قرة العين بالمسرة بوفاء الدين

العراقي، زين الدين

كِتابٌ قَد حَوى دُرَرًّا ... بِعَيْنِ الحُسْنِ مَلحُوظَة لِهَذا قلت تنبيهًا حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة لدار الصَحَابَةِ للِتُّراثِ بطنطا للنَشْرِ - والتّحقِيقِ - والتَوزيع المُرَاسَلات: طنطا ش المديرية - أمَام محَطة بَنزين التعاونِ ت: 331587 - ص. ب: 477 الطبعَة الأولى 1411 هـ - 1991 م

مقدمة التحقيق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مقدمة التحقيق إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة. قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}. وبعد: فبين أيدينا كتاب قيم للحافظ العراقي ألا وهو كتاب [قرة العين بالمسرة بوفاء الدين] ولعظم أمر الدَّيْنِ فقد أفرد الحافظ العراقي له تصنيفاً ممتعاً هو الذى بين أيدينا الآن. فإن الدَّيْنَ أمره عظيم وخطبه جليل فقد ترك النبى صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة على المدين حتى يقضى عنه دينه. وقد جُعل الدين مانعاً للذى يقاتل فى سبيل الله من دخول الجنة حتى يقضى عنه، لأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا تكفر حقوق الآدميين إنما

تكفر حقوق الله تعالى، ولكن هذا التشديد ليس في حق من مات وليس عنده وفاؤه كما ثبت في بعض الأحاديث الصحيحة وهو قول العراقي وغيره. أما الكتاب الذي بين أيدينا للحافظ العراقي فقد قسمه إلى مقدمة، وسبعة أبواب. أما المقدمة: فقد اشتملت على أن الله عز وجل قد قسم الأرزاق بين العباد وجعل فيهم الغنى والفقير لحكمة عظيمة ألا وهي شكره سبحانه وتعالى، وجعل للفقراء في أموال الأغنياء نصيباً معلوماً وجعل بعض العباد فتنة لبعض فأرشدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الأمن بن هذه الفتنة بالنظر إلى من دونهم في المال والرزق فإن ذلك أحق أن لا يحقر نعمة الله عز وجل لأن الإِنسان إن رأى مَنْ فُضِّل عليه في الدنيا. طلبت نفسه مثل ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه هذا هو الموجود في غالب الناس وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه فيشكرها، ومع ذلك فإن الواجب على الناس أن يتواسوا فيها بينهم بالأموال كما كان يفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضوان الله عليهم، ولقد استدان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بنية الوفاء فأعانهم الله عز وجل على أداء الدين. أما الباب الأول: فقد شدد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدين حتى جعله من إخافة النفوس بعد أمنها، وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا تكفر حقوق الآدميين وإنما يكفر حقوق الله تعالى، وجعل الدين مانعاً للذى يقاتل في سبيل الله من دخول الجنة حتى يقضى عنه دينه، ولكن هذا التشديد في حق من كان عليه الدين وعنده وفاؤه. أما الباب الثاني: ففيه الترغيب لأصحاب الأموال بالإِقراض وأن الإِقراض كالصدقة وترغيب أصحاب الأموال في إقراض المحتاجين وذوى العسرة من الناس وفى ذلك من الثواب العظيم يوم القيامة. أما الباب الثالث: ففيه الترغيب في إنظار المعسر والوضع عنه وما في ذلك من الثواب العظيم، والتجاوز عن المدين فإن الله عز وجل يتجاوز عنه يوم القيامة، فإن الله عز وجل ييسر هذا اليوم على من يسر على معسر والتيسير على

المعسر في الدنيا من جهة المال يكون بأحد أمرين إما بإنظاره إلى الميسرة، وذلك واجب كما قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}: وتارة بالوضع عنه وإن كان غريماً، وإلا فبإعطائه ما يزول به إعساره، وكلاهما له فضل عظيم. أما الباب الرابع: ففيه أن الله عز وجل يعين صاحب الدين الذي ينوى أداءه، ومن أخذ الدين وينوى وفاءه فالله عز وجل معه حتى يؤديه: وذلك ما لم يكن فيما يكره الله عز وجل فهذا هو الذي يكون الله في عونه ويؤديه عنه، أما المستدين في مكروه لله كراهة تحريم أو تنزيه ولا يجد لقضائه سبيلاً، ونوى ترك القضاء فهو المستعيذ منه - صلى الله عليه وسلم -، فعلم أن من أخذ أموال الناس يريد أداءها فإن الله عز وجل يتكفل بأدائها عنه أما من أخذها يريد إتلافها أتلفه الله. أما الباب الخامس: ففيه الترهيب من أن نفس المؤمن مرتهنة بدينه ومعلقة حتى يقضى عنه فإن روحه محبوسة عن مقامها الكريم من دخولها الجنة في زمرة الصالحين حتى يقضى دينه، فإن الرجل يكون مأسوراً بدينه حتى يقضى عنه. أما الباب السادس: ففيه استعاذته - صلى الله عليه وسلم - من ضلع الدين ومن الفقر والقلة والذلة، وأن الدين يعادل في العقاب بالكفر والذلة والإهانة وغلبة صاحب الدين عليه وسلطانه على المدين ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من ضلع الدين. أما الباب السابع: فقد ختم به المصنف كتابه وجاء فيه ببعض الأدعية المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفاء الدين. فدونك هذا الكتاب ففز به.

ترجمة المصنف

ترجمة المصنف اسمه ومولده ونشأته: هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم المِهرَاني المولد، العراقيّ الأصل، الكردي، الشيخ زين الدين العراقي حافظ العصر وُلد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة نشأ نشأة صالحة وحفظ كثيراً من متون الفقه والحديث: ككتاب الإِمام ابن دقيق العيد، واشتغل بكافة علوم الشريعة وأحب الحديث، فصار حافظ وقته، رحل إلى الحجاز والشام وفلسطين، وأراد رحمه الله أن يرحل إلى بغداد فعاقه ذلك خوف الطريق وقلة الرواة في بغداد آنذاك. لازم الحافظ صلاح الدين العلائي وانتفع به وأخذ عنه علم الحديث كذلك أخذ علم الحديث عن الحافظ علاء الدين ابن التركماني وابن عبد الهادي وأبي الفتح الميدومي وغيرهم ونظر في الفقه وأصوله ولازم الجمال الإِسنوي وعنه وعن الشمس بن اللبان أخذ الأصول وتقدم فيهما بحيث كان الإِسنوي يثنى على فهمه، ويستحسن كلامه في الأصول ويصغى لمباحثه فيه ويقول إن ذهنه صحيح لا يقبل الخطأ. ثناء العلماء عليه: قال ابن حجر: "الشيخ زين الدين العراقي حافظ العصر". وقال في صدر أسئلة له: "سألت سيدنا وقدوتنا ومعلمنا ومفيدنا ومخرجنا شيخ الإِسلام وأحد الأعلام حسنة الأيام، حافظ الوقت. . . ".

صفته وخلقه

وقال التقي الفاسي في "ذيل التقييد": "كان حافظاً متقناً عارفاً بفنون الحديث والفقه والعربية وغير ذلك، كثير الفضائل والمحاسن متواضعاً ظريفاً. ومسموعاته وشيوخه في غاية الكثرة، وأخذ عنه علماء الديار المصرية وغيرهم، وأثنوا على فضائله، وأخذت عنه الكثير بقراءتي وسماعاً، وبعد انصرافه من المدينة أقام بالقاهرة مشتغلًا بالتصنيف والإِفادة والإِسماع حتى مضى لسبيله محموداً". وذكره ابن الجزري في طبقات القراء فقال: "حافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها". وقال القاضي عز الدين بن جماعة: "كل من يدعى الحديث في الديار المصرية سواه، فهو مدّع". صفته وخُلُقه: قال تلميذه ابن حجر: "كان منور الشيبة، جميل الصورة، كثير الوقار، نزر الكلام طارحاً للتكلف، ضيق العيش، شديد التوقي في الطهارة، لا يعتمد إلا على نفسه أو على الهيثمي -وكان رفيقه وصهره- لطف المزاج، سليم الصدر، كثير الحياء، قل أن يواجه أحداً بما يكرهه ولو آذاه، متواضعاً، منجمعاً، حسن النادرة والفكاهة. قال: وقد لازمته مدة فلم أره ترك قيام الليل، بل صار له كالمألوف، وإذا صلى الصبح استمر غالباً في مجلسه مستقبل القبلة تالياً ذاكراً إلى أن تطلع الشمس ويتطوع بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وستة شوال، كثير التلاوة إذا ركب. "وكان كثير الحياء والعلم والتواضع محافظاً على الطهارة نقي العرض، وافر الجلالة والمهابة، على طريق السلف، غالب أوقاته في تصنيف أو إسماع.

مصنفاته

وكان حسن الأدب والشكل ظاهر الوضاءة كأن وجهه مصباح ومن رآه عرف أنه رجل صالح". مصنفاته: 1 - إخبار الأحياء بأخبار الإِحياء: وهو تخريجه الكبير لإِحياء علوم الدين للغزالي، ذكره ابن فهد في لحظ الألحاظ، وقال إنه في أربع مجلدات. 2 - المغني عن حمل الأَسفار في الأسفار في تخريج ما في الإِحياء من الأخبار: اختصره من أصل كتابه الإِخبار -وهو مطبوع مع "إحياء علوم الدين". 3 - الكشف المبين عن تخريج إحياء علوم الدين: وهو وسط بين كتابه "إخبار الأحياء" و"المغني عن حمل الأسفار". 4 - إكمال شرح الترمذي لابن سيد الناس اليعمري: أكمل فيه شرح "سنن الترمذي" للحافظ ابن سيد الناس الذي وصل فيه إلى باب: ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمار. 5 - الدرر السنية في نظم السيرة الزكية: وهي ألفية في السيرة النبوية، طبع في القاهرة. 6 - الكلام على الأحاديث التي تكلم عليها بالوضع وهي في مسند الإِمام أحمد، ذكره ابن فهد. 7 - طرح التثريب في شرح التقريب: شرع في شرح "التقريب له" ولم يكمله وأكمله الحافظ أبو زرعة ولد المؤلف -وهو مطبوع في أربعة مجلدات كبار. 8 - التقييد والإِيضاح لما أَطلق وأُغلق في كتاب ابن الصلاح. 9 - ألفية الحديث وهي مسماة بـ "التبصرة والتذكرة" وشرحها في "فتح المغيث". 10 - النكت علي مقدمة ابن الصلاح. 11 - النجم الوهاج في نظم المنهاج. 12 - إحياء القلب الميت بدخول البيت.

وفاته -رحمه الله-

13 - المورد الهني في المولد السني. 14 - محجة القرب إلى محبة العرب. 15 - قرة العين بوفاء الدين (¬1). وهو كتابنا هذا. قال في ذيل طبقات الحفاظ: وهو آخر مؤلفاته حدث به مراراً. 16 - الاستعاذة بالواحد من إقامة جمعتين في مكان واحد. 17 - تفضيل زمزم على كل ماء قليل زمزم. 18 - الكلام علي مسألة السجود لترك القنوت. 19 - مشيخة القاضي ناصر الدين بن التونسي. 20 - ذيل مشيخة القاضي أبي الحرم القلانسي. 21 - ترتيب من له ذكر تخريج أو تعديل في بيان الوهم والإِيهام. 22 - أطراف صحيح ابن حبان. 23 - رجال سنن الدارقطني. إلى غير ذلك من المؤلفات النافعة وفاته -رحمه الله-: (ت 806) مات الشيخ عقب خروجه من الحمام في ثامن شعبان وله إحدى وثمانون سنة وربع سنة، نظير عمر شيخ الإِسلام سراج الدين". مصادر الترجمة: 1 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - للسخاوي (4/ 171). 2 - إنباء الغمر بأنباء العمر - لابن حجر (5/ 170). 3 - حسن المحاضرة - للسيوطي (1/ 360). 4 - ذيل طبقات الحفاظ ص 220. 5 - معجم المؤلفين لرضا كحالة (5/ 204). 6 - الأعلام للزركلي (3/ 344). 7 - شذرات الذهب - لابن العماد (7/ 55). ¬

_ (¬1) ذكره في ذيل طبقات الحفاظ بها الاسم، وذكره صاحب كشف الظنون [2/ 1324] باسم: قرة العين بالمسرة لوفاء الدين.

عملي في الكتاب

عملي في الكتاب: 1 - عزوت الآيات القرآنية إلي سورها. 2 - خرجت ما في الكتاب من الأحاديث النبوية المرفوعة مع ذكر درجة الحديث. 3 - علقت على بعض الأحاديث وما اشتملت عليه من فوائد علمية وذلك من كلام علمائنا. 4 - قمت بإصلاح بعض الأسماء والأنساب التي طرأ عليها التصحيف وذلك قدر الإمكان. 5 - علقت على بعض الكلمات الغريبة أو الغامضة المعنى حتى يتيسر فهم القارئ للمعنى. 6 - قدمت للكتاب بمقدمة عن الكتاب والمؤلف والمخطوط. 7 - قمت بعمل عناوين توضيحية ووضعتها بين معكوفتين. 8 - أعددت الفهارس العلمية للكتاب. وبعد. . . فهذا فضل الله وتوفيقه، أعاننا حتى خرج الكتاب إلى النور، بعد أن ظل حبيساً قروناً طوال، وها هو ينضم إلى سلسلة الكتب التراثية التي عزمنا على إخراجها إلى النور. ولكن لا يفوتنى أن أذكر في هذا المقام أنه لابد أن يوجد في أي عمل بشري بعض النقص والهفوات التي يسبق القلم إليها أو يذهل عنها، والكمال لله وحده، فهذا جهد المقل. وحسبي الله ونعم الوكيل، أن أريد إلا الإِصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب. المحقق أبي أويس المصري

[وصف مخطوطة الكتاب]

[وصف مخطوطة الكتاب] وتوثيقها عثرنا بفضل الله تعالى على هذا المخطوط الطيب في دار الكتب المصرية العامرة، ويقع المخطوط تحت رمز حديث تيمور برقم (495) ومنه نسخة ميكروفيلمية (3784) عدد صفحات المخطوط 78 صفحة في كل صفحة 11 سطر، وقد كتبت المخطوطة بخط جيد. لا ريب في صحة نسبة المخطوط إلى العراقي، فلقد عزاه إليه، كلُّ من حاجي خليفة في كشف الظنون والسيوطي في ذيل طبقات الحفاظ.

[صورة من المخطوطة]

[صورة من المخطوطة]

[صورة من المخطوطة]

كِتَابُ قُرَّةِ العَيْنِ بالمَسَرَّةِ بوَفَاءِ الدَّيْنِ تَألِيفُ الشَّيْخ الإِمَامِ العَالِمِ العَلَّامَةِ فَرِيد دَهْرِهَ وَوَحِيِد عَصْرِهِ وبَارِعَةِ زَمَانِه وَنابِغة أقرانه شيخ الْمُسلمين وَإِمَام الْمُحدثين ورحلة الطالبين زين الدّين عبد الرَّحِيم أبي الْحُسَيْن الْعِرَاقِيّ الأثري رَحمَه الله ورضى عَنهُ ونفعنا وَالْمُسْلِمين ببركته وبركة علومه آمين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين

[مقدمة المؤلف]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [مقدمة المؤلف] الحمد لله الذي قسم الآرزاق بين عباده بعدله، فوسع على من شاء منهم ورزقه بسعة من فضله، وقدر على من شاء رزقه، فله الحمد على ذلك كله، ورزق من شاء بغير حساب فلا يُسأل سبحانه عن فعله، ونشهد أن لا إله الا الله المنفرد بإبرامه وحله، وأَشهد أن محمداً عبده ورسوله، أفضل أنبيائه ورسله، والداعى إلى الله على بصيرة بأوضح سبله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين أمرهم بالتبليغ عنه فقاموا بأعباء حمله، صلاة دائمة باقية وسلاماً لا انقطاع لوصله، أما بعد. . [حق الفقراء على الأغنياء] فإن الله تعالى لما قسم الأرزاق بين عباده فقال في محكم التنزيل: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} (¬1) الآية، فكان فيهم الغني والفقير، فُرض للفقراء في أموال الأغنياء قدر ما يسعهم كما روى ذلك عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وقد روى ذلك مرفوعاً من حديثه كما أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي -رحمه الله- قال: أنبأنا الشريف إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب بن مناقب السني، وعبد الرحيم بن يوسف بن يحيى الدمشقي قالا: أنبأنا عمر بن محمد بن عمر، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، أنبأنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد [بن عبد الله] (¬2) ابن سعيد البورقي، حدثنا أحمد بن محمد بن مقاتل، حدثنا محمد بن مردويه، حدثنا أبو إسماعيل حفص بن عمر قال: حدثني عبيد قال: حدثني محمد بن ¬

_ (¬1) سورة الزخرف الآية: 32. (¬2) كذا بالمخطوطة ولعلها أبو عبد الله وهي كنية محمد بن سعيد البورقي.

على، عن أبيه، عن عمه محمد بن الحنفية قال: حدثني علي بن أبي طالب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء قدر ما يسعهم، فإن منعوهم حتى يجوعوا ويعروا ويجهدوا حاسبهما الله حساباً شديداً وعذبهم عذاباً نكراً" (¬3) وهذا حديث ضعيف لا تقوم به حجة، أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق أبي بكر الشافعي وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمتهم به البورقي. قلت: ولم ينفرد به البورقي فقد رويناه في الحلية لأبي نعيم من رواية الحسن الحلواني أحد الثقات عن حفص المذكور إلا أنه قال: حفص بن ميمون، نسبه إلى جده وهو حفص بن عمر بن ¬

_ (¬3) إسناده موضوع: فيه محمد بن سعيد البورقي. قال حمزة السهمي: كذاب، حدث بغير حديث وضعه، قال الخطب البغدادي: ما كان أجرأ هذا الرجل على الكذب. وقال الحاكم: وضع مالا يحصى، وقال الذهبي: كان أحد الوضاعين وأخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 308) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 492) من طريق البورقي هذا. وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 162) من طريق ثابت بن محمد الزاهدي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن حرب (*) ابن سريج المنقري، عن أبي جعفر (**) محمد ابن علي عن محمد بن الحنفية عن علي -رضي الله عنه- مرفوعاً. وسنده ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ثابت بن محمد الزاهدي: ضعيف ضعفه البخاري وغيره. الثانية: عبد الرحمن بن محمد المحاربي: مدلس قاله أحمد والعجلي. وقد عنعنه الثالثة: حرب بن سريج: ضعيف قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبان يخطئ كثيراً. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 178) حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني ثنا الحسن (...) بن علي عن محمد بن الحنفية أنه سمع أباه علياً رضي الله تعالى عنه يقول فذكره.

ميمون العدني، وثقه محمد بن حماد الطهراني وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال النسائي: ليس بثقة. وهذا الحديث وإن اختلف في بعض رواته وكان الراجح فيه التضعيف لكن معناه صحيح يشهد له ما أوجبه الله تعالى من الزكوات، وخصصها بمن سماهم في كتابه العزيز، وما أوجب من كفاية المضطرين على سبيل فروض الكفايات وربما

_ = وهذا السند يحتمل أنه سقط منه حفص بن عمر بن ميمون وذلك لأمرين: الأول: أن العراقي ذكر أن الحسن بن علي رواه عن حفص بن عمر بن ميمون. الثاني: أن الحسن بن علي وهو الحلواني لم تعرف له رواية عن محمد بن الحنفية ولم يذكر أحد أن الحسن بن علي من تلاميذ محمد بن الحنفية فإن صح ذلك فحفص بن عمر بن ميمون ضعيف. وقد روى هذا الحديث موقوفاً على عليّ ولا يصح أيضاً أخرجه البيهقي (7/ 23) وابن حزم في المحلى (6/ 228) من طريق أبي شهاب الحناط عن أبي عبد الله الثقفي عن محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن علي بن أبي طالب أنه سمع علي بن أبي طالب يقول فذكره. وهذا سند ضعيف. فإن أبا عبد الله الثقفي من المحتمل أن يكون هو عبد الملك بن سفيان الثقفي فهو الذي يروي عن محمد بن علي بن الحسين -أبو جعفر الباقر- كما في التعجيل (265) فإن كان هو فإنه مجهول كما قال الحسيني وأقره ابن حجر كما في التعجيل. فإن يك هو فهو كما علمت، وإن لم يكن هو فلم أعرفه. وأخرجه أيضاً أبو عبيد في الأموال (1909) من طريق أبي شهاب الحناط عن أبي عبد الله الثقفي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي يحدث أن علياً يقول فذكره. وهذا سند ضعيف أيضاً لعلتين: الأولى: أبو عبد الله الثقفي وقد علمت ما فيه من كلام. الثانية: الانقطاع بين محمد بن عليّ وعليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ولعل هذا من أوهام أبو شهاب الحناط فإنه كان صدوقاً يهم في حديثه كما قال الساجي، وقد قال الذهبي في الميزان (2/ 544): صدوق في حفظه شيء.

