أحدٌ بسَبْتَة في عَصْرٍ أكثر تواليف من تواليفه، له كتاب "الشفا في شَرَف المُصْطفى" (¬3)، وكتاب "ترتيب المدارك وتقريب المَسَالك في ذكر ¬

_ (¬1) "الصلة": 2/ 453. (¬2) ما بين حاصرتين ساقطة في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1305. (¬3) عنوانه كما ورد في مقدمة المؤلف "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" وهو كتاب مشهور متداول، طبع غير مرة، آخرها عام 1972 م، بتحقيق الأستاذ جمال السيروان ورفاقه، ونشرته مكتبة الفارابي بدمشق.

فُقَهاء مَذْهب مالك" (¬1)، وكتاب "العقيدة"، وكتاب "شرح حديث أم زرع" (¬2)، وكتاب "جامع التواريخ" الَّذي أَرْبى على جميع المؤلفات؛ جمع فيه أخبار ملوك الأندلس والمغرب، واستوعب فيه أخبار سَبْتة وعلماءها، وله كتاب "مشارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار: المُوَّطأ والصحيحين (¬3)، إلى أن قال: وحاز من الرِّياسة في بلده، ومن الرِّفْعة ما لم يصلْ إليه أَحَدٌ قَطٌّ من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا تواضعًا وخَشْيَةً لله. وقال القاضي شمس الدين بن خَلِّكان: هو إمام الحديث في وقته، وأعرفُ الناس بعلومه، وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، قال: ومن تصانيفه: كتاب "الإكمال في شَرْح مُسْلم" كمل به كتاب "المُعْلَم" للمازَري (¬4)، ومنها كتاب "مشارق الأنوار" في تفسير غريب ¬

_ (¬1) طبع بتحقيق الدكتور أحمد بكير محمود، ونشرته دار مكتبة الحياة في بيروت، ودار مكتبة الفكر في طرابلس - ليبيا، سنة (1967) م. (¬2) هو "بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد"، وقد طبع في المغرب سنة 1975 م بتحقيق صلاح الدين الإدلبي ورفاقه. (¬3) نشر بعنوان "مشارق الأنوار على صحاح الآثار"، وقد طبع في فاس سنة 1328 - 1329 هـ في جزأين. وهو يشتمل على تفسير غريب حديث الموطأ والصحيحين، وضبط الألفاظ والتنبيه على مواضع الأوهام والتصحيفات، وضبط أسماء الرجال، وقد رتب حسب ترتيب حروف المعجم بالمغرب، الحرف الأول ثم الثاني ثم الثالث. (¬4) "المعلم بفوائد كتاب مسلم"، لأبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري، المتوفى سنة (536) هـ، انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 4/ 285، و"سير أعلام النبلاء": 20/ 104 - 107.

الحديث، وكتاب "التنبيهات" فيه فوائد وغرائب، وكل تواليفه بديعة، وله شِعْرٌ حَسَن (¬1). قال ابن بَشْكُوال: توفِّي القاضي عياض مُغَرَّبًا عن وطنه في وسط سنة أربع وأربعين وخمس مئة (¬2). وقال غيره: في جُمَادى الآخرة، ودُفِنَ بِمَرَّاكُش (¬3). وفيها: مات العلَّامة أبو جعفرك أحمد بن علي بن أبي جعفر البَيهقي؛ صاحب التَّصَانيف. وقاضي تُسْتر أبو بكر أحمد بن محمد بن حسين الْأرْجاني؛ شاعر وَقْته. والمُسْنِد أبو المحاسن سَعْد بن علي بن الموفق الهَرَوي. والإمام أبو الحسن عليُّ بن سليمان بن أحمد المُرَادي القُرْطُبي؛ مُحَدِّث حَلّب. ¬

_ (¬1) انظر "قلائد العقيان": 255 - 258، و"فيات الأعيان": 3/ 483 - 484. (¬2) "الصلة": 2/ 454. (¬3) انظر "وفيات الأعيان": 3/ 485، وقال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 20/ 217 "بلغني أنَّه قتل بالرماح لكونه أنكر عصمة ابن تومرت"، وهذا منافٍ لما أورده ابن فرحون في "الديباج المذهب": 170، "ولما ظهر أمر الموحدين بادر إلى المسابقة بالدخول في طاعتهم، ورحل إلى لقاء أميرهم بمدينة سلا، فأجزل صلته، وأوجب بره إلى أن اضطربت أمور الموحدين عام ثلاثة وأَرْبعين وخمس مئة، فتلاشت حاله، ولحق بمراكش مشردًا به عن وطنه، فكانت بها وفاته".

1062 - الرشاطي

1062 - الرُّشَاطِيُّ * عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن أحمد، الحافظ، النَّسَّابة، أبو محمد، اللَّخْمي، المَريي. ولد سنة ستٍّ وسبعين وأربع مئة (¬1). قال أبو جعفر بن الزُّبير: روى عن أبي علي الغَسَّاني، وأبي علي الصَّدَفي، وابن فتحون، وجماعة، وألَّف كتابه الحافل المُسَمَّى بـ "اقتباس" الأنوار والتماس الأزهار في أنساب رواة الآثار" (¬2)، وكتاب ¬

_ (*) الصلة: 1/ 297، بغية الملتمس: 349، معجم البلدان: 3/ 45، المطرب: 61، 120، معجم الصدفي لابن الأبار: 227 - 233، وفيات الأعيان: 6/ 103 - 107، سير أعلام النبلاء: 20/ 258 - 260، تذكرة الحفاظ": 4/ 1307 - 1308، البداية والنهاية: 12/ 223، طبقات الحفاظ: 469، نفح الطب: 4/ 462، كشف الظنون: 1/ 134، تاج العروس (رشط)، هدية العارفين: 1/ 456. ورشاطة: قال عنها ياقوت: وأظنها بلدة بالعدوة، وفي "تاج العروس" (رشط): والرشاطي: ضبطوه بالفتح والضم، فمن قال بالفتح يقول: أحد أجداده اسمه رشاطة فنسب إليه، ومن قال بالضم يقول: نسب أبي حاضنة له كانت أعجمية تدعى برشاطة، أو كانت تلاعبه فتقول رشاطة، فنسب إليها. وذكر الرشاطي في كتابه "اقتباس الأنوار" أن أحد أجداده كانت في جسمه شامة كبيرة، وكانت له خادم عجمية تحضنه في صغره، فإذا لاعبته قالت له: رشطاله، وكثر ذلك منها، فقيل له: الرشاطي. انظر "وفيات الأعيان": 3/ 107. (¬1) كذا في الأصل، وفي "الصلة" و"وفيات الأعيان"، ولد سنة ست وستين وأربع مئة، وفي "بغية الملتمس": 349 سنة خمس وستين وأربع مئة، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1308 سنة ست وأربع مئة، فسقطت لفظة "ستين". (¬2) كذا في الأصل، وفي أكثر المصادر: "اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار".

1063 - الجوزقاني

"الإِعلام بما في كتاب المُختلف والمؤتلف للدَّارَقُطْني من الأَوْهام" وانتصاره من القاضي أبي محمد بن عَطية، وغير ذلك، وكان ضابطًا، محدِّثًا، متقِنًا، إمامًا، مُفيدًا، ذاكرًا للرِّجَال، حافِظًا للتَّاريخ والأنساب، فقيهًا، بارعًا، أحدِ الجِلَّة المُشَار إليهم. روى عنه: أبو محمد بن عُبيد الله، وأبو خالد بن رفاعة، وأبو بكر بن أبي جَمْرَة، وغيرهم. استُشهد عند دخول العدو المَرِيَّة في جُمَادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة (¬1). 1063 - الجُوْزَقَاني * الحافظ، أبو عبد الله، الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جَعْفر، الهَمَذاني، صاحب كتاب "الموضوعات" (¬2). وجُوْزَقَان: ناحية بهَمَذان (¬3) ¬

_ (¬1) وقد استعادها المسلمون سنة (552)، انظر "الكامل": 11/ 121 - 122، 223 - 224، و"نفح الطيب": 4/ 463 - 464. * معجم البلدان: 2/ 184، اللباب: 1/ 250، سير أعلام النبلاء: 20/ 177 - 178، تذكرة الحفاظ: 4/ 1308 - 1309، الوافي بالوفيات: 12/ 315 - 316، لسان الميزان: 2/ 269 - 271 طبقات الحفاظ: 470، شذرات الذهب: 4/ 136، إبضاح المكنون: 2/ 261 هدية العارفين: 1/ 313، الرسالة المستطرفة: 149. وكذا ورد في الأصل بالزاي، ومثله في "معجم البلدان"، أما في "اللباب" فهو -بالراء المهملة- وكذا رسم في "سير أعلام النبلاء": 20/ 177، وانظر تعليق المعلمي في "الأنساب": 3/ 356 - 357. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1308 "الأباطيل". (¬3) لا ينسب إلى هذه الناحية من همذان، بل إلى جيل من الأكراد يسكنون أكناف حلوان، انظر "معجم البلدان": 2/ 184، وفي "اللباب": 1/ 250، نسبة إلى جورقان -بالراء المهملة- وهم قبيل من الأكراد بنواحي حلوان.

1064 - الفامي

سمع عبد الرحمن بن حَمْد الدُّوني، ويحيى بن أحمد الغضائري، ومحمد بن طاهر المَقْدسي، وإسماعيل بن أبي صالح المُؤَذِّن، وشيرويه بن شهردار الدَّيلمي، وأبا زكريا يحيى بن مَنْدَه، وعبد الخالق بن أحمد اليُوسُفي، وغيرهم. روى عنه: ابن أُخته نجيب بن غانم الطَّيَّان، وطائفة. وذكر بعضهم أن ابن الجَوْزي لما صنَّف كتاب "الموضوعات" (¬1) إنما أخذه من كتابه. قال ابنُ النَّجَّار: كَتَبَ وحَصَّل، وصنَّف عِدَّة كُتُبٍ في علم الحديث، منها: كتاب "الموضوعات" أجاد تصنيفه، روى لنا عنه عبد الرزَّاق الجِيلي. توفِّي في سادس عشر رجب سنة ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة. 1064 - الفامي * الحافظ، أبو النَّضْر (¬2)، عبد الرحمن بن عبد الجَبّار بن عثمان بن منصور، الهَرَوي، محدِّث هَراة، ويلَقَّب ثِقَة الدِّين. ¬

_ (¬1) انظر مظان نسخه الخطية في "مؤلفات ابن الجوزي": 145 - 146. "الأنساب: 9/ 234 - 235، سير أعلام النبلاء: 20/ 297 - 299، تذكرة الحفاظ: 4/ 1309 - 1310، العبر: 4/ 124، النجوم الزاهرة: 5/ 302، طبقات الحفاظ: 470، شذرات الذهب: 4/ 140، هدية العارفين: 1/ 518. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1309 "أبو النصر" بالصاد اللهملة، وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": 4/ 1417 "إذا كتبت بالألف واللام لا يلبس".

ولد سنة اثنتين وسَبْعين وأربع مئة بهَرَاة. وسمع أبا عبد الله محمدَ بن علي العُمَيري، ونجيب بن ميمون الوَاسِطي، وأبا عامر الأزْدي، وشيخ الإسلام الأنصاري، وسمع ببغداد من أبي القاسم بن الحُصَين، وهِبَة الله بن علي البُخَاري. روى عنه: ابن عَسَاكر، والسَّمْعَاني، وأبو رَوْح عبد المُعِزّ بن محمد الهَرَوي. وله تاريخ صغير (¬1). قال السَّمْعَاني: كان حَسَنَ السِّيرة، جميل الطَّريقة، دَمِثَ الأخلاق، كثير الصَّدَقة والصَّلاة، دائم الذِّكْر، متودِّدًا، متواضعًا، له مَعْرفة بالحديث والأدب، يُكْرِم الغُرَباء، ويفيدهم عن الشُّيوخ، وكان ثِقَةً مأمونًا، كتبتُ عنه بهَرَاة ونواحيها. مات في الخامس والعشرين من ذي الحِجَّة سنة ستٍّ وأربعين وخمس مئة. وفيها: مات المُسْند أبو المعالي أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عثمان المَذَاري ببغداد؛ سمع أبا علي بن البَنَّاء. والمسنِدُ الفَقِيه أبو سَعْد عمر بن عليّ بن الحسين المحمودي البَلْخي؛ صاحب الوَخْشي. والمسند نوشْتِكين بن عبد الله الرُّضْواني البَغْدَادي. ومسنِد خُرَاسان الخطيب أبو الأسعد هِبَة الرَّحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم القُشَيري. ¬

_ (¬1) هو "تاريخ هراة" انظر "هدية العارفين": 1/ 518.

1065 - ابن الدباغ

1065 - ابن الدّبَّاغ * الحافظ، العلَّامة، أبو الوليد، يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر (¬1) بن فِيرُّه، اللَّخْمي، الأنْدَلسي، الأُندي، محدِّث الأَنْدَلس. روى عن: أبي علي الصَّدَفي، وأبي عبد الله أحمد بن محمد الخَوْلاني، وابن عَتَّاب، وخَلَف بن إبراهيم بن النَّخَّاس (¬2)، وعبد القادر بن محمد الصَّدَفي، وغيرهم. حدَّث عنه: ابن بَشْكُوال، والوزير أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجِيبي البَلَنْسي، وأحمد بن أبي المُطَرِّف البَلَنْسي، ومحمد بن أبي الحسن بن هُذَيل، وآخرون. قال ابن بَشْكُوال: روى عن أبي علي الصَّدَفي كثيرًا، ولازمه طويلًا، وأخذ عن جماعةٍ من شيوخنا، وكان من أَنْبل أصحابنا، وأعرفهم بطريقة الحديث، وأسماء الرِّجَال وأزمانهم وضعفائهم وثقَاتهم وأعمارهم وآثارهم، من أهل العِنَاية الكاملة بتقييد العِلْم ولقاء الشيوخ، لقي منهم ¬

_ * الصلة: 2/ 682 - 683، بغية الملتمس: 491 - 492، معجم البلدان: 1/ 264، صلة الصلة: القسم الأخير 207 - 209، سير أعلام النبلاء: 20/ 220 - 221، تذكرة الحفاظ: 4/ 1310 - 1312، العبر: 4/ 126، النجوم الزاهرة: 5/ 302، طبقات الحفاظ: 470 - 471، شذرات الذهب: 4/ 142، هدية العارفين: 2/ 552. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1310 "وقيل إبراهيم بدل عمر" وفي "معجم البلدان": 1/ 264 "يوسف بن عبد العزيز بن إبراهيم". (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1310 النحاس -بالحاء المهملة- وهو تصحيف.

كثيرًا، وكتَبَ عنهم، شوور [بيلده] في الأحكام، ثم خَطَبَ به وقتًا، وقال لي: إن مولده في سنة إحدى وثمانين وأربع مئة (¬1). وقال ابن الزبير: هو أحد الأئمة المَهَرَة المتقنين في صناعة الحديث، وجهابذة النقَّاد، اعتمد أبا علي بنَ سُكَّرة وأكثر عنه، اعتمده الناسُ فيما قيَّدَه لامامته وإتْقَانه، وعوَّل عليه الجلَّة، وكان من آخر أئمة المحدِّثين بالأندلس، وكان سَمْحًا مؤثرًا على قِلَّة ذات يده، نَزِهَ النَّفْس، ولي خَطَابة مُرْسِيَة وقتًا، ثم ولي قَضَاء دانيَة (¬2). قال أبو العَطَاء وَهْب بن نذير: هو خاتِمَةُ أئمة المحدِّثين، له تواليف، أكثر عنه ابن بَشْكُوال، وأبو بكر بن أبي جَمْرة. قلت: رأيت له جُزْءًا لطيفًا في أسماء الحُفاظ، وكَتَبْتُه بدأ فيه بالزُّهري وختمَ بالسِّلَفي، وعليه مؤاخذات في التقديم والتَّأخير. وقد روى كثيرًا من الكُتب الكِبَار، وأعلى شيء عنده "الموطَّأ" قرأه على الخَوْلاني في حدود سنة إحدى وخمس مئة بسَمَاعِهِ من عُثْمان بن أحمد صاحب أبي عيسى بن عبد الله اللَّيثي، وسمع من ابن سُكَّرة "الصَّحيحين" و"سُنَن الدَّارَقُطْني" و"الموطأ" و"سنن أبي داود" و"العِلَل" للدَّارَقُطْني، ومئة جُزْءٍ من "مسند يعقوب بن شَيبة"، و"مسند البَزَّار" في تسعين جُزْءًا، و"السُّنَن" للبَاجي، و"مُعْجم ابن قانع"، ومُعْظم تاريخ ابن أبي خَيثَمة، و"جامع" التَّرْمِذِي، وغير ذلك؛ حتَّى إنه ¬

_ (¬1) "الصلة": 2/ 682 - 683، وفيه أن مولده سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة، وما بين حاصرتين منه. (¬2) انظر "صلة الصلة": القسم الأخير 207 - 208.

1066 - السنجي

سمع منه كتاب "الغريبين" للهَرَوي، وسمع "النّسائي" من ابن عَتَّاب، و"مُسْنَد" أبي بكر بن أبي شَيبة من يونس بن مغيث. توفِّيَ في سنة ستٍّ وأربعين وخمس مئة، وله خَمْسٌ وستُّون سنة. 1066 - السِّنْجي * الحافظ، الإمام، محدِّث مَرْو، أبو طاهر، محمد بن أبي بكرٍ محمد بن عبد الله بن أبي سَهْل المَرْوَزي. ولد بقرية سِنْج (¬1) الكبيرة في حدود سنة ثلاث وستين وأربع مئة. ورحل وسمع بخُرَاسان وبغداد والكوفة والحِجَاز وأصْبَهان، وتفَقَّه على العلامة أبي المُظَفَّر السَّمْعَاني، وغيره. سمع إسماعيل بن محمد الزَّاهِري، ومحمد بن علي الشَّاشي الفقيه، ونصر الله بن أحمد الخُشْنَامي، وثابت بن بُنْدَار البَقَّال، وأبا البقاء المُعَمَّر بن محمد الحَبَّال، وعبد الرَّحمن بن حَمْد (¬2) الدُّوني، وطبقتهم. ¬

_ (*) الأنساب: 7/ 166، المنتظم: 10/ 155، سير أعلام النبلاء: 20/ 284 - 285، تذكرة الحفاظ: 4/ 1312، العبر: 4/ 132 - 133، طبقات الشافعية للسبكي: 6/ 187 - 188، طبقات الحفاظ: 471، شذرات الذهب: 4/ 150. وقد صحفت في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1312 إلى السبحي، بالباء الموحدة والحاء المهملة. (¬1) هي قرية كبيرة من قرى مرو، انظر "الأنساب" 7/ 165، و"معجم البلدان": 3/ 264، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1312 تصحفت إلى سبح. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1312 "أحمد"، وهو تحريف، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 19/ 239 - 241.

سمع منه: عبد الرحيم بن أبي سَعْد مع أبيه "صحيح مسلم" و"سُنَن النَّسائي" و"الرقاق" لابن المبارك، و"الحِلية" لأبي نُعَيم، وغير ذلك. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: كان إمامًا ورعًا متهجِّدًا، متواضعًا، سريع الدَّمْعة، وكان رفيق والدي في الرِّحْلة، ومن أخصِّ أصحابه به، نَسَخَ لنفسه ولغيره، وله مَعْرفة بالحديث، وهو ثِقَة، دَيِّن، قانِعٌ بما هو فيه، كثير التلاوة، حَجَّ مع والدي، وسمِعْتُ من لفظه الكثير، وكان يلي الخَطَابة في الجامع الأقدم. مات في شَوَّال سنةَ ثمْانٍ وأربعين وخمس مئة. وفيها: مات بمَرْو شيخُ الصُّوفية الخطيب أبو الفَتْح محمد بن عبد الرَّحمن بن محمد الكُشْمِيهَنِي؛ آخر من روى عن أبي الخير محمد بن أبي عِمْران المَرْوَزي "صحيح البُخاري". وشيخ بغداد القُدْوة أبو العَبَّاس أحمد بن أبي غالب بن أحمد بن الطَّلَّاية. ومفيد بغداد أبو الفَرَج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف اليُوسُفي، وله أربعٌ وثمانون سنة. والمحدِّث أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكَروخي (¬1) الهَرَوي المجاور. والمسنِدُ أبو المعالي الفَضْل بن سَهْل بن بِشْر الإسْفَرَاييني ثم الدِّمشقي المُلَقَّب بالأثير. والمسند أبو طالب محمد (¬2) بن عبد الرَّحمن بن محمد الحِيري الكَنْجَرُوذي النَّيسَابوري الجزباراني، وله ستٌّ وثمانون سنة. ومسنِدُ ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1313 "الكروجي" بالجيم المعجمة، وهو تصحيف. انظر "اللباب": 3/ 39. (¬2) في "الأنساب": 4/ 291 "علي"، وما في أصلنا يوافق "المشتبه": 1/ 185.

1067 - كوتاه

بغداد أبو القاسم هبة [الله] بن الحسين بن أبي شريك الحاسب؛ صاحب ابن النَّقور (¬1). وبركة الشَّام أبو الحسين بن أبي عبد الله بن حمزة الزَّاهد المَقْدسي بحلب. والمسند أبو القاسم نَصْرُ بن أحمد بن مقاتل بن مصكود (¬2) السُّوسي بدمشق. وشاعر العَصْر العلَّامة أبو عبد الله محمد بن نَصْر بن صغير بن خالد القَيسَراني. والأديب أبو الحسين أحمد بن مُنير بن أحمد الطَّرَابُلُسي الرَّفَّاء الشَّاعر. والعلَّامة أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشَّهْرَسْتَاني؛ صاحب "المِلل والنِّحَل" (¬3). 1067 - كُوتاه * الإمام، الحافظ، أبو مسعود، عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد، الأصْبَهاني. ¬

_ (¬1) في الأصل: الثَّغور، وهو تصحيف، وما بين حاصرتين من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1313. (¬2) كذا وردت في الأصل، وفي "الأنساب": 7/ 191 "مظكود" وفي "اللباب"؛ 1/ 577 "مطكوذ"، وفي "سير أعلام النبلاء": 20/ 248 "مطكود" ومثله في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1313. (¬3) هو كتاب مشهور مطبوع متداول. * الأنساب: 3/ 341 - 342، التحبير في المعجم الكبير: 1/ 432 - 434، المنتظم: 10/ 182، معجم البلدان: 2/ 176، اللباب: 1/ 246، سير أعلام النبلاء: 20/ 329 - 331، تذكرة الحفاظ: 4/ 1314 - 1315، مرآة الجنان: 3/ 304، النجوم الزاهرة: 5/ 329، طبقات الحفاظ: 471، شذرات الذهب: 4/ 167. وكوتاه: تعني القصير. انظر "معجم الألفاظ الفارسية المعربة": 139.

سمع أبا بكر بن مَاجه الأبْهري، ورِزْق الله التميمي، والرَّئيس أبا عبد الله الثَّقفي، وأحمد بن عبد الرَّحمن الذَّكْواني، وعبد الغفار (¬1) الشَّيرويي، وطبقتهم. حدَّث عنه: كريمة الزُّبيرية (¬2). قال أبو موسى المَدِيني: كان أَوْحَدَ وقته في عِلْمه مع حُسْنِ طريقته وتواضعه، حدَّثنا لَفْظًا وحِفْظًا على مِنْبَر وَعْظِهِ سنة سبع عشرة، وقال لي: ولدتُ سنةَ ست وسبعين وأربع مئة. وقال السَّمْعَاني: هو من أولاد المحدِّثين، حَسَنُ السِّيرة، مُكْرِمٌ للغُرَباء، فقير [قنوع]، صَحِبَ والدي مُدَّة مُقَامه بأصْبَهان، وسَمِعَ بقراءته الكثير، وله مَعْرفة تامَّةٌ بالحديث، وهو من مُقَدَّمي أصحاب شيخنا إسماعيل الحافظ (¬3)، حَضَرْتُ مجالس أماليه (¬4)، وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يُثني عليه ثناءً حسنًا، ويفخّم أمره ويصفه بالحِفْظ والإتقان. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1314 "عبد القاهر"، وهو تحريف، انظر حاشيتنا رقم (4) ص 34 من هذا الكتاب. (¬2) كريمة بنت عبد الوهاب بن علي، وتعرف بنت الحبقبق، مسندة الشام، توفيت سنة (641) هـ. انظر "ذيل الروضتين": 173، و"العبر": 5/ 170. (¬3) سلفت ترجمته برقم (1053) من هذا الكتاب. (¬4) "التحبير في المعجم الكبير": 1/ 432 - 433، وما بين حاصرتين منه.

1068 - السمعاني

توفِّيَ بأَصْبَهان في شَعْبان سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة (¬1). وفيها: مات مُسْنِدُ زمانه الإمام أبو الوقت عبد الأوَّل بن عيسى السِّجْزي ببغداد، وله خَمْسٌ وتسعون سنة. والمسنِدُ أبو الحسن عليٌّ بن عساكر بن سرور الدِّمَشْقِي الخَشَّاب بدمشق. والعلَّامة أبو حَفْصٍ عمر بن أحمد بن منصور بن الصَّفَّار النَّيسَابوري. ومقرئ واسط أبو الفَتْح المبارك بن أحمد بن زُرَيق الحَدَّاد الواسطي. والمسنِد الأديب أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الهَرَوي؛ أجاز له القُشَيري. 1068 - السَّمْعَاني * الحافظ، العلَّامة، تاج الإسلام، أبو سَعْد، عبدُ الكريم ابن الحافظ ¬

_ (¬1) في "التحبير": 1/ 433 - 434 "توفِّي في أواخر سنة خمس أو أوائل سنة ست وخمسين وخمس مئة" ثم وضعت المحققة ما بين قوسين ما جاء في حاشية النسخة الخطية: (وقل صوابه في آخر رجب سنة ثلاث وخمسين، وبخط أحمد النايني مستهل شعبان ليلة الخميس سنة ثلاث وخمسين). قلت: على الرغم من أنني أثبت اسم "التحبير" في المصادر إلا أنني أميل إلى أنَّه "تهذيب التحبير" كما جزم بذلك الأستاذ مطاع الطرابيشي. انظر مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، الجزء الثاني من المجلد الثامن والأربعين ص 371 - 379. * المنتظم: 10/ 224 - 225، الكامل لابن الأثير: 11/ 333، اللباب: 1/ 9 - 12، وفيات الأعيان: 3/ 209 - 210، المختصر في أخبار البشر: 3/ 44، سير أعلام النبلاء: 20/ 456 - 465، تذكرة الحفاظ: 4/ 1316 - 1319، العبر: 4/ 178، دول الإسلام: 2/ 54، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 172 - 173، تتمة المختصر: 2/ 112 - 113، مرآة الجنان: 1/ 373 - 372، طبقات الشافعية للسبكي: 7/ 180 - 185، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 55 - 56، البداية والنهاية: 12/ 175، 254، النجوم الزاهرة: 5/ 375، 378، طبقات الحفاظ: 471 - 472، مفتاح السعادة: 1/ 259، كشف الظنون: 1/ 35، 49، 86، 131، =

تاج الإسلام معين الدين أبي بكر محمد بن العلامة أبي المُظَفَّر منصور بن محمد بن عبد الجَبَّار بن أحمد بن محمد بن جعفر، التميمي، المَرْوَزي، صاحب المصنَّفات الكثيرة، منها: "تاريخ مَرْو" و"الذيل على تاريخ الخطيب". ولد في شَعْبان سنة ستٍّ وخمس مئة (¬1). وحمَله والده إلى نَيسَابور في آخر سنة تسع فحضر على عبد الغفار بن محمد الشِّيروبي (¬2)، وعُبيد بن محمد القُشَيري، وغيرهما، وحضر بمرو على أبي منصور محمد بن علي نافلة الكُرَاعي (¬3). ومات أبوه سنة عشر فتربى مع أعمامه وأَهله، وحَفِظَ القرآن والفِقْه، ثم حُبِّبَ إليه هذا الشأن، وعني به، ورحل إلى الآفاق. ¬

_ = 161 - 162، 169، 179، 288، 302، 370، 374، 729، 756، 902، 2/ 998 - 999، 1108، 1123، 1735، 1737، شذرات الذهب: 4/ 205 - 206، روضات الجنات: 446، هدية العارفين: 1/ 608 - 609، فهرس الفهارس: 2/ 373 - 374، معجم المطبوعات: 1048 - 1049، الفهرس التمهيدي: 361، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (الترجمة العربية): 6/ 63 - 66، مقدمة الأنساب للمعلمي اليماني، مقدمة "تهذيب التحبير" الَّذي طبع خطأ باسم "التحبير في المعجم الكبير" لمنيرة ناجي سالم. (¬1) أورد ابن كثير ترجمته في "البداية والنهاية": 12/ 175 في حوادث هذه السنة على أنه توفي فيها، وهو وهم منه. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1316 "الشِّيرازي"، وهو تحريف. انظر حاشيتنا رقم (4) ص 34 من هذا الجزء. (¬3) النافلة، ولد الولد، وهو حفيد جده لأمه أبي غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، وقد سمع منه. انظر "الأنساب": 6/ 325 - 326، 10/ 374.

وسمع بنيسابور من أبي عبد الله الفُرَاوي، وزاهر الشَّحَّامي، وبأَصْبَهان من الحسين بن عبد الملك الخَلَّال، وسعيد بن أبي الرَّجاء، وببغداد من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأَنْصَاري، وبالكُوفة من عمر بن إبراهيم العَلَوي، وبدمشق من أبي الفَتْح المِصِّيصي. وسمع ببخارى وسَمَرْقَنْد وبَلْخ وغيرهما. وزار بيت المَقْدس والنَّصَارى يومئذٍ وُلاته (¬1)، وعمل "المُعْجم" في عِدَّة مجلدات، وكان ثِقَةً حُجَّة فهمًا، حسنَ الكتابة سريعها، جميل السِّيرة، حَسَنَ الصُّحبة، كثير المحفوظ، وكتب عمن دَبّ ودَرَج. روى عنه: ابنه عبد الرَّحيم -مفتي مَرْو- وأبو القاسم ابن عساكر؛ وابنه القاسم، وعبد الوهَّاب بن سكينة، وأبو رَوْح عبد المعز الهروي، وخَلْق. ذكره ابنُ النَّجَّار، وأثنى عليه، ثم سرد أسماء مُصَنَّفاته، وقال: سَمِعْتُ من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، وهذا شيء لم يبلُغْه أحد، وكان مليح التَّصانيف، كثير النّشوار (¬2) والأناشيد، لطيف المِزاج (¬3)، ظريفًا، حافظًا، واسع الرِّحلة، ثِقَةً، صدوقًا، دَيِّنًا، سمع منه مشايخُه وأقرانه، وحدَّثنا عنه جماعة. ¬

_ (¬1) قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": 20/ 460 "تحيل وخاطر في ذلك، وما تهيأ ذلك للسلفي ولا لابن عساكر". (¬2) النشوار: ما يظهر من كلام حسن. انظر "نشوار المحاضرة": 1/ 10. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1316 "المزاح" - بالحاء المهملة.

مات بمَرْو في ربيع الأول سنةَ اثنتين وستين وخمس مئة (¬1)، وله ستٌّ وخمسون سنة. وفيها: مات مُسْنِد هَرَاة أبو محمد عبد الجليل بن أبي سَعْد المُعَدَّل، راوي جُزْء بِيبى عنها. وخطيب دمشق وفقيهُها أبو البركات الخَضِر بن شِبْل بن عبد الحارثي الشافعي، وله ستٌّ وسبعون سنة. ومسندُ سِجِسْتان الإمام أبو عَرُوبة عبد الهادي [بن] (¬2) محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السِّجِسْتاني الَّذي رحل إليه عبد القادر الرُّهاوي. وفقيه دمشق علي بن الحسن بن الحسن بن الماسح الكِلابي، وله أربعٌ وسبعون سنة. ومحدِّث المَشْرق أبو شُجَاع عمر بن محمد بن عبد الله البِسْطامي ثم البَلْخي الفقيه، وله سَبْعٌ وثمانون سنة. والشَّيخ أبو عاصم قيس بن محمد السَّويقي بأصْبَهان، لقي في حَجِّه أبا الحسن بن العَلَّاف. وواعظ مِصْر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت الكِيزَاني. ومسند بغداد أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد بن الجَبَّان اللَّحَّاس الحَرِيمي العَطَّار، وله سماع في سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. والشيخ أبو طالب المُبَارك بن عليَّ بن خُضَيْر الصَّيرَفي ببغداد. والمسند أبو الفضل المبارك بن المبارك بن صَدَقة السِّمْسار سمع من طِرَاد. [والمسند أبو محمد عبد الواحد بن الحسين بن البارِزِي ببغداد، سمع ¬

_ (¬1) في "المنتظم": 10/ 224 - 225 أورد وفاته في حوادث سنة (563) هـ، وتابعه على ذلك ابن الأثير في "الكامل"، وابن الوردي في "تتمة المختصر"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، وأورده ابن تغري بردي في السنتين معًا. (¬2) ما بين حاصرتين مثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1318، وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 452.

1069 - معمر بن عبد الواحد

النِّعَالي، وعِدَّة] (¬1). والمسنِدُ أبو الحسن علي بن مَهْدي الهِلالي الطبيب بدمشق. ومسنِدُ العِراق أبو القاسم هِبَةُ الله بن الحسن بن هلال الدَّقَّاق؛ وله إحدى وتسعون سنة. ومسنِدُ الوقت الرئيس أبو الفَرَج مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفَضْل الثَّقَفي الأَصْبَهاني في رجب؛ وله مئة عام. 1069 - مَعْمَر بن عبد الواحد * ابن رجاء (¬2) بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر، الحافظ، مُفيد أَصْبَهان، أبو أحمد، القُرَشي، العَبْشَمي، السَّمُري، الأَصْبَهاني، المُعَدَّل، الواعظ. ولد سنة أربع وتسعين وأربع مئة. وسمع أبا الفتح أحمد بن محمد الحَدَّاد، وأبا المحاسن الرُّوياني الفقيه، وأبا علي الحَدَّاد، وطبقتهم. ورحل إلى بغداد؛ فسَمِعَ أبا القاسم ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1319. * المنتظم: 10/ 229، الكامل لابن الأثير: 11/ 349، سير أعلام النبلاء: 20/ 485 - 487، تذكرة الحفاظ: 4/ 1319 - 1321، العبر: 4/ 189، دول الإسلام: 2/ 56، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 231 - 232، مرآة الجنان: 3/ 377، البداية والنهاية: 12/ 260، طبقات الحفاظ: 472، شذرات الذهب: 4/ 214. (¬2) في "الكامل" و"البداية والنهاية": رجّار.

ابن الحُصَيْن، وأبا العزّ بن كادش، وقاضي المَرَسْتان (¬1)، وقد تردد إلى بغداد مَرَّات، وأسمع بها أولادَه. حدَّث عنه: أبو سَعْد السَّمْعَاني، وابن الجَوْزي، والحافظ عبد المغني، والفقيه أبو محمد المَقْدسي، وابن الأخضر، وأبو الحسن بن المُقَيَّر، وغيرهم. قال السمعاني: شابٌّ كَيِّس، حَسَنُ العِشْرَة، سخيُّ النَّفْس، متودِّد، قاضٍ للحوائج، أكثر ما سمِعْتُ بأصبهان كان بإفادته، كان يدور معي من بُكْرة إلى الليل، شكر الله سعيه (¬2)، ثم كان يُنَفِّذ إليَّ الأجزاء لأكتبها، ويكتب لي وفاةَ الشُّيوخ، وحدَّثني بجزءٍ انتقاه لي عن شيوخه. وقال ابنُ الجَوْزي: كان من الحُفَّاظ الوعَّاظ، له مَعْرفة حَسَنَةٌ بالحديث، كان يُخرِّج ويُمْلي، سمِعْتُ منه بالمدينة النَّبوية (¬3). وقال ابنُ النَّجَّار: كان سَريعَ الكتابة، موصوفًا بالحِفْظ والمعرفة، والصَّلاح، والثِّقة والوَرَع والمروءة، صنَّف كثيرًا في الحديث والتَّواريخ والمعاجم، وكان مُعَظَّمًا بأَصْبَهان، ذا قبول ووجاهة. مات ببادية الحِجاز في ذي القَعْدة سنةَ أربع وستين وخمس مئة. وفيها: مات الواعظ أبو الحسن سعد الله بن نصر بن الدَّجَاجي ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 23 - 28. (¬2) في الأصل: سمعتيه، وهو تصحيف، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1320. (¬3) انظر "المنتظم": 10/ 229.

1070 - أبو الخير

البَغْدادي المقرئ. والمحدِّث الجَوَّال أبو محمد عبد الخالق بن أسد (¬1) الدِّمَشْقي الحَنَفي؛ صاحب "المُعْجم". ومسنِدُ قُرْطُبة أبو مَرْوان عبد الرحمن بن محمد بن قُزْمان الفَقِيه؛ وله خمس وثمانون سنة. وشيخ القُرَّاء العَلَّامة أبو الحسن علي بنُ محمد بن هُذَيل البلَنْسي، وله ثلاثٌ وتسعون سنة. وقاضي دمشق الإمام ذكي الدين عليُّ بن القاضي المنتخب محمد بن الزكي (¬2) يحيى بن علي بن عبد العزيز القُرَشي الشَّافعي ببغداد بعد حَجِّه؛ وله سَبْعٌ وخمسون سنة. ومسنِدُ بغداد أبو الفَتْح محمدُ بنُ عبد الباقي بن أحمد بن البَطِّي الحاجب، وله سَبْعٌ وثمانون سنة. وزاهد العِراق أبو عبد الله محمد بن عَبْد الملك الفَارِقي. 1070 - أبو الخَيْر * الإمام، الحافظ، عَبْدُ الرَّحيم بن محمد بن أحمد بن حَمْدان بن موسى، الأَصْبَهانيُّ. حدَّث عن: غانم بن محمد البُرْجي، وأبي علي الحَدَّاد، ومحمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق، وعبد الواحد بن محمد الدَّشْتج (¬3)، وهِبَة الله بن ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1320 "أسعد"، وهو تحريف، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 497 - 498. (¬2) في "تذكرة الحفاظ" 4/ 1321، "محمد بن الزكي بن يحيى"، وهو وهم. انظر "سير أعلام النبلاء": 20/ 519. * أعلام النبلاء: 2/ 573 - 575، تذكرة الحفاظ: 4/ 1321 - 1323، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 159 - 160، لسان الميزان: 4/ 7 - 8، طبقات الحفاظ: 472 - 473، شذرات الذهب: 4/ 228. (¬3) في "تذكرة الحفاظ" 4/ 1321 "الدشنج"، وهو تصحيف انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 19/ 472 - 473.

الحُصَين، وأبي العز بن كادش (¬1)، وخلق. حدَّث عنه: الحافظ عبد المغني، وأبو محمد المَقْدسي، وطائفة. قال ابنُ النَّجَّار: كان من حُفَّاظ الحديث، سَمِعْتُ جماعةً من أَصْبَهان يقولون: إنه كان يحفظ "الصَّحيحين"، وكانوا يفضِّلونه على الحافظ (¬2) أبي موسى بالحِفْظ (¬3). وقال ابنُ النَّجَّار أيضًا: سَمِعَ الكثير، وقرأَ بنفسه وكتَبَ، وكان موصوفًا بالفَضْل ومَعْرفة الحديث، قَدِمَ بغداد في شبابه وفي كِبَرِه، وأملى بجامع القصر باستملاء شيخنا ابنِ الأخضر، وسأَلْته عنه فأثنى عليه، ووصفه بالحِفْظ والمعرفة، وقال: كانوا يفضلونه على معْمَر بن الفاخر. وذكر الشَّيخ الضِّياء عن بعض شيوخه (¬4) أنَّه قال: كان أبو الخير يحفظ البُخَاري، ويقول: مَنْ أراد أن يقرأ الإسناد حتَّى أقرأ المتن، ومَنْ أراد أن يقرأ المتن حتَّى أقرأَ أنا الإسناد. وقد ذكر ابنُ النَّجَّار أن إسماعيل التيمي وأبا نَصْر الغازي وكُوتاه وغيرهم تكلَّموا في أبي الخير، وكذلك تكلَّم فيه أبو موسى المديني من أجل إجازات الرئيس مسعود بن الحسن الثَّقَفي، فالله أعلم. ولد في صَفَر سنة خمس مئة. ¬

_ (¬1) في الأصل: وأبي علي العز بن كادش، وهو وهم. (¬2) في الأصل: الحفاظ، وهو وهم. (¬3) ستأتي ترجمة أبي موسى برقم (1073) من هذا الكتاب. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1322 هو الإمام عبد الله الجبائي، انظر ترجمته في "العبر": 5/ 12 - 13.

1071 - أبو العلاء الهمذاني

ومات في شَوَّال سنةَ ثمانٍ وستين وخمس مئة. وفيها: مات مُسْنِدُ القُرَّاء أبو الفَضْل أحمد بن محمد بن شُنَيْف الدَّرَقَزِّي (¬1). وجَعْفر بن عبد الله بن قاضي القُضَاة أبي عبد الله بيع الدَّامَغَاني. وشيخ النُّحاة أبو نزار الحسن بن صافي. ومسنِدُ أَصْبَهان أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين الصَّيدلاني. 1071 - أبو العَلاء الهَمَذَاني * الحافظ، العَلَّامة، المقرئ، شيخ الإسلام، الحسن بن أحمد (¬2) بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سَهْل، العَطَّار. ولد سنة ثمانٍ وثمانين وأربع مئة. ¬

_ (¬1) نسبة إلى دار القز: محلة كبيرة ببغداد. انظر "معجم البلدان": 2/ 422، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1323 سنيف -بالسين المهملة- وهو تصحيف. وانظر "معرفة القراء": 2/ 225. * المنتظم: 10/ 248، مناقب الإمام أحمد: 532، معجم الأدباء: 5/ 8 - 52، الكامل لابن الأثير: 11/ 411، مرآة الزمان: 8/ 300، تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب: ج 4 / ق 4/ 626 - 627، سير أعلام النبلاء: 21/ 40 - 47، تذكرة الحفاظ: 4/ 1324 - 1328، العبر: 4/ 206 - 207، معرفة القراء: 2/ 542 - 545، المختصر المحتاج إليه: 1/ 276 - 277، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 96 - 97، مرآة الجنان: 3/ 389 - 390، البداية والنهاية: 12/ 286، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 324 - 329، غاية النهاية: 1/ 204 - 206، النجوم الزاهرة: 6/ 72، طبقات الحفاظ: 473 - 474، بغية الوعاة: 1/ 494 - 495، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 128 - 131، شذرات الذهب: 4/ 231 - 232. (¬2) في "البداية والنهاية": 12/ 286 "الحسن بن الحسن"، وهو وهم.

وقرأ بالرِّوايات على: أبي علي الحَدَّاد -وأكثر عنه ولازَمَه- وعلى: مقرئ واسط أبي العِزّ القَلَانسي، وأبي بكر المَزْرَفي، وطائفة. وسمع بنيسابور من: أبي عبد الله الفُرَاوي وغيره، وببغداد من أبي القاسم بن بَيَان، وأبي علي بن نَبْهان، وابن الحُصَيْن، وخَلْقٌ. ثم رحل مَرَّة ثانية إلى بغداد فأسمع ابنه، ثم قدِمَ بعد الثَّلاثين وخمس مئة فأكثر، ثم بعد سنة أربعين. قرأ عليه بالرِّوايات: أبو أحمد بن سُكَينة، وأبو الحسن بن الدَّبَّاس. وحدَّث عنه: أبو المواهب بن صَصْرَى، والحافظ عبد القادر (¬1)، والحافظ يوسف بن أحمد الشِّيرَازي، وآخرون؛ آخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المُقَيَّر. قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: حافِظٌ، متقِنٌ، مقرئٌ، فاضل، حَسَنُ السِّيرة، مَرْضيُّ الطَّريقة، عزيزُ النَّفْس، سخيٌّ بما يملكه، مُكْرِمٌ للغُرَباء، يعرف القِراءات والحديث والأدب معرفة حسنة، سمِعْتُ منه. وقال عبد القادر الحافظ: شَيخُنا أبو العلاء أشهرُ مِنْ أَنْ يعرَّف، بل تعذر وجودُ مثْله في أعصارٍ كثيرة على ما بلغنا من السِّير، أربى على أهل زمانه في كثرة السَّمَاعات، مع تحصيل أصول ما سَمِعَ، وجُودة النُّسخ، وإتقان ما كتبه بخَطِّه؛ ما كان يكتب شيئًا إلا منقَّطًا معربًا، وأوَّل سَمَاعه ¬

_ (¬1) في الأصل: عبد القاهر، وهو وهم من الناسخ، وستأتي ترجمته برقم (1096) من هذا الكتاب.

من عبد الرَّحمن بن حَمْد (¬1) الدُّوني في سنة خمس وتسعين وأربع مئة، بَرَعَ على حُفَّاظ عَصْره في حِفْظ ما يتعلَّق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكُنى والقِصَص والسِّيَر، ولقد كان يَوْمًا في مجلسه فجاءته فتوى في عثمان رضي الله عنه، فكتب من حِفْظه -ونحن جلوس- درجًا طويلًا في أخباره. وله التَّصانيف، منها: "زاد المُسَافر" في خمسين مجلَّدًا، وكان إمامًا في القُرْآن وعلومه، وحَصَّل من القِراءات ما إنه صنَّف فيها العشرة، والمُفْردات، وصنَّف في الوَقْف والابْتِدَاء، وفي التجْويد، والماءات، والعدد، ومعرفة القُرَّاء؛ وهو نحوٌ من عشرين مجلَّدًا (¬2)، استُحْسِنَتْ تصانيفه، وكُتِبَتْ ونُقِلَتْ إلى خُوارَزْم وإلى الشَّام، وبَرع عنده جماعةٌ كثيرةٌ في القراءات، وكان إذا جرى ذِكْرُ القُرَّاء يقول: مات فلان عام كذا، ومات فلان في سنة كذا، وفلان يعلو إسناده على فلان بكذا، وكان إمامًا في النحو واللُّغة، سمِعْتُ أنَّ من جُمْلة ما حفظ كتاب "الجَمْهرة"، وخرَّج له تلامذةً في العربية أئمةً يقرؤون بهَمَذَان، وبعض أصحابه رأيته؛ فكان من محفوظاته كتاب "الغريبين" للهَرَوي. إلى أَنْ قال: وكان مُهينًا للمال، باع جميعَ ما وَرِثه -وكان من أبناء التُّجَّار- فأنفقه في طلب العِلْم، حتَّى سافر إلى بغداد وأَصْبَهان مَرَّاتٍ ماشيًا يحمل كُتُبَه على ظهره، سمِعْته يقول: كنت أبيت ببغداد في ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1325 "محمد"، وهو تحريف، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 19/ 239 - 240. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1325 "عشر مجلدات".

المساجد، وآكل خبز الدُّخن (¬1)، وسمِعْتُ أبا الفَضْل بن بُنَيمان الأديبَ يقول: رأيت أبا العلاء في مسجدٍ من مساجد بغداد يكتب وهو قائم؛ لأنَّ السَّرَاج كان عاليًا. إلى أن قال: فَعَظُمَ شأنُه في القلوب، حتَّى إن كان يمر في هَمَذَان فلا يبقى أحدٌ رآه إلا قام، ودعا له، حتَّى الصِّبْيان واليهود، وربما كان يمضي إلى بلدة مُشْكان (¬2) يصلِّي بها الجُمُعة، فيتلقَّاه أهْلُها خارج البلد: المسلمون على حِدَة، واليهود على حِدَة يدعون له، إلى أن يدخُلَ البلد، وكان يُفتح عليه من الدُّنيا جُمَلٌ، فلم يدَّخِرْها، بل ينفقها على تلامذته، وكان عليه رسومٌ لأقوامٍ، وما كان يبرح عليه ألف دينار هَمَذَانية أو أكثر من الدَّيْن مع كَثْرة ما كان يُفتح عليه. وكان يطلبُ لأصحابه من النَّاس، ويعِزُّ أصحابَه ومَنْ يلوذُ به، ولا يحضُر دعوةً حتَّى يحضُرَها جماعةُ أصحابه. وكان لا يأكل من أموالِ الظَّلَمة، ولا قَبِلَ منهم مدرسةً قَطُّ ولا رِباطًا، وإنما كان يقرئُ في داره، ونحن في مسجده سُكَّان، وكان بقرئ نصف نهارِه الحديثَ، ونصفَ القُرْآن والعِلْمَ، وكان لا يغشى السَّلاطين، ولا تأخذه في الله لَوْمةُ لائمٍ، ولا يمكِّن أحدًا أن يعمل في مجلسه (¬3) منكرًا ولا سماعًا، وكان ينزل كلّ إنسان منزلتَه، حتَّى تألَّفَتِ ¬

_ (¬1) الدخن: حب الجاروس. "اللسان" (دخن)، وانظر "المعجم الوسيط": 1/ 274. (¬2) قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان. "معجم البلدان": 5/ 135. (¬3) هكذا عندنا في الأصل، ومثله في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1326، وفي "سير أعلام النبلاء": 21/ 43 "في محلته"، وهي تصحيف، ذهب محققا "السير" إلى أنها الأثبت لأنهما لم يدركا معنى كلمة السماع.

القلوبُ على محبَّته، وحسن الذِّكْر له في الآفاق البعيدة، حتَّى أهل خوارَزْمَ الذين هم معتزلة مع شِدَّته في الحَنْبَلِيَّة. وكان حَسَنَ الصَّلاة، لم أر أحدًا من مشايخنا أحسنَ صلاةً منه، وكان متشدِّدًا في أمر الطَّهَارة؛ لا يدع أحدًا يَمَسُّ مَدَاسه، وكانت ثيابه قِصَارًا وأكمامه قِصارًا، وعِمامته نحو سبعة أذرع. وكانت السُّنَّة شعارَه ودثارَه اعتقادًا وفِعلًا، بحيث إنه كان إذا دخل مجلسه رجلٌ فقدَّم رِجْلَه اليُسرى كلَّفه أن يرجِعَ فيقدِّم اليُمْنى، ولا يَمَسّ الأجزاء الأعلى طهارة، ولا يدْعُ شيئًا قط إلَّا مستقبلَ القبلة تعظيمًا لها. إلى أن قال: سمعت من أثقُ به يحدث عن عبد الغافر بن إسماعيل الفَارسي أنَّه قال في الحافظ أبي العلاء لَمَّا دخل نَيسَابور: ما دخل نيسابور مِثْلُك. وسمِعْتُ الحافظ أبا القاسم عليَّ بنَ الحسن يقول -وذكر رجلًا من أصحابه رَحَلَ-: إنْ رَجَعَ ولم يلقَ الحافظَ أبا العلاء ضاعتْ رِحْلَتُه. مات أبو العلاء في جُمَادى الأولى سنةَ تسع وستين وخمس مئة. وفيها: مات المسنِدُ النَّقيب أبو عبد الله أحمد بن علي بن المعمَّر العَلَوي ببغداد. وأبو الحسن دَهْبل بن علي بن كارة الحَريمي الحنبلي؛ سمع الحسين بن البُسري. وشيخ العربية أبو محمد سعيدُ بن المُبَارك بن الدَّهَّان البَغْدادي. والمسنِدُ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن هبَة الله بن محمد بن النَّرْسي. ومسنِد المَغْرب أبو الحسن عليُّ بن أحمد بن

1072 - ابن عساكر

أبي بكر بن حُنين الكِناني القُرْطُبي، ثم الفاسي؛ وله ثلاث وتسعون سنة. وملك الشام العادل نور الدِّين محمود بن زَنْكي التُّرْكي، رحمهم الله تعالى. 1072 - ابن عَسَاكر * الإمام، الحافظ الكبير، محدِّث الشَّام، فَخْر الْأَئمة، ثِقَةُ الدِّين، ¬

_ * خريدة القصر (قسم شعراء الشام): 1/ 274 - 280، المنتظم: 10/ 261، معجم الأدباء: 13/ 73 - 87، الكامل لابن الأثير: 12/ 357، مرآة الزمان: 8/ 212 - 214، جامع المسانيد للخوارزمي: 2/ 539 - 540، الروضتين: 1/ 10 و 261، وفيات الأعيان: 3/ 309 - 311، المختصر في أخبار البشر: 3/ 59، سير أعلام النبلاء: 20/ 554 - 571، العبر: 4/ 212 - 213، تذكرة الحفاظ: 4/ 1328 - 1334، دول الإسلام: 2/ 62، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 186 - 189، تتمة المختصر: 2/ 132 - 133، مرآة الجنان: 3/ 393 - 396، طبقات الشافعية للسبكي: 7/ 215 - 223، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 216 - 217، البداية والنهاية: 12/ 294، النجوم الزاهرة: 6/ 77، طبقات الحفاظ: 474 - 475، تنبيه الطالب (الدارس): 1/ 100 - 101، مفتاح السعادة: 1/ 266، 267 و 2/ 352، الزيارات بدمشق: 73 - 74، كشف الظنون: 1/ 54، 57، 103، 162، 294، 340، 342، 526، 574، 2/ 974، 1736، 1737، 1836، شذرات الذهب: 4/ 239 - 240، أبجد العلوم: 2/ 375 و 3/ 790 - 791، هدية العارفين: 1/ 701 - 702، إيضاح المكنون: 1/ 224، تهذيب تاريخ ابن عساكر: 1/ 4 - 7، معجم المطبوعات: 181 - 182، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (الترجمة العربية): 6/ 69 - 73، فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية: المنتخب من مخطوطات الحديث: 79 - 84، مقدمة المجلدة الأُولى بتحقيق صلاح الدين المنجد. وانظر كتاب "ابن عساكر في ذكرى مرور تسع مئة سنة على ولادته" طبعه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والأداب والعلوم الاجتماعية في سورية.

أبو القاسم، عليُّ بن الحسن بن هِبَة الله بن عبد الله بن الحسين، الدِّمَشْقي، الشَّافعي، صاحب التَّصانيف، و "التاريخ الكبير" (¬1). ¬

_ (¬1) واسمه "تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حَلَّها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها". وقد تبنى مجمع اللغة العربية بدمشق طبع هذا التاريخ العظيم، صدر منه حتى الآن المجلدة الأُولى سنة 1951 م، والقسم الأول من المجلدة الثانية سنة 1954 بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، والمجلدة العاشرة 1963 م بتحقيق الشيخ محمد أحمد دهمان، يبدأ بترجمة بسر بن أرطاة وينتهي بترجمة ثابت بن أقرم، وفي أواخر عام 1976 طبع مجلد في تراجم حرف العين المتلوة بالألف، يبدأ بترجمة عاصم بن بهدلة، وينتهي بترجمة عائذ بن محمد، بتحقيق الدكتور شكري فيصل، وفي عام 1982 صدر مجلد آخر يبدأ بترجمة عادة بن أوفى، وينتهي بترجمة عبد الله بن ثُوَب بتحقيق الدكتور شكري فيصل والأستاذين رياض مراد وروحية النحاس. وكان قد صدر عام 1981 مجلد يبدأ بترجمة عبد الله بن جابر وينتهي بترجمة عبد الله بن زيد بتحقيق الأستاذين مطاع الطرابيشي وسكينة الشهابي، وفي عام 1984 صدر القسم الأول من السيرة النبوية بتحقيق نشاط غزاوي، والجزء السابع يبدأ بترجمة أحمد بن عتبة وينتهي بترجمة أحمد بن محمد بن مؤمل بتحقيق الشيخ عبد المغني الدقر، ومجلدة في ترجمة عثمان بن عفان رضي الله عنه تحقيق الفاضلة سكينة الشهابي. وأفرد بالطبع من هذا "التاريخ" ترجمة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي وترجمة الإمام الحسين رضي الله عنه، وترجمة الزهري بتحقيق شكر الله بن نعمة الله القوجاني، نشر مؤسسة الرسالة سنة 1982 م، وفي العام نفسه صدر المجلد الأخير المشتمل على تراجم النساء بتحقيق الفاضلة سكينة الشهابي. وتقوم دار الفكر بدمشق بنشر مختصره لابن منظور. وكان قد هذبه الشيخ عبد القادر بدران، وطبع من تهذيب سبعة أجزاء تنتهي بترجمة عبد الله بن سيار.