[حكمة التفضيل بين الناس في الرزق]

تعين ذلك على بعض المكلفين لعدم قدرة غيره أو لعدم وجود غيره في ذلك المكان في ذلك الزمان والله أعلم. [حكمة التفضيل بين الناس في الرزق] وأما حكمة الله تعالى في خلقه بجعله تعالى بعضهم غنياً وبعضهم فقيراً، فروى أن آدم - صلى الله عليه وسلم - سأل ربه تعالى عن ذلك كما أخبرني أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن الخباز -رحمه الله- بقراءتي عليه بدمشق قال: أنبأنا المسلم بن محمد، أنبأنا حنبل، أنبأنا هبة الله بن محمد الشيباني، أنبأنا الحسن بن علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني محمد بن يعقوب [الربالي] (¬4)، حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن رفيع أبي العالية عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- في قوله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (¬5) قال: جمعهم فجعلهم أرواحاً ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد والميثّاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى. قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيرى ولا رب غيرى ولا تشركوا بي شيئاً إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي، قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك فأقروا ورفع عليهم آدم -عليه السلام- ينظر إليهم فرأى الغنى والفقير، وحسن الصورة ودون ذلك فقال: "يا رب لولا سويت بين عبادك؟ قال: إني أحب أن أشكر" (¬6). ¬

_ (¬4) كذا في مسند أحمد وجاء في تعجيل المنفعة: الزبالي بالزاي. (¬5) سورة الأعراف الآية: 172. (¬6) إسناده حسن موقوف: أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/ 135) من طريق محمد بن يعقوب الربالي ثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن رفيع أبي العالية عن أبي بن كعب فذكره. =

هكذا رواه عبد الله بن أحمد في زياداته علي المسند، وإسناده حسن، ورواية أبي العالية عن أُبي بن كعب عند أصحاب السنن الثلاثة حسن الترمذي بعضها، وأبو العالية قرأ القرآن على أُبي بن كعب كما رواه النسائي في فضائل القرآن، وفي المناقب من سننه، وأما الحديث الذي رويناه في الحلية من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل -عليه السلام- عن ربه تعالى وتقدس في حديث فيه: "وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك" (7) ومن عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو بسطت له لأفسده ذلك" (7) الحديث فاسد لا يصح إسناده، وحديث أُبي بن كعب الذي قبله أصح إسناداً منه إذ قد أراد الله واختار تفضيل بعض الخلق على بعض وكان ذلك هو المرتضى عند أهل الرضا بالقضا فهم يشهدون الإِعطاء في المنع وكان منهم من لم تكن نفسه مطمئنة

_ = هذا إسناد حسن موقوف لكنه في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأى. محمد بن يعقوب الربالي لا ينزل إن شاء الله حديثه عن الحسن، والربيع بن أنس، لخص حاله ابن حجر في التقريب فقال: صدوق له أوهام. والحديث أخرجه (2/ 324)، والطبري (9/ 115)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (991) من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب بنحوه، وفي بعضها زيادة. (7) إسناده ضعيف: أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء [1] وأبو نعيم في الحلية (8/ 318)، والبيهقي في الأسماء والصفات (121)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 441) من طريق الحسن بن يحيى الخشني عن صدقة بن عبد الله الدمشقي عن هشام الكناني عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عن ربه تعالى مطولًا. وسنده ضعيف فيه علل: 1 - هشام الكناني لم أعرفه، وذكر ابن حبان في الثقات، وابن حجر في تهذيب التهذيب، هشام بن زيد بن أنس بن مالك يروى عن أنس وهو من رجال الشيخين، فلعله هو. 2 - صدقة بن عبد الله -وهو أبو معاوية السمين- ضعيف. 3 - الحسن بن يحيى الخشني، وهو صدوق كثير الغلط كما في التقريب.

وكان ذلك محل الابتلاء والفتنة كما قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} (¬8) وقد راضى النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من هذه الفتنة بقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والجسم فلينظر إلى من دونه في المال والجسم" (¬9) ولما روى الترمذي من حديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "إياك ومجالسة الأغنياء" (¬10) قال: هو نحو ما روى عن أبي ¬

_ (¬8) سورة الفرقان الآية: 20. (¬9) أخرجه البخاري (6490/ فتح)، ومسلم (2963)، وأحمد (2/ 243)، وأبو يعلى (6261)، والبغوي (4100) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً، واللفظ لأبي يعلي والبغوي. أما لفظ البخاري ومسلم وأحمد (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه). (¬10) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الترمذي (1780) من طريق سعيد بن محمد الوراق وأبي يحيى الحماني قالا: حدثنا صالح بن حسان عن عروة عن عائشة قالت قال لي: إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الأغنياء. وقد ضعفه الترمذي بقوله: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان -قال- وسمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول صالح بن حسان منكر الحديث ا. هـ. وإسناده ضعيف جداً فيه علل: الأولى: سعيد بن محمد الوراق، ضعيف، ضعفه ابن معين وأبو داود. الثانية: أبو يحيى الحماني: هو عبد الحميد بن عبد الرحمن وهو صدوق يخطئ كما في التقريب. الثالثة: صالح بن حسان، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك. والحديث أخرجه أيضاً الحاكم (4/ 312)، وابن سعد في الطبقات (8/ 52)، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (376)، والبيهقي في شعب الإِيمان (5/ 6181)، والبغوي في شرح =

هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من رأى من فضل عليه في الخلق والرزق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه -أي هو- فإنه أجدو أن لا تزدروا (*) نعمة الله عليكم" (¬11). قال: وروى عن عون بن عبد الله بن عتبة قال: قال: "صحبت الأغنياء فلم أر أحداً أكثر هماً مني أرى دابة خيراً من دابتي وثوباً خيراً من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت" انتهى. ¬

_ = السنة (12/ 44) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن صالح بن حسان (1) عن عروة بن الزبير عن عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. فتعقبه الذهبي بقوله الوراق واهٍ. ولا يخفى ما في كلام الحاكم والذهبي من الضعف فالحديث فيه صالح بن حسان وقد تقدم الكلام عليه. ولكن سعيد بن محمد الوراق وأبو يحيى الحماني قد خولفا فيه خالفهما إبراهيم بن عيينة فرواه عن صالح بن حسان عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة مرفوعاً عند أبي يعلى (8/ 4610). فجعل شيخ صالح بن حسان فيه هو هشام بن عروة، قال ابن عدي كما في الكامل (4/ 52): ومن قال عن صالح عن عروة أصح. (*) تزدروا: تحتقروا. (¬11) أخرجه البخاري (6490)، ومسلم (2963)، وأحمد (2/ 243) من حديث أبي هريرة بلفظ (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه). وأخرجه مسلم (4/ 2275/ عبد الباقي)، والترمذي (3/ 35)، وابن ماجة (4142)، والبغوي في شرح السنة (4101) من طرق عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".

ولما كان الناس متفاوتين في الأرزاق كان أهل الزمن الأول يتواسون بينهم، كان الأشعريون يعملون في خلط أزوادهم وقسمتهم لها بالسوية بينهم، ومدحهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "هم مني وأنا منهم" (¬12) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم بين أصحابه بالعدل في الفئ وغيره كما روينا في سنن أبي داود من حديث عوف بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا آتاه الفئ قسمه في يومه فأعطى الآهِل (*) حظين وأعطى العَزَبَ (*) حظاً (¬13). وزاد في رواية فدعيت فأعطاني حظين وكان لى أهل ثم دعى بعدي عمار بن ياسر فأعطى حظاً واحداً (¬14). قال الإمام أحمد: إنه حديث حسن، ورواه أبو محمد بن الجارود في المنتقى بلفظ "كان إذا جاءه شيء" (¬15) الحديث، ثم كان الصحابة بعده كذلك كما روينا في مسند أحمد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: مضى علينا زمان وما يرى أحدنا أنه أحق بالدرهم والدينار من أخيه المسلم، ثم قال رسول ¬

_ (¬12) أخرجه البخاري (2486)، ومسلم (2500)، وأحمد (4/ 129)، والبيهقي (10/ 132)، والبغوي (2156) من، حديث أبي موسى الأشعري مطولًا مرفوعاً. (*) الآهل: المتزوج وله أهل. (**) العَزَب: غير المتزوج. (¬13) إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2953)، والحاكم (2/ 141)، وأحمد (6/ 25)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 356) من طرق عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، عن عوف بن مالك مرفوعاً. (¬14) إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2953)، وابن الجارود (1112). (¬15) إسناده صحيح: أخرجه ابن الجارود في المنتقى (1112) من طريق صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك مرفوعاً بلفظ (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه شيء قسمه من يومه فأعطى. . .)

الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا الناس تبايعوا بالعينة (¬16) واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بهم بلاء فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم" (¬17) وذكره أبو الحسن بن القطان في باب أحاديث ذكر أن أسانيدها صحاح وعزاه إلى كتاب الزهد للإِمام أحمد فلما آل الحال إلى أن كثيراً من أصحاب الأموال ¬

_ (¬16) العينة أن يبيع شيئاً من غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري، ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر يدفعه نقداً. (¬17) صححه الألباني لمجموع طرقه: وإني ناقل كلام الشيخ الألباني بنصه ونصه كما جاء في السلسلة الصحيحة (11): قال حفظه الله: وهو حديث صحيح لمجموع طرقه، وقد وقفت على ثلاث منها كلها عن ابن عمر مرفوعاً: الأولى: عن إسحاق أبي عبد الرحمن أن عطاء الخراساني حدثه أن نافعاً حدثه عن ابن عمر قال: فذكره. أخرجه أبو داود (3462)، والدولابي في الكنى (2/ 65)، وابن عدي في "الكامل" (256/ 2)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 316)، وتابعه فضالة بن حصين عن أيوب عن نافع به. رواه ابن شاهين في جزء من "الأفراد" (1/ 1)، وقال "تفرد به فضالة". وقال البيهقي: " روى ذلك من وجهين عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر" يشير بذلك إلى تقوية الحديث، وقد وقفت على أحد الوجهين المشار إليهما وهو الطريق: الثانية: عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر. أخرجه أحمد (4825)، وفي الزهد (20/ 84/ (1) 2)، والطبراني في الكبير (3/ 207/ 1)، وأبو أمية الطرسوسي في "مسند ابن عمر (202/ 1). والوجه الثاني أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 107/ 1) عن ليث عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (1/ 79) والروياني في "مسنده" (247/ 2) من وجه آخر عن ليث عن عطاء. أسقط من بينهما ابن أبي سليمان، وكذا رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ (313) 314). الثالثة: عن شهر بن حوشب عن ابن عمر، رواه أحمد (5007). =

ضنوا (¬18) بأموالهم حتى بالزكوات المفروضة عليهم اختار بعضهم الانفراد بنفسه وترك الرغبة في الأهل حتى كان بعض من لقيناه من أهل العلم ربما قال في دعائه: رب ذرني فرداً وأنت خير الوارثين، اختار أمنه لقلة العيال كما رَوينا من حديث بكر بن عبد الله المزني عن أبيه عبد الله بن عمرو بن هلال مرفوعاً: "قلة العيال أحد اليسارين" (¬19) ولا يصح إسناده. ورويناه في مشيخة القاضي أبي بكر الأنصاري في آخر ترجمة أبي الغنايم بن المأمون عن سفيان الثوري قال: كثرة ¬

_ = ثم وجدت له شاهداً من رواية بشير بن زياد الخراساني: ثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. أخرجه ابن عدي في ترجمة بشير هذا من "الكامل" وقال "وهو غير معروف، في حديثه بعض النكرة"، وقال الذهبي "ولم يترك" انتهى كلام الشيخ الألباني حفظه الله. قلت: ولفظ المصنف لأحمد في مسنده. (¬18) ضنوا: بخلوا. (¬19) إسناده ضعيف: قال العراقي في تعليقه على الإِحياء (2/ 24)، والسخاوي في المقاصد (777)، والعجلوني في كشف الخفاء (1888)، والشوكاني في الفوائد المجموعة (72) أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث عبد الله بن عمرو بن هلال المزني بسند ضعيف ا. هـ. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 54) من طريق إسحاق بن إبراهيم الشامي قال: نا علي بن حرب قال: نا موسى بن داود الهاشمي قال: نا ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عل -رضي الله عنه- مرفوعاً بلفظ "التدبير نصف العيش والتودد نصف العقل، والهمُّ نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين". قال الشيخ الألباني في الضعيفة (4/ 64): وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة واسمه عبد الله ضعيف. وإسحاق بن إبراهيم الشامي، لم أعرفه، ويحتمل أن يكون واحداً من هؤلاء: 1 - إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي المعروف بابن زبريق. 2 - إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي مولى عمر بن عبد العزيز. =

العيال شؤم فمن تهيأ لطلب الدنيا فليتهيأ للذل، وكثيراً ما يسأل الناس عن حديث حذيفة مرفوعاً "خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ. قيل: يا رسول الله ومن خفيف الحاذ؟ قال: من لا أهل له ولا مال" وفي رواية: "ولا ولد" (¬20) وهو حديث ضعيف رويناه في مسند أبي يعلى الموصلي، قال أبو حاتم الرازي: إنه ¬

_ = والأول: ضعيف والآخر حسن الحديث، وقد جزم المناوي بأنه هو ولم يظهر لي وجهه والله أعلم. والحديث رواه أيضاً الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس بن مالك، قال المناوي: " قال العراقي: فيه خلاد بن عيسى، جهله العقيلي، ووثقه ابن معين". قلت: -أي الشيخ الألباني- هو عند الديلمي (2/ 1/ 50) وكذا الخطيب بعضه (12/ 11)، من طريق أبي الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المخرمي: حدثنا علي بن عيسى كاتب عكرمة القاضي: حدثنا خلاد بن عيسى عن ثابت عن أنس مرفوعاً به. وفيه علة أخرى، وهي ضعف يعقوب هذا، فقد ترجمه الخطيب (14/ 290)، وروى عن الدارقطني أنه ضعيف، وعن ابن المنادي: " كتبنا عنه في حياة جدي، ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه، وذلك بعد معاتبة وتوقيف متواتر، فرمينا كل ما كتبنا عنه نحن وعدة من أهل الحديث". وعلى بن عيسى كأنه مجهول، فإن الخطيب أورده في "التاريخ" (12/ 11) من أجل هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا. (¬20) منكر: أخرجه أبو يعلى -كما في الجامع للسيوطي-، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 69)، وابن عدي في الكامل (3/ 1037)، والخطابي في العزلة (ص - 36)، والخطيب في "التاريخ" (6/ (197) 198، 11/ 225)، وابن الجوزي في الواهيات (2/ 635) من طريق رواد بن الجراح، عن سفيان الثوري عن ربعي بن حراش عن حذيفة مرفوعاً به. قلت: وسنده ضعيف، وآفته رواد بن الجراح، قال البخاري "كان قد اختلط، لا يكاد يقوم حديثه، ليس له كثير حديث قائم". وقال الساجي: "يتفرد بحديث ضعفه الحفاظ فيه وخطؤوه وهو: خيركم بعد المائتين". =

حديث منكر لا يشبه حديث الثقاة ولم ير أكثر العلماء والصلحاء ترك التزويج والانفراد للمحتاج إليه بل جروا على ما كان عليه الصدر الأول من الترغيب في اتخاذ الأهل وإن أدى إلى ذلك، فمنهم من كان يكتسب بيده وأحلُّ ما أكل الرجل من كسب يده، ومنهم من يتجر مع الرغبة في العلم كعبد الله بن المبارك، ومنهم من كان يأخذ جوائز الأمراء للحاجة لذلك، ومنهم من كان يستدين لحاجته بنية الوفاء، ومنهم من كان لا يرى الدين ويصبر على نفسه حتى يأتيه رزقه كعتبة الغلام، وقد استدان النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجة المسلمين ولعياله، واستدان جماعة من الصحابة كما سيأتي معتمدين على إعانة الله للمديون إذا استدان بنية الوفاء، واستعان بما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفاء الدين من الدعاء. وقد استخرت الله تعالى في جمع ما ورد في ذلك ورتبته على سبعة أبواب: الباب الأول: في النهي عن الاستدانة والتشديد في ذلك. الباب الثاني: في ترغيب أصحاب الأموال في الإِقراض وما فيه من الثواب. الباب الثالث: في إنتظار المعسر والوضع له. الباب الرابع: فيمن رغب في الاستدانة طلباً للعون والإعانة. الباب الخامس: في أن نفس المؤمن مرتهنة بدينه حتى يقضى عنه. الباب السادس: في تعوذه - صلى الله عليه وسلم - من غلبة الدين وضلعه ومن الفقر والقلة والذلة. الباب السابع: في الأدعية المأثورة لوفاء الدين وهو المقصود. وسميته "قرة العين بالمسرة بوفاء الدين" وإلى الله أرغب وأبتهل في النفع به فهو خير من يُسأل وحسبنا الله ونعم الوكيل.

_ = وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 132) عن أبيه: "حديث باطل" وقال في موضع آخر (2/ 420): "حديت منكر". قال الذهبي في "الميزان" (2/ 56) عن أبي حاتم قال: "منكر لا يشبه حديث الثقات، وإنما كان بدو هذا الخبر فيما ذكر لي أنّ رجلًا جاء إلى روّاد فذكر له هذا الحديث فاستحسنه، وكتبه، ثم بعد حدث به، يظنُّ أنه من سماعه".

الباب الأول في النهي عن الاستدانة والتشديد فيه

الباب الأول في النهي عن الاستدانة والتشديد فيه أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز الدمشقي -رحمه الله- بقراءتي عليه بها قال: أنبأنا المسلم بن محمد، أنبأنا حنبل، أنبأنا هبة الله بن محمد، أنبأنا الحصين بن علي، أنبأنا محمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، أخبرني بكر بن عمرو أن شعيب بن زرعة أخبره قال: حدثني عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه: "لا تخيفوا أنفسكم -أو قال الأنفس- فقيل": يا رسول الله، وما نخيف أنفسنا؟ قال: الدين" (¬21) وفي رواية لأحمد ¬

_ (¬21) إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/ 154)، والحاكم (2/ 26)، وأبو يعلى (1739)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 355)، وفي شعب الإِيمان (5552) من طريق بكر بن عمرو عن شعيب بن زرعة عن عقبة بن عامر مرفوعاً وهذا إسناد حسن: بكر بن عمرو لخص ابن حجر حال في التقريب بقوله: صدوق. وشعيب بن زرعة، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/ 219)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 346)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا. وأورده ابن حجر في تعجيل المنفعة (452)، وقال: روى عنه بكر بن عمرو، وأبو قبيل المعافري، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الكريم بن الحارث. قال البخاري سمع عقبة ووثقه ابن حبان ا. هـ. فحديثه على الحسن إن شاء الله. ولفظ الحاكم: "لا تحتفوا أنفسكم فقيل يا رسول الله وما نحتف أنفسنا؟ قال بالدين". ولفظ البيهقي في الشعب: "لا تخنقوا الأنفس أو قال: أنفسكم" فقيل: وما نخنق قال: الدين. والحديث حسنه الشيخ الألباني كما في صحيح الجامع رقم (7259).

"لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها" (¬22) هذا حديث صحيح رواه الحاكم في المستدرك من رواية عبد الله بن وهب عن حيوة بن شريح وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المرداوي -رحمه الله- بظاهر دمشق قال: أنبأنا الإِمام قاضي المسلمين أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر وآخرون قالوا: أنبأنا عمر بن محمد بن معمر البغدادي، أنبأنا هبة الله بن محمد الشيباني، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا مسلم بن خالد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي كثير، عن محمد بن جحش -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بفناء المسجد إذ رفع رأسه إلى السماء ثم خفض فضرب بيده على جبهته ثم قال: سبحان الله ماذا أنزل من التشديد فهبنا أن نكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفرقنا عنه فلما كان الغد جاءه رجل ممن سمع مقالته بالأمس فقال: يا رسول الله التشديد الذي ينزل ما هو؟ قال: "في الدين، والذي نفس محمد بيده لو أن عبداً قتل في سبيل الله ثم عاش ثم قتل ما دخل الجنة حتى يقضى عنه ¬

_ (¬22) إسناده ضعيف وهو حسن: أخرجه أحمد (4/ 246) من طريق رشدين ثنا بكر بن عمرو المعافري ثنا شعيب بن زرعة المعافري حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول فذكره مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف: رشدين وهو ابن سعد ضعيف، ضعفه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما. وبكر بن عمرو المعافري، وشعيب بن زرعة سبق الكلام عليهما في الحديث رقم (21) وأن حديثهما لا ينزل عن الحسن إن شاء الله تعالى. لكنّ رشدين قد توبع عليه تابعه: 1 - حيوة بن شريح: ثقة. أخرجه الطبراني (17/ 328). 2 - نافع بن يزيد: ثقة. أخرجه الطبراني (17/ 328) والبيهقي (5/ 355).

دينه" (23) هذا حديث حسن، ومسلم بن خالد الزنجي فقيه أهل مكة وثقه ابن معين وابن حبان، واحتج به في صحيحه وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به هو حسن الحديث، وضعفه أبو حاتم والبخاري وأبو داود لكنه لم ينفرد بهذا الحديث فقد تابعه على روايته عن العلاء إسماعيل بن جعفر وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام وعبد العزيز بن محمد الداروردي، فأما رواية إسماعيل بن جعفر فرويناها

_ (23) إسناده ضعيف وهو حسن: فيه مسلم بن خالد الزنجي: وهو ضعيف لسوء حفظه. وأبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش، أورده البخاري في "التاريخ الكبير" (9/ 65) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/ (429) 430) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 127) "مستور" ولم يورده ابن حبان في الثقات ومع ذلك قال فيه ابن حجر في التقريب "ثقة" وذكر في التهذيب أنه روى عنه جماعة من الثقات وأنه ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى لا سيما في الشواهد، قاله الشيخ الألباني في أحكام الجنائز (107). والعلاء بن عبد الرحمن لخص حاله ابن حجر في التقريب بقوله صدوق ربما وهم. ولكنّ مسلماً بن خالد الزنجي قد خولف فيه خالفه: [إسماعيل بن جعفر، وزهير بن محمد التميمي، وعبد العزيز بن محمد، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام، وعبد العزيز بن أبي حازم] كلهم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير عن محمد بن عبد الله بن جحش مرفوعاً به. فجعلوا شيخ العلاء فيه أبا كثير بدلًا من عبد الرحمن بن يعقوب. 1 - إسماعيل بن جعفر "ثقة". أخرجه النسائي [4684]، والبيهقي في السنن الكبرى [5/ 355]، وفي شعب الإيمان [5536]. 2 - زهير بن محمد التميمي "وروايته عن غير أهل الشام مستقيمة وهذه منها". أخرجه أحمد [5/ 289]. 3 - عبد العزيز بن محمد هو الدّارَوَرْدِى "صدوق". أخرجه الحاكم [2/ 24]. 4 - سعيد بن سلمة بن أبي الحسام "صدوق". أخرجه الحاكم [2/ 24]. =

في السنن الكبرى للبيهقي إلا أنه قال: فلما كان من الغد سألته، وإسناده صحيح. ورواه الحاكم في المستدرك من رواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام وعبد العزيز بن محمد الداروردي فرواها كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن بلفظ: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكرر قوله سبحان الله وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. أخبرني أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن عمر الحموي -رحمه الله- بقراءتي عليه بجامع دمشق، أنبأنا علي بن أحمد البخاري، أنبأنا منصور بن عبد المنعم في كتابه، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، "إن قتلت في سبيل الله كفر الله عني خطاياي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن قتلت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلًا غير مدبر كفر الله عنك خطاياك، فلما جلس دعاه فقال: كيف قلَت؟ فأعاد عليه فقال: إلا الدين كذلك أخبرني جبريل -عليه السلام-" (¬24) هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي ¬

_ = 5 - عبد العزيز بن أبي حازم "صدوق". أخرجه الطبراني [9/ 248]. ورواية الجماعة أرجح. والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (3600). (¬24) أخرجه مسلم (3/ 1501/ عبد الباقي)، والترمذي (1712)، والنسائي (3156)، والدارمي (2412)، وأحمد (5/ 297)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 355) (9/ 25)، والصغرى (1976)، وفي شعب الإِيمان (5534). قال النووي في شرح مسلم (13/ 33): أما قوله - صلى الله عليه وسلم - إلا الدين ففيه تنبيه على جميع حقوق الآدميين وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين وإنما يكفر حقوق الله تعالى، وأما قول - صلى الله عليه وسلم - نعم ثم قال بعد ذلك إلا الدين فمحمول على أنه أوحى اليه به في الحال ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - إلا الدين فإن جبريل قال لي ذلك والله أعلم.

أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن صالح العرضي -رحمه الله- بقراءتي عليه قال: أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري قال: أنبأنا عبد الصمد بن محمد الخرستاني، أنبأنا عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا تمام بن محمد الرازي قال: حدثنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن حسنون الأزدي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن جنة البزاز، وأبو عمرو محمد بن موسى بن إبراهيم القرشي قالوا: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن بشر بن حبيب البيروتي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثني عتبة ابن حميد عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ينبغي لرجل أن يأتي أخاه فيسأله قرضاً وهو يجده فيمنعه" (¬42) هذا حديث لا يصح، وجعفر بن الزبير كذبه شعبة، وقال البخاري: تركوه. ¬

_ = قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً آفته: خالد بن يزيد بن أبي مالك. قال النسائي: ليس بثقة، وقال أحمد: ليس بشيء، ووهَّاه ابن معين، وقال أبو داود: متروك الحديث. وقال ابن الجوزي عقب هذا الحديث: وهذا لا يصح. وقال ابن حبان: ليس بصحيح. والحديث قال عنه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (3083): ضعيف جداً. (¬42) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ (290) 291) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً بلفظ (ما ينبغي لعبد. . .). وسنده ضعيف جداً: آفته: جعفر بن الزبير: قال شعبة: كان يكذب، وقال يحيى: ليس بثقة، وتركه أحمد بن حنبل، وقال البخاري والنسائي والرازي وعلي بن الجنيد، والدارقطني وابن حجر: متروك. والحديث ذكره الهيثمي في المجمع (4/ 126) وعلة بها ذكرت.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن أحمد بن علي بن المثنى، عن يحيى بن معين، وأخبرنا به عاليا محمد بن إبراهيم بن داود الهكاري، أنبأنا إبراهيم بن علي ابن محمد بن الواسطي، أنبأنا داود بن ملاعب، أنبأنا محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، أنبأنا عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنبأنا الدارقطني، حدثنا أبو حامد بن محمد بن هارون، حدثنا زهير بن جميل، حدثنا المعتمر بن سليمان فذكر المرفوع دون قصة الأسود وقال في آخره: هذا حديث غريب من حديث النخعي عن الأسود عن عبيد الله، تفرد به أبو جرير ولم يروه عنه غير الفضل بن ميسرة تفرد به المعتمر عنه، وأما الاختلاف الذي وقع بين رواية ابن ماجه في كون المقترض علقمة أو الأسود فالظاهر أن كل رواية قصة غير القصة الأخرى. [تفضيل القرض على الصدقة] أخبرنا أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد الحنبلي بإسناد به المتقدمين إلى ابن ماجة قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم قال: حدثنا هشام بن خالد قال: حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت ليلة أسرى بي على باب الجنة مكتوباً: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بمثابة عشر، فقلت: يا جبريل، ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة" (¬41) هذا حديث حسن يعمل به في الترغيب والترهيب، وخالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي وإن ضعفه أحمد وابن معين والنسائي والدارقطني فقد وثقه أحمد بن صالح المري وأبو زرعة الدمشقي، وقال ابن حبان: هو من فقهاء الشام كان صدوقاً في الرواية ولكنه كان يخطئ كثيراً، وأبوه فقيه دمشق ومفتيهم. ¬

_ (¬41) إسناده ضعيف جداً: أخرجه ابن ماجة (2431)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 333)، وابن حبان في المجروحين (1/ 284)، وابن عدي في الكامل (3/ 11)، والبيهقي في شعب الإيمان (3566)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 602) من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه عن أنس بن مالك مرفوعاً به. =

هذا حديث في إسناده مقال، وسليمان بن يسير النخعي يكنى أبو الصباح حدث عن شعبة لكن ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم هكذا رويناه في سنن ابن ماجة. وقد رواه البيهقي من وجهٍ آخر فجعل الذي كان يستقرض الأسود بن يزيد من تاجر مولى للنخع لم يسم، أخبرني به محمد بن إسماعيل بن الحموي، أنبأنا ابن البخاري، أنبأنا منصور بن عبد المنعم في كتابه، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا يحيى بن معين وأنا سألته، حدثنا معتمر قال: قرأته على فضيل بن ميسرة عن أبي حريز أن إبراهيم حدثه أن الأسود بن يزيد كان يستقرض من مولى للنخعي تاجر فإذا خرج عطاؤه قضاه وأنه خرج عطاؤه فقال له الأسود: إن شئت أخرت عنا، فإنه قد كانت علينا حقوق في هذا العطاء فقال له التاجر: لست فاعلًا فنقده الأسود خمسمائة درهم حتى إذا قبضها التاجر قال له التاجر: دونك فخذها فقال له الأسود: قد سألتك هذا فأبيت فقال له التاجر سمعتك تحدث عن عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم -كان يقول: "من أقرض شيئاً مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به" (¬40). وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن الحسين أبو حريز قاضي سجستان، وليس بالقوي. قلت: قد استشهد به البخاري ووثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: حسن الحديث يكتبه حديثه، وصحح له الترمذي فالحديث حسن. ¬

_ = ثم للحديث شاهد تقدم برقم (38): أخرجه البيهقي (5/ 354) من حديث أنس رفعه بلفظ (قرض الشيء خير من صدقته) وإسناده صحيح. (¬40) إسناده ضعيف وهو حديث حسن: أخرجه البيهقي (5/ 353) وابن حبان في "صحيحة" (1155/ موارد) وفيه: أبو حريز عبد الله بن الحسين لخص حاله ابن حجر بقوله [صدوق يخطئ] وله شواهد يرتقي بها إلى الحسن انظرها في رقم 39.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = قال الشيخ الألباني في الإرواء (5/ 227): وقد وقفت له على طريق أخرى عن ابن أذنان في "المسند" لأحمد قال (1/ 412) ثنا عفان ثنا حماد: أخبرنا عطاء بن السائب عن ابن أذنان قال: "أسلفت علقمة ألفي درهم، فلما خرج عطاؤه، قلت له: اقضني قال: أخرني إلى قابل، فأتيت عليه، فأخذتها، قال: فأتيته بعد، قال: برحت بي، وقد منعتني، فقلت: نعم هو عملك! قال: وما شأني؟ قلت: إنك حدثتني عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة" قال: نعم، فهو كذلك، قال: فخذ الآن". أخرجه البزار فقال: "عن محمد بن معمر عن عفان به، إلا أنه سماه فقال: "عبد الرحمن بن أدبان، وقال: "لا نعلم روى عن عبد الرحمن بن أدبان عن علقمة عن عبد الله غير هذا الحديث، ولا نعلم أسنده إلا حماد بن سلمة" نقلته من "التعجيل" (ص 531) وقد أورده في ترجمة (ابن أدبان) كذا وقع فيه "أدبان" بالدال المهملة ثم الباء الموحدة، كأنه تثنية "أدب" والذي في "المسند" وابن ماجة والبيهقي "أذنان" بالذال المعجمة ثم النون تثنية "أذُن" وكذلك وقع في الجرح والتعديل (2/ 1/ 213) وسماه "سليم بن أذنان" وقال: "كوفي، روى عن علقمة في القرضي، روى عنه أبو إسحاق وعبد الرحمن بن عابس". ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا. وقد أورده ابن حبان في ثقات أتباع التابعين (2/ 117)، لكن وقع فيه "ابن أبان"! وقد وقع الخلاف في اسمه الحافظ ابن حجر، وجزم بأنه سليم قال: ويقال: عبد الرحمن، ومن سماه سليمان فقد صحف (قال): فأما سليم فليس من شرط هذا الكتاب، لأن ابن ماجة أخرج له" قتل: -أي الشيخ الألباني- ابن ماجة إنما أخرجه عن سليمان بن أذنان، كما تقدم، ومن العجائب أن سليمان هذا أغفلوه، ولم يترجموه، لا في "التهذيب" ولا "الخلاصة" ولا "التقريب" مع أنه على شرطهم، وكذلك لم يترجموا لسليم ابن أذنان، ولكنه على الجادة، فإنه لم يقع له ذكر في شيء من الكتب الستة. وجملة القول إن ابن أذنان هذا مستور، لأن أحداً لم يوثقه غير ابن حبان، فإذا انضم إليه طريق أبي حريز المتقدمة أخذ حديثه بعض القوة، ويضم طريق دلهم بن صالح إليهما فيزداد قوة، ويرقى الحديث بمجموع ذلك إلى درجة الحسن والله أعلم ا. هـ كلام الشيخ الألباني.

يقرض علقمة ألف درهم إلى عطائه فلما خرج عطاؤه تقاضاها منه واشتد عليه فقضاه فكأن علقمة غضب فمكث أشهراً ثم أتاه فقال: أقرضني ألف درهم إلى عطائي قال: نعم وكرامة، يا أم عتبة هلم تلك الخريطة المختومة التي عندك قال: فجاءت بها فقال: أما والله إنها لدراهمك التي قضيتني ما حركت منها درهماً واحداً، فلله أبوك ما حملك على ما فعلت بي؟ قال: ما سمعت منك. قال: ما سمعت مني؟ قال: سمعتك تذكر عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقتها مرة" (¬39) قال: كذلك أنبأني ابن مسعود. ¬

_ (¬39) إسناده ضعيف وهو حسن: أخرجه ابن ماجة (2430)، وأبو يعلى (8/ 443)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 353)، وفي شعب الإيمان (3560) من طريق سليمان بن يسير عن قيس بن رومي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود به، واقتصر أبو يعلى والبيهقي على المرفوع منه. وإسناده ضعيف: فيه قيس بن رومق مجهول، وسليمان بن يسير: ضعيف. قال البيهقي عقبه: كذا رواه سليمان بن يسير النخعي أبو الصباح الكوفي، قال البخاري: ليس بالقوي، ورواه الحكم وأبو إسحاق وإسرائيل وغيرهم عن سليمان بن أذنان عن علقمة عن عبد الله بن مسعود من قوله: ورواه دلهم بن صالح عن حميد بن عبد الله الكندي عن علقمة عن عبد الله، ورواه منصور عن إبراهيم عن علقمة، كان يقول: وروى ذلك من وجه آخر عن ابن مسعود مرفوعاً ورفعه ضعيف". قلت: ثم ساق الوجه المشار إليه من طريق أبي حريز أن إبراهيم حدثه أن الأسود بن يزيد كان يستقرض من مولى للنخعي تاجر، فإذا خرج عطاؤه قضاه، وأنه خرج عطاؤه، فقال له الأسود: إن شئت أخرت عنا، فإنه قد كانت علينا حقوق في هذا العطاء، فقال له التاجر: لست فاعلًا، فنقده الأسود خمسمائة درهم، حتى إذا قبضها التاجر، قال له التاجر: دونك فخذها، فقال له الأسود: قد سألتك هذا فأبيت، فقال له التاجر: إني سمعتك تحدث عن عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: " من أقرض شيئاً مرتين، كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به". ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1155 / موارد) وقال البيهقي عقبه: " تفرد به عبد الله بن الحسين أبو حريز قاضي سجستان، وليس بالقوي". قلت: وقال ابن حجر في ترجمته في التقريب: "صدوق يخطئ".

الباب الثاني في ترغيب أصحاب الأموال في الإقراض وما فيه من الثواب

الباب الثاني في ترغيب أصحاب الأموال في الإِقراض وما فيه من الثواب أخبرني أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن عمر بن الحموي -رحمه الله- بقراءتي عليه بجامع دمشق قال: أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا منصور بن عبد المنعم في كتابه، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد ابن الحسين البيهقي قال: أنبأنا أبو الحسن بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا تمتام، حدثنا عبيد الله بن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس -رضي الله عنه- رفعه قال: "قرض الشيء خير من صدقته" (¬38) هذا حديث حسنٌ، قال البيهقي: وجدته في المسند مرفوعاً فهبته فقلت رفعته: أخبرنا أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد الحنبلي -رحمه الله- قال: أنبأنا يوسف بن عبد العزيز الحمري، وعبد الله بن غلام بن إسماعيل المسكي، ويعقوب ابن أحمد بن فضايل الحلبي قال الحمري والمسكي أنبأنا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن باقا، وقال ابن فضايل: أنبأنا العلامة عبد اللطيف بن يوسف البغدادي قالا: أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي، أنبأنا محمد بن الحسين المقري، أنبأنا القسم بن أبي المنذر، أنبأنا علي بن إبراهيم بن سلمة قال: حدثنا الإِمام أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال: حدثنا يعلى حدثنا سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي قال: كان سليمان بن أذنان ¬

_ (¬38) إسناده صحيح: أخرجه البيهقي (5/ 354) من طريق تمتام، حدثنا عبيد الله بن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس -رضي الله عنه- رفعه به. =

البخاري وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، وقال ابن حبان: حدث عن أبيه سماعاً في أحاديث كلها موضوعة. آخر الجزء الأول يتلوه الجزء الثاني من قرة العين بوفاء الدين

_ = وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا: وللحديث شاهد أيضاً من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حمل من أمتي ديناً، ثم جهد في قضائه فمات ولم يقضه فأنا وليه". أخرجه أحمد (6/ 74)، والبيهقي في الشعب (5551) قال الشيخ الألباني في أحكام الجنائز (19) وإسناده صحيح علي شرط الشيخين. والحديث بهذه الشواهد يرتقي إلى الصحة إن شاء الله تعالى والله أعلم. والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3418).

الأيلي، قال أحمد: أحاديثة كلها موضوعة وكذبه أبو حاتم والسعدي، وحديث عمرو بن حزم: "الدين غل ثقيل يركب في عنق العبد يشقى به أو يسعد به، يكربه ذلك ويحزنه في ساعات الليل والنهار، ولا يزال مأجوراً حتى يؤديه، فيسعد بذلك أو يستخف به حتى يموت فيشقى" (¬36) وفي سنده عمرو بن بكر السكسكي قال: ابن حبان روى عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما من الثقات الأوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة (*) لا يحل الاحتجاج به، [وهناك أحاديث] (*) رواها أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس، تركت تخريجها لضعفها. ومنها: ما رواه الطبراني من رواية ابن البيلماني عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدين دينان فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه، ومن مات ولا ينوي قضاءه فذلك الذي يؤخذ من حسناته، ليس يومئذ دينار ولا درهم" (¬37) وابن البيلماني اسمه محمد بن عبد الرحمن بن البيلمانى ضعفه ¬

_ (¬36) ذكره الديلمي في مسند الفردوس (3099) ولم أقف على إسناده. (*) غير موجودة بالمنسوخة والتصويب من المجروحين لابن حبان. (¬37) إسناده صحيح بشواهده: قال الهيثمي في المجمع (4/ 132): رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف. وأخرجه ابن ماجة (2414) واللفظ له، والبيهقي في الشعب (6736) من طريق مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ (من مات وعليه دينار أو درهم قضى من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم)، وإسناده ضعيف فيه مطر الوراق وهو ضعيف، وأخرجه الحاكم (2/ 27)، وأحمد (2/ 70)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 82)، وفي الشعب (6735)، من طريق زهير عن عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ [من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات] واللفظ للبيهقي في الشعب. =

ومنها: حديث معاذ بن جبل: "الدين شين الدين" (¬34). وحديث عائشة: "الدين ينقص من الدين والحسب" (¬35) وفي سنده الحكم بن عبد الله ¬

_ (¬34) موضوع: أخرجه القضاعي في مسند "الشهاب" (31) من طريق عبد الله بن شبيب حدثني سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن مالك بن يخامر عن أبيه، عن معاذ بن جبل مرفوعاً به. قال الشيخ الألباني في الضعيفة (472): ابن شبيب هذا اتهمه ابن خراش بأنه يسرق الأحاديث الموضوعة عن الكذابين، وأنا لا أشك أن هذا الحديث منها، فقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزوجه وغيرهما استدانوا غير مرة، فهل شأنهم ذلك؟ والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية أبي نعيم في "المعرفة" عن مالك بن يخامر والقضاعي عن معاذ فتعقبه المناوي بأن الأول مرسل وفيه عبد الله بن شبيب الربعي قال في " الميزان" "أخباريُّ علّامة" لكنه واهٍ، وقال الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار، ثم ساق له هذا الخبر، وفي إسناد القضاعي إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال مختلف فيه وليس بالقوي. قلت: أي الشيخ الألباني -وهذا يوهم أن ابن شبيبً ليس في مسند القضاعي وليس كذلك فتنبه. ثم رأيت الإمام أحمد رواه في "الزهد" (13/ 11/ 1) من طريق سريج بن يونس قال: ثنا ابن عياش به إلا أنه أوقفه على معاذ وسنده صحيح، فثبت أن رفعه باطل، تفرد برفعه عبد الله بن شبيب وهو متهم. نعم قد تابعه أبو قتادة فرواه عن صفوان بن عمرو به لكنه لم يذكر معاذاً في سنده، فقد أرسله، رواه ابن منده في المعرفة (2/ 157 / 2) فلا تفيده هذه المتابعة مع المخالفة لا سيما والمتابع أبو قتادة واسمه عبد الله بن واقد متروك كما قال الحافظ في "التقريب" فالتهمة محصورة فيه وفي ابن شبيب، وأما إسماعيل بن عياش فهو برئ منها، وهو ثقة في روايته عن الشاميين وهذه منها، وقد رواه عنه ابن يونس موقوفاً كما سبق وهو الصواب ا. هـ. (¬35) موضوع: عزاه السيوطي في "الجامع" للديلمي عن عائشة -رضي الله عنها- وتعقبه المناوي في فيض القدير (3/ 557): وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي قال الذهبي في "الضعفاء" متروك متهم بالوضع. والحديث قال عنه الشيخ الألباني في الضعيفة (474) موضوع. =

يحرجاه، قلت: بشر بن عبيد الدارسي قال فيه ابن عدي منكر الحديث، وذكره الأزدي في الضعفاء واتهمه بالكذب، ومنها حديث أنس: "إياكم والدين فإنه هَمٌّ بالليل ومذَلَّةٌ بالنهار" (¬32) رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس وفي سنده الحارث بن نبهان ضعفه ابن المديني وابن معين والبخاري وأبو حاتم والنسائي، وقال أحمد: رجل منكر الحديث، ورواه أبو منصور الديلمي فيه أيضاً من حديث عائشة دون قوله: "إياكم والدين" (¬33) ولا يصح أيضاً. ¬

_ = وبشر هذا قال عنه ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة بين الضعف جدا، وقال الأزدي: كذاب. وقال الألباني: وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزوجه وغيرهما أنهم استدانوا غير مرة، فهل شأنهم ذلك. وقال الألباني في الضعيفة (473): موضوع. (¬32) إسناده ضعيف جداً: أورده الديلمي في مسند الفردوس ولم أقف على إسناده وأخرجه القضاعي في مسند "الشهاب" (958)، والبيهقي في الشعب (5554) من طريق الحارث بن النبهان عن يزيد بن خالد، عن أبي أيوب عن أنس بن مالك مرفوعاً. وآفته الحارث بن النبهان وهو متروك. والحديث قال عنه الألباني في ضعيف الجامع (2198) ضعيف جداً. (¬33) عزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى الديلمي في مسند الفردوس، وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (3033) ضعيف جداً.