وُلِدَ في أوَّل سنة تسعٍ وتسعين وأربع مئة. وسمع في سنة خمس وخمس مئة باعتناء أبيه وأخيه الإمام صائن الدِّين (¬1) هبة الله، سَمِعَ أبا القاسم النَّسيب، وقوام بن زيد، وسُبَيْع بن قيراط، وأبا طاهر الحِنَّائي، وأبا الحسن بن المَوَازِيني، وطبقتهم بدمشق، ورَحَلَ في سنة عشرين فَسَمِعَ أبا القاسم بن الحُصَين، وأبا الحسن الدِّينوَري، وأبا العِزِّ بن كادش، وأبا غالب بن البَنَّاء، وقاضي المَرَسْتَان (¬2) وطبقتهم ببغداد، وعبد الله بن محمد بن الغَزَال (¬3) بمكة، وعمر بن إبراهيم الزَّيدي بالكُوفة، وأبا عبد الله الفُرَاوي، وهبة الله بن السَّيِّدي، وعبد المنعم القُشَيري بنيسابور، وسعيد بن أبي الرَّجَاء، والحسين بن عبد الملك الخَلَّال بأَصْبهان، ويوسف بن أيوب الهَمَذَاني الزاهد بمَرْو، وتميم بن أبي سعيد الجُرْجَاني بهَرَاة، وعَمِلَ "الأربعين البُلْدانية" (¬4)، وعددُ شيوخه ألف وثلاثُ مئة شيخٍ، ونيِّف وثمانون امرأةً. سمع منه: أبو العلاء الهَمَذَاني، ومَعْمَر بن الفاخر. وحدَّث عنه: ابنُه القاسم، وأبو جعفر القُرْطُبي، وزين الأُمناء أبو البركات بن عساكر، وأخوه الشيخ فَخْر الدين، وابن أخيه عز الدين النَّسَّابة، والحافظ عبد القادر الرُّهاوي، وأبو القاسم بن صَصْرَى، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1328 "ضياء الدبن"، وهو تحريف. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 495 - 496. (¬2) ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 23 - 28. (¬3) وضع فوقها "خف" أي بالتخفيف. (¬4) انظر "كشف الظنون": 1/ 54 - 55.

وأبو نَصْر بن الشِّيرَازي، وأبو إسحاق إبراهيم بن الخُشُوعي، والشيخ بهاء الدين علي بن الجُمَّيزِي، ورشيد الدين بن مسلمة، وسديد الدِّين مكي بن عَلَّان، وخلق كثير. وقد روى عنه أبو سعد السَّمْعَاني كثيرًا، ومات قبل ابن عَلَّان بتسعين (¬1) سنة. قال ابنُ الحاجب: حدَّثني زين الْأُمناء قال: حدَّثني ابن القَزْويني عن والده مدرس النِّظَامِيَّة أبي الخير قال: حكى لنا الفُرَاوي، قال: قَدِمَ ابنُ عساكر، فقرأ عليَّ ثلاثة أيام، فأكثر وأَضْجرني، وآليت على نفسي أن أُغلِقَ بابي، فلما أصْبحنا قَدِمَ على شخصٌ فقال: أنا رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إليك. قلت: مَرْحبًا بك، فقال: قال لي في النَّوْم: امضِ إلى الفُرَاوي وقُلْ له: قَدِمَ بلدكم رجلٌ شَاميٌّ، أسمَرُ اللَّوْن، يطلبُ حديثي فلا تَمَلّ منه. قال القَزْويني: فوالله ما كان الفرَاوي يقوم حتَّى يقومَ الحافظ. وقال السَّمْعَاني: أبو القاسم حافِظٌ، ثِقةٌ، متقِنٌ، دَيِّنٌ، خَيِّر، حَسَنُ السِّمْت، جَمَعَ بين معرفة المَتْن والإسناد، وكان كثيرَ العِلْم، غزيرَ الفَضلُ، صحيحَ القِراءة، متثبِّتًا، رَحَل وتَعِبَ وبالغَ في الطَّلب، وجَمَعَ ما لم يجمعْه غيرُه، وأربى على الأقران، دخل نَيسَابور قبلي بشهْر، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1329 "بسبعين"، وهو تصحيف؛ إذ أن وفاة السمعاني سنة (562 هـ)، ووفاة ابن علان سنة (652 هـ)، انظر "العبر": 5/ 213.

سمعْتُ "معجَميه" (¬1) والمُجَالسة للدِّينوري، وكان قد شَرَعَ في "التَّاريخ الكبير" لدمشق. وقال المحدِّث بهاء الدين القَاسم: كان أبي -رحمه الله- مواظِبًا على الجَمَاعة والتِّلاوة، يَخْتِمُ كلَّ جُمُعة، ويختِمُ في رمضان كلَّ يوم، ويعتكِفُ في المَنَارة الشَّرْقية، وكان كثير النَّوافل والأذكار، ويحيي ليلة النِّصف والعيدَين بالصَّلاة والذِّكْر، وكان يحاسِبُ نَفْسَه على لحظةٍ تذهب. قال لي: لما حَمَلَتْ بي أُمي قيل لها في منامها: تلدين غلامًا يكون له شَأن (¬2). وقال سَعْد الخير: ما رأيتُ في سِنِّ الحافظ ابن عساكر مِثْلَه. وأثنى عليه الحافظ أبو العلاء الهَمَذَاني ثناءً كثيرًا، وقال: ما كان أبو القاسم إلا شُعْلة نارٍ ببغداد من ذكائه وتوقُّده وحُسْنِ إدراكه (¬3). وقال القَاسم بنُ عَسَاكر: سمِعْتُ التَّاج المَسْعُودي يقول: سمعْتُ أبا العلاء الهَمَذَاني يقول لرجلٍ استأذنه في الرِّحْلة: إن عَرَفْتَ أحدًا أعرفَ مني فحينئذٍ آذَنُ لك أَنْ تسافر إليه إلَّا أن تسافِرَ إلى ابنِ عساكر؛ فإنَّه حافِظٌ كما يجب. وقال أبو المواهب بن صَصْرَى: كُنْتُ أذاكر أبا القاسم الحافظ عن الحُفَّاظ الذين لقيهم فقال: أما ببغداد فأبو عامرٍ العَبْدَري، وأما بأَصْبَهان ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1330، و"سير أعلام النبلاء": 20/ 567 "معجمه". (¬2) انظر "معجم الأدباء": 13/ 83 - 84. (¬3) انظر "معجم الأدباء": 13/ 85.

فأبو نَصْرٍ اليُونارتي، لكن إسماعيل بن محمد الحافظ كان أشهر، فقلتُ: فعلى هذا ما رأى سيِّدنا مِثْلَ نَفْسه. قال: لا تقل هذا، قال الله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} (¬1) قلت: فقد قال: {وَأَمَّا بِنِعْمةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (¬2) فقال: لو قال قائل: إنَّ عينيَّ لم تَرَ مِثْلي، لصَدَقَ. ثم قال أبو المواهب: وأنا أقول: لم أَرَ مِثْلَه، ولا مَنِ اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لُزوم طريقةٍ واحدة مُدَّة أربعين سنةً؛ من لزوم الصَّلَوات في الصَّفِّ الْأَوَّل إلَّا من عُذْر، والاعتكاف في رَمضان وعَشْر ذي الحِجَّة، وعدم التطلُّع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدُّور، قد أسقط ذلك عن نَفْسه، وأعرضَ عن طَلَبِ المَناصب من الإمامة والخَطَابة، وأباها بَعْدَ أن عُرضَتْ عليه، وأَخْذِ نفسه بالأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكر، لا تأخذه في الله لومةُ لائم. قال لي: لما عَزَمْتُ على التحديث والله المطَّلع أنَّه ما حَملَني على ذلك حبُّ الرِّياسة والتقدُّم، بل قلت: متى أروي كلَّ ما سمِعْتُ؟ وأي فائدةٍ في كوني أُخلِّفُه صحائفَ؟ ! فاستخرتُ الله، واستَأذَنْتُ أعيان شيوخي ورؤساء البلد، وطُفْتُ عليهم، فكلُّهم قال: مَنْ أحق بهذا منك؟ فَشَرَعْتُ في ذلك سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة. وقال الحافظ عبد العظيم المُنْذِري: سألتُ شيخَنَا أبا الحسن علي بنَ المفضَّل الحافظ عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ؟ فقال: مَنْ؟ قُلْتُ: الحافظ ابن ناصر وابن عساكر؟ فقال: ابن عساكر. فقلت: الحافظ أبو موسى المَدِيني وابن عساكر؟ قال: ابنُ عساكر. فقلت: الحافظ أبو طاهر السِّلَفي وابن عساكر؟ فقال: السِّلَفي شَيخُنا. ¬

_ (¬1) سورة النجم: الآية 32. (¬2) سورة الضحى: الآية 11.

قلت: ابنُ عساكر أَحْفَظُ من السِّلَفي بلا شك، وكان شيخُنا أبو الحَجَّاج القُضَاعي (¬1) يميل إلى ابنِ عساكر؛ لم يَرَ حافِظًا مِثْلَ نفسه. وقال الحافظ عبد القادر: ما رأيتُ أحفظَ من ابن عساكر. وقال ابنُ النَّجَّار: أبو القاسم إمامُ المحدِّثين في وقته، انتهت إليه الرياسة مع الحِفْظ والإتقان والثِّقة والمَعْرفة التَّامَّة، وبه خُتِمَ هذا الشأن. وقال مَعْمَر بن الفاخر في "مُعْجمه": أنبأنا أبو القاسم الدِّمَشْقي الحافظ بمِنى، وكان أحفظ مَنْ رأيتُ من طلبة الحديث والشُّبَّان، وكان شَيخُنا إسماعيل بن محمد الإمام يفضِّلُه على جميعِ منْ لقيناهم، قدِمَ أَصْبَهان، ونَزَل في داري، وما رأيتُ شابًّا أورعَ، ولا أحفظ، ولا أتقنَ منه، وكان مع ذلك فقيهًا أديبًا سُنِّيًا، جَزَاه الله خيرًا، وكَثَّرَ في الإسلام مثله، أفادني كثيرًا (¬2)، سَأَلْتُه عن تأخُّره عن المجيء إلى أَصْبَهان، فقال: لم تأذنْ لي أُمي. قال القاسم: توفِّيَ أبي في حادي عشر رجب سنة إحدى وسبْعين وخمس مئة، ورأوا له مَنَاماتٍ حَسَنَة، ورُثي بقصائد، وقَبْرُه يُزَار بباب الصَّغير (¬3). وفيها: توفِّي المُسْنِد أبو حنيفة محمدُ بنُ عبيد الله الخَطِيبي ¬

_ (¬1) هو الحافظ المزي، وستأتي ترجمته برقم (1155) من هذا الكتاب. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1333 "وإني كثيرًا"، وهو تصحيف. (¬3) مقبرة تقع جنوبي دمشق، سميت باسم الباب الصغير لأنَّها كانت تقابله، وهي من أكبر مقابر دمشق وأشهرها، وقبره فيها ظاهر معروف حتَّى اليوم. انظر "خطط دمشق": 116 للدكتور صلاح الدين المنجد.

1073 - أبو موسى

الْأَصبَهاني؛ وله ثلاثٌ وثمانون سنة. وفقيه واسط أبو جَعْفر هبَةُ الله بن يحيى بن البُوقي الوَاسِطي العَطَّار. والعلَّامة مَجْدُ الدِّين أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد بن حَفَدَة الطُّوسي العَطَّاري الشَّافعي الواعِظُ؛ صاحب محيي السُّنَّة (¬1)، والغَزّالي، رحمهم الله. 1073 - أبو مُوسى * الحافظُ الكبير، شَيخُ الإسلام، محمد بن أبي بكر (¬2) عمر بن أبي عيسى أحمد بن عمر، الأصْبَهاني، صاحبُ التَّصانيف النَّافعة. وُلِدَ في ذي القَعْدة سنة إحدى وخمس مئة. وحضر عند أبي سَعْدٍ المُطَرِّز؛ وهو ابن سنتين، ثم رَحَلَ وعُني بهذا الشأن. وسمع من: أبي منصور محمد بن عبد الله بن مَنْدُويه، وغانم البُرْجي، وأبي علي الحَدَّاد، ومحمد بن عبد الله الشَّرابي بَلِّيزة (¬3)، ¬

_ (¬1) هو الإمام البغوي رحمه الله، وقد سلفت ترجمته برقم (1040) من هذا الكاب. * الروضتين: 2/ 68، وفيات الأعيان: 4/ 286، المختصر في أخبار البشر: 3/ 70، سير أعلام النبلاء: 21/ 152 - 159، تذكرة الحفاظ: 4/ 1334 - 1336، العبر: 4/ 246، مختصر تاريخ ابن الدبيثي: 1/ 83 - 85، تتمة المختصر: 2/ 144، الوافي بالوفيات: 4/ 246، مرآة الجنان: 3/ 423 - 424، طبقات الشافعية للسبكي: 6/ 160 - 163، طبقات الشافعية للإسنوي؛ 2/ 439 - 440، البداية والنهاية: 12/ 318، غاية النهاية: 2/ 215 - 216، النجوم الزاهرة: 6/ 101، طبقات الحفاظ: 475 - 476، شذرات الذهب: 4/ 273. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1334 "محمد بن أبي بكر بن عمر"، وهو وهم. (¬3) انظر "تبصير المنتبه": 1/ 102.

ومحمد بن طاهر المَقْدسي الحافظ، وأبي زكريا بن مَنْدَه، وهِبَة الله بن الحسن الْأبَرْقُوهي، وهبة الله بن الحُصَين البَغْدَادي، وطبقتهم. وتخرَّج بأبي القاسم التَّيْمي، وغيره. حدَّث عنه: أبو سَعْد السَّمْعَاني، وأبو بكر محمد بن موسى الحَازِمي، والحافظ عبد المغني المَقْدسي، وعبد القادر الرُّهاوي، ومحمد بن مكِّي الْأَصْبَهاني، والنَّاصح عبد الرَّحمن بن الحَنْبَلي، وآخرون. وكان كثيرَ العِلْم، واسعَ الرِّواية، انتهى إليه التقدُّم في هذا الشَّأْن مع علوِّ الإسناد، ومِنْ تصانيفه: كتاب "معْرفة الصَّحَابة" الَّذي استدرك به على أبي نُعَيم الحافظ، وكتاب "الطوالات" وهو كتابٌ جليل لم يُسْبَقْ إلى مثله (¬1)، وكتاب "تتمة الغَرِيبين" (¬2)، وكتاب "اللَّطَائف"، وكتاب "عوالي التَّابعين"، وغير ذلك. وقد عَرَض من حِفْظه كتاب "علوم الحديث" (¬3) للحاكم على إسماعيل الحافظ. قال الدُّبَيْثي: عاش أبو موسى حتَّى صار أَوْحَدَ وقته، وشيخَ زمانه إسنادًا وحِفْظًا (¬4). وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ منه، وكتَب عني، وهو ثِقَةٌ صَدُوق (¬5). ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1335 "مع كثرة ما فيها من الواهي والموضوع". (¬2) هو "المغيث في غريب القرآن والحديث". منه نسحة مصورة في معهد المخطوطات العربية رقم (500) حديث. (¬3) طبع الكتاب باسم "معرفة علوم الحديث" في القاهرة سنة 1937 م. (¬4) "مختصر تاريخ ابن الدبيثي": 1/ 84. (¬5) المصدر السابق.

وقال عبد القادر الرُّهَاوي: حَصَّل من المسموعات بأصْبَهان ما لم يحصلْ لأحدٍ في زمانه؛ وانضمَّ إلى ذلك الحِفْظُ والإِتقان، وله التَّصَانيف التي أَرْبى فيها على المتقدِّمين مع الثِّقَة والعِفَّة، له شيءٌ يسير يتربَّح به (¬1)، وينفق منه، ولا يقبل من أحدٍ شيئًا قط، أوصى إليه غيرُ واحدٍ بمالٍ؛ فيرُدُّه، فيقال له: فرِّقْه على مَنْ ترى. فيمتنع، وكان فيه من التَّوَاضع بحيث إنه يقرئ الصَّغير والكبير، ويرشِدُ المبتدئ، رأَيته يُحَفظ الصِّبْيان القُرْآنَ في الألواح، وكان يمنع مَنْ يمشي معه، فعلتُ ذلك مَرَّةً فَزَجَرَني، وتردَّدْت إليه نحوًا من سَنَة ونصف فما رأيتُ منه ولا سَمِعْتُ عنه سَقْطة تُعَاب عليه. وكان أبو مسعود كُوتاه (¬2) يقول: أبو موسى كنز مخفيٌّ. توفِّيَ في تاسع جُمَادى الأُولى سنةَ إحدى وثمانين وخمس مئة، ولما ماتَ لم يكادوا أن يَفْرُغوا حتَّى جاء مَطَرٌ عظيمٌ في الحَرِّ الشَّديد؛ وكان الماءُ قليلًا بأَصْبَهان. وفيها: ماتَ الحافظ أبو سَعْد محمد بن عبد الواحد الْأَصْبَهاني الصَّائغ، وله أربع وثمانون سنة. والإمام أبو الطَّاهر إسماعيل بن مكِّي بن إسماعيل بن عيسى بن عَوْف الزُّهْري العَوْفي الإِسْكنْدَرَاني المالكي، وله ستُّ وتسعون سنة. والقُدْوة الزَّاهد شيخ أهل حَرَّان الشيخ حياة بن قيس بن رَجَّال (¬3) الأَنْصَاري. والمسنِدُ أبو القاسم عبد الرحمن بن ¬

_ (¬1) وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1335 "يترقح به". وترقيح المال: إصلاحه والقيام عليه. "اللسان" (رقح). (¬2) سلفت ترجمته برقم (1067) من هذا الكتاب. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1336 "رحال"، وهو تصحيف. انظر ترجمه في "سير أعلام النبلاء": 21/ 181 - 182.

1074 - الزاغولي

محمد بن الحسين السِّبْيي ثم المِصْري الجَيَّار، ويعْرف بابن نخيسةَ بمِصْر. والمسنِد أبو محمدٍ عبد الرَّزَّاق بن نَصْر بن المسلم الدِّمَشْقي النَّجَّار، وله أربعٌ وثمانون سنة. ومسند العِراق أبو الفَتْح عبيد الله بن عبد الله بن [محمد بن نَجَا] (¬1) بن شاتيل البَغْدَادي الدَّبَّاس، وله اثنتان وتسعون سنة. ومقرئُ مِصْر أبو الجيوش عساكرُ بنُ علي بن إسماعيل الشَّافعيُّ النَّحْويُّ. والمحدِّث الإِمام أبو حَفْص عُمر بنُ عبد المجيد القُرَشي المَيَّانِشي المُجَاور. ومسنِدُ دمشق أبو المَجْد الفَضْل بن الحسين بن إبراهيم الحِمْيَري المَعْروف بالبانِياسي، وله ستٌّ وثمانون سنة. والشيخ الزَّاهد أبو الفَتْح محمود بن أحمد بن علي المحمودي بن الصَّابوني بمِصْر. 1074 - الزَّاغُولي * الحافظ، أبو عبد الله، محمدُ بنُ الحسين، المَرْوَزي الأَرُزِّي. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 21/ 117 - 118. * الأنساب: 6/ 221 - 222، اللباب: 1/ 489، سير أعلام النبلاء: 20/ 492 - 493، تذكرة الحفاظ: 4/ 1337 - 1338، الوافي بالوفيات: 2/ 373، طبقات الشافعية للسبكي: 6/ 99، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 115، طبقات الحفاظ: 476، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 136، كشف الظنون: 2/ 1367، شذرات الذهب: 4/ 187 - 188، هدية العارفين: 2/ 94. والزاغولي: بفتح الزاي بعدها الألف والغين المعجمة المضمومة بعدها الواو، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى قرية من قرى بنج ديه من مرو الروذ مدينة بخراسان. "الأنساب": 6/ 221 - 222.

1075 - ابن بشكوال

حدَّث عن: أبي الفتح نَصْرِ بن إبراهيم الحَنَفي، ومحيي السُّنَّة البَغَوي، وعيسى بن شعيب السِّجْزي، وغيرهم. حدَّث عنه: أبو سَعْد السَّمْعَاني، وابنه أبو المُظَفَّر. وذكر أبو سعد أنه تَفَقَّه على والده (¬1)، وعلى الموفق بن عبد الكريم الهَرَوي، وقال: كان صَالحًا، خَشِنَ العيش، قانِعًا باليسير، عارفًا بالحديث وطُرُقه، اشتغل بطلبه وجَمْعِهِ طول عمره، وجَمَع وصنَّف، وكان عارفًا باللُّغة، كتب الكثير، ورحل إلى هَرَاة، سمِعْتُ منه وبقراءته، وجَمَعَ كتابًا كبيرًا أكثر من أربع مئة مجلَّد يشتمل على التَّفْسير والحديث والفِقْه، واللُّغة، سَمَّاه "قَيد الْأَوَابد" (¬2). ولد سنة اثنتين وسبعين وأربع مئة. ومات في ثاني عشر جُمادى الْأُولى سنةَ تسعٍ وخمسين وخمس مئة (¬3). 1075 - ابن بَشْكُوال * الإِمام، الحافظ، المتقِن، أبو القاسم، خَلَف بن عبد المَلك بن ¬

_ (¬1) أي على والد أبي سعد. (¬2) "الأنساب": 6/ 221 - 222. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1338 "تمت الطبقة السادسة عشرة". * التكملة: 1/ 304 - 307، معجم الصدفي لابن الأبار: 85 - 86، وفيات الأعيان: 2/ 240 - 241، سير أعلام النبلاء: 21/ 139 - 143، تذكرة الحفاظ: 4/ 1339 - 1341، العبر: 4/ 234، البداية والنهاية: 12/ 312، الديباج المذهب: 114، طبقات الحفاظ: 477، شذرات الذهب: 4/ 261 - 262 وفيه تبدأ "الطبقة السابعة عشرة" في "تذكرة الحفاظ".

مسعود بن موسى بن بَشْكُوال بن يوسف بن داخة (¬1)، الْأَنْصَاري، الأندلسي، القُرْطُبي، محدِّث الأندلس ومؤرِّخُها. ولد سنة أربع وتسعين وأربع مئة. وسمع أباه، وأبا محمد عبد الرَّحمن بن محمد بن عَتَّاب، وأبا بحر بن العاص، وأبا الوليد بن رُشْد الفَقِيه، وأبا الوليد بن طريف، وأبا القاسم بن بَقِيّ، وشُرَيح بن محمد، والقاضي أبا بكر بن العَرَبي، وطبقتهم. وأجاز له أبو علي بن سُكَّرة الصَّدّفي، ومن بغداد هِبَةُ الله بن أحمد الشِّبْلي، وصنَّف "مُعْجمًا" لنَفْسه، وله تصانيف كثيرة منها "صِلَةُ تاريخ ابن الفَرَضي" (¬2) في مجلَّدين. روى عنه جماعةٌ ماتوا قَبْلَه كأبي بكر بن خَير، وأبي القاسم القَنْطَري، وأبي الحسن بن الضَّحَّاك. وحدَّث عنه: أبو القاسم [أحمد] (¬3) بن يزيد بن بقي، وأحمد بن عبد المجيد المالِقي، وموسى بن عبد الرحمن الغَرْناطي، وأبو الخَطَّاب بن دِحْية، وآخرون. وممن روى عنه بالإِجازة: أبو القاسم سِبْط السِّلَفي. ¬

_ (¬1) في "تكملة الصلة": 1/ 304 "دامة"، وقد ضبطها ابن خلكان في "وفيات الأعيان": 2/ 241 كما في أصلنا. (¬2) طبع الكتاب غير مرة، آخرها في القاهرة سنة (1966)، وهو من المصادر المشهورة. (¬3) ما ليس حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1340، وانظر ترجمته في "التكملة": 1/ 115 - 116.

قال أبو عبد الله الْأبَّار: كان متَّسِعَ الرواية، شديد العِنَاية بها، عارفًا بوجوهها، حُجَّة، مُقدَّمًا على أهل وقته، حافِظًا، حافلًا، أخباريًّا، تاريخيًّا، ذاكرًا لأخبار الْأَندلس. سَمِعَ العالي والنَّازل، وأسند عن شيوخه أزيدَ من أربع مئة كتاب بين صَغِيرٍ وكبير، ورَحَل إليه النَّاس، وأخذوا عنه، حدَّثنا عنه جماعة، ووصفوه بصلاح الدِّخْلة، وسلامة الباطن، وصحة التَّواضع، وصِدْق الصَّبر للطَّلَبة، وطول الاحتمال، ألّفَ خمسين تأليفًا في أنواع العِلْم، وولي بإشبيلية قَضَاءَ بعضِ جِهَاتها نيابةً لابن العَرَبي، وعقد الشُّروط، ثُمَّ اقتصر على إسماع العِلْم، وعلى هذه الصِّناعة وهي كانت بضاعته، والرُّواة عنه لا يُحصون (¬1). وذكره ابن الزبير فاستوعب ترجمته وأثنى عليه، وقال: كان يُؤْثر الخمول، والقُنُوع بالدُّون من العَيش. توفِّيَ في ثامن رمضان سنةَ ثمانٍ وسبعين وخمس مئة، وله أربع وثمانون سنة، ودُفِنَ بمقبرة الإِمام يحيى بن يحيى اللَّيثي. وفيها: مات زاهِدُ العِراق الشيخُ أحمد بن علي الرِّفَاعي بالبطائح (¬2)، وله تسع وسَبْعون سنة. والشَّيخُ أبو طالب الخَضِر بن هِبَة الله بن أحمد بن طاوس بدمَشْق. ومسنِدُ الوقت خَطِيبُ المَوْصل أبو الفَضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطُّوسيُّ في رمضان، وله اثنتان وتسعون سنة. وعالم دمشق قطْبُ الدِّين مسعود بن محمد بن مسعود النَّيسَابوري الشَّافعي. ¬

_ (¬1) "التكملة": 1/ 305 - 307. (¬2) هي عدة قرى مجتمعة في وسط الماء بين واسط والبصرة. "اللباب": 1/ 129.

1076 - ابن الجوزي

1076 - ابنُ الجَوْزِي * العلَّامة، الإِمام، الحافِظ، عالِمُ العراق، وواعِظُ الآفاق، جمال الدِّين، أبو الفَرَج، عبد الرَّحْمن بن علي بن محمد بن علي بن عُبيد الله بن عبد الله بن حُمَّادَى بن أحمد بن محمد بن جَعْفر بن عبد الله بن القاسم بن النَّضْر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصِّدِّيق، القُرَشي، التَّيمي، البكري، البَغْدَادي، الحَنْبَلي، صاحب التَّصانيف الكثيرة في فنون العِلْم (¬1)، وعُرِفَ جَدُّهم بالجَوْزي بجَوْزةٍ كانت في داره بواسط لم يكن بواسط جَوْزةٌ غَيرُها (¬2). ولد سنةَ عشرٍ وخمس مئة -أو قَبْلها- ومات أبوه وله ثلاثة أعوام؛ ¬

_ * الكامل لابن الأثير: 12/ 171، مرآة الزمان: 8/ 310 - 326، التكملة للمنذري: 1/ 394 - 395، الجامع لابن الساعي: 65 - 67، ذيل الروضتين: 21 - 27، وفيات الأعيان: 3/ 140 - 142، المختصر في أخبار البشر: 3/ 101، سير أعلام النبلاء: 2/ 365 - 384، تذكرة الحفاظ: 4/ 1342 - 1348، العبر: 4/ 297 - 298، دول الإسلام: 2/ 79، المختصر المحتاج إليه: 2/ 205 - 208، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 155 - 156، تتمة المختصر: 2/ 176 - 177، مرآة الجنان: 3/ 489 - 491، البداية والنهاية: 13/ 28 - 30، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 399 - 433، غاية النهاية: 1/ 375، الجوم الزاهرة: 6/ 174 - 176، طبقات الحفاظ: 477 - 478، طبقات المفسرين للسيوطي: 17، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 270 - 274، شذرات الذهب: 4/ 329 - 331، التاج المكلل: 64 - 74، الرسالة المستطرفة: 45. (¬1) لعبد الحميد العلوجي كتاب "مؤلفات ابن الجرزي"، طبع في بغداد سنة 1965 م. (¬2) ثمة اختلاف في نسبته. انظر "ذيل طبقات الحنابلة": 1/ 400.

فَرَبَّتْه عمَّتُه، ولما ترَعْرَعَ حَمَلَتْه إلى الحافظ محمد بنِ ناصر فاعْتَنَى به، وسمَّعه الكثير، وأوَّل سماعِهِ في سنة ست عشرة. سمع أبا القاسم بن الحُصَين، وعليَّ بن عبد الواحد الدِّينَوري، وأبا عبد الله الحسينَ بن محمد البَارع، وأبا السَّعادات أحمد بن أحمد المُتَوكِّلي، وإسماعيل بن أبي صالح المُؤَذِّن، والفَقِيه أبا الحسن بن الزَّاغُوني، وأبا غالب بن البَنَّاء، وأبا بكر محمد بن الحسين المَزْرَفي، وأبا غالب محمد بن الحسن الماوَرْدي، وأبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الْأَصْبَهاني، وأبا القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، وأبا الوقت السِّجْزي، وابن ناصر، وجماعة. وعِدُّة شيوخه سبعة وثمانون. حدَّث عنه: ابنُه الصَّاحب محيي الدِّين، وسِبْطة الواعظ شمس الدين يوسُف بن قُزُغلي، والحافظ عبد الغني المَقْدسي، وابن الدُّبَيثي، وابن النَّجَّار، وابن خليل، وابن عبد الدَّائم، والنَّجيب عَبْدُ اللطيف، وخَلْقٌ سواهم. وبالإِجازة الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وفخر الدِّين بن البخاري، وأحمد بن سلامة الحَدَّاد، وغيرهم. وكتب بخَطِّه ما لا يوصف كَثْرة، ووعظ في حدود سنة عشرين وخمس مئة وإلى أن مات، وحَصَلَ له من الحُظْوة في الوعظ ما لم تحصل لأحدٍ قط، وحَضَرَ مجالسه ملوكٌ ووزراء وخلفاء من وراء السِّتْر، ويقال: إنَّه كان يَحْضُر مجلِسَه مئةُ ألف. قال سِبْطُه: سمِعْتُ جَدِّي يقول على المِنْبر: كتبتُ بأُصْبعي ألفَي

مجلَّدة، وتاب على يديَّ مئة ألف، وأسلم على يديَّ عشرون (¬1) ألفًا، قال: وكان يَخْتِمُ في كلِّ أُسبوع خَتمة، ولا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس (¬2). ثم سَرَدَ سِبْطُه مصنَّفاته إلى أن قال: فمجموع تصانيفه مئتان ونيِّفٌ وخمسون كتابًا (¬3). قلت: لا أعلم أحدًا صنَّف أكثر من ابن الجَوْزي إلّا شيخَنا الإمام الرَّبَّاني أبا العَبَّاس أحمد بن عبد الحليم الحَرَّاني رضي الله عنه (¬4). وقال الموفق عبد اللطيف: كان ابنُ الجَوْزي لطيفَ الصُّورة، حُلْوَ الشَّمائل، رخيم النَّعْمة، موزون الحركات والنَّغمات، لذيذ المُفَاكَهة، يحضُر مجلِسَه مئِةً ألف أو يزيدون، لا يضيِّع من زمانه شيئًا، يكتب في اليوم أربع كراريس، وله في كل عِلْم مشاركة؛ لكنه كان في التَّفْسير من الأعيان، وفي الحديث من الحُفَّاظ، وفي التاريخ من المتوسِّعين، ولديه فِقْهٌ كافٍ، وأما السَّجْع الوعظي فله فيه مَلَكَةٌ قوية، وله في الطِّبِّ كتاب "اللقط" مجلَّدان، وكان يراعي حْفِظ صحته وتلطيفَ مزاجه، وما يُفيد عقلَه قوَّة وذِهْنَهُ حِدَّة، جُلُّ غذائه الفراريج والمزاوير، ويعتاض عن الفاكهة بالْأَشربة والمعجونات، ولباسُه أفضلُ لباسٍ: الأبيضُ النَّاعم المطيَّب، وله ذِهْن وقَّاد، وجوابٌ حاضر، وعنده مجون ومُدَاعبة حُلْوة، ولا ينفكُّ من جاريةٍ حَسْناء. ¬

_ (¬1) في "مرآة الزمان": 8/ 311، "وأسلم على يديَّ ألف يهودي ونصراني". وفي "ذيل الروضتين": 21 "عشرة آلاف". (¬2) انظر "مرآة الزمان": 8/ 311. (¬3) انظر "مرآة الزمان": 8/ 312 - 316. (¬4) ستأتي ترجمته برقم (1156) من هذا الكتاب.

وذكر المُوقَاني أنَّه شَرِبَ البلاذُر (¬1) فَسَقَطَتْ لِحْيَتُه، فكانت قصيرةً جدًّا، وكان يخضِبُها بالسَّواد إلى أن مات. قال: وكان كثير الغَلَط فيما يصنِّفه؛ فإنَّه كان يَفْرُغ من الكتاب ولا يعتبره. وقد امتحن الشيح أبو الفرج في آخر عُمُره، وخُتِمَ على داره، وأُخذ في سفينةٍ إلى واسط، فحُبِسَ بها في بيتٍ خمس سنين لم يدخُلْ فيها حَمَّامًا، وكان يَطْبُخُ وَيغْسِلُ ثوبه وَيخْدُم نَفْسه، وكان السبب في خلاصه أن ابنه يوسف نشأ (¬2) واشتغل ووعظ وتوصل إلى أُم الخليفة (¬3) فشفعت فيه فأُطلق. وكانت وَفَاته في شهرِ رمضان سنةَ سَبْعٍ وتسعين وخمس مئة، وقد قارب التِّسْعين، ودُفِن بمقبرة باب حَرْب، وكانت جنازته مشهودة. وفيها: مات مسنِدُ أَصْبَهان القاضي المعَمَّر أبو المكارم أحمد بن أبي عيسى محمد بن محمد بن اللَّبَان الأَصْبَهاني، وقد نيَّف على التِّسْعين. ومُفيد بغداد المحدِّث أبو القاسم تميم بن أحمد بن أحمد بن كرم البَنْدَنِيجي، ثم الْأَزَجي، وله اثنتان وخمسون سنة، سمع [من] (¬4) ¬

_ (¬1) يقال إنه يقوي الحفظ. انظر "تذكرة الأنطاكي": 1/ 83. (¬2) انظر "ذيل الروضتين": 26، فقد قتله هولاكو صبرًا حين هدم بغداد سنة (656 هـ). (¬3) هي أم الخليفة الناصر لدين الله، المتوفى سنة (622 هـ)، وكانت خلافته ستًّا وأربعين سنة وعشرة أشهر وثمانية وعشرين يومًا، وأمه أم ولد تركية، اسمها زمرد. انظر " الكامل": 12/ 438 - 439. (¬4) ما بين حاصرتين مثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1347.

1077 - السهيلي

أبي الوقت. والمسنِدُ أبو عبد الله بن المُبَارك بن هِبَة الله بن الطويلة الدَّارَقَزِّي. والمسنِدُ عبد الرَّحمن بن أبي الكرم محمد بن مَلَّاح الشَّط، وله بضع وتسعون سنة. والمسند الواعظ عمر بن عليّ بن عمر أبو علي الحَرْبي، وله أربع وثمانون سنة. والمسند الكبير أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حَمْد الكَرَّاني الْأَصْبَهاني الخَبَّاز، وله مئة سنة. والعلَّامة الوزير البليغ عماد الدِّين محمد بن محمد بن حامد الكاتب بدمشق، وله ثمانٍ وسبعون سنة. وشيخ القُرَّاء أبو عبد الله محمد بن محمد بن هارون الحِلِّي، ويعرف بابن الكال، وله بضع وثمانون سنة. ومقرئ العِراق أبو شُجَاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي بن المقرون، وقد نيَّف على الثَّمانين، رحمهم الله تعالى. 1077 - السُّهَيلي * الحافظ، العلَّامة البارع، أبو القاسم، عبد الرَّحمن بن عبد الله (¬1) بن أحمد بن أصْبَغ بن حُسين بن سَعْدون، الخَثْعَمِيُّ، الأنْدَلسي، المالقي، ¬

_ * بغية الملتمس: 367، معجم البلدان: 3/ 291، المطرب: 230 - 239، إنباه الرواة: 2/ 162 - 164، وفيات الأعيان: 3/ 143 - 144، المغرب: 1/ 448، تذكرة الحفاظ: 4/ 1348 - 1350، العبر: 4/ 244، نكت الهميان: 187 - 188، مرآة الجنان: 3/ 422 - 423، البداية والنهاية: 12/ 318 - 319، الديباج المذهب: 150 - 151، غاية النهاية: 1/ 371، بغية الوعاة: 2/ 81 - 82، طبقات الحفاظ: 478 - 479، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 266 - 269، نفح الطيب: 2/ 102 - 103، شذرات الذهب: 4/ 271 - 272، الرسالة المستطرفة: 107 - 108، شجرة النور الزكية: 156، تاريخ الفكر الأندلسي: 398 - 399. (¬1) في "إنباه الرواة": 2/ 162 "عبيد الله"، وهو وهم.

الضَّرير، صاحبُ التَّصانيف، ويُكْنَى أيضًا أبا الحسن، وأبا زيد، وسُهَيل المنسوب إليها: قرية قريبة من بلد مالقة، سُمِّيت بالكَوْكب سُهَيل، لأَنَّه لا يُرَى في جميع بلاد الأندلس إلّا من جبل مُطِلٍّ على هذه القَرْية يرتفع نحو دَرَجتين ويغيب (¬1). ولد بإشبيلية سنة ثمانٍ وخمس مئة. وأخذ القِراءات عن أبي داود الصَّغير سليمان بن يحيى وغيره، والنَّحْو عن أبي الحسين بن الطَّرَاوة، وسمع منه كثيرًا من كتب الْأدَب، وسمع أبا عبد الله بن معمر، والقاضي أبا بكر بن العَرَبي، وشُريح بن محمد، وأبا عبد الله بن مكِّي، وطائفة. وأجاز له أبو عبد الله ابن أُخت غانم. عَمِيَ وهو ابن سبع عشرة سنة، وصنَّف كتاب "الرَّوْض الْأُنُف" (¬2) على "السِّيرة"، وذكر أنَّه استخرجه من مئةٍ وعشرين مصنَّفًا، وكان من الأذكياء، وقد استُدْعِيَ من مالِقة إلى مَرَّاكُش ليأخذوا عنه. روى عنه: الحافظ أبو محمد القُرْطبي، وأبو محمد غَلْبون، وأبو عمرو بن عيشون، وأبو الحسين بن السَّرَّاج، وأبو محمد بن عَطِيَّة، وأبو الخَطَّاب بن دِحْية، وآخرون. وقيل: إنه ولي قَضاء الجماعة فَحُمِدَتْ سِيرَتُه. ¬

_ (¬1) "وفيات الأعيان": 3/ 144. (¬2) طبع بمصر سنة 1332 هـ / 1914 م، وبهامشه "السيرة النبوية" لابن هشام.

1078 - عبد الحق

قال ابن دِحْية: كان يتسوَّغ بالعَفَاف ويتبلَّغ بالكفَاف، حتى نُمِيَ خَبَرُه إلى صاحب مَرَّاكُش، فطلبه، وأحسن إليه، وأقبل عليه، فأقام بها نحوًا من ثلاثة أعوام (¬1). وقال أبو جعفر بن الزبير: كان واسعَ المَعْرفة، غزير العِلْم، نَحْويًّا، متقدَّمًا، لغويًّا، عالمًا بالتَّفْسير وصناعة الحديث، عارفًا بالرجال والأنساب، عارفًا بعِلْم الكلام وأصول الفِقْه، حافظًا للتاريخ القديم والحديث، ذكيًّا نبيهًا، صاحبَ اختراعات واستنباطات مستغربة، وله شِعْرٌ كثير (¬2). توفي بمَرَّاكُش في شعْبان سنةَ إحدى وثمانين وخمس مئة. 1078 - عَبْدُ الحَقّ * ابن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن حُسين بن سعيد، العلَّامة، الحافظ، الحُجَّة، أبو محمد، الْأَزْدي، الإِشْبيلي. ¬

_ (¬1) انظر "المطرب": 232 - 233. (¬2) وهو صاحب القصيدة المشهورة، التي مطلعها: يا مَن يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المُعَدُّ لكل ما يتوقعُ يا من يرجّى للشدائد كلِّها ... يا مَنْ إليه المُشْتكى والمفزغُ انظرها في "المطرب": 234. * بغية الملتمس: 391 - 392، تهذيب الأسماء واللغات: ق 1 / ج 1/ 292 - 293، عنوان الدراية: 20، صلة الصلة: 4 - 7، سير أعلام النبلاء: 21/ 198 - 202، تذكرة الحفاظ: 4/ 1350 - 1352، العبر: 4/ 243 - 244، فوات الوفيات: 2/ 256 - 257، مرآة الجنان: 3/ 422، الديباج المذهب 1750 - 177، طبقات الحفاظ: 479 - 480، كشف الظنون: 1/ 19، 20، شذرات الذهب: 4/ 271، الرسالة المستطرفة: 173، شجرة النور الزكية: 155 - 156، تاريخ الفكر الأندلسي: 428 - 429.

ولد سنة عشر وخمس مئة، وقيل: سنة أربع عشرة (¬1). وروى عن: شُرَيح بن محمد، وأبي الحكم بن بَرَّجان، وأبي بكر بن مُدير، وطاهر بن عَطِيَّة، وجماعة. وكتب إليه بالإِجازة الحافظ ابنُ عساكر وغيره، وسكنَ بِجَاية (¬2) وقت الفتْنة، وولي الخَطَابة بها، وصنَّف التَّصانيف المفيدة. روى عنه: خطيب القُدْس أبو الحسن عليُّ بن محمد المَعَافِري، وأبو الحَجَّاج بن الشَّيخ، وطائفة. قال الحافظ أبو عبد الله الأبَّار: كان فقيهًا حافِظًا، عالِمًا بالحديث وعِلله، عارِفًا بالرِّجَال، موصوفًا بالخَير والصَّلاح والزُّهْد والورع، ولزوم السُّنَّة، والتقلُّل من الدُّنيا، مشارِكًا في الأدب وقَوْلِ الشِّعْر، قد صنَّف في الأحكام نسختين: كُبْرى وصغرى، سبقه إلى مثل ذلك أبو العَبَّاس بن أبي مَرْوان الشَّهيد بِلَبْلَة (¬3) فحَظِيَ عبدُ الحقِّ دونه، وله في الجَمْع بين الصحيحين مصنَّف كبير، جمع فيه بين الكُتُب السّتَّة، وله كتاب "المُعْتَل من الحديث"، وكتاب في "الرَّقائق" ومصنَّفات أُخَرُ. قال: وله في اللُّغة كتاب حافِل ضاهى به كتاب "الغريبين" للهَرَوي، حدَّثنا عنه جماعة من شيوخنا. ¬

_ (¬1) هذا القول هو الذي اعتمده ابن الزبير في "صلة الصلة": 6. (¬2) مدينة على ساحل البحر بين إفريقية والمغرب. "معجم البلدان": 1/ 339. (¬3) لبلة: بفتح أوله ثم السكون، ولام أخرى: قصبة كورة بالأندلس كبيرة .. غربي قرطبة .. انظر "معجم البلدان": 5/ 10.

1079 - ابن حبيش

قال ابنُ الزُّبير: كان يزاحم فحول الشُّعَراء، ولم يطلق عِنَانه في نُطْقه (¬1). توفي ببجاية بعد محنة نالَتْه من قِبَلِ الدَّوْلة في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مئة (¬2)، رَحِمَه الله. 1079 - ابنُ حُبَيْش * القاضي، الإمام، الحافظ، أبو القَاسم، عبد الرحمن بن محمد بن عُبيد الله بن يوسف، الْأَنْصَاري، الْأنْدَلسي، المَريِّي، نزيل مُرْسِية، وحُبَيش: هو خاله نُسب إليه. وُلد بالمَرِيَّة سنة أربع وخمس مئة. وقرأ بالرِّوايات على أحمد بن عبد الرحمن القَصَبي وغيره، وتفقَّه بأبي القاسم بن وَرْد (¬3)، وأبي الحسن بن نَافع، وسمع منهما، ومن عبد الحق بن غالب، وعليِّ بن إبراهيم الْأَنْصَاري، وأبي الحسن بن موهب، ورحل إلى قُرْطُبة فسمع من يونس بن مغيث، وقاضي الجَمَاعة ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، ومثله في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1352، و"سير أعلام النبلاء": 21/ 201، وفي "صلة الصلة" لابن الزبير: 6 "ولم يطلق عنانه في نظمه، بل اقتصر على باب الزهد وما يرجع إليه، ونظمه في ذلك حسن، رحمه الله". (¬2) في "صلة الصلة": 6 "وتوفي ببجاية سنة (582). * التكملة للمنذري: 1/ 79 - 80، والتكملة لابن الصابوني: 111 - 112، سير أعلام النبلاء: 21/ 118 - 121، تذكرة الحفاظ: 4/ 1353 - 1355، العبر: 2/ 254، غاية النهاية: 1/ 378، النجوم الزاهرة: 8/ 106، طبقات الحفاظ: 480، بغية الوعاة: 2/ 85، نيل الابتهاج: 162 - 163، شذرات الذهب: 4/ 280، شجرة النور الزكية: 157. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1353 "وردان"، وهو تحريف.

محمد بن أَصْبَغ، والقاضي أبي بكر (¬1) بن العربي، وأخَذَ الأدب عن محمد بن أبي زيد النَّحْوي. ولما تغلبت الروم على المَرِيَّة سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة [خرج إلى مُرْسية، ثم سكن جزيرة شَقْر، وولي القضاء والخطابة بها ثنتي عشرة سنة، ثم نقل إلى مُرْسية، وولي القضاء بها عام خمسة وسبعين وخمس مئة، فحُمدت أحكامه مع ضيق في خُلُقه، وكان من أعلام الحديث بالأندلس، بارعًا في معرفة غريبه، ولم يكن أحد يجاريه في معرفة الرِّجَال] (¬2). حدَّث عنه: أحمد بن محمد الطَّرَسُوسي، وأبو سُليمان بن حَوْط الله، ومحمدُ بن وَهْب الفِهْري، ومحمد بن إبراهيم بن صلتان، وخَلْقٌ كثير. وروى عنه بالإِجازة الأستاذ أبو علي الشَّلْوْبين. قال الأبَّار: سمعت أبا سليمان بن حَوْط الله يقول: سمعت أبا القاسم بن حُبَيش يقول إنه مَر عليه وقت يذكر فيه تاريخ أحمد بن أبي خيثمة أو أكثره. وقال أبو عبد الله بن عيَّاد: كان عالمًا بالقرآن، إمامًا في عِلْم الحديث، عارفًا بعلله، واقفًا على رجاله، لم يكن بالأندلس من يجاريه ¬

_ (¬1) في الأصل: أبا بكر، وهو وهم من الناسخ. (¬2) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1353.

فيه، أقَرَّ له بذلك أَهْلُ عَصْره، مع تقدُّمه في اللُّغة والأدب، واستقلالِهِ بغير ذلك من جميع الفنون. قال: وكان له حَظٌّ من البلاغةِ والبيان، وكان صارمًا في أحكامه، جزلًا في أُموره، تصدَّرَ للإِقراء والتسميع والعربية، وكانت الرِّحْلة إليه في زمانه، وطال عُمُره، وله كتاب "المغازي" في عِدَّة مجلدات، حَمَلَه عنه النَّاس. وقال ابن الزبير: هو أعلمُ أهلِ طبقته بصناعة الحديث وأبرعُهُمْ في ذلك؛ مع مشاركته في علوم، وكان من العلماء العاملين، أمْعَنَ النَّاس في الْأخْذِ عنه. ذكر الأبَّار أنه مات بمُرْسِيَة في رابع عشر صفر سنة أربع وثمانين وخمس مئة، وكادَ يهلك أناسٌ من الزحمة على نَعْشه. وفيها: مات الأمير الكبير مؤيّدُ الدولة أبو المُظَفَّر أُسامة بن مُرْشد بن علي بن مُقَلَّد بن نَصْر بن مُنْقِذ الكناني الشَّيزَرِيُّ، حامل لواء الأبطال، وشاعر الشام، وله سَبْعٌ وتسعون سنة. والمحدِّث أبو محمد عبد الله بن علي بن سُويدَة التِّكْرِيتي. والمعمَّر أبو القبائل عَشِير بن علي بن أحمد الجَبَلي، ثم المِصْري، وله مئة وسنتان. وشيخ الحَنَفِيَّة ببخارى عماد الدِّين أبو حفص (¬1) عمر بن بكر (¬2) بن محمد الأنْصَاري الزَّرَنْجَرِيّ، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1354 "أبو جعفر"، وفي "سير أعلام النبلاء": 21/ 172 "أبو العلاء"، والذي في أصلنا يوافق "تلخيص مجمع الأداب": ج 4 / ق 2 /، 79. (¬2) في "تذكرة الحفاظط: 4/ 1354 "عمر بن أبي بكر"، ومثله في "تلخيص مجمع الأداب": ج 4 / ق 2/ 794 - 795، وهو خطأ، انظر ترجمة بكر بن محمد في "الجواهر المضية": 1/ 172 - 173.

1080 - ابن الفخار

ولد شمس الأئمة، وله تسعون سنة (¬1). والإِمام المحدِّث الجَوَّال، تاج الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد المَسْعُودي الخرَاساني الصُّوفي بدمشق، وله اثنتان وستون سنة. وشاعِرُ العِراق أبو الفَتْح محمد بن عُبيد الله بن التَّعَاويذِي. والمسند أبو عبد الله محمدُ بنُ علي بن صَدَقَة الحَرَّاني التَّاجر. والمسند العالم أبو الفرج يحيى بن محمود بن سَعْد الثَّقَفي الْأصْبَهاني. 1080 - ابن الفَخَّار * الإمام، الحافِظ، أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن خَلَف، الأنْدْلُسي، المالِقي. ولد سنة إحدى عشرة وخمس مئة. وسمع أبا بكر بن العَرَبي ولازمه، وأبا جعفر البِطْرَوْجي، وشُرَيح بن محمد، وأبا مرْوان بن مَسرَّة، وطبقتهم. قال الأبَّار: كان صَدْرًا في الحُفَّاظ، مُقَدَّمًا مَعْروفًا، يَسْرُد (¬2) المتون والأسانيد، مع مَعْرِفةٍ بالرِّجال وحِفْظٍ للغريب، سَمِعَ منه جلَّة، وحدَّث عنه أئمة، سمِعْتُ أبا سليمان بن حَوْط الله يقول عن ابن الفَخَّار أنَّه حَفِظَ في شبيبته "سُنَنَ أبي داود"، فأما في مُدَّة لقائي إياه فكان يذكر "صحيح ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1354 "وله سبعون سنة"، وهو تصحيف. * التكملة للمنذري: 1/ 209 - 210، "التكملة" لابن الأبار: 2/ 547 - 548، سير أعلام النبلاء: 21/ 240 - 242، تذكرة الحفاظ: 4/ 1355 - 1356، العبر: 4/ 274، طبقات الحفاظ: 480 - 481، شذرات الذهب: 4/ 303، شجرة النور الزكية: 159. (¬2) في "التكملة" لابن الأبار: 2/ 547 "معروفًا به بسرد المتون".

1081 - الشيرازي

مُسْلم"، وكان مَوْصوفًا بالوَرَع والفَضْل، مُسَلَّمًا له في جلالة القَدْر، ومتانة العَدَالة، استُدْعي إلى حضرة السُّلْطان بمَرّاكُش ليسمع عليه بها، فتوفي هناك في شعبان سنة تسعين وخمس مئة (¬1). وفيها: توفِّي الإمام أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطَّالْقَاني ثم القَزْويني الواعِظ ببغداد، وله ثمانٍ وسَبْعون سنة. والمحدِّث الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأنْصَاري البَلَنْسي الزَّاهد، صاحب السِّلفي، كتب شيئًا كثيرًا. وأبو المُظفَّر عبد الخالق بن فيروز الهَمَذَاني الجَوْهري الواعِظ. والمحدِّث المُفيد أبو محمد عبد الوهَّاب بن علي بن الحبَقْبَق القُرَشي الزبيري الدمَشْقي الشُّروطي، والد كريمة (¬2). وشيخ القُرَّاء الإِمام أبو محمد القاسم بن فِيرُّة بن خَلَف بن أحمد الرُّعَيني الشاطِبي بمِصْر، وله اثنتان وخمسون سنة. والفقيه أبو عبد الله محمد بن حمد بن عليّ الْأَصْبَهاني، المعروف بالمصلح، من أصحاب الحَدَّاد. 1081 - الشِّيرَازِيُّ * الحافظ، الرَّحَّال، أبو يعقوب (¬3)، يوسف بن أحمد بن إبراهيم، ¬

_ (¬1) انظر "التكملة" لابن الأبار: 2/ 547 - 548. (¬2) انظر حاشيتنا رقم (2) ص 91 من هذا الجزء. * التكملة للمنذري: 1/ 119 - 120، تلخيص مجمع الأداب: ج 4 / ق 1/ 460، سير أعلام النبلاء: 21/ 239 - 241، تذكرة الحفاظ: 4/ 1356 - 1358، النجوم الزاهرة: 6/ 111، طبقات الحفاظ: 481، شذرات الذهب: 4/ 284. (¬3) في "التكملة" للمنذري: 1/ 119 "أبو محمد، ويقال أبو العز"، وفي "تلخيص مجمع الآداب": ج 4 / ق 1/ 460 "أبو الفرج".

الصُّوفي، مُفِيد بغداد، وشيخ الصُّوفية بالربِّاط الأُرْجُواني (¬1)، وصاحِبُ "الأربعين البُلْدانية". ولد سنةَ تسع وعشرين وخمس مئة ببغداد. وسمَّعَه أبوه من إسماعيل بن السَّمَرْقَنْدي، ويحيى بن الطراح، والحافظ أبي سعد بن البَغْدَادي، وطلب بنفسه، فسمع هن الكَرُوخي، وابن ناصر، وطبقتهما، وسمع بكِرْمان من أبي الوقت، وبهَرَاة من عبد الجليل بن أبي سَعْد (¬2)، وببَلْخ من أبي شُجَاع البِسْطامي، وسَمِعَ بالكُوفة وبالبَصْرة وواسط وهمَذَان وأَصْبَهان ونَيسَابور ودمشق وغيرها. كتب عنه: أبو المواهب الحافظ، ووثَّقَه ابنُ الدُّبَيثي، وله رِحْلة واسعة، وكان صَدُوقًا، حُلْو المُحَاضرة، توصَّل إلى الدّوْلة، وذَهَبَ رسولًا عن الخليفة إلى الأطراف، وارتفعَتْ رُتْبته، وكَثرَ ماله، روى اليسير. وتوفِّي في رمضان سنةَ خمسٍ وثمانين وخمس مئة. وفيها: توفِّي مسند أَصْبَهان أبو العَبَّاس أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن ينَال، شيخ الصُّوفية، وله أكثر من تسعين سنة، تفرَّد بالرواية عن أبي مطيع الصحاف. ومحدِّث دمشق أبو الحسين أحمد بن حمزة بن أبي الحسن عليِّ بن المَوَازيني السُّلَمي الدِّمَشْقي، وله ثمانون سنة. والفَقِيه أبو الفَضْل أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحَضْرَمي الإسكندراني، أخو القاضي محمد. والإِمام قاضي القُضَاة شرف الدِّين أبو سَعْد عبد الله بن محمد بن أبي عَصْرون التَّميمي المَوْصِلي الشافعي بدمشق، رحمهم الله تَعَالى. ¬

_ (¬1) لعله نسبة إلى أرجوان؛ والدة الخليفة المقتدي بأمر الله. انظر "الكامل": 10/ 230. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 7/ 1357 "سعيد"، وهو تصحيف.