عائشة -رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من امتشط قائماً ركبه الدين" (¬30) وقال: إن هذا الحديث هو مما وضعه الجوبياري، وأبو البختري قاضي مدينة المنصور كذاب أيضاً، ولم ينفرد به الجوبياري عن أبي البختري فقد رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من طريق الحاكم أبي عبد الله النيسابوري من رواية أحمد بن خالد النيسابوري عن أبي البختري، ويكفي رده بأبي البختري، قال أحمد: كان يضع الحديث وضعاً فيما نرى، وقال ابن معين: كان يكذب عدو الله، وقد وردت أحاديث في التشديد في الدين فيها ضعف فأردت إيرادها وبيان ضعفها منها: ما رواه الحاكم في المستدرك قال: أنبأنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأنا محمد بن غالب، حدثنا بشر بن عبيد الدارسي، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدين راية الله في الأرض، فإذا أراد أن يذل عبداً وضعها في عنقه" (¬31) وقال: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم ¬

_ (¬30) موضوع: أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 178)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 54) من طريق أحمد بن عبد الله الهروي عن أبي البختري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضى الله عنها- مرفوعاً به. وهذا موضوع فيه علتان: 1 - أحمد بن عبد الله الهروي هو الجوبياري: قال ابن حبان: دجال من الدجاجلة كذاب، وكذبه النسائي والدارقطني، وقال الذهبي: الجوبياري ممن يضرب المثل بكذبه. 2 - أبو البختري وهو وهب بن وهب. قال أحمد: كان يضع الحديث فيما نرى، وقال يحيى بن معين كان يكذب عدو الله، قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا تجوز الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، وقال إسحاق بن راهوية: كان كذاباً وقال أبو حاتم: كذاب. (¬31) موضوع: أخرجه الحاكم (2/ 24) من طريق بشر بن عبيد الدارسي ثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه فتعقبه الذهبي بقوله: بشر واهٍ =

أبي الجعد ذكره ابن حبان في الثقات، واحتج به في صحيحه، وهو أخو سالم بن أبي الجعد، أخرجه ابن ماجه عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع فوقع لنا بدلًا له عالياً، ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي عن أبي خيثمة عن وكيع فذكره في النوع الثاني والأربعين من القسم الثالث، ورواه الحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد. وقد روى في حديث أن بعض ما يعتاده بعض الناس سبب لركوب الدين عليه لكنه ضعيف جداً وهو ما رواه ابن عدي في الكامل في ترجمة أحمد بن عبد الله الهروي الجوبياري عن أبي البختري وهب بن وهب عن هشام بن عروة عن أبيه عن

_ = وقال الإِمام الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 400)، وعبد الله هذا وإن كان قد وثق ففيه جهالة". وعزاه الشيخ الألباني حفظه الله في الصحيحة إلى: محمد بن يوسف الفريابي "فيما أسند سفيان" (2/ 210) وأبو محمد المعدل المخلدي في "مسنده" (25/ 133 / 1). وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" ((12) 143) من طرق عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن ابن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعاً، كذا قال بعض المخرجين "ابن أبي الجعد" لم يسمه، وسماه بعضهم سالم بن أبي الجعد وبعضهم عبد الله بن أبي الجعد، فإن كان الأول فهو منقطع لأن سالماً لم يسمع من ثوبان وإن كان الآخر -فهو كما علمت مما سبق- كما قال الشيخ الألباني. وعليه فالحديث ضعيف الإسناد إلا الطرف الأخير منه وهو: "لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر" فإن له شاهد يتقوى به: أخرجه الترمذي (2139)، والطحاوي في المشكل (4/ 169) من طريق أبي مودود عن سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان مرفوعاً بلفظ "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر". قال الترمذي: " حديث حسن غريب من حديث سلمان، وأبو مودود اثنان أحدهما يقال له: فضة وهو الذي روي هذا الحديث بصري، والآخر عبد العزيز بن أبي سليمان بصري أيضاً، وكانا في مصر واحد". قلت: وهو ضعيف كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه (7/ 93)، والحديث -أعني الطرف الأخير- بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن إن شاء الله تعالى والله أعلم. =

من حديث عثمان بن عفان وفي إسناده ابن أبي فروة وهو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متفق على ضعفه، وفي ترجمته رواه ابن عدي في الكامل وقال: إنه خلط فيه فرواه مرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس، قال: وهذا الحديث لا يعرف إلا به وهو متروك الحديث، قلت: وقد رويناه في الحلية من وجه آخر من رواية سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان ابن عفان، وسليمان بن أرقم متفق على تركه، فلهذا لم أروه من واحد من الطريقين لقول أحمد: إنه لا تحل الرواية عن ابن أبي فروة. أخبرني محمد بن إسماعيل بن الخباز -رحمه الله- قال: أنبأنا أبو الغنايم القيسي، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر، إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر" (¬29). هذا حديث صحيح، وعبد الله بن ¬

_ = وهذا إسناد ضعيف جداً: فيه ابن أبي فروة وهو متروك، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 251) من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان مرفوعاً، وهذا إسناد ضعيف جداً أيضاً من أجل سليمان بن أرقم: متروك والحديث قال عنه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (3533) ضعيف جداً، وكذلك الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (530). (¬29) إسناده ضعيف سوى الطرف الأخير منه: أخرجه ابن ماجة (90، 4022)، وأحمد (5/ 277، 280، 282)، وابن أبي شيبة (10/ (441) 442)، والحاكم (1/ 493)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 169)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ (35) 36، 115)، وابن المبارك في "الزهد" (86)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 6)، والطبراني في المعجم الكبير (2/ 100)، وابن جرير كما في تفسير ابن كثير (4/ 406) من طرق عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعاً، مع اختلاف في ترتيب الجمل. إسناده ضعيف: عبد الله بن أبي الجعد مجهول كما قال ابن القطان وذكره ابن حبان في الثقات. =

حدثنا المقرى، حدثنا عبد الرحمن بن زياد، حدثني حديج بن صومي عن عبد الله ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الغفلة في ثلاث عن ذكر الله -عز وجل- وحين يصلى الصبح إلى طلوع الشمس، وغفلة الرجل عن نفسه في الدين حتى يركبه" (¬27). هذا حديث حسن أخرجه أبو جعفر بن منيع في مسنده عن شجاع بن الوليد عن عبد الرحمن بن زياد وهارون بن ملّول -بلامين أولهما مشددة- وهو لقب أبيه واسمه عيسى بن يحيى النجيبي مولاهم قال ابن يونس -وكان من عقلاء الناس ثقة في الحديث مصري، وكان آخر من حدث عن المقرى بمصر وهو عبد الله بن يزيد المقرى احتج به الأئمة الستة وغيرهم وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم قاضي إفريقية وثقه يحيى بن سعيد، وأحمد بن صالح، وقال عباس عن يحيى بن معين: ليس به بأس، وضعفه أحمد والنسائي وابن حبان، وأما حديج بن صومي فروى عنه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات وهو بضم الحاء المهملة وفتح الدال المهملة مصغر، والإسناد من الطبراني كلهم مصريون، وقوله: "وحين يصلى الصبح إلى طلوع الشمس" هو كالحديث الوارد: "الصُّبْحَةُ -بضم الصاد المهملة- تمنع الرزق" (¬28) وقد رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند ¬

_ (¬27) إسناده ضعيف: عزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى الطبراني في الكبير، وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب (351)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ (526) 527)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (566) من طريق عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد حدثني حديج بن صومي الحميري عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. وسنده ضعيف: فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو ضعيف وحديج بن صومي، أورده البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 310)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا وقد روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم (3938). (¬28) إسناده ضعيف جداً: أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1/ 73)، وابن عدي في الكامل (1/ 327)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 73)، والبيهقي في الشعب (4731) من طريق بن أبي فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان عن أبيه مرفوعاً. =

بعد الكبائر التي نهى عنها أن يموت الرجل وعليه دين لا يدع له وفاء" (¬26) هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود عن سليمان بن داود عن ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب فوقع لنا عالياً وسكت عليه أبو داود فهو عنده حديث صالح. وأخبرنا به بعلو درجة ثانية محمد بن إبراهيم بن محمد الخزرجي إجازة معينة عن علي بن أحمد بن البخاري قال: أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة الجوردانية قالت: أنبأنا أبو بكر بن بريدة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى بإسناده نحوه إلا أنه قال: أبو عبيد الله مصغراً، وكذا صدر أبو أحمد الحاكم به كلامه في الكنى فيمن لا يعرف اسمه. أخبرنا شيخ الإسلام تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي -رحمه الله- مشافهة بدمشق قال: أنبأنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ قال: أنبأنا يوسف بن خليل الحافظ قال: أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني، وأخبرنا عاليا محمد بن إبراهيم بن محمد الخزرجي إجازة معينة عن أبي الحسن بن البخاري، أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني في كنابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي قال: أنبأنا أبو الحسن بن فاذشاه قال: أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا هارون بن ملول، ¬

_ (¬26) إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3342)، وأحمد (4/ 292)، والبيهقي في الشعب (5541) من طريق ابن وهب، حدثني سعيد بن أبي أيوب أنه سمع أبا عبد الله القرشي يقول: سمعت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعاً. وإسناده ضعيف فيه أبو عبد الله القرشي. أورده البخاري في التاريخ الكبير (9/ 53)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 406)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا. وقال الذهبي في الميزان (4/ 545): لا يعرف. فهو مجهول. وفى رواية أحمد والبيهقي [إن أعظم الذنوب. . . .]. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم (1392).

بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون فوقع لنا بدلًا له عالياً. قلت: ولعل هذا التشديد في حق من لم يخلف وفاء كما هو مصرح به في حديث جابر الذي أخبرني به محمد بن إسماعيل بن الخباز الدمشقي -رحمه الله- بقراءتي عليه بها قال: أنبأنا المسلم بن محمد، أنبأنا حنبل أنبأنا هبة الله بن محمد، أنبأنا الحصين بن علي، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، أنبأنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أرأيت إن جاهدت بنفسي ومالي صابراً محتسباً، مقبلًا غير مدبرٍ أأدخل الجنة؟ قال: نعم. فأعاد ذلك مرتين أو ثلاثا قال: نعم إن لم يكن عليك دين ليس عندك وفاءه" (¬25) هذا حديث حسن. أخبرني أبو عبد الله الخباز بهذا الإسناد إلى أحمد قال: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال: سمعت رجلًا من قريش يقال له أبو عبد الله كان يجالس جعفر بن ربيعة قال: سمعت أبا بردة الأشعري يحدث عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه عبد بها ¬

_ (¬25) إسناده ضعيف وهو حسن: أخرجه أحمد (3/ 325) من طريق أبي النضر أنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر -رضي الله عنه- مرفوعاً وإسناده ضعيف من أجل شريك بن عبد الله النخعي فإنه ضعيف لسوء حفظه. وعبد الله بن محمد بن عقيل فيه كلام لا ينزل حديثه عن درجة الحسن. وقد توبع شريك عليه تابعه: 1 - زهير بن محمد التميمي. أخرجه أحمد (3/ 373)، والبزار (1337/ كشف الأستار)، وزهر بن محمد روايته عن غير الشاميين مستقيمة وهذه منها. 2 - عبيد الله بن عمر الرقي "ثقة". أخرجه أحمد (3/ 352)، وأبو يعلى (1857).

أخبرني محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي -رحمه الله- بقراءتي عليه، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أنبأنا سقر بن يحيى الحلبي، أنبأنا يحيى ابن محمود الثقفي، أنبأنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن أبي نزار وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ح. قال شيخنا: وأخبرتنا عاليا مؤنسة ابنة عبد الملك العادل أبي بكر بن أيوب قالت: أنبأنا سعد بن سعيد بن روح، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وعفيفة بنت أحمد الفلاقانية كتابة منهم قالوا: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية قالت: أنبأنا أبو بكر بن زيدة قال: أنبأنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا الحسين بن الكميت الموصلي، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا جعفر بن ميسرة الأشجعي عن هلال ابن أبي ضياء، عن الربيع بن خيثم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل قرضٍ صدقة" (¬43) هذا حديث لا يصح أيضاً، فإن جعفر بن ميسرة منكر الحديث قاله البخاري وأبو حاتم الرازي، وإنما أوردته اجتهاداً. ¬

_ (¬43) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 143)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 118)، وابن عدي في الكامل (2/ 144)، والبيهقي في الشعب (3563) من طريق جعفر بن ميسرة الأشجعي عن هلال بن أبي ضياء عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً. ولفظ أبو نعيم (كل قرض يقترضه الرجل يكتب صدقة) وهذا إسناد ضعيف جداً: فيه جعفر بن ميسرة، قال البخاري: ضعيف منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث جداً، وقال ابن حبان: عنده مناكير لا تشبه حديث الإِثبات.

الباب الثالث في إنظار المعسر والوضع له فيه

الباب الثالث في إنظار المعسر والوضع له فيه عن حذيفة وأبو مسعود البدري وعقبة بن عامر وأبي هريرة وأبي قتادة: وأبي اليسر، وبريدة، وعثمان بن عفان، وابن عمرو، وابن عباس، وكعب بن عجرة، وجابر، وشداد بن أوس، وعائشة، وأبي الدرداء، وسعد بن زرارة، وعمران بن حصين -رضي الله عنهم-. فحديث حذيفة، وأبي مسعود، وعقبة ابن عامر، وأبي هريرة اتفق على إخراجها الشيخان، وحديث عقبة بن عامر، وأبي قتادة، وأبي اليسر أخرجها مسلم. أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري -رحمه الله- بقراءتي عليه بدمشق، قال: أنبأنا القاسم بن أبي بكر الأربلي، أنبأنا المؤيد بن محمد قال: أنبأنا عبد الغافر الفارسي، أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي، أنبأنا إبراهيم بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا منصور عن ربعي بن حراش أن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: لم عملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر، قال: كنت أداين الناس فآمر فتياتي أن ينظروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر، قال: قال الله -عز وجل-: تجوزوا عنه" (¬44) هذا حديث صحيح متفق عليه. أخرجه البخاري أيضاً عن أحمد بن عبد الله بن يونس على الموافقة. ¬

_ (¬44) أخرجه البخاري (2077/ فتح)، ومسلم (1560)، واللفظ له والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 356)، وفي شعب الإِيمان (11247)، والبغوي (8/ 197) من حديث حذيفة -رضي الله عنه- مرفوعاً.

وبه إلى مسلم قال: حدثنا علي بن حجر، وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لابن حجر قال: حدثنا جرير عن المغيرة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة: رجل لقى ربه فقال: ما عملت من الخير شيئاً إلا أني كنت رجلاً ذا مال فكنت أطالب به الناس فكنت أقبل للميسور وأتجاوز عن المعسر، فقال: تجاوزوا عن عبدي. قال أبو مسعود: هكذا سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬45) يقول. وذكره البخاري تعليقاً فقال: وقال نعيم بن أبي هند فذكر زيادة فيه. وبه إلى مسلم قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن رجلاً مات فدخل الجنة فقيل له: ما كنت تعمل فإما ذكروا وإما ذكر فقال: إني كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد، فغفر لي". فقال أبو مسعود: وأنا سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬46) رواية البخاري عالياً مختصراً. أخبرنا به عبد الرحيم بن عبد الله بن يوسف الأنصاري سنة خمس وأربعين وسبعمائة قال: أنبأنا إسماعيل بن عبد القوي، وأحمد بن علي الدمشقي وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق قالوا: أنبأنا هبة الله بن علي البوصيري قال: أنبأنا محمد بن بركات النحوي قال: أخبرتنا كريمة بنت أحمد قالت: أنبأنا محمد بن مكي الكشمهيني قال: أنبأنا محمد بن يوسف الفربري قال: حدثنا البخاري قال: حدثنا مسلم -وهو ابن إبراهيم- قال:. حدثنا شعبة عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مات رجل فقيل له ما كنت ¬

_ (¬45) ذكره البخاري تعليقاً (2077)، ووصله مسلم (3/ 1195/ عبد الباقي) اللفظ له. (¬46) أخرجه البخاري مختصراً (2391)، وأخرجه مسلم (3/ 1195/ عبد الباقي)، واللفظ له وابن ماجة (2420) من حديث حذيفة -رضي الله عنه- مرفوعاً.

تعمل؟ (*) فقال: كنت أبايع الناس وأتجوز عن الموسر وأخفف عن المعسر فغفر له" فقال أبو مسعود: سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬47). وبه إلى مسلم قال: حدثنا أبو سعيد الأَشج، حدثنا أبو خالد الأحمر عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: "أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالاً فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ - (قال: ولا يكتمون الله حديثاً) - قال ": يا رب آتيتني مالاً وكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أيِّسر على الموسر، وأنظِرُ المُعْسِر، فقال الله -عز وجل-: أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي" (¬48) فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال خلف في أطراف الصحيحين: قوله عقبة بن عامر وهم لا أعلم أحداً قاله غيره -يعني الأشج- والحديث إنما يحفظ من حديث عقبة بن عمرو وأبي مسعود. انتهى. وأخرجه ابن ماجة (*) عن محمد بن بشار عن أبي عامر العقدي عن شعبة، وذكر البخاري بعضه تعليقاً فقال: وقال أبو مالك عن ربعي: كنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر. انتهى. وأبو مالك هو سعد بن طارق الأشجعي المذكور في إسناد مسلم باسمه. ¬

_ (¬47) أخرجه البخاري (2391) واللفظ له، وأخرجه مسلم مطولاً (3/ 1195 / عبد الباقي) والبيهقي في الشعب (8111) من حديث حذيفة -رضي الله عنه- مرفوعاً. (¬48) أخرجه مسلم (3/ 1195 / عبد الباقي) عن حذيفة -رضي الله عنه- قال محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه على صحيح مسلم: قال الحفاظ: هذا الحديث إنما هو محفوظ لأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدريّ وحده، وليس لعقبة بن عامر فيه رواية. قال الدارقطني: والوهم في هذا الإِسناد من أبي خالد الأحمر قال: وصوابه عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري. (*) لم أقف عليه بهذا اللفظ عند ابن ماجة.

وبه إلى مسلم قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم -واللفظ ليحيى بن يحيى- قال يحيى: أنبأنا، وقال آخرون: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال: قال الله -عز رجل- نحن أحق بذلك منك تجاوزوا عنه" (¬49). وأخرجه الترمذي عن هناد عن أبي معاوية وقال: هذا حديث حسن صحيح. وبه إلى مسلم قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن جعفر بن زياد، قال منصور: حدثنا إبراهيم -يعني ابن سعد- عن الزهري، وقال أبو جعفر: أنبأنا إبراهيم -وهو ابن سعد- عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاهُ: إذا أديت معسراً فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فلقى الله -عز رجل- فتجاوز عنه" (¬50). وبه قال مسلم: حدثني حرملة بن يحيى أنبأنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بمثله. وأخرجه البخاري في ذكر بني إسرائيل عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد، وأخرجه أيضاً هو والنسائي في البيوع عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة عن الزبيدي عن الزهري. ¬

_ (¬49) أخرجه مسلم (1561)، والترمذي (1307)، وأحمد (4/ 120)، والبيهقي في السنن الكبري (5/ 356)، وفي شعب الإِيمان (11243) من حديث أبي مسعود الأنصاري مرفوعاً. (¬50) أخرجه البخاري (4/ 214)، ومسلم (1562)، والنسائي (4695)، وأحمد (2/ 263)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 356)، وفي الشعب (11246)، والبغوي (8/ 196) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً.

وبه قال مسلم: حدثنا خالد بن خداش بن عجلان، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة أن أبا قتادة طلب غريماً له فتوارى عنه ثم وجده فقال: إني معسر. قال: آلله؟ قال: آلله قال فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه" (¬51). وبه قال مسلم: وحدثنيه أبو الطاهر، أنبأنا ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم عن أيوب بهذا الإِسناد نحوه، انفرد بإخراجه مسلم. وأخبرنا به عاليا أبو محمد عبد القادر بن محمد بن محمد القرشي، أنبأنا محمد بن عبد الحميد الهمداني، أنبأنا إسماعيل بن عبد القوي بن أبي عبد العزيز بن عزون ح. وأخبرنا عاليا بدرجة ثانية محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي مشافهة عن ابن عزون قال: أخبرتنا فاطمة بنت سعد الخير قالت: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية قالت: أنبأنا أبو بكر بن ريده أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني، حدثنا عبد العزيز بن داود الحراني، حدثنا أبو هلال، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أحسبه عن أنس بن مالك عن أبي قتادة: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سره أن يأمن من غمر يوم القيامة فلينظر معسراً أو ليضع عنه" (¬52). هذا حديث عالي الإِسناد، ووقع أعلى لنا من طريقنا الأول بدرجة بالنسبة إلى رواية مسلم الأولى، وعاليا بدرجتين بالنسبة إلى رواية مسلم الثانية، وعالياً بثلاث درجاتٍ من طريقنا الثاني. وبه قال مسلم: حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عياد وتقاربا في لفظ الحديث والسياق لهارون، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي ¬

_ (¬51) أخرجه مسلم (1563)، واللفظ له، والبغوي (2138)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ (357) 6/ 28)، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (98) عن أبي قتادة -رضي الله عنه- مرفوعاً. (¬52) إسناده ضعيف وهو حديث صحيح: أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 240) من طريق أبي هلال عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أحسبه عن أنس بن مالك عن أبي قتادة مرفوعاً به. =

حرزة، عن عبادة بن الوليد، عن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثاً قال فيه: كان لي على فلان بن فلان الحراصي [مال]-يعني دَيناً- فأتيت أهله فسلمت فقلت ثَمَّ هو فقالوا: لا فخرج عليَّ ابن له جفر فقلت له: أين أبوك؟ قال: سمع صوتك فدخل أريكة أُمي فقلت: أخرج فقد علمت أين أنت، فخرج فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني فقال: أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك، خشيت والله أن أحدثك فأكذبك، وأن أعدك فأخلفك وكنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت -والله- معسراً قال: قلت آلله، قال الله، قلت آلله، قال الله، قلت آلله، قال الله، قال: فأتى بصحيفته فمحاها بيده وقال: إن وجدت قضاءً فاقضني وإلا فأنت في حل فأشهد بصر عيني هاتين وسمع أذني هاتين ووعى قلبي هذا وأشار إلى مناط

_ = وفيه أبو هلال ولعله هو أبو هلال الراسّبي وهو محمد بن سليم الراسبي لخص حاله ابن حجر في التقريب فقال: صدوق فيه لين، فإن كان هو فقد علمت ما فيه وإن لم يكن هو فلم أعرفه والله أعلم وقد توبع أبو هلال تابعه: 1 - أيوب السختياني: أخرجه مسلم (1563) واللفظ له، وابن أبي الدنيا (98)، والبيهقي (5/ 307) من طريق أيوب، عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة، أن أبا قتادة طلب غريماً له فتوارى عنه، ثم وجده فقال: إني معسر. فقال: آلله؟ قال: ألله، قال فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسرٍ، أو يضع عنه". 2 - حماد بن سلمة: أخرجه أحمد (5/ 300 / 308) من طريق حماد بن سلمة أنا أبو جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن أبي قتادة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة". وفي الرواية الثانية: قصة: وإسناده صحيح.