1082 - الزيدي

1082 - الزَّيدِيُّ * الحافظ، القُدْوة، العَابد، أبو الحسن، علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن سَالم بن عُبيد الله بن الحسن، العَلَوي، الحُسَيني، من ولد زَيد بن علي، البغْدَادي، الشَّافعي، أحدُ الزُّهَّاد. قطع أوقاته في العِبادة والعِلْم والكِتابة والطَّلَب، وكان متواضعًا، حَسَنَ الخُلُق والخَلْق، حُلْوَ العِبارة، جَوَادًا، سَمعَ الكثير وحَصَّل الْأُصول الكثيرة، وصنَّفَ، ووقَفَ جميع كُتُبِه. سمع ابنَ ناصر، وابن الزَّاغُوني، وأبا الوَقْت السِّجْزي، وخَلْقًا، حتى كتبَ عن أصحاب ابن الحُصَين، والقاضي أبي بكر، وعن أقرانه، وعَمَّن هو دونه، وروى القليل. سمع منه: إبراهيم بن الشَّعَّار، وداود بن علي بن المُسْلمة، وطائفة. قال عبد الواحد بن مَسْعود بن الحُصَين: سمِعْتُ الشَّريفَ الزَّاهدَ عليَّ بنَ أحمد الزَّيدِي يقول: اجعلِ النَّوافل كالفَرَائض، والمعاصي كالكُفْر، والشَّهوات كالسُّمِّ، ومخالطة النَّاس كالنَّار، والغِذاء كالدَّواء. وقال أبو البركات عمر بن أحمد: وُلد أخي أبو الحسن سنةَ تسعٍ وعشرين وخمس مئة. ¬

_ * الكامل لابن الأثير: 11/ 461، مرآة الزمان: 8/ 226 - 227، سير أعلام النبلاء: 21/ 104 - 105، تذكرة الحفاظ: 4/ 1361 - 1363، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 217، طبقات الشافية للإسنوي: 1/ 265 - 266، النجوم الزاهرة: 6/ 86، طبقات الحفاظ: 481.

1083 - أبو المواهب

وقال أبو المحاسن عمر بن علي القُرَشي (¬1): وممن مات في شَوَّال سنةَ خمس وسبعين وخمس مئة في هذا الطاعون الشَّريفُ الزَّاهِدُ وليُّ الله أبو الحسن عليُّ بن أحمد الزَّيدي، وكان عالمًا حافِظًا عارِفًا، له المجاهدات الكثيرة، والمَعْرفة التَّامة، والأحوال والكرامات مما حدَّثني به الثِّقَات، وشاهَدْتُه؛ فلو أثبتُّه لقام من ذلك كراريس، دفن ليلًا بموضع وَقَفَه جِوار مَسْجِده، وكان رفيقي في السَّمَاع سنين كثيرة. وقال ابن الدُّبَيثي: سمِعْتُ شيخنا ابن الأخضر يعظِّم شأنه، ويُثني عليه، ويصفُ زُهْده ودِينه، رَحِمَه الله. 1083 - أبو المَوَاهب * الإِمام، الحافِظ، محدِّث دمشق، الحسن بن أبي الغَنَائم هِبَةُ الله بن محفوظ بن حسن بن محمد بن حسن بن أحمد بن الحسين بن صَصْرَى، الرَّبَعي، التَّغْلبي، البَلَدي الأصل، الدِّمَشْقي، المُعَدَّل. ولد سنة سَبْعٍ وثلاثين وخمس مئة. وكان اسمه نصر الله فغيَّره. سمع جدَّه أبا البركات، ونَصْرَ الله بن محمد المِصِّيصي، وأبا القاسم بن البُنّ الأسدي، وأبا يَعْلى حمزة بن كَرَوَّس، وصَحِبَ ¬

_ (¬1) ستأتي ترجمته برقم (1085) من هذا الكتاب. * التكملة للمنذري: 1/ 146 - 148، سير أعلام النبلاء: 21/ 264 - 266، تذكرة الحفاظ: 4/ 1358 - 1360، العبر: 4/ 258، دول الإسلام: 2/ 73، المختصر المحتاج إليه: 2/ 27، الوافي بالوفيات: 12/ 292 - 294، مرآة الجنان: 3/ 432، النجوم الزاهرة: 6/ 112، طبقات الحفاظ: 482، شذرات الذهب: 4/ 285، الرسالة المستطرفة: 99.

الحافظ ابن عساكر وتخرَّج به، وأكثر عنه، وغني بهذا الشأن، وكَتَبَ العالي والنَّازل، وجمع وصنَّفَ ورحل. فسمع بحلب: من أبي طالب بن العَجَمي، وببغداد من ابن البَطِّي؛ وبهَمَذان من الحافظ أبي العلاء العَطَّار، وبتِبْريز من محمد بن أسعد حَفَدَة، وسَمِعَ بأصْبَهان وغيرها. حدَّث عنه ولده أمين الدِّين سالم، وطائفة. وروى القليل لأنه لم يعمّر، وعمل "مُعْجمه" في ستة عشر جُزْءًا، وصنَّف "فضائل الصَّحابة"، و"فَضَائل بيت المَقْدس"، و "عوالي ابن عُيينة"، و "رباعيات التَّابعين". ولما وقع الحريق في الكلاسة (¬1) احترق له جملة كتب. وثَّقه أبو عبد الله الدُّبَيثي وغيره، وكان ليِّنَ الجانب، كَرِيمًا، حَسَنَ الخَطِّ، ورحل مَرَّة ثانية إلى بغداد بابنه سالم؛ فأسمعه من ابن شاتيل، وطبقته. توفِّيَ سنة ستٍّ وثمانين وخمس مئة. وفيها: مات العلَّامة أبو القاسم عبد الرَّحْمن بن محمد بن غالب الْأَنصَاري القُرْطُبي المُقْرئ بن الشراط، وله خَمْسٌ وسبعون سنة. والإمام المقرئ أبو الطَّيِّب عبد المنْعم بن يحيى بن خَلَف الحِمْيَري الغَرْنَاطي، المَعْروف بابن الخلوف. والمقرئُ أبو عبد الله محمدُ بنُ ¬

_ (¬1) محلة في دمشق تقع شمالي الجامع الأموي، وفيها تربة السلطان صلاح الدين الأيوبي.

1084 - الحازمي

جعفر بن أحمد بن حُمَيد بن مأمون البَلَنْسي. والمسنِدُ الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد الأنْصَاري، الإشبيلي المالكي، المعروف بابن زرْقون، وله أربع وثمانون سنة. والعَلَّامة أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن الجدّ الفِهْري الإشبيلي المُقْرئ، الفقيه الحافظ، وله تسعون سنة وأشهر. والمحدِّث أبو الفَضْل مسعود بن علي بن النَّادر البَغْدَادي، وله سَبْعون سنة. 1084 - الحَازِميُّ * الإمام، الحافظ البارع، النَّسَّابة، أبو بكر، محمد بن موسى بن عُثْمان بن موسى بن عثمان بن حَازِم، الهَمَذَاني. ولد سنة ثمانٍ وأربعين وخمس مئة. وسمع من أبي الوقت السِّجْزي حُضُورًا، ومن أبي زُرْعة المَقْدسي، والحافظ أبي العلاء الهَمَذاني، ومَعْمَر بن الفاخر، وسمع ببغداد من أبي الحسين عبد الحق بن يوسف وغيره، وبالمَوْصل من الخطيب أبي الفَضْل الطُّوسي، وبأصْبَهان من أبي العَبَّاس التُّرْك، ¬

_ * التكملة للمنذري: 1/ 89 - 92، الروضتين: 2/ 137، تهذيب الأسماء ج 2 / ق 1/ 192، وفيات الأعيان: 4/ 294 - 295، سير أعلام النبلاء: 21/ 167 - 172، تذكرة الحفاظ: 4/ 1363 - 1365، العبر: 4/ 254، دول الإسلام: 2/ 71، المختصر المحتاج إليه: 1/ 144 - 145، الوافي بالوفيات: 5/ 88، طبقات الشافعية للسبكي: 7/ 13، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 413 - 414، البداية والنهاية: 12/ 332، النجوم الزاهرة: 6/ 109، طبقات الحفاظ: 482 - 483، طبقات ابن هداية الله: 211 - 212، شذرات الذهب: 4/ 282، الرسالة المستطرفة: 80.

والحافظ أبي موسى المَدِيني، وسمع بواسط، والبَصْرة والحرمين والشَّام والجزيرة. وكتب الكثير، وجمع وصنَّف وأتقن. روى عنه: الحافظ أبو محمد عبد الخالق النِّشْتبْري، وعبد الله بن الحسن خطيب دِمْياط، وطائفة. قال الدُّبَيثي: قَدِمَ بغداد وسكنَها، وتفقَّه بها في مَذْهب الشَّافعي، وجالس العُلَماء، وتميَّز، وفَهِمَ، وصار من أَحفظ النَّاس للحديث وأسانيده ورجاله، مع زُهْد وتعبُّد ورياضة وذِكْر، صنَّف في الحديث عِدَّة مصنفات، وأملى عِدَّة مجالس، وكان كثيرَ المحفوظ، حُلْو المُذَاكرة، يَغْلِب عليه معرفة أحاديث الأحكام، أملى طُرُق الأحاديث التي في "المُهَذَّب" وأسندها، ولم يُتمَّه (¬1). وقال ابنُ النَّجَّار: كان من الْأئمة الحُفَّاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورِجَاله، ألَّف كتاب "النَّاسخ والمَنْسُوخ" (¬2)، وكتاب "عُجَالة المبتدي" (¬3)، في الأنساب، و "المُؤْتَلف والمُخْتَلف" في أسماء البلدان، وأسْنَدَ أحاديث "المُهَذَّب" لأبي إسحاق، وكان ثِقَةً حُجَّة نبيلًا ¬

_ (¬1) "المختصر المحتاج إليه": 1/ 144 - 145. (¬2) هو "كتاب الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار"، طبع مرتين في الهند، طبعته الثانية سنة (1359 هـ). (¬3) هو "عجالة المبتدي وفضالة المنتهي"، وقد طبع في القاهرة سنة (1965 م) بتحقيق الأستاذ عبد الله كنون. ومن كتبه المطبوعة أيضًا "شروط الأئمة الخمسة"، طبع في القاهرة سنة (1939 م) ونشرته مكتبة القدسي.

1085 - أبو المحاسن

زاهدًا، عابدًا، وَرِعًا، ملازمًا للخَلْوة والتَّصنيف وبثِّ العِلْم، أدركَه أجلُه شابًّا، سمِعْتُ محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول: كان شَيخُنا الحافظ أبو موسى يفضِّل أبا بكر الحازمي على عبد الغَني المَقْدِسي (¬1)، ويقول: ما رأيت شابًّا أحفظَ منه. قال ابنُ النَّجَّار: وسمِعْتُ بعضَ الأئمة يذكر أنَّ الحازِمي كان يحفظ كتاب "الإِكمال" في المؤتلف والمختلف ومُشْتَبِهِ النِّسبة؛ كان يكرَّرُ عليه. وقال ابنُ النَّجَّار: سمِعْتُ أبا القاسم المقرئ جارَنا -وكان صالحًا- يقول: كان الحازِميُّ في رِباط البديع، فكان يَدْخُل بيتَه في كلِّ ليلة، ويطالع ويكتب إلى الفجر، فقال البديع للخادم: لا تدفع إليه الليلة بِزْرًا للسِّرَاج، لعله يستريح الليلة. قال: فلما جَنَّ الليل، اعتذر إليه الخادم لانقطاع البِزْر. فدخل بيتَه، وصفّ قدمية، ولم يزل يُصلي ويتلو إلى أنْ طَلَعَ الفجر، وكان الشيخُ خَرَجَ ليعلَم خبره، فوجده في الصَّلاة. ماتَ في جُمَادى الأولى سنة أربعٍ وثمانين وخمس مئة، رَحِمَه الله. 1085 - أبو المَحَاسن * القُرَشي، القاضي، الحافِظ، عمرُ بنُ علي بن الخَضِر بن عبد الله بن علي، الزُّبَيري، الدِّمَشْقِي، محدِّث بغداد. ¬

_ (¬1) ستأتي ترجمته برقم (1090) من هذا الكتاب. * الكامل: 11/ 461، سير أعلام النبلاء: 21/ 105 - 106، تذكرة الحفاظ: 4/ 1365، العبر: 4/ 224، طبقات الحفاظ: 483، شذرات الذهب: 4/ 252.

سمع بدمشق أبا الدُّرّ ياقوت بن عبد الله الرُّومي، وأبا القاسم بن البُنّ، وبحلب أبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العَجَمي، وببغداد أبا الوقت السِّجْزِي، وأبا المُظَفَّر بن التُّرَيكي، وخَلْقًا، حتى روى عن أصحاب القاضي أبي بكر، وابن السَّمَرْقَنْدي. صَحِبَ الشيخ أبا النجيب السُّهْرَوَرْدي. وناب في القَضَاء، ونُفِّذ رسولًا إلى صاحب الشام نور الدِّين، وله دون الثَّلاثين. سمع منه: أبو بكر الباقداري، وأحمد بن أحمد البَنْدَنِيجي، وأبو الفتوح بن الحُصْري، وابنه أبو بكر عبد الله بن عمر. قال الدُّبَيثي: ثِقَةٌ، حافِظ، عُني بطلب الحديث، وبالسَّمَاع، والكِتابة، وكتَبَ ببلده، وبحلب وحَرَّان والمَوْصل والحَرَمين وبغداد، ورُزق الفَهم في الحديث. أجاز لي مروياته. مَوْلده بدمشق في سنة ستٍّ وعشرين وخمس مئة. وتوفِّيَ في ذي الحِجَّة سنة خَمْسٍ وسبعين. وفيها: مات أمير المؤمنين المُسْتضيئ بأمر الله حسن بن المستنجد بالله يوسف بن المُقْتفي العَبَّاسي. ومسندة بغداد أم عُتْب تَجَنِّي الوهبانيَّة. والمحدِّث أبو الحسين عبد الحقِّ بن عبد الخالق اليُوسُفي. والمسنِد الواعظ أبو المعالي بن خَلْدون بدمشق.

1086 - ابن خير

1086 - ابن خَيْر * الإمام، الحافظ، المقرئ، أبو بكر، محمد بن خَير بن عمر بن خليفة، اللّمتوني، الإشْبيلي. أتقن القِراءات على شُريح بن محمد، وسادَ أهل بَلَده، وسمع منه، ومن أبي مَرْوان الباجي، والقاضي أبي بكر بن العَرَبي، وبقُرْطُبة من أبي القاسم بن بَقِيّ، وابن مُغِيث، وجماعةٍ. قال الْأبَّار: كان مُكْثرًا إلى الغاية، بحيث إنه سمع من رفاقه، وشيوخُه أكثر من مئة نَفْس، لا نعلم أحدًا من طبقته مِثْلَه، وتصدَّر بإشبيلية للإِقراء والإِسماع، وحَمَلَ النَّاس عنه كثيرًا، كان مقرئًا مجوِّدًا، ومحدِّثًا متقنًا، أديبًا، نَحْويًّا، لغويًّا، واسعَ المعرفة، رضىً مأمونًا، لما مات بيعت كتبُه بأغلى الأثمان لصحَّتها، ولم يكن له نظير في هذا الشأن، مع الحظ الأوفر [من] (¬1) علم اللسان. توفِّيَ في ربيع الأول من سنةِ خمسٍ وسبعين وخمس مئة، وكانت جنازته مشهودة، وعاش ثلاثًا وسبعين سنة. ¬

_ * التكملة لابن الأبار: 2/ 523 - 525، سير أعلام النبلاء: 21/ 85 - 86، تذكرة الحفاظ: 4/ 1366، العبر: 4/ 225، معرفة القراء: 2/ 558، غاية النهاية: 2/ 139، شذرات الذهب: 4/ 252، تاج العروس (خير). (¬1) في الأصل: لما مات علم اللسان، وهي سبق قلم من الناسخ، والمثبت من "التكملة" لابن الأبار: 2/ 524.

1087 - أبو عمر بن عياد

1087 - أبو عمر بن عَيَّاد * يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد، الْأُستاذ، الحافظ، أبو عمر، الْأنْدَلسي، الرَّيي (¬1)، المُقْرئ. ذكره الْأَبَّار، وأثنى عليه. أخذ القِراءات عن: أبي عبد الله بن أبي إسحاق، وقَدِمَ بَلَنْسية سنةَ ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، ولقي بها من القُراء أبا مروان بن الصَّيقل (¬2)، وأبا الحسن بن هُذَيل، وغيرهما. وسَمِعَ من: أبي الولد بن الدَّبَّاغ وغيره، وأجاز له أبو القاسم بن ورد (¬3)، وأبو محمد بن عَطيَّة. وكان معنيًّا بصِناعة الحديث، جمَّاعة للأجزاء والدَّواوين، كَتَبَ العالي والنَّازل، وكان يحفَظُ أخبار المشايخ، ويضبِطُ وفاتهمِ، ويدوِّن قصصهم، وكان قد شَرَع في تذييل "صِلَة" ابن بَشْكُوال، وصنَّف كتاب ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 21/ 180 - 181، تذكرة الحفاظ: 4/ 1366 - 1367، العبر: 4/ 226، معرفة القراء: 2/ 554 - 555، مرآة الجنان: 3/ 402، غاية النهاية: 2/ 397، طبقات الحفاظ: 484، نيل الابتهاج: 351، شذرات الذهب: 4/ 254، شجرة النور الزكية: 153. وقد تصحف في "العبر": 4/ 226 إلى عباد - بالباء الموحدة، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1366 إلى عياذ، بالذال المعجمة. (¬1) في "غاية النهاية": 2/ 297 "اللدي"، وهو تصحيف، وهي نسبة إلى رية، كورة قبلي قرطبة. انظر "معجم البلدان": 3/ 116. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1367 "الصقيل"، وهو تصحيف. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1367 وردان، وهو تصحيف.

1088 - القاسم

"الكفاية في مراتب الرِّواية"، وكتاب "المُرْتَضَى في شَرْح المنْتَقَى لابن الجارود"، و "شَرْح الشِّهَاب" و "الأربعين" في العِبادات، وغير ذلك. وكان من أهل التَّواضع والخير. روى عنه: ابنُه محمد، وأبو الحَجَّاج بن عَبْدَة، وأبو محمد بن غَلْبون، وغيرهم. استشهد عند كَبْسة العدو لريَّة يوم العيد سنة خمس وسبعين أيضًا (¬1)، وله سَبْعون سنة. 1088 - القَاسِم * ابن الحافِظ أبي القاسم، عليُّ بن الحسن بن هِبة الله، الحافِظُ، المحدِّث، بهاء الدِّين، أبو محمد بن عَسَاكر، الدِّمَشْقي، مصنِّف "فَضَائل بيت المَقْدس" (¬2). ولد سنة سَبْع وعشرين وخمس مئة. ¬

_ (¬1) أي وخمس مئة. * التكملة للمنذري: 2/ 8 - 9، ذيل الروضتين: 47، الجامع لابن الساعي: 9/ 128، وفيات الأعيان، 3/ 311، سير أعلام النبلاء: 21/ 405 - 411، تذكرة الحفاظ: 4/ 1367 - 1370، العبر: 4/ 314 - 315، دول الإسلام: 2/ 80، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 352 - 353، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 218 - 219، البداية والنهاية: 13/ 38، تنبيه الطالب (الدارس): 1/ 101 - 103، كشف الظنون: 1/ 574، شذرات الذهب: 4/ 347، الرسالة المستطرفة: 48. (¬2) هو "الجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى"، منه نسخة خطية في خزانة الأوقاف العامة ببغداد برقم (783). انظر "مجلة سومر": 4/ 246 لعام 1948.

سمع أباه، وعمَّه الصَّائن (¬1)، وهِبَة الله بن طاوس، وأبا الفَتْح نصر الله بن محمد المِصِّيصي، وخَلْقًا كثيرًا، وأجاز له أبو عبد الله الفُرَاوي، والحسين (¬2) بن عبد الملك الخَلَّال، وغيرهما. روى عنه: أبو المواهب بن صَصْرَى، وأبو الحسن بن المفضَّل وأبو محمد الرُّهَاوي، وابن خليل، والشَّيخ عِزُّ الدِّين بن عبد السَّلام، والحافظ زين الدين خالد، وتقي الدِّين بن أبي اليُسْر، والكمال عبد العزيز بن عَبْدٍ، وخلْق. وأجاز لأحمد بن سَلامة، والمُسْلم بن عَلَّان. وكان محدِّثًا، متوسِّط المَعْرفة، مُكْرِمًا للغُرَباء، كثيرَ المُزَاح، ردئَ الخَطِّ، وإنما ذُكِرَ في الحُفَّاظ لبقاء الحافظ عليه لَقبًا، وقد قُرئ عليه: حدَّثنا ابن لَهِيعة. فقال: لُهيعة -بالضَّم- فروجع، فلم يَرْجع. قال ابنُ نُقْطة: هو ثِقَةٌ؛ لكنَّ خَطَّه لا يُشْبه خَطَّ أهل الضَّبْط. وقال الحافظ المُنْذِري: قلتُ لشيخنا ابنِ المفضل: أقول حدَّثنا القاسم بن علي الحافظِ -بالكسر- صِفَةً لأبيه؟ فقال: قل بالضّم؛ اجتمعت به بالمدينة فأملى عليَّ أحاديثَ منْ حِفْظه، ثم بعث إليَّ أُصوله، فقابلتها، فوجدتها سواء. وقد نَسَخَ القاسم بخطِّه تاريخ أبيه (¬3)، وصنف كتابًا في الجهاد، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1367 "الضياء"، وهو تحريف، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 495 - 496. (¬2) في "تذكرة الحفاظ" 4/ 1368 "الحسن"، وهو تصحيف. (¬3) انظر حاشيتنا رقم (1) ص 106 من هذا الجزء.

وأملى مجالس، وخرَّج لنفسه الأبدال العالية؛ نقَّاها من مُصَنَّف أبيه، وكان يبالغ في التعصُّب لمقالة الأشعري من غير أن يعرفها، وولي مشيخة النورية (¬1) بعد أبيه، فلم يأخذ منها شيئًا، بل كان يعطيه لمن يَقْدَم عليه من الطَّلَبة. ومات في تاسع صَفَر سنة ستِّ مئة. وفيها: مات الإِمام منتخب (¬2) الدِّين أبو الفتوح أسعد بن محمود بن خَلَف العِجْلي الأَصْبَهاني الشَّافعي، وله خَمْس وثمانون سنة. والمسنِد أبو المُعَمَّر بقاء بن عمر بن حُنَّد الْأَزَجي الدَّقَّاق. والمسنِدُ أبو القاسم شُجَاع بن معالي بن شدّقيني (¬3) القَصَباني وله بضع وثمانون سنة. والعَلَّامة المسنِدُ أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن الصَّفَّار النَّيسَابوري الشَّافعي، وله اثنتان وتسعون سنة. والعلامة رُكْن الدِّين الطَّاوسي (¬4)، صاحِبُ الطَّريقة، واسمه العراقي بن محمد بن العراقي، مات بهَمَذَان، وكان يُضْرب به المَثَل في المُنَاظرة. والمسندة أُم عبد الكريم فاطمة بنت ¬

_ (¬1) دار الحديث النورية، بناها نور الدين محمود بن زنكي، وهو أول من بنى دارًا للحديث، وموقعها في العصرونية، مقابل المدرسة العادلية الصغرى، يفصل بينهما الطريق، وهي اليوم خراب مهملة. انظر "تنبيه الطالب" (الدارس): 1/ 103، و "منادمة الأطلال" 58 - 60، و "خطط دمشق" لصلاح الدين المنجد: 62. (¬2) في بعض المصادر "منتجب" بالجيم، وهو تصحيف. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1369 "شدفيني" -بالفاء- وهو تصحيف. (¬4) في الأصل: الطاووسي -بواوين- وفي "تاج العروس" (طوس) قال الصاغاني: والاختيار أن يكتب الطاوس علمًا بوار واحدة كداود.

1089 - ابن عبيد الله

سَعْد الخير بن محمد الْأَنْصَارية بمِصْر. وأبو المعالي محمد بن صافي النَّقَّاش، وله اثنتان وثمانون سنة. والمسنِدُ أبو طاهر لاحق بن أبي الفَضْل بن قندَرَة الحَرِيمي الصُّوفي، وله ثمان وثمانون سنة، روى المسند عن ابن الحُصَين. 1089 - ابن عبيد الله * الحافِظُ، المتقِنُ، المقرئ، شيخ المَغْرب، أبو محمد، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عُبيد الله، الحَجْري؛ حَجْر ذي رُعَين، الْأَنْدَلسي، المَرِيِّي، نزيل سَبْتة. ولد سنة خمسٍ (¬1) وخمس مئة. وسمع من: أبي عبد الله بن زُغَيبة "صحيح مسلم" وسَمِعَ من أبي القاسم بن ورد، وأبي الحسن بن موهب الجُذَامي، ولقي بقُرْطُبة أبا القاسم بن بَقِي، وأبا الحسن بن مُغيث، وأبا جعفر البِطْرَوْجي، وأبا بكر بن العَرَبي. وقرأ "صحيح البُخَاري" على شُرَيح في سنة أربع وثلاثين، فحضره ثلاث مئة نفر، وسَمِعَ أيضًا من محمد بن عبد العزيز الكِلابي، وجعفر بن محمد البُرْجي، ويحيى بن خَلَف بن الخلوف، وغيرهم. وعُني بهذا الشأن وقرأَ بالسَّبْع على شريح، وغيره. ¬

_ * التكملة للمنذري: 7/ 211 - 218، التكملة لابن الأبار: 2/ 865 - 871، سير أعلام النبلاء: 21/ 251 - 255، تذكرة الحفاظ: 4/ 1370 - 1372، العبر: 4/ 277، طبقات الحفاظ: 485، شذرات الذهب: 7/ 304، شجرة النور الزكية: 159 - 160. (¬1) في "التكملة" لابن الأبار: 2/ 870 "سنة ثلاث".

روى عنه: أبو عمر، ومحمد بن محمد بن عيشون، وأبو الخطاب بن دَحْية (¬1)، ومحمد بن عبد الله الأَزْدي، وخلْقٌ. قال الْأبَّار: كان غايةً في الوَرَع، والصَّلاح والعَدَالة، ولي الصَّلاة، والخُطْبة بجامع المَرِيَّة، وكان يعرف القِراءات، ودُعي إلى القَضَاء، فأَبَى، وانتقل بعد تغلُّب العَدُوِّ إلى مُرْسِيَة، ثم تحوَّل إلى فَاس، واستقر بسَبْتَة، يقرئُ بها ويحدِّث حتى بَعُدَ صيته، وعلا ذِكْره، وارتحلوا إليه (¬2). قال: وكان له بَصَرٌ بصِنَاعة الحديث، موصوفًا بجودة الفَهْم، استُدْعِيَ إلى مَرَّاكُش، وسمع منه السُّلْطان، حدَّثنا عنه عالم من الجِلَّة (¬3). ذكر غيره أنه كان صاحب كرامات. [قال غيره: مات في آخر المحرم سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. وفيها] (¬4): ماتَ أبو العباس أحمد بن أبي منصور محمد بن محمد بن الزِّبْرِقان الْأَصْبَهاني، وله إحدى وتسعون سنة. والمسند أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخَفَّاف. ومقرئ مصر أبو الحسن شجاع بن محمد ابن سيدهم المُدْلجي. ومقرئ العراق أبو جعفر عبد الله بن أحمد الواسطي، صاحب أبي عبد الله البارع. والمسند أبو المحاسن محمد بن الحسن، الْأصْبَهاني التاجر المعروف بالْأصفَهْبَذ، وقد قارب الثَّمانين. ومقرئ المَغْرب أبو الحسن نَجَبَة بن يحيى الرُّعَيني، الإِشْبيلي؛ صاحب شريح. ¬

_ (¬1) ضبط في الأصل بضم الدال، وهو وهم، انظر "تبصير المنتبه": 2/ 558. (¬2) انظر "التكملة" لابن الأبار: 2/ 869. (¬3) "التكملة" لابن الأبار: 2/ 869 - 870. (¬4) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، وقد استدركناه من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1372.

1090 - عبد الغني

1090 - عبد الغَنِيّ * ابنُ عبد الواحد بنِ علي بن سرور بن رافع (¬1) بن حسن بن جعفر، الإمام، الحافظ الكبير، محدِّث الإِسلام، وأَحَدُ الأئمة الأعلام، تقي الدين، أبو محمد، المَقْدسي، الجَمَّاعيلي (¬2)، ثم الدِّمَشْقي، الحَنْبَلي، الصَّالحي، صاحبُ التَّصانيف النَّافعة. ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مئة (¬3)، هو وابن خاله (¬4) الشيخ موفق الدين بجمَّاعيل، واصطحبا مُدَّةً في أوَّل اشتغالهما ورحلتهما. سمع أبا المكارم بن هلال بدمشق، وهِبَة الله بن هلال، وابن ¬

_ * معجم البلدان: 2/ 160، مرآة الزمان: 8/ 338 - 340، التكملة للمنذري: 2/ 17 - 19، ذيل الروضتين: 46 - 47، سير أعلام النبلاء: 21/ 443 - 471، تذكرة الحفاظ: 4/ 1372 - 1381، دول الإسلام: 2/ 80، العبر: 4/ 313، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 168 - 169، مرآة الجنان: 3/ 499 - 500، البداية والنهاية: 13/ 38 - 39، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 5 - 34، النجوم الزاهرة: 6/ 185، طبقات الحفاظ: 485 - 486، حسن المحاضرة: 1/ 354، القلائد الجوهرية: 2/ 319 - 322، شذرات الذهب: 4/ 345 - 346، الفلاكة والمفلوكون للدلجي: 68 - 69. (¬1) في معجم البلدان": 2/ 160 "نافع"، وهو تصحيف. (¬2) جمَّاعيل، قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين. "معجم البلدان": 2/ 159. (¬3) في "التكملة" للمنذري: 2/ 18 "وذكر عنه بعض أصحابه ما يدل على أن مولده سنة أربع وأربعين وخمس مئة". وهو ما رجحه الحافظ الضياء. انظر "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 5. (¬4) في الأصل ابن خالته، وهو وهم، إذ أن سعيدة والدة عبد الغني هي أخت أحمد بن محمد بن قدامة، والد الموفق. انظر "القلائد الجوهرية": 1/ 30، وستأتي ترجمة الموفق عقب هذه الترجمة.

البَطِّي، وطبقتهما ببغداد، وأبا طاهر السِّلَفي بالثَّغْر -وأقام عنده ثلاث سنين، ولعلَّه كتبَ عنه أَلف جُزْء- وعليَّ بن هبة الله الكاملي بمِصْر، وأبا الفَضْل الطُّوسي بالموصل (¬1)، وعبد الرزاق بن إسماعيل القُومَسَاني بهَمَذَان، والحافظ أبا موسى المَدِيني وغيره بأصبهان. وكَتَبَ ما لا يوصف كثرة، وما زال ينسخ، ويصنِّف، ويحدِّث، ويعلِّم، ويَعْبُد الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا تأخذه في الله لومةُ لائم؛ حتى انتقل إلى رَبِّه، رضي الله عنه. روى عنه ابناه: أبو الفتح، وأبو موسى، والشيخ موفق الدين، وعبد القادر الرُّهَاوي، والشيخ الضِّياء، وابن خليل، والفقيه اليونيني، وابنُ عبد الدائم، ومحمد بن مهلهل الجِيتي (¬2)، وآخرون. قال ابنُ النَّجَّار: حدَّث بالكثير، وصنَّف في الحديث تَصَانيف حسنة، وكان غزيرَ الحِفْظ مِنْ أهل الإِتقان والتجويد، قيِّمًا بجميع فنون الحديث. قال: وكان كثيرَ العِبادة، وَرِعًا، متمسكًا بالسُّنَّة على قانون السَّلَف، تكلَّم في الصِّفَات والقرآن بشيءٍ أنكره أهلُ التَّأْويل من الفُقَهاء، وشَنَّعوا عليه، فَعُقِدَ له مجلس بدار السُّلْطان بدمشق؛ فأَصَرَّ، وأباحوا قتله، فَشَفعَ فيه أمراءُ الأكراد على أَنْ يَنْزَحَ من دمشق، فذهب إلى مصر، وأقام بها خاملًا إلى حين وفاته. ¬

_ (¬1) في الأصل: وبالموصل، وهو وهم من الناسخ. (¬2) في "سير أعلام النبلاء": 21/ 446 "الجيني"، وهو تصحيف، انظر "تبصير المنتبه": 1/ 301.

وقد كتب الحافظ أبو موسى المَدِيني: يقول أبو موسى عفا الله عنه: قَلَّ مَنْ قَدِمَ علينا من الأصحاب من يفهم هذا الشأن كفهم الإمام ضياء الدين (¬1) عبد الغني بن عبد الواحد المَقْدسي زاده الله توفيقًا، وقد وُفِّق لتبيين هذه الغَلَطات؛ يعني التي في كتاب "معرفة الصَّحابة" لأبي نعيم. قال: ولو كان الدَّارَقطْني في الأحياء وأمثاله لصوَّبوا (¬2) فعله، وقَلَّ من تفهَّم في زماننا لما فهمه. وقال الحافظ ضياء الدين: ثم سافر الحافظُ إلى أَصْبهان، وكان خَرَج وليس معه إلا قليل فلوس، فسهَّل الله من حَمَله، وأنفق عليه؛ فأقام بأَصْبَهان مُدَّة، وحصَّل بها الكتب الجيِّدة، وكان ليس بالأبيض الْأَمْهَق (¬3) يميل إلى سُمْرة، حسن الثَّغْر، كثّ اللِّحية، واسع الجبين، عظيم الخلق، تام القامة، كان النُّورَ يخرج من وجهه، ضَعُفَ بَصره من كثرة الكتابة والبكاء، صنَّف "المِصْباح" في ثمانية وأربعين جُزْءًا، مشتمل على أحاديث الصحيحين، وكتاب "نهاية المراد" في السنن نحو مئتي جُزْء لم يبيضه، ثم سَرَدَ أسماء مؤلفاته، وذكر ترجمته في عِدَّة كراريس. وقال: كان لا يكاد أَحَدٌ يسأله عن حديثٍ إلا ذكره له وبيَّنَه، ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، ومثله في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1373، ومثله أيضًا في "سير أعلام النبلاء": 21/ 449، وهو وهم، لعله من أبي موسى نفسه، فقد مر في صدر الترجمة أنه "تقي الدين". (¬2) في الأصل: لصوتوا، وهو تصحيف. (¬3) الأمهق: الأبيض الشديد البياض الذي لا يخالط بياضَه شيءٌ من الحمرة، وليس بنيِّر، ولكن كلون الجص أو نحوه. "اللسان" (مهق).

ولا يُسأل عن رجل إلا قال: هو فلان بن فلان، وبيَّن نسبه، فأقول: كان أميرَ المؤمنين في الحديث، سمِعْتُه يقول: نازعني رَجُلٌ في حديث بحضرة أبي موسى. فقال: هو في البُخَاري، وقلت: ليس هو فيه. فكتَبَ الحديث في رُقْعة، ورفعها إلى أبي موسى يسأَلُه، فناولني أبو موسى الرُّقْعة، وقال: ما تقول؟ فقلت: ما هو في البُخَاري. فَخَجِلَ الرجل. وقال الشيخ موفق الدِّين: كان رفيقي، وما كُنَّا نستبق إلى خيرٍ إلَّا سبقني إليه إلا القليل، وكَمَّلَ الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البِدْعة وقيامهم عليه، ورُزِق العِلْم، وتحصيل الكتب الكثيرة، إلا أنَّه لم يَعْمَرْ حتى يبلغ غرضَه في روايتها ونشرها. وقال الشيح الضِّياء: سمعت إسماعيل بن ظفر يقول: جاء رجل إلى الحافظ عبد الغني، فقال: رجل حَلَف بالطَّلاق أنك تحفظ مئة ألف حديث. فقال: لو قال أكثر لصَدَق. وشاهدتُ الحافظ غيرَ مَرَّةٍ بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين -وهو على المِنْبر- اقرأ لنا أحاديثَ من غير الجُزْء. فيقرأ الأحاديث علينا بأسانيدها عن ظهر قَلْبه. وقيل له: لم لا تقرأ دائمًا من غير كتاب؟ قال: أخاف العُجْب. وسمعْتُ أبا محمد عبد العزيز الشَّيباني يقول: سمعت التَّاج الكِنْدي بقول: لم يكن بعد الدَّارَقُطْني مثل الحافظ عبد الغني المَقْدسي. وقال الفقيه محمود بن هَمَّام: سمعت الكِنْدي يقول: لم يَرَ الحافظ عبد الغني مِثْلَ نفسه.

وقال ربيعة اليمنى: قد رأيتُ أبا موسى المَدِيني، وهذا الحافظ عبد الغني أحفظ منه. قال الشيخ الضِّياء: كل من رأينا من المحدثين يقول: ما رأينا مِثْلَ الحافظ عبد الغني. وهو الذي حرَّضني على السَّفَر إلى مِصْر، وبَعَثَ معنا ابنه عبد الرحمن [وهو] (¬1) ابن عشر سنين، وهو الذي سفَّر إسماعيل بن ظفر، وأعطاه، فسار إلى أَصْبهان، وإلى خُرَاسان، وحرَّض يوسف بن خليل على الرِّحْلة، وكان يقرأ الحديث ليلة الخميس وبعد الجمعة بجامع دمشق، ويجتمع خَلْقٌ، ويبكي الناس كثيرًا، ثم يطوِّل لهم الدعاء. قال: وكان الحافظ لا يضيِّع شيئًا من زمانه، كان يصلِّي الفجر، ويلقن القرآن، وربما لقَّن الحديث، ثم يقوم فيتوضأ، ويصلي ثلاث مئة رَكْعة بالفاتحة والمعوِّذتين (¬2) إلى قُبَيل الظهر، فينام نومة، ثم يصلي الظهر، ويشتغل بالتسميع أو النسخ إلى المغرب، فيفطر إن كان صائمًا، ويصلِّي العِشاء، ثم ينام إلى نصف الليل وبعده، ثم يتوضأ ويصلي، ثم يتوضأ ويصلي إلى قريب الفجر، وربما توضأ سبع مَرَّاتٍ أو أكثر، ويقول: تطيب لي الصلاة ما دامت أعضائي رَطْبة. ثم ينام نومة خفيفة قبل الفجر، وهذا دأبه. قال: وكان جَوَادًا، كريمًا، لا يدَّخر شيئًا ولا دِرْهمًا. وقيل: كان يخرج في اللَّيل بقِفَاف الدَّقيق، فإذا فتحوا له ترك ما معه ومضى؛ ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1375. (¬2) ضبطت في "سير أعلام النبلاء": 21/ 452 بفتح الواو المشددة، وهو وهم، انظر "اللسان" (عوذ).

لئلا يُعْرف، وربما كان عليه ثوب مرقع. سمعت بدر بن محمد الجَزَريَّ (¬1) يقول: ما رأيت أحدًا أكرم من الحافظ؛ لقد أوفى عني غير مَرَّة. وسمعتُ سليمان الإسْعِرْدي (¬2) يقول: بعث الأفضل (¬3) إلى الحافظ بنفقة وقمح كثير ففرَّق الجميع. وحكى رَجُلٌ أنه شاهد الحافظ في الغلاء (¬4) بمصر ثلاث ليال [يؤثر بعشائه ويطوي] (¬5). وكان -رحمه الله- لا يرى مُنْكرًا إلا غَيَّره بيده أو بلسانه، وكان لا تأخذه في الله لومةُ لائم، رأيتُه مَرَّة يريق خمرًا، فسل صاحبُه السيف فلم يَخَفْ، وكان قويًّا؛ فأخذ السيف من الرجل، وكان يكسِّر الشبابات والطَّنابير، وشاهدتُ بخطِّه يقول: والملك العادل (¬6) ما رأيتُ منه ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1377 "الجذري"، وهو تصحيف. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1377 "الأشعري" وهو تصحيف، إذ كان أعداؤه يغيظونه بكشطهم الدال، فتصحف إلى الأشعري، وكان يكره هذه النسبة لأنه حنبلي. انظر "توضيح المشتبه" 1/ 223 - 224 بتحقيق الأستاذ نعيم العرقسوسي. (¬3) هو علي بن صلاح الدين بن يوسف بن أيوب، استقل بملك دمشق بعد وفاة أبيه سنة (589 هـ)، ثم أخرج عنها، ثم تولى شؤون مصر مساعدًا لابن أخيه المنصور. انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 3/ 419 - 421. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1377 "الفلاء" بالفاء، وهو تصحيف. (¬5) ما بين حاصرتين ساقط في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1377 - 1378. (¬6) محمد بن أيوب، أبو بكر، أخو السلطان صلاح الدين، من كبار الدولة الأيوبية، كان ملكًا عظيمًا، حنكته التجارب، حازمًا، داهية، حسن السيرة، محبًّا للعلماء، توفي سنة (615 هـ)، وهو مدفون في المدرسة العادلية الكبرى في دمشق "مقر مجمع اللغة العربية حاليًا". انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 5/ 74 - 78.

إلا الجميل، أقبل عليَّ وقام لي، والتزمني، ودَعَوْتُ له، وقلتُ: عندنا قصور يوجب التقصير فقال: ما عندك تقصير ولا قصور. وذكر أمر السُّنَّة فقال: ما عندك شيء يُعاب في أمر الدِّين ولا الدُّنيا، ولا بدَّ للناس من حاسدين. وبلغني عنه بعد ذلك أنه ذُكر عنده العلماء فقال: ما رأيتُ مثل فلان، دخل عليَّ فَخُيِّلَ إليَّ أنَّه أسدٌ قد دخل علي. قال الشيخ الضِّياء: وكان المبتدعة قد وَغِروا صَدْرَ العادل على الحافظ، وتكلَّموا فيه عنده، وكان بعضُهم يقول: ربما يقتله إذا دخل عليه. وسمِعْتُ أن بعضهم بذل في قتل الحافظ خمسة آلاف دينار. قال: وسمعت أبا بكر بن أحمد الطَّحان يقول: جعلوا الملاهي عند درج جيرون (¬1)، فجاء الحافظ فكسر كثيرًا منها، وصَعِدَ المنبر، فجاءه رسول القاضي يطلبه ليناظره في الدَّفِّ والشّبَّابة، فقال: ذاك حرام، ولا أمشي إليه، إن كان له حاجة يجيء هو. قال: فعاد الرسول يقول: لا بد من مجيئك، قد بطلت (¬2) هذه الأشياء على السلطان. فقال: ضرب الله رقبته ورقبة السُّلْطان. فمضى الرسول وخفنا من فتنة، فما أتى أحد بعد. سمعتُ محمود بن سلامة الحَرَّاني بأَصْبَهان يقول: كان الحافظ بأَصْبَهان يخرج فيصطفُّ الناس في السوق ينظرون إليه، ولو قام بأصبهان مُدَّة، وأراد أن يملكها لملكها؛ يعني من حبِّهم له ورغبتهم [فيه] (¬3). ¬

_ (¬1) ما زال درج جيرون قائمًا، وهو عند الباب الشرقي للجامع الأموي، وتسمى المحلة الآن "النوفرة"، وقد ذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان": 2/ 199، وانظر ما كتب صلاح الدين المنجد عن باب جيرون في "خطط دمشق": 123 - 129، ويبدو أن جيرون كانت محل فسق وشرب خمر ولهو. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1377 "عطلت". (¬3) ما بين حاصرتين مثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1377.

قال الضِّياء: وكنا بمِصْر نخرج معه إلى الجمعة فلا نقدر نمشي معه من زحمة النَّاس يتبركون به، ويجتمعون حوله، سمعت الرضى عبد الرحمن بن محمد أنه سمع الحافظ يقول: سألت الله أن يَرْزُقَني حال الإمام أحمد، فقد رزقني صلاته. قال: ثم ابْتُلي بعد ذلك، وامتحن، سمعت الإمام عبد الله بن أبي الحسن الجُبَّائي (¬1) يقول: أخذ الحافظ عبد الغني على أبي نُعَيم في مئتين وتسعين موضعًا، فطلبه الصَّدْر بن الخُجَنْدِي (¬2) وأراد هلاكه، فاختفى الحافظ، وسمعت محمود بن سلامة يقول: ما أخرجناه إلا في إزار. وسمعت الحافظ يقول: كنا بالمَوْصل نسمع كتاب "الضُّعفاء" للعُقَيلِي، فأخذني أهل المَوْصل وحبسوني، وأرادوا قتلي من أجل ذكر رجل فيه (¬3)، فجاءني رجل طويل بسيفٍ فقلت: لعله يقتلني وأستريح. قال: فلم يصنع شيئًا، ثم أُطلقت. وكان يسمعه معه ابن البَرْني فأخذ الكُرَّاس الذي فيه ذِكر الرجل، ففتشوا الكتاب فلم يجدوا شيئًا، فأُطلق. قال الضِّياء: وكان الحافظ يقرأ الحديث بدمشق، ويجتمع الخَلْق عليه، فَحُسِدَ، ثم ذكر أنهم عملوا عليه، ورفعوا منبره، واجتمعوا ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1378 "أبا عبد الله"، وهو وهم، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 21/ 488. (¬2) عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف، الخجندي، أبو القاسم، صدر الدين، كان يتولى الرياسة بأصبهان، وكانت له المكانة كد السلاطين، والملوك والعوام، وكان فاضلًا أدبيًا شاعرًا، توفي سنة (580 هـ)، انظر "فوات الوفيات": 2/ 383 - 384. (¬3) في "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 20 "من أجل ذكر أبي حنيفة".

وناظروه، وأمروه أن يكتب خطه بما يوافقهم فلم يفعل، ثم ذكر محنته، وما جرى له مع الكامل والعادل والأفضل، وذكر خروجه إلى بَعْلَبَك، ثم توجهه إلى مِصْر، وأطال في ذلك، وقال: بلغني أن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده، فكتب: أقول كذا لقول الله تعالى كذا، وأقولَ كذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم كذا حتى فرغ من المسائل، فلما وقف عليها الكامل قال: أيش أقول في هذا؛ يقول بقول الله ورسوله. فخلَّى عنه. وسمعت أحمد بن محمد بن عبد الغني يقول لي: رأيت أخاك الكمال عبد الرحيم في النَّوْم. فقلت: أين أنت؟ قال: في جنَّة عَدْن. فقلت: أيما أفضل الحافظ عبد الغني أو الشيخ أبو عمر؟ فقال: ما أدري، وأما الحافظ فكلُّ ليلة جُمُعة يُنصب له كرسي تحت العَرْش يقرأُ عليه الحديث، وينثر عليه الدُّرُّ، وهذا نصيبي منه. فأشار إلى كُمِّه. سمعت أبا موسى (¬1) يقول: مَرِضَ والدي أيامًا، ووضأته وقت الصُّبْح، فقال: يا عبد الله، صلِّ بنا وخفِّف. فصلَّيتُ بالجماعة، وصلَّى معنا جالسًا، ثم قال: اقرأ عند رأسي {يس}، فقرأتُها، وقلت: هنا دواء تشربه؟ فقال: ما بقي إلا الموت. فقلت: ما تشتهي شيئًا؟ قال: أشتهي النَّظر إلى وجه الله. فقلت: ما أنت عني راض؟ قال: بلى. وجاؤوا يعودونه، وجعلوا يتحدثون؛ ففتح عينيه وقال: ما هذا؟ ! اذكروا الله، قولوا: لا إله إلا الله. ثم دخل رجل؛ فقمتُ لأناوله كتابًا من جانب المسجد؛ فرجعت وقد توفِّي يوم الاثنين الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة ست مئة، رحمه الله. ¬

_ (¬1) ستأتي ترجمته رقم (1110) من هذا الكتاب.

1091 - عبد الله بن أحمد

1091 - عبد الله بن أحمد * ابن محمد بن قُدَامة بن مقدامة (¬1) بن نَصْر، الإمام، الحافظ، الفقيه، شيخ الإِسلام، موفق الدِّين، أبو محمد، المَقْدسي، الجَمَّاعِيلي (¬2)، ثم [الدِّمَشْقي، الصَّالحي، الحَنْبلي، صاحب "المغني"] (¬3). ولد بجَمَّاعيل في شعبان سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وهاجر مع أقاربه وله عَشْر سنين، وحَفِظ القرْآن، ولزم الاشتغال من صِغَره، إلى أن صَار من بحور العِلْم. ورحل في أول سنة إحدى وستين في طلب العِلْم إلى بغداد؛ ¬

_ * معجم البلدان: 2/ 160، التكملة للمنذري: 3/ 107، ذيل الروضتين: 139 - 142، سير أعلام النبلاء: 22/ 165 - 173، العبر: 5/ 79 - 80، دول الإِسلام: 2/ 93 - 94، المختصر المحتاج إليه: 2/ 134 - 137، البداية والنهاية: 13/ 99 - 101، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 133 - 149، النجوم الزاهرة: 6/ 256، القلائد الجوهرية: 2/ 340 - 344، شذرات الذهب: 5/ 88 - 92، التاج المكلل: 229 - 231. (¬1) كذا في الأصل، وفي "فوات الوفيات": 2/ 158 "مقدم"، أما في باقي المصادر فهو "مقدام"، وهو الأشبه بالصواب. (¬2) انظر حاشيتنا رقم (2) ص 147 من هذا الجزء. (¬3) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "سير أعلام النبلاء": 22/ 166، وقد طبع المغني في تسعة مجلدات غير مرة، وهو مشهور، متداول.

فأدرك نحو أربعين يومًا من حياة الشيخ عبد القادر (¬1)، ونزل عنده بالمدرسة، واشتغل عليه تلك الأيام، وسمِعَ منه، ومن هبة الله بن الحسن الدَّقَّاق، وأبي الفتح بن البَطِّي، ومَعْمر بن الفاخر، وشُهْدَة الكاتبة، ويحيى بن ثابت، وجماعة. وسَمِعَ بدمشق من أبي المكارم بن هِلال وغيره، وبالمَوْصل من خطيبها أبي الفَضْل الطُّوسي، وبمكة من المبارك بن الطَّبَّاخ. وتلا بحرف نافع على أبي الحسن البطَائحي، وبحرف أبي عمرو على أبي الفتح بن المَنِّي. حدَّث عنه: البهاء عبد الرحمن، والحافظ ضياء الدين، وابن نُقْطة، وابن خليل، وابن النَّجَّار، وأبو شامة، وابن عبد الدائم، وإسماعيل بن الفَرَّاء، وخَلْق. قال ابن النجار: كان إمامَ الحنابلة بجامع دمشق، وكان ثِقَةً حُجَّة نبيلًا، غزير الفَضْل، نَزِهًا، ورعًا، عابدًا على قانون السَّلَف، عليه النُّور والوَقار، وينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمعَ كلامه. وقال ابنُ الحاجب: هو إمام الْأَئمة، ومفتي الْأُمة، خصَّه الله بالفَضْل الوافر، والخاطر الماطر، والعِلْم الكامل، طنَّتْ بذكره الأمصار، وضنَّتْ بمثله الأعصار، وأخذ بمجامع الحقائق النَّقلية والعقلية. ¬

_ (¬1) عبد القادر بن أبي صالح عبد الله، الجيلاني، من كبار الزهاد والمتصوفين، مؤسس الطريقة القادرية، وشيخ الحنابلة، ولد سنة (471 هـ)، وتوفي سنة (561 هـ)، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 20/ 439 - 451 ولمحمد بن يحيى التاذفي كتاب "قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر".

قال: وله المؤلفات الغزيرة، وما أظن الزمان يسمح بمثلِه، كان متواضعًا، حَسَنَ الاعتقاد، ذا أناةٍ وحِلْم ووَقَار، وكان مجلسه معمورًا بالفُقهاء والمحدِّثين، وكان كثير العِبادة، دائم التهجد، لم ترَ مثلَه، ولم ير مثل نَفْسه. وذكر الحافظ ضياء الدِّين سيرته في جُزْأين، وقال: كان تام القَامة، أبيضَ، مشرق الوجه، أَدْعَجَ (¬1)، كانَّ النُّور يخرج من وجهه لحُسْنِه، واسعَ الجبين، طويل اللِّحية، قائمَ الأنف، مقرون الحاجبين، صغيرَ الرأس، لطيف اليدين والقَدَمين، نحيفَ الجسم، ممتَّعًا بحواسه، أقام هو والحافظ (¬2) ببغداد أربع سنين؛ فأتقنا الفِقْه والحديث والخلاف، أقاما عند الشيخ عبد القادر، ثم عند ابن الجوزي، ثم انتقلا إلى رباط النَّعَّال، واشتغلا على ابن المَنِّي، ثم سافر في سنة سبع وستين ومعه الشيخ العِماد (¬3)، وأقاما سنة. قال الحافظ ضياء الدين: رأيتُ أحمدَ بن حنبل في النَّوْم؛ فألقى علي مسألةً، فقلت: هذه في الخِرَقي (¬4). فقال: ما قصَّر صاحِبُكم الموفَّق في شرح الخِرَقي. ¬

_ (¬1) أي أن سواد عينيه كان شديد السواد. "اللسان": (دعج). (¬2) أي الحافظ عبد الغني، وقد سلفت ترجمته برقم (1090)، وهو ابن عمة الموفق. وقد وهمت أغلب المصادر في قرابته، انظر "القلائد الجوهرية": 1/ 30. (¬3) العماد، أبو إسحاق، إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، أخو الحافظ عبد الغني، ولد سنة (543 هـ)، وكان متصديًا لقراءة القرآن والفقه، وكان صاحب أحوال وكرامات، توفي سنة (614 هـ)، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 22/ 47 - 52. (¬4) أي مختصر الخرقي، وهو أبو القاسم، عمر بن الحسين بن عبد الله البغدادي الحنبلي، توفي سنة (334 هـ)، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 15/ 363 - 364.

وقال أيضًا: وكان -رحمه الله- إمامًا في التفسير، وفي الحديث ومشكلاته، إمامًا في الفِقْه، بل أوحد زمانه فيه، إمامًا في علم الخلاف، أوحد في الفرائض، إمامًا في أصول الفِقْه، إمامًا في النحو والحساب والأنجم السَّيَّارة والمنازل. سمِعْت الحافظ أبا عبد الله اليُونيني (¬1) يقول: أما ما علمته من أحوال شيخِنا وسيدنا موفق الدين فإني إلى الآن ما أعتقد أن شخصًا ممن رأيتُه حَصَل له من الكمال في العلوم والصِّفَات الحميدة التي يحصل بها الكمال سواه؛ فإنه كان كاملًا في صورته ومعناه من حيث الحُسْن والإِحسان، والحِلْم والسُّؤدُد، والعلوم المختلفة والأخلاق الجميلة؛ رأيت منه ما يعْجِزُ عنه كبارُ الأولياء. وقال الشيخ الضِّياء: كان لا يناظر أحدًا إلا وهو يبتسم، وبقي يجلس زمانًا بعد الجُمعة للمناظرة، ويجتمع إليه الفقهاء، وكان يُشْغل (¬2) إلى ارتفاع النهار، ومن بعد الظهر إلى المغرب، ولا يضجر، ويسمعون عليه، وكان يقرئ في النحو، وكان لا يكاد يراه أحد إلا أحبَّه، وما عَلِمْتُ أنه أوجعَ قلبَ طالبٍ، وكانت له جارِيَة تؤذيه بخلُقِها فما يَقول لها شيئًا، وكان أولاده يتضاربون وهو لا يتكلم، وكان حَسَنَ الأخلاق لا يكاد يراه أحد إلا مبتسمًا، يحكي الحكايات ويمزح، وسمعت البهاء يقول: ما رأيت أكثر احتمالًا منه، وسمِعْتهُ يصفه بالشجاعة، وقال: كان ¬

_ (¬1) في بعض المصادر عبد الله اليونيني، وهو وهم. انظر "العبر": 5/ 248. (¬2) أي يدرِّس، الإشغال: التدريس، والاشتغال: الطلب، وهذان المصطلحان يفهمان من خلال سياقهما، ففي ترجمة العماد "ولا كان يتفرغ للتصنيف من كثرة اشتغاله وإشغاله". "سير أعلام النبلاء": 22/ 48، وفي ترجمة الموفق "وكلموه مرة في صبيان يشتغلون عليه". "سير أعلام النبلاء": 22/ 171.