قلبه سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله. . . . " (¬53) الحديث. وحديث بريدة أخرجه ابن ماجة بلفظ: "من أنظر معسراً كان له بكل يوم صدقة، ومن أنظره بعد حله كان له مثله في كل يوم صدقة" (¬54). وحديث عثمان بن عفان، رواه في زوائد المسند لعبد الله بن أحمد بلفظ: " أظله الله غداً في ظله يوم لا ظل إلا ظله انظر معسراً أو ترك لغارم" (¬55). ¬

_ (¬53) أخرجه مسلم (3006) واللفظ له، والبخاري في الأدب المفرد (187)، والطبراني في الكبير (19/ 168)، والحاكم (2/ (28) 29)، والبيهقي في السنن (5/ 357)، وأبو نعيم في الحلية (2/ (19) 20)، والقضاعي في مسند الشهاب (462) من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبي اليسر. وأخرجه الدارمي (2588)، وأحمد (3/ 427)، والطبراني في الكبير (19/ 165)، والدولابي في "الكنى" (1/ 62)، والبغوي في "شرح السنة" (8/ 198)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (460، 461) من طريق عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش، عن أبي اليسر، وقد اقتصروا على المرفوع منه، وإسناده صحيح. (¬54) إسناده ضعيف جداً، وهو حديث صحيح: أخرجه ابن ماجة (2418)، وأحمد (5/ 351) من طريق نفيع أبي داود عن بريدة الأسلمي -رضي الله عنه- مرفوعاً. وعلته نفيع هذا فإنه متروك وقد كذبه ابن معين لكن أخرجه أحمد (5/ 360)، والحاكم (2/ 29)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 357)، وفي شعب الإيمان (11261) من طريق عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أنظر معسراً كان له بكل يوم صدقة مالم يحل فإذا حل الدين فإن انظره بعد الحل فله بكل يوم مثله صدقة" واللفظ للبيهقي في الشعب. وإسناده صحيح على شرط مسلم. (¬55) إسناده ضعيف جداً: أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 73)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 80) من طريق العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد القرشي عن أبيه عن محجن مولى عثمان عن عثمان -رضي الله عنه- مرفوعاً به.

وحديث ابن عمر رويناه في مسندي أحمد وأبي يعلى: "من أراد أن تستجاب دعوته ويكشف كربته فليفرج عن معسرٍ" (¬56). وحديث ابن عباس رواه الطبراني في المعجم الأوسط بلفظ: "من أنظر معسراً إلى ميسرته أنظره الله -عز رجل- بذنبه إلى توبته" (¬57). ¬

_ = وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علل: 1 - العباس بن الفضل الأنصاري، ضعيف جداً قال عنه البخاري منكر الحديث، قال ابن معين: ليي بشيء. قال النسائي: متروك الحديث. 2 - هشام بن زياد هو أبو المقدام: ضعيف جداً قال عنه النسائي متروك الحديث، وقال البخاري يتكلمون فيه، وقال ابن معين: ليس بثقة. 3 - زياد بن أبي يزيد: لينه البخاري، وقال أبو حاتم: حديثه ليس بالمرضي. 4 - محجن الأموي مولى عثمان، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 376)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 4)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. ولكن قد ثبت الحديث من حديث أبي هريرة وأبي اليسر وبريدة كما تقدم. (¬56) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/ 23)، وأبو يعلى (1/ 78)، وابن أبي الدنيا (101) من طرِق عن يوسف ابن صهيب عن زيد العمي عن ابن عمر مرفوعاً. وفيه زيد العمي وهو زيد بن أبي الحواري وهو ضعيف. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع برقم (5395). (¬57) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في الكببر (11/ 151)، وفي الأوسط (2238) من طريق الحكم بن الجارود ثنا يوسف بن أبي المتئد (1) قال حدثنا ابن عُيينة عن أيه عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً. وسنده ضعيف فيه علل: 1 - الحكم بن الجارود: ضعيف قال عنه الأزدي فيه ضعف وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبيه: مجهول.

وحديث كعب بن عجرة رويناه في المعجم الصغير للطبراني بلفظ: "من أنظر معسراً؟ يسر عليه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" (¬58) ورويناه في الأوسط أيضاً. وحديث جابر رواه الطبراني أيضاً في الأوسط بلفظ: "من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة وأن يظله تحت عرشه. . . " (¬59) وحديث شداد بن أوس رواه أيضاً في الأوسط بلفظ: "من أنظر أو تصدق عليه أظله الله في ظله يوم القيامة" (¬60) وحديث عائشة رواه أيضاً في الأوسط بلفظ حديث شداد دون قوله "أو تصدق عليه" وزاد في آخره: "وكل معروف صدقة" (¬61) وحديث أبي الدرداء رواه الطبراني في الكبير بلفظ: "من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم القيامة" (¬62). ¬

_ 2 - يوسف بن أبي المتئد: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 232)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 380)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. 3 - أبو المتئد: هو نعيم بن يعقوب: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال العقيلي في الضعفاء: لا يتابع على حديثه. وقد ثبت الحديث من حديث أبي هريرة وأبي اليسر وبريدة كما سبق. (¬58) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 106/ 107)، وفي الصغير (1/ 210) من طريق عبيدة بن معتب الضبي عن أبي مالك عن زيد بن وهب عن كعب بن عجرة الأنصاري -رضي الله عنه- مرفوعاً. وسنده ضعيف فيه عبيدة بن معتب وهو ضعيف. (¬59) قال الهيثمي في المجمع (4/ 134): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. (¬60) قال الهيثمي في المجمع (4/ 134): رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن سلام الأفريقي وهو ضعيف. (¬61) قال الهيثمي في المجمع (4/ 134): رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف. (¬62) قال الهيثمي في المجمع (4/ 134): رواه الطبراني في الكبير وفيه خالد بن عبد الرحمن المخزومي وهو مجمع على ضعفه.

وحديث أسعد بن زرارة رواه الطبراني فيه بلفظ: "من سره أن يظله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه" (¬63) وفيه انقطاع. وحديث عمران بن حصين رواه الطبراني فيه بلفظ: "إذا كان لرجل على رجل حق فأخره إلى أجله كان له صدقة، فإن أخره بعد أجله كان له بكل يومٍ صدقة" (¬64). وتركت إيراد هذه الأحاديث بأسانيدها للاختصار وترك التطويل. ¬

_ (¬63) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 304) من طريق عاصم بن عبيد الله عن أسعد بن زرارة مرفوعاً به. وسنده ضعيف فيه علتان: 1 - عاصم بن عبيد الله: ضعيف. 2 - الانقطاع بين عاصم بن عبد الله وأسعد بن زرارة وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 134) وأعله بما ذكرت. (¬64) موضوع: أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 240) من طريق أبي داود عن عمران بن حصين مرفوعاً به. وآفته: أبو داود هذا واسمه نفيع بن الحارث الأعمى: كذبه قتادة وقال ابن معين: يضع الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات توهماً ولا يجوز الاحتجاج به. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 135): وفيه أبو داود الأعمى وهو كذاب. والحديث قال عنه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (751): موضوع.

الباب الرابع فيمن رغب في الاستدانة طلبا للعون والإعانة

الباب الرابع فيمن رغب في الاستدانة طلباً للعون والإِعانة أخبرني محمد بن إسماعيل الخباز -رحمه الله- بقراءتي عليه بدمشق قال: أنبأنا المسلم القيسي، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا جعفر بن زياد، عن منصور قال: حسبته عن سالم عن ميمونة أنها استدانت ديناً فقيل لها: تستدينين وليس عندك وفاؤه؟ قالت: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من أحد يستدين ديناً يعلم الله -عز رجل- أنه يريد أداءه إلا أداه" (¬65) هذا حديث حسن إن سلم من الانقطاع بين سالم وميمونة فإن كان هو سالم بن أبي الجعد -وهو الظاهر- فإنه من شيوخ منصور بن المعتمر، وهو كثير الإِرسال أرسل عن عائشة وغيرها. ¬

_ (¬65) إسناده ضعيف. وهو صحيح بمجموع طرقه: أخرجه أحمد (6/ 332) من طريق منصور قال حسبته عن سالم عن ميمونة مرفوعاً به. وسنده ضعيف للانقطاع بين سالم بن أبي الجعد وميمونة، وأخرجه أيضاً أحمد (6/ 335) من طريق منصور عن رجل عن ميمونة مرفوعاً بلفظ (من استدان ديناً يعلم الله عز وجل منه أنه يريد أداءه أداه الله عنه). وفيه رجل لم يسم ولعله سالم بن أبي الجعد وأخرجه النسائي (4686)، وابن ماجة (2408)، والحاكم (2/ 23)، والبيهقي (5/ 354)، وابن حبان (7/ 249/ إحسان) كلهم من طريق زياد بن عمرو بن هند عن عمران بن حذيفة قال كانت ميمونة فذكره بنحوه، وفيه زياد بن عمرو بن هند، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 539)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 363)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. =

وفي رواية لأحمد عن منصور، عن رجل غير مسمى، عن ميمونة، أخرجه النسائي عن محمد بن قدامة عن جرير، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيدة عن حميد كلاهما عن منصور عن زياد بن عمرو بن هند عن عمران بن حذيفة عن ميمونة وقال: "إلا أداه عنه في الدنيا" فوقع لنا عاليا بدرجتين، وعمران بن حذيفة أحد المجاهيل قاله المزي، وقال الذهبي في الميزان: لا يعرف. قلت: رواه الحاكم في المستدرك من طريق منصور عن زياد بن عمرو ابن هند، عن عمران بن حذيفة، عن ميمونة به أتم منه، ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم. وبه إلى الإِمام أحمد بن حنبل قال: حدثنا مؤمل، حدثنا القاسم -يعني ابن الفضل- حدثنا محمد بن علي قال: كانت عائشة تدان فقيل لها: مالك والدين؟ قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد كانت ل نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون فأنا ألتمس ذلك العون" (¬66) وفي رواية له: ¬

_ = وفيه أيضاً عمران بن حذيفة: مجهول: قال الذهبي: لا يعرف. وأخرجه النسائي (4687)، والطبراني في الكبير (23/ 432) (24/ 28) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ميمونة استدانت فقيل لها: يا أم المؤمنين تستديني وليس عندك وفاء؟ قالت: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أخذ ديناً وهو يريد أن يؤديه أعانه الله عز وجل". قال الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 26): وإسناده صحيح على شرط الشيخين إذا كان عبيد الله بن عبد الله سمعه من ميمونة، فإن المعروف أنه يروى عنها بواسطة عبد الله بن عباس. (¬66) إسناده ضعيف، والحديث صحيح: أخرجه أحمد (6/ 72، 99، 131، 235)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 354)، والحاكم (2/ 22) من طريق محمد بن علي قال كانت عائشة فذكره. وسنده ضعيف للانقطاع بين محمد بن علي وعائشة فإنه لم يسمع من عائشة كما قال أبو حاتم في المراسيل (149). قال الهيثمي في المجمع (4/ 132) رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن محمد بن علي بن الحسين لم يسمع من عائشة.

"إلا كان له من الله عون وحافظ" وفي رواية له: "قيل لها: مالك والدين ولك عنه مندوحة" هذا حديث رجاله ثقات، ومحمد بن علي هو زين العابدين لكنه لم يسمع من عائشة، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي بكر بن إسحاق عن أبي مسلم الكجي عن الحجاج بن منهال، عن القاسم بن الفضل شاهد الرواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة، ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم، ورواه من طريق أبي داود الطيالسي عن القاسم بن الفضل قال: وقيل: عن محمد ابن علي بن عبد الله بن جعفر أخبرني محمد بن إسماعيل بن الحموي -رحمه الله- بقراءتي عليه بدمشق، أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا منصور بن عبد المنعم في كتابه، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا الحافظ أبو بكر البيهقي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الفضل الفقيه، حدثنا محمد بن غالب بن حرب الضبي، وصالح بن محمد بن حبيب الحافظ قالا: حدثنا سعيد ابن سليمان الواسطي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، حدثنا عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها كانت تدان فقيل لها: مالك والدين وليس عندك قضاء؟ قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون فأنا ألتمس ذلك العون" (¬67). ورواه الحاكم في المستدرك بهذا الإِسناد وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وبالإِسناد المتقدم إلى أحمد قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا طلحة بن شجاح، قال حدثتني ورقاء أن عائشة قالت: سمعتُ رسول الله ¬

_ وللحديث شاهد من حديث ميمونة وقد تقدم (65)، ومن حديث أبي هريرة عند البخاري (2387) [من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله]. (¬67) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الحاكم (2/ 22)، والبيهقي (4/ 354) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة فذكره وسنده ضعيف جداً فيه محمد بن عبد الرحمن ابن مجبر: قال عنه ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: سكتوا عنه وقال أبو زرعة واه الحديث وقال النسائي: متروك. وقد صح معنى الحديث كما تقدم ذكره.

- صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كان عليه دين همه قضاؤه أوهم بقضائه لم يزل معه من الله حارس" (¬68) وإسناده حسن. أخبرني محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحرم -رحمه الله- قال: أنبأنا يعقوب بن أحمد بن فضائل، أنبأنا الموفق عبد اللطف بن يوسف البغدادي، حدثنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن الحسين المقدسي، أنبأنا القاسم بن أبي المنذر، أنبأنا علي بن إبراهيم بن سلمة قال: حدثنا محمد بن يزيد بن ماجة قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا سعيد بن سفيان مولى الأسلميين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله مع الدائن حتى يقضى دينه ما لم يكن فيما يكره الله" (¬69) قال: فكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه: اذهب فخذ لي ¬

_ (¬68) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/ 255)، والطبراني في الأوسط كما في كنز العمال (15554) من طريق أبي سعيد مولى بنى هاشم حدثنا طلحة بن شجاح قال حدثتني ورقاء أن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً به. سنده ضعيف: طلحة بن شجاح: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 482)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 348) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وورقاء هذه قال في التعجيل (ص 561) بنت هرم كذا في نسخة من المسند وفي أخرى اعتمدها الحسيني بنت هرار وقال في ترجمة طلحة الراوي عنها بنت هرام بالميم وقال ابن أبي حاتم في ترجمة طلحة كالأول وإن ذلك رواية أبي سعيد مولى بني هاشم وهي التي في المسند، وقال في رواية أبي عامر العقدي آخرها راء الهنائية عن عائشة في فرك الثوب من الجنابة وغير ذلك روي عنها طلحة بن شجاح لا أعرف حالها ا. هـ. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم (5809). (¬69) إسناده ضعيف والحديث صحيح: أخرجه ابن ماجة (2409)، والدارمي (2595)، والحاكم (2/ 23)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 204)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 476)، والبيقي في السنن (5/ 355) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ثنا سعيد بن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله ين جعفر مرفوعاً.

دين فإني أكره أن أبيت ليلة إلا والله معي بعد الذي سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخبرني به عالياً على الموافقة أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي -رحمه الله- بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، أنبأنا سعيد بن أبي منصور الجمال، وأحمد بن محمد اللبال في كتابهما قالا: أنبأنا الحسن بن أحمد الحداد، حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي ح. قال أبو نعيم: وحدثنا أبو بكر أحمد بن السندي، حدثنا موسى بن هارون الحافظ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي فوقع لنا عاليًا من طريق أبي نعيم الثاني

_ ولفظ ابن ماجة [كان الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكره الله]. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في الزوائد (2/ 243): إسناده صحيح. وقال المنذري: إسناده حسن. كذا قالوا ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سفيان. قال الذهبي في الميزان (2/ 141): لا يكاد يعرف، وقواه ابن حبان. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 27)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 476)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال ابن حجر في التقريب: مقبول أي عند المتابعة. قال الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 537): ولم أقف له على متابع بهذا المتن والسند وإن كان له شواهد فهو لذلك صحيح المعنى. قلت: فمن شواهده حديث عاثشة وأبو هريرة المتقدمين قوله: (مع الدائن) قال: محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه على سنن ابن ماجة -أي في عونه- لأنه قد أعان أخاه المديون بالدين، هذا هو المتبادر من اللفظ، لكن كلام عبد الله بن جعفر يشير إلى أن الدائن بمعنى ذى الدين، أي المديون، ثم رأيت في الصحاح قال، دان يجيء بمعنى أقرض واستقرض، وعلى هذا فكلام عبد الله مبني على أنه من ادن بمعنى استقرض.

وبدلاً عالياً من طريقه الأول، وهذا حديث حسن وسعيد بن سفيان ذكره ابن حبان في الثقات. وبه قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر عن أبيه عن عبد الله بن جعفر لم يروه عنه إلا سعد ولا عنه إلا ابن أبي فديك انتهى. ورواه الحاكم في المستدرك من رواية أبي نعيم ضرار بن صرد ويعقوب بن حميد بن كاسب كلاهما عن ابن أبي فديك وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، قال: وشاهده حديث أبي أمامة، ثم رواه من رواية بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تداين بدين وفي نفسه وفاؤه ثم مات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء، ومن تداين بدين وليس في نفسه وفاؤه ثم مات اقتص الله لغريمه يوم القيامة" (¬70). قلت: بشر ابن نمير تركه يحيى القطان وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه ولا حاجة للاستشهاد بمثل هذا الضعيف مع وجود الأحاديث الصحيحة في ذلك كحديث أبي هريرة في الصحيح ونحوه من الحسان. ¬

_ (¬70) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الحاكم (2/ 23)، والطبراني في الكبير (8/ 286) من طريق بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً، وسنده ضعيف جداً، فيه بشر بن نمير: متروك قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال يحيى بن سعيد: كان ركنا من أركان الكذب. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم متروك، وتابعه جعفر بن الزبير. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 290) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً بنحوه، ولكن هذه متابعة لا يفرح بها فإن جعفر بن الزبير: متروك. قال شعبة كان يكذب، وقال يحيى: ليس بثقة، وتركه أحمد بن حنبل، وقال السعدي: نبذوا حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي وعلى بن الجنيد والدارقطني: متروك.

أخبرنا مسند الديار المصرية أبو علي عبد الرحيم بن عبد الله بن شاهد الجيش -رحمه الله- أنبأنا أحمد بن علي بن يوسف، وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق، وإسماعيل بن عبد القوي قالوا: أنبأنا هبة الله بن علي بن سعود، أنبأنا محمد بن بركات بن هلال قال: حدثتنا كريمة بنت أحمد قالت: أنبأنا محمد بن مكي الكشمهيني، أنبأنا محمد بن يوسف الفربري، أنبأنا البخاري حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله الأويسي، حدثنا سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله" وأخرجه ابن ماجة مقتصراً على قوله "من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله" (¬71). وروينا في سنن ابن ماجة بالإسناد المتقدم إليه قريباً قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا رشدين بن سعد وعبد الرحمن المحاربي وأبو أسامة وجعفر ابن عون عن ابن أنعم ح. وحدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أنعم عن عمران بن عبد المعافري، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الدين يقضى من صاحبه يوم القيامة إذا مات إلا من تدين في ثلاث خلال: الرجل تضعف قوته في سبيل الله فيستدين ليقوى به لعدو الله وعدوه، ورجل يموت عنده مسلم لا يجد ما يكفنه ويواريه إلا بدين، ورجل خاف على نفسه العزبة ينكح خشية على دينه فإن الله يقضي عن هؤلاء يوم القيامة" (¬72) هذا حديث ¬

_ (¬71) أخرجه البخاري (2387)، وابن ماجة (2411)، وأحمد (2/ (361) 417)، والبيهقي (5/ 354)، والبغوي (8/ 202) من طرق عن أبي الغيث عن أبي هريرة مرفوعاً ولفظ ابن ماجة مختصراً على [من أخذ أموال الناس يريد اتلافها أتلفه الله]. (¬72) إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (2435)، والبيهقي في الشعب (5559) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمران بن عبد المعافري، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. وسنده ضعيف: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو الأفريقي ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي. والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (1442).