1092 - الباقداري

يَتقدَّم إلى العدو وجُرح في كَفِّه، وكان يرامي العدو، وكان لا ينافس أهل الدُّنيا، ولا يكاد يشكو، وربما كان أكثر حاجةً من غيره، وكان يُؤثر. وقال الضِّياء: وكان يصلي بخشوعٍ، ولا يكاد يصلي سُنَّة الفجر والعشاءين إلا في بيته، وكان يصلي بين العشاءين أربعًا "بالسجدة"، و"يس"، و"الدخان"، و"تبارك"، لا يكاد يَخُلُّ بهن، ويقوم السَّحَر بسُبُعٍ، وربما رفع صوته، وكان حَسَنَ الصَّوْت. قال: وجاءه من بنت عمته مريم المَجْدُ عيسى، ومحمد، ويحيى، وصفية، وفاطمة، وله عَقبٌ من المجد، ثم تسرَّى بجارية ثم بأخرى، ثم تزوَّج عِزّية (¬1) فماتت قبله، وانتقل إلى رحمة الله يوم السبت يوم الفِطْر، ودُفن من الغد سنة عشرين وست مئة، وكان الخَلْق لا يحصون. 1092 - البَاقِدَاري * العالم، الحافظ، أبو بكر، محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مَرْزوق، البَغْدَادي، الضَّرير. قدم من باقِدَارَى (¬2)، وسمع من أبي محمد سِبْط الخيَّاط، وأبي بكر بن الزَّاغُوني، وابن ناصر، وطبقتهم. ¬

_ (¬1) كذا في الأصل -بالعين المهملة، ومثله في "سير أعلام النبلاء": 22/ 172، ولعلها غزية زوج العماد إبراهيم بن عبد الواحد، انظر "سير أعلام النبلاء": 22/ 52. * معجم البلدان: 1/ 327، تذكرة الحفاظ: 4/ 1381 - 1382، العبر: 4/ 225، طبقات الحفاظ: 486، 487، شذرات الذهب: 4/ 252. (¬2) في الأصل: باقدار، وهو وهم، وباقدارى، بكسر القاف، ودال مهملة وألف، وراه مفتوحة، مقصور؛ من قرى بغداد على بعد أربعين ميلًا. انظر "معجم البلدان": 1/ 327.

1093 - ابن الحصري

قال أبو الفتوح بن الحُصْري: كان آخرَ مَنْ بقي من حُفَّاظ الحديث الأئمة. وقال ابن الدُّبَيثي: انتهى إليه مَعْرفة رِجال الحديث وحفظه، وعليه كان المعتمد فيه، سمِعْت غيرَ واحدٍ من شيوخنا يذكرون أبا بكر الباقِدَاري، ويصفونه بالحِفْظ ومعرفة الرِّجال والمتون مع كونه ضريرًا مقصورًا إلا أنه كان حُفَظَةً حَسنَ الفَهْم، بلغني أن ابن ناصر كان يراجِعُه في أشياء ويصير إلى قوله. وقال أبو محمد المُنْذِري: كان أحدَ حُفاظ الحديث المشهورين بمعرفة الرِّجال والتقدُّم مع ضرره. مات في آخر سنة خمس وسبعين وخمس مئة كهلًا، وانتهى علوُّ الرواية إلى ابنته عجيبة (¬1) في وقتها. 1093 - ابن الحُصْري * الإمام، الحافظ، شيخ القراء، برهان الدِّين، أبو الفتوح، نَصْرُ بن أبي الفَرَج محمد بن علي، البَغْدَادي، الحَنْبلي، نزيل مكَّة، وإمام الحَطِيم. ¬

_ (¬1) توفيت سنة 647 هـ، انظر "العبر": 5/ 194. * التكملة للمنذري: 3/ 69 - 70، ذيل الروضتين: 133، سير أعلام النبلاء: 22/ 163 - 165، تذكرة الحفاظ: 4/ 1382 - 1383، العبر: 5/ 77، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 241 - 242، البداية والنهاية: 13/ 99، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 130 - 132، العقد الثمين: 7/ 332 - 335، غاية النهاية: 2/ 338 - 339، النجوم الزاهرة: 6/ 253، طبقات الحفاظ: 487، شذرات الذهب: 5/ 83، التاج المكلل: 229.

تلا بالرِّوايات على ابن الشَّهْرُزوري (¬1)، وسمع من أبي الوقت، وابن الزَّاغُوني، وأبي طالب العَلَوي، وأبي محمد بن المادح، وابن البطِّي، وأبي زُرْعة المَقْدسي، وخَلْق. وعني بهذا الشأن، وكتب الكثير. روى عنه: الحافظ ضياء الدِّين، وابن خليل، وتاج الدين علي بن القَسْطلاني، وجماعة آخرهم المقداد القيسي. قال ابنُ النَّجَّار: قرأ بالرِّوايات على جماعةٍ -وسمَّاهم- وكان حافظًا حُجَّة نبيلًا، من أعلام الدِّين، جمَّ العِلْم، كثير المحفوظ، كثير التعبد والتهجد. وقال المُنْذِري: حَصَّل مِن الأدب طَرَفًا حسنًا، وكان يسمع ويقرأ، ويفيد الغرباء وغيرهم، جَاور عشرين سنة (¬2). وقال الدُّبَيثي: كان ذا مَعْرفةٍ بهذا الشَّأْن، ونعْمَ الشيخُ كان عبادةً وثقةً. وقال ابن نُقْطة: كان حافِظًا ثِقَةً مكثرًا متقنًا. وقال ابن مَسْدِي: كان أحدَ الأئمة الأثبات، مشارًا إليه بالحِفْظ، قَصَد اليمن؛ فأدْركه الأجل بالمَهْجم (¬3) في ربيع الآخر. ¬

_ (¬1) في الأصل: الشهروزري، وهو تصحيف. (¬2) انظر "التكملة" للمنذري: 3/ 69 - 70. (¬3) بلد وولاية من أعمال زبيد باليمن، بينها وبين زبيد ثلاثة أيام. "معجم البلدان": 5/ 229.

1094 - ابن الأخضر

وقال الحافظ ضياء الدين: توفِّيَ شيخُنا الحافظ الإمام إمام الحرم أبو الفتوح بالمَهْجَم في المحرَّم سنةَ تسع عشرة وست مئة (¬1). 1094 - ابن الْأَخْضر * الإِمام، الحافظ، المُسْنِد، محدِّث العراق، أبو محمد، عبد العزيز بن محمود بن المبارَك، الجُنابِذي (¬2)، ثم البَغْدادي. ولد سنةَ أربعٍ وعشرين وخمس مئة (¬3). وسمع باعتناء أبيه من القاضي أبي بكر الْأَنْصَاري، وأبي القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، ويحيى بن الطّرَّاح، وعبد الوَّهاب الْأَنْمَاطي. ثم طلب بنفسه، وسمع من الْأُرْمَوي، وابن ناصر، وأبي الوَقْت، وابن البَطِّي؛ ومن بعدهم. ¬

_ (¬1) في "التكملة" للمنذري: 3/ 70 "وقيل: في ذي القعدة من سنة ثماني عشرة وست مئة"، وهو ما اختاره ابن العماد في "شذرات الذهب": 5/ 83. * معجم البلدان: 2/ 165، الكامل لابن الأثير: 12/ 305، التكملة للمنذري: 2/ 317 - 318، ذيل الروضتين: 88، المختصر في أخبار البشر: 3/ 116، سير أعلام النبلاء: 22/ 31 - 32، تذكرة الحفاظ: 4/ 1383 - 1385، العبر: 5/ 38، دول الإسلام: 2/ 86، تتمة المختصر: 2/ 197، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 79 - 82، النجوم الزاهرة: 6/ 211، طبقات الحفاظ: 488، شذرات الذهب: 5/ 46 - 47، التاج المكلل: 223 - 224. (¬2) في الأصل ضبطت بكسر الباء، ومثله في "معجم البلدان": 2/ 165، وفي "الأنساب": 3/ 306 بفتح الباء، ومثله في "التكملة" للمنذري: 2/ 318 وهي نسبة إلى قرية بنواحي نبسابور. (¬3) في "ذيل الروضتين": 88 "ولد سنة ست وعشرين وخمس مئة".

ونسخ وحصَّل الْأُصول، وجمع وصنَّف، وأفاد، وحدَّث نحوًا من ستين سنة، وكان ثِقَةً حُجَّة، عارفًا دَينًا، عفيفًا. حدث عنه: ابن الدُّبَيثي، وابن نُقْطَة، وابن النَّجَّار، والضِّيَاء، والبِرْزَالي، وابن خليل، والفقيه يحيى بن الصَّيرفي، والنجيب عبد اللطيف، والنجيب مقداد القَيسي، وخَلْقٌ سواهم. قال الدُّبَيثي: لم أَرَ في شيوخِنا أوفر شيوخًا منه، ولا أغزر سماعًا، حدَّث بجامع القَصْر دَهْرًا. وقال ابنُ النَّجَّار: بالغ شَيخُنا أبو محمد حتى قرأ على شيوخنا، وصنَّف في كلِّ فن، وكانت له حَلْقَةٌ بجامع القَصْر يقرأ بها كلَّ جُمُعة بعد الصَّلاة، وكان أول سماعه في سنة ثلاثين بإفادة أبيه، وأبي الحسن بن بكروس (¬1)، كتَبَ لنفسه، وتوريقًا للنَّاس في شبابه، وكان له حانوت للبَزِّ بخان الخليفة، كنت أقرأ عليه به، حدَّث بجميع مروياته، سمع منه عُمر بنُ علي القُرَشي، وكَتَبَ عنه في "معجمه"، وكان ثِقَةً حُجَّةً نبيلًا، ما رأيت في شيوخنا سَفَرًا ولا حَضَرًا مِثْلَه في كَثْرة مسموعاته، ومعرفته بمشايخه، وحُسْنِ أُصوله وحِفْظه وإتقانه، وكان أمينًا، ثخين السِّتْر، متديِّنًا عفيفًا، أُريد على أن يشهدَ عند القُضَاة؛ فامتنع، وكان من أَحْسَنِ الناس خُلُقًا، وألطفهم طبعًا، من محاسن البغداديين وَظِرَافهم، ما يَمَلّ جليسه منه. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1384 "بكردوس"، وفي "معجم البلدان": 2/ 165 "علي بن بكتاش".

1095 - عبد الرزاق

وقال ابنُ نُقْطة: كان ثِقَةً ثَبْتًا، مأمونًا، كثيرَ السَّمَاع، واسِعَ الرِّواية، صحيحَ الْأُصول، منه تعلَّمْنَا واستفَدْنا، ما رأينا مثله. توفِّي في شَوَّال سنةَ إحدى عشرة وست مئة. 1095 - عبد الرَّزَّاق * ابن الشيخ القُدْوة أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح (¬1)، الجِيلي، الإمام، الحافظ، الزَّاهد، أبو بكر، الحَنْبَلي، محدِّث بَغْدَاد. ولد سنةَ ثمانٍ وعشرين وخمس مئة. وسمع الكثير بإفادة أبيه، ثم طَلَب بنفسه، وعُني بهذا الشأن، وحَصَّل الْأُصول. سمع من محمد بن صِرْما، وأبي الفَضْل الْأُرْمَوي، وأبي القاسم بن البَنَّا، وأبي الفَضْل بن ناصر، وأبي بكر بن الزَّاغُوني، وأبي الكرم الشَّهْرُزُوري، وطبقتهم. حدَّث عنه: أبو عبد الله الدُّبَيثي -وأثنى عليه- وابن النَّجَّار، والنَّجيب عبد اللطيف، وابنُه قاضي القضاة أبو صالح نَصْر بن عبد الرَّزَّاق، وآخرون. ¬

_ * التكملة للمنذري: 2/ 116 - 117، ذيل الروضتين: 58، الجامع لابن الساعي: 9/ 214 - 215، سير أعلام النبلاء: 21/ 426 - 428، تذكرة الحفاظ: 4/ 1385 - 1387، العبر: 5/ 6، البداية والنهاية: 13/ 46، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 40 - 41، النجوم الزاهرة: 6/ 192، طبقات الحفاظ: 488، شذرات الذهب: 5/ 9 - 10، التاج المكلل: 218. (¬1) انظر حاشيتنا رقم (1) ص 157 من هذا الجزء.

1096 - عبد القادر بن عبد الله

وأجاز للشيخ شمس الدِّين بن أبي عمر، وفخر الدين بن البُخَاري، وابنِ شَيبَان، وطائفة. وروى عنه: الحافظ ضياء الدِّين وقال: لم أَرَ ببغداد أحدًا في تيقُّظِه وتحرِّيه مِثْله. وقال أبو شامة: كان زاهِدًا عابدًا ثِقَةً، مقتنعًا باليسير (¬1). مات في شوال سنةَ ثلاثٍ وست مئة. وفيها: مات المسند أبو إسماعيل داود بن محمد بن ماشاذه الأَصْبَهاني. والمسنِدُ أبو القاسم سعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عَطَّاف المؤدِّب ببغداد. ومسنِدُ الوقت أبو جعفر محمدُ بنُ أحمد بن نَصْر الصَّيدلاني بأَصْبَهان، وله أربعٌ وتسعون سنة. والمسنِد مخلص الدين محمد بن مَعْمَر بن الفاخر القُرَشي بأَصْبَهان. 1096 - عبد القادر بن عبد الله * الإمام، الحافظ، الرَّحَّال، أبو محمد، الرُّهاوي، الحَنْبَلي، محدِّث الجزيرة. ¬

_ (¬1) " ذيل الروضتين": 58. * معجم البلدان: 3/ 106، التكملة للمنذري: 2/ 332 - 334، ذيل الروضتين: 90، سير أعلام النبلاء: 22/ 71 - 75، تذكرة الحفاظ: 4/ 1387 - 1389، العبر: 5/ 41 - 42، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 171 - 172، مرآة الجنان: 4/ 23، البداية والنهاية: 13/ 69، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 82 - 86، النجوم الزاهرة: 6/ 214، طبقات الحفاظ: 488 - 489، شذرات الذهب: 5/ 50 - 51، التاج المكلل: 224، الرسالة المستطرفة: 104، وفيها عبد القاهر، وهو تحريف.

ولد بالرُّها (¬1) سنة ستٍّ وثلاثين وخمس مئة، ونشأ بالمَوْصل، وكان مملوكًا لبعض النُّجَّار؛ فأعتقه، فطلَبَ العِلْم، وأقبل على الحديث. وسمع مسعود بن الحسن الثَّقَفي، وأبا جعفر محمد بن الحسن الصَّيدلاني، ومَعْمَر بن الفاخر، وعبد الرَّحيم بن أبي الوفا، وطبقتهم بأصْبَهان، وأبا العلاء الحافظ بهَمَذَان، وعبد الجليل بن أبي سَعْد بهَرَاة، وأبا محمد بن الخَشَّاب، وخَلْقًا ببغداد، وابن عساكر بدمشق، والسِّلَفي بالإسْكَنْدَرية، وسَمِعَ بنيسابور، ومَرْو، وسِجِسْتَان، وواسط، والمَوْصل، ومِصْر، وغيرها. وعمل "الأربعين المتباينة الإسناد" في مجلَّد. حدَّث عنه: ابن نُقْطة، وزكي الدين البِرْزالي، والحافظ الضِّياء، وابن خليل، والصَّرِيفيني، وإسماعيل بن ظفر، وابن عبد الدائم، وعبد العزيز بن الصَّيقل، وابن حَمْدَان الفَقِيه، وآخرون. قال ابن نُقْطَة: كان عالِمًا ثِقَةً مأمونًا، صالحًا، إلا أنه كان عَسِرًا في الرِّواية، لا يُكْثر عنه إلا من أقام عنده. وقال يوسف بن خليل: كان حافِظًا، ثَبْتًا، كثيرَ السَّمَاع، [كثير التصنيف] (¬2)، متقِنًا، خُتِمَ به عِلْمُ الحديث. ¬

_ (¬1) مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام. "معجم البلدان": 3/ 106. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1388.

1097 - ابن عات

[وقال] أبو محمد المُنْذري: [كان حافظًا] ثِقَةً راغبًا في الانفراد عن أرباب الدُّنيا (¬1). وقال أبو شامة: كان صَالحًا مَهيبًا، زاهِدًا، ناسِكًا، خَشِنَ العَيش، وَرِعًا (¬2). ماتَ بحَرَّان في جُمَادى الْأُولى سنة اثنتي عشرة وست مئة. وفيها: مات المُسْنِد أبو محمد عبد العزيز بن مَعَالي بن غنيمة بن مَنِينَا. وكمال الدِّين أبو الفتوح محمد بن علي بن المبارك بن الجَلاجِلي، وآخرون. 1097 - ابن عات * الإمام، الحافظ، أبو عمر، أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر بن عات، النَّفْزِي (¬3)، الشَّاطبي. ولد سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة. ¬

_ (¬1) "التكملة" للمنذري: 2/ 334، وما بين حاصرتين منه. (¬2) "ذيل الروضتين": 90. * التكملة للمنذري: 2/ 242 - 243، التكملة لابن الأبار: 1/ 101 - 102، سير أعلام النبلاء: 22/ 13 - 14، تذكرة الحفاظ: 4/ 1389 - 1390، العبر: 5/ 31، تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا): 116، طبقات الحفاظ: 489، شذرات الذهب: 5/ 36 - 37، شجرة النور الزكية: 172. (¬3) نسبة إلى نفزة، قبيلة كبيرة من البربر، انظر "التكملة" للمنذري: 2/ 243، و"تبصير المنتبه": 4/ 1443، وقد وردت على الصواب في أصل العبر: 5/ 31، وصحفها المحقق إلى النقري -بالقاف- نقلًا عن شذرات الذهب: 5/ 36، وصنع الصنيع نفسه محقق "طبقات الحفاظ": 489، فتأمل! ...

وسمع أباه العلامة أبا محمد، وأبا الحسن بن هُذَيل، وعُلَيم (¬1) بن عبد العزيز، ومحمد بن يوسف بن سعادة، وأبا طاهر السِّلَفي، وغيرهم. قال المُنْذِري: كان شيخنا ابنُ المُفَضَّل يذكره بكثرة الحِفْظ، والميل إلى تحصيل المعارف (¬2). وقال الْأَبَّار: كان أحدَ الحُفَّاظ، يسرُدُ المتون، ويحفظ الأسانيد عن ظهر قَلْب، لا يخل منها شيء، موصوفًا بالدِّراية والرِّواية، يغلب عليه الورع والزُّهد؛ على مِنْهاج السَّلَف؛ يأكل الجَشِبَ (¬3)، ويَلْبَسُ الخشن، وربما أذَّن في المساجد، له تواليف دالَّة على سَعَة حِفْظه، مع حظَّ من النَّظْم والنَّثْر، حدَّثونا عنه، وأجاز لي مَرْوياته، توجَّه غازيًا فشهِدَ وقعة العُقَاب التي أَفْضَتْ إلى خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها (¬4)؛ فعُدِمَ -رحمه الله- في صفر سنة تسعٍ وست مئة. وفيها: مات شيخ القُرَّاء بالأندلس أبو جعفر أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الدَّاني الحَصَّار. وإمام العربية أبو الحسن عليُّ بن ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1389 "علم"، وهو تصحيف. (¬2) "التكملة" للمنذري: 2/ 243. (¬3) في الأصل: الخشب، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1390 "الخشن"، وكلاهما تصحيف، والجشب: هو الغليظ الخشن من الطعام، وقل: غير المأدوم، وكل بشع الطَّعْم فهو جشب. "اللسان" (جشب)، (¬4) انظر "الذخيرة السنية": 41، 48، و"نفح الطيب": 4/ 383، وفي "العبر": 5/ 30 "ونصر الله الإسلام"، وهو وهم من الإمام الذهبي رحمه الله، وقد تابعه على خطئه ابن العماد في "شذرات الذهب": 5/ 36، ولم يشر محقق "العبر" إلى هذا الوهم.

1098 - علي بن المفضل

محمد بن علي بن خَرُوف الحَضْرَمي الإشْبيلي. والمحدِّث المسند أبو الفرج محمد بن علي بن حَمْزة بن فارس، الحَرَّاني ثم البَغْدَادي ابن القُبَّيطي، وآخرون. 1098 - عليُّ بنُ المُفَضَّل * ابن علي بن مُفرج بن حاتِم بن حسن بن جعفر، الحافظ، العلَّامة، شرف الدين، أبو الحسن بن القاضي الأنجب أبي المكارم، المَقْدسي، ثم الإسكندراني، المالكي. ولد سنة أربع وأربعين وخمس مئة. وتفقَّه بالثغر على الإِمام صالحٍ ابن بنت مُعَافى، وأبي الطاهر بن عَوْف، وعبد السَّلام بن عتيق السَّفَاقُسِي، وأبي طالب اللَّخْمي، وسمع منهم، ومن الحافظ أبي طاهر السِّلَفي -وأكثر عنه وتخرَّج به- وسمع أيضًا من القاضي أبي عُبيد نِعْمة بن زيادة الله الغِفَاري، وعبد الله بن بَرِّي النَّحْوي، وعلي بن هِبة الله الكامِلِي، ومحمد بن علي الرَّحْبي، وخَلْقٍ بالثَّغْر والفُسْطاط والحَرَمين، وناب في الحكم بالإِسكندرية مُدَّة، ودرَّس ¬

_ * التكملة للمنذري: 2/ 306 - 307، وفيات الأعيان: 3/ 290 - 292، سير أعلام النبلاء: 22/ 66 - 69، تذكرة الحفاظ: 4/ 1390 - 1392، العبر: 5/ 38 - 39، دول الإسلام: 2/ 86، الوافي بالوفيات: 22/ 217، البداية والنهاية: 13/ 68، النجوم الزاهرة: 6/ 212، حسن المحاضرة: 1/ 354، طبقات الحفاظ: 489 - 490، نيل الابتهاج: 200، شذرات الذهب: 5/ 47 - 48، التاج المكلل: 82، الرسالة المستطرفة: 213، شجرة النور الزكية: 165 - 166.

بمدرسته، ثم تحوَّل إلى القاهرة، ودرس بالمدرسة التي أنشأها الصَّاحب ابن شُكر (¬1)، إلى أن مات. وكان عارِفًا بالمَذْهب، حافِظًا للحديث، له مصنَّفات. روى عنه: الحافظ عبد العظيم المُنْذِري، والبِرْزَالي، والرشيد الأموي (¬2)، والمجد علي بن وَهْب القُشَيري المالكي، والشِّهاب القُوصي، والنجيب أحمد بن محمد السَّفَاقُسي، ومحمد بن عبد الخالق بن طَرْخان، وخَلْقٌ. ذكره المُنْدِري فقال: كان -رحمه الله- جامِعًا لفنون من العِلْم، حتى لقد قال بعضُ الفُضَلاء لما مَرَّ به [محمولًا] على السرير ليدفن: رَحِمَك الله يا أبا الحسن، قد كنت أسقطتَ عن النَّاس فروضًا (¬3). قال: وتوفي في مُسْتهل شعبان سنة إحدى عشرة وست مئة، ودُفن بسفح (¬4) المُقَطَّم. وفيها: مات مُسْنِد الأندلس أبو القاسم أحمد بن محمد بن ¬

_ (¬1) عبد الله بن علي بن الحسين، كان وزيرًا للملك العادل أبي بكر بن أيوب، ثم عزله، ثم وزر لابنه الكامل محمد بن العادل، وكان مهيبًا، داهية، توفي سنة (622 هـ)، انظر عن مدرسته وترجمته "خطط المقريزي": 2/ 371 - 373. (¬2) في "تذكرة الحفاظ" "الآمدي"، وهو تصحيف، انظر ترجمته في "حسن المحاضرة": 1/ 356. (¬3) "التكملة" للمنذري: 2/ 307، وما بين حاصرتين منه. (¬4) في الأصل: سطح، وهو تصحيف.

1099 - ربيعة بن الحسن

أبي المُطَرِّف بن جريج (¬1) القُرْطُبي، وله تسعون سنة (¬2). وشيخ الحنابلة في زمانه ببغداد أبو بكر محمد بن مَعَالي بن غَنيمة بن الحَلاوي، وله ثمانون سنة. 1099 - ربيعة بن الحَسَن * ابن علي، الحافظ، المحدِّث، الرَّحَّال، اللُّغويُّ، أبو نزارٍ، الحَضْرَمي، الصَّنْعَاني، الذِّمَارِيُّ (¬3)، الشَّافعي. ولد سنة خمسٍ وعشرين وخمس مئة. وتفقَّه باليمن، وسمع بأَصْبَهان وهَمَذَان وبغداد ودمشق ومِصْر والحرمين وغيرها، وكتب الكثير. سمع القاسم بن الفَضْل الصَّيدَلاني، ورجاء بن حامد المَعْدَاني، وإسماعيل بن شهريار، ومَعْمَر بن الفاخر، وابن الخَشَّاب، وشُهْدَة، والسِّلَفي، وغيرهم. ¬

_ (¬1) في "المشتبه": 1/ 152 بكسر الجيم، وفي "تبصير المنتبه": 1/ 247 بضمها، وقد صحفت في "التكملة" لابن الأبار: 1/ 104 إلى "فرج". (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1392، عن اثنين وسبعين عامًا، وهو وهم، انظر ترجمته في "التكملة" لابن الأبار: 1/ 104. * التكملة للمنذري: 2/ 251 - 252، سير أعلام النبلاء: 22/ 14 - 16، تذكرة الحفاظ: 4/ 1393 - 1394، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 144 - 145، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 501 - 502، النجوم الزاهرة: 6/ 207، بغية الوعاة: 1/ 566 - 567، طبقات الحفاظ: 490، شذرات الذهب: 5/ 37. (¬3) هذه النسبة إلى قرية باليمين على ستة عشر فرسخًا من صنعاء. "الأنساب": 6/ 18.

روى عنه: البِرْزَالي، والمُنْذِري، والضِّيَاء، وابن خليل، والتَّقي اليَلْدَاني، والشِّهاب القُوصي، ومحمد بن النُّشْبي، وخَلْقٌ. قال المُنْذِري: كتبتُ عنه قطعةً صالحة، وكانت أصولُه أكثرها باليمنٍ، وهو أحدُ من لقِيتُه ممن يفهم هذا الشَّأْن، وكان عارِفًا باللُّغَة معرفة حسنة، كثير التِّلاوة والتعبُّدِ والانفراد (¬1). وقال عمر بن الحاجب: كان ربيعة إمامًا عالمًا حافِظًا ثِقَةً، أديبًا شاعرًا، حَسَنَ الخَطِّ، ذا دين وورع، ولد بشِبام من قرى حضرموت (¬2). وقال القُوصي في "معجمه": أنشدنا أبو نزارٍ لنفسه: بَبْيتِ لِهْيَا (¬3) بَسَاتينٌ مُزَخْرَفَةٌ ... كأنها سُرِقَتْ من دَارِ رِضْوانِ أَجْرَتْ جَدَاوِلُهُ ذَوْبَ اللُّجَين على ... حَصَىً من الدُّرِّ مَخْلُوطٍ بعِقْيَانِ والطير تَهْتِفُ في الأغْصَان صَادِحَةً ... كضارباتِ مزاميرٍ وَعِيدَانِ وبعد هذا لِسَانُ الحالِ قاثلةٌ ... ما أطيبَ العَيشَ في أُمْنٍ وإيمانِ توفِّي في جُمَادى الآخرة سنة تسعٍ وست مئة. ¬

_ (¬1) "التكملة" للمنذري: 2/ 252. (¬2) انظر "معجم البلدان": 3/ 318. (¬3) بيت لهيا: قرية مشهورة بغوطة دمشق، وقد دثرت؛ كانت حوالي جسر ثوري في البقعة التي يقوم عليها المستشفى الإنكليزي في القصاع. انظر "معجم البلدان": 1/ 522، و"غوطة دمشق": 224.

1100 - التجيبي

1100 - التُّجِيبِيُّ * الحافظ، أبو عبد الله، محمدُ بنُ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان، المُرْسِيُّ، محدِّث تِلِمْسَان. أخذ القِراءات عن أبي أحمد بن مُعْطي، وأبي الحَجَّاج الثَّغْري، وأبي عبد الله بن الفَرَس؛ وسمع منه، ومن أبي محمد بن عبد الله. وحَجَّ، وأكثر عن السِّلَفي، وذكر أنه دعا له بطول العمر، وقال له: تكون محدِّث المغرب إن شاء الله. وقد سمع بمكة من: علي بن حُمَيد الطَّرابُلُسي، وبِبِجَاية من الحافظ عبد الحق، وأخذوا عنه بسَبْتَة في حياة شيوخه سنة أربع وسبعين، ثم استوطن تِلِمْسان، وصنَّف، وعمل "معجم" (¬1) شيوخه. [قال الأبار في تاريخه: كان عدلًا، خيرًا، حافظًا للحديث، ضابطًا] (¬2) وغَيرُه أضبط منه، روى عنه أكابر أصحابنا، وبعض شيوخنا ¬

_ * التكملة لابن الأبار: 2/ 588 - 591، سير أعلام النبلاء: 22/ 24 - 25، تذكرة الحفاظ: 4/ 1394 - 1395، غاية النهاية: 2/ 164، طبقات الحفاظ: 490، شجرة النور الزكية: 172 - 173. (¬1) قال عنه ابن الأبار: "أكثر فيه من الآثار والحكايات والأخبار، ووقع إليَّ بخطه في سنة (640) بتونس فكتبه [كذا في الأصل والصواب: فكتبته] على الانتخاب والاقتضاب، وضمنت هذا الكتاب منه ما نسبته إليه". انظر "التكملة": 2/ 589. (¬2) ما بين حاصرتين سقط في الأصل، والمستدرك من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1395، والخبر في "التكملة" لابن الأبار: 2/ 589، وأثبتنا ما في "التذكرة"؛ لأن المصنف لم يحافظ على عبارة ابن الأبار، وقد تابع الذهبي في تلخيصه.

لعلو سنده وعَدَالته، وأجاز لي مَرْوياته، ألَّف أربعين حديثًا في المواعظ، وأربعين حديثًا في الفَقْر وفَضْله، وأربعين حديثًا في الحُبِّ لله، وأربعين في الصَّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشياء سوى ذلك (¬1). [مات] (¬2) في جُمَادى الأولى سنة عشر وست مئة، وله سَبْعون سنة. وفيها: مات تاج الأُمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن عَسَاكر؛ والد العِز النَّسَابة (¬3)، وله ثمانٍ وستون سنة. وشيخ الأندلس خطيب قُرْطُبة أبو جعفر بن يحيى الحِمْيَري؛ واسمه أحمد بن محمد بن إبراهيم. والعلامة شيخ الحَنَابلة الفَخْر إسماعيل بن علي غلام ابن المَنِّي ببغداد. والمعمَّر أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن شُنَيْف الدَّارَقَزِّي، وله خمس وثمانون سنة. والمسند عبد الجليل بن أبي غالب بن مَنْدُويه الأَصْبَهاني نزيل دمشق. ومسنِد المَوْصل مهدب الدين علي بن أحمد بن علي بن هَبَل الطَّبيب. والمُعَمَّرة عين الشَّمس بنت أحمد بن أبي الفرج الثَّقَفِيَّة الأصْبَهانية، ولها تسعون سنة. والمُفِيد محدِّث أَصْبَهان أبو عبد الله محمد بن مكي بن أبي الرجاء الحنبلي. ¬

_ (¬1) انظر "التكملة" لابن الأبار: 2/ 589. (¬2) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1395، وقد تمت به الطبقة الطبقة السابعة عشرة في "تذكرة الحفاظ". (¬3) انظر ترجمته في "العبر": 5/ 179.

1101 - ابن القرطبي

1101 - ابن القُرْطُبي * الإمام، الحافظ، محدِّث مالِقة (¬1)، أبو محمد، عبد الله بن الحسن بن أحمد، الأَنْصَاري، المالِقي، ويكْنى أيضًا بأبي بكر. ولد سنة ستٍّ وخمسين وخمس مئة. وسمع أباه أبا عليٍّ، وأبا بكر بن الجَدِّ، وأبا القاسم بن حُبَيش، وأبا عبد الله بن زَرْقُون، وطبقتهم. ولازَمَ السُّهَيلي وتخرَّج به، وأجاز له أبو الحسن بن هُذَيل، وأبو مَرْوان بن قُزْمان، وعُني بهذا الشأن. روى عنه: المحدَّث أبو عبد الله بن الطِّرَاز، وأبو القاسم بن الطَّيلَسان، وغيرهما. قال الأبار: فاتني أن ألقاه، وكان من أهل المَعْرفة التَّامة بصناعة الحديث، والبَصَرِ بها، والإتقان والحِفْظ لأسماءِ الرِّجَال، والتقدُّم في ذلك، مع المَعْرِفة بالقِراءات، والمُشَاركة في العربية، وقد نُوظر عليه في "كتاب سيبويه"، وَرِثَ براعةَ الحديث عن أبيه، ولم يكن أحد يدانيه في الحِفْظ والجَرْح والتَّعْديل إلا أفرادٌ من عَصْره (¬2). ¬

_ * التكملة للمنذري: 2/ 320 - 321، التكملة لابن الأبار: 2/ 879 - 882، سير أعلام النبلاء: 22/ 69 - 70، تذكرة الحفاظ: 4/ 1396 - 1397، بغية الوعاة: 2/ 37، طبقات الحفاظ: 491، شذرات الذهب: 5/ 48، شجرة النور الزكية: 173. (¬1) في "معجم البلدان": 5/ 43 بفتح اللام والقاف، والمثبت من "اللباب": 3/ 86. (¬2) انظر "التكملة" لابن الأبار: 2/ 881.

1102 - ابن حوط الله

وقال أبو محمد بن حَوْط الله: المحدِّثون بالأندلس ثلاثة: أبو محمد ابن القُرْطُبي، وأبو الرَّبيع بن سالم. وسكت؛ فكأنه عَنَى نفسه (¬1). وقال ابنُ الزُّبير: هو الحافظ أبو محمد القُرْطُبي، روى عن أبي القاسم بن دحمان، والسُّهَيلي، وأبيه، وعنهم أخذ القِراءات والعربيَّة، وأخذ عن خَلْق يطول تَعْدادهم، وكان محدِّثًا، حافلًا، مفيدًا، ضابطًا، حافِظًا، إمامًا في وقته، نَحْويًّا، أديبًا، لغويًّا، كاتبًا، شاعرًا، متفننًا، عارفًا بالقراءات وطُرُقها، فقيهًا مُدْركًا، زاهِدًا ورعًا، عاملًا، رحل الناس إليه، واعتمدوا إمامته، اخترمته المنيَّة قبل التعمير، تصدَّر للإقراء بمالِقة وله نحو من عشرين سنة، ورحل إلى غَرْناطة وإشبيلية وسَبْتة، ومُرْسية، وولي خَطَابة مالقة، وصنَّف جُزْءًا في قراءة نافع، ومن شعره: سهرت أَعْينٌ ونامَتْ عيونُ ... لأمورٍ تكون أَوْ لا تكونُ فاطردِ الهمَّ ما استطعتَ عنِ النَّفْـ ... ــسِ فحملانُك الهمومَ جنونُ إن ربًّا كفاك بالأمس ما كا ... ن سيكفيك في غدٍ ما يكونُ توفي بمالقة في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وست مئة. 1102 - ابن حَوْط الله * الإمام، الحافظ، محدِّث الأَنْدَلس، أبو محمد، عبد الله بن سْلَيمان ¬

_ (¬1) المصدر السابق. * التكملة للمنذري: 2/ 357 - 358، التكملة لابن الأبار: 2/ 883 - 885، سير أعلام النبلاء: 22/ 41 - 42، تذكرة الحفاظ: 4/ 1397 - 1398، الإحاطة: 3/ 416 - 417، تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا): 112، طبقات الحفاظ: 491 - 492، بغية الوعاة: 2/ 44، نفح الطيب: 4/ 334 - 335، شذرات الذهب: 5/ 50، شجرة النور الزكية: 173 - 174.

ابن داودَ بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن حَوْط الله، الأَنْصَاري، الحَارثي، الأَنْدَلسي، الأُنْدي. ولد بأُنْدَة سنة تسع وأربعين وخمس مئة (¬1). وتلا بالسَّبْع على أبيه، وبادر إلى بَلَنْسِية، فسمع بعضَ حروف وَرْش من ابن هُذَيل؛ وذلك نصف كتاب "الإيجاز" (¬2)، ولم يُجز له، ورَحَل إلى مُرْسِيَة؛ فسمع من أبي القاسم بن حُبَيش، وأبي عبد الله بن حَمِيد، وأخذ عنه اللُّغة والنَّحو، وسمع بمالِقة من السُّهَيلي، وبغَرْنَاطة من عبد المُنْعِم بن الفَرَس، وأبي بكر بن أبي زَمِنين، وبإشبيلية من أبي بكر بن الجَدِّ، وأبي عبد الله بن زَرْقُون، وبقُرْطُبة من خلف بن بَشْكُوال، وبسبتة من أبي محمد بن عبد الله، وبمَرَّاكُش من أبي العَبَّاس أحمد بن مَضَاء. قال الأبار: اعتنى أبو محمد من صِغره إلى كِبَرِه بالطَّلب، وروى العَالي والنَّازل، وكان إمامًا في هذا الشَّأْن، بصيرًا به، معروفًا بالإتقان، حافظًا لأسماء الرِّجَال، ألَّف كتابًا في ذكر شيوخ البُخَاري ومُسْلم، وأبي داود، والنَّسائي والتِّرمِذِي نزع فيه منزع أبي نصر الكَلابَاذِي؛ لكن لم يُكْمِلْه، وكان كثير الْأَسْفار؛ فتفرَّقت أُصوله، ولو قعد للتصنيف لَعَظُمَ النَّفع به، ولم يكن في زمانه أحدٌ أكثر سماعًا منه ومن أخيه المحدِّث أبي سليمان، وكان له الشُّفوف (¬3) على أخيه في العربية، والتفنُّن في ¬

_ (¬1) في "نفح الطيب": 4/ 334 ولد سنة (541 هـ). (¬2) هو كتاب "إيجاز البيان" لأبي عمرو الداني المقرئ. انظر "التكملة" لابن الأبار: 2/ 883. (¬3) الشِّف: الفضل والزيادة، وقد شف عليه يشف شفوفًا. "اللسان" (شفف).

1103 - ابن الأثير

غير ذلك، والتميُّز، بإنشاء الخُطَب، وتحبير الرَّسائل وقَرْض الشِّعْر، أَقْرأ بقُرْطُبة القُرْآن والنَّحو، واستأدبه المنصور (¬1) صاحبُ المَغْرب لبنيه، فأقرأهم بمَرَّاكُش، ونال وجاهةً متَّصلة، ودُنْيا عريضة، وولي قضاء إشبيلية وقُرْطُبة ومُرْسية، وكان حَمِيدَ السِّيرة، محببًا إلى النَّاس، جَزْلًا، صَلِيبًا في الحَقِّ، مهيبًا على حِدَّة فيه ربما أَوْقَعَتْهُ فيما يكره، أخذ النَّاسُ عنه. توفي بغَرْنَاطة، وهو يقصد مُرْسية متوليًا قضاءها ثانيًا في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وست مئة (¬2). 1103 - ابن الْأَثير * الإمام، الحافظ، العلَّامة، عِزُّ الدِّين، أبو الحسن، عليُّ بن الأثير أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، الشَّيبَاني، ¬

_ (¬1) هو يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، الموحدي، أبو يوسف، من ملوك الدولة المؤمنية في المغرب الأقصى، ومن أعظمهم آثارًا، توفي سنة (595 هـ). انظر أخباره مستوفاة في "المعجب في تلخيص أخبار المغرب": 261 - 307. (¬2) انظر "التكملة" لابن الأبار: 2/ 884 - 885. * معجم البلدان: 2/ 138، التكملة للمنذري: 3/ 347 - 349، ذيل الروضتين: 162، وفيات الأعيان: 3/ 348 - 350، تلخيص مجمع الآداب: ج 4 / ق 1/ 260 - 261، المختصر في أخبار البشر: 3/ 154، سير أعلام النبلاء: 22/ 353 - 356، تذكرة الحفاظ: 4/ 1399 - 1400، العبر: 5/ 120 - 121، دول الإسلام: 2/ 102 - 103، الوافي بالوفيات: 22/ 136 - 137، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 299 - 300، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 132 - 133، البداية والنهاية: 13/ 139، النجوم الزاهرة: 6/ 281 - 282، طبقات الحفاظ: 492، شذرات الذهب: 5/ 137، التاج المكلل: 93، الرسالة المستطرفة: 125، وقد ذكره القفطي في ترجمة ياقوت، ووقع فيه كما هو ديدنه مع العلماء، انظر "إنباه الرواة": 4/ 78.

الجَزَري، المحدِّث، اللُّغوي، صاحب التَّاريخ (¬1)، ومَعْرفة الصَّحابة (¬2)، والأنساب (¬3)، وغير ذلك. وأخو العلَّامة مجدُ الدِّين؛ صاحبُ "جامع الأصول" (¬4). والوزير ضياء الدين نصر الله صاحب "المثل السائر" (¬5). ولد بجزيرة ابن عمر (¬6) سنة خمس وخمسين وخمس مئة. وسمع من: خطيب المَوْصل أبي الفَضْل الطُّوسي، ويحيى الثَّقَفي وغيرهما بالمَوْصل، ومن عبد المنعم بن كُلَيب، ويعيش بن صَدَقَة، وابن سُكَينَة ببغداد، وأبي القاسم بن صَصْرَى، وزين الْأُمناء بدمشق، وروى عنهم في تصانيفه، وحدَّث بالمَوْصل وحلب ودمشق. ¬

_ (¬1) هو "الكامل في التاريخ"، وهو مطبوع، مشهور، متداول. (¬2) هو "أسد الغابة في معرفة الصحابة"، وهو مطبوع، مشهور، متداول. (¬3) "اللباب في تهذيب الأنساب"، اختصر فيه كتاب الأنساب للسمعاني، ونبه على أوهامه، واستدرك عليه، وهو مطبوع، مشهور، متداول. (¬4) هو المبارك بن محمد، أبو السعادات، توفي سنة (606 هـ)، وقد طبع "جامع الأصول" طبعة علمية بتحقيق الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، ونشر في دمشق سنة (1969 م)، انظر ترجمة أبي السعادات في "سير أعلام النبلاء": 21/ 488 - 491، و"وفيات الأعيان": 4/ 141 - 143. (¬5) استوزره الملك الأفضل نور الدين علي بن السلطان صلاح الدين، توفي سنة (637 هـ) وكتابه "المثل السائر"، مطبوع، مشهور، متداول. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 23/ 72 - 73، و "وفيات الأعيان": 5/ 389 - 397، وسيأتي ذكر وفاته ص 199 من كتابنا. (¬6) بلدة فوق الموصل، بينهما ثلاثة أيام."معجم البلدان": 2/ 138.

روى عنه: ابن الدُّبَيثي، والقُوصي، وشرف الدين بن عساكر، وآخرون. وكانت داره مَجْمَعَ الفُضَلاء، وكان نسَّابَةً، أخباريًّا، عارفًا بالرِّجال وأنسابهم لا سيما الصَّحابة، مع الأمانة، والتَّواضع، والكرم، قَدِمَ الشَّام رسولًا، وقد شَرَعَ في تاريخ كبير للمَوْصل لم يتمَّه. ومدينته جزيرة ابن عمر هي منسوبة إلى الرئيس عبد العزيز بن عمر البَرْقَعِيدي الذي بناها، قاله ابن خَلِّكان (¬1). وذكر ابن المُسْتَوْفي (¬2)؛ مؤرِّخ إِرْبِل أن الذي أنشأها أوس وكامل ابنا عمر بن أَوْس التَّغْلبِي (¬3). وقيل: هي منسوبة إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثَّقَفي. توفي في شَعْبان سنة ثلاثين وست مئة. وفيها: مات القاضي بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليُسْر شاكر بن ¬

_ (¬1) انظر "وفيات الأعيان": 3/ 349. (¬2) هو المبارك بن أحمد بن المبارك، مؤرخ، من العلماء بالحديث واللغة والأدب، ولد بإربل، وولي فيها استيفاء الديوان، ثم الوزارة، توفي سنة (637 هـ)، له كتاب "نباهة البلد الخامل بمن ورده من الأماثل"، وهو المعروف بتاريخ إربل، وقد حقق المجلد الثاني منه الدكتور سامي الصقار في بغداد، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 23/ 49 - 52. (¬3) انظر "وفيات الأعيان": 3/ 350، وكأن ابن خلكان قد رجح هذا القول، فقال في ترجمة أخويه: المبارك مجد الدين، ونصر الله ضياء الدين، إنهما ولدا في جزيرة ابني عمر. انظر "وفيات الأعيان": 4/ 141، 5/ 389. وقال ياقوت في "معجم البلدان": 2/ 138: "واحسب أن أول من عمرها الحسن بن عمر بن خطاب التغلبي".

1104 - ابن خلفون

عبد الله بن محمد التَّنُوخي المَعَرِّي (¬1)، ثم الدِّمَشْقي، وله خمس وستون سنة. والزَّاهد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأَوَقي (¬2)؛ صاحب السِّلَمي. والمسند صفيُّ الدِّين أبو بكر عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا، البَغْدَادي التَّاجر بمصر، وله خَمْسٌ وسبعون سنة. والمسنِدُ أبو القاسم عليُّ بن العلَّامة أبي الفَرَج عبد الرَّحمن بن علي بن محمد بن الجَوْزِيّ البَغْدَادي النَّاسخ، وله تسع وسبعون سنة. والملك مُظَفَّر الدين كُوْكُبُري (¬3) بن علي التُّركماني؛ صاحب إِرْبِل، وله إحدى وثمانون سنة. وشاعر وقته أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن عُنَيْن بدمشق، وآخرون. 1104 - ابن خَلْفُوْن * الحافظ، المتقِنُ، أبو بكر، محمد بن إسماعيل بن محمد بن خَلْفُوْن، الْأَزْدِيُّ، الأَنْدَلُسي، الْأَوْنَبي (¬4)، نزيل إِشْبيلية. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1456 "المعمري"، وهو تحريف، انظر "العبر" 5/ 118. (¬2) نسبة إلى أَوَه -بفتحتين: قرية بين زنجان وهمذان، وقد زيدت القاف للنسبة، التقى به ياقوت في القدس، وسمع منه، وكتب عنه، وسأله عن نسبه. انظر "معجم البلدان": 1/ 283، وفي "سير أعلام النبلاء": 22/ 350 "والإوقي -وهو بكسر الهمزة: من أهل إوه، بليدة من أعمال المعجم بقرب براغة، وأدخلت القاف في النسب بدلًا من الهاء". (¬3) انظر "وفيات الأعيان": 4/ 121. * التكملة لابن الأبار: 2/ 644 - 644، سير أعلام النبلاء: 23/ 71 - 72، تذكرة الحفاظ: 4/ 1400 - 1401، الوافي بالوفيات: 2/ 218، طبقات الحفاظ: 492 - 493، هدية العارفين: 2/ 114، شجرة النور الزكية: 181. (¬4) نسبة إلى أونبة: قرية في غربي الأندلس على خليج البحر المحيط. انظر "معجم البلدان": 1/ 283.

1105 - العز ابن الحافظ

ولد سنة خمسٍ وخمسين وخمس مئة. وسمع من: أبي بكر بن الجَدِّ، وأبي عبد الله بن زَرْقُون، وأبي بكر النَّيَّار، وعِدَّة. روى عنه: أبو جعفر بن الطَّبَّاع وغيره. قال الْأَبَّار: كان بصيرًا بصِنَاعة الحديث، حافِظًا للرِّجال، متقنًا، له كتاب سمَّاه "المُنْتَقى في رجال الحديث"، في خمسة أَسْفَار، وله كتاب "المُفْهِم في شيوخ البُخَاري ومُسْلم"، وكتاب في علوم الحديث، وغير ذلك، وولي القَضَاء ببعض النواحي؛ فَشُكِرَ في قضائه، أخذ عنه جماعة، وكان أهلًا لذلك (¬1). وقال ابن الزُّبير: اعتنى بالرِّواية والنقل اعتناءً تامًّا؛ عكف على ذلك عُمْرَه، وكان حافظًا للأسانيد والرِّجال، عارفًا بهم. مات في ذي القَعْدة سنةَ ستَّ وثلاثين وست مئة. 1105 - العِزُّ ابن الحافظ * هو الإمام، الحافظ، الفَقِيه، عِزُّ الدِّين، أبو الفَتْح، محمدُ بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور، المَقْدِسي، الصَّالحي، الحَنْبَلي. ¬

_ (¬1) انظر "التكملة" لابن الأبار: 2/ 643 - 644. * التكملة للمنذري: 2/ 385 - 386، ذيل الروصتين: 99، تلخيص مجمع الآداب: ج 4 / ق 1/ 319 - 320، سير أعلام النبلاء: 22/ 42 - 44، تذكرة الحفاظ: 4/ 1401 - 1402، العبر: 5/ 47، المختصر المحتاج إليه: 1/ 82، الوافي بالوفيات: 3/ 266 - 267، البداية والنهاية: 13/ 74، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 90 - 92، النجوم الزاهرة: 6/ 218، طبقات الحفاظ: 493، شذرات الذهب: 5/ 56 - 57، التاج المكلل: 225.

ولد سنة ست وستين وخمس مئة (¬1). ونشأ من صِغره في هذا الشَّأْن باعتناء أبيه (¬2)، ورحل إلى بَغْداد وهو ابنُ أربع عشرة سنة، فسمع من أبي الفتح بن شاتيل، ونصر الله القَزَّاز وطبقتهما، وتفقَّه على أبي الفتح [بن] (¬3) المَنِّي. وسمع بأَصْبَهان من: أبي الفضائل عبد الرحيم بن محمد الكاغَذي، ومسعود الجَمَّال، وأبي المكارم اللَّبَّان، وبدمشق من أبي المعالي بن صابر، والخَضِر بن طاوس، والفَضْل بن البَانِيَاسي، وغيرهم، وبمِصْر من أبي القاسم البُوصيري، وغيره. روى عنه: ابناه؛ تقي الدين أحمد، وعِزّ الدين عبد الرحمن، والحافظ ضياء الدِّين، والشِّهَاب القُوصي، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والشيخ فخر الدين بن البُخَاري، وآخرون. قال الحافظ ضياء الدين: كان -رحمه الله- حافِظًا فقيهًا ذا فنونٍ، وكان أحسن النَّاسِ قراءةً وأسرعها (¬4)، ثِقَةً، متقنًا، سَمْحًا، جَوَادًا، غزير الدَّمْعَة عند القراءة (¬5)، وكان يتكلَّم في مسائل الخِلاف كلامًا حسنًا، ثم ذَكَرَ له مناماتٍ تدلُّ على سعادته. ¬

_ (¬1) في "ذيل الروضتين": 99 "ولد سنة ست وسبعين وخمس مئة"، وهو وهم. (¬2) سلفت ترجمته برقم (1090) من هذا الكتاب. (¬3) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1401. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1402 "وأسرعهم". (¬5) في الأصل تكررت عبارة "وكان من أحسن الناس قراءة، وأسرعها، ثقة، متقنًا، سمحًا".

1106 - الملاحي

وقال ابنُ النَّجَّار: كتب بخَطِّه كثيرًا، وسمِعْنا بقراءته الكثير، واستنسخ وحَصَّل الْأُصول، وكان يُعيرني ويفيدني عن الشُّيوخ، ويتفضَّل، وكان من أئمة المسلمين، حافِظًا للحديث متنًا وإسنادًا، عارِفًا بمعانيه وغريبه، متقنًا لتراجم المحدِّثين مع ثقةٍ ودِيانة وتودُّدٍ ومروءة. مات في شوَّال سنة ثلاث عشرة وست مئة، رحمه الله. وفيها: مات مُسْنِدُ الشَّام العَلَّامة تاج الدِّين أبو اليُمْن زيد بن الحسن الكِنْدي المقرئ النَّخوي الحَنَفي، وله ثلاث وتسعون سنة. 1106 - الملَّاحي * الإمام، الحافظ، أبو القاسم، محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرّج، الغَافقي، الأندلسي، الغَرْنَاطي، والملَّاحة: من قرى غَرْناطة. ولد قبل سنة خمسين وخمس مئة (¬1). وسمع من أبيه، وأبي الحسن بن كوثر، وأبي خالد بن رِفَاعة، وعبد الحق بن بُونة، وأبي القاسم بن سَمْحُون، وخَلْقٍ. وأجاز له أبو عبد الله بن زَرْقُون، وأبو زيد السَّهْلي، وأبو طاهر الخُشوعي، وأبو الطَّاهر بن عَوْف الإِسْكَندراني. ¬

_ * التكملة لابن الأبار: 2/ 609 - 610، سير أعلام النبلاء: 22/ 162 - 163، تذكرة الحفاظ: 4/ 1402 - 1403، الوافي بالوفيات: 4/ 68، طبقات الحفاظ: 493 - 494، نيل الابتهاج: 228، شذرات الذهب: 5/ 86. (¬1) في "التكملة" لابن الأبار: 2/ 610 "ومولده سنة 549".

1107 - ابن الأنماطي

وصنَّف تاريخًا في علماء إِلبِيرَة، وألَّف كتاب "أنساب الْأُمم العرب والعجم" (¬1)، وغير ذلك. قال الأبار: كتبَ عن الكبار والصِّغَار، وبالغ عُمرَه في الاستكثار، وكان حافِظًا للرُّواة، عارِفًا بأخبارهم، زاد على من تقدَّمه، وله استِدْراك على الحافظ ابن عبد البرّ في الصَّحابة، وكان مكثرًا عن أبي محمدٍ بن الفَرَس، أخذ عنه النَّاس، وكان أهلًا لذلك (¬2). توفِّيَ في شَعْبَان سنة تسع عشرة وست مئة (¬3). وفيها: ماتَ المُسْنِد أبو سعدٍ ثابتُ بن مُشَرَّف بن أبي سَعْد الْأَزَجي البَنَّاء. وشيخ اليُونُسية الشيخ يونس بن يوسف بن مساعد الشَّيْبَاني، القُنَيّي. 1107 - ابن الْأَنماطِي * الحافظ، البارع، مفيد الشَّام، تقي الدين، أبو الطَّاهر، إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن، المِصْري، الشَّافعي. ولد في ذي القَعْدة سنة سبعين وخمس مئة. ¬

_ (¬1) في "التكملة" لابن الأبار: 2/ 610 "وسماه بالشجرة". (¬2) انظر المصدر السابق. (¬3) في التكملة" لابن الأبار: 2/ 610 "وقال غيره: سنة عشرين". * التكملة للمنذري: 3/ 79 - 80، ذيل الروضتين: 131، 133، سير أعلام النبلاء: 22/ 173 - 174، تذكرة الحفاظ: 4/ 1403 - 1405، العبر: 5/ 76، دول الإسلام: 2/ 93، البداية والنهاية: 13/ 96، النجوم الزاهرة: 6/ 254، طبقات الحفاظ: 494، حسن المحاضرة: 1/ 355، شذرات الذهب: 5/ 84، الفلاكة والمفلوكون: 71.

وسمع القاضي محمد بن عبد الرَّحمن الحَضْرَمي، وأبا القاسم البُوصيري، وأبا طاهر الخُشُوعي، وأبا محمد بن عَسَاكر، وحَنْبَل بن عبد الله، وابن سكينة، وأبا الفتح المَنْدآئي (¬1)، وخلقًا سواهم. وكتب بخَطِّه ما لا يوصف كثرة. روى عنه: البِرْزَالي، والمُنْذِري، والقُوصي، والكمال الضَّرير، والصَّدْر البكري، وابنه أبو بكر محمد بن الْأَنْمَاطي، ولم يرو إلَّا القليل. قال ابن النَّجَّار: واشتغل من صباه، وتفقه، وقرأ الأدب، وقَدِمَ دمشق سنة ثلاث وتسعين، ثم حَجَّ سنة إحدى وست مئة، فذهب إلى بغداد، وكانت له هِمَّة وافرة، وحِرْصٌ تام، وجِدٌّ واجتهاد، مع مَعْرفة كاملةٍ، وحِفْظٍ، وثقَةٍ، وفَصَاحة، وسُرْعة قَلَمٍ، واقتدارٍ على النَّظْم والنَّثْر، كان بعيدَ الشَّبيه، معدوم النَّظير في وقته، كتبتُ عنه وكتبَ عني. وقال عمر بن الحاجب: كان إمامًا ثِقَةً حافظًا مبرِّزًا، فصيحًا حصَّل ما لم يحصِّلْه غَيرُه، وكان سَهْل العارِيَّة؛ يُعير إلى البلاد، وعنده فِقْهٌ وأدب. قال: وكان يُنْبَزُ بالشَّرِّ (¬2)، سألت الحافظ الضِّيَاء عنه، فقال: حافظ ثِقَة مفيدٌ إلا أنه كثير الدُّعَابة مع المُرْد. قال الضِّياء: بات في عافية فأصبح لا يقدِرُ على الكلام أيامًا، ومات في رجب سنةَ تسع عشرة وست مئة (¬3). ¬

_ (¬1) في الأصل: وابن الفتح، وهو وهم، انظر "المشتبه": 2/ 624. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1404 "وكان نزه السر". (¬3) ذكره سبط ابن الجوزي في وفيات سنة (618 هـ)، ومثله ابن كثير، أما أبو شامة فأورد ترجمته في وفيات سنة (618) و (619 هـ).

1108 - الضياء

1108 - الضِّيَاء * الإمام، الحافِظ، الحُجَّة، الزَّاهد، العابد، محدِّث الشَّام، ضياء الدِّين، أبو عبد الله، محمدُ بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرَّحمن بن إسماعيل بن مَنْصور، السَّعْدِيُّ، المَقْدسي، ثم الدِّمَشْقي، الصَّالحي، الحَنْبَلي (¬1)، صاحب التَّصانيف المُفِيدة. ولد سنة تسعٍ وستين وخمس مئة. وأجاز له السِّلَفي، وشُهْدَة، وسمع من أبي المعالي بن صابر، وأبي المجد البَانِياسي، وأحمد بن المَوَازِيني، ويحيى الثَّقفي وطبقتهم بدمشق، وأبي القاسم البُوصيري وطبقته بمصر، والمُبَارك بن المَعْطوش، وابن الجَوْزي، وطبقتهما ببغداد، وأبي جعفر الصَّيدَلاني وغيره بأصْبَهان، وعبد الباقي بن عثمان بهَمَذَان، والمؤيَّد الطُّوسي بنيسابور، وعبد المُعِز بن محمد بهَرَاة، وأبي المُظَفَّر بن السَّمْعَاني بمرو. ورحل مرتين إلى أَصْبَهان، وسمع بها كثيرًا، وحصَّل الْأُصول، ونسخ وجَمَعَ وصنَّف، وكان المرجوع إليه في هذا الشأن. حدَّث عنه: ابن المَوَازيني، وابن الفَرَّاء، وابن الخَبَّاز، وابن ¬

_ * ذيل الروضتين: 177، سير أعلام النبلاء: 23/ 126 - 130، تذكرة الحفاظ: 4/ 1405 - 1406، العبر: 5/ 179 - 180.، دول الإسلام: 2/ 112 - 113، فوات الوفيات: 3/ 426 - 427، الوافي بالوفيات: 4/ 65 - 66، البداية والنهاية: 13/ 169 - 170، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 236 - 240، النجوم الزاهرة: 6/ 354، طبقات الحفاظ، 494، شذرات الذهب: 5/ 224 - 226. (¬1) وهو سبط أحمد بن محمد بن قدامة من ابنته رقية، انظر "القلائد الجوهرية": 1/ 28.

الخَلَّال، والتَّقي بن مُؤْمن، والقاضي تقي [الدين] (¬1)، وأبو بكر بن عبد الدائم، وخَلْقٌ. قال ابن النَّجَّار: حافِظ، مُتْقِن، ثَبْتٌ، صَدُوق، نبيلٌ، حُجَّة، عالِم بالرِّجال، وَرع، تقي، ما رأتْ عيناي مِثْلَه في نزاهته وعِفَّتِه، وحُسْنِ طريقته. وقال الشَّرف بنُ النَّابلسي: ما رأيت مِثْلَ شيخنا الضِّياء. وقال تلميذه عمر بن الحَاجب: شيخُنا أبو عبد الله، شيخ وقته ونسيج وحدِه، عِلْمًا وحِفْظًا وثقَةً ودينًا، من العُلَماء الرَّبَّانيين، وهو أكبر من أن يَدُلَّ عليه مِثلي، كان شديدَ التَّحري في الرواية، مجتهدًا في العِبادة، كثير الذِّكْر، منقَطِعًا، متواضعًا، سَهْل العارِيَّة، رأيتُ جماعةً من المحدِّثين ذكروه فأطنبوا في حَقِّه، ومدحوه بالحِفْظ والزُّهْد، سألت الزكيَّ البِرْزَالي عنه فقال: ثِقَةٌ جَبَلٌ حافظ دَيِّن. وقال الإمام سَيفُ الدِّين بن المجد (¬2)، وذكر الحافظ ضياء الدين: هو شيخنا الإمام العالم الحافظ النَّاقِد، عُمْدة النَّقَلَة. وقال غيره: توفي في جُمَادى الآخرة سنة ثلاثٍ وأربعين وست مئة، وله أربع وسبعون سنة، رحمه الله. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1406، وهو سليمان بن حمزة، قاضي القضاة، حفيد الشيخ أبي عمر المقدسي، توفي سنة (715 هـ). انظر ترجمته في "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 364 - 366. (¬2) ستأتي ترجمته برقم (1128) من هذا الكتاب.

1109 - ابن القطان

1109 - ابن القَطَّان * العلَّامة، الحافظ، النَّاقد، قاضي الجماعة، أبو الحسن، عليُّ بنُ محمد بن عبد الملك بن يحيى بن إبراهيم، الحِمْيَرِيُّ، الكُتَامي، الفَاسي. سمع أبا عبد الله محمد بن الفَخَّار -وأكثر عنه- وأبا عبد الله بن زَرْقُون، وأبا بكر بن الجَدّ، وأبا جَعْفر بن يحيى الخَطيب، وطبقتهم. وجَمَعَ وصنَّف، وقفت على كتابه المسمى بـ "بيان الوهم والإِيهام الواقعين في كتاب الأحكام" لعبد الحَقِّ (¬1) فرأيته يدُلُّ على فَرْط ذكائه، وكَثْرة حَفْظه، وقُوَّة فَهْمه، على أن له فيه عِدَّة أوهام. قال ابن مَسْدي: كان مَعْروفًا بالحِفْظ والإِتقان، ومن أئمة هذا الشَّأْن، قصري (¬2) الأصل، مَرَّاكُشي الدَّار، كان شيخَ شيوخ أهل العِلْم في الدَّوْلة المُؤْمنية (¬3)، فتمكَّن من الكتب، وبلغ غاية الْأُمنيَّة، وَوَليَ قضاء الجماعة في أثناء تقلُّب الدَّوْلة، فَنُقِمَتْ عليه أغراض انْتُهِكَتْ فيها أعراض، عاقت [الفتن] (¬4) المُدْلَهِمَّة عن لقاثه، وقد أجاز لي مَرْوياته. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 22/ 306 - 307، تذكرة الحفاظ: 7/ 1404، طبقات الحفاظ: 494 - 495، شذرات الذهب: 5/ 128، الرسالة المستطرفة: 178، شجرة النور الزكية: 179. (¬1) سلفت ترجمة عبد الحق برقم (1078) من هذا الكتاب. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1407 المصري، وهو تحريف. (¬3) نسبة إلى عبد المؤمن بن علي، مؤسس دولة الموحدين، توفي سنة (558 هـ)، انظر أخباره في "المعجب في تلخيص أخبار المغرب" للمراكشي: 194 وما بعدها. (¬4) ما بين حاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1407.

1110 - أبو موسى

وقال الْأَبَّار: كان من أبصر النَّاس بصناعة الحديث، وأحفظهم لأسماء رِجاله، وأشدِّهم عنايةً بالرِّواية، رأَس طلحة العِلْم بمَرَّاكُش، ونال بخدمة السُّلْطان دنيا عريضة، حَدَّث ودرَّس، وله تواليف، وماتَ وهو على قضاء سِجِلْمَاسة في ربيع الْأوَّل سنةَ ثمانٍ وعشرين وست مئة. وفيها: مات المسنِدُ أبو الفَضْل عبد السَّلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الدَّاهِري الخَفَّاف. وشيخ العرببة زين الدَّين يحيى بن عبد المُعْطي بن عبد النُّور الزَّواوي، وآخرون. 1110 - أبو موسى * الحافظ، الفَقِيه، جمال الدِّين، عبد الله بنُ الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي، المَقْدسي، الصَّالحي، الحَنْبَلي. ولد سنةَ إحدى وثمانين وخمس مئة. وسمع من عبد الرحمن بن علي الخِرَقي، وإسماعيل الجَنْزَوي، وأبي طاهر الخُشُوعي. ورحل به أخوه الحافظ عِزُّ الدَّين (¬1)؛ فسمعَ من عبد المنعم بن كُلَيب، والمُبَارك بن المَعْطوش، ومسعود الجَمَّال، وخليل الرَّازي، وأبي المكارم اللَّبَّان، وخَلْق. ¬

_ * مرآة الزمان: 8/ 446، التكملة للمنذري: 3/ 319، ذيل الروضتين: 161، سير أعلام النبلاء: 22/ 317 - 319، تذكرة الحفاظ: 4/ 1408 - 1410، العبر: 5/ 114 - 115، البداية والنهاية: 13/ 133، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 185 - 187، النجوم الزاهرة: 6/ 279، طبقات الحفاظ: 495، شذرات الذهب: 5/ 131. (¬1) سلفت ترجمته برقم (1105) من هذا الكتاب.

وسمع بمصر من أبي عبد الله الْأَرْتاحي وغيرِه، ثم رحل ثانيًا إلى العراق؛ فسمع من أبي الفتح المَنْدَآئي وطبقته، ومن منصور الفُراوي، والمؤَيَّد الطُّوسي بِنَيسَابور، وسمع بالمَوْصل وإِرْبِل والحَرَمين. وصنَّف وأفاد، وكتب بخَطِّه كثيرًا، وقرأ القرآن على عَمِّه الشيخ العماد (¬1)، والفقه على الشيخ موفق الدِّين، والعربية على أبي البَقَاء الضَّرير. حدَّث عنه: الحافظ ضياء الدِّين، والشيخ شمس الدين، والشيخ الفخر، والشمس بن حازم، والشمس بن الواسطي، وجماعة، وآخر من حدَّث عنه بالإجازة القاضي تقي الدِّين الحَنْبَلي. قال الحافظ الضِّياء: كانت قراءتُه سريعةً صحيحة مليحة، اشتغل بالفِقْه والحديث، وصار عَلَمًا في وقته، رحل ثانيًا، ومشى على رِجْليه كثيرًا، وصار قُدْوة، وانتفع النَّاس بمجالسه التي لم يُسبق إلى مثلها. وقال ابنُ الحاجب: سألتُ الحافظ ضياءَ الدِّين عن أبي موسى فقال: حافِظٌ، ثِقَةٌ، دَيِّن، مُتْقِنٌ. وسألت زكيَّ الدِّين البِرْزَالي عنه فقال: حافظ، دَيِّن، متميِّز. قال ابن الحاجب: لم يكن في عَصْره أحدٌ مثله في الحِفْظ والمَعْرفة والأمانة، كان متواضعًا، مهيبًا، وقورًا جَوَادًا سخيًّا، وافر العَقْل، له القَبُول التَّام، مع العِبادة والورع والمُجَاهدة. وقال أيضًا: لو اشْتَغَلَ أبو موسى حَقَّ الاشتغال ما سبقه أحدٌ؛ ولكنه ¬

_ (¬1) انظر حاشيتنا رقم (3) ص 158 من هذا الجزء.

1111 - ابن خليل

تارك. وسمِعْتُ أبا عبد الله الحافظ يَصِفُ ما قاسى أبو موسى من الشَّدائد والجُوع والعُرْي في رِحْلَته إلى نَيسَابور وأَصْبَهان. مات يوم الجُمُعة خامس رمضان سنةَ تسعٍ وعشرين وست مئة. 1111 - ابن خَلِيل * الحافظ، الرَّحَّال، مُسْنِدُ الشَّام، شمس الدين، أبو الحَجَّاج، يوسف بن خليل بن عبد الله، الدِّمَشْقي، محدِّث حلب. ولد سنة خمسٍ وخمسين وخمس مئة. واشتغل بالسَّبب (¬1)، وصار ابن ثلاثين سنة، ثم خُبِّبَ إليه طَلَبُ الحديث؛ فسمع وكتب ما لا يوصف كَثْرة، وتخرَّج بالشيخ الحافظ عبد الغني. سمع بدمشق من: يحيى الثَّقَفي وطبقته، وببغداد من يحيى بن بَوْش (¬2)، وذاكر بن كامل، وأبي مَنْصُور بن عبد السَّلام، وأبي الفرج بن كُلَيب، وبأَصْبَهان من خليل بن بَدْر، ومسعود الجَمَّال، ومحمد بن إسماعيل الطَّرَسُوسي، وأبي الفضائل عبد الرحيم الكاغَذي وطبقتهم، وبمصر من أبي القاسم البُوصيري. ¬

_ * سير أعلام النبلاء: 23/ 151 - 155، تذكرة الحفاظ: 4/ 1410 - 1412، العبر: 5/ 201، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 263 - 264، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 244 - 245، النجوم الزاهرة: 7/ 22، طبقات الحفاظ: 495 - 496، شذرات الذهب: 5/ 243 - 244، التاج المكلل: 240 - 241. (¬1) السبب: كل شيء يتوسل به إلى شيء غيره، والمقصود به هنا طلب المعاش. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1410 "يوش" -بالياء- وهو تصحيف.

وشيوخُه نحو خمس مئة، وتفرَّد بشيء كثير، وخرَّج لنفسه أشياء. حدَّث عنه: الحافظ شَرَفُ الدِّين الدِّمْياطي، والحافظ أبو العَبَّاس بن الظَّاهري، وأبو الحسن الغَرَّافي، وأبو بكر الدُّبَيثي (¬1)، والعفيف إسحاق الآمِدي، وعبد الرحمن وإسماعيل وإبراهيم بنو ابن العَجَمي، وخَلْق كثير. سُئِل أبو إسحاق الصَّيريفيني عنه فقال: حافِظٌ، ثِقَةٌ، عالم بما يُقرأ عليه؛ لا يكاد يفوته اسم رجل. وسُئِلَ الحافظ ضياء الدِّين عنه فقال: حافِظٌ، سَمِعَ وحصَّل الكثير، وهو صاحب رِحْلَةٍ وتطواف. وقال ابنُ الحاجب: هو أحد الرَّحَّالين، بل واحدهم فَضْلًا، وأوسعهم رِحْلَةً، نقل بخَطِّه المليح ما لا يدخُلُ تحت الحصر، وهو طيِّبُ الأخلاق، مرضيُّ الطريقة، متقِنٌ، ثِقَةٌ، حافظ. توفي في جُمادى الآخرة سنةَ ثمانٍ وأربعين وست مئة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة. وفيها: مات أخوه أبو محمد يونس بن خليل الْأدَمي في المُحَرَّم، وله تسعٌ وثمانون سنة. ومحدِّث الإسْكنْدَرية المسنِدُ أبو محمد عبد الوَهَّاب بن ظافر بن علي بن فتوح بن رَوَاج (¬2) الأَزْدِي، وله أربعٌ ¬

_ (¬1) في "تبصير المنتبه": 2/ 568 بالضم وفتح الموحدة، وفي "معجم البلدان": 2/ 438 بفتح أوله وثانيه، وربما ضم أوله، وهو ما يوافق أصلنا. (¬2) في الأصل: رواح -بالحاء المهملة- وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": 2/ 598.

1112 - ابن نقطة

وتسعون سنة. والمسند فخر القُضَاة أحمد بن محمد بن عبد العزيز الجَبَّاب التميمي السَّعْدي المِصْري، وله سَبْعٌ وثمانون سنة. ومسنِدُ بغداد المحدِّث أبو محمد إبراهيم بن محمود بن سالم بن الخَيِّر الأَزَجي الحَنْبَلي، وله خمسٌ وثمانون سنة. والفقيه المُفْتي أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي السَّعَادات الدَّبَّاس الحَنْبَلي. 1112 - ابن نُقْطَة * الإمام، الحافِظُ، المُتْقِنُ، محدِّث العراق، معين الدِّين، أبو بكر، محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شُجَاع، البَغْدَادي، الحَنْبَلي، ونُقْطَة: جارِيةٌ رَبَّتْ جَدَّ أبيه، وكان أبوه رجلًا صالحًا. ولد أبو بكر سنة نَيِّف وسبعين وخمس مئة. وسمع من يحيى بن بَوْش (¬1)، وفاتَه ابنُ كُلَيب، ثم سمع سنة ست مئة من عبد الوهَّاب بن سُكَينة، وابن طبَرْزَد، وأبي الفتح المَنْدَآئي، وغيرهم ببغداد، ومن عفيفة الفارفانية (¬2)، وزاهر بن أحمد، وأبي الفخر أسعد بن رَوْح، وطبقتهم بأصْبَهان، ومن منصور الفُرَاوي، والمُؤَيَّد ¬

_ * التكملة للمنذري: 3/ 300 - 301، وفيات الأعيان: 4/ 392 - 393، سير أعلام النبلاء: 22/ 347 - 349، تذكرة الحفاظ: 4/ 1412 - 1414، العبر: 5/ 117، الوافي بالوفيات: 3/ 267 - 268، مرآة الجنان: 4/ 68، البداية والنهاية: 13/ 133، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 182 - 184، النجوم الزاهرة: 6/ 279، طبقات الحفاظ: 496، شذرات الذهب: 5/ 133 - 134، التاج المكلل: 129. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1412 يوش- بالياء-وهو تصحيف. (¬2) نسبة إلى فارفان؛ قرية من قرى أصبهان. انظر "اللباب": 2/ 190، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1412 الفارقانية، وهو تصحيف. انظر ترجمتها في "العبر": 5/ 17.

الطُّوسي بنيسابور، وعبد القادر الرُّهَاوي بحَرَّان، والتَّاج الكِنْدي بدمشق، والافتخار الهاشمي بحلب، وعبد القوي بن الجَبَّاب (¬1) بمصر، ومحمد بن عماد بالثَّغْر، وخَلْق. ونسخ الكثير، وحَصَّل الْأُصول، وجَمَعَ وصنَّف، وله كتاب "التقييد في رواة الكُتُب والمَسَانيد" (¬2) وكتاب "تكملة الإكمال في المؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة" (¬3) الذي ذيل به على كتاب ابن ماكُولا، وهو يُدلُّ على إمامته وحِفْظِه، وكان ثِقَةً، متقنًا، حَسَنَ الخَطِّ، قفا أَثَرَ والده في الزُّهْد والتقَشُّف. روى عنه: ابنه اللَّيث بن نُقْطة، والمُنْذِري، والسَّيف بن المجد، وعِزُّ الدِّين أحمد بن إبراهيم الفاروثي، وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني، وآخرون. سُئِلَ الحافظ ضياء الدِّين عنه فقال: حافظ، دَيِّن، ثِقَةٌ، صاحبُ مُروءة وكرم. وقال أبو عبد الله البِرْزَالي: ثِقَةٌ، دَيِّن، مفيد. توفي في صفر سنةَ تسعٍ وعشرين وست مئة. وفيها: مات الإمام المُسْنِد أبو علي الحسن بن المُبَارك بن محمد ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1412 الحباب -بالحاء المهملة- وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": 1/ 393. (¬2) في "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: 6/ 200 "كتاب التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد"، وفي المتحف البريطاني نسخة منه. (¬3) انظر مظان نسخه في "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: 6/ 177.

1113 - الدبيثي

البَغْدَادي، الحَنَفي. والعلَّامة موفق الدِّين عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البَغْدَادي، المَوْصلي الأصْل، وله اثنتان وسَبْعون سنة. ومسنِدُ الوقت أبو حفص عمر بن كرم بن أبي الحسن الدِّينَوَري ثم البَغْدَادي، الحَمَّامي، وله تسعون سنة. وآخرون. 1113 - الدُّبَيثِي * الإمام، الحافظ، المقرئ، مؤرِّخ العِراق، أبو عبد الله، محمد بن أبي المعاني سعيد بن يحيى بن علي بن حَجَّاج، الدُّبَيثي (¬1)، ثم الواسطي، الشَّافعي، المعدَّل. ولد سنةَ ثمانٍ وخمسين وخمس مئة. وسمع بواسط من: أبي طالب الكَتَّاني، وهِبَة الله بن قَسَّام، وتلا بالعَشْر على ابن الباقِلَّاني وغيره، وسمع ببغداد من ابن شاتيل، وأبي العلاء بن عقيل، وعبد المُنْعم بن الفُراوي وطبقتهم، وتفقَّه على أبي الحسن بن البُوقي. وقرأ الْأُصول والخِلاف والنحو، وعُني بالحديث، وصَنَّف تاريخًا ¬

_ * التكملة للمنذري: 3/ 528 - 529، وفيات الأعيان: 4/ 394 - 395، سير أعلام النبلاء: 68/ 23 - 69، تذكرة الحفاظ: 4/ 1414 - 1417، العبر: 5/ 154، الوافي بالوفيات: 3/ 102 - 104، مرآة الجنان: 4/ 95، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 61 - 62، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 541 - 544، غاية النهاية: 2/ 145 - 146، النجوم الزاهرة: 6/ 317، طبقات الحفاظ: 496 - 497، مفتاح السعادة: 1/ 211 - 212، شذرات الذهب: 5/ 185 - 186، الرسالة المستطرفة: 131 - 132، مقدمة المختصر المحتاج إليه لمصطفى جواد، الجزء الثاني. (¬1) انظر حاشيتنا رقم (1) ص 194 من هذا الجزء.

كبيرًا لواسط، وتاريخًا لبغداد ذَيَّل به على السَّمْعَاني، وعمل "مُعْجمًا" لشيوخه، وكان مشرف الوقف العام، ثم إنه استعفى من منصب العدالة، وتركها، ولَزِمَ الرِّواية والإِقراء. روى عنه: ابن النَّجَّار، وابن نُقْطة، والبِرْزَالي، والشيخ عِزُّ الدين الفاروثي، والشيخ جمال الدين الشَّرِيشي، وتاج الدِّين الغَرَّافي، وغيرهم. وروى عنه بالإجازة: القاضي تقي الدين، وكانت رِحْلَته في سنة ست وسبعين وخمس مئة. قال ابن النجار: سكن بَغْدَاد، وحدَّث بتصانيفه، وقَلَّ أن جَمَعَ شيئًا إلا وأكْثَرُهُ على ذِهْنِهِ، وله مَعْرفة بالحديث والأدب والشِّعْر، وهو سخيٌّ بكتبه وأُصوله، صحِبْتُه عِدَّة سنين فما رأيتُ منه إلا الجميل والدِّيانة، وحُسْنَ الطُّريقة، وما رأتْ عيناي مِثْلَه في حِفْظ التَّواريخ والسِّيَر وأيام الناس، رحمه الله. قال: وأَضَرَّ بأَخَرَةٍ، وتوفِّيَ في ثامن ربيع الآخرة سنةَ سَبْع وثلاثين وست مئة. قال: ولقد مات عديم النَّظير في فَنِّه. وفيها: ماتَ قاضي دمشق شمس الدين أبو العَبَّاس أحمد بنُ الخليل بن سعادة الخُوَيِّي (¬1)، الشَّافعي. والرئيس صفيُّ الدِّين أبو العلاء أحمد بن أبي اليُسْر شاكر بن عبد الله التَّنُوخي الدِّمَشْقي. والمُسْنِدُ ¬

_ (¬1) نسبة إلى خُوَيّ؛ وهي إحدى مدن أذربيحان. "اللباب": 1/ 396، وانظر"المشتبه": 1/ 193.

1114 - الكلاعي

أبو علي الحسين بن يوسف بن حسن الصِّنْهَاجي الشَّاطبي، ثم الإسْكَنْدراني، وهو أقدم شيخ للدِّمْيَاطي. والعَدْل أمين (¬1) الدِّين أبو الغَنَائم سالم بن الحافظ أبي المواهب حسن بن هِبة الله بن صَصْرَى التَّغْلبي الدِّمشقي، وله ستون سنة. والقاضي عبد الحميد بن عبد الرشيد بن علي بن بُنيمَان الهَمَدَاني، سِبْط الحافظ أبي العلاء. ومحدِّث إرْبِل ومؤرِّخُها الأديب الإمام شرف الدِّين أبو البركات المُبَارك بن أحمد بن المُبارك بن موهوب بن المُسْتَوْفي. والعلامة الصَّاحب ضياء الدِّين أبو الفَتْح نَصْر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجَزَري، صاحب "المَثَل السَّائر" (¬2)، وآخرون. 1114 - الكَلاعِيُّ * الإمام، الحافظ البارع، محدِّث الأندلس، أبو الرَّبيع، سليمان بن موسى بن سالم بن حَسَّان، الحِمْيَري، البَلَنْسي. ¬

_ (¬1) في الأصل: الأمين. (¬2) انظر حاشيتنا رقم (5) ص 180 من هذا الجزء. * التكملة للمنذري: 3/ 461 - 462، إعتاب الكتاب: 249 - 251، المغرب: 2/ 316، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي: 4/ 83 - 95، سير أعلام النبلاء: 23/ 134 - 139، تذكرة الحفاظ: 4/ 1417 - 1420، العبر: 5/ 137 - 138، فوات الوفيات: 2/ 80 - 81، الوافي بالوفيات: 15/ 432 - 436، الإحاطة: 4/ 295 - 309، تاريخ قضاة الأندلس (المرتبة العليا): 119 - 122، الديباج المذهب: 122 - 123، الروض المعطار: 41 - 42، النجوم الزاهرة: 6/ 298، طبقات الحفاظ: 497، نفح الطيب: 4/ 473 - 476 وله ذكر في غير ما موضع منه، شذرات الذهب: 5/ 164، الرسالة المستطرفة: 198، شجرة النور الزكية: 180.

ولد بظاهر مُرْسِية في مستهلِّ رمضان سنةَ خمس وستين وخمس مئة. قال الأبَّار: فسمع ببَلَنْسية أبا العطاء بن نذير، وأبا الحَجَّاج بن أيوب، وارتحل، فسمع أبا القاسم بن حُبَيش، وأبا بكر بن الجَدِّ، وأبا عبد الله بن زرْقُون، وأبا عبد الله بن الفَخَّار، وأبا محمد بن عُبيد الله، وأبا محمد بن بُوْنُه، وأبا الوليد بن رُشْد، وخَلْقًا سواهم. وأجاز له أبو العَبَّاس بن مضاء، وأبو محمد عبد الحَقِّ الْأَزدي، وعني أتم عناية بالتقييد والرواية، وكان إمامًا في صناعة الحديث، بصيرًا به، حافظًا حافلًا، عارفًا بالجَرْح والتَّعْديل، ذاكرًا للمواليد والوَفيات يتقدَّم أهل زمانه في ذلك، وفي حِفْظ أسماء الرجال، خصوصًا مَنْ تأَخَّر زمانُه وعاصَرَه، كَتَبَ الكثير، وكان خَطُّه لا نظير له في الإتقان والضَّبْط مع الاستبحار في الأدب، والاشتهار بالبلاغة، فرْدًا في إنشاء الرَّسائل، مجيدًا في النَّظْم، خطيبًا، فصيحًا، مفوَّهًا، مُدْركًا، حَسَنَ السَّرْد والمَسَاق لما يقوله، مع الشَّارة الأنيقة، والزِّيِّ الحسن، وهو كان المتكلِّم عن الملوك في المجالس، والمبين عنهم لما يريدونَه على المِنْبر في المحافل، وَوَلي خَطَابة بَلَنْسِية في أَوْقَات. وله تصانيف مُفيدة في فنونٍ عديدة، ألَّف كتاب "الاكتفاء في مغازي المُصْطفى والثلاثة الخلفاء" (¬1) في أربع مُجَلَّدات، وله كتاب ¬

_ (¬1) طبع جزء يسير منه في الجزائر سنة 1931 بإشراف الأستاذ هنري ماسة، الأستاذ بكلية الآداب بالجزائر، ثم طبع منه جزءان في مكتبة الخانجي بالقاهرة سنة 1968 م بتحقيق مصطفى عبد الواحد.

حافِلٌ في معرفة الصَّحابة والتَّابعين لم يُكْمِلْه، وكتاب "مِصْباح الظُّلم" بشبه "الشِّهاب"، وكتاب "أخبار البُخَاري"، وكتاب "الْأَرْبعين"، وغير ذلك. وإليه كانت الرِّحلة للأخذ عنه، انتفعت به في الحديث كلَّ الانتفاع، وأخذتُ عنه كثيرًا. وقال ابن مَسْدي: لم ألقَ مِثْلَه جلالةً ونُبْلًا ورياسةً وفضلًا، كان إمامًا مبرِّزًا في فنونٍ من منقول ومعقول، ومنثورٍ وموزون، جامعًا للفَضَائل، بَرَعَ في علوم القُرْآن والتجويد، وأما الأدب فكان ابن بَجْدِته (¬1) وأبا نَجْدَتِهِ، وهو خِتَامُ الحُفَّاظ، نُدِبَ لديوان الإنشاء فاستعفى، أَخَذَ القِراءات عن أصحاب ابن هذَيل، وارتحل، واختصَّ بأبي القاسم بن حُبَيش بِمُرْسية؛ أكثرتُ عنه. وقال المُنْذِري: سمع ببَلَنْسِية ومُرْسِية وإشْبيلية وغَرْنَاطة وشَاطبة ومالقة وسَبْتة ودَانية، وجمع المَجَاميع، تدُلُّ على غزارة عِلْمه، وكَثْرة حِفْظه، ومعرفته بهذا الشَّأن، كتب إلينا بالأجازة سنة أربع عشرة، وتوفي شهيدًا بيد العدو (¬2). وقال الأَبَّار: كان -رحمه الله- أبدًا يحدِّثنا أن السَّبْعين منتهى عُمرُه لرؤيا رآها، وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس، استُشْهد بكائنة أنيشة (¬3) على ثلاثة فراسخ من مُرْسية مقبلًا غير مُدْبر في ¬

_ (¬1) يقال: هو ابن بجدتها للعالم بالشيء المتقن له المميز له. "اللسان" (بجد). (¬2) انظر "التكملة" للمنذري: 3/ 461 - 462. (¬3) في الأصل: أينشة، ومثله في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1418، وكلاهما تصحيف. انظر "الروض المعطار": 41، و"نفح الطيب": 4/ 473.

1115 - الكلبي

العشرين من ذي الحِجَّة سنةَ أربع وثلاثين وست مئة (¬1). وفيها: ماتَ الإمام ناصح الدِّين أبو الفَرَج عبد الرَّحمن بن نجم بن شَرَف الإسلام عبد الوَّهاب بن الإمام الشيخ أبي الفرج بن الشِّيرَازي الحَنْبَلي الْأَنْصَاري. وفقيه حَرَّان ناصح الدِّين عبد القادر بن عبد القاهر بن عبد المُنْعم الحَنْبَلي. والمحدِّث المُؤَرِّخ مسند العراق أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين بن القَطِيعي، وله ثمانٍ وثمانون سنة، وآخرون. 1115 - الكَلْبِيُّ * الإمام، الحافِظ، العَلَّامة، أبو الخَطَّاب، عمر بن حسن بن علي بن محمد، المُلَقَّب بالجُمَيّل بن فَرْح (¬2) بن خَلَف، الْأَنْدَلسي، ¬

_ (¬1) وقد رثاه تلميذه الأخص به ابن الأبار بقصيدة طويلة، انظرها في "الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة" للمراكشي: 4/ 90 - 95. * مرآة الزمان: 8/ 462، ذيل الروضتين: 163، وفيات الأعيان: 3/ 448 - 450، عنوان الدراية: 159، صلة الصلة: القسم الأخير: 73 - 74، سير أعلام النبلاء: 22/ 389 - 395، تذكرة الحفاظ: 4/ 1420 - 1422، العبر: 5/ 134 - 135، ميزان الاعتدال: 3/ 186 - 189، دول الإسلام: 2/ 104، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 205 - 209، البداية والنهاية: 13/ 144 - 145، لسان الميزان: 4/ 292 - 298، النجوم الزاهرة: 6/ 295 - 296، بغية الوعاة: 2/ 218، طبقات الحفاظ: 497 - 498، نفح الطيب: 2/ 99 - 104، شذرات الذهب: 5/ 160 - 161، الفلاكة والمفلوكون: 88، وانظر مقدمة النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس، ومقدمة المطرب في أشعار أهل المغرب. (¬2) في الأصل: فرج -بالجيم المعجمة- ومثله في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1420 وهو تصحيف. انظر "وفيات الأعيان": 3/ 448.

الدَّاني الْأَصْل، السَّبْتي. وكان يكْتُبُ عن نفسه: كتبه ذو النَّسَبين بين دِحْية والحسين. قال الأَبَّار: كان يذكر أنه من ولد دِحْية الكَلْبي، وأنه سِبْط أبي البَسَّام الحُسيني (¬1). سَمِعَ بالأندلس أبا القاسم بن بَشْكُوال، وأبا عبد الله بن المجاهد، وأبا بكر بن الجَدّ، وأبا عبد الله بن زَرْقُون، وأبا القاسم بن حُبَيْش وطبقتهم. وكان بصيرًا بالحديث، معنيًا بتقييده، مكبًّا على سَمَاعه، حَسَنَ الخَطِّ، معروفًا بالضَّبْط، له حَظٌّ وافر من اللُّغة ومشاركةٌ في العربية وغيرها، ولي قضاء دَانية ثم صُرِفَ لسيرةٍ نُعِيَتْ (¬2) عليه، فرحل عنها، وحمل بِتِلْمِسان عن قاضيها ابن أخي حَيُّون، وحدَّث بتونس في سنة خمس وتسعين، وحَجَّ، وكتَبَ بالمشرق، بأصبهان والعراق ونيسابور، أدَّب الكامل (¬3)، ونال دُنْيا عريضة، وصنَّف، ودرَّس، وله كتاب "النص ¬

_ (¬1) قال ابن خلكان في "وفيات الأعيان": 3/ 449: "كان يذكر أن أمه أمَة الرحمن بنت أبي عبد الله بن أبي البسام موسى بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فلهذا كان يكتب بخطه "ذو النسبين دحية والحسين" رضي الله عنهما، وكان يكتب أيضًا سبط أبي البسام" إشارة إلى ذلك. (¬2) نعى عليه الشيء ينعاه: قبحه وعابه عليه ووبخه. "اللسان" (نعا)، وفي "سير أعلام النبلاء": 22/ 390 "نعتت"، وفي "تذكرة الحفاظ: 4/ 1421 "نقمت"، وما في أصلنا أشبه بالصواب. (¬3) محمد بن محمد بن أيوب، من سلاطين الدولة الأيوبية، ولد بمصر، وأعطاه أبوه الملك العادل الديار المصرية فتولاها، وحسنت سياسته فيها، واستمر أربعين سنة، توفي بدمشق، ودفن بقلعتها سنة (635 هـ). انظر"وفيات الأعيان": 5/ 79، 83، 89 - 92.

المبين في المُفَاضلة بين أهل صِفِّين" (¬1)، وكتب إليَّ بالإجازة سنة ثلاث عشرة وست مئة (¬2). وقال الحافظ ضياء الدِّين: لقِيتُه بأصْبَهان ولم أسمعْ منه شيئًا، لم يعجبني حالُه؛ [كان] (¬3) كثيرَ الوقيعة في الأئمة. فأخبرني إبراهيم السَّنْهُوري أنه دخل المغرب، وأن مشايخ المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه. قال الضِّياء: وقد رأيتُ منه غير شيء مما يُدلُّ على ذلك. وقال القاضي ابنُ واصل: كان أبو الخَطَّاب مع فَرْط معرفته وحِفْظه متهمًا بالمجازفة في النَّقْل، فبلغ ذلك الملك الكامل [فأمره أن يعلِّق شيئًا على كتاب "الشهاب" (¬4)، فعلق كتابًا تكلم فيه على أسانيده، وأراه الكامل] (¬5) فقال له الكامل بعد أيام: ضاع مني الكتاب، فعلِّقْ لي مثله. ففعل، فجاء منافيًا مناقضًا للأوَّل، فعلم السُّلْطان صحَّةَ ما قيل عنه، وعَزَله من دار الحديث، وولى مكانه أخاه الإِمام أبا عمرو اللُّغَوي (¬6). ¬

_ (¬1) في "نفح الطيب": 2/ 104 "الإعلام المبين في المفاضلة بين أهل صفين"، منه نسخة في مكتبة الأسكوريال برقم (1653) تحمل عنوان "كتاب إعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهل صفين". انظر مقدمة "المطرب": هـ *. (¬2) وقد طبع له "النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس" في بغداد، حققه ونشره الأستاذ عباس العزاوي سنة (1946 م)، وطبع له أيضًا "المطرب من أشعار أهل المغرب" بتحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري ورفاقه. (¬3) في الأصل: إن، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1421. (¬4) انظر حاشيتنا رقم (5) ص 323 من الجزء الثالث. (¬5) ما بين حاصرتين مستدرك من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1421 - 1422. (¬6) انظر "وفيات الأعيان": 3/ 450.

وقال ابن نُقْطَة: كان أبو الخَطَّاب موصوفًا بالمَعْرفة والفَضْل، لم أره؛ إلا أنه كان يدِّعي أشياء لا حقيقة لها، فذكر لي أبو القاسم بن عبد السَّلام -وهو ثقة- قال: نَزَل عندي ابنُ دِحْية فجعل يقول: أحفظ "صحيح مُسْلم"، و"جامع التِّرْمِذِي"، فأخذتُ خمسةَ أحاديث من التِّرْمِذِي، وخمسةً من "المُسْند"، وخمسةَ موضوعات، وجعلتها جُزْءًا، وعرضتها عليه؛ فلم يعرفْ منها شيئًا. وذكر ابن خَلِّكان أنه قدم إرْبِل، فصنَّف لملكها كتاب "المولد" (¬1)، ومدحه بقصيدةٍ، ثم ظهر أن القصيدة لغيره (¬2). وقال ابنُ النَّجَّار: قَدِمَ علينا، وأملى من حِفْظَهِ، وذكر أنه سَمِعَ من جماعه غيرَ أني رأيتُ النَّاس مجمعين على كَذِبِهِ وضَعْفه وادِّعائه ما لم يسمعه، وكانت أمارات ذلك لائحةً على كلامه، وفي حركاته، وكان القلب يأبي سماعَ كلامه، سكن مِصْر، وصادف قَبُولًا من السُّلْطان الكامل، وأقبل عليه إقبالًا عظيمًا، وسمعت أنَّه كان يسوِّي له المداس حين يقوم. قال: ونسبه ليس بصحيح، وكان حافِظًا، ماهرًا، تامَّ المعرفة ¬

_ (¬1) سماه "كتاب التنوير في مولد السراج المنير". انظر "وفيات الأعيان": 3/ 449. (¬2) مطلع القصيدة: لولا الوشاة وهُمُ ... أعداؤنا ما وهموا وقد نسبها ابن خلكان إلى الشاعر الأسعد بن مَمَّاتي. انظر "وفيات الأعيان": 3/ 450، 1/ 212.

بالنحو واللغة، ظاهري المذهب، كثير الوقيعة في السَّلَف، أحمقَ شديد الكِبْر، خبيثَ اللِّسان، متهافتًا في دينه، وكان يَخْضِبُ بالسَّواد. وقال ابن مَسْدي: كان والد أبي الخطاب تاجرًا يعرف بالكلبي -بين الباء والفاء- وهو اسم موضع بدانية، فكان أبو الخطاب يكتب أولًا الكلبي- معًا؛ إشارة إلى الموضع وإلى النسب، وكان علَّامة زمانه. وذكر غيرُه أنه كان يقول "حدَّثنا" في الإجازة. وقد سمع من أبي الفتح الفُرَاوي، وابن الجَوْزي، وسمع "معجم الطَّبراني" من أبي جعفر الصَّيدْلاني، وسمع "مُسنَد" الإمام أحمد بواسط من المَنْدَآئي، وسمع بمصر من البُوصيري وطبقته. وحدَّث في سنة ست مئة أو بعدها بـ"الموطأ" وسمعه منه أبو عمرو بن الصَّلاح. ومات في ربيع الأوَّل سنةَ ثلاثٍ وثلاثين وست مئة، وله أكثر من ثمانين سنة. وفيها: مات الجمال أبو حمزة أحمدُ بنُ عمر بن الشيخ أبي عمر المَقْدِسي، وله أربع وستون سنة. والمسند الكبير أبو الحسن عليُّ بن أبي بكر بن رُوزبة البَغْدَادي القَلانِسي. وقاضي القُضَاة عماد الدِّين نَصْر بن عبد الرَّزَّاق بن الشيخ عبد القادر الجِيلِي الحَنْبَلي، وله سَبْعون سنة، وآخرون.

1116 - البرزالي

1116 - البرْزَالي * الإمام، الحافظ، الرَّحَّال، محدِّث الشَّام، زكيُّ الدِّين، أبو عبد الله، محمدُ بن يوسف بن محمد بن أبي يَدَّاس (¬1)، الإشْبيلي. وبِرْزَالة: قبيلة قليلة (¬2). ولد سنةَ سَبْعٍ وسبعين وخمس مئة تقريبًا. وقدم للحجِّ سنة اثنتين وست مئة، فأُلهم السَّمَاع والكتابة. سمع بمكَّة من زاهر بن رُسْتُم، ويونس الهاشمي، وبمصر من ابن المُفَضَّل وغيره، وبدمشق من الكِنْدي، وطبقته، وبأَصْبَهان من ¬

_ * التكملة للمنذري: 3/ 514 - 515، التكملة لابن الأبار: 2/ 642 - 643، ذيل الروضتين: 168، سير أعلام النبلاء: 23/ 55 - 57، تذكرة الحفاظ: 4/ 1423 - 1425، العبر: 5/ 151، الوافي بالوفيات: 5/ 252، البداية والنهاية: 13/ 153، النجوم الزاهرة: 6/ 314، طبقات الحفاظ: 498، الدارس في تاريخ المدارس (تنبيه الطالب): 1/ 86 - 87، درة الحجال في أسماء الرجال لابن القاضي: 2/ 298، شذرات الذهب: 5/ 182، هدية العارفين: 2/ 113. (¬1) صحفت في "العبر": 5/ 151 إلى بداس- بالباء الموحدة، وفي "شذرات الذهب": 5/ 82 إلى يداش بالشين المعجمة، وقد ضبطه المنذري في "تكملته" بالحروف كما أثبتناه. (¬2) حفيده علم الدين القاسم بن محمد، المتوفى سنة (739 هـ)، صاحب "المقتفي لتاريخ أبي شامة"، المشهور بـ"تاريخ البرزالي"، انظر ترجمته في "فوات الوفيات": 3/ 196 - 198، و"الدرر الكامنة": 3/ 321 - 323، وقد وهم ابن العماد في "شذرات الذهب": 5/ 182 بقوله "وهو والد علم الدين البرزالي"؛ فوالده هو محمد بن يوسف البرزالي، المتوفى سنة (699 هـ). انظر "تذكرة الحفاظ": 4/ 1488.

عين الشمس بنت الثَّقَفي، وجماعة، وبنيسابور من منصور، والمُؤَيَّد، وزينب، وبهَرَاة من أبي رَوْح عبد المعز بن محمد البَزَّاز، وسمع بمَرْو وهَمَذَان وبغداد وحَرَّان وإرْبِل والمَوْصل. ونسخ الكثير، وعمل "المعجم"، وخرَّج لخلقٍ، وسكن دمشق، وأعقب بها، وكان متواضعًا، مفيدًا، سهل العارِيَّة. روى عنه: أبو حامد بن الصَّابوني، وأبو الفَضْل بن عَسَاكر، وأبو علي بن الخَلَّال، وغيرهم. قال المنذري: كتبَ الكثيرَ، وخرَّج لجماعةٍ، وكان يحفظ ويذاكر مذاكرةً حسنةً، صحِبَنا مُدَّة بالقاهرة عند شيخنا ابن المُفَضَّل، وسمِعْتُ منه، وسمع مني (¬1). توفي في رمضان سنة ستٍّ وثلاثين وست مئة. قال المُنْذِري: توفِّيَ الحافظُ أبو عبد الله البِرْزَالي بحماة وهو في سِنِّ الكهولة (¬2). وفيها: ماتَ المُسْنِدُ المقرئ أبو الفَضْل جَعْفر بن علي بن هِبة الله الهَمَذَاني الإسكندراني بدمشق، وله تسعون سنة، وآخرون. ¬

_ (¬1) "التكملة" للمنذري: 3/ 515. (¬2) "التكملة" للمنذري: 3/ 514.

1117 - ابن الرومية

1117 - ابن الرُّوميَّة * الحافِظ، النَّاقد، أبو العَبَّاس، أحمد بن محمد بن مُفَرِّج بن عبد الله، الأموي مولاهم، الأندلسي، الإشْبيلي، الظَّاهري، الزَّهْري، النَّباتي، مصنِّف كتاب"الحافل" الذي ذَيَّل به على كتاب "الكامل" لابن عدي، وله كتاب "التذكرة" في معرفة مشيخته، وكتاب "المُعْلم بما زاد البُخَاري على مُسْلم". ولد سنة إحدى وستين وخمس مئة. وسمع من أبي عبد الله بن زَرْقُون، وأبي بكر بن الجَدّ، وأحمد بن جُمهور، ومحمد بن علي التُّجِيبي، وأبي ذَرّ الخُشَني. ثم حَجَّ، ورحل إلى العراق، وسمع من أصحاب الفُرَاوي، وأبي الوقت. روى عنه: أبو بكر المومنائي (¬1)، وأبو إسحاق البَلِّفيقي (¬2)، وطائفة. ¬

_ * التكملة للمنذري: 3/ 530 - 531، التكملة لابن الأبار: 1/ 121 - 122، برنامج شيوخ الرعيني: 142 - 143، عيون الأبناء: 538، اختصار القدح المعلى: 181، سير أعلام النبلاء: 23/ 58 - 59، تذكرة الحفاظ: 4/ 1425 - 1426، المشتبه: 1/ 339، الوافي بالوفيات: 8/ 45، الإحاطة في أخبار غرناطة: 1/ 215 - 221، الديباج المذهب: 42 - 43، تبصير المنتبه: 2/ 662، طبقات الحفاظ: 498، نفح الطيب: 2/ 596 - 598، شذرات الذهب: 5/ 184، التاج المكلل: 322 - 323، الرسالة المستطرفة: 145. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1426 "الموميائي" وإخاله تصحيفًا. (¬2) في المصدر السابق: البلفقي، وهو تصحيف.

قال الأَبَّار: كان ظاهريًا متعصِّبًا لابنِ حَزْم بعد أن كان مالكيًّا، وكان بصيرًا بالحديث ورجاله، له مُجَلَّد مفيد فيه استلحاق على "الكامل"، وكان له بالنَّبَات والحشائش مَعْرفة فإنْ فيها أهل العَصْر، وجلس في دكان لبيعها، سمع منه جُلُّ أصحابنا (¬1). وقال المُنْذِري: لقِيتُه بمصر بعد عَوْده، وحدَّث بأحاديث من حِفْظه، وجَمَعَ مجاميع، لم يتفق لي السَّمَاع منه (¬2). وقال ابن الزبير: كان ظاهريَّ المذهب، إلا أنه على دينٍ وورع، ومعرفة وإيثار، متحرِّفًا بالصَّيدَلة. وكتب عنه ابن نُقْطة وقال: كان ثِقَةً حافِظًا صالحًا. قال ابن فُرْتون (¬3): أفرد له بعضُ تلامذته سيرةً (¬4)، فذكر أنه مات فجأةً في سَلْخ ربيع الأَوَّل سنةَ سَبْعٍ وثلاثين وست مئة، ورثاه غَيرُ واحد. ¬

_ (¬1) "التكملة" لابن الأبار: 1/ 121 - 122. (¬2) "التكملة" للمنذري: 3/ 531. (¬3) أحمد بن يوسف بن أحمد، السلمي، أبو العباس، مؤرخ من أهل فاس، نزل بسبتة نحو سنة (630 هـ)، ودخل الأندس سنة (635 هـ)، له "الذيل على الصلة"، و"الاستدراك والإتمام" استدرك فيه على السهيلي في كتاب التعريف والإعلام، و"برنامج" ضمنه ما رواه عمر شيوخه، توفي سنة (660 هـ). انظر ترجمته في "جذوة الاقتباس": 46، وفيه: ابن فرتوت، وهو تصحيف. (¬4) هو أبو محمد عبد الله الحريري، سماه "نثر النور والزهر في نشر أحوال الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد النباتي الإشبيلي"، انظر "كشف الظنون": 2/ 1928.

1118 - ابن الطيلسان

1118 - ابن الطَّيلَسان * الإمام، الحافظ، محدِّث الأندلس، أبو القاسم، القاسم بن محمد بن أحمد (¬1) بن محمد بن سليمان، الأَنْصاري، القُرْطُبي. ولد سنة خمسٍ وسبعين وخمس مئة تقريبًا. قال الْأَبَّار: روى عن جَدِّه لْأُمه أبي القاسم ابن الشَّرَّاط، وأبي العَبَّاس بن مِقْدَام، وأبي محمد عبد الحق الخَزْرَجي، وأبي الحكم بن حَجْاج، وجماعةٍ من شيوخنا. وأجاز له عبد المُنْعم بن الفَرَس، وأبو القاسم بن سَمَجُون (¬2)، وشيوخه ينيِّفون على المئتين. تصدَّر للإقراء والإسماع، وكان له مَعْرفة بالقِراءات والعربية، متقدِّمًا في صناعة الحديث، متفننًا، له من المُصَنَّفات كتاب "ما ورد من الأمر في شربة الخمر"، وكتاب "بيان المنن على قارئ الكتاب والسُّنَن"، وكتاب "الجواهر المُفَصَّلات في المسلسلات"، وكتاب "غرائب أخبار المسنِدين ومناقب آثار المهتدين"، وكتاب "أخبار صُلَحاء الأندلس". أخذ عنه جماعةٌ من أكابر أصحابنا، وكان أهلًا لذلك، خَرِجَ من قُرْطُبة وقت أَخْذِ الفرنج لها فنزل بمالقة، وولي خَطَابتها إلى أن توفِّي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وست مئة. ¬

_ * برنامج شيوخ الرعيني: 27 - 30، الذيل والتكملة للمراكشي: ج 5 / ق 2/ 557 - 566، سير أعلام النبلاء: 23/ 114 - 115، تذكرة الحفاظ: 4/ 1426 - 1427، غاية النهاية: 2/ 23، بغية الوعاة: 2/ 261، طبقات الحفاظ: 499، شذرات الذهب: 5/ 215 - 216، شجرة النور الزكية: 182. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1426 "القاسم بن أحمد بن محمد"، وهو وهم. (¬2) في الأصل: سمحون -بالحاء المهملة- وهو تصحيف. انظر "المشتبه": 1/ 369.

1119 - ابن النجار

1119 - ابن النَّجَّار * الإِمام، الحافظ البارع، مؤرِّخ العَصْر، ومفيد العراق، محبُّ الدِّين، أبو عبد الله، محمد بن محمود بن الحسن بن هِبَةِ الله بن محاسن، البَغْدَادي، صاحبُ التَّصانيف. ولد سنة ثمانٍ وسبعين وخمس مئة. وسمع وهو ابن عشر سنين، وعُني بالطلب وهو ابن خمس عشرة. سمع يحيى بن بَوْش (¬1) وعبد المنعم بن كُلَيب، وذاكر بن كامل، والمبارك بن المَعْطُوش، وابن الجَوْزي، وطبقتهم، وسمع بأصْبَهان من عين الشمس الثَّقَفيَّة وجماعة، وبنيسابور من المُؤَيَّد، وزينب، وبَهَراة من أبي رَوْح، وبدمشق من الكِنْدي، وبمصر من ابن المُفَضَّل. وتلا بالرِّوايات على أبي أحمد بن سُكينة، وغيره. وكتَبَ العالي والنَّازل، وخرَّج لغيرِ واحدٍ، وجَمَعَ تاريخ مدينة السَّلام في ثلاث مئة جُزْء ذَيَّل به على تاريخ الخطيب، وكان من أعيان الحُفَّاظ مع الدِّين والصِّيانة والثِّقَة والعَدَالة وسَعَة الرِّواية. ¬

_ * معجم الأدباء: 19/ 49 - 51، سير أعلام النبلاء: 23/ 131 - 134، تذكرة الحفاظ: 4/ 1428 - 1429، العبر: 5/ 180، دول الإسلام: 2/ 114، المختصر المحتاج إليه: 1/ 137، الوافي بالوفيات: 5/ 9 - 11، فوات الوفيات: 4/ 36 - 37، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 98 - 99، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 502 - 503، البداية والنهاية: 13/ 169، النجوم الزاهرة: 6/ 355، طبقات الحفاظ: 499، شذرات الذهب: 5/ 226 - 227. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1428 يوش -بالياء- وهو تصحيف، انظر "المشتبه": 1/ 100.