حسن، وابن أنعم هو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قاضي إفريقية مختلف في الاحتجاج به. وروينا في مسند الإِمام أحمد بالإِسناد المتقدم إليه قال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا صدقة، حدثنا أبو عمران، حدثنا قيس بن زيد قاضي المصريين، عن عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يديه فيقال: يا ابن آدم فيم أخذت هذا الدين؟ وفيم ضيعت حقوق الناس؟ فيقول: يا رب أنت تعلم أني أخذته ولم آكل ولم أشرب ولم ألبس ولم أضيع ولكن أتى يدي على إما حرق (*) وأما سرق (**) وإما وضيعة (...) فيقول: صدق عبدي أنا أحق من قضى عنك اليوم فيدعو الله بشيء فيضعه في كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمتة" (¬73) هكذا أخرجه الإِمام أحمد في مسنده وأبو بكر البزار، والطبراني وهو حديث غريب غير صالح للعمل به لكونه من الترغيب والترهيب، وصدقة هو ¬

_ (*) الحَرَق: أي أتت عليه نار فأكلته. (**) السَّرَق: أي أتى عليه سارق فسرقه. (...) الوضيعة: أي خسر خسارة كبيرة فباعه بأقل مما اشتراه به. (¬73) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/ 198)، والبزار (1332 / كشف الأستار) -بنحوه- من طريق صدقة ابن موسى، عن أبي عمران الجوني حدثني قيس بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكر مرفوعاً. وسنده ضعيف فيه صدقة بن موسى وهو ضعيف لسوء حفظه أورده الذهبي في الضعفاء وقال ضعفوه. وقال في الميزان: ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقيس بن زيد: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 98)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 152)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال ابن حجر في التعجيل (346): قيس بن يزيد -وهو خطأ صوابه زيد- مختلف في صحبته روى عن ابن عباس وغيره وعنه أبو عمران الجوني: قال ابن أبي حاتم عن أبيه لا أعلم له صحبة وذكره ابن حبان في الثقات.

ابن موسى الدقيقي وثقه مسلم بن إبراهيم، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي، وضعفه ابن معين والنسائي. آخر الجزء الثاني يتلوه الجزء الثالث

_ = وقال ابن حجر في لسان الميزان (4/ 478): قال الأزدي ليس بالقوي ا. هـ. قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3/ 156): وهذا كله اضطراب حققه ابن حجر في الإِصابة (289:5) فأبان أنه تابعي صغير.

الباب الخامس في أن نفس المؤمن مرتهنة بدينه حتى يقضى عنه

الباب الخامس في أن نفس المؤمن مرتهنة بدينه حتى يقضى عنه أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي -رحمه الله- بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الله بن عبد الواحد بن علاق، أنبأنا هبة الله بن علي بن سعود قال: مرشد بن يحيى أنبأنا علي بن ربيعة بن علي التيمي، أنبأنا الحسن بن رشيق العسكري، أنبأنا محمد بن عبد السلام بن أبي الشوار قال: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" (¬74) هذا حديث حسن أخرجه الترمذي عن محمد بن يسار عن عبد الرحمن بن ¬

_ (¬74) إسناده ضعيف وهو صحيح: فيه عبد الله بن صالح وفيه ضعف من قبل حفظه. ولكنه قد توبع تابعه: 1 - عبد الرحمن بن مهدي: ثقة. أخرجه الترمذي (1079)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 15). 2 - أبو مروان العثماني، محمد بن عثمان: لخص حاله ابن حجر في التقريب بقوله: صدوق يخطئ. أخرجه ابن ماجة (2413). 3 - سفيان الثوري: ثقة. رواه عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً فشيخ سفيان فيه هو سعد بن إبراهيم بدل من إبراهيم بن سعد. أخرجه أحمد (2/ 440، 475)، والدارمي (2591)، والبيهقي في الشعب (5542). 4 - أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ثقة. أخرجه أبو يعلى (ج 10 / رقم 6026). 5 - أبو داود الطيالسي في مسنده (2390).

مهدي، وابن ماجة عن أبي مروان العثماني كلاهما عن إبراهيم بن سعد فوقع لنا بدلاً عالياً لابن ماجة، وعالياً بدرجتين بالنسبة لرواية الترمذي، وقال: هذا حديث حسن، وهو أصح من الأول، يعني به رواية سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة من غير ذكر عمر بن أبي سلمة بينهما.

_ 6 - أيوب السختياني ثقة. أخرجه الطبراني في الصغير (1144). 7 - عباد بن موسى الختلي ثقة. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1698). 8 - محمد بن عبيد الله أبو ثابت ثقة. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 49)، وفي شعب الإِيمان (5544). 9 - الشافعي ثقة. أخرجه الشافعي (2/ 126)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (8/ 202) فخالفهم. 1 - زكريا بن أبي زائدة فرواه عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه الترمذي (1078). فجعل شيخ سعد بن إبراهيم فيه هو أبو سلمة بدلاً من عمر بن أبي سلمة. وزكريا بن أبي زائدة ثقة ولكنه كان يدلس وقد عنعنه. 2 - صالح بن كيسان: رواه أيضاً عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة. أخرجه الحاكم (2/ 26)، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ثم أخرجه ابن حبان (1158/ موارد) من طريق إسحق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرازق أنبأنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً. وصحح الترمذي والعراقي الرواية التي فيها ذكر عمر بن أبي سلمة على أنها زيادة ثقة والله أعلم. والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (6779). قال المناوي في فض القدير (6/ 289): [نفس المؤمن] أي روحه (معلقة) بعد موته (بدينه) أي محبوسة عن مقامها الكريم الذي أعدَّ لها، أو عن دخولها الجنة في زمرة الصالحين، (حتى يقضى عنه) بالبناء للمفعول أو الفاعل، وحينئذ فيحتمل أن يراد: يقضي المديون يوم الحساب دينه، ذكره الطيبي، أو المراد أن سره معلق بدينه. أي مشغول لا يتفرغ بما أمر به حتى يقضيه، أو المراد بالدين ديناً ادّانه في فضول أو لمحرم، وإنما يؤدي الله عمن أدان لجائز ونوى وفاءه، وفيه حث الإِنسان على وفاء دينه قبل موته ليسلم من هذا الوعيد الشديد.

أخبرني به أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد -عرف بابن البوري- بقراءتي عليه بثغر الإِسكندرية، وأبو الحرم القلانسي بقراءتي عليه بالقاهرة، ومحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الكريم العسقلاني، وعلي بن أحمد بن محمد العرضي قال ابن البوري أنبأنا محمد بن عبد الخالق بن طرخان، وقال القلانسي والعسقلاني: أنبأنا محمد بن إبراهيم بن ترجم قالا: أنبأنا علي بن أبي الكرم بن البناء، وقال العرضي: أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا عمر بن محمد بن معمر قال هو وابن أبي الكرم: أنبأنا عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي قال: أنبأنا محمود بن القاسم الأزدي وعبد العزيز بن محمد الترياقي وأحمد بن عبد الصمد الغورجي قال: أنبأنا عبد الجبار بن محمد الجراحي، أنبأنا محمد بن أحمد بن محبوب قال: أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أسامة عن زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. هكذا اختار الترمذي ترجح الرواية الزائدة بذكر عمر بن أبي سلمة في الإِسناد وهو الذي يقتضيه عمل أهل الحديث أن الحكم للرواية الزائدة لأنه زيادة ثقة، ومن أسقط ذكر عمر إنما رواه بالعنعنة، وخالفه الحاكم فرواه في المستدرك من رواية صالح بن كيسان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لرواية الثوري قال فيها عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة، قال: وإبراهيم بن سعد على حفظه وإتقانه أعرف بحديث أبيه من غيره، رواه من رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد ومحمد بن جعفر الوركاني فرواهما كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة وعلى هذا فقد اختلف فيه على إبراهيم بن سعد والراجح الرواية التي زيد فيها ذكر عمر بن أبي سلمة. أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي الفضل الربعي -رحمه الله- بقراءتي عليه أنبأنا عبد الله بن غلام المكي، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن باقا، أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد، أنبأنا عبد الرحمن بن حمد الدوني، أنبأنا أحمد بن الحسين الكسار، أنبأنا أحمد بن محمد بن إسحاق البستي، أنبأنا أحمد بن شعيب النسائي، أنبأنا محمود بن غيلان، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا الثوري عن

أبيه عن الشعبي عن سمعان عن سمرة قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فقال: "أههنا من بني فلان أحد ثلاثاً فقام رجل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما منعك في المرتين الأوليين إلا أن تكون أجبتني؟ أما إني لم أُنوّه بك إلا لخير إن فلاناً -لرجل منهم- مات مأسوراً بدينه" (¬75) وسمعان هو ابن مُشَنِّج بضم الميم، وفتح الشين المعجمة، وكسر النون المشددة وآخره جيم ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن ماكولا: ثقة ليس له غير حديث واحد، قال البخاري: وقال بعضهم عن وكيع مشنج وهو وهم قال: لا نعلم لسمعان سماعاً من سمرة ولا للشعبي من سمعان، انتهى. والحديث أخرجه أبو داود عن سعيد بن منصور عن أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق والد الثوري وقال: إن صاحبكم مأسور بدينه فلقد رأيته أدى عنه حتى ما بقى أحد يطلبه بشيء وسكت عليه أبو داود فهو عنده صالح. وأخبرنا به عالياً بدرجتين محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الأيوبي -رحمه الله- قراءة عليه ونحن نسمع قال: أنبأنا عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني عن عفيفة بنت أحمد الفارتانية قالت: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية تالت: أنبأنا أبو بكر ابن زيدة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا الحسين بن جعفر القتات الكوفي، حدثنا منجاب بن الحارث، حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن الشعبي عن سمعان بن مشنج عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- ح. قال الطبراني: وحدثنا معاذ بن المثنى ثنا سعيد الوراق حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن الشعبي عن سمعان بن مشنج عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صلى على جنازة فلمَّا انصرف قال: ههنا أحد من آل فلان؟ قال: فلم يقم أحد حتى قالها ثلاثاً فقام رجل فقال: أنا يا رسول الله. ¬

_ (¬75) إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (3341)، والنسائي (4685)، وأحمد (5/ 20)، والبيهقي (6/ 49)، والطيالسي في مسنده (891)، وعبد الرزاق في مصنفه (15263)، والطبراني في الكبير (7/ (178) 179)، بعضهم عن الشعبي عن سمرة، وبعضهم أدخل بينهما سمعان بن مشنج، قال الشيخ الألباني وهو على الوجه الأول صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم ووافقه الذهبي وعلى الوجه الثاني صحيح فقط.

فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما منعك أن تقوم في المرتين الأوليين؟ أما إني لم أنوه باسمك إلا لخير، إن فلاناً رجل مات مأسوراً بدينه، قال: فلقد رأيت أهله ومن تحزن بأمره قام فقضوا ما عليه حتى ما بقى عليه شيء" (¬76). وقال الطبراني: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن الشعبي عن سمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله ولم يذكر سمعان فوقع لنا من طريق الطبراني الأول بدلاً عالياً لأبي داود، ومن طريقه الثاني بدلاً عالياً لابن ماجة، وعالياً بدرجتين بالنسبة لرواية الطبراني الأولى، ورواه الحاكم في المستدرك من رواية إسماعيل بن أبي خالد، ومن رواية فراس كلاهما عن الشعبي عن سمرة دون ذكر سمعان بلفظ: "إن الرجل الذي مات بينكم قد احتبس عن الجنة من أجل الدين عليه فإن شئتم فافدوه وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب، الله" وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف فيه من سعيد بن مسروق الثوري، ثم رواه من رواية أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق عن الشعبي عن سمعان بن مشنج عن سمرة ثم قال الحاكم: يتعذر أن تعلل رواية إسماعيل بن أبي خالد وفراس بن يحيى من رواية الأئمة الأثبات عنهما بمثل هذه الروايات. أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن صالح العرضي قال: أخبرتنا زينب ابنة مكي، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا عبد الملك أبو جعفر عن أبي نضرة عن سعد بن الأطول أن أخاه مات وترك ثلثمائة درهم، وترك عيالاً، فأردت أن أنفقها على عياله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن أخاك محبوس بدينه فاقض عنه فقال: يا رسول الله قد أديت عنه إلا ¬

_ (¬76) إسناده ضعيف وهو صحيح: فيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف. ولكنه قد توبع تابعه عبد الرزاق كما عند النسائي وأحمد والبيهقي وغيرهم وقد تقدم برقم 75.

دينارين ادّعتهُما امرأة وليس لها بَيِّنَةٌ قال: فأعطها فإنها محقة" (¬77). هذا حديث حسن أخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان فوقع لنا بدلاً عالياً، ورواه الطبراني في الأوسط فقال: إن أباه مات فيحتمل أنه غلط من النساخ فإن نسخ الأوسط كسر لعدم اتصالها بالسماع، والمعروف أنه أخوه وقد قيل إن اسم أخيه المتوفي يسار. وروى الطبراني في المعجم الأوسط من رواية مبارك بن فضالة عن كثير أبي محمد عن البراء بن عازب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صاحب الدين مأسور بدينه يشكو إلى الله الوحدة" (¬78)، وقال: لا يروي عن البراء إلا بهذا الإِسناد تفرده به مبارك، انتهى. ومبارك بن فضالة وثقه عفان وابن حبان، وضعفه آخرون. ¬

_ (¬77) إسناده صحيح بمجموع طرقه: أخرجه ابن ماجة (2433)، وأحمد (4/ 136)، وأبو يعلى (1510، 1512)، والطبراني في الكبير (6/ 246)، والببهقي (10/ 142) من طريق عبد الملك أبو جعفر عن أبي نضرة عن سعد بن الأطول مرفوعاً. قال البوصيري في الزوائد (2/ 254). إسناده صحيح، عبد الملك أبو جعفر ذكره ابن حبان في الثقات وباقي الإسناد على شرط الشيخين. كذا قال: وحماد بن سلمة إنما احتج به مسلم وحده. وأخرجه البيهقي (10/ 142) من طريق عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عنه. قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل: عبد الواحد بن غياث: ثقة صدوق، فالظاهر أن حماد بن سلمة كان له إسنادان في هذا الحديث، فهو بهما صحيح فإن الجريري ثقة من رجال الشيخين، وكان تغير لكن يقويه متابعة عبد الملك أبي جعفر له. (¬78) إسناده ضعيف: قال الألباني في السلسلة الضعيفة (1376): أخرجه الطبراني في "الأوسط" ((880) بترقيمي) والرافقي في "حديثه" (30/ 1)، والروياني في "مسنده" (97/ 1)، ونعيم بن عبد الملك الإِستراباذي في "مجلس من الأمالي" =

وروى الطبراني في المعجم الكبير من رواية حبان بن علي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: "أفيكم أحد من هذيل؟ فلم يجبه أحد ثم قال: أفيكم أحد من هُذَيْل؟ فقال رجل منهم: أنا وقد مات رجل منهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما منعك أن تكلم حيث تكلمت؟ قال: ظننت يا رسول الله أن يكون نزل في قومي شيء فكرهت أن أكون أنا الذي آتيهم به. قال: لا، إن صاحبكم محتبس بدينه" (79) وحبان بن علي العبري بكسر الحاء المهملة وبالباء الموحدة قال

_ = (ق 160/ 1)، والبغوي في "شرح السنة" (8/ 203) عن مبارك بن فضالة عن كثير أبي محمد عن البراء مرفوعاً، وكذا أخرجه ابن عساكر في "حديث عبد الخلاق الهروي" (ق 235/ 1). وقال الطبراني: " لا يروى عن البراء إلا بهذا الإِسناد، تفرد به مبارك". قلت -أي الشيخ الألباني- وهو ضعيف لتدليسه، وأشار المنذري إلى إعلاله به في "الترغيب" (3/ 37)، وقال الهيثمي في "المجمع" (4/ 123)، وثقه عفان وابن حبان، وضعفه جماعة. قلت- أي الشيخ الألباني- وشيخه كثير أبو محمد، أورده البخاري في التاريخ (4/ 1/ 26/ 913)، وابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 2/ 159)، وابن حبان في الثقات (5/ 332)، من رواية ابن فضالة فقط عنه، وعطف عليه في "التهذيب" حماد بن سلمة أيضاً، فإن صح ذلك فهو مجهول الحال، وإلا فمجهول العين، والله أعلم ا. هـ كلام الشيخ الألباني بنصه وفصه. (79) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 10)، والبزار (1338 / كشف) من طريق حبان بن علي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً. ورواية البزار مختصرة. وسنده ضعيف فيه علتان: 1 - حبان بن علي ضعيف كما في التقريب. 2 - جعفر بن أبي المغيرة وثقه أحمد وابن حبان، قال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم، لكن قال ابن منده (ليس بالقوي في سعيد بن جبير).

فيه ابن معين: صدوق، وقال مرة: لا بأس به، وقال النسائي: ضعيف، قال الذهبي: لكنه لم يترك.

الباب السادس في استعاذته - صلى الله عليه وسلم - من غلبة الدين وضلعه ومن الفقر والقلة والذلة وأمره بالتعوذ من شيء من ذلك

الباب السادس في استعاذته - صلى الله عليه وسلم - من غلبة الدين وضلعه ومن الفقر والقلة والذلة وأمره بالتعوذ من شيء من ذلك أخبرنا عبد الرحيم بن عبد الله بن يوسف الأنصاري -رحمه الله- قراءة عليه ونحن نسمع سنة خمس وأربعين وسبعمائة قال: أنبأنا أحمد بن علي بن يوسف بن البندار، وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق، وإسماعيل بن عبد القوي قالوا: أنبأنا هبة الله بن علي بن سعود، أنبأنا محمد بن بركات بن هلال، أخبرتنا كريمة بنت أحمد قالت: أنبأنا محمد بن مكي الكشميهني، أنبأنا محمد بن يوسف الفربري قال: حدثنا الإِمام أبو عبد الله البخاري، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي طلحة: التمس لي غلاماً من غلمانكم يخدمني فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كلما نزل فكنت أسمعه يُكثر أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والجزع والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال" (¬80). هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه هكذا، وأخرجه أبو داود عن سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن، ¬

_ (¬80) أخرجه البخاري في صحيحه (6363)، وفي الأدب المفرد (801)، وأبو داود (1541)، والترمذي (3484)، والنسائي (5476)، وأحمد (3/ 159/ 220/ 226)، والشجري في الأمالي (1/ 227)، والبغوي في شرح السنة (5/ 155)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 304)، وفي دلائل النبوة (4/ 228) من طرق عن عمرو عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعاً وفي بعض الطرق ذكر القصة وفي بعضها الاقتصار على محل الشاهد.

والترمذي عن محمد بن بشار عن أبي عامر العقدي عن أبي مصعب عبد السلام بن مصعب، والنسائي عن علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر، وعن إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن محمد بن إسحاق وعن أحمد بن حرب الموصلي عن القاسم بن زيد عن عبد العزيز خمستهم عن عمرو بن أبي عمرو. وأخبرني به عالياً الشيخ الصالح عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي -رحمه الله- بقراءتي عليه بصالحية دمشق، أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا محمد ابن أبي زيد الكراني في كتابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين ابن فاذشاه، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا العقبي عن مالك ح. قال الطبراني، وحدثنا أحمد بن محمد الخزاعي الأصبهاني، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي، حدثنا إسماعيل بن جعفر، فذكره، فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري والنسائي من الطريق الثانية للطبراني. ووقع لنا عالياً بدرجتين بالنسبة لرواية أبي داود والترمذي والنسائي، من غير طريق علي بن حجر: أخبرني محمد بن محمد بن أبي الفضل الربعي -رحمه الله- بقراءتي عليه، قال: أنبأنا ابن غلام عبد الله بن الشَمعة، أنبأنا أبو بكر بن باقا، أنبأنا أبو زرعة المقدسي، أنبأنا عبد الرحمن بن حمد الدرني، أنبأنا أحمد بن الحسين الكسار، حدثنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق البستي، أنبأنا الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أنبأنا أحمد بن عمرو بن السرح، أنبأنا ابن وهب، قال: حدثني حُيي بن عبد الله، حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهؤلاء الكلمات: "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء" (¬81). ¬

_ (¬81) إسناده حسن: أخرجه النسائي (5475/ 5487، 5488)، وأحمد (2/ 173)، والحاكم (1/ 531) من طريق حيي بن عبد الله عن أبي عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. =

وبه قال النسائي، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، فذكره. وأخبرني به عالياً عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بسنده المتقدم إلى الطبراني، قال: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب فذكره. قال ابن وهب: يعني فقر القلب ورواه الحاكم في المستدرك عن محمد بن صالح بن هانئ عن الحسين بن الحسن، ومحمد بن إسماعيل عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، فوقع لنا عالياً بالنسبة لرواية النسائي والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. أخبرني محمد بن محمد بن أبي الفضل الربعي، بإسناده المتقدم إلى النسائي قال: أنبأنا محمد بن عبد الله بن يزيد، حدثنا أبي، حدثنا حيوة وذكر آخر، قالا: أنبأنا سالم بن غيلان التجيبي أنه سمع دراجاً أبا السمح أنه سمع أبا الهيثم، أنه سمع أبا سعيد يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أعوذ بالله من الكفر والدين" قال رجل: يا رسول الله، أيعدل الدَّين بالكفر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم" (¬82). ¬

_ = وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. قلت: حيي هذا صدوق يهم كما في التقريب فالإسناد حسن. (¬82) إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (5473، 5474، 4485)، وأحمد (3/ 38)، والحاكم (1/ 532)، وابن حبان (1021/ إحسان) من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. قال الحاكم: صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي. وليس كما قالا، فإن دراجاً هذا أورده الذهبي في الميزان (2/ 24). وقال: قال أحمد: أحاديثه مناكير ولينه، وقال يحيى: ليس به بأس، وقال فضلك الرازي: ما هو ثقة ولا كرامة، وقال أبو حاتم ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، وفي حديثه عن أبي الهيثم ضعف. قلت: وهذا من روايته عنه.