حدَّث عنه: أبو حامد بن الصَّابوني، وأبو العَبَّاس الفَاروثي، وأبو بكر الشَّرِيشي، وأبو الحسن العَرَّافي، وأبو الحسن بن بَلَبان، وآخرون. وبالإجازة: أبو العَبَّاس بن الظَّاهر، وتقي الدين الحَنْبَلي، وأبو المعالي بن البَالِسي. قال ابن السَّاعي (¬1): كانت رِحْلَةُ ابن النَّجَّار سبعًا وعشرين سنة، واشتملت مشيخَتُه على ثلاثةِ آلاف شيخ، وألَّف كتاب "القمر المنير في المُسْند الكبير" ذكر كلَّ صحابيٍّ وما له من الحديث، وكتاب "كَنْز الإمام في السُّنَن والأَحْكام"، وكتاب "المختلف والمُؤْتلف" ذيَّل به على ابن ماكُولا، وكتاب "المتفق والمفترق"، وكتاب "أنساب (¬2) المحدِّثين إلى الآباء والبُلْدان"، وكتاب "العوالي" له، وكتاب "المُعْجم"، وكتاب "جَنَّة الناظرين في مَعْرفة التَّابعين"، وكتاب "العِقْد الفائق"، وكتاب "الكَمَال في الرِّجال"، وقرأتُ عليه ذيل التَّاريخ (¬3)؛ عَمِلَه في ستة عشر مجلَّدًا، وله كتاب "الدُّرر الثمينة في أخبار المدينة"، وكتاب "رَوْضة الأولياء في مسجد إيلياء"، وكتاب "نزهة الورى في ذكر أُم القُرَى"، وكتاب "الأزهار ¬

_ (¬1) علي بن أنجب بن عثمان، تاج الدين الساعي، من كبار المصنفين في التاريخ، أوصى إليه ابن النجار في وفاته، له "ذيل تاريخ بغداد"، وكتب أخرى بعضها مطبوع، توفي في بغداد سنة (674 هـ)، انظر "البداية والنهاية": 13/ 270، وانظر مقدمة "الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير لابن الساعي" بقلم العلامة مصطفى جواد، مطبوع في بغداد سنة (1934 م)، الجزء التاسع. (¬2) في "سير أعلام النبلاء": 33/ 123 "انتساب". (¬3) يطبع حاليًا في حيدرآباد بالهند وقد صدر من بين سنتي 1978 - 1985 أربعة أجزاء، وفي دار الكتب الظاهرية المجلد العاشر تحت رقم (تاريخ 42).

1120 - ابن الصلاح

في أنواع الأشعار"، وكتاب "عيون الفوائد" ستة أسفار، وكتاب "مناقب الشَّافعي" إلى أن قال: أوصى إلي، ووقف كتبه بالنِّظَامية، فنفَّذ إلي الشرابيُّ (¬1) مئة دينار لتجهيز جِنَازته، ورثاه جماعة، وكان رحمه الله من محاسن الدُّنيا. توفِّي في خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين وستِّ مئة. 1120 - ابن الصَّلاح * الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام، تقيُّ الدين، أبو عمرو، عثمان بن المُفْتي صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى، الكُرْدي، الشَّهْرُزوري، الشَّافعي، صاحب كتاب "علوم الحديث" (¬2). ولد سنة سَبْعِ وسبعين وخمس مئة. وتفقَّه على والده بشَهْرُزور، ثم اشتغل بالمَوْصل مُدَّة. ¬

_ (¬1) إقبال الشرابي، قائد عسكري، وصاحب المدارس الشرابية في بغداد وواسط ومكة، توفي سنة (653 هـ) في بغداد. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 23/ 370. * مرآة الزمان: 2/ 508، ذيل الروضتين: 175 - 176، وفيات الأعيان: 3/ 243 - 245، سير أعلام النبلاء: 23/ 140 - 144، تذكرة الحفاظ: 4/ 1430 - 1433، دول الإسلام: 2/ 113، العبر: 5/ 177 - 178، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 326 - 336، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 133 - 134، البداية والنهاية: 13/ 168 - 169، تاريخ علماء بغداد المسمى منتخب المختار: 130 - 133، النجوم الزاهرة: 6/ 354، طبقات الحفاظ: 499 - 500، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 377 - 378، شذرات الذهب: 5/ 221 - 222. (¬2) طبع الكتاب غير مرة، وهو مشهور، متداول.

قال القاضي شمس الدين: فبلغني أنه كَرَّر على جميع "المهذب" لم يَطُرَّ شاربُه، ثم صار معيدًا عند العلامة العماد بن يونس (¬1). سمع عبيدَ الله بن السمين، ونصر الله بن سلامة، ومحمود بن علي المَوْصلي، ورَحَل إلى بغداد فسمع من أبي أحمد بن سُكينة، وعمر بن طَبَرْزَد، وبهمَذَان من أبي الفَضْل بن المُعَزّم، وبنَيسَابور من مَنْصور، والمُؤيَّد، وزينب، وبمرو من أبي المُظَفر السمْعَاني، وبدمشق من القاضي جمال الدِّين عبد الصَّمَد بن الحَرَسْتَاني، والشيخ موفق الدين المَقْدسي، والشيخ فخر الدِّين بن عساكر، وبحلب من أبي محمد بن علوان، وبحَرَّان من الحافظ عبد القادر الرُّهَاوي. ودرس بالمدرسة الصَّلاحية ببيت المَقْدس، فلما هَدمَ المُعَظَّم (¬2) سورَ البلد قَدِمَ دمشق، ودرس بالروَاحية (¬3)، ثم ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، ثم تدريس الشامية الصغرى. وصنف وأفتى، وتخرَّج به خلْق. ¬

_ (¬1) "وفيات الأعيان": 3/ 243 - 244. (¬2) عيسى بن محمد، سلطان الشام، من علماء الملوك، كان عالي الهمة، شجاعًا، مهيبًا، حازمًا، توفي بدمشق سنة (624 هـ)، وكان قد هدم سور القدس سنة (616 هـ)، خوفًا من أن يتملك الفرنج القدس. انظر "وفيات الأعيان": 3/ 494 - 496، و"العبر": 5/ 59. (¬3) أنشأها شرقي مسجد ابن عروة بالجامع الأموي ولصيقه، شمالي جيرون أبو القاسم هبة الله المعروف بابن رواحة، كان أحد التجار، ومن المعدلين بدمشق. توفي سنة (622 هـ) كما في "العبر": 5/ 92، وسنة (623 هـ) كما في "البداية والنهاية": 16/ 113، وانظر أيضًا "الدارس في تاريخ المدارس": 1/ 265، و"منادمة الأطلال ومسامرة الخيال": 100 - 103.

تفقَّه به الأئمة: شمس الدين عبد الرحمن بن نوح، وكمال الدين سلَّار، وكمال الدين إسحاق، وتقي الدِّين بن رزين القاضي، وغيرهم. وكان وافرَ الجلالة، كثيرَ الهيبة، مُوَقرًا عند أرباب الدوْلة وكان على طريقة السلَف. حدَّث عنه: فخر الدين عمر الكَرَجي (¬1)، ومجد الدِّين بن الْمِهْتَار، والشيخ تاج الدين عبد الرحمن، والشيخ زين الدين الفارقي، والقاضي شهاب الدين الخُوِّيَي (¬2)، والخطيب شرف الدين الفزاري (¬3)، وناصر الدين محمد بن الْمِهْتَار، والعماد بن البالسي، وخلْق. قال ابن خَلِّكان: كان أحد فضلاء عَصْره في التَّفسير والحديث والفِقْه، وله مشاركة في عدَّة فنون، وكانت فتاويه مسددة، وهو أحد شيوخي الذين انتفعت بهم، أقمت عنده للاشتغال، ولازَمْتُه سنةً سنةَ اثنتين وثلاثين، وله إشكالات على "الوسيط" (¬4). وقال ابن الحاجب في "معجمه": إمام وَرع، وافر العَقْل، حَسَنُ السَّمْت، متبحِّرٌ في الأصول والفروع، بالغَ في الطَّلب حتى صار يُضرب به المثل، وأجهد نفسه في الطاعة والعِبادة. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1431 الكرخي، وإخاله تصحيفًا، انظر ترجمته في "العبر": 5/ 369. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1431 "الجوري"، وهو تصحيف، انظر "المشتبه": 1/ 193. (¬3) في المصدر السابق: الفراوي، وهو تصحيف، انظر ترجمته في "ذيل العبر": 32. (¬4) انظر "وفيات الأعيان": 3/ 243 - 244.

وقال غيره: انتقل إلى الله في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنةَ ثلاثٍ وأربعين وست مئة، وكَثُرَ التَّأسف لفقده، وحُمل نعشه على الرؤوس، وكان على جِنازته هيبة وخشوع، صلوا عليه بجامع دمشق، وشيَّعوه إلى باب الفَرَج، ورجع الخلق: لمكان حصار الخوَارَزْمِية لدمشق، فخرج عشرة من خَواصه، ودفنوه بمقابر الصوفية (¬1)، وقبره ظاهر يُزَار (¬2). وفيها: توفِّيَ شيخ الحَنَابلة ومفتيهم الإمام تقي الدين أحمد بن محمد بن الحافظ عبد الغني المَقْدسي الصَّالحي، وله اثنتان وخمسون سنة. والخطيب شرف الدِّين عبد الله بن الشَّيخ أبي عمر بن قُدَامة المَقْدسي الحَنْبَلي. والفقيه أبو سليمان عبد الرحمن بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المَقْدسي. ومسند الوقت أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن منصور بن المُقَيَّر الأزجي النَّجَّار بمصر، وله سبع وتسعون سنة. والإمام عَلَم الدِّين علي بن محمد بن عبد الصَّمد السَّخَاوي؛ شيخ القُرَّاء بدمشق. والصدْر عِز الدين النسابة محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عَسَاكر. ومُفتي الحنابلة الضياء محاسن بن عبد الملك بن علي التنوخي الحَمَوي. والعلامة منتجب الدين منتجب (¬3) بن أبي العز بن رشيد الهَمَذَاني النحْوي بدمشق. ¬

_ (¬1) درست هذه المقبرة، وقام مكانها شفى، وقسم من الجامعة، وما زال قبر ابن الصلاح موجودًا إلى جانب قبر ابن تيمية وابن كثير. (¬2) النص من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1431 مع اختلاف سير في بعض الألفاظ، ولم يصرح ابن عبد الهادي بنقله عن الذهبي. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1432 منتخب -بالخاء- وهو تصحيف، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 23/ 219 - 220.

1121 - الصريفيني

وشيخ العربية موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحَلَبي، وخلائق. وهي سنة الخوَارَزْمِيَّة. 1121 - الصَّرِيفِيني * العالم، الحافظ، المتقِن، تقي الدِّين، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن أحمد، العِراقي، الحَنْبَلي، نزيل دمشق. ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مئة (¬1). وقرأ القرآن على أبيه، وعلى الشيخ عوض الصَّريفيني وتفقَّه على الشيخ عبد الله بن أحمد البَوازِيجي (¬2)، وقرأ علْمَ الأدب على هبة الله بن عمر الدوري. وعني بهذا الشأن، ورحل إلى خرَاسان وأَصْبَهان والشّام والجزيرة، وصَحِب الحافظ عبد القادر الرُّهاوي، وتخرج به، وسمع من المُؤَيد الطوسي، وعبد المعز الهَرَوي، وحنبل بن عبد الله الرصَافي، وعمر بن طَبَرْزد، والكِنْدي، وابن الأخضر، وطبقتهم. روى عنه: الحافظ ضياء الدين، وأبو المجد بن العديم، والشيخ ¬

_ * ذيل الروضتين: 173، سير أعلام النبلاء: 23/ 89 - 90، تذكرة الحفاظ: 4/ 1433 - 1436، العبر: 5/ 167، الوافي بالوفيات: 6/ 141، البداية والنهاية: 63/ 113، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 227 - 230، النجوم الزاهرة: 6/ 349 - 350، طبقات الحفاظ: 500 - 501، شذرات الذهب: 5/ 209 - 210. (¬1) في "ذيل طبقات الحنابلة": 4/ 228 "سنة اثنتين -وقيل: سنة إحدي- وثمانين وخمس مئة". (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1434 التواريخي، وهو تصحيف، انظر ترجمته في "التكملة" للمنذري: 3/ 142 - 143، و "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 162 - 163.

تاج الدين الفَزَاري، وأخوه، والشيخ زين الدين الفَارقي، وأبو علي بن الخلال، وآخرون. قال الحافظ المُنْذِري: كان حافِظًا، ثقة، صالحًا، له جموع حَسَنة لم يتمها (¬1). وقال ابنُ الحاجب: إمام، ثَبْت، صَدُوق، واسعُ الرِّواية، سخي النَّفْس مع القِلَّةِ، سافر الكثيرَ، وكتَبَ وأفاد، وكان يرجع إلى فِقْه وورع، ولي مشيخة دارَ الحديث بمَنبج، ثم تركها وسكن حلب: فولي مشيخة دار الحديث الشَّدَّادية. سألتُ الشيخ الضِّياء عنه فقال: إمام، حافظ، ثِقَة، حسن الصحبة، له مَعْرفة بالفِقْه. مات بدمشق في جُمادى الْأولى سنةَ إحدى وأربعين وست مئة، وله ستون سنة. وفيها: مات مُسْنِدُ العِراق أبو طالب عبد اللطيف بنُ محمد بن علي بن القُبَّيْطي: شيخ المُسْتَنْصرية. ومسنِدَةُ الشَّام أُم الفضل كريمة بنت المحدِّث عبد الوهَّاب بن علي بن الخَضِر القُرَشية الزبَيرية، ولها خمس وتسعون سنة. والشيخ ضياء الدِّين عبد الحق بن خَلَف بن عبد الحق، الدَّمَشْقي الحَنْبلي. والقاضي شمس الدين أبو الفتح (¬2) عمر بن أسعد بن المنَجَّى التَّنُوخي، وله أربع وثمانون سنة، وآخرون. ¬

_ (¬1) قال ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 229 "ولكن هذا قاله الشريف الحسيني في ذيله على كتاب المنذري"، وهو الصحيح. انظر "سير أعلام النبلاء": 23/ 90، حاشية رقم (1). (¬2) في "العبر": 5/ 170 "أبو الفتوح".

1122 - اللاردي

1122 - اللّارِدِي * الإمام، الحافظ، أبو عبد الله، محمد بن عتيق بن علي، التُّجِيبي، الغَرْناطي، صاحب التصانيف. ولد سنة ثلاث وستين وخمس مئة. وروى عن أبيه الإمام أبي بكر، وأبي عبد الله بن حمِيد. قال الأبَّار: وَلي القضاء، وصنَّف: فمن تواليفه كتاب "أنوار الصَّباح (¬1) في الجمع بين الكتُب الستة الصحاح"، وكتاب "مطالع الأنوار في شمائل المختار"، وكتاب "النُّكَتْ الكافية في الاستدلال على مسائل الخلاف بالحديث"، وكتاب "مِنْهاج العمل في صناعة الجدل"، وكتاب "المسالك النورية في المقامات الصُّوفية" (¬2). توفي في حدود سنة ست وأربعين وست مئة. ¬

_ * التكملة لابن الأبار: 2/ 661 - 662، سير أعلام النبلاء: 23/ 257، تذكرة الحفاظ: 4/ 1436، الوافي بالوفيات: 4/ 80، طبقات الحفاظ: 501. وهو نسبة إلى لاردة -بالراء المكسورة والدال المهملة- مدينة مشهورة بالأندلس، شرقي قرطبة، انظر "معجم البلدان": 5/ 7، وقد ضبطت في "المتشبه": 2/ 663 بفتح الراء. (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1436 "المصباح"، وهو تصحيف. (¬2) انظر "التكملة" لابن الأبار: 2/ 661 - 662.

1123 - عبد العظيم

1123 - عبد العَظيم * ابن عبد القَوي بن عبد الله بن سلامة بن سَعْد، الإمام، الحافظ الكبير، الحُجة، زكي الدين، أبو محمد، المُنْذِري، الشَّامي، ثم الْمِصري. ولد في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مئة. وقرأ القرآن بالسَّبْع، وتفقَّه، وعُني بهذا الشان، وَبَرَع فيه، وكان من بحور العِلْم. وأول سماعه في سنة إحدى وتسعين. سمع أبا عبد الله الأرتاحي، وعبد المجيب بن زهير، والحافظ أبا الحسن المَقْدسي، وصَحِبَه، وتخرّج به، وسمع بدمشق من ابن طبَرْزَد، والكِنْدي، ومحمد بن الزَّنْف، وسَمِعَ بحَرَّان والإسكندرية والرَّها، والمدينة، وبيت المَقْدس. ¬

_ * ذيل الروضتين: 201، ذيل مرآة الزمان: 1/ 248 - 253، سير أعلام النبلاء: 23/ 319 - 324، تذكرة الحفاظ: 4/ 1436 - 1438، دول الإسلام: 2/ 123، فوات الوفيات: 2/ 366 - 367، مرآة الجنان: 4/ 139 - 140، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 259 - 261، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 223 - 224، البداية والنهاية: 13/ 212، النجوم الزاهرة: 7/ 63، طبقات الحفاظ: 501 - 502، حسن المحاضرة: 1/ 355، شذرات الذهب: 5/ 277 - 278، وللدكتور بشار عواد معروف كتاب "المنذري وكتابه التكملة لوفيات النقلة"، طبع في النجف سنة (1968 م).

وعمل "المُعْجم"، واختصر "صحيح مسلم"، و"سنن أبي داود"، وجَمَعَ وصنف. حدَّث عنه: الدمْيَاطي، وابن الظَّاهري، وابن دقيق العيد، وأبو الحسين اليُونيني، وإسحاق بن الوزيري، وخَلْق. درس بالجامع الظافري بالقاهرة، ثم ولي مشيخة الكاملية، وانقطع بها ينشر العلم عشرين سنة. قال الشريف عِز الدين الحافظ: كان شيخنا زكيُّ الدين عديمَ النظير في معرفة عِلْم الحديث على اختلاف فنونه، عالمًا بصحيحه وسقيمه، ومعلوله وطرقه، متبحرًا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشْكله، قيمًا بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه، إمامًا، حُجَّة، ثبتًا، ورعًا، متحريًا فيما يقوله، متثبتًا فيما يرويه، قرأتُ عليه قطعةً حسنة من حديثه، وانتفعت به انتفاعًا كثيرًا. وقال الدِّمْيَاطي: هو شيخي ومخرجي، أتَيتُه مبتدئًا، وفارقته معيدًا له في الحديث. قال: وتوفِّي في رابع ذي القَعْدة سنةَ ستّ وخمسين وست مئة. وفيها: مات تحت السيف خَلْقٌ لا يحصون ببغداد، منهم: الخليفة المُسْتَعْصم بالله (¬1). والعلامة الأديب الزاهد سيِّدُ الشُعَراء جمال الدِّين يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصّرْصري الحنْبَلي الضَّرير. والعلامة محيي الدين يوسف ابن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج بن الجَوْزي. ومات بالإسكندرية العَلَّامة المحدِّث أبو العباس أحمد بن ¬

_ (¬1) في هذه السنة -كما هو معروف- دخل هولاكو بغداد، وكانت نهاية الخلافة العباسية فيها، انظر "البداية والنهاية": 13/ 200 - 205.

1124 - اليونيني

عمر بن إبراهيم الْأنْصَاري القرْطبي، وله ثمان وسبعون سنة. والملك الناصر داود بن المُعَظَّم عيسى بن العادل. والصَّاحب البهاء زُهير بن محمد بن علي المُهَلَّبي الشاعر. والمسنِدُ أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد القُرَشي (¬1) ابن خطيب القرافة الناسخ. والشيخ أبو الحسن علي بنُ عبد الله بن عبد الجَبار الشاذلي المَغْربي. وأبو حَفْص عمر بن أبي نصر بن عوة الجزَري (¬2) التاجر. والمقرئ العلامة شُعْلة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين المَوْصلي الحَنْبَلي، وله ثلاث وثلاثون سنة. والمسند خطيب مَرْدا (¬3) الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المَقْدير الحنْبَلي. وشيخ القُراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الفاسي بحَلَب. 1124 - اليُونيني * الشيخ الفَقِيه، الإمام، الحافظ، القُدْوة، تقي الدين، أبو عبد الله، محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن علي، الحَنْبَلي: البَعْلي. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1438 "الفرسي": وهو تصحيف، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 23/ 347 - 348. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1438 "الخزرجي"، وهو تصحيف، انظر "العبر": 5/ 234. (¬3) في الأصل: مرد، وهو وهم، وفي "تذكرة الحفاظ": 38/ 104 مرو، وهو تصحيف، ومردا: قرية قرب نابلس: انظر "معجم البلدان": 5/ 104. * ذيل الروضتين: 207، ذيل مرآة الزمان: 1/ 129 - 430، تذكرة الحفاظ: 4/ 1439 - 1441، العبر: 5/ 248، الوافي بالوفيات: 2/ 121، البداية والنهاية: 13/ 227 - 229، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 269 - 274، النجوم الزاهرة: 7/ 92، طبقات الحفاظ: 502، شذرات الذهب: 5/ 294.

وُلد سنةَ اثنتين وسبعين وخمس مئة بيُونين. وماتَ والده وهو صغير: فنشأ مع والدتِهِ، وحَفِظَ القُرآن، و"الجمع بين الصحيحين" للحُمَيدي، وأتقن الكتابة، وتفقَّه على الشيخ موفق الدين، وصحب الشيخ عبد الله اليُونيني (¬1)، ولَبِسَ الخِرْقة من الشيخ عبد الله البَطَائحي؛ صاحب الشيخ عبد القادر، وكان صاحبَ كراماتٍ وأحوال. سمع من أبي طاهر الخُشُوعي، والحافظ عبد الغني المَقْدسي، وحنبل، والكِنْدي، وغيرهم. روى عنه: ابناه: الشَّيخ شرف الدين، والشيخ قطْب الدين، والشيخ شمس بن أبي الفتح، وأبو عبد الله بن الرزاد، وأبو إسحاق بن القُرَشية، وخَلْق. قال ابن الحاجب: اشتغل بالفِقْه والحديث إلى أن صار إمامًا حافظًا. قال: ولم ير في زمانه جميلَ نفسه في كماله وبراعته، جمع بين عِلْمَيْ الشَّريعة والحقيقة، وكان حسن الخُلُق والخَلْق، نفَّاعًا للخَلْق، مطَّرحًا للتكلُّف، من جُمْلة محفوظه: "الجمع بين الصَّحيحين"، وحدثني أنه حَفِظ "صحيح مسلم" جميعَه وكرَّر عليه في أربعة أشهر، وكان يكرر على أكثر "مسند أحمد" من حِفْظه، وأنه كان يحفظ في الجلسة الواحدة ما يزيد على سبعين حديثًا. ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في "ذيل الروضتين": 125 - 128.

وقال ولده الشيخ قطب الدين: حَفِظ "الجمع بين الصحيحين"، وأكثر "المسند"، وحفظ "صحيح مسلم" في أربعة أشهر، وحفظ سورة الأنعام في يوم واحد، وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية في بعض يوم، وكان الأشرف (¬1) يحترمه ويعظمه، وكذلك أخوه الصَّالح (¬2)، وقدم في أواخر عمره دمشق: فخرج الملك النَّاصر (¬3) يوسف إلى زيارته، وتأدَّب معه (¬4). توفي في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وست مئة. وفيها: ماتَ قاضي القُضَاة صَدْرُ الدِّين أحمد بن قاضي القضاة شمس الدين يحيى بن هِبة الله بن سنِيّ الدوْلة التغْلبي الدمشْقي الشافعي ¬

_ (¬1) هو موسى بن محمد (العادل)، مظفر الدين، أبو الفتح، من ملوك الدولة الأيوبية، من آثاره دار الحديث الأشرفية: التي تقع في أوائل سوق العصرونية من الجانب الغربي: وهي ما زالت قائمة حنى الآن، وله أيضًا دار الحديث الأشرفية التي تقع بسفح قاسيون على حافة نهر يزيد وقد اتخذت في عصرنا دورًا للسكن. توفي الملك الأشرف سنة (625 هـ) انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 5/ 330 - 336، وانظر "منادمة الأطلال": 24 - 34. (¬2) هو إسماعيل بن محمد (العادل)، من ملوك الدولة الأيوبية، تسلطن بدمشق بعد وفاة أخيه الأشرف، ثم أخرج عنها، ثم ملكها سنة (637 هـ)، قتله مماليك الصالح نجم الدين أيوب سنة (648 هـ)، انظر ترجمته في "العبر": 5/ 198 - 199. (¬3) الملك الناصر يوسف بن محمد بن غازي بن صلاح الدين، آخر ملوك بي أيوب، تملك دمشق سنة (648 هـ)، وقتله هولاكو أسيرًا سنة (658 هـ)، وقل سنة (659 هـ)، انظر "ذيل الروضتين": 206، 212، و "فوات الوفيات": 4/ 361 - 366، و"العبر": 5/ 256 - 257. (¬4) لم يرد هذا النقل في مطبوع "ذيل مرآة الزمان"، وقد ذكر محققه أن ترجمة اليونيني في نسخة أكسفورد تقع في خمس عشرة صفحة من القطع الكبير.

1125 - ابن تيمية

ببَعْلَبَك. والمسنِد أبو إسحاق إبراهيم بن خليل الأدمي أخو الحافظ يوسف بن خليل (¬1) شهيدًا تحت السّيف بحلب. والمحدث الحافظ المفيد محبُّ الدِّين عبد الله بن أحمد بن أبي بكر المقْدسي كهلًا. والمسنِدُ أبو محمد عبدُ الله بن بركات بن إبراهيم بن الخُشُوعي، وأبو جَدِّي الشيخ عماد الدين عبد الحميد (¬2) بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدَامة المَقْدسي. وأخوه الشيح الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي شهيدًا بساوية (¬3). والفقيه المسند أبو طالب عبد الرّحمن بن عبد الرحيم بن أبي طالب بن العَجَمي الحلَبي. والمحدِّث فخر الدِّين محمد بن يوسف الكنْجي، قُتِل بجامع دمشق (¬4)، وآخرون، رحمهم الله تعالى. 1125 - ابن تيمِيَّة * هو الشيخ الإمام، الحافظ، الفَقِيه، العلامة، شيخ الإسلام، مجد الدين، أبو البركات، عبد السَّلام بن عبد الله بن الخَضِر بن محمد ¬

_ (¬1) سلفت ترجمته برقم (1111) في هذا الكتاب. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1441 عبد المجيد، وهو تحريف. (¬3) من عمل نابلس، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1441 "بساوة" وهو تصحيف. وانظر ما كتب عن أسرة المؤلف في مقدمة هذا الكتاب. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1441 "الكنحي"، وهو تصحيف، وانظر عن سبب قتله "ذيل الروضتين": 208. * سير أعلام النبلاء: 23/ 291 - 293، معرفة القراء، 2/ 653 - 655، العبر: 5/ 212، دول الإسلام: 2/ 120 - 121، فوات الوفيات: 2/ 323 - 324، البداية والنهاية: 13/ 185، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 249 - 254، غاية النهاية: 1/ 385 - 386، النجوم الزاهرة: 7/ 33، شذرات الذهب: 5/ 257 - 258، هدية العارفين: 1/ 570.

[الخضر] (¬1) بن علي، الحَرَّاني، الحَنْبلي، وهو جد شيخنا شيخ الإسلام الشيخ تقي الدِّين (¬2). ولد سنة تسعين وخمس مئة. وتفقَّه على عَمِّه الشيخ فَخْر الدِّين الخطيب، وسار إلى بغداد وهو مراهق مع السيف ابنِ عَمِّه (¬3)؛ فسمع من أبي أحمد بن سُكينة، وابن طَبَرْزَد، ويوسف بن كامل، وضياء بن الخُرَيف، وجماعة. وسمع بحَرَّان من حَنْبَل المكبِّر، والحافظ عبد القادر الرهَاوي، وتلا بالعشر على الشيخ عبد الواحد بن سُلْطان. حدَّث عنه: ابنه الشيخ شهاب الدِّين، والدِّمْيَاطي، وأمين الدين بن شُقَير، وعبد الغني بن منصور المُؤَذِّن، ومحمد بن محمد الكَنْجي، والشَّيخ محمد بن القَزَّاز، والشيخ محمد بن زباطر، والواعظ محمد بن عبد المحسن الخَرَّاط، وغيرهم. وبَرَعَ في العلوم، وصنف التَّصانيف، وانتهت إليه الإمامة في الفِقْه، وله في القراءات أرجوزة، وحَجَّ في سنة إحدى وخمسين على درب العراق، وانبهر علماء بغداد لذكائه وعِلْمه، والتمس منه أُستاذ دار الخلافة محيي الدين بن الجَوْزي الإقامة عندهم فتعلَّل بالأهل والوطن. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين من "العقود الدرية": 2. (¬2) ستأتي ترجمته رقم (1156) من هذا الكتاب. (¬3) هو عبد الغني بن محمد بن الخضر بن تيمية، كان خطيب حران، توفي سنة (639 هـ)، انظر "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 222.

قال شيخنا العلامة تقي الدين أبو العباس: كان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول: أُلين للشيخ المجد الفِقْه كما أُلين لداود الحديد. قال: وحكى البُرْهان المَرَاغي أنه اجتمع بالشيخ المجد: فأورد على الشَّيخ نكتةً فقال: الجواب عنها من ستين وجهًا: الأول كذا، والثاني كذا، والثالث كذا، وسردها إلى آخرها. وقال: قد رضينا منك بإعادة الأجوبة: فَخَضَع البُرْهان له، وانبهر. قال الشيخ: قد كانت في جدنا حِدَّة. وقال العلامة ابنُ حمدان: كنت أُطالع على درس الشيخ مجد الدين وما أبقي ممكنًا فإذا أصبحتُ وحضرت ينقل أشياء كثيرة ما كنت أعرفها. وقال الشيخ تقي الدِّين: كان جَدنا عَجَبًا في سَرْد المتون، وحِفْظ مذاهب الناس وإيرادها بلا كلْفة. وذكر الإمام شرف الدين عبد الله بن تيمية (¬1) أن جَده رُبِّيَ يتيمًا، ثم سافر مع ابن عَمه إلى العراق ليخدمه ويتفقَّه: وله ثلاث عشرة سنةً: فكان يبيت عنده ويسمعه يكرر على مسائل الخلاف: فيحفظ المسألة، فقال الفخر إسماعيل يومًا: أيش حفظ النُّنَين (¬2)؟ فَبَدَرَ المجد وقال: ¬

_ (¬1) هو أخو الإمام تقي الدين أبي العباس، توفي قبله سنة (727 هـ)، وكان أصغر من الإمام بنحو خمس سنين، انظر ترجمته في "الدرر الكامنة": 1/ 372 - 372، وقد نقل الخبر في "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 250 عن الإمام تقي الدين. (¬2) الصبي الصغير.

1126 - الرشيد العطار

حفِظْتُ يا سيدي الدرْسَ، وسَرَدَه، فَبهِتَ الفَخْر وقال: هذا يجيء منه شيء. ثم عرض على الفخر إسماعيل مصنَّفه "جَنَّة النَّاظر" وكتب له عليه في سنة ست وست مئة، وعظَّمه؛ فهو شيخه في علم النَّظَر، وأبو البقاء شيخه في النحو والفرائض، وابن سُلْطان شيخه في القراءات، وأبو بكر بن غنيمة صاحب ابن المَنِّي شيخُه في الفِقْه، وقد أقام ببغداد ست سنين مُكِبًّا على الاشتغال، ورجع، ثُمَّ ارتحل إلى بغداد قبل العشرين وستٍّ مئة فتزيدَ من العِلْم، وصنَّف التصانيف الفائقة مع الدِّين والتَّقْوى وحُسْن الاتِّباع وجلالة العِلْم، وقد شَرح قِطْعةً من كتاب "الهداية" شرحًا في غاية الحسْن، وقيل: إنه كمل الشرح ولم يبيِّضْه. وتوفي رحمه الله تعالى بحرَّان في يوم الفِطْر سنة اثنتين وخمسين وست مئة، وله اثنتان وستون سنة. 1126 - الرَّشيد العَطَّار * الإمام، الحافظ، المتقِنُ، رشيد الدين، أبو الحسين، يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرِّج، القُرَشي، الأموي، النَّابلسي، ثم المِصْري، المالكي. ولد سنة أربع وثمانين وخمس مئة. ¬

_ * ذيل الروضتين: 229، ذيل مرآة الزمان: 2/ 314 - 315، تذكرة الحفاظ: 4/ 1442 - 1444، العبر: 5/ 271، فوات الوفيات: 4/ 295 - 296، النجوم الزاهرة: 7/ 217، طبقات الحفاظ: 502، نيل الابتهاج: 354 - 355، شذرات الذهب: 5/ 311.

وسمع أباه، وعمَّه عبد الرحمن، وأبا القاسم البُوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وعليَّ بن حمزة الكاتب، وعبد اللطيف بن أبي سَعْد، وخلقًا، وسَمِعَ بدمشق من الكِنْدي، وابن الحَرَسْتاني، وجماعة، وسمع بمكَّة والمدينة والثغْر، وتخرّج بابن المُفَضَّل. وألَّف "معجم" شيوخه، وانتخب، وأفاد، وكان حَسَنَ التخريج، وَلِيَ مشيخة الكاملية ست سنين. روى عنه: الدِّمْيَاطي، وابن الظَّاهري، وابن اليونيني، وعبد الرّحمن بن يعيش السَّبْتي، وداود بن يحيى الحريري، وخَلْق. ذكره الشَّريف عِزُّ الدِّين فقال: كان حافظًا، ثَبْتًا، انتهت إليه رياسة الحديث بالدِّيار المِصْرية، ووقف كتبه، صَحِبْتُه مُدَّة. توفي بمصر في جُمَادى الأولى سنة اثنتين وستين وست مئة. وفيها: مات شيخ الشيوخ الإِمام شرفُ الدِّين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنْصَاري الحَمَوي الشَّافعي. وقاضي القضاة عماد الدِّين أبو الفضائل عبد الكريم بن عبد الصَّمد بن محمد بن الحَرَسْتاني: خطيب دمشق. والقُدْوة العارف شيخ الإِسكندرية أبو القاسم بن منصور القَبَّاري، وآخرون.

1127 - البكري

1127 - البَكرِيُّ * المحدِّث، المفيد، الرَّحَّال، صَدْرُ الدِّين، أبو علي، الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك، القُرَشي، النَّيسَابوري، ثم الدِّمَشْقي، المحتسب، الصُّوفي، ابن أبي عبد الله بن شيخ الشيوخ أبي الفتوح. ولد بدمشق سنة أربعٍ وسبعين وخمس مئة. وسمع بمكة قديمًا من جَدِّه لأمه أبي حفص المَيَّانِشي، وبدمشق من حَنْبَل، وابن طَبَرْزَد، وبنيسَابور من المُؤيد بن محمد، وزينب الشعرية، وبَهَراة من أبي رَوْح عبد المعِز بن محمد، وبمرو من أبي المُظَفَّر بن السَّمْعَاني، وبأصْبَهان من أبي الفتوحِ محمد بن الجُنيد، وعين الشمس الثَّقَفِيَّة، وببغداد من عبد العزيز بن الأخضْر، وسمع بمِصر والمَوْصل وهَمَذَان وإرْبِل. وعني بهذا الشأن، وعمل أربعي البلْدان، وطرق "من كَذَب علي"، وشَرَعَ في عمل ذيل على تاريخ دمشق، وحَدَّث بالكتب الطوال، وكان غيرَ قوي. سمع منه: ابنُ الصَّلاح، وروى عنه: الدِّمْيَاطي، والعماد بن ¬

_ * ذيل مرآة الزمان: 1/ 124 - 125، سير أعلام النبلاء: 23/ 326 - 328، تذكرة الحفاظ: 4/ 1444 - 1445، العبر: 5/ 227 - 228، دول الإسلام: 2/ 123، ميزان الاعتدال: 1/ 522، الوافي بالوفيات: 12/ 251 - 252، مرآة الجنان: 4/ 139، لسان الميزان: 2/ 255، النجوم الزاهرة: 1/ 356، طبقات الحفاظ: 502 - 503، حسن المحاضرة: 1/ 356، شذرات الذهب: 5/ 274.

1128 - السيف بن المجد

البالسي، وأبو عبد الله بن الزَّرَّاد، وتاج الدِّين أحمد بن مُزَيْز، والزَّين أبو بكر المَرِيِّي، وخَلْق. وولي حِسْبة دمشق، ومشيخة الشيوخ، وعَظُمَ في دولة المعَظَّم (¬1). قال ابن الحاجب: كان إمامًا، عالمًا، لَسِنًا، فصيحًا، مليحَ الشكْل، أَحدَ الرَّحَّالين إلا أنه كان كثير الدعَاوَى، عنده مُدَاعبة ومجون، داخَلَ الأمراء، وجدد مظالمَ، سألتُ الحافظ بن عبد الواحد عنه فقال: بَلغني أنه كان يقرأ على الشيوخ، فإذا أتى على كلمة مُشْكلة تركها ولم يُبَيِّنْها. وسألتُ الزكي البِرْزَالي عنه فقال: كان كثير التَّخْليط. وذكره غيره أنه صَلُحَ حاله بأخَرَةٍ، وابتلي بالفالج قبل موته بمدة، وتحوَّل في آخر عمره إلى مِصْر: فمات بها في ذي الحِجة سنةَ ستٍّ وخمسين وست مئة. 1128 - السَّيف بن المَجْد * هو الإمام، الحافِظ، الأوْحد، البارع، النَّاقد، سَيفُ الدين، أبو العَبَّاس، أحمد بن الفقيه مَجْدِ الدِّين عيسى بن الشيخ الإِمام العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدَامة، المَقْدسي، الصَّالحي، الحَنْبَلي. ولد سنةَ خمسٍ وست مئة. ¬

_ (¬1) انظر حاشيتنا رقم (2) ص 215 من هذا الكتاب. * سير أعلام النبلاء: 23/ 118 - 119، تذكرة الحفاظ: 4/ 1446 - 1447، العبر: 5/ 174، الوافي بالوفيات. 7/ 273، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 241، النجوم الزاهرة: 6/ 353، طبقات الحفاظ: 504، شذرات الذهب: 5/ 217.

1129 - خالد بن يوسف

وسمع من جَدِّه الكثير، ومن أبي اليُمْن الكنْدي، وأبي القاسم بن الحَرَسْتاني، وأبي البركات بن ملاعب، وأحمد بن عبد الله العَطَّار، وطبقتهم. وسمع ببغداد من أبي الفتح بن عبد السلام، وأبي علي الجواليقي، وأصحاب ابن ناصر، وأبي الوقت. وكتب العالي والنَّازل، وجَمعَ وصنف، وانتفع بالحافظ ضياء الدين، وتعاليقُه مفيدة، وكان ثِقَة، متقِنًا، ذكيًّا، متيقظًا، حَسَنَ الخَطِّ، عارفًا بهذا الشأن، تامَّ المروءة، عاملًا بعلمه، أمَّارًا بالمعروف، قَوَّالًا بالحقِّ، ومناقبه كثيرة، صنف مجلدًا كبيرًا في الرَّدِّ على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي وإباحته السَّمَاع (¬1): وهو يدلُّ على إمامته وحفظه. توفي سنة ثلاثٍ وأربعين وست مئة، وله ثمان وثلاثون سنة، رحمه الله. 1129 - خالدُ بنُ يوسف * ابن سعد بن حسن بن مفرِّج، الإمام، المفيد، المحدِّث، الحافظ، زين الدِّين، أبو البَقَاء، النَّابُلُسي، ثم الدِّمَشْقي. ولد سنة خمسٍ وثمانين وخمس مئة بنابلس، ونَشأ بدمشق. وسمع من أبي محمد القاسم بن عساكر، وحَنْبل الرُّصافي، ¬

_ (¬1) سلفت ترجمة الحافظ محمد بن طاهر برقم (1031). * ذيل الروضتين: 233، ذيل مرآة الزمان: 2/ 326، تذكرة الحفاظ: 4/ 1447، العبر: 5/ 273، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 505، البداية والنهاية: 13/ 246، النجوم الزاهرة: 7/ 219، طبقات الحفاظ: 504، شذرات الذهب: 5/ 313.

1130 - ابن مسدي

وعمر بن طَبَرْزَد، وببغداد من أبي محمد بن الأخضر، والحسين بن شُنَيف (¬1)، وعبد العزيز بن مَنِينا، وطبقتهم. وكتَبَ، وحصَّل أُصولًا نفيسة، ونظر في اللُّغة، وكان يحفظ جُملةً كثيرةً من الغريب، وأسماء الرِّجال وكُنَاهم، وكان صدوقًا، متثَبِّتًا، ذا إتقان وفهم، وَليَ مشيخة الحديث بأماكن. حدَّث عنه: الشيخ تاج الدين، وأخوه الخطيب شرف الدين، والشيخ محيي الدين النَّووي، والشيخ تقي الدين القُشَيري، والكمال بن النَّحَّاس، ومحيي الدين بن يحيى بن المَقْدسي، وآخرون. توفي في سَلْخ جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وستين وست مئة. 1130 - ابن مَسْدِي * الحافظ، العلامة، الرَّحَّال، أبو بكر، محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن مَسْدي (¬2)، الأزْدِي، المهَلبي، الأندلسي، الغرْنَاطي. عُني بهذا الشأن، وكتب عن خَلْقٍ بالأندلس في سنة بضع عشرة، ورحل بعد العشرين: فلحق بحلب أبا محمد بن علوان الأستاذ، وبدمشق ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1447 "سيف" -بالسين المهملة- وهو تصحيف. * تذكرة الحفاظ: 4/ 1448 - 1450، العبر: 5/ 274، ميزان الاعتدال: 4/ 73، الوافي بالوفيات: 5/ 254 - 255، لسان الميزان: 5/ 437 - 438، تبصير المنتبه: 4/ 1363، طبقات الحفاظ: 504/ 505، نفح الطيب: 2/ 112، شذرات الذهب: 5/ 313، الرسالة المستطرفة، 83، أعيان الشيعة: 10/ 100 - 101. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1449 "مسدي": بالفتح، وياء ساكنة، ومنهم من يضمه وينون.

1131 - ابن سيد الناس

أبا القاسم بن صَصْرَى، وبمصر الفَخْر الفارسي، وبالثغر محمد بن عماد. وعمل "معجمًا" في ثلاث مجلّدات، وله تصانيف كثيرة، وتوسَّع في العُلُوم، وله مَعْرفة بالفِقْه، ويدٌ قوية في النَّظْم والنَّثْر، وقد نُسب إلى تشيعٍ وبِدْعة. وقيل: إنه كان يتكلَّم في أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وينال من معاوية رضي الله عنه، وكان يداخل الزَّيدية؛ فولُّوه خَطَابة الحَرَم، وكان ينشئ الخُطَب في الحال، وأكثر كتبه عند الزَّيدِيَّة. روى عنه: الأمير عَلَمُ الدِّين الدواداري (¬1)، ومجد الدين بن عبد الله بن محمد الطَّبَري، وآخرون. وروى عنه: الدِّمْيَاطي في "معجمه"، وكان الشيخ رضي الدين إمام المقام يمتنع من الرواية عنه. قُتل بمكَّة غِيلةً في سنة ثلاث وستين وست مئة (¬2)، وله نحو من سبعين سنة. 1131 - ابن سَيِّد النّاس * الإمام، الحافظ، العلامة، أبو بكر، محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سَيد الناس، اليَعْمَري، الْأنْدَلسي، الإشْبيلي، ¬

_ (¬1) انظر عن الدوادارية "النجوم الزاهرة": 7/ 185. (¬2) في "تبصير المنتبه": 4/ 1363 "توفي سنة (660 هـ) ". * الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة: ج 5 / ق 2/ 653 - 662، عنوان الدراية: 291 - 295، تذكرة الحفاظ: 4/ 1450 - 1451، العبر: 5/ 255، الوافي بالوفيات: 2/ 121 - 122، طبقات الحفاظ: 505، نيل الابتهاج: 229 - 230، شذرات الذهب: 5/ 298 - 299، شجرة النور الزكية: 194 - 195.

الظاهري، خطيب تونس وغيرِها، وهو جَدّ الحافظ فتح الدِّين (¬1): محدِّث مِصر. ولد سنة سبع وتسعين وخمس مئة. وسمع "صحيح البخاري" من أبي محمد الزُّهْري: صاحب شُرَيح، وسمع من أبي الصبْر أيوب الفِهْري، وطبقته. وأجاز له خَلْق، منهم: القاضي جمال الدين أبو القاسم بن الحَرَسْتاني، وثابت بن مُشَرَّف. وصنف مجلدًا في "بيع أمهات الأولاد" يدُل على إمامته وحِفْظه وذَكائه. سمع منه جماعة، منهم: أبو محمد بن هارون مسنِدُ المغرب؛ سمع "صحيح البخاري" من لَفظه، ولازمه للفقْه والنَّظر. قال ابنُ الزُّبير: أجاز له نحو من أربع مئة، وانتقل إلى حِصْن القصر، ثم إلى طَنْجَة، وأقرأَ بجامعها وأَمَّ، وخَطَبَ به، ثم انتقل إلى بِجَاية فخَطَبَ بجامعها، ثم طُلِبَ إلى تونس فدرس بها وخطب، وكان ظاهري المَذْهب على طريقة أبي العَبَّاس النَّبَاتي (¬2) إلا أن النباتي أشهَرُ (¬3) بالورع والفَضْل التَّام. كتَبَ إليَّ بالإجازة. ¬

_ (¬1) محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، أبو الفتح، فتح الدين، مؤرخ، عالم بالأدب، من حفاظ الحديث، من تصانيفه "عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير"، وهو مطبوع، مشهور، متداول، توفي في القاهرة سنة (734 هـ). انظر ترجمته في "الوافي بالوفيات": 1/ 289 - 311. (¬2) سلفت ترجمته برقم (1117) من هذا الكتاب. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1451 "اشتهر".

1132 - الأبار

وذكره القاضي عِزُّ الدين الشريف في "وَفَياته" فقال: كان أحدَ حُفاظ الحديث المشهورين، وفضلائهم المذكورين، وبه خُتِمَ هذا الشأن بالمَغْرب، كتب إلينا بالإجازة من تونس، وبها توفِّي في رجب سنةَ تسعٍ وخمسين وست مئة. وفيها: توفي الفَقِيه المحدِّث مدرس الجَوْزِيَّة شَرَفُ الدين أبو محمد الحسن بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني المَقْدسي، وله أربع وخمسون سنة. وسُلْطان الشَّام النَّاصر يوسف بن الملك العزيز محمد بن غازي في أَسر هولاكو شهيدًا، وآخرون. 1132 - الْأبَّار * الإمامُ، الحافظُ، العلَّامة، البليغ، أبو عبد الله، محمد بنُ عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر، القُضَاعي، الأندَلسي، البَلَنْسي، الكاتبُ المنشيء، ويقال له: الْأبَّار، وابن الْأبَّار. ولد سنةَ خمس وتسعين وخمس مئة. وسمع من أبيه الإِمام أبي محمد الْأبَّار، والقاضي أبي عبد الله بن نوح الغافِقي، وأبي الخَطَّاب بن واجب، وأبي داود سليمان بن ¬

_ * اختصار القدح المعلى: 191 - 195، المغرب في حلى المغرب: 2/ 309 - 312، عنوان الدراية: 309 - 313، سير أعلام النبلاء: 23/ 336 - 339، العبر: 5/ 249، فوات الوفيات: 3/ 404 - 407، الوافي بالوفيات: 3/ 355 - 358، النجوم الزاهرة: 7/ 92، نفح الطيب: 2/ 589 - 594، شذرات الذهب: 5/ 295.

حَوْط الله، وحسين بن زلال، وأبي عبد الله بن اليَتيم، والحافظ أبي الرَّبيع بن سالم، ولازَمَه وتخرَّج به. وارتحل في مدائن الأندلس، وكتَبَ العالي والنازل، وكانت له إجازة من أبي بكر بن أبي جَمْرَة (¬1). حَدّث عنه: محمد بن أحمد بن حَيان الْأوْسي، وطائفة. وكان بصيرًا بالرِّجال المتأخرين، فصيحَ العبارة، وافر الحِشْمة، ظاهر التَجَمُّل، من بُلَغاء الكَتَبَة، وله تصانيف منها "تكملة الصِّلة" (¬2) في ثلاثة أسفار، ومنها جُزْءٌ سماه "درر السِّمْط في خبر السِّبْط - عليه السلام -" يعني الحسين، وفيه يدُلُّ على تشيعه، ومنها "الأربعون حديثًا عن أربعين شيخًا من أربعين تصنيفًا لأربعين عالمًا من أربعين طريقًا إلى أربعين تابعيًّا عن أربعين صحابيًّا لهم أربعون اسمًا من أربعين قبيلة في أربعين بابًا". قال ابن الزُّبَير: هو محدِّثٌ بارع، حافل، ضابط، متقِنٌ، وكاتب بليغ، وأديب حافل ضابط حافظ، اعتنى بباب الرِّواية اعتناء كبيرًا، وألَّف "معجمه" (¬3)، وكتاب "تُحْفة القادم" (¬4)، ووصل "صِلة" ابن بَشْكُوال، ¬

_ (¬1) في "سير أعلام النبلاء": 23/ 336 "أبو بكر بن حمزة"، وهو تحريف، انظر "المشتبه": 1/ 247. (¬2) طبع جزأين منه في القاهرة سنة (1940 م). (¬3) طبع غير مرة، منها طبعة القاهرة سنة 1387 هـ / 1967 م. (¬4) وصل إلينا مختصر لهذا الكتاب من عمل أبي إسحاق إبراهيم بن محمد البلفيقي "المقتضب من كتاب تحفة القادم"، طبع في مجلة المشرق، وعن هذه الطبعة أخرجت فصلة المجلة لا تحمل تاريخًا.

1133 - الرسعني

عَرَفْتُ به بعد تعليقي هذا الكتاب بمدَّة. يعني كتاب "الصِّفة" لابن الزُّبَيْر. قال: وكان متفننًا متقدِّمًا في الحديث والأداب، سُنِّيًا، متخلقًا، فاضلًا، قُتِلَ صبرًا ظُلْمًا وبغيًا. وقال غيره: انتقل من الأندلس عند استيلاء النَّصارى، فنزل تُونس مدة، ثم إن بعض أعدائه شَغَبَ عليه عند ملك تونس: بأنه عَمِل تاريخًا وتكلَّم في جماعة، وهو كثير الفُضُول يتكلَّم في الكبار: فلما أَحَسَّ بالتلف قال لغلامه: خُذِ البَغْلَة لك، وامضِ حيثُ شئت. فلما أدخل أَمَر الملك بقتله، وذلك في سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة. 1133 - الرَّسْعَنيُّ * الإمام، الحافظ، الرَّحَّال، عالم الجزيرة، عِز الدين، أبو محمد، عبد الرَّزَّاق بن رِزْق الله بن أبي بكر بن خَلَف، الجَزَري: صاحب "التَّفْسير" (¬1). ولد برأس العين (¬2) سنة تسع وثمانين وخمس مئة. ¬

_ * ذيل مرآة الزمان: 2/ 219 - 220، تذكرة الحفاظ: 2/ 1454 - 1453، العبر: 5/ 264، البداية والنهاية: 13/ 241، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 274 - 276، النجوم الزاهرة: 7/ 211، طبقات الحفاظ: 505 - 506، طبقات المفسرين للسيوطي: 19، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 293 - 295، شذرات الذهب: 5/ 305 - 306. (¬1) سماه "رموز الكنوز"، انظر "طبقات المفسرين" للداودي: 1/ 294. (¬2) مدينة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وهي إلى دنيسر أقرب، والمشهور في النسبة إليها الرسعني، انظر "معجم البلدان": 3/ 14.

وسمع ببغداد ودمشق وحلب وغيرها، وحفظ "المقنع" للشيخ موفق الدين، وجَمَعَ، وصنَّف، وكان إمامًا متقنًا، صاحبَ فنون، وله كتاب "مقتل الحسين". سمع من عبد العزيز بن مَنِينا، وعمر بن كرم، والكِنْدي، والخضر بن كامل، وأبي المجد القزْويني، وجماعة. روى عنه: ابنه العَدْل شمس الدين محمد، والدِّمْياطي في "معجمه"، وآخرون. وكانت له حُرْمة وافرة عند الملك بدر الدين صاحب الموْصل (¬1)، وقدم دمشق مَرَّة رسولًا: فقرأ عليه جمال الدين محمد بن الصَّابوني جُزْءًا، وله شِعْرٌ حسن، ولي مشيخة دار الحديث بالمَوْصل، وكان من أوعية العلم والخير. توفي سنة إحدى وستين وست مئة. وفيها: مات شيخ القُرَّاء كمال الدين عليُّ بن شجاع بن سالم العَبَّاسي المِصْري الضرير، وله تسع وثمانون سنة، وآخرون. ¬

_ (¬1) لؤلؤ بن عبد الله الأتابكي، الملقب بالملك الرحيم، كان من أجل الملوك، وله همة عالية، توفي سنة (657 هـ)، انظر ترجمته في "العبر": 5/ 240، و"سير أعلام النبلاء": 23/ 356 - 358، و"النجوم الزاهرة": 7/ 70.

1134 - ابن الحاجب

1134 - ابن الحاجب * الحافظ، المتيقِّظ، مُفِيدُ الطَّلبة، عِزُّ الدِّين، أبو الفتح (¬1)، عُمَر بن محمد بن منصور، الأميني، الدِّمَشْقيُّ. سمع وقت وفاة ابن ملاعب (¬2) من هِبَة الله بن الخَضِر بن هبة الله بن طاوس، وموسى بن عبد القادر، وابن أبي لقمة، وطبقتهم بدمشق، ومن الفتح بن عبد السّلام وطبقته ببغداد، ومن عبد القوي بن الجَبَّاب (¬3) بِمصر، وسمع بالإسكندرية وأرْبِلَ والمَوْصل وحلب والحَرَمين. وكتَبَ العالي والنازل، وحصّل الأصول، وبالغ في الطَّلب، وعمل "الأربعين المصافحات"، وعمل "المُعْجم" عن ألف ومئة وثمانين شيخًا، وعمل "معجم الأماكن" التي سمع بها. وكان جَدُّه الحاجب منصور بن مسرور حاجبًا لصاحب بُصْرى أمين الدَّوْلة. قال المنْذِري: يقال إنه لم يبلغ أربعين سنة، وكان فَهِمًا متيقِّظًا ¬

_ * التكملة للمنذري: 3/ 346، سير أعلام النبلاء: 22/ 370 - 371، تذكرة الحفاظ: 4/ 1455 - 1456، العبر: 5/ 121، طبقات الحفاظ: 506، شذرات الذهب: 5/ 137 - 138. (¬1) في "التكملة" للمنذري: 3/ 346 "أبو حفص"، وسيذكرها أيضًا الإمام ضياء الدين في آخر هذه الترجمة. (¬2) توفي داود بن أحمد بن ملاعب سنة ست عشرة وست مئة، انظر "العبر": 5/ 60. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1455 "الحباب" -بالحاء المهملة- وهو تصحيف، انظر "المشتبه": 1/ 205.

1135 - الرعيني

محصِّلًا: جَمَعَ مجاميع، وكانت له هِمَّة جيدة، شرع في تصنيف تاريخ لدمشق مذيلًا على تاريخ ابن عساكر (¬1). ذكره السَّيف بن المجد فقال: خَرَّجه خالي الضياء، ثم طلب وسافر، سمع منه الزكي البِرْزَالي، وأبو موسى الرُّعَيني، والجمال بن الصابوني، وانتقى كثيرًا على المشايخ. قال: وكان يصوم كثيرًا، يستعين به على الطَّلب، أقام ببغداد أَشهرًا لا وَنَى ولا فتر، كان يسمع ويكتب، وكانوا يتعجَّبون منه، ومن كثرة عمله. ولد سنة ثلاثٍ وتسعين وخمس مئة. وقد سَمِعَ منه شيخُه الحافظ أبو إسحاق الصَّرِيفيني. وقال الحافظ ضياء الدِّين: توفِّيَ في الثَّامن والعشرين من شعبان سنة ثلاثين وست مئة صاحِبُنا الشّاب الحافظ أبو حفْص بن الحاجب بدمشق ولم يبلغ الأربعين. قال: وكان دَيِّنًا، خَيِّرًا، ثَبْتًا، متيقِّظًا، قد فَهِمَ وجَمَعَ. 1135 - الرُّعَينِيُّ * الإمام، الحافظ، المتقِنُ، أبو موسى، عيسى بن سليمان بن عبد الله، الأنْدلسي، المالقي، الرُّنْدي. ¬

_ (¬1) " التكملة" للمنذري: 3/ 346. * صلة الصلة لابن الزبير: القسم الأخير: 51 - 52، سير أعلام النبلاء: 22/ 23 - 24، تذكرة الحفاظ: 4/ 1457 - 1458، طبقات الحفاظ: 506، شذرات الذهب: 5/ 156.

نشأ برنْدَة، وسمع بمالقة أبا محمد بن القُرْطُبي، وأبا العَباس بن الجَيَّار (¬1)، وسمع بحصن أَصْطبَّة من إبراهيم بن علي الخَوْلاني، وحَجَّ وتوسع في الرحلة، وسمع بدمشق من أبي محمد بن البُنّ وطبقته. قال الْأبَّار: كان ضابطًا متقِنًا، كتب الكثير، ثم امتُحن في صَدَره (¬2) بأسر العدوِّ، فذهب أكثر ما جلب، وولي خَطَابة مالقة، أجاز لي مَرْوياته. وقال ابنُ الحاجب: كان محدِّثًا، حافظًا، متقنًا، أديبًا، نبيلًا، ساكنًا، وقورًا، نَزِهًا، وافرَ العَقْل، محتاطًا في النَّقْل، سألت الضِّياء الحافظَ عنه فقال: حِبْرٌ، عالم، متيقظ، ما في طلبة زمانه مِثْلَه. وقال لي أبو عبد الله البِرْزَالي. ثِقَة ثَبْت. وقال ابن الزُّبَيْر (¬3): أخذ بمكة عن يونس القَصَّار (¬4)، وأقام بتلك البلاد نيِّفًا وعِشرين سنةً (¬5)، ثم قَدِمَ، وأخذ عنه جِلَّة من كبار أصحابنا، وكان ضابطًا، مقيِّدًا، متقِنًا، عارفًا بالرِّجال والأسانيد، نقَّادًا، فاضلًا، ألف "معجمه"، وألف كتابًا في الصّحابة، وجلب كثيرًا مما لم يكن وصل المَغْرب، وكان قدُومه في آخر سنة إحدى وثلاثين (¬6). ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1457 "الخيار"، وهو تصحيف. (¬2) أي حين رجوعه من رحلته، وكان قد أقام في المشرق كما سيأتي نيفًا وعشرين سنة. انظر "سير أعلام النبلاء": 23/ 23. (¬3) في "سير أعلام النبلاء": 23/ 23 "ابن مَسْدي"، وهو وهم. (¬4) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1458 "العصار"، وهو تصحيف. (¬5) وهم ابن الزبير مَنْ قال إن إقامته بالمشرق نحو من ستة عشر عامًا. انظر "صلة الصلة": 52. (¬6) انظر "صلة الصلة" لابن الزبير: القسم الأخير: 51.

1136 - ابن الجوهري

وقال غيره: مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، وله إحدى وخمسون سنة. وفيها: توفي المسنِدون: أبو صادق الحسن بن يحيى بن صَبَّاح بن حسين المَخْزومي المِصْري المعدَّل بدمشق. وأبو عبد الله محمد بن عماد بن محمد بن الحسين الخَزْرَجي الحَرَّاني التّاجر بالإِسْكندرية. والقاضي شرف الدين علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن جُبَارة (¬1) التجِيبي المَحَلِّي. وشيخ الشيوخ شهاب الدِّين أبو حَفْص عمر بن محمد بن عبد الله البكري السُّهْرورْدي، وله ثلاث وتسعون سنة. وقاضي القُضَاة بحلب العلامة بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم بن شَدّاد الأسَدي الشافعي، وله ثلاث وتسعون سنة أيضًا، وآخرون. 1136 - ابنُ الجَوْهَرِي * المحدِّث، الحافظ، الرَّحَّال، شرف الدِّين، أبو العَبَّاس، أحمد بن محمود بن إبراهيم بن نَبْهان، الدِّمَشْقي. سمع من أبي المجد القَزْويني، والمُسَلَّم بن أحمد المازني. وطبقتهما بدمشق، وببغداد من عمر بن كرم، ومحمد بن أحمد بن القَطِيعي وطبقتهما، وبالثَّغْر من ابن الصَّفْرَاوي وطبقته، وأكْثَرَ بحلب عن ابن خليل. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1458 "حبان"، وهو تصحيف. انظر ترجمته في "نكت الهميان": 208 - 209، و"بغية الوعاة": 2/ 149. * ذيل الروضتين: 175، سير أعلام النبلاء: 23/ 264، تذكرة الحفاظ: 4/ 1459، العبر: 5/ 175، الوافي بالوفيات: 8/ 167، النجوم الزاهرة: 6/ 354، طبقات الحفاظ: 506، شذرات الذهب: 5/ 218.

1137 - ابن الكماد

وكتَبَ ما لا يوصف كَثْرَةً، واستَنْسَخَ، وأنفق ميراثه في طلب هذا الشأن، وكان نبيهًا، غزيرَ الإفادة، نظيفَ الْأجزاء، قليلَ الضبْط، أدركه الأجل قبل محل الرِّوَاية. توفِّيَ في صَفَر سنة ثلاثٍ وأربعين وست مئة. 1137 - ابن الكماد * الإمام، الحافظ، الواعظ، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هارون، السبْتي، محدث المَغْرب. ولد في حدود الثَّمانين وخمس مئة. وسمع أبا عبد الله التجِيبي، وأبا الحَجَّاج بن الشيخ، وأبا ذر الخُشني، وطبقتهم. وكان يحفظ "سنن أبي داود". روى عنه: أبو جعفر بن الزبَير، وأبو إسحاق الغافقي، وغيرهما. قال ابن الزبير: وأبو إسحاق أحفظ من لَقِيته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد ذكر لي شَيخُنا أبو الخطاب بن خليل -على جلالته وسِنِّه- أنه لم يلقَ أحدًا أحفظَ من ابن الكماد؛ كان في حفظ الحديث آيةً من الآيات. قال: ولما قدم الأندلس الواعظ أبو النعيم بن رَاضِية قافلًا من المشرق، مرتكبًا في وعظه طرائقَ تلحينية يُركِّبهَا على أبيات رقاق أرق من النَّسيم، ويقرأ بين يديه قُرَّاءٌ قد أُحكم تدريبهم، فاستجابت العامَّةُ له، فلما وعظ بإشبيلية وبها ابن الكماد أنكر ذلك، وأَبْدَأَ فيه وأعاد، ¬

_ * تذكرة الحفاظ: 4/ 1459 - 1460، طبقات الحفاظ: 506 - 507.

1138 - أبو شامة

وحمله ذلك على أن وَعَظَ على المنبر على سُنَن السَّلَف وفعله إلى أن مات، فحضرتُ مجالِسَه، وسمعتُه يسرُدُ أحاديثَ ويُتْبِعُها بفقْه وبيان لما يعرض فيها، ويورد من الخلاف ما يلائم الحال، وكان عيشه من تفقد (¬1) الإخوان وهداياهم. توفي سنة ثلاثٍ وستين وست مئة. وقال في "صِلَة الصِّلة": كان أحفظ أهلِ زمانه للحديث، وأذكرهم للتاريخ والرِّجال والجَرْح والتعْديل، يقوم على الكتب الخمسة قيامًا حسنًا، ويتكلَّم على أسانيدها ومتونها، ويستوفي خلاف الفُقَهاء، ويميل إلى الطائفتين، وكان فيه إقْدَام على تغيير المنكر. 1138 - أبو شامة * الإمام، الحافظ، العلامة، شهاب الدِّين، أبو القاسم، عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، المَقْدسي، ثم الدِّمَشْقي، الشَّافعي، المقرئ، النحْوي. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1460 "نفقة". * ذيل الروضتين: 37 - 45، ذيل مرآة الزمان: 2/ 367 - 368، تذكرة الحفاظ: 4/ 1460 - 1462، العبر: 5/ 280 - 281، معرفة القراء: 2/ 673 - 674، فوات الوفيات: 2/ 269 - 271، مرآة الجنان: 4/ 164، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 165 - 168، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 118 - 119، البداية والنهاية: 13/ 250 - 251، غاية النهاية: 1/ 365 - 366، السلوك للمقريزي: 1 / ق 2/ 562، النجوم الزاهرة: 7/ 224، طبقات الحفاظ: 507، بغية الوعاة: 2/ 77 - 78، الدارس في تاريخ المدارس (تنبيه الطالب): 1/ 23 - 24، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 263 - 265، شذرات الذهب: 5/ 318 - 319، روضات الجنات: 429.

ولد سنةَ تسعٍ وتسعين وخمس مئة (¬1). وقرأ القراءات على الشيخ عَلَمِ الدِّين السَّخَاوي. وسمع "الصحيح" من داود بن ملاعب، وأحمد بن عبد الله السُّلَمي، وسمع "مسند الشَّافعي" من الشيخ موفق الدين المَقْدسي، وسمع بالإسكندرية من عيسى بن عبد العزيز المقرئ، وحُبِّب إليه طلب الحديث سنة بضع وثلاثين: فسمَّع أولاده (¬2) من كريمة، وأبي إسحاق بن الخُشُوعي، وطائفة. وبَرَعَ في العربية، والقراءات، وشَرَحَ الشاطبية (¬3)، واختصر "تاريخ دمشق" مَرتين، وله تصانيف كثيرة مفيدة (¬4). ولي مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية، ومشيخة الحديث بدار الحديث الأشرفية، وكان متواضعًا، تاركًا للتكلُّف، فوق حاجبه الأيسر شامةٌ كبيرة. ¬

_ (¬1) في "فوات الوفيات": 2/ 270 "ولد سنة ست وتسعين"، وهو خطأ. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1461 "فسمع أولًا"، وهو وهم، إذ مَرَّ في صدر الخبر أنه سمع من داود بن ملاعب المتوفى سنة (616) هـ، انظر الحاشية رقم (2) ص 241 من هذا الجزء، وانظر ترجمة كريمة في "ذيل الروضتين": 173، وقد تصحفت فيه "ابني محمد"، إلى "ابن محمد". (¬3) هو "إبراز المعاني من حرز الأماني"، ومنه نسخة في دار الكتب الظاهرية رقم (عام 7730). (¬4) من أشهر تصانيفه كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين: النورية والصلاحية" وذيله، وهو مطبوع متداول، وانظر مؤلفاته في "ذيل الروضتين": 39 - 40.

1139 - النابلسي

روى عنه: برهان الدين الإسكندري، وشرف الدين الفَزَاري (¬1) الخطيب، وشهاب الدين الكَفْري، وعلي بن المِهْتار (¬2)، وغيرهم. توفِّيَ في رمضان سنةَ خمسٍ وستين وست مئة. 1139 - النَّابُلُسي * الإمام، الحافظ، الأديب، شرف الدين، أبو المُظَفَّر، يوسف بن الحسن بن بدر بن الحسن بن مفرِّج، النَّابُلُسي، ثم الدمَشْقي، الشَّافعي. ولد سنةَ ثلاثٍ وست مئة. وأجاز له من العراق أبو الفَتْح المَنْدَآئي، وابن طَبَرْزَد. وسمع من: ابن البُنّ، وأبي المجد القَزْويني، وأبي القاسم بن صَصْرَى، وزين الأمناء، وببغداد من عبد السلام الداهري (¬3)، وعمر بن كرم، وابن القَطِيعي، وطبقتهم، وسمع بحلب ومِصْر. وكتب الكثير، وجمع وصنَّف، وخرَّج لنفسه "الموافقات". ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1461، "الفراوي"، وهو تصحيف. (¬2) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1461 "المهبار"- بالباء الموحدة، وهو تصحيف. * ذيل مرآة الزمان: 3/ 27 - 30، تذكرة الحفاظ: 4/ 1462 - 1464، العبر: 5/ 297، فوات الوفيات: 4/ 340 - 342، مرآة الجنان: 4/ 172، تاريخ علماء بغداد للسلامي: 235، النجوم الزاهرة: 7/ 239، طبقات الحفاظ: 507 - 508، الدارس في تاريخ المدارس (تنبيه الطالب): 1/ 110، شذرات الذهب: 5/ 335. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1462 "الزهري"، وهو تصحيف، انظر "المشتبه": 1/ 331.

1140 - ابن الصابوني

روى عنه: الدِّمْيَاطي، والنجم بن الخَبَّاز، وأبو الحسن بن العَطَّار، وجماعة. وكان متيقظًا، حَسَنَ المذاكرة، مشهورًا بالحديث، رضي الأخلاق، له نَظْمٌ رائق (¬1)، ولي مشيخة دار الحديث النورية. وتوفِّيَ في المُحَرَّم سنة إحدى وسبعين وست مئة. وفيها: توفي العلَّامة تاج الدين أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد بن العماد محمد بن يونس، المَوْصلي صاحب "التعجيز" (¬2). والمحدث الإِمام الرَّحَّال شمس الدين محمد بن عبد المنعم بن عَمَّار (¬3) بن هامل الحَرَّاني بدمشق، وله ثمان وستون سنة. 1140 - ابن الصَّابوني * الإمام، المحدِّث، الحافظ، المفيد، جمال الدين، أبو حامد (¬4)، ¬

_ (¬1) انظر نماذج من شعره في "فوات الوفيات": 4/ 341 - 342. (¬2) التعجيز في مختصر الوجيز في الفروع الشافعية، انظر "كشف الظنون": 1/ 417 - 418. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1463 "عماد" -بالدال- وهو تصحيف، انظر "العبر": 5/ 296. * ذيل مرآة الزمان: 4/ 125، تذكرة الحفاظ: 4/ 1464 - 1465، العبر: 5/ 332، الوافي بالوفيات: 4/ 188 - 189، السلوك للمقريزي: ج 1 / ق 5/ 703، لسان الميزان: 5/ 310، النجوم الزاهرة: 7/ 353، طبقات الحفاظ: 508، الدارس في تاريخ المدارس (تنبيه الطالب): 1/ 110 - 111، شذرات الذهب: 5/ 333، الرسالة المستطرفة: 117. (¬4) في "ذيل مرآة الزمان": 4/ 125 "أبو عبد الله".

محمد بن الشيخ عَلَم الدين علي بن محمود بن أحمد بن الصابوني، المحمودي، شيخ دار الحديث النورية. ولد سنة أربع وست مئة. وسمع من القاضي أبي القاسم بن الحَرَسْتاني، وأبي البركات بن ملاعب، وأبي عبد الله بن البَنَّاء الصُّوفي، وأبي المحاسن بن السيِّد. ثم طلب وبالغ وكَتَبَ، وجَمَعَ وخرَّج، فأخذ عن ابن البُنّ، وابن صَصْرَى، والموفق عبد اللطيف، وطبقتهم. وكان صحيح النَّقْل، حسنَ الخَطِّ، له مجلَّد في المختلف والمؤتلف (¬1)، ذيل به على ابن نقطة، وتغيَّر قبل موته. قال ابن أبي الفتح: اختلط قبل أن يموت بسنة. روى عنه: الدِّمْيَاطي وأبو الحجاج المِري، وأبو محمد البِرْزَالي، وأبو الحسن بن العَطَّار، وغيرهم. ومات في ذي القَعْدة سنةَ ثمانين وست مئة (¬2)، ودُفن بسفح قاسيون. وفيها: توفي شيخ زمانه بالمَوْصل موفق الدِّين أحمد بن يوسف بن ¬

_ (¬1) سماه "تكملة إكمال الإكمال"، وقد طبع ببغداد سنة 1377 هـ= 1957 م بتحقيق الدكتور مصطفى جواد. (¬2) في "شذرات الذهب": 5/ 333 وردت وفاته في حوادث سنة (670) هـ وهو وهم، وفي "طبقات الحفاظ": 508 سنة ثمان، وهو تصحيف.

1141 - ابن العمادية

حسن الشَّيْبَاني الكَوَاشي (¬1) المُفَسِّر، وله تسعون سنة. وشيخ الأندلس الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن الطَّبَّاع الغَرْناطي المقرئ وقد قارب الثمانين. والمسنِد أمين الدين القاسم بن أبي بكر بن غنيمة الإرْبِلي راوي "صحيح مُسْلم". والمسند كمال الدين عبد الرحيم بنُ عبد الملك المَقْدسي، وله بضع وثمانون سنة. والمسند نجم الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن هبة الله بن سِنِيّ الدوْلة الدّمَشْقي. ومسند العراق شهاب الدِّين محمد بن يعقوب بن أبي الدنية، وله إحدى وتسعون سنة. ومسند دمشق شمس الدين أبو الغنائم المُسْلم بن محمد بن المُسْلم بن عَلَّان القيسي الكاتب، وله ست وثمانون سنة. 1141 - ابن العمادية * الإمام، الحافظ، الرَّحَّال، وجيه الدين، أبو المُظفَّر، منصور بن سَليم (¬2) بن منصور بن فتوح، الهَمْدَاني، الإسكندراني، الشافعي، محتسب الثغر. ولد سنة سَبْعٍ وست مئة. ¬

_ (¬1) نسبة إلى الكواشي، بالفتح وشينه معجمة: قلعة حصينة في الجبال التي في شرقي الموصل. "معجم البلدان": 4/ 486. * ذيل مرآة الزمان: 3/ 103، تذكرة الحفاظ: 4/ 1467 - 1469، العبر: 5/ 301 - 302، مرآة الجنان: 4/ 173، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 375 - 376، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 225 - 226، تاريخ علماء بغداد للسلامي: 229 - 231، النجوم الزاهرة: 247/ 7، حسن المحاضرة: 1/ 356، طبقات الحفاظ: 509، شذرات الذهب: 5/ 341، هدية العارفين: 2/ 474. (¬2) في "طبقات الشافعية" للسبكي بضم السين، وهو تصحيف، وحرفت في "بغية الوعاة" إلى سليمان.

وسمع من: محمد بن عماد، والصَّفْراوي، وجعفر الهَمْداني، وطبقتهم. وفي الرِّحْلَة من: ابن روزبه، والقَطِيعي، وابن الخازن. وسمع بمصر من: علي بن مختار، وبدمشق من مكرم، وبحماة من ابن رواحة، وبحلب من يعيش النَّحْوي، وبحران من حَمْدِ بن صُدَيق، وبمكة من أبي النُّعْمان التبْرِيزي. وصنَّف "المعجم"، و "الأربعين البُلْدانية"، وتاريخ بلده في مجلدين. وعني بالحديث والفِقْه، وكان موصوفًا بالديانة والمروءة، وكان محسنًا إلى الرحالة، ليِّن الجانب. كتب عنه: الدِّمْيَاطي، وعِزُّ الدين الحُسَيني، والقاضي سعد الدين الحارثي، وغيرهم. ولم يخلف بعده بالثغْر مِثْلَه. توفي في شوَّال سنة ثلاث وسبعين وست مئة (¬1). وفيها: مات المحدث الصَّاحب شرف الدين إسماعيل بن أحمد بن علي الشَّيبَاني الأمِدِي الصروف بابن التِّيتي: مؤلف "تاريخ آمد". وشيخ القُراء رشيد الدين أبو بكر بن أبي الدر المكيني الدِّمَشْقي. وشيخ الحنفية قاضي القُضَاة شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرَعي، وله ثمان وسبعون سنة. والفخر عثمان بن محمد بن الحاجب منصور الأميني بمصر، وقد أسمَعَهُ أخوه عمر من هبة الله بن طاوس، وخَلْقٍ. والعلامة أبو الحُسَين محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الْأشْعري الاندلسي، قاضي غَرْناطة، رحمهم الله تعالى. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1468 "سنة سبع وسبعين"، وهو خطأ.

1142 - ابن الساعي

1142 - ابن السَّاعي * الإمام، المحدِّث، المؤرِّخ، تاج الدين، أبو طالب، عليُّ بن أنجب بن عثمان بن عبد الله، البَغْدَادي، خازن كُتُب المستنصرية، وصاحب التصانيف. صحب ابنَ النَّجَّار (¬1)، وتخرَّج به، وسمع من جماعة. وذيل على "الكامل: لابن الأثير (¬2)، وعمل تاريخًا لشعراء زمانه، و "مناقب الخُلَفاء" و"تاريخ الوزراء"، و"تاريخ نساء الخُلَفاء"، و"سيرة الخليفة الناصر" (¬3)، ومؤلفاته كثيرة. وعمِّر واشتهر، ومات في رمضان سنة أربع وسبعين وست مئة، وله اثنتان وثمانون سنة (¬4). ¬

_ * ذيل مرآة الزمان: 3/ 147، تذكرة الحفاظ: 4/ 1469، البداية والنهاية: 13/ 270، تاريخ علماء بغداد للسلامي: 137 - 139، الجواهر المضية: 2/ 546، طبقات الحفاظ: 509، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 394 - 395، كشف الظنون: 1/ 573، شذرات الذهب: 5/ 343 - 344، هدية العارفين: 1/ 712 - 713. (¬1) سلفت ترجمته رقم (1119) من هذا الكتاب. (¬2) لعله "الجامع المختصر" المطبوع منه الجزء التاسع سنة (1934) م، بتحقيق الدكتور مصطفى جواد. (¬3) هو أحمد بن المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد، أبو العباس، ولي الخلافة في بغداد سنة (575) هـ بعد وفاة أبيه، وطالت أيام خلافته حتى توفي سنة (622) هـ، وكان متقلب الأطوار، مولعًا باللهو، ويقال: إنه هو الذي أطمع التتر في البلاد، انظر "الكامل": 12/ 438 - 440. (¬4) أي أن ولادته كانت سنة (592 هـ)، وفي "البداية والنهاية": 13/ 270 "ولد سنة ثلاث وتسعين".

1143 - النواوي

1143 - النَّوَاوي * الإمام، الفَقِيه، الحافظ الأوحد، القُدْوة، الزَّاهد، محيي الدين، أبو زكريا، يحيى بن شرف بن مِرَى (¬1)، الحِزَامي، الحَوْراني، الشَّافعي، صاحب التصانيف. ولد في المحرَّم سنة إحدى وثلاثين وست مئة. وقدم دمشق سنةَ تسعٍ وأربعين (¬2)، فسكن في الرواحيَّة (¬3)، وحفظ -فيما قيل- "التنبيه" (¬4) في أربعة أشهر ونصف، وقرأ رُبْعَ "المُهَذَّب" (¬5) ¬

_ * ذيل مرآة الزمان: 3/ 283 - 291، تذكرة الحفاظ: 4/ 1470 - 1474، العبر: 5/ 312 - 313، فوات الوفيات: 4/ 264 - 268، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 395 - 400، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 476 - 477، البداية والنهاية: 13/ 278 - 279، السلوك للمقريزي: 1 / ق 2/ 648، النجوم الزاهرة: 7/ 278، ترجمة الإمام النووي للسخاوي، طبقات الحفاظ: 510، الدارس في تاريخ المدارس (تنبيه الطالب): 1/ 24 - 25، مفتاح السعادة: 1/ 398، شذرات الذهب: 5/ 354 - 356، روضات الجنات: 744. ونوى: بليدة من أعمال حوران النسبة إليها نواوي، ونواني، ونووي، انظر "معجم البلدان": 5/ 307، و"تاج العروس" (نوى). (¬1) بالكسر والقصر كما في "تاج العروس" (مرى)، وفي "الفتوحات الوهبية": بضم الميم وكسر الراء. (¬2) في "مفتاح السعادة": 1/ 398 "قدم دمشق في خمسين وست مئة، وله تسع وعشرون سنة"، وهو خطأ كما لا يخفى. (¬3) انظر حاشيتنا رقم (3) ص 215 من هذا الكتاب. (¬4) "التنبيه في فروع الشافعية" للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي المتوفى سنة (476) هـ، انظر "كشف الظنون": 1/ 489. (¬5) "المهذب في الفروع" للإمام أبي إسحاق الشيرازي أيضًا، وقد شرع الإمام النووي في شرحه، وسماه "المجموع شرح المهذب"، بلغ فيه إلى باب الربا، ولم يتمه، وهو مطبوع مشهور، متداول، انظر "كشف الظنون": 2/ 1912.

من حفظه في باقي السنة على شيخه الكمال إسحاق بن أحمد، ثم حَجَّ مع أبيه، وسمع من الرضي بن البرهان، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنْصْاري، وزين الدين بن عبد الدائم، وزين الدين خالد بن يوسف، وتقي الدين بن أبي اليُسْر، وجمال الدين بن الصيرفي، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وغيرهم. وقرأ "الكمال" للحافظ عبد الغني (¬1) على الزين خالد (¬2)، وشرحًا في أحاديث "الصحيحين" على المحدث أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى المُرَادي، وأخذ الأصول عن القاضي التَّفْلِيسي، وتفقَّه على جماعة منهم: الكمال سلَّار الإِرْبِلي، وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح، وقرأ النحو على الشيخ أحمد المِصْري، وقرأ على ابن مالك كتابًا من تصنيفه. ولازم الاشتغال والتصنيف، وتخرَّج به جماعة، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد أبي شَامة (¬3). حدَّث عنه: ابن أبي الفتح، والمِزِّي، وابن العَطَّار، وغيرهم. وقد ذكر ابنُ العَطَّار "سيرتَه" في كراريس (¬4)، وحكى عنه أنه كان ¬

_ (¬1) سلفت ترجمته برقم (1090) من هذا الكتاب. (¬2) سلفت ترجمته برقم (1129) من هذا الكتاب. (¬3) انظر "الدارس في تاريخ المدارس" (تنبيه الطالب): 1/ 24 - 25. (¬4) علي بن إبراهيم بن داود، أبو الحسن، علاء الدين بن العطار، صحب الإمام النووي، وتتلمذ عليه، وحفظ "التنبيه" بين يديه، حتى كان يقال له: مختصر النووي، ولي درس الحديث بالنورية، ولم يكن مثل الأقران الذين نبغوا في عصره، ألف في ترجمة الإمام النووي كتاب "تحفة الطالبين"، منه نسخة مصورة في مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق، وله كتب أخرى، توفي سنة (724) هـ، والإمام الذهبي أخوه لأمه من الرضاعة، انظر "الدرر الكامنة": 3/ 73 - 74، و"كشف الظنون": 1/ 368.

يقرأُ كلَّ يوم اثني عشر درسًا على مشايخه شرْحًا وتصحيحًا: دَرْسين في "الوسيط"، ودرسًا في "المهذَّب"، ودرسًا في "الجمع بين الصحيحين"، ودرسًا في "صحيح مُسْلم"، ودرسًا في "اللمع" لابن جنِّي، ودرسًا في "إصلاح المنطق"، ودرسًا في التصريف، ودرسًا في أصول الفقه، ودرسًا في أسماء الرجال، ودرسًا في أصول الدين. قال (¬1): وكنت أعلق جميعَ ما يتعلق بها من شَرْح مُشْكل، ووضوح عبارة، وضَبْط لغَة، وبارك الله لي في وقتي، وخَطَرَ لي أن أشتغل بالطّب، واشتريت كتاب "القانون" فأظلم قلبي، وبقِيت أيامًا لا أقدر على الاشتغال، فأفقتُ على نفسي، وبعت "القانون" فأنار قلبي. قال ابن العطار: وكان يمتنع من أكل الفواكه والخيار ويقول: أخاف أن يرطِّب جسمي، ويَجْلِبَ النَّوْم. وكان يأكل في اليوم واليلة أكلةً، ويشرب شربة واحدة عند السَّحَر، وكلَّمْتُه في الفاكهة فقال: دمشق كثيرة الأوقاف، وأملاكُ مَنْ تحت الحجْر والتصرف لهم لا يجوز إلا على وجه الغبطة لهم، ثم المعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها خلاف، فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك؟ وقال ابن فَرَح (¬2): الشيخ محيي الدِّين قد صار إلى ثلاثِ مراتب، كل مرتبة منها لو كانت لشخص لشُّدَّت إليه الرِّحال: العِلْم، والزهد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال الشيخ شمس الدين بن الفخر الحَنْبَلي: كان إمامًا بارعًا، ¬

_ (¬1) أي الإمام النووي. (¬2) ستأتي ترجمته برقم (1151) من هذا الكتاب.

حافظًا مفتيًا، أتقن علومًا شتى، وصنَّف التصانيف الجمَّة، وكان شديد الورع والزُّهد، تاركًا لجميع ملاذِّ الدنيا من الماكول إِلا ما يأتيه به أبوه من كعك وتين، وكان يَلْبَسُ الثياب الرَّثَّة المرقعة، ولا يدخُل حمَّامًا، وترك الفواكه جميعها، ولم يتناول من الجهات دِرْهمًا. وقال الشيخ قُطْب الدِّين اليونيني: كان أوحدَ زمانه في العلم والوَرَع والعِبادة، والتقلُّل وخشونة العَيْش، واقف الملك الظاهر بدار العَدْل غير مرَّة: فَحُكِيَ عن الملك الظّاهر (¬1) أنه قال: أنا أفزع منه (¬2). سافر لزيارة بيت المقَدْس، وعاد إلى نوى فمِرَض عند والده، ومات في رجب سنة ست وسبعين وست مئة. وفيها: مات شيخ العراق العلَّامة المقرئ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البَغْدَادي الحَنْبَلي. والشيخ شمس الدين قاضي القُضَاة أبو بكر محمد بن العماد إبراهيم (¬3) بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي بمصر، وله أربع وسبعون سنة. ¬

_ (¬1) من سلاطين الممالك المشهورين، تولى سلطنة مصر والشام سنة (658) هـ، وتوفي سنة (676) هـ، وقبره بالقبة من المدرسة التي أمر ابنه السعيد ببنائها، وهي الآن مقر دار الكتب الظاهرية، انظر ترجمته وأخباره في "النجوم الزاهرة": 7/ 94، وما بعدها. و"الدارس في تاريخ المدارس" (تنبيه الطالب): 1/ 348 - 359. (¬2) انظر "ذيل مرآة الزمان": 3/ 283، وانظر رسائله الجريئة إلى الملك الظاهر في "ترجمة شيخ الإسلام النووي" للسخاوي: 40 - 55. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1474 "محمد بن العماد بن إبراهيم"، وهو خطأ، انظر ترجمته في "العبر": 5/ 311.

1144 - محب الدين

1144 - محبُّ الدِّين * الإِمام، المحدِّث، المفتي، فقيه الحَرَم، أبو العَبَّاس، أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر، الطَّبَري، ثُمَّ المكِّي، الشَّافعي، محدِّث الحجاز، ومصنف "الأحكام الكبير" (¬1). ولد سنة خمس عشرة وست مئة. وسمع من أبي الحسن بن المُقَيَّر، وابن الجُمَّيزِي، وشُعيب الزعْفَرَاني، وجماعة. وتفقَّه، ودرّس، وجَمَعَ وصنّف (¬2)، وكان زاهدًا كبير الشَّأن. روى عنه: الدِّمْيَاطي من نظمه، وأبو الحسن بن العَطَّار، وأبو محمد البِرْزَالي، وآخرون. ¬

_ * تذكرة الحفاظ: 4/ 1474 - 1475، العبر: 5/ 382، الوافي بالوفيات: 7/ 135، مرآة الجنان: 4/ 224، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 18 - 20، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 179، البداية والنهاية: 13/ 340، العقد الثمين: 3/ 61 - 72، النجوم الزاهرة: 8/ 74 - 75، المنهل الصافي: 1/ 320 - 329، طبقات الحفاظ: 510 - 511، شذرات الذهب: 5/ 425 - 426، فهرس مخطوطات الظاهرية الفقه الشافعي: 185 - 186. (¬1) انظر "كشف الظنون": 1/ 20، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1474 "الأحكام الكبرى". (¬2) طبع من مصنفاته: السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين، والرياض النضرة في مناقب العشرة في جزأين، والقرى لقاصد أم القرى، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى.

1145 - الأبيوردي

وروى عنه أيضًا: ابنُه قاضي مكة جمال الدين محمد، وحفيده الإمام نجم الدِّين قاضي مكة. مات في جُمَادى الآخرة سنة أربع وتسعين (¬1) وست مئة. وفيها: توفي إلامام عزُّ الدِّين أحمد بن إبراهيم بن عمر الفَارُوثي بواسط. وشيخ الشافعية شرف الدين أحمد بن أحمد بن المَقْدسي خطيب دمشق. وشيخ منين (¬2) أبو الرِّجَال بن مُرِّي الزّاهد. 1145 - الْأبْيِوَرْدِي * الإمام، المحدِّث، الحافظ، زين الدِّين، أبو الفتح، محمد بن محمد (¬3) بن أبي بكر، الصُّوفي، الشَّافعي، نزيل القاهرة. ولد سنة إحدى وست مئة تقريبًا. وطلب الحديث في كهوله: فسمع من كريمة الزُّبَيرية، والسَّخاوي، والحافظ ضياء الدين، ومن أصحاب السِّلَفي وابن عساكر، ثم نزل إلى أصحاب البُوصيري، والخُشُوعي، ثم إلى أصحاب ابن باقا، وابن الزبيدي. وكتب الكثير، وقَلَّ ما روى. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1475 "أربع وسبعين" وهو خطأ. (¬2) قرية من أعمال دمشق، انظر "معجم البلدان": 5/ 218. * تذكرة الحفاظ: 4/ 1475 - 1476، العبر: 5/ 286 - 287، طبقات الحفاظ: 511، حسن المحاضرة: 1/ 356، شذرات الذهب: 5/ 325. (¬3) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1475 "محمد بن أحمد"، وهو تحريف.

1146 - الإسعردي

قال الشريف في "الوَفَيات" (¬1): كان حريصًا على التحصيل، صابرًا على كلف الاستفادة، سمِعْت منه، وكان من أهل الدين والصلاح والعفاف، وله فَهْمٌ، وفيه تيقظ، خرج "مُعْجمه" ووقف أجزاءه وكتبه. توفي في حادي عشر جُمَادى الأولى سنةَ سبع وستين وست مئة. وقد روى عنه: الدمْيَاطي بيتين من نظمه، وقال: توفي بخانقاه سعيد السعداء (¬2). وفيها: توفي شيخ الصَّعيد الإمام مجد الدين علي بن وَهْب بن مطيع القُشَيري المالكي ابن دقيق العيد، وله خمس وثمانون سنة. ومدرس الحَنْبَلية بدمشق الشيخ تاج الدين مُظَفَّر بن عبد الكريم بن نجم بن الحَنْبَلي. 1146 - الإسْعِرْدِي * الإمام، المحدث، الحافظ، مفيد القاهرة، تقي الدين، أبو القاسم، عُبَيْد (¬3) بن محمد بن عَبَّاس بن محمد. ¬

_ (¬1) أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، الشريف، أبو العباس، عز الدين الحسيني، مؤرخ من الحفاظ، كان نقيب الأشراف بمصر، وهو من تلاميذ الحافظ المنذري، له "صلة التكملة لوفيات النقلة"، ذيل به على "التكملة لوفيات النقلة" للمنذري، ما زال مخطوطًا، توفي بمصر سنة (695) هـ، انظر "شذرات الذهب": 5/ 430، و"كشف الظنون": 2/ 2020. (¬2) انظر "خطط المقريزي": 2/ 415 - 416. * تذكرة الحفاظ: 4/ 1476 - 1477، العبر: 5/ 376، تبصير المنتبه: 1/ 46، طبقات الحفاظ: 511 - 512، حسن المحاضرة: 1/ 356، كشف الظنون: 2/ 989، شذرات الذهب: 5/ 421، تاج العروس (إسعرد). (¬3) في "تبصير المنتبه": 1/ 46، "تقي الدين بن عبيد" وفي "تاج العروس (إسعرد) عبيد الله.

ولد بإسْعِرْد سنة اثنتين وعشرين وست مئة. وتحول إلى مِصْر مع أبيه، فسمع من علي بن مختار العامري، والحسن بن دينار الضائغ، ويوسف بن المخيلي، وابن المُقَيَّر، وابن رواج، وغيرهم. ومن هِبة الله بن محمد بن المقْدسي، وحمزة الغزال، والسِّبْط بالإسكندرية، ومن الرَّشيد بن مسلمة بدمشق. وكتب الكثير، وبَرَعَ في التخريج، وأسماء الرجال وانتخب لجماعة. سمع منه: ابن الظَّاهري، وكان يثني عليه، ويقدِّمه على سائر الطلبة. وروى عنه: الحارثي، وابنه شمس الدِّين، والمِزِّي، والحلبي، واليَعْمَري، والبِرْزَالي، وابن سامة. توفِّي في شعبان سنة اثنتين وتسعين وست مئة، وله سَبْعون سنة. وفيها: توفي الإمام القُدْوة مسنِدُ الوقت تقي الدِّين إبراهيم بن علي بن أحمد بن فَضْل بن الواسطي الصَّالحي الحَنْبَلي. والشيخ الزَّاهد إبراهيم بن الشيخ عبد الله بن يونس الأرْمَوي (¬1) ثم الصَّالحي. والمسنِدُ سيف الدين علي بن الرضى عبد الرحمن بن محمد الحَنْبَلي الصَّالحي، وله خمس وسَبْعون سنة. ¬

_ (¬1) في الأصل، وفي "تذكرة الحفاظ": 4/ 1477 "الأرمني" وهو تحريف، والأرموي نسبة إلى أُرمية، مدينة قديمة بأذربيجان، وإلى أبيه عبد الله بن يونس تنسب الزاوية الأرموية التي كانت في جبل قاسيون، انظر "معجم البلدان": 1/ 159، و"الدارس في تاريخ المدارس": 2/ 196.

1147 - الدمياطي

1147 - الدِّمْيَاطيُّ * الإمام، الحافظ، الفَقِيه، العَلَّامة، النّسابة، شيخ المحدِّثين، شرف الدين، أبو محمد، عبد المُؤْمن بن خلف بن أبي الحسن، التُّوني (¬1)، الشّافعي، صاحب التَّصانيف. ولد في آخر سنة ثلاث عشرة وست مئة. وتفقه بدِمْيَاط، ثم طلب الحديث: فارتحل إلى الإسكندرية، وسمع بها من علي بن زيد النسارسي، وظافر بن شحم، وجماعة، وبمصر من ابن المُقَيَّر، وعلي بن مختار، ويوسف بن المخيلي وطبقتهم. وببغداد من أبي نَصْر بن العُلِّيق، وإبراهيم بن الخير، وخَلْق، وبحلب من أبي القاسم بن رَوَاحة، وسمع من ابن خليل شيئًا كثيرًا، وسمع بحماة من صفيَّة القُرَشية، وبماردين من عبد الخالق القشَيري، وبحَرَّان من عيسى الخياط. وكتَبَ العالي والنَّازل، وسكن دمشق فأكثر بها عن ابن مسلمة ¬

_ * تذكرة الحفاظ: 4/ 1477 - 1479، ذيل العبر: 33، معرفة القراء: 2/ 729 - 730، فوات الوفيات: 2/ 409 - 411، طبقات الشافعية للسبكي: 10/ 102 - 123، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 552 - 554، البداية والنهاية: 14/ 40، تاريخ علماء بغداد: 120 - 122، غاية النهاية: 1/ 472، الدرر الكامنة: 3/ 30 - 32، النجوم الزاهرة: 8/ 218 - 218، طبقات الحفاظ: 512، حسن المحاضرة: 1/ 357، شذرات الذهب: 6/ 12 - 13. (¬1) نسبة إلى تونة؛ جزيرة قرب تنيس ودمياط، انظر "معجم البلدان": 2/ 62.

1148 - ابن الظاهري

وغيره، وعَدَدُ شيوخه ألف وثلاث مئة. وكان ثِقَةً، حُجَّة، متقنًا، ضابطًا، دَيِّنًا، متواضعًا، بارعًا في الأنساب، وتلا بالسبع على الكمال الضرير. حدَّث عنه الحُفَّاظ: المِزِّي، والذّهبي، والبِرْزَالي، واليَعْمَري، والحلبي، وغيرهم. وروى عنه: أَبو حَيَّان الأندلسي النّحْوي، وآخرون. قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج: ما رأيتُ في الحديث أحفظَ من الدمْيَاطي. توفِّيَ فجأة بعد أن قُرئ عليه الحديث في ذي القَعْدة سنةَ خمس وسبع مئة، وكانت جنازته مشهودة. وفيها: توفي خطيب دمشق ومحدِّثها المقرئ النحوي، شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفَزَاري (¬1) الشَّافعي، وله خمس وسبعون سنة. 1148 - ابن الظَّاهِري * الإمام، المحدِّث، الحافظ، الزاهد، مفيد الطلبة، جمال الدين، ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1479 "الفراوي"، وهو تصحيف. * تذكرة الحفاظ: 4/ 1479 - 1480، العبر (النص المستدرك): 23 - 24، معرفة القراء: 2/ 735، الوافي بالوفيات: 8/ 36 - 37، غاية النهاية: 1/ 122، السلوك للمقريزي: ج 1 / ق 3/ 830، حسن المحاضرة: 1/ 357، طبقات الحفاظ: 512 - 513، شذرات الذهب: 5/ 435.

أبو العباس، أحمد بن محمد بن عبد الله، الحَلَبي، مَوْلى (¬1) الملك الظَّاهر غازي بن يوسف (¬2). ولد في شوال سنة ست وعشرين وست مئة بحلب. وسمع من ابن اللَّتِّي، والإرْبِلي، وكريمة، وابن رَوَاحة، وابن يعيش، وصفية الحَمَويَّة، والشيخ الضِّياء، وشُعيب الزَّعْفَراني، ويوسف السَّاوي، والنِّشْتَبْري، وخلْقٍ بحلب ودمشق ومصر والحَرَمين وماردين وحَرَّان والإسكندرية وحمص. وشيوخه سبع مئة شيخ، وجمع "أربعي البلدان"، وكتب الكثير، وخَرَّج لخَلق، وكان حسن الانتخاب. خبيرًا بالموافقات والمصافحات، صَدُوقًا، دَيِّنًا، خَيِّرًا، سهل العارِيَّة، ذا كرم وحياء وتعفف. تفقه على مذهب أبي حنيفة، وتلا بالسَّبْع. وأخذ عنه الحُفاظ: المِزِّي، والذّهبي، والبِرْزالي، والحلبي، واليَعْمَري، وغيرهم. وتوفي في ربيع الأوَّل سنة ستٍّ وتسعين وست مئة، وكان قد جاءته ضَرْبةُ سيف على عُنقه في كائنة حلب، ووقع بين القتلى، ثم سَلِمَ، فكان في عنقه ميلةٌ منها، رحمه الله. وفيها: مات القاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان المَعَرِّي، ثم البَعْلي الشافعي، وله ثلاث وتسعون سنة. والإمام شمس الدين محمد بن حازم بن حامد المَقْدسي الصالحي الحَنْبَلي، وله ست وسبعون سنة. ¬

_ (¬1) في "شذرات الذهب": 5/ 435 "كان أبوه مولى للظاهر غازي بن يوسف". (¬2) هو ابن صلاح الدين الأيوبي "تولى حلب سنة (825) هـ، حتى توفي سنة (613) هـ، انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": 4/ 6 - 10.

1149 - ابن دقيق العيد

1149 - ابن دقيق العيد * الإِمام، الفقيه، الحافظ، العَلَّامة الأَوْحد، الشيخ تقي الدِّين، أبو الفَتْح، محمد بن علي بن وَهْب بن مطيع، القُشَيري، المَنْفَلُوطي، الصَّعِيدي، المالكي والشَّافعي، صاحب التصانيف. ولد في شعبان سنة خمسٍ وعشرين وست مئة. وسمع من ابن الجُمَّيزِي، وابن رواج، وسِبْط السِّلفي، والزكي عبد العظيم، وطائفة، وبدمشق من ابن عبد الدائم، وأبي البقاء خالد بن يوسف. وخرج لنفسه أربعين تساعية، وكان من أذكياء زمانه، واسع العِلْم، كثيرَ الكُتُب، مديمًا للاشتغال، وكان يبالغ في أمر الطَّهارة ويشدد. روى عنه: القاضي علاء الدين القونوي، والقاضي علم الدِّين بن الأخنائي، والشيخ جمال الدين المِزِّي، والشيخ قُطْب الدين الحَلَبي، وآخرون. قال الشيخ قُطْب الدين: كان الشيخ تقي الدين إمام أهل زمانه، ¬

_ * الطالع السعيد: 567 - 599، تذكرة الحفاظ: 4/ 1481 - 1484، ذيل العبر: 21 - 22، فوات الوفيات: 3/ 442 - 450، الوافي بالوفيات: 4/ 193 - 209، مرآة الجنان: 4/ 236 - 238، طبقات الشافعية للسبكي: 9/ 207 - 249، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 227 - 233، البداية والنهاية: 14/ 27، الديباج المذهب: 324 - 325، الدرر الكامنة: 4/ 210 - 214، النجوم الزاهرة: 8/ 206 - 207، طبقات الحفاظ: 513، حسن المحاضرة: 1/ 317 - 320، مفتاح السعادة: 2/ 219 - 220، شذرات الذهب: 6/ 5 - 6، البدر الطالع: 2/ 229 - 232، الرسالة المستطرفة: 180.

وممن فاق بالعِلْم والزُّهْد على أقرانه، عارفًا بالمذهبين، إمامًا في الأَصْلَين، حافِظًا، متقنًا في الحديث وعلومه، يُضْرَبُ به المثل في ذلك، وكان آيةً في الحفظ والإِتقان والتحرِّي، وشديدَ الخوف، دائم الذِّكْر، لا ينام الليل إلا قليلًا، يقطعه فيما بين مطالعةٍ وتلاوةٍ وذِكْرٍ وتهجُّدٍ حتى صار السَّهر له عادة، وأوقاته كلُّها معمورة، ولم يُرَ في عصره مثله، صنَّف كتبًا قليلة، كمل تسويد كتاب "الإِمام" وبيَّض منه قطعة، وشرح "مقدمة المُطَرِّزي في أُصول الفقه"، وله "الأربعون في الرِّواية عن رب العالمين"، وشرح بعض "الإِلمام" شرحًا عظيمًا، وشرح بعض "مختصر ابن الحاجب" في الفقه لمالك، لم أَرَ في كتب الفقه مثله، عزَلَ نفسه من القضاء غَيرَ مَرَّة، ثم يسأل ويعاد، وبلغني أنَّ السلطان حُسَام الدِّين (¬1) لما طلع إليه الشيخ قام للقيه، وخَرَجَ عن مرتبته، وكان كثير الشَّفَقة على المشتغلين، كثير البِرِّ لهم، أتيته بجزء سمعه من ابن رواج والطبقة بخَطِّه فقال: حتى أنظر. ثم عُدْتُ إليه فقال: هو بخطِّي محقق، ولكن ما أُحقق سماعي له، ولا أذكره. توفِّيَ في صفر سنة اثنتين وسبع مئة. وفيها: مات مُفْتي نابُلُس الشيخ فخر الدين عليُّ بن عبد الرحمن بن عبد المُنْعم النَّابُلُسي الحَنْبَلي. والمسنِد عبد الحميد بن أحمد بن خَوْلان البَنَّاء بزَمْلَكا (¬2)، وله بضع وثمانون سنة. والمسند الأمين بَدْرُ الدِّين ¬

_ (¬1) لاجين بن عبد الله المنصوري، حسام الدين، من ملوك دولة المماليك البحرية بمصر والشام، ولي السلطنة سنة (695) هـ، وتلقب بالملك المنصور، قتل سنة (698) هـ، انظر "السلوك" للمقريزي: ج 1 / ق 3/ 820 - 865. (¬2) زملكان؛ قرية بغوطة دمشق، وأهل الشام لا يلحقون به النون، انظر "معجم البلدان": 3/ 150.

1150 - ابن الزبير

أبو علي الحسن بن علي بن أبي بكر بن يونس بن الخَلَّال الدِّمَشْقي، وله ثلاثٌ وسبعون سنة. والإِمام المحدِّث نجم الدِّين موسى بن إبراهيم بن يحيى الشَّقراوي (¬1) الصَّالحي الحَنْبَلي. وشيخ القُرَّاء الخطيب برهان الدين إبراهيم بن فَلاح بن محمد بن حاتِم الجُذَامي الإِسكندراني الشَّافعي بدمشق. ومسند بلاد المَغْرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطَّائي القُرْطُبي الأديب، وله تسع وتسعون سنة. 1150 - ابن الزُّبَير * الإِمام، الحافظ، العَلَّامة، شيخ القُرَّاء، والمحدِّثين بالأندلس، أبو جعفر، أحمد بن إبراهيم بن الزُّبَير بن محمد بن إبراهيم بن الزُّبير بن عاصم، الثَّقَفي، العَاصمي، الغَرْنَاطي، النَّحْوي. ولد سنة سَبْعٍ وعشرين وست مئة (¬2). وتلا السَّبْع على أبي الحسن علي بن محمد الشَّارِّي (¬3) صاحب ابن عبيد الله الحَجْري، وعلى أبي الوليد إسماعيل بن يحيى الأَزْدِي ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1483 "الصفراوي"، وهو تحريف، انظر ترجمته في "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 348 - 349، و "الدرر الكامنة": 5/ 141 - 142. * الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة: ج 1 / ق 1/ 39 - 45، تذكرة الحفاظ: 4/ 1484 - 1485، ذيل العبر: 44، الإِحاطة: 1/ 195 - 200، الديباج المذهب: 42، غاية النهاية: 1/ 32 - 33، الدرر الكامنة: 1/ 89 - 91، المنهل الصافي: 1/ 197 - 201، طبقات الحفاظ: 513، بغية الوعاة: 1/ 291 - 292، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 26 - 27، شذرات الذهب: 6/ 16. (¬2) في "التكملة": 1/ 45، ولد بجيان سنة ثمان وعشرين وست مئة". (¬3) بالمعجمة وتشديد الراء، انظر ترجمته في "غاية النهاية": 1/ 574 - 575.

العَطَّار صاحب محمد بن حسنون الحِمْيَري، وسمع في سنة خمس وأربعين وبعدها من سَعْد بن محمد الحَفَّار، وأبي زكريا يحيى بن أبي الغصن، وإسحاق بن إبراهيم بن عامر الطَّوْسي، ومحمد بن عبد الرحمن بن جوبر البَلَنْسي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الكماد (¬1)، وخلق. وسمع "السنن الكبير" للنسائي من أبي الحسن الشَّارِّي بسماعه لجميعه من أبي محمد بن عبيد الله. وعني بهذا الشَّأْن، ونظر في الرِّجَال، وعمل تاريخًا للأندلسيين ذَيَّل به على كتاب "الصِّلَة" لابن بشْكُوال (¬2)، وساد النَّاس في القراءات، وأحكمَ العربية، وتصدَّر مُدَّة. أخذ عنه: أبو حَيَّان النَّحْوي، وأبو القاسم محمد بن محمد بن سَهْل، وابن المرابط، وأبو القاسم بن عمران الحَضرَمي السَّبْتي، وآخرون. توفِّيَ سنة ثمانٍ وسبع مئة بغرْنَاطة. وفيها: مات بقيَّةُ المسندِين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين السُّلَمي ابن المَوَازِيني بدمشق، وله أربع وتسعون سنة. ومسند العراق شيخ المُسْتَنْصرية عماد الدِّين إسماعيل بن علي بن الطَّبَّال الْأزَجي، وله سبع وثمانون سنة ونصف. والإِمام محدِّث القاهرة شمس الدين محمد بن ¬

_ (¬1) في الأصل: "أبي إسحاق بن إبراهيم"، وهو وهم، انظر ترجمته التي سلفت برقم (1137) من هذا الكتاب. (¬2) نشر القسم الأول منه سنة (1919) م الأستاذ المستشرق الفريد بيل والشيخ محمد بن أبي شنب، ونشر القسم الأخير بروفنسال سنة (1937) م.

1151 - ابن فرح

عبد الرحمن بن سامة الطَّائي المَقْدسي الحَنْبَلي كهلًا. وشيخ القُرَّاء جمال الدين إبراهيم بن غالي البَدَوي الحِمْيَري بدمشق، وله نحوٌ من ستين سنة، وآخرون. 1151 - ابن فَرَح * الشيخ، الإِمام، العالم، الحافظ، الزَّاهد، شيخ المحدِّثين، شهاب الدِّين، أبو العَبَّاس، أحمد بن فَرَح (¬1) بن أحمد، اللَّخْمي، الإِشبيلي، الشَّافعي، نزيل دمشق. ولد سنة أربع وعشرين وست مئة. وأسرته الإِفرنج، ثم نجَّاه الله، وحَجَّ، وسمع بمصر من شيخ الشُّيوخ عبد العزيز الأَنْصَاري، والشيخ عِزِّ الدين بن عبد السَّلام وطبقتهما، وبدمشق من ابن عبد الدائم، وفراس العَسْقَلاني، وابن أبي اليُسْر، وخَلْق. وعني بهذا الشأن، ثم أقبل على تقييد الألفاظ، وفهم المتون، ومذاهب العلماء، وكانت له حَلْقة إقراء للحديث، وكان صدوقًا، متعففًا، كتب الكثير، وتخرَّج به جماعة. ¬

_ * تذكرة الحفاظ: 4/ 1486 - 1490، العبر: 5/ 393 - 394، الوافي بالوفيات: 7/ 286 - 287، طبقات الشافعية للسبكي: 8/ 26 - 29، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 291 - 292، النجوم الزاهرة: 8/ 191، طبقات الحفاظ: 514، شذرات الذهب: 5/ 443 - 444، الرسالة المستطرفة: 218. (¬1) في "العبر": 5/ 393، و "النجوم الزاهرة": 8/ 191 فرج -بالجيم- وهو تصحيف، انظر "تبصير المنتبه": 3/ 1072.

وتوفي بمنزله في تربة أُم الصَّالح مبطونًا في جُمَادى الآخرة سنة تسعٍ و [تسعين] (¬1) وست مئة، وهي سنة قازان (¬2). وفيها: توفي خَلْقٌ عظيم بدمشق، منهم: العلامة شمس الدين محمد بن عبد القوي المَقْدسي الحَنْبَلي النَّحْوي، وله سبعون سنة. ومُفْتي الحنابلة الشيخ تقي الدين عبد الله بن محمد بن جبارة المرداوي بالصَّالحية، وقاضي القُضَاة إمام الدِّين عمر بن عبد الرحمن القَزْويني الشَّافعي بمصر، وقد انجفل إليها (¬3). وعُدم بعد الوقعة قاضي القُضَاة حسام الدين الحسن بن أحمد الرَّازي ثم الرُّومي الحَنَفي. ومات مسنِدُ الشَّام شرف الدين أبو الفَضْل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر، وله خمس وثمانون سنة. والمحدِّث مقدَّم الجيوش عَلَم الدِّين سَنْجر التُّرْكي الدواداري بحصن الأكراد (¬4)، وهو في عَشْر الثَّمانين. وعماد الدِّين إبراهيم بن القاضي نجم الدين أحمد بن محمد بن خلف الصَّالحي ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ساقط في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1486. (¬2) غازان بن محمود بن أرغون بن أبغا بن هولاكو، أحد سلاطين التتر، تولى الملك سنة (693) هـ، وأسلم سنة (694) هـ، وتوفي سنة (703) هـ، وسميت سنة قازان لأن السلطان الناصر كُسِرَ فيها قرب حمص، ودخل قازان على إثرها دمشق، وخطب له على المنبر، ثم أعاد جيشه غزو دمشق سنة (702) هـ فهزم شر هزيمة في وقعة شقحب قرب دمشق، انظر ترجمته في "الدرر الكامنة": 3/ 292 - 294، و "البداية والنهاية": 14/ 6 - 12، 23 - 26. (¬3) أي بعد الهزيمة. (¬4) هو المشهور بقلعة الحصن، بين حمص وطرابلس، انظر عنه "القلاع أيام الحروب الصليبية": 76 - 79.