وبه قال النسائي: أنبأنا محمد بن بشار، حدثني عبد الله بن يزيد المقرى، قال: حدثني حيوة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به. وبه قال النسائي: أنبأنا أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا ابن وهب، أخبرني سالم بن غيلان عن دراج أبي السمح، فذكره بلفظ: كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" فقال رجل: ويعدلان؟ قال: "نعم". وأخبرني به إسماعيل بن علي بن سنجر بإسناده المتقدم إلى الحاكم، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا خشنام بن الصديق، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى، حدثنا حيوة بن شريح وجَده، فذكره بلفظ: "أعوذ بالله من الكفر والدين". وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. انتهى والرجل الذى أشار إليه النسائي بقوله: وذكر آخر، هو ابن لهيعة؛ لأنه ليس من شرط النسائي. كما أخبرني به عالياً محمد بن إسماعيل بن الخباز، أنبأنا المسلم القيسي، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطعي، حدثنا عبد الله بن أحمد عن أبيه، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى عن حيوة وابن لهيعة عن سالم ابن غيلان. وأخبرني برواية ابن لهيعة بعلو درجة ثانية عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بإسناده المتقدم إلى الطبراني، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا سالم بن غيلان، فذكره بلفظ: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" قيل: يا رسول الله، أو يعدلان؟ قال: "نعم". وحديث ابن لهيعة حسن قد أخرجه أحمد في المسند له احتجاجاً. أخبرني محمد بن محمد بن أبي الفضل الربعي بسنده المتقدم إلى النسائي، قال: أنبأنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا عثمان -يعني الشحام- حدثنا مسلم -يعني ابن أبي بكرة- "أنه سمع والده يقول في دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر. فجعلت أدعو بهن، فقال: يا بني أني علمت هؤلاء الكلمات؟ قلت: يا أبت سمعتك تدعو بهن في دبر الصلاة فأخذتهن

عنك، قال: فالتزمهن يا بني، فإن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهن في دبر الصلاة" (¬83). وأخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بإسناده المتقدم إلى الطبراني قال: حدثنا المنتصر بن محمد بن المنتصر البغدادي، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو معشر عن سعيد المقبرس عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ¬

_ (¬83) إسناده صحيح: أخرجه النسائي (1347/ 5465)، وأحمد (5/ 36 / 39/ 44)، وابن حبان (1024 /إحسان) من طرق عن عثمان الشحام به. وقد رواه عن عثمان الشحام جماعة: [يحيى، محمد بن أبي عدي، وكيع بن الجراح، حماد بن سلمة، روح بن عبادة] وسنده صحيح. فخالفهم أبو عاصم النبيل ثنا عثمان الشحام به. إلا أنه قال: "من الهم والكسل" بدلاً من الكفر والفقر أخرجه الترمذي (3503)، والحاكم (1/ 533). قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. قال الألباني في إرواء الغليل: والرواية الأولى أصح لاتفاق جماعة من الثقات عليها -كما سبقت الإشارة إليه- فرواية أبي عاصم شاذة. ويؤيد ذلك أن له طريقاً أخرى عن أبي بكرة. أخرجه أحمد (5/ 42) يرويها جعفر بن ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة: اللهم عافني في ديني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله الا أنت، تعيدها ثلاثاً حين تصبح وثلاثاً حين تمسي، وتقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت تعيدها حين تصبح ثلاثاً، وثلاثاً حين تمسي، قال نعم: "يا بني إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهن، فأحب أن أستن بسنته. قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت. وهذا سند لا بأس به في الشواهد: جعفر بن ميمون قال ابن حجر: صدوق يخطئ ا. هـ كلام الشيخ الألباني.

- صلى الله عليه وسلم - يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال" (¬84) هذا حديث غريب، وأبو معشر السندي اسمه نجيح، ضعفه الجمهور، قال ابن المديني: كان يحدث عن المقبري ونافع بأحاديث منكرة، قال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وبه قال النسائي: أنبأنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، حدثنا حبان، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر، وأعوذ بك من القلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم" (¬85). ¬

_ (¬84) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في الدعاء (1353) من طريق أبو معشر سعيد المقبري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً. وسنده ضعيف فيه أبو معشر السندس وهو نجيح بن عبد الرحمن السندس وهو ضعيف لسوء حفظه. (¬85) إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1544)، والنسائي (5462)، وأحمد (2/ 305/ 325)، والبيهقي (7/ 12)، وابن حبان (2443 / موارد) من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعد بن يسار عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً. وأشار النسائي إلى أن له علة فقال: " خالفه الأوزاعي". ثم ساق من طريق الوليد عن أبي عمرو -هو الأوزاعي- قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني جعفر بن عياض قال حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة، وأن تظلم أو تظلم". قال الشيخ الألباني في الإِرواء (3/ 355): لكن الوليد وهو ابن مسلم الدمشقي وإن كان ثقة، فإنه كثير التدليس والتسوية كما قال ابن حجر في "التقريب" فأخشى أن يكون تلقاه عن بعض الضعفاء رواه عن الأوزاعي، ثم أسقطه الوليد، فقد رأيت في مسند الإِمام أحمد (2/ 540): ثنا محمد بن مصعب ثنا =

وبه قال النسائي: أنبأنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا حماد بن سلمة فذكره بتقديم القلة على الفقر. وأخبرني به عالياً محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، أنبأنا عبد الرحيم بن خطيب المزة، أنبأنا عمر بن طبرزد، أنبأنا مفلح الرومي، أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا القسم بن جعفر، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي ح. قال ابن طبرزد: وأخبرنا عبد الله بن عبد السلام البغدادي، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد العكبري، أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب، أنبأنا محمد بن بكر بن داسه، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد. ح.

_ = الأوزاعي به. فابن مصعب هذا وهو القرقساني صدوق كثير الخطأ كما قال الحافظ أيضاً، فلا يحتج به أصلاً فكيف عند مخالفته لمثل حماد بن سلمة، ومن الجائز أن يكون هو الواسطة بين الوليد والأوزاعي، ومن طريقه ابن ماجة (3842)، والحاكم (1/ 531) ولكنه قال: " صحيح الإِسناد" ووافقه الذهبي! قلت: وفيه جعفر بن عياض: قال الدهبي في الميزان: لا يعرف وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 484)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 197) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وقال ابن حجر: مقبول -أي عند المتابعة. وقد رواه ابن حبان بإسناد أخر عن الوليد صرح فيه بالتحديث من كل رواة من رواته، فقال في صحيحه (2442/ موارد). أخبرنا عبد الله بن محمد بن سليم -بيت المقدسي- حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني جعفر بن عياض: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره وفيه عبد الله بن محمد بن سليم شيخ ابن حبان لم أقف عليه وجعفر بن عياض وسبق الكلام عليه. وقد تابع الوليد عليه أيضاً: 1 - موسى بن شيبة: أخرجه النسائي (5464)، وموسى ذكره الذهبس في الميزان ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً -وذكره ابن حجر في التقريب وقال: مقبول. 2 - عمر بن عبد الواحد: أخرجه النسائي (5463) وعمر ثقة.

وأخبرني به بعلو درجة ثانية عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بسنده المتقدم إلى الطبراني، حدثنا محمد بن معاذ الحلبي، وأبو خليفة، قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل فذكره بلفظ: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والفاقة والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم". هذا حديث صحيح اختلف في إسناده على إسحاق بن عبد الله، فرواه حماد بن سلمة عنه هكذا. وبه قال النسائي، وخالفه الأوزاعي، أخبرني محمود بن خالد قال: حدثني الوليد عن أبي عمرو الأوزاعي قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني جعفر بن عياض قال: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة وأن تظلم أو تظلم". وبه قال النسائي حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني موسى بن شيبة عن الأوزاعي. ورويناه في المستدرك بالإِسناد المتقدم إليه، قال: حدثنا أبو بكر بن أحمد ابن كامل بن خلف القاضي، حدثنا أحمد بن الوليد الفحام وموسى بن الحسن بن عبادة قالا: حدثنا محمد بن مصعب القرقاني، حدثنا الأوزاعي، فذكره، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وبه قال النسائي: أنبأنا محمود بن خالد حدثنا عمر -يعني ابن عبد الواحد الأوزاعي- فذكره بلفظ: "وأن أظلم أو أظلم". وبه قال النسائي: أنبأنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا جرير عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار وعذاب القبر وفتنة القبر، وشر فتنة المسيخ الدجال، وشر فتنة الغني، وشر فتنة الفقر، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم" (¬86). ¬

_ (¬86) أخرجه البخاري (11/ 176/ فتح)، ومسلم (4/ 2078/ عبد الباقي)، والترمذي (3495)، والنساني (5466)، والسياق له، وابن ماجة (3838)، والحاكم (1/ 541)، وأحمد (6/ 57، 207)، والبيهقي (7/ 12)، والطبراني في الدعاء (1345) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاثشة -رضي الله عنها- مرفوعاً. قال الشيخ الألباني: واستدركه الحاكم على الشيخين فوهم.

وأخبرني به عالياً عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بقراءتي عليه بإسناده المتقدم إلى الطبراني، قال: حدثنا محمد بن معاذ الحلبي وأبو خليفة قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة دون ذكر فتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وفتنة المسيخ الدجال. هذا حديث صحيح متفق عليه من طريق هشام بن عروة. وروينا في كتاب الدعاء من المستدرك بالإِسناد المتقدم إليه قال: حدثنا عبدان بن يزيد الدقاق الهمداني، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والرياء والسمعة، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام" (¬87). هذا حديث ¬

_ (¬87) إسناده صحيح عل شرط البخاري: أخرجه الحاكم (1/ 530)، والطبراني في الصغير (1/ 124)، وفي الدعاء (1343) من طريق آدم بن إياس عن شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس -رضي الله عنه- به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت: لا إنما هو على شرط البخاري فقط فإن فيه آدم بن إياس ولم يخرج له مسلم. ولفظ الطبراني في الصغير وفي الدعاء لم يقع فيه الاستعاذة من الفقر والكفر. وأخرجه ابن حبان (2446/ موارد)، من طريق كيسان عن قتادة عن أنس مرفوعاً. وكيسان ضعيف لم يوثقه غير ابن حبان قوله: [اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل]. أخرجه البخاري (11/ 176 / فتح)، ومسلم (2706)، وأبو داود (1540)، والنساني (5448). وقوله: [اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون. . . .]. أخرجه النسائي (5493)، وأحمد (3/ 192). وقال الألباني في الإِرواء (3/ 358) صحيح على شرط البخاري.

صحيح أخرجه النسائي من رواية هشام الدستوائي عن قتادة مقتصراً على التعوذ من العجز والكسل والبخل والهرم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

الباب السابع في الأدعية المأثورة لوفاء الدين

الباب السابع في الأدعية المأثورة لوفاء الدين أخبرني مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الدمشقي -رحمه الله- بقراءتي عليه بدمشق، أنبأنا القسم بن أبي بكر بن قاسم الأربلي، أنبأنا المؤيد بن محمد، أنبأنا موسى، أنبأنا محمد بن الفضل الفراوي، أنبأنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنبأنا محمد بن عيسى بن محمد الجلودي، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، أنبأنا مسلم بن الحجاج، حدثني زهير بن حرب، حدثنا جرير عن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا رب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، واغننا من الفقر (¬88). وكان يروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذا حديث صحيح أخرجه مسلم وأصحاب السنن من طرق عن أبي صالح. وفي رواية خالد الطحان عن سهيل: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا أخذنا مضاجعنا أن نقول بمثل حديث جرير، وقال: من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها (¬89). وفي رواية الأعمش عن أبي صالح أنه علمه لابنته فاطمة حين أتت تسأله خادماً، كما رويناه بالإِسناد المتقدم إلى مسلم قال: حدثنا أبو كرب ¬

_ (¬88) أخرجه مسلم (3713)، والترمذي (3481)، وابن ماجة (3873)، وأحمد (2/ 536) من طرق عن أبي صالح به. (¬89) أخرجه مسلم (4/ 2084 / عبد الباقي).

محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة ح. وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كرب قالا: حدثنا ابن أبي عبيدة قال: حدثنا أبي، كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتت فاطمة النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادماً، فقال لها: "قولي: اللهم رب السموات السبع. . . " بمثل حديث سهيل عن أبيه، ولم يسق مسلم بقية الحديث من هذه الطريق. وأخبرني به موافقة عالية الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي -رحمه الله- بقراءتي عليه بالصالحية دمشق في الرحلة الثالثة، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري، أنبأنا محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاة، قال: أنبأنا أبو القسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة: "قولي: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإِنحيل والقرآن العظيم، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر قليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، واغننا من الفقر" (¬90). أخرجه مسلم وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة فوقع لنا موافقة عالية، ومسلم عن أبي كريب عن محمد بن أبي عبيدة، فوقع لنا بدلالة عالياً نوع آخر من ذلك، أخبرني إسماعيل بن علي بن سرجزا الذهبي -رحمه الله- بقراءتي عليه بدمشق، فال: أنبأنا أحمد بن هبة الله ابن عساكر أنبأنا القسم بن عبد الله بن عمر الصفار في كتابه، أنبأنا جدي عمر ابن أحمد بن منصور، أنبانا أبو بكر أحمد بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع في كتابه المستدرك، أنبأنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن يحيى ح. ¬

_ (¬90) أخرجه مسلم (4/ 2084 / عبد الباقي)، وابن ماجة (3831)، والترمذي (3476)، وابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 262)، والطبراني في الدعاء (6043) من حديث أبي هريرة مرفوعاً. وليس عند الطبراني سؤال فاطمة للرسول - صلى الله عليه وسلم - خادماً.

وأخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحي بقراءتي عليه، أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا محمد بن أبي زيد الكرامي، أنبأنا محمود بن إسماعيل، أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا أبو معاوية، أنبأنا عبد الرحمن ابن إسحاق القرشي، وقال الطبراني: عن عبد الرحمن بن إسحاق عن بن سيار أبي الحكم عن أبي وائل: جاء رجل إلى عليّ فقال: أعنّي في مكاتبتي. وقال الطبراني: أتى علياً رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني عجزت في مكاتبتي فأعنّي، فقال علي -رضي الله عنه-: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو كان عليك مثل جبل صبير ديناً لأداه الله عنك، قل: "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك" (¬91). هذا حديث حسن أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن يحيى بن حسان عن أبي معاوية، وقال: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم بالسند المتقدم إليه: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ¬

_ (¬91) إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3563)، والحاكم (1/ 538)، وأحمد (1/ 153) عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل به. قال الترمذي: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. قلت: بل هو حسن الإِسناد، فإن عبد الرحمن بن إسحاق هذا وهو عبد الرحمن بن إسحاق ابن عبد الله بن الحارث بن كنانة العامري القرشي مولاهم مختلف فيه، وقد وثقه ابن معين والبخاري، وقال أحمد "صالح الحديث"، وقال أبو حاتم "يكتب حديثه ولا يحتج به": ولخص حاله ابن حجر في التقريب بقوله: صدوق وقد وقع اسمه في الترمذي "عبد الرحمن بن إسحاق غير منسوب إلى قريش فظن العراقي رحمه الله أنه الواسطي. قلت: وهو عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبو شيبة الواسطي الأنصاري ويقال الكوفي ابن أخت النعمان بن سعد، فهذا ضعيف اتفاقاً وليس هو راوي هذا الحديث، فإنه أنصاري كما رأيت، والأول قرشي.

قلت: عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي ليس بشيء، قاله أحمد وابن معين، وضعفه أيضاً أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان ومحمد بن سعد ويعقوب بن شيبة، ولكن هذا من أحاديث الترغيب فيعمل فيه حديثه. نوع منه آخر: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحي -رحمه الله- بقراءتي عليه بصالحية دمشق، أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني في كتابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل، أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن المبارك الصنعاني، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال ح. قال الطبراني: وحدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم قالا: حدثنا حجاج ابن منهال ح. وأخبرني إسماعيل بن علي بن سنجر بقراءتي عليه، أنبأنا أحمد بن هبة الله بن عساكر عن القاسم بن عبد الله بن عمر، أنبأنا جدي عمر بن أحمد بن منصور، أنبأنا أبو بكر أحمد بن خلف، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع في كتابه المستدرك، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن ألوية، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم -هو أبو مسلم الكشي- ح. وأخبرني به بدلاً عالياً عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحي بقراءتي عليه بصالحية دمشق، قال: أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، قال: أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني في كتابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم قالا: حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا عبد الله بن عمر النميري عن يونس بن يزيد، حدثني الحكم بن عبد الله الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل عليّ أبو بكر الصديق، فقال: هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاء علمنيه؟ قلت: ما هو؟ قال: كان عيسى ابن مريم يعلمه أصحابه، قال: "لو كان على أحدكم جبل ذهب ديناً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه: اللهم فارج الهم كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما،

أنت ترحمني، فارحمني رحمة تعينني بها. عن رحمة من سواك" (¬92) قال أبو بكر -رضي الله عنه-: وكان عليَّ بقية من دين، وكنت كارهاً للدين، فكنت أدعو بذلك حتى قضاه الله عني. وزاد الحاكم في روايته: قالت عائشة: وكان لأسماء بنت عميس عليَّ دينار وثلاثة دراهم، وكانت تدخل عليَّ فأستحي أن أنظر في وجهها؛ لأني لا أجد ما أقضيها، فكنت أدعو الله بذلك فما لبثت إلا يسيراً حتى رزقني الله رزقاً ما هو بصدقة تصدق بها عليّ، ولا ميراث ورثته، فقضاه الله عني وقسمت في أهلي قسماً حسناً، وحليت ابنة عبد الرحمن بثلاثة أواق ورق، وفضل لنا فضل حسن. ثم قال الحاكم: قد احتج البخاري بعبد الله بن عمر النميري، قال: وهذا حديث صحيح غير أنهما لم يحتجا بالحكم بن عبد الله الأيلي. قلت: الحكم بن عبد الله الأيلي ضعيف، قال أحمد: أحاديثه موضوعة، وكذبه أبو حاتم والسعدي، وإنما أوردته لتصحيح الحاكم له. نوع آخر منه: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي -رحمه الله- بقراءتي عليه بصالحية دمشق قال: أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا محمد بن زيد الكراني في كتابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاه، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا جبرون بن عيسى المغربي، حدثنا يحيى ابن سليمان المغربي الحفري، حدثنا عياد بن عبد الصمد أبو معمر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا طلبت حاجة فأحببت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العلي العظيم، لا ¬

_ (¬92) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الطبراني (1041)، والحاكم (1/ 515) من طريق الحكم بن عبد الله الأيلي عن القاسم ابن محمد عن عائشة -رضي الله عنها- به. قلت: وسنده ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً فيه الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي. كان ابن المبارك يضعفه، ونهى أحمد عن حديثه وقال: أحاديثه كلها موضوعة، وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: كذاب وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك الحديث. وفي رواية الحاكم زيادة.

إله إلا الله وحده لا شريك له، الحليم الكريم، بسم الله الذي لا إله إلا الله الحي القيوم الحليم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} (¬93) {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (¬94)، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" (¬95). هذا حديث لا يصح من هذا الوجه، انفرد به عباد بن عبد الصمد، فقد قال البخاري: إنه منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف جداً، وقال ابن عدي: غالب ما يرويه في فضائل علي وهو ضعيف غال في التشيع، وإنما أوردت له هذا الحديث لإِخراج الحاكم له في أواخر المغازي حديث تعزية الخضر للصحابة بوفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن لم يكن من شرط كتابه، ولحديثه المتقدم شاهد من حديث ابن أبي أوفى أخرجه الترمذي وابن ماجة من رواية فايد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي أوفى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، فليحسن الوضوء ثم ليصلي ركعتين، ثم ليثني على الله وليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزاكم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع ¬

_ (¬93) سورة النازعات الآية: 46. (¬94) سورة الأحقاف الآية: 35. (¬95) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الطبراني في الصغير (1/ (123) 124)، وفي الدعاء (1044) من طريق عباد بن عبد الصمد أبو معمر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعاً. وسنده ضعيف جداً وآفته: عباد بن عبد الصمد قال البخاري منكر الحديث، وقال الرازي: ضعيف يروي عن أنس أحاديث عامتها مناكير، وقال أبو حاتم: عباد ضعيف جداً.

لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" (¬96). قال الترمذي: هذا حديث غريب وفي إسناده مقال فايد ابن عبد الرحمن يضعف في الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، قال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. نوع آخر منه: أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، أنبأنا عبد الرحيم بن خطيب المزة، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي، أنبأنا مفلح بن أحمد، أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنبأنا القاسم بن جعفر، أنبأنا محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي ح. قال عمر بن محمد: وأخبرنا هبة الله بن عبد السلام، أنبأنا محمد بن محمد ابن عبد العزيز العكبري، أنبأنا عبد الله بن علي بن أيوب، أنبأنا محمد بن بكر بن محمد بن داسة قالا: حدثنا أبو داود، حدثنا أحمد بن عبيد الله الفدائي، أنبأنا غسان بن عوف، أنبأنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار، فقال له أبو أمامة: مالي أراك خالياً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ " فقال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: "أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك" قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: "قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين ¬

_ (¬96) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الترمذي (479)، وابن ماجة (1384)، والحاكم (1/ 320)، وابن المبارك في الزهد (383)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 140) من طريق فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً وضعفه الترمذي بقوله: هذا حديث غريب. وقال الحاكم: فائد بن عبد الرحمن أبو الورقاء كوفي عداده في التابعين وقد رأيت جماعة من أعقابه وهو مستقيم الحديث إلا أن الشيخين لم يخرجا عنه اهـ. فتعقبه الذهبي بقوله: بل متروك. قلت: تركه أحمد والناس وقال البخاري: منكر الحديث وتركه النسائي.

وقهر الرجال"، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي، وقضا عني ديني" (¬97) هذا حديث حسن أخرجه أبو داود في سننه هكذا من رواية اللؤلؤي وابن داسة عنه، وسكت عنه فهو عنده حديث صالح كما قال في رسالته المشهورة: إن ما سكت عنه في سننه فهو صالح، وليس لغسان بن عوف عند أبي داود إلا هذا الحديث الواحد، وليس في بقية الكتب الستة شيء، قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن غسان بن عوف الذي يحدث عن الجريري بحديث الدعاء، فقال: شيخ بصري وهذا حديث غريب، قلت: وقد اختلف في اسم أبيه، فروينا هذا الحديث في كتاب الدعاء لأبي بكر بن أبي عاصم في أواخر كتاب الدعاء فسماه غسان بن وهب، والمشهور ابن عوف، ولذا نسبه الأزدي في الضعفاء، وقال: إنه ضعيف والأزدي ليس بحجة. نوع آخر منه: أخبرني أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد بن عمر -رحمه الله- بقراءتي عليه، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أنبأنا يوسف بن خليل الحافظ، أنبأنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان، أنبأنا الحسن بن أحمد ¬

_ (¬97) إسناده ضعف: أخرجه أبو داود (1555) من طريق غسان بن عوف أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري به. وسنده ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف غسان بن عوف وهو المازني البصري. قال الآجرى: سألت أبا داود عن غسان بن عوف الذي يحدث عن الجريري بحديث الدعاء فقال: شيخ بصري وهذا حديث غريب قال ابن حجر. قلت: ضعفه الساجي والأزدي وقال العقيلي لا يتابع على كثير من حديثه كما في التهذيب (8/ 247). وقال في التقريب: لين الحديث. وقال الذهبي في الميزان: (3/ 353): ليس بالقوي قال الأزدي: ضعيف، وقال في الكاشف (2/ 376): غير حجة. الثانية: اختلاط الجريري واسمه سعيد بن إياس أبو مسعود، قال ابن حجر في التقريب (1/ 291): ثقة من الخامسة اختلط قبل موته بثلاث سنين، ولا يتبين توقيت سماع غسان ابن عوف منه.

الحداد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عمر بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار، حدئنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني شعيب بن رزيق وغيره عن عطاء الخراساني أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آيات من القرآن وكلمات، ما في الأرض مسلم يدعو بهن وهو مكروب أو غارم أو ذو دين إلا قضا الله عنه وفرج همه، احتبست عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً لم أصل معه الجمعة، فقال: "ما منعك يا معاذ من صلاة الجمعة؟ " قلت: ذمي، ليوحنا بن ماريا اليهودي عليَّ أوقية من تبر، وكان على بابي يرصدني، فأشفقت أن يحبسني دونك ويشغلني عن ضيعتي، قال: "أتحب با معاذ أن يقضي الله دينك؟ " فقلت: نعم، فقال: "قل: {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} إلى قوله: {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، اقض عني ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهباً لأداه الله عنك" (¬98). قال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء أرسله عن معاذ، قلت: ورجاله محتج بهم في الصحيح غير شعيب ابن رزيق، وهو أبو شيبة المقدسي، وهو ثقة كما قال الدارقطني، وقال دحيم: لا بأس به، وقد روى من رواية سعيد بن المسيب عن معاذ، أخبرنا به شيخ الإِسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي -رحمه الله- مشافهة بدمشق، قال: أخبرني محمد بن علي بن ساعد، أنبأنا يوسف بن جليل الحافظ، أنبأنا محمد ¬

_ (¬98) إسناده ضعيف، والحديث صحيح دون ذكر القصة: أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 204) من طريق هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم قال أخبرني شعيب بن زريق وغيره عن عطاء الخراساني أن معاذ بن جبل فذكره. وسنده ضعيف فيه هشام بن عمار كان يلقى فيتلقن. والوليد بن مسلم كان يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث. وشعيب بن زريق أبو شيبة المقدسي قال ابن حجر صدوق يخطئ. وعطاء الخراساني: قال ابن حجر: صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس، وقلت: وقد أرسله عن معاذ وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه لمعاذ من حديثا أنس بن مالك دون ذكر القصة وسيأتي برقم (100).

ابن أبي زيد الكراني، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسن بن فاذشاه ح. وأخبرنا عالياً محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي مشافهة عن إسماعيل بن عبد القوي، قال: أخبرتنا فاطمة بنت سعد الخير، قالت: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية، قالت: أنبأنا أبو بكر بن ريدة، قالا: أنبأنا أبو القاسم الطبراني، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحق النيسابوري، حدثنا نصر بن مرزوق العمري، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قالا: حدثني ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتقده يوم الجمعة فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى معاذاً، فقال له: "يا معاذ مالي لم أرك؟ " قال: يا رسول الله ليهودي عليَّ أوقية من تبر، فخرجت إليك فحبسني عنك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به، فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك"-وصبير جبل باليمن- فادع به يامعاذ" قال: "قل: {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بما عن رحمة من سواك" (¬99). وهذا الإِسناد أيسر انقطاعاً من الإِسناد الذي قبله، فإن معاذ توفى في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وعطاء الخراساني مولده سنة خمسين، وسعيد بن المسيب ولد لسنتين مضيا من خلافة عمر، ¬

_ (¬99) إسناده ضعيف، والحديث صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ (154) 155) من طريق نصر بن مرزوق العمري ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد ثنا يونس بن يزيد الأيلي حدثني ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن معاذ بن جبل فذكره. وعلته: الانقطاع بين سعيد بن المسيب ومعاذ بن جبل وقد صح الحديث من حديث أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه لمعاذ وسيأتي برقم (100).

فأدرك زمن معاذ لكنه لم يسمع منه، ولكن الجمهور قبلوا مراسيل ابن المسيب، وأما رجاله فإن نصر بن مرزوق هو أبو الفتح المصري الإِسكندراني تروي عنه الأئمة الحفاظ محمد بن إسحاق بن خزيمة، وموسى بن هارون الجمال وأبو عوانة صاحب الصحيح وغيرهم، وأحمد بن عمير بن حوصا، ذكره ابن يونس في تاريخ مصر أنه توفى سنة اثنين وستين وثلاثمائة، وأما أبو زرعة وهب الله بن راشد فهو مصري أيضاً، قال فيه أبو حاتم: محله الصدق، وقال النسائي في الكنى ليس بثقة وباقيهم ثقات، وقد تابع نصر بن مرزوق على روايته عن أبي زرعة وهب الله الربيع بن سليمان الجيزي، لكنه جعله من رواية الزهري عن أنس متصلاً، أخبرني به محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل ومحمد بن محمد بن محمد العسلاني رحمهما الله تعالى، بقراءتي عليهما، قالا: أخبرتنا مونسة ابنة الملك العادل أبي بكر بن أيوب، قالت: أنبأنا أسعد بن سعيد بن روح وعفيفة بنت أحمد الفارقانية، قالا: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية ح. قال الفارقي: وأنبأنا به متصلاً بالسماع عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أنبأنا صقر بن يحيى الحلبي، أنبأنا يحيى بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو عدنان محمد ابن أحمد بن نزار، وفاطمة الجوزدانية قالا: أنبأنا أبو بكر بن ريدة أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن إبراهيم بن العباس المصري، حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل: "ألا أعلمك دعاء تدعو به، لو كان عليك مثل جبل أحد دينًا لأدى الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، اللهم رحمان الدنيا والآخرة تعطيهما من تشاء، وتمنع مهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك" (¬100). وإسناده حسن، قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا يونس، ولا عنه إلا وهب الله. ¬

_ (¬100) إسناده صحيح: أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 202) من طريق يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل فذكره.

نوع آخر منه: أخبرني الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي -رحمه الله- بقراءتي عليه بصالحية دمشق، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، أنبأنا محمد بن زيد الكراني في كتابه، أنبأن محمد بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاه، أنبأنا أبو القاسم الطبراني حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، حدثنا قيس بن الربيع عن مجزأة بن زاهر عن إبراهيم بن فلان عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم استر عورتي، وآمن روعتي واقض ديني" (¬101). هذا حديث فيه مقال وجهالة بسبب إبراهيم فإنه لا يدري من هو، والراوي عنه ثقة، وقيس بن الربيع روي عنه شعبة وهو صدوق في نفسه، لكن ساء حفظه بعد أن ولى القضاء، كما وقع لشريك وابن أبي ليلى، وكان له ابن أدخل عليه في كتبه شيئاً لا علم له به، وللحديث شاهد من حديث ابن عمر، أخرجه أبو داود بلفظ: "اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي" وفي رواية: "اللهم استر عورتي" (¬102). ¬

_ (¬101) إسناده ضعيف، والحديث صحيح: أخرجه الطبراني في الدعاء (1493) من طريق قيس بن الربيع عن مجزأة بن زاهر، عن إبراهيم ابن بلال عن أبيه به. وسنده ضعيف: قيس بن الربيع تغير لما كبر أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. وإبراهيم بن بلال أو فلان لم أعرفه لا هو ولا أبوه، ولعله تصحيف فقد أخرجه الطبراني في الكبير (4/ (81) 82) من طريق قيس عن مجزأة بن ثور الأسلمي عن إبراهيم بن خبَاب الخزاعي وسنده ضعيف أيضاً فيه قيس بن الربيع وقد سبق الكلام عليه، وفيه إبراهيم ابن خباب لم أعرفه. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 180): وفيه ما لم أعرفه. وللحديث شاهد من حديث ابن عمر وسيأتي برقم (102). (¬102) إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (5074)، وابن ماجة (3871)، وأحمد (5/ 22)، والطبراني (12/ 343)، والحاكم (1/ 517)، وابن حبان (957/ إحسان) من طرق عن عبادة بن =

نوع منه آخر: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بالسند المتقدم إلى الطبراني، قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي وعبدان بن أحمد قالا: حدثنا الحسن بن يحيى الأرزي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم المدني، حدثنا أبي عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم أعني على ديني بدنياي، وعلى آخرتي بتقواي، اللهم أوسع عليَّ الرزق من الدنيا وأزهدني فيها ولا تزوها عني فترغبني فيها، اللهم إنك سألتني من نفسى مالا أملكه إلا بك، فأعطني منها ما يرضيك فيها، اللهم أنت ثقتي حين ينقطع أملي من عملي، وأنت رجائي حين يسوء ظني بنفسي، اللهم لا تخيب طمعي، ولا تحقق حذري، اللهم إنك أخذت بقلبي وناصيتي فلم يملكني شيئاً منهما، فكما فعلت ذلك بهما فاهدني إلى سواء السبيل، اللهم إن عزيمتك عزيمة لا ترد، وقولك قول لا يكذب، فأمر طاعتك فلتحل في كل شيء مني أبداً ما أبقيتني، اللهم إن عزيمتك عزيمة لا ترد، وقولك قول لا يكذب فأمر معاصيك فلتخرج من كل شيء مني ثم حرم عليها الدخول في كل شيء مني أبداً ما أبقيتني، يا أرحم الراحمين" (¬103). هذا حديث إسناده حسن، قال البخاري في التاريخ الكبير: عبد الرحمن ابن إبراهيم القاص مديني سمع العلاء بن عبد الرحمن، وعن ابن المنكدر قال ابن معين: سمع منه عفان، وقال يحيى بن محمد بن سكنى، حدثنا حبان، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثقة منزله السقاقيم -يعني بالبصرة- وقال أحمد: ليس به ¬

_ = مسلم الفزاري عن جبير بن أبي سلمان بن جبير بن مطعم قال سمعت عبد الله بن عمر يقول فذكره مرفوعاً. (¬103) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في الدعاء (1449) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم المدني، ثنا أبي عن محمد بن المنكدر عن جابر -رضي الله عنه- مرفوعاً. وسنده ضعيف فيه علتان: الأولى: عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم ضعيف. الثانية: أبوه عبد الرحمن بن إبراهيم المدني: ضعفه الدارقطني وقال النسائي: ليس بالقوي، ولهما مناكير.

بأس، ونقل الذهبي في الميزان تضعيفه عن ابن معين والدارقطني، وأما ابنه عبد الله بن عبد الرحمن فذكر العقيلي في الضعفاء له حديثاً عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - زود جعفراً كلمات: "اللهم الطف بي في تيسير كل عسير". الحديث، إلا أنه نسبه إلى المسمع، وقال: بصري لا يتابع على حديثه، وأما الحسن بن يحيى الأزرى فهو أحد شيوخ أبي داود، قال ابن حبان: مستقيم الحديث. نوع منه آخر: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بالسند المتقدم إلى الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا علي بن بحر حدثنا حماد بن واقد الصفار، حدثنا موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استقبله رجل من الأنصار رث الثياب، رث الهيئة، مسقام، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا فلان ما الذي بلغ بك ما أرى؟ " فقال: الفقر والسقم، فقال: "أو لا أعلمك كلمات إذا قلتهن ذهب عنك الفقر والسقم؟ " فقال: ما يسرني بهما أني شهدت معك بدراً وأحداً، قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله علمنيهن، قال: "قل: توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيراً"، قال: فلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا هريرة بعد أيام فقال: "يا أبا هريرة ما هذا الذي أرى من حسن حالك؟ " قال: يا رسول الله ما زلت أقول الكلمات منذ علمتنيهن" (¬104) ¬

_ (¬104) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الطبراني في الدعاء (1045) من طريق حماد بن واقد الصفار، ثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علتان: الأولى: حماد بن واقد. قال فيه البخاري: منكر الحديث وضعفه يحيى بن معين. الثانية: موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. ولكن حماد ين واقد قد توبع. تابعه حرب بن ميمون. =

هذا حديث ليس في إسناده من يتهم بالكذب، فهو صالح للعمل به في فضائل الأعمال، وحماد بن واقد وموسى بن عبيدة الزيدي فإنما تكلم فيهما من أجل سوء الحفظ؛ فأما موسى بن عبيدة الزيدي فقد روى عنه شعبة وناهيك بانتقاده للرجال، وقال ابن سعد: ثقة وليس بحجة، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق، ضعيف الحديث جداً، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي؛ وأما حماد بن واقد، فقال أبو زرعة: لين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الفلاس كثير الخطأ والوهم، وضعفه ابن معين. نوع منه آخر: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي -رحمه الله- بقراءتي عليه بسفح قاسيون بالإِسناد المتقدم إلى الطبراني، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا السدي بن يحيى، حدثنا أبو شجاع عن أبي طيبة عن ابن عمر: أن "جبريل عليه السلام أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فعلمه هذا الدعاء: يا نور السموات والأرض، ويا جبار السموات والأرض، ويا عماد السموات والأرض، ويا ذا الجلال والإِكرام، ويا صريخ المستصرخين، ويا غوث المستغيثين، ويا منتهى رغبة الراغبين، والمفرج عن المكروبين، والمروح عن المغمومين، ومجيب دعوة المضطرين، وكاشف السوء وأرحم الراحمين وإله العالمين ننزل بك كل حاجة" (¬105) هذا حديث حسن، وشيخ الطبراني يحيى بن عثمان بن صالح المصري، قال فيه ابن يونس في تاريخ مصر: كان ¬

_ = أخرجه أبو يعلى كما في تفسير ابن كثير (5/ 129)، وابن السني (456). لكن هذه متابعة لا يفرح بها فإن حرب بن ميمون متروك الحديث كما قال ابن حجر في التقريب، وقال ابن كثير عقبه: إسناده ضعيف، وفي متنه نكارة. (¬105) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في الدعاء (1459) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا السري بن يحيى، ثنا أبو شجاع عن أبي طيبة، عن ابن عمر -رضي الله عنه- أن جبريل عليه السلام أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وسنده ضعيف: أبو شجاع نكرة لا يعرف عن أبي ظبية ومن أبو ظبية، قاله الذهبي في الميزان.

عالماً باخبار البلد وبموت العلماء، وكان حافظاً للحديث، وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره، وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وقد تكلموا فيه، قال الذهبي: وهو صدوق إن شاء الله. قلت: ولم ينفرد به عن ابن أبي مريم بل تابعه على روايته عنه يحيى بن معين، كما رواه أبو أحمد الحاكم في الكنى، وابن أبي مريم احتج به الشيخان، والسري بن يحيى وثقه شعبة ويحيى بن سعيد وأبو داود الطيالسي وأحمد وابن معين وابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، وأما أبو شجاع فهو سعيد بن يزيد القتنباني احتج به مسلم، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي، وأما قول الذهبي في الكنى من الميزان: أبو شجاع نكرة لا يعرف عن أبي ظيبة، ومن أبو ظيبة فمردود عليه، ثم ناقض في آخر الترجمة فقال: وأما أبو شجاع فسعيد بن يزيد، قلت: وأما أبو ظبية فذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى وأنه يروي عن ابن عمر وابن مسعود، ثم روي الحديث من طريق يحيى بن معين عن السدي، فأما روايته عن ابن مسعود فرويناها في كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد عن السري بن يحيى أن أبا شجاع حدثه عن أبي طيبة عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً" ورواه عبد الله بن وهب في جامعه عن السري بن يحيى، ومن طريقه رواه أبو أحمد، أنبأنا السري بن يحيى، فذكره. اخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي -رحمه الله- بقراءتي عليه بالإِسناد المتقدم إلى الطبراني، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا علي ابن زيد الفرائضي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله

_ = فإن كان هو كما علمت وإن كان سعيد بن يزيد فإنه من رجال مسلم. أما أبو طيبة فهو واحد من اثنين: الأول: قد ذكره الذهبي في الميزان بقوله: أبو طيبة عن ابن مسعود وغيره، وعنه أبو شجاع سعيد مجهول. الثاني: عيسى بن سليمان الدارمي كما رجحه ابن حجر في لسان الميزان (7/ 61) وقد ضعفه يحيى بن معين، وساق له ابن عدي عدة مناكير، والله أعلم.

عنهما -عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان في وصية نوح عليه السلام: يا بني إني موصيك ومقصر عليك الوصية كي لا تنسى؛ أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، فأما اللتين أوصيك بهما، فإني رأيت الله عز رجل وصالح خلقه يستبشرون بهما، ورأيتهما يكثرون الولوج على الله عز وجل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فإنه لو عدلت السموات والأرض في كفة لوزنتهن، ولو كن في حلقة لقصمتها حتى يلجن على رب العالمين، وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وبها يرزقون، إن استطعت يا بني أن لا يزال لسانك رطباً بهما فافعل؛ وأما اللتين أنهاك عنهما فالشرك والكبر" (¬106). هذا حديث يرتفع بالمتابعات والشواهد إلى جواز العلم به، رجاله ثقات إلا إسحاق ابن إبراهيم الحنيني، وكان ذا عبادة وصلاح، وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه، وقال البخاري: فيه نظر، وضعفه النسائي، ولم ينفرد به الحنيني، فقد رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك من رواية حماد بن زيد وجرير بن حازم كلاهما عن الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن نوحاً لما حضرته الوفاة دعا ابنيه فقال: إني قاصر عليكما الوصية، آمركما باثنتين وأنهاكما عن اثنتين" فذكره، وفي آخره: "وآمركا بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبهما يرزق كل شيء" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا للصقعب بن ¬

_ (¬106) إسناده ضعيف جداً، والحديث صحح: أخرجه الطبراني في الدعاء (1714) من طريق إسحق بن إبراهيم الحنيني، ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- مرفوعاً وهذا إسناد ضعيف جداً: فيه إسحق بن إبراهيم الحنيني قال فيه البخاري: فيه نظر وقال النسائي: ليس بثقة. وأخرجه أحمد (2/ 169)، والحاكم (1/ (49) 50)، والبيهقي في الأسماء والصفات (103) من طريق الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجا للصقعب بن زهير فإنه ثقة. قليل الحديث. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح الإِسناد والصقعب ثقة.

زهير، فإنه ثقة قليل الحديث، ثم قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن عمر يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم، يقول: سمعت أبا زرعة عن الصقعب بن زهير، فقال: ثقة، وهو أخو العلاء بن زهير، وبه إلى الطبراني، قال: حدثنا سعد بن محمد بن المغيرة، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو: "اللهم اجعل أوسع رزقك عليَّ عند كبر سني وانقطاع عمري" (¬107) ورواه الحاكم في المستدرك، قال: ثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية الفقيه إملاء ببخارى، ثنا أبو علي صالح بن محمد بن حبيب الحافظ البغدادي، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عيسى بن ميمون مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن القاسم فذكره، وقال: هذا حديث حسن الإِسناد، والمتن غريب في الدعاء، مستحب للمشايخ، إلا أن عيسى بن ميمون لم يحتج به الشيخان، قلت: عيسى بن ميمون أربعة أحدهم هذا الذي روى عن القاسم اختلفوا فيه، فوثقه أبو داود، وقال أبو الجنيد عن ابن معين: ليس به بأس وضعفه الجمهور، إنما أوردته لتحسين الحاكم والله أعلم. الحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، حسبنا الله ونعم الوكيل، تم كتاب (قرة العين) للحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي. ¬

_ (¬107) إسناده ضعيف جداً: أخرجه الطبراني في الدعاء (1049)، وفي الأوسط كما في المجمع (10/ 182)، والحاكم (1/ 542)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 181) من طريق عيسى بن ميمون موالى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن القاسم بن محمد عن عاثشة -رضي الله عنها- مرفوعاً. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد والمتن غريب في الدعاء مستحب للمشايخ إلا أن عيسى بن ميمون لم يحتج به الشيخان. فتعقبه الذهبي بقوله: عيسى متهم. قلت: نعم عيسى بن ميمون قال عنه البخاري منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث وضعفه جماعة وقال أبو حاتم متروك الحديث.

§1/1