1152 - علي بن عبد الكافي

الماسح. والعلامة النجم أحمد بن مَلِي (¬1) البعْلي الشِّيعي. والبدر حسن بن علي بن يوسف بن هود الأَنْدَلُسي الزَّاهد الاتحادي، وهو في عَشْر السبعين. والمُفْتي شمس الدين محمد بن الشيخ الفَخْر البَعْلَبَكِّي. والمفتي جمال الدِّين عبد الرَّحيم (¬2) بن عمر بن عثمان الشَّيبَاني الباجُرْبَقي الشَّافعي؛ والد الشَّيخ الضَّال (¬3). وكبير العدول بهاء الدين محمد بن يوسف بن الحافظ البِرْزَالي، وله ثلاث وستون سنة. 1152 - عليُّ بن عبد الكافي * ابن عبد الملك بن عبد الكافي، الفَقِيه، الحافظُ، مفيد الطَّلبة، نجم الدِّين، أبو الحسن بن القاضي الخطيب جمال الدِّين، الرَّبَعي، الدِّمَشْقي، الشَّافعي. عُني بهذا الشَّأْن، وكَتَب الكثير، وخرَّج وعَلَّق، وكان من الأذكياء. سمع من: ابن عبد الدائم، وأصحاب الخُشُوعي، ثم ابن طَبَرْزَد، ثم ابن ملاعب، ثم ابن اللَّتِّي. ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1488، "مكي"، وهو تصحيف، انظر ترجمته في "طبقات الشافعية للإسنوي": 2/ 462 - 463. (¬2) في "العبر": 5/ 400 "عبد الله"، وهو خطأ. (¬3) هو محمد بن عبد الرحيم الباجربقي، كان يتنقص الأنبياء ويتفوه بالعظائم، حكم القاضي المالكي بضرب عنقه، فهرب، ثم قدم دمشق متخفيًا، مات سنة (724) هـ، انظر "ذيل العبر": 134، "والبداية والنهاية": 14/ 115. * تذكرة الحفاظ: 4/ 1490، العبر: 5/ 298، طبقات الحفاظ: 514، شذرات الذهب: 5/ 336.

1153 - ابن جعوان

وكتب العالي والنَّازل، وكان صحيحَ القراءة، حَسَنَ الكتابة سريعها. مات شابًّا في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وست مئة، وله ستٌّ وعشرون سنة. وفيها: مات المسنِدُ الإِمام تقي الدِّين إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليُسْر التَّنُوخي الدِّمَشْقي، وله ثلاث وثمانون سنة. وشيخ الاتِّحادية الصَّدْر محمد بن إسحاق بن محمد القُونوي بالرُّوم. والفيلسوف خَوَاجا نصير محمد بن محمد بن حسن الطُّوسي، صاحب الرَّصَد (¬1). والمسنِدُ نجيب الدِّين عبد اللطيف بن عبد المُنْعم بن الصَّيقَل الحَرَّاني بمصر، وله بضع وثمانون سنة. والقاضي الأُصولي كمال الدين عمر بن بُنْدَار بن عمر التَّفْلِيسي الشَّافعي بمصر، وله سبعون سنة. والشيخ القُدْوة عبد الله بن الشيخ غانم بن علي شيخ الأرض المقدَّسة. وشيخ النُّحاة العلَّامة القُدْوة حُجَّة العرب جمال الدين محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي الْأَنْدَلُسي الجَيَّاني الشَّافعي بدمشق، وله نيِّف وسبعون سنة. 1153 - ابن جَعْوان * الإِمام، الحافظ، المتقِنُ، النَّحْوي، شمس الدين، محمد بن محمد بن عَبَّاس بن أبي بكر بن جَعْوان بن عبد الله، الأَنْصَاري الدِّمَشْقي، الشَّافعي. ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في "فوات الوفيات": 3/ 246 - 252. * تذكرة الحفاظ: 4/ 1491 - 1492، طبقات الحفاظ: 514 - 515، بغية الوعاة: 1/ 224، شذرات الذهب: 5/ 381.

أحد من بَرَع في العربية على ابن مالك، ثم عُني بالحديث. وسمع من: ابن عبد الدَّائم، وابن أبي اليُسْر، وأحمد بن أبي الخير، ويحيى بن الصَّيرَفي، وطبقتهم، وبمصر من العِزِّ بن الصَّيقَل وغيره. وكتَبَ وانتخبَ، وكان ثِقَة ثَبْتًا، تخرَّج به شَيخُنا الحافظ أبو الحَجَّاج. وقد قرأ "المُسْنَد" على أبي الغنائم بن عَلَّان قراءة صحيحة فصيحة لم يؤخذ عليه فيها لحنة. توفي قبيل الكهولة في جُمَادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وست مئة. وفيها: توفِّيَ شيخ الإِسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قُدَامة المَقْدسي الحَنْبَلي، وله خمس وثمانون سنة. والمسنِدُ إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد العَسْقَلاني الصَّالحي. والصَّدْر عماد الدِّين محمد بن القاضي شمس الدين محمد بن هِبَة الله بن محمد بن هِبَة الله بن مَمِيل بن الشِّيرَازي الدِّمَشْقي صاحب الخَطِّ البديع. وجَدِّي عبد الهادي بن عبد الحميد المقدسي، وله بضع وثلاثون سنة (¬1)، رحمهم الله تعالى. ¬

_ (¬1) انظر ما كتب عن أسرة المؤلف في مقدمة هذا الكتاب، ص 18 - 21.

1154 - الحارثي

1154 - الحَارِثيُّ * الشيخ الإِمام، الفقيه، الحافظ، المتقِنُ، مفيد الطلبة، قاضي القُضَاة، سَعْدُ الدين، أبو محمد، مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد، الحارثي (¬1)، العِراقي، ثم المِصْري، الحَنْبلي. ولد سنة اثنتين وخمسين وست مئة. ونشأ في طلب العِلْم، وسمع من: ابن البرهان، والنجيب الحَرَّاني، وخَلْق، وبالثَّغْر من: عثمان بن عَوْف، وابن الفُرَات، وبدمشق من: أحمد بن أبي الخير، وأبي زكريا بن الصَّيرَفي، وطبقتهما. وكتب الكثير، وحصَّل الأُصول، وتقدَّم في هذا الشأن، وخرَّج لجماعة، وتكلم على الحديث ورجاله، وكان ثقة، متقنًا، صَيِّنًا، فصيحَ العبارة، كبيرَ القدر، حَجَّ غير مرة، وشرح بعض السُّنن لأبي داود، ودرَّس بأماكن، وولي القضاء سنتين ونصفًا. وتوفي في ذي الحِجَّة سنة إحدى عشرة وسبع مئة. وفيها: توفي الشيخ القُدْوة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي نَصْر بن الدباهي بدمشق، وله أربع وسبعون سنة. والشيخ ¬

_ * تذكرة الحفاظ: 4/ 1495 - 1496، ذيل العبر: 64، دول الإِسلام: 2/ 168، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 362 - 364، الدرر الكامنة: 5/ 116 - 117، النجوم الزاهرة: 9/ 221، حسن المحاضرة: 1/ 358، طبقات الحفاظ: 515 - 516، شذرات الذهب: 6/ 28 - 29. (¬1) منسوب إلى الحارثية: قرية من قرى بغداد، انظر "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 364، و"الدرر الكامنة": 5/ 116.

1155 - المزي

الإِمام العارف عماد الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الوَاسِطي ابن شيخ الحَزَّامِيِّين (¬1). 1155 - المِزِيُّ * شيخنا الإِمام، الحافظ، الحُجَّة، النَّاقد الْأَوْحد البارع، محدِّث الشَّام، جمال الدين، أبو الحَجَّاج، يوسف بن الزَّكي عبد الرحمن بن يوسف بن عَبْد الملك، القُضَاعي، الكلْبي، الدِّمَشْقي. ولد بظاهر حلب سنةَ أربعٍ وخمسين وست مئة. ونشأ بالمِزَّة ظاهر دمشق، وحفظ القرآن في صغره، وقرأ شيئًا من الفِقْه، وتعلَّم العربية والتصريف واللُّغَة، وشرع في طلب الحديث بنفسه في سنة خمسٍ وسبعين. فسمع من أول شيء "كتاب الحِلْية" كله على ابن أبي الخير، وأكثر عنه، وسمع "مسند الإِمام أحمد"، والكتب الستة، و"معجم الطَّبَراني"، والأجزاء الطَّبَرْزَدِيَّة والكِنْدية، وسمع "صحيح مسلم" من ¬

_ (¬1) في "تذكرة الحفاظ": 4/ 1495 "الحراميين" -بالراء- وهو تصحيف، انظر ترجمته في "الدرر الكامنة": 1/ 96. * تذكرة الحفاظ: 4/ 1498 - 1500، فوات الوفيات: 4/ 353 - 355، ذيل العبر للحسيني: 229 - 230، طبقات الشافعية للسبكي: 10/ 395 - 430، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 464 - 465، البداية والنهاية: 14/ 191 - 192، الرد الوافر: 128 - 130، الدرر الكامنة: 5/ 233 - 237، النجوم الزاهرة: 10/ 76 - 77، طبقات الحفاظ: 517، الدارس في تاريخ المدارس (تنبيه الطالب): 1/ 35، القلائد الجوهرية: 329 - 330، مفتاح السعادة: 2/ 224 - 225، شذرات الذهب: 6/ 136 - 137.

الإِرْبِلي، وسمع من خلقٍ كثير منهم: الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وفخر الدين بن البُخاري، وابن علَّان، وابن شَيْبَان، ولم يزل يسمع إلى أن سمع من أصحاب ابن عبد الدَّائم. ورحل سنةَ ثلاثٍ وثمانين؛ فسمع من العز الحَرَّاني، وأبي بكر بن الأَنْمَاطي، وغازي الحَلاوي، وخَلْقٍ، وسمع بمصر والإِسكندرية والحَرَمين وحلب وحماة وحِمْص وبَعْلَبَك والقُدْس ونابلس وغيرها. ونسخ بخَطِّه المليح المتقَن كثيرًا لنفسه ولغيره، وقرأ الكثير وبَرَعَ في اللغة والتَّصْريف، وانتهت إليه الإِمامةُ في علم الحديث مع الصِّدْق والإِتقان وحُسْن الأخلاق، وكثرة السكون، وقِلَّة الكلام، وكثرة التواضع، والحِلْم والصَّبْر، والاقتصاد في المأكل والمَلْبس، وولي مشيخه دار الحديث الأشرفية وغيرها، وصنَّف كتاب "تهذيب الكمال في أسماء الرِّجال" (¬1) في مئتين وخمسين جُزْءًا، وهو كتاب حافل، عديم النَّظير، و"كتاب الأَطْراف" (¬2) في ستة وثمانين جُزْءًا، وأوضح في هذين الكتابين مشكلاتٍ لم يُسْبق إليها، وقد ملكت الكتابين بخَطِّه والحمد لله، وهو شيخي الذي انتفعت به كثيرًا في هذا العِلْم، وكان إمامًا في السُّنَّة، ماشيًا على طريقة سَلَف الأُمة، ممرًّا للآيات والأحاديث كما جاءت من غيرِ تشبيهٍ ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكان صحيحَ الذِّهن، ¬

_ (¬1) تصدره مؤسسة الرسالة في بيروت بتحقيق الدكتور بشار عواد ومراجعة الشيخ شعيب الأرنؤوط. (¬2) هو "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف"، طبع في الهند سنة (1965) م بتحقيق عبد الصمد شرف الدين، مع "النكت الظراف على الأطراف" لابن حجر العسقلاني.

حَسَنَ الفَهْم، سريعَ الإِدراك، يرُدُّ في الإِسناد والمتن ردًّا ينْبَهِرُ له فُضَلاءُ الحاضرين، وربما يكون في أثناء ذلك يطالع وينقل الطِّباق (¬1). وقد ترافق هو وشيخنا العلامة أبو العَبَّاس (¬2) كثيرًا في الطلب وسماع الحديث، وانتفع كلُّ واحدٍ منهما بالآخر. وذكره الحافظ فتح الدين أبو الفتح بن سَيِّد النّاس اليَعْمَري (¬3) فقال: ووجدتُ بدمشقَ من أهل هذا العِلْم الإِمام المقدَّم، والحافظ الذي فاق من تأَخَّر من أقرانه وتقدم أبا الحَجَّاج يوسف بن الزَّكي عبد الرحمن المِزِّي، بحر هذا العِلْم الزَّاخر، وحِبْره الذي يقول مَنْ رآه: كم ترك الأول للآخر، احفظ النَّاس للتَّراجم، وأعلمهم بالرُّواة من أعارب وأعاجم، لا يخصُّ معرفته مِصْرًا دون مِصْر، ولا ينفرد عِلْمُه بأهلِ عَصْر دون عَصْر، معتمدًا آثار السَّلف الصَّالح، مجتهدًا فيما نيط به في حِفْظ السُّنَّة من النَّصَائح (¬4)، مُعْرضًا عن الدُّنيا وأسبابها، مقبلًا على طريقته التي أربى بها على أَرْبابها، لا يبالي ما ناله من الْأَزْل (¬5)، ولا يخلط جِدَّه بشيءٍ من الهَزْل، وضع كتابه "تهذيب الكمال في أسماء الرِّجال" وضعًا استخرج به العِلْمَ من معادنه، واستنبطه من مكامنه، وأثبته ¬

_ (¬1) مفردها طبقة، وهي شهادة يذكر فيها أسماء سامعي الدرس واسم كاتبها ويوقع الشيخ في آخرها، وتحفظ، وهي كسجل لأسماء الطلاب الذين قرؤوا الكتاب على الشيخ. (¬2) هو الإمام ابن تيمية، وستأتي ترجمته عقب هذه الترجمة. (¬3) انظر حاشيتنا رقم (1) ص 236 من هذا الكتاب. (¬4) في "الدرر الكامنة": 5/ 235 "المصالح". (¬5) الضيق والشدة. "اللسان" (أزل).

-كما ينبغي- في أماكنه؛ فاستولى به على أَمَدِ الإِحسان (¬1)، واحتوى به من السَّبْق ما لم يُدْركه في عَصْره إنسان، ولم يَقَعْ له أبدعِ من هذا التصنيف، ولا أبرع من هذا التأليف، وإن كان بما يضعه بصيرًا، وبالسَّبْق في كل ما يأتيه جديرًا، وهو أيضًا في حِفْظ اللُّغَة إمام، وله بأوزان القريض مَعْرفة وإلمام، فكنت أحرصُ على فوائده لأُحرز منها ما أُحرز، وأستفيد من حديثه الذي إن طال لم يملل، وإن أوجز وددت أنه لم يوجز. وذكره الحافظ شمس الدِّين الذّهبي فقال: هو الإِمام الأوحد، العالم الحُجَّة، المأمون، شرَفُ المحدِّثين، عُمْدة النُّقاد، شيخُنا وصاحبُ مُعْضلاتنا، بارك الله في عُمُره وحَسَناته، ورفع في عِلِّيين درجاتِهِ، شَرَعَ في طلب الحديث وله عشرون سنة؛ فَسَمِعَ ورحل وبَرَعَ في فنون الحديث: معانيه ولُغَاته، وفقهه وعِلله، وصحيحه وسقيمه، ورجاله، فلم نَرَ مِثْلَه في معناه، ولا هو رأى مِثْلَ نَفْسه مع الإِتقان والصِّدْق، وحُسْن الخَطِّ والدِّيانة، وحُسْنِ الأخلاق، والسَّمْت الحسن، والهَدْي الصَّالح والتصون والخير، والاقتصاد في المعيشة واللِّباس، والملازمة للأشغال والسَّمَاع، مع العَقْل التَّام والرَّزَانة والفَهْم، وصِحَّةِ الإِدراك. قال: وأما كتاب "تهذيب الكمال" الذي جمعه في أسماء الرجال فهو كتاب جامع كامل، عديم المِثْل، فارغ المؤنة (¬2)، كلما ازداد فيه ¬

_ (¬1) أي منتهى غاية الإِحسان. (¬2) كذا في الأصل، ولم أتبينه.

1156 - ابن تيمية

المحدِّث تبحرًا زاد به عجبًا وتحيرًا، وكلما رأى الحافظ فيه وشيًا محبَّرًا زاد بمطالعته إعجابًا وتبخترًا، ومهما رام الناقد له تفتيشًا وتتبعًا أعياه ذلك وانقلب خاسئًا متفكرًا. وقال: عَزَّ والله وجودُ من يعرف مقداره، وعدم نظير مصنِّفه. وذكره الحافظ عَلَمُ الدِّين في "معجم" شيوخه فقال: قرأ الكثير، ولازم ذلك مع معرفته بالعربية واللُّغَة والتَّصْريف، وسمع من جماعة من شيوخنا بالشَّام وديار مِصْر، وروى الكثير، وله سَمْتٌ حسن، واقتصاد، وفيه تواضع وحِلْم وعَدَمُ سرٍّ (¬1)، وولي مشيخه دار الحديث الأشرفية، وصار أحدَ أئمة الحديث الموصوفين بالحِفْظ والإِتقان، وصحة النَّقْل، وضَبْط الأسماء والأنساب، وتحقيق الألفاظ، ومعرفة التّواريخ، والتثبُّت والثِّقَة والصِّدْق، وكان النَّاس يرجعون إلى قوله، ويعتمدون على ضبطه ونقله، واعترف له بالتقدُّم في الوقتِ حُفَّاظ مِصْر والشَّام (¬2). 1156 - ابن تَيمِيَّة * شيخُنا الإِمام الرَّبَّاني، إمام الأئمة، ومُفتي الأُمة، وبحرُ العلوم، ¬

_ (¬1) أي كان سليم الطوية، رحمه الله. (¬2) توفي -رحمه الله- سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، انظر "تذكرة الحفاظ": 4/ 1500، و"البداية والنهاية": 14/ 191 - 192، وربما لم يثبت المصنف سنة وفاته -على غير عادته- لأنه ألف كتابه والمزي على قيد الحياة. * تذكرة الحفاظ: 4/ 1496 - 1497، ذيل العبر: 157 - 158، تتمة المختصر: 2/ 406 - 412، فوات الوفيات: 1/ 74 - 80، الوافي بالوفيات: 7/ 15 - 33، مرآة الجنان: 4/ 277 - 278، البداية والنهاية: 14/ 135 - 139، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 387 - 408، الدرر الكامنة: 1/ 154 - 170، المنهل الصافي: =

سَيِّد الحُفَّاظ، وفارس المعاني والألفاظ، فريدُ العَصْر، وقريع الدَّهْر، شيخ الإِسلام، قُدْوة الأنام، عَلَّامة الزَّمان، وتَرْجُمان القرآن، عَلَمُ الزُّهَّاد، وأَوْحد العُبَّاد، قامعُ المبتدعين، وآخر المُجْتهدين، الشيخ تقي الدين؛ أبو العَبَّاس، أحمد بن الشيخ الإِمام شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإِمام شيخ الإِسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام (¬1) بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخَضِر بن [محمد بن الخضر] (¬2) بن علي بن عبد الله الحَرَّاني؛ نزيل دمشق، وصاحب التَّصانيف التي لم يُسْبق إلى مثلها. قيل. إن جَدَّه محمد بن الخَضِر حَجَّ -وله امرأة حامل- على درب تَيْماء (¬3)، فرأى هناك جاريةً طِفْلة قد خرجت من خِبَاءٍ، فلما رجع إلى حَرَّان وجد امرأته قد ولدت بنتًا، فلما رآها قال: يا تيمية، يا تيمية، فلُقِّب بذلك. ¬

_ = 1/ 336 - 340، النجوم الزاهرة: 9/ 271 - 272، طبقات الحفاظ: 516 - 517، الدارس في تاريخ المدارس (تنبيه الطالب): 1/ 75 - 77، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 45 - 49، شذرات الذهب: 6/ 80 - 86، البدر الطالع: 1/ 63 - 72، التاج المكلل: 420 - 431، وقد أفرد ابن عبد الهادي ترجمته في كتاب سماه "العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية"، وهو مطبوع، وثمة كتب ودراسات عن ابن تيمية كثيرة. (¬1) سلفت ترجمة جده برقم (1125) من هذا الكتاب. (¬2) المثبت ما بين حاصرتين من "العقود الدرية": 2. (¬3) بليد في أطراف الشام، بين الشام ووادي القرى، على طريق حاج الشام ودمشق، "معجم البلدان": 2/ 67.

وقال ابنُ النَّجَّار: ذُكر لنا أن محمدًا هذا كانت أمه تسمى تيمية، وكانت واعظة، فنسب إليها، وعُرِفَ بها. ولد شيخنا بحَرَّان يوم الاثنين عاشر -وقيل ثاني عشر- ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة. وقدم مع والده وأهله إلى دمشق وهو صغير، وكانوا قد خرجوا من حَرَّان مُهَاجِرين بسبب جَوْر التَّتار، فساروا بالليل ومعهم الكتب على عجلة لعدم الدَّواب؛ فكاد العدو يلحقهم، ووقفتِ العجلة، فابتهلوا إلى الله واستغاثوا به فنجوا وسَلِموا، وقدموا دمشق في أثناء سنة سبع وستين؛ فسمعوا من الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المَقْدسي جُزْءَ ابنِ عرفة، وغير ذلك. ثم سمع شيخنا الكثير من: ابن أبي اليُسْر، والكمال بن عبد، والشيخ شمس الدين الحَنْبَلي، والقاضي شمس الدين بن عطاء الحَنَفي، والشيخ جمال الدين بن الصَّيرفي، ومجد الدين بن عَسَاكر، والنَّجيب المِقْداد، وابن أبي الخير، وابن علان، وأبي بكر الهَرَوي، والكمال عبد الرحيم، وفخر الدين بن البُخَاري، وابن شَيْبَان، والشرف بن القَوَّاس، وزينب بنت مكي، وخَلْق كثير. وشيوخه الذين سمع منهم أزيد من مئتي شيخ. وسمع "مسند الإِمام أحمد" مَرَّات، و"معجم الطَّبَراني الكبير"، والكتب الكبار، والأجزاء، وعني بالحديث، وقرأ بنفسه الكثير، ولازم

السماع مدة سنين، وقرأ الغيلانيات (¬1) في مجلس، ونسخ وانتقى، كَتَبَ الطِّباق (¬2) والأثبات، وتعلَّم الخَطَّ والحساب في المكتب، واشتغل بالعلوم، وحَفِظ القُرْآن، وأقبل على الفِقْه، وقرأ أيامًا في العربية على ابن عبد القوي ثم فهمها، وأخذ يتأمل "كتاب سيبويه" حتى فهِمَه، وبرع في النَّحْو، وأقبل على التفسير إقبالًا كليًّا حتى حاز فيه قصب السَّبْق، وأحكم أُصول الفقه، وغير ذلك، هذا كلُّه وهو بَعْدُ ابن بضع عشرة سنة، فانبهر الفُضَلاء من فَرْط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه. نشأ في تصوُّنٍ تام، وعفاف وتألُّهٍ، واقتصاد في المَلْبَس والمأكل، ولم يزل على ذلك خلفًا صالحًا سلفيًّا، بَرًّا بوالديه، تقيًّا، ورعًا، عابدًا ناسكًا، صَوَّامًا قوَّامًا، ذاكرًا لله تعالى في كل أمر وعلى كل حال، رجَّاعًا إلى الله تعالى في سائر الأحوال والقضايا، وقَّافًا عند حدود الله تعالى وأوامره ونواهيه، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، لا تكاد نَفْسُه تشبع من العِلْم، ولا تُرْوى من المطالعة، ولا تَمَلُّ من الاشتغال، ولا تكِلُّ من البحث، وقلَّ أن يَدْخلَ في علم من العلوم، في باب من أبوابه إلا ويفتح له من ذلك الباب أبواب، ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حُذَّاق أهله. وكان يحضر المدارس والمحافل في صِغَرِه، فيتكلَّم ويناظر، ¬

_ (¬1) هي أحد عشر جزءًا تخريج الدارقطني من حديث أبي بكر البزار المتوفى سنة (354) هـ، سماع أبي طالب بن غيلان، المتوفى سنة (440) هـ، وهي من أعلى الحديث وأحسنه، انظر "الرسالة المستطرفة": 92 - 93. (¬2) انظر حاشيتنا رقم (1) ص 277 من هذا الكتاب.

ويُفْحِمُ الكبار، ويأتي بما يتحيَّر منه أعيانُ البلد في العِلْم، وأفتى وله نحو سبعة عشر سنة، وشَرَع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت. ومات والده -وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم (¬1) - فدرَّس بعده بوظائفه؛ وله إحدى وعشرون سنة، واشتُهر أمره، وبَعُدَ صيته في العالم، وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجُمَع على كرسي من حِفْظه، فكان يورد ما يقوله من غير توقُّفٍ ولا تلعثم، وكذا كان يورد الدَّرْس بتُؤَدَةٍ وصوتٍ جَهْوَري فصيح. وحَجَّ سنة إحدى وتسعين وله ثلاثون سنة، ورجع وقد انتهت إليه الإِمامة في العِلْم، والعمل، والزُّهْد، والورع، والشجاعة، والكرم، والتَّواضع، والحِلْم، والأناة، والجلالة، والمهابة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، مع الصِّدْق والأمانة والعِفَّة والصِّيانة، وحُسْن القَصْد والإِخلاص، والابتهال إلى الله، وشِدَّة الخوف منه، ودوام المراقبة له، والتمسُّك بالأثر، والدُّعاء إلى الله، وحُسْن الأخلاق، ونفع الخلق والإِحسان إليهم. وكان -رحمه الله- سيفًا مسلولًا على المخالفين، وشجًا في حُلُوق أهل الأهواء والمبتدعين، وإمامًا قائمًا ببيان الحَقِّ ونُصْرة الدِّين، طَنَّت بذكره الأمصار، وضَنَّت بمثله الأعصار. وقال شيخنا الحافظ أبو الحَجَّاج: ما رأيتُ مِثْلَه، ولا رأى هو مِثْلَ نَفْسِه، وما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله وسُنَّة رسوله، ولا أتبع لهما منه. ¬

_ (¬1) توفي والده سنة (682) هـ، انظر ترجمته في "ذيل طبقات الحنابلة": 2/ 310 - 311.

وقال العَلَّامة كمال الدين بن الزَّمْلَكاني: كان إذا سُئل عن فنٍّ من العِلْم ظَنَّ الرَّائي والسَّامع أنه لا يعرف غيرَ ذلك الفن، وحَكَمَ أن أحدًا لا يعرفه مِثْله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يُعرف أنه ناظر أحدًا فانقطع معه، ولا تكلَّم في عِلْم من العلوم -سواء كان من علوم الشرع أو غيرها- إلا فاق فيه أهلَه والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطُّولى في حُسْن التصنيف، وجودة العبارة، والترتيب والتقسيم والتبيين، ووقعت مسألة فرعية في قسمةٍ جرف فيها اختلافٌ بين المُفتين في العَصْر؛ فكتب فيها مجلَّدة كبيرة، وكذلك وقعت مسألة في حدٍّ من الحدود؛ فكتب فيها أيضًا مُجَلَّدة كبيرة، ولم يخرجْ في كلِّ واحدةٍ عن المسألة، ولا طوَّلَ بتخليط الكلام والدخول في شيءٍ والخروج من شيء، وأتى في كل واحدةٍ بما لم يكن يجري في الأوهام والخواطر، واجتمعت فيه شروطُ الاجتهاد على وجهها. وقرأت بخطِّ الشيخ كمال الدين أيضًا على كتاب "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" لشيخنا: تأليف الشيخ الإِمام العالم، العلامة الْأَوْحد، الحافظ المُجْتهد، الزَّاهد العابد، القُدْوة، إمام الأئمة، قدْوة الأمة، علامة العلماء، وارث الأنبياء، آخر المجتهدين، أوحد علماء الدِّين، بركة الإِسلام، حُجَّة الأعلام، بُرْهان المتكلمين، قامع المبتدعين، محيي السُّنَّة، ومَنْ عَظُمَتْ به لله علينا المِنَّة، وقامت به على (¬1) أعدائه الحُجَّة، واستبانت ببركته وهديه المَحَجَّة، تقي الدين أبي العَبَّاس ¬

_ (¬1) في الأصل: على، مكررة.

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن تيميَّة الحَرَّاني، أعلى الله مناره، وشَيَّد به من الدين أركانه. ماذا يقولُ الواصفونَ له ... وصِفاته جلَّتْ عن الحَصْرِ هو حُجَّة لله قاهرةٌ ... هُو بيننا أُعجوبة الدَّهْرِ هو آية في الخَلْق ظاهِرَةٌ ... أنوارها أرْبَتْ على الفَجْر وهذا الثَّناء عليه وكان عمره نحو الثَّلاثين سنة، وقد أثنى عليه خلْقٌ من شيوخه، ومن كبار علماء عَصْره كالشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والشيخ تاج الدين الفَزَاري، وابن مُنَجَّى، وابن عبد القوي، والقاضي الخُوَيِّي، وابن دقيق العيد، وابن النَّحَّاس، وغيرهم. وقال الشيخ عماد الدين الواسطي -وكان من الصلحاء العارفين- وقد ذكره: هو شيخنا السيِّد الإِمام، الأُمة الهمام، محيي السُّنَّة، وقامع البِدْعة، ناصر الحديث، مُفْتي الفِرَق، الفاتق عن الحقائق وموصلها بالأُصول الشرعية للطالب الذائق، الجامع بين الظَّاهر والباطن، فهو يقضي بالحق ظاهرًا وقلبه في العُلَى قاطن، أُنموذج الخلفاء الرَّاشدين، والأئمة المهديين، الشيخ الإِمام تقي الدين أبو العَبَّاس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن تيميَّة أعاد الله بركته، ورفع إلى مدارج العُلى درجتَه. ثم قال في أثناء كلامه: واللهِ ثم واللهِ ثم والله لم أَرَ تحت أديم السَّماء مِثْلَه عِلْمًا وعملًا وحالًا وخُلُقًا واتِّباعًا وكرمًا وحِلْمًا في حقِّ نَفْسه، وقيامًا في حَقِّ الله عند انتهاك حرماته. ثم أطال في الثناء عليه.

وقال الشيخ عَلَم الدين في "معجم" شيوخه: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيميَّة الحَرّاني الشيخ تقي الدين أبو العَبَّاس، الإِمام المُجْمَع على فَضْله ونُبْله ودينه، قرأ الفِقْه وبَرَعَ فيه، والعربية والأُصول، ومَهَرَ في عِلْمَي التفسير والحديث، وكان إمامًا لا يلحق غُبَاره في كلِّ شيء، وبَلَغ رُتْبة الاجتهاد، واجتمعت فيه شروط المجتهدين. وكان إذا ذكر التفسير أبهت النَّاس من كثرة محفوظه، وحُسْن إيراده، وإعطائه كلَّ قولٍ ما يستحقُّه من التَّرْجيح والتَّضْعيف والإِبطال، وخَوْضه في كل عِلْم، كان الحاضرون يقضون منه العَجَب، هذا مع انقطاعه إلى الزُّهد والعِبادة، والاشتغال بالله تعالى، والتجرُّد من أسباب الدُّنيا، ودعاء الخلق إلى الله تعالى، وكان يجلس في صبيحة كلِّ جُمُعة على النَّاس يفسِّر القُرْآن العظيم، فانتفع بمجلسه وبركة دعائه، وطهارة أنفاسه، وصِدْق نيته، وصفاء ظاهره وباطنه، وموافقة قوله لعمله، وأناب إلى الله خَلْقٌ كثير، وجَرَى على طريقة واحدة من اختيار الفقر، والتقلُّل من الدُّنيا، وردِّ ما يفتح به عليه. وقال علم الدِّين في موضع آخر: رأيتُ في إجازة لابن الشَّهْرُزُوري المَوْصِلي خَطَّ الشيخ تقي الدِّين، وقد كَتَبَ تحته الشيخُ شمس الدين الذَّهَبي: هذا خَطُّ شيخنا الإِمام، شيخ الإِسلام، فَرْد الزَّمان، بحر العلوم، تقيِّ الدين. مولده عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة، وقرأ القُرْآن والفِقْه، وناظر واستدلَّ وهو دون البلوغ، وبَرَعَ في العلم والتفسير، وأفتى ودرَّس وله نحو العشرين، وصنَّف التصانيف، وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه، وله المُصَنَّفات الكبار التي سارت بها الركبان، ولعلَّ تصانيفَه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كُرَّاس وأكثر،

وفَسَّر كتاب الله تعالى مدة سنين من صَدْره أيام الجُمَع، وكان يتوقَّد ذكاءً، وسماعاتُه من الحديث كثيرة، وشيوخه أكثر من مئتي شيخ، ومعرفته بالتفسير إليها المُنْتَهى، وحِفْظُه للحديث ورجاله وصِحَّته وسَقمِه فما يُلْحق فيه، وأما نَقْلُه للفِقه ومذاهب الصَّحابة والتابعين -فضلًا عن المذاهب الأربعة- فليس له فيه نظير، وأما معرفته بالملل والنِّحَل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرًا، ويدري جُمْلَةً صالحة من اللُّغة، وعربيته قويةٌ جِدًّا، ومعرفته بالتَّاريخ والسِّيَر فَعَحَبٌ عجيب، وأما شجاعتُه وجهادُه وإقدامه فأمر يتجاوز الوصفَ ويفوق النَّعتَ، وهو أحد الأجواد الأسخياء الذين يُضْرب بهم المَثَل، وفيه زُهْد وقَنَاعةٌ باليسير في المأكل والمَلْبَس. وقال الذَّهبي في موضع آخر: كان آيةً في الذكاء وسُرْعة الإِدراك، رأسًا في مَعْرفة الكتاب والسُّنَّة والاختلاف، بحرًا في النَّقليات، هو في زمانه فريد عَصْره عِلْمًا وزُهْدًا وشجاعةً وسخاءً، وأمرًا بالمعروف، ونهيًا عن المنكر، وكثرة تصانيف. إلى أن قال: فإن ذُكر التفسير فهو حامل لوائه، وإن عُدَّ الفقهاء، فهو مجتهدهم المُطْلق، وإن حَضَر الحُفَّاظ نَطَقَ وخَرِسُوا، وسَرَد وأبلسوا، واستغنى وأفلسوا، وإن سمِّي المتكلِّمون فهو فَرْدُهم، وإليه مَرْجعهم، وإن لاح ابنُ سينا يَقْدُم الفلاسفة فلسهم (¬1) وتيَّسَهُم (¬2)، وهَتَك أستارهم، ¬

_ (¬1) في "العقود الدرية": 24، "فلَّهم". (¬2) أي أبطل قولهم، انظر "اللسان" (تيس).

وكشف عُوَارهم، وله يدٌ طُولى في معرفة العربية والصَّرْف واللُّغة، وهو أعظم من أن تَصِفَه كَلِمي، وينبِّه على شَأْوه قلمي، فإن سيرتَه وعلومَه ومعارفَه ومِحَنَه وتنقلاتِه يحتمل أن ترصَّع في مجلَّدتين. وقال في مكان آخر: وله خِبْرَة تامَّة بالرِّجال، وجَرْحهم وتَعْديلهم وطبقاتهم، ومعرفةٍ بفنون الحديث، وبالعالي والنَّازل، وبالصَّحيح والسَّقيم، مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته ولا يقارِبُه، وهو عَجَبٌ في استحضاره، واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمُسْنَد بحيث يَصْدُق عليه أن [يقال] (¬1): "كلُّ حديثٍ لا يعرفه ابنُ تيميَّة فليس بحديث"؛ ولكن الإِحاطة لله؛ غير أنه يغترف فيه من بحر، وغيره من الأئمة يغترفون من السَّواقي، وأما التفسير فمسلَّم إليه، وله في استحضار الآيات من القُرْآن -وقت إقامة الدَّليل بها على المسألة- قوة عجيبة، وإذا رآه المقرئ تحيَّر فيه، ولفرط إمامته في التفسير وعَظَمة اطِّلاعه يبيِّنُ خطأ كثيرٍ من أقوال المُفَسِّرين، ويُوهي أقوالًا عديدة، وينصُرُ قولًا واحدًا موافقًا لما دَلَّ عليه القُرْآن والحديث، ويكتب في اليوم والليلة من التفسير، أو من الفِقْه، أو من الأصلين، أو من الرَّد على الفلاسفة والأوائل نحوًا من أربعة كراريس أو أزيد، وما أُبْعِدُ أن تصانيفه إلى الآن تبلُغُ خمس مئة مجلَّدة، وله في غير مسألةٍ مصنَّفٌ مفرد في مجلَّد. ثم ذكر بعض مصنفاته وقال: ومنها كتاب في الموافقة بين المعقول والمنقول في مجلَّدتين. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مثبت من "العقود الدرية": 25.

قلتُ: هذا الكتاب -وهو كتاب "درء تعارض العقل والنقل"- في أربع مجلدات كبار، وبعض النسخ به في أكثر. ومن مصنَّفاته: كتاب "بيان تلْبيس الجَهْمية في تأسيس بِدَعهم الكلامية" في ستِّ مجلدات، وبعض النُّسخ به في أكثر، وكتاب "جواب الاعتراضات المِصْرية على الفُتْيا الحَمَوية" في مجلَّدات، وكذلك كتاب "مِنْهاج السُّنَّة النَّبوية في نَقْض كلام التشيع والقدرية"، وكتاب في الردِّ على النَّصَارى سماه "الجواب الصَّحيح لمن بدَّل دين المسيح"، ومن مصنَّفاته أيضًا كتاب "الاستقامة" في مجلَّدين، وكتاب في محنته بمصر في مجلَّدين، وكتاب "الإِيمان" في مجلَّد، وكتاب "تنبيه الرجل العاقل على تمويه المجادل في الجدل الباطل" في مجلَّد، وكتاب "الرد على أهل كسروان الرَّافضة" في مجلَّدين، وكتاب في الردِّ على المَنْطق، وكتاب في الوسيلة، وكتاب في الاستعانة، وكتاب "بيان الدليل على بطلان التحليل"، وكتاب "الصارم المسلول على شاتم الرسول"، وكتاب "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم"، وكتاب "التحرير في مسألة حفير"، وكتاب "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"، وكتاب "السِّياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية"، وكتاب "تفضيل صالح الناس على سائر الأجناس"، وكتاب "التحفة العراقية في الأعمال القلبية"، وكتاب "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"، وكتاب "المسائل الإِسكندرية في الرد على الملاحدة والاتحادية"، وتُعْرَف بالسَّبْعِينيَّة (¬1). ¬

_ (¬1) نسبة إلى عبد الحق بن إبراهيم بن سبعين، الإشبيلي المرسي، وهو من الزهاد الفلاسفة القائلين بوحدة الوجود، مات بمكة سنة (668) هـ، انظر ترجمته في "فوات الوفيات": 2/ 253 - 255.

وعدد أسماء مصنَّفاته تحتاج إلى أوراق كثيرة، ولذكرها موضع آخر، وله من المؤلَّفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل والتَّعالِيق ما لا ينحصر ولا ينضبط، ولا أعلم أحدًا من المتقدِّمين ولا من المتَأخِّرين جَمَعَ مثل ما جمع، ولا صنَّف نحو ما صنف، ولا قريبًا من ذلك؛ مع أن تصانيفه كان يكْتُبها من حِفْظه، وكتب كثيرًا منها في الحَبْس وليس عنده ما يحتاج إليه، ويراجعه من الكتب (¬1). وقال الشيخ فتح الدِّين بن سَيِّد النَّاس بعد أن ذكر ترجمة شيخنا الحافظ أبي الحَجَّاج التي تقدَّم ذكرها (¬2): وهو الذي حداني على رُؤية الشَّيخ الإِمام شيخ الإِسلام تقي الدين أبي العَبَّاس أحمد بن عبد الحليم بن تيميَّة؛ فألفَيتُه ممن أدرك من العلوم حَظًّا، وكاد يستوعب السُّنَن والآثار حِفْظًا، إنْ تكلَّم في التفسير [فهو حامل رايته، أو أفتى في الفِقْه فهو مدرك غايته، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب عَلَمِهِ وذو رايته، أو حاضر بالنِّحَل والملل لم يُر أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله، ولا رأت عينه مِثْلَ نفسه، كان يتكلَّم في التفسير] (¬3) فيحضر مجلِسَه الجمُّ الغفير، ويردون من بحر عِلْمه العَذْب النَّمير، ويرتعون من ربيع فَضْله في رَوْضة وغدير، إلى أن دبَّ إليه مِنْ أهل بلاده داء الحسد، وأكبَّ أهلُ النَّظر منهم على ما يُنْقد عليه من أمور المعتقد، فحفِظُوا عنه في ذلك كلامًا، أوسعوه بسببه ملامًا، وفوَّقُوا لتبديعه سِهامًا، وزعموا أنه خالف ¬

_ (¬1) لتلميذه ابن قيم الجوزية كتاب "أسماء مؤلفات ابن تيمية"، حققه الدكتور صلاح الدين المنجد، ونشره مجمع اللغة العربية بدمشق، وانظر "العقود الدرية": 26 - 67. (¬2) انظر ص 277 من هذا الكتاب. (¬3) ما بين حاصرتين ساقط في الأصل، والمثبت من "العقود الدرية": 10.

طريقهم، وفرَّق فريقَهم، فنازعهم ونازعوه، وقاطع بعضَهم وقاطعوه، ثم نازع طائفة أخرى ينتسبون من الفقر إلى طريقة، ويزعمون أنهم على أدقِّ باطنٍ منها وأجلى حقيقة، فكشف تلك الطرائق، وذكر لها -على ما زعم- بوائق، فآضَتْ إلى الطَّائفة الأولى من منازعيه، واستعانت بذوي الضِّغْن عليه من مقاطعيه، فوصلوا بالأمراء أمرَه، وأعمل منهم في كُفْره فِكْره، فرتَّبوا محاضر، وألَّبوا الرُّويبِضَة (¬1) للسَّعي بها بين الأكابر، وسعوا في نقله إلى حَضْرة المملكة بالدِّيار المِصْرية، فَنُقِلَ وأُودع السِّجْن ساعةَ حُضُوره واعْتُقل، وعقدوا لإِراقة دمه مجالس، وحشدوا لذلك قَوْمًا من عُمَّار الزَّوايا وسكان المدارس، من مُجَامل في المُنَازعة مخاتِلٍ في المخادعَة، ومن مُجاهر بالتَّكْفير مبارزٍ بالمقاطعة، يسومونه رَيبَ المَنُون، {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} (¬2)، وليس المجاهر بكفره بأسوأ حالًا من المخاتل، وقد دبَّتْ إليه عقارب مكره، فَرَدَّ الله كيد كلٍّ في نحره، ونجاه على يد من اصْطَفَاه، والله غالب على أمره، ثم لم يَخْلُ بعد ذلك من فتنة بعد فتنة، ولم ينتقل طول عمره من محنة إلا إلى محنة، إلى أن فُوِّض أمره لبعض القُضَاة فتقلَّد ما تقلد من اعتقاله، ولم يزلْ بمحبسه ذلك إلى حين ذهابه إلى رحمة الله تعالى وانتقاله، وإلى الله ترجع الأمور، وهو المطَّلع على خائنة الأعين وما تخفي الصُّدور، وكان يومه مشهودًا، ضاقت بجنازته الطريق، وانتابها المسلمون من كل فَجٍّ عميق، يتبركون بمشهده يوم يقوم الأشهاد، ويتمسكون بشَرْجَعِهِ (¬3) حتى كسروا تلك الأعواد. ¬

_ (¬1) الرجل التافه. انظر "اللسان" (ربض). (¬2) سورة القصص: 28/ 69. (¬3) الشرجع: السرير يحمل عليه الميت، والجنازة "اللسان" (شرجع).

ثم ذكر يوم وفاته ومَوْلده، ثم قال: وقرأتُ على الشيخ الإِمام حامل راية العلوم، ومُدْرك غاية المفهوم، تقي الدين أبي العَبَّاس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن تيميَّة رحمه الله بالقاهرة، قدم علينا. ثم ذكر حديثًا هن جُزْء ابنِ عَرَفة. قلتُ: أملى شيخنا المسألة المعروفة بالحَمَوية سنةَ ثمانٍ وتسعين في قعدَةٍ بين الظُّهر والعَصْر، وهي جواب سؤال ورد من حماة في الصِّفات، وجرى له بسبب ذلك محنة، ونصره الله وأذلَّ أعداءه، وما حصل له بعد ذلك إلى حين وفاته من الأمور والمِحَن والتنقلات تحتاج إلى عِدَّة مجلَّدات، وذلك كقيامه في نوبة غازان (¬1) سنة تسع، والتقائه أعباء الأمر بنفسه، واجتماعه بالملك وبنائبه خطلوشاه وببُولايَ، وإقدامِه وجُرْأته على المغول، وعظيمِ جهاده، وفَعْلِهِ الخيرَ، من إنفاق الأموال، وإطعام الطَّعام، ودفن المَوْتى، ثم توجهه بعد ذلك بعام إلى الدِّيار المِصْرية، وسوقه على البريد إليها في جُمُعةٍ لما قَدِمَ التَّتار إلى أطراف البلاد (¬2)، واشتدَّ الأمر بالبلاد الشَّامية، واجتماعه بأركان الدَّوْلة، واستصراخه بهم، وحضِّهم على الجهاد، وإخباره لهم بما أَعدَّ الله للمجاهدين من الثواب، وإبدائهم له العذر في رجوعهم، وتعظيمهم له، وتردد الأعيان إلى زيارته، واجتماع ابن دقيق العيد (¬3) به، وسماعه كلامه، وثنائه عليه الثَّنَاء العظيم، ثم توجهه بعد أيام إلى دمشق واشتغاله بالاهتمام لجهاد التَّتار، وتحريض الأمراء على ذلك، إلى ورود الخبر ¬

_ (¬1) انظر حاشيتنا رقم (2) ص 270 من هذا الكتاب. (¬2) وذلك سنة (700) هـ، انظر "البداية والنهاية": 14/ 15 - 16. (¬3) سلفت ترجمته برقم (1149) من هذا الكتاب.

بانصرافهم، ثم قيامه في وقعة شَقْحب (¬1) المشهورة سنة اثنتين وسَبْع مئة، واجتماعه بالخليفة والسُّلْطان، وأرباب الحَلِّ والعقد، وأعيان الأمراء، وتحريضه لهم على الجهاد (¬2)، ومَوْعظته لهم، وما ظهر في هذه الوقعة من كراماته وإجابة دُعَائه، وعظيمِ جهاده، وقوَّة إيمانه، وشدَّة نُصْحه للإِسلام، وفرط شجاعته، ثم توجهه بعد ذلك في آخر سنة أربع لقتال الكِسْروانيين وجهادهم، واستئصال شأفتهم، ثم مناظرته للمخالفين سنةَ خمسٍ في المجالس التي عُقِدَتْ له بحضرة نائب السلطنة الأفرم (¬3)، وظهوره عليهم بالحُجَّة والبيان، ورجوعهم إلى قوله طائعين ومكرهين، ثم توجهه بعد ذلك في السَّنَة المذكورة إلى الدِّيار المِصْرية صحبة قاضي الشَّافعية، وعَقْد مجلس له حين وصوله بحضور القُضَاة وأكابر الدَّوْلة، ثم حبسه في الجُبِّ بقلعة الجبل، ومعه أخواه سنةً ونصفًا (¬4)، ثم خروجه بعد ذلك، وعقد مجالس له ولخصومه وظهوره عليهم، ثم إقرائه للعِلْم وبَثِّه ونَشْره، ثم عقد مجلس له في شَوَّال من سنة سبع لكلامه في الاتِّحادية وطعنه عليهم، ثم الأمر بتسفيره إلى الشام على البريد، ثم رَدِّه من مرحلةٍ وسجنه بحَبْس القُضَاة سنةً ونصفًا، وتعليمه أهلَ الحَبْس ما يحتاجون إليه من أمور الدِّين (¬5)، ثم إخراجه ¬

_ (¬1) من ضواحي دمشق، قرب الكسوة، انظر "البداية والنهاية": 14/ 23 - 26، و"النجوم الزاهرة": 8/ 159 - 165. (¬2) في الأصل مكررة "وتحريظه [كذا] لهم على الجهاد". (¬3) انظر "البداية والنهاية": 14/ 36 - 37، و "العقود الدرية": 197 - 198، 203 - 248. (¬4) "العقود الدرية": 197 - 198، و"البداية والنهاية": 14/ 38. (¬5) "العقود الدرية": 269.

منه، وتوجهه إلى الإِسكندرية، وجَعْلِهِ في برج حَسَنٍ (¬1) منها ثمانية أشهُرٍ يدخل إليه مَنْ شاء، ثم توجهه إلى مِصْر، واجتماعه بالسُّلْطان في مجلس حفل فيه القضاة وأعيان الأمراء، وإكرامه له إكرامًا عظيمًا، ومشاورتِه له في قَتْل بعض أعدائه، وامتناع الشيخ من ذلك، وجَعْله كل من آذاه في حِلٍّ (¬2) ثم سُكْناه بالقاهرة، وعودِهِ إلى نَشْر العِلْم ونفع الخَلْق، وما جرى بعد ذلك من قضيةِ البكري وغيرها، ثم توجهه بعد ذلك إلى الشَّام صحبة الجيش المِصْري قاصدًا للغَزَاة بعد غيبته عن دمشق سَبْع سنين وسبع جُمَع، وتوجهه في طريقه إلى بيت المقدس، ثم ملازمته بعد ذلك بدمشق لنشر العلم، وتصنيف الكتب، إفتاء الخَلْق، إلى أن تكلَّم في مسألة الحَلِف بالطَّلاق، فأشار عليه بعض القُضَاة بتَرْك الإِفتاء بها في سنة ثمان عشرة؛ فقبل إشارته، ثم ورد كتاب السُّلْطان بعد أيام بالمَنْع من الفتوى عليها، ثم عاد الشيخ إلى الإِفتاء بها وقال: لا يَسَعُني كِتْمان العِلْم. وبقي كذلك مُدَّةً إلى أن حبسوه بالقلعة خمسة أشهر وثمانية عشر يومًا، ثم أُخرج، ورجع إلى عادته من الأشغال وتعليم العِلْم، ولم يزل كذلك إلى أن ظفروا له بجواب يتعلَّق بمسألة شَدِّ الرِّحال إلى قبور الأنبياء والصَّالحين، كان قد أجاب به من نحو عشرين سنة؛ فشنَّعوا عليه بسبب ذلك، وكَبُرَتِ القضية، وورد مرسوم السُّلْطان في شعبان من سنة ستٍّ وعشرين بجَعْلِهِ في القَلْعة؛ فأُخليت له قاعة حسنة، وأجري إليها الماء، وأقام فيها ومعه أخوه يخدمه، وأقبل في هذه المُدَّة على العِبادة والتِّلاوة وتصنيف الكتب، والردِّ على المخالفين، وكَتَبَ على تفسير القرآن ¬

_ (¬1) في "البداية والنهاية": 14/ 50 "مقيمًا ببرج متسع مليح نظيف". (¬2) "البداية والنهاية": 14/ 53 - 54.

العظيم جملةً كبيرة تَشْتَمِلُ على نفائسَ جليلة، ونُكَتٍ دقيقة، ومعانٍ لطيفة، وأوضح مواضع كثيرة أشكلت على خَلْقٍ من المفسِّرين، وكَتَب في المسألة التي حبس بسببها مجلَّدات عِدَّة، وظهر بعض ما كتبه واشتهر، وآل الأمر إلى أن مُنِعَ من الكتابة والمطالعة، وأخرجوا ما عنده من الكُتُب، ولم يتركوا عنده دواةً ولا قلمًا ولا ورقة، وكتب عقيب ذلك بفحمٍ يقول إن إخراج الكتب من عنده من أعظم النِّعَم. وبقي أشهرًا على ذلك، وأقبل على التِّلاوة والعِبادة والتهجُّد حتى أتاه اليقين، فلم يفجأ الناسَ إلا نعيُهُ، وما علموا بمرضه، وكان قد مَرِضَ عشرين يومًا (¬1)، فتأسَّف الخَلْقُ عليه، وحضر جَمْعٌ كبير، فأُذِنَ لهم في الدخول، وجلس جماعةٌ عِنْدَه قبل الغُسْل، وقرؤوا القرآن، وتبركوا برؤيته وتقبيله، ثم انصرفوا، وحضر جماعةٌ من النِّساء ففعلن مثل ذلك، ثم انصرفن (¬2)، واقْتُصِرَ على من يغسله ويعين عليه في غُسْله، فلما فُرِغَ من ذلك أُخرج وقد اجتمع الناس بالقَلْعة والطريق إلى جامع دمشق، وامتلأ الجامعُ وصحنه والكلَّاسة وباب البريد وباب السّاعات إلى اللَّبَّادين والفوَّارة، وحضرتِ الجِنازةُ في السَّاعة الرابعة من النَّهار أو نحو ذلك، ووُضِعَتْ في الجامع، والجُنْد يحفظونَها من الناس من شِدَّة الزِّحام، وصُلِّي عليه أولًا بالقلعة، تقدَّم في الصَّلاة عليه الشيخ محمد بن تَمَّام، ثم صُلِّيَ عليه بجامع دمشق عقب صلاة الظُّهر، وحُمِلَ من باب البريد، واشتد الزِّحام، وألقى النَّاس على نعشه مناديلَهم وعمائمهم للتبرُّك، وصار ¬

_ (¬1) هذا التغير المفاجئ في طريقة معاملتهم لابن تيمية، وإخراج ما عنده من الكتب، والتكتم على مرضه .. ألا تثير ارتيابًا في طبيعة موته؟ ! . (¬2) في الأصل: ففعلوا مثل ذلك ثم انصرفوا.

النَّعش على الرؤوس، تارة يتقدَّم وتارة يتأخَّر، وخرج النَّاس من الجامع من أبوابه كلِّها من شِدَّة الزِّحام، وكل باب أعظم زحمةً من الآخر، ثم خرج الناس من أبواب البلد جميعها من شدة الزِّحام، لكن كان المعظم من الأبواب الأربعة باب الفَرَج الذي أُخرجت منه الجِنازة، ومن باب الفراديس وباب النَّصْر وباب الجابية، وعَظُمَ الأمر بسوق الخيل، وتقدَّم في الصَّلاة عليه هناك أخوه زين الدِّين، وحُمِلَ إلى مقبرة الصُّوفية (¬1)؛ فدفن إلى جانب أخيه الإِمام شرف الدِّين رحمهما الله، وكان دَفْنُه وقتَ العَصْر أو قبلها بيسير، وغلَّق الناس حوانيتَهم، ولم يتخلَّف عن الحضور، إلا نَفَرٌ قليل، أو مَنْ عَجَز للزِّحام، وحضرها من الرِّجال والنِّساء أكثر من مئتي ألف، وشرب جماعةٌ الماء الذي فَضَل من غُسْله، واقتسم جماعة بقية السِّدْر الذي غُسل به، وقيل إن الطَّاقية التي كانت على رأسه دفع فيها خمس مئة دِرْهم، وقيل إن الخيط الذي فيه الزئبق الذي في عنقه لأجل القَمْل دُفع فيه مئة وخمسون دِرْهمًا، وحصل في الجِنازة ضجيجٌ وبكاء عظيم، وتضرع كثير، وكان وقتًا مشهودًا، وخُتِمَتْ له ختم كثيرةٌ بالصَّالحية والبلد، وتردد النَّاس إلى قبره أيامًا كثيرة ليلًا ونهارًا، ورؤيت له مناماتٌ كثيرة حَسَنَةٌ، ورثاه جماعةٌ بقصائدَ جَمّةٍ. وكانت وفاته ليلةَ الاثنين العشرين من ذي القَعْدة سنة ثمانٍ وعشرين وسَبْعِ مئة، رحمه الله، ورضي عنه، وأثابه الجَنَّة برحمته. ¬

_ (¬1) أقيمت مكان المقبرة جامعة ومستشفى، ولكن قبر الإمام ابن تيمية ما زال باقيًا حتى الآن.

تَمَّ الكِتَابُ والحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على سيِّدنا محمدٍ خاتَمِ النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاةً دائمةً إلى يوم الدِّين، وسلِّم تسليمًا كثيرًا، وحَسْبُنا الله ونِعْمَ الوكيل، ولا حول ولا قُوَّة إلا بالله العزيز الحكيم. علَّقه بيده الفَانية فقيرُ عفو الله محمدُ بن محمدِ بنِ محمد، الأَنْصَاري، الحَنَفي، الحِمْصي، عفا الله عنه، وعن جميع المُسْلمين، آمين.

§1/1